جوازة بدل بقلم سعاد محمد سلامة

الرابعه عشر
ــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من أسبوعين
أستيقظ عمار
نظر لجواره،رأى سهر،مازالت نائمه،بوجهها الملائكى،المنثور حوله شعرها،أزاح شعرها من على وجهها،وأقترب منها،عيناه على شفاها،التى شبه أدمنها،يشعر،بنسمات الحياه حين يُقبلها،لكن تلك العنيده،دائماً،ما تُخرج،أسوء ما فيه إتجاهها،سهر تمتلك جسد أنثى ناضجه،وعقل طفله تهوى الدلال و التلاعب.
أنحنى عمار يُقبل ثغرها،قُبلاً هادئه،ليشعر،بأنتشاء، لكن تقلبت سهر،تزفر نفسها وهى نائمه،
فبعد عمار عن وجهها،ووضع يدهُ على كتفها،يقول:سهر،إصحى،الساعه بقت سبعه ونص الصبح.

تقلبت سهر بجسدها للناحيه الاخرى،ولم ترد عليه
نهض عمار من جوارها، وتوجه،الى الناحيه الأخرى من الفراش،وأزاح من على سهر الغطاء،وأنحنى،يضع،يديه أسفل جسدها،وحملها.

صحوت سهر بفزع،قائله:عمار،أنت هتعمل أيه نزلنى.

صمت عمار

فعادت سهر سؤالها بفزع وهى تراه يسير بها:
عمار نزلنى،أنت هتعمل فيا أيه؟

توقف عمار لثوانى ونظر لعين سهر،للحظه،إرتجف قلبه،هل تخاف منه سهر،أن يؤذيها.

صمت وهو يعود للسير،بها،لكن سهر حاولت التملُص منه،لكن أحكم جسدها بين يديه،الى أن دخل بها الى حمام الغرفه،أنزلها بحوض الأستحمام الفارغ من المياه

تنهدت سهر براحه حين أنزلها،لكن سُرعان ما شعرت بجريان الماء،أسفل قدميها،فكانت ستخرج من الحوض،لكن نزول عمار،وأمساكه ليديها،أربكها،فقالت بضيق:
مكنش لازم تصحينى بالطريقه دى،كنت،طسيت الميه متلجه فى وشى أفضل كنت هصحى،براحه عن كده.

ضحك عمار على قولها،بينما تذمرت سهر،من أمساكه ليديها قائله:لو سمحت سيبب أيدى،خلينى أخرج،وخدلك شاور براحتك.

تبسم عمار،وترك يدي سهر،لكن فتح صنبور المياه البارده لتسيل على رأس سهر،
إنخضت سهر بتلقائيه أقتربت منه،ليضم جسدها بين يديه،شعر برعشة يديها التى لفتهم حول خصره،دون وعى منها،ثم سارت بأحدى يديها،لتستقر،على موضع قلبه،شعر كأن يدها إخترقت ضلوعه،وتُمسك قلبهُ بيدها،
إنهمرت المياه على جسديهما،كآن شلال مياه،يسير،على أحجار عتيقه،بعد جفاف،يزيل الغُبار عنها،لتلمع من جديد.
كان عمار يشعر،بزلزلة قلبه،هى بين أحضانه مستكينه،تحتمى بجسده،،
بينما سهر
إرتعش جسدها،بالأكثر،ذالك الخافق،الذى بداخلها ينبض بشده،لاتعرف،أن كان نبضه،بسبب،المياه البارده المفاجأه لها،أم قُربها بهذا الشكل من عمار،بعفويه منها،لم يكن تقاربهم الأول من بعض بهذا الشكل ،لكن كان شعور وأحساس مختلف،ليس،له تفسير،بعقل كل منهما.

…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،
بمنزل عطوه
صدفه، أو بالأصح، إنتظار من هيام
إلتقت بوائل وهو ينزل على السلم أمام شقتها.
ألقى وائل الصباح قائلاً: صباح الخير، يا ماما.

ردت هيام: صباح الورد والياسمين، أنا مجهزه الفطور لبابا، تعالى أفطر معانا.

قبل أن يرد وائل، كانت ترد عنه، غدير، قائله: بس أنا ووائل فطرنا، يا طنط، هو معقول، أسيب وائل ينزل، يروح شغله من غير فطور.

نظرت هيام الى غدير، التى تقف على بُعد درجات من السلم، وتبسمت قائله: أنا عارفه أنك مهتميه بوائل وصحته، ربنا، يخليكم لبعض، ويوعدكم بالذريه الصالحه، عن قريب، يارب.

ردت غدير: كل شئ بأمر، الله أنا كنت نازله بسرعه ألحق وائل، أصلى نسيت أقوله، أنى هروح عند ماما، عازمانى عالغدا، ودى أول مره أدخل بيت زايد بعد ما أتجوزت، كان لازم يكون وائل، معايا، بس، لما قولت لماما، أنه عنده شغل فى مركز الصيانه، قالتلى، تعالى أنتى، وحشاني، ووائل، بيتنا مفتوح له فى أى وقت و أكيد أنا هفضل طول اليوم فى بيت أهلى يمكن أتأخر عندهم، هبقى أتصل عليك،يا وائل، لو كنت، رجعت تبقى تجى تاخدينى من هناك.

تبسم وائل يقول: تمام، سلام أنا بقى علشان متأخرش على شُغلى.

قال وائل هذا، وأكمل نزول السلم، بينما نظرت غدير، لهيام بأستعلاء قائله:
هطلع أغير هدومى، وأروح لبيت زايد، سلام يا حماتى.

إشتعلت عين هيام، حين أعطت غدير، لها ظهرها، وأكملت صعود السلم، حتى أنها سمعت صوت إغلاق، باب الشقه بعنف قليل
فدخلت الى الشقه، بوجهها المشتعل من الغضب، وأغلقت الباب.
وجدت بوجهها مياده التى قالت: فين الفطور، يا ماما، أنتى لسه محضرتيش الفطور، أنا هتأخر عالدرس، كده.

إنفجرت هيام بها قائله: عندك السم على طرابيزة المطبخ أدخلى أتسممى، محسسانى أنك فى الآخر هتجيبى مجموع، يدخلك طب .

تذمرت مياده،ولعنت حظها،بسبب تلك المعامله،من والداتها،هى كانت تقف،أمام باب الشقه تنتظر،أبنها،لتحدثه فقط،بينما هى تعاملها بقسوه وعدم مبالاه،تمنت لو كانت تزوجت،وغادرت هذا المنزل،علها تجد معامله أفضل.
بينما
قالت هيام هذا،ودخلت الى غرفة النوم
وجدت عبد الحميد،أنتهى،من أرتداء،ثيابه،لاحظ تهجم وجهها،فقال لها:فى أيه عالصبح قالبه وشك كده ليه؟

ردت هيام:مفيش كنت مستنيه وائل،عالسلم،علشان نفطر،سوا،بس،المحروسه مراته،كانت وراه،وقالتلى،أنها مهتمه بفطوره،كنت سألتها،وقال أيه نازله وراه تقوله أنها،رايحه بيت،زايد،،زايد ولا ناقص،كنا شوفنا منهم أيه،يعنى،زايد عن الحد.

رد عبد الحميد بحنق:كنتى مفكره أيه، غدير هتغرف من بيت أهلها،وتعطى لأبنك،أحمدى ربنا،أنهم وافقوا عليه أصلاً،لو مكنش المغرز،الى حطونا فيه،مكنتش الجوازه دى هتم من أصله،والى دفعت التمن هى سهر،بنت أخويا.

نظرت هيام،بأستهزاء قائله:دفعت تمن أيه،يا عينى،ما هى عايشه فى شقه يرمح فيها الخيال،ولا الصيغه الى بقت عندها،غير،العز الى عايشه فيه،لو كان الى إسمه عمار،ده قبل بمياده،كان زمانها هى الى فى العز ده،بس معرفش ليه صمم،على المخسوفه سهر،وياريت عاجبها،يلا هى قسم ربنا هنقول أيه،لو واحده غير غدير،كانت تدور على راحة وائل خلاص بقى جوزها،فى أيدها تسعده وتريحهُ، لما تخلى أبوها،يفتح،محل أدوات كهربائيه،كبير،فى البلد هنا،وياخد توكيل من أى شركه خاصه،أنشاء الله فى أقرب وقت هفاتحها،فى الموضوع ده،أنا غرضى مصلحتها،وبعدين كده كده،أبوها معندوش غير،بنات،يعنى أخواته الاتنين هيورثوا فيه،يبقى ليه،ميساعدش،جوز،بنته،عالأقل هو أولى،وكله لمصلحة بنته فى الأخر.

نظر عبد الحميد لها نظرة ذهول،يعقُبها،نظره إستحقار،لتلك الطامعه
…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيبت زايد
بمكتب الدور الأرضى,كان باب الغرفه مفتوح،،وبداخله
وقفت خديجه،مع عمار،وكذالك أحمد.
تحدثت خديجه قائله:خلاص أجازة نص السنه،خلصت بعد يومين،راجعين للمدرسه،اللعب خلاص،وقته أنتهى،إعمل حسابك أن ده آخر مشوار،لك مع عمار،لحد نهاية إمتحانات آخر السنه.

تبسم عمار وهو ينظر،الى أحمد قائلاً:
كلام خديجه،لازم يتنفذ،مفيش معارضه،يا بشمهندس أحمد،ولا أيه.

رد أحمد:أنا هسمع كلام ماما،بس بشرط هاجى معاك فى الأجازات،ونبقى نروح مزرعه الفيوم،علشان أقابل مازن هناك.

تبسمت خديجه قائله:أنت مش بتتواصل مع مازن،عالنت،وبعدين أجازات أيه بقى،كفايه كده،ونركز فى الدراسه.

شعر أحمد بغبطه،ثم نظر لعمار،قائلاً:
مرات عمى فريال،بتقولى،أنك بكره أما تخلف،هتنشغل بيهم وتنسانى،ومش هتفكر غير فى ولادك.

وضع عمار يدهُ يعبث،بشعر أحمد قائلاً:سبق وقولتلك،أنت إبنى البكرى،ومقدرش أنشغل عنك،أنت أتولدت على إيدى.

تبسم أحمد وضم نفسه الى عمار مبتسماً.
ضمه عمار يقول:يلا أطلع إلبس هدوم تقيله إسكندريه برد ومتنساش تجيب جاكيت تقيل معاك،وأنزل بسرعه علشان نفطر قبل ما نسافر.

تبسم أحمد وترك حضنه وغادر الغرفه،
بينما تبسمت خديجه لعمار قائله:
أنا بصراحه،يا عمار،بتمنى لك كل خير من قلبى،وبتمنى لك السعاده مع سهر،صدقنى لو مش وقوفك جنبى أنا وولادى من البدايه،يمكن كانوا ضاعوا منى.

وضع عمار يدهُ على كتف خديجه يقول:مالوش لازمه الكلام ده،أنتى عارفه معزتك عندى من البدايه،ومتنسيش أنى كنت السبب فى جوازك من عمى،لما كان بيجى للبيت عندكم يسأل عنى،وقع فى غرامك،وبصراحه عمى محمود مكنش عمى،ده كان أخ كبير ليا،وياما وجهنى،لطريق الصح،بس،هو الموت كده،دايماً،يختبرنا فى الناس الى بنحبهم.

تنهدت خديجه بإشتياق قائله:فعلاً كلامك صح،والأختبار،صعب،بس لازم نتحدى،ونكمل حياتنا،وروح محمود موجوده فى أحمد وكمان منى،بس أنت نسيت إنى زى أختك الكبيره،لأنى أكبر منك أنت ويوسف بسنتين.

تبسم عمار يقول بتذكر:يوسف،أنا نسيت أنا متصل علي يوسف،من شويه ،وزمانه على وصول،خلينا نطلع بسرعه،لو جه ولقانى مش جاهز،هيعمل فيها محامى مهم،ويقولى بقى أنا معطل قواضى مكتبى،علشانك،وأنت مش مقدر الوقت.

تبسمت خديجه تقول:ربنا يخليكم ليا،أنتم الاتنين متتخيروش عن بعض.

أخرج عمار،سيجاره لكن قبل أن يُشعلها،أخذتها خديجه من فمه قائله:ويتوب عليكم من السجاير،الى بتحرقها أنت ويوسف الى بيضحك على أسماء،أنه بطل شرب سجاير.

ضحك عمار قائلاً:،أنا بقوله كده،أسماء بنت عمى طيبه،وساذجه،وبتصدق كذبه،فى أنه بطل شرب سجاير.

تبسمت خديجه:والله أسماء،وعليا،الأتنين معرفش،ولاد فريال إزاى،الى بنتها بصحيح هى غدير،بقولك خفوا أنت ويوسف سجاير فى الطريق،أحمد هيبقى معاكم مش عاوزاه يرجع صدرهُ محروق.

تبسم عمار:لأ متقلقيش،مش هنشرب طول ما هو معانا.

ردت خديجه:تمام،يلا أحمد نسانى أنى كنت جايه أقولك الفطور،زمانه جاهز عالسفره.

رأت سهر من بعيد قليلاً وقوف عمار مع خديجه،بعد خروج أحمد من الغرفه وتحدثهم بحميميه،ورأت عمار وهو يضع السيجاره بفمه،وخديجه التى أخذتها من فمه،لا تعرف تفسير،لذالك شعورها بالضيق الذى أجتاح صدرها ، لكن همست لنفسها قائله:
يارب تولعوا أنتم الاتنين،ثم سرعان ما قالت:
لأ حرام خديجه أم لأيتام،ربنا يخليها علشانهم،أنما عمار،يتخنق،بالسيجاره الى فى إيدهُ،جوز الأتنين،القادر الفاجر.

إنخضت سهر حين تحدث من خلفها يوسف قائلاً:صباح الخير،يا سهر،فين عمار؟

أخفت سهر خضتها سريعاً،وقالت:عمار فى المكتب أنا كنت رايحه أقوله،أن خلاص الفطور جهز عالسفره.

تبسم يوسف لها قائلاً:واضح أن حماتى بتحبنى،أطلع من عند بنتها،من غير فطور،أجى هنا ألاقى الفطور مستنينى.

نظرت له سهر قائله بعفويه:حماتك بتحبك،معتقدش،دى مش بطيق نفسها.

ضحك يوسف قائلاً: أنا بفرض مش متأكد.

تبسمت له سهر قائله:ممكن يكون عندها،شوية حب فى قلبها،بس لسه مظهروش ليا،أنت عارف أنى مستجده هنا فى البيت ده،أنما أكيد حضرتك،عندك،خبره بأهل البيت.

تبسم يوسف يقول:لأ بكره تاخدى،خبره،وشهادة جوده كمان،أطمنى حماتى،صاحبة أخلاق عاليه،وأقولك سر كمان،حمايا،الله يكون فى عونه،أنا بعذر عصبيته السريعه،ماهو الى يعاشر حماتى،لازم ياخد نيشان الصبر.

تبسمت سهر،لا تعرف سبب لتألُفها مع يوسف رغم أنها لم تتعرف عليه،سوى من بضع أيام،لكن تشعر معه،بالراحه،والود،رغم أنه أخو،ضرتها،وكذالك خديجه،تتعامل معها،بنُصح أحياناً،وأحيان أخرى،بود،ماذا يفعل لهم عمار،أيسحرهم،أم أنه يعاملها فقط،بتلك الطريقه المتملكه،والإنفعاليه كثيراً.

رد،يوسف ببسمه قائلاً:طب أيه مش هتدخلى،تقولى لعمار،أن الفطور جاهز.

ردت سهر: لأ هدخل أقوله.

رغم أن باب الغرفه مفتوح لكن طرقت سهر عليه،ثم دخلت قائله:الفطور جاهز عالسفره،طنط حكمت قالتلى أجى أقولكم.

تبسم عمار بود وهو يرى دخول يوسف خلف سهر،وقال:إبن الحلال،عند ذكره يبان،لسه أنا وخديجه كنا فى سيرتك.

تبسم يوسف يقول:مش عاوز أعرف كنتم بتقولوا عنى إيه،أنا خارج من بيتى من غير فطور،ولو مفطرتش،هشهد سهر،عليك،أنك بتستغل صداقتنا ،يرضيكى،يا سهر،يصحينى من النوم مفزوع،على صوته،بيزعق،يقولى أنت لسه نايم،أنا كان عندى قضيه مهمه،خليت المساعد بتاعى،يطلب تأجيلها،علشان أسافر،معاه إسكندريه،بذمتك حد يسافر إسكندريه،فى طقس بارد،زى الى إحنا فيه.

تعجبت سهر وهى تنظر ناحية عمار:
إسكندريه،أنت مسافر،لأسكندريه.

رد يوسف بمزح: هى الزوجه آخر من يعلم ولا أيه،أنا كمان أسماء معرفتش غير من شويه.

نظرت سهر لعمار،قائله:لأ أكيد مش كل الزوجات عالعموم،تروحوا،وترجعوا،بالسلامه.

قبل أن يتحدث أحد،دخلت منى قائله:ماما عمار،طنط حكمت بتقولكم أن الفطور عالسفره،ومش كل واحده تبعتها،مترجعش.

تبسم يوسف يقول:أنا جاى معاكى،يا بنت أختى الحلوه،الى بتنقل الكلام بالنص،يلا بينا،تبسمت خديجه وقالت هى الأخرى:قصدك فتانه،يلا بينا،أنا جايه معاك.

غادرت الغرفه خديجه،وخلفها يوسف،الذى غمز بعينيه ل عمار،أن يُلطف الجو بينه،وبين سهر،وأغلق خلفه الباب.

سهر التى قالت هى الأخرى:خلينا نحصلهم،علشان طنط،حكمت تستريح،ومش تقولى،أنى السبب فى عدم آكل البقيه علشان بيستنوك،عالسفره.

قالت سهر هذا،وكانت ستتجه نحو الباب،لكن عمار جذب،يدها،يُقربها منه بشده.

إنخضت سهر،قائله:عمار،سيبنى،لحد يشوفنا بالشكل ده.

تبسم عمار:وفيها إيه أما حد يشوفنا بالشكل ده أنتى مش مراتى.

ردت سهر وهى تنظر لعين عمار:خديجه،كمان مراتك،وبتثق فيها،هى مش دلوعه،ولا لعبيه زيي.

نظر عمار لعين سهر،رأى فيها عتاب له،لاول مره يرى تلك النظره بعيناها،هل تعاتبهُ،لأنه لم يخبرها،سابقاً،أم غيره منها،أنه أخبر خديجه قبلها.

أخفض عمار عينيه،ينظر لفم سهر التى ذمته،بضيق،لم يدرى بنفسه،وهو يُقبلها،بهيام،لكن قطع اللحظه،فتح أحمد باب المكتب عليهم، متحدثاً،بسرعه يقول:
عمار،يلا أنا جاهز،وجبت معايا جاكيت تقيل زى ما قولتلى.

فك عمار يدهُ من حول سهر
خجلت سهر وإبتعدت عن عمار قليلاً،
لكن شعر عمار،بالضيق،لكن رسم بسمه على شفاه.
رد عمار عليه قائلاً:إسبقنى على أوضة السفره،وأنا جاى وراك،مش هتأخر.

اماء أحمد برأسه،وذهب الى غرفة السفره

نظر عمار لوجه سهر،الأحمر وتبسم يقول:
أنا مسافر أسكندريه،فى شغل،هبات هناك الليله.

ردت سهر بسرعه قائله:الليله بس؟

رد عمار:أيوا الليله،بس،أيه عوزانى أفضل هناك أكتر،علشان تستريحى منى.

نظرت سهر له وقالت:براحتك خلينا نروح نفطر معاهم.

أشار عمار لها بيدهُ لتسير أمامه،صامته،لو لم يتعجل بالرد عليها،لقالت له لا تتأخر أكثر من الليله.
…….ــــــــــــــــــــــــــــــ
حل المساء
بغرفة نوم سهر
كآن أسمها لازم لها هذه الليله،ظلت ساهره
بالفراش
تتقلب يمين ويسار
تُغمض عيناها،عل النوم يسحبها،لكن جافى النوم مرقدها،تشعر،بالضجر
نهضت من على الفراش،وذهبت تأخذ حماماً دافئاً عله يُذهب الضجر عنها،
لكن عادت للفراش مره آخرى،لازمها السهر،وليس هو فقط،معه رغبه أخرى لا تعرف تفسيرها،هذه هى الليله الأولى الذى لا يشاركها عمار،الفراش،منذ بداية زواجهم،هل تشعر،بالضجر من بعدهُ عنها لليله واحده،
لكن سُرعان ما ذكرها عقلها،عمار،هناك إمرأه أخرى تشاركها فيه،ربما لازم مخدعها،الأيام الماضيه،لكونها الزوجه الجديده،فقط،والليالى الآتيه تقتسم مع خديجه الليالى،
خديجه،من خلال ما رأت الأيام الماضيه،وصباحاً،لديها مكانه خاصه،لدى،عمار،هو يُحبها.
عند تلك الكلمه،وتوقفت سهر،،
عقلها،يشرد منها،لما إذا كان يحب خديجه،لما تزوج عليها أخرى
جاوب عقلها:ألاتدرين لما،من أجل الإنجاب،لابد أن يصبح لديه أبناءً،يحملون إسمه،وإسم عائلة زايد بالمستقبل،أكد لها عقلها،هى ليست سوى ماعون فقط،يأتى له بأطفال،والعشق خديجه تتكفل به،فكر عقلها،هل لو لم تنجب له سيتركها،ويبحث عن غيرها،أو يتزوج بالثالثه.
ظلت سهر ساهده طوال الليل تعتصر قلبها البرئ،الذى بدأ يتسرب إليه شعور،لا تعرف تفسير له،طالما عمار،يحب خديجه،ومتفاهم معها ولديه ثقه كبيره بها،لما صمم على إختيارها هى،لما لم يقبل بمياده،كما أعتقد الجميع من البدايه،لما صمم عليها هى،جاوب عقلها:من أجل الأنتقام،كيف لأنثى، أن ترفض عمار زايد صاحب الهاله الطاغيه بالبلده.
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى حوالى السابعه من مساء اليوم التالى.

كانت سهر تجلس بشقتها،حاولت تجنب،من بالمنزل،كما تفعل،دائماً،فحكمت،وفريال،ذهبن لقضاء بعض المهام الخاصه بهن،وخديجه،أخذت إبنتها،وذهبت عند والداتها،وجدت نفسها وحيده بهذا المنزل الضخم،رجف جسدها،وهى تتخيل صعود أحد لشقتها،يؤذيها،
لكن أخرجها من هذا التفكير،رنين هاتفها
التى إرتعبت من صوته،لكن تمالكت نفسها،ونظرت الى شاشته
تبسمت بتلقائيه،كأن روحها عادت لها.
لترد سريعاً،وبلهفه:
علاء،،أزيك،وحشتنى،هى مدة التدريب مش هتخلص بقى،وحشتنى قوى.

تبسم علاء يقول:أنا الى وحشتك،ولا عاوزه التمر الى قولتيلى عليه

تبسمت سهر:لأ والله أنت وحشتنى قوى،بس كمان ميمنعش أنى عاوزه التمر

تبسم علاء يقول:أنا رجعت من أسوان يا سهر،وداخل على بيت زايد،أنزلى أفتحيلى الباب.

نهضت سهر بفرحه قائله:بجد،ثوانى هنزل بسرعه أهو.

فى ظرف دقيقه،فتحت سهر باب المنزل
وقفت ثانيه واحده تنظر الى من يقف أمامها مبتسماً،ليس هذا فقط،بل يفتح لها ذراعيه.

بسرعه كانت سهر، ترتمى بأحضان أخيها تُعانقُه، عانقها علاء، بحنو، شديد.

تفاجئ عمار، حين دخوله الى بهو المنزل، بوقوف سهر تُعانق، أحداً، حين أقترب أكثر، علم أنه أخيها، إستشاط بشده، من ذالك العناق، وتنحنح.

سمعت سهر،صوت النحنحه،فرفعت، وجها عن كتف ، علاء، ونظرت أمامها، رأت عمار، يقف خلف علاء، نظرات عينهُ لها،جمره.

كم ود عمار، أن يختطفها من يدى علاء، ويُهشم وجهه، كيف أقترب منها، بهذا، الشكل، هو يعلم أنه أخيها، لكن لايريدهُ، أن يحتضنها،
فكر عقل عمار، هل هذه غيره، لما لا يريد لأحد غيره أن يحتضن أو يقترب من سهر،، نفى، عقله سريعاً، تلك الفكره.

نظرت سهر لملامح وجه عمار،التى ينظر لها نظره تُخيفها، ففكت يديها من عناق أخيها،وعادت تتأرجح، نظراتها بين عمار، وعلاء،
لكن سمعت صوت خلف عمار يقول:
إزيك يا عمار، أمال فين بقية العيله، البيت ساكت كده ليه.

نظر عمار خلفه، وجد عليا، فقال: حمدلله عالسلامه يا عليا، أنا كمان كنت مسافر، ولسه راجع من إسكندريه، ومستغرب زيك بالظبط،، كل الى أعرفه أن خديجه عند مامتها حتى أحمد كان معايا فى إسكندريه، وسابنى عند جدته، هيجى بعد شويه مع خديجه، إنما ماما ومرات عمى فين معرفش، نسأل سهر، هى الوحيده الى بالبيت.

ردت سهر: أنا كمان معرفش هما راحوا فين، كل واحده فيهم قالت عندها مشوار مهم، وسابونى لوحدى بالبيت

همس علاء بمرح جوار آذن سهر: طفشتيهم قبل ما تكملى تلات أسابيع جواز، والله ماما تستحق جايزه، أنها أتحملت المده الى فاتت معاكى.
رسمت سهر بسمه، تشعر بغصه، بقلبها من والداتها.

تحدث عمار يقول: إيه هنفضل طول الوقت واقفين فى مدخل البيت، أتفضل يا علاء، البيت بيتك، أظن دى أول مره تدخل بيتنا ؟

رد علاء: فعلاً، أول مره.

تبسم عمار، له بود وترحاب، ودخل به الى غرفة الضيوف، وجلسا سوياً، يقول:
أكيد جاى من سفر طويل، تحب تشرب أيه؟

نظر علاء لسهر،التى تقف جوار عليا، وتبسم قائلاً: ولا حاجه، أنا يادوب واصل من أسوان وجيت لهنا مباشر، علشان أطمن على سهر، أول واحده، وكمان أديها طلبها، الى طلبته منى قبل ما أسافر.

نهض عمار يقول: هسيبك مع سهر شويه، تعالى معايا يا عليا.

غادر عمار، وعليا الغرفه.

نهض علاء من مجلسه، وعانق سهر مره أخرى، لم تستطيع سهر تمالك دموع عيناها، التى نزلت للمره الأولى منذ زواجها من عمار، تتحمل وتكتم بقلبها الوجع، لم تبوح به لأحد.

شعر علاء بسهر، فعاد برأسه للخلف، رأى دموع عيناها التى تسيل على وجنتيها،
إنذهل، ووجعت دموعها قلبه، فقال بلهفه:
سهر بتبكى ليه، إيه الى مزعلك قوى كده، قوليلى؟!

جففت سهر دموعها، وقالت بكذب: مفيش، حد مزعلنى، أنت بس كنت واحشنى قوى.

نظر علاء لسهر، رأى الكذب بعيناها هنالك ما يحزن سهر، لكن لن يضغط عليها، لأنها هنا، سينتهز أقرب فرصه، ويأخذها بعيداً يعلم منها، سبب تلك الدموع، التى يراها على وجهها لأول مره، لكن حاول إخراجها من تلك الحاله ممازحاً: قولى أن الدموع دى، بسبب التمر، عارفك طفسه.

تبسمت سهر له، فقام بضمها مره أخرى قائلاً:
إطمنى جبت ليكى كميه كبيره، وقولت كويس أنك بعيده عن البيت علشان تاخديها، قبل البت مياده، هى والسلطانه، هويام يشوفها، ويضربوها عين، وتتسممى بالتمر، فاكره السنه الى فاتت، لما طلبوه من تيتا، وخدته لهم.

تبسمت سهر قائله: خدهم ربنا الأتنين، مياده، وهويام.

تبسم علاء يقول: لأ كده، إطمنت أنك، سهر أختى رجعت من تانى، انا فكرت ماما بدلتك بواحده تانيه، وأنا غايب.

تبسمت سهر بغصه، فوالداتها هى من وضعتها بتلك الحياه، التى فُرضت عليها، وعليها تقبُلها، غصباً.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
صعدت سهر الى الشقه،
دخلت الى المطبخ،ووضعت ذالك الكيس الكبير،على طاوله بالمطبخ،ثم أتت بطبق،ووضعت به الكثير من التمر،وتوجهت الى غرفة النوم.
تفاجئت سهر،بعمار نائماً،يمدد جسدك على الفراش،يضع إحدى يديه على عينيه،فى البدايه ظنته نائماً،فذهبت تُطفئ الضوء،لكن سمعت عمار،يقول:أنا مش نايم.

أشعلت سهر الضوء مره أخرى.

نهض عمار جالساً على الفراش،يقول:علاء مشى،بسرعه كده ليه.

ردت سهر: جاى من سفر طويل، أكيد تعبان، بس أنا وعدته، أنى أروحله بيتنا، فى أقرب وقت.

نظر لها عمار بتعجب يقول: بيتنا!،بيتكم ده فين؟

ردت سهر:بيتنا،بيت بابا وماما،وكمان تيتا،وحشتنى،قوى.

رد عمار بإمتلاك:مبقاش أسمه بيتنا،بقى إسمه بيت أهلى،أنتى بيتك هنا،وبعدين أيه الى فى الطبق الى معاكى ده؟

ردت سهر،وهى تميل الطبق أمامه:ده تمر علاء جابهولى من أسوان،هو عارف أنى بحب التمر الأسوانى طعمه حلو قوى،و كنت طلبته منه قبل ما يسافر.

نظر عمار،للطبق يبتلع لُعابه.

تبسمت سهر حين رأت تفاحة آدم بعنقه قد تحركت،فعلمت أنه يشتهى التمر هو الآخر فقالت له:
تحب تاخدلك واحده.

تبسم عمار قائلاً:مكنتش أعرف أنك بخيله،الى يعزم على حد بيعزم،بكذا واحده.

مدت سهر يدها،بالطبق له قائله:أتفضل خد الى عايزهُ

تبسم عمار بمكر،ومد يدهُ،لكن ليس،ليأخذ تمراً،بل جذبها من يدها،لتقع فوق جسده،ليلف يديه حول خصرها،وهى نائمه على جسده،وتبسم بمكر،وهو ينظر الى شفاها التى تمضغ التمر، وقال:
أنا فعلاً، بحب التمر الأسوانى بيقى طعمه، يجنن.
قال هذا، وأنقض على شفاها يُقبلها، بوله، وإشتياق، يطفئ، غيرته حين رأها بين يدي أخيها، هى ملك له فقط.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
بمنزل،زايد بعد المغرب بقليل.
بالمطبخ

دخلت فريال تنظر حولها قائله:أنتم تلاته بالمطبخ،ولسه مخلصتوش تحضير العشا،
الضيوف،زمانهم على وصول.

ردت خديجه:خلاص يا حاجه فريال،خلصنا أهو،أطمنى، على ما غدير وجوزها يوصلوا بالسلامه، و بعدين هى غدير غريبه مننا،ولا ضيفه دى صاحبة مكان .

جلست فريال، على أحد المقاعد، تنظر لسهر التى تمسك السكين، بيدها تقطع بعض خضروات السلطه،
قالت بتريقه: صغرى التقطيع شويه، ليه مقطعه الخضار قطع كبيره كده، مش عارفه تعملى سلطه.

وضعت سهر السكين على الطبق وقالت:
فعلاً مبعرفش أقطع الخضار، ولا أعمل سلطه، عويله زى ما بتقولى عليا فى سرك.

ردت فريال قائله: وكانت فين مامتك، دلعتك قوى، مكنتش عارفه إنك هتتجوزى، وتفتحى بيت، علشان تعلمك.

ردت سهر: لأ مكنتش مفكره إنى هتجوز بسرعه كده، ومش صعب ولا حاجه أنى أتعلم بس أنا ماليش مزاج،.

قالت سهر هذا وعادت تقطع الخضار مره أخرى فى صمت، بينما خديجه، والخادمه يعملان على الموقد، تبسمت خديجه من رد سهر الجاف، على فريال، فى رأيها أن فريال تستحق هذا، فهى تعامل سهر، بطريقه غير مهذبه.

بينما أغتاظت فريال من رد سهر، لياتى اليها فكره خبيثه.

أوقعت بعض قطرات الزيت على الارض،قريبه من سهر، دون أنتباه من بالمطبخ.

أنتهت سهر من تقطيع الخضار، فقالت: أنا خلصت السلطه.

فردت خديجه قائله.: سيبها مكانها، وهاتى اللمون من التلاجه.

نهضت سهر، وسارت خطوتين، لتنزلق، بعدها، متعثره، بالزيت الواقع على أرضية المطبخ الرخاميه،
وقعت على بطنها، شعرت كأن شيئاً، بأحشائها تحرك من مكانه، وبألم، لم يكن قوياً،

توجهت إليها خديجه، وساعدتها على النهوض،
بينما نظرت لها فريال ساخره: أبقى خدى بالك وأنتى ماشيه، ولا كمان مامتك معلمتكيش المشى فى المطبخ يكون بحذر.

وضعت سهر، يدها على بطنها التى تؤلمها قليلاً، وكذالك إحدى يديها، التى سندت عليها، وقالت: حاضر، بعد كده هاخد بالى.

بعد قليل
على طاولة السفره
جلس الجميع أماكنهم
وجلس وائل، بالمقابل لسهر، نظرت له ساخره، هو يعتقد أن تلك العزومه، على شرفه، ولكنها رياء، من فريال، وإبنتها، همست بداخلها، نفسى أشوف وش السلطانه هويام، مش عارفه ليه حاسه أنها زمانها هتفرقع، وكان نفسها تكون معزومه فى العشا ده ، هى أو البت مياده.

نظر عمار لسهر التى لاتأكل وقال: مش بتكلى ليه يا سهر، وصلنى خبر أنك شاركتى فى الطبيخ النهارده، أكيد بسبب أبن عمك.

رسمت سهر بسمه وهمست لنفسها: لو بأيدى كنت حطيت له سم فى الأكل، بس يظهر أنا الى هيجيلى تسمم، مش عارفه بطنى بتوجعنى ليه، يارب العشا ده يخلص، لاقوم اغوز وائل وارتاح من سماجته.
وبالفعل أنتهى العشاء

بعد قليل
كانت سهر نائمه بالفراش، تشعر ببعض التقلصات ببطنها، لا تعرف لها سبباً.

خرج عمار من حمام الغرفه، وأطفئ الضوء الا من لمبه خافته، ثم توجه الى الفراش وصعد عليه

أقترب من سهر،وبدأ فى التودد إليها،كانت سهر،تود،أن تقول له أنها،تشعر ببعض التوعك،وعليه تركها،لكن ككل مره تخشى من قُربه،أن يعاملها،بعنف مثل ليلة الزفاف،تركته،يفعل ما يشاء،

رفع عمار وجهه من عنق سهر،ونظر الى وجه سهر،وجدها مغمضة العين
فقال:
سهر،أفتحى عيونك.

فتحت سهر عيناها،ونظرت له
تبسم عمار لها،و قبل شفتيها، وعاد يتودد لها،بالعشق،
ليتنحى عنها بعد وقت،ينام الى جوارها،بالفراش،يتنهد بسأم ،هو كان يشعر،أن سهر،ليست معه.

نعس عمار،بينما سهر،لم تنم،هنالك آلم بدأ،يشتد عليها،، نهضت من جوار عمار، وتوجهت الى السراحه وأخذت أحد المُسكنات علها تشعرها براحه،لكن،لم تشعر براحه،وظلت تتحمل الآلم الى الصباح، الباكر.
نهضت، وتوجهت الى حمام الغرفه
تفاجئت، بتلك الدماء التى تسيل بين ساقيها، فى البدايه ظنت أنها البريود، لكن قال عقلها ليس هذا ميعادها، والآلم يشتد عليها، والدماء تندفع بغزاره منها.

بينما تقلب عمار بالفراش، ومد يدهُ لم يجد سهر جواره، تعجب، لكن العجب الأكبر حين، شعر بشئ لزج تحت يدهُ، نهض، وأضاء نور الغرفه، بذالك الريموت، نظر الى الفراش، وجد بُقعة دماء كبيره، للحظه شعر، بتوجس، وكان سينزل من على الفراش، لولا، خروج سهر من الحمام،
نظر لها وقبل أن يتحدث،
رأى وجهها المتألم، تضع يدها على بطنها، تنظر لساقيها.

نظر عمار لما تنظر له سهر، رأى دماء تسيل مندفعه بغزاره على ساقيها،
فنهض سريعاً،يقول:خديجه
لكن سهر كان أخر ما سمعته هو نطقه،بأسم خديجه،قبل أن تقع أرضاً أمامه،فاقده للوعى.
…..
البارت الجاى،يوم الأحد

يتبع

دومتم سالمين وأحبائكم.

الخامسه عشرـ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أقوى،رابط،بالحياه،هو رابط الامومه،فهو لا ينقطع،بأنقطاع الحبل السُرى
رابط
الأم وإبنتها..
كانت نوال جالسه بالمطبخ،عقلها شارد
منذ الأمس وهى تشعر،بحدوث شئٍ ما سئ لسهر،حتى أنها، حين سمعت صوت دخول وائل وزوجته اللذان عادا الى المنزل،أمس متأخران،الى المنزل،إدعت بكذبه،أنها سمعت خبطاً على باب شقتها،وتحدثت مع وائل،لدقيقه،بأشياء أخرى،الى أن سألته عن سهر،فأجابها أنها بخير،لكن قلبها،لا يؤكد لها ذالك،سهر،ليست بخير،،
أمسكت هاتفها،الموضوع أمامها،وفتحته،بحثت عن صورة سهر،
نظرت لصورها،العفويه،التى كانت تصورها،لنفسها،وكذالك علاء،،وكانوا،يرسولنها،الى هاتفها،أحياناً،كانت تستهزق،بطفولتهم،وأحيان آخرى،كان تبتسم على عفويتهم،وودهم مع بعض،سهر كانت مُدللة الجميع،طفلتها الصغيره المشاغبه،التى تحن إليها،بكل لحظه،هى بعيده عنها،
نظرت الى إحدى صور سهر،كانت تبتسم بها،وهى تمسك خُصلات شعرها،التى فرقتهم على جانبى رأسها.

حنت نوال لذالك اليوم،تتذكره بشوق.

فلاشـــــــــــــــــــــباكـــــ
كانت ليلة خميس
بعد أن إنتهوا من تناول العشاء معاً
دخلت سهر،وعلاء لغرفة المعيشه،يقومان بوضع أحد أفلام الكارتون الشهيره،ويعدلوا المكان لسهره عائليه،
بعد قليل دخلت نوال،بصنيه صغيره موضوع عليها،بعض الأطباق،بها فيشار
أخذ،كل فرد من العائله طبق من الفيشار،لتمد سهر يدها لتأخذ طبق،لها،لكن تنحت نوال،بالصنيه،بعيد عن يدها قائله:لأ أنتى معملتش حسابك معانا.

ذمت سهر شفتاها،بتمثيل البكاء،توجه حديثها لأبيها،ثم لجدتها،قائله لهم:شايف يا بابا،علشان أما أقولك دى بتعاملنى،بطريقه مش كويسه،تبقى تصدق،شوفتى،يا تيتا الست اللى أختارتيها تبقى مرات بابا بتعاملنى إزاى؟

ضحك منير،وكذالك آمنه،التى قالت: نوال دى أحلى إختيار،بس هى بتحب تعاندك.

تبسم علاء قائلاً:متزعليش تعالى نأكل من الطبق الى معايا،إحنا الأتنين.

تبسمت سهر قائله:هاكل معاك من الطبق،اللى معاك،وكمان هاخد طبق تانى،صح،يا ماما يا حلوه مش أنا بنوتك الكيوته،المطيعه.

نظرت لها نوال،بسخريه قائله:بنوتى،وكيوت ومطيعه،كنتى طاوعتنى فى أيه قبل كده،أنتى زى الشريك المخالف،معايا،تشوفى أيه بيضايقنى وتعمليه.

ردت سهر: لأ بقى ده كذب،أنتى مش كنتى بتضايق من القطتين الى كنت بعملهم فى شعرى أهو بطلت أعملهم،وموتهم،علشان خاطرك.

تبسم علاء يقول:طب بطلتى تعملى القطتين،بالنسبه للى فى شعرك دلوقتي ده أيه!

ردت سهر بعفويه:ما أنا قتلت القطتين،وعملت مكانهم،إتنين ديل حصان.

تعجب الجميع مرحاً،من رد سهر،بينما كتمت نوال ضحكتها قائله:قصدك ديلين كلب،ديلين حمار،أنما حصان ميلقش عليكى.

ردت سهر بقمص قائله:الله يسامحك،مش هرد عليكى،بس أهم شافو بعنيهم بمعاملتك ليا.

تبسم الجميع على نقارهم،

لتقول نوال:أكيد ربنا هيسامحنى علشان متحمله بلوه زيك،وبعدين بطلى رغى،خلاص الفيلم هيبدأ.

ردت سهر:ربنا هيسامحك،لو أدتينى جوافه من طبق الفاكهه،الى وراكى ده.

نظرت نوال لطبق الفاكهه قائله:وأنتى مشلوله،مدى إيدك خديها.

ردت سهر:إنت أقرب منى احدفيها،وأنا ألقفها منك.

مسكت نوال احدى ثمرات الجوافه وقامت بألقائها ناحيه سهر بقوه،
لتقول سهر بعند:هيه لقفتها قبل ما تخرم عينى،تشكرى،يا مامى،ربنا يخلينى ليكى.

تبسمت لها نوال بحنان،
ليجلسوا،ويشاهدوا الفيلم ويصحب الفيلم جلسة ود، ومُزاح بينهم.

عادت نوال،من تذكر تلك الليله هى كانت آخر ليلة،سهروا بها،ليدخل بعدها عمار،على حياتهم
شعرت نوال،بغبطه،تشعر،بالندم،لم يكن عليها غصب سهر،على تلك الزيجه،لكن فات الوقت،غضبها من هروب،سهر أعمى عيناها.

نظرت للهاتف،فكرت قليلاً،لما لا تتصل على هاتف سهر،تعلم أن الوقت مازال باكراً،لكن،قد ترد سهر عليها،ويطمئن قلبها،قليلاً،هى ستذهب لزيارتها اليوم،ستدعى،أنها ضغطت على رقم هاتف سهر،بالخطأ،حين ترد عليها،لا يهم أن تكذب،لكن تريد أن تطمئن عليها.
وبالفعل،رنت على هاتف،سهر،يرن ولا رد لاكثر من مره،وضعت الهاتف أمامها تنظر أليه،لما لم ترد سهر عليها،فكر عقلها،ربما يكون على خاصية الصمت وعدم الأزعاج،وهى نائمه،لكن قلب نوال يتآكل
حسمت أمرها،وقامت بالأتصال على هاتف عمار،الذى إنتهى مدة الرنين دون،رد
فقامت بالأتصال مره أخرى،رد عمار،قبل نهاية مدة الرنين
لكن سمعت ما يؤكد شعورها،سهر مريضه.

أغلقت الهاتف،ونهضت تاركه المطبخ بسرعه،توجهت لغرفتها،فكرت أن توقظ منير،لكن لا داعى،عليها أن تعلم أولاً ما حدث،لسهر.
إرتدت ملابس أخرى،وجذبت حقيبتها،وخرجت من الغرفه،
تصتدم بعلاء.

ليقول بتعجب:خير،با ماما لابسه ،وراحه فين بدرى كده.

ردت نوال بلهوجه:سهر تعبانه،وفى المستشفى،سيبنى خليني أروح ليها،أطمن عليها.

رجف قلب علاء قائلاً:خير ياماما،مستشفى أيه،أستنينى أغير وأجى معاكى.

ردت نوال عليه بأسم المشفى ثم قالت وهى تتجه نحو الباب:غير هدومك،وحصلنى،وبلاش تقول قدام تيتا،علشان ممكن تقول لمرات عمك،وتشمت فى سهر،هى وبنتها.

يارب تكون سهر بخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ بمشفى خاص بالمنصوره
فى ممر أمام أحد الغرف
وقف عمار،يغمض،عيناه،يستند على الحائط خلفه،تُعيد ذاكرته،ما حدث قبل قليل.
فلاشـــــــــــــــــــــ* باك
هرع عمار،وهو يرى سهر،تهوى أرضاً،أمامه،مدرجة الدماء،ذُهل عقله،تخيل من أمامه هى خديجه،حين وقعت أمامه بنفس المنظر،ذات يوم،لكن وقتها،لم يشعر،سوى،بالشفقه عليها،أما الآن،يكاد قلبه يخرج من محله،بل بالفعل خرج،هو خاوى الجسد،والعقل،بسرعه حملها،ووضعها فوق الفراش،أرتدى ملابسه بسرعه،وآتى بإيسدال،لسهر،وألبساها إياه فوق مئزر الحمام التى كانت ترتديه،حملها،وخرج من الشقه سريعاً،يجرى على درجات السلم،كاد يصتدم،ب عليا،التى قالت له بلهفه عمار،فى إيه سهر مالها،لم يرد عليها،وأكمل السير،الى أن وصل الى سيارته،بالحديقه،توقف للحظه،قبل أن تفتح له عليا باب السياره،ليضع سهر،بالمقعد الخلفى،صعدت لجوارها عليا،قائله:خلينى أجى معاك.

صمت عمار،وتوجه،الى المقود سريعاً،يقطع الطريق،الى أن وصل الى أحد مشافى مدينه المنصوره الخاصه،حملها،ودخل بها الى المشفى يطلب المساعده،
ليدخل بسهر الى أحد الغرف،خلفه عليا،لتخرجهم من الغرفه أحدى الطبيبات ، بعد لحظات آتى له أحداً من الموظفين بأستقبال المشفى،
طالباً منه، الذهاب، لأخذ بيانات المريضه، ودفع جزء من حساب المشفى، فذهب معه، لكن قبل أن يتحرك، قال ل عليا:
بلاش حد من العيله يعرف حاجه، قبل ما نعرف إيه الى جرى سهر، وحالتها تتحسن، أو حتى بلاش يعرفوا خالص.

أمائت عليا له بموافقه.
ليذهب عمار مع موظف المشفى، وظلت عليا أمام باب الغرفه الموجود بداخلها، سهر، للحظه، فكرت بالأتصال على علاء، وإخبارهُ، لكن أزالت الفكره عن، رأسها، فماذا ستقول، له، هى لا تعرف سبب، لتلك الدماء التى كانت تنزفها سهر، حتى أن جزء من دمائها، لطخ ثيابها، وثياب عمار، مُلطخه أكثر.

توجه عمار مع الموظف، الى قسم الأستقبال، يدون بيانات دخول سهر للمشفى، وقام بوضع جزء من المال، بخزينة المشفى، وأثناء، رجوعه الى مكان سهر، رن هاتفه، أخرجه من جيبه، نظر للشاشه، تعجب، حين رأى أسم من تتصل عليها، هل عرفت ماحدث لسهر، أو ربما إتصلت عليها سهر، قبل أن تخرج من الحمام، لكن نفى الأحتمال الثانى، ربما لديها إحساس، فكر ألا يرد عليها
وتنهد حين أنتهى الرنين، لكن عاود الرنين، مره أخرى، بأستمراريه ،تنهد بآلم،وقام،بالرد بهدوء لحدٍ كبير.
بعد الترحيب بين الأثنين
تحدثت نوال قائله بمحاوره:سهر كنت كلمتها إمبارح،قالتلى أنها مشغوله بالعشا،وهتكلمنى الصبح، بس أنا كنت نسيت أقولها،أنى هروح للمدرسه من بدرى علشان تجهيزات دخول التيرم التانى، عارفه الوقت لسه بدرى،وأنها ممكن متكنش صاحيه،طلبتها مردتش عليا،قولت أطلب تليفونك،يمكن أنت ترد عليا،أنا عارفه أنها قبل ما بتنام بتعمل تليفونها صامت.

إبتلع عمار حلقه المُر وكان سيطمئنها بالكذب،لكن للأسف هو كان قريب من أحد ميكروفونات الأستدعاء بالمشفى،ليصل صوت
ذالك الأستدعاء بوضوح لأذن نوال،فأرتجف قلبها،وقالت:أنت فى مستشفى،خير،وقالت بتمنى،أن يُكذب ما تشعر،به:قولى إن سهر بخير.

أرتبك عمار، وقال:للأسف أنا بسهر فى المستشفى،ومحدش يعرف غير عليا معايا.

إرتعش جسد نوال،كاد أن يقع من يدها الهاتف،لكن تمسكت به بآخر لحظه قائله: بنتى أيه الى جرالها،كان قلبى حاسس،قولى إنت فى
مستشفى أيه؟

رد عمار عليها بأسم المشفى الموجود به.

فقالت نوال:قولى أيه الى جرالها؟

رد عمار:معرفش هى أغمى عليها،أطمنى.

ردت نوال:لأ متأكده أن مش ده السبب أنا جايه دلوقتي،أطمن عليها،بنفسي.
أغلقت نوال الهاتف.

تنهد عمار،يزفر أنفاسه،يسير بالعوده الى مكان الغرفه الموجوده بها سهر،يشعر بخطواته كأنها،يتجه الى الجحيم،يخشى،كثيراً،لثالث مره،يرى أمامه أحداً من عائلته ينزف،لكن هذه المره غير المرتان السابقتان،،سهر،لها شعور،أخر،يشعر كأن كل خلايا جسدهُ،تتألم،
عاد ليجد عليا تجلس على أحد المقاعد بالممر أمام الغرفه،فسألها:
محدش طلع من الأوضه؟

ردت عليا:لأ طلعت ممرضه ورجعت،بكيسين دم،،ثم وقفت عليا عن الحديث،ثم قالت بسؤال:عمار هو ايه الى حصل خلى سهر،تنزف،بالشكل ده؟

رد عمار،الذى يشعر بضياع لاول مره بحياته:
معرفش،أنا فوجئت بها واقفه،قدامى،وبعدها أغمى عليها معرفش السبب.

حاولت عليا التخفيف عنه وقالت:خير،أنشاء الله هتبقى كويسه إطمن.

زفر عمار،نفسه،فمنظر،وقوع سهر أمام عيناه وحده كفيل أن يقسم قلبه لقطع،صغيره تتألم وتنزف،مثلما كانت سهر تنزف،بين يديه قبل قليل.

عاد من تفكيره،على صوت فتح باب الغرفه،ففتح عيناه ينظر لخروج الطبيبه
باكــــــــــــــ*
ظل واقفاً مكانه يخشى حديث الطبيبه،بينما
سألت عليا الطبيبه،بلهفه:
خير،يا دكتوره،سهر عامله أيه؟

ردت الطبيبه بعمليه:
المدام للأسف أجهضت،من الواضح أنها كانت حامل لأيام،وممكن تكون إتعرضت لوقعه،أو شالت حاجه تقيله،فأثرت عالجنين،وللأسف،هو نزل،وعملت لها عمليه كحت وتنظيف للرحم،ودلوقتى هتطلع على أوضه عاديه،وقدمها ساعتين،وتفوق من البنج،وتخلص المحلول،والدم الى متعلقين ليها،وهرجع بنفسى أطمن عليها،ربنا يعوض عليكم.

شكرت عليا الطبيبه،لتغادر الطبيبه،المكان.
ببنما خرجت سهر الى غرفه عاديه بالمشفى.
…..
بعد قليل كانت تدخل نوال،الى تلك الغرفه التى نُقلت لها سهر،بعد أن علمت مكانها من عمار،حين هاتفته،وهى أمام المشفى.

تصنمت نوال مكانها للحظات،وهى ترى وجه سهر الشاحب،ليس هذا فقط،وتلك الانابيب الموصوله بيديها،ولكن عادت ساقيها تسير،بإتجاه سهر،ووقفت أمامها،تفر،دموع عيناها دون وعى منها،ثم نظرت بأتجاه عمار،الذى كان جالساً جوار فراش سهر،ووقف حين دخول نوال،بلهفه قائله:مالها سهر،فيها أيه.

صمت عمار،الذى يشعر بأنهيار تام،كلمه واحده،قد تجعله ينهار،أمامها الآن.

لكن تحدثت عليا التى كانت جالسه بالغرفه أيضاً:خير،يا طنط أطمنى هتبقى كويسه وهتفوق قبل من ساعتين الدكتوره قالت لينا كده من شويه.

ردت نوال:خير أيه،قوليلى بنتى مالها،أيه الى جرالها،وصلها للحاله دى.

ردت عليا بخفوت:بصراحه،سهر كانت حامل وأجهضت.

ماذا سمعت،عقلها،يشرد، كانت حامل!
أجهضت!،تعلثمت نوال قائله:وأيه سبب الأجهاض؟

ردت عليا:الدكتوره قالت يا وقعت،يا شالت حاجه تقيله،والحمل كان فى بدايته،ولسه مثبتش،أطمنى يا طنط هتبقى بخير.

جلست نوال جوار سهر على الفراش،تتنهد بمراره،ودموعها تسيل،صغيرتها،بعد أيام من زواجها تُجهض،جنينها،لما،عليها أن تشعر بهذه المراره،سهر صغيرتها،التى كانت تتقبل منها كل حماقتها،بلحظه،وضعتها،أمام أختيار حاسم،ما كان عليها،أن تجبرها،ربما تغير القدر،لكن القدر،مرسوم،وكلنا نمشى على خُطاه.
…….ــــــــــــــــــــــ
قبل مرور الساعتين

وقفت عليا تقول:هروح الكافيه بتاع المستشفى،أجيب قهوه،تحبوا أجبلكم قهوه معايا
هزت نوال رأسها بنفى،وكذالك فعل عمار،الواقف بالغرفه عقله يكاد يشرد.

لتتركهم عليا بالغرفه وتخرج،تغلق خلفها الباب.

تنهدت نوال،قائله:عليا مشيت،وسابتنا قولى بقى،إيه الى حصل لبنتى،بالظبط.

نظر عمار لوجه نوال،رأى منها نظرة إتهام له،أن يكون،سبب خلف أجهاض سهر،لم يتعجب من ذالك،فسهر أخبرتهم سابقاً بما
حدث ليلة زفافهم،لتنال تعاطفهم،لكن ماذا يدافع عن نفسه،هو مصدوم،ومكدوم،مثلها،وأكثر،فالجنين الذى أُجهض،كان منه،
رحمهُ من الرد دخول علاء وخلفه والدهُ متلهفان،يسألان ماذا حدث لسهر.
نظرت نوال لصمت عمار،وردت هى:
سهر كانت حامل والجنين نزل.

تعجب الأثنان،شعر منير،بدوار،وهو يرى إبنته الشاحبه الوجه،كذالك علاء،فسهر،ليست فقط أخته الصغيره،بل صديقته،ومدللته،يشعر بآلم منذ أن عاد من أسوان،يود الأنفراد بها بمكان بعيد عن الجميع،ويسألها،عن سبب إنطفائتها،لكن لابد أن يعرف،السبب فى ذالك،وقريباً جداً.

فى تلك الاثناء عادت عليا من كافيتريا المشفى تحمل صنيه عليها ثلاث أكواب من القهوه،دخلت الى الغرفه،تقول:أنا جبتلكم قهوه متأكده أنكم محتاجينها.
لكن تفاجئت بوجود علاء ووالدهُ

نظرت لعلاء،ليومئ برأسه لها.

وضعت عليا الصنيه،على أحد الطاولات،بسبب رنين هاتفها.

تحدث عمار،سريعاً،قبل أن ترد:مش عاوز حد من البيت يجى للمستشفى قبل سهر ما تفوق.

ردت عليا:تمام هطلع أكلم بابا بره الأوضه.

خرجت عليا ترد على الهاتف:
لتسمع حديث والداها الغاضب يقول:خفيتى فين بدرى كده.

شعرت عليا بغصه،وقالت:أنا فى المستشفى مع عمار،سهر تعبت وهو جابها،للمستشفى،وأنا شوفته وقتها وجيت معاه
تلبك سليمان يقول:وسهر مالها،ومستشفى أيه،علشان نجى،نطمن عليها.

ردت عليا:مالوش لزوم،يا بابا،عمار قالى متخليش حد من البيت يجى.

تعصب سليمان يقول:أيه الكلام الفارغ ده،قوليلى اسم المستشفى بسرعه.

ردت عليا:مقدرش يا بابا،عاوز أسم المستشفى إتصل بعمار،وهو يقولك هقفل أنا بقى،لان تليفونى مكنش فيه شحن،وشكله هيفصل.

أغلقت عليا الهاتف.
بمنزل زايد
حين أغلقت عليا الهاتف،فى وجهه،كان يقف فى غرفة السفره مع الجميع كى يتناولوا طعام الفطور

نظر له الجميع حين سمعوه،يسأل عليا عن إسم المشفى،بذالك الوقت كانت تدخل خديجه،الى غرفة السفره تقول:رنيت كتير على جرس شقة عمار وسهر،محدش رد عليا،يمكن لسه نايمين،يبقوا يفطروا لوحدهم بقى.

رد سليمان:بس عمار وسهر مش فى شقتهم،عليا بتقولى أن سهر كانت تعبانه،وعمار اخدها للمستشفى،بس قالتلى عمار قالها مش عاوز حد مننا،يروحله،وقفلت قبل ما تقولى على إسم المستشفى.

نهض الجميع من على طاولة السفره،يشعر بتوجس،يتهامسون فيما بينهم،للحظات ثم غادروا،غرفة السفره،لم يبقى غير فريال،التى ظلت جالسه،ومدت يديها تتناول الطعام هامسه:هتلاقى دور برد،وحبت تعمل لنفسها،سعر،فى سوق النسوان،وإتسهوكت على عمار، أبو قلب حنين.
…………..
مرت الساعتين.

بدأت سهر تفيق رويداً.

شعرت بيد تمسك بيدها،تحركت أصابعها.

شعرت نوال،بحركة أصابع سهر،رفعت رأسها،وجدت،سهر،تفتح عيناها قليلاً،تبسمت بحنان قائله:
سهر أنتى فوقتى،فوقتى يا روحى.

نظرت سهر لنوال بوهن،للحظات تمنت أن ما مر عليها الأيام السابقه،بدئاً من رجوعها بصحبة نوال من البحر الأحمر ما هو الأ كابوس،وأنتهى،بفتح عيناها،تبسمت بوهن
لكن زالت بسمتها حين سمعت صوت عمار،يتحدث،بالهاتف،خلف،والداتها،إذن لم يكن كابوساً،وفاقت منه،إنها الحقيقه،التى إستسلمت سهر لها،و
قالت: أنا فين،أيه الى جرالى،آخر حاجة فكراها أنى كنت فى الحمام،وبنزف،بدون سبب.

مسكت نوال يد سهر بقوه وحاولت تخفيف ما حدث قائله:كنتى حامل،وربنا مش رايد للجنين يكمل،وأنتى لسه صغيره،ربنا يعوض عليكى بغيرهُ

رغم وهن سهر،لكن تعجبت قائله: كنت حامل! بالسرعه دى!

ردت نوال:آمر،ربنا،ربنا يعوض عليكم.

صمتت سهر،بداخلها،شعورين،
الأول غصه،فما فقدته بالنهايه هو جزء منها،كانت تتمنى أن يكتمل
وشعور آخر،إنتابها،تلوم نفسها،هل حقاً كانت تريد أن يكتمل هذا الجنين،وهو نتيجة ليلة إغتصاب،وأنتهاك،لها من عمار،عمار،لا يستحق،منها طفلاً،بعد تلك الليله،المؤلمه،التى عاشتها معه،وسوء ظنه الدائم بها،هنا أغمضت عيناها بأرتياح،قليلاً.

تحدث منير قائلاً:بكره ربنا يعوض عليكم بغيره،وتشبعوا ولاد.

ردت سهر:الحمد لله يا بابا.

تبسم منير يقول:ربنا،يزيد فى قلبك الرضا يا بنتى.

بينما عمار،نظر لها متعجباً من هدوئها بهذا الشكل،هو داخله براكين تحترق،ليقول:
الدكتوره كانت قايله أما سهر تفوق،لازم نبلغها هطلع أكمل مكالمة التليفون بره وهروح للدكتوره مكتبها أبلغها عن أذنكم.

خرج عمار من الغرفه،وقف جوار باب الغرفه،يتنفس بشده،متعجب،من رد فعل سهر،لكن هل كان متوقع أن تثور سهر،سهر ليست تلك الشخصيه،لكن لفت نظرهُ،أقتراب علاء وعليا الأثنان عليه،يتحدثان وهما يسيران،يبدوا عليهم الأنسجام،لكن رجح ذالك للموقف الذى هم به.

بعد دقائق خرج جميع من بالغرفه عدا،نوال،والطبيبه التى تقوم بمعاينة سهر،لتسألها الطبيبه عن سبب لأجهاضها؟

ردت سهر:معرفش أنا فوجئت بالنزيف،وبعدها محستش بنفسى غير لما فوقت من شويه.

تبسمت لها الطبيبه:تمام،ربنا يعوض عليكى قريب،بتحصل لبنات كتير ، وبتحمل تانى بسرعه،وكمان أنا نضفت الرحم،فبسهوله ممكن تحملى،وحمدلله على سلامتك.

تبسمت نوال،بينما سهر لم تعطى أى تعبير
لتقول للطبيبه:هو أنا هفضل هنا كتير.

ردت الطبيبه:لأ أنا شايفه صحتك لحد ما كويسه،وممكن تخرجى،دلوقتي،بس لازم تلتزمى السرير،لكام يوم،وكمان تاخدى علاجك فى أوقات مظبوطه.

ردت سهر:يبقى أخرج،أكمل علاجى فى البيت،لأنى بكره ريحة المستشفيات.

تبسمت الطبيبه:غريبه،مع أن وصلنى أن أخوكى طالب طب،يعنى هيبقى زميل.

تبسمت نوال قائله:هى فعلاً من صغرها بتنفر،من ريحة المستشفيات،بس نقول ايه بقى،فى النصيب،أن أخوها،يبقى دكتور.

تبسمت الطبيبه:تمام هكتب لها على خروج،وكمان مجموعة أدويه،تاخدها بأنتظام،وكمان تغذيه،وسوائل كتير،علشان تعوض نزيف الدم الى حصلها.

تبسمت نوال قائله:متقلقيش،يا دكتوره انا الى ههتم بها وبتغذيتها بنفسى.

بعد قليل
بحديقة منزل زايد.
وقف عمار سيارته
لتنزل نوال،وخلفها نزلت عليا،
لتمد نوال،يدها لسهر تساعدها،للنزول من السياره،لكن سهر،تغاضت عن يدها،ومسكت بأجزاء السياره،الى أن نزلت.

توجه لها عمار سريعاً،ليقول لها:أستنى
وأنحنى ليحملها،لكن رفضت سهر قائله،بحزم:
لأ أنا هقدر أمشى على رجليا،وعليا هتساعدنى.

شعرت نوال بغصه،سهر،تبتعد عن مساعدتها لها،وطلبت من عليا أن تساعدها

تمثل عمار لها،وسبقهم بخطوات ليفتح باب المنزل
حين فتح باب المنزل،وجد أمامه
والدهُ وعمه، اللذان أنخضا من تلك الدماء التى على ملابسه وقالا:ليه أمرت عليا متقولناش على اسم المستشفى،وأيه الى حصل لسهر،وأيه اثار الدم الى على هدومك دى.

رد عمار:مش وقته هقولكم بعدين بس سهر لازم تطلع تستريح،

سار خطوات ليجد خديجه،وحكمت بوجهه،
لتقول حكمت،بلهفه وهى ترى،أثار دماء على ملابسه :خير،أيه الى حصل لسهر،وأزاى منعرفش غير،بالصدفه من عليا.

رد عمار:قولت بعدين،
وقف عمار أمام سهر وقال:بلاش عناد يا سهر،مش هتقدرى تطلعى السلالم،لحد الشقه فوق،خلينى أشيلك.

رغم أنها تريد إبتعاد عمار عنها،لكن بالفعل هى لم تعد قادره على السير،فأمتثلت له،ليحملها،ويصعد الى الشقه،لكن لم يدخل الى غرفة النوم،بل توجه الى غرفة نوم أخرى بالشقه.

دخل خلفه كل من نوال،ووضعت ذالك الكيس الذى بيدها الموجود به أدويه من أجل سهر،

وضع عمار سهر بالفراش،وأستقام واقفاً،ينظر لسهر التى تبتعد بعيناها عنه،قصداً منها

بينما تحدثت خديجه قائله:خير،يا جماعه،طمنونونى سهر مالها؟

رد عمار،بصوت يشوبه الألم:سهر أجهضت.

أنخضت خديجه قائله بتسرع:ليكون سبب الاجهاض، وقوعها إمبارح فى المطبخ.

نظر عمار،ونوال،لها.
لتكمل خديجه قولها:إمبارح وإحنا بنحضر العشا فى المطبخ سهر إتزحلقت،يمكن ده سبب الأجهاض.

ردت نوال:يمكن،عالعموم الحمد لله قدر،ربنا،وأي نكان السبب،الأهم صحة سهر.

ردت خديجه وهى تنظر لسهر:فعلاً الأهم صحة سهر،وربنا يعوض عليها هى وعمار.

نظرت سهر لعمار،ثم لخديجه،أحقاً ترسم الرضا،أم كانت تتمنى أن تكمل سهر حملها،وتأتى لعمار،بطفل،يعيدهُ إليها سريعاً،لا تعرف لما تشعر بالبغص منهما الآن
أبسبب سماعها لعمار،نطق إسم خديجه قبل أن تغيب عن الوعى
هل كان سبب نطقه لأسم خديجه،إستنجاداً بها،أم خديجه،هى ما تشغل كل تفكيره لدرجة أنه نطق إسمها،بدل من سهر،
أغمضت عيناها،تشعر،بألم نفسى يفتك بعقلها،وألم طفيف بجسدها،بسبب تلك المُسكنات.

تنحنحت نوال قائله: هروح أوضة النوم أجيب غيار لسهر غير الى عليها،علشان زمانه،ريحته بنج،وأدويه من المستشفى.

نطق عمار سريعاً:خليكى مرتاحه جنب سهر،خديجه هتجيبلك الغيار.

فتحت سهر عيناها ونظرت لعمار الذى خرج،وخلفه خديجه،لابد أن يُخبرها ما حدث،ويصبرها،لتنتظر وقتاً آخر.

لكن كانت الحقيقه غير،ذالك،
حين دخلت خديجه وخلفها عمار،لترى دماء سهر بأرضية الغرفه،وعلى الفراش،للحظه أنفزعت قائله:لأ كويس أن الأستاذه نوال مجتش وشافت منظر الدم الى فى الأوضه ده،عالعموم هاخد غيار،لسهر أوديه لها،وأنزل لواحده،من الشغالات أقولها تجى تنضف الأوضه.

تحدث عمار:أنتى قولتى ان سهر وقعت امبارح فى المطبخ،أيه السبب.

ردت خديجه:مفيش سبب،زى ما قولتلك كده،كان زيت واقع على أرضية المطبخ،ويظهر سهر،مخدتش بالها،فأتزحلقت،بسبب كده.

رد عمار بسؤال:وأيه الى كان موقع زيت عالأرضيه؟

ردت خديجه:عادى،أوقات كتير،وأحنا بنطبخ بيوقع زيت،وأوقات الاكل نفسه،مفيش سبب،حتى الحاجه،فريال،قالت لها مش تاخدى بالك.

نظر عمار لخديجه،يقول:هى مرات عمى كانت بتطبخ معاكم.

ردت سهر:طبعاً،لأ،دى كانت داخله،تنظر،على الى بالمطبخ،حتى شدت مع سهر،بس سهر فرستها،بردها.

تحدث عمار:تمام،الدولاب أهو خدى غيار،ل سهر،وديه للأستاذه نوال،وأنا كمان هاخد غيار،وهدخل الحمام أغير الهدوم الى عليا دى.

أخذت خديجه بعض الملابس لسهر وغادرت الغرفه،وكذالك أخذ عمار،ملابس له،لكن حين دخل الى الحمام المرافق للغرفه لم يستطع الدخول إليه،بسبب دماء سهر الموجوده،بأرضية الحمام،فأخذ ملابسه،وتوجه لحمام آخر بالشقه

وقف،يفتح أزرار قميصةُ الملوث بدم سهر،حتى أن آثار دمائها قد نشفت على جلد صدره،
نزل أسفل المياه،، يغمض عيناه تعود به الذكريات تعصف بعقله
حين رأى سهر تنزف،رأى خديجه،وأيضاً،عادل،أبن عمه
تذكر قول خديجه أن زوحة عمه،كانت بالمطبخ،وقت وقوع سهر
ليعود بذاكراته،لطفل صغير لم يُكمل الثانيه عشر من عمره،،ظل بأصلاحية الاحداث ،لمدة شهران كذباً،بأتهام باطل بالقتل.
سرعان ما فتح عيناه،وأوصد المياه،وأرتدى ملابسه،وخرج من الحمام،عله يخرج،من تلك الذكريات العاصفه.
….
بينما بالاسفل قبل قليل
جذبت فريال يد
عليا قائله:
قوليلينا أيه الى حصل.

ردت عليا:سهر كانت حامل،وسقطت.

ذُهلت،حكمت،ووضعت يدها على صدرها وشعرت بدوار،كادت تقع،لكن سندتها عليا،قائله:مرات عمى.

تمالكت حكمت نفسها،تشعر،بآلم بصدرها،وتدمعت عيناها قائله:أنا بخير،بس الصدمه،يعنى كان هيكون عندى حفيد،بس ربنا مأردش.

شعرت عليا بحزن،زوجة عمها،وقالت:ربنا يعوض عليهم يا مرات عمى،تعالى معايا أقيسلك الضغط.

آمنت حكمت على قولها،وسارت معها.

بينما رسمت فريال پسمة شماته،وفرح،وهى تتخيل مدى حزن عمار،لفقدان أول نبته له.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمساء
دخل عمار الى غرفة النوم الموجوده بها سهر بعد أن أستأذن،
نظر الى الفراش،رأى سهر مازالت نائمه،ونوال تجلس على أحد مقاعد الغرفه،تقرأ القرآن
صدقت حين دخل.
تحدث عمار بهمس قائلاً:هى سهر لسه نايمه من وقت ما وصلنا.

ردت نوال: لأ صحيتها مره أخدت أدويتها ورجعت نامت تانى،وشويه كده،هصحيها،تاكل وتاخد أدويتها.

رد عمار:أنا موجود هنا،بالشقه أن أحتاجتى لأى شئ،تقدرى تنادينى.

تبسمت له نوال
لكن قبل أن ترد،رن جرس الباب.
نهضت نوال،
فقال عمار
خليكى وأنا هفتح.

ذهب عمار الى باب الشقه وفتح
ليرى تهجم وجه يوسف،الذى قال:ربنا يعوض عليكم.

رد عمار:متشكر.

تخدث يوسف:فين سهر،وأزيها دلوقتى؟

رد عمار: كويسه، نايمه تقريباً،من وقت ما وصلنا،من المستشفى.

شعر يوسف بمدى حزن عمار،فهو جرب نفس الشعور،مرات سابقه،وكان من يخرجه من حزنه،ويعطيه الأمل هو عمار.

تنهد يوسف يقول:أنا مصدع أيه رأيك أعمل لينا قهوه نشربها،ونقعد ندردش سوا.

أماء عمار رأسه بموافقه،قائلاً:المطبخ عندك أهو.

ذهب يوسف للمطبخ،وقام بعمل القهوه،وحمل الصنيه،وقف ينظر بأستغراب،حين رأى باب شرفه كبيره بالشقه مفتوح.
توجه أليها.
وجد عمار،يقف يدخن.
وضع صنية القهوه،وأقترب من عمار،ووضع يده على كتفه،قائلاً:
حاسس بيك،إدعى ربنا يعوض عليكم،بالخير.

نفث عمار دخان سيجارته،يقول:
هتصدقنى،يا يوسف لو قولتلك،إنى مش مش زعلان إن سهر أجهضت الجنين ده.

تعجب يوسف!
ليكمل عمار قوله:لأنه كان هيبقى إبن إغتصاب،ودايماً كان هيفكرنى،أنى إغتصبت سهر،ليلة زفافنا،ومتأكد،أن سهر جواها نفس الأحساس ده.

تعجب،يوسف،يشعر،بقلب صديقه الذى وقع بالغرام لأول مره.

بينما هناك من سمع قول عمار،ليوسف،ليشعر،بالآسى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقتباس،أستفانيا روستى
💐
كان عمار يجلس لجوارها، يقرأ بعد العقود، يُدقق ما بها، لاحظ نفخها، لأكثر، من مره، وهى تُقلب، بريموت الكنترول، بين القنوات، الى أن. أستقرت على أحد القنوات، وما هى الأ قناة، رقص شعبى، أشمئزت سهر، وسألت عقلها لما توقفت على تلك القناه، فعادت تُقلب، بالقنوات، لتجد فيلم لنجمه، إغراء شهيره، تقوم بالرقص، أيضاً، كانت ستعود للتقليب بالقنوات، لكن أمسك عمار، يدها قائلاً: خليكى عالفيلم ده، فيلم مُسلى.

نظرت له قائله: أنت شوفت الفيلم ده قبل كده؟

رد عمار ببسمه: لأ، بس عندى فكره عن أفلام النجمه، دى، مميزه.

سخرت منه قائله: مميزه، مميزه، بأيه، نفسى أعرف دى بتعجبكم وتجذبكم على أيه، شويه الدلع، والرقص، دى كل أفلامها تافهه، وبتعمد على جسمها، وياريت جسمها، مُغرى، ده كله نفخ، وعمليات تجميل، أكيد الى بيعجب الرجاله، هو،لبسها و رقصها، الخليع.

أقترب عمار، منها، يلاصقها بمكرقائلاً: طب، أيه رأيك ترقصيلى، وأنا أعرفك بعدها، أيه الى بيجذب الرجاله ليها.

نهضت سهر من جواره، قائله: وماله.
ثم سارت

ليتعجب عمار قائلاً: على فين يا سهر، مش هترقصيلى.

ردت سهر بسخريه: رايحه أتحزم، وأجيلك.
……💚
البارت الجاى،الأربعاء

يتبع

دومتم سالمين.

السادسه عشر
ـــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوماً.

مساءً
بمكتب يوسف الخاص،بالمحاماه.
رمى عمار بجسده على أحد مقاعد الغرفه،يشعر بإنهاك.

تبسم يوسف بمكر قائلاً:أيه أقول سلام يا رجوله

أستقام عمار بجلسته بالمقعد قائلاً:لأ أطمن،لسه الرجوله،موجوده،بس هلكان من الشغل الى مش بيخلص،غير أنى مسافر الصبح الفيوم،ورجعت فى نفس اليوم.

تبسم يوسف بمكر قائلاً:وأيه الى رجعك فى نفس اليوم كنت بات هناك فى المزرعه،وتعالى بكره،حتى الجو فى الفيوم دفا عن هنا فى المنصوره.

علم عمار،أن يوسف يتخابث عليه،ليقول ببسمه،:سيبك من رجوعى،عندى الاهم دلوقتى والى جيتلك مخصوص علشانه،قبل ما أرجع البيت.

تبسم يوسف يقول:وأيه المهم ده،الى يخليك تجيلى بدل ما تروح البيت تطمن على الناس الى فيه؟

رد عمار:بص بقى أنا وأنا فى الفيوم قابلت،حسام إبن اللواء ثابت هناك،وعرض عليا أشاركه،فى مشروع شركه لأستصلاح الاراضى.

رد يوسف:مش ده العرض الى سبق وعرضه عليك اللواء ثابت وقولت وافقت عليه مبدئياً

رد عمار:هو بس اللواء ثابت هيسلم كل شُغله لابنه،وهيرتاح هو،بيقول كبر،وكمان إبنه عنده فكر إقتصادى عنه،وكمان الحكومه،شارطه المشروع يكون بين عدد من الافراد،وانا فكرت أنك تدخل معانا شريك.

رد يوسف بعدم فهم: أدخل معاكم شريك ازاى،ومنين ما انت عارف البير وغطاه،أخوك
المكتب نص قضاياه ل حقوق أهل البلد الغلابه،والقواضى التانيه اهى ممشيه الحال،أنا لو مش أنت،كان زمان مكتبى اتقفل ورجعت اشتغل مع المحامى الى كنت بدرب عنده قبل ما أفتح مكتبى ده فى شقة ماما،وكمان مصاريف علاج أسماء بعد كل مره بتجهض،غير أنها لو عرفت ان واحده اتاخرت فى الخلف وخلفت تجرى هى وأمى يسألوها عن الدكتور،وتروح له،على امل والمصاريف، مُكلفه جداً.

تبسم عمار يقول:ربنا يرزقك بالذريه الصالحه،وليه قاطعتنى قبل ما أخلص كلامى،
بص يا يوسف،الشركه أكيد هتبقى محتاجه مستشار قانونى خاص بيها،وانا واثق فى خبرتك،يعنى مفيش لا عقد بيع،ولا شراء انا بمضى عليه من غير ما تكون،أنت فاحصه،ومدققه كمان،،أنت دى هتبقى نسبتك فى الشركه، لانك هتستلم الشئون القانونيه بدءً من إجراءات إنشاء الشركه نفسها.

فكر يوسف،لدقيقه،وتبسم.

تحدث عمار:وأيه سر البسمه دى بقى؟

رد يوسف:أصل لو عندى أخ من دمى مكنش هيفكر فيا كده،طول عمرك،كنت بتوقف جنبى،أنا وخديجه،لما جيت على نفسك وإتجوزتها وإنت شاب،صغير،وحميتها هى وولادها،تعرف،أنا أوقات كنت بتمنى،إن جوازك إنت وخديجه يتحول من جواز على ورق،لجواز فعلى،بس للأسف المشاعر بينكم مازادتش عن أخوه،وأنا أكتر واحد عارفك،يا عمار.

تبسم عمار،وهو ينظر له،تذكر حين كان تائه منذ أيام
فلاشــــــــــــــــــــــ* باك

أحياناً كل ما تحتاج،إليه هو شخص،يسمعك فقط،حتى لو إنتقدك،ولامك على خطأ لم تكن لتعترف به
هذا ما حدث،بالضبط
نظر يوسف لعمار مذهولاً يقول: مش فاهم، يعنى إيه، إبن أغتصاب، وأغتصبت، سهر، ليلة زفافكم، فهمنى.

جلس عمار على أحد المقاعد، يطفئ، سيجاره ويشعل أخرى، نفث، دخانها، بغضب شديد، قائلاً:سهر مكنتش موافقه على جوازها منى، وعندى يقين أنها فى كل مره بتسلمنى نفسها،خوف،لأغتصبها،مره تانيه.

تعجب يوسف قائلاً:بتقول إيه،ولما هى مكنتش موافقه على جوازها منها إزاى إتجوزتك.

رد عمار:معرفش إزاى،سبق وقولتلك إنها رفضتنى قدام بابا وعمى،بس تانى يوم وائل قال أنها وافقت،ومش بس ده الى حصل،

صمت عمار،ينفث دخان السيجاره

تعجب يوسف يقول:إيه تانى الى حصل!

سرد عمار ليوسف عن ذالك الخطاب الذى وقع بيده بين دعوات الزفاف، ومحتواه الذى أغاظه وقتها،وإحتراق الخطاب،دون قصد منه،وسماعه، لحديثها مع إبنة عمها بالمسجد يوم عقد القران،كل سبب فى معاملته لسهر بعنف ليلة زواجهم.

تعجب يوسف قائلاً : مش حتة جواب لقيته بين دعوات الزفاف، هو السبب، فى إنك، تغتصب سهر، بالطريقه، الى قولت عليها، كان فين عقلك، يا عمار، مش يمكن الجواب مكنتش هى الى كتباه،،لو مكنش الجواب إتحرق كان بسهوله تواجها بالمحتوى الى قولت عليه، حتى لو سمعتها بتكلم بنت عمها، فى المسجد يوم كتب الكتاب مش يمكن فهمت غلط وقتها، واضح إن بنت عمها، كان عندها علم بالجواب ده، لأنك قولت إرتبكت لما سهر سألتها، وكمان قالت إن بنت عمها، كانت موافقه عالجوازه من الأول.

رد عمار: معرفش أنا مفكرتش، حتى سهر، عصبتنى، ليلتها، بطريقة ردها عليا، كنت عاوز أكسرها قدامى، وأمتلكها بأى طريقه، كنت بنفس عن غضبى.

تعجب يوسف قائلاً: أى غضب،
صمت يوسف لثوانى ثم قال بمفاجئه:
عمار إنت شوفت سهر، قبل ما نروح نسأل على وائل يوم أختفاء غدير؟

رد عمار: أيوا شوفتها كذا مره بالصدفه مرتين فى الطريق، ومره كنت فى فرح جنب، بيتكم،بس مكنتش أعرف هى بنت مين غير لما إتفاجئت بها يومها،قدامى،وطريقتها فى الرد عصبتنى.

تبسم يوسف: وطبعاً عجبتك ودخلت مزاجك، بس طبعاً عمار زايد لازم ينكر ده.

نظر عمار ليوسف بعدم فهم قائلاً: قصدك أيه؟

رد يوسف: أنت وقعت فى حب سهر يا عمار
من أول ما شوفتها.

تعجب عمار يقول: بتقول إيه، أكيد….

قاطعه يوسف قائلاً:
أيوا حبيت سهر، بس غاظك أنها مبادلتكش نفس الشعور، فاكر لما قولتلى أنك مش ممانع تجوز، ظهور سهر، هو الى خلاك تاخد الخطوه دى، والأ ليه متجوزتش من سنين، كان قدامك البنات أشكال كتيره ،بس ظهور سهر كان دافع أنك تاخد الخطوه دى،بس فوجئت بسهر مكنتش عاوزاك،غرورك إتحكم فيك،وطبعاً،إزاى عمار زايد،واحده ترفضه،أنا وإنت عارفين،أن غدير،لو كنت إتقدمت لها كانت هتوافق، بس هى كانت عاوزاك إنت الى تطلبها مش،يفرضوها عليك،وكمان إقتراح البدل كان فرصه جاتلك،حسبتها فى دماغك كده،بس إنت كنت عاوز سهر،بالذات،وناوى عليها،لأن لو مكنتش سهر،فى الموضوع مكنتش هتتجوز،بنت عمها،لانها مش فى دماغك،أصلاً،بس سهر كانت،شغلت عقلك،وكمان فى سبب تانى،حكاية فرق السن بينك وبين سهر خمستاشر سنه،مش شويه،إنت مفكر إن عقلها صغير،بالنسبه لك،

نفث عمار،دخان سيجارته،بنظر ل يوسف،بتفهم ،يوسف أظهر الحقيقه أمام عيناه،واضحه،حقيقة مشاعرهُ،هو حقاً،أحب سهر،دون عن باقى النساء الآتى قابلهن بحياته.

تبسم يوسف قائلاً: تعرف أنى صدقت كلمة السعيد فى المال تعيس فى الحب، الحب مش حسبة، مكسب وخساره يا عمار،الحب إحساس بيدخل للقلب،بيلغى كل الحسابات
إنت تاجر شاطر،بس فى المشاعر لسه تلميذ بيدأ يتعلم أول حروف العشق

عاد عمار،من تذكره لتلك الليله،التى كشف يوسف له حقيقة مشاعره لسهر أمامه.
باكـــــــــــــــــ*
نهض عمار واقفاً يقول: فكر فى عرضى،ومستنى موافقتك،سلام انا بقى،إبقى سلملى على أسماء،وكمان حماتى.

نهض يوسف قائلاً:خلاص بقى مبقتش حماتك،الأستاذه نوال هى حماتك،دلوقتي،إكسب،رضاها،بس انا شايف أنك كسبانه من زمان،يلا،ربنا يهنيك،وسلملى على سهر،وخديجه وولادها،قال يوسف هذا ونظر لساعة يدهُ قائلاً بس معتقدش خديجه وولادها هيبقوا صاحين لدلوقتي،الساعه قربت على حداشر وربع،وولادها عندهم مدارس،بس ممكن تروح تلاقى سهر منتظراك،لو كنت بلغتها أنك على وصول،وأنت جاى فى السكه.

تبسم عمار وتهرب كن الرد يقول: تصبح على خير.
قال عمار هذا وغادر
نظر يوسف فى أثرهُ مبتسماً،يتمنى له السعاده.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه بشقة وائل.
كانت غدير،تجلس على فراش غرفة النوم
تاره تقلب،بقنوات التلفاز،وتاره أخرى بين مواقع النت على الهاتف،
بسأم وضجر
الى أن سمعت صوت فتح باب الشقه.
نهضت سريعاً،وتوجهة الى الخارج،رأت دخول وائل منهكاً من العمل،وقالت بسخط:
أيه الى آخرك كده،أكيد كنت عند مامتك،لازم تمضى عندها حضور قبل ما تطلع هنا.

رد وائل،بإنهاك:أنا مشوفتش ماما من إمبارح،وأكيد زمانها نايمه دلوقتي،أنا يادوب راجع من مركز الصيانه،كان عندنا صيانه،لأجهزه كتير،و لازم تتسلم الأجهزه دى فى ميعادها علشان سمعة ومصداقيه المركز،من فضلك سيبينى أخد حمام يفُك جسمى كله حاسس أنه متشنج،وياريت تحضرى لى عشا لانى متغديتش،على فطورى من الصبح.

ردت غدير:ليه هو الشغل فى المركز،كتير كده دايماً،نفس الموال كل يوم تقريباً.

رد وائل:مش مركز صيانه تابع لشركه أجهزه كهربائيه كبيره وليها سمعتها فى البلد،فلازم تحافظ على،خدمة العملاء بتوعها.

نظرت له غدير قائله:طب على ما تاخد حمام،هكون حضرتلك عشا.

بعد قليل إنتهى وائل من العشاء،وذهب الى غرفة النوم،وتسطح على الفراش،يشعر،بالأجهاد
بينما ذهبت غدير،للمطبخ تعيد بقايا العشاء،ثم دخلت الى غرفة النوم،رأت وائل متسطح على الفراش، يُغمض عيناه
فقالت له:وائل إنت نمت،ولا أيه .

رد وائل:لأ ليه.

ردت غدير:كنت عاوزه أتكلم معاك شويه.

رد وائل:بعدين أنا مش قادر محتاج أنام وأريح جسمى،أنا هلكان طول اليوم من مركز الصيانه،لبيوت بعض العملا،بصلح لهم فى أجهزتهم .

ردت غدير:ما الموضوع الى عاوزك أكلمك فيه،يخص كده وكمان فى مفاجئه عاوزه أقولك عليها.

نهض وائل،يقول،بإجهاد:خير،يا غدير.

ردت غدير:خير،هقولك أنا عارفه أن مامتك وارثه قراطين مبانى قريبين من السكه الرئيسيه بالبلد،مظبوط.

رد وائل مظبوط،بانيه بيت على قيراط من تلات أدوار،خلاف الدور الارضى جراچات،ومأجراه،شقق،لكذا دكتور،والدور الارضى،فيه كذا محل،بس بتسألى ليه؟

ردت غدير: وطبعاً،أنت لوحدك ليك قيراط من الاتنين دول ميراثك منها فلازم تخليها تكتب القيراط ده بأسمك .

نظر وائل،متعجباً يقول:بتقولى أيه،ماما لسه عايشه ربنا يديها طولة العمر،عاوزانى أورثها وهى على قيد الحياه.

ردت غدير سريعاً،بكذب:مش قصدى،ربنا يديها العمر و يديم عليها الصحه،فهمتنى غلط،وأنا بدور على راحتك ومصلحتك،بس هوضحلك،
بص بقى
أنا شيفاك كده هلكان فى شغل مركز الصيانه،وفى الاخر المرتب الى بتاخده،لو بتشرب سجاير مش هيقضيك،وإحنا داخلين على مسؤليات،وهنحتاج مصاريف كتير،ولازم نفكر فى المسؤليات دى،وأنا فكرت،وعقلى أرشدنى،أحنا ليه منفتحش معرض بيع أجهزه كهربائيه،هنا فى البلد تقريباً مفيش أى حد بيبعها،الكل بينزل يشترى من المحلات سواء فى المنصوره،او المراكز الى حوالينا،وكمان معظم القرى الى حوالينا نفس الشئ،فأحنا لو فتحنا المعرض ده،هنكسب الزباين دول.

تعجب وائل يقول:برضوا مش فاهم قصدك،ومعرض أيه الى هنفتحه،إنتى عارفه تكاليف المعرض ده قد أيه،هو محل كشرى،ده محل أدوات كهربائيه،يعنى الجهاز لوحده بالسعر الفلانى.

ردت غدير:إنت الى مش فاهمنى بس هبسطهالك،بص بقى
أحنا محتاجين مكان للمعرض ده يكون على مورد، وقدامه سكه واسعه وقريب من الطريق، و أرض مامتك، فيها المميزات دى،إنما الأجهزه،أمرها محلول بسهوله.

رد وائل:طيب هنجيب تمن الاجهزه الى محلول أمرها بسهوله دى منين،أنا القرشين الى كانوا معايا إتصرفوا عالعفش،والجواز.

ردت غدير:من بابا،أكيد مش هيمانع،لو طلبت منه،بس لازم يكون عنده ضمان،قبل ما يوافق.

نظر لها وائل قائلاً،بأستعلام:وأيه بقى الضمان ده؟

ردت غدير:الارض الى هيكون عليها المعرض ده،تكون بأسمك،ما هو مقدرش أطلب منه،يدينى الفلوس،وانا مش ضامنه،أن أرضية المعرض مش بأسمك.

تعجب وائل يقول:قصدك،،،،

ردت غدير سريعاً:آه زى ما فهمت قصدى،أن مامتك تكتبلك القيراط التانى،بأسمك وقتها أنا أكلم بابا،وأخد منه الفلوس،ونبقى شركاء،أنت بأرض المعرض،وأنا بتمن الأجهزه،ووقتها مش هتبقى محتاج،تشتغل فى مركز الصيانه من تانى،وهتبقى شريك فى معرض أجهزه كهربائيه،وتبقى واحد من الموزعين للشركه الى تابع لها مركز الصيانه.

لمعت الفكره فى عقل وائل،كذالك تخيل نفسه،وهو يقف بذالك المعرض، يبيع ويشترى،لحسابه الخاص،تبسم بتلقائيه،

لاحظت غدير بسمته،لتبتسم بمكر هى الأخرى،فالفكره ليست فكرتها فهى فكرت هيام التى قالتها لها،لكن ليس،بهذا الشكل،هى عرضت ألاوض فقط،دون ذكر تسجيلها بأسم وائل،لكن غدير،فكرت لما لا تكون أكثر ضماناً.

نظر وائل ل غدير يقول:من بكره هقول لماما،على الأرض وهطلب منها تسجيلها بأسمى،متأكد ماما مش
هتمانع،طالما المعرض فيه راحتى.

تبسمت غدير بخبث قائله:وأنا اول ما حماتى تسجلك الارض هكلم ماما تقول لبابا فوراً،لازم
يكون فى إيدينا ضمان قدام بابا.

تبسم وائل بموافقه،يقول،بتذكر،أنتى قولتيلى عندك مفاجاه أيه هى،ولا تكون فكرة المعرض هى المفاجأة؟

ردت غدير:لأ مش هى،بصراحه فى مفاجأة،انا أتأكدت منها النهارده بعد ما روحت الشغل،بصراحه كده أنا كان بقالى كام يوم متلخبطه ومزاجى بيتغير،بسرعه،وكمان نفسى مسدوده عن الآكل وأن آكلت الأكل مش بيستنى فى معدتى،وجالى شك فى ده،وقطعت الشك باليقين وروحت للصيدليه،وجبت إختبار حمل وعملته،وطلع إيجابي،وكمان زيادة تأكيد روحت لدكتورة النسا،وأكدتلى أنى حامل فى حوالى اربعين يوم.

فرح وائل كثيراً وأحتضنها يقول بسعاده: مبروك يا حبيبتي،أنا الصبح هقول لماما وكمان باقى العيله هيفرحوا قوى،بالذات تيتا.

تحدثت غدير قائله:لأ مش لازم حد يعرف،بالخبر ده دلوقتى،متنساش،أن سهر مبقلهاش وقت سقطانه،وممكن يزعلوا،وأنا كمان مش هقول لحد من عيلتى،بالذات أسماء،علشان بتحمل وتسقط ممكن تزعل،لو عرفت أنى حامل،وهخلف قبلها.

حضنها وائل،يقول:براحتك يا حبيبتي، بس انا سعيد قوى،وواضح أن الحمل ده هيبقى وش الخير علينا..

تبسمت غدير،تفكر فهى حصلت على وائل بمبادلة زواج،وبدأت تجنى،السعاده،فقريباً،سيصبح وائل مثل عمار،بعد أن يصير صاحب معرض أجهزه كهربائيه،كبير،وأيضاً،ستصبح أماً، قبل أن ينجب هو ً،أما هو لم يكن يريدها،ليقع بسهر التى أُجهض حملها فى مهده.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
بشقة سهر،
بغرفة النوم
كانت سهر نائمه على ظهرها
جفاها النوم وهى تنظر عمار،الذى هاتفها قبل ساعتين،يخبرها أنه على مشارف البلده عائداً من الفيوم،لكن،لما تأخر الوقت أصبح منتصف الليل،شرد ذهنها،أيكون حدث له شئ سئ بالطريق،نهضت تنفض عن رأسها تفكيرها السئ،وأتت بهاتفها من على طاوله جوار الفراش،فتحت الهاتف،وفكرت أن تهاتفه تعلم لما تأخر،لكن تراجعت،بدون سبب،عادت تفكر تهاتفه،لكن تراجعت حين سمعت صوت سيارته،دخلت الى فناء المنزل.
نهضت من على الفراش سريعاً،وتوجهت الى باب شرفة الغرفه،أزاحت الستائر قليلاً،تنظر من خلف الزجاج،الى دخول عمار الى المنزل،تنهدت بأطمئنان،لكن خشيت أن يكون رأها،فتركت الستائر،وعادت سريعاً الى الفراش تتسطح عليه،
أغلقت هاتفها،ووضعته محله،ثم أظلمت الغرفه،الأ من ضوء خافت،جذبت غطاء الفراش عليها وأغمضت عيناها،لاتريدهُ،أن يعرف،أنها كانت مستيقظه،لهذا الوقت تنتظر عودته.

بينما عمار،رف قلبه حين نزل من السياره ورفع رأسه،لشرفة الشقه،رأى تسرب بعض الضوء من الباب الزجاجى،ربما لم يرى سهر،لكن تسريب الضوء كان واضح،وسرعان ما تعتمت الشرفه،مره أخرى،
تبسم بشوق،كان يقطع درجات السلم بتلهف،لرؤيتها،كى يضمها بين يديه،لكن
حين فتح باب الشقه تفاجئ بعتمتها،إلا من أحد الأنوار المصحوبه بباب الشقه التى تضئ تلقائيًا،وقت فتح باب الشقه
توجه مباشرةً،الى غرفة النوم،وجد إضاءه خافته،وسهر نائمه على الفراش،عليها الغطاء،لاحظ،إرتفاع وإنخفاض أنفاسها،من تحت الغطاء،كم ود أن يُوقظها،لكن،لن يُزعجها،توجه الى الحمام،
ليخرج بعد قليل،توجه الى الفراش،أزاح الغطاء قليلاً،وتسطح على الفراش،وجهه،ينظر ناحية،سهر التى،لاحظ أنها تبربش بأهدابها،وضع يدهُ على وجنة سهر،يتلمس نعومتها،وأقرب منها،يستنشق من أنفاسها منتشياً،يُغمض عيناه،للحظات
فتحت سهر عيناها،فى لحظه،نظرت لوجهه،وتبسمت،ثم أغمضت عيناها،لتذهب الى سُبات هانئ،وهو الى جوارها،وهو لم يكن أقل منها،شعر بهناء،وهو ينام الى جوارها،كان يتأمل ملامحها،الى أن غلبه النُعاس.
……………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ، بمنزل يوسف
أحياناً،عله تشعرك بسوء الظن
هذا ما حدث،بالفعل
حين نهض يوسف من جوار،أسماء،وتركها وحدها بالفراش،
وخرج الى خارج الغرفه،متوجهاً،الى المطبخ
يقوم بعمل قهوه،له،ثم جلس على طاولة المطبخ يحتسيها،برويه يفكر،فى عرض عمار عليه أن يصبح الشريك الثالث،بتلك الشركه،فرصه كبيره له، ستدفع بأسمه للأمام،وعائد مادى كبير،بالمستقبل،
تنهد يوسف بصوت مسموع.
ليسمع من خلفه:أيه الى مسهرك كده،وأيه سبب التنهيده الكبيره دى؟

نظر خلفه،رأى أسماء تزم طرفى،ذالك المئزر الثقيل عليها.
تبسم بود يقول: مفيش أيه الى صحاكى،دلوقتى.

ردت أسماء:أبداً بتقلب،حطيت ايدى لقيت مكانك خالى،وبارد إستغربت،بس أيه الى مسهرك قوى كده وخلاك تسيب السرير،وتجى لهنا تشرب قهوه،بعد نص الليل.

تبسم يوسف وهو ينهض،تاركاً القهوه،وتوجه الى مكان وقوف أسماء،أمام باب المطبخ،وضمها بين يديه، ينحنى يُقبل عنقها بشوق قائلاً:كنت مشتاقلك،ولما طلعت ولقيتك نايمه،مرضتش أصحيكى.

رفعت وجهها لتتلاقى عيناها مع عيني يوسف،رأت نظرة العشق الذى دائماً يخصها،بها،ليأخدها الى الغرفه يغدقها،بعشقه لبعض الوقت،يتنحنى عنها،ويجذبها لتبقى براسها على صدره،
تنهدت أسماء قائله:أنا بحبك يا يوسف،لو فى يوم من الأيام،ربنا مأرادش يكون عندنا ولاد بلاش تعمل زى عمار،وتجيبلى ضره،قولى وقتها وأنا هنسحب من حياتك بهدوء.

رفع عمار وجه أسماء،ينظر لها بذهول قائلاً:بتقولى أيه يا أسماء،أكيد مش فى وعيك.

نزلت دمعة أسماء قائله:لأ فى وعيي،يا يوسف،ده حقك،عمار،أتجوز علشان يكون عنده ولاد يشيلوا أسمه،وأنت كمان ممكن فى يوم تعمل،زيه،وألا أيه سبب الحيره الى مسهراك لدلوقتي؟

بعد يوسف أسماء عنه،ونهض من على الفراش،وأرتدى ملابسه،بصمت،وكاد أن يخرج من الغرفه،لكن وقف على صوت بكاء أسماء الذى يخلع قلبه من محله،عاد مره أخرى،وجلس جوارها على الفراش،يقول:وأيه سبب الدموع دى بقى دلوقتي.

ردت أسماء: مفيش

تعجب يوسف وهو يقترب منها،وجفف دموعها بيديه قائلاً:أقولك انا سبب الدموع دى،سببها عكننة،ستات مصريه أصيله،أسماء،أنتى عارفه أنى بحبك من زمان،وحاربت علشان أفوز بيكى،يبقى مش علشان موضوع الخلف ده هضحى بيكى،أسماء،أنتى رفيقة حياتى الوحيده،وأنا مش عمار ولا أنا فى نفس ظروفه،عمار متحوزش على خديجه،علشان يخلف،ويبقى أب،زى الكل ما مفكر كده،فى سببين خلوا عمار يتجوز،تانى.
ردت أسماء:وأيه هما السببين دول.

رد يوسف:أولا،عمار،حب سهر،بالصدفه،والسبب التانى،عمار،وخديجه عمرهم ما كانوا،أزواج،ولا هيكونوا فى المستقبل.

تعجبت أسماء قائله:مش فاهمه،قصدك أيه؟

رد يوسف:مش فاهمه،ولا مش مستوعبه،عالعموم هفسرلك الموضوع،ببساطه،خديجه،وعمار أتفقوا،يكون جوازهم على ورق من البدايه،إرضاءً لجد عمار،وقتها،وفضل الوضع بينهم،كده،حتى عمار،كان بينام فى أوضه،لوحده،بشقة خديجه،وعمره ما دخل أوضة نومها،كنت مفكر أن ده ممكن يحصل فى البدايه ومع الوقت بندمجوا،بس،القلوب محدش يقدر،يسيطر،عليها،فضل نفس الأحساس ملازم الاتنين،ولما ظهرت سهر،فى حياة عمار،بدأت تحتل تفكيره،وأتجوزها،مشاعره كلها إتحركت ل سهر مع الوقت،تقدرى تقوليلى سبب أن مشاعر عمار طول السنين الى فاتت متحركتش إتجاه خديجه،وأول ما اتجوز سهر،إستحوذت على مشاعره،عارفه ليه؟

صمتت أسماء بذهول من ما تسمعه من يوسف.

تبسم يوسف،على نظرة الذهول التى رأها بعين،أسماء.
فأجاب وهو يشير نحو قلب أسماء قائلاً:
بسبب ده،ده شاف خديجه طول الوقت مش أكتر من أخت،بس سهر،العشق الى إتسرسب لقلبه بدون غصب أو مجامله لصديق عمره.

ردت أسماء:دلوقتي فهمت ليه خديجه عمرها ما مامنعت أن عمار يتجوز غيرها،بس أزاى قدروا يخدعوا العيله الوقت ده كله،وأزاى متحولتش مشاعرهم،مع الوقت بسبب قربهم،ووجودهم فى مكان واحد.

رد يوسف:دى حاجه إسمها تألُف القلوب،القلب،دايماً بيبحث،عن وليفه،وده الى حصل مع عمار،وخديجه،بس أنا ليا عندك رجاء يا أسماء،بلاش حد غيرنا يعرف بالكلام ده، لأن عمار أأتمنى على سرهُ هو خديجه،من زمان،وعلى ما أعتقد،أن قريب جداً عمار بنفسه هيفشى السر ده وينهيه قدام العيله.

ردت أسماء:قصدك أيه،أن عمار ممكن يطلق خديجه!
رد يوسف:وارد جداً.

تعجبت أسماء قائله:بس ده ممكن يسبب مشاكل،فى العيله،بابا وعمى ممكن يعترضوا.

رد يوسف:دى حياة عمار،وهو الوحيد الى لازم يقرر يعيشها إزاى،زمان إستسلم لقرار جدهُ وقبل بالجواز من خديجه،وكلنا كنا عارفين إن عمار،لازم هيكون له زوجه تانيه فى يوم من الأيام،وعمى،والحاج مهدى،مش هيقدروا يجبروا عمار،على شئ،وهيرضخوا للأمر الواقع،وكده كده خديجه،كل همها،ولادها ميتحرموش من خير،أبوهم كان سبب،رئيسى فيه،وكمان يتربوا فى حضن أهلهم.

تبسمت أسماء قائله:متخافش يا يوسف،أنت قولتلى سر،عمرى ما أبوح بيه،بس مش هتقولى سبب لسهرك لحد دلوقتي حاسه فى سبب تانى؟
رد يوسف: فعلاً فى سبب تانى،هقولك حتى علشان يمكن تساعدينى أخد قرار،
سرد لها يوسف طلب عمار منه مشاركته،فى شركته الجديده

نظرت أسماء له حائره وخائفه بنفس الوقت،ولكن قالت:العرض مغرى جداً،وكمان تستحقه،رأيي انك توافق،وبلاش تفكير كتير، وتجى تنام،وبلاش سهر،لان عندك محكمه الصبح،وقضايا لازم تكون مركز فيها.

تبسم يوسف لأسماء،فهى اراحت عقله من تفكير كان من الممكن أن يجعله ساهداً طوال الليل
أحتضنها يوسف بود وقبل عنقها،قائلاً:زى ما عكننتى عليا،لازم تدفعى تمن العكننه دى قال هذا،وبدأ فى تقبيلها،بنعومه،لتذهب معه للعشق،لكن قلبها خائف،فهناك بعض الرجال يفسدهم كثرة المال،وهى لديها نقطة ضعف..
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصباح اليوم التالى.
دخلت خديجه الى غرفة أحمد،وجدته يجلس يتحدث عبر،الابتوب مع مازن،فأبتسمت قائله:زى كل يوم لازم أدخل القاك بتكلم مازن،قبل ما تروحوا،للمدرسه،وافضل أقول الوقت،بعد كده أبقوا اتكلموا،بوقت تانى،يكون فاضى،خلينى أصبح على مازن،وبعدها، تنزل بسرعه تفطر علشان تلحق باص المدرسه

تنحى أحمد قليلا من أمام الابتوب،لتقف خديجه قائله:صباح الخير،يا مازن،قولى أخبارك أيه؟

رد مازن بود
صباح النور،يا طنط خديجه،أنا الحمد لله كويس.

نطق مازن لأسم خديجه،لفت مسمع،ذالك الذى دخل الى الغرفه،فأسرع وتوجه الى مكان جلوس طفله،وتحدث،سريعاً:أزيك يا مدام خديجه،أخبار،ولادك أيه؟

ردت خديجه:الحمد لله،وحضرتك تمام؟

رد حسام:الحمد لله،عمار كان هنا أمبارح.

ردت خديجه:أه قالى.
رد حسام:إحتمال كبير عمار الفتره الجايه يجى لهنا،ونتقابل كتير،لان هيبقى بينا مشروع،مشترك،أتمنى أقابلك.

شعر حسام انه تسرع بقوله هذا،فقال بمهادنه،قصدى أتمنى مازن،وأحمد يتقابلوا هما نفسهم،يتقابلوا تانى،ويقعدوا مع بعض مع من خلال شاشات تليفون او لابتوب.

شعرت خديجه،بهزه فى قلبها،حين سمعت قوله،لكن بعدت هذا الشعور مستحيل،وقالت،فى الأجازه،يتقابلوا،دلوقتي،لازم يلتزموا الاتنين بمذاكرتهم،ودروسهم،مش مركز فى دروسك يا مازن.

رد حسام:تعرفى إن مازن،رجع من تانى،يخب الدراسه،ويذاكر،دروسه لما أتعرف على أحمد،من الواضح أن أحمد الى شجعه.

ردت خديجه:نفس الى حصل مع أحمد،يعنى الدراسه مبقلهاش شهر،راجعه من تانى،ودرجات أحمد عليت،واضح أنهم بيشجعوا بعض،ربنا يوفقهم الاتنين،هستأذن انا لازم أنزل أحضر الفطور، ولانش بوكس،لاحمد وكمان لمنى،وكفايه كده بقى،علشان وقت الباص يلا يا مازن سلام،فى رعاية الله .

تبسم حسام، يتنهد بسعاده،لكن تذكر أن خديجه،على ذمة رجل أخر،وهذا الشعور،ليس من حقه.

بينما خديجه:خرجت من الغرفه،ووقفت أمام باب الغرفه،هناك شعور،قديم يصحوا بداخلها،ظنت أنه دُفن مع الماضى،لكن لا،لن يصحو من جديد،فسارت مره أخرى تنزل لأسفل،تقوم بواجبها الاول كأم.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً

وضعت سهر تلك الصنيه،على طاوله أمام عمار،قائله:
الشغاله الى تحت قالت أنك طلبت منها قهوه،عملتها وأنا طلعت بها،أتفضل،بس الوقت بدأ يتأخر القهوه مش هتنيمك.

رد عمار قائلاً:لأ مش هنام دلوقتي،عندى شوية عقود براجعها.

جلست سهر،بالقرب منه على أريكه،بغرفة المعيشه،تشعر بسام،فقامت بفتح التلفاز
تنظر بين الحين والأخر لعمار.
الذى يجلس لجوارها، يقرأ بعد العقود، يُدقق ما بها، لاحظ نفخها، لأكثر، من مره، وهى تُقلب، بريموت الكنترول، بين القنوات، الى أن. أستقرت على أحد القنوات، وما هى الأ قناة، رقص شعبى، أشمئزت سهر، وسألت عقلها لما توقفت على تلك القناه، فعادت تُقلب، بالقنوات، لتجد فيلم لنجمه، إغراء شهيره، تقوم بالرقص، أيضاً، كانت ستعود للتقليب بالقنوات، لكن أمسك عمار، يدها قائلاً: خليكى عالفيلم ده، فيلم مُسلى.

نظرت له قائله: أنت شوفت الفيلم ده قبل كده؟

رد عمار ببسمه: لأ، بس عندى فكره عن أفلام النجمه، دى، مميزه.

سخرت منه قائله: مميزه، مميزه، بأيه، نفسى أعرف دى بتعجبكم وتجذبكم على أيه، شويه الدلع، والرقص، دى كل أفلامها تافهه، وبتعمد على جسمها، وياريت جسمها، مُغرى، ده كله نفخ، وعمليات تجميل، أكيد الى بيعجب الرجاله، هو،لبسها و رقصها، الخليع.

أقترب عمار، منها، يلاصقها بمكرقائلاً: طب، أيه رأيك ترقصيلى، وأنا أعرفك بعدها، أيه الى بيجذب الرجاله ليها.

نهضت سهر من جواره، قائله: وماله.
ثم سارت

ليتعجب عمار قائلاً: على فين يا سهر، مش هترقصيلى.

ردت سهر بسخريه: رايحه أتحزم، وأجيلك.

ضحك عمار،وترك الأوراق التى كانت بين يديه،ونهض سريعاً خلف سهر،وحملها من الخلف،يرفع قدميها عن الأرض،
قالت سهر بخضه،سيبنى يا عمار.

رد عمار:مش هسيبك قبل ما ترقصيلى،
ردت سهر:مش بعرف أرقص،سيبنى أنا مصدعه،وهدخل أنام وكمل أنت شغلك.

تحدث عمار:وأيه سبب الصداع ده،عاوز أعرف

حاولت سهر فك يديه من حولها،تتملص من بين يديه،لكن كان عمار دخل بها الى غرفة النوم،وضعها بالفراش،وقبل أن ترد عليه،فاجئها بقبله متشوقه،للحظه حاولت سهر المعارضه،لكن أندمجت معه،ليترك شفاها
وهو يعتليها على الفراش،
لتنظر له سهر قائله:عمار، التيرم التانى فى الدراسه بدأ،بقاله كذا أسبوع،وأنا مروحتش الجامعه،لازم أروح علشان أحجز الكتب،وكمان بشعر بملل طول اليوم،فى البيت.

رد عمار قائلاً:تمام،روحى.

تبسمت سهر له

وضع عمار،يدهُ يملس على وجنتي،سهر قائلاً:
أنتى حلوه قوى يا سهر،
قال هذا وختم قوله،يضع شفاها على شفتيها،يأخذ من رحيق أنفاسها،عسلاً،
شاركته سهر قطف هذا العسل،عقلها يفكر،كان أستسلامها له سابقاً،خوفاً،أما الآن فهو مكافأه،له على قبوله،ذهابها الى الجامعه.
……💗
البارت الجاى،الجمعه،وأدعوا النت يتحسن،

يتبع

دومتم سالمين.

السابعه عشر
ــــــــــــــــــــــــــ
إتكئت سهر على بعض وسائد الفراش،وتمددت نصف نائمه ثم
وضعت سهر الهاتف على أذنها،تستمع الى تلك التى تمزح معها بالحديث قائله:
ندله يا سهر،بقالى مده كنت بتصل وببعتلك رسايل مش بتردى عليا غير بإختصار عاارسايل ومفكرتيش مره تردى على إتصالاتى،إيه البحر الأحمر نساكى ليا،أنا والله لما لقيت مكالمه منك فكرت مردش عليكى،بس قلبى بقى،وكمان علشان أعرف إيه فى البحر الأحمر،نساكى ليا أنا والواد حازم،كمان مكنتيش بتردى عليه،لا رسايل ولا إتصالات،قوليلى،البحر الأحمر،حلو قوى كده،بينسى الواحد أصحابه،علشان أفكر أقضى الهانى مون فى البحر الأحمر،أهو أنسى لخطيبى سنين الشقى،الراجل شقيان فى السعوديه،بيدرس وبيدى دروس خصوصيه،هلكان يا عين أمه،علشان نتأهل بقى.

تبسمت سهر قائله:بطلى هزارك ده بقى وخلينا نتكلم جد أنا جايه الجامعه بكره،وسبق وكنت قولتلك أحجزلى الكتب،معاكى،يا ترى حجزتى ولا نسيتى زى العاده.

قالت صفيه بفرحه:أيه ده بجد خلاص،زهقتى من القاعده فى البحر الأحمر وهترجعى للمنصوره انا قولت هتفصلى هناك لحد الإمتحانات،بس متقلقيش،حجزتلك ودفعت كمان،عربون،تجبيه معاكى بكره،أه دى فلوس الراجل الشقيان فى السعودية،والمثل بيقول جامل صاحبك فى كل حاجه الأ الفلوس .

تبسمت سهر قائله:عارفه إنك ماديه،متخافيش،هجيبهملك،معايا،ومتنسيش تجبيلى معاكى محاضرات الأسابيع الى فاتت.

تبسمت صفيه قائلهاستنى معايا جرس الباب بيرن هشوف مين وارجعلك،
بعد لحظات عادت صفيه تتحدث قائله :أيه ده الواد حازم، جه عندنا،يظهر قلبه حاسس،أنك هتكلمينى،الواد ده،مُرزق،خدى كلميه.

توترت سهر وكانت ستنهى حديثها،لكن قول حازم،جعلها ترد حين قال بلهفه:
سهر إزيك،أخبارك إيه،بطلبك ليه مش بتردى عليا.
ردت سهر بإقتضاب:أنا كويسه الحمد لله أخبارك إنت إيه،يا حازم ؟

رد حازم:انا الحمد لله،بس أنتى وحشتينى،قصدى يعنى،إنك طولتى فى الغيبه فى البحر الأحمر هترجعى إمتى؟

قبل أن ترد سهر،فوجئت بدخول عمار الى غرفة النوم،فأعتدلت فى جلستها،وإرتبكت قائله:أنا جايه بكره الجامعه،نتقابل هناك،وسلملى على صفيه،وقولها متنساش تجيب معاها المحاضرات الى فاتتنى،سلام.

أغلقت سهر الهاتف،قبل أن يرد حازم عليها،
ثم نهضت من على الفراش،ووضعت الهاتف،على طاوله جوار الفراش،بصمت.

تحدث عمار يقول:هتروحى بكره للجامعه؟

ردت سهر:أيوا،أنا سبق وقولتلك،وقولتلى روحى،ولا غيرت رأيك؟

رد عمار:لأ مغيرتش رأيى بس بسأل مش أكتر،لأنى لاحظتك وانا داخل بتتكلمى،مع شاب.

ردت سهر:ده حازم زميلى فى الجامعه،وأنا مكنتش بتكلم معاه،كنت بتكلم مع صفيه،صاحبتى،تبقى بنت عمته،وهو كان عندها،وقال يسلم عليا.

رد عمار بغيره مستتره:إنتى بتكلمي شباب فى الجامعه؟

ردت سهر:أكيد بكلم شباب،زمايلى فى الجامعه،فى حدود الزماله مش أكتر،من كده،يا ترى لسه فى أسئله تانيه؟

شعر عمار بالغيره،لكن سهم لثوانى يتطلع لوجهها،ثم قال:على فكره أنا مسافر،بكره للفيوم،أنا ويوسف ويمكن أفضل هناك كم يوم .

لا تعرف لما شعرت سهر بهزه فى قلبها،وهو يخبرها أنه سيغيب عنها،لكذا يوم،
لا تعرف لما حشرج صوتها،وهى تقول:
كم يوم وليه؟

رد عمار: معرفش هفضل كام يوم عندى هناك مشكله فى المزرعه دى،وكمان عندى،شغل تانى لازم يخلص،وهياخد كذا يوم .

ردت سهر:ربنا يوفقك،فى شغلك،وتتحل المشكله

كانت عيناهم منصبه على بعضهم بشوق،
شعرت سهر بقشعريره من نظرات عمار لها،خجلت من نظرة عيناها فقالت هاربه:
أنا حضرتلك الحمام من شويه.

مازالت عيناه عليها،رأى تنحى عيناها عن النظر إليه،قال:متشكر،أنا فعلاً محتاج أخد دُش،يريح جسمى.

رفعت عيناها تنظر له دون رد،
تتلاقى العيون،يُصدر العقل،إشارات للقلب،تمهل،نبضك قليلاً،تكاد تخرج من بين أضلُعى،قطع النظرات،صوت رساله لهاتف عمار.

عادت سهر لوعيهها خجله،من نظرات عمار،توجهت الى الفراش،
عاد عمار هو الأخر،يرى شاشة الهاتف،وفتحه،وكانت الرساله من يوسف يؤكد عليه موعد الرحيل صباحاً،
قرأ عمار محتوى الرساله،وتوجه يضع الهاتف على طاوله جوار الفراش،ثم توجه الى الحمام
وقف أسفل المياه مُغمض العينان،طيف سهر،بخياله،شعور،لا بدايه له ولا يعلم له نهايه،أيعترف لها بمكنون قلبه،وحقيقة زواجه من خديجه،ويزيح تلك العقبه بينهم،أم يظل محتفظ بالسر،خشيه تكذيب سهر له،فعقل كعقل سهر،لن تصدق،لو قال لها أنها الوحيده التى إستحوذت على قلبه ومشاعره،يطوقها قلبه،وعيناه تتمنى أن تظل أمامه،يعشق ملامحها الملائكيه،يريد نسيان تلك الرساله التى جعلت منه مفترس،وجعلها تخشى قُربهُ منها.

فتح عيناه يزيل المياه عن عيناه،ثم أوصد الصنور ولف خصره بمنشفه،وأخذ منشفه أخرى ينشف بها،خصلات شعره
نظر لنفسه بمرآه بالحمام،يُزيح بخار المياه،يتآمل نفسه بالمرآه،رأى سهر خلفه،
تنهد وأغمض عيناه يقول سهر،لكن لارد فتح عيناه،ونظر للمرآه وجد نفسه فقط،سهر أصبحت ترافق خياله.

بينما
سهر،أزاحت غطاء السرير،وتسطحت على الفراش،تتنهد تسحب أنفاسها المنقطعه،كانت تخشى أن تخرج منها أمامه،قلبها يسأل ما هذا الشعور الجديد،الذى بدأ يتسلل لقلبها،بسرعه،لكن،عقلها قال
مهلا،فى ماذا تفكر أيها الأحمق النابض،أليس هذا من زرع بداخلك خوف من رفض قُربهُ،خشية أن يؤذي جسدى،وتُعيد معه،عذاب تلك الليله،التى كسرت بداخلى إحساس الآمان فى قُربهُ،
عادت سهر لعقلها على صوت فتح باب الحمام،أغمضت عيناها.

بينما اغلق عمار خلفه باب الحمام،ووتوجه يطفئ،ضوء الغرفه،ثم ذهب الى جهة الفراش الأخرى،و أزاح الغطاء،وتستطح على الفراش نائماً على ظهره لبضع ثوانى،ثم أقترب من سهر التى تنام على إحدى جانبيها ظهرها له،

لف يدهُ يحتضن جسدها،وهمس جوار أذنها،،،سهر.

شعرت سهر بذبذة بكيانها،وخفقان شديد بقلبها،لكن عاود نطق إسمها مره أخرى،بنغمه سحرت وجدانها،خانها جسدها،لتستدير،له ويُصبح وجهها بوجهه.

حين إستدارت سهر،ورأى وجهها أمامه،زلزلت قلبه،بتلقائيه منه كان يطوقُها بقوه بين يديه،لدقائق،ثم فك إحدى يديه،وملس بها على وجنتها قائلاً:هتوحشينى يا سهر،أدمنت خلاص،أنى أصحى ألقاكى جانبى فى السرير،أول شئ بشوفه أما بفتح عنيا .

قال هذا وأنهى حديثه بقبله،أذابت كل الفراغ بينهم،ربما يبدأ بعد هذه الليله طريق آخر،لا يُعلم نهايته.

بصباح باكر.
فتح عمار عيناها،رأى سهر مازالت غافيه،بملامح ملائكيه،أقترب منها،قبل شفاها،ظل يتطلع لوجهها،كأنه يحفر ملامحها بذاكراته،بداخله لو بقى لدهر من الزمن يتطلع لوجهها لن يسأم
لكن
صوت رسالة الهاتف،أخرجه من تطلُعه بوجهها،نهض،سريعاً،وذهب للحمام،وعاد بعد دقائق،يرتدى ملابسه،نظر خلفه،سهر مازالت غارقه بالنوم،أنهى أرتداء ثيابه،وذهب الى جوار الفراش،وأخذ هاتفه،وقام بوضع ظرف مكان هاتفه ، ثم إنحنى،يُقبل سهر،ثم غادر الغرفه،بهدوء،ثم غادر الشقه.

شعرت سهر،بعمار،حين قبلها أول مره،كانت ستصحو،لكن إدعت النوم،الى أن دخل للحمام،وعاد يرتدى ملابسه،شعرت بقبلتهُ الثانيه،لو لم يخرج بعدها مباشرةً،لرأها تفتح عيناها،
تنهدت سهر،تشعر،باللخبطه،والتخبُط،شعورين بداخلها يتصارعان،شعور يُعطى للقلب،طريق لبدايه جديده،وشعور للعقل،تمهل،لن يفيدك التسرع،عليك التأنى،فالبدايه لها ذكرى سيئه،كما أن هناك خديجه أيضاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
صباحاً
بعد وقت
بمنزل زايد
نزلت سهر ترتدى ثياب خروج،تصادمت مع فريال،التى قالت لها بأستعلاء:لابسه ومتشيكه كده رايحه فين عالصبح.
ثم نظرت الى زيها الغالى الثمن التى ترتديه فقد كانت ترتدى طقماً رسمياً،شتوى باللون الرمادى،وعليه جاكيت فرو بنفس اللون الرمادى،يُظهرها كملكة الشتاء،تعلم فريال أن من قام بشراء هذا الزى الغالى الثمن عمار،فهو كان ضمن مجموعه من الألبسه تم شرائها عن طريق التسوق الاليكترونى من أحد الماركات العاليه،فعمار،هو من دفع ثمن حقيبة الملابس الخاصه بسهر،ودفعت هى ثمن حقيبة زواج تلك الغبيه غدير.

لاحظت سهر نظرات فريال،لتعلم أنها تتفحصها فردت :رايحه الجامعه،ناسيه أنى،لسالى سنه ونص،على ما أخلص الدراسه.

ردت فريال بتهكم:تخلصى دراسه، لأ مش ناسيه يا نوغه،بس يا ترى عمار،يعرف إنك هتروحى الجامعه،ولا مصدقتى إنه مش موجود،وقولتى أتصرمح براحتى،ما هو إن غاب القط،إلعبى يا فاره.

تضايقت سهر من تشبيهها لها بالفاره وقالت:
لأ إطمنى،يا طنط عمار عنده خبر،وقالى روحى،لأنى مش فاره،عن إذنك بقى،علشان ألحق محاضراتى،إبقى قولى لطنط حكمت،أنا كنت هأقولها،بس الشغاله قالتلى أنها فطرت ودخلت لأوضتها ترتاح علشان تعبانه شويه،قولت أسيبها ترتاح ، سلام.

ذهبت سهر، وتركت فريال لغلولها، تقول:
حكمت، نايمه، وسيباكى من يوم ما سقطى، بعد ما كانت ماسكه جامد عليكى، قلبها رق، معرفش السبب، يمكن عمار، السبب، شيفاه قلبه ميال ناحيتك، وخديجه خلاص، راحت عليها كله من غدير بنتى الغبيه، سبق وقولت لها الى هتتجوز عمار،هتبقى هى الملكه،بس قال إيه متجوزش على ضره،تعالى شوفى،أهى سهر ملكت،وبكره لما تجيب الوريث،مش هيبقى حد قدامها،
صمتت فريال لدقيقه، ثم أكملت بفحيح ووعيد: بس أنا مش هستنى كتير،وكفايه هنا على عمار،صبرت كتير،لازم أخد تار الى غدر بيه.
بينما يملئ الشر قلب وعقل فريال،سمعت رنين هاتفها الذى بيدها،نظرت له،وقالت ساخره:
بنت حلال قوى،وجات عالسيره،ردت فريال،قائله:خير،عالصبح،متصله عليا ليه،يا غدير؟
رغم شعور غدير،بالغبطه من طريقة رد والداتها لكن إبتلعت طريقتها الجافه فى الرد قائله: فى أيه يا ماما،أيه الى مضايقك كده عالصبح.
بنفس السخريه ردت فريال:هيكون أيه الى مضايقنى،خلفتى السوده،ياما قولتلك الى هتتجوز عمار،هتمتلك زمام البيت،وأهو،بكلم السنيوره،ردت عليا ببجاحه،غير،معاملة حكمت الى إتغيرت،من يوم ما سقطت،وخديجه،ولا بقى ليها أى لازمه،عند عمار،بس حظى أنا بنتى غبيه،جريت وراء واحد ما يسواش فى سوق الرجاله،بختى كده،لو كان يتغير بأيدى كنت غيرته من زمان،عاوزه ايه بتتصلى عليا ليه؟

للمره الثانيه إبتلعت غدير،طريقة الرد وقالت:
كنت عاوزه أقولك إنى هاجى الليله عندكم،وكمان عاوزه بابا فى أمر خاص.

بتهكم قالت فريال:وإيه هو الأمر الخاص،ده،الى هخليكى تشرفى بيتنا المتواضع.

شعرت غدير،بعدم تحمل حديث والداتها،وقالت بإختصار،لما أجى أكيد هقولك مينفعش الكلام عالتليفون،يلا سلام يا ماما،وائل صحى من النوم،هروح أحضرله الفطور.
اغلقت فريال الهاتف قائله:تحضرى له الفطور،عد أنه يوقف فى حلقهُ يجيب آجلهُ
قالت هذا،وفتحت هاتفها على أحد أرقام الهاتف،وقامت بإتصال،وحين رد عليها الطرف الأخر قالت بإختصار:عاوزه ميعاد فى أقرب وقت،ولو النهارده يكون أفضل،
سمعت رد الطرف الأخر، ثم قالت وماله هستنى الميعاد ده، بالسلامه، أغلقت الهاتف، عيناها تتقد شراراً، وهى ترى خديجه، تضع لطفلها طعامه بحقيبتهُ المدرسيه تودعه بسعاده، عاد لخيالها منظر قديم لها، يقتسم قلبها الآن هذا المنظر، وهى ترى غيرها تفعله.

بينما غدير أغلقت مع فريال الهاتف،تشعر بغصه من طريقة حديث والداتها،الجاف معها،وكذالك،ربما بعض الغيره من سهر،فيبدوا أن حديث والداتها القديم كان صحيحاً وأن من سيتزوجها عمار هذه المره ستكون صاحبة كلمه وشأن كبير بالعائله ليس كما أعتقدت،سابقاً،أنها ستكون ماعوناً فقط.
فاقت غدير،على صوت نداء وائل لها
نظرت أمامها رأت وائل يخرج من الحمام.

تبسم لها قائلاً: أيه بكلمك مش بتردى عليا، سرحانه فى إيه، وكنتى بتكلمي مين فى التليفون.

ردت غدير: مش سرحانه ولا حاجه مأخدتش بالى إنك بتكلمنى، وعرفت منين أنى كنت بكلم حد فى التليفون، إيه بتتصنت عليا.

رد وائل بتعجب: أتصنت عليكى، ليه، وعرفت لأن التليفون فى إيدك وواقفه سرحانه،ولما سألتك سرحانه أنكرتى.

شعرت غدير،بالكسوف وقالت بعصبيه قليله:قولت مش سرحانه،وكنت بكلم ماما أقولها أنها هروح دار زايد المسا،علشان أكلم بابا موضوع معرض الادوات الكهربائيه،مش خلاص حماتى سجلت قيراط الأرض الفاضى بأسمك فى الشهر العقارى،يبقى خلينا نستعجل،فى فتح المعرض،مش لازم تضيع وقت،نفسى قبل ما أولد يكون المعرض إتفتح وإشتغل كمان،متنساش،أن لسه هنبدأ من اول خطوه،نبنى المكان،وتجهيزات المعرض،وده هياخد وقت.

رد وائل بتفهم:طيب،تمام بس بلاش عصبيتك دى،مش قصدى حاجه،وفعلا لازم نستعجل شويه،لأنى خلاص مبقتش قادر اتحمل الشغل فى مركز الصيانه أكتر من كده،زهقت من اللف على بيوت عملاء الشركه،بس مضطر ألبس هدومى علشان أنزل أروح مركز الصيانه،لحد ما نبدأ فى تجهيزات المعرض،وقتها أبقى أقدم إستقالتى منه.
ردت غدير:خلاص بعد ما بقى معانا عقد تسجيل الارض وبأسمك متأكده بابا مش هيعارض،وانشاء الله هى مسألة كام يوم ونبدأ بالتجهيزات الخاصه بيه ودلوقتي خلينى أروح أحضر الفطور على ما تلبس هدومك.

خرجت غدير،من الغرفه،بينما وائل يرسم صورته وهو يقف مع زُملائه،يخبرهم أنه،أصبح صاحب معرض كبير.

بينما ذهبت غدير،للمطبخ وقفت تشعر بضجر،أثناء تحضيرها للفطور،فمنذ متى كانت هى المسؤله عن تحضير الفطور،لنفسها،كان هناك من يحضرهُ وهى تتناوله،أحياناً دون كلمة شكر لمن أحضرهُ لها.
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجامعة سهر
وقفت سهر خارج الجامعه تبتلع حلقها،ثم حسمت أمرها ودخلت
ذهبت مباشرةً الى المكان التى دائماً ما تجلس به مع صديقتها،
تبسمت من بعيد حين رأتها تجلس،ومعها حازم
أقتربت منهم،وقالت:صباح الخير.

وقف حازم يبتسم
ثم وقفت صفيه،تنظر بتعجب،وقامت باللف حول سهر متعجبه،ثم قالت: أنتى مين، أنتى سهر صاحبتى صح، أنتى جايه الجامعه بهدوم العيد،ولا عمو منير إختلس من شركة الكهربا.

تبسمت سهر:بتخرفى تقولى أيه؟

ردت صفيه مش بخرف،أنت مش شايف يا واد يا حازم ليكون بقيت زى حسن يوسف مريضه بالتهيؤات،أنتى عارفه تمن الطقم الى عليكى ده قد أيه،وكمان جاكيت الفرو ده فرو أرانب وتعالب،أصلى،ولا مضروب.

تبسمت سهر قائله:دايماً،بتهزرى ماله الطقم والجاكيت الفرو،عادى جداً.

ردت صفيه:عادى أيه،يا بنتى أنا شوفت طقم أخو الى عليكى كان معروض فى شوبينج عالنت،أخاف اقول سعره،قوليلى ورثتى مين فى العيله،وجيبتى الطقم ده،متقوليليش أنه تقليد للطقم الأصلى.

ردت سهر بكذب:أهو انتى قولتيها بنفسك،تقليد للطقم الأصلى،يعنى إنبهارك مش فى محله،ومورثتش حد،ولا بابا أختلس،زى ما بتقولى،وبعدين دى مقابله تقابلينى بها بعد المده الطويله دى مشوفناش بعض فيها.

تبسمت صفيه وإقتربت من سهر وضمتها قائله:وحشتينى،يا سهوره،يا ندله كل دى غيبه فى البحر الاحمر،بس يظهر الجو هناك جه على هواكى،شيفاكى فيكى حاجه متغيره أيه هى مش عارفه غير الطقم ده،أنا خلاص أخدت القرار الهانى مون بتاعى فى البحر الأحمر،بس إبقى إدينى عنوان خالتك،هناك أبقى انزل ضيفه عليها،أهو نوفر حق مصاريف السكن هناك،ومتخافيش مش هعاكس جوز خالتك،هيبقى جوزى معايا وهو واخد عنى فكره إنى محترمه.

ضحكت سهر بغصه،بينما
حازم الذى يحدثهُ قلبه أن هناك شىء بالفعل تغير فى سهر فهى منذ أن ألقت عليهم الصباح،وعيناه تتفحصها،بشوق
وقال باسماً:
أزيك يا سهر،ليه قفلتى على كلامى معاكى فى التليفون أمبارح؟

إرتبكت سهر وقالت:مفيش بس تيتا كانت بتنادى عليا،وهى تعبانه شويه،وروحت أشوفها عاوزه أيه،
قالت سهر هذا وأرادت التهرب من أسئلة صفيه وحازم، قائله: وبعدين خلينا هنا أوعى تكونى نسيتى تجيبى المحاضرات السابقه،وكمان أنا شوفت جدول المحاضرات الى بعتيه ليا عالتليفون، يعنى المحاضره بعد عشر دقايق يعنى خلاص يادوب نلحق ندخل مدرج المحاضره،وبعدين أبقى كملى أسئلة،يلا بينا،عن إذنك يا حازم.

قالت سهر هذا وجذبت صفيه متوجهين الى قاعة المحاضرات،بينما حازم،لديه،شبه شعور مؤكد،سهر تريد إخفاء شئ،وتتهرب،فطريقة هندامها،لم تكن بهذه الطريقه سابقاً،كانت ترتدى ملابس مهندمه،وعصريه،لكن ليست بهذا الشكل المبالغ،فيه،كما أن حديثها معهم مختصر،لم تكن تمزح كعادتها معهم،لكن جاء لتفكيره،فربما،طريقتها هذه بسبب غيابها الطويل عنهم،وأيضاً ليلحقوا المحاضره.

بينما دخلن سهر وصفيه الى قاعة المحاضرات،جلسن بأماكنهن،بمنتصف قاعة المحاضرات.

تحدثت صفيه قائله:لسه يجى نص ساعه على المحاضره ما تبدأ،يلا قوليلى،بقى عملتى أيه فى البحر الأحمر،بالتفصيل،أنا حسيت إنك بتتهربى من عنين الواد حازم،لما قولتى أن المحاضره بعد عشر دقايق،يلا إقرى واعترفى،وشك مختلف عليا،حاسه انك مخبيه عليا حاجه،وكمان الطقم الحلو ده دليل على كلامى.

توترت سهر قائله:هخبى أيه،صدقينى مفيش حاجه،انا بس يمكن البحر تعبنى شويه الجو برد،بس نسيتي أنا جيبت لك العربون الى دفعتيه للكتب معايا،نسيت أعطيه ليكى بسبب هزارك.

لاحظت صفيه تهرب سهر،فقالت:عربون إيه يا بنتى،انتى عارفه إنى كنت بهزر معاكي،لكن عادى براحتك،أحنا أخر الشهر،وممكن باباكى ومامتك مرتبهم خلص،خليه لأول الشهر،
وضعت سهر المال أمام صفيه قائله:لأ الحمد لله خدى الفلوس اهى،وكتر خيرك أنكِ حجزتيلى الكتب،لو مش أنتى يمكن كانت النسخ تخلص،والدكاتره،يقولولى الطبعات خلصت،خدى من زمايلك،وإنتى عارفه فى كم دكتور غلسين بيعاملوا،بشراء الكتاب بتاعهم،وممكن يشيلينى الماده بتاعته.

ردت صفيه:طالما مُصره براحتك،هاخد الفلوس،بس برضوا عندى أحساس إنك فيكى شئ متغير،بس مش هضغط عليكى،وادى يا سيتى المحاضرات الى فاتتك،خديها إنسخيها،واللى مش فهماه،أو هيوقف معاكى قوليلى أبقى اشرحه ليكي،أو الواد حازم يتمنى،هو بينجح،بتقدير عالى كل سنه ومش بعيد يبقى معيد عالدفعه الى بعدنا،أو يلحقنا،أبوه أكيد هيجيب له واسطه تعينه معيد،ما هو مقاول كبير،وعاوز يفتخر بابنه بقى.

تبسمت سهر قائله:يا بنتى ده إبن خالك،يعنى زى اخوكى أتمنى له الخير مش تقُرى عليه هو وابوه.

ضحكت صفيه،قبل أن ترد قالت سهر:خلاص بطلى،رغى ومترديش،الدكتور دخل المحاضره.
صمتت صفيه،لكن
شرد عقل سهر بعمار،طوال مدة المحاضره،تفكر،حين فتحت ذالك الظرف الذى تركه عمار،على طاوله جوار الفراش،وجدت به مبلغ مالى كبير،ورساله ورقيه مختصره،هذا المال من أجلك،يا سهر،لا تنسى أخذه.
وبالفعل أخذت المال،هى لديها بعض المال،من نقوطها،بعد الزواج،وكانت ستاخذ منه وتعطى لصفيه مالها،لكن فرحت بذالك الظرف،وتركت المال الأخر،وأخذت هذا،لا تعلم السبب،لسعادتها،بتلك اللفته من عمار.

زغدتها صفيه قائله بهمس:مالك يا بنتى بكلمك مش بتردى عليا،روحتى فين؟

ردت سهربهمس أيضاً:فى أيه عاوزه ايه احنا فى المحاضره بطلى همس،وركزى مع الدكتور،شويه.

ردت صفيه بهمس:وهو الدكتور ده شرحه بيتفهم،سيبك منه،طالما أشتريتى الكتاب بتاعه تبقى ضمنتى النجاح فى الماده بتاعته،بقولك أيه؟ ايه رأيك بعد المحاضره نغرم الواد حازم فى غدوه وتحليه،ونرغى سوا،وحشانى،وعاوزه أحكيلك واخد رأيك،فى كذا حاجه عاوزه اشتريها من عالنت،هفرجكك عليها،أنتى ذوقك حلو،والطقم الى عليكى ده يشهد،عاوزه كمان اشتري شويه هدوم من الى بالك فيها أدلع كده،وادلع الجدع كمان،شقيان.

تبسمت سهر قائله:مش هينفع أنا همشى بعد المحاضره مباشرةً،سبق وقولتلك تيتا تعبانه شويه،ولازم أرجع خليها لمره تانيه.

ردت صفيه:براحتك،أنا الى قولت أخد رأيك،واهو بالمره تاخدى خبره،للزمن.

تبسمت سهر،بسخريه،فعن اى خبره تتحدث،فهى،لديها خبير،أشترى لها كل ما هوت نفسه له،وهى ما عليها سوى الأنصياع،وارتداء تلك الملابس،تذكرت حين وضع بيدها قميصاً للنوم زهرى اللون يصف،ويشف الجسد،وحين أعترضت هاجمها،أنها لم تعد تلك الفتاه التى تردتدى بيجامة ميكى،وبعض الشخصيات الكارتونيه،أصبحت زوجه،وعليها إرتداء ما يشتهيه أى،رجل بزوجته،كان من الممكن أن تُصر على إعتراضها،لكن تلك الليله لجمت اعتراضها،ووافقته وإرتدت ما يرد،رؤيته عليها،كانت تشعر بذالك الرداء أنها عاريه،والبروده تغزو جسدها،لكن هو كان مُحنك حين إحتواها،بين يديه،وجعلها تشعر بالدفء

زغدتها صفيه مره اخرى قائله:مالك طول الوقت سرحانه كده ليه،لأ أنا اتأكدت فى حاجه حصلت المده الى فاتت ومخبياها عنى،يلا إقرى،ومتخافيش سرك فى بير،أيه قابلتى واد حليوه فى البحر الأحمر وخد مكانه خاصه ولا أيه،يلا قوليلى،كده كده الدكتور خلاص قفل الابتوب بتاعه،يبقى المحاضره خلصت.

نهضت سهر قائله:بعدين هقولك،ودلوقتى،زمايلنا بدأو يطلعوا من المدرج خلينا كمان نطلع،لازم أكون فى البيت بدرى مش لازم اتأخر.

تعجبت صفيه لكن إمتثلت لسهر،وخرجوا من قاعة المحاضرات.
ليجدوا حازم يقف بمكان قريب من القاعه،ينتظرهن،
وحين رأهن،ذهب إليهن مبتسماً.

لكن تهربت سهر قائله:أنا ماشيه،وأشوفكم بكره بقى،هيبقى فى محاضرتين،أهو اروح بدرى يمكن أقدر أنقل شويه من المحاضرات الى فاتتنى،سلام

قالت سهر هذا وفرت هاربه من أمام صفيه،وحازم المتعجب،فكلما إقترب من الحديث مع سهر تهربت منه،دون سبب.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل زايد
بعد أن تناولت غدير العشاء بصحبة العائله،طلبت من والداها الجلوس معه لأمر هام يخصها.
صعد معها للشقه الخاصه بهم،وكانت معهم فريال.
جلس سليمان يقول:خير أيه الموضوع المهم الى عاوزانى فيه على إنفراد؟

تعلثمت غدير،ولم تقول كلمه مفهومه،
نهض سليمان بعصبيه يقول:مش فاهم كلمه منك،قولى عاوزه أيه من الأخر بدون تهته،ولف ودوران.

نظرت غدير،لوالداتها علها تنجدها،وتساعدها فى الوصول لهدفها،لكن كالعاده لم تساندها
فتحدثت غدير:
بابا حضرتك أنا محتاجه منك مبلغ مالى.
نظر لها سليمان ساخرا،يقول:هو المحروس وائل مش بيشتغل ولا الكام ملطوش،مش مكفينكم مصاريف،
قال سليمان هذا
وضع سليمان يده فى جيبه وأخرج دفتر
شيكاته،وقال لها عاوزه كم ألف؟

أزدرت غدير ريقها وقالت:أنا محتاجه رقم كبير يا بابا.

رد سليمان:هيكون كم يعنى،قولى من الأخر،بلاش اللجلجه دى،وخلصينى،عاوز أنزل فى موضوع مهم أنا وعمك هنتكلم فيه.

ردت غدير بلجلجه،وقالت له على المبلغ التى تريدهُ

نظر لها سليمان بذهول قائلاً:وهتعملى ايه بالمبلغ ده كله؟

ردت غدير:أنا بفكر نفتح معرض أدوات كهربائيه هنا فى البلد.

رد سليمان بتعجب:بتفكرى أنتى ومين؟

ردت غدير:أنا ووائل حضرتك عارف انه بيشتغل فى مركز صيانه،وعنده خبره،بالأدوات دى،فا ليه،منستغلش الخبره دى ونفتح هنا فى البلد معرض،ويكون ملكنا،وحضرتك تساعدنا فى البدايه.

نظر لها ساخراً: يقول أساعدكم،بأى صفه،هو وائل كان أبنى،وبعدين،هتفتحوا المعرض فين فى البلد،معرض زى ده محتاج مكان واسع،ومورد قدامه،إيه هيطلع عمه من شقته المره دى ويعملها معرض،ولا هتفتحوا المعرض فى البيت الى كنتم هربانين فيه سوا.

إبتلعت غدير،مرارة سخرية والداها ونظرت لوالداتها لكنها كالعاده صامته.
فقال سليمان:ردى عليا مش كل كلمه تبصى على مامتك،هى مش هتتكلم فهاتى من الأخر.

ردت غدير:وائل مامته كان عندها قيراطين مبانى،واحده بانبيه عليه بيت،والقيراط التانى فاضى،،ووائل طلب منها تسجل القيراط الفاضى بأسمه فى الشهر العقارى وهى وافقت وسجلته خلاص،ومكان القيراط ده يعتبر فى سكه رئيسيه فى البلد،وممكن نبنى عليه معرض،ونجهزه فى مده قصيره،لو معانا التمويل.

رد سليمان:وطبعاً،أنا التمويل،وائل،ظهر،طمعه بسرعه قوى،ولو قولت مش موافق ممكن طبعاً،يقلب عليكى،ويهددك بالطلاق.

ردت غدير،سريعاً:لأ يا بابا،مش وائل الى اقترح عليا فكرة المعرض أنا الى أقترحتها،عليه،وقولت له حضرتك هتساعدنا،ووائل عمره مهيهددنى بالطلاق لو حضرتك رفضت.

فكر سليمان قليلاً ثم قال:
أنتى بتقولى إن مامت وائل كتبت القيراط بأسمه،صح
اومائت غدير،راسها بنعم

ليقول سليمان:أنا موافق،بس فى شرط؟

تبسمت غدير بفرحه قائله:وأيه هو الشرط ده يا بابا؟

رد سليمان:المعرض هيتقسم لحصتين التلت والتلتين،وائل بالأرض،وطالما انا الى هدخل بالتمويل،يبقى الحصه الكبيره هتكون بأسمى أنا،أنا معنديش ثقه فى الى إسمه وائل ده،ولا فيكى،ممكن بسهوله لو كتبت الحصه بأسمك تحوليها له،بسذاجه منك،لو وافق على كده،انا هخلى يوسف يحضر العقود ونمضيها قبل ما اطلع مليم واحد.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان

رغم أنها نهاية أيام الشتاء لكن كان الطقس،ربيعياً لحد ما والشمس ساطعه،لكن،ذالك المكان كان مُظلم،الأ من ضوء خافت،
فهو مكان من الخارج يشبه المنازال العاديه القديمه،والرثه،لكن بداخله،يشبه مغارات الجبال،
جلست فريال
لتسمع من خلفها من تقول بصوت يرتج صداه،بالمكان،رغم صوتها المنخفض:
خير،يا فريال،جايه ليه المره دى،عاوزه تعملى سحر لمين،زمان طلبتى منى سحر،يمنع سليمان من الجواز عليكى،لما كانت واحده من الأنفار الأُجريه بتلوف عليه ومنعته عنها،ورجعلك،المره دى جايه ليه.

تلبش جسد فريال،قالت لها:
عمار

ردت المرأه:عمار زايد،إبن سلفك،الى زمان إتهمتيه بقتل إبنك،عاوزه منه أيه،مش ظهرت برائتهُ،ولا الحقد فى قلبك له منتهاش،رغم أن كان نفسك تجوزيه بنتك،بس القدر لعب لعبته،والنصيب كان مع ورده صغيره،عاوزه من عمار أيه؟

ردت فريال:تار أبنى،مش عاوزه عمار يتهنى مع واحده ولا يكون له ذريه منها.

تعجبت المرأه قائله:مش فى أيدى امنع ذريته،لكن فى أيدى أخلي النسوان الاتنين يكرهوه فى صنف الحريم ،لو عملتى الى هقولك عليه،وكل شئ له تمن طبعاً.

ردت فريال:زمان عطيتك الى طلبتيه وزياده والنهارده نفس الشئ،بس عاوزه نسوان عمار الاتنين،يكرهوه فى دنيته.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بشقة سهر
لا تعرف،سبباً،للسأم والبروده اللذان يرافقنها منذ ان سافر عمار،رغم انه يتصل عليها لأكثر من مره يومياً،لكن اليوم لم يتصل عليها أبداً،
جلست بغرفة المعيشه،وبيدها الهاتف،فكرت بالأتصال عليه،لكن أعرضت عن الفكره،سريعاً،ووضعت الهاتف،على طاوله ونهضت،وعادت بعد قليل،ببطانيه صغيره،وكذالك أحد كتبها الدراسيه،وقامت بعمل مشروب دافئ لها،
تمددت على أريكه متوسطة الحجم تناسب جسدها،وتدثرت بالغطاء عليها،وبدأت تقرأ فى ذالك الكتاب،علهُ يصرف عن ذهنها التفكير،فيما لما لم يتصل عليها عمار اليوم،وتنسى السأم،وتدفأ
لكن سحبها النوم دون أن تدرى
لتصحوا حين شعرت بيدين أسفل جسدها،
فتحت عيناها،سريعاً
تبسمت بتلقائيه وهى ترى عمار،يحملها،لفت يديها حول عنقهُ باسمه تقول بهمس:عمار.

تبسم عمار لها،ثم سار بها ودخل لغرفة النوم وضعها على الفراش
وأزاح بعض خُصلات شعرها،وأنحنى يُقبلها
وترك شفاها،بعد قليل قائلاً:
وحشتينى،يا سهر.
لم ترد سهر وخجلت من نظراته،عاد عمار،يُقبلها مره أخرى،بهيام وإشتياق،لتتجاوب معه سهر،بالغرام،ناسيه السأم والبروده اللذان رافقنها فى الليالى الماضيه،تتنعم بدفئ أحضانه.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت الجاى،لما النت يتعدل بيقولوا هيتعدل يوم الاتنين لو أتعدل قبلها هنشر البارت،بس أدعوا انه يتعدل،لأنى زهقت بصراحه،والعيب فى شركة التليفونات نفسها

يتبع

دمتم سالمين.

قبل البارت
النهارده عيد جواز، زوزتى حبيبتى @أم ادم وأنس،الى بتنزل الفيديوهات الجميله بالصفحه

بقولها كل سنه وانتى طيبه وعقبال العيد الماسى يارب، تعيشى بهنا وسعاده مع محمد وولادك ويجبرك، بالسلامه يارب
🤲🤲🤲🤲
الثامنه عشر.
ــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بمنزل عطوه.
بشقة هيام

كانت تجلس كل من هيام،ومياده
رغم عدم شعورها بالراحه وهى تجلس بينهم
بأنزاحه،تضع ساق فوق أخرى

قربت هيام طبق فاكهه،منها قائله:والله متعرفيش قد أيه مبسوطه أنك نزلتى تقعدى معايا الليله،قومى يا مياده شغلنا فيلم كوميدى نسهر سوا نسمعه.

قبل أن تنهض مياده،قالت غدير:مالوش لزوم أنا ماليش مزاج أسهر،أنا مستنيه وائل على ما يجى،ونطلع سوا،معرفش ليه اليومين دول بحس بزهق،وملل كتير.

سخرت مياده فى سرها

بينما قالت هيام:وليه يا حبيبتي تقعدى لوحدك فى شقتك،أبقى إنزلى إقعدى مهايا أهو نسلى بعض،أنا كمان بقعد معظم الوقت لوحدى مياده بتروح المدرسه والدروس،وعمك عبد الحميد بينزل الصبح الشغل مش بيرجع غير المسا،وكمان بنزل أقعد مع حماتى،آه دى رضاها عليا بالدنيا،أصل زى ما بيقولوا داين تدان.

ضحكت مياده على قول والداتها،فوالداتها تستعطف غدير،بكذب.

نظرت هيام لمياده بشر
فقالت بتبرير كاذب:أصلى أفتكرت واحده زميلتى قالتلى نكته بايخه،النهاردة فى الدرس.

قالت غدير:طب ما تقوليها طالما افتكرتيها وضحكتك.

ردت مياده:ما قولت بايخه،بلاش،أنا هنزل أشوف بابا،جه عند تيتا ولا لسه،وبالمره أطمن على صحتها،ما هو داين تدان،حتى علشان أبقى ألاقى الى يسأل عنى لما أبقى فى سنها.

نظرت هيام بشر،لو لم تكن غدير جالسه،لصفعت مياده،لكن قالت:
آه مش عارفه حماتى من يوم جوازك إنتى ووائل وصحتها كده فى النازل،وعلاء لما جه من أسوان جابلها الدكتور،وكشف عليها وطلب شوية فحوصات،خدها عمك منير وعبد الحميد وكان معاهم وائل وعملوها لها،وكتب الدكتور لها على علاج،وبرضوا صحتها مش بتتحسن،وزاد تعبها بعد ما عرفت إن سهر كانت حبلى وسقطت،حتى كانت عاوزه تزورها،بس انا قولتلها صحتك أهم،وبعدين يعنى هى سهر لما تسقط مُعضله ولا عوقت فى الحمل ،لسه صغيره،وقدامها الوقت تعوض.

ردت مياده:تعرفى إن سمعت تيتا بتكلم سهر،من كام يوم تطلب منها تجى تزورها.

تحدثت هيام قائله:وسهر ردت قالت لها،إيه؟

ردت مياده:معرفش،انا سمعت تيتا بتقول لها أنك من يوم ما أتجوزتى،ومجتيش لهنا،هو عمار منعك،بس برضوا معرفش ردت عليها بأيه،بس سمعت آخر المكالمه،تيتا قالت لها،هستناكى،تزوريني،فى أقرب وقت،عاوزه اصالحك على نوال.

تعجبت غدير قائله:وأيه سبب خصام طنط نوال وسهر،دى باتت معاها كذا ليله لما سقطت، وكمان عمار مش مانعها من المجى لهنا،يبقى ليه مش عاوزه تجى لهنا!

ردت مياده:معرفشي عندى شك أن سهر إتجوزت عمار بغصب من طنط نوال،لأن سهر كانت سابت البيت،وسافرت البحر الأحمر،بدون علمها،وتانى يوم مرات عمى جابتها وجت،وسهر شكلها كانت مغصوبه،سهر كانت قالتلى إنها مش بتفكر فى الجواز قبل ما تخلص دراستها، بس يمكن حكاية البدل، هى السبب أنها قبلت بالغصب،لما عمار طلبها هى،هو حر هو الى إختار ، معرفش يمكن إحساسى ده غلط،بس من اليوم ده،وسهر مبقتش مع مرات عمى زى الأول،حتى أنا زورتها وقت ما سقطت حسيت بالتغير ده،بس مجاش فى بالى غير لما سمعت تيتا بتقول لسهر إنها عاوزه تصالحها على نوال،وكمان تقريباً مخبين على سهر إن تيتا صحتها فى النازل،معرفش ليه؟

تعجبت غدير من قول مياده،وهمست لنفسها بشمت:فيبدوا مثلما كان عمار يرفضها،بطريقه مهذبه وقع ب سهر التى رفضته هى أيضاً ذات يوم.

……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحوت سهر على صوت رنين الهاتف،الذى إنتهى،ثم سرعان ما رن مره أخرى
فتحت عيناها،نظرت لجهة صوت الرنين، وجدت نفسها مازالت بغرفة المعيشه،إذن ذالك كان حلماً،عمار،لم يعُد بعد،مدت يدها،
جذبت الهاتف،نظرت لمن يتصل وكذالك للساعه،به،إنها حوالى العاشره، عمار هو من يتصل عليها، ردت سريعاً،ربما يخبرها أنه عاد، او بالطريق
تحدث عمار،بشوق قائلاً:كنتى نايمه علشان كده مردتيش عليا من أول مره.

صمتت سهر كأنها تريد سماع صوته مره أخرى،وبالفعل تحدث عمار:
آسف إن كنت صحيتك من النوم،بس،كنت عاوز أسمع صوتك،طول اليوم متكلمناش.

ردت سهر بتسرع:لأ أنا مكنتش نايمه،وأنا كمان كنت لسه هتصل عليك،قصدى كنت….

أرتبكت سهر وتوقفت عن تكملة الجمله تلوم نفسها ،لما تسرعت وقالت هذا.

بينما شعر عمار،بفرحه بقلبه،هى قالت أنها كانت ستهاتفه،لو لم يسبق هو بالأتصال،ليته إنتظر،قليلاً،ربما صدقت وهاتفته،وشعر أنها تهتم لأمره،لكن لا يهم،الأن.

قطع الصمت عمار قائلاً:أنا خلاص خلصت شُغلى الى كنت جاى لهنا علشانه،وهرجع للبلد بكره،المسا.

شعرت سهر بفرحه،دون رد.

لكن قال عمار:يمكن مكونتيش عاوزانى أرجع،ساكته ليه مش بتردى.

قالت سهر:لأ أبداً تجى بالسلامه،كنت ساكته بسمعك.
تحدث عمار:وأنا كمان عاوز أسمع صوتك،ولا صوتك مش بيطلع غير وأنا عندك،فى وقت الخناق،وبس.

ردت سهر:قصدك إنى نكديه؟

ضحك عمار قائلاً:لأ مش قصدى نكديه،بس دايماً،بتهاجمينى،فى الكلام،بالذات من ناحية مرات عمى فريال.

ردت سهر:إنت الى مش بتصدقنى،هى عالدوام بتتهضدنى،وعامله نقرها من نقرى كأنها حماتى،وبتفكرنى بماري منيب.

ضحك عمار على تشبيه سهر لزوجة عمه،بأشهر حموات السينما،وقال بضحك:
فى إيديكى تتجنبيها زى خديجه ما بتعمل معاها،بس أقول أيه،عقلك صغير،وبتتوقفى لها الهايفه.

ردت سهر بغيظ:غلطان مش أنا الى بتوقف لها،وكمان انا مش زى خديجه،خديجه بقالها سنين معاها،ويمكن فهمت طبعها وإتكيفت معاها،فى البدايه كانت سلفه زيها زيها فى البيت،وبعد كده،بقت مراتك،فمعاملتها لها مفرقتش كتير،إنما أنا مش بس هى،الى أوقات بتهاجمنى،بس يمكن هى الأقوى،وحتى طنط حكمت أوقات بتسمع لكلامها،بس عادى،أكيد مع الوقت هتعود وأتأقلم معاهم زى خديجه كده،أنا لازم أنام دلوقتي،عندى بكره محاضرتين،لازم أحضرهم.

تعجب عمار،من طريقة حديث سهر،معه فى البدايه كانت لطيفه،ولكن حين دخل أسم خديجه،وزوجة عمه الحديث بينهم تبدلت طريقتها حتى أنها،أرادت إنهاء المكالمه معه
شعر بغصه فى قلبه،يبدوا أن الطريق،بينه وبين الوصول لبدايه مع سهر غير ممهد،كما يظن.

اغلقت سهر الهاتف،ووضعته مره أخرى أمامها،رغم بروده الجو،شعرت بحراره فى جسدها،
سالت نفسها،كان حديث عمار دافئ،ومحبب،الى حين ذكر أسم فريال،ميز خديجه،بالعقل عليها،لطالما كانت خديجه لديه لها تفكير أنها عقلانيه غير تفكيرهُا،الصبيانى المُهاجم دائماً،
خديجه صاحبة مكانه كبيره بحياته،وستظل كذالك حتى لو أنجبت له أكثر من طفل،ستظل هى الأفضل لديه،فهى لا تفتعل مع أحداً المشاكل،مثلى،بل قادره على الضحك على عقول من أمامها،لكن هى،سمعت خديجه،تتمرد على فريال لأكثر من مره،وكذالك حكمت تعاملها ليست مثلها ككنه،بل كسلفه،لها نفس الحقوق مثلها،وأحياناً تقسو عليها بحجة أنها زوجة إبنها وعليها أن تنطاع لأمرها،لما لاتفعل ذالك مع خديجه،أو بالأصح خديجه تقدر على معاملة الجميع بطريقه تجعلهم،يشعرون معها بالهدوء،حتى أننى أحياناً،أشعر مثلهم إتجاهها،لكن لما لديا بعض الأوقات شعور بالغيره منها،وبالأخص،أذا مدح عمار،بها أمامى.


بينما بالفيوم
أغلق عمار الهاتف،ووضعه بجيبه وأخرج سيجاره وأشعلها،ينفث دخانها،لما سهر تغيرت،بالحديث معه،كانت متلهفه ولطيفه بأول المكالمه،لكن حين،ذكر زوجة عمه،وبعدها مدح فى طريقة خديجه فى التعامل معها،تبدلت فى الحديث،هو يعرف سُم زوجة عمه،سبق،وأن حاولت التصادم مع خديجه حين أصبحت زوجته،وقبل ذالك حين كانت زوجة عمه،لكن خديجه،لديها عقل مرن،ولا تتوقف أمامها،تتركها تقول ما تشاء،وتفعل ما تريدهُ هي،لما لا تتعامل معها سهر بتلك الطريقه،بدل من التصادم معها،وإثارة غضبها،وحقدها القديم.

أثناء تفكير عمار،بذالك شعر بيد توضع على كتفهُ
نظر لصاحب ذالك اليد،الذى رأى التجهم على وجه عمار،فقال مازحاً:
بقى فى محامى جهبذ فى القانون،زيي كده،يقابل زباينه،وهو وشه مشلفط،وكمان رجله متجبسه،يقولوا محامى بيدافع عن الناس بالقانون ولا بلطجى.

تبسم عمار،غصباً،ثم قال مازحاً أيضاً:
أه لما المحامى يخسر قضيه لموكله،وموكله يتحرق منه،يقوم مدى له بقية أتعابه ضرب.

ضحك يوسف يقول:تعالى نقعد،رجلى مش قادر اقف عليها،ذنبى فى رقابتك،كنت هقولك أسندنى،بس إنت عاوز الى يسندك،بالرصاصه الى أخدتها فى دراعك،غير،الغرزتين الى فى جبينك،دول لما يشوفوك فى البلد هينخضوا،وانا كمان متوقع أسماء وأمى ممكن يغمى عليهم،ولما يعرفوا السبب هيقولولى،يا خبيتك أنت وعمار،شويه بلطجيه،وقطاعين طرق يعلموا عليكم.

ضحك عمار،وهو يسير لجواره
ليجلس الاثنين،ليقول عمار:
وهما دول بلطجيه،دول مطاريد الجبل عُتاد إجرام،وكانوا نازلين ياخدوا أرضى بالغصب،والقوه والسلب،بس كتر خيرهُ اللواء ثابت قالى قبل ما ينفذوا خطتهم،ويستولوا عالأرض عارف،لو مكناش جينا،لهنا،قبلها،يمكن كانوا إستولوا عليها بوضع اليد زى ما كان بيخطط جارى المجرم، اللواء ثابت قالى أن فى غفير مزروع وسط المطاريد دول من الحكومه،بيبلغ
أخبارهم من غير ما يعرفوا،وطبعاً هو له معارفه الى حذروه،لانهم كانوا بيخططوا،يستولوا على مزرعتى وبعدها هيستولوا على مزرعته،فأتصل عليا وقالى،أجى لهنا،وانا معنديش أخ يوقف جانبى مش معقول هجيب بابا،ولا عمى،اللى كان ممكن يبدأ هو،ويهاجمهم،فمكنش قدامى غير صديق عمرى،واللى دخل كلية الحقوق مخصوص علشان كان نفسه يدافع عنى لما دخلت لأصلاحية الأحداث.

تبسم يوسف،ووضع يدهُ على كتف عمار قائلاً:
إنت كمان مش صديقى أنت أخويا،يا أما ساعدتنى،فاكر لما كنت فى الجامعه،وماما معاش بابا،يادوب كان بيقضينا،بالعافيه،وكنت بدرب عند محامى،ومكنش حتى بيدينى مصاريف المواصلات،ومكنتش عارف أشتغل جنب التدريب ،كنت بميل عليك،وأخد منك،وانا مش مكسوف،لأنى متأكد انك نفسك تشوفنى،محامى ناجح،بس ده ميمنعش إنك،تقدر برستيجي بين زملائى المحامين والقضاه.

ضحك عمار،يقول:سلامات يا برستبچ،بقولك بس حسام إبن اللواء ثابت،طلع جدع قوى،ده خد معانا شوية ضرب،غير سكينه فى كتفهُ،ولو مش تدخل البوليس فى الوقت المناسب كان زمانهم بيقروا علينا الفاتحه.

ضحك يوسف يقول:هى كده الشرطه،بتدخل فى آخر الفيلم تلم المجرمين،بس صحيح حسام ده علي فى نظرى،طلع جدع بجد،أنا بعد ما كنت موافق عالشراكه،بضمان أن ابوه اللواء ثابت،بصراحه غيرت،رأيي،هو يستحق،بغض النظر أنك سبق وقولتلى أنه إتعرض لخساره كبيره قبل كده،يمكن كان ده السبب الى مقلقنى منه،بس يمكن زى سبق ما قولتلى،ما يوقع الا الشاطر،
بس طبعاً عندك فى البيت محدش يعرف بالى حصل،هيتفاجؤ،لما يشفوك قدامهم كده،وبالأخص سهر.

تنهد عمار يزفر أنفاسهُ

تعجب يوسف يقول:إيه التنهيده دى كلها،خلاص يا عم كلها كم ساعه،وتشوف خضتها مباشر

رد عمار:تفتكر هتنخض،لما تشوفنى كده.

رد يوسف:أنا متأكد هتنخض جداً كمان،إيه هو حصل بينكم مشكله تانى!

رد عمار:لأ،بس سهر دايماً بتتسرع فى رد فعلها ويمكن ده عامل حاجز بينا.

تحدث يوسف:مش يمكن إنت الى حاطط الحاجز ده بينكم،قولها على حقيقة مشاعرك،وكمان حقيقة جوازك من خديجه الى إنتهى من قبل ما يبدأ،وأنتهى،بطلاقك لخديجه من قبل ما تكتب كتابك عليها.

تبسم عمار بتفهم
رد يوسف له البسمه قائلاً:طب هات سيجاره أشربها،أطلع فيها،وجع جسمى،الى بسبب العلقه الى أخدناها من المطاريد.
…ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمساء اليوم التالى
بمنزل يوسف
فتح باب المنزل،ودخل الى شقة والداته يتگئ على عصى طبيه،
أثناء دخوله الى المنزل كانت أسماء بالمطبخ تعد الشاى لها ولحماتها،سمعت صوت فتح باب الشقه،فخرجت من المطبخ لترى من فتح الباب،رأت أمامها،يوسف،يدخل،يستند على عصى طبيه،غير،وجهه المكدوم،بشده
صرخت صرخه قويه وغابت عن الوعى.

جاءت على صرختها والدة يوسف برجفه،ونظرت بأتجاه أسماء الواقعه على الأرض،لكن نظرت بأتجاه يوسف،ونظرت له ثم صرخت،وفقدت وعيها هى الأخرى.

جال يوسف بنظره بين الأثنتين،يقول:ده المتوقع برضوا الحمد لله عملت حسابى فى إزازة برفان وأنا جاى،بس بقى أفوق مين فيهم الأول،فكر يوسف،ثم ذهب بأتجاه والداته،وقام برش البرفان على يدهّ ثم قربها من أنفها،بدأت تفوق،تدريجياً،،نهضت بسرعه تحضنه قائله:يوسف ضنايا ايه الى حصلك مين الى تنشل ايديه الاتنين قبل ما كان يمدها عليك.

تبسم يوسف يقول:هقولك بس بعدين،بس دلوقتي لازم نفوق أسماء،كمان.

نظرت والداته بأتجاه أسماء وقالت ساخره:إيه النسوان الدلوعه دى،إزاى تشوفك جاى متخرشم كده،وبدل ما تهتم بيك يغمى عليه هات البرفان ده أنا هفوقها،بطريقتى.

تبسم يوسف،على قول والداته،أليس هى من فقدت الوعى هى الأخرى
وتبسم أكثر،حين رائها،ترش البرفان على وجه أسماء تضرب بخفه على وجهها قائله :أصحى،يا أسماء فوقى،فتحت أسماء عيناها تدمعت،تقول بتقطع:ي.و.س.ف.

ردت والدة يوسف:فوقى كده،خلينا نعرف منه مين الى ضربه وعلم عليه كده،وبعدها هروح بنفسى،أمسك الى ضربه ده وأقطعه بسنانى.

تبسم يوسف على قول والداته،بينما نهضت أسماء،بوهن وبتلقائيه حضنت يوسف الواقف جوارهم، بقوه،ودمعت عيناها.

ضمها يوسف قائلاً:أنا كويس والله ده كم بوكس فى وشى،ويادوب جزع فى رجلى،بس الدكتور،قال يتجبس لمده أسبوعين،عادى اهو ما أنا ماشى عليها.

ردت أسماء بسؤال:مين الى عمل فيك كده قولى،إنت كنت مع عمار فى الفيوم،كان فين ومدفعيش عنك.

ضحك يوسف يقول:ما هو كمان خد الى فيه القسمه،رصاصه بدراعه،وكم غرزه فى جبينه وكم بوكس فى أماكن متفرقه من جسمه،زيي كده تمام،وأنا خلاص تعبت من الوقفه،أرحمونى هقولكم بعدين دلوقتي انا محتاج أرتاح.

مسكت أسماء يد يوسف قائله:إسند عليا وتعالى أقعد أرتاح

جلس يوسف بالمنتصف وسطهن،تحدثت أسماء قائله:قول لينا ايه سبب حالتك دى!

سرد لهم يوسف ما حدث حول مهاجمة بعض المطاريد لمزرعة عمار،ومحاولة السطو عليها بالقوه وتصديهم لها بمساعدة حسام.

تبسمت والدة يوسف قائله:عمار ابن حلال،والمال الحلال له صاحب يدافع عنه،وربنا وقف لكم حسام ده نجده من عند ربنا،انا مشفتوش غير،مره واحده،بس حسيت أنه ميفرقش عنك أنت وعمار،فى الجدعنه،ربنا يبارك له،بس كفايه قاعده كده،لازم تقوم تنام وترتاح،هروح،احضرلك العشا،أكيد جعان.

نظر يوسف،لوجه اسماء وقال:جعان جداً،ونفسى آكل من صنع أيديكى الحلوين،وكمان زمان عمار،وصل لبيته،وهتلاقى خديجه بتخبط بعد شويه،أعملى حسابها معانا فى العشا،وانا هدخل لأوضتى القديمه ارتاح شويه،يلا يا أسماء أسندينى .

تبسمت والداة يوسف بمكر قائله:تسنديه وبس لحد السرير،بلاش تجهديه،أهو انتى شيفاه مدشدش،مش ناقص دشدشه،أظن فهمانى.

تبسمت أسماء بحياء،بينما قال يوسف:مدشدش عالأخر،والله يا أم يوسف،محتاج،أترمم من جديد،أيد ناعمه كده تعملى مساچ،ترد كل عظمه مكانها تانى ،ومحدش يقدر،يرممنى غير أيد أسماء.

خجلت أسماء اكثر
بينما
ضحكت والدة يوسف قائله:إتحشم يا واد البت وشها خلاص بقى شبه الطمطمايه،يلا إسنديه يا اسماء دخليه الأوضه،وتعاليلى نجهز العشا.

ردت أسماء بخفوت:حاضر.

وقف يوسف يسند على كتف اسماء قائلاً:حاضر أيه والمساچ،مين الى هيعملهولى،يبقى كده،سُكى عالعشا،يا أم يوسف،المساچ،أولاً.

ضحكت والداته قائله:طب،يلا بلاش أدخل أرتاح توقف كتير على رجلك،وانا هحضر العشا لوحدى وخلى أسماء جنبك تمسچك.

رد يوسف:تعيشى يا ام يوسف وخليكى ليا طول عمرك حنينه وبدورى على راحتى.

تبسمت له وتوجهت الى المطبخ،بينما،ساعدت أسماء،يوسف،بالدخول الى غرفته القديمه بشقة والداته،الى ان جلس على الفراش،وساعدته بتمديد ساقيه على الفراش.
نظر لها يوسف قائلاً:أعرف بقى سبب الدمعه الى فى عنيكى دى أيه؟

ردت أسماء:مش بدمع ولا حاجه.

رد يوسف:يمكن انا مش واخد بالى قربى كده خلينى أتأكد بنفسى.

قربت أسماء،من يوسف ووضعت عيناها بعينيه،تبسم وجذبها أليه يُقبلها بشغف.
تفاجئت أسماء،ووضعت يدها على صدرهُ تبعدهُ عنها قائله: مكار يا حضرة الافوكاتو،وكمان متنساش طنط،بره إحنا مش فى شقتنا.

تبسم يوسف يقول:ما هى دى الميزه الحاجه ام يوسف بره لو الباب خبط هى هتفتح،انما لو فى شقتنا انا الى هفتح،يبقى،أستغل الفرصه،وادلع شويه على حسها.

تبسمت أسماء قائله:لأ انا هروح اساعدها فى العشا وانت أرتاحلك شويه،مش بتقول جسمك بيوجعك.

رد يوسف:إه يا عضمك يا يوسف،مراتك مستخسره فيك مساچ،تفُك عضمك.

ضحكت أسماء قائله:بطل طريقتك دى بتكسفنى،والله بقيت بنكسف من حماتى.

رد يوسف يقول:تنكسفى منها ليه،دى تدعيلك لما تعملى لى مساچ،يفك عضمى،تعالى انت بس وهتشوفى أمى هتدعيلك دعا،ياريته يبقى من حظك ونصيبك.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل زايد
فتح عمار باب المنزل ودخل قابل إحدى الخادمات،التى إنخضت من منظره،تحدث عمار وهو يعطى لها حقيبة ملابس صغيره قائلاً:
فين سهر،وماما.

ردت الخادمه: حمدلله على سلامتك، والحاجه حكمت والست سهر،فى الصالون،ومعاهم الست خديجه والحاجه فريال،والحاج مهدى والحاج سليمان،فى أوضة المكتب .

تحدث عمار:تمام،متشكر روحى إنتى كملى شغلك.

ترك عمار الخادمه،وسار،بإتجاه غرفة الصالون،وهو يتمنى معرفة،رد فعل سهر حين تراه بهذا المنظر،

بينما سهر كانت تجلس بينهن شاردة العقل،لا تعرف لما تأخر عمار،هو قال لها أنه سيعود المسا،وهاهم أصبحوا بعد صلاة العشاء،ولم يأتى،حتى أنه لم يتصل عليها،ويقول إن كان بالطريق أو سيبيت هذه الليله أيضاً.

أخرجها من هذا الشرود،صوت عمار حين قال:
مساء الخير.

نظرت سهر بإتجاهه،بلهفه وخضه، ثم وقفت بتلقائيه،وتوجهت إليه بخضه قائله:عمار،أيه الى حصلك! ثم قالت بأستفسار:أيه الى حصلك،رابط إيدك بحامل طبى ليه،وكمان اللزق الطبى الى على جبينك والكدمات الى فى وشك غير،بتعرج برجلك شويه.

تبسم عمار،ينظر لسهر،كيف لاحظت كل هذا بتلك السرعه،ود لو إحتضنها،بين يديه ينسى،وجع جسده الذى يشعر،به،
لكن قطع نظراته لسهر،
خديجه حين قالت بلهفه:حاجه حكمت،حد يجيب برفان علشان أفوقها.

نظر عمار،لهن،وجد والداته،جالسه بالمقعد مغشى عليها.

توجهت سهر،وعمار إليها سريعاً، يقول:ماما.

تحدثت فريال بغلظه:بلاش الزحمه دى جنبها،علشان نفسها ميضقش،هاتوا كولونيا،ولا برفان نفوقها،بيه بدل الوقفه الفاضيه دى جنبها.

وقفت سهر تقول:هروح أجيب،برفان،بسرعه.
ذهبت سهر تحضر البرفان،بينما قالت فريال فى سرها:يارب مترجعى غير مكسره،وأنتى يا حكمت تدوقى الى دوقته زمان.

بعد دقائق معدوده عادت سهر بالبرفان،وجدتهم وضعوا حكمت تنام على أريكه كبيره بالغرفه يقفون جوارها بالغرفه،حتى مهدى وسليمان.
،وخديجه تحاول إفاقتها ،وأعطت البرفان لخديجه قائله:أنا أتصلت على علاء أخويا قولت له يجيب دكتور،لطنط حكمت.

تعصب عمار قائلاً:مكنش لازم،أنا كنت مستنى تفوق،وهتصل عالدكتور،يجى لها،كانت مهمتك تجيبى البرفان مش تتصرفى من دماغك.

نظرت له سهر،وقالت:آسفه إنى إتصرفت من دماغى،هتصل عليه أقوله ملوش لازمه.

قالت خديجه:لأ ليه،كتر خيرك،عمار ميقصدش حاجه،بس هو قال كده من خضته،عالعموم الحاجه حكمت،أهى قربت تفوق.

صمت عمار ونظر لوالداته التى بدأت تفيق،رويداً الى أن فاقت، يقول:ماما،حاسه بأيه.

رفعت حكمت راسها قليلاً،تنظر له قائله بوهن:عمار،أيه الى جرالك،ومين الى أتجرأ يعمل فيك كده.

رد عمار:أنا كويس يا ماما،ده قُطاع طرق طلعوا عليا انا ويوسف فى الطريق واتعاملنا معاهم.

إنخضت خديجه قائله:ويوسف جراله إيه،انا لازم أروح أشوفه وأطمن عليه،أنتم مع الحاجه حكمت،يلا يا سهر ساعدينى نسندها،ندخلها لأوضتها،وبعدها هروح أطمن على يوسف.

ساعدت سهر وخديجه حكمت وأدخلوها لغرفتها،ثم أستأذنت خديجه،وتركت سهر مع حكمت،قالت سهر:هروح أجيب لحضرتك ميه بسكر،وكمان أقولهم فى المطبخ يعملولك شعريه،بسكر،تيتا،لما بتتعب،تقول لماما تعملها شعريه بلبن وسكر، بتقول بتريح قلبها.

تبسمت لها حكمت،
أثناء خروج سهر كادت تتصادم مع عمار، لكن تجنبت منه وتجنبت النظر إليه وذهبت.
بينما نظر عمار لها،أراد أن يتآسف عن رده بعصبيه عليها،بينما هى تجنبت حتى النظر إليه،وغادرت بصمت،

تحدثت حكمت قائله:تعالى يا عمار،جنبى هنا،قولى الحقيقه،والى حصل انا كان قلبى حاسس من إمبارح،حتى سألت سهر،عليك أكتر من مره قالتلى انك متصلتش عليها خالص إمبارح.

جلس عمار جوار والداته وأنحنى يُقبل يدها قائلاً:صدقينى ده الى حصل،وأنا أهو قدامك بخير،شويه خرابيش فى وشى،وأيدى كلها كم يوم وترجع أقوى،المهم صحتك،شايفك من فتره كده،شكلك تعبانه ومداريه.

ردت حكمت وهى تضع يدها فوق راس عمار بحنان قائله:أنا بخير،متخافش مش هموت قبل ما أشيل حفيدى منك زى ما شيلت أحفادى من أخواتك البنات.

تبسم عمار وقبل يدها مره أخرى قائلاً:ربنا يديكى الصحه وطولت العمر،وتشيلى أحفادى كمان،بس لازم ناخد بالاسباب،الدكتور جاى دلوقتي،ونشوف هيقول أيه.

تبسمت حكمت له بحنان

بينما هناك ما سمعت حديثهم ليتحسر قلبها أكثر،على ما فقدته ذات يوم،لو كان مازال يعيش لربما كان سند لها،لكن الموت،يختار،من نحبهم ويترك،ما نكره،
حاولت التغلب على حقد قلبها ودخلت برياء قائله:مش عارفه بس مالك يا حكمت، فجأه كده بقت صحتك فى النازل،زى الى محسوده،انا عاوزه أجيب شيخ يقرى فى البيت قرآن يمكن نفس شريره دخلت البيت،ما هو المثل بيقول الخير على قدوم الواردين،أنا كمان فى الفتره الأخيره بحس بشوية تعب وزهق كده من غير سبب.

ردت حكمت قائله:لا نفس شريره ولا حاجه،هما شوية تعب صغيرين،وكمان لما شوفت عمار،داخل عليا بالمنظر ده قلبى متحملش،بس هما شوية راحه،وهبقى بخير،متحطيش فى بالك أنتى السوء.

نظرت فريال لها،ولجلوس عمار جوارها بحقد دفين،وهمست قائله:أغمى عليكى،لما شوفتي إيده مربوطه على صدرهُ وانا الى دم إبنى ساح على هدومى،وطلعت روحه وهو بين إيديا،شربتها حسره فى قلبى،بسنين عُمر طويله،وهو نفد من العقاب،ورجع لحضنك من تانى،،و،،،

أثناء ذالك دخلت سهر،تحمل صنيه صغيره،عليها طبق وكوبان ماء،قائله:
الشعريه أهى،خلتهم عملوها بسرعه،وكمان جبت ليكى ميه بسكر،وميه عاديه.

تبسمت حكمت قائله:بالسرعه دى،بس أنا مش بحب الميه بسكر بتجزع نفسى،إنما بحب الشعريه بلبن وسكر،وكمان عمار،بيحبها،كان نفسى تعمليها بأيدك.

تبسمت سهر بمزح قائله:يبقى هتكرهيها،بعد كده.

تبسمت حكمت،قبل ان ترد كانت الخادمه تدخل الى الغرفه قائله:الدكتور علاء ومعاه دكتور تانى وصلوا.

تبسمت سهر قائله:خليهم يدخلوا لهنا.

نظر عمار ل سهر،رأى بعيناها لمعة سعاده،لا يعرف لما شعر بالغيره.

دخل علاء ومعه الطبيب،يلقيان السلام.

تنحى عمار من الجلوس جوار والداته،
تحدث علاء يقول بود:ألف سلامه عليكى،يا طنط، سهر لما إتصلت عليا كنت فى عيادة الدكتور،ولما قولتله حضرتك حمات أختى،آجل ميعاد العياده،وجينا فوراً نطمن عليكى.

ردت حكمت:كتر خيرك

تحدث الطبيب:ياريت كل الى فى الاوضه يتفضلوا يطلعوا لبره،ما عدا علاء.

رد عمار:دى والداتى وأنا هفضل معاها.
أماء الطبيب رأسه بموافقة،بينما خرجت سهر وكذالك فريال،الذى يتآكل قلبها الغلول.

عاين الطبيب،حالة حكمت،
سأل عمار الطبيب عنها
فقال الطبيب:لأ متقلقش قوى كده،الحاجه يظهر حبت تشوف أهميتها عندك،وهى بخير،

تحدث وائل:أنا بقول نتكلم بره ونسيب طنط حكمت تستريح،وكمان تاكل طبق الشعريه ده،بس لو سهر الى عملاه بأيدها،بلاش تاكليه.

ضحكت حكمت،رغُم عنها.

خرج الطبيب وعلاء ومعهم عمار،
لخارج الغرفه وساروا قليلاً.
تحدث عمار للطبيب قائلاً:خير يا دكتور؟

رد الطبيب:خير،أنا كتب كذا نوع من الادويه فى منهم حقن،وكمان هكتب لها على شوية تحاليل وفحوصات وكمان رسم قلب كامل.

تلهف عمار قائلاً:رسم قلب، ليه حضرتك عند شك بحاجه؟

رد الطبيب:مش شك تقدر تقول،زيادة إطمئنان،وممكن تعمل الفحوصات ورسم القلب ده،وتدى النتايج لعلاء،وأنا هعاينها،ومش لازم الحاجه،تجهد نفسها،ومره تانيه حمدالله على سلامتها.

أماء له عمار،براسه قائلاً:متشكر،وأخرج مبلغ مالى من جيبه،ومد يدهُ به للطبيب،لكن الطبيب قال:
عيب أما آخد من قرايب تلاميذى مبلغ مالى قصاد إستشاره،ربنا يتمم شفاها.
قال الطبيب هذا وتبسم ل عليا التى آتت بالقرب من مكان وقوفهم مع الطبيب.

أماء لها الطبيب مبتسماً،فتبسمت له.

نظر علاء للمكان الذى ينظر له الطبيب،فرأى عليا تقف،تبسم هو الآخر بتلقائيه .

لم يلاحظ عمار نظراتهم،شكر الطبيب وترك علاء معه يوصله الى باب المنزل،وعاد مره أخرى لغرفة والداته.

بينما علاء ودع الطبيب،واثناء عودته للداخل تقابل مع عليا،وقف معها.
رحبت عليا به.

تحدث علاء:من يوم ما كنت هنا بعد سهر ما أجهضت متقبلناش،مفيش غير كم مره إتكلمنا عالتليفون،صحيح أنها فرصه مش لطيفه،بس انا سعيد إنى قابلتك النهارده.

تبسمت عليا قائله:ربنا يشفى مرات عمى هو الدكتور قال أيه،السبب فى تعبها،انا كنت فوق،لسه نازله والشغاله قالتلى،وكنت رايحه أطمن عليها،لقيتك واقف مع الدكتور وعمار..

رد علاء:يمكن دى فرصه من القدر إننا نتقابل النهارده،بصراحه،سهر لما إتصلت عليا،حسيت أنى هقابلك،وأحساسى طلع فى محلهُ،إزيك أخبارك إيه؟

ردت عليا:أنا بخير الحمدلله،بس مقولتليش مالها مرات عمى.

سرد علاء لها ما قاله الطبيب.

حزنت عليا قائله:هو الدكتور عنده شك فى حاجه.

رد علاء:بصراحه مقاليش،بس لما أروحله هسأله.

ردت عليا:طيب ابقى قولى،والله مرات عمى طيبه متستاهل،بس مفيش حد كبير عالمرض.

تبسم علاء يقول:بس ليه حسيت من سهر،أنها ممكن تكون بتشد عليها،بصراحه سهر،مقالتليش على حاجه خالص،بس ده إحساسى،يمكن مش فى محله

قبل أن ترد عليا عليه،كان صوت جهور ينادى عليا.

نظرت نحو الصوت التى علمت صاحبه،إرتبكت،فتركت علاء وسارت نحوه.
وقفت أمام والداها،بربكه حاولت إخفائها
قال لها بصوت جهور:وافقه مع أخو سهر ده ليه؟

ردت عليا:أبداً يا بابا كنت بساله إن كان الدكتور قاله حاجه على تعب مرات عمى.

رد سليمان بغضب:طيب خلاص،روحى لمرات عمك أوضتها إطمنى عليها،وبلاش وقفتك دى.

رغم شعورها بالحزن من طريقة حديث والداها الجافه،لكن ذهبت الى غرفة زوجة عمها.
وجدت
عمار واقف،وسهر تجلس جوار حكمت،تحمل صنية صغيره على ساقيها،بينما والداتها تجلس على احد المقاعد عيناها تقدح ناراً،لو أطال جميعهم لأحرقهم فى الحال.

سالت زوجة عمها عن حالها وردت عليها انها أصبحت بخير،
جلست جوار والداتها على أحد المقاعد
تنظر لسهر،وهى تجلس جوار،زوجة عمها،تمنت لهم الوفاق،معاً دائماً،وعين عمار السعيده برؤيته لسهر تهتم بوالداته،كانت ستسأل عن سبب عدم وجود خديجه،لكن دخول علاء جعلها تصمت

تحدث علاء قائلاً:أنا جبت العلاج الى الدكتور كتبه لطنط حكمت،وفيه نوع منه حقن وريد،ففكرت إنى اركب لها كلونه،تسهل عليها بعد كده

تبسمت عليا قائله:فعلاً فكره ممتازه،انا بصراحه،رغم مدة دراستى الصغيره للتمريض،صحيح عندى فكره عن أنى إزاى أجيب الوريد لكن لسه برضو أوقات بفشل.

تبسم علاء يقول:مع الوقت هتعرفى تجيبى الوريد بسهوله،وممكن تجى جنبى وانا بجيب الوريد لطنط.

نهضت عليا باسمه ووقفت جوار علاء،لترى كيفية الإتيان بالوريد،غرس علاء الكلونه،بوريد حكمت،وقال كده بس سهله جداً،
تبسمت عليا له قائله:فعلاً سهله جداً،

لاحظت فريال،منظر لمتهم حول حكمت فأنزعجت ونهضت قائله:معدتش قادره اقعد الخضه على حكمت سيبت اعصابى هروح استريح،تصبحوا على خير.

ردت سهر:مالك يا طنط،تحبى اجيبلك طبق شعريه إنتى كمان شايفه طنط حكمت لما كلت الطبق صحتها إتحسنت.

ردت فريال بضيق:لأ مش بحب الشعريه بسكر عندى السكر والدكتور مانع عنى السكريات

ردت سهر:لأ يا طنط متقلقيش،دى معموله بسكر محروق،قصدى يعنى سكر دايت،سُعراته قليله.

نظرت فريال لها بغضب ساحق،وهمست لنفسها:يارب تتحرقى فى نار ما تلاقى الى يطفيكى انتى وكل الى فى الاوضه،ولا كل الى فى البيت ده كله،شكلى كده لازم أستعجل الوليه تشوفلى حل معاكى قبل ما تلمى الكل تحت جناحك،والمخسوفه خديجه،بتسيب ليكى الطريق مفتوح،بس مش هيحصل أبداً،قلب عمار مش هيرتاح.
همست لنفسها بهذا وحاولت التحكم فى غضبها قائله:
لأ شكراً،هرتاح لما أنام تصبحو على خير

رد الجميع عليها،بينما هى تمنت الا تستطع عليهم شمس.

تحدث علاء قائلاً:أنا كمان لازم أمشى بقى علشان تيتا لازم تاخد الحقنه فى ميعادها،هبقى هنا الصبح أطمن على طنط.

إنزعجت سهر قائله:هى تيتا مالها،هى تعبت تانى من زمان مشوفتهاش بتطمن عليها بالتليفون وبس.

رد علاء:ما أنا عارف هى بتقولى،بس كانت الازمه رجعت لها بس بقت الحمد لله كويسه.

ردت سهر:طب ليه محدش قالى؟

رد علاء:لا دى بسيطه وتيتا قالت بلاش نزعجك،بس الحمد لله بقت كويسه.

رد عمار: الحمد لله،أنا وسهر هنجى بكره نشوفها ونطمن عليها.

نظرت سهر لعمار،بتفاجؤ،ثم تبسمت،ولكن سريعاً،غيرت نظرها ناحية علاء و قالت: خلينى اودى الصنيه دى المطبخ و أوصلك لعند الباب.

تبسم علاء،ووضع يدهُ على كتف سهر،وسار الأثنان معاً،شعر عمار بالغيره،وسهر تسير لجواره.

تحدثت عليا قائله:عمار إنت شكلك تعبان ولازم ترتاح،إطلع إنت إرتاح،وأنا هفضل جنب طنط حكمت ومتقلقش عليها.

تحدثت حكمت هى الأخرى:كلام عليا صح،روح إرتاح،أنا بقيت كويسه الحمد لله.

رد عمار:تمام،ربنا يكمل شفاكى،أنا هطلع لشقتى أرتاح،قال هذا ونظر لعليا قائلاً:،بس فى اى وقت لو ماما تعبت متتردديش ترنى عليا وهنزل فوراً.

تحدثت حكمت:إطمن خلاص بقيت كويسه،يلا تصبح على خير.

قبل ان يرد عمار،دخلت سهر،فتحدثت حكمت قائله:خد سهر معاك كفايه معايا عليا،يلا تصبحوا على خير.

رد عمار وهو يجذب يد سهر لتسير معه قائلاً:وأنت من أهله يا ماما.

بعد قليل
بشقة عمار
حاولت سهر تجنبهُ،لاحظ عمار ذالك،علم أنها تتجنبه عن قصد بسبب تعصبه عليها.

أقترب منها وفجأه،جذبها،لتبقى بحضنه،وقبل جانب عنقها قائلاً:وحشتينى،يا سهر.

إبتعدت سهر عنه قائله:خلينى أساعدك تغير هدومك علشان تنام وترتاح

نظر عمار لسهر،وبمفاجأه أيضاً،جذب رأسها،وقبلها قبولات متشوقه،مانعت سهر فى البدايه لكن إستسلمت لقبولاته،وجارته فى القبولات،ثم وضعت راسها على صدره للحظات ثم قالت،خلينى أساعدك
بدات بفك ازرار قميصه واحد يلو الأخر،وأصبح نصف عارى امامها،رات الضماد الذى بذراعه ينقع دماً،إنخضت قائله:دراعك بينزف،ياريت كنت خليت علاء وهو هنا،غيرلك عالجرح،بس فى هنا شنطة إسعافات،رأيي تدخل تاخد شاور وبعدها أغيرلك انا عالجرح.

تبسم عمار يقول:وأنتى بتعرفى تغيرى عالجرح.

ردت سهر:.مش مُعضله،بس،يلا،بدل دراعك مينزف اكتر من كده.

تبسم عمار يقول:بس ممكن الشاش يتبل ميه وانا باخد دُش،والميه للجرح مش كويسه

فكرت سهر لثوانى ثم قالت له:ثوانى ورجعالك.
عادت سهر بعد ثوانى،وبيدها رول بلاستيكى،رقيق،يستعمل لحفظ الطعام،وقالت له:الرول ده هلف منه جزء حوالين الأصابه مش هيسرب ميه وانت بتاخد شاور.

تبسم عمار،لها وظل ينظر لها وهى تلف الرول حول ذراعه،الى ان إنتهت،وقالت:
خلاص كده،مش هيسرب ميه.

تبسم عمار،وذهب الى الحمام وخرج بعد قليل،يرتدى مئزر حمام قصير،مغلق بعشوائيه،يظهر صدره بالمقدمه
تحدثت سهر قائله:علبة الأسعافات أهى،يلا أقعد خلينى اغيرلك الضماد ده بواحد تانى نضيف.

جلس عمار امامها وخلع المئزر،وبدأت سهر بمحاولة تغير الضماد،حقاً غيرته بعدم خبره،لكن حين كانت تراه يتالم تخف يدها،الى أن إنتهت.

تبسم عمار يقول:يظهر كان لازم أنتى كمان تدخلى طب،زى علاء،

ضحكت قائله:أنا أدخل طب،انا اول مره أمسك شاش وقطن ومطهر فى إيديا،غير كمان انا كنت بنجح فى الثانويه،بالزق،لو تعرف ماما كانت بتعمل أيه علشان انجح وأعدى الثانويه مش هتصدق.

تبسم يقول:كانت بتعمل أيه؟

كانت سهر ستحكى له لكن تلجمت،بعد ان تذكرت صفعها لها،وإجبارها على الزواج من عمار،توقف قائله:مفيش،أنت محتاج لراحه، وأنا كمان، هروح أغير هدومى
قالت سهر هذا وتوجهت الى الحمام

بينما… ذهب عمار نام و على الفراش،
يستغرب من تبدل سهر حين أراد معرفة ماذا فعلت والداتها،لما لديه شعور،بوجود فتور بعلاقة سهر مع عائلتها،وبالأخص والداتها،هو لاحظ ذالك أثناء جلوسها معها وقت إجهاضها،لكن علاقتها جيده بعلاء فقط.

بعد دقائق إنضمت سهر لعمار بالفراش،ظنت أنه نائم،فأغمضت عيناها،لكن فوجئت به يقترب منها،وقبل جانب عنقها قائلاً:أنا عارف إنك مقموصه،أنى إتعصبت عليكى أنا آسف.

فتحت سهر عيناها:دون رد،إقترب عمار منها أكثر،وقال:سهر أنا آسف،بس إتحكمت فيا عصبيتى.

ردت سهر عليه:، أنا أساساً كنت نسيت، بس إنت بتقدر تتحكم فى عصبيتك مع الكل معدايا،تصبح على خير يا عمار.

ضمها عمار أكثر قائلاً:وحشتينى،يا سهر.

فهمت سهر ما يريدهُ منها،فأعطته له بطيب خاطر منها،لكن عقلها شارد منها، بخديجه،كلمه منها جعلته يهدأ من عصبيته،بينما كلمه منها له تجعله يثور عليها.
لما تشعر بالغيره من خديجه،هى من آتت عليها ليس العكس،ربما هى من آتت عليها لكن خديجه صاحبة مكانه لديه،أكبر وأقوى.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان
بشقة سهر وعمار
دخلت فريال الى الشقه خلسه دون أن يراها أحداً
توجهت الى غرفة النوم،ومنها الى الحمام المصاحب لها
نظرت بسلة الغسيل الغير نظيف
وجدت بعض ملابس،بحثت بها،الى أن أمسكت قميصاً للنوم بنفسجى اللون،قصير وشفاف،،نظرت له قائله:صبيه وبتلبس قدامه قمصان نوم بالمنظر ده ومش عاوزاه يهجر جديجه،شكلها مش سهله البت دى فى البدايه كنت مفكره القطه تاكل عشاها،بس مع الوقت بدأت،تتدحلب لهم وتضحك على عقولهم ببرائتها الكدابه،بس مش عليا،بحثت مره اخرى بالسله
وجدت ضالتها الاخرى،وضعت الاثنين بكيس بلاستيكى اسود وخرجت من الشقه تتسحب كما دخلت.

بعد وقت قليل
بذالك المكان المظلم،المدنس بأفعال الشيطان
جلست فريال
تعطى ظهرها
تحدثت المراه قائله:جيبتى الفلوس الى طلبتها منك .
فتحت فريال حقيبتها ووضعت مبلغ مالى كبير أمامها.
تبسمت المرأه وقال: جيبتى الى قولتلك عليه
جبتى لى قطر من التلاته.
ردت فريال:ايوا الكيس ده فيه قميص نوم لسهر،مرات عمار التانيه،وفانله داخليه لعمار،كمان عبايه لخديجه.

ردت المرأه!متأكده،انهم كانوا مش نضاف،وفيهم عرقهم.

ردت فريال:أيوا انا جيباهم من سلة الغسيل.

ردت المرأه:طب كويس
قدامك إزازه بلاستك خديها،ده عمل سايل،هيمهد لنا الطريق
ترشى الميه الى فى الازازه دى فى مكان تكونى متاكده ان نسوان عمار لازم يدوسوا عليه،وترشيه قبل الفجر الاولانى ميآذن فى الضلمه،وتتاكدى انهم لازم يدوسوا عليه،وسيبلى الهدوم دى أنا محتجاها،وتجيلى بعد أسبوع من النهارده.

اخدت فريال الزجاجه ونهضت،تغادر دون ان تنظر خلفها

بينما دخلت مساعدة تلك المرأه عليها تضحك تقول:فريال خارجه تجرى من هنا،بس هتعملى ليها العمل الى طلبته منك

ردت المرأه:أكيد هعمله،دى غاليه عندى،بس بدل ما هخلى عمار ومراته التانيه،يكرهوا بعض،ويطلقها،انا هخليهم يعشقوا،بعض ويطلق مراته الاولانيه،ده دين علي فريال ليا ولازم تسدده.

ردت المساعده:طب والازازه الى اخدتها معاها؟

ردت المرأه:دى ميه معفرته شويه مدتها مش طويله،بس تخلى فريال تثق فيا،أخرها اسبوعين بالكتير،ولو أتقرى شوية قرآن هتفسد.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظلام ليلة شتاء ممطره
وقفت فريال تقوم برش مياه تلك الزجاجه البلاستيكيه امام باب شقتى كل من خديجه وسهر
لكن لسوء حظها،سمعت صرير باب معدنى،فأنخضت،فرت هاربه
لكن لسوء حظها اثناء نزولها تعرقلت قدمها وأنزلقت على السلم
لتصرخ بقوه،وتقع من الزجاجه بعيداً عنها
لتتذكر تحذير تلك المراه لها قبل ان تغادر
إحذري،يمكن قبل ما تضرى غيرك تنضرى إنتى أولاً.
……
دى قارئه ليا من بدايتى،وفوجئت بها بتكتب وبصراحه هى كاتبه ممتازه انا نفسى إتفاجئت بها،وبطريقتها الرائعه
ليها روايه اسمها( المرآه وأبنه الشماس)
حلوه قوى
بتمنى تقروا لها وهتعجبكم قوى
AhlamGhnaimat

البارت الجاى الاربعاء

يتبع

دمتم سالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top