رواية قطرات الغيث بقلم فاطمة الألفي الفصل 6

الرواية حصري على موقع مجلة الأسطورة، ممنوع النسخ نظراً لحقوق الملكية الفكرية

“الفصل السادس “

بعدما تفقد اصابه بعض العساكر واطمئن علي وضعهم ، وقبل ان يغادر المشفي بحث عنها يريد ان يلتقي بها ، فقد أشتاق حقا لرؤيه وجهها والحديث معها

في ذلك الوقت كانت تهم بخطواتها تسير في الرواق ، وقف حمزه مقابلا لها ، رفعت وجدان مقلتيها تنظر لذلك الجسد الضخم الذي جعلها تتسمر مكانها وتكف عن السير ، لتلتقي بعيناه البنيه ، لاحت شبه ابتسامه اعلي ثغره ثم قال : ازيك يا دكتَوره
هتفت بدهشه : الحمد لله بخير يا حضرة الظابط ، حضرتك بتعمل ايه هنا ؟
هتف حمزه بجديه : كنت بطمن علي كام عسكري كده مصاب ، وقولت اعدي عليكي اسلم قبل ما اروح
ابتسمت برقه ثم قالت : والعساكر بخير دلوقتي
اؤما بخفه ثم قال :الحمد لله وضعهم مستقر ، ثم اردف قائلا : كنتي مروحه تحبي اوصلك

  • والله انا مش عايزه اتعب حضرتك
  • تعب ايه بس ، تعبك راحه ، وانا كده كده مروح يعني في طريقي
    سارت جانبه ثم قالت : اوكيه
    شعر بالتخبط يريد ان يفصح لها عن مشاعر ، يريد ان يخبرها بمدا عشقه لها منذ ان التقى بها وهي تشغل تفكيره ، ولكن داخله شعور خفي بانها لم تبادله نفس المشاعر منما جعله يتراجع عن قراره .
    فتح لها باب السياره لتستقل بالمقعد المجاور له ، هتفت بامتنان علي ذوقه في التعامل معها : ميرسي
    سار بخطواته الواسعه ليستقل مكانه خلف الوقود ثم شق طريقه وبين تاره واخرى يختلس النظرات اليها ، ليتفجئ بانها تبادله النظرات ، ارتبكت وجدان واشاحت نظراتها مبتعده عن التطلع له ، اما عنه فقال :
  • مبسوطه هنا يا دكتوره
    همست بصدق : الحقيقه البلد هنا جميله وناسها طيبين جدا وجدعان زي حضرتك كده
    قال بهدوء : يعني مافيش حد بيضايقك
    هزت راسها نافيا : لا خالص
    هتف بمشاكسه : ولا شوفتي حد غليظ اكيده ولا اكيده
    ضحكت بخجل ثم همست بصوتها الرقيق : خلاص بقا يا حضرة الظابط قلبك ابيض
    تطلع اليها فجاه ثم قال : لاجل ضحكتك الحلوه دي عفوا عنك
    اصطبغت وجنتيها بحمره الخجل وتاهت بتلك النظرات التي لا تفهمها ، وتسالت داخلها لماذا بقربه تشعر بخفقان قلبها يزداد وكانه يقرع كالطبول
    فاقت من شرودها عندما اوقف السياره امام مسكنها لتترجل مسرعه تهرب منه قبل ان يفضحها قلبها .
    ترجل حمزه خلفها وهتف مناديا باسمها ، توقفت عن السير ومازالت تعطيه ظهرها
    اقترب حمزه بثبات ووقف خلفها ثم همس بصوته الدافئ : وجدان ممكن تسمعيني بقلبك
    بربشت عيناها اثر كلماته ثم درات وجهها اليه
    تنحنح حمزه قبل ان يحسم امره ، وباح ما في صدره فليس لديه طاقه للصبر قال بصوته الدافئ:
  • الحقيقه جوايا كلام كتير مش قادر اداريه اكتر من كده ، من اول لم قابلت صدفه وانتي كنت تايهه وماتعرفيش حاجه في البلد ولا طريق المستشفي اللي انت رايحها تستلمي شغلك فيها ، وانا من وقتها حاسس انك تخصيني ، مسئوله مني ، وكان دوري احميكي واخلي بالي منك ، عرفت عنك كل حاجه ومواعيد شغلك وسكنك وكل حاجه تخصك ، غصب عني لاقيت نفسي لازم اكون زي ضلك وكنت بطمن عليكي من بعيد ولو لاقيتك في موقف بيستدعي تدخلي بدخل ، انا نفسي اعرفك اكتر من جوه ، اعرف وجدان الانسانه والدكتوره الناجحه ، وكمان لازم انتي كمان تعرفي حمزه الانسان وحمزه الظابط اللي بيشوف شغله ، واحنا هنا في الصعيد وماينفعش اقرب منك من غير رابط بينا ، ايه رايك يا دكتوره عندك استعداد تعرفيني ونقرب من بعض ، مش هاخد رد دلوقتي ، عندك مهله تفكري بس بلاش تتاخري عليه في الرد وعلي اساس ردك هبلغ عيلتي ونتفق نقابل اهلك امته وان شاء الله خير
    انا خلصت كلامي وهنتظر ردك ، اتفضلي اطلعي السكن
    لا تعلم بماذا تقول ، حقا تفاجئت بكل ما قاله ولكن ركضت من امامه لتدلف لداخل البنايه تحتمي بها ثم وقفت تسترد انفاسها وهي تضع كفها علي صدرها مكان قلبها النابض بحبه لتزداد نبضاته وتتسع ابتسامتها وهي تحدث نفسها :
  • اللي حصل ده بجد ، يعني حمزه بيحبني
    ضيقت ما بين حاجبيها ثم هتفت بضيق : بس ماقلهاش صريحه ، جرا يا صعيدي هتتعبني معاك من اولها ولا ايه

بعد ان توارت عن انظاره ، عاد ادراجه الي حيث سيارته ثم قادها متوجها الي سرايا والده وهو يشعر بالارتياح الان بعدما افصح عن مشاعره والان ينتظر ردها الذي سوف يبدل حياته ويبني عليه احلامه الورديه عندما تصبح زوجته ، نصفه الاخر ، الحب الذي فاز به ..


نهض من جانبها بعدما تاكد من نومها ، توجه الي المرحاض لينعش جسده بالماء ، وبعد ان انتهي من استحمامه ابدل ثيابه وغادر الغرفه ، توجه الي الغرفه الاخري وقرر طي الماضي واغلاق صفحته من أجل حياته القادمه مع تلك الصغيره فليس لها ذنب ، الان اصبحت زوجته وعليه ان يطوي صفحات الماضي والتطلع لحياته مع زوجته ، اخرج الصوره من ذلك الاطار وسار الي حيث الشرفه ، اشعل القداحه واشعلها بالصوره يحرقها كم حرقت قلبه قبل سابق .
ظل ينظر لاشتعال النار بها الي ان خمدت النيران وتفحمت الصوره واصبحت كومه صغيره من الرماد الاسود
دعسها بقدمه وهو يهتف بصوته الاجش : حرچتك لاجل تكوني ذكرى من الماضي وماتعوديش علي حياتي من تاني ، ياريت اچدر احرچك من قلبي ، لكن انت كيف الوشم حرام نقشه ومابيطلعش من مكانه ، كانك لعنه وهفضل ملعون بيها العمر كلهاته .
زفر انفاسه بحرقه وظل يتطلع امامه ليجد سياره شقيقه تشق طريق الحديقه ثم صفها جانبا وترجل من سيارته
هتف غيث لصوت عالِ : حمدلله علي سلامتك يا ولد ابوي
رفع حمزه انظاره ليلتقي بشقيقه ثم هتف قائلا : الله يسلمك يا غيث ، رايد اتحدت امعاك لو فاضي
هز راسه بخفه ثم قال : فاضي يا خوي ، اطلع غير خلچاتك وانا هحوصلك نتحدتو في شچتك
هتف حمزه وهو يهم في خطواته : تمام هستنظرك
صعد حمزه الي الطابق الثالث مباشره ، فهو يعلم بان الوقت متأخرا لذلك لم يريد اقلاق والديه ، وعندما وصل وجهته ، دلف داخل شقته ثم الي غرفه نومه ، اخرج من دولابه ملابسه ومنشفه ثم دلف الموحاض ليستحم ويرتدي ثيابه وفي غضون دقائق كان قد انتهي ، استمع لصوت رنين جرس الباب ، تقدم بخطواته الواسع ليفتح لشقيقه

  • ادخل يا غيث أچعد اهنيه علي مااعمل كوبيتين شاي نعدلو بيها المزاچ وبعدين نتحدتو
    جلس غيث في انتظاره الي ان عاد حمزه وهو يحمل الصينيه التي بها كوبان من الشاي ، ثم جلس مقابل له ووضع الصينيه اعلي الطاوله
    هتف غيث بتسأل : چلچتي يا حمزه ، في حاچه حوصلت يا خوي
    التقط حمزه كوب الشاي ثم اعطاه لشقيقه وهو يقول : امسك الشاي الاول ، وبعدين اخبرك حوصل ايه انهارده في السجن
    تطلع لشقيقه بصدمه ثم هتف قائلا : مالو السچن حوصل ايه
    قص علي مسامعه ما حدث قبل عده ساعات داخل السجن وهروب المساجين الي ان انهي كلامه وهو يريد مساعدته
  • محتاچ اطلع الچبل
    هتف بقلق : كيف عاد ، انت خابر الچبل زين وصعب يا ولد ابوي ، دي مخاطره عليك ، اسمع يا حمزه كلام المأمور ونفذه لصالحك صدچني ، انا گمان خايف عليك
    زفر انفاسه بضيق ثم قال : يا غيث افهمني الموضوع كبير چوي وصعب ان اشيله من راسي ، خصوصا بعد اصرار المأمور ان ماحدش ياخد خبر بهروب المساجين ده في حد ذاته علامه استفهام كبيره
    ربت علي كتفه قائلا : نفذ الاوامر يا حمزه ، همل الچبل دلوك واني أچدر اعث علي بطرچتي واتَوكد ان المساچين دول طلعو الچبل ولا لأ واخبرك
    ابتسم حمزه وربت علي ارجل شقيقه : وعشان كده خبرتك بالموضوع ، ربنا مايحرمني منك يا كابير يا ولد ابوي
    ثم استطرد قائلا : چولي بچا عامل ايه مع عروستك ، طمني عن احوالك
  • بخير يا خوي ماتچلچش
  • ربنا يسعدك ويفرح چلبك ويعوضك خير فيها
    نهض من مكانه قائلا : تعيش يا خوي ، اهملك دلوك عشان ترتاح واني گمان انزل اريح هبابه النهار چرب يشچشچ
    تصبح علي خير
    تلاچي الخير
    غادر غيث شقه حمزه وهبط الدرج ليدلف لداخل شقته اما عن حمزه فدلف لغرفته ثم تسطح فراشه وحاول اغماض عيناه وهو يتذكر ملامح محبوبته ثم نام وعلي وجهه ابتسامه عذبه يعلم مصدرها لم يكن الا سواها طبيبته التي تسللت لقلبه وسكنت روحه ..

👇

الفصل السابع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top