الرواية حصري على موقع مجلة الأسطورة، ممنوع النسخ نظراً لحقوق الملكية الفكرية
تلاقت نظرات “عبيدة” بعسليتي “سالي” وهواء زفيرها القريب إلى وجهه عندما مال إليها في لقطة رومانسية قاطعة للأنفاس داعب معالم وجهه برقة.
ولكن عن أي رومانسية نتحدث؟!
إنهما ألدا الأعداء!!
وعلى حين غرة دفعته بعيداً عنها، والتفتت تغادر المكان على الفور معاودةً أدراجها إلى المطبخ، وذلك بعد أن تخلت عن فكرة غسل يديها بالمرحاض الذي استخدمه هذا الوقح، وداخلها يلعن ويسب وهي تستهجن من حالها؛ إذ كان من المفترض أن تصفعه على وجهه لسوء أدبه معها.
وصوت بداخلها يستنكر، قائلاً : – “حقاً!! هذا بدلاً من أن تشكريه!!
-أم كنتِ تفضلين أن يفترش جسدكِ الأرض أسفل قدميه؟!
اصطدمت بأخيها “أكرم”، وهي شاردة فشهقت بفزعٍ وزاد ارتباكها وهي تحمد الله أن الموقف الذي وقع قبل قليل قد أنتهى وإلا ماذا كان الوضع الآن؟!
“أكرم” متسائلاً:
-اهدئي!! لِم كل هذه الجلبة؟!
-إنه أنا!! “أكرم”!!
ابتلعت “سالي”، وهي تقول بعد أن رفعت راحة يمينها تمسد صدرها إثر تفاجئها به إذ كانت شاردة بما دار منذ قليل وكل خلية بها كانت تنتفض، وألحقت ذلك بكونها غاضبة مما حدث، ولكن لِم ذهنها يستحضر ملامح وجهه وقطرات الماء التي كانت تبلل أهدابه الكثيفة التي تحرس زيتونيته؟!
نفضت تلك الأفكار عن رأسها تجيب أخاها:
-سامحك الله “أكرم” لقد أفزعتني.
تجاوز “أكرم” عن تعقيبها وهو يعاود سؤالها:
-ألم تري “عبيدة” بالخارج؟
“سالي” بإيجازٍ : – لا.
قالتها وهي تتخطاه إلى داخل المطبخ، تسرع لتغتسل على حوض الجلي ترشق وجهها ببعض من الماء علَّها تهدئ من احمرار وجنتيها؛ لا إلا تنتبه عليها والدتها “فاطمة”.
ومن ثم قامت “سالي” بمعاونة “فاطمة” في ترتيب الأطباق على الطاولة وسط حالة من الهدوء؛ فعلى ما يبدو أن أمها لا زالت غاضبة منها وتمارس عليها الصمت العقابي.
بعد لحظات انضم إليهما “أكرم” الذي تبعه “عبيدة”، بينما حاولت “سالي” ألا تشغل بالها به، تتحشى أن تلتقي نظراتها به؛ إذ كانت تشعر نحوه بالغضب المتفاقم وانتابها إحساس خانق بالضيق والمذلة، ومع هذا فكل حواسها منتبهة إلى تواجده القريب.
إذ فقدت السيطرة على بصرها وعينها أخذت تسترق النظر إليه وهي ترقبه بزاوية عينها التي التقطت الاختلاف الواضح بين نصوع بياض سترته ولون بشرته الحنطية، وشعره اللمع والماء لا زال يقطر منه، وأنفها تشتم رائحة عطره الرجولي الهادئ الذي طغى على رائحة طعام والدتها الشهي.
مسامعها ترصد صوت وقع أقدامه وهو يقترب منها فزادت وتيرة تنفسها لا إرادياً حتى توقف ساحباً الكرسي المجاور لها، وإذا بصوت ارتطام أحد الملاعق التي سقطت من يدها أرضاً إذ لامس شعر رأسه ساعدها وهو يجلس على مقعده، فأقشعر بدنها وفقدت السيطرة على أطرافها.
أخترق آذانها صوته الرزين ذو النبرة الخشنة العميقة وهو يجيب عن تساؤلات “أكرم” برحابةٍ وصبر.
وحالما انتهت “سالي” ووالدتها من رص الطاولة بما لذ وطاب، لم يكن هناك مفر أمام “سالي” من الجلوس، ولسوء الحظ الكرسي الوحيد الشاغر يقع على يساره، ابتسمت بزيفٍ وهي تسحب المقعد، تجلس عليه بامتعاضٍ.
التقت خضراويتيه بعينيها فتنازل يومئ برأسه بغطرسة رداً على ابتسامتها الترحيبية، وبما أنها القريبة إليه؛ طالبتها “فاطمة” تقول:
-“سالي” اسكبي بعضاً من اللحم والخضار إلى “عبيدة” في طبقه.
مدت “سالي” يدها بتبرمٍ نحو صينية التقديم تصب في طبقه من المتواجد بسخاءٍ؛ حتى لا تضطر إلى خدمته مرةً أخرى وهي ترفع رأسها بشموخٍ وتحدي.
حمدت الله أن لا أحد قد وجَّه إليها حديث ولم يلفت نظر أحدهم صمتها وعدم رغبتها في فتح موضوعات في وجوده على غير عادتها بأوقات الطعام، إذ كان سيل تساؤلات “أكرم” لا ينقطع بحيث صرف الانتباه عن سكوتها مالئاً الفراغ الذي خلفته بهدوءها المستحدث.
“أكرم” بفضولٍ وحماس، يحث “عبيدة” على الحديث:
-لِمَ لا تحكي لنا عن زيارتك إلى الخارج؟
تمهل “أكرم” وهو يسكب بصحنه الكثير من اللحم تحت نظرات “فاطمة المستنكرة لدناوته خاصة في وجود الضيف، ومن ثم استكمل يضيف:
-كيف هي حياة المزارعين هناك؟
رد “عبيدة” بصوته الرخيم:
-لا اختلاف يذكر سوى الأساليب الحديثة التي يستخدمونها في الحرث والري وبعض الأسمدة الصناعية.
-ولكن هنا السماد الطبيعي يزيد من خصوبة التربة ويعطي الثمار مذاقاً طبيعياً، فالأرض هناك بور إلا ما يتم رعايتها، لكن التربة هنا مهما تشققت من الجفاف تظل معطاءة.
واستفاض “عبيدة” في الشرح عن كل سؤال يلفظه “أكرم” يستأثر بالحديث عن رحلاته ومغامراته، يستعرض مهاراته في الصيد، واستمرت موضوعاته حتى انتهى الجميع من طعامهم، وبقوا جالسون على الطاولة يستمعون إلى المزيد من قصصه.
انتبهت “سالي” على نفسها إذ كانت مهتمة لما يقص حالها كحال” أكرم” و”فاطمة”، وإذا جاهدت لتظل محتفظة بهيئتها مدعيةً اللا مبالاة وعدم التركيز إلا أنها لا تنكر فقد اكتسبت من خلال أحاديثه عن وسائل الزراعة في بلاد الغرب معلومات كثيرة لم تقرأ عنها في الكتب ولا درستها بالجامعة.
تنهد “عبيدة” وهو يرتشف آخر ما تبقى في فنجان القهوة خاصته، يثني بصدقٍ:
-أشكركِ على الطعام اللذيذ الذي تناولته من يدكِ خالة “فاطمة”.
ابتسمت “فاطمة”، تقول ببشاشةٍ:
-لقد اتفقنا أن تدعوني أمي، لم غيرت رأيك الآن؟
“عبيدة” بابتسامة خجولة أعطته سحر لا يقاوم تناقض تلك الابتسامة الساخرة التي كان يرسمها على وجهه كلما وقعت عيناها عليه، ثم عقب قائلاً:
-ظننتكِ قد تضايقين عندما يدعوكِ كهل مثلي بأمي.
“فاطمة” بضحكةٍ هادئة:
-لِم تدَّعي الهِرم؟! فأنت لا تزال شابًا.
“عبيدة” مردفاٌ:
-لا أمي لقد تخطيت الخامسة والثلاثين.
“فاطمة بفضول : – ألم تتزوج بعد؟
غامت عينا “عبيدة” بخيبةٍ لا تفسر، وهو يقول بإيجازٍ:
-لا أمي، لم يأذن الله بعد.
” فاطمة” بدعاء خالص:
-رزقك الله الزوجة الصالحة بني.
أمَّن “عبيدة” على دعائها، ومن ثم أضاف قائلاً وهو يهم عن مقعده:
-بما أنني لا أعتبر نفسي ضيفاً، ولا يوجد أعمال لدي فسأستلم مهامي صباحاً، أود أن أعبر عن امتناني لكرم ضيافتكم وسأتولى أنا مهمة الجلي.
“سالي” بجفاءٍ، مبددةّدً حالة السكون التي عليها:
-لا داعي لذلك، فأنا أقم بالجلي عوضاً عن أمي.
عقب “أكرم” بدعابة : – تقم بهذه المهمة مجبرة.
ما قاله “أكرم” صدقاً ومقولته في محلها، فهي تفعل ذلك مُكرهة لتُرِح ضميرها بسبب تقصيرها في مساعدة أمها في شئون المنزل.
رداً على ما صرح به “أكرم”، ابتسم “عبيدة” بهدوء، حسبته “سالي” تحدي، إذ قال:
-إذاً ففي هذه الحالة أعتقد أنها ستكن سعيدة إذا تلقت المساعدة.
كانت “سالي” ستهم بالرفض، ولكنها لم تستطع مقاومة فكرة رؤية الكونت “عبيدة” وهو يلف حول خصره المريول النسائي الخاص بوالدتها، يقف على الحوض من أجل غسل الأواني.
-يا له من منظرٍ مشوق.
هذا ما تمتمت به “سالي” بينها وبين حالها، ومن ثم التمعت عيناها بخبثٍ، تقول بدلالٍ مصطنع:
-بالطبع يسعدني ذلك.
انصرف كلاً من “أكرم” و”فاطمة” التي رأت أنه من المخجل أن تبقى على رأسيهما فقد يظن “عبيدة” أنها لا تثق في وجوده بينهم، بينما بدأ الثنائي في الشروع بعملية جلي الأواني، إذ توقف “عبيدة” على الحوض مباشرة يقول بتصريح:
-من الأفضل أن أتولى مهمة التنظيف، ويمكنك تجفيف الأواني وإعادتها إلى موضعها.
-أنت ستنجزين هذه المهمة أفضل مني، فأنا لا أعلم أماكنها الصحيحة.
أومأت إليه بالإيجاب، ولكن الغريب أن “عبيدة” بدا مرتاحًا وهو يقوم بعمله، هادئًا لا يظهر عليه أي ارتباك أو توتر وكأنه معتاد على فعل ذلك.
بينما لاحظ “عبيدة” التزام “سالي” بالمسافة بينهما واقتصر حديثهما على الرسميات ما بين “تفضلي وشكرا وعنك هذا وغيرها من الألفاظ النمطية”.
اخترق “عبيدة” حاجز الصمت، مردفاً:
-عند مروري على المزرعة بالسيارة في فترة الظهيرة لاحظت أن محصول الجهة الغربية جاهز للجمع فقد طاب ثماره.
أجابته “سالي” بتبرمٍ؛ فهي تأبى موافقته في كل صغيرة وكبيرة:
-لا.. أنني أرى أنه من الأفضل الانتظار لبضعة أيام.
هز “عبيدة” رأسه برفعة حاجب، يناظرها بتقييم، واستكمل يقول:
-يمكننا حسم هذه المسألة إذا تمكنت من متابعة الرقعة بأكملها من على ارتفاع مناسب.
-هل طائرة الرش خاصتكم تعمل بشكل جيد؟
“سالي” بتأفف، فعلى ما يبدو أنه قد رأى الطائرة بالفعل ولا يمكنها إنكار وجودها فأردفت تقول:
-أجل ولكنها غير مرخصة.
“عبيدة” بعملية:
-يمكننا الاستعانة بأحد ملاك المزارع المجاورة، فحتمًا لدى أحد منهم مروحية استطلاع أو طائرة رش مبيدات.
“سالي” بمماطلة:
-قطعاً هناك من يملك إحداها وعلى ما أعتقد أنهم مستعدون لمساعدتي، ولكن لا أعرف رأيهم بشأن إعارتك خاصتهم، فمعظم سكان الأرياف لا يرحبون بالأغراب.
ظنت “سالي” بأنها بما أردفت قد أحرجته وفرحت بما سجلته من هدف بشباك الخصم، ولكن انجلت الشماتة عن معالم وجهها وهي تراه قد أخذ تجريحها بعفويةٍ ولم تنجح في دك حاجز ثقته بحاله، إذ عاد يقول:
-بالطبع لا أنوي القيادة بنفسي، ولحسن الحظ قد أخبرتني والدتك أنكِ ماهرة في القيادة سواء السيارات أو المروحيات كمهارتكِ في الفروسية.
تقاطعت النظرات إحداهما يشوبها الدهشة كونه سعى إلى معرفة المزيد عنها، والأخرى يتضح بها شيء من التسلية إذ أجبرها دون جهد على اصطحابه في جولة جوية بإحدى طائرات الجيران الذين لن يمانعوا في إقراضها إياها، ومن ثم أضاف:
-من الأفضل أن تتولي أنتِ مهمة القيادة حتى يتثنَ لي إلقاء نظرة شاملة، وبالطبع لن يحدث هذا وأنا منشغل خلف عجلة القيادة.
عندها فقط علمت “سالي” أنها ورطت حالها بمهمة ستجعلها قريبة من هذا البغيض لمدة ساعة أو ساعتين كأقل تقدير، وللمزيد من التعنت يجبرها على مرفقته وهو يفتش على ممتلكاتهم بشكل فضولي دقيق، رافضة أن تقر بأن هذا من صميم اختصاصه.
“سالي” باستفسارٍ:
-متى ينبغي علي ترتيب هذه المسألة؟
“عبيدة” بعملية:
-في أقرب وقت ممكن، يفضل أن نكون قد انتهينا من المعاينة صباح الغد.
تجمدت يد “سالي” وهي في طريقها لسحب أحد الأطباق من معون الماء لتجفيفه، فها قد حاصرها ولم يمنحها بعض الوقت كي تتأقلم مع فكرة تواجده، إذ بدا وگأنه يسحب البساط من أسفلها، ولا حيلة لها في التصدي لهذا العبيدة.
أجابته بتذمرٍ حاولت كبته قدر المستطاع:
-سأعمد على هذا في الصباح الباكر، وسأبحث من بين الجيران عمن يمكنه مساعدتنا في ذلك.
قالتها وهي تحاول التركيز على عملها في تجفيف الأواني وعندما انتهت من تجفيف كمية كبيرة منها، شبت على أطراف أصابعها لتوسيع المكان بالخزانة الخاصة بالأواني المعلقة فوق حوض الجلي، وأثناء ما كانت تزيح بعض من الأغراض المتكدسة بالخزانة سقط فوق رأسها إحدى القليات المعدنية.
وتحت نظراته المتتبعة زاد توترها فمالت بثقل جسدها إلى حوض الجلي تحاول أن تطل تلك الرفوف اللعينة، ولكن هذا قد زاد الأمر سوء إذ سقط طرف مريولها بالحوض متشبعاً بالمياه.
وما إن لاحظ “عبيدة” حرجها الزائد وهي تسعى إلى إيقاف تلك الكارثة، فلقد تشبثت أناملها بصف الأواني الزجاجية الذي أوشك على السقوط فوق رأسيهما، لذا بادر بمساعدتها.
إذ أنصفه طول قامته في الوصول إلى أعلى رف بالخزانة دون عناء، في حين أن تلك التي تتمتم بسبابٍ بذيء تجاهد إلى الوصول إلى الرف الأول وليتها نجحت في فعلها.
اقترب يفسح المجال بالرف العلوي ولكن ليقم بذلك أضطر إلى أن يشب بجسده أعلى رأس تلك الناقمة التي انتابها التوتر الشديد عندما أحست بعضلات صدره القوي تلامس ظهرها دون تجاوز من قِبَله، ولكنها تعاني الآن مما هو أشد من التوتر إذ تطلب منها السيطرة على قشعريرة جسدها إثر لمسته مجهوداً مضاعفًا.
أجفلت “سالي” عندما استمعت إلى صوت رنين جرس الباب فاتجه رأسها تلقائياً إلى حيث مصدر الصوت لتزيد الفاجعة إذ أخفض “عبيدة” رأسه تزامناً مع تململها وحراكها المستمر لتلامس وجنتها شفاهها فتراجع عبيدة على الفور يبتعد خطوة إلى الخلف تاركًا لها المساحة للحركة.
ولكنها مقيدة؛ فيدها تسند الصف الخاص بالأطباق الزجاجية، لذا تمتم “عبيدة” بالقرب من مسامعها ولم يكن حاله أفضل منها إذ سيطر عليه الارتباك وانتابه إحساس غريب لقربها عجز عن تفسيره:
-دعيها “سالي” أنا سأتولى الأمر.
“سالي” بتأتأة : – متأكد من هذا؟
“عبيدة” بالتماسٍ، وهو يتناول عنها ما استماتة يدها عليه:
-أجل، قلت اتركيها حبًا في الله.
استمعت “سالي” إلى صوت فتح وغلق باب المنزل عقب توقف صوت الجرس، وصدح صوت أخيها “أكرم” وهو يرحب بالقادم، قائلاً:
-تفضل يا “غالب”، لم تأخرت فقد انتظرناك لتنضم إلينا على العشاء.
واستكمل “أكرم” قائلاً بصوتٍ جهوري:
-يبدو أن ابن عمك يود الدخول في منافسة معك.
-فها قد بدأها منذ أول يوم، إنه يعاون “سالي” في جلي الأواني بالمطبخ.
حين ذاك قد تمكن “عبيدة” بالفعل من إنقاذ الموقف، وقام برص الأواني بمكانٍ آمن بعيداً عن حافة الرف.
بينما تخضب وجه “سالي” بحمرةٍ قانية إثر صياح “أكرم” بتلك الترهات، إذ أن الجميع على علم برغبة “غالب” في الارتباط ب “سالي” كما أن العاشق دوماً ما تفضحه عيناه، لذا تلبستها رغبةً ملحة في الخروج إلى” أكرم” والإمساك بخناقه خاصةً عندما تمتم “عبيدة” بالآتي:
-ها قد أتى صديقنا “غالب” وعلى الإتيان بذكر المنافسة، فلا أعتقد أن لا مانع لديه في إقراضكِ مروحية آل “السوالمي”؛ بما إنكِ محل المنافسة كما قال “أكرم”.
قال “عبيدة” تعقيبه بسخريةٍ يشوبها الإزدراء، بينما هي بالكاد استطاعت لم شتات نفسها بعد أن هيمن على حواسها التي أثارها بجاذبيته وعضلات جسده ذو القامة المديدة.
لم تسعفها الكلمات وجلَّ ما تفوهت به “سالي”:
-بالرغم من أن “غالب” مجرد صديق وعائلته أقرب الجيران إلينا، إلا أنه لن يمانع إذا ما طلبنا مساعدته.
ولعلم “عبيدة” بطباع “غالب” فهو يعرف جيداً مدى حرص “غالب” على ما له، وأنه لن يوافق على أن يستخدم أحد شيئاً يخصه، ولكنه إن قَبِل إقراضها المروحية؛ فحتمًا هي تعني له الكثير.
ترى ستنجلي الحقائق؟
وهل ستؤثر مشاعر “غالب” نحو “سالي” على نظرة “عبيدة” لها؟
👇