دمية عتيقة
في قرية هادئة على ضفاف نهر النيل، عاشت فتاة صغيرة تدعى “نور” مع جدتها العجوز. كانت نور طفلة وحيدة، تقضي معظم وقتها في اللعب مع دميتها المفضلة “لولي”.
كانت لولي دمية عتيقة ورثتها نور عن جدتها، تميزت بعينيها الزجاجيتين الكبيرتين وفستانها الأبيض الباهت.
في إحدى الليالي، بينما كانت نور نائمة، سمعت صوتًا غريبًا قادمًا من غرفتها. نهضت ببطء وشعرت بالخوف يتسلل إلى قلبها.
توجهت نور إلى غرفتها، فوجدت لولي جالسة على حافة السرير، تنظر إليها بعينيها الزجاجيتين. شعرت نور ببرودة تسري في جسدها، وكأن لولي تنبض بالحياة.
ابتسمت لولي ابتسامة عريضة، وكأنها تريد أن تقول شيئًا. اقتربت نور من لولي، فسمعت صوتًا خافتًا ينبعث من داخلها: “لعب معي، نور…لعب معي!”.
خافت نور من هذا الصوت، ورمت لولي على الأرض وركضت إلى جدتها.
حاولت نور أن تخبر جدتها بما حدث، لكن جدتها لم تصدقها وقالت لها إنها مجرد تخيلات من خيالها.
في الليلة التالية، حدث نفس الشيء. سمعت نور صوتًا غريبًا، ووجدت لولي جالسة على حافة السرير، تنظر إليها بعينيها الزجاجيتين.
اقتربت نور من لولي مرة أخرى، فسمعت نفس الصوت الخافت: “لعب معي، نور…لعب معي!”.
هذه المرة، لم تخف نور. بل أمسكت لولي وبدأت تلعب معها. شعرت نور بسعادة غريبة، وكأن لولي أصبحت صديقتها الحقيقية.
منذ ذلك اليوم، بدأت نور تقضي كل وقتها مع لولي. كانت تلعب معها وتتحدث إليها، وتشعر وكأن لولي تفهمها وتشاركها أفكارها.
لكن مع مرور الوقت، لاحظت نور أن لولي قد تغيرت. أصبحت عيناها أكثر إشراقًا، وفستانها أكثر بياضًا، وابتسامتها أكثر اتساعًا.
كما بدأت نور تسمع أصواتًا غريبة في جميع أنحاء المنزل، وتشعر بوجود أشياء غامضة تُراقبها.
خافت نور من هذه التغييرات، وأرادت أن تتخلص من لولي، لكنها لم تتمكن من ذلك.
في إحدى الليالي، بينما كانت نور نائمة، استيقظت على صوت صراخ. ركضت إلى غرفة جدتها، فوجدتها ملقاة على الأرض، ودمها يتدفق من جرح في رقبتها.
بجانب جدتها، كانت لولي واقفة، وعيناها تتوهجان باللون الأحمر.
أدركت نور في تلك اللحظة أن لولي ليست دمية عادية، بل هي روح شريرة قد سيطرت على جسدها.
هربت نور من المنزل، ولم تعد إليه مرة أخرى. عاشت نور باقي حياتها خائفة من ذكرى لولي، لعنة الدمية العتيقة التي سلبت منها جدتها.