متى تخضعين لقلبى
الفصل الثالث والثلاثون ..
بعد مرور شهر جلست جيهان السكرى بتأفف امام نجوى فى موعد الزياره الرسمية والمحددة من قبل قطاع السجون تسألها بنفاذ صبر :
-خير يا نجوى ؟! سعيد قالى انك طالبه تشوفينى ضرورى ؟!..
حركت نجوى رأسها يميناً ويساراً بأضطراب واضح ثم اجابتها وهى تقطم أظافرها بتوتر :
-اه يا طنطى انا طلبت من بابى يكلمك فى الزياره اللى فاتت لما لقيتك مش بتسألى عليا ولا فكرانى ..
قالت جيهان مبرره وهى تشعر بالاشمئزاز من ذلك المكان والذى اضطرت لمجيئه بعد توسلات سعيد لها :
-مانتى عارفه يا نجوى الظروف اللى انا بمر بيها مع نيرمين .. اكيد يعنى عندك خبر نيرو حصل فيها ايه !!..
حركت نجوى رأسها بتوترعده مرات يميناً ويساراً فى حركه اصبحت ملازمه لها فى الاونه الاخيره ثم هتفت متسائله بتوجس :
-هى عامله ايه دلوقتى ؟!.. هتخف ولا لاء .. قصدى يعنى العلاج جاب نتيجه ؟!.
استرعى انتباه جيهان حاله الاضطراب التى تتحدث بها نجوى طوال الوقت ، تُرى هل تتعاطى هى الاخرى شئ ما ؟!، حتى وان فعلت هى لا تهتم قيد أنمله ، يكفيها التفكير والاهتمام بأبنتها والتى على وشك خسارتها ، تنحنحت قائله بأقتضاب :
-كويسه .. بس ياريت تقوليلى ايه الحاجه اللى عايزانى فيها عشان الحق امشى ..
التفت نجوى حولها للمره الاخيره مما جعل جيهان تتوجس منها ثم اشارت لها بيدها للاقتراب منها وانتظرت حتى فعلت جيهان ثم قالت هامسه امام وجهها بأبتسامه شديده الاضطراب :
-بابى هيهربنى .. كمان يومين بالظبط هيخرجنى من هنا بفكره التسمم اللى حصلتلى المره اللى فاتت .. وبعدها هروح معاه ايطاليا ومش هرجع مصر تانى ..
عقدت جيهان حاجبيها معاً بأستنكار ، هل تلك فعلاً نجوى التى تتحدث إليها !!، كيف اصبحت بلا حذّر هكذا؟! ، هذا ما فكرت به وهى تنظر نحوها بتوجس حتى تتأكد من عدم استماع احد لهم ثم قالت بعدم اهتمام :
-طب وانا مالى ؟!..
صاحت بها نجوى بحده جعلت بعض المسجونات يلتفتوا إليهم :
-يعنى ايه مالك .. احنا مش بينا اتفاق ..
همست جيهان بنبره خفيضه :
-شششششش وطى صوتك .. هتفضحينا .. وبعدين اتفاق ايه ده ؟!..
عادت نجوى لقطم أظافرها بتوتر ثم قالت بنبره خفيضه :
-اننا نخلص من حياة الزفت دى واتجوز فريد !!..
اجابتها جيهان معترضه :
-فريد ازاى وانتى بتقولى هتهربى بره البلد ؟!…
اجابتها نجوى بحده :
-مش شغلك .. احنا بينا اتفاق ولازم يتنفذ ..
عادت لتقترب بوجهها من جيهان ثم قالت هامسه :
-فريد هو اللى رمانى هنا .. وهو اللى عمل كده ده بينتقم منى عشان انا اللى سممت حبيبته ..
جحظت عينى جيهان للخارج ثم همست مستنكره :
-مش معقول !!! انتى يا نجوى ؟!..
حركت نجوى رأسها مؤكده وهى تبتسم بأنتصار ثم اردفت وهى تعود لوضع أظافرها تحت أسنانها :
-عشان كده انا لازم انتقم منه .. لازم اموتها واحرق قلبه عليها وبعد كده اسافر واخده معايا .. وانتى هتساعدينى ..
-اساعدك !!!.. نجوى انتى بتقولى ايه ؟!! يسافر معاكى ازاى وانتى بتقولى انتقم منك عشانها ؟!..
هذا ما تسائلت به جيهان بتعجب وهى ترمق نجوى بنظرات متوجسه .
صاحت نجوى بها مرة اخرى معنفه :
-ايوه هيسافر معايا .. هو بيحبنى انا بس مش عارف .. ولما هى تموت هيفهم ده ..
عادت جيهان بجسدها للوراء قليلاً تتامل نجوى وطريقتها الغير متزنه ، ربما يمكنها الاستفاده منها وهى فى تلك الحاله ، نعم هذا ما ستفعله فحركات جسد نجوى بأكملها مريبه ، ستستخدمها فى القتل بدل تلويث يدها بنفسها .
-ماشى .. موافقه بس بشرط .. مليش دعوه بخروجك من هنا ..
كانت هذه الجمله هى ما تفوهت به جيهان بمكر وقد عقدت النيه على تنفيذ خطتها فى اسرع وقت ، اجابتها نجوى بحماس :
-لا هروبى بابى مرتبه .. فاضل انتى بس تنفذى اللى هنتفق عليه بس فى خلال ٣ ايام من دلوقتى وبعدها ميعاد طايرتى انا وفريد ..
غضت جيهان الطرف عن جملتها الاخيره ثم قالت هامسه :
-اتفقنا .. انا كده كده كنت مرتبه حاجه فى دماغى .. دلوقتى بس محتاجه أسرعها شويه ..
تحركت نجوى واقفه ثم قالت بتوتر :
-يومين بالظبط وهتلاقينى قدامك نرتب هخلص منها ازاى ..
وافقتها جيهان ثم سحبت حقيبه يدها مستعده للخروج ورأسها تعج بألف فكره وفكره ، يبدو ان القدر يسير معها فها هو منصور قد أعطاها عنوان مخزن الشركه القديم ووضعه تحت تصرفها مع عدد من رجاله ، والان نجوى على استعداد لقتل حياة ويمكنها بحيله بسيطه جعل رصاصه اخرى طائشه تخرج من يدها بالخطأ لقلب فريد .
فى المساء وبعد تناول وجبه العشاء جلس كلاً من فريد داخل غرفه المعيشه وجلست حياة بجواره تستند برأسها على كتفه وتحتضن يدها كفه وهى تشاهد بشغف احد افلامها العربيه المفضله ، تململ فريد فى جلسته جوارها ثم هتف اسمها بضجر :
-حياة حبيبتى .. انتى اول مره تشوفى الفيلم ده ؟!..
اخرجت صوت من حنجرتها يدل على النفى وهى لازالت تتابع بتركيز واندماج شديد ، فى تلك الأثناء دلفت عفاف تحمل بكلتا يديها صينيه القهوه ثم قدمتها إلى فريد مستفسره وهى تنحنى بجذعها لتضعها فوق الطاوله الموضوعه امام الاريكه الوثيره :
-فريد بيه .. تؤمر بحاجه تانى ؟!.
اجابها فربد بنفاذ صبر :
-لا يا دادا ..
رفعت عفاف رأسها تنظر نحوه بسعاده ، أعوام منذ قرر الانفصال عن والده والعيش بمفرده وهى تعمل فى خدمته وعلى راحته وتلك هى مرتها الاولى التى تسمعه يطلق عليها لقب مثلما تفعل زوجته ، اه من زوجته تلك التى جعلت البسمه لا تفارق وجهه منذ عده اسابيع ، تنهدت عفاف بأرتياح وهى تعتدل فى وقفتها ثم وجهت حديثها تلك المره لحياة تسألها هى الاخرى :
-حياة يا بنتى .. تحبى اعملك حاجه انتى كمان ؟!..
اجابتها حياة بودها المعتاد وهى ترفع رأسها من فوق ساعد فريد :
-لا يا دادا تسلمى .. لو مش وراكى حاجه تعالى اتفرجى على الفيلم معانا ..
اتسعت ابتسامه عفاف من مجامله مخدومتها الرقيقه والمراعيه فالطالما كانت تمتاز بالأدب والتواضع ثم قالت بأمتنان شديد :
-يسلم خاطرك يابنتى .. بس لو مش محتاجين حاجه تانى اسمحولى اروح بدرى ارتاح ..
فى الواقع لم تكن عفاف متعبه او شئ من هذا القبيل ولكنها فى الفتره الاخيره كانت تتعمد كلما سنحت لها الفرصه بأعطائهم المساحه الخاصه بهم خصوصاً بعد عوده فريد من عمله بعد صلاح الاحوال بينهم فى الفتره الاخيرة ، اجابتها بأبتسامه متفهمه :
-لا يا دادا اتفضلى .. وخلى سارة كمان تروح .. لو احتاجنا اى حاجه انا موجوده ..
اومأت لها عفاف موافقه ثم تحركت للخارج مختفيه عن الأنظار ، انتظر فريد حتى خرجت عفاف من الغرفه ثم جذبها من خصرها لتجلس داخل احضانه ثم تحدث متذمراً بملامح وجهه ممتعضه :
-يا سلام !! هو انا عارف اخد راحتى مع الفيلم اللى مصممه تتفرجى عليه ده عشان تخلى عفاف تقعد معانا كمان !!! ..
ابتسمت حياة من تذمره الطفولى ثم رفعت كفها تتلمس بأناملها ذقنه ثم قالت بنعومه لتراضيه :
-يا حبيبى هى عمرها ما هتقعد معانا انت اكتر واحد عارف انها بتتحرج .. انا بس بحاول احسسها انها مننا مش غريبه .. كفايه عليا انها من ساعه ما رجعت وهى جنبك وعمرها ما باعتك رغم الظروف فى الوقت اللى كله ممكن يعمل اى حاجه عشان الفلوس ..
تهدج صوتها حزناً فى جملتها الاخيره فعلم فريد ما ترمى إليه ، بالطبع مازالت حزينه مما فعلته بها تلك المدعوه نيرمين فرغم كل شئ هو يعلم ان نيه زوجته كانت الخير والذى قابلته اخته بالشر والمكيدة رغم اعتراضه لذلك تحدث مسرعاً ومحاولاً تغير مجرى الحوار :
-انتى واخده بالك ان البيت فضى علينا ولا ايه ؟!..
قال جملته تلك بنبره عابثه جعلت الاحمرار يغزو وجنتها ثم تحدثت بخجل :
-فريد لو سمحت خلينى اركز فى الفيلم وبعدين كنت عايزه اكلمك فى حاجه كده ..
سألها وهو يبتسم من خجلها والذى لازال يلازمها حتى الان :
-قولى اى حاجه بدل الملل اللى انا فيه وانتى حبسانى جنبك كده ..
تحولت ملامحها ولكمته فوق كتفه برقه قائله بمشاكسه :
-متقولش على فيلمى اللى بحبه ملل .. وبعدين انت مش ناوى تحن عليا وترجعنى الشغل معاك تانى ؟!.. فريد انا بجد زهقانه اوى ..
اجابها معترضاً بأسترسلال :
-ايه لازمه الشركه وانتى كده كده بتعملى اللى بحتاجه من البيت .. وكمان انتى عارفه سبب طلبى نزولك فى الاول بس دلوقتى خلاص .. بقيت اقدر اسيبك هنا وانا مطمن ..
جعدت انفها ثم قالت بأحباط :
-تمام انا عارفه انى بعمل اللى تحتاجه هنا وبساعدك بليل بس برضه طول اليوم حاسه بملل خصوصاً يعنى انى مش بخرج تقريباً وانت مش بترجع غير بليل .. وانا اتعودت انى اكون معاك على طول .. حتى لو مش شايفاك احساس انى معاك فى مكان واحد وبتنفس الهوا اللى انت بتتنفسه بيطمنى .. وبعدين اعمل ايه بقى انت بتوحشنى والكام ساعه اللى بشوفك فيهم مش بيكفوا ولا بحس انى اشبع منك ..
تنهد بأستسلام وهو ينظر داخل عينيها بهيام قائلاً بلين شديد :
-والله انا ما عارف اثبت على موقف معاكى .. كل ما اقول على حاجه برجع فيها ومش بنفذها بسبب كلامك ده ..
اتسعت ابتسامتها واخفت رأسها داخل عنقه وهى تغمغم بسعاده وحب :
-انت احلى فريد فى الدنيا .. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش من نفسك اللى مخلى لحياتى معنى ..
طبع قبله فوق شعرها رداً على حديثها ثم عاد ليقول بهدوء :
-طب خلينى اقوم العب شويه لحد ما تخلصى الدراما اللى مصممه تشوفيها دى وارجعلك ..
شددت من لف ذراعها حول عنقه وتشبثت به كطفل صفير وهى تهتف معترضه بلهفه :
-لا .. عشان خاطرى خليك معايا .. مش عايزه ابعد عنك .. وبعدين فى حد مبيحبش فيلم دعاء الكروان وقصه حب آمنه والباشمهندس اللى اتحولت من كره لحب وهو اتغير بسبب حبها ؟!..
سألها فريد مشاكساً :
-وانتى بقى بتحبي الفيلم عشان كنتى بتكرهى الباشمهندس زى آمنه ؟!..
رفعت رأسها واقتربت منه ثم أحاطت وجهه بكفيها قائله بعشق وهى تحدق داخل عسليتيه :
-لا انا الباشمهندس بتاعى بحرى واللى فى الفيلم كان زراعى ده اولاً يعنى .. وبعدين انا بحب الباشمهندس بتاعى من اول ما عينيا وقعت عليه .. عمرى ما كرهته .. اه كنت زعلانه منه او بالأدق من نفسى لكن اكرهه ازاى وهو نفسى اللى بنتفسه ؟!..
ومضت عينيه بسعادة وهو يستمع إلى حديثها المحب والتى باتت تغدقه به يومياً حتى اصبح كالادمان بالنسبه إليه ، تنهد بحراره وهو ينظر إلى عينيها التى تضوى ببريق خاص لا يلمع إلا له ثم غمغم قائلاً بصوته الاجش :
-انا بقول خلينى اقوم احسن ..
امتعضت ملامحها ثم قالت متصنعه الضيق :
-والله !! على فكره انت بتهرب عشان تروح تلعب انا عارفه .. وحشتك الاوضه بتاعتك اللى مش بتخلى حد يدخلها دى ..
رفع فريد احدى حاجبيه مستنكراً وهو ينظر إليها بأندهاش ثم هتف بعدم تصديق :
-الاوضه بتاعتى ومش بخلى حد يدخلها !!.. طب ايه رايك هقفل ورايا فعلا عشان يبقى بجد محدش يعرف يدخلها ..
هتفت حياة مسرعه لتثنيه عن قراره :
-لا خلاص بهزر ..
صمتت لوهله لتفكر بخبث ثم قالت بدلال متصنع :
-خلاص مش هحرمك .. مادام انت مش عاجبك الفيلم روح ..
قطب حاجبيه معاً بأرتياب وهو يسألها بتشكك :
-حياة .. انتى متأكده ؟!..
اجابته بعدما طبعت قبله رقيقه فوق وجنته :
-اها متأكده .. انا عارفه قد ايه انت بتحب الرياضه واكيد هبقى عايزاك تعمل اللى انت بتحبه ..
رمقها بنظره تشكك اخيره فأردفت تقول بمكر :
-انت مش عارف ان اهم حاجه عندى تكون مبسوط ولا ايه .. بس بشرط .. لما الفيلم يخلص هتلاقينى قدامك ..
طبع قبله فوق رأسها وهو يبتعد عنها استعداداً لتركها قائلاً بحماس :
-الفيلم ده طويل ولسه بدرى ..
ابتسمت له بتصنع وهى تومأ له برأسها موافقه وتلوح له بيدها مودعه حتى اختفى من امامها ، انتظرت حتى قام بتبديل ملابسه ودلف غرفته المفضله ثم تحركت من مقعدها وداخلها يتوعد له .
بعد اقل من نصف ساعه على اختفائه بداخلها ، وقفت حياة امام باب غرفته الرياضيه تأخذ نفساً عميقاً بعدما تأكدت من مظهرها للمره الاخيره فى مرآه الاستقبال ثم فتحت باب الغرفه ودلفت بهدوء حافيه القدمين ، تسمرت نظرات فريد فوقها وتوقفت ذراعه التى كانت تحمل احد الأوزان عن الحركه انبهاراً بما يراه امامه ، شعر بأنفاسه تتسارع وحراره جسده ترتفع تدريجياً وهو يتأمل مفاتنها البارزه بوضوح ، مرر عينيه ببطء شديد يتفحص رداء النوم الاسود الذى تقف به امامه والذى يتناسب تماماً مع بشرتها الحنطيه الناعمه ويكاد يغطى خصرها بعده انشات قليله ويكشف عن ظهرها بأكمله مع فتحه عنق منخفضة ، اما عن شعرها فقد رفعته للاعلى ثم تركته ينسدل حتى مقدمه ظهرها بحريه ونعومة ، ابتسمت حياة بأنتصار وهى تتقدم منه بهدوء شديد فنظرة عينيه الداكنتين تفصح عما يدور داخله بوضوح ، توجهت نحوه بأبتسامه مشرقه حتى توقفت امامه ثم قالت بتمثيل :
-حبيبى .. انا عارفه ان لسه قدامك وقت بس انا عايزه انام فجيت اقولك تصبح على خير ..
انهت حديثها بالوقوف على أطراف أصابعها العاريه وطبعت قبله ناعمه للغايه فوق وجنته جعلت رائحه عطرها تتسلل إلى انفه وتزيد من اضطراب انفاسه ، ابتعدت عنه حياة ببطء قائله بنعومه :
-محتاج منى حاجه قبل ما انام ؟!..
لم يجيبها فريد بل انحنى بجزعه يضع احد الأوزان التى كان يحملها فوق الارضيه ثم عاد واعتدل فى وقفته قبل ان يسألها مستفسراً بصوته الاجش مأخوذاً بفتنتها :
-هتنامى دلوقتى ؟!.. ده الساعه يادوب ١٠ !!!..
تثائبت حياة امامه بتمثيل وهى تضع كفها فوق فمها لإخفائه ثم اجابته برقه مفسره :
-مش عارفه بس زهقت من القعده لوحدى والفيلم شكله نايمنى ولقيت نفسى بنام وانا قاعده فقلت اطمن عليك محتاج حاجه الاول ولا لاء ..
تنام !! هكذا !! لقد انتظر ايام حتى يراها ترتدى تلك الأشياء التى اختارها كلها بعنايه من اجلها والان تخبره برغبتها فى النوم !! بعدما اثارت اعصابه !! وهى بذلك الشكل المدمر !! لماذا لم ترتدى تلك المنامات الطفولية الغريبه كعادتها بدلاً من ذلك الرداء الذى يجعلها كأله فتنه ؟!، على ذكر الرداء ، هتف فريد بها بضيق متسائلاً :
-حيااااة !!! انتى ازاى تنزلى من الاوضه كده !! ، احنا مش اتكلمنا قبل كده فى اللبس بره الاوضه !!..
نظرت حولها ببلاهه ثم اجابته مبرره :
-حبيبى مفيش حد فى البيت غيرى انا وانت .. وانا كنت بجربه فى الاوضه وكنت هنام على طول .. بس مهنش عليا انام من غير ما اقولك تصبح على خير .. وبعدين خلاص انا طالعه اهو ..
قالت كلمتها الاخيره وهى تتلمس بكفها عضلات ذراعه العاريه برقه شديده ثم أبعدت يدها عنه على الفور ، لانت ملامح وجهه ثم تحدث بنبره عابثه وهو يمد ذراعه ليلصقها بصدره ويمنعها من الابتعاد :
-لا تنامى ايه بس .. تعالى عايزك فى موضوع مهم ..
سألته حياة بهيام وهى تنظر بداخل بندقيته وتمرر كلتا كفيها بنعومه فوق ذراعيه :
-معلش ممكن نأجل الموضوع لبكره .. يلا عشان مش عايزه اعطلك ..
خطوه واحده هى المسافه التى ابتعدتها عنه والتى سمحت بها قبضته التى عادت لتشدد من احتضانها لها حتى التصقت تماماً به ثم قال وهو يخفض رأسه فى اتجاهها حتى شعرت بأنفاسه الحاره تلحفها :
-طب مش هتسمعينى حاجه الاول ؟!..
سألته حياة بحب ورقه :
-ايه هى ؟!..
اجابها وهو يتلمس بشفتيه وجنتيها :
-الكلمه اللى بقيت بستنى يومى الجديد عشان اسمعها ..
سألته حياة بعشق وهى ترفع رأسها إليه فتلامست شفتيهما معاً :
-انت مزهقتش منها ؟!..
اجابها مستنكراً وهو يلثم بنعومه شفتها السفلى :
-ازهق منها ازاى وانا عشت سنين احلم بشفايفك بتنطقها ؟!.. ده انا بستنى طول اليوم لحد ما اسمعها .. حد يزهق من الكلمه التى بتروى عطش روحه ؟!..
اغمضت حياة عينيها وهى تتنهد بوله ثم فتحتهم مرةً اخرى قائله بولع وهى تحاوط جانب وجهه الأيمن بكفها وتطبع قبله عاشقه فوق شطره الأيسر :
-بحبك يا فريد ..
ردد فريد من خلفها وهى يضع كفه فى منتصف ظهرها العارى :
-وانا بحبك يا حياة فريد ..
تنحنحت حياة متذكره خطتها قبل إزاحتها لكفه من فوق ظهرها قائله بخبث وهى تهم للتحرك :
-احم تصبح على خير .. وارجع لتمارينك بقى ..
اوقفها فريد بلهفه قائلاً بحسم :
-لا انا خلاص خلصت ..
قطبت حياة حاجبيها معاً وهى تسأله محاوله قدر الامكان كبت ابتسامتها المنتصره :
-خلصت !! متاكد !! انت مكملتش نص ساعه حتى ؟!..
اجابها وقد قطع المسافه بينهم وبدء يطبع قبلات متقطعه فوق شفتيها :
-تولع التمارين مش وقتها دلوقتى .. هطلع معاكى ..
صرخت حياة بأنتصار وعينيها تلمع بسعاده :
-هيييه .. كنت عار…
شهقت بندم وهى تعض فوق لسانها من اندفاعه الذى دائما يوقعها فى شر اعمالها ، ضيق فريد عينيه فوقها بأرتياب للحظات ثم عض فوق شفته السفلى بتوعد وهو يتقدم منها ، ابتلعت حياة لعابها بصعوبه وهى تتراجع للخلف تلقائياً كلما رأته يتقدم منها ثم قالت بفزع رافعه كفها امامها بتوسل :
-بص .. نتفاهم ..
سألها فريد وهو لازال يتقدم نحوها وتتراجع هى حتى ارتطم جسدها بالحائط :
-نتفاهم على ايه !!! بتلعبى عليا يا حياة !!..
انهى جملته تلك وهو يستند بكلتا ذراعيه على الحائط ليحاصرها ويمنع جسدها من الهروب ، نظرت حياة إليه بتوجس ثم انزلقت بجسدها للأسفل محاوله الفرار من اسفل ذراعه ، التقط فريد حركتها واخفض جسده هو الاخر معها ليمنعها من الحركه ، عادت حياة لتستقيم فى وقفتها مره ثانيه ثم هتفت بتوسل واناملها تتحرك فوق صدره العارى بحريه :
-فريد .. حبيبى .. طيب اعمل ايه مانا بحس انك بتحب الاوضه دى اكتر منى .. ده جزائى عشان بغير.
سألها فريد بنبره ناعمه كالحرير وهو يقترب منها ويضغط بجسده فوق جسدها المنتفض :
-بتغيرى !! من الاجهزه والاوضه !!!.. وانا يا روح فريد ميهونش عليا غيرتك .. عشان كده هخليكى تقضى الليله كلها هنا معايا ..
اتسعت حدقتى حياة بذعر ثم رددت جملته مستنكره وهى تزدرد لعابها بقلق :
-الليله كلها !!! هنا !! بس الاوضه مفيهاش تكييف سخن وانت شايف انا لابسه ايه !!.. حبيبى انت مدرك صح ؟!..
حرك رأسه الملاصقاً لها مؤكداً على مهل فأحتكت انفه بأنفها ثم قال مؤكداً بنبره مثيره :
-متخافيش انا هدفيكى ..
فتحت فمها لتجيبه معترضه فألتهم شفتيها على الفور مبتلعاً اى حديث قد يخرج منه فالآن ليس وقت الكلام ، خفتت مقاومتها شيئاً فشئ حتى تلاشت نهائياً تاركه له المجال ليفعل بها ما يريد .
بعد فتره جلست حياة معه فوق الارضيه مستنده برأسها فوق صدره وذراعها يحيط خصره ، اما هو فقد أحاطها بكلتا ذراعيه يضمها بقوه ويستند بذقنه فوق رأسها ، هتفت حياة اسمه بخفوت بعد فتره من الصمت قائله بنبره شبه متوسله :
-فريد ..حبيبى .. ممكن نطلع بقى اوضتنا ..
همهم نافياً ثم اجابها بمكر :
-لا الاوضه هنا عجبانى مفيش غير انا وانتى .. وانتى عارفه انا قد ايه بحبها ومش بخلى حد يدخلها .. يعنى خلاص بقت المكان بتاعى انا وانتى وبس ..
لوت حياة فمها بضيق وقد ابتلعت اعتراضها بداخلها وبعد فتره من الصمت عادت
لتقول برقه :
-فريد انا بردانه ..
مد ذراعه يجذب سترته الرياضيه والتى وضعها بجوارهم تحسباً ثم عاد ليحتضنها بعدما البسها إياه بأهتمام ، اما عن كفه فقد بدءت تفرك ساقها صعوداً وهبوطاً لنشر الدفء بهما ، اغمضت حياة عينيها وهى تتنهد براحه مستمتعه بذلك الدفء اللذيذ والذى بدء ينتشر على طول جسدها بفعل لمساته وكنزته الثقيلة التى تحمل رائحته بداخلها ، سألها فريد بأهتمام مستفسراً :
-لسه بردانه ؟!..
رفعت رأسها تنظر إليه ثم قربت انفها من انفه واخذت نفساً عميقاً قائله بحب بعدما حركت رأسها نافيه :
-مش هبرد فى مكان انت فيه ..
توقفت يده عن العمل للحظه مشدوهاً بجملته ثم عاد ليحرك كفه فوق ساقها وعيونه تومض بسعاده ، هتفت حياة اسمه قائله بدلال :
-فريد .. فاكر لما قلتلى عندك ١١ نظره ليا .. انتى قلتلى عشره بس ..
اصدر صوتاً من حنجرته موافقاً فأردفت تقول بترقب :
-طب مش ناوى تقولى على الاخيره بقى ..
تنحنح محاولاً تنقيه حلقه ثم قال بترو :
-بصيلى كويس ومترديش على اللى هقولهولك دلوقتى ..
حركت رأسها موافقه بحماس شديد فى انتظار جملته ، اخذ نفساً عميقاً ثم قال وهو يحدق داخل حدقتيها المتلالئتين :
-حياة ..انا بحبك ..
ضوت عينيها بلمعه أشبه بالفضه وهى تنظر إليه بهيام ..
تتهد هو بأعجاب ثم قال بصوته الاجش وهو يتأمل عيونها بأنبهار :
-النظره الاخيرة .. نظرة الحب اللى كل مره بتبصيلى بيها بحس ان الحياة ليها معنى ..
ارتسمت ابتسامه واسعه فوق شفتيها ثم قالت بهيام وهى تضم وجهه بكفيها :
-بحبك وهفضل احبك لاخر العمر .. مهمها حد حاول يبعدنا .. انا وانت نفس فى رئتين .. روح وتوأمها .. قلب واحد وجوه صدرين .. ضلعك اللى مش بيرتاح غير لما يرجعلك .. حياة فريد ..
قاطعها هو يقول بعشق :
-وفريد حياة ..
طبعت قبله ناعمه فوق شفتيه بمجرد نطقه لتلك الجمله ثم عادت لتقول بوله :
-بحبك يا فريدى ..
تنهد فريد بحراره ثم قال وهو يغمزلها بعينيه :
-طب مش هنقوم بقى ؟!..
سألته بدلال :
-هنروح فين ؟!..
اجابها بنبرته العميقه الهادئه :
-اوضتنا ..
عضت فوق شفتها السفليه بأغراء وهى تحرك رأسها رافضه ، رفع فريد حاجبه مستنكراً وهو يحرك رأسه بعدم تصديق ، جعدت حياة انفها بمرح ثم عادت لتحرك رأسها بأيجاب وهى تقترب بشفتيها منه ، فتح فريد فمه للحديث فقاطعته تقول بهمس :
-ششششش .. انت بتتكلم كتير اوى على فكره ..
انهت جملتها وبدءت تتمسك بزمام الامور حتى تدخل هو مستلماً منها دفه مشاعرهم والتى يديرها بمهاره عاشق انتظر طويلاً لتحقيق غايته .
فى اليوم التالى جلست جيهان فى ذلك المقهى المنزوى عن اعين المارة والتى اعتادت مقابله منصور به تحاول ترتيب كلماتها حتى تصل لغرضها وتنهى ذلك اللقاء كما تريد ، هتفت بنبره قويه واثقه :
-استاذ عبد السلام .. انا طلبت اقابلك النهارده عشان ابلغك ان اللى اتفقنا عليه هيتقدم .. هننفذ بعد بكره على طول .. تمام ؟!..
سألها والد حياة مستفسراً بنظراته التى كانت دائما ما تتسم بعدم الذكاء :
-اشمعنى يعنى ؟!.. ماحنا كنا مرتبين كل حاجه ..
اجابته جيهان بضيق :
-كنا متفقين بس حصل تغير ولازم يتنفذ بعد بكره .. فى اعتراض ؟!..
قاطعها عبد السلام قائلاً بلهفه :
-لا مفيش .. انا دخلى ايه ؟! مادام هقبض خلاص .. بس زى ماتفقنا ملكيش دعوه بالبت ..
تململت جيهان بأشمئزاز من أسلوبه وطريقته ثم قالت بهدوء للخلاص من تلك المقابله :
-زى ما قلتلك .. انا معنديش مشكله مع بنتك .. كل اللى يهمنى هو ابن جوزى وبس .. بس هو حريص اوى ومفيش حاجه هتجيبه تحت رجلى غير بنتك لانه بيحبها .. ينزل تحت رجلى وخد بنتك معاك ..
وافق عبد السلام على حديثها ثم سأل بلهفه :
-طب وفلوسى ؟!..
عبثت جيهان بحقيبه يدها قليلاً ثم اخرجت منها مبلغ كبير من المال وضعته امامه فوق الطاوله ثم قالت بحزم :
-نص المبلغ اهو .. وهتاخد قده لما تجيبهالى ..
احتضن عبد السلام الأموال بكلتا يديه ثم اجابها بوميض اصرار:
-بعد بكره هتكون عندك .
فى مساء اليوم التالى راقبت حياة بحب شديد زوجها وهو يتحرك داخل غرفتهم بقوته المعتادة ، تنهدت بأعجاب وعينيها متعلقه بخطواته الواثقه استعداداً لعشاء عمله المقرر اليوم ، التقط فريد نظراتها تلك فعاد يجلس جوارها فوق الفراش وينحنى بجذعه فوقها قائلاً بمرح وهو يدفن رأسه داخل عنقها :
-ما تجيبى بوسه بسرعه قبل ما البس ..
ضحكت بسعاده وهى تستقبل قبلاته التى بدء ينثرها فوق عنقها وهى تغمغم بدلال :
-انا معنديش اى مانع .. بس كده انت اللى هتتأخر على ميعادك ..
رفع رأسه حتى اصبح فى مستواها ثم قال بخبث وهو يعود للاقتراب منها :
-مش مهم الميعاد خليهم يستنوا ..
اتسعت ابتسامه حياة بسعاده وهى تراه يتلمس قربها حتى فى خضم اعماله اللامتناهية ، قطع تقاربهم رنين هاتف فريد الذى ارتفع مصدراً اهتزازه قويه على الطاوله الموضوع فوقها ، ابتعدت عنه حياة قائله بهمس :
-حبيبى تليفونك ..
زفر فريد بضيق وهو يتحرك لالتقاطه ثم اجاب بأستعجال :
-خير ؟!!..
اجابه الطرف الاخير على مضض :
-فريد بيه .. عندى خبر مش كويس لازم حضرتك تعرفه ..
تأهبت ملامح فريد على الفور وأجابه مقطباً الجبين :
-قول سامعك ..
قال الرجل بترقب :
-نجوى .. هربت النهارده من السجن ..
انتفض فريد من جلسته وهب واقفاً وهو يهتف بقوه :
-نهار ابوك اسود !! الكلام ده حصل امتى ؟!..
اجابه الرجل بتعلثم :
-النهارده الصبح بعد حادثه تسمم اتنقلت بيها على المستشفى ويعدها بساعتين اختفت ..
هتفت فريد بحده مستنكراً :
-كمان من الصبح !! ولسه فاكر تبلغنى يا غبى !! .. اقفل .. اقفل لما اشوف حل فى المصيبه دى ..
لم ينتظر اجابه رجله بل اغلق الهاتف فى وجهه وهو يتحرك داخل الغرفه بعصبيه ، وقفت حياة هى الاخرى تسأله بقلق :
-فريد .. فى ايه قلقتنى ؟!..
نظر نحوها بتوتر ثم اجابها بضيق :
-مش خير يا حياة .. نحوى هربت ..
شهقت حياة برعب ووضعت يدها فوق فمها ثم سألته بنبره متوجسه :
-يعنى ايه ؟!..
لاحظ فريد ذعرها فأخذ نفساً عميقاً يحافظ به على ثباته امامها ثم اجابها بهدوء وهو يتقرب منها ويحتضنها :
-متخافيش مفيش حاجه .. دلوقتى الشرطه تقبض عليها تانى .. وانا من ناحيتى هدور عليها مش هكست ..
قاطعته حياة معترضه وهى تلتصق به اكثر :
-لا مخافش ازاى .. طبعاً لازم اخاف وعليك قبل اى حاجه ..
اجابها فريد قائلاً بترو ليطمئنها :
-انتى عارفه انها استحاله تعملى حاجه .. انتى اللى المهم تاخدى بالك .. حياة مش عايزك تتحركى من هنا لحد ما ارجعلك .. وخدى بالك من نفسك انا هروح بسرعه ومش هتأخر وهكلم شركه الحراسه تبعتلى ناس زياده لحد ما يتقبض عليها .
تعلقت حياة به اكثر قائله بأعتراض :
-لا عشان خاطرى .. خليك هنا مش لازم تروح ..
زفر فريد مطولاً محاولاً السيطره على توتره هو الاخر وإقناعها :
-حياة .. انا مش قايلك قبل كده طول مانا معاكى متخافيش ؟!..
اجابته حياة مستسلمه :
-بخاف عليك غصب عنى .. وبعدين مش عايزه اسيبك .. مضمنش ممكن تعمل ايه .. الله يخليك بلاش تروح ..
قبل وجنتها بحنان ثم قال بهدوء :
-مينفعش .. انتى عارفه انا محدد الميعاد ده من يومين ومش مهنيه انى الغيه فى اخر لحظه .. يرضيكى اطلع قدام الناس مش مسئول ..
مطت شفتيها معاً بتفكير لوهله وبدء يظهر على ملامحها ثم قالت بتأهب :
-اوك بس بشرط .. تكلمنى كل ساعه ..
استمع إلى جملتها ولم يعقب فأردفت حياة تقول بنبره حاسمه :
-فريد بجد لو مكلمتنيش كل ساعه تطمنى عليك هتلاقينى عندك .. دى واحده حاولت تسممنى قبل كده يعنى مضمنش من غيظها ممكن تعمل ايه تانى .
تنهد فريد بأستسلام ثم قال موافقاً على مضض:
-اوك .. بس فى المقابل مش عايزك تتحركى من هنا ولا حتى تنزلى تحت .. تقفلى الاوضه كويس ومتقربيش من البلكونه لحد ما ارجع فاهمه .. وزى ما قلتلك ساعه بالكتير وهتلاقى حراسه زياده موجوده ..
فى الحقيقه كان يحاول طمأنه نفسه بما يقول وليست طمأنتها هى فهو يخشى عليها كثيراً من غل نجوى وَمِمَّا تستطيع فعله بها ، اومأت حياة برأسها موافقه بهدوء ثم عادت تراقبه وهو يقوم بأرتداء ملابسه مرة اخرى بشغف .
تحركت حياة تقف قبالته عندما بدء فى ارتداء ربطه عنقه ثم قالت بحب وهى ترفع ملتا ذراعها لإمساكها :
-خليك .. انا هربطهالك .
اخفض فريد ذراعيه جانباً تاركاً لها المجال لفعل ما تشاء به ، قررت حياة اعاده المحاوله للمره الاخيره ربما يثنيه ذلك عن قراره لذلك اقتربت برأسها منه وهى تقف على أطراف أصابعها حتى تلمست شفتيه بشفتيها ثم قالت بنعومه :
-وحشتنى على فكره ..
لمعت عينى فريد على الفور استجابه لها ثم قال بصوته الاجش :
-وانتى اكتر .. بس مش هينفع دلوقتى ..
تبدلت ملامح حياة على الفور وامتعض وجهها ثم قالت بحده وهى تبتعد عنه :
-والله !! مش من شويه كان الميعاد مش مهم .. ماشى يا فريد بيه ..
ابتسم فريد من تذمرها الطفولى ثم قال بنبره ضاحكه وهو يمد يده ليوقفها عن الابتعاد اكتر :
-استنى بس متجريش .. يعنى لو قعدت هتعمليلى كل اللى انا عايزه ؟!..
اجابته بأندفاعها المعتاد :
-اه اى حاجه بس تقعد ومتنزلش ..
اتسعت ابتسامته وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً بيأس قائلاً بنبره جديه :
-لو كنتى بتعملى كده عشان عايزنى بجد كنت قلت يولع الشغل ..
رفع كفه امام وجهها ثم استطرد يقول بثقه :
-بس انا يا حياتى عارفك اكتر من دى وعارف انك بتعملى كل ده عشان منزلش خوف..
صمت قليلاً ليقطع المسافه بينهم ثم اردف يقول وهو يقبل طرف فمها :
-بس عشان تعرفى انى مش عايز ابعد عنك .. دى تصبيره لحد ما ارجع ..ووعد مش هتأخر .
انهى جملته والتهم شفتيها بين شفتيه بشغف وتملك ، بادلته حياة قبلته حتى ابتعد عنها هو اولاً متمتاً بنبره خفيضه :
-اوعى تنامى .. فاهمه .. ساعتين وارجعلك ..
حركت حياة رأسها موافقه ببطء غير قادره على ايجاد صوتها لمعارضته او اثاره حنقه كعادتها
عدل فريد من وضع ملابس والتقط هاتفه ومفاتيحه ثم طبع قبله مودعه فوق شعرها ووجنتها قبل هبوطه للأسفل استعداداً للخروج .
بعد حوالى ثلاث ساعات من الانتظار تحدثت معه خلالها اكثر من ثلاث مرات كما وعدها سمعت هدير محرك سيارته فى الحديقه ، ركضت نحو المرآه تتفحص مظهرها للمره الاخيرة ثم ابتسمت برضا ووقفت بترقب داخل الغرفه منتظره قدومه .
خرج فريد من السياره وهو يتأفف بضيق ، يالها من امرأه وقحه ، القى نظره اخيرة فى كاميرة هاتفه على ياقه قميصه قبل ان يزفر مرة اخرى بحنق ، من المستحيل ان الا ترى حياة تلك البقعه الحمراء هذا ما فكر بيأس وهو يتذكر تلك المرأة الطاعنه فى السن والتى باغتته بقبله خاطفه فوق عنقه فطبعت نصفها على الفور فوق ياقته البيضاء ، هل تظن تلك الألمانية الوقحه انها تستطيع التأثير عليه بتلك الطريقه المبتذلة ، يا لها من شمطاء غبيه ؟!، حسناً سيتصرف بلامبالاة كأنه لا يعلم بوجودها عل وعسى لا تلاحظها زوجته هى الاخرى ، دلف فريد الغرفه بترقب وبمجرد رؤيه حياة له قفزت فوقه تعانقه بقوه وهى تمتم برقه بالغه :
-وحشتنى اوى .. حمدلله على السلامه ..
ارتخت ملامحه وتناسى كل قلقه بمجرد ضمها داخل احضانه وبين يديه فشدد من احتضانه لها والتصاقه بها ثم بدء مباشرةً بطبع قبلات متفرقه فوق وجهها قائلاً بعشق :
-وانتى كمان وحشتينى ..
ابتعدت حياة عنه قليلاً ثم قالت بنعومه وهى تحل ربطه عنقه وتخلع جاكيت بدلته :
-عملت ايه فى اجتماعك ؟!.. خلصت الشغل ..
اجابها بثقه وهو يحل آزار اكمامه :
-اها طبعاً .. دى محتاجه سؤال ..
ابتسمت بسعاده ثم قالت برقه :
-مبروووك .. ربنا يوفقك دايماً .. تحب اعملك حاجه من المطبخ ؟!..
حرك رأسه نافياً ثم اجابها ويده تحس ذلك المئزر الاحمر الحريرى الذى ترتديه باحثاً عن رباطه :
-لا انا عايز تفضلى فى حضنى عشان انسى كل وجع دماغ النهارده ..
ضغطت فوق شفتيها بخجل ثم تمتمت هامسه :
-اللى انت عايزه ..
ابتسم لرقتها وخجلها ثم انحنى برأسه ليقترب منها ، رفعت حياة رأسها هى الاخرى لتنظر إليه ثم شهقت بصدمه وهى تبتعد عنه ، تبدلت ملامحها فى لحظة ثم سألته بتأهب :
-فريد .. ايه ده ؟!..
اجابها فريد مدعياً عدم الفهم :
-ايه ده !!!..
اجابته حياة بحده وهى تشير برأسها نحو عنقه :
-فريد متستعبطش .. ايه اللى فى ياقه قميصك ده ..
نظر فريد بطرف عينيه إلى ياقه قميصه بعدما حل الزر الاول منه ثم قال كاذباً :
-مش عارف ..
اقتربت حياة منه وجذبته من ياقته ثم قامت بأستنشاقه قائله بغضب :
-فريد متستعبطش ده روج .. ممكن اعرف جه منين ؟!..
اجابها فريد ببلاهه :
-منك .. مش انتى كنتى بتحضنينى من شويه !!..
رفعت حياة كلتا حاجبيها مستنكره ثم قالت بنبره حانقه :
-والله !! طب اولاً يا استاذ انا كنت حاضناك من الناحيه الشمال والبقعه فى اليمين .. وبعدين اتفضل بص كده هو ده اللون اللى انا حاطاه ..
نظر فريد نحوها بقله حيلة ثم هتف قائلاً بأستسلام :
-طب بصى هحكيلك بس بلاش الجنان بتاعك يطلع عليا ماشى ..
رفعت كلتا حاجبيها بغضب ووضعت يدها فوق خصرها بتأهب ولم تعقب ، تنحنح فريد استعداداً للحديث ثم قال بتوجس شديد :
-وانا بسلم على الوفد الألمانى كانت معاهم واحده ست كبيره مديره العلاقات هناك .. حاولت تبوسنى وانا بعدت عنها بس كانت حاطه لون غامق طبع على طول .. واحده ست غبيه فكرت انها لما تعمل كده هتخلينى أمضى بشروطها ..
تحولت ملامح وجهه حياة للضيق فأردف يقول بيأس :
-بس وحياتك عندى انا وقفتها عند حدها .. ممكن متزعليش انتى عارفه عمرى ما هسمح لواحده غيرك تقربلى ..
ضغطت حياة فوق شفتيها معاً وابتلعت لعابها بقوه ثم قالت بنبره مختنقه وهى تطبع قبله جافه فوق وجنته :
-خلاص محصلش حاجه انا مصدقاك ..
سألها فريد بذهول :
-مصدقانى !!.. ثوانى كده .. يعنى انتى مش زعلانه من اللى حصل ومش هتتعصبى وتقلبى الليله خناق ..
ابتسمت بأقتضاب ثم اجابته بعدما اخذت نفساً عميقاً تحاول السيطره على دموعها التى بدءت تتجمع بداخل مقلتيها :
-لا يا حبيبى .. انا واثقه فيك .. وبعدين انا وعدتك خلاص .. انا بحبك وعارفه ان عمرك ما هتعمل حاجه تضايقنى ..
تنفس فريد براحه من رد فعلها الغير متوقع ثم قال بهمس وهو يقترب منها :
-طب ما تسيبك من كل اللى حصل ده وتعالى عشان نتكلم شويه كلام مهم ..
ابتسمت حياة بجفاء ثم قالت بخفوت :
-فريد معلش الوقت أتأخر وانا عايزه انام .. ممكن تخليها وقت تانى ..
لم تنتظر اجابته بل تحركت على الفور تقوم بخلع مئزرها ليكشف عما تحته وهو عبارة عن قميص من نفس اللون والنوعية يكشف عن ساقها كاملة ونصف ظهرها مع حمالات عريضه من الامام وفتحه عنق منخفضة للغايه ، زفر فريد بأحباط ثم توجهه نحو خزانه ملابسه يلتقط منها ملابس للنوم ثم تسلل بعدها للفراش ليستلقى جوارها ، نظر لظهرها مطولاً ثم مد ذراعه ليجذبها نحوه حتى التصق بها قائلاً بنعومه وهو يخفى وجهه بظهرها العارى :
-حياة .. انا عارف انك اضايقتى ومش محتاجه تكتمى جواكى عشان متضايقنيش .. قولى اللى فى قلبك مش هزعل ..
انتقضت بجسدها بعد سماع جملته تستلقى فى مقابلته ثم صاحت بحدة وهى تلكمه فوق صدره بقوه جعلته يجفل :
-ومادام انت عارف انى هضايق ودمى هيتحرق بتخليها تقرب منك ليه .. بتسلم عليها ليه من الاساس .. والله بعد كده هروح معاك الاجتماعات الزفت دى وورينى بقى الست الألمانية دى هتقربلك ازاى ..
اتسعت حدقتى فريد بدهشه ، انها فعلاً مجنونه ولكن هذا هو رد الفعل الذى ينتظره وليس خطبه الثقه تلك .
آفاق من شروده على دموعها التى بدءت تناسب منها قائله بضيق :
-انا واثقه فيك بس مبحبش حد يقرب منك .. الفكره لوحدها بتخلينى اتخنق وقلبى بيوجعنى .. دى حاجه غصب عنى ..
تنهد فريد بحزن ولعن نفسه بصمت ثم قال بحنو وهو يحتويها بين ذراعيه :
-خلاص عندك حق .. انا اسف حقك عليا يا ستى .. وعد مش هتحصل تانى حتى لو غصب عنى .. خلاص بقى ..
طبع قبله حانيه فوق جبهتها وانفها وجفونها ثم بدءت أنامله تسمح اثار دموعها قائلاً بنبره عابثه :
-بس ايه الحلاوة دى .. يعنى بذمتك لابسالى احمر وجايه تقوليلى عايزه انام ..
ابتسمت حياة بخفوت ثم قالت بدلال :
-انا لسه متنرفزه منك على فكرة ..
اجابها بهمس وهو يحرك جسده حتى تصبح رأسها قبالة رأسها :
-وانا عندى استعداد اصالحك للصبح ..
ابتسمت بخجل ثم تمتمت بعشق :
-طيب بحبك ..
تنهد فريد بحرارة ثم قال بأمتعاض ممازحاً قبل التهامه لشفتيها :
-الله يخربيت هرموناتك اللى بتيجى على دماغى دى ..
هرمونات !!! هل قال للتو هرمونات !! ، نعم نعم فهو يحفظ مواعيدها اكثر منها ، ماهو تاريخ اليوم !! اتسعت حدقتى حياة بأرتياب لقد تخطى اكثر من اسبوع كامل !! ايعقل ؟!، لقد ذكرها هو ، شهقت حياة بقلق وهى تدفعه بعيداً عنها هاتفه بترقب :
-فريد .. انا متأخرة ..
نظر فريد إليها بأستنكار من تحولها المفاجئ ثم سألها بعدم فهم :
-متأخرة على ايه ..
اجابته بحدة :
-افهم يا فريد .. هرموناتى .. انا .. متأخرة .. اسبوع كامل ..
جحظت عينى فريد للخارج هو الاخر ثم سألها بترقب وعينيه تضيق فوقها :
-قصدك ايه ؟!!!..
اجابته حياة وقد بدء شبح ابتسامه يظهر فوق فمها :
-مش عارفه .. انا مش حاسه بحاجه زى المره اللى فاتت بس تفتكر ؟!..
سألها فريد بأرتباك وهو يحاول السيطره على حماسه من مجرد الفكره :
-هو ينفع ؟!.. يعنى بما انك لسه معترضه لإجهاض من شهرين ..
نظرت حياة نحوه بتفكير ثم اجابته كاذبه رغم علمها بأمكانبه حدوثه بنسبه كبيره بناءاً على شرح الطبيبه لها ففى الاخير تريد التأكد قبل زرع الامل بداخله :
-مش عارفه .. ايه رأيك بكره اروح للدكتوره اسالها ونتأكد ؟!..
حرك رأسه موافقاً بحماس وابتسامته هو الاخر تتسع امامها ، عادت حياة للاقتراب منه فأبتعد عنها قائلاً بتصميم :
-حياة .. خليكى بعيد احسن ..
سألته حياة مستنكره وهو تعاود الاقتراب منه :
-ليه ؟؟؟؟..
اجابها بضيق ارتسم فوق ملامحه وظهر فى نبرته :
-انتى عارفه ليه ..
ابتسمت تطمأنه ثم قالت بهدوء :
-حبيبى ده شك بس .. وبعدين عايزك تنسى اللى حصل عشان خاطرى ..
اجابها بأصرار وهى يحتضن جسدها ويعود ليستلقى بها فوق الفراش :
-عارف انه شك بس .. بس بجد لو عايزانى انسى اللى حصل خلينى على راحتى ..
ضغطت حياة فوق شفتيها بأحباط ،حسناً لن تضغط عليه الان ثم قامت بطبع قبله رقيقه فوق وجنته قائله بحب وهى تخفى وجهها بثنايا عنقه :
-تصبح على خير ..
فى الصباح ايقظها فريد مبكراً قائلاً بحماس :
-حياة … يلا هتتاخرى ..
غمغمت حياة مغمضه العينين بأعتراض:
-فريد .. لسه بدرى .. الساعه لسه ٧ ..
اجابها فريد وهو يجذب جسدها من فوق الفراش :
-لا مش بدرى .. متبقيش كسلانه قومى يلا عشان ننزل سوا ..
فتحت حياة عينيها على الفور ثم سألته بعدم تصديق :
-بجد !!! هتيجى معايا ؟!.. اجابها وهو يقبل فمها ببطء :
-مش عايزانى ولا ايه ..
قفزت فوقه تحتضنه بحب قائله بحماس :
-لا طبعاً عايزاك معايا على طول .. لو عليا عايزة متتحركش من جنبى ..
ابتسم فريد بسعادة ثم قال وهو يحملها برفق :
-طب يلا عشان ناخد دش الاول ونفطر وبعدين نتحرك ..
ابتسمت حياة بخجل ثم قامت بطبع قبله فوق وجنته موافقه وهو يتحرك بها فى اتجاه الحمام ..
فى الحديقه تحرك فريد وهو يحتضن يدها بتملكه المعتاد ، اوقف خطواته رنين هاتفه معلناً عن ورود اتصال جديد له من وائل الجنيدى ، قطب فريد جبينه وهو يزفر بضيق ، سألته حياة مستفسرة :
-فريد .. فى حاجه ؟!..
اجابها بضيق :
-انا نسيت خالص .. كان عندى ميعاد مع وائل الساعه ٩ ونسيته .. شكله بيتصل يفكرنى ..
اجابته حياة بتفهم :
-خلاص ايه المشكله .. روح ميعادك وانا هروح وهبلغك على طول ..
نظر فريد نحوها بعدم تقبل فأردفت حياة تقول بهدوء :
-يا حبيبى ده شغلك وانا عارفه انك مش هتنفع تأجله ، انتوا بينكم شغل مفتوح لازم يخلص .. روح خلص شغلك وانا هروح واجيلك على الشركه ايه رأيك ؟!..
قال فريد على مضض وهو ينظر حوله :
-طب هتبلغينى بالنتيجة على طول ..
اجابته حياة مردده خلفه بخفه :
-على طول ..
اردف فريد يقول بجديه :
-وتخلى بالك ومتتحركيش من غير الحراسه حواليكى .. وتسمعى كلامهم متنسيش ان نجوى لسه متقبضش عليها !!..
قالت حياة بطاعه لتطمأنه :
-مش هتحرك وهسمع كلامهم وهبلغك بكل تحركاتنا .. مبسوط كده ؟!..
اجابها فريد بعدم ارتياح :
-طب تمام .. خلى بالك من نفسك ..
طبعت حياة قبله مودعه فوق وجنته وهى تغمغم بحب :
-حاضر يا حبيبى .. وانت كمان خلى بالك..
انتظر فريد تحرك سيارتها بسائقها اولاً ثم أعطى تعليماته لسيارة الحراسه خلفها بالانتباه ثم تحرك هو الاخر على مقر عمله ..
تحركت نجوى فى طرقات المصحه بترقب وخطى محسوبه ، بالطبع لن يتعرف عليها احد بعدما ارتدت شعر مستعار واخفت نصفه بحجاب رأس واخفت عينيها بنظاره شمسيه كبيره تخفى نصف ملامح وجهها كما انها ارتدت ملابس فضفاضه طويله مغايره لطبيعتها ، نظرت حولها بتوتر منتظره خروج الممرض فى اى لحظه وبالفعل بعد دقيقه واحده تفاجئت به يخرج لها من العدم قائلاً بنبره خفيضه للغايه :
-سيرين هانم .. انا بدور عليكى من بدرى ..
اجابته نجوى بعصبيه شديده :
-انا واقفه بدور عليك اهو .. ها خلصنى .. الحاجه معاك ؟!..
ابتسم الممرض بثقه ثم التفت حوله يميناً ويساراً يتأكد من خلو الممر ثم اخرج من جيب ردائه لفافه بلاستيكية صغيره وابره طبيه مغلفه اعطاها لها مسرعاً ثم قال محذراً :
-لو حاجه حصلت انتى لا شفتينى ولا انا شفتك .. متنسيش اتفاقنا .. انتى دخلتيلها لوحدك ..
حركت نجوى رأسها بحده موافقه وهى تدفعه ليتنحى عن طريقها قبل دخولها لغرفه نيرمين رسلان .
هتفت نيرمين بتوتر مستنكره وهى ترى صديقتها امامها :
-نيرمين !! انتى جيتى هنا ازاى ؟!..
اجابتها نيرمين بأضطراب :
-دخلت من غير ما حد يحس .. انتى عارفه انى هربت وهسافر النهارده بليل بس مقدرتش امشى من غير ما اسلم عليكى .. طمنينى انتى كويسه ؟!..
بدءت نيرمين تشهق بصوت مرتفع وهى تفرك جسدها بيدها :
-انا تعبانه اوى يا نجووووى .. عايزه اخرج من هنا مش قاددددره ..
اخرجت نجوى اللفافه والابره من جيب ردائها ثم دسته فى يد نيرمين قائله بعجاله :
-خدى دى .. اخر حاجه معايا شوفى نفسك بيها .. بس خدى بالك دى جرعه كبيرة ..
انهت جملتها وانتفضت من جلستها قباله نيرمين قائله بعصبيه :
-انا انا لازم امشى دلوقتى قبل ما حد يشوفنى .. سلام يا نيرمين ..
لم تنتظر حتى سماع وداعها بل خرجت من الغرفه مسرعه وهى تضحك بهيستريا قائله بغل :
-وادى نيرمين هخلص منها .. فاضل انتى حياة الكلب .. لازم تحصليها النهارده عشان اقدر اخد فريد وأسافر ..
متى تخضعين لقلبى
تكمله الفصل الثالث والثلاثون
خرجت حياة من مشفى فريد الخاص والابتسامه تكاد تصل إلى اذنيها ، رفعت رأسها تنظر إلى السماء بأمتنان ، يالله ايعقل ؟!، لقد رزقها الله للمره الثانيه فى وقت قياسى ، نعم هذا ما أخبرتها به الطبيبه منذ قليل تشرح لها ان افضل وقت لحمل مستقر مرة اخرى هى تلك الفترة التى تمر بها الان ، ستخبر فريد ، نعم ستذهب إليه وتخبره على الفور لن تنتظر حتى المساء ولن تخبره فى الهاتف فبعد كل ما مرا به تريد رؤيه رد فعله وجهاً لوجهه ، هذا ما قررته وهى تصعد السياره وتطلب من سائقها التوجهه إلى مقر الشركه على الفور ، أضاءت شاشه هاتفها بأتصاله ، ازداد وهج عيونها وهى ترى اسمه يزين هاتفها ، حبيبها وزوجها ووالد طفلها الذى ستحميه بروحها تلك المرة ، اجابته بحب :
-حبيبى ..
-سألها فريد بنبره خفيضه مترقبه :
-حياة عملتى ايه ؟!..
اجابته كاذبه :
-ولا حاجه .. الدكتورة اعتذرت النهارده ..
صمتت قليلاً ثم قالت بدلال :
-فريد .. ممكن اجيلك الشركه دلوقتى .. عايزه اقولك حاجه مهمه ..
سألها فريد بقلق :
-فى حاجه حصلت ؟!.. انا مع وائل ساعه بالكتير واخلص ..
اجابته مطمئنه :
-لا مفيش اى حاجه .. بس انت وحشتنى .. عقبال ما تخلص ميعادك هكون وصلت اتفقنا ؟!..
اجابها فريد بصوته العميق الحانى :
-اتفقنا هستناكى ..
اغلقت حياة معه الهاتف بسعاده وقبل وضعه داخل حقيبتها صدع رنينه مرة ثانيه وتلك المرة برقم والدها ، قطبت حياة جبينها بقلق ، انه حقاً رقم والدها !!، تُرى هل حدث شئ ما فمنذ زواجها لم يهاتفها ولو لمرة واحده ، اجابه حياة بتوجس :
-الو ..
هتف والدها متصنعاً اللهفه :
-حياة .. انتى فين يا بنتى ؟!..
سألته حياة بقلق :
-خير يا بابا فى حاجه ؟!..
اجابها والدها بتوتر :
-امك تعبت بليل ووديتها مستوصف كده على قد حالنا مانتى عارفه البير وغطاه .. هى قالتلى بلاش اقلقك بس انا قلت لازم اعرفك ..
هتفت حياة بذعر :
-ادينى العنوان بسرعه وانا هكون عندك فى لحظتها ..
اجابها والدها معترضاً بتمثيل :
-لا يا بنتى ده فى حته غريبه مش هتعرفى توصليله .. قابلينى ونروح سوا ..
اجابته حياة بلهفه موافقه :
-طب يا بابا انا كده كده فى الطريق ومعايا العربيه .. قولى اقرب مكان استناك فيه وأمر عليك ونكمل سوا ..
اجابها والدها موافقاً بحماسه وأعطاها موقعه ثم اغلق معها الهاتف وأرسل رساله نصيه لجيهان التى كانت تنتظره فى مخزن منصور القديم بجوارها نجوى يخبرها فيها بأقتراب وصولهم والاستعداد جيداً .
هاتفت حياة فريد مرة ثانيه تخبره بقلق :
-فريد .. ماما تعبت وبابا نقلها مستوصف .. انا هروحلها دلوقتى ..
سألها فريد بأهتمام :
-تحبى اجيلك ؟!..
اجابته حياة معترضه :
-لا كمل انت شغلك وانا هروحلها لو احتجت حاجه هكلمك على طول ..
اجابها فريد بعدم ارتياح :
-حياة .. خلى بالك ومتتحركيش لوحدك ولو احتاجت حاجه انقليها على المستشفى عندى وانا هتصرف فى الباقى ..
اغلقت حياة معه الهاتف بعدما شكرته على اهتمامه بوالدتها ووعدته بالتواصل معه فى كل جديد .
بعد حوالى ربع ساعه توقفت سيارتها امام المكان الذى وصفه له والدها وصعد فى السيارة ثم سألها بقلق بعد تحركهم بفتره :
-حياة !!.. ايه العربيه اللى ماشيه ورانا من ساعه ما اتحركنا دى ؟! ..
اجابته حياة بسذاجتها المعهوده :
-دى عربيه الحراسه يا بابا .. فريد مخليها ورانا عشان موضوع كبير كده ..
هز عبد السلام رأسه متفهماً ثم قام بأرسال نصيه اخرى اخرى لجيهان يخبرها بها عن تلك السيارة وبما تحتويه
وفى الطريق ظل والدها يوجهه السائق لطريق شبهه زراعى بعيد عن المدينه لا يوجد به احد ولا حتى عابر سبيل !،سألته حياة مستنكرة :
-بابا مستوصف ايه ده اللى بعيد كده !! ده مكان مقطوع !!!.
اجابها والدها بعدما أمر السائق بالتوقف :
-مش عارف يا حياة !!.. شكلى كده جيت غلطت .. اصل التاكسى هو اللى ودانا بليل والطريق كان ضلمه ..
انهى جملته تلك وبعدها رأت حياة حوالى خمسه عشر شخصاً من الملثمين ذو الأجسام الرياضيه يركضوا نحوها ، انتفض جسدها وبدءت فى الصراخ عندما سمعت دوى إطلاق نار حولها من سيارة الحراسه التى تتبعها ، خرج سائقها من السيارة هو الاخر للاشتباك مع هؤلاء الملثمين تاركها بمفردها داخل السيارة مع والدها الذى انتهز الفرصه واخرج من جيب ردائه قطعه قماش مخدره وضعها بسرعه فوق فمها وانفها لتغيب بعدها عن الوعى والعالم .
اخرجت نيرمين تلك البودره التى ينتفض جسدها بأكمله طلباً لها والتى أعطتها نجوى لها عند زيارتها وقامت بتحضيرها ووضعها داخل الابره الطبيه “السرنجه” وحاولت حنقها لنفسها بكف مرتعش ، لم تسعفها أورده ذراعيها بأى شكل كان لذلك قررت حقن نفسها فى احدى ساقيها ، سحبت مكبس الابره بترقب بعدما استعدت جيداً ثم حقنتها بأحدى أورده ساقيها قبل صراخها بهيستريا وسقوطها غائبه عن الوعى .
فى غرفه مكتبه وبعد انتهاء عملهم المقرر وقف فريد مودعاً وائل بجموده المعتاد فباله وتركيزه مشغول مع زوجته ، قاطع تفكيره صوت وائل يسأله بحرج :
-فريد .. بعد اذنك .. كنت عايز استأذن منك اروح أزور نيرمين ..
سأله فريد بتأهب :
-والسبب ؟!..
تنحنح وائل شارحاً :
-يعنى .. كنت عندى واحد صاحبى مر بنفس حالتها .. عشان انا كده انا اهتميت بالحاله من الاول .. وبيتهيألى اقدر أساعدها ..
هز فريد رأسه متفهماً ثم اجابه بنبره خاليه :
-الموضوع ده بعيد عنى .. بس لو انت حابب تقدر تستأذن من غريب بيه ..
حرك وائل رأسه موافقاً بحماس ثم فتح فمه ليجيبه ، فى ذلك الوقت صدع رنين هاتف كلاً من وائل وفريد سوياً ، تحرك فريد عائداً إلى طاوله مكتبه يلتقط منها هاتفه واخرجه وائل من جيب ردائه ، اجاب وائل اولاً بهدوء مستمعاً لفرد الامن :
-وائل بيه .. الحق يا بيه .. انا روحت الصبح لقيت ناس فاتحه المخزن ومحاوطينه شكلهم زى البودى جاردات ولما سألتهم انتوا مين طردونى وهددونى لو ممشتش هيقطعوا نفسى من الدنيا .. انا عملت نفسى اتحركت بس وقفت اراقب من بعيد ومن شويه ناس جديده جت وهما بيجروا واحده ست كأنها مغمى عليها وزى ما تكون مخطوفه.. انا قلت ابلغك يا باشا اضمن قبل ما ابلغ البوليس.
فى ذلك الوقت اجاب فريد على هاتفه هو الاخر ليستمع إلى جيهان تقول بغل :
-فريد بيه .. مراتك عندنا .. لو حابب ترجعلك سليمه تجيلى دلوقتى حالاً ولوحدك ..