من الفصل االثاني عشر إلى الخامس عشر
الفصل الثاني عشر
إزدادت وتيرة العمل فى الشركه وعز يتعمد إثقال رحمه بالعمل وهى رغم تفوقها ولكنها مدلله أبيها ليست لها القدره على الأعمال الشاقه لذا كانت تعانى ولكنها تأبى أن تستسلم لكى لا تتشفى بها سكرتيرة عز ولكن بعد أن إنتهى المشروع الهام الذى كانت تنفذه الشركه هدأ الوضع كثيرا وأصبحت الأمور شبه مستقره فقرر عز التقدم إلى خطبتها ولكن قبل ذلك سينهى أمر العمل فقام بنقل السكرتيره إلى عمل آخر بالشركه وتم تعيين رجل مكانها ومع التدريب أصبح أكفأ منها مما جعل كل آمالها تتبخر فى الهواء بينما رحمه سعدت بهذا الخبر كثيرا وقررت ترك العمل فقد أجهدها كثيرا كما أن تلك التى كانت تغار منها أصبحت بعيده ولكن قبل أن يقم عز بأى خطوه تجاه رحمه علمت العائله بما حل بفرح وذهبو جميعا لرؤيتها ومواساتها لكنهم وجدوها صامته لا تجيب أحد ولا تستمع لكلماتهم وكأنها فى عالم آخر وحينما علمو بالسبب الحقيقى خلف موت جنينها وما تعرضت له من إيذاء ومهانه إنفعل عز وعبدالرحمن مطالبين بأخذها ولم يستطع أحد منعها فهى كانت بحاجه ماسه للإبتعاد عن هنا لذا وافق الجد والعم على مضض بينما توسلها ياسين بعيناه أن تظل بجواره ولكن عيناها فارغه لا روح فيها فكيف سترى توسلاته أو حتى ندمه وهل هذا سيعيد لها ما سُرق منها فقد ضاعت فرحتها ولن تعود فغادرت مع عائلتها بصمت
كل ما يحدث كان يُضر بصالح جاسر فصورة العائله أمام عائله شهد تسوء كذلك والدته التى ستشكل عائقا سيمنع شهد من الإقتراب منه فهى ترغب فى التخلص من كوثر لا الوقوع فى براثن من هى ألعن منها
أما عز فقد إلتهى فيما يحدث مع فرح والمشاكل التى حلت بها وأهمل العمل قليلا وحينما عاد وجد تراكم العمل فوق رأسه مما جعله فى إجهاد مستمر حتى ينتهى منه وبرغم وجود كرم إلا أنه لايستطيع إدارة العمل وحده فكلا منهما فى تخصص مختلف
مرت عدة أيام وهو فى دوامه لا تنتهى حتى إستقر الوضع أخيرا بعد عناء فعاد منهك القوى فجلس بأول كرسى رآه وحينها خرجت من المطبخ ووجدته هكذا فأسرعت نحوه لتطمئن عليه : عز انت كويس؟
أجابها بإيمائه خفيفه وعيناه مغمضه
لكنها إزدادت خوفا وهى تسأله : اومال مالك ؟
أجاب بتعب وصوت بالكاد يسمع :خلصااان مش قادر حتى أطلع اوضتى هرتاح خمسه وبعدها هطلع
لم تسأله حتى بل وجدها ترفع ذراعه على كتفها وتحاول رفع جسده وهو لم يكن لديه قدره على الإعتراض فإستسلم لها وظلت تتحامل على نفسها حتى وصلت إلى غرفته وألقت بثقل جسده على الفراش فتأوه بتعب ولكنها من آلام ظهرها إثر مساعدته لم تكن لتبالى ثم وقفت تلتقف أنفاسها ثم عدّلت وضعه على الفراش وخلعت حذائه وجوربه وحلت عدة أزرار من أعلى قميصه حتى يستريح بنومه ودثرته جيدا وهنا قد إنتبهت أنها قريبه منه بشده ووجدتها فرصه لن تُعوض حيث جلست بقربه تتأمله ولم تشعر بالوقت كم مر ولا تدرى أن هناك أعين خبيثه تتابعها وتنتظر مرور الوقت حتى يُقبض عليهما بالجرم المشهود
طرق حاد على الباب وأصوات غاضبه ميزت صوت والدها بوضوح وهو يصيح : افتحوا الباب والله لو طلع صوح لاجطع رجبيكم افتحوا الباب
انتفض عز من منامه وهو ينظر حوله بضياع فوجدها أمامه كالقطه المذعوره فتعجب من وجودها فهو لم يكن واعيا بالكامل حينما ساعدته وما زاده دهشه هى تلك الأصوات الغاضبه بالخارج وهذا الطرق الذى كاد أن يكسر الباب : هو فى إيه مش دى اوضتى
أومات له برعب
فقضب جبينه متعجبا : اومال إنتى بتعملى إيه هنا
أجابته بصوت مرتجف : مش وقت أسئله العيله كلها عالباب هنعمل إيه
رفع عنه الغطاء وهو ينهض من الفراش : هنفتح اوعى
أمسكت يده بلهفه : نفتح إيه صحصح ياعز إحنا فى اوضه نومك لوحدنا والباب مقفول علينا إحنا لو فتحنا هيدبحونا قبل حتى ما ننطق ركز معايا وفكر ف حل بسرعه
فرك جبينه بشده وهو يفكر حتى نظر لها فجأه وإبتسم فقد تذكر أن شهد غرفتها بجواره ولا تنام وشرفتها مغلفه : لقيتها
سالته بلهفه : ايه؟
– تعالى
أمسك معصمها يجرها خلفه وفتح باب الشرفه وهو يشير نحو السور : هتمشى هنا خطوتين بس وتلاقيكى فى اوضة شهد وأنا مش هسيب إيدك إلا لما توصلى وبعد شويه اخرجى واعملى نفسك لسه صاحيه ولما يسألوكى قوليلهم إنك شوفتى كابوس وحش فخوفتى ورحتى لشهد لقتيها نايمه نمتى جنبها وصحيتى على صوت الدوشه تمام
أومأت له بسرعه وهى خائفه : ماشى بس اوعى تسيبنى لانزل زرع بصل تحت
طمئنها قائلا : متخافيش يلا بسرعه
ثوان وأصبحت بغرفة شهد بينما أغلق هو باب شرفته وذهب يفتح باب غرفته وهو يتثائب فدفعه عبدالرحمن وهو يدور يبحث بالغرفه كالمجنون بينما عزت ينظر بغيظ نحو كوثر التى تقف بثقه وإبتسامة نصر ما لبثت أن إنمحت حينما لم يجد عبدالرحمن أحد فجُنت وهى تدور تبحث هنا وهناك وعز يسأل عما يحدث بلا مجيب حتى سمعو صوت رحمه وهى تفرك عينيها وتقف أمام الغرفه تتسائل عما يحدث فركض الجميع إليها يسألونها أين كانت فأجابت بما أخبرها به عز سابقا فبهتت كوثر وقبل أن يتحدث عبدالرحمن وجدو عزت يصفعها بقوه ويقتلع خصلات شعرها بيده وهو يسبها بأبشع الألفاظ ويسحبها إلى غرفتها ثم أغلق الباب خلفه بقوه أيقظت من تبقى من النائمين ولم يُسمع سوى صوت صراخ كوثر من خلف الباب بينما إحتضن عبدالرحمن إبنته ولم يخبرها أى شئ وذهب بها إلى غرفتها دثرها وظل بجوارها حتى نامت وعاد الجميع إلى غرفهم لينامو مستمتعين بصوت كوثر وهى تتألم
(((((((******))))))))
باليوم التالى ذهبت شهد إلى عملها وقابلت أحلام ومعها شاب تعلق ذراعها بذراعه بتملك غريب وحينما رأت شهد إقتربت منها سريعا ونظرت لها بتعالى وأخبرتها بخطبتها وباركت لهما بسعاده جعلت أحلام تستشيط غيظا فقد ظنت أنها ستكيدها ولكنها لم تهتم بل فرحت من أجلها
دلفت شهد إلى داخل المكتب ووجدت رقيه تتناول الفطور فحيتها ثم جلست أمامها تأكل معها وحينما إنتهتا سألتها رقيه : شوفتى أحلام
أجابتها بلا إهتمام : آه وعرفتنى على خطيبها
– هههههه آه عاملينلى فيها روميو وجولييت بس روميو من تحت الربع وجوليت من بير السلم ههههههه اااااه
تحولت ضحكاتها لصياح مفزع جعل شهد تنتفض واقفه وتسألها بقلق : جرى إيه؟
أجابتها بصعوبه وهى تتألم: شكلى هولد اجرى اندهيلى جاسر ومحمد
– حاضرحاضر
ركضت تلهث باحثه عن جاسر حتى وجدته فتعجب سائلا : مالك فى إيه؟
– رقيه بتولد
أردف بإمتعاض : يادى اليوم اللى مش فايت روحى اندهى لمحمد
– حاضر
تعجبت من ردة فعله ولكنها لم تعقب وركضت إلى مكتب محمد تخبره فنهض مسرعا وركض إلى زوجته حيث وجد الممرضه تساعدها فى الجلوس على كرسى متحرك بينما رقيه تصيح غاضبه وجاسر يشاهدها بملل وهو يعقد ذراعيه أمام صدره
ما إن رأت محمد حتى توجه صياحها له وسبابها إليه فتراجع عن لهفته وتأفف بضيق مما تقول : ياحيواااان ياواطى كله منك
تنهد محمد بملل : الصبر يارب
– ياجزمه اااااه أشوف فيك يوم انت السبب
إغتاظ محمد منها فنظر لها بتشفى : أحسن عشان اما أقولك كفايه إتنين تبقى تسمعى الكلام إشربى بقى
جعلها تزداد غضبا وصياحا : حد يناولنى زماره رقبته إبن القديمه ده
عقب على إهانتها بإستهزاء : لأ أمك اللى جديده
نهره جاسر : جرى إيه يا محمد ما تعقل اومال
تأفف محمد : اعقل إيه ياجدع كل مره الفضايح دى هو محدش بيولد إلا هيا ما العنبر مليان حالات وأسوأ منها دى بتدلع
حاولت النهوض وهى تصيح كالمجنونه : هاتوه هاتوهولى هنا ااااه جرب تولد وانت تعرف أنا بدلع ولا لأ
نظر إلى جاسر بضيق : ياعم خلص معاها أنا صدعت
رفع جاسر حاجبيه بذهول : أخلص ايه انت فاكرنى سمسار
بينما صاحت رقيه مجددا : يخلصو عليك بدرى يابعيد
– ياريت حتى اترحم من لسانك
– اااااه هموته هموته ااااه
– اتنيلى واولدى الاول وبعدها هددى
– ااااااه
كل هذا وشهد تتابع بإستغراب ما يحدث فهى لم يسبق لها رؤية رقيه تلد من قبل
وحينما دلفت إلى غرفة الولاده دلف معها جاسر وبرفقته ممرضه ومنع شهد من الدخول مما أثار دهشتها وفجأه تحول محمد من ذلك المستهزئ الغاضب إلى القلق المرتعب يثور من أقل شئ ويصيح فى الجميع ويضرب الحائط بيديه وعيناه ثابته على الباب ينتظر بشق الأنفس
بعد وقت ليس بقليل خرجت الممرضه وهى تبكى تبشره بقدوم مولودته وتعطيها له فقبل جبينها بحب وهو يتسأل عن حال رقيه بلهفه فأجابته الممرضه بغيظ : كويسه كويسه أوى بس قبل ما تديها البت ناولها فرحه لتاكلها
ثم غادرت وهى تسب رقيه وعملها والمشفى بينما تنظر شهد له بفضول فأجابها بلا سؤال : أصل رقيه ساعة الولاده بتطلع غلها فى اللى جنبها والممرضه لسه جديده ومتعرفش
– مش فاهمه
حاول ألا يضحك وهو يخبرها : المسكينه إتهرت عض مشوفتيهاش ماسكه دراعاها ازاى اومال هو جاسر منعك تدخلى معاهم ليه
بعد مرور عدة ساعات على ولادة رقيه دلفت إليها شهد وهى تحمل الصغيره وتهنئها وجدتها حزينه لأنها كانت تُمنى نفسها أن تصوير الجنين أخطأ وأنها تحمل ولدا فنظر الجميع لها بغضب بينما إقترب محمد وجلس بجوارها فهو يعلم أن تلك النظره تعنى حمل سريع مره أخرى فقبل جبينها بحب : حمدالله عالسلامه ياقلبى
إبتسمت بتعب ثم قالت بحب : الله يسلمك ياحبيبى
حدثها مجددا بإبتسامه هادئه تزين وجهه :عاوز أقولك حاجه مهمه أوى
– خير
تحول وجهه لكتلة غضب مشتعل وصاح بها :خلفه تانى لأ وإلا قسما عظما ما تفضلى على ذمتى تلات ثوانى فااااهمه
ثم تركها وخرج من الغرفه فنظرت لجاسر بوجه ممتعض : شايف عمايل صاحبك
زفر بضيق ثم وبخها : وأنا اللى بقول عليكى عاقله إخص عليكى تصدقى إن جوزك دا غلبان أنا لو مكانه مش هحلف عليكى أنا هتنى اضرب فيكى يا تسقطى يا تفطسى ونخلص
ثم ترك الغرفه هو الآخر بينما نظرت لها شهد بضيق : بقى دى عمايل يارقيه
أنكست رأسها بحزن : أعمل إيه بحبه
رفعت حاجبها وزفرت بضيق ثم نهرتها : وعمايلك دى مش هتخليه يحبك بالعكس هيكرهك إنتى مبتبصيش فى المرايه بقيتى ولا اللى عندها أربعين سنه وانتى فى العشرين اهملتى نفسك وصحتك واهملتيه وبقيتى تقصرى فى شغلك اللى كان حلمك وبناتك نفسهم اهملتيهم وبعدين
حاولت أن تبرر موقفها : ماهيا
لكن شهد قاطعتها بحده: بس بقى قرفتينا اومال دكتوره ازاى ومتعلمه خليتى إيه للجهله إنتى تقدرى تحرقى دمها بهدوئك وثقتك فى نفسك مش بالجنان ده يوم ما تحاول تستفزك ردى ببرود وثقه واتفرجى عليها وهيا هتتجنن ياغبيه
ثم خرجت من الغرفه لتنظر رقيه إلى الممرضه : ها مش هتسمعينى بوقين إنتى كمان
صمتت قليلا ثم زغردت بأعلى صوت لديها : لولولولوليييييى ألف حمدالله عالسلامه
ثم صمتت لتنظر لها بغضب : تستاهلى
ثم خرجت تاركه رقيه تنظر لها كالبلهاء تضرب كفيها ببعضهما : لاحول ولا قوه الا بالله سرك باتع يا شهد بركاتك حلت عالمستشفى كلها
ظلت رقيه تفكر فى حديثهم وتذكرت والدها كان دائما يمدها بالقوه والشجاعه ولكن بعد وفاته أحست أنها بلامأوى رغم وجود والدتها وأخواتها فى تلك الفتره تقرب إليها محمد كانو على معرفه سابقه وكانت معجبه به ولكنها كانت تبتعد لأن ابنة خالتها أشاعت أنه راغب فى الزواج منها لذا كتمت ما بقلبها لنفسها خاصه أن أباها ليس موجود ليعطيها رأيه ولاحظت محاولات محمد فى الترفيه عنها ونظرات والدتها المشجعه لها لكنها خشيت أن يقال أنها إختطفته من إبنة خالتها كما أنها لن تثق به اذا ترك إبنة خالتها من أجلها فالبغد سيتركها لأجل أخرى
وجد محمد أنها تبتعد وظن أنها ترفضه فسألها مباشرة وهذا أربكها كثيرا فهى ساذجه ولم يكن لها أى تجارب كما أنها تحبه بالفعل فأخبرته أنها لن ترتبط برجل وعد أخرى بالزواج ولم يوفى وهنا إتضح الأمر خالتها وابنتها من نشرنا الشائعات ليقع فريسه لهما وهو يمقت الفتاه وامها فهما متسلطتان حقودتان لذا لكى يخرس الجميع تقدم لخطبتها ووافقت والدتها وحينما علمت خالتها وابنتها استشطنا غيظا وتحولت شائعاتهنا إليها وحاولتا أن يثنين رقيه ووالدتها عمنهذه الزيجه فأسرع محمد فى كتب الكتاب قبل أن تتراجع رقيه فقد أصبحت أجبن من أن تواجه أحد بعد وفاة والدتها وكأن شجاعتها وعزيمتها فى الحياه تلاشت برحيله وأثناء كتب الكتاب كان محمد قد أخبر الجميع بهذه المناسبه واحتشدت العائلتان فوقف أمام الجميع بعد كتب الكتاب يخبرهم أنه لم يعجب بفتاه من قبل ولم يعشق أى فتاه سوى رقيه واذا ظنت إحداهن غير ذلك فهى مخطئه فنظر الجميع إلى خالتها وابنتها التى تحاشين النظر إلى الحشد فقد كشفت خدعتهما لذا قررن الحفاظ على ما تبقى من كرامتهما فهناك من تقدم للفتاه منذ أيام حينما علم أنها لن تتزوج محمد كما إدعت وكنا ينتوين الرفض اما الأن فلابد من حفظ ماء الوجه فتقدمت والدتها بغرور وهى تخبر الجميع أن الأفراح ستنتقل إليهما فقد تمت خطبة ابنتها إلى رجل ذو ثراء وهيبه إبن عمدة بلده ما وباركهما الجميع ولكن نظرات السخريه والاحتقار لم تفارقهما
وتزوجت سريعا قبل زفاف محمد ورقيه واسرعت بالانجاب انعم الله عليها بالبنون وهى تنجب كمن ستموت إن لم تملأ الأرض أطفالا فقد لكى تثبت أن زوجها يعشقها ويرغب منها بالكثير فى حين أن هذه هى نصيحة والدتها أن تنجب له الكثير فلا تعطيه فرصه للنظر لأخرى فلديه المال وأباه متزوج من إثنتين ولكنه مل الامر فهى دائما حامل ودائما مجهده فحذرها اذا انجبت مره اخرى فسيتركها هكذا معلقه ويتزوج اخرى ليجعلها تحترق بنيران الغيره فاضطرت للانصياع له مرغمه وحينما علمت ان رقيه انجبت ووجدت انها كلا المرتين اتتها فتاه كانت تتشفى بها وظلت تخبرها ان محمد سيتركها لامحاله ليتزوج بمن تنجب له الصبى مثلها وجعلتها دائما خائفه من هذا الظن وألغت رقيه علمها وعقلها واصبحت منصاعه خلف رغبه بلهاء فى حين ان الاخرى ابنائها سيئى التربيه والجميع يشكو منهم حتى والدهم لانها ام غير صالحه تنجب فقط لكن لا تفقه شئ عن التربيه على عكس رقيه رغم إهمالها احيانا لبنتيها الا انها تهتم بتربيتهمأ وبأخلاق من يصاحبنهما من اصدقاء كذلك تشرك زوجها وووالدته ووالده بجانب والدتها الرأى فاذا لاحظ احد منهم اى تصرف غير لائق من الفتاتان لا يصمت عنه حتى زوج ابنه خالتها المتباهيه كان ينهر زوجته الحمقاء وهى تقول انها انجبت الصبيه انها لم تحسن تربيتهم واصبحت عجوز من كثرة الانجاب وياليتهم كانو بنات حسنات الخلق خيرا من ابنائها الشياطين وكان ذلك يزيد حقدها تجاه رقيه بدلا من الاهتمام بأسرتها اهتمت بجعل حياة رقيه بائسه
ظلت رقيه تستجمع كل هذه الاحداث وهى تقضم اظافرها ندما كيف تركتها تعبث بها هكذا فد تخسر حياتها الجميله مع محمد بسبب غباء لا صحه له فهو لا يهتم اذا كانت فتاه او صبى المهم انها سليمه الجسم والعقل كما انه طبيب ويعلم ان الامر ليس بيدها لذا قررت ان تكظم غيظها وتجعل تلك الحمقاء تحترق غيظا وتبتعد عنها
دلفت والدتها بصحبة خالتها العزيزه وإبنتها الحقوده وبمجرد أن دخلن سألت غريمتها عنه :إيه ده فين محمد
نظرت لها غاضبه تتذكر كلمات شهد وتنوى التجربه فأجابتها بهدوء وإبتسامه تخفى غضبها : مفيش حمدلله على السلامة
إرتبكت وهى تقول : هه آه حمدلله على السلامة
– الله يسلمك ياروحى اومال فين العيال
جلست أمامها بغرور وهى تجيبها بتشفى : سيبتهم مع باباهم أصله بيموت فيهم وأهو ابقى براحتى إنتى عارفه الصبيان بيبقو أشقيه أوى آه نسيت إنتى خلفتك كلها بنات
أجابتها بإبتسامه رضا : والله ما بالنوع دا باللى ربى والجينات الوراثيه
فغرت فاهها وهيا تراها بارده هادئه لا تبالى : هاه
إبتسمت رقيه فيبدو أن نصيحه شهد فى محلها لذا ستستمتع برد كل ما مضى كم كانت بلهاء : آه أسفه دى حاجات فى الطب صعبه عليكى أنا قصدى إن الطفل سوا بنت ولا ولد بيطلع للى خلفوه لو محترمين هيبقى زيهم لو شيطاين هيطلع إبليس وكمان التربيه لو الأهل اتربو هيربوه لكن لو مشافوش تربيه هيطلع بايظ وصايع ويبقى شوكه فى حلقهم
كانت تشتعل من الغضب فأرادت أن تجعلها تثور حينما سمعت صوت محمد قادم فهيا تعلم كرهه لغضبها : العيال عزوه واما يبقو ولاد يشيلو أبوهم
لم يتبدد هدوئها بل على العكس إزدادت أريحيه وهى توضح لها : واما يبقو فلتانين بيشلوه ياما بنات رفعت راس أهلها وبقو وزرا وسفرا وعلما وامهات لنشأ يفرح وياما صبيان بقو بلطجيه وقتالين قتله وسفاحين ولما غارو فى داهيه مسابوش لأهلهم غير الفضايح
إبتسمت والدتها وهى تنظر إليها بفخر بينما وقفت خالتها وإبنتها مبهوتتان مصدومتان تنهش نار الحقد بقلبيهما حينما وصل محمد نظر إلى رقيه بفخر وسعاده وهو لا يصدق أن رقيه من تتحدث ثم نظر للأخرى بإحتقار جعلها تخرج راكضه وتبعتها امها الحقود لتقابل والدة محمد فأرادت أن تشعلها : حمدلله عالسلامه بس خساره لو كان ولد
أجابتها بإبتسامه والسعاده تطل من عينيها : ياختى ولد إيه وبنت إيه بلا جهل دا البنات نعمه واللى يكرهها يعمى ثم إن أنا فرحانه أوى هيبقو أحفادى بنات أصاحبهم وألعب معاهم هعمل إيه بالصبيان هجرى معاهم العب كوره
لم تصدق ما تسمعه وهيا تتمتم بعضب وتسب وتلعن فى سرها وأسرعت للخارج وهى تحترق بنيران حقدها بينما إستكملت والدة محمد حديثها : خيركم من بشرت بالأنثى دا حتى النبى عليه الصلاة والسلام معشلوش ولاد وبناته كانو ولا زالو قدوه بنقتضى بيها تيجى إنتى وتقولى واد وبت بالإذن إلحقى بنتك لتكون وهيا بتجرى إنكفت على خلقتها اتشلفطت أكتر ماهيا مشلفطه إلا قوليلى إنتى بتكرهى خلفه البنات ازاى وانتى المفروض كنتى بنت ومخلفه بنت وهيا اللى لبدالها والصبيان مطنشاهم
لم تنتظر جوابها وتركتها كالتمثال لا تصد ولا ترد ثم اقتربت من غرفه رقيه لتقابل شهد : ألف حمدلله عالسلامه لروقه
ربتت على كتف شهد بحنو : الله يسلمك ياقلبى عارفه ياشهد لو عندى عيل تانى غير محمد مكنتش سيبتك أبدا
– ههههه عيل الدكتور محمد يتقال عليه كده ههههههه دا مربيلنا الرعب
– بس مش عليكى إنتى عارفه إنه بيعزك كأنك أخته
– اديكى قولتى أخويا يعنى أخوه هيبقى أخويا برضو
– لأ محمد عارفك من زمان وبيعزك زى أخته هو ورقيه بس اخوه كان هيبقى حاجه تانيه
أجابتها مازحه : طب هاتيه وأنا مستنيه
ضحكت السيده : هههه عليكى ياشهد طب ودا هتربيه ولا تتجوزبه
رفعت اصبعيها وهى تهتف بمرح : الاتنين واهو يوفر عليا خلفه وصداع
– هههههههه ربنا يرزقك بإبن الحلال اللى يسعدك يابنتى
– وابن الحلال هيجى منين عزت بيه ماشى بمبدأ اللى يدفع أكتر يشيل يعنى أخرتى هتبقى مع واحد من عينته
ربتت على ظهرها وهى تحدثها بعطف : خلى أملك ف ربنا كبير إنتى بنت حلال و اللى هياخدك امه دعياله
سخرت شهد من تفاؤلها : هه وأنا داعيه عليا
إعترضت أم محمد : لأ بقى أمك ست طيبه
تنهدت بحزن ثم قالت : آه عشان كده حقها ضايع وحقى أنا كمان
لم تجد ما تقوله فنهرتها بضيق مصطنع : جرى إيه بقى إنتى هتنكدى عليا ولا إيه
ضحكت شهد وهى تغازلها بمرح : وأنا أقدر يا بطتى
رفعت حاجبيها ضاحكه : يابت عيب
غمزتها بمرح : ماعيب إلا العيب اومال فين عمى سايبك لوحدك ليه مش خايف عليكى من الشباب الصايع
أتى صوته من خلف زوجته : أنا هنا أهوه يالمضه
إنتفضت زوجته إثر المفاجأه : يوه خصنتى يا أبو محمد
غمزته شهد ثم قالت : حبيبى ياعمو ما براحه عليها أصلها بتتخض بسرعه اسيبكم أنا بقى تداوا الخضه
– امشى يابت
– هههههه طيب متزوقش
دلفا لداخل الغرفه فتنهدت بألم ثم إستدارت لتصطدم به وإلتقفها قبل أن تسقط يضمها لصدره بقوه يرغب فى إخفائها خلف ضلوعه تحيا بقلبه بعيدا عن الجميع فقد إستمع لما قالت وأراد أن يقل لها ما يُهدأ من نفسها المتألمه لكنه لم يجد أى كلمات تسعفه وهذه الحادثه الغير مقصوده التى أوقعتها بين يديه كانت الملاذ فهيا تحتاج الآن لمن يحتويها
كان مستمع بوجودها بقربه هكذا اما هيا فقد إنهارت صامته وكأنها فقدت آخر ذره صبر بكت وبكت حتى جف الدمع دون صوت ولكن انتفاضة جسدها أنبهته لها فرفع وجهها بهدوء ليجده كتله حمراء باكيه هلع قلبه فأخرجها من حضنه وأمسك بيدها يجذبها خلفه حتى وصلا إلى مكتبه ولحسن حظهما لم يراهما أحد
دلفا لداخل مكتبه وأغلق الباب ثم أخذها وجلس بها على الأريكة وضمها إليه بقوه يربت على ظهرها ويمسح على رأسها : إبكى ياشهد طلعى كل اللى جواكى وأنا معاكى لحد ما تهدى خالص
وكأنه أعطاها الضوء الأخضر للعبور فعلت شهقاتها ونواحها فقد كانت تبكى بمراره على حالها
ظلت تبكى حتى أفرغت حزنها فقط هنا إنتبهت أنها بين يديه فإنتفضت فزعه وهى تصيح كمن هاجمها ذئب فصاح بها غاضبا : إنتى مجنونه ولا عقلك دا تايه
نهرته بحده : أنا مسمحلكش
– تسمحى إيه وتنيلى إيه إنتى مش كفايه كل ثانيه مصيبه شكل
– وأنا مالى
رمقها بتهكم واضح : لا أمى اللى مالها مش إنتى اللى بتنيليها
زادها تهكمه إنفعالا : بقولك إيه انيلها ادعقها أنا حره
صياحها كان يدفعه إلى الغضب أكثر : لأ منتش حره
وضعت يديها فى خصرها وهى تسأله بغيظ : ومين انت بقى عشان تقيد حريتى
زفر بضيق : أنا اللى هتشل قريب من تحت راسك
– لأ وعلى إيه أنا اسيبهالك وامشى أحسن
أومأ برأسه بغيظ : يكون اريح
هدأ غضبها فى لحظه ثم سألته بحزن : يااااه هو أنا تعباك أوى كده
تنهد بضيق ثم إقترب منها وهو يتحدث بهدوء يتخلله الحزن : تعبانى بس دا إنتى حارقه دمى مبقتش عارف أخلص منك قرفانى نهار وليل وأنا صاحى وأنا نايم أفتح أغمض ألاقيكى لاعارف أطلعك من عقلى ولا أبطل أفكر فيكى زهقتينى فى عيشتى بقيت أكره الأجازات عشان مبشوفكيش واتعصب وانتى بعيد
ثم أمسك بكتفيها : إنتى إيه مش عاوزه ترحمى قلبى ليه
خجلت كثيرا من كلماته ولم تجد ما تجيبه به فهربت منه بعيدا ثم دلفت إلى رقيه فوجدتها وحدها بعد ان غادرت والدتها ووالدي زوجها كانت تحمل طفلتها وهى تبتسم فسألتها : ها هتسموها إيه؟
إبتسمت بود وهى تنظر إلى شهد : شهد
نظرت شهد لها بذهول غير مصدقه : إيه
– معنديش اغلى منك اسمى إسمه
ثم تصنعت الضيق وهى تنظر لها بجانب عينيها : ربنا يقوينى بقى شهد فى الشغل والبيت لا كده أنا ضمنت العباسيه
فعقبت شهد بمرح : لا ياروحى إنتى ضمناها من بدرى
– كده ماشى أنا زعلانه
– وأنا أقدر ازعلك برضو
دلف جاسر ليتابع رقيه فوجدها أمامه أحس بالندم من تسرعه والبوح لها بمكنونات قلبه لظنه أنها ترفضه ولا يعلم انها هربت خجلا منه قبل أن تلقى بنفسها بين ذراعيه مجددا وتخبره كم تعشقه
حاول جاسر أن يتحأشى النظر إليها وهى أيضا ولاحظت رقيه لذا اعطت ابنتها لالى جاسر ليحملها قليلا : أنا مجهده والنبى عينكم على شهد على ما اناملى شويه
قضب جبينه متعجبا يسألها : شهد ؟!!
– آه مهو إحنا سمينا النونه شهد
نظر لها تلقائيا فوجدها تتورد خجلا فنظر مجددا إلى رقيه معتذرا : بس أنا مبعرفش اتعامل مع الأطفال
لوحت بيدها بلامبالاه وهى تتثائب : اتصرف اهى شهد الكبيره معاك تساعدك
تدثرت وتصنعت النوم سريعا بينما ابتلع ريقه بقلق فهو لم يتعامل مع هذا السن مسبقا فنظر الى شهد الصغيره بضيق حيننا بدأت التململ بين يديه فتمتم بغيظ : بقولك ايه ان خلقى ضيق اوعى تعيطى آه
وكأن الفتاه أحست بضيقه منها فبدأت بالبكاء فنظر إلى شهد يطلب العون : الحقينى دى بتعيط أنا وربنا ما عملتلها حاجه هى كده لوحدها
إقتربت منه بحرج : احتمال تكون جعانه
– نعم ياختى لآ إنتى تصحى امها
صوته الذى ارتفع فجأه جعل الفتاه تفزع فرمقته شهد بضيق : مبسوط كده
زفر بضيق ثم إنفعل أكثر : يوووه وأنا اعملها إيه خديها إنتى
رفعت حاجبها بتحدى : والله أمها ادتهالك انت ثم إن دى طفله عاوزه المعامله بالراحه مش بالزعيق حاول تهديها غنيلها مثلا
إتسعت عيناه بذهول : اغنيلها !! لآ دى تضِّرب أسهل
رفعت حاجبيها وهى تنظر له بعدم تصديق : تضِّرب إيه انت مجنون
قضب جبينه بضيق : اتلمى ياشهد ومتستفزنيش
– مهو انت كلامك يغيظ بقولك عاملها باللين تقولى اضربها
تنهد بيأس ثم نظر إلى الطفله وفكر قليلا وجدها فرصه ذهبيه ليُصل حديثه إلى شهد من خلال الطفله : شهد
رفعت عيناها تجيبه فوجدته ينظر إلى الصغيره وجدتها فرصه لكى تتأمل ملامحه بينما إستكمل حديثه بصوت هامس حنون لم يتوقع يوما أن يتحدث به إلى أحد لكنه أراد أن يوصل مشاعره إلى محبوبته فخرج صوت قلبه من بين شفتيه : ينفع أول مره أشوفك تعملى فيا كده بسرعه زعلتى عشان إتنرفزت عليكى طب مش تستنى تدينى فرصه تحاولى تحبينى زى ما
صمت ثم نظر إلى شهد وأكمل : زى ما بحبك
إتسعت عيناها وتورد وجهها خجلا وحاولت الهرب من عينيه التى تُشِع عشقا واضحا فأمسك بيدها يحاول منعها وحينما تململت حذرها بالنظر إلى الصغيره التى على يده الأخرى فقد تسقط هكذا
ثم همس بترجى: كلمه واحده آه أو
صمت ثم تنهد وكأنه لا يريد قولها أو سماعها : أو لأ
ضمت شفتاها إلى الداخل وهى تشيح بنظرها عنه فأخبرها بضيق : بصى أنا لا بفهم فى الإشارات ولا الإيماءات عاوز أسمع الحقيقه أرجوكى كلمه واحده بس ياتحررى سعادتى ياتقبضيها
نظرت إليه بخجل وهى تومأ : آه
إتسعت عيناه وبسمته غير مصدقا : بجد ياشهد بجد يعنى هتدينى فرصه يعنى هتحبينى يعنى أتقدم لأهلِك
إزداد خجلها وأومأت مجددا بالموافقه
ترك يدها سريعا حينما سمع صوت رقيه الماكر : ماخلاص ياروميو قالتلك آه
ركضت شهد إلى خارج الغرفه بينما ظل جاسر ينظر إثرها بهيام ثم إستدار ليرى تلك البلهاء التى تضحك وقبل أن يتحدث وجدها تتوقف عن الضحك وتتصنع الجديه : هات البنت
أعطاها الطفله بصمت ثم سألها بغيظ : إنتى صاحيه من امتى
ابتسمت بمكر : هو أنا نمت من أصله
جحظت عيناه ووارى وجهه عنها خجلا ثم إستدار مجددا حينها قالت : بقى عاوز تضرب البنت يا مفترى مش كتر خيرها إشتغلتلك كوبرى تصالح بيه البونيه
نظراتها الماكره وضحكتها التى تجاهدها جعلته يرتبك : أأ أضربها دا إيه بس أأ أنا كنت بهوش
– آه مانا عارفه
– إنتى بتلاعبينى يارقيه
رفعت حاجبها وهى تبتسم بخبث : إخص عليك ياجاسر وأنا اللى قولت أساعدك لما لقيت البت الدم هربان منها وانت من أول ما دخلت وانت بتدخن شبه وبور السكه الحديد بتاع زمان قولت اديك البت لعل وعسى واهو تتعلم الابوه بالمره
إبتسم على طريقتها فى وصف الأمر : بقيتى مكاره يارورو
تصنعت الغرور بينما حذره محمد الذى دلف توا إلى داخل الغرفه : إتلم ياجاسر لأعلقك على باب الأوضه
إبتسم جاسر له : حبيبى يامودى
رفع حاجبه بإستغراب : والله
ثم نظر إلى زوجته بتساؤل : ماله ده
حاولت إمساك ضحكتها : معلشى يادودو فرحان شويه
– نعم ياختى دودو دا إيه
وضع جاسر يده على كتف محمد وشرد بهيام : بتدلعك ياجدع إفهم بقى ااااه عقبالى
– عقبالك ياجسوره
إعتدل فى وقفته : لا لا لأ عقبالى بس مش منك آه
– إخص عليك أوام بعتنى
– وأنا أقدر دا إنتى الكل ف الكل
– أيوه كده إتعدل
رفع محمد حاجبه بتعجب : من امتى المحبه دى كلها
نظر له جاسر بعيون عاشقه : من زمان يامحمد من أول نظره
قضب محمد جبينه بغضب : ولا إتعدل بدل ما ألسعك على نفوخك دى مراتى
لوح بيده بلامبالاه : ياشيخ اتلفح بيها انت كمان وهو انا بتكلم عنها
رفعت حاجبيها بصدمه : يتلفح بيا !!
ثم نظرت إلى زوجها بضيق : انت هتسكتله
أجابها بإرتياح : آه أنا كده مبسوط يهزقك أحسن ما يتغزل فيكى
ضحك جاسر بينما صاحت به رقيه بغيظ : بتضحك على إيه انت كمان
– ولا حاجه متتعصبيش عشان غلط عليكى انتى لسه نَفَسه بالإذن
قبل أن يخرج أخبره محمد : آه على فكره شهد روحت
فتسمر فى مكانه ثم إستدار إليه يسأله بلهفه : ليه؟
رفع كتفيه بعدم معرفه : معرفش قابلتنى عالباب ووشها ميتفسرش تحسها قلبت أحمر ف أصفر فجأه كانت بتضحك وتعيط وحالتها حاله سألتها لقيتها مكسوفه ومرضتش تقولى مالها إستأذنت ومشيت
حدثه بإرتباك واضح : كده طط طيب أأ أنا أنا مروح
رفع حاجبيه بتعجب : نعم!!
– إيه مراتك وولدت وبنتك بخير أقعد ليه عموما لو حصل بعد الشر أى حاجه بلغنى
– هو فى إيه؟مالك؟
أجابه بتلقائيه : هروح لشهد
– شهد؟!!
تلعثم من إرتباكه بذلة لسانه : أأ آه انت ناسى ان فرح غضبانه وياسين مدمر هروح أصالحهم النهارده
– ربنا يهديلهم الحال
– بالإذن بقى
خرج جاسر ونظر محمد إلى رقيه فوجدها تتمايل بكتفيها ورأسها بهدوء : الظاهر هتبقى عمو عن قريب
قضب حاجبيه بعدم فهم : مش فاهم
ضحكت بسعاده فأدرك الأمر فإبتسمت عيناه وهو يهتف بعدم تصديق : لأ بجد
– آه والله
– يلا عالبركه على كده هبقى عمو وخالو
أجابته بدلال : أيوه يادودى
– إيه دودى دى إنتى كمان هتظيطى فى الزيطه
– الله بدلعك يامودى
إبتلع ريقه بصعوبه وقضب حاجبيه بضيق ثم نظر لها بتحذير : إتلمى يارقيه إنتى بتدلعى فى الوقت الغلط
– وإيه يعنى مش جوزى حبيبى
عض على شفتاه لكى يتمالك نفسه : يابت انتى هتموتينى انتى ناسيه وضعك دلوقتى أبوس إيدك عاوزك غفير درك
رفعت حاجبيها بدهشه : نعم!!
– آه عاوزك أرجل منى الفتره الجايه لحد ما ربنا يكرمك وتبقى تمام
ثم إقترب منها بنظرات إشتياق : ساعتها ودى العيال بما فيهم المفعوصه دى لأمك شهر
– ههههههههههه
– قولت غفير درك يالهوى
حدثها بضيق تحول إلى نظرات عاشق بينما حاولت كتم ضحكاتها لكنها لم تستطع فزفر بضيق وإبتعد : أنا خارج
– هههههههههههههههههه
إيمى عبده
الفصل الثالث عشر
عاد جاسر مسرعا إلى منزله يبحث عن ياسين فوجده كعادته منذ رحيل فرح يقبع فى الظلام فى غرفته شارداً فى ذكرياته معها ويحتضن زجاجة عطرها فأضاء جاسر مصباح الغرفه مما أزعج هذا المنكمش على فراشه وهتف بضيق : إطفى النور
فأجابه جاسر بحده : لأ لإمتى هتفضل كده لازم تفوق وتحاول تصلح بلاويك متستناش من حد يساعدك كله هيتفرج ويساعد بالكلام لحد ما تضيع منك نهائى
إنتفض ياسين سريعا ثم ركض نحوه سألا برعب : تضيع منى ليه انت سمعت حاجه شهد قالتلك حاجه
زفر بضيق : وشهد مالها بالموضوع أنا بكلمك انت هى هناك زى الورده اللى دبلت وانت هنا بتموت لحد ياياسين رجع مراتك وإعمل المستحيل عشان رضاها
تنهد بيأس ثم جلس على حافة الفراش ووضع رأسه بين كفيه لبعض الوقت ثم نظر له مجددا بخزى : وتفتكر هترضى بيا تانى
جلس جاسر بجواره ورتب على كتفه : صعب بس مش مستحيل حاول مره وألف لحد ماتلين اللى شافته مش شويه حاول تثبتلها طول الوقت إنك إتغيرت إنك بتحبها فعلا مش مجرد كلام حاول تعوضها اللى فات قبل فوات الأوان
نظر له بعيون تُشِع بالأمل وصوت ملهوف : وانا موافق بس ترجع
خبطه براحه يده على كتفه بخفه : طيب قوم إفتح الستاير ونور المكان وهويه بدل مهو قبر كده وأنا هنزل أشوف العالم اللى تحت دى عبال ما تحلق وتروق وتستحمى وتتعطر بدل ما انت شبه الكفار كده البنت هتنسرع
هب واقفا بحماس : هوا
بدأ فى الإستعداد للذهاب بينما نزل جاسر يبحث عن والده وما إن وجده حتى أخذه وذهبا إلى جده وأخبرهما بالأمر وكانا أكثر من مرحبين فقد أحبا فرح كثيرا وأخبرهما برغبته فى الزواج من شهد فتهلل وجهيهما بينما اعترضت عظيمه التى دلفت للتو حينما وجدتهم مجتمعين لترى ما يحدث : وإنت يعنى ملتجتش إلا بت عزت
– آه
نظرت له بتعجب : ياسلام ما طول عمرك بتكرهه
– ولا زلت
رفعت حاجبيها بدهشه : به أومال كيف عتناسبه
أجابها بهدوء : أنا هتجوز البت مش أبوها
إعترضت بقوه : أنى مريدهاش
رفع حاجبه بسخريه : وإنتى مالك أنا اللى هتجوز مش إنتى
– وه إنت من أولها عتتصدرلها
أجابهة بإبتسامه مستفزه : ليه لأ مش هتبقى مراتى
سألته بإستنكار : وبت أختى
أجابها ساخراً : خلليها مع المش
فصاحت بغضب : البت دى معتعتبهاش أنى جولتها كلمه ومن بكره عجوزك ست ستها
زفر بملل : مش هتجوز غير شهد
– ليه اللى خلجها مخلجش غيرها ولا خلاص كلت عجلك ونستك ناسك وأبوها اللى مطيجهوش هتتحمله كيف ولا عتتعلم النفاج على آخر الزمن
نهرها بضيق : مش أنا اللى بنافق وإنتى عارفه ده كويس ولو على أبوها فكرهى ليه بقى الضعف بعد ما عرفتها
ثم صر على أسنانه بغضب : الحيوان ياما سقاها المر
– بجى إكده
لاحظ لمعة عيناها بالشر فإنفعل غاضبا وصاح بها : جسما عظما لو خربتى الجوازه دى ولا أذيتى شهد لجيب عليها واطيها وإنتى خبرانى زين أنا مش ياسين فاهمه
– إنت اتجننت بتزعج فيه
لم يهتم لإعتراضها : يلا اجهزوا خلينا نروحلهم
إتسعت عيناها بغيظ : دلوك
فأجابها بهدوء : آه خير البر عاجله
وجدت أن من الأفضل أن تذهب معهم وتخرب الزيجه : وأنى منياش جايه إياك
إبتسم بمكر : إنتى أولنا
إبتسمت بثقه لكن بسمتها تلاشت حينما أكمل قائلا : عشان تعتذرى لفرح
– باه
صاح بها : يلا
فنظرت حولها ووجدت زوجها وأباه ينظران لها بإشمئزاز فوافقت مرغمه
_______________
منذ أن أُجهضت فرح أصبحت أخرى لا روح فيها أبدا مهما يحدث حولها لاتبالى بارده بلا مشاعر لم تحاول حتى أن تتركه وترحل فهو من وفرت عمرها من أجله وفعل بها كل هذا إذا فماذا سيفعل بها الآخرين ستظل تحيا هنا لترى انتقام الله منهم ثم ترحل مطمئنه بعيدا عن الجميع
اما ياسين فأصبح بائسا حزينا أكثر إنطوائا لا يهتم بأحد أو لأحد ومهما إقترب ومهما فعل هى كتمثال جليدى لا تعبأ له مما جعل جبال قوته تنهار ولكن جاسر أعاد له الأمل مجددا وشجعه على المضى قدما وذهب مع عائلته متحمسا لعودتها
بينما حسم عز أمره وحدث والدته فى أمر زواجه من رحمه لكى تقنع والده وأخبرها أن تحاول إقناعه من خلال الماده حتى يوافق فرحمه وحيدة أباها وسترثه وحدها ونفذت دون تفكير فحزن عزت وأخبرها أنه سيفكر ثم جلس فى الشرفه شاردا حزينا فلأول مره تحاول ساميه إقناعه بشئ من خلال الماده فدائما تستخدم الحكمه والحب فى توجيهه وهو يوافقها بطيب خاطر فهى النور الوحيد الذى يضئ عتمة أيامه هو ليس بقاسى جاحد كما يظنون هو تعرض للمهانه والخزى كثيرا من أب طامع شحيح لم يرحمه حتى أصبح مثله وأبلاه بزوجته تكمل ما بدأه اباه فهو ضعيف منذ صغره لم يكن ذو بنيان قوى فقد تعرضت والدته للكثير فى حملها بسيب شح والده الذى تزوج بأخرى فى ذلك الحين طمعا بأموالها رغم حمل زوجته كما أنها لديه منه طفل آخر ولكن عروسه الجديده كلفته الكثير وعلم أنه إذا استمر بزيجتها ستفنى امواله واموالها معا فطلقها وعاد إلى زوجته التى ارهقها العمل لتقتات العيش لها ولإبنها الصغير فخرج عزت للحياه ضعيفا مريضا كلف والده أموالا كثيره ليصبح كباقى ذويه لذا فهو يمقته وقد أثرت معاملته عليه كثيرا حتى أنه فشل فى دراسته مما يعانيه من أباه وأصبح أقل من إخوته فى كل شئ لذا حينما طلبت ساميه منه أن يترك عز وشهد يكملا تعليمهما وافق برحابة صدر ليعوضا فشله وحينما قررا العمل وشق طريقهما وافق وساعدهما دون أن يعلما فهو رفض مساعدة عز حتى لا يبدو ضعيفا متهاونا ولكنه أعطى المال لساميه حتى تساعد عز وتخبره أنه مدخراتها كذلك شهد قد جعل من يراقبها ليحميها من أى أذى فهى فتاه جميله مرغوبه وأكثر من يكن لها الشر هى كوثر وهو يقسو عليها خوفا من أن يفلت زمامها منه وتلك الحقود كوثر دائما ما تثيره نحوها فيطلق غضبه عليها ويندم فيما بعد ولكن لا يرى ندمه وحزنه سوى ساميه عشق قلبه لكنها اليوم تقنعه بزواج عز من رحمه لأن رحمه وحيدة أباها ومدللته ولن يكلفه الزواج شيئا فهما سيمكثان بنفس المنزل مما جعله يختنق منذ متى وساميه تراه مثلما يرونه شحيح ضعيف يشعرهم بالخزى هو لن يفعل كأباه ويزوج إبنه أو إبنته من أجل المال فحينما أراد تزويجها من ياسين لأنه ذو قوه وبأس يستطيع حفظها من غدر الأيام ليس لأمواله وأراد تزويج فرح بعز ليس لأموالها كما قيل بل لأنه يخشى أن ترحل فزوج والدتها يحاول بشتى الطرق اخذها منهم فهى ذكراه من زوجته ولكنه غريب ولن يتركها له كما ستظل بينهم رغم علمه بعشق عز لرحمه وكذلك هى لكنه لا يبدى معرفة بذلك وحاول أن يسرع بالأمر قبل أن يعلم أحد خاصه ياسين لأنها سليطة اللسان لن تتحمل عظيمه وقد تصبح مطلقه سريعا على عكس شهد من عانت من كوثر ستتحمل عظيمه وهو لن تحيا للأبد وستصبح شهد سيدة المنزل بعد رحيلها وحينما قرر ياسين العدول عن رأيه وتزوج فرح غضب حقا لأنه بمنتهى الغباء أشاع الأمر وهذا سيؤثر على سمعة إبنته لذا حينما طلبها شريكه وافق حتى لا تظل بلا زواج نتيجه خطئه وحينما هددها بالزواج من قريب كوثر كان يعاقبها فقط ولكنه كان ينتظر أول فرصه ليلقى بهذا الفاسد بعيدا فهو أدرى الناس بكوثر وعائلتها فرغم أنها واشقائها من امرأتان مختلفتان إلا أن الحقد لديهم واحد ورغم مقتهم لبعضهم إلا أن المصالح أهم من أى شئ لديهم ولكنه رفض شريكه فيما بعدْ بعدَ أن اقنعته ساميه بالود واللين كما اقنعته بالكثير سابقا ولكن ما زاد حزنه وغضبه ما حدث مع فرح لم يظن أن الأمر سيصل إلى هذا الحد فيبدو أن كوثر أهون كثيرا من عظيمه ورغم أنه يحمد الله أنها لم تكن شهد إلا أن فرح أيضا تعد ابنته
يمكن القول أنه منفصم الشخصيه حقيقته تختلف عن تصرفاته يخفى الجيد ويظهر السئ يعشقهم ويبحث عن كرههم فما مر به مع أباه ليس بقليل فقد كان يعامله كالخادم فى منزله حتى حينما قرر الزواج جعله يعمل فى الحقول ليجمع الأموال لزواجه ولم يساعده يوما إلا حينما زوجه من كوثر طمعا بأموالها على عكس إخويه كانا أشِداء فى كل شئ فى علمهما وعملهما وصحتهما فكانا فخرا لأب جاحد
أفاق من شروده ليجد تلك البغيضه تضع يديها فى خصرها وهى ترمقه بسخريه : إيه بتحب جديد ولا إيه
نظر لها بمقت : عتجولى إيه يابومه
أشارت إلى نفسها بغيظ : أنا بومه ياعزت
زفر بضيق : استغفر الله جايه ليه دلوك
سألته بحقد : انت هتجوز عز لرحمه
اجابها بملل فيبدو أنها كانت تتنصت عليهما كالعاده : أنى معجوزش حد هو معادش زغير وعنديه ماله يجوز حاله لحاله
– وبت اختى
– ااه خيتك اللى واكله مراثها جايه دلوك تفتكريها هملينى لحالى الله يرضى عنيكى مفيجش لحديتك الماسخ ديه وعز عيتجوز رحمه هيا اللى تليجله وتسعده
رفعت حاجبها بتهدى : بص ياعزت عشان نبقى على نور الجوازه دى كوم وارضى كوم
– ههههههههههه أرض إيه دى
رمقته بحقد : بتضحك ليه وقصدك إيه بأرض إيه أرضى ورثى
– اااه وإيه دخل أرضك بجواز عز
– هحرمك منها
– ههههههههه وهو انتى كنتى عطيهالى لما عتحرمينى منيهه
تلعثمت وهى تبحث عما تستطيع قوله لمنعه : أأ لأ بس كنت
قاطعها بضيق : كوثر مريجش لسمك دلوك والجوازه دى بعِدى عنيها وأرضك اتحرجى بيها من غير مرعيتى ليها ملهاش عازه
لمعت عيناها بالغضب تهدده : بقى كده طب من الصبح همسكها لولاد اخواتى
أجابها بسخربه : عطو للجط مفتاح الكرار
– أنا هديهالهم يهتمو بيها زيك وأقبض وأبقى أديهم أُجره ولا انت فاكرنى هبله هكتبهالهم
– اتحرجو سوا ومن إهنه وجاى متجيش تجوليلى أرضى ولا تاجى تولولى لما يتخرب بيتك
أرادت إغاظته: ها متفتكرش إنك هتهوشنى مهو يا الأرض يا جوزاة عز
لم يعلق وتركها تهذى وهى تسب وتلعن غاضبه فقد أصبح سلاحها الوحيد الذى تهدده دائما به بلا جدوى فيبدو أنه يأس وتخلى عن فكرة أخذ ثروتها هى لم تنوى يوما إعطائها له بل على العكس كانت ترغب فى إستنزاف ثروته ولكنها لم تحصل يوما على مرادها والآن رفع يده عنها تماما وهى تخشى من عائلتها الطمع فهم جميعا على نفس شاكلتها لذا ستجعلهم يعملون فقط ولن تمكنهم من الأرض
كان عز قريبا منهما وسمعا مادار بينهما وتعجب كثيرا والده لم يهتم بأمر الأرض فقط لإسعاده ظل يفكر ماذا حدث لأباه وقرر أن يتحدث إلى والدته ليعلم ماذا هناك ولكن مشكلة فرح الآن هى ما تشغل باله
(((((((******)))))))
جلست فرح شارده حزينه فى الحديقه تفكر فيما آلت إليه حياتها البائسه حتى قاطع شرودها من ظنت أنها لن تراه مجددا زوج والدتها فرغم الفراق إلا أنه كان يتتبع أخبارها دائما وحينما علم بمصابها أتى ليراها وهو يخشى من أعمامها أن يمنعوه ولكنه وجدها بالخارج فجلس بجوارها وما إن رأته حتى ألقت بنفسها بين ذراعيه تبكى بإنهيار ظلت تبكى وهو يربت على ظهرها بحنو حتى إنتزعتها قبضة قويه من بين يديه فقد أتى الثور الهائج ليصالح غزالته الشارده فوجدها بين ذراعى آخر فصاحت بإنفعال :سيب ايدى
قضب حاجبيه بغضب : انسابتى على روحك بجى أنى جلبى واكلنى عليكى وجاى اراضيكى وانتى مرميه فى حضن راجل غريب
إستنكرت إتهامه بغضب : انت حيوان دا بابا
– بو اما يلهفك بوكى مات من زمن
وضع جاسر يده على كتفه : اهدى ياياسين اما نفهم
صاحت فرح بغضب : عنه ماهدى ولا فهم أنا عاوزه أطلق مش كفايه ضعيت منى كل فرحه مستنياها كمان بتطعنى فى شرفى ياحيوان
رفع يده التى كادت أن تهوى على وجهها فهم زوج والدتها بمنعه ولكن جاسر كان أسرع منه : انت اتجننت إحنا بنصلح ولا بنخرب إسمعها الأول
إعترضت عظيمه بحقد : يسمع اييه مهى باينه كيه الشمس أهه
فنهرها زوجها : اتكتمى ياعظيمه
– إيه يعنى نشوف العفش ونتكتم
هددها الجد بحزم : هتتكتمى ولا نجيب المأذون ونخلص
فضربت على صدرها برعب : يامرى
حاول جاسر تخليصها من بين يديه : اوعى ياياسين سيب ايدها احمرت ياجدع
لم يبالى وسالها بحده وهو يشير براسه تجاه زوج والدتها : مين ديه؟
فاجابه الأخر : أنا جوز والدتها
رمقه بإشمئزاز : حصلنا الجرف
إستنكر إسلوبه الفظ ونهر فرح : إيه قله الذوق دى بقى دا اللى فنيتى عمرك فى انتظاره
لوحت بيدها بعصبيه لتسكته بينما سأله ياسين بلهفه : جصدك اييه؟
فاجابه جاسر بغيظ : واضحه ياغبى
ثم نظر إلى زوج والدة فرح : أنا بتأسف لحضرتك بالنيابه عن فرح
عارضت عظيمه : به بدل ما تطخه
فصاح بها زوجها : أنى اللى عتطخك اتكتمى
ادرك جاسر ما يحدث فحاول الشرح لياسين حتى يهدأ : الاستاذ يبقى جوز والدتها وهو مربيها من صغرها يعنى دى فى مقام بنته وانت مدمرها نفسيا وكانت محتاجه اللى تشكيله ومفيش اقرب لها منه لانها بتعتبره اب تانى ليها دى عاشت معاه وعرفته اكثر من ابوها الحقيقى وهو بيعتبرها بنته فعادى بيواسبها تمام كده وصلت
نظر راشد إلى عظيمه بتحذير : أظن وضحت
تعجبت منه: وه وعتجولى أنى ليه
إبتسم جاسر بسخريه وأجابها بدلا عن أباه : عشان عارفك هنخرج من هنا بفضيحة لو موضحتش الامور ولو الصبح طلعت اشاعه باللى فى دماغك الضهر هيبقى فى خبر اكيد بطلاقك مش كده يا ابو جاسر
أجابه مؤكدا : إكده يا ولدى
– وه انتو اتفجتو عليا
– آه اكتمى بجى اباى
نظر جاسر لزوج والدتها بإحترام : أنا بقول نتكلم جوه وكويس إن حضرتك هنا أهو تساعدنا نصلح بينهم
صاحت فرح : دا مستحيل
فحاول زوج والدتها تهدئتها : اهدى يافرح مش كده هنسمع الاول وبعدين نحكم
ابتسم له ياسين : ابتديت احبك والله
ذهب الجميع الى الداخل واستقبلتهم عائلة الشهاوى حيث خرج الجميع إثر سماع صياح ياسين بالحديقه حينما كان يصيح بفرح ماعدا شهد التى تقبع منذ أن عادت من عملها فى المطبخ تعمل وهى تضع سماعات هاتفها بأذنها ولا تستمع لما يحدث حولها
_______________
بعد ساعات من الإعتذار والترجى وإشفاق الأخرين على حالة ياسين فقد كان ذاهبلا وعيناه كمن فارقه النوم منذ دهر فحاولوا إقناعها معه
لاحظت أن لا فائده من الرفض ستعود ولكن لن تسامحه ستجعله يندم على فعلته وتتأكد أنه لن يسمح بتكرار تدخل عظيمه بحياتهما كما أن زوج والدتها نصحها بإعطائه فرصه جديده فيبدو أنه تألم كثيرا فالجنين كان طفله أيضا وهى أخطأت بمنعه من رؤيتها أثناء خطبتهما فقد لمشاغبه بلهاء وإلا لما حدث ماحدث وبصمتها عن شعورها بالمرض وعما يحدث فما كان يجب لها ان ترضخ لعظيمه وتصبح خادمه فى منزلها كذلك إذا تطلقت ستثبت لعظيمه أنها إنتصرت عليها بحيلها الجاهله ودمرت حب أكنه بقلبها طوال سنوات حياتها فلابد من المثابره والفوز فى معركة حياتها والحب ستجعل ياسين خاضع لها وليس لعظيمه أو أى معتقدات ساذجه
تجمعت العائلتان حولها وهم يؤيدون عودتها لزوجها ووافقت على شرط ألا تحتك بها عظيمه أو أم الخير لأى سبب لا أوامر أو طلبات أو تعليقات لا ضروره لها ولا حتى تلميحات ووافق الجميع ماعدا عظيمه التى إستمالت كوثر نحوها مشتغله إنشغالهم بأمر فرح وإتفقت معها أن تتسبب فى وضع شهد بموقف حرج أمام الجميع يجعلهم يتراجعون عن طلب يدها ووافقتها بترحاب فهى لا ترغب بهذه الزيجه أيضا
أظهرت عظيمه الموافقه المزيفه أمامهم فمال عليها راشد محذراً إذا ما إلتزمت بهذا الإتفاق سيطلقها ولن يهتم لشئ هذه المره ففزعت من تهديده ونظراته المؤكده لحديثه فيبدو جاداً هذه المره لذا ستبتعد قليلا عن فرح الآن حتى تهدأ الأمور خاصه أن الأمر تعقد بزواج هند
تركهم جاسر وخرج يجيب على هاتفه فإبتعد قليلا داخل الحديقه وما إن أغلق هاتفه حتى أطربه صوتها الشادى فإقترب بقلب لهوف ليستمتع بغنائها المرح وكم تمنى أن يكن هذا الغناء له حتى إنتبه أنه بالحديقه فإلتفت يبحث حوله عن الناس حتى لا يسمعها غيره أو يمنعه أحد من سماعها
زفر بإرتياح حينما لم يجد أحد ولكنه إقتضب بضيق حين تخيل إن لم يكن هو هنا وسمعها آخر لذا سيحذرها إقترب من النافذه ولكن قبل أن تراه أو يحدثها سمع صوت خلفها فتوارى عن الأنظار وإستمع للحديث بقلب حزين
نزعت كوثر إحدى السماعات من أذن شهد بحده : بتههببى إيه ياللى ينخفى إسمك من الدنيا
إنتفضت برعب : ااااه حرام عليكى سرعتينى
رمقتها بحقد وهى تتخصر : وهو إنتى بيحوق فيكى حاجه عماله تتمايصى وتترقصى وحسك شبه سرينه الإسعاف والرجاله قاعده بره عاوزه تفضحينا ويقولو معرفوش يربو بناتهم لكن ليه لأ هيا بنت ساميه هتطلع إيه يعنى
إنفعلت بعغضب : لأ بقى احترمى نفسك ماما دى ست الكل إن جيبتى سيرتها على لسانك الزباله ده مش هيحصلك طيب
إتسعت عيناها بغيظ : إنتى اتجننتى بتبجحى فيا يا ناقصه طيب ياعزت ياعزت
صاحت بصوت عالى جعله يأتى راكضا : فى إيه اتجنيتى إياك بتصرخى ليه إكده ناسيه إن الرجاله بره
أجابته بخبث : بنتك المصونه هيا اللى ناسيه وواقفه تتمايص لما حد يلمحها ولما بقولها عيب بتشتمنى
لمعت عيناه بالشر وهو يبحث عن أى شئ يضربها به فوجد اليد الحديديه للمكنسه الكهربائيه إلتقفها وهم ليضربها فصاحت برعب : لاااا والنبى لاااا دى كدابه لأااااا
ركض جاسر كالليث خلف فريسته بينما انتفض الحضور فزعا إثر صراخها وتعجبوا لجاسر الذى يركض وكان الأشباح تطارده ووصل إليه لاهثا وأمسك بيده قبل أن تهبط عليها مره أخرى فتعجب عزت : جاسر بيه جرى إيه
صاح به بغضب قاتل : عاوز تقتلها يامجرم
لوت كوثر فمها بحقد : اكسر للبت ضلع يطلعلها اربعه وعشرين
سحب جاسر العصا الحديديه من يد عزت بقوه ودفعه للخلف واقترب منها بعيون قاتمه وخطوات بطيئه
نظرت له برعب وقلب كاد أن يتوقف فيبدو لها أنه عزم النيه على قتلها : إيه إيه عاوز إيه
غضبه جعل لسانه يستعيد قوته الصعيديه وهو يقترب منها بصوت كفحيح الأفاعى : عجددلك عضمك يا عجريه
نظرت إلى عزت تستغيث : يا لهوى إيه الحقنى يا عزت
رغم ندمه على فعلته الهوجاء ورغبته فى عقاب كوثر لكن الأمر يمس كرامته كرجل فصاح مستنكرا : اخرج بره عاوز تمد يدك على حريمنا
إستدار له وبلمح البصر كان قابضا على عنقه يضغط بجسده للحائط وكاد عزت أن يفقد حياته وكوثر تصرخ مستغيثه ولم يستطع نجدته سوى ياسين حينما سحبه بقوه تاركا عزت يلهث بقوه بعد أن أفلته من براثن جاسر : اعقل يا جاسر جرى إيه هتموت الراجل
صاح غاضبا : دا حيوان كان عاوز
توقف حينما تذكرها ليلتفت سريعا فوجدها ملقاه على الأرض تأن سابحه فى دمائها فرفعها سريعا على ذراعيه وأسرع بها للخارج
سأل عزت بغضب: واخدها فين ديه
حاول ياسين ألا ينفعل عليه : انصحك تسيبه جاسر فى غضبه مبيعرفش أبوه من أمه
حاولت كوثر نفث سمها مجددا : يعنى ياخد البنت كده عينى عينك اقطع دراعى اما كنش فى بينهم حاجه
رمقها ياسين بغيظ : الظاهر إنك محتاجاه يدوقك طعم العصا فعلا إنتى مبتوبيش هو خدها أكيد عالمستشفى قبل ما تفرفر وإدعى ربنا ميعملكش محضر
تعجب عزت : محضر إيه دى بتى وكنت بربيها
– ويعنى عشان بنتك تموتها دا لو عملك محضر وعند معاك اوعدك منتش طالع منها بأقل من خمس سنين سجن جاسر لما ينوى الأذى لحد يبقى الله يرحمه
ابتلع ريقه بخوف فهو قد سمع سابقا عن بطشه وكان يشارك تلك العائله ويتودد لها ويرغب بنسبها لكى لا يلحق به أذاهم والآن بسبب ابنته البائسه وزوجته الحقود سيطاله عقابه وما زاد الأمر سوءاً أنه وقف متصديا له بغباء الآن يلعن نفسه ويلعن غضبه الذى لم يكن له من مبرر ولو كان صفع كوثر لإنتهى الأمر بدون خسائر فقد تموت ابنته والوحيده بسببه وسينال عقاب جاسر والأدهى من ذلك لو صدق حديث كوثر وهناك شيئا ما بينهما فسيقتله لا محاله
ركض كل من بالمنزل خلف جاسر بعدما هلع الجميع إلى المطبخ فور سماعهم صرخات شهد ولكن لم يستطع أحد التدخل ولكن حينما حملها جاسرا راكضا للخارج خرج الجميع خلفه وضعها فى سيارته وإلتفت ليجد امها تبكى بألم وحسره : بتى جرلها إيه
تحدث بهدوء بعكس العاصفة التى تضرب بقلبه الآن: اتفضلى اركبى جنبها
أسرع بالسياره حتى وصل المشفى ولم ينتظر حضور طبيب بل حملها وركض لقسم العظام صارخا بإسم صديقه الذى أتى له مسرعا وتعجب من حالها : شهد ؟!! ايه اللى جرالها؟
أجابه بلهفه : شوفها بسرعه يامحمد كانت فايقه واغمى عليها ف السكه ونزفت كتير
– طب اهدى وأنا هشوفها
بعد الفحص تبين أن مرفق يدها كُسر بجانب بعض الجروح والرضوض على كتفها المخلوع
استيقظت بعد أن تم تجبيسها وإعطائها الأدويه المناسبه بينما صاح جاسر بغضب : الحيوااان والله لسجنه
إعترضت شهد بصوت ضعيف : لأ
أسرع ليجلس بجوارها وسألها بلهفه : شهد إنتى سمعانى
أومأت برأسها وصوتها بالكاد يُسمع : آه
– حاسه بإيه
– ريقى ناشف ودماغى وجعانى وحاسه بتقل فى جسمى أكيد عشان متغدتش
ضحك بصوت حزين : ههه ضحكتينى وأنا مقهور
اجابته بحب : بعد الشر عنك من القهر
– رعبتينى عليكى
– عليا أنا؟ ليه؟
إقترب أكثر يلمس بأنامله وجنتها : ليه إيه إنتى لسه مش حاسه بيا
خجلت بشده وهى تنظر إليه ولا تجد كلمات تسعفها : هه
همس بصوت عاشق : بحبك يا شهد
عضت على شفاهها وهى تتصنع عدم سماعه : إيه
– لأ إيه إيه أنا أقولك بحبك تردى تقولى وأنا بدووووب فيك
– هه
ظهر بعض الضيق على وجهه وهو يتذمر بلطف : إنتى مش حافظه غير إيه وهه
إرتبكت خجلا : آه هه أأ قصدى عيب يا دكتور
– وانتى خليتى فيها دكتور دا أنا بسببك بقيت بلطجى ولولا ستر ربنا كنت بقيت سفاح
رفعت حاجبيها بإستغراب : انت!! ازاى ده؟!!!
تنهد بضيق حينما تذكر : البركه فى ابوكى
– بابا !!!
متخافيش عمره ما هيقربلك تانى
سألته بلهفه : بجد والنبى
أومأ بخبث : آه بس بشرط
– هو إيه
إبتسم بحب : تحبينى زى ما بحبك وأكتر
عضت على شفتها السفليه بخجل : عيب يادكتور
– يوووه عيب إيه بس مهتبقى مراتى
إتسعت عيناها بذهول :أنا؟!! معقول !!!!
– آه
قاطعهما دخول محمد الذى يبدو على وشك الإنفجار فقد جعله جاسر يمنع أى أحد من الدخول فثار عليه الجميع خاصةً بعد أن بدأت ساميه تنوح على إبنتها لظنها أنهم يمنعنها لأن حالتها ميؤس منها
فرافقه جاسر للخارج وأخبرهم أنها بخير لكن لن يراها سوى والدتها فقط لأن أى حركه خاطئه قد تسبب ضرراً جسيما
صمت الجميع والخوف يرتسم على وجوههم وجميعهم عاتب عزت على فعلته بينما إصطحب جاسر ساميه للداخل فركضت لتحتضن شهد فأوقفها محذراً لكى لا تؤذها وأخبرها أنها ستكون بخير لكنه لا يريد إزعاجها فإذا دلف الجميع للإطمئنان عليها سيرهقونها بحديثهم الفارغ كما أنه أراد سؤالها إذا ما كانت ترتضيه زوجاً لإبنتها فهو لا يهتم برأى أى إن كان فى هذه الزيجه سواها فنظرت له بذهول تحول لإمتنان وإقتربت منه تربت على كتفه بحنان وتوصيه على شهد فتنهد بإرتياح وطلب منها أن تعتبره إبنا لها منذ الآن فإحتضنته بمحبه ثم ذهبت نحو شهد مبتسمه تباركها بهذه الزيجه وتتمنى أن يعوضها الله به عما عانت سابقاً
إبتسم جاسر : جرى إيه مش هتسمعينا زغروته حلوه بالمناسبه دى
نظرت إلى إبنتها وتبادلتا نظرات القلق فأدرك خوفهما من ردة فعل الجميع فأصر على طلبه فإستجمعت ساميه شجاعتها لتزغرد بصوت جعل كل من بالمشفى ينتبه ثم خرجت مع جاسر والجميع ينظر نحوها متعجبين فنظرت إلى جاسر تطلب نجدته فإبتسم بثقه ناظراً لهم : مش هتباركولى زى الست ساميه
زاد إندهاش من لا يعلم بنيته للزواج من شهد فوضع كلا يديه بجيب بنطاله مكملاً: أصلى هكب كتابى آخر الإسبوع
باركه الجميع رغم أنه ليس الوقت أو المكان المناسب لهذا بينما دقق جاسر النظر إلى عزت : جرى إيه ياعزت مسمعتكش بتباركلى يعنى ياراجل طب جاملنى حتى وإسألنى هتجوز مين
نظر له بضيق فرغم تصرفه الأحمق وحديثه الساذج إلا أنه مرتعب على إبنته ونادم على ضربها بهذه القسوه أشد الندم فقد أعماه غضبه ولم يستطع التحكم به
إبتلع عزت ريقه الجاف وأجاب جاسر بإقتضاب : عتكون زينة البنته أكيد جاسر الأسيوطى معيتجوزش أى واحده لازمن بت أصول
إستنشق جاسر الهواء وزفره بهدوء وهو يتابع نظرات عظيمه الساخطه وكوثر القلقه ونظرات الجميع الباسمه الممتزجه بالتعجب ونظرات عزت المنكسره التى لا يعلم لما أراد محوها من عينيه قد يكون السبب أن شهد لها نفس العينين فإقترب منه وربت على كتفه بهدوء : عشان كده هتجوز بنتك
إيمى عبده
الفصل الرابع عشر
كان الذهول أقل وصف يوصف به حال الأغلبيه ولم تستطع كوثر التدخل وتخريب الأمر فحينما همت لتتحدث أخرسها جاسر بنظره واحده بينما كان عزت فى حاله مبهمه فوجهه لا يفسر أراد زيجه جيده لإبنته لتبتعد عن كوثر وألاعيبها وحثه على إيذائها وكان يظن كلما كان الزوج ثرى كلما كان الأفضل لكنه لم يتخيل يوماً أن يكون جاسر الأسيوطى فبالرغم من كون ياسين كبير البلد والكل يهابه إلا أنه يمكن التأثير عليه لكن جاسر يختلف تماماً لا سلطه ولا تأثير لأحد عليه هو كيان بذاته يسير وفق خطاه التى يرسمها لنفسه لن تستطيع زوجته الحقود أو والدة جاسر إيذائها كما فعلت بفرح
كان جاسر بالنسبة له أفضل زوج لإبنته على الإطلاق سيحميها حتى من الهواء لذا وأخيرا إطمئن عليها فتهلل وجهه وإبتسم بإتساع وهو يقترب ليحتضنه فحمم ياسين ليجعله ينتبه فجاسر لا يحب هذه الأفعال وما إن هم بالإبتعاد حتى تفاجئ بجاسر يفتح ذراعيه له بود وإحتضنه بقوه ثم همس بأذنه بتحذير مخيف : أنى مرجتها لجل خاطرها بس يدك تتمد عليها تانى أجطعهالك يا حمايا
ثم إبتعد وهو يبتسم بمكر بينما شحب وجه عزت فالجميع يعلم أن جاسر لا يتحدث الصعيديه إلا إذا كان قد وصل لقمة غضبه أو ينتوى الشر
بارك الجميع وحاولت عظيمه بيأس جعله يتأنى بحجة أن العروس مهشمه لكنه أصر فهو يحتاج فقط لموافقتها وسيتم الزفاف بعد تمام شفاءها
إطمئنو جميعا على شهد وباركها الجميع بينما همس عز فى أذنها بخبث : مش قولتلك واقع
دفعته بخفه بيدها السليمه وهى تبتسم بخجل بينما كان هو فى قمة سعادته فأخيراً ستتخلص من كوثر ووالدها الذى أصبح غامضا بالنسبة له
ظلت فرح ورحمه برفقتها حتى خرجت من المشفى ثم عادت فرح إلى منزل عائلة الأسيوطى برفقة زوجها
عادت فرح معه جسداً فقط فروحها المُعذبه لم تنسى ما حدث وظهر هذا جليا حينما حاول الإقتراب منها فإنتفضت برُعب وشحب وجهها وكأنها ترى الموت متجسد به فأغمض عيناه بقوه وقبض يداه حتى يهدأ ثم إبتعد تاركاٍ إياها تنظر فى إثره بخوف
جلس بالحديقه فأتى جاسر يدندن ووجده حزيناً شارداً فجلس بجواره متعجباً من حالته تلك فقد ظن أن بعودة فرح ستعود له الحياه وحينما سأله عن سبب حزنه أخبره ما حدث فنصحه بةلصبر واللين معها
سخر ياسين : إنت اللى بتنصحنى بالحنيه هه طب ما تقول لروحك من باب أولى
أجابه بجديه : أنا خشن وقاسى على شهد صحيح بس بالكلام بأمر تنفذه كعقاب ليها عشان متعيدش الغلط عمر عقابى ليها ما كان بدنى أو لمجرد تنفيس عن غضبى أظن فاهمنى طبعا
تلعثم مرتبكا : بب أأ أنا
قاطعه غاضبا : انت متخلف عقاب البدن مبيصلحش غلط دا بيطينها أكتر وبيثبتلها ضعفك
تمتم بصدمه: ضعفى!!
فأوضح له ساخرا : طبعا مهو لو إنت راجل وقوى كلمتك كفيله تمشيها على كيفك لكن الضرب دا بيثبت إنك مش قادر تحكمها وبتعوض ده بقدرتك البدنيه بس فى عقاب بدنى مع الوقت بتتناساه وتعيش وعقاب بيكسر القلب وعلاج القلوب صعب يا إبن عمى
أنكس رأسه خزيا متذكراً عنفه مع فرح وهو يقول : أنا ساعتها مكنش قصدى أعاقبها هى اللى خرجتنى عن شعورى
لوى فمه ساخرا : دا قصر ديل يا أزعر
رفع حاجبيه مستنكرا : نعم!!
فأجابه موضحا : عادى مصطلحات بلقطها من مصيبه حياتى اللى أقصده إنها مستفزتش رجالتك أوى كده عشان تغتصبها للمره التانيه فى المرتين كان بيبقى كلام مرات عمك الحافز لكن عمر ما فرح قالت أو عملت اللى يهينك بالشكل المؤذى اللى يوصلك لإغتصابها الشك والغضب اللى الست عظيمه بتزرعه جواك ناحيتها هو السبب وإنت بمنتهى الغباء بتسمعها وتمشى ورا كلامها مغيب لا عندك ثقه فى فرح ولا فى نفسك ولا ف حبكم اللى بدأت أشك إنه موجود أصلا
غضب من تلميحاته القاسيه فإعترض بحده : إيه اللى بتقوله ده إنت مش عشان الظروف فى صفك مع شهد هتطلعنى معقد
رفع حاجبيه ثم ضحك بجانب فمه مستهينا بمبرره الأحمق : ظروفى مكنتش فى صفى بالعكس كانت معكسانى على طول الخط وعلى يدك بس أنا مابمشيش ورا كلام حد ومبسمعش لحد أنا اللى عقلى وقلبى مقتنعين بيه بعمله لأنى لوحدى هتحمل العواقب إنت بقى ماشى ورا مرات عمك وأفكارها الهباب مع إنك عارف إنها على غلط وإنها عاوزه تفركش جوازتك من فرح مش حبا فى هند اللى متمعشقه فيك لأ حبا فى السلطه اللى هتطولها من وراك مع إن هند نفسها مبتحبكش هى زيك أمها سحباها وراها زى البهيمه مطرح ما تربطها تتربط
جحظت عيناه بصدمه وهو يشير لنفسه غير مصدقا : أنا بهيمه يا جاسر
رفع حاجبيه ولوى فمه ساخرا وهو يقول : لأ البهيمه فى أمل منها شويه
حاول ياسين الإعتراض لكن رنين هاتف جاسر وعبوسه حينما رأى المتصل جعله ينسى إعتراضه ويسأله : فى إيه؟ مالك؟
أجابه بهدوء وعيناه لازالت على شاشة الهاتف : دى والدة رائف أول مره تتصل بيا تقريبا من ساعة ما باركتلى عالتخرج
– طب ماترد ياابنى تشوفها عايزه إيه
إبتلع ريقه بقلق ثم أجابها فأخبرته بصوتٍ باكٍ أن رائف تعرض لحادث تسبب فى غيبوبته
كان الخبر صادماً له ولياسين ولم ينتظرا فسريعا أخبرا راشد بالأمر وسافروا إلى القاهره حيث وجدوا والديه فى حاله بائسه فالأطباء يجهلون متى سيفيق فلم يستطيعو تركهما هكذا والأمر قد يستغرق وقتا طويلا فهاتف شهد وأخبرها وهو نادم أنه لم يكتب كتابهما ف المشفى والآن سينتظر لأمد غير معلوم فواسته وأخبرته أنه ليس لديها مشكله وستنتظره لكن فليخبر أباها لكى لا يحدث أى مشكله فوافق وهاتفه وكان يظنه سيعترض لكنه تفاجئ به متفهم للأمر بل ويؤازره بينما وجدتها كوثر فرصه رائعه للتشفى فى شهد وإتهامها أنها شؤم على جاسر وضغطت عليها كعادتها لتجعلها تثور عليه وتُفسد الزيجه فحينما تتركه فى وقت أزمته لن يسامحها أبداً أو هكذا ظنت كوثر وعظيمه التى إتفقتا على ذلك لكن خطتهما بائت بالفشل فلأول مره شهد لاتبالى إطلاقا فيكفيها مهاتفته اليوميه لها وحديثه الذى يُغنيها عن العالم أجمع فيكفى أنه رغم ما يمر به لم ينسى الإهتمام بها كما أن عزت لاحظ كثرة حديث كوثر بالهاتف مع عظيمه فأخذ الهاتف دون أن تعلم وغير شريحتها وقام بوضع كافة الأرقام كماهى ماعدا رقم هاتف عظيمه حيث وضع رقما يخصه وكلما حاولت كوثر مهاتفة عظيمه تجده مغلقا وبدأ عزت يُلمح لها بأن عظيمه إقتنعت بزيجة جاسر وشهد فبدأت كوثر تُخفف من محاولة الإتصال بها لظنها أنها لم تعد فى صفها حتى كفت عن المحاوله فهى لا تستطيع الذهاب إليها أو إستقبالها دون علم أحد فى حين كانت عظيمه تحترق غيظا من عدم إستطاعتها الوصول إلى كوثر لمعرفة الجديد بالأمر وظنت أن عزت علم بالأمر وأخذ هاتف كوثر ليمنعها من الإتصال لذا بحثت عن سبيل آخر لتدمير هذا الزواج
((((((((*******)))))))
حينما هدأت فرح من ثورتها تجاه ياسين فهو لم يعد متوجداً ومنشغل بأمر رائف وإدارة العمل وحده بسبب إنشغال جاسر بإدارة عمل رائف
بدأت تلاحظ الجميع فالجد رغم أنه يبدو خشناً لكنه طيب القلب عطوف وراشد طيب القلب وذو هيبه لكن نقطة ضعفه هى الخوف من مظهره أمام الناس لذا يتغاضى عن الكثير ليبدو بمظهر لائق من وجهة نظره وهند ليست شبيهة والدتها بل هى خادمتها تأمرها فتنفذ دون نقاش لكنها تبدو بسيطه حنونه حزينه دائما وتتعامل مع ياسين كجاسر إذن لم تكن تريده كزوجاً لها كما لم تُرد زوجها الحالى وجاسر قوى لا يهتم لأحد لكنه لا يُخطئ بحق من لا يستحق الإهانه أما عظيمه وأم الخير فهما أفعتان لا ينفكا عن إفتعال المصائب لكنها لاحظت نظرات أم الخير نحو جابر ذاك الرجل الذى تربى فى كنفهم منذ الصغر فهو إبن أقرب صديق للجد وقد أفناه الثأر وأفنى باقى عائلته وتوفت والدته حسرةً عليه ولم يتبقى سوا جابر الذى إعتبره إبناً له و تدخل بكل قوته لمنع إستمرار هذا الثأر وإصطحبه برفقة عائلته بعيداً عن القريه ليُصبح فى مأمن عن هذا الأمر
لم تغفل أيضا عن نظراته الحزينه إلى أم الخير التى يرمقها بها من حين لآخر حينما لا ينتبه عليه أحد
تقربت إلى هند ووجدتها بائسه بحق وما كانت تقصه لها عما تعانيه جعلها تنسى أفعال عظيمه معها فإذا كانت إبنتها الوحيده لم تسلم منها إذن فمرضها لا علاج له فالشر يجرى بأوردتها مجرى الدم ودفعها الفضول لتسألها عن جابر وأم الخير لتقف مذهوله من معرفتها بكونهما زوجان فهما أبعد ما يكون عن هذا الأمر وكأنهما النار والبنزين لا يلتقيان إلا وإشتعلت الحرائق بينهما عقلها لم يستوعب هذا الأمر فأصرت عليها أن تخبرها بقصتهما فتنهدت هند بحزن فيبدو أن هذه الأسره ملعونه فلا يوجد قصص سعيده بها : فى زماناته جابر كان راجل تتمناه كل الحريم راجل صوح هو مش كبير جوى دا بيناته وبين ياسين ياجى عشر سنين إكده بس وجتها كانت ضحكته مخلياه كيه البدر ف سماه دلوك تخافى منيه الضحكه هجرته من يوم ما إتغصب على زواجته من أم الخير
رفعت حاجبيها بدهشه :إتغصب؟!! بتهزرى صح؟ بقى واحد زى جابر ده يتغصب وعلى جواز كمان طب إزاى ده
تنهدت بضيق : مشت ورا أمى وعادت عملتها الطين
– مش فاهمه حاجه
– عجولك بجى أبوى وأمى ولاد خالات بس جدتى أم أبوى كانت زينه تحب الخير وتراعى خاطر الكل كومان جدى كان يعشجها ويشيلها ف نن عينيه تعبت كَتير وياه لحد ما بِجى كَبير وعظيم ولدلوك يُجعد يفتكرها ويترحم عليها ولما ماتت مجالش ياجواز واصل ضله على ذكراها غير جدتى أم أمى كانت سو توجع بين البيضه وجشرتها وحجوده وميملاش عينها إلا التراب مع إن جوزها الله يرحمه كان نسمه الكل يحبه ويهابه وحاول كَتير معاها وهى جلبها سواد كان طيب حتى لما مات جاره ف حدوتة التار الغابره دى خد بته يربيها عنديه أصلها يانضرى كانت يتيمه أم وأب أمها ماتت وهى بتولدها وإتربت ف داره
قاطعتها بحماس: متقوليش اليتيمه دى أم الخير
أومأت لها بتأكيد: إيوه هيى وأمى وجدتى عِملو عليها أسياد وبجت خدامه عنديهم والست عظيمه كان عينها على راشد بيه عشان الجرشنات والهيبه ولما ملتجتش منيه رجا وعينه على واحده من بنات البندر لبستله العريان والمحزج وراحلته أوضته جبل الفجر وإتسحبت ونامت جنبيه ولما جلج عشان يصلى الفجر إلتجاها جاره وزعجلها وطردها من أوضته راحت صارخه ولمه عليه الدار كلياتها وعماله تولول يافضيحتى يا جورستى وتهمته فيها ولما جه يتحدت جدى منعه وجاله لازمن يتجوزها
– جدك غلطان كان سمعله الأول
– جدى كان خابر إنها كدابه بس كان عاوز يربط بوى إهنه بت البندر عتاخده بَعيد وكومان جدى أبو أمى معيتحملش فضيحه كيه إكده دا صريخها لم الجيران
– مهو إنتو إنتقلتو للبندر برضو وباباكى إتدبس
– له وجتها مكانش فى نيه لإكده وجدتى كانت عاشجه البلد لكن بعد موتها مجدرش يتحمل الجعده من غيرها وهج للبندر
– آه طب مطلقهاش بعد كده ليه
– غباوه بعيد عنيكى أصل اللى كان رايدها إتجوزت صاحبه فتغاظ ومرضاش يطلجها عشان يبين لدكه أنه مبسوط ورايج وخلف جاسر كومان عشان يكيدهم
– معلش بابكى دا أهبل والست اللى كان بيحبها وصاحبه أندال
– له مهيا مكانتش خابره إنه رايدها هو إتحدت ويا جدى والست عظيمه كانت عتتسمع عليهم كالعاده ودريت وصاحبه كومان مكانش خابر واللى يضحك إن هى وصاحبه كانو عشجانين بعض من زمان يعنى لو إتجدم كانت رفضته وحوصل مُشكل مع صاحبه
ضحكت بذهول : لااا دا أبوكى دا عباسيه
إعتلت ملامحها السخريه الحزينه : أومال لو جولتلك إنه خلفنى لما إلتجاهم إترزجو بواد ولما إلتجانى بت رمانى ليها وجلها متلزمنيش خرطيها للبط
قضبت حاجبيها بغضب بينما أكملت هند بألم : هما طلعو أعجل منيه ومربيين ولدهم زين وخوى بجى طين من تحت راس أمه وأبوى حس إنه عيخسر بالكبر الفاضى وولده عيبجى مسخرة الناس راح واخده وعطيه ليهم يربوه ويا ولدهم وبجى زين يملى العين كيه ما إنتى وعياله إكده
– وأنا عماله أقول إزاى بقى كده ودى أمه
– دريتى دلوك كيف له وعمى بعيدها مات وبجى ياسين طول الوجت يجضيه ف الغيط عشان ينسى وشوفته ليكى هناك كانت بتصبره وأبوكى ما جالش له عشان كنتى زغيره وأبوه كان غالى عنديه وأبوكى اللى شجعه يذاكر تانى وبعد ما خد الشهاده الكبيره كتى سافرتى وأمه ماتت وبجى لحاله لعبه ف يد أمى ساعتها شار عليه جاسر يكمل علامه برات البلد يمكن ينسى ويرتاح وسافر وساب الجنه اللى بناها ليكى للخراب وهناك جابل بنيه تشبهك بس إلتجاها شكل وروح مفيش فهملها ورجع وبجى كيه ما إنتى وعياله ومات جدى وجدتى وجت أم الخير حدانا ومن لما شافت جابر وعتتجنن عليه كان بيعملها زين لحد ما جه صاحب بوى ومرته وولدهم مع جاسر زياره لعندنا وكان ولدهم زين زين جوى جوى وياى يافرح ملتجتش ف عيشتى كلها حد يفرحنى ولا يجبر بخاطرى غيره بس تجولى إيه جليلة البخت اللى زيى معتفرحش واصل أمى جلبت عليه الدنيا وجالت عنيه كلام عفش وإنه عيغوينى وأنى كت لساتنى زغيره ولا درياش بشى وإنطردوا من عندينا وجلبت عيشتى سواد أكتر ماهى سوده وخرجو بفضيحه ومن يومها معاودوش تانى وشاعت أم الخير وراهم حواديت ملهاش أصل وجاسر هجرنا وسافر وياهم وأبوى ملتجاش غيرى يفش غله فيه وضربنى لما كسر ضلوعى وهو يجولى من يومك فجر لا طلعتى واد كيدته بيكى ولا صونتى نفسك ووجعتى بينى وبين صاحبى غورى يابومه وإنتى كلك أمك وأمى الغاليه كملت على وضربتنى لحد ما نجدنى منيها جدى وجابر جبل ما أفيص بهبابه
كان غضبها يزداد مما تسمعه من مأساة هذه البائسه : إيه الناس دى مفيش رحمه وليه دا كله
تنهدت بسخريه : هه أصل أبوى راسه ف السما وموته وسمه منظره جودام الخلج والحدوته دى خلت رجبته جد السمسمه وأمى كانت غيرانه من مرت صاحبه مهى مليحه وعاجله ومتعلمه وحاجه تملى العين صوح وأمى زى ما إنتى واعيالها إكده وكانت خابره إن أبوى كان عينه منيها ولحد دلوك بيجولها إنتى فين وهيا فين وكانت عوزه تشيع إنها معتعرفش تربى ولدها وتخلينى أجول عليه حديت عفش بس أنى مجدرتش ومهانش على
سألتها بحرج: بس بينى وبينك إنتى حبتيه
تنهدت بحزن : تصدجى موعيتش إن ليا جلب وعيدج غير وياه هه ودلوك أدينى بجيت مرت البجف اللى بلونى بيه لجل ما يخلصو منى
حاولت مواساتها : ليه بس مش يمكن يطلع كويس
نظرت لها مطولا ثم تحدثت بغضب : ديه ملعون لعنة الشياطين أنى خبراه زين بس أعمل إيه بختى إكده
أحست فرح بالضيق من أجلها وحاولت تغيير الموضوع فيبدو أن هند على درأية بمساوئ هذا الزوج لكنها لا تستطيع فعل شئ : بس مقولتليش إيه دخل أم الخير بدا كله
إبتسمت بسخريه : ضلها كانت ضل أمى ولساتها إكده يخططتو للأذى سوا هيا اللى شاعت وراهم ف البلد بالحديت الماسخ وبعدها إنضربت هه تصدجى جابر ديه أبوى وأخوى لما أبوى إنتوى يجوزنى للمخبل اللى جانى حاول يجنعه يتأنى بس أبوى جاله عطيتهم كلمه وزعج فيه وعامله عِفش خلاه من يومها بيبعد عنيه ااااه يافرح جابر مربينى من وأنى زغيره لولاه كت بجيت عظيمه التانيه صوح ولا بجيت ألعن وعيحبنى كنى بته ولما درى إن أم الخير لها يد فى اللى حوصل جاطعها نهائى وبطل حتى يبص ف خلجتها
قضبت حاجبيها بدهشه: أومال إزاى إتجوزوا
ضحكت بقوه : بنفس الطريجه أمى معتجددش اللى عتعيدوا بتزيدوا بس جابر غير بوى جابر لو النمله إتحركت جاره هيحس بيها أول ما إتسحبت أوضته لجته ف وشها راحت صرخه من الخضه راح جافل خشمها بيده بس أمى كانت بره وسمعتها وهللت لجل تتمم خطتها وملحجش يتصرف وجدى كان متغاظ هو خابر إن دى حيل أمى بس مبيدوش شى ولما جه يتحدت لجينا جابر جاب عبايته وحطها على كتف أم الخير وجالها عتجوزك ومن بكره عنلعج الزينه وندبح الدبايح وعخليكى تشوفى ليله متمنتيهاش ف عمرك كله
فغرت فاهها بذهول : بتهزرى
– له معهزرش وعمل إكده ولا حدش فاهم حاجه وأم الخير كيه الهبله بس هو كان كيه الصنم خلجته جامده تخوف ومن يومها متغيرتش لحد دلوك
هتفت بحماس : فهمت هو اتجوزها وقال يربيها بقى وعلى طول خناق
– ياريت دا عمل الفرح والهيصه وجبل ما يدخل زعج ينادى على الدايه
تعجبت لما تقول : إيه ؟!! دايه ؟! ليه ؟
– كان عازمها ف الفرح ومحدش ركز وياها مهى كيه باجى المعازيم لحد ما نادم عليها وجلها شوفى شغلك لجيناها وياها جوز حريم وداخلين على أم الخير ومنع أى حد يدخل وياهم غيره وسمعنا صريخها وهيا هتستنجد بأمى ولا حدش جدر يغيتها حتى أمى خافت أصل جابر ف غضبه مبيشوفش جدامه
سألتها بفضول : دا مجنون ده عمل دا كله عشان يضربها
نظرت لها هند بإستغراب ثم أسندت وجهها على راحت يدها تتأملها بسخريه فتعجبت فرح : فى إيه؟
– يعنى عيتكفل كل ديه عشان يضربها طب جايب الدايه ليه مكان جاب كرباجه ولسعها بيه أسهل
فغرت فاهها بعدم فهم : هااه
– جايب الدايه تكشف عليها تشوفها بت ولا عتبليه بعملة غيره ولما لجوها لساتها بت جالها إنتى اللى جبتيه لحالك وأنى متغصبش على حُرمه
قضبت حاجبيها بشك : قصدك إيه
– أصل أمى نصحتها تخلى فرحها كيه فرحك إكده عشان تجبره يتمم جوازته منيها أحسن يغضب ويسيبها إكده على أمل تحبل وتربطه بالعيل بس هو طلع أنصح منيهم وخلى الدايه تخلص كل حاجه والدم اللى عاوزينه لأجل يتوكدوا أهه وهو فضل واجف يتفرج عليها لحد ما خلصو إتبهدلت الدايه ست كبيره وغشيمه ونظرها ضعفان شوى ونزفت أم الخير لحد ما كانت هتموت فيها ساعتها شيعوا لضكتور المركز يلحجها جبل ما تفرفر وفضلت تتوجع كام يوم وهو لا فارجه معاه وبعد ما طابت جلها مش دا اللى عاوزاه من إهنه وجاى ملكيش صالح بيا إنتى مرتى بالإسم وبس وطلاج معطلجش هسيبك متعلجه إكده وسمعنا إنه إتجوز من بلد بَعيد وعنده عيال ومهنى مرته وسايب دى تتحرج إهنه ويوم ما تفكر تعمل حاجه وتنكشف بالكرباج وعلى جتتها
– حرام عليه كده
إبتسمت لها بسخريه : حرام وجبره على الجواز منيها حلال وبهدلتى وسط الخلج حلال وطرد الناس الطيبه حلال واللى جرى وياكى حلال هه إنتى طيبه جوى يافرح كل ديه وبرضك متعلمتش ولساتها جلبها عتمه وكل فتره تحاول وياه ويُضرُبها وتعاود تانى وإكده واديهم عايشين واللى يضحكك إنهم متابوش حاولو يعيدوا الحدوته وياى أنى وياسين ويوميها كنت خايفه جوى وخجلانه وبجول يارب نجينى وخربط خطتهم مش عشان حاجه عفشه ف ياسين لا سمح الله بس أنى عداه أخوى وهو كومان وكن ربك استجابلى وطلع جاسر وبوظ حدوتهم ولما إلتجيته عيسافر شبط فيه لجل أهرب من إهنه وربنا كريم رجعنا لجينا ياسين اتجوزك بس الست عظيمه متهدتش وضلتها وراكى بالأذى ونكدت على بعد ما جضيت يوم عال ويا جاسر وخلت عيشتى مش لحد ما رجعتله الخلجات الزينه والحاجات الحلوه اللى كان جايبهالى
تنهدت فرح بحزن على حال هند لكن ما باليد حيله لذا ستكتفى بمشاركتها الحديث والإستماع لها لتُفضى ما بقلبها من آلام
لكن ما قصته لها جعلها تنسى مأساتها مع ياسين فهناك من هم أسوأ حالاً كما أنه منشغل كثيراً هذه الفتره وإذا عاد فذلك ليتفقد شيئاً بمكتبه
ذاك الحديث أنعش فضولها وأصبح لديها رغبه فى كشف الستار عن بعض الحقائق تريد أن تعلم الوجه الآخر لهذه القصه لذا كانت تترقب الفرصه للحديث مع جابر رغم أنها تخافه فيكفى ما سمعته عنه ورؤيته وهو يضرب أم الخير بالسوط جعلتها ترتعد منه
بعد يومان وجدته يسقى الورد بالحديقه فإقتربت منه بحذر : سلامو عليكم
رفع وجهه وأجابها بهدوء : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تحمحمت بقلق : أأ هه هو أأ أنا أصل إنت يي
وجدها تتلعثم ولم يفهم شيئا فتكهن : عتدورى على ياسين تلتاجيه بمكتبه جوه
إبتلعت ريقها بخوف : لل لأ كك كنت عاوزه أأ أتكلم معاك إنت
أشار لنفسه بإستغراب : أنى؟! خير
– هه آه لأ قصدى نسيت
سخر من حديثها : جرى إيه هما جالولى عنى باكل البنته الزغار ولا إييه
– هاه لل لأ بب بس أصل أنا
تركها وذهب وهى تقف مصدومه هى حقا لم تستطع الحديث لكن تركه لها هكذا دون حتى إخبارها يُعد قلة ذوق
ثوانٍ وعاد يحمل كوبا من الماء وتفاجأت به يومأ لها لتشرب فإنكمشت وذاك جعله يبتسم : وه دا صوح بجى فكرانى سفاح إشربى دى ماى من الحنفيه مهياش مسمومه وأهه
إرتشف القليل ليطمئنها : إطمنتى دلوك إشربى ولا هتجرفى منى
إبتسامته كانت صادمه حيث تحول من ذاك الوحش لحملٍ وديع جعلها تطمئن وأحست من حديثه أنه شعر بالإهانه من خوفها فإختطفت الكوب من يده وشربته دُفعةً واحده فسعلت بشده فضرب راحتا كفيه ببعضهما وحرك رأسه بحركه رتيبه يأساً من بلاهتها
هدأ سُعالها ثم نظرت له بتحدى : أنا مش قرفانه منك ولا خايفه
تصنع الغضب وإقترب سريعا منها بوجهه وصاح بها : عوووو
فصاحت بخوف وركضت بعيداً فضحك بقوه حتى تعب وجلس ينظر لها وهى تقف بعيداً فأشار لها برأسه أن تأتى فأتت ببطأ فإبتسم مجدداً فقد كانت تصرفاتها الطفوليه كل ما يحتاجه الآن
إقتربت بحذر وهى تتأمل ملامحه بإستغراب فسألها لما تخشاه فأجابته بحرج : أصل شاكلك وإنت مكشر يخوف دا غير إنى كنت موجوده لما ضربت أم الخير وكنت مفترى
صر على أسنانه بغضب لذكرها الأمر فلوحت بكلتا يديها أمام وجهه : إنصرف إنصرف متجيش دلوقتى أنا عاوزه التانى اللى بيضحك
رفع حاجبيه بدهشه فأخبرته بحذر : أصلى سمعت عن الجن اللى بيلبس الناس بس أول مره أشوفه
– اللهم إحفظنا إنتى وعتيله فين ديه
فسألته بحذر : هو إنت عمرك ما شوفت نفسك ف المرايه وإنت بتضحك بتبقى إزاى وإنت مكشر بتبقى إزاى
أدرك الأمر فضحك بقوه : وه كنى راكبنى جن إياك
صفقت بيدها بسعاده : الله ضحتك عسل إضحك تانى
ضحك على تصرفاتها بينما كان ياسين يتابعهما من نافذة مكتبه فصوتها الصاخب لفت إنتباهه وكم تمنى لو يستطع هو رسم تلك البسمه على شفاهها مجدداً لكن لا بأس فيكفى أنها عادت تضحك
ظل يتأملها من بعيد ولم يشعر بتلك الأفعى وهى تتسلل وتقف إلى جواره تبث سمها مجدداً : وه دا أنى نسيت إن جابر بيعرف يضحك زى بجية الخلج
إنتفض جسده بفزع من مفاجأتها المزعجه ونظر لها بغضب فظنت أنها إستدرجته لفخها : جادره يافرح والله وخليتى جابر بجبروته يبجى كيه العيل الزغير ياعينى عليك يا ياسين غبت هبابه ما صدجت دارت على غيرك
صم أذنيها صرخته المباغته : عظيييييمااااه
جحظت عيناها برعب من هيئته المخيفه فلم يكن هكذا منذ أن علم برحيل فرح مع والدتها وأنه لن يراها مجدداً كما انه لم يناديها بإسمها أبداً فيبدو أن خطتها باءت بالفشل
تجمع من بالمنزل بسبب صرخته الغاضبه لكنه لم يعد يهتم لأحد : إسمعى ياحربايه لسانك اللى عتتلفحى بيه ديه لو ما إجتصرش عنى وعن مرتى الله ف سماه لأكون أنى اللى حاشه بيدى
إبتلعت ريقها بخوف وعيون زائغه فالجميع يشاهد بتشفى فركضت بعيداً لتُخفى إهانتها بالإختباء فى غرفتها
بينما خرج هو من المكتب وذهب إلى غرفته فتبعته فرح وهى تشعر بالضيق لرؤيته هكذا حاولت أن تواسيه لكنه كان غاضباً فتلك اللعينه دائما تدفع به إلى سُبل الندم دفع يدها بحده غير مقصوده ليُبعدها عنه ولا يطالها غضبه مرةً أخرى لكنه قد طالها بالفعل لأنها أحست بالمهانه لفعلته تلك وبالندم لأنها شعرت بالحنين تجاهه فتركته وركضت إلى الخارج بينما تنهد بضيق فكلما حاول إصلاح الأمر يسوء للأسف فقرر تركها لتهدأ ثم سيحاول الإعتذار منها
بينما نزلت فرح فوجدت هند تسألها بقلق : كيفك ياخيتى
أومأت بنعم برأسها بصمت ثم إبتسمت بإمتنان لها فهى لم تهتم بكل ماحدث وماقيل كل ما إهتمت به سلامتها وسعادتها المسكينه لم تجد من يعاملها بلطف لذا حينما وجدت فرح تتقرب منها تمسكت بها بشده
إصطحبتها إلى الحديقه ليتسامرن وحاولت فرح التخفيف عنها فهى حزينه منذ أن علمت بما أصاب رائف لكن لا يمكنها السؤال عنه حتى لذا كانت تكتفى بالصمت والدعاء له وحاولت فرح مساعدتها حين رأت ياسين يتجهز للرحيل مجدداً أسرعت نحوه : إنت مسافر تاتى؟
تعجب من تصرفها فقد كانت غاضبه منذ قليل فلم يتوقع أن تتحدث إليه الآن : أيوه فرصه تستريحى منى
إبتلعت غضبها وزيفت إبتسامه تبدو للأحمق فقط صادقه : إيه الكلام دا ياياسين أستريح منك إزاى هو حد بيهرب من قدره
رفع حاجبيه بدهشه بينما وضعت كلتا يديها على فمها لتمنع إسترسال هفواتها الغاضبه فوجدته ينظر لها بسخريه حزينه فسألته مباشرةً قبل أن يزداد الأمر سوءا : رائف عامل إيه دلوقتى؟
كان قد فتح باب السياره وهم ليدخلها وحينما سألته تجمد مكانه ثم خرج من السياره وأغلقها بقوه جعلها تنتفض وأصبحت على يقين أنها فى مأزق فقد إستدار بعينان تستعر غضبا وقبض على معصمها بقوه وجذبها نحوه بشده حتى إرتطمت بصدره القوى وسألها بهدوء مخيف : وإنتى تعرفى رائف منين أصلا عشان تسألى عليه
لقد وقعتى فى المحظور يافرح حقا سنشتاق لغبائك الباهر
إيمى عبده
الفصل الخامس عشر
إتسعت عينا فرح بصدمه من سؤال ياسين ونظراته الغاضبه التى تؤكد أنه يشك بأمرها فلم تعلم بما تجيب فمعصمها يؤلمها من قبضته وقلبها يؤلمها من سوء ظنه حتى أسعفتها هند التى كانت قريبه وتنتظر الإطمئنان على رائف وحينما لاحظت مايحدث وسمعته يسأل فرح من أين لها أن تعرف رائف فهيا لم تراه سوا مره واحده مصادفه وذهبت قبل أن تتعرف عليه
وقفت هند إلى جوارها ونظرت له بخوف : أنى اللى جولتلها عنيه يا أخوى هيا كانت عتسألنى إنت عتغيب كتير ليه جولتلها لك صاحب مرضان وإسمه رائف وجاسر وأبوى كومان وياه
أرخى قبضته عنها ونظر لها بندم فرأى الغضب والعتاب بعينيها فحاول الإعتذار لكنها لم تمهله الوقت لذلك فقد ركضت إلى غرفتها تسبقها دموعها الحارقه بينما ندمت هند لموافقتها على مساعدتها بل ولإخبارها بالأمر من البدايه وركضت تلحق بها أما ياسين فظل يضرب بقبضتيه سطح سيارته بغضب حتى تعب وأسند رأسه على قبضته فكلما هدأ الوضع بينهما يحدث ما يدمرهما مجددا
ظل هكذا حتى وجد من يربت على كتفه فإستدار برأسه فوجده جابر : جرى إيييه زرعتها بطيخ طلعت جرع ولا إيييه
إعتدل فى وقفته وإبتسم ساخراً وأجابه بصوت يقطر ألما : لأ زرعت ورد طلعت شوك
إبتسم جابر : اللى عيزرع ورد هيجنيه ولو بعد ميت سنه واللى عيزرع شوك عيدبحه لو بعد حين روج يا أخوى وعتبجى زين مرتك طيبه والوجت عيداوى كل حاجه
تنهد بتعب : ياريت ياجابر دا أنا تعبت لا المشاكل بتسيبنى ولا الهم عاوز يخلص
أجابه بهدوء ناصحا: ياولد متجولش يارب أنى عندى هم كبير جول ياهم أنى عندى رب كبير
تنهد ياسين بهدوء : ونعم بالله
أراد جابر تغيير الموضوع ليبعد تفكيره عما يحزنه : كيفه رائف دلوك
أجابه بحزن : كنت لسه رايحلهم دلوقتى ربنا يشفيه أحسن أمه وأبوه حالتهم كرب
أومأ بتأكيد : أكيد مش ولدهم ربنا يتولاهم برحمته
– اللهم آمين والنبى يا جابر فرح أمانه ف رقبتك إبعد عظيمه بألاعيبها عنها
– إنت عتوصينى على خيتى الزغيره روح ياولد ولا تعوجش وإبجى طمنى على رائف وسلملى على جاسر
تنهد بضيق : إنت لسه زعلان مع عمى
رفع حاجبه بسخريه : عمك ديه ربنا عيخلص منيه عنطزته الفارغه وكبره عالخلج بجوازه من واحده كيه عظيمه مهو السو مبياخدش إلا السو اللى زييه
إبتسم ياسين بمكر وغمزه سائلا : طب وأم الخير؟
أجابه بغيظ : غبيه ومفكره حالها أم الذكاوه عتهاودها لجل أرضها ولا تعرفش انها معتوطلش حاجه واصل
– طب ما تعرفها الحقيقه
أجابه بعناد : له يا تتعدل لحالها وتهمل عظيمه وتستعوض ربنا ف الأرض وترجعلى بخاطرها يا تفضل إكده
تنهد بيأس منه : بس إنت اللى بتتعذب كده
– مش أحسن ما أبجى كيه عمك الغلط والخراب يطلع من دارى وأنى عتفرج عليه
– ربنا يهديهاللك
أجابه بلهفه : يارب يا ياسين حكم صاحبك تعب كتير وإشتاج كومان بت الفرطوس عتجننى جريب
ضحك ياسين بقوه ثم غمزه : ههههههههههه ياشقى مهى بتجليك برجليها وإنت اللى مبترضاش
أجابه بغيظ : خليك ف حالك ياحزين
ضحك مجدداً وأراد إغاظته أكثر : ههههههههه بس بقى عندها حاجه وتسعين سنه ولسه مشتاق
هدر به بغضب : تسعين عجربه يلدغوك دى أكبر منيك بسنتين ياطور
حاول كتم ضحكته على هيئة جابر الغاضبه : مش مقتنع الشوله اللى بتلبسها مبتبينش خليها تلبس من لبس عظيمه يمكن ساعتها يبان
إتسعت عيناه بغضب : له عظيمه إيه وسخام إيه دى لبسها ولا الغوازى دى هند الزغيره لبسها محترم عنيها حرمه خرفانه مفكره معتكبرش عاوز مرتى تبجى كيفها له
تصنع عدم المعرفه وهو يسائله : إلا صحيح هيا أم الخير عايشه ازاى؟
أجابه بعفويه : كيه الخلج
أوضح أكثر: قصدى بتصرف منين عظيمه واكله ورثها ومبتديهاش حاجه تفتكر بتجيب فلوس منين معقول حد بيساعدها من بره
إعترض جابر بحده : جنيت ياولد ولا إيييه عاوز مرتى تمد يدها لغريب وأنى موجود
إبتسم بمكر : قول كده بقى عشان كده مقطعتش العشم
حذره بضيق: له يا ياسين هيا مدرياناش بحاجه وإوعاك تدرى
تنهد بضيق : يا عم إنت بتعاند نفسك وخلاص
– ملكش صالح وروح شوف أشغالك
تصنع الحزن : بتطردنى ياجابر
فأجابه بتأكيد : وعكسر وراك جوله كومان
رفع حاجبيه ثم أضاق عيناه عليه وزفر بضيق : كده طيب أنا ماشى
ركب السياره وبدأ تشغيلها فإبتسم له جابر ولوح له : سكة السلامه يا أخوى
أخرج ياسين يده من نافذة السياره يلوح له وهو فى طريقه إلى الخارج فتنهد جابر وتمتم بخفوت : اااه ياجلبى ميته عترتاح
فزع إثر صوت أم الخير المفاجئ : عشجان ياواكل ناسك وعتحدت حالك عشجان وأنى رمينى كلاب السكك حالهم أبرك من حالى عشجان وأنا جلبى جايد نار
زفر بغيظ : يجطعك حُرمه من دون الحريم جطعتى خلفى جرى إييه
ترتقعت دمعاتها بحسره : عشجتها وفوتنى خلاص ياجابر
نظر لها وكأنها من كوكب آخر : إنتى عتتعاطى حاجه ياحزينه ولا إييه
تفاجئ بها تفرح إصبعها فى وجهه تحذره بغضب : الله ف سماه ياجابر لو عملتها صوح وعشجت حُرمه تانيه لجطعك وأعبيك فى أكياس
ثم تركته وغادرت فظل ينظر فى إثرها لهيام وتمتم بحب : يابووووى حلاينه كد إيييه يابت الفرطووس
ثم تنهد : به عتجول عشجان جصدها إيه البجره دى
ثم إستدار فتفاجئ بمن يتكأ على عكازه ويرمقه بضيق فإنتفض فى مكانه ومسح على وجهه مستغفرا ليهدأ : على الطلاج إنتو حالفين لتجطعو خلفى النهارده
– لساتك منويش تعجل وتريحها بجى
– له
أجابه بسرعه ثم تركه وغادر فزوى الجد جانب فمه ورفع حاجبه : عيله مخابيل
_______________
حين وصل ياسين المشفى تفاجئ بوالدة رائف تزف له البشرى بشفاء رائف فتهلل وجهه بهذا الخبر فقد كان بحاجه إلى ما يسعده الآن وظل بجواره حتى خرج من المشفى حينها عاد بصحبة عمه وجاسر
وقد حاول بعد عودته الإعتذار إلى فرح لكن بلا فائده بينما أسرع جاسر إلى منزل شهد فقد إشتاق لها وكانت أكثر من سعيده لرؤيته وقد تحسنت حالتها كثيرا حتى أنها قطعت إجازتها وعادت إلى العمل لتشغل نفسها عن غيابه وتهرب من تعليقات كوثر المزعجه وقد إتفق مع عزت أن يأتى بعد إسبوع بصحبة عائلته ليعقد عليها ولا داعى لعمل إحتفال كبير فلن ينتظر مجدداً وكل من يريد الإحتفال فلينتظر ليلة الزفاف سينفذ كل ما يريدونه وأكثر
عاد إلى المنزل وأكبر عائلته وكان الإنزعاج واضحا على وجه عظيمه لكنها لم تستطع فعل شئ
حل المساء وجلست فرح فى الحديقه شارده تتأمل النجوم وتبكى حالها فلازال يظنها خائنه لما لا تعلم بينما وجد ياسين أنها فرصته لمحاولة الإعتذار لها مجدداً حيث ظل يناديها ولكنها فى عالم آخر حاول أن يسترعى إنتباهها بالتلويح بيده أمامها حتى إنتبهت له : إيه كل دا بقالى زمان بنادى عليكى وإنتى ولا إنتى هنا
أجابته بهدوء مميت : معلش مخدتش بالى
إبتلع غصة حلقه وهو يقول بهدوء : تسمحيلى اقعد
– متقعد وأنا حيشاك
تحمحم بحرج : قصدى جنبك
– أنا كده كده قايمه
نهضت تستند إلى الشجره وتبدو أنها غير قادره على الوقوف ولكنها تتحامل على نفسها وحينما وقفت تتنفس بصعوبه وتحاول السير بعيدا عنه لكنه أسرع فى الإمساك بمعصمها حتى لا تبتعد وحدثها بصوت متألم : للدرجه دى يافرح
فأجابته بصوت بالكاد يُسمع : عاوز ايه؟
– عاوز أقعد معاكى أكلمك وتكلمينى عاوز أشوف فرح بتاعة زمان اللى ضحكتها كانت بتنور الدنيا
– الله يرحمها
إتسعت مقلتاه بصدمه : إيه
– انت ناسى إنك قتلتها وخدت العزا فيها
أبعد يده عن معصمها وسارت مبتعده بينما ظل واقفا كمن سُلِبت روحه من جسده حتى أفاق على يد جاسر تربت على كتفه : مالك شارد فى إيه
تمتم بصوت مسموع : فرح
تعجب سائلا : مالها؟!!
– ضاعت
فتنهد بنفاذ صبر ثم سأله بحده : وياترى مين اللى ضيعها ؟
فأجابه بتعب : أنا تعبان أوى ياجاسر كل ما بشوفها كده ببقى هتجنن
– اومال هى تعمل إيه اللى شافته على إيديك مش شويه
نظر له راجيا : والعمل
فأجابه بجديه قائلا : تردلها كرامتها اللى اتبعزقت وروحها اللى انكسرت وقلبها اللى دبل
فسأله بلهفه : ازاى؟ ايدى على كتفك
– تعتبرها نفسك
قضب حاجبيه بعدم فهم قائلا : مش فاهم
فأجابه موضحا: يعنى دى مراتك انت وهى واحد مش اتنين يعنى اللى يمسها يمسك واللى يهينها يهينك
صمت قليلا ووجهه مقتضب يفكر فزفر جاسر بضيق من صمته : تصدق إنت خساره فيك الكلام دا جدى فى أمل منه عنك
فأتى جدهما وهو يتسائل : عتتعاركو ليه يا ولد؟
نظر له جاسر ساخراً : إنت بتيجى عالسيره ياجدى ولا إيه
فنهره الجد بغلظه : جرى إيه يا ولد عظيمه
قضب جاسر جبينه بضيق : إنت مبتفوقش إلا عليا ياجدى
فنظر له ياسين بتشفى : حظك
– مقندل هو اللى له إبن عم زيك حظه هيبقى إيه غير هباب
نظر الجد لياسين وهو يسأله بحده : هببت إيه تانى يا واد ولدى؟
– وهو أنا كنت عملت أولانى لما أعمل تانى
غضب جاسر منه : برضو مفيش فايده عمرك ماهتعترف بغلطك خلاص بقى متلومش إلا نفسك سلام
– على فين؟
– فى أى داهيه بعيد عنك
عقب بضيق : ييييه وأنا كنت ناقصك إنت كمان ياجاسر
فنظر له الجد قائلا : معجبكش حديته
– يعنى مش شايف تلميحاته الرخمه
– زعلان من حديت بيخربط بيه من غيظه منيك ومزعلانش من اللى عِملته فى مَرتك الغلبانه
أنكس ياسين رأسه بخزى بينما تابع الجد بسخط : كان عندى أمل فيك طلعت كيه بوك جحش
زفر بضيق : ولزومه إيه التهزيق دا بس ياجدى
– وهو عيحوج كان حوج ف بوك جننى وياه بمخه الغليظ
إعترض بضيق : ليه بقى دا كان شايل الأرض شيل
عقب الجد ساخرا : هه مهو مفلحش ف علام جولت أهو يبجاله عازه ف الدنيا بدل مسخرته كل ليله ويا الغوازى وجولت لما يتجوز عيفوج بس تجول إيه ديل الكلب عمره ماينعدل وأمك كانت كيه ماهو رايدها بجره يسحبها موطرح مايريد وصُحبة الشوم اللى كانو حواليه كلو عجله وجالوله الحرمه للخدمه والخلف وأمك كانت متربيه على حاضر وأمرك فصدج وعاش على إكده ورباك تبجى كيفه وجولت العلام عينور عجلك بس تجول إيه العرج دساس
إقتضب جبينه قائلا : ياجدى بس
فقاطعه الجد بجديه : ياولدى أنى مكونتش إموافج على هند وجولت فرح عتردلك عجلك بس الظاهر انت ملكش إلا هند صوح جاموسه تعرف تسحبها لأى موكان
فعلق مستنكرا : إيه الكلام دا ياجدى
– اللى سمعته بنات الناس مش للبهدله والحُرمه ربنا أمرنا نعاملها باللين دينا حفظلها حجها متجيش انت ياواد إمبارح تجلل منيها
أدرك أنه يتحدث عما حدث بينه وبين فرح وتسبب فى إجهاضها : ياجدى انت ظالمنى أنا لو اتغابيت عليها مهو من عمايلها عاوزنى أعمل إيه لما أجى أقرب منها ألاقيها بترجع زى اللى قرفانه منى
– تاخدها عالدكطور يامتعلم دا جدتك وحمها كله طلع على جتتى بجت تجرف من ريحتى ونفسها تغم عليها لما طلعت البلا عليا وآخر مازهجت وأنى مخبرش اللى بيها خدتها لدكطور المركز و مخدتش على لوم الخلج اللى جالولى اتجنيت تاخدها للدكطور من ميته حريمنا بيروحو للدكطور ياولدى أنى متعلمتش واصل ولا أعرف أفك الخط بس كنت بسمع شيخ الجامع وهو بيجول كلام ربنا ويفسر لنا إن بين الراجل ومرته موده ورحمه وإن اللى بناتهم ميخرجش للخلج والرجاله يتمجلتو ويجولوله دول حريم ملهمش عازه غير للخلف ويخدمونا بس أنى مشيت ورا كلام ربنا
تأفف بضيق قائلا : وأنا عملت إيه للمحاضره الطويله دى كلها أنا مقصدتش أسقطها متنساش إن اللى كانت حامل فيه دا ابنى برضو
رمقه بسخريه قائلا : هه صوح وانت مجطع روحك حزن عليه يا ولدى من الغازيه للسهر لمرمطتك مرتك
فأنكس رأسه خزيا وهو يوارى وجهه عن جده بينما إستكمل الجد حديثه : أجولك أنى حديتى ديه ليه أول هام كشفت عرضك للخلج كلياتها وخليت كل من هب ودب يعرف عملت إيه انت ومرتك
حاول الدفاع عن نفسه قائلا : ياجدى دى العادات وأنا
فقاطعه جده بغضب : إكتم ياواكل ناسك يعنى علامك مزانش عجلك ببصله ياحزين خليت إيه للجهله محدش له الحج يشوف عرض مرتك غيرك ياعويل
صاح غاضبا وهو يدارى حزنه : وجاى تقولى دلوقتى كان فين دا قبل كده وممنعتش مرات عمى ليه أنا والله كنت شيلت الموضوع من دماغى وكنت عاوزها ليله حلوه بينا بس مرات عمى فضلت واقفالنا عالباب والرجاله تحت البلكونه عاوزنى أعمل إيه أرفض عشان يقولو إنها
صمت ولم يستطع إستكمال حديثه فنهره جده قائلا : ولما انت مواصجش فيها اتجوزتها ليه عاد ولما انت مش راجل ومجدرش على مرت عمك جبت بت الناس تبهدلها إهنه ليه
صاح غاضبا : جدى والله لو حد غيرك جالى إكده لدفنته أنى راجل من ضهر راجل
لم يهتم الجد لغضبه وأكمل بسخريه : هه ولما أنت راجل سبت مرتك لمرت عمك ليييه دى بجت ولا الخدامه فى دارها وهدت حيلها وجاى تتعجب ليه أخر النهار مكنتش طيجه خلجتك دى كانت بتنام من تعبها عالواجف ومرت عمك كانت خابره إنها حبله ودارت علينا وجومتك عليها لاجل تسجطها وتخلص منيها وبتها اللى تبجى مكانها يا هه يا راجل
لم يستوعب هذه الحقائق المؤلمه وهو ينظر له بندم بينما إستمر الجد فى حديثه : مهو لو انت راجل صوح مكنتش عملتك طرطور وكانت خافت منيك وكنت جبت حج مرتك وولدك بس انت ماشى وراها مغمى وكل ما تتحدت تجولك العوايد وهى أول واحده مبتمشيش ورا عوايد ولا غيرها
تمتم بذهول : مستحيل يعنى كانت عارفه وفاهمه إن نفور فرح منى بسبب الوحم وخلتنى أأ لأ لأ
جلس على الأرض وأمسك رأسه بين يديه يكاد ينفجر بينما سخر الجد من غفلته قائلا : هه عينيها وتطليعتها لما مرتك سجطت خبرتنا كلياتنا دا غير إنها كانت طول الوجت تتكى عليها بالشيل التجيل من ساعة ما فرح شكت ببطنها وعملت اللى ماينعمل لجل ما تنكشف وكلت عجلك بالحديت لاجل ما ترضاش تجيب لمرتك حكيمه تكشف المستور يا واد ولدى طول عمرها حيه وملعونه
حرك رأسه بعدم تصديق وعيناه تكاد تخرج من محجرها من شدة صدمته : ليه دا أنا أنا
قاطعه الجد : انت السبب رخيتلها الحبل لما شنجتك بيه وجتلت ولدك ومرتك وياه وجطعت اللى بيناتكم عشان تبجى الكبيره مهماش غير حالها ياولدى
نظر له بترجى : دلنى ياجدى أعمل إيه
جلس الجد إلى جواره ونظر له الجد فرأى به ذاك الطفل الصغير الذى لطالما لجأ اليه كلما أعاقته الحياه فهو متخبط منذ الصغر من أب أحمق بلا شخصيه يستميله لأفكاره أى إن كان كذلك أم ساذجه لا عقل لها لزوجه عم متسلطه عملت على ترسيخ أفكار خاطئه برأسه لتنال مرادها ولكن القلب له آراء أخرى فلم يكن فى حسبانها أن يعشق بقوه فيتحداها ولكنها إستدركت الأمر وأنعشت بداخله مبادئه الخاطئه وأصرت عليه ليظل كالبيدق بين يديها تحركه كما تشاء حتى تتخلص من غريمتها وتستحوذ عليه لإبنتها حتى عمه لم يكن ناصحا أمينا كان دائما متفرجا وإذا شارك بشئ فعلى إستحياء وفى الخفاء خوفا من زوجته التى يمقتها حقا ولكنه يخشاها ناصحيه كان جده وجاسر ولكن جاسر لا طاقة له به فغالبا ما يضيق ذرعا منه ويتركه غاضبا أما الجد فهو حقا من يتلقاه كأب وناصح أمين رغم مرضه
فربت الجد على كتفه بحنو ثم جذبه ينام على فخذه وظل يمسح على رأسه ويتلو بعض آيات القرآن الكريم وبعد وقت ليس بقليل هدأ روع ياسين وبدأ عقله يرتخى ويبحث عن حل جذرى لهذه المعضله غافلا عن فرح التى لم تبتعد لأنها وجدت قدماها كالهلام فجلست فى غرفة الزيارات السفليه وظلت تنظر من النافذه تتأمل ذاك الوحش الذى طعن عشقها فى مقتل مستمعه لما يدور ولا تعلم لما أحست بالحزن من أجله حينما رأته ضائعا بلا هدى
بينما حاول الجد تطمئنته : تبات نار تصبح رماد ياولدى
كان يبكى بألم وندم : انجدنى ياجدى أنا تايه وتعبان
تنهد الجد بحزن : ومن ميته ياولدى وانت مش تايه وتعبان كلياتهم اتفرجو عليك وانت بتكبر وهما عيخربطوا وانت تشرب علامهم الشين آه يا ولدى
صرخ بصوت مختنق من كثرة البكاء : آه ياجدى عمر ماحد ريحنى غيرك زمان كنت بفضفض مع فرح صحيح كانت صغيره ومش فاهمانى أوى بس كانت بتسمعنى وكنت برتاح معاها أوى لأنى ضامن إن سرى فى بير كنت بثق فيها أكتر من نفسى
فسأله الجد متعجبا : وايه اللى جد ياولد ملساتها إهنه
فأجابه بحزن : بس مبقتش زى زمان مبتحاولش تسمعنى تفهمنى تسألنى مفكرتش بعد ليله دخلتنا السوده تتدينى فرصه بالعكس اتحولت لتمثال تلج خلتنى بقيت هتجنن وألف فكره فى دماغى معقول تكون حبت غيرى وهى بعيد ولما محصلش بينهم نصيب رضيت بيا
عنفه الجد مستنكرا : وه حديت إيه ده ياولدى
فإعتدل وأجابه بحزن باحثا عن السبب : اومال تفسر بإيه اللى حصل دى مكنتش عارفانى ولا فكرانى وتانى يوم وافقت عليا وبعد كده جوازنا والليله المشؤمه اللى قلبت بغم والأسوأ معاملتها بعد كده دى حتى مبتفكرش تلجألى لما تتبهدل كان نفسى مره تقولى ساعدنى بيضايقونى بس دى أبدا مستغنيه عنى خالص يا جدى ومعرفتش باللى جرالها إلا منك دلوقتى ثم تفسر إيه برودها معايا دايما
تنهد الجد بحزن ثم أوضح : موجوعه منيك كرامتها حرجاها ياولدى
إبتسم بسخريه حزينه : مش للدرجه دى أنا غلبت وهى ولا هنا دا حتى ليلة فرحنا كنت هتراجع بس تصرفاتها خلتنى بدأت أشك فيها دى حتى متوجعتش مقالتش آه واحده ازاى ده أكدب لو أقولك إنى مشكتش إنها (تنهد بحزن ثم استغفر)
– ياولدى اتحدت وياها وإفهم منيها
زفر بضيق : حاولت والله بس هى كل اللى عليها اللى ليك عندى حقك وبتاخده باخده من ميته ياجدى لما قرفت وبعدت عنها
عضت على شفاها وهى تتذكر بالفعل تصرفاتها البارده معه وكم تحاملت بقوه على نفسها حتى لا تبدو ضعيفه أمامه وكيف ظنت أنها تعاقبه حتى يفق من أفكاره البلهاء ولم تدرى أنها تزيد الأمر سوءا فهى لم تحتويه وتحاول جعل الأمور بينهما أوضح وقررت أن تتهاون معه وتعطيه فرصا مستقبليه فرغم ماحدث إلا أنه كان ولا يزال عشق قلبها الجريح
بينما حدثه الجد بمكر : أجولك شيل ده من ده يرتاح ده عن ده
فإنتفض بفزع : لأ ياجدى دا أنا روحى تروح ولا أطلقهاش هحاول تانى وتالت وعاشر بس مش هسيبها دى روحى اللى اتردتلى ياجدى انت مش عارف أنا استنيتها ازاى ولا عملت إيه دا أنا أنا من حبى فيها أول ما لمحت شبيهه ليها جريت وراها بس الشكل الواحد مش كل حاجه طلع الطبع غير سيبتها من يأسى إن فرح ترجع بقيت أدور عليها فى وشوش غريبه ياجدى أنا لو تعبان فى وجودها فأنا مدبوح فى غيابها
كانت تستمع له وهى ترى دموع صدقه المتألمه وتكتم شهقاتها الحزينه بينما جفونها تزرف الدمع قهرا لغبائها لم يكن خطئه وحده بل هى الأخرى فقد تركته قبل إتمام زيجتهما للظنون لتحقيق أهداف تافهه لم تستمع له وتحادثه ويتقربا علها كانت علمت بمخطط زوجة عمه الشريره ومنعته ولكنها بلهاء حمقاء كذلك هو
ربت الجد على كتفه بحنو : باس اهدى جرى إيه لو حد وعيلك وانت عتبكى هتبجى حديت الكل ياولدى كفف دمعك وأنى عجولك تعمل إيه
كفف دمعاته بظهر يده كالاطفال وهو يتطلع إليه بلهفه مترجيه
فقال له الجد : انت مش عنديك دار كبيره بعيده عن إهنه
أومأ سريعا : آه الفيلا
– روجها ووضبها وخد مرتك وبعِّد عن إهنه
إتسعت عيناه وانفرجت شفتاه عن بسمه عريضه بلهاء وهو يقفز فى جلسته وينظر لجده ثم إنهال على رأسه بالقبلات الممتنه :حبيبى ياجدى يباركلى فيك
دفعه الجد بضيق : وه وه هملنى ياولد إعجل بجى
تركه وهو يلهث غير مصدقا كيف نسى هذا الأمر ثم نظر له متسائلا: طب إفرض حد إعترض
– الدار دارك وبإسمك
– وافرض مرات عمى اتهمتنى إنى بفرق العيله لما أنقل لوحدى
غضب الجد من قلق ياسين من رد فعل عظيمه: تتحرج انت معندكش حديت تردها بيه
لمعت عيناه بلهيب التحدى : أقدر أبلعها الكلمه فى بقها بس مش عاوز أخسر عمى وجاسر
رمقها بنظره قويه : غلاوتك عنديهم كبيره وهما خبرين عظيمه ومحدش منيهم عيجول حاجه وأنى وياك
فرفع يداه داعيا : يارب ياجدى وتكون كهربة دماغك منوره زى دلوقتى
تعجب الجد متسائلا : جصدك إيه
فأجابه بإبتسامه هادئه : بكح ياجدى أنا هقوم أبعت حد يوضبها
– وخبِر مرتك
فأجابه بيأس : هحاول بس تسمعنى
لاحظته حتى أنهى إرسال أوامره بتجهيز المنزل الجديد فنهضت مسرعه إلى غرفتهما تنتظره لا تعلم ماذا حدث لها وكأن سعادتها أمدتها بالقوه
فدخل الغرفه يلقى عليها السلام بحذر : سلام عليكم
لم تجيبه من خجلها فلا تدرى كيف تبدأ الحديث بينما ظن أنها لازالت فى عزوفها عنه غير راغبه فى رؤياه فعقب بضيق على صمتها :دا سلام ربنا ردى عالاقل
إرتبكت وهى تجيبه :أأ إحم وو وعليكم السلام
تتهد بحزن : ممكن اتكلم معاكى كلمتين
فأجابته بهدوء : اتفضل
لم يصدق هدوئها وتجاوبها البسيط وذلك جعل الأمل يتسرب إلى قلبه ولكنه توتر وهو يحاول أن يخبرها بالأمر : ك كك كنت عاوز أأ أقولك ها هننقل لبيت جديد
فاجابته بنفس هدوئها : اللى تشوفوه
ظن أنها لم تفهم مقصده فحاول توضيح الأمر : لأ يعنى قصدى أنا وانتى بس بيت يجمعنا سوا لوحدنا
– ماشى
لم يصدق أذناه فسألها : انت موافقه؟!!!
أومات بتأكيد : آه
فسألها بذهول : ازاى؟!!
إبتسمت بهدوء : زى الناس
أراد الركض إليها وحملها بين ذراعيه لكن طرق أحدهم على الباب أوقفه فزفر بضيق وذهب ليرى من هو فوجده جاسر يخبره بأنه ينتوى أنه يأخذ شهد فى نزهه بعد عقد القران ولكى لا يعترض أحد سيأتى معه بصحبة فرح وستكون فرصه رائعه له للإقتراب من فرح بعيدا عن مؤمرات عظيمه فوافق سريعا وأخبر فرح التى قفزت تهلل بسعاده وتفاجئ بها تحتضنه بقوه ثم إبتعدت بخجل فصمت ولم يُرد التسرع حتى لا تسوء الأمور مجدداً بل سيسير معها بخطاً هادئه حتى يداوى جراحها
((((((*******)))))))
لم تكن فرح وحدها من تسمع حديث ياسين مع جده بل كانت أُذنا أم الخير تتسمع لكى توصل الخبر لسيدتها وما أن إنتهى الحديث حتى ركضت إلى غرفة عظيمه وهى تلهث لتقل لها : إلحجينى يا ستتا
تعجبت عظيمه متسائله : خبر يا إيه يابت
– ياسين شيع ناس يروجو فيلته
قضبت جبينها بضيق : وه فيلت إيه دى
– جنه الأسيوطى
– وديه عيروجها ليه
– عينجل فيها هو وفرح
فغضبت عظيمه وهى تصر على أسنانها بحقد : بت المحروج وأنى اللى جولت هانت هبابه ونخلص منيها اتاريها واعره
– هنعمل إيه دلوك
– متخاخفيش يابت أنى وراهم لما يطلجو والفله دى أنى اللى هبجى ستها بعد ما جوزه هند
– كيف ديه
صمتت عظيمه لتفكر كيف تنتهى من أمر فرح نهائيا فإذا فكرت أن تثنى ياسين عن الأمر فلن يجدى نفعا ففى كل الحالات ستظل فرح زوجته لذا يجب أن تنتهى تلك الزيجه ثم تتخلص من زوج هند فلمعت أفكارها الشيطانيه وهى تنظر لأم الخير : شيعى للغزيه تاجى يوم كتب كتاب جاسر وجوليلها سيدك ياسين إتوحشك وستك عظيمه زهجت من بت الفرطوس اللى اتجوزها تعالى إهنه وعرفيها إنها متسواش
أومات لها بإبتسامه شر : أمرك ياست الناس
غادرت أم الخير تهرول لتنفذ الأمر بينما ظلت عظيمه تبرق عيناها بالشر وتتوعد لفرح : اما نشوف أنى ولا إنتى يا بت الفرطوس
أرادت أن تضرب عصفورين بحجر واحد فسيكون الأمر أمام عائلة فرح لذا سيتم الطلاق بسهوله كذلك ستتأثر زيجه جاسر وشهد وقد تُلغى نهائيا
(((((((******))))))))
كان الجميع ماعدا كوثر سعداء بتمسك جاسر بشهد فغيابه الطويل بسبب مرض صديقه أقلقهم رغم أنه لم يكف عن مهاتفتها يوما منذ أن سافر
وبعد أن إطمئن عز على شهد فجاسر سيكون حاميا لها من أى كيد قرر التقدم لخطبة رحمه لكن بعد أن يعقد جاسر على شهد
طلب عبدالرحمن عز ليتحدث معه فى أمرٍ هام بينما كان عز عائدا من عمله مرهقا فأعطته والدته مشروبا ما وقد نال إستحسانه بشده : تسلمى يا أمى الله دا أكيد عمايل إيدك
ربتت على ظهر رحمه بحنو : له بجى دى رحمه اللى عملاه ماشاء الله عليها شاطره وعتتعلم طوالى
تنهد بحب ونظر لها : تسلم إيدك يارحمه
أجابته بخجل من نظراته العاشقه : متشكره
وركضت نحو وغرفتها بينما ظل يتابعها بهيام حينما هتف عبدالرحمن مقاطعا إياه : عز
إنتفض فى جلسته وأجابه له بتوتر : نعم آه خير حضرتك كنت عاوزنى فى إيه
أجابه بجديه : فى عريس متجدم لرحمه وك
لم يستطع متابعة حديثه فقد بثق عز كل ما بفمه وأخذ يسعل بشده فإنتفضت ساميه بخوف وهى تعطيه كوب ماء : يالهوى يا ولدى خد إشرب
شرب الماء وظل يحاول إلتقاف أنفاسه حتى هدأ ثم إعترض بغضب : كلام إيه ده ياعمى عاوز تجوز رحمه لحد غيرى
أجابه عبدالرحمن بغضب ساخر : له أهملها لما تبور إياك
– ليه وأنا روحت فين
– إنت مبينلكش جواز ولو رايدها صوح كنت إتحددت وأنى بتى مش رخيصه لجل ما تتكبر عليها
أجابه بترجى : ماعشت ولا كنت أنا اتكبر عليها ياعمى دا أنا عايش عمرى كله عشانها بنحت ف الصخر عشان استاهلها ولما امورى اتظبطت وناويت اخطبها جاسر سافر قولت يعنى هخطب وافرح واختى مش عارفينلها وضع ولما رجع قولت نكتب كتاب شهد وافاتحك طوالى تقوم تقولى عريس
قضب جبينه : يعنى إيه؟
فزفر عزت بضيق : جرى إيه ياعبدالرحمن الولد شارى وهو أولى من الغريب ولا عز معيعجبكش
إبتسم عبدالرحمن وربت على كتف عز : عز ديه ولدى مش ولدك لحالك
همت ساميه لتزغرد فأوقفها عز : لا استنى لما ياخد رأبها وتوافق
قضبت جبينها : وه وهى عتارض إياك
فأوضح عز : يا ست الكل دا حقها دا غير إن رحمه عنيده لو زغرطتى هترفض عند عشان اتفقنا من غيرها
فأكدت شهد حديثه : فى دى عندك حق
فعقب عبدالرحمن : أنى عروح أجولها
فإعترض عز : لأ خليها الصبح هتلاقيها طلعت تنام الوقت إتأخر وكلنا عاوزين ننام
كانو جميعهم سعداء بقدوم الأفراح ماعدا كوثر التى كانت تحترق غيظا من سعادتهم وتفكر ماذا تفعل لتجعل رحمه ترفضه
إيمى عبده