رواية جوازة بدل بقلم سعاد محمد سلامة

التاسعه عشر
ـــــــــــــــــــــــــــ
على صوت صريخ فريال.
إستيقظ عمار، بفزع، وكذالك سهر.

تحدثت سهر:، الصريخ ده عندنا هنافى البيت.
رد عمار وهو
ينهض سريعاً، يرتدى ملابسه:واضح كده،ربنا يستر،قال عمار هذا وغادر الغرفه يُغلق سحاب بيجامتهُ،وخرج من الشقه لكن لاحظ نُقرة مياة تلمع على أرضية المكان،فتفداها وسار من جوارها.

بينما لمت سهر غطاء الفراش ورمت بجسدها تنام مره اخرى تقول:يا سلام لو الى فى بالى تكون فلسعت،الله يرحمك يا فريال.

نهضت سهر من على الفراش تحدث نفسها وهى ترتدى ملابسها :ها اما اقوم ألبس هدوم تانيه عليا وأروح وأعرف بنفسى سبب الصريخ ده يمكن أمنيتى تتحقق،يارب أنت،شايف معاملتها ليا من يوم ما دخلت البيت ده بالغصب،أنا كنت بقول مفيش أسوء من مرات عمى هويام لكن دى شرها فاقها بمراحل،دى عالدوام كلمتى بتقف فى زورها،ومفيش مره قالتلى كلمه حلوه،كأنى عدوتها،ونظراتها ليا الى كلها غِل غير أوقات بتقوم طنط حكمت عليا،صحيح هى حماتى،بس شديده،أو كانت شديده وبدأت تلين معايا شويه ،إنما فريال دى جواها حقد مش بينتهى،وواضح كمان إنها مش بتحب عمار معرفش ليه،حتى مع بناتها،مفيش غير غدير الى زيها بس الواد وائل يستاهل، إنما عليا وأسماء مش زيها،حتى عليا من يوم ما رجعت من أسوان،وبحس أنها طيبه مش زيها،حتى بدافع عنى لما تكون موجوده،وأسماء معرفش سبب،دى قليل لما بتجى لهنا،حتى يوسف،معظم الوقت يا بيجى لعمار،أو خديجه،متهيألى كده كمان أن فريال بتكرهه هو كمان،مش عارفه سبب للكُره الى فى قلبها لأقرب الناس حواليها،ربنا يهديها،أو الأفضل ياخدها ويكون الصريخ ده عليها.

إنتهت سهر من أرتداء ملابسه لتلحق بعمار،لتعرف سبب الصريخ،
فتحت باب الشقه دون إنتباه منها خطت قدمها بنُقرة المياه القريبه من باب الشقه

بينما بشقه خديجه
صحوت فزعه هى الاخرى كذالك أبنيها
حين خرجت من غرفتها وجدتهما يقفان أمام غرفهم
حيث قالت منى:ماما مين الى بيصرخ كده.

ردت خديجه:معرفش هدخل ألبس ايسدال وأنزل أشوف فى أيه
قالت منى،وانا كمان هنزل أعرف

قبل أن تمنعها خديجه كانت قد خرجت من باب الشقه،وخطت هى الأخرى بنُقرة المياه،بينما خديجه رأت النُقره،رأت نزول بعض مياه المطر على السلم،تجنبت المياه،ونزلت خلف،منى.
..

تفاجئ عمار،بوقوع زوجة عمه على السلم.
ذهب بأتجاها مُسرع،قائلاً بلهفه:مرات عمى،خير،أيه الى حصلك.

صرخت بتألُم:وقعت،وضهرى طقطق،ورجليا مش قادره أقف عليها.

فى ذالك الأثناء،خرج الجميع من غرفهم،على صوت الصريخ،وآتوا الى مكان وقوع،فريال.

تحدث سليمان بعصبيه:كان أيه الى مطلعك عالسلم فى وقت زى ده،قولى؟

صمتت فريال،تبكى من شدة الألم،

تحدث عمار قائلاً:مالوش لازمه عصبيتك دى يا عمى،خلينا ناخد مرات عمى للمستشفى

قال عمار هذا وإنحنى يحملها
لكن قبل أن يضع عمار،يدهُ
جذبت سهر يد عمار قائله: عمار هتعمل أيه.

رد عمار:هشيل مرات عمى،علشان أوديها للمستشفى،مش شيفاها مش قادره تقف على رجلها،وبتصوت من ضهرها كمان.

مسكت سهر يد عمار تكتم بسمتها قائله:إنت ناسى الأصابه الى فى دراعك،لسه الجرح بتاعها ملتئمش،وطنط تقيله،وممكن الجرح يفتح من تانى،وتبقى مشكله،أنا بقول أنا وخديجه وعليا نسندها لحد العربيه.

نظرت لها فريال المتألمه نظره،لو كانت تقدر على الوقوف على ساقيها،لكانت قذفتها من فوق سطح المنزل،وتألمت،بشده.

تحدثت خديجه أيضاً:كلام سهر صحيح،أنا وعليا،وسهر هنسندها،بس وسعوا أنتم من على السلم.

ردت سهر:بس أنا المفروض مشلش حاجه تقيله إفرضوا،أنى حامل مثلاً،أسقط مره تانيه،بسبب تُقل طنط فريال.

كتم عمار ضحكته بصعوبه،فعن أى حمل تتحدث،وهى بأيام عادتها الشهريه،يبدوا أن ل فريال مَعَزه خاصه لدى سهر

بينما فريال تتألم بشده،صرخت قائله:سيبونى عالسلم لحد ما أموت من وجع رجلى وضهرى وأنتم بتتشاوروا مين يسندنى.

تحدثت عليا التى تبكى قائله: بعيد الشر عنك يا ماما خلاص،يلا يا خديجه،إسنديها معايا من الناحيه التانيه،
أقتربت سهر،وقالت:خلونا نساعد طنط، ربنا يخفف وجعها

بالفعل ساندت،كل من سهر،وخديجه وعاليه،فريال،ووضوعها بالسياره،وغادر عمار،ومع والدهُ وعمه،وذهبا بها الى أحد المشافى الخاصه بالمنصوره.

بينما دخلت سهر،وخديخه،وعاليه التى قالت:هطلع أغير هدومى،وأتصل على عمار أعرف،راح بها أى مستشفى وأروح أطمن على ماما.

تبسمت لها حكمت قائله:ربنا يرآف بيها و يطمنا عليها،والله لو بصحتى كنت روحت معاكى،
ردت خديجه أيضًا:أنا بعد ما الولاد يرحوا للمدرسه هروح لها المستشفى.

تنحنحت سهر بخجل قائله:وأنا كمان،هفضل مع طنط حكمت،وعندى محاضره عالساعه عشره الصبح،هبقى أتصل على عمار أطمن عليها منه،وربنا يقومها بالسلامه.

ردت عاليه:شكراً ليكم،أنا هطلع اغير هدومى عن أذنكم،وأخلى السواق يوصلنى للمستشفى.
غادرت عاليه وتركتهم،لتأتى منى،وبيدها زجاجه بلاستيك قائله:ماما أنا لقيت الأزازه دى واقعه عالسلم يمكن هى الى وقعت طنط فريال.

أخذت خديجه الزجاجه،تنظر إليها،بأستغراب،لكن قالت:ومين الى رمى الأزازه دى عالسلم يمكن إنتى والا أخوكى،عالعموم،خدى،إرميها فى سلة الزباله،وإطلعى،نامى لك شويه لسه بدرى على ميعاد المدرسه أنا هاجى أصحيكى.

بينما قالت حكمت:الفجر خلاص قرب يآذن هدخل أتوضى ،وأدعى شويه ليها،على ما يأذن وأصلى ،وأنتى يا سهر،إطلعى شقتك أنا مش محتاجه ليكى،ربنا ينجحك.

تبسمت سهر قائله:شكراً يا طنط،عن أذنكم.

تركت سهر حكمت وخديجه معاً،تحدثت خديجه بسؤال:هى الحاجه فريال،كانت بتعمل أيه عالسلم فى وقت زى،ده،أكيد الى زحلقها،الميه الى عالسلم،نازله من عالسطح،يظهر حد ساب باب السلم مفتوح،وسرب ميه من الشتا،هروح أشوفه،كده وأقفله،وأنزل أتوضى،ونصلى سوا .

ردت حكمت قائله: خدى حذرك وانتى طالعه،لا الميه الى عالسلم،تزحلقك إنتى كمان،عيالك محتاجينك،مين يقدر لهم،ربنا يخليكي لهم.

تبسمت خديجه،وذهبت.

بينما بالمشفى
بعد وقت

بعد وقت،خرج أحد الأطباء،فى نفس الوقت كانت قد لحقت عاليه بهم للمشفى ،ذهبت الي الطبيب بلهفه تقول: خير،يا دكتور ماما مالها.

رد الطبيب: الأشعه الى أتعملت للمريضه بتوضح فى كسر فى تلات فقرات فى العمود الفقرى،كمان شرخ بسيط فى الحوض،وكمان كسر فى رجلها اليمين،ولازم تتجبس،
وبالنسبه لفقرات ضهرها هنعمل لها عمليه،وبعدها هيبقى فى فترة علاج طبيعى،بس بالنسبه للمشى طبعاً هيتأثر،خصوصاً،ورجلها متجبسه هستأذن دلوقتي علشان زمانهم جهزوها للعمليه.

أستأذن الطبيب وتركهم،راى مهدى،عاليه تبكى،توجه إليها وربت على كتفها،دخلت الى حضنهُ مباشرةً تبكى،فربت على ظهرها بحنان،بينما سليمان،لم يكن يشعر بشئ،كأنها بالنسبه له أحداً غير مهم.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت خمس أيام
بالمنصوره
بعد أن أنهت سهر محاضرتها، دخلت متردده الى تلك العياده،الخاصه بأحدى طبيبات النساء،كانت تشعر كأنها تسرق،تنظر لوجوه النساء الجالسات بالعياده،تخشى أن تتعرف عليها إحداهن،
جلست تنتظر دورها،بأرتباك،وخشيه لا تعرف سببها.
حين نادت بأسمها المساعده الخاصه بالطبيبه،نهضت سريعاً،
وتوجهت لها.
نظرت لها المساعده بتفحص،فيبدوا عليها صغيره بالسن،تحيرت المساعده ان تسألها سبب وجودها هنا،بسبب القلق الواضح على وجهها منذ أن دخلت للعياده ،لكن قالت لنفسها،لا يعنيها
ألامر،قالت لسهر : إتفضلى إدخلى للدكتوره دورك يا مدام.

ردت سهر وهى تتوجه ناحية غرفة الطبيبه:شكراً.

دخلت سهر للغرفه وأغلقت خلفها الباب،ووقفت خلفه بعيد قليلاً عن الطبيبه.

إستغربت الطبيبه وقالت لها:واقفه عندك كده ليه،قربى لهنا.

قربت سهر منها.

تحدثت الطبيبه قائله:شكلك صغيره،قوليلى مشكلتك،زى مشكلة بعض البنات الى بتتأخر البريود عن ميعاد نزولها،وجايه تشوفى لها حل.

أماءت سهر راسها ب لا
سألت الطبيبه قائله:طب أيه مشكلتك؟

ردت سهر سريعاً:مش عاوزه أخلف،ثم إبتلعت ريقها الجاف قائله:قصدى مش عاوزه أخلف دلوقتي.

تعجبت الطبيبه قائله:إنتى متجوزه.

أماءت سهر راسها،بنعم

رسمت الطبيبه بسمة،راحه قائله:طب تعالى أقعدى،أول مره أشوف،واحده،مش عاوزه تخلف،قوليلى السبب،ولا تكونى مش متجوزه وبتكذبى عليا.

ردت سهر بفزع: لأ والله العظيم متجوزه،وكمان معايا قسيمة الجواز فى الشنطه،تحبى تشوفيها علشان تصدقى؟!

ردت الطبيبه:ياريت أشوف قسيمة الجواز.

أخرجت سهر تلك القسيمه من حقيبتها وأعطتها للطبيبه قرأتها،وأعادتها لها مبتسمه تقول:طيب طالما متجوزه،ليه مش عاوزه تخلفى،الأمومه حلم كل بنت!

ردت سهر: طبعاً،بس أنتى فهمتينى غلط،أنا مش عاوزه مخلفش خالص،أنا بس عاوزه آآجل الخلفه شويه،يعنى لمده،وبعدها أبقى أخلف.

تبسمت الطبيبه قائله:وقد أيه المده دى،شكلك لسه طالبه،إنتى بتدرسي،فى الجامعه.

ردت سهر:أيوا،أنا فى سنه تالته جامعه،ولسالى سنه كمان غير التيرم ده،وخايفه الدراسه تشغلنى عن مراعية الى هخلفه،أو العكس هو الى يأثر على دراستى،فقررت آآجل الخلفه شويه.

ردت الطبيبه:وجوزك موافق عالقرار ده؟

تلبكت سهر ثم قالت:آه طبعاً موافق.

ردت الطبيبه:طب هو مجاش معاكى ليه؟

ردت سهر:أصله بينكسف،وقالى روحى لوحدك،لأنه مش عاوز حد يعرف من العيله إننا مأجلين موضوع الخلفه ده،بيت عيله أرياف،بقى وحضرتك عارفه،بيبقوا مستنين أول بيبى بعد تسع شهور من يوم الفرح.

تبسمت الطبيبه قائله:هسألك سؤال وجاوبينى عليه؟

ردت سهر:أتفضلى.

سألت الطبيبه:أنت متجوزه،بقالك مده قد إيه؟

ردت سهر:قربت على شهرين كده.

سألت الطبيبه مره أخرى:وكنتى بتاخدى فيهم أى وسيلة منع حمل قبل كده.

ردت سهر:لأ مأخدتش أى وسيله قبل كده.

تعجبت الطبيبه قائله:مخدتيش أى وسيله،ومحملتيش قبل كده.

بلعت سهر حلقها قائله:لأ حملت حوالى تلات أسابيع قبل كده،وأجهضت.

سألت الطبيبه:وكان أيه سبب الأجهاض؟

ردت سهر:كنت وقعت من غير ما أخد بالى،ومكنتش أعرف أنى حامل،غير لما أجهضت.
قالت الطبيبه:وأيه سبب وقوعك.
ردت سهر:إتزحلقت وأنا ماشيه بدون قصد.

قالت الطبيبه:طب وبعد الأجهاض،كنتى إزاى مع جوزك ومحملتيش مره تانيه،وأنتى مش بتاخدى مانع حامل.
ردت سهر:
معرفش أكيد النصيب،ودلوقتي عاوزه آخد وسيله مضمونه لفتره بعدها أقدر أحمل تانى،وأخلف بعد ما أسيبها.

تبسمت الطبيبه قائله:أتفضلى ادخلى وراء الستاره دى وأطلعى عالشيزلونج،أكشف عليكى وأقررلك أى وسيله تنفعك.

أزاحت سهر الستاره وصعدت على فراش الطبيبه،وبدأت الطبيبه الكشف عليها،لاحظت الطبيبه خجلها،وربكتها أيضاً،ربما لانها لأول مره تخضع لكشف من هذا النوع.
أنتهت الطبيبه من الكشف على سهر قائله:تقدرى تعدلى هدومك،وتحصلينى عالمكتب.
عدلت سهر ملابسها،وذهبت الى المكتب،وجلست.
تحدثت الطبيبه قائله:واضح أن البريود،يا دوب لسه خلاصنه من عندك،وده كويس،جداً،بصى بقى
فى أكتر من وسيله،هرشحهم ليكى وانتى تختارى،طالما التأجيل لمده،وأعتقد انها مش هتكون طويله،فاللولب ده مستبعد تماماً،
فى حبوب،ودى بتتاخد يومياً
تسرعت سهر قائله:لأ بلاش الحبوب،ممكن أنساها،أنا عاوزه وسيله مضمونه،وتفضل لفتره.

تبسمت الطبيبه:تمام،يبقى الحقن،ودى نوعين،نوع بيفضل تلات شهور،ونوع،مدته شهر واحد.

ردت سهر:وأى نوع فيهم مضمون أكتر.

ردت الطبيبه:أنا كطبيبة أمراض نسا،وياما ورد عليا،أقدر أكدلك مفيش أى وسيله مضمونه ميه فى الميه،ستات كتير حملت وهى بتاخد وسيله منع،كل شئ قدر،بس حُقنة الشهر ممكن تناسب حالتك،بحيث لو قررتى أنتى وجوزك الخلفه فى أى وقت،تقدرى متاخدهاش،تانى،وربنا يكرمك،بالحمل بعدها.

ردت سهر:تمام خلاص أخد الحقنه كل شهر،ودى ليها مواعيد ثابته.

ردت الطبيبه:ايوا،بعد أنتهاء البريود مباشرةً.

ردت سهر:تمام،وأنا البريود إنتهت عندى من يومين،،وكمان إطهرت منها،وجوزى لسه مقربش منى ،ينفع آخد الحقنه دلوقتي.

تبسمت الطبيبه:أكيد،هستدعى المساعده،تجيبلك الحقنه،وهعطيهالك بنفسى،وتقدرى تجى للعياده كل شهر فى نفس المواعيد تاخدى الحقنه.

بعدما اعطت الطبيبه الحقنه لسهر،غادرت العياده،وهى تنظر حولها بترقب،الى أن إبتعدت عن مكان العياده،فشعرت براحه،وقررت العوده للمنزل.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
أقترب المساء
بغرفه مخصصه بالدور الأرضى
كانت تجلس بها فريال،منذ ان عادت من بالأمس من المشفى.
كانت تنام على مرتبه طبيه،كانت معها بالغرفه،كل من غدير،وأسماء أيضاً.

دخلت عليهن حكمت قائله:أزيك،النهارده،يا فريال،معليشى والله العلاج الى باخده،زى ما يكون منوم،باخده،ومبدراش بنفسي،بس سألت خديجه عنك الصبح،قالتلى نايمه،مرضتش أجى اصحيكى ربنا يتمم شفاكى،يارب.

ردت أسماء:ربنا يشفيكى أنتى كمان يا مرات عمى.
بينما ردت غدير:أمال فين سهر مش باينه من وقت ما جيت الصبح.

ردت خديجه التى دخلت:فى جامعتها هى كمان،ربنا ينجحها هى وعاليه،وكل الطلبه،وزمانها جايه.

همست غدير قائله:واضح أن سهر مدلعه هنا،بالقوى،حتى أنتى يا خديجه،بتقدمى ليها أعذار،واضح كده،أنها مش سهله،زى ما مياده قالت عليها قدامى،وقدرت تلعب بكل الى فى البيت هنا،آه،لو يعرفوا أنها كانت هربت علشان ممتجوزش من عمار،ونفسى أعرف رد فعل عمار نفسه،لما يعرف،بكده،بس الصبر.

على حديثهم معاً،دخلت سهر للغرفه،ألقت السلام،رد عليها الجميع عدا غدير،وفريال،التى إغمضت عيناه،بتمثيل الألم ،وهمست لنفسها،شكل العمل الى الوليه عملته طلع فشنك،واقفه قدامى،أنتى والمخسوفه خديجه أهو،لأ وهى الى بتقدملك أعذار،لأ وحكمت كمان بتبتسملك،مفيش إتأذى غيرى ظهرى ورجلى إنكسروا،وياعالم هقف تانى على رجلى ولا لأ،بس أقف على رجلى هروح للوليه دى،أشوف معاها حل نهائى يخفيكى أنتى والمخسوفه التانيه من وشى.

تحدثت سهر:إزيك،يا طنط فريال،عامله أيه النهارده،معليشى الصبح كان ورايا محاضره بدرى،مرصتش أجى أزعجك،قولت أما ارجع أبقى أطمن عليكي.

ردت أسماء ببسمه:الحمد لله،اتصلنا عالدكتور،وكتب لها مخدر،يسكن الألم،وعاليه ركبت لها كلونه،لما بتحس بوجع،أنا بعطيها المخدر،وأرتاحت عليه،وربنا ينجحك أنتى وعاليه،وكمان ولاد خديجه..

تبسمت لها سهر قائله:ربنا يتم شفاها على خير،هطلع أغير هدومى،وأنزل تانى أطمن عليها،ومره تانيه،ربنا يشفيكى،يا طنط.
بجميع لعنات فريال غادرت سهر الغرفه.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بعد أنتهاء العشاء مع العائله،صعد الجميع لأماكنهم،عدا عمار ووالده،وعمه،ظلوا قليلاً يتحدثون حول أعمالهم،الى ان إنتهوا،
نهض عمار يقول:أنا هطلع لشقتى،يلا تصبحوا على خير.

تحدث عمه قائلاً:هتطلع أى شقه.
رد عمار دون إنتباه:أكيد شقتى،أنا وسهر مراتى.

رد سليمان:وكمان خديجه مراتك،ولا ناسى،وليها عليك حقوق،وشايفك من يوم ما إتجوزت سهر،وأنت معشش عندها وناسى خديجه،ولا علشان مش بتتكلم،هادم حقها،راعى ربنا هى كمان مراتك وليها حقوق عليك،ولا نسيت الشرع بيقول العدل بين الحريم،ولا تكون الصبيه سحرتلك بصباها،ومبقتش شايف غيرها،راعى العدل،علشان ربنا يكرمك بالذريه الصالحه.

رد عمار دون مجادله لعمه:حاضر،ياعمى هعدل،تصبح على خير.

غادر عمار وترك بالغرفه والده وعمه، الذى قال:وعى إبنك يا مهدى،أنا شايفه هادم حق خديجه،وهى بنت أصول ومش بتتكلم،خليه يعدل بين حريمه.

رد مهدى:خلاص بقى يا سليمان،يمكن فتره،على ما سهر تحمل وبعدها يبقى يعدل بينهم،متشغلش بالك بهم هما أحرار هما التلاته،الى يهمنى،سهر تحمل وتجيبلى الحفيد.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه سهر
أوصدت صنبور المياه،ولفت حول جسدها منشفه قصيره قليلاً،لا تعرف سبب لشعور الخوف الذى يتملكها فى الأيام الاخيره،تشعر أن أحداً،معها بالشقه،كأنه يراقبها،دون أن تراه،تتخيل رؤيته أحياناً،على حوائط الشقه.
جائها هذا الشعور الآن،وهى بالحمام،فخافت وأرتجفت،وخرجت من الحمام،بتلك المنشفه فقط.

تفاجئت حين خرجت من الحمام،بوجود عمار،بغرفة النوم،إرتبكت وخجلت،لكن سألته:
عمار،أنت هنا فى الشقه من إمتى؟!

رد عمار،وهو ينظر لها:يادوب لسه طالع من تحت ودخلت الاوضه علطول،ليه بتسألى

ردت سهر،وهى تنظر حولها بالغرفه،قائله:لأ مفيش،بس بسأل.

تبسم عمار وهو يقترب من مكان وقوف،سهر،عيناه تنظر لها بإفتتان،وهى أمامه بتلك المنشفه الملفوفه حول جيدها،وشعرها الذى يُقطر ماءً حول عنقها،ومقدمة صدرها.

لاحظت سهر نظرات عمار،لها،شعرت بالخجل،وقالت: نسيت أخد معايا غيار،هاخد غيار وأدخل أكمل حمامى.

قبل أن تستدير
ضمها عمار بين يديه،هامساً:وحشتينى يا سهر الكام يوم الى فاتت مش خلاص المده خلصت.

صمت سهر،وهى تشعر بيديه تُمسك مقدمة المنشقه،فمسكت يدهُ،وقبل ان تتحدث،إنقض عمار على شفاها،بالقبولات الشغوفه المتشوقه،وسيطر على مشاعرها،تشاركه،وقت حميمي،بعد وقت،قبل عمار سهر،وإبتعد عنها نائماً بظهره على الفراش،سعيداً،سهر مع الوقت بدأت تتجاوب معه،فكر عقله،لما لا يعترف لها الآن عن حقيقة مشاعرهُ إتجاهها،وأنها،ليست معه من أجل أن تكون ماعون إنجابى كما تظن،بل هو يريدها أن تكمل معه الباقى من مشوار،حياته،ويروزقا،بأبناء تقوى علاقتهم معاً.

بينما سهر عقلها شارد بكذا إتجاه،شعورها بإحساس ال،وهى تخفى عنه أنها،لاتريد الأنجاب منه،لا تريد ان تكون له ماعون،تحمل بأحشائها جنيناً منه،تنتهى مهمتها بمجرد أن يولد هذا الجنين،ويعود مره أخرى،لأحضان خديجه.
وهناك سبب آخر هو تلك التخيلات التى أصبحت تراها،هناك ما يرافقها بالشقه،،
أغمضت عيناها بقوه تعتصرها،

فى،تلك اللحظه،نظر لها عمار وكان سيخبرها،لكن،رائها تعتصر عيناها،ظن منه،أن ما شعر به معها من تجاوب منذ قليل،لم يكن سوى،إمتثال منها لحدوث ذالك الأمر بينهما،فأغمض عيناه هو الأخر،ينظر لها بصمت.

بينما حين إعتصرت سهر عيناها،رافقاها الخيال مره أخرى،ففتحت عيناها،وبتلقائيه،تشبثت بعمار،قائله:عمار،فى واحد ماشى الحيطه.

نهض عمار جالساً يقول بتعجب:بتقولى أيه،أيه الجنان ده.

دون شعور من سهر نزلت دموعها قائله:صدقنى يا عمار،فى واحد ماشى عالحيطه،ومش أول مره أشوفه،ده بقاله كام يوم،وانا كنت خايفه أقولك،لا متصدقنيش،وتقول إتجننت.

تبسم عمار،وهو سعيد،بألتصاقها به،وقال بمرح : والواحد ده أحلى منى؟

ردت سهر وهى تبتعد عنه بتذمر قائله:أنا بتكلم جد،وأنت بتهزر،عالعموم براحتك،تصبح على خير،بس بلاش تطفى نور الأوضه،لو سمحت.

تبسم عمار على تذمرها وذمها لشفتيها مثل الأطفال،وجفف دموعها بيديه،وجذبها لحضنه،يربت على ظهرها العاري أسفل يدهُ،
شعر برجفتها بين يديه،فضمها أكثر له وقبل جانب عنقها قائلاً:متخافيش يا سهر،يمكن دى تهيؤات مش أكتر،أنا جنبك.

شعرت سهر بالأمان،ولفت يديها حول ظهر عمار،
شعر عمار،بيديها المرتعشه والبارده على ظهره،فضمها بقوه لجسده،ونام على الفراش،يحتويها،بين يديه،،لتنام،بين يديه،بعد جولة عشق بينهم، بعد أن شعرت،بالدفء،والامان بين يدي،عمار.

……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما بشقة خديجه
صحوت خديجه بفزع،حين سمعت صرخه صغيره،أعقبها بُكاء
توجهت بتلقائيه لغرفة منى،وأشعلت ضوء الغرفه
رأت منى تجلس على الفراش تضم ساقيها،ورأسها بالمنتصف بيهم،وتبكى برعشه

أقتربت وصعدت جوارها،للفراش تضمها بين يديها بحنان،وتقرأ بعض أيات القرآن،قالت منى برعشه ورعب:
ماما فى حرامى فى البلكونه،أنا شوفت خياله،هو عاوز يدخل،بس مش عارف،ماما متسبينيش أنا خايفه،خلينا ننزل لتحت للحرامى ده يأذينا،أنا بقالى أكتر من ليله بشوفه،يجى وبعدها يمشى ،وبخاف أقولك.

تعجبت خديجه وهى تنظر بأتجاه الشرفه قائله: بلكونتك جنب بلكونتى،أكيد بيتهيألك،حرامى أيه الى هيدخل منها ناسيه فى حارس بره عالباب غير فى كاميرات على باب البيت،وفى المدخل كمان يعنى محدش
يعرف يطلع للبلكونه،تلاقى كابوس،أبقى أقرى قرآن قبل ما تنامى،ونامى متوضيه.

بكت منى بحضن خديجه وتشبثت بها قائله:نامى معايا يا ماما أنا خايفه.

أعتدلت خديجه نائمه على الفراش،وأخذت منى بين يديها قائله:نامى،يا روحى متخافيش أنا هنام معاكى علشان تطمنى.
………ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من ليله

ليلاً
ًصحوت،سهر،بصرخه خافته،فزعه، أقتربت من عمار تضم جسدها إليه، قائله: عمار أصحى.

تحدث عمار قائلاً: نامى، يا سهر الله يرضى عليكى.

كلبشت سهر بجسد عمار، قائله، بخوف:
عمار، أصحى.

نهض عمار، قائلاً: صحيت فى أيه بقى الليله دى.

لم ترد سهر ومازالت تكلبش، فى جسد عمار
تبسم عمار، وشعر، بفرحه، وهى تضم نفسها، تتمسك، به، فقال: خير، بقى، فى أيه الليله دى كمان، شوفتى أيه ماشى عالحيط!

ردت سهر: ليه مش عاوز تصدقنى، أنا شوفت فعلاً، واحد ماشى عالحيطه، بس الليله، شوفت حاجه تانيه.

تعجب عمار، يقول بسخريه: وأيه بقى الى شوفتيه الليله، يا ترى!

ردت سهر: أنا شوفت واحد ماشى على سقف الأوضه، وكمان وقع عالسرير، وأنا حسيت بوقوعه، صدقنى.

نظر عمار بذهول وأنار، ضوء الغرفة قائلاً:
لأ ده بقى، خارج التوقعات، السرير، قدامك أهو، مفيش غيرنا، إحنا الأتنين عليه، راح فين بقى الى وقع من السقف،والأوضه قدامك أهى،لحق،يطلع منها.

نظرت سهر للفراش، بأستغراب، هى شعرت بسقوط أحد على الفراش، عقلها يكاد يذهب.

لكن تحدث عمار بخبث، وهو يرى تمسكها، به، بشده، فضمها، بقوه لجسده، وقرب من وجهها، لثم شفاها بقبولات، ناعمه، يحاول، صرف عقلها عن ما تقوله له منذ أيام عن رؤيتها، لأحد يسير على حوائط الغرفه.

لكن كان هناك صراخ، عالى، قطع اللحظه

نهض عمار،يخرج من الشقه، يتجه الى مكان الصراخ.

فتح له أحمد الباب
دخل مباشرةً، الى غرفة منى، وجدها، بين يدى خديجه، ترتعش.
فقال بذهول: فيه أيه، منى بتصرخ ليه؟

رد أحمد: دى مش اول مره، دى بقالها كذا ليله، تصحى مفزوعه، وماما تروح تنام معاها، بس معرفش ايه الى خلاها تصرخ قوى كده، الليله

ردت منى وهى ترتعش: أنا شوفت واحد فتح باب البلكونه، ودخل، وكان واقف جنب السرير.

قال عمار، بذهول: نعم، أنتى كمان، هو البيت سكنه العفاريت ولا أيه!

أتت سهر بعد أن أرتدت إيسدال على منامتها،كما صعد أيضاً،مهدى،وسليمان،وفتحوا باب شقة خديجه،ودخلوا،يسألوا عن سبب صريخ منى،بهذا الشكل.

سردت لهم خديجه،أن منى ترى أحداً،يقف خلف شُرفة غرفتها كل ليله،وتهلوس،بمنامها،وتصحو فزعه تبكى،

ذُهل عمار،فتقريباً سهر نفس الشئ تتخيل أحداً،يسير على حوائط الغرفه،وهذه الليله قالت انها شعرت بسقوطه على الفراش،ماذا يربط خيال سهر ومنى معاً

لاحظ مهدى وسليمان،صمت عمار،وذهوله.
ليقول مهدى:
فى أيه يا عمار

تحدث عمار،وهو ينظر لسهر:سهر كمان بقالها كذا يوم بتشوف خيال عالحيطه،مش عارف أيه الرابط بينهم

تحدثت خديجه:أنا لما حكيت لماما على صُحيان منى وبكاها بالشكل ده قالتلى،على شيخ،بيقرى قرآن وقالتلى خدى منى ورحى له،بس أنا قولت دى كوابيس،وهتروح لحالها،بس إنت كمان،بتقول سهر نفس الشئ.

رد مهدى يقول:قصدك يكون حد عمل لهم حاجه! بس مين،دى أول مره تحصل،الحكايه دى فى البيت ده.

رد سليمان وهو ينظر،بإتجاه سهر:الخير على قدوم الواردين،ياما قولت لك أعدل بين نسوانك،بس يظهر فى واحده منهم،شاغلاك،ومنسياك التانيه،وأخرها سحر كمان.

ردت سهر بتسرع:قصدك،يا عمى،يعنى انا بسحر للى فى البيت،طب أنا كمان هسحر لنفسى،واشوف خيال واحد ماشى عالحيطه،ولا أكون بمثل علشان، محدش يشك فيا.

ردت حكمت التى دخلت تلهث قائله:
عمك مش قصدهُ يا سهر وهو بس مضايق من صويت منى،وخايف عليها،وزى خديجه ما قالت كده نجيب الشيخ ده يقرى قرآن فى البيت،يمكن دى تهيؤات،وتروح.

ردت سهر بغضب :تمام براحتكم،أعملوا الى أنتم عاوزينه عن إذنكم،هروح شقتى،تصبحوا على خير.

غادرت سهر الشقه،بغضب شديد

نظر عمار لعمه قائلاً: سهر بريئه من تفكيرك ده،ماهو مش معقول،هضر نفسها كمان،سهر فعلاً بقالها كام يوم بتقولى أنها بتشوف خيالات،وبتصحى مرعوبه وبترتعش كمان،
وأنتى يا خديجه،هاتيلى رقم الشيخ الى أم يوسف قالتلك عليه،أنا هبعت اجيبه بكره،يقرى قرآن فى البيت كله.

ويلا أعتقد كده خلاص لقينا بداية حل للحكايه دى، أنا رايح شقتى،وأنتى يا خديجه،سيبى النور منور،وشغلى قرآن فى الأوضه.

رد سليمان قائلاً:ودى شقتك كمان ولا ناسى يا عمار.

رد عمار:لأ إنت الى ناسى يا عمى،دى شقة عمى محمود الله يرحمه،ومن بعده شقة خديجه وولادها،تصبح على خير.

غادر عمار الشقه بغضب

بينما قال سليمان:شايف طريقة إبنك،واضح أن البت دى قدرت تلعب عليه.

ردت حكمت:سهر بريئه،يا سليمان،اللعبه دى أتعملت زمان،من قبل سهر ما تجى هنا،وكانت بين أسماء وخديجه،بيشوفوا تهيؤات سوا،ووقتها الشيخ قال ده عمل معمول لعروسه جديده ،وأسماء خطت عليه بالغلط،
نفس الى بيحصل مع سهر،ومنى.

تعصب سليمان يقول:قصدك أيه يا حكمت.

ردت حكمت:مش قصدى حاجه،ياسليمان،بس أنا بوضح شئ سهر بريئه منه،وحرام نتهمها بيه بدون دليل،تصبح على خير،أنا هنام مع خديجه وعيالها مش هقدر انزل السلم مره تانيه،تصبح على خير يا مهدى.

شد مهدى سليمان قائلاً:خلينا ننزل،ونسيبهم يرتاحوا،وبلاش عصبيتك،الزايده دى،والشيخ عمار هيجيبه بكره،ويكشف لنا الى حصل ده،ويمكن يعرف سببه.

غادر سليمان مع مهدى،تاركاً حكمت،وخديجه التى نظرت لحكمت نظرات فهمت مغزاها.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما
عاد عمار لشقته،ودخل مباشرة لغرفة النوم،وجد نورها مُضئ وسهر تجلس على الفراش تبكى،
أقترب منها،وحضنها من الخلف مازحاً:
أيه العفريت الى ساكن فى الشقه ده نكدى، ولا أيه.

ردت سهر قائله: بتهزر ما يحوقلك، أنا انتهمت من عمك، أنا أساساً بصلى فرض بفرضه، وكمان حافظه أجزاء من القرآن، وعارفه جزاء الى بيأذى الناس بأى طريقه، وعمرى ما أذيت حد فى حياتى، بالعكس أنا الى تأذيت من أول ما ليله، دخلت فيها للبيت ده.

شعر عمار بغصه من قول سهر، ضمها بقوه لجسدهُ يقول: سهر مالوش لازمه طريقتك دى، خلاص، عمى مكنش يقصد.

إستدارت سهر لوجه عمار قائله: ولا يقصد متفرقش كتير، مجتش عليه هو كمان يظن السوء بيا.

نظر عمار لوجه سهر وعيناها وأنفها الأحمران: بآلم وكاد أن يعترف لها، بمكنون قلبه، لكن جمله قالتها، لجمت لسانه حين قالت:
أنا عارفه مكانتى هنا فى البيت ده أيه بالظبط مش أكتر من ماعون،يجيبلك،أولاد وبس.

العشرون.
ــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوماً
بدأ الربيع يُرسل نسماته

بجامعه سهر
خرجت سهر بصحبة صفيه من مُدرج المحاضرات،تسيران وهن تتوجهان للخروج من مبنى الجامعه،تحدثت صفيه قائله:
يا باى أخيراً خلصنا محاضرات النهارده،أنا دماغى بتوش،إمتى التيرم ده كمان يخلص بقى،التيرم ده المواد عندنا أكتر من مواد التيرم الأول بمادتين،أنا خلاص،زهقت من المحاضرات أيه رأيك بيقولوا فى رحله فى الجامعه،لأسكندريه،قريب،أيه رأيك نروح،هى يوم صد رد،أهو نفصل شويه.

ردت سهر:لأ ماليش مزاج.

نظرت صفيه لسهر قائله:طبعاً مااللى تفضل يقرب على شهر فى البحر الأحمر والمناظر الطبيعيه إلى هناك،إسكندريه مش هتعجبها،إسكندريه دى خلاص بقت للناس الغلابه،بقولك أنا جعانه تعالى نروح المطعم الى على اول شارع الجامعه،هنشوف أى حاجه ناكلها تصبيره على ما أروح.

ضحكت سهر قائله:طب بدال،ما تاخدى تصبيره،روحى كلى فى بيتكم،وأنا كمان لازم قبل أروح أفوت على تيتا آمنه من زمان مشوفتهاش.

ردت صفيه بتعجب: تفوتى على تيتا آمنه هى مش عايشه معاكم فى نفس الشقه،ولا أيه.

إرتبكت سهر قائله:أيوا طبعاً،أنا كان قصدى على تيتا،يسريه بس لسانى غلط،يلا أشوفك بعد الأجازه القصيره الايام الجايه،أهو هترتاحى لكِ كم يوم هدنه،يلا أنا بقى سلام.

تركت سهر صفيه،وسارت وحدها،
لتفاجئ بمن أمسك ذراعها،وجدبها،تسير معه
الى أن وقف جوار حائط يقول:
بتتهربى منى ليه،يا سهر ؟

إنخضت سهر،لكن سرعان ما تمالكت نفسها،ونفضت،يدهُ سريعاً عنها تقول بغضب ساحق:
إنت إزاى،تتجرأ وتمسك إيدى بالشكل ده،وبينى وبينك أيه علشان إتهرب منك.

إعتذر حازم قائلاً: آسف يا سهر،مكنتش أقصد أخضك،بس من يوم ما رجعتى من الاجازه للجامعه،حاسس إنك بتقصدى،تتجنبينى،ومش زى عادتك قبل كده،يمكن أكون غلطت فى حاجه بدون ما أقصد هى اللى خليتك تتجنبينى بالشكل ده.

ردت سهر:غلطان ولأ مغلطش فى حاجه تخلينى أتجنبك،وأنا مش بتجنبك أصلاً
ممكن يكون ده شعور زايد منك،وأنا لازم أمشى،وقفتنا فى الشارع كده مش لطيفه،عن إذنك.

تركت سهر حازم،وغادرت،ينظر لخُطاها،لديه شعور مؤكد هنالك شئ تُخفيه سهر،وقيامها كلما،رأته،إما أن تتجنب الحديث معه،أو تتهرب منه،دخل لقلبه خوف أن يكون سبب غيابها،الفتره الماضيه وبقائها بالبحر الاحمر لتلك المده الطويله تكون وقعت بحب أحدهم،، لكن نفض قلبه هذا قائلاً: لا ليس هذا السبب،لن أقدر أن أراها تبادل غيرى مشاعر أتمناها معها.

بينما سهر
ركبت أحدى وسائل المواصلات
جلست جوار،الشباك،رغم ان الطقس ربيعى،لكن شعرت بحراره زائده بجسدها،فتحت الشباك المجاور لها إندفع بعض الهواء البارد قليلاً،أنعش جسدها،لكن سرعان ما تذمر من يجلس جوارها،طالباً منها إغلاق الشباك،بسبب إندفاع برودة الهواء
أغلقت سهر الشباك،ونظرت الى الأسفلت أسفل عجلات السياره،شردت،فى مسك حازم لها قبل قليل،لما لم تقول له أنها تزوجت،بأخر،وتنهى أمله أن تبادله مشاعره،وأنها لم. تَكِن له مشاعر أصلا،ذات يوم،مجرد صديق لاأكثر ،لما لم تخبر صفيه أنها تزوجت، جاوب عقلها
بماذا تخبريهم،أنكِ،تزوجتى من رجل ثرى،بينك وبينه عُمر من السنوات ،تشاركك فيه إمرأه أخرى،وأنكِ،لست سوى ماعون إنجابى له،حين واجهتيه بحقيقتك بحياته،صمت ولم يتفوه بكلمه حتى لو كاذبه، وقال أن لها جزء خاص بقلبه،حتى لو ضئيل،لو قالها بالكذب،ربما كانت صدقتهُ ،ماذا تقولين؟!،لو قولتى لهم الحقيقه أنكِ أُجبرتى على تلك الزيجه،هل سيصدقون؟، عمار لم يصدقكِ،وقال أنك تهوين الدلال و التلاعب بمشاعر الآخرين،
أغمضت سهر عيناها،تشعر بحرقه بقلبها،ليتها تقدر أن تطفئ نارها وترتاح،من ذالك الآلم بقلبها،وعقلها الذى بدأ يفور من كثرة التفكير،فيما حدث لحياتها التى إنقلبت فجأه.

ـــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
وصلت سهر لأمام منزل والدايها.
فتحت بوابة المنزل ودخلت،وقف أمام باب شقة والدايها،
للحظه عادت للخلف،لما هذا الأحاسيس تتضارب بداخلها
الشوق والنفور،هى خرجت من هذا المنزل عروس تُزف بالغصب،رغم انها ليست المره، التى تدخل لمنزل والدايها بعد زفافها المره السابقه كان يرافقها عمار مثلت أمامه الهدوء وتعجبت من معاملته مع ببساطه مع والدايها،وجدتها،حتى مع علاء،كذالك طريقة علاء فى معاملته،بود ولطف وكذالك معاملة عمار له يبدوا أن عمار لا يُظهر جانبه السئ سوى لها فقط،
قرر عقلها،ألا تدخل الى شقة والدايها ،وبالفعل،عادت بوجهها ناحية بوابة المنزل،لكن تصادف ذالك مع دخول ميادة من بوابة المنزل.

نظرت لها مياده بغِل حاولت إخفائه،تتفحص ملابس سهر الراقيه الغالية الثمن،بغيره،كانت هى أحق بذالك منها.

تحدثت مياده بنزك قائله:سهر مشوفتكيش،من يوم ما أتجوزتى عمار تقريباً
أزيك،دى أول مره تجى لهنا،بعد ما أتجوزتى.

ردت سهر:لأ جيت مره مع عمار قبل كده،بس الحمدلله متقبلناش معاكى،وأنتى جايه من منين دلوقتي.

تضايقت مياده من ذكر سهر لعمار،وردت قائله:كنت فى درس خصوصى،بس أيه أنتى جايه من الجامعه على هنا.

ردت:أيوه،مش شايفه الكتب على إيدى.

وقع نظر مياده على أصابع يد سهر اليسرى لاحظت خلو يدها من خاتم الزواج فقالت بأستفسار:مش لابسه ليه دبلة جوازك.

ردت سهر: أكيد إنتى عارفه أنه بيجيلى حساسيه من الدهب،خلصتى أسئلتك،وإستفسارك عن إذن هدخل علشان الحق أقعد شويه مع تيتا قبل عمار،ما يجى ياخدنى.
قالت سهر هذا وفتحت حقيبة يدها وأخرجت مفاتيح شقة والدايها ووضعتها بكالون الباب،وفتحته،ودخلت وأغلقت الباب بوجه مياده دون إستئذان،
مما جعل مياده تغتاظ بشده.

بينما سهر دخلت الى شقة والدايها وقفت خلف الباب،تأخذ نفسها كأنها كانت تركض، الى أن
شعرت بالهدوء،
لكن خروج نوال على صوت إغلاق سهر للباب،جعلها ترتبك.

إقتربت نوال بتلقائيه مبتسمه تقول: سهر،روحى.
حضنت نوال سهر بين يديها،وقبلت وجنتيها.
للحظه لفت سهر يديها حول ظهر نوال،أرادت أن تشكى لها وجع قلبها وتشتُت عقلها علها تجد لها دواء يُشفيها،ويُهدأ من نفسيتها ،لكن بعدت يديها،قائله:
أنا جايه أشوف تيتا وأطمن عليها.

شعرت نوال بغصه بقلبها،وقالت بعتاب:وأنا وبابا مش عاوزه تطمنى علينا.

نظرت سهر ونوال لأعين بعضهن،لثوانى،قالت سهر:جايه أطمن عليكم كلكم.

تبسمت نوال:أنت جايه من الجامعه على هنا.

أماءت سهر رأسها بنعم
قالت نوال:أجيبلك تتغدى أكيد مأكلتيش عارفه عادتك مش بتحبى أكل بره،وأكيد على فطورك من الصبح،ده إن كنتى فطرتى أصلاً،ومكسلتيش زى عوايدك.

قالت سهر بكذب:لأ فطرت قبل ما أروح الجامعه،ومش جعانه.

ردت نوال:حتى لو مش جعانه هتاكلى معايا،أنا كمان متغديتش،باباكى مجاش عالغدا،ولا علاء،وتيتا اتغدت وخدت دواها قبل ما أجى أنا من المدرسه،فملقيتش حد آكل معاه مأكلتش،بس طالما جيتى نتغدى،سوا نفتح نفس بعض،ونتكلم شويه.

صمتت سهر.

تبسمت نوال قائله:على ما تدخلى تشوفى جدتك أكون حضرت الغدا فى المطبخ،ناكل سوا،يلا إدخلى لها،وتعاليلى المطبخ بسرعه ومتخافيش مش هخليكى تغسلى الأطباق.

تبسمت سهر،وتوجهت لغرفة جدتها

وجدتها تجلس على الفراش تُقرأ بعض الأذكار وتسبح على مسبحتها ،ألقت عليها السلام

تبسمت آمنه،وهى تفتح ذراعيها قائله:
حبيبة قلبى

ذهبت سهر إليها،وأرتمت بحضنها،ربتت آمنه على ظهرها بحنان قائله:قلبى كان حاسس إنك هتيجى النهارده،حتى إسألى نوال قولتلها،تعملى غدا حلو لسهر،بالأكلات الى بتحبها،وأهو قلبى مكدبش عليا،بس إتأخرتى شويه.

تبسمت سهر قائله:كان عندى أكتر من محاضره خلصتهم وجيت على هنا.

تبسمت آمنه قائله:ربنا ينجحك،ويوفقك،ويسعد قلبك،على قد نيتك الصافيه،هتفضلى هنا للعشا و عمار هيجى ياخدك.
ردت سهر:لأ عمار ميعرفش أنى هاجى لهنا،خرج الصبح بدرى،ونسيت أقوله،هعقد شويه وابقى أروح بعدها.

شعرت آمنه بنبرة حزن بصوت سهر،وكذالك ملامح وجهها،تبدلت حين ذكرت إسم عمار.

قالت آمنه تعرفى عمار بيفكرنى بمين؟

سألت سهر:بمين.

ردت آمنه،بجدك الله يرحمه،وأنتى كمان بتفكرينى بنفسى،فى بداية جوازى منه،
أنا مكونتش عاوزه أتجوزه.

تعجبت سهر قائله:أيه،بس الى بابا وعمى بيحكوا عليه عكس كده،وأنك كنتى بتحبيه قوى،حتى بتحبى المخفى وائل علشان هو أقرب واحد للشبه له.

تبسمت آمنه قائله:فعلاً الحاجه الوحيده الى بحب وائل علشانها إنه شبه جدك الله يرحمه،غير كده،لا ينطاق لا هو ولا هيام،يلا ربنا يسهلهم،أهى غدير من نفس فصيلتها،على نيتكم ترزقون،المهم عندى أنتى حبيبة قلبى،بصى،يا روحى،طبعاً عارفه إن جدك كان كبير عنى بأكتر من خمستاشر سنه،وأنا كنت صغيره كده،وحلوه،ووحيده،على تلات صبيان ومدلعه،مكنش بيعحبنى حد،لحد ما بقى عندى واحدعشرين سنه وقتها،وبقيت عانس.

ضحكت سهر قائله: واحدعشرين سنه وبقيتى عانس،ده دلوقتى تبقى لسه صغيره.

ردت آمنه:المثل بيقول كل وقت وله أدان،خلينى أكملك حكايتى،طبعاً،أمى بقى،ربطت دماغها،وبقت فى الطالعه والداخله تقولى،قعدتى تتكبرى عالعرسان أهو سوقك وقف،البنت بيبقى لها زهوه،فى فتره متبقاش ملاحقه عرسان كتير،وبعد كده،زى ما يكون بيتبخروا،المهم بقى فضلت مده محدش بيتقدملى، فواحده، صاحبة أمى قالت لها عندى عريس أرمل لبنتك،هو معندوش ولاد،أتجوز من عشر سنين،وربنا مرزقوش بالذريه،وبيقولوا العيب كان من مراته،
طبعاً أمى قالت لها بنتى تتجوز واحد أرمل
ردت صاحبتها عليها،بنتك لو ملكة جمال مش هينفعها،سنها بيكبر،وماله الارمل،عنده بيت ملك،وكمان وظيفه حكوميه،ومش هيبقى على إيدها حما تقرف فيها.
طبعاً أقنعت أمى،ووافقت،أنا كنت رافضه،فى البدايه،بس لما شاورت عقلى قولت هى قالت إن العيب فى الخلفه كان من مراته،وهو صبر عليها عشر سنين،ويمكن لو مكنتش ماتت كان هيفضل صابر العمر كله،طب ما أشوف شكله أيه ده مش خسرانه حاجه،المهم حددوا ميعاد علشان يجوا يطلبونى،مكناش زى دلوقتي،البنت والشاب يشوفوا بعض،ويتكلموا كمان،لأ أمى قالتلى،تدخلى القهوه،وفى لمح البصر تطلعى من الاوضه،عملت كده،بالظبط،بس تقلت رجلى فى المشى،وأنا داخله بالقهوه،وقعت عينى على شاب،الى يشوفه ميدلوش أكتر من عشرين سنه،ولابس عالموضه،ومسرح شعرهُ،على جنب زى محمود ياسين كده،هو كمان بصلى وإبتسم،حسيت أنى عاوزه أقعد وأتكلم معاه لوحدنا،بس طبعاً ده ممنوع،المهم،بقى حددوا ميعاد لكتب الكتاب،والجواز مع بعض،وكان فى خلال شهرين دخلت للبيت ده،بس كان مبنى دور واحد،وبتصميم قديم،قبل ما باباكى وعمك،ما يهدوه،ويبنوه بأساسات تانيه من جديد
المهم أتجوزته،فى ليلة الدخله قولت له متقربش منى ولا تلمسنى،أنا مكنتش موافقه عليك،قام قالى ليه يا بنت الحلال،قولت له أنت أكبر منى بكتير،وكنت متجوز قبلى.

ضحك وقالى لو بتفكرى صح هتعرفى أن دى نقط لصالحك مش ضدك،قولت له إزاى
قالى،السن هتفضلى طول عمرك صغيره فى نظرى مبتكبريش،هبقى عديت الستين،وأنتى لسه فى أواخر الاربعين،هتقوليلى،يا راجل يا عجوز،وأنتى لسه صبيه،أما حكاية أنى كنت متجوز دى،هبقى عندى خبره،سابقه،فى الجواز،وعارف،النكد والفرفشه،فمش هاخد وقت معاكى وهتعود عالنكد،ضحكت على كلامه،ومن الليله دى،بدأ يغزى قلبى،وعشنا فى هنا،وخلفت منه باباكى،وعمك،بس الفراق،أمر ربنا،وعشت من بعده فى ستر ربنا الأول،وستره الى سابه ليا،ساب ليا حيطان بيت تسترنى من عيون الناس،ومعاش،محوجنيش لحد،حتى ولادى،ربنا يرحمه.

تبسمت سهر لجدتها قائله:أول مره أعرف الحكايه دى،بس حكايتك مع جدو دى حلوه قوى،وجدو كمان واضح أنه كان طيب قوى.

تبسمت آمنه قائله:مفيش راجل طيب،فى ست بتقدر تشكل مع الراجل حياه طيبه وهاديه،كان ممكن هو يبقى طيب وأنا شعنونه،وانكد عليه،أو انا طيبه هو قاسى،أحنا الاتنين قابلنا بعض،بالموده،فربنا،رزقنا بالحب فى قلبنا،ودى نصيحتى ليكى،يا سهر،عمار،مش قاسى،بس قوى فى فرق بين القسوه والقوه،بينهم شعره،الى بيحب بيعرف يحافظ عالشعره دى ،ومتأكده،إن عمار بيحبك،إفتحى قلبك له،وهتلاقى الرد على حيرتك.

نظرت سهر لها بتعجب فكيف عرفت بحيرتها كانت ستكمل معها الحديث،لكن دخلت نوال عليهن قائله:يلا يا سهر أنا حضرت الغدا،ثم نظرت لآمنه قائله:وأنتى يا ماما أعملك كوباية نعناع دافى.

ردت آمنه:لأ أنا هقرى شوية قرآن،صحه وهنا على قلبكم.

نهضت سهر،وخرجت خلف والداتها،ودخلن الى المطبخ.
تبسمت سهر حين رأت أطباق الطعام مرصوصه على الطاوله،تذكرت وقت أن كانت تفعل ذالك وتأكل ثم تترك بقايا الطعام والأطباق على الطاوله،دون ضبها بأماكنها،وكانت تتضايق منها نوال،كثيراً بسبب ذالك.
ربتت نوال على ظهر سهر قائله:يلا أقعدى ناكل وندردش سوا
جلست سهر على مقعد قريب من نوال،
لم تمد يديها للطعام،لاحظت نوال ذالك،فقربت الطعام منها قائله:مش بتاكلى،ليه،ده أنواع الأكل الى بتحبيها،جدتك كان قلبها حاسس،أنك هتيجى،ومن وقت ما رجعت من المدرسه قالتلى أعملك الأكل الى بتحبيه،وهقولك على سر،أنا كمان قلبى كان حاسس،أنك هتجى،وأحساسى صدق،يلا مدى أيدك وكُلى.

نظرت سهر لنوال قائله:وأنتى كمان قلبك حس بيا.

ردت نوال وهى تنظر لعيني سهر:قلبى طول الوقت حاسس بيكى،يا سهر،إنت بنتى الصغيره،والوحيده،ومش أول مره أحس بيكى.

نظرت سهر لنوال،بصمت،بينما كانت تود أن تقول لها لو حقاً تشعرين بى لما كنتى أجبرتينى على الزواج من عمار.

كذالك نوال نظرت لعين سهر قائله لنفسها:غلطت،فى لحظة غضب أتحكمت فيا،خوفى عليكى طلع بشكل عكسى،كنت مفكره إنى بكده بعيد تربيتك،وأعرفك معنى المسئولية.

عقل سهر يرد: تعيدى تربيتى، بأنك تعرفنى معنى المسئوليّة، بجوازى من عمار،على ضره.

قطع حديث العيون دخول منير قال بتفاجئ:سهر حبيبتى هنا.
قال هذا وإنحنى يقبل رأسها،يضع يديه على كتفيها،ثم نظر للطعام أمامهن قائلاً بمرح: أيه الطبيخ ده كله من زمان نوال مطبختش كل ده،أكيد طابخه كل ده علشان سهر،جلس منير على مقعد جوار سهر يكمل حديثهُ:
قولى لمامتك يا سهر تاخد بالها منى أنا وعلاء شويه،دى من فتره معيشانا عالنواشف،وكل ما نطلب منها أكله تقول ماليش مزاج أطبخ،بس النهادره مزاجها،عالى وطبخت لينا أكيد أنتى السبب،إبقى تعالى كل يوم.

تبسمت سهر تقول:صحه وهنا يا بابا.

ربت منير على كتف سهر قائلاً:طب يلا كُلى قبل الأكل ما يبرد،وكويس أنا كمان جعان،خلينا ننسف الأكل ده،والواد علاء مش بتفرق معاه متعود على أكل العيانين فى المستشفيات.

تبسمت سهر،تشعر براحه منذ مده لم تشعر بها،وذالك النقار الذى كان دائما يدور بين والداها والداتها والتى كانت ما تشارك والداها فيه،لكن اليوم تبتسم فقط،تشعر ما هى الأ دقائق من الوقت وستعود لمنزل عمار،وتشعر بفقد تلك الأوقات،وها هو إنقضى وقت الطعام بالفعل،نهض والدها يقول:
والنبى،يا نوال،أعملى كوباية شاى بعد الغدوه الحلوه دى،على ما أروح أغير هدومى دى،حاسس أنها ضاقت عليا من كتر الأكل.

تبسمت سهر قائله:ألف هنا يا بابا.

قبل منير،رأس سهر،قائلاً بحنان:ربنا يهنيكى،يا روح بابا،أبقى تعالى كل يوم علشان مامتك ترضى عننا وتطبخ لينا.

تبسمت سهر له،وهو يغادر
نهضت هى الأخرى تحمل بعض الأطباق،تعجبت نوال قائله:سيبهم مكانهم يا سهر أنا هبقى ألمهم بعدين،أقعدى عاوزه أتكلم معاكى شويه.

جلست سهر.
تحدثت نوال قائله:قوليلى أخبار،دراستك أيه؟

ردت سهر،مفيش حضرتك عارفه أنى الحمدلله نجحت التيرم الاولانى،والتيرم التانى أهو قربنا على نصه،بحاول أحضر معظم المحاضرات،والى المحاضرات الى بتفوتنى باخدها من صفيه.

تبسمت نوال قائله:ربنا ينجحك،طب وأحوالك فى بيت زايد،لسه فريال بتعامله بسوء.

ردت سهر:وأيه الى هيغيرها من ناحيتى،بس بقيت بفوت لها،بس بنتها عامله ايه مع مرات عمى.

ردت نوال:رغم إننا فى بيت واحد بس أنتى عارفه إن علاقتنا محدوده،بس سمعت عمك بيقول لمنير،أن وائل هيفتح معرض أدوات كهربائية،شركه هو وحماه،ربنا يوفقه،بعيد عننا،وكمان واضح أن غدير مسيطره على وائل هيام هطق من الغيظ،بس كاتمه فى نفسها،غدير،شكلها متكبره ومتأنزحه كده،يلا ربنا يهدى.

ردت سهر:تعرفى أن غدير،دى المفروض الفتره الى فاتت كانت مامتها ملازمه السرير،مكنتش بيهون عليها تمسك ايدها،وأسماء وعاليه هما الى كانوا بيناوبوا بعض على خدمتها.

تعجبت نوال قائله:ليه،مع إنى كنت بشوفها كل يوم وهى خارجه من صباحية ربنا وترجع بعد صلاة العشا.

ردت سهر:بتجى تقعد جنبها تتأمر عالشغالين هناك،زى أمها،مش شيفاها ثمنت وربت كرش.

تبسمت نوال وقالت بتلقائيه:يمكن كرشها ده حامل،وده السبب أنها مش بتجهد نفسها،معرفش،ومش بسأل هيام،هيام كاتومه معايا من ناحية مرات إبنها بالذات،بتخاف من الحسد،سيبنا من الكلام على هيام ومرات ابنها هما احرار،أخبارك أنت وعمار أيه.

ردت سهر بأختصار:الحمد لله كويسه
ثم وقفت قائله: همشى أنا بقى،أنا خارجه من البيت الساعه تمانيه،وخلاص المغرب قرب يأذن،هدخل أسلم مره تانيه على تيتا وأمشى .

شعرت نوال بغصه،ليست تلك سهر السابقه،التى كانت تجلس معها دون أن تسألها كانت تحكى لها عن كل شئ،لكن سهر هذه متحفظه حتى بردها.

وقفت نوال هى الأخرى،تتنهد بألم،ثم تركت المطبخ،وسارت خلفها.
دخلت سهر،وأنحنت تُقبل وجنة جدتها قائله:همشى أنا بقى يا تيتا،أطمنت عليكى،

صدقت آمنه،ووضعت المصحف بعيد قليلاً قائله:ليه يا روحى خليكى،كمان شويه.

ردت سهر:هبقى أجى مره تانيه،سلام،بقى،أدعيلى يا تيتا.

ردت آمنه:بدعيلك،يسعدك ويحفظك،ويرزقك الذريه الصالحه يارب.

لاحظت نوال سأم وجه سهر،
لكن تبسمت سهر،وقبلت يد جدتها،وخرجت من الغرفه متوجه الى باب الشقه.

تحدثت نوال لها قبل ان تفتح الباب قائله:مش هتسلمى عليا أنا وبابا زى ما سلمتى على جدتك.

وقفت سهر،أقتربت نوال منها وضمتها بحنان قائله:بتوحشيني،بلاش تغيبى كتير.

صمتت سهر،
مسكت نوال يد سهر قائله:لما أتصل عليكى أبقى ردى عليا،ولا مش بتردى غير على مكالمات علاء،زى ما بيقولى أنكم بتكلموا بعض كتير عالتليفون،ووو
وقع نظر هيام على يد سهر فقالت،لها:فين دبلة جوازك.
ردت سهر:فى البيت نسيتها،أصل قليل لما بلبسها.
تبسمت نوال:أكيد بتسببلك حساسيه،بس كنتى البسيها شويه، وأقلعيها شويه لحد مع الوقت هتتعودى عليها،زى الحلق،كده.

ردت سهر:هبقى ألبسها سلام أبقى سلميلى على بابا شكله دخل يغير هدومه نام زى عادته،بلاش أزعجه.

تبسمت نوال بحنان

خرجت سهر وأغلقت خلفها الباب،وقفت نوال خلف الباب،تشعر بعدم الراحه،من كانت أمامها ليست إبنتها التى كانت تفتعل الأخطاء من أجل أن تشاغبها فقط،شعرت بحسره فى قلبها.

….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل دخلت سهر لمنزل زايد
وقفت على السلم المؤدى لصعود الى لشقتها،تتنهد نظرت بداخل المنزل،شعرت بالصمت،فقالت:أما أطلع الشقه أغير هدومى وبعدها أبقى أنزل اشوف سر الصمت ده أيه فين أحمد ومنى،يمكن تكون فريال كلتهم غوريلا حلوفه وتعملها،وقعت إنكسر ضهرها،ووقفت من تانى على رجلها،قبل من شهر،صدق المثل الى بيقول،الشر بيقوى صاحبه
ها أما أطلع قبل ما بنت الغوريلا غدير تشوفنى،تتمايص قدامى
صعدت سهر الى الشقه تشعر، بالارهاق دخلت مباشرةً الى غرفة النوم
تفاجئت بعمار يضع هاتفه على الشاحن، ثم أمسك كوب بيده، بيدوا أن به شىء ساخن يشربه، بسبب البُخار الذى يخرج من الكوب

قبل أن تتحدث، تحدث عمار وهو ينظر لساعة يدهُ قائلاً: خرجتى، من الساعه تمانيه الصبح، والساعه دلوقتي سته المغرب كنتى فين لدوقتى.؟

ردت: أنا كنت فى الجامعه، وراجعه الساعه أربعه، ونص العصر، فوتت على ماما، شويه،
ولا ممنوع أروح لماما.

نظر لها قائلاً: لأ مش ممنوع بس لازم يكون عندى خبر بأى مكان بتروحى ليه، وبعد كده، هيبقى معاكى عربيه بسواق، شايفك مرهقه من المواصلات.

ردت: لأ مش مرهقه، انا متعوده عالموصلات، شكراً مالوش لازمه العربيه بالسواق.

تحدث يقول: قولت قبل كده، بلاش تعارضينى، ودلوقتي أنا متغديتش لدلوقتي، ياريت تحضرى ليا غدا.

إبتلعت ريقها قائله: ومروحتش لخديجه ليه تحضرلك الغدا، أنت عارف أنى مش بعرف أطبخ.

رد بعنجهيه: قولت أنولك الشرف، وبلاش كلام كتير، حضرلى غدا، أكيد التلاجه، والمطبخ فيهم أكل،توقف عن الحديث ثم
نظر لها بتفحُص، ثم أكمل بإيحاء: ولا تحبى أنى أتغدى بحاجه تانيه معنديش أى مانع.

فهمت مقصده، قائله: لأ التلاجه فيها أكل هدخل أسخنه عن أذنك.
هربت من أمامه، أما هو فتبسم فأين ستهرب منه.

بعد دقائق فوجئت به خلفها بالمطبخ
يحاصرها من الخلف بين يديه التى تحاوط جسدها،يدفس رأسه بعنقها،ثم رفع أحدى يديه،وأزال الحجاب من على رأسها،وأسدل شعرها بيده،ودفس وجهه بين خُصلات شعرها،ثم أطفى موقد النار،بيده الأخرى،وأدار وجهها له،نظر لوجههاالذى رفعه بسبابته،لتتلاقى عيناهم معاً
أخفضت سهر عيناها،وقبل أن تتحدث شفاها،كان عمار،يُقبلها،بشغف،بينما سهر، حاولت أبعاده بيديها،حين شعرت بالأختناق،ترك عمار،شفاها،لكن مازال يُقبل وجنتيها،عاد مره أخرى لشفاها،ثم أبتعد،وجذبها من يدها،قائلاً: تعالى معايا،يا سهر،
تحدثت سهر بخفوت:مش هتتغدى؟

رد عمار،وهو يميل مره أخرى يُقبلها: لأ هستنى نتعشى مع العيله،دلوقتي خليكى معايا،كان بهذا الوقت دخلا الى غرفة النوم،تسللت يد عمار،الى جسد سهر من أسفل ملابسها، شعرت بيدهُ، التى أخترقت ملابسها، تسير، على جسدها، أمسكت يدهُ بيدها، وحاولت تمالك نفسها، وقالت، عمار، أنا……..
لم تكمل حديثها، حين همس، عمار امام شفاها قائلاً: ششششش، خليكى معايا يا سهر،لتندمج مع براعتهُّ،فى جعلها تمتثل مع مشاعرهُ
بعد قليل،
سمعوا رنين جرس الشقه، قالت سهر: عمار، جرس الشقه بيرن،
قول سهر، لعمار، جعله، يفيق من سكرته بها، رفع، رأسه من بين عنقها، ونظر، لعيناها،
حاولت سهر تمالك نفسها، وقالت: جرس الشقه بيرن مره تانيه.
نظر عمار، لوجه سهر، للحظات، ثم أنحنى، وقبل جبينها، ونهض، من عليها، يرتدى، ثيابه، ومازال عيناه عليها، يراها، تضم غطاء الفراش، بيديها على جسدها.
تحدث قائلاً: خليكى أنتى، وأنا الى هشوف مين؟

خرج عمار من باب الغرفه،متوجه لباب الشقه،فتح الباب،أندفع أحمد الى الداخل قائلاً: أيه ده يا عمار أنت مش هتيجى معانا نستقبل أونكل حسام،هو ومازن،دول جايين يقضوا الويك أيند هنا معانا فى المنصوره،شعرك منعكش مبلول ليه كنت بتاخد شاور.

لم خُصلات شعره وتجاهل قول أحمد لكن رد قائلاً: لأ خالك يوسف هو الى هيستقبلهم على الطريق،ويجيبهم لهنا،بعدها،أنا هستقبلهم هنا فى البيت،فى المضيفه الى فى الجنينه وهما خلاص،زمانهم على وصول .

شد أحمد شعره قائلاً:ياريتنى كنت عرفت من بدرى كنت روحت معاه، مازن واحشنى، من يوم فرحك مشفتوش.

تبسم عمار يقول: قولى أمتى لحقت تتصاحب على مازن بالشكل ده.

رد أحمد: أحنا فريندس على السوشيال ميديا وبنتبادل المعلومات والالعاب مع بعض، ما قولتلك قبل كده، هنزل أنا بقى أستنى مجيهم لهنا، بس فين سهر، علشان أعرفها على مازن، هى كلمته معايا كذا مره عالفون ،وبقت كمان من الفريندس معايا،سهر،شكلها طيبه قوى،زى عاليه،وطنط أسماء مرات خالى،مش زى غدير،بنت الغوريلا.

ضحك عمار قائلاً:عيب أما تقول على مرات عمك غوريلا.

ردت منى التى آتت،: مش أحمد الى بيقول عليها كده،دى سهر،وأنا كمان بس من وراها نخاف نقول قدامها ممكن تاكلنا،رغم أنها كانت مشلوله،بس لسانها متشلش،ومش بتطبل فينا شخط وزعيق،حتى ماما طلعتنا لشقتنا علشان منزعجهاش.

تبسم عمار يقول:بس غريبه،أزاى مفتنتيش على سهر وقولتى لمرات عمك أنها بتقول عليها غوريلا.

شعرت منى بخذو قائله:أنا مش فتانه،وسهر بقت صاحبتى،وعيب لما أنقل كلامها لحد تانى.
ذهل عمار قائلاً:ومن أمتى الكلام ده،دى خديجه ناقص تقطع لسانك علشان متنقليش كل كلمه بتسمعيها.

صمتت منى بخذو،بينما قال أحمد:
أحنا بنقعد نلعب مع سهر،وكمان طلعت بتعرف ألمانى،وأوقات بتشرح لينا،أحسن من المدرسين الى بيجوا يدونا دروس،حتى بتقول لينا،بلاشهم وأديكم أنا الدروس،وأدونى أنا الشهريه، سهر بتقول لما تتخرج من الجامعه،هتشتغل مدرسه،فى المدرسه بتاعتنا علشان مدرسه خاصه وبتدى مرتبات كبيره للمدرسين.

رغم ضيق عمار عن ذكر أحمد عن نية سهر العمل بعد إنتهاء دراستها،لكن تبسم لهم وهمس لنفسه قائلاً:
واضح أن سهر بقى لها تأثير فعال عليكم،ومشاء الله مش بتفكر غير فى الفلوس،وعاوزه تشتغل علشان الفلوس،والله كويس.

تحدثت منى بأستغراب من صمت عمار،وقالت:هى فين سهر،أنا شوفتها من البلكونه وهى داخله البيت.

رد عمار قائلاً: وأنتى مبقتيش خلاص تخافى ولا تحسى بحد واقف فى البلكونه.

ردت منى:لأ من يوم الشيخ ما جه،وقرى قرآن فى البيت بقيت بنام مرتاحه،وكمان سهر قالتلى أنها معدتش بتشوف حد ماشى عالحيطه،أكيد كانت روح شريره،زى الى أفلام الرعب الى كانت بتسمعها غدير قبل ما تغور تتجوز،بس دى من يوم مرات عمى ما وقعت مبلطه هنا.

تعجب عمار يقول بمرح :مب…م ب أيه،جيبتى اللفظ ده منين،أوعى تقوليلى من سهر.

اماءت منها رأسها،بأيجاب.

هز عمار رأسه دون رد وقال لهم:
سهر،شويه وهتنزل لتحت أنزلوا أنتم علشان تكونوا فى إستقبال صديقكم مازن،وأنا هجيب سهر وننزل بعد شويه.

خرج أحمد وخلفه منى،التى عادت برأسها قائله:متتأخروش،علشان قولتلها هنعمل تحدى أنا وهى ضد مازن وأحمد،ونلعب بلياردو،وأنشاء الله إحنا الى هنفوز.

رد عمار بذهول وهى سهر كمان بتعرف تلعب بيلياردو.

رد أحمد دى حريفه وغلبتنى مرتين بس ناوى أعوض أنا ومازن وهنعمل فريق.

همس عمار،يقول:مشاء الله سهر حازت على أعجاب الصغيرين،والكبار مش بتبطل معاهم تصادم.
أغلقت منى خلفها الباب.

عاد عمار مره أخرى لغرفة النوم
وجد سهر، قد إرتدت تلك الفانله ذات النصف كم الخاصه به، بالكاد تُغطى فخذيها و تظهر جزء كبير من صدرها تنسدل على جسدها تُظهر معالمه الأنثويه، وتتوجه ناحية دولاب الملابس.

تحدثت حين دخل:أحمد ومنى كانوا عاوزين أيه.

رد عمار:أيه عرفك بوجود أحمد ومنى.

ردت سهر:سمعت صوتهم،وكنت هلبس واطلع لهم،بس مشيوا.

أقترب عمار عيناه تنظر لجسدها، وقال: مفيش كانوا جاين يقولوا مش هتستقبل الضيوف.

تعجبت سهر قائله:ومين الضيوف دول.

رد عمار:مازن وباباه،جاين يقضوا الويك إيند هنا فى البلد، بعد الضهر أتصل حسام والد مازن وقال أنه جاى هو وابنه هيقضوا يومين هنا، وأنا قولت لاحمد ومن وقتها وهو فى إنتظارهم.

تبسمت سهر قائله: أحمد متعلق بمازن، رغم بعد المسافات بس دول، بيفضلوا بالساعات عاالأيباد يتكلموا فى كل حاجه خاصه بحياتهم، وكمان مازن بعتلى طلب صداقه وقبلته، هو ولد لطيف.

تحدث عمار:واضح أنك بتحبى تلعبى مع العيال،مالكيش فى لعب الكبار،بس أنا هعلمك.

لم تفهم سهر مغزى حديثه،الأ حين،فاجئها،يحملها،ووضعها بالفراش،معتلياً،يُقبلها
فى البدايه تفاجئت لكن تجاوبت معه دون شعور منها أندمجت معه بالغرام

بعد وقت.
تنحى عمار عنها وجذبها ليبقى جسدها بين يديه، ينظر لوجهها، قائلاً:
سهر، شكلك بتحبى الأطفال ، متأكد أنك هتكوني بالنسبه ليا مع ولادنا طفله زيهم.

أبتلعت سهر ريقها،وشعرت برجفه فى قلبها،دون رد.

تبسم عمار يقول:تعرفى لو مكنتيش ظهرتى فى حياتى يمكن عمرى ما كنت فكرت أتجوز
وأبنـــــــ..
لم يكمل عمار حديثه بسبب رنين هاتفه المستمر

تحدث عمار يقول:أكيد ده يوسف،بيرن من تحت يقولى الضيوف وصلوا.

فك عمار يديه من حول سهر،ونهض من جوارها،ونظر للهاتف ثم أغلقه دون رد ،قائلاً:هروح أخد دُش،وأنزل أستقبلهم.

بينما سهر ظلت بالفراش عقلها شارد،تُفكر لو أكمل عمار حديثه ماذا كان سيقول.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
نزل عمار، يستقبل حسام وأبنه بترحاب شديد
ضحك وهو يرى أحمد ومنى، يستقبلان مازن، وأخذاه معهم لغرفة الألعاب الخاصه بهم.

بينما دخل عمار ويوسف، بحسام لغرفة الضيوف،
ليجدوا مهدى وسليمان،رحبا بحسام أيضًا.
جلسوا يتحدثوا بينهم بود،الى أن
دخلت خديجه تخبرهم أن العشاء جاهز.

لمعت عيون حسام،ونهض باسماً،دون حديث،
ونهض الجميع من خلفه،وذهبوا الى غرفة السفره،
تعجب عمار من عدم وجود سهر،سأل قائلاً:فين سهر.

ردت خديجه:سهر قالت مش جعانه وراحت مع الولاد أوضة الألعاب،بس انا وديت لهم العشا هناك،وهيتعشوا ويكملوا لعب.

تبسم عمار
جلس بمكانه،يُفكر بشوق فى رؤية سهر،وهى بين الأطفال
جلست خديجه بمكانها على طاولة الطعام،كان حسام بالمقابل لها يختلس النظر لها أحياناً،تلاقت عيناهم،لعدة مرات كان حسام يبتسم،بينما خديجه،تشعر بالخجل،ودت أن ينتهى هذا العشاء،بداخلها لا تعرف السبب.
،بالفعل،بعد وقت إنتهى العشاء،وجلسة الود بينهم

صاحب عمار حسام،لمضيفه خارجيه مُلحقه بحديقه المنزل،قائلاً:
مازن بيلعب مع أحمد ومنى،ولو،روحت لهم،هيقولوا بكره أجازه سيبونا نلعب شويه .

رد حسام ببسمه:خليهم يلعبوا،أنا مُجهد سايق طول الطريق هرتاح،وأنا مطمن عليه.

تبسم عمار يقول: هسيبك ترتاح.

غادر عمار وترك حسام بالمضيفه،
جلس على أريكه،يتنهد بشعور،يغزوا قلبه غير قادر على السيطره عليه،لام نفسه كيف له يُفكر فى إمرأة متزوجه،نفض عن تفكيرهُ،وأغمض عيناه،رافقت خديجه خياله،فتح عيناه سريعاً،لما ترافق خديجه خياله،هى بعيده عنه ولا يحق له حتى التفكير بها ولا تهفوا بخياله،نهض ودخل للحمام وأخذ حماما دافئاً،وخرج واتجه للفراش،نافضاً عن عقله ذالك الشعور.
……
بينما
أثناء عودة عمار لداخل المنزل تقابل مع خديجه
التى كانت تتحدث بتذمر مصطنع:أقولهم النوم يقولولى بكره وبعده أجازه سيبنا نلعب،شويه

تبسم عمار يقول:فى أيه ماشيه تكلمى نفسك ليه.

ردت خديجه:كله من الولاد،مصدقوا مازن جه لهنا،ودخلوا أوضة الألعاب،حتى وديت لهم الأكل فيها كلوا بسرعه ورجعوا،يلعبوا،لأ ومعاهم سهر،وعاملين فرق بيتحدوا بعض،أنا مصدعه هطلع أنام،وهما أما يزهقوا من اللعب هيطلعوا يناموا لوحدهم.

تبسم عمار،يقول:أنا هروح أشوفهم تصبحى على خير.

ردت خديجه ببسمه وأنت من أهله،ثم سارت من أمامه،تبتسم،فهى تعلم سبب ذهاب عمار إليهم،هو وجود سهر معهم

صعدت خديجه لشقتها،اغلقت خلفها الباب،ونزعت عن رأسها الحجاب،وأسدلت شعرها المتوسط الطول حول وجهها،نظرت بمرآه قريبه من باب الشقه،تتأمل قسمات وجهها،مازالت ملامح وجهها،شبابيه،هى لم تكمل الأربعين من عمرها بعد حقاً هى أرمله على ما يقارب عِقداٍ من الزمن،،تشعر الآن بمشاعر صبيه العشرين،،تستذكر نظرات حسام لها كلما تلاقت عيناهم،تشعر بخجل العذراء،ما هذه المشاعر المفقوده التى تشعر بها،لم تقابل حسام سوا مرات قليله،لديها له إنجذاب خاص،سرعان ما نفضت عن رأسها،تلومها قائله:
فوقى يا خديجه أيه الى بتعمليه ده، المشاعر دى غلط،، بس ليه حسيت بيها دلوقتي، بقالى سنين كنت متجوزه عمار، عمر قلبى ما إنجذب له،
قَست على نفسها قائله: إنسى يا خديجه،المشاعر دى إندفنت مع محمود حياتك لولادك وبس.

بينما بغرفة الألعاب
كانت سهر تقف تلعب معهم،كأنها طفله مثلهم،تُهلهل وقت الفوز
غافله عن ذالك الذى
دخل عليهم بالغرفه قائلاً:أيه يا شباب،الوقت بدأ يتأخر.

رد أحمد:بكره وبعده أجازه،يعنى ننام براحتنا،وبعدين سيبنا علشان نعوض خسارتنا،فريق سهر ومنى غالبنا.

ضحك عمار يقول:إخص عالرجاله،كسفتونى والله.

رد مازن:كله من سهر متمكنه فى اللعبه دى قوى دى مفيش كوره بتفلت منها،بتعرف تنشن صح.

تبسمت سهر،بينما همس عمار قائلاً:فعلاً بتعرف تنشن صح.

أقترب عمار من طاولة البيلياردو،وأمسك أحد العصيان قائلاً:اللعبه دى كلها تركيز،تركز عالكوره الى تعرف أنها هتكسبك أكتر عدد من النقط،زى كده.

قام عمار بضرب إحدى الكور،لتبدأ مجموعه كبيره من الكور النزول نحو الحُفر الموجوده،بالطاوله.

هلل مازن وأحمد معاً بنصر

بينما تذمرت منى وسهر التى قالت:ده غش،أولاً عمار مش من ضمن أى فريق،يعنى مش محسوبه.

إقترب عمار منها قائلاً:أيه رأيك تلعبى جيم ضدى،ونشوف مين هيفوز

هلل الأطفال بموافقه،

تبسمت سهر بثقه فى الفوز ووافقت

تحدث عمار وهو ينظر لهم قائلاً:بس قبل ما نلعب أنا وسهر جيم،فى شرط،سواء كسبت أنا أو سهر،بعد الجيم هتطلعوا تناموا.

نظر الأطفال لبعضهم،ليبتسموا بتوافق،وقالوا موافقين،
قال أحمد ومازن وكذالك منى ،يارب،سهر هى الى تفوز.

تبسم لهم عمار،وقال:طب يلا بدل ما أنتم واقفين هاتوا الكور وحطوها من تانى عالطاوله.
تسابق الثلاث،ووضعوا الكور على الطاوله.

تبسم لهم عمار،وقال:الضربه الأولى هتكون لسهر.

تبسمت سهر له وقامت بالضربه الأولى،ليدخل عدد لا بأس من الكورات،بحُفر الطاوله.

تبسم عمار لها بأعجاب،فيبدوا انها حقاً تُجيد اللعبه.
تبادل عمار وسهر ضرب الكورات،الى أن إنتهى الجيم.

تبسم الاطفال،وهم يعدون عدد كورات كل منهم،وللمصادفه فازت سهر.

هلل الأطفال،قائلين:سهر هى الى فازت.

تبسم عمار وقبل الخساره بصدر رحب،قائلاً:تمام بقى كفايه لعب لحد كده،بكره جاى أبقوا كملوا لعب،يلا على شقة خديجه،علشان النوم،مازن هينام معاك فى نفس الاوضه يا أحمد

تبسم الثلاث،قائلين،تمام نكمل بكره لعب،وأنتم كمان مش هتطلعوا تناموا.

رد عمار:طالعين معاكم أهو يلا قدامى.

تبسمت له سهر،وهو يعامل الأطفال بتلك الموده والآلفه.

لف عمار يدهُ حول خصر سهر قائلاً:مش يلا نطلع إحنا كمان،بس نفسى أعرف أتعلمتى لعب البلياردو فين؟

ردت سهر:على سطوح بيتنا،بابا وعمى بيحبوا يلعبوا بلياردوا،وعندنا طاولة بلياردو عالسطح،بيبقوا يطلعوا يلعبوا عليها،وأنا بابا علمنى أنا وعلاء،أنما الغبى وائل فاشل كنا بنكسبه من أول ضربة عصايه.

تبسم عمار وهو يسير جوار سهر وأمامه هؤلاء الأطفال،يتشاورون فيما سيفعلوه بعطلة الغد،كم تمنى أن يُرزق بأطفال مثلهم من سهر،ويكمل معها عائله صغيره.

تبسمت سهر لهم وهم يقفون أمام باب الشقه،ليقول أحمد:على وعدك يا سهر هنلعب بكره،أنا وانتى فريق ضد مازن ومنى.

تبسمت له.

ردت منى:لو لعبنا بالنهار طنط غوريلا هتزعق لينا.

ضحك عمار قائلاً:عيب،يلا ادخلوا،تصبحوا على خير.

فتحت منى باب الشقه ودخلت ثم دخل خلفها مازن وأحمد،وأغلقوا الباب خلفهم

فتح عمار باب شقتهم
دخلت سهر ثم هو خلفها،
دخلا مباشرة الى غرفة النوم
تثائبت سهر قائله:هلكانه طول اليوم محاضرات والمسا لعبت مع الولاد،عاوزه أنام لحد بكره العصر،ومحدش يصحينى.

تبسم عمار وهو يقترب منها ولف يدهُ حول خصرها مبتسما يقول:
سهر نفسى يكون عندنا ولاد زيهم.

إرتبكت سهر وقبل أن ترد،جذبها عمار لصدره يُقبلها بهيام،يسحبها معه،لعشقه،متمنياً أن تأتى له بأطفال.

بينما سهر ليست معه سوا جسداً فقط،عقلها شارد،يعذبها ضميرها،وهى تشعر أنها تخدعه،فهى أخذت مانع للحمل،دون علمهُ.
…………ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع نسمات فجريه،شبه دافئه بيوم شبه ربيعى.
قبل قليل،بشقة خديجه
شعرت ،بالسأم والضجر،نهضت من على فراشها،وأرتدت ملابسها،وذهبت لغرف أبنائها،تبسمت بحنان وهى تجد منى ،نائمه بفراشها،براحه،وكذالك ذهبت للغرفه الاخرى تبسمت وهى تنظر ل مازن الذى ينام جوار أحمد،
أغلقت باب الغرفه بهدوء،ثم أرتدت حجابها،وعباءه أخرى،ونزلت الى أسفل،سارت تتجول،بين الحديقه قليلاً،لم تشعر بذالك الذى شعر هو الأخر بالضجر أثناء نومه فنهض وخرج من تلك المضيفه يتجول،يستنشق هواء البدريه العليل،

إنخضت خديجه،حين سمعت من خلفها من يقول:صباح الخير،يا مدام خديجه.

أستدارت له،دون وعى منها إبتسمت له،ببراءه،ثم ذهب الأثنان للجلوس أسفل مظله موجوده بالحديقه.

،غير منتبهان لعين
حقوده،قد تُفسر الأمر على هواها
حين قالت:
ماشاء الله ربة الصون والعفاف،بتحب على جوزها الى غرقان فى العسل مع حته عيله لعبيه.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت الجاى،يوم الأتنين

يتبع

دمتم سالمين.

الحاديه والعشرون
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أثناء وقوفها خلف،زجاج شُرفة تلك الغرفه المُطله على الحديقه،بباب زجاجى كبير ،،بينما هى تنظر بحقد ناحية جلوس خديجه مع ذالك الضيف،رن هاتفها،لم تتحير كثيراً فمن يتصل عليها لابد أنه،،وائل،لم يستطع على فراقها لليله غابتها بعيد عنه فهى تعمدت البيات أمس مع والداتها من أجل الضغط عليه لتنال ما تُريد، لم ترد عليه وتركت الهاتف يُنهى رنينهّ، لأ كثر من مره مما أزعج فريال وجعلها تصحو بتهجم،
نظرت مكان وقوف غدير خلف الشُرفه تمسك الستاره بيدها،قالت بضيق:
لما إنتى صاحيه ليه مش بتردى عالمحروق الى فى إيدك، ومين الى بيتصل عليكى بدرى كده، أكيد حبيب القلب، سى وائل،متحملش غيابك عنه لليله تقعدى فيها معايا تراعينى.

وجهت غدير وجهها لوالداتها قائله: صباح الخير يا ماما، فعلاً وائل هو الى بيتصل، بس أنا مش عاوزه أرد عليه.

تعجبت فريال قائله: وليه مش عاوزه تردى عليه، مش ده حبيب القلب الى هربتى معاه لما رفضناه، وغصبتينا نوافق عليه، وهو السبب فى دخول الغبيه سهر لهنا، أيه الى حصل يخليكى مترديش عليه، لأ وكمان تباتى معايا ليلة إمبارح، قبل كده كنتى بتتحججى بحجج فارغه، وتروحى تباتى فى حضنهُ.

ردت غدير ببرود: محصلش حاجه
قالت غدير هذا وأستدارت بوجهها تنظر للجالسين بحديقة المنزل، تبسمت بسخريه، تتكلم بصوت مُنخفض قائله: فين عمار زايد يجى يشوف قصة العشق الممنوع، ربة الصون والعفاف، الى مشرفها عالبيت كله، نازله من بعد الفجر تتريض فى الجنينه، أكيد نايم غرقان فى العسل مع سهر الى هربت فى يوم علشان متتجوزش منك، معرفش إزاى، رجعت ووافقت عليه.

لاحظت فريال نهايه حديث غدير بصوت منخفض غير مُفسر، لكن فسرت كلمة سهر، فقالت لها: بتهمسى أيه على سهر، الى جت لهنا بسبب غبائك، ياما قولتلك، ركزى مع عمار،حاولى تشغلى قلبهُ، بس إنتى، عملتيلى فيها حُره، ومقبلش أتجوزه على ضره لو عاوزنى أتجوزهُ يطلق خديجه الأول، قولتلك خديجه على ذمته زى عدمها فى إيدك تشغلى عقله عنها، زى ما بتعمل المخسوفه سهر، ده من يوم ما أتجوزها، مهوبش ناحية شقة خديجه، عيله صغيره عنك بس عرفت تضحك عليه بأيه، وتشغل عقلهُ بها.

عادت غدير تنظر لوالداتها بغيظ قائله: وأيه الى العيله الصُغيره عرفت تشغل بيه عقل عمار زايد الكبير؟

ردت فريال: الدلع،أن كان فى الكلام ولا اللبس الى بتلبسه له ، وكمان السهوكه،والبراءه الى بترسمها قدام الكل، دى حكمت الى كانت بتشد عليها لو قالت كلمه مش عجباها، بقت تلين معاها، وبذات بعد ما تعبت الفتره الى فاتت، كانت بتمثل الأهتمام بها، يمكن أزيد من بناتها، الى مفيش واحده فيهم باتت معاها ليله، كانت عاليه، وسهر بيتناوبوا على رعايتها،ياريت عادل أبنى كان عاش، مراته كانت هتخدمنى ، وتغنينى عن بناتى الى زى كيف عدمهم.

نظرت غدير لها بسخريه قائله: دلعها، ممكن هقول لاحظتيه، بس شوفتى ازاى لبسها،ولا مركبه لهم كاميرات فى الشقه.

أرتبكت فريال،وقالت:شوف بقول ايه وتمسكى فى التفاهه،بناتى زى كيف عدمهم.

ردت غدير:
ليه زى كيف عدمنا؟ أسماء الى بتفضل هنا طول النهار جنب رجلك، ولا عاليه، الى طول اليوم فى جامعتها، وأخر الليل تسهر تحت رجلك.

ردت فريال: وأنتى فين، إنت بتجى لهنا تقعدى طول اليوم تتأمرى عالخدامين، وعنيكى زى الصقر،وودانك سماعات على كل الى فى البيت.

ضحكت غدير بتهكم قائله: أنا النسخه التانيه منك، تعرفى ساعات بفكر أنك مخلفتيش غيرى، أنا وأنتى تقريياً، طباعنا زى بعض، أهم طبع فينا هو البطر، مش بنرضى باللى، فى أيدينا، وعاوزين الى فى إيد غيرنا، يعنى أنتى عمرك ما حبيتى عمار، ومع ذالك كانت أمنية حياتك أتجوزه، مش علشان سعادتى، لأ علشان تبقى صاحبة الكلمه هنا، وتضمنى كل أملاك وسطوة عيلة زايد تحت أمرك،غير إنك عارفه إنى كنت هنغص على عمار عشته،عمار،الى بتكرهيه ومع ذالك كان أملك يتجوز من بنتك .

نظرت فريال لها بتفاجؤ قائله: منين جبتى التخاريف الى بتقوليها، دى، أكيد عقلك جن!

بنفس ضحكة التهكم جاوبت غدير: التخاريف، هى حقيقتك، تعرفى ليه أنا فضلت وائل، على عمار، لأن عمار عمره ما كان هيعاملنى، زى سهر،ولا عنيه هتلمع زى ما بتلمع لما بس بيسمع صوت سهر قبل حتى ما بيشوف وشها ، عمار كان هيفضل شايفنى، بنت عمه، الى إتجوزها علشان تجيب وريث، لعيلة زايد ، مكنش هيشوفنى أكتر من كده، مكنتش هشوف فى عنينه النظره الى بينظر لسهر بها، نظرة حب، تعرفى لو سهر، مخلفتش عمار مش هيهمهُ، مش هتفرق معاه، لكن معايا يمكن كان إتجوز التالته بعد سنه لو مبقتش حامل، بس سخرية القدر، هو مراته تحمل وتسقط قبل حتى ما هى نفسها تعرف إنها حامل، وأنا حامل من ليلة الدخله، وهخلف قبله.

نظرت فريال ل غدير قائله: إنتى حامل من ليلة الدخله، ومخبيه عليا ليه، خايفه أحسدك، على إبن وائل.

ردت غدير: فعلاً خايفه من الحسد، كنتى عاوزانى أقول إنى حامل، بعد إجهاض سهر، بمده قصيره، ولا أقول قدام أسماء، الى فتره نتفاجئ، إنها كانت حامل وأجهضت، أكيد لازم أخبى.

ضحكت فريال ساخره تقول: وأنتى مفكره أن إبن وائل هيبقي صاحب أهميه، زى إبن عمار، موهومه!

رغم غيظ غدير، لكن تبسمت وهى تملس على بطنها، تقول: هيبقى أهم منه، وقبل ما يجى للدنيا، وائل مش هيكون أقل من عمار، هيكون معرض الأدوات الكهربائيه، أشتغل، ووائل مبقاش مجرد مهندس صيانه، هيبقى، صاحب ومدير معرض الغدير.

تبسمت فريال بصمت ، تسخر أوهام غدير، بمساواة وائل و عمار.

نظرت غدير،لفريال،ثم أدارت وجهها،نحو خارج الشُرفه مره أخرى،عيناها شيطانيه،فأصحاب تلك العيون،يفسرون ما يرون على هواهم،لأنهم لامحون وأعينهم ثاقبه أكثر من الازم.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما حقيقة الأمر غير ذالك

تبسمت خديجه بتلقائيه،وهى تنظر خلفها، ردت الصباح عليه.

نظر حسام لها،عقلهُ يخبره،أن هذا أجمل صباح مر عليه منذ سنوات،لا بل بعمرهُ كله،صباح ممزوج،برائحة زهور الربيع،ومعها أجمل زهره تراها عيناه،أغمض عينه سريعاً،لائماً،أنت ضيف بهذا المنزل،وعليك إحترام من به،فالنظره خطأ كبير.

فتح عيناه وقال:مازن مجاش للمضيفه،بالليل.

ردت خديجه:مازن نام مع أحمد فى اوضتة،يظهر فضلوا يلعبوا لوقت متأخر،وطلع مع أحمد،وأنا شوفته نايم جنبه قبل ما أنزل.

اشار حسام لخديجه،كى تجلس على أحد مقاعد الحديقه فجلست ثم جلس خلفها.

تبسم حسام قائلاً:
بصراحه أنا مش فاهم الصداقه بين أحمد ومازن إزاى أتطورت بالسرعه دى،يعنى مرات معدوده الى إتقابلوا فيها وش لوش،وباقى كلامهم وحديثهم مع بعض،عالنت،من خلال الابتوب،والتليفون.

ببسمه رقيقه ردت خديجه:إحنا فى عصر السرعه وكمان التكنولوجيا،لها تأثير كبير،وأنا كمان إستغربت فى البدايه لما أحمد كلمنى على مازن،وأنه فى نفس سنه،وأتلاقى بيه لما كان فى مزرعة عمار،و اتوافقوا سوا،
حتى فى البدايه إستغربت أحمد مش بياخد عالناس بسرعه وكمان شبه مالوش أصدقاء هنا،مجرد زمالة مدرسه مش أكتر،لكن مع مازن أتعدى الأمر بينهم لصداقه،رغم بُعد المسافات واللى قربها بينهم هو التواصل عن طريق النت،أنا بشوفهم بيذاكروا سوا ويبادلوا المعلومات بينهم،رغم سنهم الصغير،بس هما طلعلوا لقوا تكنولوجيا متطوره،ساعدتهم عالتعارف والتقارب،وكمان الخبره هتصدقنى لو قولتلك أنى أوقات فى حاجات بتوقف قدامى فى موبايلي،وأحمد أو منى هما الى بيحلوها لى.

تبسم حسام يقول:فعلاً هما رغم حداثة سنهم بس عندهم خبره فى التكنولوجيا،كبيره بالنسبه لهم سهله،بس أنا كمان بالنسبه ليا سهله،لأنى كنت أخدت بعض القُرصات،أستفاد منها فى شغلى،فى البورصه.
تبسمت خديجه بتعجب قائله:إنت بتشتغل فى البورصه،غريبه حد معرفتى أن بينك وبين عمار،وكمان يوسف أخويا شراكه.

رد حسام:فعلاً معلوماتك صح،أنا سيبت شغل البورصه من فتره مش كبيره،قوى كنت إتعرضت لخساره،وبعدها كرهت الشغل فيها.

ردت خديجه:فعلاً الشغل فى البورصه يعتبر نوع من المقامره والمغامره كمان،وأقل غلط ممكن يخسر كتير.

رد حسام:أقل غلط ممكن يودى للأفلاس،والسجن كمان،بس مش شرط يكون الغلط ده غير مقصود،ممكن يكون مقصود،من أقرب الناس ليك،وعندك فيهم ثقه عمياء ،برضو.

لم تفهم خديجه قوله،فقالت:يعنى أيه؟

صمت حسام لثوانى يفكر كيف يرد علي سؤالها،أيقول لها أنه تعرض،للخيانه،والطعن فى الظهر،ومن من؟،من زوجته التى كانت تُشاركه،والتى فضلت المال على عشرته،بل فضلته على طفلها!

رد حسام:قصدى،أن البورصه،ملهاش كبير،وبصراحه،أنا حسيت براحه لما سيبت الشغل فيها،وفعلاً أنا ويوسف وعمار،عملنا،شركه خاصه،بأستصلاح الأراضى،الصحراويه،والفعل بدئنانفعل الشغل فيها.

ردت خديجه:ربنا يوفقكم،،أنا شايفه يوسف متحمس للشراكه دى وكمان عمار.

أخذ حسام أخر كلمه لها وقال،لها بسؤال:
عمار،تعرفى إنى بستغربك بسببه إزاى قادره تقبلى إن تشاركك فيه زوجه أخرى،بلبساطه،دى،واحده غيرك كانت ممكن تمانع،أوتطلب إنفصال ،خاصةً،إنك شابه،ومتعلمه وبالذات أنى شوفت طريقة معاملتك لزوجة عمار التانيه،بود كأن الأمر مش فارق معاكى.

ردت خديجه بتسرع:فعلاً جواز عمار من سهر مش فارق معايا،لأنى عمرى ما كنت مراتهُ،

شعرت خديجه أنها تسرعت،بالقول،فحاولت إصلاح قولها،قائله: قصدى عادى جداً أنا مش أول ست تقبل،جوزها يتجوز ست تانيه،
قالت هذا ونهضت متحججه تقول:عن إذنك لازم أروح أشوف الشغالين،علشان يحضروا الفطور.

قالت خديجه هذا وغادرت من أمام حسام،ولم تنتظر رده.
بينما حسام،شعر بفرحه بداخله،لا يعرف سببها، وحيره،ما معنى قولها أنها لم تكن زوجه لعمار أبداً.

بينما دخلت الى داخل المنزل،وأثناء سيرها ضربت على رأسها بخفه قائله:غبيه يا خديجه،كنتى هتقولى على سرك مع عمار،ولمين؟،حسام،ليه أصلاً قعدت معاه،مكنش يصح،
أثناء لوم خديجه لنفسها، سمعت من تقول:
خديجه أيه اللى مصحيكى بدرى كده،وكنتى فين؟

ردت خديجه:الوقت مش بدرى ولا حاجه يا غدير،وبعدين أنا متعوده أصحى فى الوقت ده،وهكون فين،أنا فى البيت أهو،طالما صحيتى تعالي ساعدنى نحضر الفطور للى فى البيت،سوا

تحججت غدير قائله:معليشى مش هقدر،خلى الشغالين يشتغلوا بلقمتهم،شويه،أنا سهرانه طول الليل جنب ماما،أمتى تفُك جبس رجلها،أنتى عارفه أنها أوقات بتحتاجنا جنبها،خصوصاً بالليل ،نساعدها،لو حبت تدخل الحمام أو نناولها ميه تشرب ،وكنت جايه أخد لها ميه،الميه الى كانت فى الاوضه خلصت،عن إذنك هدخل المطبخ آخد ميه وأروح لها تانى.
توجهت غدير الى المطبخ، وخلفها خديجه،التى همست قائله:مش عارفه وائل إزاى متحمل غطرستك دى،بس الواضح كلمتك أنتى الى ماشيه عليه من البدايه.

….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
بغرفة الالعاب
جلست سهر بالمنتصف بين مازن وأحمد،تشرح لهم أحد المواد،ببساطه،
تحدث أحمد وهو ينظر لمازن قائلاً :قولتلك،سهر بتشرح أحسن من المدرسين الى بيجوا لنا هنا البيت،وبفهم منها عنهم،أهو أنت كمان فهمت زيي،منها.

نظر مازن لها قائلاً:بصراحه المدرسين الى بيجوا يدونى دروس مش بفهم منهم،زى ما فهمت منك يا سهر ،أنا هقول لبابا،يبطل يجيب المدرسين دول،ونتواصل أنا وأنتى عالأبتوب،تشرحيلي المواد دى.

تبسمت سهر وهى تبعثر شعر مازن بمرح قائله:
موافقه طبعاً،بس مش كله كده هيبقى ببلاش،لازم يكون فى تقدير معنوى،برضو،كلك نظر،شوف باباك بيدفع قد أيه للمدرسين دول،وأنا راضيه بنص المبلغ،أو هديه حلوه كده.

فوجئت سهر بمن يقول:وأنا موافق،على الى تطلبيه طالما هيجيب نفس الدرجات الى جابها الشهر الى فات.

خجلت سهر وتنحنحت بحرج،قائله: شكراً، حضرتك أنا بهزر معاه مش أكتر.

تبسم حسام يقول:واضح أن عندك هواية التدريس،وبتعرفى توصلى المعلومه بشكل سهل،بصراحه لما مازن جاب درجات الشهر الى فات مكنتش متوقع مستواه يرتفع كده فجأه،بس لاحظت أن هو وأحمد بيذاكروا مع بعض عالنت،وأكيد حضرتك بتساعدى أحمد،فبالتالى ليكى فضل فى إرتفاع مستواهم،فلازم نقدرك.

قبل أن ترد سهر،أقترب عمار من مكان جلوسها،ووضع يدهُ على كتفها قائلاً:
سهر بتدرس فى كلية التربيه،والتدريس عندها مش أكتر من هوايه بتساعد أحمد ومنى لما بتقف معاهم حاجه مش فاهمنها،مش أكتر من كده.

صمتت سهر بضيق ولم ترد على قول عمار،وما معنى قوله أن التدريس وموهبه لديها لأكثر،لكن فيما بعد ستعرف الأجابه منه.

تبسم حسام،وهو يرى نبرة الغيره،بحديث عمار عن سهر،لم يلاحظ تلك النبره أثناء حديثه مع خديجه،وتحير عقله فى قول خديجه،حين أخطأت وقالت أنها لم تكون يوماً زوجه لعمار،ليتها فسرت باقى حديثها.

كأن القدر يرسلها له،أثناء تفكيره بها دخلت خديجه،للغرفه قائله:عمار الغدا جاهز عالسفره،وكمان يوسف جه،يلا ياولاد علشان تتغدوا.

ردت منى قائله:لأ إحنا فطرنا متأخر مش هنتغدى دلوقتي،سهر خلصت شرح لأحمد ومازن وخلاص هنبدأ لعب.

نظرت خديجه لسهر قائله:وأنتى يا سهر مش هتتغدى.؟

نظرت لهم سهر ثم قالت:لأ مش جعانه،أنا كمان فطرت متأخر مع طنط حكمت.

تبسمت خديجه قائله:تمام براحتكم،يلا يا عمار،بدل ما نلاقى يوسف داخل علينا بهُليله يقول جعان،
وبالفعل دخل يوسف قائلاً:
فعلاً أنا جعان،ولو مستعجلتوش وأكلتونى انا هعمل فضيحه وأقول بيت زايد،الى هما نسايبى بخلاء مش بيأكلونى عندهم،وواخدين مراتى عندهم،وأمى ست كبيره مش قد وقفة المطبخ،ومش لاقى حد يعطف عليا ويأكلنى.

ضحك الجميع على مزح يوسف.

نظر يوسف لسهر قائلاً:أيه ده،دى سهر هنا كمان طب والله وأنتى قاعده وسط أحمد وحسام فكرتك زميلة الواد أحمد فى المدرسه،وجايه تقضى معاه الويك إيند.

تبسمت سهر، بحياء

بينما شعر عمار بالغيره وقام بجذب يوسف من تلابيب ثيابه قائلاً:أنا بقول نروح نتغدى،وبلاش هُليلتك دى،يلا بينا يا حسام،يلا يا خديجه،وسيبهم هما أما يجوعوا بيبقوا ياكلوا،البيت الحمد لله عمران بالخير.

تبسم يوسف وهو يرى نظرة الغيره بعين عمار ،وسار معه هو وحسام الى غرفة السفره بينما خديجه توجهت الى المطبخ مره أخرى.

بعد قليل كان عمار،ومعه كل من حسام ويوسف يجلسون بغرفة المكتب،يتدالون بينهم ويتشاورون فى أمور شركتهم الجديده،
لكن صوت صُراخ عالى،أتى الى مسمعهم
هب عمار،واثباً،وخرج سريعاً من الغرفه،وتوجه الى مكان صوت الصُراخ

بينما بغرفة الألعاب
كان أحمد و مازن يلعبان بأحد الألعاب الاليكترونيه على شاشه كبيره بالحائط

وكانت منى تلعب مع سهر على طاولة تنس الطاوله

فلتت الكوره من مضرب سهر أثناء صدها،لرمية منى،فوقعت الكوره بعيداً،توجهت سهر لتأتى،بها،لتدخل الى مكان ضيق بالمكان،مدت سهر يدها لتأتى بالكوره غافله عن،زر الكهرباء الغير مُغطى الموجود بذالك المكان،لتضع يدها على الزر دون علم منها لتُصعق،بالكهرباء،فتدفعها الكهرباء للخلف مصعوقه،لتخرج منها صرخه،وتقع برأسها على حائط خلفها مغشياً عليها.

توجه لمكانها منى وكذالك أحمد ومازن،
صرخت منى حين رأت بؤرة دماء أسفل رأس سهر،ظلت تصرخ،بينما أحمد ومازن،كانوا يتحدثون إلى سهر وهم يبكون

كان أول من دخل هو عمار،وتوجه الى مكان تجمع الثلاث أطفال،ذُهل عقلهُ وهو يرى سهر لا تّحرك ساكن،وذُهل أكثر حين رأى بؤره دماء تندفع أسفل رأسها،بدون تفكير منه إنحنى،يقول بخوف شديد:سهر،سهر،
ربت على وجهها بخفه،ينادى إسمها،لم تُعطى له رداً،
وضع يديه أسفل جسد سهر،وحملها بين يديه بخوف شديد
فى ذالك الاثناء دخل
يوسف وحسام
الذى أنخص حين راى مازن يبكى،فضمه بحنان،بينما يوسف توجهت إليه منى تبكى قائله:سهر ماتت،مش بترد علينا،تبقى ماتت،هى ماتت بسببى،كنا بنلعب تنس طاوله،والكوره دخلت فى الركن الصغير الى هناك ده،راحت تجيبها فصرخت ووقعت على راسها،بتنزف دم.

بينما دخلت خديجه بلهفه،بعد ان سمعت صُراخ منى،نظرت لولديها منى بحضن يوسف يطبطب على ظهرها،وأحمد يقف مرتعش يبكى بصمت،توجهت له وضمته بحنان،بكى أحمد قائلاً:سهر مش بترد ليه يا ماما؟

لم ترد خديجه وهى ترى عمار،يحمل سهر،يتوجه بها مسرعاً يخرج من الغرفه،
قابلته عاليه،وقبل أن تسأل عن سبب الصُراح،رأت وجه سهر الشاحب،ورأسها التى تنزف،بتلقائيه منها وضعت يدها على عُنق سهر،لتجث العرق النابض،وجدته ينبض بطريقه شبه طبيعيه،فقالت:
أطمن يا عمار،هى مُغمى عليها،خلينا نفوقها،ونوقف نزف الدم ده،بسرعه.

رد عمار:هاخدها للمستشفى،أوعى وسعى من قدامى.

ردت عاليه:صدقنى الموضوع مش محتاج لمستشفى،نزف الدم مش كتير،وهى مُغمى عليها ممكن تطلب أى دكتور يجى لهنا يعاينها،ومالوش لازمه مستشفى.

نظر عمار لوجه سهر الشاحب،والى الدماء التى تسيل من رأسها،فعلاً ليست غزيزه،لكن كان سيعترض،ويذهب بها الى المشفى لولا دخول حكمت التى نظرت لوجه سهر،وتمسكنت قائله:ياروحى أيه الى جرالها،بسرعه يا عمار،خلى عاليه تفوقها،وتكتم الدم الى بينزف من رأسها ده ،وإتصل بعلاء،يجيب لها دكتور هنا،بس بلاش تقوله أنه لسهر.

إستجاب عمار،لهم رغم أنه غير مقتنع،ويود أخذها الى المشفى
صعد الى شقته،ووضع سهر بغرفة النوم،
دخلت خلفه عاليه،تحمل بيديها حقيبة أسعاف،وذهبت الى التسريحه،آتت بزجاجة عطر،ووضعت منها على يدها تقربها من أنف سهر،لم تستجيب.
فقال عمار بقلق زائد:قولت خلينى أخدها للمستشفى.

ردت عاليه:إهدى بس دلوقتى هتفوق،رشت عاليه العطر على وجه سهر،مباشره،وقربته من أنفها أكثر،ثم وضعت بيدى سهر أيضاً من العطر ودلكت خلف كف يدها،قليلا،ثم قربت من يدها من أنف سهر،
بدأت سهر تمتثل لها وتعود من غيبوبتها،تدريجياً،الى أن فاقت،شبه واعيه،
نظر لها عمار،بلهفه قائلاً:سهر،سهر إنتى سمعانى.

أمائت سهر تشعر،بألم برأسها،ثم قالت:راسى بتوجعنى قوى.

تعصب عمار قائلاً:قوليلى أيه الى حصل وخلاكى أغمى عليكى،ورأسك تنزف بالشكل ده.

ردت سهر:معرفش أنا الكوره دخلت كورنر جانبى مديت أيدى أجيبها حسيت بحاجه صعقتنى،وبعدها محستش بحاجه تانى.

نظر لها عمار بتعصب قائلاً:بتمدى أيدك فى مكان ضيق،وكمان متعرفيش فيه أيه،ليه فين عقلك،ووو

كان سيكمل عمار عصبيته لكن تحدثت عاليه مُلطفه قائله:خير،الحمد لله سهر فاقت وهتبقى بخير،ربنا لطف،أنا هكتم نزيف الدم ده،الجرح،أنا شوفت مكانه مش كبير،بس يمكن أندفاع سهر هو السبب فى غزارة الدم.

ردت سهر قائله:علاء،أتصلى بعلاء خليه يجى،يشوفلى حاجه لوجع راسى ده،مش قادره أتحمله.

نهضت عاليه قائله:هتصلك عليه يجى،هو عنده خبره أكتر منى.
مسكت عاليه هاتفها،لكن قبل أن تطلب علاء

تحدث عمار قائلاً:إنتى معاكى رقم تليفون علاء.

إرتبكت عاليه قائله:آه،لأ،قصدى لأ،كنت هاخده الرقم من سهر،وبعدها أطلبه.

رد عمار قائلاً:خليكى مع سهر وأنا هطلب علاء وأقوله يجى،يشوف دماغ المدام،الى مش بتفكر تشوف بتمد ايدها فين؟

شعرت سهر بالألم ليس فقط من وجع رأسها،لكن من طريقة حديث عمار الموبخه لها،كم تمنت أن ترى لهفته عليها لكن يبدوا أنها واهمه صمتت بتأويه حين وضعت عاليه يدها،بقطن وأحد المُطهرات على المكان الذى ينزف برأسها.
لم تقدر،على كتمان الآلم وتأوهت،قائله:براحه شويه،وأيه الى حطتيه على راسى،ده وجعنى أكتر.

تبسمت عاليه قائله:ده مُطهر،يعقم مكان الجرح علشان ميتلوثش،ومش بيسبب ألم،الآلم بسبب الجرح نفسه،دلوقتى المطهر ده هيسكن الألم شويه،وكمان لازم أنضف مكان الجرح،وأكتم الدم ده،فاستحملى شويه.
تحاملت سهر الألم،وصمتت بتأويه بسيط من حين لأخر،إنتهت عاليه من تنظيف الجرح،وقامت بربط رأس سهر،بشاش اسفله قطن يكتم مكان الجرح كى لا يعاود النزف،مره أخرى،فى ذالك الأثناء
كانت قد صعدت حكمت،ودخلت الى الغرفه تلهث قائله:سهر،فاقت.

ردت عاليه:أيوا الحمد لله يا مرات عمى.

ردت حكمت براحه،وهى تلتقط أنفاسها قائله:
الحمد لله.

نظرت لها سهر ببسمه قائله:تعبتى نفسك ليه يا طنط،طلوع السلم بيتعبك،أنا كويسه متخافيش أنا مش هموت دلوقتي،انا لسه صغيره .

ضحكت حكمت قائله:ومن أمتى الموت بالصغير ولا بالكبير،ربنا يشفيكى يارب ويطول بعمرك،وتعيشى لحد ما تجوزى أحفادك كمان.

شعرت سهر بغصه،وصمتت.

بينما دخلت خلف حكمت خديجه وأسماء قائلتين بلهفه:سهر فاقت.

ردت سهر عليهن قائله:والله فوقت مش مُعضله هى،بس شكراً لأهتمامك ده.

تبسمن لها.
دخل الغرفه عليهن عمار،ينظر لسهر التى إستعادة جزء بسيط من نضارة وجهها الذى مازال شاحب،لكن تبدوا أفضل عن قبل قليل
متحدثاً:إتصلت بعلاء،وقال جاى،بس مقولتش له أنه ليكى،بلاش أخضه،هو هيجى يشوف بنفسه،الموضوع إن كان محتاج لدكتور،أو لأ يمكن شئ يقدر هو يتصرف فيه،لما وصفت له الى حصل.

ردت سهر:حتى لو حكيت له وقولت له أنه أنا مكنش هيتخض عادى جداً،هو متعود.

برغم القلق المرسوم على وجوه
حكمت وأسماء وخديجة وعاليه،لكن تبسمن،لتقول أسماء:طب هو متعود على أيه،أنك تتعورى،بالشكل ده.

ردت سهر:أيوا،أنا كتير بتعور،مش جديده،بش المره دى،الى زاد أن إتكهربت،وأتعورت الأتنين مع بعض مش كل واحده لوحدها.

تبسمن رغماً عنهن،وكذالك أيضاً عمار،لم يستطع إخفاء بسمته،رغم قلقه الذى مازال يشعر به،لكن معنى قولها أنها ليست المره الاولى.

بعد قليل
دخل علاء الى غرفة نوم سهر ومعه عمار

تبسم قائلاً:خير،أيه الى حصلك المره دى بقى،برابطة دماغك دى،والله لما عمار كلمنى،توقعت تكونى إنتى،أو تقدرى تقولى كنت متأكد.

تبسم كل من بالغرفه،كذالك عمار.

ردت سهر،بألم:إتكهربت وإتعورت.

رد علاء:يعنى الأصابه دوبل،يلا أتكلنا عالشقى،بالله،والنبى،يا جماعه،بلاش زحمه فى الاوضه وكمان علشان خايف على مشاعركم الرقيقه الكل يستنى فى الصالون،ربع ساعه أخيط لها الجرح،وبعدها ابقوا أدخلوا من تانى.

تبسمن على قول علاء وبدأن بالخروج من الغرفه،عدا،عمار،لكن تحدث علاء قائلاً:خليكي أنتى،يا أنسه عاليه أهو تساعدينى شويه.

تبسمت عاليه،وظلت بالغرفه وأقتربت من سهر
تحدث علاء يقول:مطلعتش معاهم ليه يا عمار.
رد عمار:أنا هفضل يمكن تحتاج لحاجه.

رد علاء:تمام خليك
قال علاء هذا وتوجه،وفك،ذالك الرباط الشاشى من على رأس سهر،ونظر الى مكان الجرح،قائلاً:لأ واضح الى إتعامل مع الجرح،فاهم،أكيد أنتى يا أنسه عاليه،
واضح أنك هتبقى ممرضه شاطره.

تبسمت عاليه بحياء،
لفت نظر سهر،بعض نظراتهم لبعض،فنحنحت قائله:
يعنى راسى مش محتاجه لتخيط خلاص،وكفايه ألفها بشاش وقطن.

رد علاء:للأسف لازمك كم غُرزه،بس متخافيش مش هتحسى بحاجه أنتى عارفه أن إيدى خفيفه.

ردت سهر:ما انا عارفه كان نفسك تبقى نشال،بس للأسف فشلت وهتبقى،دكتور،بعد سنه وشهور،ومفيش قدامك حقل تجارب غيرى.

تبسم علاء يقول:ربنا يخليكى ليا،هلاقى حقل تجارب أحلى ولا أطعم منك،ده مش بعيد أخد الماستر والماجستير و الدكتوراه،بتطبيق عملى عليكى.،بطلى رغى خلينى أركز فى الكام غُرزه الى فى إيدى،
صمتت سهر،وبدأ علاء بتقطيب رأس سهر،التى قالت له،أيه كل ده ولسه مخلصتش تخيط،رقابتى وجعتنى.

رد علاء قائلاً:الله مش الغرزه التامنه وبخيط بالغرزه الضيقه،وبعدين هوأنا بخيط فى رأسك ولا فى رقابتك.

ردت سهر:أنا مش حاسه بوجع راسى،بس رقابتى،وجعتنى من ضغط أيدك على راسى.

رد علاء ضاحكاً:شويه والبنج مفعوله يخلص،ووقتها،هتتشقلبى وتضربى دماغك فى الحيطه من الوجع،يا سُكرتى .

ردت سهر:لأ أطمن هاخد مسكن وأنام،زى العاده،يلا خلصنى مكنوش كم غرزه.

تبسم علاء يقول:خلاص بقفل أهو أخر غرزه،وهحط القطن والبلاستر،والفلك العمه على راسك،بس تصدقى نسيت حاجه.

ردت سهر وأيه هى الحاجه دى لتكون خيط ونسيت المقص فى دماغى؟

رد علاء:لأ مش للدرجادى،أنا نسيت وخيطت،رأسك بخيط أبيض،كان المفروض أجيب خيط بنى زى لون شعرك،كده الخياطه هتبان فى راسك.

ردت سهر قائله:أهو ده عيب فى الخياطه،منتش صنايعى،ومتعرفش توفق فى الألوان،شوهت،راسى.

لم يستطع عمار،وعاليه تمالك أنفسهم من الضحك على طريقة حديث الأثتين المرح،فكر عقل عمار،أليست تلك سهر التى كانت شاحبة الوجه منذ قليل،وشعر بالغيره،سهر لا تتحدث معه بتلك الطريقه المازحه،إطلاقاً.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بشقة عمار.
أستيقظ عمار،أو بالأصح نهض من جوار سهر من الفراش،لا يعرف لما جفاه النوم،عقلهُ،يستعيد منظر وجه سهر الشاحب،يذكرهُ،بذكرى مضى عليها أكثر من عشرون عامٍ
أرتدى مئزر ثقيل وأخذ علبة سجائرهُ والولاعه،وخرج من الغرفه،يشعر،بحراره فى جسدهُ،رغم أن الطقس يُعتبر،ربيعياً.

توجه الى شُرفه بالشقه،وفتحها،وخرج يقف وضع أحدى السجائر بفمه،وأشعلها،يُنفث دخانها،رأى بهالة الدخان أمامه ماضى ظن أنه نسيهُ،او بالأصح،يود أن ينساه،لكن ذكراه،دائماً ما تمر أمام عيناه،بين الحين والآخر،
عاد بذاكرته،لطفل عمره الثانيه عشر وبضع أشهر.
فلاش باك
بأجازة منتصف العام
بليالى الشتاء البارده
خرج عمار،من المنزل،عقب صلاة المغرب،متوجه الى منزل صديقه،يوسف،ليلعبان سوياً،لبعض الوقت،فهو أثناء النهار،يرافق،جدهُ،بالتجول،بين حقول الفاكهه،التى يتاجر بها،جوار،زراعته لأرضه الذى يملوكها،وكذالك يفعل يوسف،يذهب مع عمار وجدهُ لكن بمقابل مادى،صغير،كذالك عمار كان يأخذ مبلغ صغير مثل يوسف من جده،الذى يشجعهما على العمل،لا الجرى والذهاب للصُحبه الفاسده،ويقوى من عزيمتهم،
ذهب الى منزل يوسف،ليلعبا الأثنان أمام المنزل من بعض الصبيه،فى الشارع،بعض العاب الاطفال،فى ذالك الوقت،سمعا نداء العشاء،فذهبا الى الجامع،وأدى فرضهما،ثم عادا الى منزل،يوسف،وضعت والدة يوسف لهم العشاء فتناولهُ بسعاده ورضا،نهض عمار قائلاً:هقوم أروح انام، وانت كمان نام بقى جدى هيصحينا من قبل الفجر،علشان نروح معاه مزرعة البرتقال،من بكره خلاص،العمال هيبدؤا بقى تقطيعها من عالشجر علشان يوردها،لمصانع الفاكهه،ولازم نبقى فايقين،يلا سلام،يا خالتى ام يوسف.

خرج عمار من منزل يوسف يسير،بالطريق،
للعوده،الى المنزل،لكن تفاجئ،ب عادل إبن عمه،يتشاجر مع بعض الصبيه الاكبر منه،قوه،وكذالك عمراً،ذهب إليه،
سمع عادل يسب هؤلاء الصبيه بألفاظ نابيه،وزادت أكثر حين رأى أمامه عمار،كأنه إستقوى به أمام هؤلاء الصبية،لكن
للأسف أثار غيظهم بقوه،بسبب طول لسانه وقذفه لهم بألفاظ خارجه وقذره وسب بالأم والأب،كان من بين هؤلاء الصبيه،صبياً يافع الجسد،ليس هذا فقط،بل لديه سكين حاده بجيبه،بلحظة طيش وعصبيه،ومن كثرة سب عادل لهم ببذاءه تهور،وقام برشق السكين،ببطن عادل،شقها أمامه،
صُعق عمار،وتوجه لأبن عمه،الذى ينازع الألم،بينما الصبيه الأخرون،حين،رأو ذالك المنظر المفجع،فروا هاربين وكذالك الصبى الذى قام بطعنه.

كان عادل ينازع الألم،كالذبيحه،صرخ عمار،عل أحد يساعدهُ،بأنقاذ إبن عمه،ولسوء حظه،أو عدم خبرته سلت السكين من جسد عادل بيدهُ، على صراخ عمار تجمع بعض الماره،وساكنى المكان،وأرسل أحدهم خبراً الى منزل زايد

بذالك الوقت جلس عمار بجسد إبن عمهُ النازف،وخلع قميصه،ووضعه على مكان السكين يكتم نزف الدماء،المندفعه من جسد عادل.

كان أول من وصلت من منزل زايد هى فريال،التى،ذهب عقلها،فوحيدها،أمامها مدمى،يفارق الحياه،
جلست أرضاً جوارهُ و جذبته بحده من على ساق عمار،تحدثهُ،بأستجداء،لكن كان جسد ولدها يرتجف بشده،وروحهُ تنتزع من جسدهُ الى أن فارق الحياه،،صرخت،فريال بصوتها الذى إنشرخ وضاع وسط صرخاتها القويه،ولكن ليس هذا فقط،قامت بإتهام عمار بقتله،غيرةً منه،
كان ذالك بوقت وصول الشرطه،لتقوم بالقبض على عمار،ووضعه بأحداثية الأطفال،لمدة شهران،بتهمه كاذبه من زوجة عمهُ، بعد تحريز سلاح القتل الذى عليه بصمات عمار
لم تكن عائلة زايد وقتها بذالك الثراء الذى هم عليه الآن،لكن كان لجده،كلمه مسموعه،وقويه بين أهل البلده،ولحسن حظ عمار
كان هنالك رجُل صديق لوالد عمار،ورأى وقتها شجار هؤلاء الصبيه مع عادل،لكن لم يتدخل،وتركهم،وكان موظفاً بأحد المؤسسات الحكوميه خارج البلده،وهذا وقت أجازته،سمع عن القبض عن عمار،وانه وضع بأصلاحية الأحداث، ذهب الى منزل زايد وحكى لوالد وجد وعم عمار عما،رأه فى تلك الليله،وأن عمار كان يدافع عن إبن عمه،ورأى تجمع الصبيه،وتعرف على أحدهم،لكن لم يرى قتل عادل،كان قد رحل من المكان.

تبسم الجد بانتصار،ببراءة عمار،وقام ذالك الرجل بالشهاده فى المحكمه،ودل على ذالك الفتى الأخر الذى أمرت المحكمه،بأحضارهُ فقام بادلاء الحقيقه،ليتم تبرئة عمار ويخرج بعدها عمار من إصلاحيّة الاحداث،لكن ظل إتهام ،زوجة عمه ملازم له،ونعتها له بالقاتل يطن برأسه.

عاد من شرود الماضى على صوت من خلفه
تقول:
على فكره الجو لسه برد برغم إننا بقينا فى بداية الربيع بس لسه برضوا بتبرد،ووقوفك كده فى البلكونه ممكن تاخد برد،وبعدها تعدينى،وأنا مش ناقصه كفايه التمن غُرز الى فى دماغى،رغم أن الربيع بدأ،بس لسه القمر مخنوق وسط الغيوم .

إستدار،ينظر لها باسماً،يقول: فعلاً القمر لسه مخنوق وسط الغيوم، بس مع الوقت هيسطع من بينها، وينور، بس أنتى أيه الى صحاكى،مش كنتى نايمه.

ردت سهر:للأسف:مفعول المسكن واضح أنه خلص،وبدأت احس بألم فقولت أخد العلاج يسكن الالم شويه،بس ملقتش ميه فى الاوضه،وسيادتك مش جنبى فى الاوضه،فقولت أجيب من المطبخ،شوفت باب البلكونه مفتوح،قولت اكيد أنت واقف فيها.

إقترب عمار من مكان وقوف سهر،وزم طرفى ذالك المئزر عليها،وشد غطاء الرأس المصاحب له على رأسها،قائلاً: أقفلى الروب الأول كويس،ومتخافيش متعود عالبرد،
وعالعموم خلينا ندخل،وإرجعى أنتى لأوضه تانى وأنا هحيبلك الميه لحد عندك.

تبسمت سهر وعادت الى غرفة النوم،تنتظر عودة عمار ومعه الماء،
هى كذبت،هى لا تشعر بألم،هى تقلبت ولم تشعر بوجود عمار،جوارها نظرت للساعه،وجدتها تخطت منتصف الليل،أين عمار قبل أن تنعس لم يكن قد عاد للشقه من كانتا معها هن عاليه ونوال التى أتت لتطمئن عليها ،وبالتأكيد تركنها بعد أن نامت،
شغل عقلها الشيطان أيكون عمار،ذهب لقضاء الليله عند خديجه،أو مثلما كان يحدث،وقت إجهاضها،حين كانت تبيت معها،والداتها كان ينام بغرفه أخرى بنفس الشقه معهن ،نهضت من على الفراش،برغم شعورها بألم،لكن ودت التأكد إن كان عمار بالشقه او لا،فرحت كثيراً حين رأته يقف بأحدى شُرفات الشقه،وكذبت عليه مدعيه الشعور بالألم.

تبسمت سهر وهى ترى عمار يدخل ومعه،دورقاً من المياه،وكوب صغير،وتوجه،الى تلك الطاوله الموضوع عليها أنواع العلاج،وقرأ ما هو مدون على العلب،وأخذ منهم وأعطى لسهر بعض الحبوب،التى أخذتها وتناولتها،من يدهُ ثم شربت الماء وأبتلعتهم بجوفها.

أخذ عمار كوب الماء ووضعه،على طاوله جوار الفراش،ثم توجه،الى الفراش نائماً،وجوار سهر،على الفراش،لكن سهر تقلبت لأكثر من مره،بالفراش،شعر بها عمار فأشعل ضوء الغرفه ونظر لسهر،وقال بلهفه:
لسه حاسه بوجع يا سهر!

أماءت سهر رأسها ب لا،ثم قالت:يظهر مفعول العلاج الى أخدته مش بينيم.

تبسم عمار يقول:طب ما انتى أخدتيه الضهر وبعدها نمتى.

ردت سهر:مش العلاج ده الى نيمني،تلاقى البنج الموضعى الى حطه علاء،أنما العلاح ده مش بينيم صدقنى،أنا أخدته كتير قبل كده ومكنتش بنام.

تبسم عمار يقول:يعنى متعوده عالحوادث،الى من النوع ده،وأنا الى إتخضيت عالفاضى.

نظرت سهر لعمار قائله:بجد إتخضيت عليا يا عمار.

نظر عمار لعين سهر قائلا بمزحً:مش قوى.

رغم أن سهر لا تعرف أن عمار يمزح لكن فرحت قائله: خديجه قالتلى أن منى خافت وقالت عليا إنى موتت،ومش مصدقه انى فوقت،ومصدقتش غير لما شافتنى قبل ما أنام،وكلمتها،عمار أنت ليه من يوم ما أتجوزنا،مروحتش ولا ليله تبات عند خديجه؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت الجاى،يوم الجمعه

يتبع

دومتم سالمين

الثانيه والعشرون
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
زفر أنفاسهُ،بقوه فهو بعد أن أخذ قسط قليل من النوم إستيفظ،ونظر جواره،لم يجدها،هى مازالت تُعاقبه،كى يمتثل لطلبها،ليلة آمس،باتت جوار والداتها بعيداً عنه،وها هى الليله بعيده عنه،لكن أين؟
نهض من الفراش،وذهب الى غرفة نوم الأطفال،وجدها تتمدد على أحد الفراشين الموجودين بالغرفه
لم تكن نائمه لكن حين شعرت بفتح باب الغرفه وإشعال الضوء إدعت النوم

دخل وائل الى الغرفه ونام خلفها على الفراش يضم جسدها بحميميه قائلاً:
لتانى ليله بتسيبنى وتنامى بعيد عنى من يوم ما إتجوزنا،مش أسلوب مناقشه بينا ده،يا غدير،عارف إنك صاحيه،ليه مقموصه؟.

أستدارت غدير له قائله:فعلاً صاحيه،يا وائل،ومش علشان مقموصه زى ما بتقول،انا مش شايفه الأمر صعب عليك بالدرجه دى،فيها أيه لما أنزل أشتغل معاك فى المعرض،لما يبدأ يشتغل،وكمان أنى أخد نصيب التلت فى المعرض بعد ما أقنعت،بابا بصعوبه،أنه المشاركه تبقى النص بالنص،سهل جدا لو كنت وافقت أخلى بابا يدينى جزء من النص بتاعه،بس إنت مش عارفه ليه ممانع أنى أخد التلت،وكمان اشتغل معاك ناسى،إنى دارسه تجاره محاسبه،خلينى أمسك حسابات المعرض،معاك.

رد وائل:غدير،أنتى حامل،والمعرض لسه تحت الأنشاء وعلى ما ينتهى التجهيزات،هيكون خلاص جه ميعاد ولادتك،ده أن مكنتيش ولدتى أصلاً،وقتها هتعملى ايه فى البيبى،وهو لسه عمره صغير،ومين الى هيعتنى بيه.

ردت غدير:حماتى هى تعتنى بيه فى غيابى،هى مش بتشتغل،ووقتها فاضى،وأكيد هنقدرها قصاد إهتمامها بالبيبى،وهوفرلك مرتب المحاسب،وهيبقى قلبى عالمعرض أكتر من مجرد محاسب عادى،والتلت ده لو فكرت لمصلحتك
أنا لما تبقى بملك التلت وقتها بابا هيبقى نصيبه التلت بس،فا سهل مع الوقت من أرباح المعرض نعطى لبابا قيمة نصيبه،وناخد المعرض كله لحسابنا وقتها،يعنى لو وافقت،بابا هيوافق هو كمان،لأنه وقتها هيتأكد إنك بتحبنى،زيي تمام ومش هتستغل حبى ليك.

فكر عقل وائل لثوانى،، ثم إدعت غدير الأمتثال،للضغط عليه،وقالت:براحتك،تصبح على خير أنا هنام هنا تقدر ترجع لأوضة النوم وتسيبنى كمان أنام،أنا هلكانه من السهر مع ماما ليله إمبارح.

رد وائل:بلاش قمصتك دى مش أسلوب حوار،أنا كنت بفكر فى كلامك،وكنت هقولك أنى موافق،فى حكاية أن يبقى نصيبك التلت فى المعرض،إنما حكاية انك تشغلي محاسبه فى المعرض دى لأ إحنا محتاجين لمحاسب مُخضرم،على الأقل فى البدايه يكون عارف فى طريقة المحاسبه،المحاسبه الى دراستها،فى الجامعه غير التطبيق العملى فى الدفاتر،ممكن تبقى تجى تتدربى معاه،وأنا إتفقت مع محاسب من محاسبين مركز الصيانه،وهو محاسب شاطر،ممكن يبقى معانا لفتره،لحد ما تتعلمى منه،طريقه مراجعه الحسابات.

فكر عقل غدير،لو أصرت على وائل أن تبقى هى المحاسبه الخاصه بالمعرض،قد يعند،لكن الأهم هو حصولها على حصة ثلث المعرض تكفى الآن.

فقامت بحضنه قائله:أنا موافقه على عرضك ده يا وائل،علشان تعرف أنا قد ايه بحبك.

ضمها وائل ببسمه قائلاً:وانا كمان بحبك يا غدير،مش يلا نرجع لأوضة نومنا السرير ده صغير ومش هياخدنا أحنا الاتنين.

تبسمت غدير،بمكر،قائله:يلا بينا،يا حبيبى.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة يوسف.
بغرفة النوم
جافى النوم عيون أسماء،شرد عقلها،فى قول غدير،حين طلبت منها الصعود للأطمئنان على سهر،فهى إبنة عم زوجها،وزوجة إبن عمها،فقالت لها أن الطبيبه أمرتها بالراحه التامه،وعدم صعود السلالم بكثره حفاظاً على سلامتها.
فسألتها أسماء،عن السبب،فى البدايه حاولت غدير التهرب من الأجابه،الى أن قالت لها بصراحه أنا حامل،ومكنتش عاوزه أزعلك، وده السبب الى كان بيمنعنى من البيات وخدمة ماما الأيام الى فاتت،الدكتوره قالتلى حافظى على نفسك،وأنتى أكتر واحده عارفه،إن الحمل سهل ينزل بأقل مجهود،يلا ربنا يسهل ببقية الشهور،ويرزق كل محتاج،إنتى وسهر عن قريب.
شعرت أسماء بوجع بقلبها،أختها تخفى عنها حملها خشية زعلها،لما تزعل إن كانت أختها حامل،هى حقاً تشتهى الأنجاب،لكنها لا تحقد،ولا تمِن عليها،تريد لها كل الخير،حتى إن حُرمت هى منه،لم يحزنها حمل أختها مثلما أحزنها طريقة قول غدير،وإخفائها للأمر،أثناء تفكيرها نزلت دمعه من عيونها،
قبل أن تمد أناملها تُجففها كانت أنامل يوسف هى من تُجفف تلك الدمعه.

شعرت أسماء بأنامل يد يوسف على وجنتها
قائلاً:ممكن أعرف سبب دموع آخر الليل دى أيه؟
رفعت أسماء وجهها نظرت لوجه يوسف قائله:مفيش سبب،عينى بس إنطرفت،وبعدين عرفت إنى بدمع منين؟

رد يوسف وهو يضع وجه أسماء بين يديه:
ناسيه إنك نايمه فى حضنى،وراسك على صدرى المكشوف،فالدمعه نزلت،وطبيعى أحس بها،حتى لو مكنتش راسك على صدرى،كنت هحس بدموعك،قولى لى سبب الدمعه دى،بدون كذب.

نظرت أسماء لعين يوسف قائله:صدقنى مفيــــــــ
قبل أن تكمل حديثها،وضع يوسف سبابتهُ على فمها قائلاً:قولت بدون كذب،أنا ملاحظ،من بعد ما نزلتى من عند سهر ووقفتى مع غدير بعدها إن وشك إتغير،غدير قالتلك أيه،إتسبب فى دمعتك دى؟

فرت دمعه أخرى من عين أسماء،دون رد.

فقال يوسف:غدير حامل صح،وطبعاً،قالتلك بس زودت التاتش بتاعها،أسماء،كل شئ نصيب،يمكن إحنا،ربنا شايل لينا نصيب أفضل،وخير أكتر،أنا مش مستجعل،ومتأكد ربنا هيعوضنا قصاد صبرنا،على إبتلاؤه لينا،كل الدكاتره أجمعوا إن مفيش فيكى عيب،يسبب الأجهاض،زى كل مره،يبقى ده نصيب وعلينا أننا نرضى بيه وندعى ربنا،ونتأمل خير،مع الأيام،طب هقولك على حاجه ماما قالتهالى لما رجعت من المحكمه،قبل ما أجى لدار زايد بعد الضهر،بقولها أيه رأيك نتغدا أنا وأنتى لوحدنا،زى زمان قبل ما أسماء تجى تشاركنا البيت قالتلى،
أنها محستش بطعم للأكل غير لما جت أسماء البيت وشاركنا الأكل سوا،عمرها ما إتبطرت على أكله،وقالت مبحبهاش،غير أنها ونست البيت،كنت بقعد لوحدى،أوقات بخاف،إنما لما بتكون فى البيت،بنقعد نرغى،حتى بقينا بنسمع مسلسلات تركى وهندى،حتى ربنا زود رزقك إنت قبلها مكنتش لاقى تاكل،طب تعرف بقى أنا حلمت،حلم وصحيت على آدان الفجر،
حلمت إن البيت ده فيه سبوع عيل صغير،وأنا الى شايله العيل ده،وبقولهم،ده عمار إبن يوسف،وصحيت عالفجر زى ما قولتلك،الحلم ده كان تنبيه من ربنا ليا،أن أصحى أأدى فرض ربنا،وبكره تشوف،البيت ده هيعمر،قبل من سنه،وقول أمى الست الكبيره قالتلى،مش هتجيب عمار،بس،هيبقوا كتير،بس اوعى،يا ولا لما تجيب بنت،تقول أسم أمى قديم ومتسمهاش على أسمى، “آشجان”
زى أنا زمان مكنتش عاوزه أسمى أختك خديجه على اسم جدتك الله يرحمها،كنت عاوزه،أسميها يارا،بس أبوك بقى هو الى قال إسم أمى،بس أنا وافقت مش علشان أسم أمه،لأ علشان إسم” السيده خديجه رضى الله عنها” وعنا كمان،يلا قوم روح إتغدى معاها هناك،أنا أصلاً صايمه،وهى متعرفش،عاوزه تصوم،زيي،بس انا قولتهلها،لأ،أنا ست كبيره،وكمان علشان يوسف أفرضى كان عاوزك،تقولى له صايمه،لأ،رضا يوسف عليكى هيدخلك الجنه،بس بلاش تتقل فى الغدا،وإبقى هاتها وتعالى عالمغرب،أفطر معاكم.

تبسمت أسماء قائله:والله انا بحب أسم حماتى،قوى،وبحبها هى أكتر دى لاقيت معاها حنان ملقتوش مع أمى نفسها،وياترى بقى إنت راضى عنى.

تبسم يوسف قائلاً:راضى عنك طول ما أنتى مؤمنه بقدرنا ونصيبنا.

تبسمت أسماء وهى تضع رأسها على صدر يوسف قائله:أنا راضيه،بأى شئ،طالما أنا فى حضنك،يا يوسف،أنا زمان حبيتك وإتمنيتك من ربنا وربنا جبرنى بحبك ليا،وحاسه أن حلم حماتى أم يوسف هيتحقق،زى ربنا ما حقق حلم سيدنا يوسف.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
نظر عمار ل سهر قائلاً:
قصدك أيه بأنى مش ببات فى شقة خديجه؟

أطرقت سهر وجهها لأسفل قائله بخجل:
يعنى إنت من ليلة ما إتجوزنا مشوفتكش ليلة روحت تبات عند خديجه،حتى قليل لما بتدخل لشقتها،وبيبقى وقت قليل،دقايق تقريباً.

رفع عمار وجه سهر،ونظر لعيناها قائلاً: ويفرق معاكى،إنى أبات عندها؟

تعلثمت سهر قائله:براحتك،ومتنساش ،هى كمان مراتك،ولها حق عليك.

رأى عمار بعيون سهر حديث مخالف لما يقوله لسانها،تمنى أن تقول له أنه تريدهُ لها وحدها،ربما كان أخلف رجاء خديجه التى طلبته منه منذ أيام،أن يؤجل فتش سرهما أنهما لم يكونا يوماً زوجان،وأنه طلقها قبل عقد قرانه على سهر،بسبب خوفها من تأثر إبنيها،بهذا الخبر،وبالأخص أحمد الذى لديه خوف أن يكرهه عمار،إذا إنجب من سهر، طلبت خديجه منه تأجيل الأمر الى بعد نهاية إمتحانات العام الدراسي،حتى لا يتأثر بهذا الخبر ويعتقد أن سهر تريد إبعاد عمار عنه هو وأخته،وبداية الطريق،أن تجعله يطلق خديجه،كما،وشت لهم فريال منذ أيام ولعبت بعقول أطفالها،فربما مع طول الوقت قبل إفشاء هذا السر،يكون أحمد ومنى إقتربا أكثر من سهر وأصبحوا أصدقاء أكثر،ووقتها لن يصدقوا أن سهر تريد إبعادهم عن عمار،وتستحوذ عليه وحدها،كما أن سهر قد يزلف لسانها مثلما فعلت ثانى يوم لزواجهم وقالت أنه إمتلكها غصباً.

تبسم عمار وهو ينظر لوجه سهر الذى أطرقته لأسفل قائلاً:المثل بيقول كل واحد بنام عالجنب الى يريحهُ وأنا مرتاح هنا.

رفعت سهر وجهها ونظرت له بتعجب قائله:
مرتاح هنا،أكيد غلـــــــــــــــ

لم تُكمل سهر كلمتها حين وضع عمار وجهها بين يديه وقبلها بعشق ذائب
ترك شفاها بعد لحظات،وتركها عقلها مُشتت ليته جاوب بحسم،وقال أى شئ حتى لو قال أنها مسألة وقت ويعود يقتسم الليالى بينهم،لكن إجابته المُبهمه وقُبلته المفاجئه،شتت بين عقلها وقلبها،حين رفعت عيناها تنظر لعيناه التى رأتها بشكل آخر،هى صافيه دافئه،أم عين راغبه مشتهيه لها فقط.
شعرت بآلم طفيف برأسها،فتركت النظر لعينيه
وقالت:يظهر مفعول العلاج أشتغل أنا هنام تصبح على خير،قالت هذا وتمددت على الفراش،على أحدى جانبيها والتى كان مواجه لوجه عمار،أغمضت عيناه حتى تهرب من عيناه التى تنظر لها.

لكن عمار،مد يدهّ يُملس على وجنتها قائلاً:وأنتى من أهل الخير،يا سهري.

نُطقه لأسمها بتلك الصيغه المتملكه،شتت عقلها،أكثر،عمار تاجر ذكى يعرف كيف يتلاعب بمن أمامه،ليصل الى ما يريد هكذا أخبرها عقلها.

بينما نظر عمار لوجه سهر التى أغمضت عيناها،بعشق،ود أن يُخبرها أنه لم يعرف العشق ولا سهر الليل الأ بسبب تفكيرهُ بها لليالى،حتى قبل أن يعرف من تكون.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر أكثر من أسبوع

ظهراً
بأحد المستشفيات التابعه لجامعة طب المنصوره.
على باب الخروج من المشفى تقابل علاء صدفه مع عاليه التى كانت تسير مع زميلاتها،تبسمت حين وقع بصرها على علاء الذى وقف حين رأها،إستأذنت من زميلاتها،وذهبت بأتجاه وقوف علاء الذى،قطع هو أيضاً المسافه بينهم وتقابل الأثنان،تحدث علاء أولا:
مسا الخير،بتعملى أيه هنا فى المستشفى؟

ردت عاليا:مسا النور،كان عندى محاضره تطبيق عملى هنا فى المستشفى،وإنت كان عندك محاضره ولا كنت بتساعد الدكتور محمد؟

رد علاء:لأ محاضرة تطبيق عملى،على بعض المرضى،وخلاص خلصت وكنت هفوت على سهر أحل لها الغرز الى فى دماغها،مأكده عليا من الصبح،يعنى،رايح بيتكم،وأنتى خلصتى ولا لسه؟

ردت عاليه:لأ خلصت وكنت مروحه للبيت.

رد علاء:يبقى طريقنا واحد لو معندكيش مانع أننا نروح سوا.

ببسمة خجل قالت عاليه:لأ أبداً،يلا بينا علشان متتاخرش على سهر.

تبسم علاء قائلاً:أنا بقول كده،علشان لو إتاخرت مش هسلم من لسانها الزالف.

تبسمت عاليه قائله:سهر فعلاً لسانها زالف،أو تقدر تقول الى فى قلبها على لسانها،مش خبيثه، بصراحه علاقتكم ببعض مميزه،بحس أنك الوحيد الى هى بترتاح معاه،وبتقدر تحتويها.

تبسم علاء يقول:سهر تلقائيه وساعات تلقائيتها بتتفهم غلط،بس إحنا أكيد مش هنقضى الطريق،نتكلم عن سهر أختى،أحكى لى عنك يا عاليه.

إرتبكت عاليه قائله: قصدك أحكيلك أيه؟!

رد علاء:عن دراستك للتمريض،عرفت إن كان نفسك تدرسى طب،ليه مدخلتيش كلية طب خاصه،عيلة زايد تقدر على إنشاء مستشفى خاص بمعداتها مش هتقدر تصرف على طالبه فى كلية طب خاص.

تبسمت عاليه قائله:أنا مش محتاجه لفلوس عيلة زايد،علشان أبقى دكتوره،لأنى بالفعل هبقى دكتوره فى الجامعه،وده هدفى الى بسعى ليه من يوم ما جالى جواب تنسيق الجامعه،ولقيت أنه كليةتمريض المنصوره، مش معنى إنى مدخلتش كلية الطب إن أملى أنتهى،أنا بذاكر،وبحاول أكتسب خبرات،وناويه إنشاء الله،على إمتياز،وهبقى دكتوره فى الجامعه،وأدرس لطلبه غيرى،ومش بعيد يكون منهم من ولاد عيلة زايد نفسها.

تبسم علاء بأعجاب قائلاً:متأكد فى يوم،هناديكى،بدكتوره عاليه….؟
قال هذا وصمت،يُفكر قليلاً،ثم قال:دكتوره عاليه زايد.

رفعت عاليه نظرها لعلاء وشعرت بالخجل من نظرة عيناه،اخفضت نظرها،وقالت:متشكره يا دكتور علاء.

بعد قليل بمنزل زايد
دخلت عاليه وخلفها علاء تُرحب به،بالمنزل
ألقى علاء السلام على هؤلاء النساء الجلسات،فقد كانت تجلس اسماء وحكمت ومعهن فريال،
فريال التى نظرت بأشمئزاز،ل علاء،وردت بتأفف،بينما رحبت به كل من اسماء،وحكمت التى مدت يدها له وهى جالسه قائله:أهلاً يا علاء نورت يا حبيبى،أكيد جاى علشان سهر،هى بعد إتغدينا،قالت دماغها بيوجعها شويه طلعت شقتها ترتاح، خد بأيدى نطلع لها سوا.
مسك علاء يد حكمت،وساعدها على النهوض قائلاً:خليكى مرتاحه،وأنا هطلع لها.

ردت حكمت:طب خد بأيدى لحد أوضتى وكمان عاوزاك فى حاجه كده.

مسك علاء يد حكمت وسار لجوارها،الى أن دخلت الى غرفتها،وفاجئته قائله:قولى بقى الفحوصات والتحاليل الطبيه الى عمار عملهالى لما الدكتور طلبها منه كانت نتيجتها أيه،عندى شبه يقين إن عمار مخبى عليا نتيجتها.

رد علاء:وهو عمار قالك أيه:مش شوية تعب فى قلبك الرقيق ولازمك راحه تامه وتاخدى ادويتك بمواعيد مظبوطه،وتبعدى عن أى زعل أو إجهاد نفسى،وكمان شويه كوليسترول زياده ،يعنى أكل السمين،والسكريات كتير،نخففه شويه،لفتره وبعدها هترجعى تانى،شابه،وأحلى وأصبى من البت سهر الى كل يوم تعمل حادثه،وتقول إلحقنى يا علاء.

تبسمت حكمت قائله:ربنا يخليكم لبعض،ويرزق سهر وعمار،بالذريه الصالحه الى من نوعيتك،ريحت قلبى،ربنا يريح قلبك،يلا إطلع لها،شقتها.

تبسم علاء يقول:متشكر يا طنط،عن إذنك.

أمائت له حكمت رأسها مبتسمه.

صعد علاء،وقبل أن يضع يدهُ على جرس الباب،فتحت سهر له الباب قائله:إتأخرت ليه قربنا عالعصر،ده هجيله بعد ما اخلص المحاضره،محاضره من الساعه عشره الصبح لقرب العصر.

تبسم علاء يقول:مش محاضره مفتوحه،وكمان فى المستشفى،وهى جات من ساعه يعنى،خلاص.

ردت سهر قائله:لأ مش قصدى تاخير المحاضره،أنا قصدى،على عاليه،أنا شوفتك وانت داخل معاها البيت وكمان شكلكم جاين مع بعض.

رد علاء:وفيها أيه إحنا فعلاً جاين مع بعض هى كانت فى نفس المستشفى وإتقابلنا صدفه،عادى جداً.

ردت سهر:لأ مش عادى،يا علاء،أنا شايفه نظراتك،ل عاليه،شكلك مُعجب بها،هقولك بلاش من أولها.

تسأل علاء قائلاً:بلاش أيه،ومالها عاليه؟

ردت سهر:بلاش تحول الاعجاب.ده لشئ تانى،عاليه محترمه،وطيبه جداً هى وأسماء مش زى غدير،غتوته ومش بتحب غير نفسها،بس كمان متنساش،أن فريال،مامت عاليه نسخه،أسوأ من مرات عمك هويام،
فريال مش بطيقنى،وقالتهالى مباشر مش هرتاح غير لما أخلى عمار،يطلقك،أنتى مش هتعمرى هنا فى دار زايد.

ضحك علاء قائلاً:وطبعاً مسلمتش من لسانك،العسل ده.

ردت سهر:والله قولت لها مكنتيش حماتى علشان تقولى لى كده، بس والله كنت عاوزه أرد عليها واقولها،ياريت يبقى كتر خيرك.

ضحك علاءقائلاً:يا بت بقى عاوزه تفهمينى أن عمار مش شاغلك.

تهربت سهر من الحديث قائله:علاء بلاش عاليه مش زى غدير صحيح،بس فى الاخر مامتها فريال،وأنا حذرتك،ودلوقتي،يلا فُكلى الغرز الى فى دماغى دى،عاوزه أروح الجامعه بكره أجيب المحاضرات الى فاتتنى من صفيه.

رد علاء:طب وصفيه ليه متجبهمش ليكى هنا،بسهوله لو سألت أى حد هيجيبها لهنا،أو حتى كانت جابتهم عند ماما،سبق وجت مره معاكى.

توترت سهر قائله: لأ انا عاوزه أروح الجامعه،طول ما أنا بعيده عن البيت مرتاحه من وش فريال والغتوته غدير،معرفش سبب كل يوم تجى لهنا،ما خلاص مامتها فكت الجبس من رجلها،ورجعت تمشى من تانى ،ولا كأنها كانت مكسوره وعندها كم فقره فى ضهرها مكسرين،بتمشى على عكازين،زى الحمار المعروج.

ضحك علاء بهستريا قائلاً:آه لو سمعتك دى هتخلى عمو سليمان،يطلقك بالنار فورى.

ردت سهر:والله أنا بقيت بعذر عمو سليمان على عصبيته دى،بس هو كمان غبى،أقل كلمه يشيط،وكم مره شوفته طلع سلاح قدامى،علشان كده بقولك،بلاش عاليه،مش سكتك.

تبسم علاء يقول:وعمار،كان سكتك.

ردت سهر،بيأس قائله:مش كل ما أكلمك تجيبلى سيرة عمار،خلاص براحتك،أنت،حر،بس أنا حذرتك،يلا خلصنى من الغرز الى فى راسى دى،بتشد وجع لما جاحه تلمسها،وبعدين قولى بصراحه طنط حكمت أيه الى عندها،مش داخل عليا أنه شوية تعب ومع الوقت هيروحوا،دى بتنهج لو طلعت سلمتين،غير الفحوصات الى عملتها،أكيد الدكتور مش هيطلبها كده من مفيش،أنا بشوف عليها أعراض،زى الى عند تيتا،وقت ما عملت عملية قلب مفتوح.

رد علاء:هى فعلاً عندها نفس المرض،بس على أخف،شويه،إنسداد فى شريان رئيسى بالقلب،بس مش محتاج تدخل جراحى ،وربنا ستر،أن مجلهاش جلطه،بس لازم المحافظه،وكمان تهتم بعلاجها.

حزنت سهر قائله:ربنا يشفيها هى صحيح فى بداية جوازى من عمار كانت شديده،بس مع الوقت عقلت ورجعت لعقلها،وبقت بتعاملنى كويس.

تبسم علاء يقول:أنتى تتحبى،يا سهورتى.

تبسمت سهر قائله:دى كلمة تيتا،إزيها،بقالى أكتر من اسبوعين مشوفتهاش،بس بتصل عليها دايماً،وتقولى إنها كويسه،بس أنا مش عارفه ليه حاسه أنها بتطمنى،مش أكتر؟

رد علاء بحزن:فعلاً مش عارف مالها صحتها بقت فى النازل،من يوم ما إتجوزتى،حتى مش بتتحسن عالعلاج،برغم ماما بتعطيه لها بوقته،بس فى حاجه غلط،حتى بقالها كم يوم كده،لما ماما تدخل لها،بالاكل تقولها أنها مش جعانه،هى شبعت خلاص،وبتاكل بعد محايله من ماما وبابا،حتى لما عرفت بالحادثه بتاعتك كانت عاوزه تجى،بس مقدرتش،ومطمنتش غير لما كلمتيها فيديو،يظهر وجودك فى البيت كان بيعطيها صحه.

حزنت سهر قائله:لأ ده قدم غدير الفقر،قدمها نحس،
ربنا يشفى تيتا،أنا هاجى بكره أزورها،بعد ما أرجع من الجامعه ،وأطمن عليها،أبقى بوسهالى،من إيديها.

تبسم علاء يقول:وأنتى مش قدم النحس على عيلة زايد
حماتك،شكلها هيجيلها القلب،ومرات عم جوزك،أدشدشت عالسلم،غير إنك إتكهربتى،ودماغك إتفتحت.

ضحكت سهر قائله:تصدق عندك حق،طب ربنا ميكملش قدمى النحس والوليه فريال،تموت،او عالأقل تنشل فى لسانها.

ضحك علاء يقول:ربنا يستجاب منك،وبلاش رغى بقى خلينى أفكلك الغرز،واروح البيت هلكان مطبق من إمبارح فى المستشفى،نفسى السرير،يقابلنى فى السكه.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنهت سهر المكالمه مع صفيه بعد أن أخبرتها أنها ستاتى الى الجامعه بالغد،وضعت الهاتف أمامها،ثم جلست على طاولة السفره
وفتحت جهاز الحاسوب الخاص،بها
لتفاجئ،بعد قليل،بانه أغلق من تلقاء نفسه،تعجبت قائله:
هو أيه ده،هو أنا وديته يتصلح،فى مركز الصيانه،خرب اكتر ولا أيه،
حاولت فتح الحاسوب أكثر من مره يفتح وسُرعان ما يفصل مره أخرى.

تنهدت بضيق قائله:حار ونار الفلوس الى دفعتها فى تصليح الابتوب،شكله كده عاوز يتصلح تانى،ولا أما أشوف حاجه كده.

نهضت ودخلت الى غرفة النوم،آتت بشاحن الابتوب.
تفاجئت بعمار،أثناء خروجها من الغرفه تحدث نفسها،بضيق.
تبسم عمار يقول: أيه الى مضايقك قوى كده،ومخليكى ماشيه تكلمى نفسك.

للحظه إنخضت ثم قالت:مفيش،باين الابتوب بتاعى هنج تانى ومش راضى يشتغل،أنا أخدت الشاحن أهو،أما أطلع اشوف فيه حل،إن كان كده أبقى اخده معايا بكره المنصوره،للمركز الى سبق وصلحته فيه.

قالت سهر هذا وتنحت بعيد عن عمار وذهبت الى مكان الابتوب على طاولة السفره،وصلت الشاحن بالكهرباء ثم وصلته بالحاسوب،وقامت بفتحه،ففتح معها،تنهدت براحه قائله:يبقى من البطاريه كويس دى سهله.

تبسم عمار يقول:غريبه الابتوب فتح.

ردت سهر:شكله عيب بطاريه،أبقى أشترى له بطاريه دى بسيطه،ومش غاليه،زى فلوس تصليحهّ.

تبسم عمار الذى جلس لجوارها على أحد مقاعد السفره قائلاً:واضح إن الفلوس مشكله فى حياتك.

تعجبت سهر قائله:قصدك أيه؟

رد عمار:واضح إنك بتحبى الفلوس.

ردت سهر قائله:ومين مش بيحب الفلوس،بس أنا مش بحب الفلوس علشان أبقى غنيه وصاحبة سلطه فى البلد أو فى المكان الى أنا موجوده فيه.

نظر عمار لها قائلاً: بس أنا ملاحظ إنك طلبتى قبل كده فلوس من مازن،أو هديه،وكمان أحمد ومنى قالولي،إنك قولتى لهم بعد كده هديكم الدروس مقابل فلوس،ده مش إستغلال.

نظرت سهر لعمار قائله:ده كان هزار بينا مش أكتر،شوفتنى أخدت منهم فلوس،أنا عمرى ما أخدت فلوس غير من بابا وماما،وأحياناً تيتا،يسريه،هى الى بتعطينى من غير ما أطلب،وأوقات علاء كمان،وده لما أكون محتاجه ضرورى ومصروفى خلص،وأعتقد من يوم ما أتجوزتك مطلبتش منك فلوس،رغم أنى مراتك ومسؤله منك.

رد عمار:بس أنا سبق وسيبت ليكى مبلغ كبير فى ظرف قبل ما أسافر للفيوم.

ردت سهر،لو كنت فتحت درج التسريحه كنت هتلاقى الظرف لسه فيه فلوس،لأنى مأخدتش منه،غير بس حق الكتب بتاعتى،وبصرف من فلوس نقوطى،عمار أنا عمر الفلوس ما كانت تفرق معايا وجودها من عدمها،وإتعودت أعيش على قد الى فى أيدى،بابا وماما كانوا موظفين،وعايشين على مرتباتهم، عاوز تصدق أو لأ،أنى كنت بهزر معاهم مش أكتر،و بما إن،الابتوب،فاصل شحن بسبب ضعف البطاريه،فأنا هسيبه،بكره أبقى أشترى بطاريه وأنا جايه من الجامعه،وبعد كده مش ههزر،وأقول عاوزه مقابل لشئ بقدمه لغيرى،حتى لو بهزار،علشان مظهرش أنى إستغلاليه قدامك،أو قدام غيرم ،تصبح على خير،يا عمار.

نهضت سهر وتركت عمار،يُزفر أنفاسه بغضب،لا يعرف لما تحدث بهذا الشكل وأظهرها أنها إستغلاليه.

بعد قليل إنضم عمار،ل سهر بالفراش،تقلبت سهر للناحيه الأخرى،وأعطت ظهرها لعمار،
شعرت بألم برأسها وآنت بخفوت حين نامت على جرح رأسها،لكن تحملت هذا الألم فهو لاشئ بالآلم التى يستعر بقلبها،بسبب ظنون عمار.
بينما عمار،شعر بالندم،لكن آتى إليه هاجس،سيفعله،ويرضيها بيه،بالغد.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع ، بعدقليل

الثالثة والعشرون
ــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى.
قبل الظهر بقليل.
تسحبت فريال دون ان يلاحظها أحد بالمنزل،وأمرت السائق أن يُقلها،الى ذالك الطبيب التى تتابع معه حالة ظهرها،بالمنصوره،
إستجاب السائق لها،وذهب بها الى مكان عيادة الطبيب،
بعد قليل
نزلت فريال،تستند على هذان العكازين،قائله للسائق بأمر:أنا هطلع للدكتور،وأنت أستنانى مش هغيب،وحتى لو غبت شويه،متتحركش من مكانك.

أماء لها السائق بموافقه،وهو يقول:تحت امرك تحبى أساعدك تطلعى لعيادة الدكتور.

ردت فريال برفض قاطع قائله:لأ العماره فيها أسانسير،هطلع فيه إنت بس إستنانى،هنا،مهما غبت.
قال السائق:تحت أمرك.

سارت فريال تستند على العكازين،الى أن دخلت الى بهو العماره وأقتربت من المصعد،نظرت خلفها للسائق،تأكدت أنه لا ينظر باتجاهها،رغم حركتها البطيئه لكن أسرعت،واختفت من المكان وذهبت الى الباب الخلفى للعماره،لتخرج على طريق آخر،أشارت لأحد التاكسيات،الذى توقف لها،وركبته سريعاً،واعطته عنوان يأخدها آليه.
بعد دقائق نزلت أمام ذالك المنزل القديم وقالت لسائق التاكسى،أستنانى مش هغيب.

رد سائق التاكسى:حضرتك كده الاجره هتزيد وياريت تدينى جزء من أجرتى،علشان أطمن أنك هترجعى تانى.

أخرجت فريال مبلغ أكبر من اجرة التاكسى وقالت له:أستنانى لحد ما إرجع وهديك قدمهم.

رد السائق بفرحه:هستنى حضرتك لو اليوم كله،وربنا يشفيكى.

تبسمت فريال بزهو ودخلت ترتجف الى ذالك المنزل المدنس،بالشياطين

دخلت مباشرةً الى غرفة تلك المرأه المشعوذه.

تحدثت المرأه من خلفها قائله:وقعتى وضهرك إنكسر ولسه الشر جواكى،أنا عرفت بالصدفه،لما مجتيش تاخدى طلبك فى الميعاد،وكمان توقعت يكون ربنا هداكى.

ردت فريال:هيهدينى لما اوصل للى عاوزاه،يا ترى طلبى جاهز.

ردت المشعوذه:جاهز،يا فريال.

نادت المرأه على مساعدتها،التى لا تعرف فريال كيف دخلت الى الغرفه،هى فوجئت بها أمامها.

قالت المرأه لها فين ألى أمرت بيه الست فريال.

أخرجت المساعده،حجابين من بين يديها،بخفه أخافت وجعلت فريال ترتجف،ثم مدت يدها بهم لفريال،التى أخذتهم سريعاً،وبخوف دون أن تلمس يد المساعده لها.
ووقفت سريعاً،لا تعرف كيف،رغم شعورها،بألام بظهرها،وساقها.

سارت خطوه،ووقفت ثابته ترتجف حين سمعت قول المشعوذه تقول لها:
أستنى مش تعرفى هتعملى أيه بالحجابين.
فى واحد أسود،والتانى بنى.
الأسود ده الخاص،بالعروسه الجديده،لازم تحطيه فى مكان تكونى مخفى عن عنيها،وقريب منها،والتانى البنى تدفنيه فى أرضية البيت،فى مكان يكون قريب من مراته الاولانيه،الا بالحق قوليلى العمل الاولانى،عملتى فيه أيه؟

ردت فريال بارتجاف:رشيته زى ما قولتلي،وهو السبب فى كسر رجلى وضهرى،وجابوا شيخ قرى قرآن فى البيت،بس أكيد المره دى،هيجيب مفعول،وأتخلص من الزفته الجديده قبل ما تحبل.

تبسمت المشعوذه قائله:متخافيش مش هتحبل،يلا شوفى طريقك علشان تعرفى ترجعى للبيت قبل ما يحسوا بغيابك.

تعجبت فريال،وسارت على العكازين تقزح،وهى تخرج من ذالك المنزل القديم.

وقفت مساعدة المشعوذه تقول:
واضح أن فريال دى غبيه قوى وغلها زايد،واحده غيرها بعد الى جرالها مكنتش،رجعت تانى.

ردت المشعوذه:قلبها الأسود هيسوقها لهلاكها.

قالت المساعده:نفسى اعرف سبب لكرهك،لها ومع ذالك ساعدتيها.

ردت المشعوذه:تعالى معايا.

ذهبت المساعده مع المشعوذه الى أحد الغرف،فتحتها بمفتاح خاص ثم دخلت و
دخلت خلفها المساعده،وجدت إمرأه نائمه بالفراش،لا تتحرك ولا تتحدث،فقط عيناها مفتوحه،إرتعشت المساعده.

تبسمت المشعوذه قائله:دى أختى الوحيده،أنا الى ربيتها بعد موت أمى وجواز أبويا،كانت زى النسمه،لحد ما راحت تشتغل أُجريه فى جنينه كانت للحاج عمار زايد الكبير الله يرحمه،شافها سليمان وقع فى غرامها،سأل عنها،ودلوه مين أهلها،وعلشان كنا على قد حالنا،وبنتين لوحدهم مين الى هبيص لينا،الحاج عمار مرضاش بها،وغصب على سليمان يتجوز فريال بنت الحسب والنسب،بس بعد مده من جوازه من فريال،شاف أختى مره تانيه وكان هيتجوزها، وفريال كانت خلفت إبنها الاول،عرفت بالصدفه،كنت لسه متعلمه أمور الدجل جديد،مع ست مغربيه كانت عايشه هنا فى نفس البيت ده،فريال جاتلها،وأنا الى عملت لها طلبها،مكنتش أعرف هو لمين،غير بعدها،لما بدات الزهره تدبل،وأنشلت كل أطراف جسمها،كانت بتموت،،لما عرفت ان أختى هى الى كانت مقصوده،جريت عالعرافه المغرببه وطلبت منها حل،يفك السحر ده،بس كان فات الأوان،مش بقولك فريال،بتروح ناحية هلاكها برجلها.
….
بعدقليل
عادت فريال الى عمارة الطبيب ولم تدخل عند الطبيب توجهت الى السائق الذى كان نائم بالسياره،خبطت على زجاج السياره،فنهض مستيقظاً سريعاً
زل فتح لها الباب وساعدها على الدخول للسياره.وعاد بها مره أخرى الى المنزل.
فوجئت حين دخلت الى المنزل،بهرولة أسماء عليها،قائله:ماما كنتى فين انا يادوب،روحت حطيت ليوسف الغدا ورجعت ملقتكيش،قلقت عليكى.

ردت فريال بغضب:حسيت بشوية وجع،وأتصلت عالدكتور قبل ما أروح له قالى تعالى،خدت نفسى والسواق،وروحت له،كتبلى مُسكن جبته وأنا جايه فى الطريق،مش قضيه أنا لسه مكسحتش،علشان معرفش اتحرك بدون واحده منكم،وأنتم زى كيف عدمكم،ساعدينى خلاص معدتش قادره عاوزه أدخل أوضتى أرتاح شويه.

رغم شعور أسماء بالألم لكن ساعدت والداتها ودخلت معها تسندها الى غرفتها،وساعدتها،بالأستلقاء على الفراش.

قالت فريال لها:مفيش مايه هنا روحى هاتيلى ميه علشان آخد المسكن الى الدكتور كتبه ليا.

ردت أسماء:حاضر،يا ماما.

بعد أن خرجت أسماء واغلقت خلفها الباب،نهضت فريال،بحركه بطيئه،وتوجهت الى دولابها،وفتحت ذالك الدرج بالمفتاح،ووضعت به الحجابين،واغلقته سريعاً،وعادت للفراش عقلها يُفكر أين وكيف تضع هذان الحجابان كما قالت لها المشعوذه بمكان قريب من سهر فقط،فخديجه لا تُعنيها بشئ.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى حوالى الثالثه عصراً
دخل عمار الى المنزل،لكن تقابل بسيارته مع سيارة السائق،وقف أمامه قائلاً:
رايح فين؟

رد السائق:رايح أجيب الست سهر من الجامعه هى قالتلى أروحلها عالساعه تلاته ونص كده،تكون خلصت محاضراتها.

نظر عمار الى تلك الكرتونه الصغيره جواره بالسياره،ثم قال للسائق:خليك إنت وأنا الى هروح اجيبها من الجامعه،وخد الكرتونه دى إديها للست خديجه تطلعها فوق لشقة سهر وقولها تحطها على طرابيزة السفره.

أخذ السائق الكرتونه من يد عمار.

بينما عمار إستدار بسيارته وخرج من المنزل،
لكن نادى السائق عليه،يخبره أن ينتظر سهر بأحد الشوارع الجانبيه القريبه من الجامعه كما يفعل هو دائماً،بناءً على أمرها،لكن عمار كان قد إبتعد ولم يسمع لندائه.
…..
بعد قليل
إنتهت المحاضره
تبسمت صفيه قائله:خلصت محاضراتنا النهارده الحمد لله،كشكول محاضرات الاسبوع الى فاتك أهو،وبعد كده أما تغيبى عن المحاضرات أبقى عرفينى قبلها،يعنى لو مكنتش إتصلت عليكى،مكنتش عرفت أنك مش جايه المحاضرات الأسبوع الى فات بس زعلانه منك إزاى متقوليش أنك كنتى واقعه وراسك مفتوحه عالعموم حمدلله على سلامتك.،يلا بينا نخرج من الباب التانى للمدرج،الباب ده هيطلعنا بمكان قريب من باب الجامعه،بدل ما نلف،وأنتى دماغك لافه من غير شئ.

ضحكت سهر،لكن قبل خروجهن من قاعة المحاضره،سمعن هاتف سهر يُعلن،رساله
أخرجت سهر الهاتف من حقيبتها وفتحته،وجدت الرساله من عمار،فتحتها سريعاً،وقرات نصها (أنا أنتظرك أمام باب الجامعه)
تعجبت وأرتبكت بنفس الوقت،لكن قالت صفيه التى لقطت إسم عمار على شاشه الهاتف:مين عمار ده،قوليلي.

تمالكت سهر نفسها قائله:أنا ماشيه هبقى أقولك بعدين،يلا سلام.

إستغربت صفيه وقالت لها:تقوليلى أيه،أستنى نخرج سوا.
لكن لم تنتظر سهر،وخرجت مُسرعه من القاعه،لكن أثناء سيرها
وقف أمامها حازم قائلاً:سهر.

قبل أن يتحدث حازم قالت سهر بشهقه:أيه الى وقع القهوه على هدومك بالشكل ده.

رد حازم:ده واحد غبى،كان هيدهسنى بعربيته بس ربنا ستر،وبعدت عن العربيه بس كان معايا كوبايه قهوه وأدلقت على هدومى.

تبسمت سهر قائله:يلا دلق القهوه،خير،صفيه هتلاقيها طالعه حالاً،عن أذنك اصلى مستعجله.

غادرت سهر،سريعاً من أمامهُ،تعجب حازم،مما جعله يسير خلفها ببعض الخطوات
ليُفاجئ،بسهر التى ركبت تلك السياره التى كادت تدهسه قبل قليل،لم ينتظر،وأشار لاحد التاكسيات الذى توقف له فأمره بتتبع تلك السياره.

بينما قبل قليل،رأى عمار،وقوف أحداً مع سهر،شعر بالغيره،رغم أنه يعرف أنه بالتأكيد أحد زملائها،لكن رسم بسمه على وجهه،حين فتحت سهر باب السياره،وصعدت لجواره.

إندهشت سهر قائله:أمال فين السواق.

رد عمار:أنا كنت بمكان قريب هنا من الجامعه،بخلص شُغل إتصلت عالسواق،وقولت له ميجيش،وانى هفوت أجيبك معايا،أيه كنتى عاوزه السواق.

ردت سهر:لأ،انا كنت بسأل بس.

تبسم عمار يقول:أنا لحد دلوقتي،لسه متغدتيش أيه رأيك نتغدى سوا فى أى مطعم هنا فى المنصوره.

تبسمت سهر قائله:مفيش مانع،طالما إنت الى هتحاسب عالغدا،تقدر تقول إستغلاليه.

علم عمار مقصد سهر،لكن تغاضى عنه،هو لن يجعل شئ يُعكر،صفوهم هذا اليوم.

بعد قليل جلس عمار وسهر،پأحد مطاعم مدينة المنصوره المُطله على النيل،كانا يتجاذب الحديث مع سهر،وترد عليه براحه وهدوء،كأن صفاء الطقس،والمكان أدخلوا الى قلبها الهدوء،ربما كانت تحتاج لنزهه كهذه،بصُحبة عمار.

لكن كان حازم يراهما من بعيد تتأكل الغيره قلبه،أشار عليه عقله أن يذهب الى مكان جلوسهما ومعرفة من يكون هذا الذى يبدوا عليه الثراء بوضوح،لكن رنين هاتفه،جعله يتراجع حين رأى رساله تخبرهُ أن والدهُ مرض فجأه وهو بالعمل وعليه العوده للمنزل، قبل ان يُغلق حازم الهاتف،سلط كاميرا الهاتف،وقام بأتخاذ بعض الصور،لسهر وهى تجلس جوار عمار،يتناولان الطعام مبتسمان،من يراهم يتأكد أنهما عاشقان،سيواجهها بتلك الصور فيما بعد ويعرف من يكون هذا الذى تجلس معه،ألتقط الصور سريعاً وغادر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بعد أن أنتهى عمار وسهر من الغداء،تجولا قليلاً،بمدينة المنصوره،ثم عادا الى المنزل بعد المغرب بقليل.

دخل الاثنين معاً
تبسمت لهم حكمت قائله:كنت لسه بسأل سهر،رجعت من الجامعه وطلعت شقتها منزلتش،بس خديجه قالت إنها مشافتكيش رجعتى ولا لأ ولما سألت السواق قالى إن عمار قاله إنه هيجيبك من الجامعه،قولت اكيد مع بعص،حمدلله عالسلامه،يلا إطلعوا غيروا هدومكم دى،على ما شويه ومهدى،وسليمان يجوا هما كمان،وبعد العشا نتعشا سوا.

تبسم عمار قائلاً: تمام هطلع أغير هدومى،وأنزل،يلا يا سهر تعالى معايا.

مد عمار يدهُ،وجذب سهر للصعود معه،،صعدت سهر معه الى شقتهم

تبسمت حكمت بتنهدة،راحه.
بينما فريال تلك الخبيثه،رأتهم من بعيد قليلاً ليزاد بقلبها الحقد،لهم وهى ترى السعاده على وجه عمار،شار عقلها عليها التصرف سريعاً،وأنهاء تلك السعاده.

صعد عمار وسهر،
فتح عمار باب الشقه،دخلت سهر أولاً،ثم عمار خلفها وأغلق الباب،
وضعت سهر كُتبها وحقيبة يدها على طاوله بجوار مدخل الشقه.

تبسم عمار وهو يقترب من سهر بحميميه قائلاً:
على فكره أنا جبت ليكى هديه.

تفاجئت سهر بفرحه قائله:بجد،وأيه هى الهديه دى بقى.

وضع عمار يدهُ على عين سهر قائلاً:دلوقتي هتشوفيها،بس مشى معايا.

سارت معه سهر الى أن توقف،وأزاح يدهُ عن عيناها،
نظرت أمامها،على طاولة السفره،وجدت كرتونه صغيره مُغلفه،بلفة هديه مميزه.

تبسمت قائله:وأيه بقى الى فى الكرتونه دى.

تبسم عمار قائلاً:إفتحيها وشوفى بنفسك.

تبسمت بمزح قائله:أوعى تكون قنبله وتتفجر فيا.

ضحك عمار قائلاً:لأ إطمنى مش قنبله مش مستغنى عنك.

تبسمت سهر،وأتت بمقص،صغير،من أحد الادراج،وقصت تلك اللفه،من حول الكرتونه،ثم فتحت الكرتونه،وقالت بأندهاش:
ده لابتوب،حديث وكمان ماركه،عاليه،ده هديه ليا!

إقترب عمار منها قائلاً:أيوا هديه ليكى،بدل الابتوب بتاعك الى بيهنج،وعاوز بطاريه.

فرحت كالطفله بالهديه،للحظات،قبل أن يقترب عمار منها بحميميه ويضم خصرها قائلاً:مفيش شُكر للى جاب الهديه.

تبسمت سهر له قائله:شكراً،يا عمار هديه مقبوله.

أدار عمار وجهها ليصبح بوجهه،وقال:شكراً كده بس،مفيش حاجه تانيه عاوزه تقوليها

تعحبت سهر قائله: أقول ايه!

وضع عمار أحدى يديه على خصر سهر واليد الاخرى قربها من عنقها،يُقبلها،بشوق،ولهفه،للحظات حتى شعر بقرب أنقطاع نفس سهر،ترك شفاها،وحذبها من يدها،الى داخل غرفة النوم،ووقف جوار الفراش،وجذبها مره أخرى يُقبلها،بهيام،ولهفه،ويدهُ تسير على منحنيات جسدها،وقال بهمس،عجبك الابتوب.

لم ترد سهر.
عاود عمار يهمس قائلاً:أنا طلبته مخصوص علشانك من شركه معروفه،وأصريت عليهم إنهم يوصلوه النهارده لحد عندى،وكنت منتظر منك رد تانى على هديتى.

تعجبت سهر قائله:كنت عاوزنى أقولك أيه؟

رد عمار:تردى عليا مثلاً بكده
مال عمار يُقبل سهر بشوق،حاولت سهر التملُق منه،لكن قال عمار:أش أش خليكى معايا يا سهر،
ليغوص معها بين نغمات العشق،بالنسبه له لكن بالنسبه لها كانت تشعر انها تدفع ثمن تلك الهديه
بعد قليل
فكت سهر حصار يدي عمار من حول جسدها، وجذبت ذالك المئزر الحريرى، وأرتدته، ونزلت وتركته بالفراش، نهض عمار نصف جالس، وجذب معه غطاء الفراش قائلاً بتعجب: رايحه فين يا سهر.

ردت سهر وهى تزم طرفى المئزر على جسدها:
رايحه إستمتع بالهديه الى جبتها، أنت مش إستمتعت بمقابل الهديه، ده دورى بقى أنا كمان إستمتع بالهديه الى دفعت مقابل لها.

قالت سهر هذا ولم تنظر لعمار وتركت الغرفه، توجهت الى غرفة المعيشه، رأت تلك الهديه، نظرت لها بمقت، كادت أن تسحقها، لكن تراجعت، ورمت بجسدها على تلك الأريكه
وضعت وجهها بين يديها، تشعر بالأنعدام، أزاحت خصلات شعرها بيدها للخلف، تزفر أنفاسها بغضب، هى ملت تلك الحياه
الزواج ليس للأستمتاع بالفراش فقط، لم ترى ذالك بمنزل والدايها، حقاً ذالك الجزء مخفى بين والدايها، لكن الزواج مشاركة حياه كامله، كما تربت بين والداين، متفاهمين، أوقات غير متفقين، لكن يجمعهم حوار، يُقنع الأخر برأيه، أو يقتنع هو برأى الآخر، كما كان يحصل أمامها، كذالك المشاوره فيما بينهم، كانت ترى والداتها تشاور والدها، ببعض الأمور الخاصه بحياتهم وحياة أبنائهم وكذالك هو يفعل، يُعطيها مساحتها الخاصه تختار، ليس مثل عمار، ما يريده هو ما يتنفذ دون نقاش،حتى حين آتى لها بهديه كان لها مقابل،
قارنت حياتها مع تلك الحياه التى كانت تعيشها بين والدايها،ذالك الجزء الحميمى كان مخفى عنها،بداخل غرفتهم الخاصه،لكن كان هناك حياه مشتركه،حين يجلسون معها،هى واخيهايمرحون يتداولون بعض المشاورات بينهم،
إهتدى عقلها،كانت دائماً ما تشعر،بالذنب والندم،بسبب تأجيلها للحمل والأنجاب،لوقت لتعرف الى أين يقودها هذا الزواج،
لكن تسرب إليها شعور بالراحه،فالطريق بينها وبين عمار،يؤدى الى وئد المشاعر،

فى ذالك الحين،رن هاتف سهر،نظرت للشاشه،رأت رقم أخيها،فحاولت الرد بهدوءثم إنتفضت سريعاً،تدخل الى غرفة النوم .

بينما عمار بالغرفه،جذب علبة سجائره وأشعل إحداها،يتنفث دخانها بغضب،سهر فسرت الأمر على هواها،هو لم يقصد أن يأخذ جسدها مقابل لهديته،هو كان يتمنى أن يعتذر لها عن قوله لها أنها إستغلاليه،لكن
سهر تسرعت كعادتها.

فوجئ عمار بدخول سهر وفتحها للدولاب وأخراج ملابس خروج لها،وكذالك وجه سهر المسئوم،كما انها بدات فى أرتداء ملابسها بسرعه.
لدقيقه ظن عمار أن سهر،ستتركه،وتنزل الى أسفل،لكن هى ترتدى ملابس خروج
نهض عمار يُمسك يد سهر يمنعها من أرتداء الملابس قائلاً: فى ايه بتلبسى هدوم خروج ليه،سهر أنا مكنتش أقصد الى فكرتى فيه،و…..

تدمعت عين سهر وقالت:علاء إتصل عليا وقالى إن تيتا عيانه،وطلبت تشوفنى دلوقتى.

ترك عمار يد سهر قائلاً:طب متخافيش،أنا كمان هلبس وهاجى معاكى،أنشاء هتبقى كويسه،وبخير.

تنهدت سهر بدموع قائله:يارب تبقى بخير،علاء قالى إمبارح أنها بقالها مده مريضه،وكنت ناويه أزورها وأطمن عليها،بعد ما أرجع من الجامعه،بس نسيت.

رد عمار محاولاً أن يُلهيها عن التفكير السئ قائلاً:كلها دقايق،وهتشوفى بنفسك أنها بقت بخير.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتحت نوال،باب الشقه،
لسهر
رأت سهر الدموع بعينيها فقالت لها،تيتا مالها؟

ردت نوال:تيتا طلبت تشوفك،ومعاها جوه الدكتور وعلاء،
لم تنتظر سهر،ودخلت مباشرة الى الغرفه،قائله،بلهفه:تيتا

فتحت آمنه عيونها،وقالت:سهر،أنا كنت مستنياكى،تعالى جنبى،يا روحى،عاوزاكى فى كلمتين.

نظرت آمنه الى دخول عمار خلف سهر فقالت:،وأنت كمان يا عمار،تعالى،ياريت تسيبونى مع سهر وعمار،لدقيقتين.

أمتثل علاء والطبيب،وخرجا من الغرفه.

رفعت آمنه كف يدها،قائله:تعالى أقعدى جانبى عالسرير،يا سهر

جلست سهر جوارها،وأنحنت تُقبل يدها قائله:بلاش تتكلمى كتير،يا تيتا،وهتبقى كويسه.

ردت آمنه قائله:أنا خلاص،يا سهر،آخر أمنيه ليا إنى كنت أشوفك،والحمد لله أتحققت ووصلتى قبل ما السر الألهى،يطلع من جسمى،أنا كنت عاوزاكى تسامحينى،أنى فى يوم طلبت منك توافقى على جواز البدل من عمار،سامحينى،يا سهر،أنا والله خوفت عليكم كلكم،وائل وغدير،إتهنوا،وأنتى الى دفعتى التمن،بجوازه مكنتيش عوازاها من الاول،ووافقتى وقتها بس بعد إلحاحى عليكى،وخوفتى عليا علشان وقتها جاتلى كريزة القلب،قولتى توافقي لحد ما أسترد صحتى ،وكمان لما سافرتى للبحر الأحمر،علشان متتحوزيش من عمار،يومها مياده دخلت أوضتك،تدور عليكى،ولما رجعت من أوضتك شوفتها خبت حاجه تحت هدومها،بس معرفش هو أيه،
سامحينى يا سهر.

إنحنت سهر على يد جدتها،تبكى قائله:إنتى مش محتاجه تطلبى منى السماح يا تيتا،أهم حاجه عندى صحتك،بلاش تتكلمى،أنتى فضلك عليا كبير،فاكره لما ماما كانت تتضايق منى وكنت أجيلك أقولك،إدعى عليها تجى لها مرات إبن تخلص منها الى بتعمله فيا،كنتى بتاخدينى فى حضنك،أنا كنت بحب حضنك قوى يا تيتا،حتى لما كنت بخاف،بالليل كنت بسيب أوضتى وأجى انام جنبك،وكمان فاكره لما ماما كانت تضربنى علشان الصلاه،وكنتى تاخدينى،تعلمينى بالراحه،تيتا،انا…..
سقطت يد آمنه،من يد سهر.

توقفت سهر عن التحدث،باكيه،لكن خرج منها نداء عالى بتوسل،قائله:تيتا،أرجوكى فوقى

دخل علاء وخلفه الطبيب سريعاً
شد علاء يد سهر لتنهض معه
بينما أقترب الطبيب من آمنه،يجث عنقها،ثم قام بغطاء وجهها

بكت سهر بحرقه قائله:الدكتور غطى وش تيتا ليه يا علاء خليه يكشفه علشان تتنفس،
قالت سهر هذا وتوجهت الى جدتها كى تزيح الغطاء
لكن
جذب علاء سهر له
نظرت سهر لعين علاء الدامعه

بسرعه كان علاء يضمها وهى تبكى بحرقه
بينما نظر عمار،لسهر،وهى تشد فى إحتضان علاء،الذى يربت على ظهرها بمواساه

تحدث عقل عمار
إنها الحقيقه، سهر وافقت على الزواج فى البدايه إرضاءً فقط لجدتها التى مرضت بيوم طلبه للزواج منها
سهر لم تكُن تتلاعب أو تتدلل، كما ظن بها، شعر بألم يأن قلبهُ، ليتهُ ما عرف الحقيقه، وبقي على هذا الظن… لكن هناك ما يؤلم قلبهُ أكثر رؤيته لسهر تعانق أخيها تبكى على كتفه، بحُرقه، لما لا يجذبها من بين يديه، يُسكنها بين ضلوعه، يُمحى، ذكرى تلك الليله الأولى بينهم
……
البارت الجاى،يوم الاحد

يتبع

دمتم سالمين

الرابعه والعشرون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع.
صباحاً
بمنزل زايد
تحت مظله بالحديقه
نهضت حكمت،وخلفها خديجه،قائله:أسماء جت أهى، خلونا نروح بيت عطوه.

تعجبت فريال قائله:وهتروحوا بيت عطوه ليه،دى الميته بقالها أسبوع،،هو العزا مش بيقى تلات أيام،خلاص بقى لازمته أيه كل يوم تروحوا لبيت عطوه،وكمان أيه الى مقعد سهر هناك المده دى هى ناسيه إن ده بيت جوزها.

ردت حكمت قائله:سهر كانت متعلقه بجدتها،والفراق فى بدايته صعب،وكمان النهارده أول خميس للحجه آمنه.

إستهزأت فريال قائله:
ما كلنا كنا متعلقين بأهلنا،والفراق،كاس وداير،أنا لما أمى ماتت كانت أثارحنة فرحى على إيديا،حضرت أيام العزا،كنت بروح بالنهار،وأرجع لبيت جوزى بالليل ،بس،هى لاقيه دلع بزياده، متدلعش ليه.، وكمان أنا حاسه بوجع فى ضهرى ورجلى،وبنكسف لما تسندونى قدام حد غريب.

ردت أسماء وهى تنظر لزوجة عمها:يلا بينا إحنا يا مرات عمى،ماما بتقول،أنها عندها شويه وجع،عالعموم إحنا مش هنغيب هناك.

ردت خديجه موافقه أسماء:يلا بينا يا حجه حكمت،زى ماقالت أسماء،إحنا مش هنغيب،وخلى الحجه فريال مرتاحه،ربنا يشفيها.

توافق الثلاث وغادرن المنزل،وبقيت فريال وحدها.
فكر عقلها هى فرصتها المنزل خالى من الجميع،
نهضت تستند على عكازيها،ودخلت الى المنزل منه صاعده،الى شقة سهر،فتحت بذالك المفتاح الموجود دائماً بمقبض الباب،دخلت الى الشقه،منها الى غرفة النوم مباشرةً،
جلست تلتقط انفاسها على الفراش،تشعر،بألم بساقها وظهرها،لكن تحاملت على آلمها،ونهضت،أزاحت مرتبة الفراش لأعلى قليلاً،، ثم وضعت،ذالك الحجاب الأسود،بجزء مخفى من المرتبه
نهجت قليلاً وجلست تستريح،ثم وقفت تغادر الشقه،ونزلت مره أخرى لأسفل لكن تقابلت مع إحدى الخدمات،التى تفاجئت بها على آخر،درجات السلم.
فقالت بخضه:حجه فريال!

نظرت لها فريال بتهكم قائله:مالك شوفتى عفريت،أيوا الحجه فريال،ستك،وست البيت ده كله،غورى من وشى أعمليلى قهوه ساده أشربها على روحك .

ذهبت الخادمه وتركتها
بينما فريال خرجت مره أخرى لحديقة المنزل،وذهبت أسفل شُرفه بشقة سهر،جلست أرضا،ومددت ساقيها،وقامت بحفر حُفره صغيره بعُمق كبير، وقامت بدفن الحجاب الأخر،ثم وضعت عليه التراب مره أخرى،ونهضت واقفه،ثم أتت ببعض الماء وسكبتها فوق الحفره،تنظر حولها كاللصه.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه
بعد الظهر بوقت
دخل عمار برفقة منير الى داخل شقته،تقابلا مع نوال.
تحدث عمار:فين سهر؟

ردت نوال:سهر دخلت من شويه لأوضتها إدخل لها إنت مش غريب.

أماء عمار برأسه لها وتوجه الى غرفة سهر.

بينما تحدث منير قائلاً:عمار،كِبر فى نظرى قوى الكام يوم الى فاتوا،شايفه واقفته معانا فى عزى أمى غير أنه سايب سهر على راحتها بقالها أسبوع بتبات هنا،لو واحد تانى غيرهُ زى وائل كان قال مراتى تبات فى بيتى،وتيجى بالنهار،وائل الى سابنا فى أيان العزا،وراح يتابع تجهيزات المعرض بتاعه،كآن أمى مكنتش جدتهُ،ده كان له قيمه كبيره عندها،بس هقول أيه الخواطر مش بتنشرى.

ردت نوال:عمار مش زى وائل،وائل أنانى مش بيفكر غير فى نفسه تربية هيام عودته على كده نفسه أولاً.،عمار إتربى على تحمُل مسئوليّة الى حواليه مش زى تربية هيام ل وائل الأنانيه وحُب الذات…
….
دخل عمار الى غرفة سهر دون طرق للباب
وجدها مُمده على الفراش،تثنى ساقيها قليلاً،كانت تُغطى وجهها بطرحة ردائها الأسود،أشعل الضوء،وذهب بأتجاه ذالك الشباك وأغلقه، ثم جثى،بجسده جوارها على الفراش،مادداً يدهُ يسحب تلك الطرحه السوداء من على وجه سهر،ظهر وجهها الشاحب وتلك الهالات السوداء أسفل عيناها،وأنفها الأحمر ووجنتيها الحمرتان أيضاً،شعر بغصه كبيره فى قلبه،تنهد يُزفر أنفاسه،قائلاً:سهر.
فتحت سهر عيناها
تعذب عمار،حين فتحت سهر عيناها المدمعه اللتان إختفى لونهما البنى خلف تلك الشعيرات الدمويه بعينيها،مد يدهُ يمسد على وجنتي سهر قائلاً:سهر،هتفضلى كده كتير،الدوام لله وحده وأكيد جدتك مكنتش تحب تشوفك بالشكل ده،المفروض تترحمى عليها وتقرى لها قرآن وتدعى لها بالرحمه،ده هينفعها أكتر من أنك تحبسى نفسك وتفضلى تبكى.
دمعه فرت من عيني سهر،جذبها عمار لتبقى على صدره قائلاً:صدقينى،دموعك غاليه،وبتعذب الى حواليكى،كفايه دموع يا سهر علشان خاطر جدتك.
جففت سهر دموعها بيدها،قائله:فعلاً تيته مكنتش بتحب تشوفنى ببكى،بس غصب عنى،أول مره أحس الأحساس ده،حاسه بوجع هيفرتك قلبى.

ضمها عمار ووضع يدهُ على موضع قلبها قائلاً:سهر كل شئ بيبدأ صغير ومع الوقت بيكبر ما عدا فاجعة الموت،بتبدأ كبيره ومع الوقت مش هقول بتصغر،لأ بتهون.

ضمت سهر عمار صامته،كأن كلماته هدأت من نار قلبها قليلاً.

شعر عمار بيد سهر التى ضمته،ضمها أقوى قائلاً:أظن كده كفايه بقى لازم ترجعى لبيتك.

إبتعدت سهر قليلاً عن عمار ونظرت لوجهه قائله،بأستغراب:أرجع لبيتى فين ده !

رد عمار:بيت زايد هو بيتك يا سهر،ناسيه إنك مراتى،وبيتى هو بيتك.

قالت سهر:لأ مش ناسيه إنى مراتك،وكمان مش ناسيه إنى مراتك التانيه،بس هرجع لبيت زايد.

كاد عمار أن يقول لها،أنها زوجته الوحيده،لكن قطع ذالك رنين هاتفهُ،
أخرج عمار الهاتف كى يغلقه،لكن تعجب حين،رأى خديجه هى من تهاتفهُ،نظر للهاتف،ثم نظر ل سهر،التى نظرت بتلقائيه للهاتف،فرأت إسم خديجه،إبتعدت عن عمار قائله:رد عليها،يا عمار.

للحظه كاد عمار يُغلق الخط،لكن رد مع نهاية الرنين.
إنفزع واقفاً يقول مسافة السكه هكون عندك.

قال هذا ثم أغلق الهاتف.
تحدثت سهر :فى أيه الى حصل؟

رد عمار: خديجه بتقول أحمد أثناء خروجه من المدرسه وقع من على سلم المدرسه، والمشرفه إتصلت عليها مقالتش لها أكتر من كده.

تعجبت سهر من لهفة عمار.
لكن إحنى عمار جزعه وقبل وجنة سهر قائلاً:لازم أروح أشوف أحمد حصله أيه،وهرجع بالليل علشان أخدك لبيتنا.

قال عمار هذا وغادر الغرفه تاركاً سهر لتفكيرها الذى للحظه،قالت مش عارفه أيه سر حبهُ الزايد لأحمد ده،يكونش إبنه من خديجه،لكن سُرعان ما أستغفرت قائله:حرام يا سهر تفكيرك ده،داخل على إتناشر سنه،وعمار إتجوز خديجه من تسع سنين بس،أستغفر الله،يارب إرحمنى،على تفكيرها هذا سمعت طرقاً على الباب،فقالت إدخل.

بينما عمار خرج من الغرفه،وتوجه الى باب الشقه،ثم الى بوابة المنزل،وكاد يصتدم بأحداهن فعاد للخلف بضع خطوات حتى دخلت هى،وقبل أن يخرج من بوابة المنزل،
نادت عليه مياده قائله:عمار
فتوقف ينظر لها،وهى تنزل بعض السلالم.

جذب إسم عمار تلك التى دخلت قبل قليل،نظرت له للحظات ثم دخلت الى شقة والد سهر.

بينما عمار إنتظر نزول مياده الى أصبحت بجواره وقالت له:سهر صاحيه ولا نايمه؟

رد عمار بأستعجال:لأ سهر صاحيه فى أوضتها.

مثلت مياده الصعبانيه قائله:تيتا آمنه قطعت بينا كلنا والله،بس سهر مزوداها قوى عن الازم،بس يُحقلها،تيتا آمنه كانت بدلعها،زياده عن اللزوم،ودارى علي أخطائها قدام طنط نوال.
تعجب عمار قائلاً: تقصدى أيه أنها كانت بتدارى على أخطاء سهر.

إدعت مياده عدم الانتباه لما قالت له،وتعلثمت قائله:مش قصدى حاجه،خالص،بس بصراحه سهر كانت مدلعه زياده عن الأزم من تيتا،يعنى لما سافرت للبحر الأحمر ومقالتش لحد حتى تيتا،بس تيتا وقتها هى الى هدت طنط نوال،هى سهر كده متعوده عالدلع حتى لما طنط نوال تضغط عليها كانت بتسيب البيت وتروح عند جدتها يسريه،بس دى سافرت للبحر الأحمر قبل أجازة نص السنه،وحتى محضرتش زفافك على سهر،بس عرفت إنها راجعه قريب لهنا،وسهر متعوده أما تزهق،تروح تقعد عندها فى بيتها،لحد طنط نوال ما تروح تصالحها،زى ما عملت قبل الزفاف،راحت لهناك ومسبتش أى خبر،وفضلنا كلنا قلقانين يكون جرالها حتى طنط نوال عقلها كان هيشت لحد ما تيتا يسريه طلبتها عالتليفون،وقالت لها أن سهر وصلت،راحت لها طنط نوال تانى يوم صالحتها وجات معها،هى دى عادة سهر دايماً،بتضغط على إلى بيحوبوها،دلع يعنى.

تحدث عمار قائلاً:وهى سهر لما كانت سافرت البحر الأحمر مكنتش سابت أى خبر عن أنها مسافره.

ردت مياده بغباء:لأ مكنتش سابت أى خبر،وطنط نوال عقلها كان هيشت وقتها،هى سهر كده،عديمة المسؤليه،وأنا كتير بخاف عليها دى أختى الثانيه،إحنا متربين سوا،حتى فى الأيام الأخيره إتصلت عليها أكتر من مره علشان أقولها لها تيتا عيانه،بس
مكنتش بترد لا على مكالماتى،ولا رسايلى.

رد عمار قائلاً:طب ليه مكنتش بترد عليكى؟

تلعثمت مياده قائله:هى مفكره أنى بغير منها علشان إتجوزت قبلى ،بس سبق وقولت لها ده النصيب والنصيب بينادى صاحبهُ،وكمان أنا لسه صغيره عنها.

تعجب عمار،لكن أخفى ذالك قائلاً:أنا لازم أمشى عندى أمر ضرورى ومستعجل.

شعرت مياده بالخذو قائله:أنا آسفه إن كنت عطلتك مش قصدى حاجه،كنت بطمن على سهر أما أدخل لها،أواسيها،مع إنى محتاجه الى يواسينى،تيتا كانت غاليه عندى قوى.

أماء عمار راسه لها ثم خرج من بوابة المنزل.

تبسمت مياده بلؤم،ثم دخلت الى شقة عمها.

بينما عمار،ذهب الى سيارته،وصعد بها،
يُفكر فى قول تلك اللئيمه الغبيه،
التى حاولت إظهار سهر أمامه،بصورتها القديمه،التى نعتها بها يوماً،لو لم يسمع لقول جدة سهر لكان صدق قول تلك الخبيثه،فكر عقلهُ هى أخطأت وأخبرته أن سهر لم تخبر أحداً بذهابها الى البحر الأحمر،لكن تلك الرساله التى سبق وقرئها،وأتت بين دعوات الزفاف،كيف وصلت بين الدعوات إن لم تكتبها سهر،لكن هو سمع سهر وميادة يوم عقد القران بالمسجد تتحدثان حول،رساله،شت عقلهُ هنالك حلقه مفقوده،
فكر عقلهُ،أتكون سهر تركت رساله تخبر والداتها بشئ،وبُدلت الرساله،أو أختفت عن قصد،لتأتى بين دعوات الزفاف،تذكر،يوم طلب من وائل بعض الدعوات الزائده لديه،قال له أنه يوجد بالمنزل مجموعه كبيره من الدعوات،إن كان يريدها فليرسل من يأخذها من منزله،وبعد وقت هاتفه أنه ترك الدعوات لزوجة عمه،كما أن يوسف أخبره بوجود مياده فى نفس الوقت تقف جوار زوجة عمها،وأن الدعوات وقعت منه أرضاً وساعدته مياده بجمعها من على الأرض،فكر عقل عمار بذهول،مياده تلك التى لم تبلغ الثامنه عشر،كيف لها أن تكون بكل هذا الخبث،شعر بالندم الشديد،سهر ظُلمت منه ليلة،زفافهم،بعلاقه عنيفه،سببت لها جرح كبير،لم يلتئم الى الآن أحياناً كثيره يشعر بعدم وجودها معه،تكون مستلمه له جسداً فقط،وأحياناً أخرى،يشعر بها تبادلهُ لحظات عشق،أين كان عقلهُ ليلة زفافهم التى تركت بداخل سهر إحساس بالخوف منه،ربما وقتها تلذذ منه لكن مع الوقت سأم ذالك الاحساس المقيت،أصبح قلبهُ يريدها بأرادتها،لا تأدية فرض ولا صعف منها،يريد سهر،بقلبها وعقلها،وليس بجسدها فقط كما تظن.
………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً بمنزل زايد
دخلت سهر برفقة عمار،أتى أليها الخادمات يستقبلنها،ويقدمن لها العزاء،تقبلته منهم بود

دخلت الى تلك الغرفه
وجدت حكمت تجلس مع فريال،وكذالك معهن سليمان ومهدى،لكن بعيد قليلاً كأنهم يتحدثان بالعمل

وقف كل من مهدى وسليمان،وأقتربا من سهر وقدما لها العزاء مره أخرى،كذالك فعلت حكمت وهى جالسه،بينما سخرت فريال لنفسها،قائله:
محسسنى أن الى ماتت ملكة إنجلترا،أيه مش عزتوها قبل كده ولا هى شغلانه،بس لازم أعمل زيهم،على الأقل قدامهم،وبالفعل
قدمت فريال لها العزاء.

تحدثت حكمت قائله:سهر أكيد تعبانه،خدها وأطلع شقتكم يا عمار،تصبحوا على خير وأنا كمان هقوم أخد علاجى وأنام
قالت حكمت هذا ونظرت الى فريال قائله:وأنتى يا فريال مش هتنامى.

نهضت فريال ببطئ قائله:لأ أنا كنت عاوزه أنام من بدرى بس لما قولتى أن عمار راح يجيب سهر من بيت أهلها قولت أقعد آخد بخاطرها،وكمان خضتنا على أحمد،يلا الحمد لله خير.

رد مهدى:الحمد لله جت بسيطه،يادوب أيد أحمد إلى إنكسرت قدر ولطف،ربنا يحميه،يلا يا حكمت،أنا عندى شغل بكره الصبح لازم اصحى بدرى فايق،يلا تصبحوا على خير.

كذالك قال سليمان وأخذ فريال وغادر

لف عمار يدهُ حول خصر سهر قائلاً:وأحنا كمان مش نطلع شقتنا.

نظرت سهر حولها،وخجلت من لف عمار يدهُ حول خصرها،أن يكون أحد رأهم،وقالت بخجل:خلينا نطلع عاوزه أطمن على أحمد،خديجه الأيام الى فاتت كانت كل يوم بتجى وتقعد جنبى فى عزا تيتا،وكمان أنا وأحمد أصدقاء،بغض النظر إنى إستغلاليه.

نظر عمار لسهر،ود أن يقول لها أنه لابد من فتح صفحه جديده بينهم،لكن سهر تسرعت،وأزاحت يدهُ من حول خصرها،وسبقته للصعود الى شقة خديجه،
فتحت لها منى الباب،التى تبسمت بتلقائية طفله،وضمت سهر،مرحبه بها قائله:أنا كنت طلبت من ماما تاخدنى معاها وهى جايه لعندك،بس قالتلي ممنوع للعيال الصغيره،بس أنتى وحشتينى قوى يا سهر.

رد سهر عليها بود قائله:خديجه كانت قالتلى،وانا أهو،رجعت من تانى،فين أحمد.

ردت منى:نايم على سرير أوضة عمار،من وقت ما رجع من عند الدكتور،ومرضاش ينام فى أوضته،تعالى معايا.

ذهبت سهر خلف منى،ودخلت الى تلك الغرفه.

حاول أحمد النهوض،حين رأى سهر،لكن قالت له،خليك نايم مرتاح يا أحمد،أنا هاجى أقعد جنبك عالسرير،
جلست سهر جوار أحمد على الفراش قائله: حمدالله على سلامتك.

رد أحمد: الله يسلمك وحشتيني يا سهر،انا حضرت عزا جدتك مع عمو مهدى،وعمو،سليمان مشفنيش كان زعقلى.

ردت سهر:شكراً ليك يا أحمد،ها بقى قولى أيه الى حصلك،بالتفصيل.

ردت خديجه التى آتت تحمل صنيه عليها كوب من اللبن،وقالت:هيقولك أيه على شقاوته،الى إتسببت فى كسر إيده غير،بعض الجروح فى جسمه،ربنا ستر المره دى،يرضيكى يا سهر،يتنطط وهو نازل عالسلم،إفرضى كان وقع على دماغه،ولا زمايله داسوا عليه وهما نازلين بدون قصد؟

رغم حزن قلب سهر لكن تبسمت قائله:لأ ميرضنيش يا أحمد بعد كده خد بالك وانزل السلم بدون تنطيط.

صمت أحمد،فى ذالك الوقت كان دخل عمار،ونظر لجلوس سهر جوار أحمد وحديثها معه هو ومنى بود.

هلل أحمد حين دخل عمار قائلاً:عمار شالنى من تحت طلعنى لهنا،وأنا طلبت منه أنى انام فى أوضته،اللى كان بينام فيها هنا وأنا كنت بنام معاه فيها كتير،مع أنه كان بيقولى أنه بيحب ينام عالسرير لوحده بس أنا أستثناء ،وأكيد هينام جنبى فيها الليله.

نهضت سهر من جوار أحمد قائله:تمام أنا أطمنت عليك،هروح بقى أنام علشان كمان أسيبك تستريح،والصبح هاجى أطمن عليك تصبح على خير.

رد أحمد:وأنتى من أهله،هستناكى الصبح،نقعد سوا علشان فى حاجات كتير مش فاهمها وعاوزك تفهمهالى،علشان لما إرجع لزمايلى فى المدرسه أبقى متفوق عليهم.
عادت سهر قولها:تصبحوا على خير.

مرت سهر من جوار عمار،ثم غادرت الغرفه والشقه كلها،وذهبت الى شقتها.

فتحت الباب ودخلت مباشرة الى غرفة النوم
ألقت بجسدها على الفراش،إستعاد عقلها قول أحمد،إن عمار كان بينام فى أوضه لوحده،ومش بيحب ينام جنب حد،كيف ألم يكن ينام بفراش خديجه،مثلما ينام جوارها منذ ليلة زواجهم المشؤمه،هو كان له غرفه خاصه بشقة خديجه،لماذا؟
فكرت ليهتدى عقلها لجوابين
الأول،أنه ربما غرفة خديجه كانت لها مع عمهِ زوجها الأول ولها معه بعض الذكريات ،والثانى،ربما كانت تشاركه الغرفه بعض الليالى،وهنا لا تعرف سهر سبب لذالك الشعور الذى ينهش قلبها وعقلها كلما فكرت وتخيلت عمار يشاطر خديجه الغرام كما يفعل معها،ما سبب هذا الشعور،هى تعلم منذ البدايه أنها زوجه ثانيه وهنالك أخرى تشاركها فيه،ولديها حقوق عليه.

نهضت سهر من على الفراش تنفض عن رأسها وقلبها تلك الاحاسيس،توجهت الى دولاب الملابس،أخرجت منامه لها،وأخذتها وتوجهت الى الحمام،لأخذ حمام دافئ،
بعد قليل خرجت،لم تجد عمار عاد،إذن لابد أنه سينام بشقة خديجه،
نامت على الفراش،مازال عقلها يشرد،أين كان ينام عمار الليالى الماضيه التى غابتها بمنزل والدايها،بالتأكيد كان ينام بشقة خديجه،
بسبب شرود عقلها،لم تشعر بدخول عمار الى الغرفه الى أن تحدث قائلاً:لسه منمتيش؟

نظرت سهر له قائله:كنت خلاص هنام،أنت مش كنت هتنام فى شقة خديجه بسبب أحمد.

رد عمار:أحمد شرب اللبن وبعدها خد علاجه ونام،مش هيحس بحاجه،بسبب المسكن الى أخده،هينيمه للصبح،هروح أخد دُش.

بعد دقائق أنضم عمار الى سهر بالفراش،أقترب منها ووضع إحدى يديه على جسدها يقربها منه ووضع رأسه على كتفها،وهمس جوار أذنها قائلاً:وحشتيني يا سهر.
أصبحت سهر تفهم قليلاً نبرات صوت عمار،وضعت يدها على أزرار منامتها،فتحت زرين،وضع عمار يدهُ على يدها يوقفها قائلاً:تصبحى على خير يا سهر.

تعجبت سهر لأول مره عمار يفعل ذالك الشئ،ربما يراعى حزنها على جدتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام
بمنزل زايد.
مساءً
طلبت فريال من إحدى الخادمات عمل كوباً من الشاى الأخضر بالنعناع لها تأخرت الخادمه فى عمله بسبب إنشغالها،
فنادت عليها فريال،وقامت بتوبيخها،فبكت الخادمه،وهى تغادر من الغرفه
فى ذالك تقابلت الخادمه مع سهر التى رأت ما حدث،ولم يُعجبها طريقة حديث فريال مع الخادمه،فدخلت الى الغرفه قائله:على فكره غلط الطريقه الى كلمتى بها الشغاله دى،هى مش عبده أو جاريه عندك كتر خيرها إنها بتخدمك،وبتنفذ أوامرك.

ردت فريال:وأنتى مالك كانت الخدامه عينتك محامى دفاع عنها،ولا أيه؟

ردت سهر:لا معبنتنيش محامى دفاع عنها،بس أنا بنبهك أنها خدامة لقمة عيشها مش جاريه عندك،تهنيها.

ردت فريال بحده وعلت صوتها قائله:معدش الأ أنتى الى تنبهينى،إزاى أعامل الخدمات،نسيتى نفسك ولا أيه،إنت هنا مش أكتر من ماعون تشيلى فى بطنك نسل عيلة زايد،دى مكانتك مش أكتر.

إغتاظت سهر من قول فريال،وردت عليها قائله:أنا هنا زيك بالظبط،وأنتى كمان كنتى فى يوم ماعون،وشيلتى فى بطنك نسل عيلة زايد.

إغتاظت فريال منها بشده قائله:أوعى لكلامك كويس مفكره أنى معرفش إنك هربتى من بيت أهلك للبحر الأحمر علشان…..

سبقت سهر قائله:على الأقل أنا أما هربت من بيت أهلى كنت هربانه لوحدى،مش مع واحد مفيش بينى وبينه أى صله،ويا عالم حصل بينهم أيه فى الليله دى.

لم تفكر فريال،وقامت بصفع سهر بقوه،وصرخت وأدعت سقوطها أرضاً،بسبب دفع سهر لها.

وضعت سهر يدها مكان صفعة فريال،بذهول من تلك الكاذبه كيف لأمرأه بعمرها أن تكذب تلك الكذبه الرخيصه،وقبل أن ترد عليها،كان يدخل عمار،الذى لسوء الحظ قد عاد للمنزل باكراً،وجاءت من خلفه كل من حكمت،وخديجه.

إدعت فريال الدموع قائله:تعالوا شوفوا كنة البيت وهى بتطاول على اللى أكبر منها ليه وليه زعقت للخدامه علشان إتاخرت فى طلبى،إنتهزتها فرصه،وحبت ترسم نفسها عليا،وقبل ما أرد عليها كانت زقانى ووقعت عالأرض.

ذُهلت سهر من كذب فريال،ولا تعرف كيف تلجم لسانها،ولم تشعر سوا بيد عمار،تسحبها بقوه الى أن صعدا الى شقتهما
دخل عمار خلفها ، وصفع باب الشقه بقوه، للحظه أرتجف قلبها، تخبر نفسها، لما صمت ولكن الأجابه وصلتها حين قال:
أنا قبل ما أتجوزك كنت عايش فى راحة بال
وو…

قبل أن يوصل حديثه
تكلمت سهر:أنا مغلطتش فيها صدقنى أو لأ،هى بتعاملنى،على أنى دون المستوى،ومستكتره عليا أزاى أنى أبقى حرم عمار زايد،وبتعاملنى بأستعلاء،ومش بس هى،ولهم الحق،عمار زايد مفيش واحده على قد مقامه غير بنتها،الى أتجوزت ببدل،تروح تشوف بنتها بتتعامل أزاى فى بيت عمى،بتتعامل على أنها ملكه،مش زيي،جاريه من ضمن الجوارى،،

تضايق عمار من قولها،حاول يتمالك عصبيته عليها،كان أمامه زهرية ورد كريستاليه، أمسكها وألقاها بالحائط ثم أعطى لها ظهره
تهشمت الزهريه، لم يرى هو تلك الشظيه التى تناثرت فأصابت ذراع سهر،
سهر التى صمتت بآهه خافته ووضعت يدها على الجرح تكتم دمائها التى تسيل.

تعجب عمار من صمت سهر المفاجئ،فأدار وجهه لها،وقع نظره على يدها التى تُمسك بها مكان الجرح،رأى بعض الدماء،أنخض وأقترب منها سريعاً،ورفع يدها،رأى الدماء تندفع أسفل كم عبائتها،الذى شُق،علم أن شظيه من تلك الزهريه التى ألقاها بالحائط أصابتها،
رفع الكُم عن يدها،وقال لها: هدخل أجيب شنطة الأسعافات،بعد ثوانى
عاد ملهوف،وفتح شنطة الأسعافات
وأخرج قطن ومطهر،ثم لاصق طبى،وألصقه على الجرح
ثم قال: أيدك هتوجعك شويه بس…

قاطعته بسخريه قائله:مش بس إيدى الى بتوجعنى،ومن أمتى السيد بيهمه وجع الجاريه.
قالت سهر هذا وتركت عمار،وذهبت الى غرفة النوم
شد عمار شعر رأسه وزفر أنفاسه،بغضب ساحق،وذهب هو الآخر الى غرفة النوم

وجد سهر،تقف بملابسها الداخليه،وتقف بالقرب من الدولاب.

حاول تمالك غضبه قائلاً:سبق وقولت ليكى بلاش تتوقفى قصاد مرات عمى إعملى زى خديجه كده،بتتجنبها قد ما بتقدر.

نظرت له سهر قائله:أنا مش زى خديجه،يا عمار،أنا هنا مجرد ماعون،زى هى ما قالتلى،ماعون يشيل نسل عيلة زايد،وكمان رغبات عمار زايد.

تعصب عمار،لو ترك لجام غضبهُ الأن سيحرقهما الأثنان.
ترك الغرفه،وترك الشقه كلها بل المنزل بأكمله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام

كان الصمت هو سيد الموقف بين سهر وعمار،
كانت سهر تتجنب المكوث فى مجلس فريال،تقضى وقتها بين جامعتها،وبين المكوث مع أحمد ومنى،أو بشقتها.

فوجئت بعد الظهربدخول عمار،الى شقتهم وقام بطلب منها تجهيز حقيبة ملابس له ولها.
فقالت بأستغراب:ليه عاوزنى أجهز شنطة هدوم ليك وليا!

إقترب عمار منها قائلاً:هنسافر سوا لمزرعة الفيوم،أنا عندى شغل هناك ضرورى وفكرت إنها فرصه،تغيرى جو بعيد عن جو هنا المكهرب.

تبسمت إبتسامه خفيفه وقالت:وهنقعد كم يوم هناك.

رد عمار: تلات أو أربع أيام بالكتير،أو على حسب الجو هناك يمكن يعجبك،وإنتى الى تطلبى منى نطول هناك.

تبسمت له سهر وقالت،هحضر الشنطه بسرعه،علشان نلحق السفر قبل الليل.

رد عمار:أنا هنزل أستناكى تحت،هكلم بابا فى موضوع مهم على ما تغيرى هدومك و تخلصى توضيب الشنطه براحتك.

أماءت سهر له رأسها

بعد قليل
نزلت سهر تحمل حقيبة ملابس صغيره،وأعطتها للخادمه التى أخذتها لتضعها بالسياره،
ثم توجهت الى غرفة المكتب وقامت بطرق الباب،ثم دخلت بعد أن سمحوا لها بالدخول،نظرت لعمار قائله:الشغاله خدت الشنطه للعربيه وانا جاهزه .

تبسم مهدى يقول:تروحوا وترجعوا بالسلامه،كذالك قال لهم سليمان وأكمل لعمار قائلاً:إطمن هتفذ كل اللى قولت عليه،ولو حاجه وقفت قدامى هتصل عليك.

رد عمار:تمام،سلام أنا بقى.

قال عمار هذا وجذب يد سهر للسير معه الى السياره.

بالطريق أثناء قيادة عمار للسياره تجاذبت سهر معه الحديث قليلاً،ثم إستسلمت للنوم دون شعور منها،الى أن وصلا الى تلك المزرعه.
كان الليل قد حل عليهم

أيقظ عمار سهر الى أن فتحت عيناها فقال:
يلا إنزلى وصلنا للمزرعه.

تبسمت سهر وفتحت الباب المجاور لها،دخلت الى أنفها،رائحه ربيعيه مُنعشه،مع نسمات هواء بارده قليلاً

مسك عمار يد سهر ودخل الى ذالك المنزل الكبير المرافق لتلك المزرعه،كان بأستقابلهم حارس خاص حمل الحقيبه من عمار ،وهنالك أيضاً خادمه،بالمنزل،أستقبلتهم،أمرها عمار بتجهيز طعام لهم.

بعد أن تناولوا الطعام سوياً،أتى لعمار ضيف،وهو حسام
ترك سهر وذهب معه الى غرفة المكتب
بينما سهر جذبتها رائحة الزهور الأتيه من تلك الحديقه التى أمام المنزل،فذهبت تتجول،بها،الى أن وجدت تلك الأؤرجوحه،فجلست عليها،مستمتعه،بذالك الهواء الربيعى،تتطلع الى تلك النجوم المضيئه،بالسماء

بينما عمار،ودع حسام،وأثناء صعوده راى جلوس سهر بالحديقه من الشباك الموجود على السلم،فقرر الذهاب إليها

كانت ليله ربيعيه هادئه، بنسمات بارده
جلست سهر على تلك الأؤرجوحه الموجوده بحديقة تلك المزرعه
كانت تجلس تتطلع لنجوم السماء، المتلألأه وجوارها القمر، كأنهم يرسموا لوحه مُضيئه بالسماء،
غفلت عيناها، رغم شعور البرد الذى بدأ يتسرب الى جسدها
لكن فتحت عيناها بخضه رقيقه، حين شعرت بذالك الدثار، يوضع على كتفيها.

تبسم وهو ينحنى من خلفها، يُقبل إحدى وجنتيها قائلاً: أيه الهوا البارد سطلك،و نعستى؟
قال هذا ولف يجلس جوارها على الأؤرجوحه مبتسماً يضع يدهُ حول كتفيها يضمها لجسدهُ

تبسمت بتلقائيه قائله:يظهر كده الهوا البارد خلانى أنعس، بس أيه عرفك إنى هنا.

تبسم عمار، وهو يجذب جسدها ليصبح بكامله بين يديه قائلاً بهمس جوار أذنها:
شوفتك من شباك السلم وأنا طالع، قولت أكيد الجو بارد، جبت ليكى المفرش الخفيف ده.
رفعت سهر وجهها نحو السماء تقول:
شايف القمر والنجوم حواليه، تحسه فى وسطهم، زى الملك فى عرشه،والنجوم الى حواليه تحسها عاشقه ضيهُ.

تطلع عمار الى السماء يقول: بس مفيش غير نجمه واحده قريبه من القمر،وباقى النجوم صحيح جنب بعضها بس بعيده عنه،هى نجمه واحده الى قريبه منه، تحسى أنها خلاص داخلت لمدارهُ.

تطلعت سهر، نحو النجوم، وقالت:
لأ فى نجمه تانيه ماشيه أهى مقربه من القمر، ويمكن تسبق النجمه التانيه وتقرب أكتر منه.

رد عمار: لأ مش هتقرب، لأنها هتوقف، وسط النجمات التانيه، والنجمه دى هتقرب أكتر من القمر، تراهنينى.

نظرت له مبتسمه موافقه أراهنك النجمه دى هتقرب أكتر من القمر.

رد عمار: وأنا على رهانى معاكى، بس لو كسبت هتنفذى الطلب الى هطلبه منك

فكرت قمر وتطلعت الى السماء، رأت النجمه مازالت تسير
ليطمئن قلبها، وقالت موافقه، بس كمان وقتها هتوافق على طلبى منك.

تبسم عمار يقول بأختصار،: تمام.

ظلا الأثنان يراقبان حركة النجوم، لدقائق
ليتحقق ما قاله عمار، توقفت النجمه وسط النجمات، والنجمه الوحيده إقتربت بالفعل أكثر من مدار القمر.

رفع عمار وجه سهر مبتسماً يقول: أنا الى فوزت.
تبسمت سهر تقول:
تمام أتفضل أطلب طلبك،بس يكون طلب أقدر أنفذهُ.

فكر عمار،قليلاً ثم قال:سبق وطلبت منك ترقصيلى،وقولتى مبعرفش أرقص،بس أكيد بتعرفى تغنى.

ضحكت سهر قائله:طبعاً بعرف أغنى،أحلى نشاز ممكن تسمعه فى حياتك،بس لو ده طلبك،موافقه طبعاً،وأتحمل أنت بقى صوت النشاز.
تبسم عمار يقول:مش يمكن نشازك يكون أحلى صوت سمعته،عالعموم،ده طلبى،ولازم تنفيذيه.

تبسمت سهر تقول:براحتك،بس أنا خايفه على طبلة ودانك،بس بدال مُصر،هغنيلك أغنيه بتليق عالقمر والنجمه الى إتراهنا عليهم.

…بتمون
عاضحكى انا بيتمون
بتمون عالدمعه وأليك بتمون
بتمون يا قلبى عينك على قلبى،ما كان يمكن لو ما انت تكون،معذور لو چن القلب معذور بعيون عم تغزل حلا معذور،مين الى ما بيحبك،يا ويلى من قلبك مغرور قلبك، يا حلو مغرور
بتمون عالدقه ولولا القلب شو بيقى، حبيبي ان غبت راح بشقى،راح بشقى،عينك على
ياقلبى،قلبى شوى شوى واتوقى، قلبى حنون ما بييلقى،ما بيلقى ،بتمون
….مبخون لو حبك اللى بتخون،
بجنون شو بحبك،انا بجنون،بتمون يا عمرى قلبى مشى بأمرى،صفا بامرك هالقلب مرهون
معذور لو چن القلب معذور،
بعيون عم تغزل حلا معذور،مين الى ما بيحبك،يا ويلى من قلبك مغرور قلبك يا حلو مغرور
بتمون عالدقه ولولا القلب شو بيقى،حبيبي ان غبت،راح بشقى،راح بشقى،عينك على قلبى شوى شوى واتوقى،قلبى حنون ما بيلقى،
بتمون.

أنهت الأغنيه،رغم أنها قالتها بصوت هادئ،وصلت معانى الكلمات لقلبه،
تبسم وهو ينظر لعيناها،بتآمل،وبرد فعل تلاقى كان يجذبها نحوه،يُقبلها،بشوق،وعشق،وأمل أن تكون كلمات الاغنيه خارجه من قلبها كما
أخترقت قلبهُ،نظر عمار،لعيني سهر قائلاً:
أنا بحبك يا سهر،إنتى نجمه نورت حياتى.

يتبع

دمتم سالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top