في قلب عتمة القاهرة الفاطمية، حيث تتشابك أزقتها الضيقة كأوردة غامضة، عاش “إدريس” لعنة الخلود اللعينة. لم يكن إدريس إنسانًا عاديًا، بل كان مصاص دماء، مخلوقًا من الظلام يتغذى على دماء البشر.
لطالما عانى إدريس من وحشة لعنته، يصارع رغبة عارمة في القتل بينما يحاول التمسك بقايا إنسانيته. عاش منعزلاً في قصره المظلم، يراقب المدينة من بعيد، شاهداً على تغيراتها دون أن يكون جزءًا منها.
ذات ليلة، بينما كان إدريس يتجول في أزقة القاهرة، لفت انتباهه صراخ فتاة جميلة تُدعى “نور”. كانت نور تتعرض لهجوم من قبل مجموعة من اللصوص، فلم يتردد إدريس في إنقاذها.
أصيبت نور بجروح خطيرة، فاصطحبها إدريس إلى قصره وشفىها باستخدام قواه الخارقة. مع مرور الوقت، نشأت علاقة غريبة بين إدريس ونور. انجذبت نور إلى إدريس على الرغم من طبيعته المظلمة، بينما وجد إدريس في نور شعاعًا من الأمل في حياته المظلمة.
لكن سعادتهما لم تدم طويلاً. سرعان ما اكتشف “سامي”، خطيب نور، حقيقة إدريس. شعر سامي بالرعب من إدريس وحاول إقناع نور بالابتعاد عنه، لكن نور رفضت.
في نوبة من الغضب والغيرة، هاجم سامي إدريس في قصره. دار صراع عنيف بينهما، انتهى بمقتل سامي على يد إدريس.
أدركت نور حينها أن إدريس، مهما حاول، لا يمكنه الهروب من طبيعته الشريرة. شعرت بالخوف والاشمئزاز منه، وقررت الهرب من قصره.
حاول إدريس إيقاف نور، لكنها تمكنت من الفرار بمساعدة صديقها “عمر”. شعر إدريس بالخيانة والوحدة أكثر من أي وقت مضى.
في تلك اللحظة، قرر إدريس الانتقام. هاجم نور وعمر في مخبئهما، وقتلهما بوحشية.
غرق إدريس في دوامة من اليأس والندم. أدرك أنه لا يستحق الحب أو السعادة، وأنه مدان للعيش إلى الأبد في ظلام لعنته.
في صباح اليوم التالي، عثر الحراس على جثتي نور وعمر، لكن لم يجدوا أي أثر لإدريس. اختفى مصاص الدماء في ظلام القاهرة، تاركًا وراءه سلسلة من الرعب والموت.
ظل إدريس يتجول في شوارع القاهرة لقرون، يبحث عن ضحايا جدد. أصبح رمزًا للخوف والرعب، حكاية تُروى للإطفال ليلاً لإخافتهم.
مع مرور الوقت، نسى الناس قصة إدريس، لكن لعنة الخلود ظلت تطارده. عاش إدريس وحيدًا، محكومًا بالعيش إلى الأبد في ظلام لعنته، دون أمل في الخلاص.
مرت قرون طويلة على أحداث الجزء الأول، وتغيرت القاهرة بشكل كبير. أصبحت مدينة حديثة صاخبة، مليئة بالسيارات والأضواء. لكن تحت سطح المدينة اللامع، ظلت أسرار الماضي حية.
في أحد أحياء القاهرة القديمة، عاش شابٌ يُدعى “يوسف” حياة هادئة مع عائلته. كان يوسف طالبًا في الجامعة، يحلم بأن يصبح كاتبًا مشهورًا.
ذات ليلة، بينما كان يوسف عائدًا من المكتبة، لفت انتباهه رجل غامض يرتدي معطفًا طويلاً ويرتدي قبعة عريضة تخفي وجهه. شعر يوسف بالخوف من هذا الرجل، لكنه انجذب إليه في نفس الوقت.
تبع يوسف الرجل الغامض دون أن يدرك، حتى وصل إلى قصر قديم مهجور في أحد الأزقة المظلمة. اختفى الرجل الغامض داخل القصر، فقرر يوسف الدخول وراءه.
كان القصر مظلمًا ومليئًا بالغبار، كأنه لم يُسكن منذ قرون. تجول يوسف في ممراته الضيقة، حتى وصل إلى قاعة كبيرة حيث وجد الرجل الغامض جالسًا على كرسي عتيق.
كشف الرجل الغامض عن وجهه، فظهر وجه شاحب وعيون حمراء متوهجة. لقد كان “إدريس” مصاص الدماء.
شعر يوسف بالرعب، لكن إدريس تحدث إليه بصوت هادئ، وروى له قصته المأساوية. شعر يوسف بالتعاطف مع إدريس، وقرر مساعدته في كسر لعنة الخلود.
بدأ يوسف في البحث عن كتب قديمة تتحدث عن مصاصي الدماء وطرق كسر لعنة الخلود. اكتشف أن هناك طقسًا سحريًا يتطلب دم عذراء نقية وزهة نادرة تُسمى “زهرة الظلام”.
وجد يوسف أخيرًا زهرة الظلام في واحة سرية في الصحراء، لكنه واجه صعوبة في العثور على عذراء نقية.
في تلك الأثناء، عادت نور إلى القاهرة بعد غياب طويل. شعرت نور بالندم على هجران إدريس، وقررت العودة إليه ومحاولة مساعدته.
عندما علمت نور بخطة يوسف، تطوعت بأن تكون العذراء النقية في الطقس السحري.
اجتمع يوسف ونور وإدريس في ليلة مظلمة تحت ضوء القمر، وقاموا بأداء الطقس السحري. في لحظة مليئة بالتوتر، نطق يوسف بالكلمات السحرية، وشرب إدريس من دم نور.
شعرت نور بألم شديد، لكنها صبرت من أجل كسر لعنة إدريس. وفجأة، حدثت معجزة. اختفت العلامات الشيطانية من وجه إدريس، وتحول إلى إنسان عادي.
نجح يوسف ونور في كسر لعنة الخلود!
سقط إدريس على الأرض باكياً من الفرح. شكر يوسف ونور على كل ما فعلاه من أجله، ووعدهما بأنه لن ينسى تضحيتهما أبدًا.
في صباح اليوم التالي، غادر إدريس ونور القصر وبدءا حياة جديدة معًا. عاشا في سعادة وهناء، بعيدًا عن ظلام الماضي.
أما يوسف، فقد حقق حلمه وأصبح كاتبًا مشهورًا. كتب رواية عن قصة إدريس ونور، حكاية عن الحب والتضحية والخلاص من ظلام العصور.