رواية شمس تفاحة آدم بقلم سلوى فاضل

من الفصل الثاني والعشرين حتى الأخير

الفصل الثاني والعشرين ‘خيانة’

في مكان بعيد عن جميع الأعين يقف جاد مع هيثم وسط حراسة الثاني القوية، تحدث جاد موضحًا.

-هما خلاص قالوا التنفيذ قريب قوي بس ما عرفونيش امتي بالظبط قالوا حيبلغوني قلبها على طول.

هيثم: ليه ما قالوش؟ مخونينك ولا شاكين في حاجة!
جاد: مش عارف يا باشا والتفكير بعافية شوية ما انت عارف.
هيثم بضحكة سخرية صامته:
-شوية بس! قول كتير قوي المهم هما ناويين يقتلوها ولا أيه؟
جاد: لا يا باشا عايزين يرجعوها وينتقموا براحتهم بقي.
احتد عليه:
-تتقتل، مش هافضل شاغل نفسي بها كتير اقتلها وخلصني.
جاد: كله بتمنه يا باشا أنت لغاية دلوقت مش راضي لا تتفق على المبلغ ولا حتى تقول عايز تدفع كام وانت عارف كله إلا الفلوس.
هيثم: يا حيوان هغرقك فلوس المهم تقتلها مش ترجعها هناك بس قبل ما تقتلها تعمل حاجة انت بتحبها من زمان.

ابتسم بشهوة:
-اقصدك أكلها تاني يا باشا ده أحلى انتقام ده، بس ازاي يا باشا في وسط الجرماء ( الجَمع) اللي هناك.

هيثم: قولت لي ازاي يا ذكي ما هما اكيد مراقبينهم واليوم اللي المفروض تخطفها فيه يكونوا مرتبين انها تكون لوحدها أو على الأقل مأمن لك الدنيا انت تدخل، على العموم أول ما تعرف الخطة بلغني وتقولي تفاصيلها ولو محتاجة تعديل أو عايز ناس تساعدك هوفر لك اللي محتاجه المهم تغتصبها وتصور ده وبعد ما تخلص تقتلها وتتأكد انها انتهت واستحالة يلحقوها وتتعالج.

جاد: وتنزل على النت وابقي ترنج.
هيثم: هو في غباء كده أنا مش عارف بتعامل معاك ليه حقيقي! اسمها تريند .
جاد: بردو هتدفع كام وعندي شرط.
هيثم: شرط ويا تري ايه هو؟
جاد: أخد فلوسي الأول يعني اقبض وطلع على عندها انفذ.
هيثم: وأنا اضمن منين انك هتنفذ اللي قولته.
جاد: يا باشا انت ضامن اني هعمل اللي قولته وبذمة وضمير كمان اللي مش بعرفهم غير في تنفيذ الحاجات الحلوة دي بس، وبعدين أنا ليا عندها تار وباللي حعمله ده هأنتقم منها لكن سعادتك ممكن تبيعني في لحظة وبعدين فرضنا اتقبض عليا ابقي اخدت فلوسي في حضني.

هيثم: تمام أنا موافق المهم تنفذ.

لم يكن امام هيثم سوي الموافقة فالغبي غير متوقع التصرفات ويخشي إن اختلف معه أو رفض أن يفسد مخططه أو يكلفه الانتظار لفترة أخرى وهو يريد انهاء ذلك بأسرع وقت؛ ليتفرغ لعمله والانتقام من مها واذلالها.

في مكان اخر يجتمع المعلم مع الباشا الكبير تم اللقاء بنفس المكان الذي تقابلا فيه المرة السابقة يجلس الباشا على مكتبه يرجع ظهره للخلف يريحه على الكرسي
الباشا: مستعد؟
المعلم: ايوة يا باشا اللي تؤمر به هعمله أنا بلغت جاد اننا قربنا ننفذ زي ما معاليك بلغتني.

الباشا: كدة زمان جاد بلغه.
المعلم: ما تأخذنيش يا باشا واستفادنا ايه كدة.

ابتسم وباستخفاف:
-لا يا معلم ما تقعدش مع جاد كتير، أصله اثر عليك جامد، بص جاد دلوقتي شغال على الناحيتين بيحاول يستذكي علينا وزي ما قدر يعمل معاك قبل كده فاكر انه ممكن يعمل كدة مع الكل وطبعا مش عارف اني كنت بساعده المرة اللي فاتت من بعيد عشان كدة نجح، فأنا وصلت له عن طريق حد تبعي وعملت معه اتفاق ضد هيثم انه يقتله، فجاد اكيد هيفكر ازاي ياخد الفلوس اللي اتفق عليها مع هيثم قبل ما يقتله واكيد هايحاول يتفق معاه ياخد الفلوس الاول قبل التنفيذ. واحنا نكمل خطتنا للاخر وبكدة كل واحد يرجع لجحره من تاني واللي بيفكر زي هيثم ويعصاني او يلعب من ورايا هيكش من تاني ويرجع مكانه الطبيعي تحت رجلي. ولا أيه؟

تلعثم المعلم:
-طبعا يا باشا سماح والله مش هتتكرر تاني بس خلينا تحت جناحك وتحت امرك.
ابتسم بإنتصار دون حديث.

بعد عدة أيام في الفيلا على مائدة العشاء والجمع جالس، تحدث مروان بتوتر خفيف وقلق غير ظاهر.
-أنا عايز اقولكم اني هسافر كام يوم.

نظرت شمس إليه بإنصات وتساءل اسر

  • فين يا بابا؟ هتتأخر؟
  • فين راجع الإمارات انهي كل حاجة هناك في أوراق المحامي كلمني لازم اوقعها بنفسي وافض الشراكة هناك وشوية حاجات اصفيها يا دوب تلت أيام بالكتير وراجع واجيب كام حاجة لشمس من هناك الوحيدة اللي ما جابتش اي حاجة من هناك خالص.

ابتسمت بهدوء:

  • أنا مش عايزة حاجة.
    اسر: هو ما سألش على فكرة عايزة أو لأ، هو قال هايجيب ركزي عارفة لو قال هيجيب لي أنا كمان مش هعترض ابداً.

ارتسم شبح ابتسامة على وجوه الجميع فلم يكونوا بحالة مزاجية جيدة فلازال الحزن يخيم على الأجواء، وتحدث أحمد بتمني وأسف:

  • كنت اتمني حضرتك تيجي معايا حفلة التكريم بتاعتي كدة هروح لوحدي.

اختلست شمس النظر إليه وكذلك هو تود لو تهنئه وتذهب معه ايضا ولكنها عزمت على الابتعاد عنه.
مروان: مبروك يا أحمد انت انسان كويس واكيد دكتور ممتاز وخلوق وتستاهل كل خير.

تساءل سيف مازحًا:

  • وسيادتك هتروح لوحدك ليه حفلة تكريمك ما لكش أخوات وأم يروحوا معاك ولا أيه!
  • قولت يمكن ما حدش فاضي يجي معايا او يمكن ما حدش عايز.

تَنَهدت شمس فهي تعلم انه يوجه لها الحديث بشكل غير مباشر ولكنها لم تتدخل، فتحدث سيف بطريقته المعهود:

  • لا يا عم سيفو حبيبك استحالة يتخلي عنك ابداً بس رنا مش هاتيجي الجو مش حيكون مناسب لها وخليها هنا معاهم افضل، ماما هاتيجي معانا؟

مها بابتسامة:
-مبروك يا حبيبي انت تستاهل كل خير ما تعرفش أنا فرحانة بِيك اد ايه؟! كان نفسي اشوفك وهما بيكرموك بس مش هينفع نبقي كلنا بره ونسيب الولاد لوحدهم خصوصا ان شمس بتنام بدري بقالها فترة بس لازم تصوروا ونتفرج عليه كلنا مع بعض.

تحدث سيف بمزاح محاولًا إضفاء بسمة على الوجوه:

  • أنا قولت لك من الأول ما لكش غيري.

انتهت شمس من الطعام او تمثيل تناول الطعام وقفت وتحدثت وهي تتحرك.
شمس: مبروك يا أحمد، تصبحوا على خير.

تحدثت سما بتعجب ودهشة حزينة بعد ان صعدت شمس:

  • بقت غريبة قوي بعد ما رجعت من المستشفى ساعات بحس انها بقت اقوي وساعات تانية بحس اني مش عارفاها وساعات بحس انها داخله ماتش مصارعة غير طريقة لبسها بقت ولادي قوي وشعرها اللي كل يوم أنا ورنا نتحايل عليها تعمله ديل حصان وهي بتبقي مصرة تغطيه بعد ما تلمة.
    رنا: رجعت تفاحة تاني انت ما شوفتهاش كانت هناك ازاي .
    مروان: طبيعي يا ولاد التخبط اللي فيه حياتها اتقلبت وأتشقلبت كتير فطبيعي اللي هي فيه، اللي يشوف شمس قبل ما تتخطف زمان استحالة يتخيل انها تبقي بالشخصية الموجودة دلوقتي بس أرجع وأقول “لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع” اكيد ده فيه خير احنا مش مدركينه، يعني دايما الحاجة اللي نشوفها مستحيلة او صعبة وهي قدر وواقع بيكون فيها الخير واحنا اللي مش مدركينه ولما تحصل نقول الحمد لله انها تمت.

تحدث سيف بجدية وحديث يحمل بطياته معانٍ قصدها، متخليًا عن دعاباته ومزاحه المعهود:

  • ده لما يكون قضاء ربنا مش قضاء بني ادمين يا عمي “ليس كل ما يتمناه المرء يدركه’.

تبادلت مها النظرات مع أحمد فكلاهما يعلم ان حديث سيف ومروان ذو مغزي، وهو ‘وصيِّة أميرة’ التي لم تستطع مها اتخاذ اي قرار تجاهها حتى الآن بينما تبادل الباقين النظرات بعدم فهم لما يدور بينهم منذ فترة، فكع احمد الصمت مستأذن للصعود غرفته.

  • الحمد لله، تصبحوا على خير.

بعد يومان كان مروان يستعد للتحرك والذهاب للمطار كان يتحدث مع سيف وأحمد.
تحدث مروان بقلق وتوتر:
-الولاد أمانة معاكم خلوا بالكم منهم ومن نفسكوا كويس.

أدرك احمد حالته وكأنه يعلم بحدوث خطبًا ما فسأله متوجسًا:

  • عمي في حاجة معينة قلقاك!
    مروان:
  • قلقان يا أحمد جدا عندي احساس ان في حاجة هتحصل لدرجة اني امبارح اتصلت بالمحامي عشان تأجيل السفر لكن شريكي هناك مستعجل بسبب عدم وجودي الفترة اللي فاتت حصلت شوية خسائر وحتزيد لو ما خلصتش الأوراق وفضينا الشراكة ومش عايز أضره اكتر من كده.

أجابه سيف ولم يصل إليه توتره:

  • ما تقلقش يا عمي خير ان شاء الله يمكن بس عشان حتسيبهم وتسافر فحاسس بكده.
    مروان: ربنا يستر على العموم هحاول اخلص بسرعة وارجع على طول مش هفضل هناك اكتر من يومين بالكتير.

سافر مروان وهو في قمة قلقه يزداد شعوره بالخوف عليهم وكانه ينتظر حدوث خطب ما وباليوم الاول له هناك اتصل بهم عدة مرات على مدار اليوم من الغريب ان شمس راودها نفس الاحساس ولكنها لم تتحدث مع احد فقط تراقب الاجواء في صمت.

بيوم التكريم استعد أحمد وسيف للذهاب وشدد أحمد على فريق الحراسة بالتيقظ والانتباه واخذا بطريقهم سما واسر ورنا إلى النادي حسب جدول التمرين للرياضة التي اختاروا تعلمها للدفاع عن النفس وبقي بالبيت شمس ومها فقط.

بعد ان دخلا النادي وانصرف أحمد وسيف انتبهت سما انها قد نسيت حقيبتها بالسيارة.
سما: opsss. أنا نسيت الشنطة في العربية.
اسر: ومش هينفع نكلمهم يجيبوها لأن حضرتك ورنا اخرتوهم أصلا عن معادهم فكدة زي الشاطرين حنرجع نجيب لك هدوم من البيت.
رنا: كويس اننا جايين بدري اصلا بسرعة بقي عشان التدريب قدامه ساعة الا ربع ويبدأ.
وبالفعل عادوا سريعا إلى البيت.

بالفيلا بعد خروج الجميع كانت شمس بغرفتها غافية، وكعادتها بالفترة الاخيرة كانت تنام وهي استعداد لمواجهة الخطر بأي لحظة، لم تعلم لما بهذه المرة حلمت بأدم ينبهها لخطر ما ويوقظها انتفضت تشعر بيده، نظرت حولها بتدقيق فقد شعرت للحظة أن كل ما مر عليها ما هو إلا حلم استيقظت منه، ولكنها وجدت نفسها بغرفتها بالفيلا بالبداية تنفست الصعداء ثم انتبهت وشعرت باقتراب الخطر، ضاق صدرها بشده وجاء بفكرها جاد وقفت منتفضة نظرت من الشرفة بحظر فوجدت بعض المسلحين يحاولون الدخول ويقوموا بتخدير الحراسة بالخارج لم تمهل نفسها دقيقة للتفكير بدلت ملابس نومها سريعا لأخري رجالية تخفي معالم جسدها جمعت شعرها كما اعتادت بالعصابة سابقا تأكدت من وجود مطوتها، ثم اخذت هاتفها وفتحت اسم أحمد وسجلت له.
شمس:

  • دي ممكن تكون أخر مرة اكلمك فيها ممكن بعدها يبقي فراق للنهاية عايزة اقول لك عمري ما حبيت ولا هاحب غيرك سامحني واوعدني تكمل حياتك مع واحدة تشبهك وتستاهلك خلي بالك من اخواتي وبابا ما تسيبهمش لوحدهم قول لبابا وصية شمس انك تفضل هنا وسطنا، بحبك يا أحمد.

ارسلت شمس هذه الرسالة ثم تركت هاتفها بالغرفة وتحركت بحذر للخارج ذهبت لغرفة خالتها فوجدتها نائمة اغلقت الباب بالمفتاح ثم ادخلته لها من أسفله، راقبت الطريق للنزول لأسفل.

بالحفلة عند أحمد بعد وصولهم بقليل، تحدث سيف حامدًا الله:

  • ادينا وصلنا أهو والحمد لله لسه التكريم ما بدأش.
  • أنا قلقان يا سيف.
    -اهدي وركز خليك في الحفلة ما فيش حاجة هتحصل انت بس اللي موترك كلام عمي.
  • تفتكر لا لا أنا قلبي مش مطمن بقولك.
  • لا يا عم الشيخ ده توتر عشان التكريم الدنيا زي الفل ولا في حاجة وتلاقي شمس نايمة هي وماما ورنا واخوات شمس احنا وصلناهم النادي وحيفقضلوا هناك لحد ما نخلص ونروح نرجعهم بطل قلق بقي.

اقترب منهم احد المنظمين للحفل:
-دكتور أحمد يا ريت تتفضل معانا عشان حضرتك أول المكرمين واحنا بدأنا خلاص وهينادوا عليك دلوقتي.

تحرك أحمد معه وعقله بالفيلا، اعلنوا عن اسمه لتكريمه، و قف ليلقي كلمة للحضور، فتوقف حديثه كقلبه مع ورود إشعرر من هاتفه لقدوم رسالة، وقد ايقن من صوت الاشعار المميز ان مرسلها هو شمسه، انتفض قلبه لشعوره بخطر جم؛ فترك مكانه والجمع المنتظر كلمته دون أستأذان وابتعد ليستمع للرسالة اتسعت عينه بصدمة من محتواها وتيقين من حدوث كارثة، بتلك اللحظة اقترب سيف منه.

  • حد يعمل كدة سايب التكريم عشان الفون الناس شكلها بقي…

انتبه لحالته والصدمة المرتيمة على وجهه الشاحب:

  • في ايه حصل حاجة ولا ايه؟

بدأ أحمد التحرك للخارج وهو يحدثه:

  • في كارثة في البيت يا سيف أنا راجع حالا.

تحرك سيف خلفه بقلق يحاول اللحاق به:

  • استني طيب قولي في ايه وأوعى تقولي احساسي.

صعد أحمد السيارة ومعه سيف عائدان للفيلا، ووضح له أحمد مخاوفه.

اما اسر ورنا وسما بعد أن وصلا الفيلا دخلا من البوابة ولم يجدوا أفراد الحراسة ولا حتى البواب؛ فتحدث اسر بهدوء بصوت منخفض:
-يا بنات خليكوا ورايا أنا مش مطمن في حاجة غلط البوابة فاضية وده مش طبيعي.

شحب وجه رنا لتذكرها ما حدث بالوكر مع العصابة وسما ايضا لتخوفها مما قد يحدث وهي تعلم انهم بمفردهم، كاد أن يبتعد لولا تذكره لوجود شمس بالأعلى مفردها؛ فَهَمْ أن يُخرج الفتاتان ويعود لها ولكنه لم يكد يتحرك وفوجئ بمن يضع يده على وجهه بمنديل، فغاب عن الوعي وتم ذات الفعل لسما ورنا بنفس اللحظة وتم تخديرهم وفقدوا الوعي.

وقف جاد بالأسفل يعاين المكان مع رجاله مدعي التفكير فهمس له أحد رجاله الذي هو بالأصل تابع للباشا الكبير
-المكان تمام نطلع لها فوق في اوضتها والكاميرا معايا عشان التصوير زي ما انت عايز هو انت هتنزله على النت وكدة.
-لا يا خفيف دي عملية في السريع كدة مع ان صاحبها الله يجحمه بقي مطرح ما راح بس عجبتني الفكرة واصور عشان لما توحشني ابقي اتفرج عليه واهو ابقي اكسر عينها كل فترة وافرجها عليه.

  • انت ممكن تكسب من وراه دهب لو شغلت دماغك.
  • عطلانة والكل عارف لو انت مش عارف يبقي رص جنبي.
    الرجل: حقولك أنا تكسب ازاي وابقي افتكرني.
    جاد: ماشي نخلص بقي ولا هنرغي بس.

انهي جملته ودخل باقي رجاله ومعهم اسر واخته وابنة خالته مخدرين.

  • العيال دول كانوا داخلين بيتسحبوا فخدرناهم وجبناهم.
    جاد: دول اخوات السنيورة والبت اللي كانت محبوسة.
    الرجل: ايوة ما هم قرايب.
    جاد: اقتلوهم.
    الرجل: استني مافيش اوامر بكدة.
    جاد: ما هم المفروض يكونوا بره.
    الرجل: مش قولت انها بتحس بوجودك.
    رد بفخر:
    -ايوة مش بقول لك واقعه ومش دريانة ما أنا جامد بردوا.
  • يبقي لو كدة وحست بيك مممن تفاجئنا بحركة كده ولا كده، ساعتها نفاجئها احنا بقي باللي يخصوها، بس انت ناوي تنفذ انهي اتفاق اللي مع المرحوم وتقتلها ولا المعلم وترجعها وهو ينتقم منها.
    جاد: من كل فيلم حته.
    الرجل: مش وقت شغل تليفزيون وانجز.
    جاد: اتلم يلا بص أنا هغتصبها واصور من اتفاقي مع المرحوم هجرها من شعرها السايح لحد الوكر بس هتبقي بتاعتي أنا هرنها كل يوم علقة وهابيعها للي يدفع وجيب منها 20 عيل وابيعهم كلهم اخليها تموت بحسرتها عرفت بقي.
  • انت مغلول منها قوي طاب يلا البيت صحيح فاضي بس كفاية رغي.

قيدوا الثلاثة وادخلوهم غرفة المكتب دخل جاد معهم ورجل اخر اما الباقي بالخارج كانت شمس تراقب من أعلى واستمعت لمعظم حديثهم انتظرت قليلا لتعلم ماذا سيفعل الباقين فوجدت الرجل الذي كان يتحدث مع جاد خرج من الغرفة وبدا هو يصدر الأوامر ويوزع الأدوار، بدا ككبيرهم أو قائدهم.

  • مش عايز ولا واحد هنا تاني كتفوا الحراسة اللي بره كويس وارموهم عند الكاميرات بره عشان على ما ينتبهوا يكون خلص ويتمسك تلبس وانتم اطلعوا على فيلا هيثم لموا الأوراق كلها وما تسيبوش وراكم أي دليل.

انتظرت بمكانها حتى رحل الجميع هبطت بحذر وتأكدت من عدم وجود احد بالخارج شعرت بحركة خفيفة وكأن احدهم سيخرج من غرفة المكتب فاختبأت ورأت أخر فرد كان مع جاد يغادر المكان فتأكدت من انهم غدروا بجاد وتركوه بمفرده.

نظرت من نافذة قريبة منها وتأكدت من انهم تحركوا وغادروا المكان فاقتربت من الغرفة ووجدت اخويها ورنا مقيدين ومكممين، بدأوا ينتبهوا حولهم وقبل أن تفكر فيما قد تفعله وجدت جاد ينظر لسما ورنا بشهوة؛ فانتفض قلبها، وتيقنت من حتمية مواجهته الآن، وانها لا تملك الوقت لطلب العون، وكان بداخلها يقين من ان أحمد سيعود إليها قريبا فهو بطلها ومنقذها الدائم.

بالداخل كانت نظرات جاد إلى الفتاتان مخيفة لهما ومغضبة لأسر المقيد اقترب جاد من الفتاتين، وضع كفيه على الفتاتين، واسر يتحرك بعصبية يحاول فك قيده ويزوم بشدة وكأنه يسبه أفظع السُباب، قابله جاد بضحكة سمجة شهوانية ولم يلاحظ انسحاب اخر فرد معه لانشغاله بهما.
جاد: صاروخين ارض جو العيلة عندكوا حريمها جامدة اخر حاجة.

بتلك اللحظة دخلت شمس:

  • شيل ايدك عنهم.

جاد بابتسامة نصر وبدأ بتحريك يده بحرية أكثر:

  • وان ما شيلتش.

صرخت به وشهرت مطوتها:

  • شيل ايدك انت عارف سيرتهم بس خليتني اعلمك مرتين تخيل بقي لو حاولت تاذي حد من اهلي.

رفع يديه ونظر لها بتحدي:
-وانت فاكرة اني خوفت كده انت اصلا مش تفاحة اللي كانت هناك انت بقيتي شمس بقيتي زيهم مش هتعرفي تعملي لي حاجة.
شمس: ما تحاولش تجرب حاول تبطل غباء لمرة واحدة.
جاد: مش شايفة انك انت اللي غبية المرة دي انت لوحدك وأنا معايا رجالتي وتحت ايدي اخواتك وقريبتك كمان اللي المرة اللي فاتت جيتي تحت ايدي بسببها ايه رايك تيجي تاني واوعدك المرة دي حتشوفي الويل اكتر من المرة اللي فاتت.
شمس: طول عمرك غبي هتعيش وتموت غبي يا جاد والكل بيراهن على غبائك، يا غبي هما فين رجالتك دول انت لوحدك ما سالتش نفسك هما فين من ساعة ما دخلت كلهم سابوك ومشيو باعوك من الأخر ومش غريبة عليكم.
جاد: عادي بردوا أنا معايا اخواتك.
شمس: انت عارف ومتأكد اني استحالة اسيبك تلمسهم باذى ومع ذاك هاعمل معاك اتفاق.
جاد: وايه اللي يجبرني على اتفاقك.
شمس : مفيش إجبار بس الاتفاق هيرضيك ويرضيني كل واحد فينا له تار عند الثاني أنا ليا شرفي وانت اكيد اتعلم عليك جامد لما أنا هربت منكم غير اني ضيعت عليكم بيعت ابني يعني اتعلم عليك في الفلوس اللي هي حبك الوحيد ومكانك في العصابة اللي كنت بتتماريس عليهم وما رحمتش حد فيهم واكيد داسوا عليك لما جات لهم الفرصة واكيد عايز تارك.
جاد: عجبتني دماغك بس انت هتاخدي تارك ازاي وانت بقبتي ست هانم مش هتقدري عليا وانت عارفة وفاكره اليوم اللي أكلت التفاحة عملت فيكي ايه وانت يا عيني في الأخر بقيتي تتحايلي عليا اوقف وأنا ايه دوست بنزين علي الاخر.
شمس: لو شايف إنك الكسبان كدة كده يبقي هتوافق بص الاتفاق انك تفكهم وتخرجهم من هنا وهقفل الاوضة بالمفتاح علينا بس لو أنا طولتك هقتلك من غير ما افكر.

رد عليها متسرعًا:
-ما تخافيش أنا اللي هَمْلُكِك وهاخد تاري واجرك من شعرك واخدك بعيد واخليكي تكرهي نفسك واليوم اللي اتولدتي فيه وهموتك بحسرتك على نفسك.

كان الثلاثة يستمعون إلى حديث شمس وذلك الشخص المقيت والفتاتان تذرفان الدموع، دموع الخوف والقهر والدموع على شمس لما عانته اما اسر فشعر بنيران تلتهمه لما يتحدث عنه ذلك الاخرق وما تقترحه و تعرضه اخته شمس عليه، لن يتحمل فراقها الفكرة نفسها تقتله كان يزوم ويتحرك بعصبية مفرطة، يعترض على ما يسمع لن يقبل ان يتحرر مقابل حبسها هي أيضحي بها؟! لا لن يفعل.

نال ما قالته شمس قبول جاد وحتى يضمن التنفيذ دون مكائد ولكي تنهزم مقاومة اسر الذي واضح عليه الاعتراض عما يدور من البداية اشهر مسدسه وتراجع للخلف عده خطوات.
جاد: حركة غدر واحدة والطلقة هتخرج عارفة مكانها في الدماغ على طول، قربي فكيهم إحدفي مفتاح الاوضة الاول.

فعلت شمس والقت إليه بالمفتاح والباب مفتوح لنهايته ثم اقتربت منهم وهمست إليهم دون ان يسمع جاد
شمس: ما تخافوش مش هسيب حد فيكم يتأذى، اسر خللي بالك منهم اوعي ترجع هنا ما تخافش عليا هاخد تاري وارفع راسك ومش هاذي سما ابداً لما تخرجوا من هنا ابعدوا على قد ما تقدروا وكلموا أحمد وسيف اوعي تسيبهم يا اسر دول أمانة سلم لي على بابا هتوحشوني.

أزالت كمامة أسر فتحدث معترضًا:
-مش هيحصل يا شمس.

قبل ان تفتح فمها تساءل جاد بحدة:
-بتقولي لهم ايه؟ ساعة عشان تفكيهم.
شمس: مش بقول حاجة خلاص يلا على بره ماحدش يرجع تاني.
جاد: محدش يتحرك وانت تفاحة ولا شمس ابعدي اقفي هنا
أسار لها حيث أراد ثم سحب رنا إليه ووضع المسدس على راسها، متحدثًا:

  • الاثنين الحلوين يخرجوا وانت تفضلي واقفة زي الشاطرة مكانك، احدف لهم الحلوة التالتة تمشي معاهم حركة نقص منك، الحلوة دي هتمشي من الدنيا كلها.

شمس: واطي وما لكش كلمة، اسر اطلع وخد سما ما تخافيش يا رنا.

خرج اسر وسما فاقترب جاد من الباب ودفع رنا إليهم واسرع باغلاق الباب بالمفتاح سريعا قبل ان يحاول اسر دفعه وجذب شمس للخارج، واصبح منفردا هو بشمس، التف إليها وعلى وجهه بسمة انتصار وشهوة
-شكلها ليلة عنب كان نفسي اصور فعلا بس يا خسارة مش هعرف اشغل البتاعة دي.
شمس: فعلا ياريتك تصور نهايتك يا جاد عشان هخلص الناس من شرك و اذاك وهاكتب بايدي نهايتك النهاردة.

جاد: جايز يا حلوة بس أنا مش هسيبك المرة دي لحد يعتقك زي المرة اللي فاتت ما هو مش أنا اللي يسيب تاره ولا ينسي خسارة فلوسه أنا بسببك خسرت كتير.
تحرك جاد نحوها بخطوات ثابته وهدوء فقد اعد تصور مع هيثم لكيف يبث الرعب بداخلها بالبداية، اما هي فثباته هزها من داخلها ووترها فهي تعلم عن يقين انها لم تعد كالسابق ولكنها تداركت نفسها عندما وجدت المسافة بينهما كادت ان تنعدم فاخفت قلقها ونحَّته جانبا تذكرت فقط تارها وانه سلبها شرفها ودمر حياتها مد يده ينزع غطاء راسها ففاجأته وجرحت يده بمطوتها، انصدم بالبداية ثم ابتسم بنشوة.
جاد: تعجبيني بحب الخربشة تصدقي كنت قلقان اعمل اللي عايزة عادي كدة كانت هتبقي ماسخة زيك بالظبط.
شمس: عايزة اقولك اتشاهد بس متهيالي مش هيفرق معاك.

فاجأها جاد بصفعها عدة مرات متتالية لم تكد تدرك الصفعة الاولي حتى يفاجئها بالثانية والثالثة وبحركة سريعة لف ذراعها خلف ظهرها.

بالخارج بعد ان اغلق جاد باب الغرفة جن اسر حاول دفع الباب بعد ان امن سما ورنا ولم يستطع فتحه فأخذهما وانطلق للخارج ابتعد قليلا ثم اتصل بأحمد فلم يجيب فاتصل على سيف الذي أجابه سريعا.
اسر: الحق شمس يا ابيه، واحد قافل عليها الباب أنا معايا سما ورنا خايف ارجع بيهم او اسيبهم هنا لوحدهم حد يأذيهم.

  • ابعدوا عن الفيلا يا اسر روح مكان فيه ناس اقولك اطلع على القسم وأنا جاي وراك اوعي ترجع تاني أنا وأحمد رايحين على الفيلا ما تخافش هو في حد تاني هناك ولا واحد بس.
    اسر: كانت بتقوله انهم سابوه لوحده بس هو شاكله ناوي ياخدها الحقوها يا ابيه قبل ما تختفي تاني.

تساءل سيف بصدمة:

  • ياخدها فين يا اسر؟!

صرخ به أحمد:
-مين؟ هياخد مين؟ ما تقول يا سيف!

تمالك سيف حاله، ثم تحدث يرشد أسر لما يفعله:

  • اقفل يا اسر وروح القسم، هابعت اللي يساعدك.

اغلق الخط وحدث أحمد بجدية وقلق توغل داخله:

  • أحمد لازم نكلم عمو سالم ضروري شمس في خطر.

بالفعل اتصل أحمد على المشير سالم وقص عليه سيف ما اخبره به اسر واعلمهم سالم بما عليهم فعله وهو سيتحرك باتجاه اخر.

امام الفيلا هبط أحمد واعطي مفتاح السيارة لسيف

  • روح لاسر ورنا وخليك معاهم وكلم شركة المراقبة عشان يسلموا تسجيل الكاميرات للقسم وأنا داخل لشمس.
  • طيب اجي معاك اكيد معاه سلاح.
  • مش وقت جدال يا سيف روح لاسر مش هيعرف يتصرف لوحده.

وبالفعل تحرك سيف وذهب لاسر ودخل أحمد لإنقاذ شمس.

بغرفة المكتب بعد ان صفعها جاد عدة مرات ولف ذراعها خلف ظهرها وشدد عليه انحني بجانب اذنها وتحدث بخبث:
-عايزة تعرفي أدم مات ليه؟

سؤاله جمدها، هل هناك اسرار لم تعرفها بعد؟!
جاد: اقول لك ليه عشان كان هايتجوزك اصل لما المعلم ادي تعليمات انك بتاعته جارية له، أدم قرر انه لازم يحميكي منه وعشان يحميكي اتفق مع المعلمة وكان عايز يتجوزك هو ويبعدك عن المعلم وعني بس أنا مخلصنيش اصله ما ينفعش ياكل التفاح ويسيب ليا الجميز فكان لازم ازيحه عشان اشيلك على جنب لحد ما اخدتك بس حظك ان الدكتور نجدك قبل ما اكمل اللي ناويه، اصلك ما تعرفيش الحكاية كبيرة وكلها منفدة على بعض صحيح أنا تفكيري على قدي بس ربك بعت لي اللي يفكر لي ويخطط وأنا انفذ، حتى المرة دي بردوا كله منفد على بعضه.

شمس: يعني انت اللي قتلت أدم عشان توصل لي، طاب اسر قتلته ليه؟
جاد: عشان كان فاكر انه ممكن يبعدك عندي او يحميكي وهو صرصار ولا يسوي وفعصته بجزمتي وكمان كانوا عايزينك تفضلي لوحدك وعشان يكملوا قهرتك .

شعر جاد بنصل مطوتها خرق أعمائه، لكنها لم تكن طعنة عميقة، ولكنها جعلته يبعدها عنه ويضع كفه موضع الطعنه.
جاد اه يا بنت اللـ***

صرخت به وهي تتحرك نحوه بغضب جم:

  • قولت لك ميت مرة مالكش دعوة باهلي.

لم تمهله فرصة للإكمال واندفعت إليه بمطوتها وهي بقمة غضبها لتطعنه مرة اخري بقلبه ولكنه تفادها وامسك يدها التي بها المطوة بإحكام لفها خلف ظهرها بقوة لم تستطع الصمود امامها، فصرخت بألم.

ضرب على يدها عدة مرات ليفلت المطوة منها وبالفعل سقطت من يدها وقذفها هو بعيداً بقدمه لاخر الغرفة وامسك شعرها يضرب راسها بسطح المكتب القريب منه عدة مرات دمت رأسها بشدة لكنها لم تشعر بها فهي لن تستسلم حاولت ركلة بقدمها، كانت تحرك قدمها بعشوائية تجاهه تحاول بكل قوتها اصابته بموضع الجرح، استطاعت اخيرًا ضَربَه أسفل الحزام فخف يده عنها واستطاعت افلات احدي يديها واخذت انتيكة ثقيلة من على المكتب وضربته بها على رأسه فاختل توازنه حاولت ضربه مره اخري ولكن بتلك المرة شتت انتباهها صوت أحمد بالخارج.

وقف أحمد ببهو الفيلا ينادي شمس بصوته كاملًا، وهو يبحث عنها بالأرجاء، أملًا ان تجيبه ليحدد مكانها سريعًا، ويطمئنها بوجوده وقرب انقاذها، حين اقتحم صوته أذنها شعرت براحة واطمئنان، سعدت من داخلها وتشتت تركيزها، وبهذه اللحظة تمكن منها جاد وانقض عليها كالذئب يريد الفتك بها قبل دخول منقذها كمم فمها بيده وبالأخرى حاول تمزيق ثيابها لتدنيسها للمرة الثانية.

همس بجانب اذنها ينفث سمومه داخلها:
-لو فاكرة انه هينجدك أو أنه بيحبك فعلًا تبقي غلطانة، أصله أكيد زي أبوه، زي ما أنا زي أبويا، اقول لك على الكبيرة ابوه هو اللي ورا خاطفك السنين دي كلها وهو اللي رتب اني اعمل كدة فيكي قدامه، مش بعيد كان هو كمان عارف وبيتفرج ومبسوط زيي أصل دي امزجه.

حديثه صدمها أوقف عقلها عن التفكير لوهلة ما علمته للتو كان أسوأ من اختطافها، لم تشك بأحمد فهو فارسها ومنقذها، ولكنها الآن تشفق عليه أكثر فإن علم ستكون ضربة قاسمة وموجعة له، قد تكون مميتة لن يتحملها.

افاقها من شرودها استغلال جاد لصدمتها فكاد ان ينزع عنها ملابسها تشبثت بها بقوة حاولت إبعاده بكل طاقتها ولكنه ذئب جائع يتمسك بفريسته إلى درجة الموت جرحت وجهه باظافرها حاولت ركله ولكنه كان محكم التقيد لها رج صراخها المكان وبتلك اللحظة وجدت أحمد يدفع الباب بقوة حتى كسره، وأبعد جاد عنها دخلوا بصراع قوي حاولت هي النهوض لتساعد أحمد بما تستطيع ولكنها شعرت بدوار شديد وانتبهت لذلك الجرح بأعلى راسها اثر ضَرْب جاد لها وصدم راسها بالمكتب.

تذكر جاد المسدس الذي يحمله فحاول إخراجه لقتل أحمد واستطاع أحمد بقوة جسده التي فاقت جاد افلات المسدس من يده، وسحب جاد بعيداً عنه حاولت شمس النهوض والاقتراب منه ولكنها كلما وقفت سقطت مرة أخرى، بعد فترة سقط جاد شبه مغشي عليه إثر الضَرَبات التي تلقاها، اتجه أحمد لشمس بتوازن مختل سندها لتقف واحتضنها بكامل جسده يبثها الأمان.

  • ما تخافيش أنا معاكي واخدت بتارك زمانه مات والبوليس في الطريق.

لم يكد يكمل جملته وسمعا كلاهما صوت رصاصة انطلقت اغمض أحمد عينه بألم شديد، فاتسعت عينها بصدمة فقد ايقنت ان جاد اصابه بتلك الرصاصة، اقتله؟!

لم يفلتها أحمد بل شدد من ضمه لها حاول إخفائها بجسده لحمايتها فاطلق جاد رصاصة أخرى، انسابت دموعها هاجمها دوار حاد وغيامه تخفي رؤيتها، زادت مع ذعرها لما أصاب حبيبها ومنقذها.

صوت سرينة اسعاف وأخرى لسيارة الشرطة دوي أقدام وصوت ارتطام قوي بالأرض، أخر ما ميزت ثم سقطت وفوقها أحمد فاقدين للوعي، ولازال يحتضنها بحماية واحتواء شديدين.

بعد أن تعارك جاد مع أحمد وكان جاد الخاسر سقط على الأرض لا يشعر بجسده، كادت ان تغلق عينيه إلا انه لمح المسدس بعيد عنه وعنهما فزحف إليه دون أن يشعر أحمد لاهتمامه بشمس، اخذ المسدس وحاول الاستناد مرارًا حتى استطاع اخير ثم وجَّهَهُ لأحمد مطلقًا عليه الرصاص مرة والثانية كاد أن يطلق الثالثة إلا ان جسده فقد جميع قوته فسقط على الأرض بالكاد يتنفس، يشاهد امامه لقاءه بهيثم قبل ساعات قليلة.

دخل جاد ومعه ذلك الرجل التابع للباشا إلى
هيثم، الذي ابعد جميع العاملين بالفيلا ومعظم الحراسة مبقيًا معه رجلين يظن ولائهما له، ولم يعلم ان ولائهم للباشا وتحدث بعرفته المعهوده:
-مين اللي معاك ده؟ وازاي تجيبه هنا من غير ما تعرفني وتستأذن.
-يا باشا ده مفيش منه خوف ده تقدر تقول كده دراعي اليمين وأحيانًا يفكر لي.
هيثم: أول وأخر مرة تجيب حد من غير ما تقولي إن شا الله يكون مين مش عايز استهبال.

جاد واخفي تهكمه:
-أنا هنفذ النهاردة هطلع من هنا على عندها وهنفذ على طول.
هيثم: خلص وتعالي خد حسابك
جاد: لا الاتفاق قبل ما اروح استلم الفلوس كلها.
هيثم: الفلوس الحاجة الوحيدة اللي بتفكر فيها وتشغل مخك.
جاد: بالظبط كده فين الفلوس بقي.

رفع حقيبة من اسفل المكتب ووضعها امام جاد:

  • خد باقي حسابك أهو يا ريت اسمع اللي عايزه النهاردة وتنفذ فعلا المطلوب منك.

جاد وارتسمت على وجهه ضحكة متهكمة:

  • أنا هنفذ فعلا اللي مطلوب مني. اشهر مسدسه بوجه هيثم وتحدث ساخرًا:
  • تتشاهد يا باشا ولا مش لازم!

وضع رجاله أيدهم على اسلحتهم، استعدادًا لاستعمالها، فرد هيثم بعدم اهتمام واشار له بيده:

  • نزل اللي في ايدك ليعورك انت نسيت نفسك ولا ايه انت حتة عيل تافه غبي ولا تسوي.

بسخرية لاذعة مماثلة تحدث:

  • ما نهايتك هتكون على ايد الغبي التافه اللي ولا يسوي بس ما تقلقش يا باشا هنفذ الاتفاق وهاغتصبها وهصورها كمان وكدة عدَّاني العيب، بس لازم اكمل اتفاقي التاني عشان اكمل فلوسي ما قابض فيك بردوا يا باشا وكتير على قد قيمتك.
  • ما انت غبي فعلا رجالتي اللي معايا دول يفرتكوك انت واللي معاك ده.

ابتسم جاد بتشفي وانتصار

  • لا يا باشا دول قبضوا زيي.

اعتدل الرجلين وانسحبا للخارج.
صرخ هيثم بغضب لتيقنه من النهاية

  • كلاب كلكم كلاب.
  • وانت أولنا يا باشا في الف داهية.

ثم أطلق الرصاص عليه وافرغ كامل طلقاته، انكب هيثم على وجهه يعلو مكتبه.

تحدث جاد بتهكم

  • مش هتوحشني يا باشا.

تحركوا للخارج ولم يكونوا يعلموا هم او حراسة هيثم بوجود كاميرا مراقبة بغرفة المكتب، فهيثم دائما يتوقع الغدر لذا وضع كاميرا مراقبة متحركة صغيرة جدا بمكان خفي بسقف غرفة المكتب ذات جودة عالية جدا ولم يخبر احد عنها، منفصلة عن باقي كاميرات المراقبة لذا لم تكن الحراسة على علم بها، ورصدت تلك الكاميرا كافة ما حدث وسجلت جميع الوجوه.

حضرت الشرطة وتم نقل شمس وأحمد إلى المستشفى وكذلك جاد و لم تكن حالته سيئة للغاية، فقط بعض الردود والكسور نتيجة ضرب أحمد له بجانب الجرح الذي سببته شمس. كان الباشا يتابع ويراقب ما يحدث فارسل له من يقتله ليتخلص منه ومن غباؤه وبالفعل كادوا ان يتخلصوا منه نهائيا ولكن حظه انهم كادوا ان يكشفوا فتركوه قبل ان تلفظ انفاسه وبالرغم من ان ما فعلوه اودي بحياته بالنهاية إلا أنه اعترف بمكان العصابة الجديد وباسم المعلم والمعلمة لكن لم يسعفه تفكيره للاعتراف على الباشا الكبير وافشاء هويته، مات جاد وانتهي شره معه وانقذت منه البشرية.

اما شمس وأحمد فكان كلاهما بحالة سيئة فقد اصيب أحمد بطلقتين احدهما بكتفة والاخري وهي الخطيرة بجانب الكبد مباشرتا واثرت بالسلب عليه خضع لجراحة دقيقة طويلة ودخل اثرها العناية المركزة، اما شمس فضعف جسدها وسوء حالتها مع ما تعرضت له من تعنيف جسدي اذاها بشده و سبب لها هبوط حاد وما زاد حالتها سوء هو جرح راسها ونزيفها لفترة طويلة مع حالة الانيميا التي تعاني منها من البداية فدخلت بغيبوبة وعلى اثر حالتها دخلت ايضا العناية المركزة.

الفصل الثالث والعشرين ‘واشرقت شمسي’
خيم على الجميع حالة من الحزن والكآبة أبكت أسر حتى سيف لم يتمالك نفسه خصوصًا أن الشرطة عندما فتشت المكان كانت والدته مها بحالة اغماء غيبوبة سكري حمد الله كثيرا انهم نقلوها إلى المستشفى بالوقت المناسب والا كانوا فقدوها.
انتهي اليوم بدخول أحمد وشمس ومها للعناية المركزة كانت صدمة كبيرة للجميع الحالة التي وصلوا إليها لم يترك ايهم المشفى، بكت رنا وسما كما لم تبكيا قبلًا، لأول مرة لم يستطع اسر مواساة سما فهو كان يحتاج وبشدة إلى يدٍ تحنو عليه وتضمه كم تمني ان تكون والدته على قيد الحياة او ان تشفي شمس وتضمه بحنان اشتاق إلى والده بجنون فهو لم يحتاجه يوما كما يحتاجه الآن وكأن الله استجاب له فبساعة متأخرة وجدوا مروان يدخل عليهم المشفى وعينه شديدة الاحمرار كانوا جميعا بحاجة إليه ضمهم باحتواء، شعروا جميعا ببعض الراحة فوجوده معهم بهذا التوقيت كان دعماً قويًا لهم.

بالصباح فاقت مها من غيبوبتها لم يشعروها بما حدث كي لا تسوء حالتها رفضت كلا من سما ورنا مغادرة المشفى واصرتا على البقاء، فالفيلا لم تعد مكانا امنا.

كانت حالة الجميع سيئة للغاية، لم يتركهم علي ابدا كان بجانبهم وايضا دكتورة ضي التي خفف وجودها الكثير على سيف، اما سيف الصغير اخو ضي ايضا كان متواجد شكليا مع اخته ولكن فعليا كان يريد ان يكون بجانب سما واشفق على حالها ود لو كان بينهم ارتباط معلن كي يستطع التخفيف عنها فحالتها سيئة ذبل شكلها بصورة كبيرة.
انقضى يوم أخر بغرفة مها وكانت استردت صحتها.
مها: سيف هو أحمد فين؟ ما شوفتوش من ساعة ما فوءت.

أجابها مراوغًا يخفي حزنه وقلقه على أخيه:

  • مشغول يا ماما مش هيقدر يجي دلوقتي أول ما يقدر هيجي على طول.
    مها: سيف قولي اخوك ماله أنا قلبي مش مرتاح قول يا سيف اخوك تعبان صح؟

اغمض عينه بتعب وارهاق اخذ نفس عميق ثم تحدث وحاول التحلي بالهدوء:

  • هو فعلا تعبان بس اهدي هو اتحسن ارجوكي مش عايزك تتعبي تاني احنا كلنا محتاجينك.

مها وامتلأت عينها بالدموع

  • وشمس يا سيف، هي فين؟
    صمت سيف ولم يجب عليها فاكملت هي.
    -شوفتها يا سيف وكانت بتعيط، أميرة كانت بتعيط شمس او أحمد حد جراله حاجة حد فيهم حد فيهم م…ما..

قاطعها: لا والله يا ماما ربنا ما يجيبش حاجة وحشة ابداً هما لسه في العناية.

عند هذه الجملة بكي كطفل صغير وارتمي بحضنها.

  • ادعي له يا ماما هو حيبقي كويس ان شاء الله هيبقي كويس وشمس كمان.
    مها: يا رب يا رب ده سندي وعوضي هو يا رب ما تحرمني من حد من ولادي تاني يا رب يا رب احفظه بحفظك يا رب يارب رده لحضني من تاني يا رب.

كانت رنا جالسة باحد اركان الغرفة تحاول الصمود ولكن عندما انهار سيف انهارت هي الاخري وارتمت باحضان مها التي ضمتهما باحتواء وخوف من الفقد.

بخارج الغرفة جلس الفريق سالم مع مروان الذي شحب وجهه مما يسمع منه.
الفريق سالم:

  • أنا عارف ان اللي قولته واللي عرفته كبير جدا اكيد محتاج وقت تستوعبه لكن كل اللي عايزة انك تفصل بين أحمد واللي ابوه عمله ومش محتاج اوضح لك ان أحمد زيك بالظبط اتاذي من والده من اللي حصل أحمد من يوم ما عرفته ومن اول يوم اتعرف على ابني وهو مالوش غير سيرة بنتك وبيدور عليها بكل الطرق الممكنة وحتى لما عرف مني انها ماتت وانك دفنتها ما صدقش وبالرغم من اني وقتها اعتقدت انه فقد عقله من كتر تعلقه بها إلا انه أثبت للكل انه صح وفعلًا حاسس بها وهو اللي قدر يرجعها، لولا هو كان زمانك لحد دلوقتي فاكرها ميتة وما كانتش والدتها شافتها ولا قلبها إرتاح قبل ما تموت ارجو انك تحسن التصرف بالنسبة ليه وما تاخدوش بذنب ابوه اللي ربنا خلصكم منه ومن شره هو دلوقتي بين ايدين ربنا المنتقم الجبار.

نظر له مروان بصدمة ولم يتحدث فاكمل سالم:
-تخيل لو كان أحمد ما لحقهاش لما كانت هناك في قلب العصابة ده نجاها من الموت هناك مرتين ولما قدروا من خلال ظابط فاسد انهم يؤذوها هو بردوا اللي فضل يجري لحد ما خرجها لحقها منهم في الوقت اللي ما كانش حد مصدق انها لسه عايشة اصلا حتى يوم الحادثة ضحي بنفسه انت مش متخيل لقوهم ازاي الفريق الطبي ما كانوش عارفين يفصلوهم من كتر ما هو كان ماسك فيها بيحميها من فرد العصابة خد طلقتين منهم واحدة في مكان حساس ولسه ما فاقش لحد دلوقتي عشان يحميها أنا بكلمك بلسان الاب أنا أتمنى لبنتي راجل يحبها ويخاف عليها يفديها بعمره زي أحمد كدة، أنا ما عنديش كلام تاني أقوله دي شهادة حق كان لازم اقولها وفي الأول والأخر الأمر ده راجع ليك بس في كل الاحوال خليك رحيم به.

تركه ورحل لم يستطع مروان تجاوز الصدمة هو يعلم ان أحمد مظلوم بل مقهور ولولاه ما كان ليري شمس او حتى يطمح ان تكون على قيد الحياة هو مدين له وبالوقت ذاته هو ابن ذلك الشخص عديم الضمير الذي قهر اسرته بكاملها وعذبهم جميعا لعمر طويل سنوات وسنوات مرت وهم في قهر وعذاب قطع اوصالهم ابعدهم فذلك الشخص اذي كل أحبابه أبكي اميرته وقهرها وقهر أبنائه جميعا وفرقهم يعلم ان أحمد مجني عليه ولكن ما الذي يستطيع فعله؟ هو بالفعل يشعر بالتمزق فبالرغم من انه لا يشعر نحو هيثم سوي بالبغض الا انه لم يتوقع او يتخيل حتى ان يكون بكل هذا السوء ابداً.

جلس مروان بمحله عقله لا يتوقف عن التفكير وبعد فترة ذهب إليه سيف وعينه شديدة الاحمرار ووجهه شاحب منحي الظهر جلس امامه بوهن

  • مفيش اي كلام ممكن اقوله يعبر عن احساس اي حد فينا ومهما قولت او اعذرت لا هيرجع حاجة ولا هيغير من اللي حصل مش هقول اننا ما كناش عارفين ولا حتى نتخيل إن با…

أغمض عينيه وأخد نفس عميق ومسترسلًا:

  • انه يعمل كده بالرغم من كل اللي شوفناه منه أنا مش عارف اقول ايه.

خانته دموعه وانسابت بغزارة
-بس أحمد مالوش ذنب انه يتحمل اخطاؤه عقله مش هيتحمل الخسارة أنا خايف حقيقي عليه كان عايش عشان شمس وبس أنا لا قادر اقول سامح واديله فرصة ولا قادر اقول قسمة ونصيب.

بكي قهرا وأكمل ما بخافه ويخشاه:

  • أنا خايف اخسر اخويا اللي هو في الاصل ابويا وسندي الحقيقي مش هيتحمل بجد أنا فعلا خايف عليه ارجوك بس ما تقولوش الحقيقة لما يفوق استني لما صحته تكون كويسة أنا مش عارف هيتقبل كل ده ازاي مش عارف.

لم يتحدث مروان خانته دموعه هو الأخر صوت بداخله يحدثه ان أحمد وسيف ابنيه تربيا على يده رأى فيهما والدتهما وليس هيثم ورنا بالطبع ستكون مثلهم فهي تربت على يدهم ربت على كتف سيف دون حديث بعد عدة ثواني جمع سيف شتات نفسه مسح وجهه ثم نهض لا يعلم كيف سيخبر والدته يخشي خسارتها فهي اضعف من تحمل تلك الصدمة ورنا يا الله هي ضعيفة ورقيقة لن تتحمل بل هي لم تكد تَفِقْ من صدمتها الأولى.
حضرت الشرطة جمعت بالمحضر أقوال الجميع، علموا بما فعل هيثم كانت صدمة شديدة للجميع خصوصا مها التي سقط مغشي عليها لم تتحمل صدمتها كانت اكبر من تحملها لم تتخيل أبداً حتى بأسوأ كوابيسها ان يكن زوجها بهذا السوء وان يصل به الحقد والغل لتلك الدرجة.

كان مروان معهم يهتم بالجميع بصمت لم يتغير اهتمامه ففصله عن مشاعره المتضاربة جعل وصية أميرة امامه كي لا يحيد عنها فقد عاهد نفسه انه سينفذ وصيتها مهما حدث فلن يقلل من اهتمامه ورعايته لهم وغفل عقله عن باقي وصيتها.

بغرفة مها بعد ان استعادة وعيها كانت بحالة سيئة للغاية التف الجميع حولها ليشدوا من ازرها ولكن من يشد من ازرهم هم فهي صدمة للجميع.

مها والدموع تغرق وجهها تتحدث وسط شهقاتها:

  • يعني أيه؟ حد يقولي يعني ايه؟ يعني اللي فرق اختي عن بنتها وحرق قلبها كان جوزي! اللي اتسبب في موت اختي، جوزي! اللي قهر بنت اختي وسرق شرفها، جوزي! مش كفاية يتّم ولاده وهو عايش لا قهر ابنه كمان!! يعني ضيعت عمري وحياتي مع مجرم ليه؟ لــــــــيه؟ ليه؟ حرام عليك ليه تعمل كدة أذوك في ايه اقول لولادي ايه يا ريتني موت قبل اللحظة دي ولا عرفت اللي عملته حرام عليك يا هيثم ليه كدة حرااام، وأحمد! أحمد اقوله ايه! وشمس لا لا لا ليه؟ ليه؟ آااااااه آااااااااه يا رب يا رب.
    اقترب سيف منها وضمها إليه يربت على ظهرها حاول التماسك لأقصى درجه حبس دموعه كبت أحاسيسه:
  • خلاص يا ماما هو دلوقتي بين ايدين ربنا حيحاسبه اهدي ما لناش غيرك ارجوكي عشان خاطر أحمد لما يفوق وعشان رنا أنا خايف تتعب تاني ارجوكِ.
    مها: اقول لأخوك ايه لما يفوق! اقوله ايه لما يعرف انه هو السبب في فراقهم زمان وفراقهم دلوقتي اخوك هيروح يا سيف أحمد حيضيع.
  • أحمد قوي وهيعدي اي حاجة صدقيني حيقف من تاني.
    مها: إلا المرة دي مش هيتحمل أنا عارفة ابني.

خرجت رنا من الغرفة تبكي قهرا فلحقتها سما وهي لا تختلف حالتها عنها كثيراً حدثتها باكية بصوتٍ مختنق:
-رايحة فين يا رنا؟ استني.

نظرت إليها بانكسار وتحدثت بانهيار:
-طول عمره بعيد كان بيوحشني وهو معانا بحس بيتم الاب وهو موجود واهو مشي وحكم علينا بالوحدة اكيد انتم كمان هتمشوا وتبعدوا عننا والله حبيتك انت وشمس بعتبركم اخواتي، طاب ما تفتكرونيش بحاجة وحشة والله حبيتكوا قوي.

سما ودموعها لا تتوقف:
-مش هبعد مهما حصل أنا اصلا ما اعرفش باباكي وهو مات وبعد عننا استحالة ابعد، أنا كمان حبيتك وكأننا متربيين مع بعض.
رنا: اكيد عموا مش هيرضي هو عنده حق بس أحمد يا سما هيتعب قوي مش هيتحمل بعدكم مش هيتحمل غياب شمس أنا … انا….أ أ.

شعرت وكأن روحها تفارق جسدها فأسرع إليها اسر الذي تابعها منذ خروجها يستمع إليها من بعيد وما ان رأها تكاد تسقط اسرع إليها امسك بها أجلسها بأقرب كرسي وجلست سما بالجانب الأخر حاولا افاقتها حتى استعادت وعيها، وجدت أسر أمامها فامتلأت عينها بالدموع فهي أيضًا ستفترق عن من احتل قلبها بسبب والدها.

نظر اسر لعينها وشدد على كف يدها:
-مش هنبعد صدقيني مش هبعد مهما حصل.

لم تتحدث فقط تبكي ضمتها سما إليها بحنان واحتواء.
حالة من الصمت سيطرت على الجميع أحيانا تتحدث النظرات وأحيانا تخجل النظرات من الحديث؛ فما علموه كان أكبر منهم جميعا.

أخيرًا استعادا وعيهما وكأنهما اتفقا أن يعودا للحياة بنفس الوقت.
فتحت شمس عينها بألم نظرت حولها وجدت أسر بجوارها ومروان يقف بجانب الشرفة ينظر للخارج شعرت بألم حاد بسائر جسدها وبالأخص رأسها تأوهت بخفوت فانتبه اسر لها حدثها بفرحة.
أسر: شمس انت فوقتي صح شمس.

اقترب منه مروان :
-فاقت يا اسر بجد!

شمس وقد تذكرت ما حدث:
-أحمد هو ف..فين؟ آه.
مروان: حمد الله على سلامتك يا بنتي. انده الدكتور بسرعة يا اسر.

تحرك اسر وعاد ومعه الطبيب الذي كشف على شمس ثم خرج إليهم يطمئنهم.

اما بغرفة أحمد بنفس الوقت صدرت عنه همهمات وحاول تحريك يديه ولكنه بالكاد استطاع تحريك أصابعه بوهن، كان سيف بالقرب منه ولاحظ حركته الخفيفة.

  • أحمد، أحمد انت سامعني حاسس بايه؟ أحمد.

لم يكن قادرًا سوى اخراج همهمة بسيطة.
مها: شوف دكتور يا سيف يطمنا بسرعة يا حبيبي.

خرج سيف واحضر الطبيب الذي طلب منهم الخروج ولكن سيف اصر على البقاء معهم فخرجت مها ووجدت مروان واسر خارج الغرفة ومعهم رنا وسما والطبيب يفحص شمس بالداخل.
مها: هي شمس فاقت
مروان: الدكتور بيفحصها ان شاء الله الولاد هيكونوا بخير ويقوموا بالسلامة.

امن عليه الجميع ووجدوا الدكتور يخرج من غرفة شمس فاسرعوا إليه.
مروان: طمني يا دكتور هي عاملة ايه؟
الدكتور: الحمد لله اللي كنا خايفين منه الحمد ما حصلش لا في ارتجاج ولا فقدان ذاكرة اما الضعف العام والانيميا حياخد وقته وتتحسن المهم المتابعة والتغذية مع الانتظام على الأدوية ومع الوقت تستعيد صحتها بالنسبة لألم راسها فده طبيعي وحيزيد الفترة الجاية المسكنات مش حتسكن لفترة طويلة هتفضل كدة يومين وبعدين هيقل بالتدريج.
اسر: هتفضل طول الفترة دوا تعبانة.
الدكتور: مش بالظبط كدة بس الوجع هيكون فترة طويلة جرحها عميق والاعتداء كان بوحشية شديدة عايز اقولكم ان اللي هي فيه افضل الاحتمالات كنا متوقعين ان حالتها تكون اسوأ من كدة بكتير، بس الحمد لله ربنا لطف. بعد اذنكم.

جلست مها باقترب كرسي وانهارت في البكاء اقتربت منها سما وربتت على كتفها وحدثتها:
-بتعيطي ليه يا خالتو الدكتور طمنا، ان شاء الله اليومين دول يعدوا بسرعة واحنا كلنا مَعَها.
مها: حقكوا عليا كل ده بسببي أنا مش عارفة حبص في وشها ازاي ولا اقول لها ايه؟
مروان: مش ذنبك يا مها ولو أميرة كانت معانا كانت أول واحدة تهون عليكِ انت كمان مظلومة، وان شاء الله الدكتور يخرج من عند أحمد ويطمنا عليه هو كمان.
مها: يارب .
اسر: طيب تعالوا ندخلها بقي كفاية تكون لوحدها كدة، وان شاء الله ابيه أحمد يبقي كويس.

دخلوا إليها جميعا، فوجدوها تحاول الاعتدال ولا تستطيع الحركة، أسرع إليها اسر
تحدث مروان بلهفة وقلق:
-ما تتحركيش يا بنتي رايحة فين بس.

شمس وهي تجمع حروفها من الالم:

  • ا…أحمد فين ا..حمد يا بابا اخر حاجة سمعتها رصاص.

بكت مها بانهيار وكذلك سما ورنا ففزعت شمس ظنت انه فارق الحياة من شدة صدمتها أغشي عليها.

احضروا لها الطبيب وبعد ان استعادت وعيها دخل اسرإليها وجدها تبكي وتتألم من شدة ألم راسها وكانت دموعها تزيد من المها فطمأنها اسر.
اسر: عايش يا شمس ما تبكيش عايش يا حبيبتي هو كان في غيبوبة هو كمان وفاق.
شمس: بـ..بجد يا اسر.
أماء لها مبتسما:
-بطلي عياط عشان ما تتعبيش لاازم ترتاحي حاسه بايه دلوقتي.
شمس: دماغي بتوجعني قوي.
قبل رأسها: حقك عليا يا شمس كنت ضعيف ما قدرتش اعمل حاجة
اخذت يده بيدها وشددت عليها:
-قولي بس اني اخدت بتاري ورفعت راسكم قولي انه مات.
اسر: مات يا شمس الكل شارك في قتله واللي كانوا حابسينك عندهم كمان لاقوهم مقتولين كلهم ماتوا وانت بقيتي في امان خلاص.

شمس: طاب وديني لأحمد يا اسر مش بتقول كويس وديني اطمن بس.
آسر: حوديكي والله بس إتحسني الاول انت مش قادرة تتحركي ارتاحي عشان تقدري تقفي هو كمان لسه تعبان يا شمس ومحتاج راحة مش هيحس بيكي دلوقتي.
شمس: هو بخير صح.
اسر: بخير يا شمس بخير اقولك هصوره فيديو واجيب لك الفون تتاكدي كويس كده بس ارتاحي شوية اصلا الكلام ده كله غلط عليكي وانت بتتكلمي بصعوبة جدا لازم ترتاحي عشان لما هو كمان يبقي كويس تقدري تقعدي معاه.
ضمها اسر بحنان وقبل رأسها نامي وأنا حروح اطمن واجي أطمّنك واجيب سما تقعد معاكي.
اغلقت عينها بإرهاق شديد ووهن تدعوا الله من داخلها ان يشفي أحمد ويعينه على ما سيواجهَهُ الفترة القادمة.

أما بغرفة أحمد كشف عليه الدكتور واطال بالكشف دب الخوف بقلب الجميع

  • خير يا دكتور طمنا هو في حاجة قلقان منها خوفتنا.
    الدكتور: مش بالظبط حالته لسه مش مستقرة وعنده مضاعفات هو كمان عنده سيولة في الدم ونزف كتير والدم ما كانش بيوصل للمخ بصورة كافية احنا لسه مش عارفين هل المخ تضرر ولا لأ وده هيبان على بكرة بالكتير لما يصحي ولأني اديته مسكن قوي ونام تاني وعشان الصورة تكون واضحة دكتور أحمد اتصاب برصاصتين اتضربوا بعشوائية واحدة كانت بالكتف وما صابتش شريان او وريد والحمد لله لكن التانية كانت في مكان دقيق مع النزيف الداخلي اللي حصل وقتها فالحالة كانت حرجة فاحنا دلوقتي في انجاز الحمد لله النزيف الداخلي وقف بشكل نهائي وتأكدنا بالأشعة والتحاليل ان الرصاصة التانية ما سببتش اي اضرار دايمة مش فاضل غير اننا نتاكد ان عدم وصول الدم للمخ وقتها ما تسببش في حدوث مشاكل بالمخ فإحنا دلوقتي محتاجين دعواتكم والهدوء.

تركهم الدكتور وعم السكون للحظات فتحرك سيف وذهب لمكان بعيد وجلس شاردًا ثم انتبه لاحدهم يجلس بجواره.

هي: ما تقلقش خير ان شاء الله، اللي سمعته عن دكتور أحمد انه قوي حيقوم ويبقي احسن من الأول أنا متأكدة.

نظر إليها ثم وجه نظره أمامه بشرود، فاسترسلت.
ضي: لو متضايق إني جيت فأنا..
قاطعها: كنت فاكرك مش جاية تاني.
ضي: ليه؟ انت مش عايز تشوفني.

  • افتكرت انك انت اللي مش هتكوني حابة تشوفيني تاني.
    ضي: ليه؟
  • بتعالجيني كدة ؟!! أنا فعلا بقيت محتاج لعلاج.
    ضي: أنا بسالك عادي يا سيف، مش هاحب اشوفك تاني ليه؟ فعلا مش عارفة.
  • يعني مش عارفة اللي بابا عمله!
    ضي: قصدك عشان كده وأنا مالي باللي عمله عمو.
  • انت عارفة اني كنت هتقدم لك اكيد دلوقتي مش هتحبي ترتبطي بواحد زيي.
    ضي: أولًا أنا ما كنتش عارفة انك عايز تتقدم، ثانيا لو حد في ظروفك اتقدم لي وأنا بحبه وعارفة ومتأكدة انه هو كويس هوافق عليه لكن لو عندي شك انه زي باباه او حتى فيه شبه منه وقتها اكيد هخاف وابعد.

أجابها بضحكة استخفاف:

  • ويا تري ما خوفتيش ليه ولا خوفتي وبتفكري هتمشي ازاي لسه.

ردت بعصبية:
-لولا عارفة انك متضايق وتعبان من اللي حصل كان رد فعلي هيختلف كتير.

نهضت لتتحرك فامسك معصمها ونظر لعينها:
-ضي أنا بحبك ما حستش كدة مع اي واحدة تانية من اول لحظة اتشديت ليكي لما كنت اتضاييق كنت اروح لك بدون ما احس كنت ناوي اتقدم لك، من ساعة اللي حصل وأنا عايز اروح لك واتكلم واخرج اللي جوايا وخايف اقرب منك اشوف اللي يفوقني من حلمي على كبوس.

جلست وعادت لهدوئها وزينت ابتسامتها وجهها مرة اخري.
ضي: لا تعالي ومش هاتشوف اي حاجة تفوقك هانحلم مع بعض.

  • بجد يعني موافقة.

ابتسمت بخجل:
-أنا ماقولتش اني موافقة وبعدين هو ده وقته بردوا.

  • صح، صح بس انت موافقة صح.
    ضي: تعالي نشوف الباقي واسلم على طنط مها.
  • ضي تفتكري شمس هتسامح أحمد وتكمل معاه.
    ضي: شمس طيبه واللي بين شمس وأحمد اكبر من الحب بينهم حاجة اكبر بكتير.
  • هتقبلي تتجوزيني بجد.

ردت بابتسامة:

  • لما تتقدم لي افكر.

مر اليوم بتوتر وقلق سيطر الخوف على الجميع لم يقص اسر على شمس ما اخبرهم به الطبيب كانت شمس تردد اسمه نائمة ومستيقظة وباليوم التالي فاق أحمد وكشف عليه الطبيب للمرة الثانية وبهذه المرة طمأنهم انه تجاوز الخطر وما كانوا يخشوه توقف عند مرحلة الاحتمال فقط.
مع بداية افاقة أحمد بدأت اسئلته عن شمس وما اصابها وهل قُتل جاد ام لازال على قيد الحياه، أجابوه باختصار خشية ان يسال عن اكثر من ذلك كان الجميع بقمة توتره حتى مروان الذي بداخله صراع قوي كاد ان يفتك به حاول تأجيل اي حديث فشعر من حالتهم بحدوث خطب ما خصوصا مع معاملة مروان المتوترة، ومحاولته لتجنبه لم يستوعب او يتوقع الفكرة، ولكن سيطر القلق عليه وما ان حضر عليّ ليطمئن عليه بدأ سيل اسئلته وهو بالكاد يستطيع ان يتحدث.
أحمد بصوت ضعيف متقطع:
-عليّ قولي حصل ايه في القضية وصلوا لأيه هو جاد فعلا مات ولا بيقولوا لي كده عشان ارتاح وخلاص ما تتكلم يا علي.

شحب وجه الجميع وكذلك علي الذي تدارك الموقف سريعا وتكلم بمرح خفيف
عليّ: يا سيدي بالراحة عليا شوية اهدى كدة أنا مش عارف تفاصيل كتير بس اللي اعرفه ان الخطر زال خلاص والعصابة كمان حصل جواها خلاف ومؤامرات بينهم وبين بعض وكل الاطراف اللي لها علاقة بخطفها زمان ومحاولة انهم يرجعوها تاني اتقتلوا.

تساءل محاولًا الهدوء:

  • يعني اللي كان السبب في خطفها زمان اتعرف هو مين؟ طمني يا علي محدش عايز يطمني أنا حتى ما شوفتهاش لحد دلوقتي اوعى يكون حصل لها حاجة.

اتسعت عينه حاول النهوض وهو يكمل:
-هي اتخطفت تاني يا علي لا لا لا مش تاني مش هتبعد.
عليّ: رايح فين اهدى والله ما اتخطفتش هي في الاوضة اللي جنبك بس تعبانة وحالتها مش خطيرة اهدى عشان الجرح ما يفتحش لما صدقنا النزيف وقف والجرح بدأ يلم.

اجابة وهو يحاول النهوض:
-مش مصدقك يا علي انتم مخبيين حاجة وعمي مروان شكله متضايق في حاجة كبيرة كلكم مخبينها.

هنا تدخل سيف وحاول بكل طاقته ان يبدو طبيعيًا.

  • شارلوك هولمز قاعد معانا يا سيدي اهدى وكن مكانك ده لو عايز تشوفها النهاردة لو مش عايز براحتك بقي.

ثبت مكانه وكف عن الحركة:
-يعني هي كويسة طاب ما شوفتهاش ليه من ساعة ما فوقت هى مش عايزة تشوفني.

  • لا يا سيدى هي بس تعبانة الضعف العام اللي عندها والانيميا مخلينها ضعيفة جداً ده غير ان راسها المفتوحة جرح غويط شوية ونزفت كتير فمش بتقدر تقف وبتدوخ جامد والدكتور قال تفضل مرتاحة، نهدي بقي عشان لما الدكتور يمر يسمح لك تروح لها.

استطاع سيف وعليّ تهدئته واقناعه فارتاحت مها قليلا وخرجت رنا من الغرفة وهي تحاول كبت دموعها حتى لا يلاحظها أحمد.

استمر اليوم وكل من شمس وأحمد يسألون على بعضهم البعض لم يعلم احد حتى الان ان شمس تعلم بهوية من حرض على خطفها وتسبب بمعاناتها طوال تلك السنوات.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن باليوم التالي أتت النيابة لأخذ أقوال أحمد بعد ان سمح لهم الطبيب، وبالتحقيق علم أحمد بما خبأه عنه الجميع كما كانت صدمة لهم جميعا وجود كاميرا بالمكان وضعها من كانوا مع جاد بنية تسجيله للحظة اغتصابها المدبر وانها سجلت كل ما حدث صوت وصورة وعلموا ان شمس قد علمت بما دبره هيثم.

بعد رحيل النيابة ثار أحمد ثورة عارمة نزع المحاليل المعلقة بيده كان يصرخ بهم يريد ان يخرج ما بداخله من وجع وألم وكلما صرخ ازداد ألمه كاد قلبه أن ينفجر حزنًا، دخل إليه الجميع عدا اسر الذي اصر ان يظل بجوار شمس.
حاول الجميع تهدئته والحديث معه ولكنه كان لا يرى سوي ان والده خط بيده خط نهايته معها. انسابت دموع مها والفتاتان حاول سيف التماسك اما مروان فلم يستطع الحديث ظهر على وجهه الالم والاشفاق والتمزق السارى داخلة حرب لازالت مستمرة فما مروا به على مدار اعوام ليس بهين.

صرخ بكل طاقته لا يعبأ بازدياد ألم جسده:

  • ليه ؟ليه يعمل كده؟ حد يقولي بيكرهني كده ليه؟ شمس الوحيدة اللي اتمنتها من زمان، ليه يعذبها طول السنين دي بسببي، ما كنتش بصعب عليه وأنا حموت عشانها ما كانش بيحس بحاجة كل مرة يضربني بمنتهي العنف عشان بدور عليها وهو اللي خاطفها وبعدها عننا، طاب كان خطفني أنا أو حتى قتلني كنت وقتها هرتاح عن دلوقتي، ليـــه؟ ليه؟ بعد ما كنت فاكر إني قربت خلاص وحلمي هيتحقق اكتشف انه خلاص ضاع للنهاية، طاب ليه النهاية صعبة كده أنا حتى مش هقدر أبص في وشها اقولها ايه ابويا ضيعك خطفك وعذبك سرق اغلي ما عندك وذلِّك، اقولها ايه! ليه بيكرهني كده؟ طاب الحيوان التاني اخدت تارها منه واتقتل لكن ابويا كنت هاخد تارها منه ازاي! ليه بيكرهني كده؟ حتى لما مات مكمل عذابي ليه؟
    مها: ارتاح يا ابني ارتاح جرحك هيفتح تاني كده عشان خاطرى يا ابني.
  • يا ريت أموت وارتاح يا ريت أموت. بغرفة شمس سمعت صوت صراخه انتفضت وحاولت النهوض.
    اسر: رايحة فين يا شمس.
    شمس: أحمد يا اسر ده صوت أحمد.
    اسر: انت تعبانة ومش بتقدرى تقفي هتروحي ازاي.

بدأت دموعها تنساب على وجهها:
-وديني يا اسر لازم اكون جنبه.
أسر: انت ما تعرفيش حاجة وجودك ممكن يتعبه اكتر.
حاولت النهوض ولكن ألم راسها يزداد بعنف وتشعر بدوار شديد:
-عارفة يا أسر عارفة عشان كده لازم اكون معاه.
تعجب مما سمع، رفع رأسها بأنامله ببطء وحنان ونظر بعينها:
-عارفة ايه؟ وازاي؟
شمس: عارفة مين اللي ورا خطفي من سنين جاد قالي عشان يهِدِّني، عشان كدة لازم اكون مع أحمد دلوقتي أنا بس اللي هَأهديه انتم بتقولوا جرحه مش بيلم بسهوله عشان خاطر ماما يا اسر طاب عشان خاطر سما وديني أنا عارفة اني…

قاطعها بابتسامة:
-عشان خاطر شمس هوديكي براحة كده واسندي عليا.

ازال المحاليل المعلقة بيدها ساعدها لتقف وتستند عليه تحركت ببطء دخلت غرفة أحمد حين تمنى الموت.
شمس: وتسيبني يا أحمد هتطمن عليا وانت مش معايا.

ساعدها اسر لتقف أمامه نظر ليعينها وعينه مليئة بالدموع ثم ادار وجهه سريعا بخزي فالتفت هي امامه بمساعدة اسر رفعت يديها ووضعتها على ذراعي أحمد
وتحدثت بدموع :
-هتطمن عليا وانت بعيد يا أحمد.

ابعد عينه عنها وهو مكانه خشي ان يتحرك تتاذي فتعبها جلي على ملامحها:
-مش هقدر أبص في عينك يا شمس كسرني ومات كسرني اكيد انت شايفاني…

قطعت كلماته:
-شايفاك بطلي يا أحمد شافاك اماني حتى لما كنت ببعد كنت شايفاك كده.

  • ليه كنت بتبعدى وقتها وبتقربي وأنا مكسور والبعد انكتب علينا.
    شمس: كنت ببعد عشان أنت تساهل أحسن مني تستاهل واحد ترفع لك راسك مش توطيها واحدة تكون أول حد لمسها يا أحمد وبقرب دلوقتي عشان انت رفعتلي راسي وفيت بأخر وعد ليك يا أحمد أنا عارفة اني لسه قليلة عليك بس مش هقدر اشوفك تعبان وأنا عارفة اني دواك وافضل بعيد.
  • انت مش قليلة يا شمس طول عمرك مش قليلة من يوم ما شوفتك زمان كنت خايف عليكِ من الهوا حاسس انك ليا وحضني مكانك وكل ما كنت اكبر احساسي يزيد معايا مفيش اي حاجة بعدتني عنك حتى البعد نفسه كنت عايز افرحك باللي عملته واللي يقربني منك لكن ابويا للاسف كتب بايده نهاية حبي ليكي ونهايتي.
    شمس: بعد الشر عليك يا أحمد أنا بحبك والله وما اقدرش ابعد عنك.

بدأت شمس تشعر بعدم قدرتها على الوقوف والتعب والارهاق يزداد عليها وأحمد شعر بالم بجرحه وكانه عاد للنزيف مرة اخرى لكنه لم يهتم بنفسه وامسك هو ذراع شمس باحكام.

  • صدقيني ولا أنا يا شمس بس بابا هو…

قاطعته بصوت وهن:
-انت حبيبي وبطلي للنهاية يا أحمد.

صرخ باسمها وهي تسقط بين يديه؛ فحملها اسر وأعادها لغرفتها واستدعي لها الطبيب.
اما بغرفة أحمد لاحظ سيف ومها ألم أحمد اقتربوا منه يطمئنا عليه ولاحظ مروان تسرب بعض الدماء من جرحه فاستدعي الطبيب.
مروان: اجهدت نفسك يا أحمد حرام عليك تعمل كل ده وانت قايم من عملية مش سهلة.

رد بألم وهو يستجمع أنفاسه ويبحث عن الكلمات:
-أنا جرحي فتح يا عمي ومش هقفل تاني خلاص هيفضل كده طول العمر.
مروان: امال حتضر فرحك إزاي؟ في المستشفى ولا ايه؟! شد حيلك يا بطل.
نظر إليه بعدم فهم ومها بفرحة وسعادة من اجل ابنها اما سيف فنظر له باندهاش وعدم تصديق، كاد أحمد ان يتحدث لولا دخول الطبيب والتمريض نظفوا الجرح واعادوا تغطية.
الدكتور: الحركة الزيادة غلط حظه حلو ان الخياطة ما فكتش يا ريت يرتاح وما يتحركش غير للضرورة ده لو عايز يخف.

تحدث مروان بعد خروج الطبيب والتمريض:

  • سمعت الدكتور اهو لو عايز تقرب يوم جوازك اسمع الكلام.

رد أحمد بعدم تصديق:
-بجد يا عمي يعني حضرتك موافق بجد.
مروان: بنتي وقفت قدامنا كلنا وقالت انك بطلها وحبيبها عايزني ارفض ازاي قوموا انتم بس بالسلامة اه وقولي كنت عايز تفرحها بايه قول أنا زي ابوها.

أحمد:
-قدمت لها عشان تكمل تعليمها عشان ما تحسش انها قليلة في حاجة وهفضل معاها لحد ما تدخل الجامعة وتخلصها كمان.

تحدث مروان بابتسامة:

  • بنتي اختارت صح.

تركهم مروان وخرج من الغرفة وبعد قليل خرج سيف خلفه، وقف مقابل له والقى نفسه بصدره فشدد مروان من ضمه بحنان أبوي.

  • أنا ما توقعتش ان حضرتك توافق ابداً، كنت فاكر ان أحمد هيفضل تعبان باقي العمر.
    مروان: مش هكدب عليك واقول اني اخدت القرار من بدرى او ان اللي عمله هيثم ما اثرش على قرار جوازهم لكن شمس هى اللي ساعدتني اعدي كل ده باللي عملته أحمد راجل ويستاهل واتذى حتى من ابوه والحقيقه الفضل في وجود شمس معانا دلوقتي وفي الدنيا كلها لأحمد من بعد ربنا فعلا قلبه مربوط بها من يوم ولادتها بيحميها من صغره.
  • خالتوا عندها حق.

نظر له مروان بتيه ثم إنتبه لما يرمي إليه سيف.
فاكمل سيف:

  • لو حضرتك وماما عايزين تنفذوا الوصية أنا موافق لأني متاكد ان حضرتك هتعاملها كويس وهتعوضها اللي حصل طول السنين اللي فاتت.

ابتسم له مروان ولم يتحدث عاد سيف لأخيه وشرد مروان مع نفسه.
مروان:آه يا أميرة أنا كنت نسيت باقي وصيتك مش عارف هقدر انفذها دلوقتي ولا لأ مها تعبت فعلا معاه وأنا شوفت جزء من ده اهماله لهم ورميه لها بالباطل، آااااه نفسي ارتاح يا رب الهمني الصواب أنا عارف ان مها محتاجة حد يداويها وأولادها كمان خصوصا رنا اللي شوفت بعيني جفاء ابوها لها وانه ما اهتمش يسال عليها حتى وهى امامه -اخذ نفس عميق واخرجه- يا رب.

دخل مروان إلى شمس وطمأنه اسر عليها كان بجوارها سما ورنا.
جلس مروان بجانب رنا وربت على ظهرها فانهارت في البكاء فضمها بحنان ابوي ابتسمت سما وأسر بسعادة من أجلها وانسابت دموعهم.

صوت بداخل مروان حثه ان يظل بقربهم وألا يتخلى عنهم وان يعوضها واخوتها عن اهمال وغياب والدهم.

مرت الأيام خرجت شمس من المستشفى واصر أحمد هو الأخر على الخروج كانت حالته مستقرة ولكن يحتاج لرعاية، قبل خروجهم من المستشفى قام مروان عمل بعض الاشياء التامينية للمكان وغير افراد الحراسة ولم يلغيها زيادة بالاطمئنان اخذ براي الفريق سالم من الناحية التأمينية للمكان ونفذها.
كانت شمس دوما تهتم بأحمد تجلس بجواره اصبحت ترتدي فساتينها التي اشتراها أحمد لها وازالت سما ورنا عنها حرجها وجعلوها تفرد شعرها وتتركه منسابا على ظهرها كما كانت تفعل في صغرها.
اول مرة رأها أحمد بهذه الطلة نظر إليها مشدوها لفترة طويلة حتى اشتعلت غيرة أسر عليها فنكزه برفق
أسر: ايه ياااا ابيه مش كده انتم مخطوبين اه بس كده كتير.

  • بس يا ابني بس على جنب حبه كدة.

كاد ان يتحرك من مكانه فامسكه اسر وشدد عليه:
-والله ما انت قايم لو اتحركت من مكانك هاخدها واخرج وارجع بالليل.

نظر له بضجر ثم نظر إلى مروان الذي تحدث بما لا يرضيه:
-اخوها بيغير عليها ما اقدرش ألومه بس ممكن اغششك تتصرف ازاي.

واشار بعينيه إلى رنا التي اشتد وجهها حمره من الخجل فابتسم أحمد متحدثًا:
-رنا اطلعي اوضتك وما تنزليش غير لما اندهك.
اسر: شمس يا حبيبتي انت واقفة بعيد ليه تعالي اقعدى جنب أحمد يا حبيبتي.

  • ناس ما تجيش غير بالعين الحمرا.
    اسر: اخلص جامعه واتجوزها وافضى لك.
  • لا ناصح هكون اتجوزتها من زمان ممكن اكون خلفت كمان يا ناصح.

مال اسر عليه:
-لا ما أنا محضر لك مفاجأة ايه صاروخ أرض جو حضمن بها على الأقل اننا نتجوز مع بعض.

نظر له بغيظ شديد:
-صدقني حبوظها لك الخطة دي.

رد بتحدي:

  • حنشوف.

جلست شمس جواره وهي في شدة خجلها
حدثها برومانسية شديدة:
-قمر يا شمسي جمعتي بين الشمس والقمر ازاي.

ازداد خجلها فاكمل:
-شمس أنا عايز نتجوز كفاية بعد كدة حموت منك والله نفسي اطمن وانت في حضني كل يوم نفسي اشيل اول طفل منك نفسي اكمل عمرى معاك نفسي في حاجات كتير قوى يا شمس.

ردت بتلعثم:

  • أنا حابة أخلص التعليم الأول.

رد عليها بصوت عالي وصل لمرحلة الصراخ

  • نَعَـــــــــــم.

نظر له اسر بانتصار تتراقص حواجبه.
مروان : في ايه يا أحمد

  • عمي أنا هكتب على شمس اخر الاسبوع والفرح الشهر الجاي.

مروان ضاحكا:

  • هي قالت لك.
  • أنا ما سمعتش حاجة اصلا واللي فكر لها في كدة أنا عارف أضايقه ازاي بس الفرق اني هزعله فعلا.

مروان:

  • اهدي بس وهنتكلم أنا موافق على كتب الكتاب بس الفرح اهدي عليه شوية، عشان الكل يكون مستعد احنا اه مع بعض بس احنا كمان لسه عايزين نشبع منها شوية اعتبرها خطوبة وكتب الكتاب عشان محدش يغلس عليكم فاهمني يا اسر.
    اسر: هو في حد بيغلس عليهم تؤ تؤ تؤ تؤ مالوش حق.

مروان: كمان شمس تكون خلصت اول خطوة في تعليمها وتعرف تتعامل مع الناس بثقة بعدها تكمل وانتم متجوزين وأنا واثق اننك ها تساعدها إحنا كلنا معاكم خصوصا انكم هتجوزوا هنا معانا، نفتح لكم اوضتين على بعض ونجهزها لكم، خلي كل حاجة تاخد وقتها يا أحمد.
أحمد : ماشي يا عمي المهم كتب الكتاب بكرة.

ضحك الجميع حتى ادمعوا.
مها: مش كان اخر الاسبوع.

حدثها بغضب وإحباط

  • وكان الفرح بعدها بشهر مش سنة مش عارف هتعدى ازاي اصلا.

تحدث مروان ضاحكًا:

  • موافق بش بشرط.
  • طبعا الكل دلوقتي بيستغل الفرصة.

رد مدعي الضيق:
-كده يا أحمد بتقول لعمك كده، على العموم شرطي ان الفرح اللي يبقي اخر الشهر يبقي فرحي أنا ومها.

خجلت مها واحمر وجهها بينما صفق الجميع وعلت صفارة سيف متحدثًا:

  • ما نخليها فرحين وتجوزوني ضيّ أنا خللت يا بشر.

همس أحمد وهو ينظر لشمس:

  • امال أنا ابقي ايه بقي!

مروان: لا مش فرح تبقي خطوبة وتتجوزوا مع شمس وأحمد تكون جبت شقة وجهزتها.

  • ما نتجوز هنا احنا كمان.

مال مروان على اذنه:
-عايز تتجوز في الزحمة يا عبيط عشان تبقوا براحتكم.

ثم اكمل بصوت عالي

  • هنا شمس وأحمد الكبار عشان البيت ده يفضل بيت العيلة دايما.

مرت السنون تزوج كلٍ من يحب فتزوج أحمد شمس، وتزوج سيف ضي و تقدم سيف اخو ضي لسما وتزجها بعد أن أنهت دراستها وكذلك اسر ورنا ولم ينسي أحمد مضايقته وتضيق الخناق عليه حتى اعلن اسر استسلامه وخضوعه لأحمد الذي نظر له بانتصار شديد.

انجبت شمس طفلها الاول واصرت ان تسميه أدم وكان اول خلاف لها مع أحمد
شمس: يا أحمد افهمني عشان خاطرى.

  • شمس أنا مش معترض انك تسمي ابننا اللي جاي في الطريق لكن تسميه أدم لأ اي اسم غير ده.
    شمس: يا أحمد لولا أدم ما كنتش هبقي معاك دلوقتي حماني يا أحمد سبني ارد له جزء من فضله عليا.

رد بعصبية لم تراها شمس من قبل:
-فضل ايه اللي بتتكلمي عليه فضل انه اخدك مننا انه كان بيضربك ويمد إيده عليكِ، على انه وداكِ لحيوانات، انه حبك يا شمس، انه كان هيتجوزك.

ارتعبت من نبرته وانكمشت في نفسها قليلا:
-لو ما كانش هو اخدني كانوا هيبعتوا ناس تانية لحد ما ينجحوا واللي عمله كان عشان اسمع كلامه وده عادي بالنسبة له حبه ليا عذبه لما كنت معاه وهو متأكد ان قلبي معاك من خوفي أول ما يقرب مني من إحساسه بالقهر وهو عارف إني بحبك كان عايز يتجوزني عشان يحميني برده وكان حيزيد عذابه لاني كنت استحاله اخليه يقرب مني وهو كان استحالة يعمل معايا كده غصب كان واعدني.

زاده حديثها غضبًا فهي تدافع عنه باستماته بل وتريد تسمية ابنه باسمه ابتعد عنها ثم استدار لها وصرخ بكامل قوته.

  • بطلي تتكلمي عنه كده بطلي.

بهذه اللحظة رجعت بذاكرتها لليوم الذي تحدثت فيه عن أحمد وقام أدم بجلدها حتى أغشى عليها.

أجابت وهي تضع يديها على رأسها بحمايه تزحف للخلف مكان جلوسها حتى كادت ان تسقط:
-خلاص يا أدم أنا اسفة مش هقول كده تاني، بلاش، بلاش الحزام هاسمع الكلام والله.

انتبه أحمد لنفسه كانت تلك اول مرة تناديه بأدم هل ذكرها به هل كان يتعامل معها بكل تلك العصبية اخذ نفس عميق اخرجه واخرج معه غضبه أسرع إليها وضمها بحنان
حدثها وهو يربت على ظهرها بحنان وحب:

  • أنا اسف مش هتعصب كده تاني اسف، مش فاهم ازاي بالرغم من كده عايزة تسمي ابننا على اسمه.

صمتت ولم تجب وظلت على وضعها فهم هو استمرار خوفها منه.

  • خلاص يا شمسي أنا اسف والله عمرى ما هتعصب عليكي كده تاني أنا اسف بجد.

بدأت تشعر بالاطمئنان مرة أخرى نظرت حولها للمكان ثم إليه تتأكد أنها كانت بكابوس بشع وليس حقيقية وانها بحضن أحمد حبيبها وليست بالوكر عندها شعرت بالأمان مرة اخرى والراحة
تحدثت بدموع:
-أنا عارفة انك بتغير منه وبتكرهه عشان اخدني منكم بس ما كنتش هاعيش معاك دلوقتي لو ما كنتش قابلته كنت حبقي ميته.

شدد من ضمها:
-ما تقوليش كده تاني يا شمسي ودنيتي انت نورتي دنيتي حسستيني بالحياة من تاني رجعتي الفرحة لبيتنا من تاني.

لم تكن تلك النهاية بل بداية قصص وحكايات لأسرتها وعائلتها، لم تنسى ما مرت به، ولم تقف عند معاناته بل اتخذت مما مرت به وعاشته درسًا تطبقه بحياتها، لم تسنى يومًا من بذلوا حياتهم فدائها، تدعوا لهم دعاءً خالصًا، وتخص أدم بالدعاء خفاءً.

الخاتمة
وبالفعل وضعت شمس مولودها واسمته أدم حاول أحمد تقبل الوضع ولكنه لم يستطع لدرجة ابعدته عن ابنه كان اسمه حاجزا بينهم. شعرت شمس بذلك لدرجة اشعرتها بالندم شعرت انها اذت طفلها وتسببت في ظلمه.
مرت الأيام و الشهور على هذا المنوال حياتهم هادئة لا يعكرها سوي ابتعاد أحمد عن ابنه. حملت شمس للمرة الثانية بعدها بعامين وانجبت انثي اسمتها أميرة سعد الجميع بها طار أحمد من فرحته بها ميز في المعاملة بينها وبين أدم حاولت شمس الحديث معه كثيرا وكان يقنعها ويقنع ذاته انه عادي وان الانثي تحتاج إلى دلال اكثر من الولد يأست شمس من تغيره ندمت بشده على اصرارها لتسميته بأدم وكلما رات تفرقت أحمد في معاملاتهم بكت قهراً على ابنها.

مرت عدة سنوات اخرى واستمر الحال كما هو وبإحدى المرات دخل أحمد فوجد أدم يحتد على أميرة وشمس ليست معهم فعنفه بشدة وعاقبه بدخوله الغرفة وحرمانه من الطعام ورفض حتى الاستماع إليه كان أدم بعمر ثمانية اعوام وأميرة بالخامسة. حاولت شمس ان تشرح له انها ليست سوي لعبة، لكنه لم يستمع إليها من الاساس فهو يعلم انها تتساهل معه قليلا لأنه دائما يعنفه. تركهم ودخل غرفته بدل ملابسه وعاد إليهم ليتناولوا الغداء وبعد ان جلس نهضت أميرة.
أحمد: رايحة فين يا أميرة؟ تعالي يا حبيبة بابا كلي معايا.
اميرة بزعل طفولي: لا أنا زعلانه منك ومش هكلمك تاني اصلاً.

  • اصلاً، لا دا انت زعلانه جامد.
    أميرة: ايوة ومش أنا بس أنا وماما وأدم وكلنا بنعيط منك وانت مش موجود وأدم دايما بيعيط بسببك ما تكلمنيش تاني بقي ماشي.
    نظر أحمد لشمس التي تنظر لابنتها بابتسامة حزينه ودموعها تنساب على وجهها.
    عاد بنظره لابنته: طاب فهميني زعلانة ليه دا كان بيتخانق معاكي.
    أميرة: لا احنا كنا بنلعب هو بابا وأنا أدم وكان بيعمل زي ما انت بتعمل معاه بس بالراحة عشان ما يوجعنيش.
    نظر لها بصدمة شديدة ثم إلى شمس التي لازالت تبكي.
    ابتلع غصته ثم حدثها طاب ايه رايك اروح أنا وانت نصالح أدم ونرجع نتغدي كلنا مع بعض.
    ردت بفرحة تلقائية: يعني مش هتسيبه يعيط وهياكل معانا -أومأ لها موافقا- طاب يلا بسرعة زمانه بيعيط جامد.

بغرفة أدم كان جالسا بأحد اركان الغرفة يضم قدميه إلى صدره يبكي بصمت ودموعه لا تتوقف.
فتحت أميرة الغرفة هي تنادي عليه اسرعت إليه تضمه فحدثها أدم بطفولة وهو يبكي.
أدم: اطلعي عشان لو بابا شافك هنا هيزعق لك جامد زي المرة اللي فاتت.

  • وبابا جه اهو.
    سحبها أدم خلفه وتحدث كرجل كبير بالرغم من سنه: هي ما عملتش حاجة هي صغيرة ما تزعقلهاش لو سمحت هي مش هتستحمل.
    نظر له بابتسامة بداخله خزي من نفسه ما فعله أدم يذكره بما كان يفعله لحماية شمس من والده عندما كان بنفس عمره خرجت أميرة من خلفه.
    أميرة: مش حيزعق لي عشان هو جاي معايا اصلاً عشان يصالحك قال مش هيخليك تعيط تاني – اكملت بفرحة- يعني مش هتنام معيط تاني وأنا كمان عشان كل مرة تنام معيط أنا كمان بنام معيطة عشانك.
    اقترب منهم وضمهم إليه بحب: أنا اسف اني عيطكم في يوم وأنا مش حاسس.
    سعد أدم بشدة وضم أحمد بكامل قوته شعر به أحمد وشدد من ضمه وربت على ظهره بحنان كما كان يرجوا ان يفعل معه ابيه يوما.

منذ هذا اليوم تغيرت معاملة أحمد لآدم، ولكن في بعض الأوقات يعود لحدته معه وعندما ينتبه لنفسه يتراجع ويتعامل معه برفق.

مرت سنون اخرى كبر أدم واصبح بالسادسة عشر من عمره وأميرة بالثالثة عشر كان بالحديقة يجري خلف أميرة وبيده حزامه.
ادم: مكانك هتضربي يعني هتضربي.
أميرة: أدم اعقل والله اقول لبابا.
أدم: يا ريت وابقي شوفي بابا هيعمل ايه اكيد مش هيسكت.
أميرة: أنا ممكن بحركت كاراتيه واحدة اوقعك واعورك كمان أنا معايا حزام اسود.
أدم: اسود على دماغك اللي هكسرها.
بالأعلى أحمد يقف بالنافذة: تعالي يا ست شمس شوفي مش سمتيه أدم اهو ماسك الحزام لاخته وبيجري وراها.
شمس: أكيد عاملة مصيبة.

  • دايما بتدافعي عنه حتى في الغلط.
    شمس: وانت دايما ضده حتى في الصح، يا أحمد ده ابنك الكبير سيبك من الماضي اللي هو مالوش ذنب فيه أنا لحد النهاردة بندم اني سميته أدم.
  • على قد ما بقدر ببعد الفكرة دي عنى بس غصب عني بلاقيني بعامله كده.
    بكت شمس فأكمل: خلاص ما تعيطيش ححاول والله مش كنتي سمتيه اسر على اسم اخوكي اهون.
    ضحكت وسط دموعها: كنت هتستحمل اتنين اسر دا انتم بتتخانقوا زي ولادكوا عشاني.
  • بيغير عليكِ مني وبيحضنك كتير وهو عارف اني بتضايق ومن ساعة ما عمي مروان وماما سافروا عمره وهو شادد حيله عليا على الاخر.
    شمس: بابا وحشني قوي وخالتوا هما مبسوطين ان السفر اتقفل وحيفضلوا هناك الوحيدين اللي فرحانين بالكرونا ربنا يعافينا منها.
  • وحشوني فعلا بس المهم انهم بخير ومبسوطين كان عندها حق خالتوا أميرة، بقولك الواد جاسر فين نايم بردوا.
    شمس: ما انت عارف ابنك لازم ينام نص اليوم شوية خصوصا ان فيه حفلة النهاردة عشان يبقي فايق بالليل.
  • تعالي نشوف سي أدم بيعمل ايه

شمس: براحة لأني متأكدة ان أميرة غلطانة وإلا كانت جت اشتكيت لي.

  • انت!! اشمعني أنا لأ ليه بقي؟
    نظرت له وكان نظرتها تخبره انت تعلم السبب
    وبالفعل احتد أحمد على ادم.
    أحمد : ايه اللي بيحصل هنا.
    وقف الاثنان بالحديقة نظر أدم إلى أميرة فنظرت له برجاء
    ادم: مفيش يا بابا أميرة بوظت حاجة من حاجتي وأنا كنت بخوفها بس أنا اسف.
    كالعادة احتد عليه أحمد وعاقبه بالمكوث بغرفته حتى موعد الحفل وبعدها سيكمل عقابه امتثل له أدم بصمت بينما شعرت أميرة بتأنيب ضمير كادت ان تتحدث لولا نظرة من أدم ألا تفعل.
    بالمساء بدء الحفل اتي الجميع ودعي أحمد صديقه على الذي اصبح فرد من العائلة وابنائه عبد الرحمن الكبير والواقع بحب أميرة.
    بحث عبد الرحمن بعينيه عن أدم حتى وجده وتحدث معه
    عبد الرحمن: ما اقتنعتش انها غلطانة بردوا .
    ادم: انت عارف بتكون عارفة انها غلط وتبرر.
    عبد الرحمن: كد مش فاضل غير اني اقول لعمي.
    ادم: بلاش أميرة مش هتتحمل عقابه، بابا عقابه شديد.
    عبد الرحمن: لازم وهحاول اهدى الامور.
    وبالفعل جلس مع أحمد بغرفة المكتب وتحدث معه وقص له ما فعلته أميرة وان بذلك قد تتسبب لنفسها لمشكلة مع شاب مستهتر وقد تعرض نفسها لخطر حاول عبد الرحمن اختيار كلماته حتى لا يصل أحمد لقمة غضبه
  • طاب ما اتكلمتش معاها ليه؟
    عبد الرحمن : للأسف يا عمي أنا وأدم كلمناها لكن هي ماشية ورا شوية بنات مستهترة وما اهتمتش لا لكلامي ولا لكلام اخوها عشان كده كان لازم اقول لحضرتك.
    تذكر أحمد كلمات شمس بان أميرة مخطئة وإلا كانت اشتكت لها. نادي لأميرة وبخها حتى بكت، اعلمها انه بهذه المرة سيترك امرها لعبد الرحمن وإن لم تصغي له تدخل هو.
    خرجت أميرة مع عبد الرحمن من مكتب والدها وتحدثا بالحديقة وعندما لم يجد منها أملا في الرجوع عن افعالها المتهورة والغير محسوبة تشاجرا، وتحرك ليتركها ويترك الحفل كله اقتربت منه وبدأت تعتذر له وتطلب منه المكوث
    عبد الرحمن: أنا اسف يا أميرة بس أنا خارج من حياتك كلها مش الحفلة بس ادام مفضلة بنات زي دول عليا وعلى اخوك وعلى نفسك كمان انت صغرتيني مرتين مرة لما عملت اللي في دمغاك ودلوقتي لما مش راضية تسمعي الكلام وبتقولي مالكش دعوة بيا فأنا مش حيبقي ليا دعوة بيكي خالص.
    بكت أميرة وهو يتحدث ولم يرق لها كان أدم يتابعهم عن قرب وأحمد من بعيد ولما راي أدم دموع أميرة ذهب إليهم واقترب منه أحمد يري ماذا سيفعل ابنه.
    اقترب أدم واحتضن أميرة: في ايه ؟ ايه اللي حصل يا عبد الرحمن؟

عبد الرحمن : اسال اختك مفيش فايدة فيها هتفضل طول عمرها كده.
ادم: عبد الرحمن أنا بحبك ما تخلنيش ازعلك ما تتكلمش عنها كده.
زادت شهقات أميرة فزاد هومن ضمها وربت على ظهرها.
تدخل أحمد: انت ازا ي تتكلم كده.
ادم: بابا حضرتك ممكن تعاقبني لكن أنا مش هسمح لحد انه يعيطها ويقهرها كده أنا عارف انها غلطت وغلطة كبيرة لكن مش هسمح انه يوصلها لكده هو كان ممكن يتعامل باي طريقة غير التهديد واللي بيعمله استسهال وإنسحاب هيوجع قلبها كده ومش هيفيدها .
كتف يديه: ما انت كنت هضربها بالحزام.
أدم: هي كانت متأكدة اني استحالة اضربها واني بهوش بس، وأنا معترف اني غلطت بس كنت متغاظ منها.
أميرة: هو صح يا بابا أنا اسفة أنا اسفة يا أدم والله مش هعمل كده تاني وهسمع كلامك يا أدم ما تعاقبوش يا بابا لو سمحت أنا اللي غلطانة يا بابا مش هو.
ابتسم عبد الرحمن فما اراده حدث
عبد الرحمن: كده خطتي تمت للنهاية ونظر إلى أحمد مبتسما
اقترب أحمد من أدم وضمه : راجل يا أدم اتمني ان اخوك يبقي زيك كده.

كانت هذه نقطة انطلاق جديدة لعلاقة أحمد بابنه أدم اغلق بها صفحة الماضي وعلم ان شمس هي فعلا شمس حياته وأولاده هم نجوم بسمائه.
شمس:استمرت حكايتي وحكايات إخواتي وبدأت حكايات أولادى فرحانة بحياتي ومش ندمانة على اي حاجة مريت بها لأن كل خطوة في حياتنا هي أساس الخطوة اللي بعدها ولو خطوة نقصت مش هنعرف نأخذ اللي بعدها وهتتغير الخطوات وممكن نتوه أحيانا الالم سبب للفرح بعدين احنا بس اللي ساعات نيأس ونستسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top