رواية جنون العشاق بقلم إيمي عبده

من الفصل السادس عشر إلى التاسع عشر

الفصل السادس عشر

إستيقظت فرح تشعر بالنشاط والحيويه ووقفت تفرد ذراعيها بشرفة غرفتها فوجدته يجلس بالحديقه فتهلل وجهها وركضت إلى الأسفل وإصطدمت بياسين فى طريقها فإستغل الأمر وإحتضنها بقوه وإبتعد ينظر لها فوجدها غير مهتمه وتبدو على عجل فسألها : مالك بتجرى كده ليه

أجابته بلا إهتمام: راحه لجابر وسع كده 

دفعته سريعا وركضت إلى الأسفل بينما أغلق ياسين قبضته بغضب وحاول أن يهدأ حتى لا يؤذيها

أما عنها فكانت كطفل العيد تُسرع للحاق به 

إقتربت بوجه سعيد : صباح الخير

رفع رأسه لها وإبتسم بسخريه: صباح إيه دا إحنا بجينا الضُهر 

زوت جانب فمها بضيق فإبتسم لها مشيراً لها برأسه أن تجلس فجلست وهى تتابعه بحماس : بتعمل إيه؟

أجابها وعيناه ترتكز على ما يفعله : عصلح الفيشه 

زفر بضيق فسألته عن سبب ضيقه فأجابها بضيق : بت الفرطوس كل ما أصلحها جيهه ألاجى جيهه تانيه خربانه وأدى السلك معيتعشجش مليح يابوووى

عضت على شفتها السفليه كى لا تضحك عليه : يمكن لأن الصوباعين مش أد بعض

نظر لها بإستغراب ثم نظر لما فى يده فتفاجئ بالأمر : وه صوح صوابع الفيشه كيه بجو إكده

تمعن النظر قليلا ثم إبتسم ساخراً: يابووووى دا أنى مكونتش عدخل السلك فيه 

ضحكت على ردة فعله ثم وجدته يقول : لافينى الفرفر اللى جارك ديه

نظرت بجوارها فإتسعت عيناها بدهشه فهى لم تره فحملته تُعطيه له وتفاجأت به يُطلق عياراً نارياً فى الهواء ثم وضع السلاح على الأرض مجدداً فقبضت جبينها بتعجب: إيه ده هو إنت لما بتزهق بتضرب نار ف الهوا

إبتسم بسخريه : له بس كان فى دبانه غتيته عتزن جار ودنى زهجتنى روحت طاخخها

إبتلعت ريقها بقلق: دبانه!! على كده لو زهقتك هتطخنى بالمسدس

تصنع الجديه: له إنتى يلزمك بُندجيه الفرفر معيحوجش

شحب وجهها فضحك بقوه : لساتك زغيره وعتخافى طوالى

إبتسمت سائله: هو إنت تعرفنى من زمان

– من لما كنتى زغيره بتجرى وعتعافرى ويا بوكى ف كل حاجه

قضبت جبينها فأوضح قائلا : زمان لما كنتى تُجعدى ويا ياسين كان فى واحد ياجى يغتت عليكو كيه ما ياسين كان يجولها

فغرت فاهها بصدمه : مستحيل إنت الشاب اللى كان بيجى يهزر معايا ويخلى ياسين يشيط ههههههه أنا ساعتها مكنتش فاهمه حاجه بس برتاحلك وهو بقى يزعقلى بسببك وبقيت كل ما أحب أغيظه أسأل عليك كان يقولى دا غتت ملكيش دعوه بيه

– كان عيغار وأنى كنت بغيظه لمن ما يسمعش الكلام خدى بالك بجى وبعدى عنى 

– لا ياعم إحنا كبيرنا خلاص ومعتقدش ياسين هيغير منك ولا إيه

– الغيره ملهاش سن وغيرة الصعيدى نار جايده إحذرى منيها

إعتلاها الفضول: طب بمناسبة الغيره بقى عمرك ما غيرت على اللى بالى بالك

غمزته بمكر فقضب جبينه لظنه أنها تتحدث عن أم الخير لكنه رفع حاجبيه بدهشه حين إقتربت منه تهمس : قصدى مراتك التانيه 

ضحك بقوه ثم أشار لها بالإقتراب وأجابها بهمس : أجولك سر

أومأت سريعا فقال : مفيش تانيه

إبتعدت تنظر له بتعجب فأدرك أن الشائعات وصلتها فأوضح الأمر لها : دى مرت صاحبى اللى راح ف التار الله يلعن التار وأيامه وعيالها زغار وملهاش حد بشجر عليهم من وجت للتانى وعشان هيا لحالها وأنى راجل غريب بجابل عيالها برات الدار واللى يعوزوه بشيعه وياهم والناس شافونى ما صدجو سيره يحكو فيها مهما خابرين علاجتى بأم الهم اللى جوه 

تنهدت بضيق : ناس فاضيه 

ثم إبتسمت بمكر : بس بذمتك أم الهم دى مقدرتش ولا مره تخليك تغير أو حتى تحس بيها 

أشار لها بالإقتراب مجدداً: عجولك سر 

أومأت بسعاده: من لول ما رجلها خطت الدار وبت الفرطوس خلعت جلبى من بين ضلوعى ومرجعتهوش واصل

فغرت فاهها بصدمه فحاول كتم ضحكته عليها : إجفلى خاشمك لدبانه تسهيكى وتدخل ولا حاجه

أغلق فمها سريعا فضحك بقوه على هيئتها وبعد أن هدأ سألته بفضول : أومال ليه بتعاملها وحش كل ما تشوفها ياراجل دا إنت لو نفخت فيها هتولع من غير بنزين

تنهد بحزن : خابره يعنى إيه تعشجى جطه زينه وتطلع كلب بلدى أجرب

ضحكت بقوه حتى أدمعت عيناها وظلت تحاول التوقف وإلتقاط أنفاسها اللاهثه حتى هدأت أما هو فظل يتأملها حتى إنتبهت له : مالك بتبصلى كده ليه

أجابها بنبره حانيه : تعرفى إن ضحتك زينه جوى جوى يافرح

حذرته بمزاح : أوى تقع ف غرامى أحسن ياسين يدبحك آه 

ضربها براحة يده بخفه على رأسها فتصنعت الألم وتذمرت كالأطفال بينما أجابها بمرح : ملتجيتش غيرك إنتى يافصعونه يابت دا لو أنى إتجوزت بدرى هبابه جوازه زينه كانو عيالى بجو كدك جال غرامها لهو إنتى فاكره حالك سندريلا إياك وياسين بتاعك عيدبحنى أنى يابت دا أنى سفاح السُطح

تسألت بإستغراب: سفاح إيه؟!! ليه كنت بتدبح الفراخ

أجابها بسخريه : حاجه كيه إكده

فتربعت ونظرت له بحماس لتستمع فحرك رأسه بلا فائده : عجولك يا بتاعة الغرام كت زغير وجعان ونفسى هفتنى على فروج من بتوع أمى كان الله يرحمه بجى مدملك إكده ويملى البطن لمهم جولت لأمى تُجرُطه وتعملنا عليه صحنين ملوخيه هبت فيا كيه باجور الجاز وجالتلى دول بياضه عاوزنى أجطع البيضه اللى بتجينى منيها عشان طفستك دا طلعو عينى وأنا بربيهم ويهديكى يرضيكى له وجال بتجولى أسلجلى بيضتين بجى من فروج لبيضتين جولت يا أنى يا الفروج ف الدار وعنها وزجلته بطوبه دشدشت دماغه

شهقت بصدمه فأومأ لها بتأكيد : أمى لحجته بالسكين جبل ما يفرفر وهى عتسب وتلعن فيى وأبوى لما جه إتشكرها إنها عملتله أكله زينه بعد يوم صعيب حكم كان عيدرس جمح يوميتها وطلعان عينيه ساعتها سَكتت ولا جالتلوش حاجه بس بوى كان يغوى راس الطير يمصمصها ولما ملتجهاش سأل عنيها جالتله إن الجطه لهفتها جالها جولى إنك إنتى اللى كنتى ريداها بعد إكده لما تنتوى تاخديها إعملى جوز خابره إنتى أنى أحبها يا جطتى 

إبتسمت بسعاده : واااو دى إدلعت كمان 

إبتسم بإشتياق : إيوه أومال أصله كان يحبها جوى وهى كومان الله يرحم الكل بجى كانت أيام هنا من يوم ما رحوا وراحت وياهم الفرحه

حاولت إخراجه من نوبة الحزن التى إجتاحته : بس إزاى مكانش لها أى رد فعل معاك

ضحك ساخراً: مين دى أمى دى كانت عاوزه تحش رجبتى بس أنى طلعت واعى جولتلها على ما تضربينى عيفطس إلحجيه بالسكينه وعنها سابتنى وجرت تجطع رجبته وأنى جولت يا فكيك وإتخبيت لحد ما بوى رجع الدار

ضحكت بقوه : دا إنت كنت فظيع

إقترب قليلا يشير لها بالإقتراب فإقتربت : أجولك سر

أومأت بسعاده : طعم الفروج كان يستاهل 

ضحكت بقوه فإبتسم بهدوء : له وأنى الصراحه عجبتنى الحكايه كل مايهفنى الشوج أجولها أُجروطيلنا حاجه لتحصل المرحوم

قضبت جبينها: مرحوم مين

– الفروج

ضحكت أكثر ثم سألته : صحيح راسه راحت فين

إتسعت إبتسامته : هو عادله راس ديه عينيه لزجت ف منجاره وكان مفشفش أصلى نشاجنى جديم كت بتسابج مع العيال مين يجدر يحدف طوب ف نفس الشجره من بعيد 

أومأت بتأكيد : لحد مابقيت تصطاد الدبان بالمسدس 

ضحك بخفه : عمر نشانى ما خاب وعمر ما ضرب أمى حرجنى كانت لمن تضربنى ببخى عامل مصيبه وتضربنى عشان معيدهاش ومتجولش لأبوى مكنتش هتحمل كف واحد منيه أصله كان عفى وعمر ما إتذليت لمخلوج مين ماكان وعمرى ماجيت على حج مظلوم وجت عويله كيه أم الخير تحرج جلبى وتعتم عيشتى بغباوتها وحجدها

سألته بحرج : طب ليه محاولتش تصلح من اخلاقها

إبتسم بسخريه : يافرح دا طبع والطبع مبيطلعش الا بطلوع الروح واما جدرتش تعدل حالها لحالها يُبجى ممنوش فايده

ثم تنهد بحزن : أنى كنت إنتويت أتجوزها وجولت ياواد إستجر بجى بس إلتجيتها عينة الإبليسه اللى إهنه ولما فضحت نفسها وخلعت بُرجُع الحيا يأست منيها شكيت تكون بتبلينى ببلوة غيرى 

إستنشق الهواء وزفره بثُقل : خابره لو مطلعتش بت بنوت كت عملت إيه 

نظر لها فوجدها صامته تنتظره ليُكمل فإتسعت عيناه وهو يستكمل بصوت مخيف : كت دبحتها من غير ما يردلى جفن

إرتعدت أوصالها من هيئته المخيفه التى تؤكد لها أنه بالفعل كان سيفعل ذلك فسألته بخوف: ططب طب مهيا ططلعت ببريئه ليه ببهدلتها

إعتدل ليستكمل ما يفعله وأجابها بلا إهتمام:هيا اللى جابته لحالها

– إزاى ده 

– عظيمه نصحتها نعمل فرحنا كيف ما عمل ياسين لجل تجبرنى أدخل عليها وأنى كنت ناوى أنسى اللى فات وأبتدى وياها بس تجولى إيه بجى غبيه أنى مرتضتش أستعجل عليها وأبهدلها وعمى الأسيوطى علمنى ممشيش ورا عادات باطله بس هيا بجره 

لم تجد ما تخفف عنه به فصمتت تتابع ما يفعله وهى لاتدرى أنها أشعلت فتيل الغيره بقلب ياسين بينما كانت تتابعهما أم الخير من بعيد بقلبٍ يحترق فقد أخبرتها عظيمه أن جابر يعشق فرح ورؤيته له معها يمزحان ويضحكان أكدت لها ذلك

(((((((*******)))))))

بعد أن أنهى عبدالرحمن أعماله سريعا ذهب إلى غرفة رحمه وجلس على الأريكه مشيرا لها أن تجلس بجواره فإبتسمت بخفه وجلست تستمع لما يريد فأخبرها مباشرةً : عز عاوز يتجوزك

إتسعت عيناها بصدمه فقد تيقنت مما سمعت ثم أجابته بغضب : إيه لأ طبعا

تعجب عبدالرحمن من رفصها : له؟!! دا أنى كت فاكرك عتطيرى من الفرح

– ليه يعنى

– يابتى أنى أكتر واحد حافظك وصوح إنتى مش عاوزه تحكيلى بس عينيكى فضحاكى

فغرت فاهها بصدمه : هاه

ضحك بقوه : هههههه عالبركه نخلى الخطوبه ميته بجى أظن الخميس الجاى زين

إعترضت بقوه : لأ يابابا

– خليص إختارى اليوم اللى عيريحك

أجابته بغضب : مش هختار ومش هتجوز عز حتى لو الدنيا صفصفت عليه

تعجب سائلا : ليه يا بتى؟!!

لم تجد ما تبرر به فقالت أول ما خطر ببالها: عشان أنا مش رميه البيه بعد ما ست الحسن إتجوزت بيدور على إستبن وحضرتك رشحتنى بكل بساطه ليه إذا مكنتش إنت اللى طلبت منه يتجوزنى

قضب جبينه بضيق : إيه الخربطه دى أنى مستحيل أعمل إكده إنتى لا عويله ولا بايره عشان أروح أنى اللى أخطبلك

– يمكن من منظور أخطب لبنتك ولا تخطبش لإبنك

أجابها بجديه : مبجاش زمنه يابتى ولو عز فهم وجدر أبوه وكوثر معيفهموش ولا عيجدروش وهيتجل جيمتك وأنى معرضهاش ليكى

– يبقى أكيد أبوه اللى أمره مهو مطالش فلوس فرح بيدور علينا إحنا

– عزت كلب فلوس صوح لكن عز مش زييه عز جدع وأصيل ومعيعملش حاجه إلا لو مجتنع بيها لو شهد كت جولتلك ماشى مغصوبه لكن عز له عز هو اللى جانى وطلبك منى وأنى عمرى مالمحتله حتى انى بفكر فيه ليكى يعنى ديه جراره هو

أجابته بإصرار : والرفض قراراى أنا

– متوكده

– آه 

– طيب يابتى

تنهد بحزن وتركها بينما ظلت تنظر فى إثره بحزن وظلت تقضم أظافرها وهناك ما بداخلها يخبرها أنها مخطئه 

بينما كان عز ينتظر عبدالرحمن على أحر من الجمر حتى رآه قادما فأسرع إليه متحمسا بشده حتى رأى نظره الحزن التى يرمقهه بها فتراجعت بسمته وتهدم قلبه حين سائله عبدالرحمن بضيق : إنتو متعاركين ياولدى

– لا

تنهد بضيق : ياخساره يبجى أنى اللى كت موهوم

إبتلع عز ريقه بقلق : متفهنى فى إيه ياعمى

– كت فاكرها ريداك كيه ما إنت رايدها وإنتو متعاركين أتاريها ملهاش ميل ليك

بمجرد أن علم برفضها أحس ببروده غريبه تشل جسده ورعشه قاتله بقلبه وخانته قدماه وسقط على الكرسى فإنتفض عبدالرحمن بخوف : عز مالك ياولدى 

أجابه بصوتٍ حزين وعينان تائهه : مش عوزانى يا عمى اللى صبرت العمر كله عشان اليوم اللى تبقى فيه على اسمى مش عاوزانى اللى مرضتش أهج من وش أبويا ومراته وإستحملت أسيب أمى وأختى تحت رحمتهم عشان بس أفضل قريب منها مش عاوزانى اللى عافرت عشان أقف على رجلى وأبويا ميتحكمش فيا ويبعدنى عنها مش عاوزانى

جلس عبدالرحمن جواره وقلبه يبكى حزنا عليه : اهدى يا ولدى كل شئ جسمه ونصيب أنى منى عينى اجوزهالك بس حرام أغصبها على جوازك

هم واقفا وعيناه تشع كالجمر وهو يصرخ : لأ أنا صحيح عشقتها وإتمنتها عمرى كله لكن أنا لا أقبل على كرامتى اتجوزها غصب ولا تلزمنى واحده مش عاوزانى

وقف عبدالرحمن يحاول تهدئته : اهدى يا ولدى أنى مجصدتش

زفر بغضب : عارف ياعمى بس كلامك جرحنى اللى يقبل على روحه يتجوز واحده مش عاوزاه يحلق شنبه ويقعد يزغط البط جنب أمه أحسن اللى زى ده لا ينفع راجل ولا حتى ست 

تسللت رحمه خلف أباها لترى ردة فعل عز هل ظنونها به صحيحه أم ماذا ولم تصدق ما حدث وما سمعته لقد عشقها أكثر من عشقها له 

سمعت كل مادار بينه وبين والدها وكلماته كانت كالسهام المسممه تنهش أحشائها كانت صدمه أسقطتها أرضا فعلمت أن سوء ظنها وعدم ثقتها به كانو هما السوط الذى عاقبت نفسها به فقد أضاعت حلمها بعد أن كان على أعتابها ولن تستطيع الآن أن تتراجع لذا ستحاول حثه على إعادة المحاول فتلك هيا فرصتها الأخيره للسعاده بينما أحس بالإختناق لذا إستأذن من عمه فلا قدره لديه على النقاش الآن 

خرج من المنزل حزينا شاردا يبحث عمن يخفف عنه ألمه فلم يجد غيرها لذا إتجه فورا إلى منزل عائلة الأسيوطى فوجدها تجلس بجوار جابر فى الحديقه فألقى السلام عليهما وتحمحم بحرج : كنت عاوزك ف موضوع كده وأأ

أدرك جابر أنه يريدها بأمرٍ خاص لذا تحمحم بخشونه : أنى عروح أجرب الفيشه دى يا تشتغل ياتفرجع وبجول تروحو تجعدو بعيد لشراره تطير تحرق روسكم ولا حاجه

ثم تركهما وإبتعد فأمسكت فرح بيد عز تجذبه بقوه مبتعده عن المكان وهى تهتف به : بسرعه ليفرقع نافوخنا بالكهربا

أسرع معها حتى إبتعدا وجلسا سويا فإبتسم ساخراً : ياجبانه

– إتنيل أسكت منتش عارف حاجه دا بيقل الدبان بالرصاص 

إبتسم بخفه : وحشتنى خفة دمك يابنت الإيه

ثم تنهد بحزن : تصدقى لما عتمت ف وشى قولت مفيش غيرك

قضبت جبينها وسائلته بقلق : مالك ياعز؟

نظر لها بأسى وهو يقص عليها ماحدث بينما قضبت جبينها بتعجب : إزاى ده؟ مش معقول طب مفكرتش تسائلها يمكن حصل حاجه متعرفهاش

صر أسنانه بغضب وسائلها : قصدك تكون حبت غيرى؟

لوحت بكلتا يديها سريعا بالرفض : لالالالأ أنا مكنش قصدى كده خالص قصدى مشكله سوء تفاهم

كنا كويسين جدا لحد بالليل

– يبقى أكيد حصل حاجه الصبح بص أنا أقولك متتسرعش وأصبر وعاملها عادى ولا كأن حاجه حصلت وشوف رد فعلها إيه

صمت قليلا يفكر فى حديثها ثم تذكر أمراً : إمبارح عمى كان بيسألنى عن عريس إتقدملها أنا هسأل عن ولو كويس هقولها إنى هبلغ أبوها يوافق

ضحكت بقوه : هههههههههه مفيش فايده قط وفار 

عقب بمكر : يلا خليها تتربى وتعند قصادى حلو وأى إن كانت أسبابها هخليها تجيلى راكعه

إستمر فى التفكير فى خطط لإغاظة رحمه وجعلها تندم على رفضه وفرح تساعده ولم تكف عن الضحك وأتى ياسين وجلس معهما وإستمتع بوقته معهما كثيرا حتى غادر وفى طريقه وجد شيرين تتصل به وتشكو له من كرم وكيف لاتفعل وهى أخت صديقا له يعرفها منذ الصغر ومن خلاله تعرفت على كرم ونشأ بينهما قصة حب جميله حيث قرر كرم أن يتزوجها وطلب منها أن تترك عملها حتى يأتى لخطبتها لكن إنتظاره طال ولم يأتى لذا قررت ستأتى لزيارة عز ليأخذها إلى منزل كرم لتواجهه بغضبها وحينما حاول عز منعها أصرت أن تنفذ ما تريده وأخبرته أنها آتيه وأنهت المكالمه فزفر عز بغيظ فليس لديه قدره على حل مشكلتهما الآن لذا لن يفكر ولن يحاول التحدث مع أى منها سيعود منزله وليحترقا بغبائهما سويا لكنها بعد ثوانٍ معدوده هاتفته تعتذر وتخبره أنها ستستمع إليه وتنتظر مجدداً فتنهد بيأس فهى تشبه بلهائه متردده لا تثق بنفسها ولا بحبيبها

((((((((******)))))))))

أبلغت شهد رقيه بموعد عقد القران وأنه سيكون عائلى بحت ولن تتمكن رقيه من المجئ لذا فلتنتظر موعد الزفاف وستكون صغيرتها أكبر قليلا وتستطيع تركها مع والدتها لتظل بجوار شهد فى زفافها بينما تفاجأت شهد بأحلام تبارك لها بعد أن إكتشفت دنائة خطيبها وتشفى بها الجميع ففسخت الخطبه وقررت أن تعتذر لكل من أساءت له فحسب قول والدتها أن مامرت به هو تخليص لذنب أحدهم ويجب عليها أن تصفى نيتها من السوء والغيره لتحيا فى هناء

(((((((******))))))

حينما عاد عز إلى المنزل رأته وهمت لتلقى عليه السلام ظنا منها أنه سيبتعد ويرفض الحديث معها منذ الآن ولكنها تفاجأت به يلقى عليها السلام ببسمه حزينه فأجابته بصوت خافت وعيناها يملؤها الندم فقضب جبينه بتعجب وسألها : مالك؟ بتبصيلى كده ليه؟

توترت وهى تجيبه : هه أبدا ببس كك كنت يعنى أأ مفكره إنك هتقاطعنى

تصنع الغباء وهو يسألها : ليه يعنى؟

– عشا عشان رر رفضت أأ اتجوزك

حدثها بجمود : ياريت تنسى الموضوع ده كأنه محصلش إنتى من هنا ورايح بنت عمى وأختى الصغيره وأنا تحت أمرك فى أى خدمه

أحست بالضيق فهو بذلك سيضيع منها نهائيا فصرت على أسنانها بغيظ : لا والله

– إيه مش مصدقه طب إيه رأيك يوم ما ربنا يكرمك بإبن الحلال أنا بنفسى هسلمك ليه

إتسعت عيناها بصدمه وهتفت بغيظ : نعم لا متشكره بابا موجود

فسائلها لها بمكر : وهو موجود؟

قضبت جبينها متسائله بتعجب : هو مين؟!!

– إبن الحلال

لم تعلم بما تجيبه فهو يدفع بها إلى قتله : آه بس للأسف غبى ومبيميزش ومش عاوز يحارب عشانى

– ويحارب ليه يدخل البيت من بابه وأهلا وسهلا بيه 

إقتربت منه وسائلته بهمس وعيناها تهيم بملامحه : وميتعبش عشانى شويه ليه

إنتفضت بفزع حين هتف فى وجهها بحده : هيا عقد والسلام تتعبيه ليه دا بدل ما تريحيه الجواز شركه بين اتنين يحبو بعض ويتفاهمو ويساعدوا بعض فى بناء حياتهم مش حرب الشاطر اللى يفوز واللى يتمنى للطرف التانى الأذيه بس عشان يشبع غروره يبقى مبيحبوش ولا يستاهلوش

غضبت من تلميحاته : جرى إيه لدا كله يعنى الست متدلعش على حبيبها شويه

إبتسم بسخريه : الست مينفعش تدلع غير على جوزها غير كده تبقى ناقصه ربايه إحنا لسه مقلعناش برقع الحيا وبقينا خواجات 

قضبت جبينها بغيظ : إيه العقد دى كل ده عشان بقول إن الست تتحرر فى حبها

تنهد يائسا من غبائها : إنتى اللى حافظه ومش فاهمه الحريه معناها إختيارك لحياتك بالشكل اللى لا يخالف دين ولا أخلاق 

– وايه اللى يخالف فى اللى قولته

إبتسم بسخريه وعيناه ترغب فى قتلها : عاوزه الست تتحرر فى حبها إزاى؟ تسيبه يمسك إيدها ويبوسها ويحضنها وأقولك ويدخل عليها كمان مهى ظاطت عارفه لو حد غيرى سمع كلامك ده هيظن إنك ماشيه شمال

إلتمعت عيناها بغضب وصرخت فى وجهه ولم تدرك ما تقوله : إخرس فشرت إنت وكل حيوان يفكر فيا كده

هدر بها صارخا : حيوان أنا حيوان

إنكمشت وهيا تتراجع للخلف حتى إصطدمت بالحائط وحاولت أن تبرر موقفها : أنا مبقولش كده بب بقول عع عاللى يفكر ف فيا كده

إقترب جدا حتى لفحت أنفاسه الدافئه صفحه وجهها النضر فخجلت بشده وهى تدفعه بإيدى مرتعشه : إبعد عيب كده

سخر بعتاب منها : إيه مش عاوزه حريه وبعدين عادى مش أنا حيوان عادى بقى

خافت من غضبه فقد ضربها سابقا بسبب تطاولها عليه : والنبى ياعز أنا اسفه إنت عارف إنى دبشه ومبعرفش اتكلم

تثاقلت أنفاسه من هذا القرب وعقب بلا وعى : لكن بتعرفى ترفضى مش كده

عضت على شفتها السفليه بندم فتدارك نفسه وإعتدل ثم زفر بضيق ورحل وهيا تنظر إليه حزينه نادمه فحينما حاولت جذبه لها جعلته ينفر منها أكثر 

بينما دلف هو إلى غرفته وتبعته والدته التى جلست بجواره تربت على كتفه بحنو : مالك يا ولدى 

أسند رأسه على كتفها وأخبرها بألم : تعبااان يا أمى 

فمسحت على رأسه بحب : سلامتك من التعب اعملك حاجه دافيه

إبتسم بتعب : لآ يا امى قلبى اللى تعبان

– عشان رحمه لو تحب أنا هكلمها واستسمحها كمان

– إيه

إنتفض فزعا وعيناه حمروتان وهو يصيح :كفايانا ذل بقى تغور فى ستين داهيه مش عايزها مش كفايه جوزك عاملنا ملطشه

نهرته بضيق : يا ولدى دا أبوك برضك

فإعترض بقوه : وهيا الأبوه كلمه ودمتم عملى إيه أبويا هه عملك إيه إنتى طول عمره مشردنا من تحت راس الحيه اللى تحت بيحبك ويهينك بيكرهها ويعملها حساب ياشيخه بقى يروح يشوفله موروستان يعالجه بدل مهو قارفنا

إستنكرت حديثه معلله : يا ولدى هو عمره ما هاني وبيقسى عليكم من خوفه عليكم الدنيا مش أمان

سخر بحزن : إنتى لسه بتضحكى على نفسك بالكلام ده الاهانه يا أمى مش ضرب والشتيمه الاهانه أفعال بتقتل لو بيحبك بجد كان احترمك مكنش بقى لعبه فى إيد أبوه مره ومراته مره مكنش اتجوزها ولا حتى بقى عليها مكنش مرمطنا على الأقل عشان خاطرك القسوه بتولد الكره والعقد وقسوته عمرها ماكانت خوف علينا أد ما هيا خوف على نفسه عاوز يفضل يتحكم فينا دايما

بعد أن إنتهى عمل شهد عادت إلى المنزل علمت برفض رحمه لعز وحينما دخلت غرفته سمعة حديثه الغاضب : مالكم ياجماعه بتزعقو ليه يعنى بدل ما أرجع ألاقى زغاريط الاقى الكل بيخانق دبان وشه

أجابها عز بسخريه : زغاريط هه الظاهر إنى إتأخرت أوى ياشهد

إبتسمت بخفه : روق بس كده وكله هيبقى تمااام

وجلست أمامه تحاول التخفيف عنه عله يهدأ وبعد وقتٍ ليس بقليل تركته وذهبت إلى رحمه حيث وجدتها كئيبه حزينه فتعجبت قائله : إيه اللى جرى دا عز لما قال طلبك إمبارح قولت هرجع ألاقى الزغاريط ماليه البيت قوم أرجع ألاقيها قلبت معزى

أجابتها بضيق : أخوكى السبب ليه مقليش قبل كده وسابنى اهرى وانكت

– عشان كوثر يا بقره مش هتسكت وهتعمل المستحيل عشان تخربها وهتنها لحد ما تدبسك فى واحد وتجوز عز لبنت اختها لكن دلوقتى بعد ما نجح بابا ملوش سلطه عليه 

أنكست رأسها بحزن بينما تابعت شهد بغضب : أنا ياما حذرتك من التسرع اللى هيغرقك ده يابنتى عز كان يقدر يهج من وش بابا ومرضيش عشان يبقى قريب منك

عقبت بضيق : تصدقى عقلى مش قادر يصدق لحد دلوقتى اللى حصل

زفرت بغيظ : تصدقى بقى إنك غبيه عنك ما صدقتى بقى أحب واحد وأتمناه طول عمرى ولما يجيلى أتمنع ياختى وافقى ولما تبقى مراته هتعرفى ازاى تخليه يعشقك وخصوصا إن محدش جابره دا جاى بخطره 

إعترضت بضيق من حديث شهد : لأ طبعا أنا مقبلش علاقه مبنيه عالذل هو لو عاوزنى يحاول مره وعشره 

أوضحت بجديه: عز كرامته فوق كل شئ مش هيتذلل لسموك عشان ترضى دا غير إن اللى يحاول دى لو بينكم قصه حب خرافيه وفى عقبات لكن دى متسهله بس إنتى اللى بتتقصعى

عقبت بغباء : أخوكى لازم بعرف قيمتى عشان ميبهدلنيش بعدين 

إستنكرت شهد إصرارها : عز يبهدلك!! طب دا طول عمره شايلك فى عينيه

– آه ماهو باين أول ما قولت لأ ما صدق

زفرت بغيظ : تصدقى إنتى متستهليش ضفره بتتقنزحى على إيه دا ألف واحده تتمناه دا بنات البلد كلها يتمنو إشارته وإنتى بكره تقعى ف واحد من عينة بابا يربيكى صحيح وتعرفى ساعتها قيمة عز

تملكها الغرور وهى تقول : أنا أقع فى واحد زى باباكى هه ليه إنتى فكرانى غبيه زى أمك

كان عز ووالدته قريبان وسمعاها فصرخ بها عز غاضبا : رحمه 

إتسعت عيناها بخوف : عز

عقبت ساميه بإنكسار : كتر خيرك يابتى له وبتى على إيه ياست هانم بجى

بينما نهرتها شهد بحده : لأ أصيله ومعدنك نضيف أوى دى آخرتها

حاولت الإعتذار : شهد أنا

فقاطعها عز بحده : خلصنا يابنت الأصول على أوضتك ياشهد تعالى يا أمى

إبتعدو جميعا وهيا تقف عاجزه عن النطق أو الحركه نادمه على ما قالته لقد أعماها غرورها حتى تفوهت بالحماقات التى تسببت لها فى خساره أغلى الناس 

أفاقت على صوت والدها : مالك يابتى

قصت له ما حدث وهيا تبكى بين يديه لتجد يداه تيبستا وعيناه جاحظتان ينظران لها بغضب لم تعهده أبدا : إخض عالبطن اللى شالتك دى لو أمك لساتها عايشه كانت اتبرت من خلفتك طب عز وبتجلعى عليه عشان خزعبلات فى دماغك وشهد مجموصه منيها عشان واجهتك بحجيجتك لكن ساميه الست اللى ربتك وعِملتك بنى آدمه وكانت أم ليكى محسستكيش واصل باليتم ولا جصرت وياكى ف حاجه تهنيها جِدام عيالها ليه

حاولت تبرير خطئها : والله ما أعرف إنهم قريبين وسامعين

إستنكر مبررها الغبى : عذر أجبح من ذنب جريبين ولا بعاد تهنيها ليه من أصله ياخساره تربيتى فيكى الظاهر فهمتى حريتك غلط وبديتى تأذى غيرك لكن أبدا والله مايكون أول جحش عيجيلى يطلبك عرميكى له زى الكلبه 

جحظت عيناها برعب : إييييه لا يا بابا وحياتى

لطمها بقوه أسقطتها أرضا وصرخ فى وجهها : اخرسى خالص من إهنه وجاى ملكيش أى جيمه ولا رأى زيك زى الجزمه الجديمه 

تغاضت عن صدمتها من ضربه لها حتى تمنعه مما يقول وإستندت على يديها لتنهض وتلحق به : لأ يابابا اسمعنى بس أرجوك

لم يستمع إليها وأسرع بالخروج من المنزل كله غاضبا

كان عزت قريبا وسمع كل ماقيل من عتاب عز لوالدته حتى إهانة رحمه لها وكانت كلماتهما كخناجر مسمومه تحرق روحه 

خرج من المنزل يسير على غير هدى شاردا فيما سمع فهو من تسبب فى وضع ساميه فى هذا الموقف المهين لولا إهتمامه بالثراء ليتظاهر بالقوه أمام والده الذى رغم وفاته لازال شبحه يطارده فى منامه وكوثر لا تختلف عن والده أبدا كاد يخسر معشوقة قلبه كذلك ولديه من أجل هراءٍ فارغ فلا المال ولا السلطه ستعوضه إياهم لذا قرر بعد ليلة طويله من التفكير أنه سيعود كما كان ولن يهتم لأحد سوا أسرته الحبيبه فلم يهتم يوما أحداً به سواهم فهم عزه وعزوته

وحينما عاد من الخارج وجدها مستيقظه : ساميه!! لساتك صاحيه لدلوك

فأجابته بإبتسامه مشرقه : نطراك ياضى العين

صر على أسنانه بغضب من نفسه فرغم كل ما سمعته بسببه اليوم لازالت كما هى : وه يا ساميه لساتك كيه ما إنتى لسانك عينجط عسل

– تسلم وتعيش يا راجلى

أحس بإشتياق كبير : بجولك إيه الولد نامو

أجابته بتلقائيه : من بدرى

إبتسم بحب : طب ما تاجى نتحدتو شوى 

قضبت جبينها بتعجب: هنتحدتو فى إيه دلوك

إقترب منها قليلا : يعنى مخبراشى يا أم عجل صفيح اتوحشتك يا حُرمه 

نظرت حولها بخجل : وه وطى حسك حد يوعالنا

نهرها بخفه : اتجنيتى فى مخك ولا إيه إنتى مرتى وأنى بتحدت لهو أنى لساتنى عِملت حاجه 

كانت كوثر تتابعهما بحقد وكره وتنوى أن تجعل صباحهم نكِداً حيث إستيقظ عزت على أصوات شجارهن : خبر إيه منك ليها 

فأجابته كوثر بسخط : اسأل مرتك المدلعه هيا وبنتها

فنظر إلى ساميه بضيق : خبر إيه ياساميه عالصبح

أجابته بضيق : البت بتجرى على شغلها وكوثر راسها وألف جزمه تخليها تعمل الفطور جولتلها هعمله أنى مرضياش وعاوزه تأخرها 

زوت جانب فمها بحقد : الحج عليه عاوزاها تتعلم لترجعلك بالكحكتين سخنين وجوزها يكرفها بدرى

إعترضت ساميه بقوه : بتى معلماها كل حاجه

كوثر: شايف مراتك اللى ملقياش حد يوقفلها 

استيقظ عز بسبب ازعاجهم وخرج من غرفته ليستمع لما يقال واقترب ليتحدث كرادع لتلك الافعى : جرى إيه يا بابا هيا الكلمه بقت للحريم ولا إيه 

ظنت كوثر أنها تستطيع إشعال الحرائق بينهم : قول لأمك

فنظر لها عز بإشمئزاز : أنا بقولك إنتى شايفك واخده راحتك أوى والكلمه كلمتك وعامله كبيره الدار بتتأمرى عالكبير والصغير بأى حق إنتى زيك زى أى ست فى البيت عاوزه فطار شمرى ورينا شطارتك عاوزه شهد تتعلم طب ابقى اتعلمى إنتى الأول ولا دلع بابا نساكى ان فى رجاله ولها كلمه فى البيت

صرت كوثر أسنانها بغيظ ونظرت إلى عزت : شايف إبنك بيقول إيه

أومأ عزت بصمت فظنت أنها إستطاعت تحريضه عليه : وهتسكتله؟

فأجابها عزت بهدوء: له إنتى تنزلى تحضرى الفطور لحالك

أشارت إلى نفسها بصدمه : أنا؟!!!!

فأكمل عزت بجديه : ولو الوكل طلع ماسخ هطفحولك

صرخت فى وجهه بغضب : إنت أكيد اتجننت

فهدر بها : جن لمن يعفرتك حُرمه ناجصه غورى حضرى الوكل ولو نزلت لجيتك مخلصتيش معنديش غير المركوب

ركضت إلى الأسفل بينما نظرا إليه عز وساميه بذهول 

يبدو أن عصر كوثر الذهبى قد إنتهى 

إيمى عبده

الفصل السابع عشر

سمعت شهد الحديث ولم تصدق أذناها فوالدها وقف فى صفها من تلقاء نفسه وأفسد مخطط كوثر فى جعلها تتلقى ضربا مبرحا لتفرغ حقدها بها 

إقتربت منه بحذر تلقى السلام وتقبل يده فتفاجأت به يمسح على رأسها بحنو : صباحك هنا يازينة البنات

لم تصدق ماقاله لقد مدحها لأول مره بحياته ما زاد صدمتها حين إبتسم فى وجهها وأخرج مبلغا كبيرا من حافظة نقوده وأعطاه لها: خدى إشتريلك فطور زين عتشتغلى وتتعبى كتير يابتى وبت المحروج اللى تحت دى معيطلعش من تحت يدها لُجمه زينه

نظرت إلى عز فوجدته متعجبا فنظرت إلى والدتها فوجدتها شارده فى وجه أباها فعادت النظر له ولا تعلم ماذا تفعل فأومأ لها عزت فأخذت المال ولم تستطع منع نفسها من إحتضانه ولكن ما فاجأها حقا أنه بادلها بقوه 

وغادرت إلى عملها تدندن بسعاده وما أسعدها أكثر حينما رأت هديه تضحك بصوت مكتوم فنظرت إلى ما تنظر إليه هديه فوجدت كوثر تسب وتلعن وهى تطهو فاجعةً ما تدعى أنها طعاما

خرجت من المنزل وذهبت إلى عملها وجلست إلى مكتبها شارده وإبتسامه بلهاء تعلو وجهها لا تصدق ما حدث وتذكرت ما حدث ذات مره حينما بدأ صباحها بنفس الشجار لنفس السبب وإستطاعت والدتها بمساعدة رحمه تهريبها لتذهب إلى عملها قبل أن يراها والدها حيث ركضت خارج المنزل قبل أن يراها ويسمعها حديثه المسموم حتى صدمتها سياره اثناء التفاتها وهيا تركض عبر الطريق ولكن لحسن حظها لم يكن السائق مسرعا ولم يكن السائق سوى جاسر الذى تفاجئ بها حين خرج من سيارته ليرى من تكون : شهد

صرخت متأثره بسقوطها على الأرض : اااااه 

ثم نظرت نحوه بتفاجؤ : إيه دا دكتور جاسر

ضرب كفيه ببعضهما : لاحول ولا قوه الا بالله دا إنتى ولا اللى مكتوبالى فى روشته نخبط ف بعض كل شويه

ثم مد يده ليساعدها تنهض فرفضت ونهضت سريعا فسحب يده بحرج ثم عرض عليها أن يوصلها فأجابته سريعا : لأ شكرا

– يا بنتى بدل ما تخبطى فى حد تانى ونلمك أشلاء

إستنكرت تعليقه : يا باى بعد الشر عليا 

تنهد بضيق وأشار لها بالركوب معه : طب اتفضلى

أصرت على الرفض : لأ بالاذن

وأسرعت بالهروب وهيا تتلفت للتأكد أن لا أحد رآها تقف معه بينما لحق بها بسيارته يحاول إقناعها لكنها رفضت بشده وحينما أصر لطمت وجهها وهيا تترجاه أن يرحل وكأنه لا يعرفها فتجهم وجهه وغضب بشده من انفعالها الزائد وظنها السوء به فإبتعد 

ظنته سيقاطعها لكن لم يحدث وعلمت السبب من رقيه فقد أخبرها بما حدث فأوضحت له السبب ألا وهو خوفها من أباها

أفاقت من شرودها على ضحكات رقيه وأحلام اللتان تتغمزان عليها لظنهما أنها هائمه فى عشق جاسر لكنها لم تعقب وإدعت الإنشغال

________________

مر يومان والجميع يتجنب رحمه وبالطبع لم يمر الأمر على كوثر وكأنها وقعت على كنز حينما لاحظت ابتعاد الجميع عن رحمه فقد نجحت خطتها وغباء رحمه ساعدها أكثر مما توقعت

بدأت فى ازعاجها بشده بكافه الطرق فهيا تكرهها لأنها تملك جمال لم تحظى به يوما كذلك وحب الجميع لها

جلست رحمه فى الحديقه شارده الذهن بعيون باكيه تملؤها الحسره والندم وتتمنى لو يعود الزمن لتمنع ما حدث 

حينما عاد من عمله وجدها هكذا لم يستطع أن يتجاهلها كعادته فى الأونه الأخيره فجلس بجوارها ناظرا أمامه متسائلا بإقتضاب : مالك؟

نظرت إليه بهدم تصديق : عز ؟!!!

فأجابها ساخراً: لأ خياله

فأنكست رأسها بخزى : أنا أسفه

– على إيه

– على كل اللى عملته وقولته 

– حصل خير الواحد ساعه الغضب بيطلع اللى مخبيه

نظرت إليه بحزن : قصدك إيه؟

فأجابها بجديه ولازال ينظر أمامه : قصدى انها كانت فرصتك عشان تظهرى كرهك لينا واديكى ارتاحتى خالص وقريب أوى هترتاحى أكتر

– هه

تابع قائلا : اما اتجوز هخد أمى وشهد وسيبنهالك تتأمرى فيها براحتك

غاص قلبها فى الألم : إيه

بينما وقف دون حتى أن يحاول رؤية وجهها وهى تحدثه ولو للحظه : ابقى بلغى والدك انه مناسب 

فوقفت بصعوبه وسألته: هو إيه ده؟

أجابها بجمود : عريسك

إتسعت عيناها بخوف مييين؟؟

أوضح قائلا : واحد اتقدملك وباباكى طلب منى اسأل عليه والجدع طلع إبن حلال وشاريكى ومستواه المادى أحسن منى وعنده الخدم والحشم اللى تقدرى تطلعى عقدك فيهم براحتك ومحدش يلومك ما إنتى هتبقى الملكه هناك عن إذنك يا عروسه

كانت كلماته كسهام ثلجيه حاده تقتلها ببرود فلم تستطع الرد فقط تنهمر سيول الدمع على وجنتيها وإستندت على إحدى الشجرات وهى تتحسر على حالها وما أوصله لها عنادها وغضبها حينها عادت شهد من العمل وحينما رأتها هكذا نسيت غضبها منها وركضت إليها بخوف : رحمه إنتى كويسه؟

فأجابتها بصوت بالكاد يُسمع : آه

– متأكده؟

نظرت لها بندم : إنتى ليه خايفه عليا بعد اللى قولته 

فأجابتها بتلقائيه : طبعا إحنا اخوات وبنات عم رغم إنك قليلة الذوق وناقصه بس أنا اصيله ومفوتكيش فى ضيقه

ارتمت بين ذراعيها تبكى بشده :الحقينى ياشهد عز هيتجوز وجاى يقولى انهم هيجوزونى لواحد تانى

هتفت شهد بغيظ : الله أكبر أهو دا اللى كنت عامله حسابه طب اقعدى بقى خلينا نفكر

– هنفكر فى إيه ما هيا اطربقت غلى نفوخى

جذبتها بحده وأجلستها إلى جوارها ونظرت لها بضيق : أنا لحد الساعه دى مش مقتنعه إنتى يطلع منك دا كله

فأجابتها بتلقائيه : البركه فى كوثر الله يحرقها

رفعت حاجبيها بدهشه : إزاى ده؟!!!

– قبل ما بابا يقولى إن عز طلبنى كنت فى المطبخ وسمعتها بتحكى فى التليفون لأختها إن أبوكى أجبر عز يتجوزنى عشان فلوسى وبعدين لما أكون إدبست فى عيل ولا هو يعرف ياخد كل اللى حيلتى هيتجوز بنت أختها اللى هيتجنن وياخدها

هدرت بها بغيظ : إلاهى تتجننى إنتى وتروحى الموروستان بقى دا كلام حد يصدقه

– أعمل إيه اخوكى ساكت وفجأه يطلبنى وفى نفس اليوم وقبلها بمده كانت بنت أختها بتيجى كتير وتقعد كتير مع عز واللى نيلها أكتر إنه محاولش يفاتحنى الأول راح لبابا على طول كأنه بيتقدم لواحده غريبه مهنش عليه يبل ريقى بكلمه حلوه

أوضحت لها: عشان محوش كله لما تبقى على إسمه خايف عليكى من نفسه انتو فى بيت واحد والشيطان شاطر بس أنا كنت فكراكى اذكى من كده

قضبت جبينها بتساؤل :قصدك ايه؟

– ازاى تصدقى إن عز يعمل كده ولا يبص للقرده بنت أختها من قلة البنات ولا من حبه فى كوثر وعيلتها

– أهو اللى حصل بقى الغضب عمانى وادينى بدفع التمن كل حبايبى باعونى ومش طايقين شكلى وكوثر بتمسح بكرامتى الأرض كل شويه

زوت جانب فمها بغيظ : جربى ياختى شويه من اللى بشوفه عشان تتأدبى

إزداد بكاؤها: إتأدبت والله وتوبه أتنك على حد عمرى بس يسامحونى أنا كدا خسرت كل حاجه وعز راح خلاص

تنهدت بضيق : لأ مرحش روحى صالحيه وأتاسفيله وقوليله إنك بتحبيه قبل خراب مالطه

– طب وماما 

– لآ ماما طيبه بكلمتين تكسبيها

– وبابا

– لأ دا بقى معرفش حكم العرق الصعيدى بتاعه طلع وبقى التفاهم معاه مستحيل بس بيتهيألي عز الوحيد اللى يقدر يصلحك عليه

إبتسمت بخجل : طب وانتى ؟

فسألتها بغباء : أنا إيه؟

– مسمحانى

أجابتها بمزاح : أعمل إيه قلبى رهيف يلا عفونا عنك وأهو كله بثوابه 

احتضنتها بقوه: ياحبيبتى ياشهد إنتى أحسن أخت فى الدنيا

ربتت على ظهرها بحنو : عارفه ياختى بطلى شنهفه بقى غرقتيلى البلوزه

إبتعدت بحرج : هه هه ح هه حاضر

أخرجت منديلا من حافظتها وأعطته لها وهى تنظر لها بتقزز مصطنع : بطلى بربره بلاش قرف كده هتسدى نفسى عن الأكل وأنا راجعه ميته من الجوع قومى ناكل يلا

رأتها كوثر معها فإغتاظت فشهد ستجعلهم يعودوا لمحبة رحمه وتدليلها وتدمر مخطتها فذهبت تبحث لشهد عن مشكله : مالسه بدرى ياغندوره كنتى دايره فين يامفعصه

أجابتها بهدوء : أنا رجعت فى معادى وكنت قاعده مع رحمه هنا 

– آه وأنا هبله بقى وصدقت

– لآ أبدا بس إنتى لمحتينى من شباك المطبخ أول ما جيت ومتابعانا ولما غلبتى ومعرفتيش تسمعى بنقول إيه جيتى تفركشى القعده وتنكدى علينا

رفعت وتيرة صوتها لتجذب إنتباه عزت : إنتى اتهبلتى بتراجعينى فى الكلام طب أنا هقول لأبوكى يجى يشوفله صرفه معاكى

وقفت بهدوء وأمسكت يد رحمه تحثها على النهوض : يلا يا رحمه حكم الهوا هنا يخنق 

دلفت إلى الداخل وتركتاها تضرب الأرض غيظا وما جعلها تحترق أكثر حينما وجدت عزت قريب وينظر لها بإحتقار ثم إبتعد ولم تستطع جعله يثور على شهد

_____________

تفاجئ عز بهديه تخبره بوجود فتاه تسأل عنه تدعى شيرين فزفر بضيق وذهب للقائها : يعنى عملتى اللى ف دماغك برضو

أجابته بسخريه : لأ أستنى لما يتجوز ويخلف وأحضر سبوع إبنه

حازل إيضاح الأمر لها : يابنتى إفهمى بنقول بيتنيل يحبك بس الصبر يخلص من مشاكله مع أمه واخواله وعمامه ويفوقلك مش كده ياشيرين دا كرم ف دوامه عشان يتجوزك

أصرت على رأيها وكأنها لم تكن تستمع له : مليش فيه يجى يخطبنى وبعدها يحل مشاكله كل مايجى عريس أعمل مشكله مع بابا عشان أسباب رفضى مش مقنعه وحظى المهبب أول ما كرم قالى أصبرى العرسان وقفولى طابور

علمت ساميه من هديه بوجود فتاه تسال عن عز فذهبت لترى من تكون تلك الفتاه فوجدتها شابه جميله تحمل ملامح فاتنه وبسمه عذبه حيث قدمه لها عز : دى شيرين يا أمى اللى كنت كلمتك عنها سابق

قضبت ساميه جبينها بتذكر فمال عليها عز هامسا : حبيبة كرم

فتهلل وجه ساميه بسعاده فكرم بمثابة إبنٍ ثانى لها بينما رمقته شيرين بغضب فهيا تمقت هذا الإسم فإنتبه عز : آه آسف قصدى شيرى

تعجبت ساميه : وه هيا بإسمين ولا إيييه

إبتسم عز وهو لايدرى بما يجيبها : متركزبش يا أمى بقى

ساميه : الجصد نورتينا يابتى 

أجابتها سيرين بإبتسامه هادئه : منوره بيكم ياحاجه 

لمعت عيناها بالتمنى : يسمع من بوجك ربنا يابتى ياااه دا أنى منى عينى أحج

ربت على كتفها عز بحنو : إن شاء الله هطلعك يا أمى 

إبتسمت بهدوء : من غير بوك ياولدى الفرحه معتكملش وهو معيرضاش إنك تدفعلى وهو موجود ولا العجربه عتخليه يطلعنى

زفر بضيق بينما أحست شيرين بسواد جو من الحزن الممتزج بالحسره فأرادت أن تلطف الأجواء : بس أنا أسمع إن الصعايده أهل كرم ومضيافين

نظرت لها ساميه بوجهها البشوشه : اومال بابتى إنتى ضيفتنا وتتشالى عالراس 

إبتلعت ريقها ولمعت عيناها بفرحه : كده طب أنا نفسى فى فطير عز دايما بيغيظنى إنك بتعمليله أحلى فطير وأنا عمرى ما جربته

– بس إكده من عينيا الجوز

– يسلمو عينيكى 

– معوزاش حاجه تانيه

إعترض عز : لأ بقولك إيه متطمعيهاش أكتر من كده لتبيعنا هدومنا عشان طفاستها

نهرته والدته : به عيب يا عز يا ولدى دى ضيفتنا

عز : كده طب حضريلها تطفح

ساميه : وه 

ظنت أن شيرين ستغضب ولكنها تفاجأت بها تعقب بمرح : لأ عادى هو لسانه بينقط سم على طول وأنا خلاص اتعودت

رمقها بضيق : والنبى ما تعشيلنا دور المظلومه 

شيرين : شايفه ياحاجه طريقته 

وضعت يدها على وجهها تخفيه وهيا تمثل الحزن بينما إتلفت بوجهها من خلف يديها لتخرج لسانها له لتكيده فنهرها بخفه : بس يا تافهه

غضبت ساميه : عز

فأوضح لها : يا أمى دى بتمثل البُكى وتخرجلى لسانها

ضحكت شيرين بقوه بينما إبتسمت لها ساميه : والله فكرتك زعلتى صوح

شيرين : أزعل من عز مستحيل إبنك دا سكر مع إن لسانه عاوز الحش 

إعترضت ساميه : حش!! الشر بره وبعيد

مالت إليه شيرين بإبتسامه وتحدثت بصوت هامس : أمك طيبوه أوى

أجابها بنفس الهمس : وإنتى عاوزه تتعلقى من شعرك وإنخفى من هنا قبل ما كرم يعرف و يجى وتبقى وقعتك هباب

زوت جانب فمها بسخريه : ليه هيمسح وشى بقعر الحلل

– ياخفه

– ياسماجه

– ياغتاته

– إمشى يابت

ركضت تضحك وهو خلفها فإصطدمت بوالده : أنا أسفه جدا

نظر لها بوجه متجهم متعجبا من هذه الغريبه التى تمرح بمنزله ولا بعلم من هى وتفاجئ بعز يركض خلفها فسأله عنها حينها أجابته ساميه التى أتت خلفهما : دى زميلته

إبتسم لها بهدوم : يامرحب يامرحب نورتى دارنا إكرميها ياساميه لجل خاطر عز 

ثم تركهما وغادر وتبعته ساميه بينما سألت شيرين بتعجب : واد ياعز هو دا أبوك بجد

أجابها بضيق : أيوه يازفته

– طب مالراجل فل وعال العال أهوه أومال محسسنى ليه انه أبو لهب 

– كان كده والله بس إتحول النهارده الصبح

– ليه ركبه عفريت

– يركبك قرد يامتخلفه دا أبويا 

– يوووه دماغنا بقولك هو كرم قريبكم

– لأ صاحبى 

عضت على شفاهها بخجل : طب ممكن اسألك سؤال

رفع حاجبه بإستغراب : ومن إمتى الأدب ده إسألى ياستى

تغاضت عن تلميحاته لتصل إلى الحقيقه : هو كرم لسه بيحبنى وعاوز يتجوزنى ولا فى واحده تانيه

تنهد بيأس منها : يابنتى كرم ملوش ف العك ومحبش غيرك ولولا الصدفه مكنش كلمك أصلا ولا نسيتى 

تحمحمت بحرج بينما تابع : تحبى أفكرك لما كنتى عاوزه مساعده ف مشروع تخرجك وهو اللى ساعدك ولولا إنك أخت صاحبى وزى شهد عندى بالظبط مكنش وافق من أصله هو أصلا بيتعامل مع صنف الحريم بحساب إحنا مهما روحنا ولا جينا صعايده يعنى عيبه كبيره لو إتكلم مع واحده غريبه فمبالك لو حبها ولا إتهبل ومسك إيديها 

تنهدت بإرتياح وأمسكت يداه وهيا تبتسم بمرح : طب أهوه خليهم يطخونا بقى ونموت شهداء مسك الأيادى ههههههههههه

ترك يديها وهو يضحك على طفولتها: مجنونه إنتى مجنونه رسمى الظاهر أمى نسيت العقل فى دعوتها

قضبت جبينها بتعجب فتابع موضحا : كانت بتدعيلى يرزقنى ربنا باصحاب ولاد حلال ونسيت تدعى يكونو عاقلين يا مهفوفه

– غريبه أوى الدعوه دى عمرى ما سمعت حد يدعى للاصحاب 

– لا ماما بتقول ميتلفش امل الواحد إلا صاحبه 

– عندها حق المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل

كانتا يشاهدانهما بصدمه من بعيد فلم يعهدا عز بهذا المرح من قبل ومع فتاه فى منزله فإبتلعت رحمه غصتها وهى تنظر إلى شهد : مين دى؟

– بتسألينى أنا؟!!

– اومال اسأل مين مش إنتى أخته برضو

– آه بس مهو على يدك أهوه أنا مش لسه داخله معاكى على عالعموم قال ياخبر النهارده بفلوس بعد ثانيتين هيبقى ببلاش

لاحظ وجود رحمه تسلط عيناها على شيرين بوجه غاضب فإبتسم بخبث حينما لمعت فكرةً ما بعقله فإقترب منهما ومعه شيرين : إيه دا كله الدكتوره شهد والفنانه العظيمه رحمه فى بيتنا

لم تهتم لكونه يمزح معها على غير عادته هذه الفتره ولم تشعر بنفسها وهى تهتف به بغضب مشيره إلى شيرين : مين دى؟

أجابها بمكر : واحده صاحبتى

إزداد إنفعالها : ومن امتى بتصاحب بنات

حاول أن يُخفى فرحته بغيرتها وتيقن أن هناك سبب متخلف كعقلها دفعها لرفضه والغضب منه وإهانة الجميع : عادى يا رحمه ثم أنا مش فاهم إيه اللى مضايقك

إبتلعت ريقها بحرج : وهضايق ليه يا بشمهندس براحتك

نظر إلى شهد فيبدو أنهما تصالحتا : وانتى يا شهد مش عاوزه تقولى حاجه

أجابته بتعب : لآ أنا رجلى وجعانى وعاوزه أطلع انااااام

إبتسمت لها شيرين : شكلك مجهده أوى ممكن أساعدك

أجابتها بسخريه : آه سخنيلى ميه دافيه أحط رجلى فيها

نهرها عز بغضب : شهد إتلمى دى ضيفتى

أوضحت قائله : مهيا اللى بتستهبل هتساعدنى ازاى

شيرين : صدقينى لو فعلا هترتاحى مستعده اسخنلك ميه

إستنكر عز الأمر وإنفعل بغضب ناظرا إلى شهد ورحمه : أنا اللى دماغى سخنت ونارها هتولع فيكم انتو الجوز يلا غورو من هنا

هممن بالمغادره ولكنه أمسك بيد شيرين وجذبها للخلف : على فين إنتى ضيفه ملكيش دعوه بحد ولا بحاجة خالص 

إلتفتت رحمه لترى ذلك فإشتعلت غيرتها أكثر وأكثر بينما إبتسم عز لشيرين : يلا بينا

تساىلت بتعجب : على فين؟!!

– الجنينه

– ليه؟!

– همرجحك

ضحكت بقوه وخرجت بصحبته حيث أجلسها فى المرجوحه وبدأ بتحريكها فسألته بقلق : تفتكر لما كرم يعرف هيعمل إيه

أدرك مقصدها فهى ليست ببلهاء فقد علمت أنه قرر إستخدامها لإشعال غيرة رحمه منذ أن قدمها لهما وقد يستغل الأمر لجعل كرم يتخذ قراراً حازماً بما يخص عائلته لكى لا تضيع منه شيرين فتنهد بضيق وأجابها بتلقائيه : هيولع فيا بس مش مهم المهم انقذه من غباء أمه

زفرت بضيق : نفسى أفهم كرهانى ليه وهيا مشافتنيش أصلا

– هيا مش كارهاكى شخصيا هيا مش عاوزاه يتجوز غير من اختيارها وتكون من البلد

– إيه الحكمه فى كده يعنى

– الحكمه إن اللى بتتجوز من البلد يوم ما تطلع من دار جوزها يبقى عالقبر يعنى لو حماتها ولعت فيها مش هتعترض وأم كرم عاوزه واحده تطلع فيها العقد اللى طلعتها فيها حماتها ومش مهم ابنها المهم تعمل كبيره الدار وتعيش الفيلم

تسائلت بضيق : ما كرم له إخوات تانيين اشمعنى هو ولا عشان جدع وحنين

أجابها بسخريه : ياحنينه لأ ياختى إخواته شاربين المرار منها سواء بنات ولا ولاد واللى بتتجوز من بناتها ما بتصدق تخلع منها لو جوزها دبحها هيبقى ارحملها من عيشتها مع امها

– وباباهم فين على حد علمى عايش لسه

– ابوه متجوزها أصلا تخليص ذنوب 

رفعت حاجبيها بدهشه : بتهزر!!

– كان بين العيلتين تار وعشان يوقفو سيل الدم اختاروا النسب كبديل ووقع الاختيار على ابوه وهيا كانت عيله مغروره وفاشله وحماتها مبتحبش المياعه ربتها من جديد وبعد ما ماتت طلعت القديم والجديد على جتت جوزها لحد ما طفش وراح اتجوز واحده تانيه فى دار تانيه وسابها تولع وبيبعتلها مصروفها أول الشهر

تسائلت بتعجب : وعياله مبيوحشوهوش؟!!

– بيوحشوه ومراته التانيه ست ذوق جدا وبتحبهم بس ام كرم غلاويه وبتمنعهم عنه ومربياهم عالخوف وهو مش عاوز مشاكل معاها لان لسانها فالت وقليله الربايه مستعده تطلع عليه بلاوى هو ومراته وتفضحهم فى الكفر وهنا

إبتلعت شيرين ريقها بقلق : دا إيه الست دى طب أنا عتعامل معاها ازاى

أجابها بجديه : مهو دا مربط الفرس لو كرم اتمسك بيكى وطلع من تحت ايديها خلاص انسى انها تطولك 

– طب ما نروح لباباه يساعدنا

– ولا هيعمل حاجه دا لو عريس راح طلب إيد بنته منه بتولع الدنيا وترفضه ولو مين ما كان اللى عاوز يخطب يبعت أمه لها

إتسعت عيناها بخوف : إيه ده معقول الست دى دى فظيعه

إبتسم عز وأجابها ليطمئنها : متخافيش أنا وكرم معاكى

بادلته الإبتسامه بينما كانت رحمه تتابعهما من شرفة غرفتها بقلب يقطر حسره

(((((((*****))))))))

تحسنت الحياه بين فرح وياسين شيئا فشيئا لكنه كان حذرا ولم يحاول الإقتراب أكثر فقد أراد أن يعطيها وقتا كافيا للنسيان ويكفيه أنها لازالت بجواره 

ومر الوقت سريعا حتى أتى يوم جاسر وشهد ورغم أنها لم تتم شفاءها إلا أنها كانت تختطف الأنفاس 

كانت فى قمة سعادتها وخجلها من نظراته التى لم تفارقها لحظه منذ نزلت رآها وكم تمنى لو كانت بكامل صحتها لتمم الزواج الآن

بينما كان ياسين يتابعهما ويرى نظرات فرح الحزينه نحوهما وإحترق قلبه حزنا فهو يرى كم هو غبى أضاع حبا لن يعوضه 

كان يشاهد فرحتهما وعشقهما الجارف وتمنى لو كانت علاقته معها مثلهما وبعد أن تم عقد القران إبتعد فى آخر الحديقه بعيدا عن الجميع وإستلقى على ظهره ناظراً للسماء نادما

فى حين كانت فرح تتمنى لو يحاول من جدبد فقد اشتاقت له رغم قسوته فمنذ عودتها وهو يخشى الإقتراب منها 

بحثت بعينيها عنه ولم تجده فإبتعدت عن الجميع لتبحث عنه فى باقى الحديقه حتى وجدته فنامت لجواره بهدوء دون كلام

صُدِم برؤيتها بجواره ولكنه لم يجد أى تعليق فعاد ينظر للسماء فوجدها تقترب أكثر وسحبت ذراعه وإلتفت بها فأصبحت فى حضنه وهو يكاد يصرخ فهو مشتاق لها حد الجنون 

تعالت أنفاسه المتثاقله وهو يستنشق عبيرها وتضرب بعنقه أنفاسها الدافئه

إنتفض جالسا فهو لم يعد يتحمل : كفايه أرجوكى

تعجبت من ردة فعله : أنا عملت إيه؟!!!

نظر لها بأسى : كل دا ومعملتيش إنتى مش عارفه قربك دا بيعمل فيا إيه

أجابته بهمس : إيه

نظر لعينيها محتضنا وجهها بين كفيه وهو يبحث عن رد مناسب فلم يجد أبلغ من الفعل بدلا من الكلام وهو يقترب ويقترب حتى قاطعتهم تللك اللعينه فزفر بغيظ : استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم خير يا مرات عمى

نظرت لهما بغضب : حضرلك الخير ياولدى بس ميصوحش تتعروا فى الخلا إكده

هتف بذهول : نتعرى؟!!

ثم زفر بحده وتحدث بهدوء على عكس النيران التى تتأجج بداخله :سلامة الشوف يا مرات عمى ما إحنا بكامل لبسنا أهوه

زوت جانب فمها بغيظ : وأنا هستنى لما تفضحونا 

صاحت فرح فى وجهها بغضب : تتفضحى فى ميدان قولى إن شاء الله

ثم تركتها وعادت إلى الداخل وتبعها ياسين وتركا تلك الشمطاء تقضم شفاها غيظاً وتنظر حولها تبحث عن أم الخير لتسألها : جرى إيه البت الغازيه لساتها مجاتش ليه

أجابتها ببسمه زائفه : زمانتها جايه دلوكيت

أومأت بصمت وذهبت إلى حيث الجميع بيننا بصقت أم الخير على الأرض وهى تنظر فى إثرها بمقت

بعد أن تم عقد القران أراد جاسر أخذ شهد للخارج فوافق والدها شرط أن يأخذ معها أخاها حتى ولو كان سيصطحب ياسين وفرح فتمسكت شهد بأن تأخذ رحمه أيضا ووافق جاسر بترحاب فهكذا سينشغل كل منهم بمعشوقته ويستطيع التحدث إلى شهد بحريه فنظرات عز لرحمه كشفت له الأمر وحين حاول عز إدخال شيرين فى الأمر لإغاظة رحمه نصحته شيرين بألا يفعل فهذه مناسبه جميله لا يجب إفسادها وفرصه رائعه ليخرج برفقة رحمه فصمت وذهبو معهم لكن عظيمه أصرت أن يذهب للمنزل أولا فإذا كان الغداء فى منزل أل الشهاوى سيكون العشاء فى منزلهم فهم أهل كرم لا يقلون عنهم كذلك هى فرصه لترى شهد الجناح الذى ستتزوج به لتستطيع إختيار جهاز مناسبا وتخبرهم لو لم يعجبها شيئا وأرادت تغييره فوافق والدها ورغم عدم إرتياح جاسر لإقتراحها إلا أنه وافق فمهما كان ما تدبره لن يسمح لها بإفسطاد زيجته 

كان الجميع يجلس حول مائده الطعام حين دلفت تحت ذهول الجميع واقتربت منه بدلال ثم تحدثت بصوت مسموع للجميع : اتوحشتنى جوى جوى ياسى ياسين

كان يتناول الطعام فتوقف مصدوما مما حدث أما جاسر فكان يوارى وجهه بكفه بينما نظرت له شهد بضيق : مين دى يا جاسر

أجابها بهدوء مزيف : هيا مش قالت يا ياسين

– آه 

– خلاص بتسألينى أنا ليه أهو قودامك أهوه

فنظرت شهد إلى ياسين : مين دى يا ياسين

– هه أأ أنا 

كان ينظر لفرح وهو لا يدرى ماذا يقول اما هيا فكانت تنظر له بتقرب لردة فعله هل هو برئ من تلك الواقفه بجواره أم مذنب فقد كان قلبها يبكى خوفا 

ثم نظر ياسين لها بغضب : إنتى بتهببى إيه هنا

أجابته بضيق : جرى إيه مجابلتك المره دى عفشه ليه

حاول جاسر الإبتعاد فنظر إلى شهد : يلا ياشهد هنتأخر على الخروجه اللى وعدتك بيها

فإعترض ياسين بغيظ وهو يطرق بكفه بحده على المائده : اترزع هنا متسبنيش لوحدى

زفر جاسر بضيق : وأنا مالى أنا قولتلك من الأول الأشكال دى مبيجيش من وراها إلا الخراب

تذمرت الفتاه بدلال : وه بجى إجده ياسى جاسر وأنى اللى بجول عليك زين الناس

إلتعمت عينا جاسر بالغضب : بت إنتى أنا كام مره أقولك متتكلميش معايا

– أباااى عليك معتلينش أبدا

ثم نظرت إلى شهد : هيا دى بجى مرتك زينه

جاسر : عارف

دارت بعينيها فى الحضور ولاحظت نظرات فرح لها : اومال مرت سى ياسين فين تكونش الشابه دى

أشارت إلى فرح بينما سألها جاسر بشك : ولما إنتى عارفه انو اتجوز جايه ليه

أجابته بدلال : اتوحشته

فرمقها جاسر بإحتقار : إنتى بجحه أوى 

وأخيرا وقد خرج صوت فرح : مين دى يا ياسين

لم يسعفه الكلمات لكن الجد أجاب بغضب : تبجى عمله الاسود

لم يحتمل عز الصمت أكثر من ذلك فهتف بضيق : متفهمونا ياخلايق مين دى

فأجابته عظيمه بخبث : دى عشيجه ياسين اللى فى البلد

هتفت شهد بصدمه  : مييين؟!!!

بينما ألجمت الصدمه الجميع ثم تحولت رؤسهم إلى فرح بترقب ولكنها عكس كل التوقعات تحدثت بهدوء يوحى بعدم الإهتمام بينما يحترق قلبها حزنا لخيانته : وهو مش الحاجات دى حرام يا أستاذ ياسين ولا أنا بيتهيألى

فإعترضت الفتاه : له أنى مجربش الحرام واصل

– اومال علاقتك بيه دى إيه

– حلال مش مرته

إيمى عبده

الفصل الثامن عشر

بينما ألجمت الصدمه الجميع ثم تحولت رؤسهم إلى فرح بترقب ولكنها عكس كل التوقعات تحدثت بهدوء يوحى بعدم الإهتمام بينما يحترق قلبها حزنا لخيانته : وهو مش الحاجات دى حرام يا أستاذ ياسين ولا أنا بيتهيألى

فإعترضت الفتاه : له أنى مجربش الحرام واصل

– اومال علاقتك بيه دى إيه

– حلال مش مرته

فنظرت له فرح بترجى : ياسين

فأنكس رأسه صامتا بينما صاحت بها عظيمه : بتجولى إيه يابت المحروج إنتى

أجابتها بتحدى : بجول الحج

– كسر حوجك

إزداد إنفعال عظيمه فهكذا سيسوء الأمر فبدلا من أن تتخلص من فرح ستأتى هذه مكانها وهى ليست كفرح ستستطيع التخلص منها بكيدها 

غضبت رحمه حين لاحظت أن فرح على وشك الإنهيار فصاحت فى الفتاه بغيظ : اطلعى بره ياحيوانه

لكنها تفاجأت بفرح تقف بجوار الفتاه وهى تنظر إلى ياسين بحسره : لأ محدش يطردها ميصحش مرات الكبير تنطرد تبقى عيبه فى حقه ولا إيه يا ياسين

صرت عظيمه على أسنانها بغيظ : مرت مين دى كدابه

فنظرت لها الفتاه بتحدى : له إجده أنى أزعل وأزعلك معاى

فأجابتها بغرور : بجى إنتى تزعلينى أنى ياحشره

الفتاه : أنى مش حشره أنى بصون اللى منى بس إنتى تبعيى ضناكى عشان طمعك

إتسعت عينا عظيمه برعب : اخرسى

بينما تابعت الفتاه بإصرار : له معخرصش إنتى خبرانى زين أنى معتهوش

إزداد قلق عظيمه فتلك الفتاه تنتوى كشفها فصاحت بها :أنى هنادم عالشغالين يرموكى بره

إحتمت الفتاه بيايسين : إلحجنى ياسى ياسين يرضيك وردتك الغاليه تتبهدل إجده

فأجابها بتعب: إنتى إيه اللى جابك هنا

فأجابته ببرائه زائفه : مرت عمك

نظر لها الجميع بصدمه ثم تحولت رؤسهم نحو عظيمه التى حركت رأسها سريعا بالرفض : دى كدابه متصدقوهاش

ضرب الجد عصاه بالأرض وهدر بها : اجفلى خاشمك ياحيه 

ثم نظر إلى جابر الذى سأل اللفتاه بحده : شيعتلك ليه؟

أجابته الفتاه بخوف : أنى جالى مرسال منيها إن سى ياسين رايدنى كيه كل مره

وقف ياسين منتبها لها: كل مره ازاى؟!!

فأجابته بتلقائيه : ماهيا اللى بتشيعلى اجيلك

لم تستطع عظيمه الصمت أكثر فلعبتها ستنكشف لذا صرخت بإعتراض : دى عتخرِف انتو عتاخدوا على حديتها 

لم يستطع راشد أن يظل متفرجا فصرخ بها : اجفلى خاشمك بدل ما اجطعلك لسانك 

ثم نظر للفتاه : من متى بتشيعلك

– من أول مره

تعجب ياسين : أول مره أنهى؟!!

– لمن جابلتنى فى المولد واتحدت وياى شيعتلى واتفجت وياى تدفعلى كل مره اجيك جد اللى عتدفعولى الطاج تنين بس أنى مرضاش الحرام وجولتلك نتجوز 

سخر جاسر منها : ورقتين العرفى بقو جواز

فإعترضت بقوه : له دا على سنه الله ورسوله عند مأذون اومال أنى مخطيش الحرام برجليا ولو على رجبتى

أغمض ياسين عيناها بقوه صارً أسنانه قاضباً يده بغضب ثم نظر إلى عظيمه: ليه عملتى فيا كده؟ ليه؟

فأجابته الفتاه : عشان بتها

فنظر لها راشد : كيف ديه؟

فأوضحت قائله : مهيا عاوزاه يبجى معاى وجده يشوف إجده يجوم يجوزه ومش عيلاجى غير بتها جدامه ولما ما تمش مرادها و اتجوز ومجدرتش تطفش مرته وإلتجته عيبعد ومعتولش حاجه بعتتلى عشان العروسه تشوفنى وتهج

تعجب عز فنظر إلى جاسر متسائلا : مش ملاحظ انها بتكر كل حاجه بسهوله زى اللى جايه تعترفضء

أجابه بتأكيد : فعلا كان ممكن تمشى وتبقى نفذت المطلوب منها من غير ماتعترف

فنظر له عز بذهول : إنت بيس عادى كده دى بتتهم أمك

أجابه جاسر بملل : لا عادى متوقع كل شئ منها ومن ساعة ما صممت تعزمنا هنا الأول وأنا عارف إنها بتخطط لمصيبه بس توقعتها تخصنى مش لياسين

إزداد ذهول عز بينما إحتدت نظرات جابر تجاه الفتاه : إنتى جايه تعرفينا الحجيجه دلوك ليه؟

أجابته الفتاه بتلقائيه : رد جميل

– كيف ده

– أنى جبل ما أتجوزه كان جايلى على كل حاجه وخابره كد إيه بيعشج ست فرح وخابره زين لو اتفرجو عيتجهر كد إيه ولما جالتلى مرت عمه أجى جولت مبدهاش لازمن تنكشف

سألها جاسر بإستفسار : أيوه بس إنتى قولتى رد جميل لمين؟

– لسى ياسين كان راجل معاى وحمانى وممسش شعره منى مع انى حلاله 

نظر لها الجميع بصدمه : نعم!!!!

فتابعت ببسمه حنونه ناظره لوجه ياسين : كان بياجى يفضفض بس آخر مره كان ياجلبى عليه موجوع بالجوى بعد ما كسر بخاطر ست فرح من تحت راس الحيه دى جولت مبدهاش لازمن أساعده واكشفله عدوينه

سألها الجد بإستغراب : ملمسكيش كيف؟!!

– أنى كنت هربانه فى بلدكم من ولد عمى عاوز يتجوزنى غصب عشان يلهف ورثى ومجداميش غير إنى اتجوز ساعتها يكف عن أذاى بس كان لازمن يكون حدا واعر ولما جابلته أول مره كنت بتخبى فيه وواجعه فى عرضه يتاوينى منيه تاوانى فى أوضته ولما شافتنى مرت عمه فكرت اننا عملنا حاجه عفشه وتانى مره جابلنى حكيتله عن حالى صعبت عليه واتجوزنى ووجف جصاد واد عمى وخدلى حجى وكان يعاملنى مليح ويشكيلى ويحكيلى لحد ما نتعب وننام أنى معكدبش وعبجى مبسوطه جوى جوى وهو مع ست فرح أنى معاوده بلدنا وهو عيطلجنى بس أمانه ياست فرح تشيليه فى ننى عنيكى دا الغالى أبو جلب دهب

مالت إليه وقبلت كتفه ثم همت بالرحيل فتفاجأت به يمسك يدها ويقف أمامها بإبتسامته الاخاذه وقبل رأسها وخدها : متشكر

إبتسمت بحب : دا أنى اللى لو جعدت عمرى كله أشكرك معوفيكش حجك ياسيد الناس

نظرت لها فرح بحزن : طب لما ترجعى بلدكم هتعملى إيه ف إبن عمك

إبتسمت لها بطيبه : واد خالى عيجفلوه أصله عيعشجنى من زمان ولمن طلبوه ف الجيش وسافر واد عمى إستغل غيابه بس دريت إنه خلص جيش وعاود لأهله وناسه

إبتسم ياسين : إممم قولى كده بقى من لقى أحبابه نسى أصحابه بس تفتكرى هيعدى حكايه جوازك منى دى

– أنى بعد إذنك بعتله جواب حكيتله كل اللى حوصل وهو بعتلى أجهز حالى وعياجى ياخدنى ونتجوز بعد ما تطلجنى

إبتسم غمزا إياها : لأ أنا كده لازم أحضر وأشوفه دا إنتى كلتى مخى بحكاويكى عنه

إبتسمت الفتاه بخجل :وه عتخجلنى ياسى ياسين

ربتت فرح على كتفها بحنو : الكلام ده مينفعش إحنا كلنا لازم نحضر ونزفك عليه

تهلل وجه الفتاه بفرح : والنبى جد ياريت حتى يبجالى عزوه وأنى عروسه تصدجى له حج سى ياسين يعشجك

إبتسم جاسر بسخريه ومال إلى شهد : بنت عمك دى بينها هبله

نظرت له بقلق : ليه هيا البنت دى بتضحك عليها

رفع حاجبيه بدهشه : وأنا إيش عرفنى كنت ببات معاهم أنا قصدى إن واحده غيرها مكنتش تفوتها عادى وتصبر لحد ماتسمع لأ وكمان إتصاحبت عالبت وعاوزه تزفها

أجابته بهدوء : اللى شافته من ياسين مش شويه وإتعلمت إنها تصبر وتسمعله عشان متندمش بعدين وتضيع من عمرها وقت عالفاضى دا غير إنها بتحبه

إبتسم متأملا وجهها بهيام ثم غمزها بمكر : على كده لو جاتلك واحده بعيل توقلك إنه منى هتعديها

تحول وجهها لكتلة غضب مرعبه وأجابته بنظره مخيفه : دا أنا هعبيك فى أكياس متقطع إنت وهيا والعيل وبعدين أبقى أفكر إن كنت ظالم ولا مظلوم

إبتلع ريقه بقلق مصطنع ثم نظر إلى عز : مقولتوليش إن أختك بتتحول قبل كتب الكتاب ليه

فسألته شهد ولازالت بنفس الملامح وتلك النظره : بتقول حاجه ياحبيبى

إبتسم لها عاضا على شفاه السفليه من الداخل ليمنع ضحكته عليها فالبلهاء تظنه خائفا من تعبيراتها المضحكه : بمدح ف جمالك الخارق مش كده ياعز

أومأ عز بصمت وهو يجاهد أن يمنع ضحكته 

ضرب الجد عصاه فى الأرض ونظر إلى جابر الذى جاهد ألا يضحك : بجول كلنا عناجى نزفك ويكون عمى ربنا شفاه وعفاه وبطل يشغلنى مترجم لإشاراته

كانت عظيمه تتابع ما يحدث بحقد بينما جاهدت أم الخير أن تخفى فرحتها ونجحت لكن جابر لاحظها كما لاحظ بعض التصرفات الغامضه لها سابقا ولم يعقب يوما لأنه لم يفهم لكن الآن تلك البسمه تؤكد له سعادتها بإفساد خطة عظيمه وهذا مالم يفهمه خاصه أنه على يقين أنها المرسال الذى أتى بالفتاه ولكن فى حديث الفتاه أدرك أنها تعلم كل ما يحدث هنا لكن ليس من عظيمه 

أما راشد فخرج وهاتف زوج هند يخبره أنه سيتم الزفاف آخر هذا الإسبوع حتى يغلق أى طريق على عظيمه ويدمر كل خططتها وعاد ليخبرهم بالأمر حيث بارك الجميع لهند التى كانت طوال ما يحدث تشاهد بصمت وأدركت منذ أن كُشف أمر والدتها أن والدها لن يعاقب سواها كعادته لذا أومأت بصمت وإستأذنت لتصعد إلى غرفتها مدعيه الرغبه فى النوم ولكن فرح أرادت أن تخرجها من همها بأخذها معهم للخارج لكن هند رفضت بشده فكل منهم لديه فتاته وهى ستكون وحيده تتحسر على حالها

غادر الشباب بصحبة الفتيات للخارج بينما ثار الجد على راشد وغباؤه وحينما أيدته عظيمه صرخ فى وجهها : كله منك يابوز الخراب غورى من إهنه لأدش دماغك 

فصرت أسنانها بغيظ وذهبت إلى غرفتها كذلك أم الخير وظل جابر يتابع ما يقذفه الجد على راشد من إهانات بصمت حتى لا يعطى لراشد فرصه سكب غضبه عليه مجدداً وكل ما يشغله هو حال هند المسكينه التى وللأسف لن يستطيع مساعدتها

كانت ليله رائعه لهؤلاء العشاق خاصه ياسين وفرح اللذان قررا بداية حياه جديده سويا متناسين كل ما مضى كذلك جاسر وشهد اللذان إستمتعا كثيرا بالحديث سويا عن ترتيبات زفافهما

اما رحمه البلهاء فبدلا من أن تستغل الفرصه ظلت تسأله عن شيرين من تكون وكيف تعرف عليها ولما يستضيفها حتى مل منها وأخبرها ألا تتدخل فى شؤنه وقرر أن يجعلها تشتعل لغيرتها أدبا لها

إنتهى هذا الاسبوع بزواج هند التى لم يكلف أحد خاطره بسؤالها إذا كانت موافقه على مايحدث أم لا وهل هى سعيده أم لا ورغم يقين فرح من بؤس هند لكنها لم تتدخل فأمر هند بيد والدها كما أنها تزوجت بالفعل ولا فائده من التدخل سوى إيثارة المشاكل كذلك جابر 

تبعه خطبة الفتاه على إبن خالها بعد طلاقها من ياسين حتى تنتهى عدتها ويقيمو الأفراح

ويبدو أن أجواء الفرح أنعشت قلب أم الخير حيث تسللت إلى غرفة جابر مجدداً 

وبعد وقت قليل فزعت فرح من نومها إثر صرخات أحدهم فأيقظت ياسين والخوف يرتسم على وجهها فإنتفض جالسا وسألها بقلق : مالك فى حاجه تعباكى

أجابته بوجهٍ شاحب : لأ أنا بخير بس فى صريخ بره يرعب

أنصت للحظه ثم زفر بإرتياح: دى أم خير 

ثم عاد للنوم فصرخت به فرح : قوم يا ياسين متشلنيش مش معنى إنك على خلاف معاها نسيبها كده

إعتدل ونظر لها بضيق : خلافى معاها ملوش دعوه بس صريخها دا عادى ولما تسمعيه تحطى المخده على ودانك وتنامى كده

وجدته عاد للنوم مجددا فصرخت وهى تضربه بقبضتها : قوم لأخنقك بالمخده دى 

زفر بغضب وهو يجلس مجدداً  : يادى الليله اللى مش فايته عاوزه إيه يافرح

أجابته بغضب : روح شوف مالها

فمسح على وجهه بكفه وأجابها بغيظ : مالها العادى اتهبدت ف دماغها وراحت لجابر أوضته ورنها العلقه التمام بتاعة كل مره وأول ما يخلص هترجع اوضتها تتخمد

إتسعت عيناها بذهول من لا مبالاته : إيه البرود ده يعنى إيه يضربها قوم حوشه

صر على أسنانه بغيظ : واحد ومراته أنا إيش يحشرنى ف وسطهم

أجابته بتلقائيه : إنسانيه يا بنى آدم

أدرك أن لافائده من إقناعها فتأفف بغضب : أووووف طيب حاضر هتزفت أقوم أهوه

نهض من الفراش غاضبا يريد كسر رأسها العنيد لكن ذلك سيجعلها تثور أكثر لذا سيكتفى بالصمت والتنفيذ حيث سار إلى غرفة جابر وطرق عليها مناديا : ياجابر

أجابه ظن الداخل : خير ياياسين 

ثم ذهب ليفتح بعد دقيقه فهمت أم الخير لتركض خارج الغرفه مستغله إنشغاله مع ياسين فجذبها بحده من شعرها وألقى بها أرضا وخرج وأغلق الباب خلفه وحين سأله عما يريد وجده يجيبه بغيظ : والنبى يا جابر أنا عاوز أنام

رفع حابيه بدهشه : به ما تنام

أوضح له بغضب : فرح مصممه منامش إلا أما أنقذ أم الخير منك

إزداد تعجبه : وه مهى اللى جت لحالها

زفر ياسين بيأس : معلش خلينا نتخمد وإعجنها ف بعضها الصبح ولا أخنقها وارميها تحت السرير وادفنها الصبح المهم أعرف اتزفت أنام 

ضحك بخفه وأشار له بالذهاب فإتجه إلى غرفته حيث تفاجئ بفرح نائمه فى سلام وكأنها لم تكن تصرخ به منذ قليل فإتسعت عيناه وتنهد بضيق فمؤكد ستكون سببا فى جنونه يوما ما

بينما دلف جابر لأم الخير ينظر لها بغيظ : جنيتى إياك خارجه إكده جودامه

صاحت بغضب : وعتفرج ف إيه ولا مكفاكش ضرب فيى

إنفعل بغضب : عتفرج كتير يابت الفرطوس لو وعيلك إكده وشاف جتتك كت جتلتك

فأجابته بيأس : إجتلنى أنى تعبت 

زفر بغضب ثم عقب : إنتى اللى جيباه لحالك

بينما أصرت هى : له إنت اللى معندكش رحمه لا بتحن على ولا راحمنى

تنهد بحزن : ملوش عازه الحديت الماسخ ديه جومى إلبسى خلجاتك ومتعاوديهاش تانى

إزداد إصرارها : له هعاود إنت جوزى وحجى ولا مليش نفس زى بجية الحريمات

نظر لها بتمعن ثم أجابها بحده : الحريمات الصوح معتخربش الدور العمرانه وأنى معهنكيش واصل طول ما إنتى بوز خراب ومارجه ورا عظيمه وجومى بجى بدل ماجيب خبرك

إرتدت عبائتها وخرجت بينما ظل ينظر فى إثرها بضيق : آه يامرك ياجابر

بينما عادت إلى غرفتها تبكى على حالها وتنظر إلى صورته التى سرقتها يوما من غرفته دون أن يعلم وتدعو أن يعشقها يوما أن يكن لها كما جعلها قلبها لاترى سواه فهى تظنه تزوج بأخرى وأنجب فقط ليحرق قلبها والآن يعشق لكنها على يقين أنها ليست فرح فرغم ما تحاول عظيمه دسه برأسها إلا أنها ليست بهذه السذاجه ففرح ليست بخائنه كما أنها عاشقه حقا لياسين فقد رأت عشق فرح بعينيها وتصرفاتها فهى الأدرى بهذا الأمر كم تمنت حنانه تمنت وتمنت وبكت حتى غلبها التعب ونامت

وحدتها وحزنها جعلها تشتاق للأمان للحب لوالديها لأبٍ كان لها الحياه لأمٍ لم تستطع التمتع بحنانها لذا بدون تفكير منها حينما أشرقت الشمس وجدت نفسها تبحث عن أقرب مقابر وجلست بها تشكو همها عل من بها يرسلون شكواها لوالديها عل الموت يرحمها مما هى فيه ليست سيئه كما يعتقد لقد وجدت الأمان أخيرا حينما رأته فبعد والدها كانت عظيمه وأمها كسوطٍ يجلد روحها تسلطوا عليها وجعلوها خادمه لديهما وحتى ميراثها إستلولتا عليه ولولا والد عظيمه الطيب لهربت منذ زمن لكن بعد وفاته أصبحت أسيرتهما أكثر حتى ماتت والدة عظيمه قررت أن تحيا أخيرا لكنعظيمه لم تعطها أملاكها وحين ذهبت لتحاكيها بالأمر رأته أول مره وكأن قلبها خلق ليعشقه فقد نسيت حتى ما أتت من أجله حيث وجدت نفسها توافق أن تكون خادمة عظيمه فقط لتبقى بجواره فقد أخبرتها عظيمه أنه غفير لديهم ولم تخبرها بحقيقته كان عطوفا يحمل بسمه آسره وهيبه طاغيه وكان يعاملها باللين رغم أنه كان أكثر من واضحا أنه يكره عظيمه وكل ما يخصها حتى حدثت فضيحة هند ورائف حين ساهمت فى نشر الشائعه حولهما لم تهتم بهند نفسها فهى لازالت صغيره كذلك رائف سيكون بخير مادامت والدته على قيد الحياه فقد وصلت الغيره بعظيمه أنها أرادت وضع سم لها فى الطعام أو دفعها من أعلى الدرج وذلك بسبب زوجها الأحمق الذى دائما ما يمتدح والدة رائف ويخبر عظيمه أنها لا تصلح حتى خادمه لديها ويعنفها دائما لأنها السبب فى إبعادها عنه وكأنها كانت ستقبل به فالأحمق وحده من لا يرى عشقها الكبير لزوجها فلم تجد أم الخير حلا سوا نصحها بعمل فضيحه لكى تجعل والدة رائف تحيا بخزى هذا أفضل من موتها لكن الحقيقه كانت تريد حمايتها من الموت وحماية رائف من اليتم فهى عانت الأمرين من اليتم ولم تستطع أن تبحث عمن يساعدها فراشد وجوده كعدمه وأباه يمقتها لأنها تابعه لعظيمه وجابر من لاشئ يكره عظيمه وقد يتسبب فى كارثه بدلا من إصلاح الأمر ولن يسمح راشد بفضيحه كهذه وستقع المصيبه برأسها وحدها تنهدت أم الخير بحسره وهى تتذكر مخطط عظيمه للإيقاع بجابر فى مقابل أن تبصم لها على عقد لإيجار أرضها لمده عام بدون مقابل ووافقت 

لم تكن تعلم أن عظيمه فعلت ذلك سابقا وأن الأمر خاطئ كل ما أرادته هو إستعادة حنانه وأقنعتها عظيمه أنه سيعود بالزواج وظنت حقا أنها الطريقه المُثلى لذلك رغم خجلها الشديد أثناء التنفيذ وكانت تنتوى التراجع لكنها تفاجأت به أمامها وحين قررت أن تهرب كانت عظيمه قد سبقتها فى إطلاق صرخة إستغاثه جمعت كل من بالمنزل وكانت فى قمة سعادتها حين قرر بالفعل الزواج منها لكن عظيمه عبثت برأسها وأخبرتها أنه قد يتركها يوم الزفاف ويهرب إنتقاما منها لإجباره على الزواج منها هنا أحست بفداحة الأمر وأن ما فعلته غباء محض ووافقت لجعل الزفاف كما نصحتها ليتمم الأمر ولكن ماحدث سلب روحها من جسدها كان يشاهدها تتعذب ولم يغمض له جفن بل وأخبرها بوضوح لو لم تكن عذراء لقتلها وكان بالفعل يمسك بيده سلاحا وعيناه عليها قتل قلبها قبل جسدها ولديه ألف حق فمن تبتلى رجلا هكذا لابد وأنها تخفى جريمةً ما وتركها هكذا معلقه لا زوجه ولا عذباء ولا حتى تحيا عاشت تخدم عظيمه وعلمت فيما بعد أنه يمتلك نصف هذا المنزل فوالدة ترك له ثروه كبيره وإستطاع بمجهوده جعلها تتضاعف وحين إنتقلو للعيش هنا امر الجد بذلك لكى لا يبتعد عنه ولاحتى لا يعطى فرصه لغرور وغيرته راشد بطرده فهو أغنى من راشد بمراحل كذلك يهابه الجميع ولاحظت ان العام قد مر وتلاه أخر ولم تأخذ شيئا من الأرض لذا واجهتها وتفاجات بها تخبرها بكل برود أنه لم يكن عقدا للإيجار بل تنازل عن كل ما تملكه وأن لا داعى للثوره فبكافة الأحوال لا يليق بها أن تمتلك شيئا كما أنه كان مقابل زواجها من جابر وليس خطئها أنها لم تستطع جعله يعشقها فتركتها وذهبت إليه فليس لديها سواه لكنه ظنها أتت لتغويه مجدداً فضربها وطردها دون أن يستمع لها لذا عادت ذليله خادمه لعظيمه ويكفيها أنها تحيا بمكان يتنفس به وتراه حتى ولو كان من بعيد ويمقتها وكل ما كانت تفعله هو التخفيف من مصائب عظيمه وتفاجأت بعد وقت ليس بقليل بعظيمه تخبرها أنه تزوج بأخرى وأنجب فذهبت إليه مجدداً لتسأله عن الأمر طوتماما  كالمره السابقه بل ومزق ثيابها وإنهال على جسدها ضربا وأصبحت علاقتهما هكذا يتحاشاها دائما ولايتحدث معها إلا قليلا وكلما إشتاقت لرؤيته عن قرب تذهب إلى غرفته وهى على يقين أنه سيضربها ويهينها لكن رغم ذلك تذهب لتراه ولم تكف مصائب عظيمه فقد إنتوت جعل فرح تعانى كما عانت لكن عظيمه أدركتها بجعل ياسين من يقوم بالأمر بحجة أن عائلتها لن تمرر الأمر وسينقلب كل شئ على رأسها وأسرعت فى نشر الخبر حتى تمنع الناس من المغادره وتصبح الساحه فارغه لعظيمه أما بخصوص حمل فرح فقد تفاجات بالأمر كانت تلاحظها وهى تزيد العمل على فرح وظنت أنها تجعلها تعانى لتهجر ياسين ولم تدرك مقصدها إلا حينما وجدتها سعيده بخبر موت جنين فرح وكذلك أمر كانت تمثل دائما أنها فى صفها لتحمى الجميع من بطشها وحين أخبرتها بأمر إنتقال ياسين لم يكن كيدا ولن لأن عظيمه ستعلم الخبر بعد قليل وستشك بها وحينها لن تعلم بمخططاتها وتفسدها أما بخصوص تلك الفتاه التى رأتها تخرج من غرفته وظنت أنها وقعت على كنز وأرسلتها لتأتى بها بعد أن غادرت تسللت أم الخير وذهبت لها تنصحها بألا تفعل ما تريده عظيمه لأن ياسين عضبه قاتل وتفاجأت بالفتاه تخبرها حقيقة الأمر وأنها لن تؤذى من مد لها يد العون لكنها ستجارى عظيمه حتى لا تلجأ لغيرها وتضره وظلتا على تواصل حتى أتى موعد كشف الحقائق وإستطاعت أم الخير جعل عظيمه تنتظر حتى يعودوا للمنزل كى لا تنشب الحرائق فقد أخبرتها أنها إذا أتت بمنزل الشهاوى سيمنعوها من الدخول وسيعلم ياسين بوجودها قبل لقائها بفرح وتفشل خطتها لكن بمنزلها ستستطيع إدخالها بسهوله لكن الحقيقه أنها أرادت ألا تكون عائلة فرح موجوده فهم لن يصبروا حتى يدركو الحقيقه وستنجح خطة عظيمه فى إبعاد فرح

كانت صابره على حالها لأن البؤس يملأ الأجواء فياسين عاجز عن إيجاد فرح وهند حزينه منطويه وجاسر كجبل جليدى لا يرى النساء لكن الآن بعد أن رأت الفرحه والعشق يملأ المنزل إشتاق قلبها له فذهبت إليه عله يلين ولكن لا فائده وها هى تبكى حسرة وحدتها وآلامها التى لا تنتهى تطلب من الأموات أن يرسلو لوالديها حتى يأتيا ويأخذانها تطلب من ملك الموت أن يأخذ روحها إليهما 

بينما إستيقظت عظيمه وكانت غاضبه كعادتها مؤخرا فكل ما خططت له فشل ولم تجد سوا أم الخير تصب غضبها عليها فهى تغار منها فمنذ أن أتت أعطاها الأسيوطى غرفه كبيره يتبعها دورة مياه ويعطيها شهريا مبلغا كبيرا من المال ويخبرها أنه لإحتياجاتها فهو يفعل ذلك مع الجميع ورغم أن أم الخير إكتشفت أنه لا يفعل ذلك سوا معها لكن لم تعترض فليس لديها مُعيل ولم تعلم أبدا أن جابر هو من طلب منه ذلك فمنذ حطت قدمها بهذا المنزل وقد إعتبرها مسؤلةً منه وقد لاحظت عظيمه وأرادت تدمير علاقتهما حتى لا تصبح أفضل منها وهى من أخبرت جابر أنها من أشاعت خبر هند ورائف لأنها تعلم أنه يمقت تلك التصرفات وحينما تقدم أحدهم لخطبتها من الجد ثار جابر ورفض بشده وعلمت عظيمه ولكن أم الخير لم تعلم ذلك لذا خدعتها بأخذ أملاكها مقابل الزواج منه وهى تعلم أنه ليس كزوجها لن يمرر الأمر هكذا وحين وافق بلا تعب غضبت ونصحتها بجعل الزواج بهذه الطريقه حتى لا يهرب ولكن الحقيقه أنها أرادت جعله يدرك أنها ماهى إلا تابع ذليل لها حتى يمقتها ويبتعد وحين تركها هكذا لم يرضى عظيمه الأمر كانت تريد طلاقها لكن هذا يكفى وحين سمعت بشائعة زواجه أبلغت أم الخير بمنتهى السعاده لتقتل أملها وكانت أكثر من سعيده حينما كانت تذهب أم الخير إلى غرفة جابر ويضربها حتى انها كانت كلما تجدها هادئه تحثها على الذهاب له لتستمتع بصوت صراخها وحين كانت تتسبب فى ضربها له علنا كانت تتصنع الإهتمام أمامها حتى تظنها تكترث لأمرها وتظل وفيه لها

دلفت إلى غرفة أم الخير تصيح بغضب لكنها لم تجدها وتذكرت أنها سمعتها تستغيث بالأمس فظنت أنها إستطاعت بعد معاناه جعل جابر يلين فثارت وذهبت إليه تسأل عنها لكنه رفع حاجبه بسخريه فمنذ متى يُسأل عنها وظنها خدعه جديده منها 

ظنت عظيمه أنه قتلها وأخفاها فصرخت وجمعت عليه المنزل وهى تخبرهم أنه قتلها لذا تيقن جابر أنها بالفعل لا تعلم أين هى فإبتلع ريقه بقلق فهى منذ أن أتت إلى هنا لا تخرج دون إذن عظيمه لذا دون تفكير صرخ فى الخدم بالبحث عنها وغضبه أثبت لعظيمه والجميع أنه لا يعلم عنها شيئا بالفعل لكن ياسين كان يعلم أن غضبه يخفى به خوفه عليها 

وبعد أن وجد جابر أن لا أحد يعلم بمكانها أصبح يدور فى المكان كأسدٍ حبيس ليس لها مكان أو أحد هنا فأين ذهبت لذا توقع أنه تكون عادت إلى بلدتهم ولم يفكر مرتان بل أسرع وقاد سيارته بقلب يرتعد وعيناه متجمده على الطريق الذى لا يراه بل يرى صورتها الباكيه أمامه وقد أدرك الآن أن تلك الصوره لم تتغير منذ زمن لم يرى ضحكتها منذ تزوجها وكأن حياتها إنتهت بعد ما فعله بها فى الزفاف كان يتألم حين يؤلمها لكن كلما أتت إليه يتذكر حينما أبلته بفضيحه لم يقترفها ويثور عليها بغضبٍ قاتل ولا يدرك ما فعله إلا بعد فوات الآوان لكنه يرفض محاولة إصلاح الأمر فقد ظن بإبعادها سيجعل حالها ينصلح وتكف عن إيذاء غيرها كان فى صراعٍ دائم فقد عشقها قلبه ورفضها عقله لكن حينما أحس بخوفه عليها تغلب عشقه على تفكيره وما أغضبه حقا أنها بالأمس أخبرته أنها لن تكف عن محاولة جعله لها وكم كاد قلبه يقفز فرحا لذلك واليوم تتركه هكذا بلا سبب لما لو على ضربها وإهانتها فمن المفترض أنها إعتادت تنهد بحزن فمهما إعتاد الإنسان على المهانه يظل قلبه جريحا متألما ويزداد ألمه مع كل مره 

مرت ساعه وهو يأكل الطريق أكلا حتى يصل لها لكن  رنين هاتفه جعله ينتبه

لقد كان ياسين فأجابه سريعا حيث وجده يقول : رجعت ياجابر إرجع

أوقف السياره بحده وبدأت أنفاسه المضطربه تهدأ قليلا لكن خوفه جعله مشتاق لرؤيتها بشده لذا إستدار بسيارته وأسرع عائدا  وكاد أن يصطدم أكثر من مره حتى وصل أخيرا ونزل من سيارته راكضا إلى الداخل حيث وجد ياسين ينتظره فسأله عن مكانها وأخبره أنها بغرفتها وقبل أن يذهب وضع ياسين كفه على كتفه موقفا إياه : كانت ف المقابر 

نظر له بدهشه : كيف ديه أبوها وأمها مدفونين فى البلد عتعمل إيه ف مجابر غريبه

فأومأ له بتأكيد : خرجت تدور على أقرب مقابر بتشكى للأموات منك بتشكيلهم يمكن يقولوا لأبوها وأمها ييجو ياخدوها وصلتها إنها بتطلب الموت من الأموات ياجابر

إتسعت عيناه بألم بينما تابع ياسبن بضيق : رجعت مبهدله والتراب مغرقها ولا دريانه بحد حتى مرات عمى قالت محدش له دعوه بيها وكله مدخلش ولما جت تلومها إواى تخرج من غير إذنها معبرتهاش ودخلت أوضتها وقفلت عليها ومن ساعتها ومرات عمى شايطه إنها معبرتهاش وأنا كنت عارف إنك هترجع على أخرك عشان كده كان لازم أعرف منها الأول جبت مفتاح أوضتها وقولت أخبط الأول لو رفضت هفتح ولازم أعرف لكن أول ما خبطت وقولتلها أنا ياسين فتحتلى وقعدت عالأرض ولما سألتها قالتلى وبعدها لقيتها بتقولى يابختك صبرك إنتهى ولقيت حبيبتك أنا لا هو رايدنى ولا الموت رايدنى أنا عمرى ماكرهت أم الخير كنت بضايق لما ألاقيها بتسمع لمرات عمى بس كانت بتصعب عليا كل ما تلاقى حد فرحان تقعد بعيد تعيط كنت بحاول أبين إنى مش مهتم عشان متعندش إنت زياده لكن ياجابر كل شئ وله آخر دا حتى جدى اللى مكنش طايقها بقت تصعب عليه وعمال يتحايل عليك تريحها وتريح نفسك

ثم تركه وإبتعد فظل جابر متجهم الوجه غاضب من نفسه فقد جعلها محط شفقة الجميع 

تنهد بتعب وصعد إلى غرفتها وى 

حين دخلها تفاجئ بها خاليه حتى سمع صوت المياه قادمه من الداخل فقد جعل غرفتها ملحق بها دورة مياه فلن يسمح لأحد برؤيتها بعد أن تستحم فهى تخرج بشعرها المبلل ووجهها النضر تخطف الأنظار أو سماعها وهى تدندن بالداخل نعم فقد كان يتابعها طيلة تلك السنوات ويغلم كيف تتنفس لكن لم يعلم كيف تفكر لكنه كان ممتنا لكونها تعشق الملابس الواسعه ولا تحب الزينه فلو رأى أحدهم جمالها الحقيقى لما سلمت أبدا حتى فى زفافهما رفض أن تخرج من غرفتها حتى النساء رفض جعلهم يراها بكامل زينتها ورغم ما فعله بها ليلتها لكنه كان يعاقب قلبه بذلك حتى لا يتمداى بعشقها وللأسف تمادى دون أن يشعر

خفق قلبه بقوه حين خرجت تلف جسدها بمنشفه وينسدل شعرها كليلٍ سرمدى على ظهرها ولم تمتبه له فقد كان عقلها شارداً منذ عادت وهى فى عالمٍ آخر ولم تتحدث سوا لياسين فهو وحده من سيشعر بها فقد عانى مرارة الإنتظار واليتم مثلها وبعد أن تركها دلفت للداخل لتستحم وجلست طويلا تحت المياه عل برودة المياه تطفئ نيران قلبها الحزين

تفاجئ جابر بها تفتح الدولاب وتقف داخله فعلم انها لم تراه لكنه إبتلع ريقه بصعوبه حينما رأها تنزع المنشفه عنها 

إيمى عبده

الفصل التاسع عشر

خفق قلبه بقوه حين خرجت تلف جسدها بمنشفه وينسدل شعرها كليلٍ سرمدى على ظهرها ولم تمتبه له فقد كان عقلها شارداً منذ عادت وهى فى عالمٍ آخر ولم تتحدث سوا لياسين فهو وحده من سيشعر بها فقد عانى مرارة الإنتظار واليتم مثلها وبعد أن تركها دلفت للداخل لتستحم وجلست طويلا تحت المياه عل برودة المياه تطفئ نيران قلبها الحزين

تفاجئ جابر بها تفتح الدولاب وتقف داخله فعلم انها لم تراه لكنه إبتلع ريقه بصعوبه حينما رأها تنزع المنشفه عنها 

لقد رأها ترتدى أمامه القصير والضيق لتغويه لكنه لم يرها عاريةً أبدا حتى يوم زفافها كانت عيناها ترتكز بعينيها فقط لم ينتبه لشئٍ آخر وعلم أنها عذراء حينما سمع الدايه تخبره بذلك لكنه لم ينظر وكان قد طلب منها سابقا أن تحضر دما مزيفا معها وأن تجعل أم الخير تتألم لتظن أنها أنهت الأمر لكن الحقيقه أنها أكدت له عذريتها ولم تفعل لها شئ آلامتها فقط لتظن أنها فقدت عذريتها لكن الحقيقه أنه أراد معاقبتها حتى لا تستمع لعظيمه مجدداً فلم يستطع حرمان نفسه من هذا الأمر حتى لو إنتظر ألف عام حتى تتخلص من سيطرة عظيمه عليها

إستدارت أم الخير ولازالت لم تنهى إرتداء ملابسها ففزعت حين وجدته أمامها فدخلت الدولاب سريعا وأغلقت الباب عليها وهى تصرخ فلغبائها تظن نفسها بشعه لذا ترتدى الواسع وتهمل فى نفسها وكانت تظنه يرفضها دائما لأن الملابس التى كانت تذهب له بها تُظهر بشعاتها كما جعلتها عظيمه تظن ولا تعلم أنها فتنه متحركه تشعل قلب من يراها لكن الجميع يخشى غضب جابر رغم سوء علاقتهما لكنه يظل رجلا يغار على زوجته حتى ولو ميته على عكس راشد لو فُعِلَ بعظيمه الأفاعيل لن يبالى وذلك ما يقتل عظيمه أنها لا قيمة لها عند أى أحد حتى زوجها ولما لا فهى حاقده أنانيه ترغب فى جعل كل شئ لها وحدها فقط

إبتسم جابر بحب فلم يعد قادراً على التحمل فبعد رُعب قلبه عليها ثم رؤيتها هكذا إنهارت كافة حصونه حيث تحركت قدماه من تلقاء نفسها وفتح الدولاب ووجدخا تختبأ تحت الملابس فأمسك يدها بقوه ساحبا إياها إلى خارج الدولاب ويحاول جعلها تنزل يدها الأخرى من على وجهها : يابت متخافيش معضربكيش

فأجابته ببكاء: بعد من إهنه عاوز تشوف عفاشتى لجل تتشمت فيا 

رفع حاجبيه بدهشه فقد كانت تلقى بنفسها عليه سابقا والآن هذاااا : عفاشت إيه يامخبله

لم يعلم أن بعد حديثها مع ياسين دلفت لها عظيمه وأخبرتها أن ما تفعله بلا جدوى فجابر لن يهتم بها فهى ليست جميله لهذا يرفضها بشده ولا تعلم أنها تقول ذلك لتكسرها فقد رأت القلق جليا بعين وتصرفات جابر وخشيت أن يسامحها على كل مامضى بسبب خوفه عليها لذا قررت جعلها تشعر أنها لاشئ حتى إذا حاول الإقتراب منها تظنه يشفق عليها وتُبعده

لم تجيبه وظلت تبكى فصرخ بها : إكتمى

شهقت بخوف حين باغتها بصرخته الغاضبه ونظرت له بإنكسار آلمه فتنهد بحزن : بجى أنى جلبى مولع نار وعدور عليكى كيه المجنون وإنتى عتتخبى ف الدولاب

إبتلعت ريقها بخوف ونظرت إليه بترجى : ربنا يرضى عنيك ياجابر أنى بيا اللى مكفينى وفايض متضربنيش أنى تعبت وجتتى معدتش تتحمل وأنى معجيش ليك تانى لو فيها موتى 

إبتلع غصة حلقه من كلماتها الموجعه: وأنى معمدش يدى عليكى تانى وإن حوصل هجطعها

نظرت له بتعجب ثم إتسعت عيناها بذُعر : له له ياجابر أنى معضايجكش ف حاجه واصل بس متطلجنيش نفسى أموت وأنى مرتك يمكن اللى إتحرمت منيه وأنى عايشه ربنا يعوضنى عنيه بعد أما أموت خابره إنك كارهنى وكاره طلتى بس ربنا حنين جوى وخابر باللى بيا وعيعوضنى 

كلماتها جعلت قلبه يرتعد خوفا ظنها قد تُقبل على الإنتحار من يأسها كيف تركها تصل إلى هذا الحد مد يده ليمسح عبراتها فإنكمشت بخوف فقبض يده بقوه غضبا من نفسه ثم إستنشق الهواء بقوه وزفره ببطأ ومد يده يرفع ذقنها وإبتسم لها فإتسعت عيناها بصدمه يبتسم فى وجهها ومازاد صدمتها حين وجدته يمسح دموعها بحنان ويحضن وجهها بين كفيه : بحبك بعشجك ياضى جلبى

كاد أن يُغشى عليها وهى لا تصدق ما سمعته توا ثم نفضته بعيدا وجبدات تضرب وجهها بيدها وهى تتمتم بصوت مرتعد : أنى إتجننت فوجى يامخبله دا منام فوجى

فأسرع بمسك يديها بقوه : إعجلى بابت عتضربى حالك ليه

هزت رأسها سريعا برفض : له له أنى عحلم له

إبتسم بحب : إيوه عتحلمى وعشان الحلم يحلو جوليلى عتحبينى ولا له

إقتنعت أنه بالفعل حُلم لذا تركت نفسها تقول وتفعل ماتريد حيث إقتربت منه بخجل : أنى عحبك جد السما والأرض جد الهوا اللى عتنفسه 

تنهد بإشتياق : يابووووووى

لم يستطع الإنتظار أكثر لتصبح ملكا له ويحيا معها أجمل حُلم وهى ظنته حُلما حقا وزاد يقينها بذلك حينما وجدت نفسها عذراء ووجدته يخبرها بأنها عشق حياته بينما كان ياسين ينتظر بقلق قريبا من غرفتها خوفا من أن يتغلب غضب جابر على عشقه ولكن الصمت الذى طال جعله يتنهد بإرتياح وامر الخدم بإعداد وليمه ملوكيه لفردين وكان أغلبهم يظن أنها له ولفرح لكن الجميع تفاجئ به يحمل الطعام و يتجه إلى غرفة ام الخير حينها أدركت عظيمه ما يحدث وأسرعت لتفسد الأمر لكن ياسين كان أسرع منها حين أغلق الباب عليهما بالمفتاح ودفع بالمفتاح من أسفل الباب وطرق بخفه وترك الطعام مغطى أمام الباب فى حين شعر جابر بحركه على باب غرفته وإبتسم بإمتنان حينما وجد أحدهم يغلق الباب ويرسل له المفتاح من أسفل الباب ويطرق بخفه فعلم أنه ياسين حينها نهض وإرتدى ثيابه ثم أخذ المفتاح وفتح الباب وإنحنى يرفع الطعام

بينما كان ياسين قد رحل ممسكا بعظيمه من ساعدها بقوه آلمتها وسحبها خلفه كالماشيه قبل أن تزعجهما حتى وصل أمام راشد ودفعها عليه : لم بلوتك دى بلاش قرف مش هنفضل مستحملينها كتير

وذهب وجعل أن الخدم قريبا يراقب عظيمه فإذا ما توجهت إلى غرفة أم الخير مجدداً يخبرونه فورا بينما دفعها راشد بتقزز وتركها وإبتعد وظلت يصر على أسنانها بغيظ فكل مخططاتها باءت بالفشل 

فقررت الذهاب إلى غرفة أم الخير مجدداً ولكنها تفاجأت بجابر يرفع الطعام وظنت أنها فرصته وما أن همت ببث سمها تفأجات به ينظر لها بسخط ويصرخ مناديا على راشد: لم الحيه دى بعيد عنى وإلا جسما عظما عخلى طوب الأرض يشيل ويحط فيك 

ثم دخل وأغلق الباب بحده مستمتعا بصرخات عظيمه وحين دلف إلى أم الخير وظنها ستغضب من أجل عظيمه تفاجئ بها تبتسم : عجولك دى أكتر من ميت ضربه تضربهاله حكم هو عيخاف على سيرته بين الناس وواخد ف نفسه مجلب إكده عيتحرك ويكسر راسها خليها تحل عنا

قضب جبينه بتعجب : عجايب فكرتك عتزعلى عليها

أجابته بسجريه حزينه : جولى إزعلى على حالك لول دى معيشتنيش ساعه زينه أحكى عنيها

ثم تنهدت بحزن وهى تقص عليه حياتها منذ أن توفى والدها ودموعها سيل حزين يشكو مرارة الأيام وحين إنتهت اراد حقا ضرب نفسه فلو أعطاها فرصه واحده للحديث لو إستمع لها ولو لمره لما تعذبت هكذا لما ضاع منهما كل هذا الوقت لذا دون إدراك منه وجد نفسه يقبل رأسها معتذرا منها ووعدها أن يكون سندها منذ الآن ولا عظيمه ولا غيرها سيكون له أى سلطه عليها هو فقط زوجها وحاميها فتنهدت بسعاده يبدو أن عقلها يُريها أحلاما رائعه قم دفنت وجهها بصدره وأغمضت عيناها مستسلمه للنوم

بينما كانت عظيمه تُضرب لأول مره بحياتها وبيد من؟ راشد فقد خاف من تهديد جابر وعلم أنها لن تستمع وستذهب لإزعاج جابر مجدداً لذا لم يجد بُدا من ضربها حتى تعب وتركها تلهث من الألم وتتوعد أن تنتقم من الجميع وظلت تفكر حتى أوصلها شيطانها إلى أظلم السُبُل 

بعد عدة ساعات إستيقظت أم الخير وهى تبتسم بأمل بعد هذا أن قضت نومها تحلم بتحقق أجمل أمانيها وهى لا ترغب فى أن تفتح عيناها على واقعها المرير لكنها أحست بذراعٍ قويه تطوقُها ففتحت عيناها بخوف حينها تفاجأت بجابر ناىم بجوارها ويحتضنها بقوه هزت رأسها بقوه لظنها أنها لم تستيقظ بعد حتى جعلته يستيقظ وإعتدل وهو يبتسم : له جد مهواش منام يا مجننانى

عضت على شفاها بخجل فقد تذكرت ما حدث ثم قضبت جبينها بتعجب ونظرت إلى الفراش فرأت دمائها ثم نظرت له مجدداً تريد توضيحا فحمحم بحرج وشرح لها كل شئ وظنها ستغضب لكنه وجدها تلقى بنفسها بين ذراعيه فلا يهم ماحدث المهم أنه كان لها منذ البدايه أحبها كما أحبته ولم يتزوج بأخرى ووعدا بعضهما ألا يخفيان أى شئ مجدداً عن بعض مهما كان

مر يومان وقد أخذ جابر بنصيحة ياسين وأخذ أم الخير وسافرا لقضاء وقتا ممتعا وحدهما بعيدا عن الجميع وذلك الأمر جعل عظيمه تحترق غيظا خاصه أنها حاولت أن تتعالى كعادتها على أم الخير لتثبت لها انها لاشئ ولكن جابر كان لها بالمرصاد وأخبرها أنها مثلها وأفضل وإن لم تبتعد عنها سيذيقها العذاب ألوان ولن يردعه أحد لذا لم تستطع الإقتراب منها فرغم كل شئ لا تستطيع مواجهة غضبه ولكنها ترغب فى أن تنفث عن غضبها ولم تجد أمامها سوا زوجة إبنها شهد حيث ذهبت لزيارتها ووجدت حليفتها كوثر تشجعها على ما تنتويه وساميه صامته لا تعلم كيف تتصرف بينما كانت شهد تستمع لكلماتها القاتله التى تضرب جسدها الهش ولم تجد من ينقذها من وحشيتها فتحججت بعملها لتغادر بعيدا 

ومنذ أن وصلت للمشفى وهيا شبه غائبه عن الوعى لا تعى ما يحدث حولها ولا تبدى أى رد فعل مما جعل قلب جاسر يختنق حزنا لمرآها هكذا فحاول معرفة ما حل بها ولكنها تأبى الإجابه عليه فقط تصمت وتنظر له بعيون تملؤها الحسره فتقتله أكثر وتزيد عذابه 

إحتار فى أمرها فلجأ لرقيه لتساعده فأخبرته أنها حاولت مرارا وتكرارا معرفة ما بها فهيا لاحظتها منذ الصباح ولكنها لا تجيب تسير هائمه على وجهها لا تدرى شيئا حولها لا تعلم أين ترسلها قدماها 

لم يجد حلا آخر فإجتذبها بقوه من ذراعها وصولا لمكتبه مع إعتراضها الشديد ولكنه كان قد إكتفى من أفعالها

أغلق الباب خلفه بعد أن دفعها للداخل وهو يرمقها بغضب جارف فهيا تصر على الصمت وتبنى سدا عاليا بينهما وتجعله يشعر أنها لا تثق به بينما غضبت من تصرفه خاصه بعد ما سمعته من والدته وظنها أنه طلبه : إنت ازاى تسمح لنفسك تجرنى كده بأى حق؟

أجابها بغضب : بحق إنى جوزك وعمال اتحايل عليكى من الصبح عشان تقوليلى مالك مبتنطقيش 

ظهر على وجهها الهلع فهى لم ترى إنفعاله هكذا من قبل فسب نفسه لأنه زاد الأمر سوءا ثم إقترب منها بحذر فملامحها المذعوره وجسدها المتشنج ونظراتها التائهه ترعبه وما أقلقه اكثر حينما حاول أن يمسك يدها فوجدها تدفعه بيد مرتعشه : ابعد عنى

إبتلع ريقه بقلق وأجابها بهدوء : حاضر بس اهدى أنا مقصدش ازعلك بس إنتى استفزتينى أوى

إنكمشت بخوف وهى تصرخ : متضربنيش أنا معملتش حاجه

– أضربك!!  أنا!! مستحيل طبعا شهد إنتى بقيتى بالنسبه ليا روحى والهوا اللى بتنفسه فى حد يضرب الهوا برضو

رغم صدمته بما تقول ولكنه حاول الثبات وإمتصاص خوفها بالتغزل فيها ومزاحه لها لعلها تهدأ قليلا فما تفعله وتقوله يذبح أوردته بسلاح بارد

بدأت تهدأ قليلا حيث وجدت بعيناه دفئا وحنانا لم تراهما من قبل بينما تابع بهدوء : عاوزك تثقى فيا وتأكدى مهما إنفعلت عمرى ما همد إيدى عليكى إيدى موجوده بس عشان تحميكى

أجابته بترجى : بجد

فأومأ بتأكيد : طبعا

فسألته بخوف : طب هو أنا لو رافضه حاجه عشان خايفه أبقى غلط

أجابها بثقه : لأ طبعا حقك ومحدش يقدر يجبرك

– تفتكر

– أكيد بس هيا إيه الحاجه دى اللى رعباكى كده

تلعثمت بتوتر واضح : هه أأ مم لل لأ مفيش

تنهد بضيق : إحنا مش إتفقنا تثقى فيا

– آه

– اومال خايفه تقوليلى ليه

أجابته بتلقائيه : خايفه تسيحلى وأخد على دماغى كالعاده

حاول كتمان غضبه ألهذه الدرجه لا تأمن له : لأ اطمنى اللى يتقال أو يحصل بينا مفيش مخلوق غيرنا يعرف بيه ودا وعد منى بس إنتى كمان متقوليش لحد مين ما يكون أى حاجه بينا حتى لو أمك نفسها

– حاضر 

– ها إيه بقى اللى مخوفك

إبتلعت ريقها بحرج: الصبح قبل ما أجى والدتك جت عندنا وقعدت مع ماما و كوثر يتكلمو فى ليله فرحنا واللى ناويين يعملوه معايا مستحملتش اللى بيقولوه وسيبتهم وجيت هنا أهرب من نظراتهم وكلامهم بس مش قادره أنسى اللى عاوزين يعملوه مش عشان أنا عامله حاجه وحشه لا بس أنا بجد خايفه

كان اكثر حديثها بكاء يسقى قلبه نارا حارقه فأمسك يديها وأجلسها بهدوء على الكرسى وسحب الآخر ليجلس أمامها يحتضن وجهها بكلتا يديه ليسبح فى سحر عيناها قليلا حتى هدأت وبدأ يعيد سؤالها :وهما ناويين يعملو ايه

– التقاليد

قضب جبينه بإستفسار : مش فاهم

توترت بشده : إن إن يعنى 

حدثها بهدوء ليمتص خوفها : اهدى واتكلمى أنا سامعك

إبتلعت ريقها بحرج : عاوزين يعملو يعنى إنت تعمل زى ياسين فى فرحه بب بحضور والدتك 

أجابها بتلقائيه : مش فاهم قصدك عالهيصه وكده ما طبعا هيتعمل دا كله

إعترضت بضيق : لأ مش كده

– اومال إيه 

– قصدى الرجاله بره هيستنو دليل إنك قصدى إنى لأ اننا عشان يضربو نار ويفرحو

أدرك ما ترمى إليه فغضب بشده من أفعال والدته فلازالت تكيد المكائد لمن لا ترغب بهم ففى السابق أثرت على ياسين ووضعته أمام الأمر الواقع ودمرت حياته مع زوجته واليوم تفعل المثل معه من أجل إبنة أختها البلهاء 

سألته بخوف : ساكت ليه؟ أنا غلطت صح؟

أجابها بهدوء : لأ إنتى مغلطتيش ووعد منى لو فيها موتى مش هيحصل الجنان ده

تهلل وجهها بفرحه : بجد والنبى

إبتسم لها بحب : اومال بهزر اسمعى هو مش إحنا معزومين عندكم عالعشا الليله دى 

– آه 

– خلاص الليله المهزله دى هتخلص بس عاوزك من هنا وجاى أى إن اللى يحصل معاكى تيجلى على طول وتقوليلى فاهمه

– آه

قضب جبينه فجأهحين تذكر ما قالته : لحظه قولتى بحضور والدتى إزاى مش فاهم

أجابته بإرتباك : ققصدى ييعنى تتكون موجوده وإحنا قصدى وو إنت 

عضت على شفتها السفليه بحرج بينما تدفقت الدماء إلى وجهها فأدرك ما تعنيه حقا تمادت والدته هذه المره فلا يكفى أنها تريد إضاعة فرحته لا بل وتريد أن تتواجد أيضا 

ظل صامتا يحاول إستيعاب ما وصل إليه فإزداد قلقها وكانت تريد التحدث حين قاطعها ساخرا : وناويه تبقى موجوده ليه إن شاء الله هتصورنا فيديو وتبثه عالهوا

– هاه لأ أأ عع عشان تت لو قصدى لو إنت مم مقدرتش هيا اللى تنفذ

– نعم ياروح أمك

لم يستطع التحكم بلسانه أو غضبه بعد ما قالته ولكن خوفها البادى على وجهها بوضوح جعله يستنشق الهواء ويزفره بهدوء حتى لا يقتلها ثم إبتسم بهدوء حتى لاتفزع : وياترى والداك رأيها إيه

– وماما هتعمل إيه بس إذا كانت والدتها قالت إن دا قرارك ومش لازم أراجعك فيه لتغضب وإنت أما بتغضب مبتشوفش قودامك وبتضرب طوالى وكوثر مأيداها

رفع حاجبيه بدهشه فوالدته تسئ له أمامها لتجعلها تكرهه وتخيفها منه حتى لا تخبره بما يحدث 

حاول أن يبدو هادئا وإبتسم قائلا : هحلها متقلقيش يلا روقى بقى وإنسى عاوز أشوفك دايما مبسوطه وبتضحكى إنتى عارفه الكام ساعه اللى زعلتى فيهم دول أنا كنت حاسس إن الدنيا ضلمه عاوزك تضحكى عشان تنور

ضحكت هازه رأسها بيأس : هههههه الغزل دا مش قديم شويه

أجابها بلا إكتراث : مش مهم المهم إنك ضحكتى

ظل يمازحها لينسيها الأمر بينما كان داخله بركانا ثائرا مما سمعه 

بينما كان عز جالسا فى الحديقه شاردا فيما يحدث فبعد أن حضرت شيرين معه زفاف هند ورأت كرم الذى لم يحاول حتى سؤالها عن سبب تواجدها 

وحين عادت تفاجأت به يهاتفها فأجابته بلهفه حينها وجدته يسألها بحده : شيرين بتعملى إيه هنا

فأجابته بمكر : جايه أزور خطيبى

ثم أغلقت الهاتف ونظرت إلى عز الذى كان يرغب فى قتلها : إنتى إيه اللى سحبك من لسانك أنا مش قولتلك اصبرى شويه 

أجابته بغباء : حبيت اغيظه

سخر بغيظ : وغظتيه ياختى وأهو هيروح لأمه يقولها موافق على أى بلوه تجوزيهالى

فزعت بخوف : يالهوى

بينما تابع بسخريه : يالهوك لا ياقلبى زغرطى مش عاوزه تغظيه ياربى أنا ناقص معاتيه مش كفايه اللى عندى

فطلب منها أن تعود إلى غرفته وسيتصرف وحين ذهبت أمسك بهاتفه ليتصل بكرم فوجد هاتفه ينير بإسمه فأجابه سريعا حيث أسرع فى سؤاله عن سبب تواجد شيرين هنا فأخبره عز أنها كانت آتيه له لأنها ملت الإنتظار لكنه منعها حتى لا تتواجه مع والدته

وبعد قليل أتته من الخلق تضع يديها على عينيه ليبتسم لها ويحدثها بمرح : مش هتكبرى أبدا يا شرين آه آسف شيرى ياستى متزعليش

تيبس جسدها وهيا تنظر له بألم فهو حتى لم يميز عطرها الذى كان دائما يميزه حين تظهر بالمكان

استدار لها حينما لم تتحدث ليُصدم بعيون رحمه تحاول جاهده منع دموعها من الإنحدار 

كان ينظر لها بذهول فرحمه دائما تضع الحواجز بينها وبينه وكان يظن أنه الخجل حتى رفضته وأدرك أنها لم تكن تخجل بل كانت تمقته ولكن لما تمزح معه الآن بهذا الود : رحمه إنتى بتعملى إيه هنا

لم تجيبه بل ظلت تزرف الدمع صامته عن الكلام

كانت دمعاتها تحرق نبضات قلبه فتغلب عشقه على كبريائه وإقترب منها بقلق : مالك يارحمه حد زعلك 

حبنما طال صمتها ولم تجبه كلما سألها حتى أنه امسك بكتفها بكلتا يديه يهزها بعنف لتفيق دون جدوى حتى يأس وكاد يتركها ليبحث عن شيئا ما يفيقها ربما ماء أو عطر أو حتى بصلا فهيا غائبه عن الوعى رغم أنها مستيقظة 

ما إن أحست بيداه تبتعد حتى أفاقت ووضعت يديها على يديه تمنعه ترجوه : متسبنيش ياعز 

إبتسم بحب : عمرى ما هسيبك 

حينها أراد أن يطلبها للزواج منه مجدداً لكن صوت والدها الذى ناداها بحده وجعلها تتركه وتركض للداخل منعه فقد أصبح عمه عصبيا غاضبا عليها بإستمرار منذ أهانتهم جميعا فى نوبة غضب بلهاء

ويبدو أن والدها عنفها لوقوفها معه وحدهما بعد أن رفضته وأهانته وقد حاول الإقتراب منها لكن بلا فائده كانت تتهرب منه دائما فتعمد أن يقضى وقتا طويلا برفقة شيرين لإغاظتها حتى تعود لمحادثته لكنها كانت تظنه إنتهى من عشقها ويتودد لشيرين 

تذكر حين رآها بعدها بيومين فى الحديقه فذهب إليها ووجدها شارده ومل وهو يحاول تنبيهها لوجوده حتى نظرت له بعيون زائغه : تصدق أهو أنا فهمت تفسير حلمى دلوقتى بس عن إذنك

ركضت للداخل بينما ظل يتابعها بعيناه حتى إختفت وشرد قليلا ليتذكر قبل أن يتقدم لخطبتها حين كانت تجلس مهمومه على كرسى خشبى بالحديقه حتى رآها حين عودته من العمل فجلس بجوارها وسألها بضوت حنون :مالك؟

– مخنوقه

– من إيه؟

– شوفت حلم وحش

تنهد بإرتياح : بس كده 

تذمرت بضيق : مهو اتكرر كذا يوم ولما سألت ماما ساميه قالتلى دا كابوس بس لما إتكرر قالتلى حافظى عاللى فى إيديك ليروح لغيرك 

تعجب متسائلا : ليه إنتى حلمتى بإيه؟

– كان عندى قط شكله حلو وحنين عليا وأنا بحبه أوى وكنا كويسين وبخير وبنلعب سوا فجأه ظهرت حيه بتبخ سم وتقولى القط بتاعك مبيحبكيش زعلت أوى ومع إنها حيه مش فاهمه ليه صدقتها سيبت القط فى الجنينه وهو يبكى ويقولى متسبنيش هتندمى مشيت زعلانه منه وبعد شويه هديت وقولت أكيد فى حاجه غلط رجعت لقيت القط بتبلعه ضفدعه صرخت ألحقه لقيتنى واقعه من عالسرير

لم يتمالك نفسه من الضحك : ههههههه قط بتبلعه ضفدعه ههههههه وماشاء الله كلهم بيتكلمو وفهمتيهم

تذمرت من سخريته : إنت بتتريق

جاهد حتى كف عن الضحك : لآ أبدا بس خفى من البتنجان عالعشا واتغطى كويس وانتى نايمه 

– والله إنت بايخ وأنا غلطانه إنى حكيتلك

فاق من تلك الذكرى على يد شيرين تربت على كتفه : مالك بتفكر ف إيه؟

أجابها بشرود : فى الضفدعه

رفعت حاجبيها بدهشه : ضفدعه إيه؟!!

إنتبه لنفسه : هه لأ ماخديش بالك إنتى

كان يعتصر عقله يبحث فى ذكرياته لما حدث ذلك لما لا تثق به لما لكن بلا فائده ظل يفكر حتى أتت شيرين التى أحست بالألفه مع والدته وأحبت لهجتها الصعيديه جدا حتى أنها حاولت تقليدها وفشلت لذا ذهبت أتت إليه : بتعرف تتكلم صعيدى ياعز

– أيوه طبعا

فتهلل وجهها بفرح طفولى : طب ماتكلمنى بالصعيدى بحب اللغه دى أوى رومانسيه أوى

عقب بسخريه: الصعيدى رومانسى يابنتى دا اللى منهم بيمسك إيد واحده بيطخوه بالنار قال رومانسى دى بينها هبله

– سمعاك عل فكره ولسه عند رأيى طب دا مره سمعت مسلسل صعيدى كان البطل بيحب البطله ويقولها ياحبه الجلب

– حبه إيه ياختى

– الجلب ياعز

– ليه هو قلبه دا شجره زتون 

– والله إنت رخم 

– عارف انا وبلا فخر ملك الرخامه

– يااااى هتجنننى

وبدأت تضربه بيدها على صدره وهو يضحك ويتواه من لكماتها الضعيفه حتى قام بالركض وهيا تركض خلفه

كانت تراهما من شرفتها وقلبها يزرف دموعا حارقه فقد تركته لغيرها وخسرته للأبد بغبائها

دلفت إلى غرفتها تبكى بحسره ندما على خطئها وعدم ثقتها به 

بينما تعب عز من الركض وجلس رافعا يديه بإستسلام فأومأت له بغرور مصطنع وجلست إلى جواره وفكرت إذا علم كرم بسبب مجيئها وأنها لم تنتظره وأن عز من منعها من الذهاب إلى منزله منعا للمشاكل وأنها هنا منذ زمن دون إخباره : تفتكر لما كرم يعرف هيعمل إيه

– ودى عاوزه كلام هيولع فيا طبعا

أخذها التخيل ولم تستطع كتم ضحكتها : هههههه هتبقى عسل ياعز وإنت مفحم

أجابها بمكر : وأنا هفحم لوحدى مهو إنتى إن شاء الله هتحصلينى دا لو مسبقتنيش 

لم تبالى بذلك ولكن تنهدت بإشتياق : وحشنى أوى

أجابها ببسمه هادئه : ربنا يجمعكو على خير 

سألته بترجى : تفتكر فى أمل

أجابها مازحا : وعمر كمان هههه كرم بيعشقك متقلقيش بس لازم نفلته من أمه عشان تعيشو مرتاحين

– خايفه أوى

– متخافيش دا روحه فيكى طب دا أنا مره اتخانقت معاه بسببك 

قضبت جبينها بتعجب : ليه؟!!

– عشان بيجبرنى أقعد وسطيكم وألبس الهاند فرى عشان مسمعكمش

أجابته بضيق : تصدق أنا كمان كنت مضايقه من إصراره على كده ومش راضى يقولى ليه

نظر لها بجانب عينيه: قالى أنا بقى

فسالته بلهفه : بجد طب إيه؟

– هه مش هقولك 

– وحياتي ياعز

– اتحايلى عليا كمان

– نعم ليه بقى

تصنع التكبر : الناس مقمات يابنتى

فعقبت بسخريه : والجزم مقسات يا أخويا إنجز

نظر له بصدمه ثم أجابها كى لا تتمادى فى إهانته: جزم!! طيب قالى انه بيخاف على سمعتك لو قعدتو لوحدكم قدام الناس وخوفه الأكبر من نفسه لو قعدتو لوحدكم الشيطان هيغويه وهيتجرأ عليكى هو أساسا حايش نفسه بالعافيه وهيموت ويتجوزك النهارده قبل بكره ولو قرب مره مش هيقدر يبعد وهتقلب بغم

تعجبت من حديثه : ليه يعنى دا إحنا فى مطعم

– قالى هتبتدى مطعم وبعدها هنتعود على وجودنا سوا بعيد عن الناس وبعدها هنقعد فى أماكن خاصه ومضمنش إيه اللى يحصل أنا دايب فيها وهيا هبله لو لمستها مش هتقاومنى بالعكس دى ممكن يغمى عليها من الآخر أنا قاعد منبه وسطكم أمنعكم من الغلط وأهو كله بثوابه

أشارت إلى نفسها بصدمه : هبله؟!! أنا هبله؟!!

نظر لها بذهول : يعنى من الدش دا كله دى بس اللى علقت معاكى ربنا يعينك يا كرم يابنتى كرم بيخاف عليكى من الهوا 

أجابته بحب : وأنا بعشقه 

إبتسم بود : ربنا يسعدكم وتتنيلو تتجوزوا بقى وتعتقونى

عقبت بسخريه : وتتنيل تتزفت إنت وهيا بقى بدل الهبل دا

همس بحنين : رحمه 

– مش كفايه بقى البنت تعبت أوى 

– أحسن خليها تتربى وتحس بالنار اللى حسيتها 

عارضته باللين : متبقاش قاسى عليها كده دى برضو حبيبتك

فإستنكر ذلك : وهيا مفتكرتش إنى حبيبها ليه وهيا بترفضنى مجاش فى بالها إن بابا يعرف ويصمم يدبسنى فى واحده تانيه ردا لكرامتى اللى بعزقتها ولا إن ابوها يوافق وتبقى لغيرى لاااااا 

إنتفضت بفزع من صرخته المفاجئه : إيه ده صرعتنى

– لما بفكر لثانيه تكون فيها لغيرى ببقى هتجنن مستحيل لو فيها موتى مش هسمح بكده 

زوت جانب فمها بسخريه : طب الحق قبل ما تخرب فوق وفوقها لتضيعها

أجابها بإصرار : هفوقها ولو حصلت أضربها كمان وأقولها

خرجت رحمه للشرفه خائفه مضطربه حينما سمعت صراخه ولكنها سمعته يقول : إنتى حبيبتى أنا وبس إنتى ليا ومستحيل تكونى لغيرى ولو هيدبحونى حبك مش طالع من قلبى هتجوزك ورجلك فوق قفاكى

لم ينتبه أيضا لمن يقف أمامه وسمع حديثه الأخير فهتف بذهول : عز

بينما أجابه عز بتلقائيه : كرم إزيك يا صاحبى وحشتنا يا راجل فينك

إبتسم بمراره : صاحبك وإنت لسه فاكر صاحبك

قضب جبينه بتعجب : جرى إيه يا كرم

أجابه بغضب : بقى تخونى قدام عينى ومش عارف جرى إيييه

إتسعت عيناه بصدمه : أخونك دا إيه إنت شارب حاجه 

إنتبهت شيرين لنظراته الآسفه على عشقا ضاع هبائا وأدركت الأمر : إنت فاهم غلط يا كرم

أجابها بصوت حزين متألم أيقظ لهجته الصعيديه : متخافيش أنى معجتلكمش لساتك مبجتيش مرتى وعرضى بالإذن

– استنى يا كرم 

ركضت خلفه وأمسكت بذراعه راجيه عفوه : حبيبى اسمعنى وافهمنى ياقلبى عز كان

قاطعها بغلظه: بكفياكى عاد أنى معوزش أعرف عنيكم حاجه واصل 

ثم نفض يدها عن ذراعه بقوه فسقطت أرضا فأسرع عز إليها يمسك بيدها ويساعدها لتقف

إغرورقت عيناها بالدموع وهيا تناديه عله يستمع: أرجوك يا كرم متضيعش كل حاجه فى لحظه واسمعنى

بينما هتف عز خلفه : ياصاحبى وربنا مظلومين تعالى نتفاهم واشرحلك كل حاجه

لكنه لم يستمع وغادر وحين وصلت شهد للمنزل قابلته على أعتاب المنزل فألقت عليه التحيه وشرعت فى الحديث معه وياليتها صمتت : منور ياكرم يعنى ياعم محدش بقى يشوفك

أجابها بضيق : مشاغل يا شهد

– مشاغل إيه بس دا إنت روحت وقولت عدلولى عالعموم ياسيدى ربنا معاك المهم إنت إزيك

أجابها بإقتضاب : الحمد لله

– مالك يا عم قافش ليه ولا زعلان إن عز هيتجوز قبلك

رفع حاجبيه بدهشه: عز هيتجوز

– إيه دا إنت متعرفش دا أنا قولت إنت أول واحد عرف اومال جيت ومشيت ومعرفكش عالعروسه دا كلام

– العروسه؟!!!

– أيوه شيرين الانسه اللى واقفه دى إيه دا دى معيطه ياربى شكل عز زعلها

إعتصر قلبه بحزن فقد ظن لآخر لحده أنه محطئ : عز هيتجوز شيرين

– آه

إبتلع غصته : مبروك عليهم بالإذن

– مش هتقعد تتغدى معانا

– بالهنا والشفا سبقتكم

عزيزتى شهد أهنئك على غبائك المستفحل

إيمى عبده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top