الرواية حصري ممنوع النسخ نظراً لحقوق الملكية الفكرية
” الفصل الخامس “
اختلي بنفسه داخل غرفته يعيد ترتيب افكاره المذبذه ، فتلك الصغيره جعلته يشعر بانه اقترفا ذنبا لم يغتفر .
اشعل سيجارته وظل ينفث عن غضبه المكنون داخل صدره وشرد بزوجته السابقه ، فقد كانت ملكه متوجه علي عرش قلبه ولكن بعثرت برجولته وكرامته وضربت بهم عرض الحائط ..
تذكر اليوم المشئوم ذاك ..
(فلاش باك )
كانت تقف امام المرآه تمشط خصلاتها الذهبيه المنسابه خلف ظهرها بنعومه
تطلع اليها بعشق ثم اقترب منها بلطف وقف خلفها يحتضن خصرها بيديه ثم مال بخفه يطبع قبله عميقه بثنايه عنقها البض ثم اسند ذقنه اعلي كتفها وتطلع لملامحها الفاتنه عبر انعكاس صورتها بالمرآه قال بصوته الاشج :
- عنود چلبي أمته هشيل حته منيكي چوه حضني
تجمدت ملامحها وجحظت عيناها اثر واقع كلماته ، ثم ابتعدت عنه ووقفت في مواجهته تهتف بتسأل : - تقصد ايه بكلامك ده
ابتسم بحب وعاد يقترب منها بخطواته الثابته ووضع كفه اعلي أحشائها قائلا : نفسي بطنك دي تشيل ولدي
هزت راسها بقوه : لا طبعا انا ماعنديش استعداد للخطوه دي يا غيث
همس بصوت دافئ : ومالو نستعد يا چلبي
جذبها اليه وهم بتقبيلها ولكن انتفض جسدها وابتعدت عنه بحده وهتفت قائله : غيث حبيبي انا مش فاضيه عندي كريري الخاص
هتف بضيق : وايه هو كريرك الخاص نحب نعرف
هتفت بضجر : شغلي ، طموحي ، كياني ،هم دول حياتي ومستقبلي مش تقولي طفل
همت بحمل حقيبه يدها ثم سارت بخطوات واسعه مبتعده عنه
فاق من صدمته علي صوت خطواتها المبتعده ، لحق بها كالفهد وامسك برثغها يمنعها المغادره ، جذبها اليه وجعلها تقف امامه ، نظر اليها بعينان حادتين صارخه بتعنيف : وأني فين من حياتك يا هانم ، زوچك فين من طموحات جنابك ، انتي مابتفكريش غير في نفسك وبس ، مش مهم عندك راچلك بيحب ايه وبيكره ايه ، محتاچ ايه ، بتفكري في كيانك وكريرك اللي بتچولي عليه دي وأني اللي هملت أهلي وناسي عشانك وعشان اكون چنبك ، حافظت علي حُبنا لكن انتي دلوك بتهدمي كل حاچه ، عارفه الغلط مش عليكي ، الغلط عندي اني ، بس ملحوچه يا بنت الناس ، عاوزه تختاري طموحك وتتخلي عني هنفذلك رغبتك دلوك
هتفت بضيق وهي تبعد رثغها من قبضته : يكون افضل ليه وليك وارجع بلدك اللي قرفتني بيها ، مش تسمعني اسطوانتك كل شويا سبت اهلك وناسك عشاني ، اتفضل ارجع لاهلك وناسك وحل عني بقا يا أخي
قبض علي قبضته بقوه لتظهر اوردته ثم هتف بصوت غاضب : - مش عاوز امد يدي عليكي مش اخلاچي ، بس هسمعك اللي انتي عايزه تسمعيه ، انتي طالچ يا عنود ، طالچ ومش عاوز اشوف وشك تاني
لوت ثغرها ثم هتفت باستهزاء : فاكر نفسك معيشني في جنه ، انا خارجه من جحيمك يا غيث ومش عاوزه منك حاجه
فاق من شروده علي صوت طرقات خافته اعلي باب غرفته ، ثم وجد المقبض يدور بخفه وتطل منه تلك الصفيره الذي نسى امرها .
اطفي سجارته وهتف بصوت جلي : في ايه واچفه متسمره كيده ليه
دلفت بخطوات متهادى ووقفت امامه تنكس براسها ارضا وهمست بصوت رقيق : حچك علي
رفع مقلتيه يتطلع بها بلين فقد رق قلبه لصوتها المنكسر وهمسها الرقيق كصوت فرخ عصفور يغرد باحضان والدته
همس بصوت حاني : أچعدي چاري
جلس بجواره وظلت منكسه الراس ، رفع انامله يداعب وجنتها ثم رفع ذقنها لتنظر داخل عينيه ثم همس قائلا : تعرفي انك لساتك ازغيره
زفر انفاسه بضيق ثم اردف قائلا : ليه ابوكي يچوزك ازغيره اكيده
تاهت بغاباته الزيتون خاصته ولا تعلم بماذا تجيبه
ابتسم غيث بخفه ثم قام ناهضا وامسك بكفها تسير جانبه ، دلف بها لغرفتهم ، تسطح الفراش ثم اشار اليها لتتوسد صدره لتنصاغ اليه بصمت ، تخللت انامله داخل خصلاتها الكاحله وهو يتنهد بحرقه كان جبلا واطبق علي صدره جعله يتنفس بصعوبه ، هتف داخله يأنب نفسه علي قبوله بتلك الزيجه ( متچوز طفله كيف هچرب منيها كيف )
كان حمزه يجلس بمكتبه داخل القسم واذا برنين هاتف المكتب ، رفع سماعته يجيب في حبور لينهض واقفا ثم اغلق الهاتف وحمل سلاحه وغادر المكتب بخطوات واسعه .
انطلق بسيارته بسرعه فائقه الي حيث وجهته فقد أخبره مأمور القسم بوجود حادث شغب بالسجن العام التابع لمركزه وهروب بعض الخارجين عن القانون وتبادل اطلاق الاعيره الناريه ولا أحد يتصدا لهم ..
في غضون دقائق كان حمزه يصف سيارته ويترجل منها سريعا وهو يشهر سلاحه ثم سار بخطوات واسعه اشبه لركض ليجد الوضع مزريا داخل السجن ، راء بعض العساكر مصابين بالاعيره الناريه ومُسطحين ارضا ، صرخ منفعلا باحدي العساكر القادمين معه وصاح به قائلا :
-اطلب الاسعاف فورا يا عسكري
نفذ العسكري اوامره واتت سيارات الاسعاف خلال دقائق تحمل المُصابين وتسرع بهم الي المشفي .
اما عن حمزه فكان يتفقد الوضع بالسجن وتوجه الي مكتب المأمور يستمع لاقواله ثم انطلق في البحث عن المساجين الهاربين بعدما قراء ملفهم واتضح بانهم من مطاريد الجبل وتم القبض عليهم اثناء تهريب قطع من الاسلحه والاثار الفرعونيه .
هتف حمزه قائلا بحده : اكيد طلعو الجبل يا افندم
- لازم نعمل خطه محكمه يا حمزه ، طلوع الجبل مش سهل ، في خطر علي حياتك وحياة القوه
- والعَمل يا افندم دول تلات مساجين ومسجلين خطر ، هروبهم في الوقت ده بالذات مش في صالحنا
هتف المامور بحزم : سبلي الترتيب ده يا حمزه ، دلوقتي نطمن علي العساكر المصابه ومش عاوز خبر هروب المساجين ده ينتشر ، واللي الصحافه والاعلام ما هيصدقو
هتف حمزه بدهشه : ازاي يا افندم ولازم نوزع صورهم علي كل المحافظات ونعمل خطه البحث عنهم - نفذ الاوامر يا سياده الرائد ، وبعدين احنا عارفين هم فين دلوقتي ، ماعندهمش غير الجبل يتحامو فيه ، ولسه مافيش اوامر باقتحامه خوفا علي سلامتكم
غادر حمزه مكتب المأمور وهو في كامل غضبه ولا يعلم لما تلك الاوامر الصارمه ، فهو يريد تأديه واجبه ولكن يديه مقيده باغلال الاوامر وعليه تنفيذ القانون ..
استقل سيارته يقودها الي حيث المشفي ليتفقد وضع العساكر المُصابين .
بعدما تاكد غيث من نوم الصغيره ، اراح راسها اعلي الوساده ، وتسلل من جوارها ، ترك الغرفه باكملها ، توجها الي الغرفه الاخرى ، فتح درج الكومود واخرج برواز كان يخفيه بين ملابسه ، ظل ينظر لذلك البرواز بشرود ، فلم يكن داخله الا صوره تذكاريه جمعته بزوجته السابقه وهو يحاوطها بذراعها وهي تضع كفها اعلي صدره ويتبادلون نظرات العشق ، لوي ثغره بضيق ثم وضعه كما كان داخل الدرج ، شعر بالاختناق فقرر ان يتوجه لصديقه الذي يفهمه دون كلام ، جواده الاصيل الذي يبوح ما في صدره دون قيود .
ترك منزلها بهدوء ثم هبط الدرج بخطوات واسعه ، وسار الي حيث الاسطبل الذي يقبع بالقرب من السرايا .
دلف اليه يتحسس ظهره برفق ثم وضع كفه ليصدر عن الجواد صوت صهيل واخرج لعابه يلعك بكف غيث ، همس غيث بصوت شچين :
- وبعدين يا أصيل في چلب صاحبك ، لا عارف انسي ولا چادر ، تفتكر العيب فيه يا صاحبي ، رغم اللي عملته فيه مش چادر اشيلها من دماغي ، بفكر فيها ، چولت الچواز هينسيني وچعي لكن ده بيزود همي ، بظلم بنته ازغيره امعاي لا فاهمه يعني ايه راچل ولا يعني كيف الزواچ .
تملمت في فراشها عندما راَودتها الكوابيس ، جعلتها تفتح عيناها بفزع ، اعتدلت في نومتها لتجلس بالفراش تحاول استرداد انفاسها اللاهثه اثر الكابوس الذي اقلق منامها ، بحثت عنه فلم تجده ، نهض من الفراش تغادر الغرفه لتسير الي حيث المطبخ لترتشف بعض الماء فقد جف حلقها اثر الكابوس التي عانته في منامها ، وبعد ان ارتشفت القليل من الماء سارت الي حيث الغرفه المجاوره لغرفتها تبحث عن زوجها ، طرقت الباب برفق ثم دلفت لتجد الغرفه فارغه ، اتاها الفضول تجلس قليلا تنظر بكل ركن بها وهي تتسأل داخلها ، لماذا زوجها ياتي الي تلك الغرفه ويظل بها منعزل عن باقي الشقه ، لماذا يفضل الجلوس وحده هنا ؟
تنهدت بضيق وهي تتطلع حولها بفضول ، ثم جلست اعلي الفراش لتشتم رائحه عطر زوجها تعبق الوساده التقطها بين راحتها الصغيره ثم قربتها من انفها تستنشق عبقها وتبتسم برقه ثم وضعتها كما كانت وهمت بالنهوض لتتعثر قدمها وتنصدم بالكومود ، استقامت بخفه وتطلعت لهيئتها داخل المرآه الموضوعه اعلي الكومود ، ظلت تحدق بملامحها وتفرد بخصلاتها الفاحمه تضعهم اعلي كتفها وتنظر لجسدها الضئيل وهي تقضم شفتيها بحزن عندما تذكرت حديث والدتها قبل زواجها بايام
( بت يا شچن ، عاوزاكي تحطي غيث فوچ راسك ، تخلفي منه عشان يحبك ويحطك چوه عنيه وتعششي في چلبه ، انا سمعت إن مرته طلچها عشان ماكنتش عاوزه تخلف ، يعني يا حظك وهناكي يا بتي لو حبلتي وجبتيلو ولد يفرح چلبه ، ده مش بعيد يچبلك سرايا لحالك وتچعدي بعيد عن امه ، وعاوزاكي تصلبي حيلك اكيده وتتچلعي عليه وتلبسي الشفتشي ، حاكم مرته كانت بت بندر وسمعت انها كانت چميله ، انتي بردك تفضلي چميله في عنيه لم تلبسي وتتچلعي وتسمعي كلامه دي أهم حاچه ، هو سيدك وتاچ راسك ، اتكحلي واظهري چمال عنيكي وحطي الاحمر والاخضر ، اتذوچي لراچلك واتعطري ، خليكي دايما چدام عنيه منين ما يروح وتضحكي في وشه يا چلب أمك هتكسبيه وتكسبي راضاه )
قررت ان تفعل بوصيه والدتها ، عادت بخطوات واسعه الي حيث غرفتها وبحثت بين ثيابها عن غلاله ترتديها وتنتظر عودته
اخرجت غلاله حريريه باللون النبيذي وارتدتها لتنساب بنعومه علي جسدها ووقفت امام المرآه تمشط خصلاتها السوداء وتركته ينسدل بخفه علي ذراعيها ثم التقطت المكحله التي بها كحل عربي ، وبدات في تكحيل عيناها البنيه التي تشبه لون القهوه ثم وضعت بعض من الكريمات التي تخص تفتيح البشره ونثرت عطرها وظلت تنظر لنفسها باعجاب
استمعت لصوت انغلاق باب الشقه ، شعرت بالخجل والتوتر ولكن قررت ان تستجمع شتاتها وتغادر الغرفه تستقبله بتلك الهيئه
سارت بخطَوات مضطربه ثم فتحت باب الغرفه تنظر حولها تبحث عنه ، لتقع عيناها علي وجوده بالقرب من باب المنزل ينزع حذائه ، تقدمت اليه بخطوات واسعه ثم انحنت بجذعه امامه ونزعت هي حذائه ووضعته بالجزامه الخاصه بالاحذيه ، وعادت اليه تنزع الجراب الذي كان يرتديه وهو يتطلع اليها بدهشه
نظرت له بوجهها الباسم قائله : أحضرلك الحمام تتسبح
أوم لها براسه ، لتركض امامه كالفراشه دلفت الي غرفتهم ووتوجهت الي المرحاض الملحق بالغرفه وبدات في ضبط المياه داخل حوض الاستحمام وجلبت له المنشفه
لحق غيث بها ليرا ماذا تفعل تلك الصغيره وجدها تغادر المرحاض وتنظر له قائله بصوتها الرقيق الخافت : الحمام چاهز يا سي غيث
رفع غيث احدي حاجبيه قائلا : سي غيث اممم
همت بالابتعاد ولكن امسك بذراعيها وهمس بصوت حاني وهو يتطلع لبشرتها التي اخفت لونها بمساحيق التجميل قائلا : بلاش تحطي الحاچات دي تاني ، اني عاوز أشوفك بچمالك الطبيعي ، ما بحبش الذواچ ولا الاحمر والابيض
هزت راسها بالموافقه ، سحبها من يديها لتدلف المرحاض جواره ، ثم فتح صنبور المياه وملي كفه بالماء ليسكبه علي وجهها ليخفي تلك الالوان التي ذكرته بزوجته السابقه ، وهو يريد محو اي ذكره تذكره بها .
ثم جفف لها وجهها بالمنشفه وهمس بصوت هادئ : ايوه اكيده
ظل يتطلع لتسمرها ثم اردف بمشاكسه : هتسبحي امعاي
توردت وجنتها بحمره الخجل وفرت من امامه هاربه ، ضحك هو علي خجلها ثم لحق بها وعيناه مازالت تجوب اعلي جسدها ، اقترب منها يهمس بجديه : لساتك موچوعه
هزت راسها بخجل
همس بصوت حاني : اطلعي في عنيه
نظرت لعيناه التي تتوه بها كلما وقعت عليها ، ازدادت نبضاتها ، مال بجسده يلتقطها بخفه بين ذراعيه ثم اراحها بالفراش برفق ، يحاول ان يمحي بذاكرتها ماذا حدث بليله زفافهم ، يريد ان ينسيها ما عانته وعاشته تلك الليله ، اقترب منها برفق والتقط شفتيها في قبله رقيقه ، تحولت بعد ثواني لقبالات متفرقه عاصفه بكيان كل منهما ثم همس بجانب اذنها وامطره بكلمات من الغزل لتذوب عشقا بين يديه ، و نجح هو في اخفاء الذكره المؤلمه وبدلها للحظات من السعاده لا تنسي ..
👇