“الفصل الثاني العاشر “
كان يجلس يحتسي الشاي بالمقهي الشعبيه وفجاه اتاه
اتصالا هاتفيه من شخص اخر ، نهض من مكانه وظل يتلفت حوله بريبه ثم ابتعد عن المقهي واجاب علي الهاتف ثم اغلقه وسار مبتعدا عن الطريق ..
في ذلك الوقت كان علي يترقبه ويجلس خلفه بالمقهى وعندما غادر لحق به علي الفور ..
ظل علي يتبع خطوات سيره الي ان دلف شاهين داخل منزله وغاب داخله نصف ساعه ثم غادر منزله ولكن برفقه شقيقته التي تتلحف بالوشاح الاسود وتسير بحواره .
انتابه القلق ، هم بخطواته ولحق بهم الي ان توقف فجاه عندما وجدهم يدلفون لداخل منزلهم القديم ، وبعد عده لحظات ، وقفت سياره سوداء وترجلا منها شابا قوي البنيه ، يرتدي حُلته الكحليه ويدلف ايضا لداخل المنزل بخطوات واسعه ..
اقترب علي بقلق من المنزل ووقف امام نافذه متهالكه ، دفعها برفق ليرا ما يحدث بالداخل .
دقق النظر ليجد روح محموله علي اكتاف شقيقها ويدلف بها غرفه والشاب يسير خلفه بخطوات ثابته .
جن جنونه وقرر ان يقتحم ذلك المنزل ، داخله براكين من الغضب ، هل ما يفكر به بالفعل سيحدث لمحبوبته ، لماذا اتت مع شقيقها بهذا الوقت المتاخر من الليل ؟ ولما ذلك المدعو جاسم معهم بمنزلهم القديم ؟ وما دور روح في تلك المهمه ؟ هل سيقدمها أخيها قربان لتنفتح المقبره كما يسمع عن ذلك من بعض الناس ام ماذا يحدث لها الان بالداخل ؟
تسألات كثيره ولا يجد لها جواب ، سوا ان يقتحم ذلك المنزل
ويحاول انقاظ محبوبته من براثينهم الان .
وصلا القاهره بعد بزوغ فجر اليوم التالي ، توجها الي شقته التي كان يقطن بها مع زوجته السابقه ، وعندما صفا سيارته أسفل البنايه ، القي نظره لزوجته التي مازلت تغط في سبات عميق ، ابتسم بخفه علي هيئتها وكانها لم تذق طعم النوم مند أن ولدتها أمها ، هزها برفق لكي تستيقظ
فتحت عيناها بنعاس وعادت تغمضها ثانيا ، اخرج انفاسه بهدوء ثم وضع يده اسفل قدميها وحملها برفق بين ذراعيه ثم اغلق السياره وسار بها بخطواته الثابته الي حيث وجهته المنشوده
اما هي فحاوطت عنقه وهي مازالت مغمضه العينين ولكن شفتيها تبتسم بحب وهي تجد نفسها كالفراشه ترفرف بجناحيها وهي محمله بين ذراعيه ..
دلف بها داخل الشقه واغلق الباب خلفه ، ثم اقترب من الغرفه الاخري ، اراحها برفق أعلي الفراش ثم دثرها بالغطاء ومدد بجسده بجانبها فهو يشعر بالتعب والارهاق بسبب عدد ساعات القياده المتواصله ، ضمها لصدره بحنان ثم اغمض عيناه بثبات ..
قبل ان يغادر مكتبه اتاه العسكري فضل يهتف بفزع
- الحچنا يا باشا چتيل
هتف حمزه بتسأل : چتيل .. مين اللي أتچتل يا عسكري - شاهين يا باشا ، لاچوة مچتول چوه داره الچديمه
نهض حمزه مسرعا يحمل سلاحه ثم غادر مركز الشرطه يستقل سيارته وجلس فضل بجواره يملي عليه مكان منزل شاهين ويقول : . - چتلي اخباريه من العسكري بتاع المراچبه باللي حوصل
هتف حمزه بصوت غاضب : وايه اللي حوصل ؟ شاهين أتچلت ازاي ؟ ومين اللي عملها ؟ - والله ما خابرش يا باشا حوصل ليه وازاي ؟ اول لم چتلي الاخباريه چيت ابلغ جنابك .
قاد حمزه سياره بسرعه فائقه ليصل الي ذلك المنزل في غضون دقائق معدوده ..
صفا حمزه سيارته امام المنزل ثم ترجلا منها هو و فضل ودلف بخطوات واسعه لداخل ليجد احدي العساكر ممسك بشاب صغير البينه يرتدي جلباب بنيه ويهتف الشاب بصوت مهزوز : - ماچتلتوش والله ماچيت چاره
اقترب حمزه ونظر لذلك الشاب لتجحظ عيناه ثم قال : علي . !
ثم اردف قائلا : انت اللي عملت أكيده يا علي ؟
اقترب علي منه بلهفه قائلا : الحچني يا حمزه باشا والله العظيم ماچتلتش شاهين ، اني فوچت لاچيت شاهين سايح في دمه
نظر حمزه لاحدي العساكر قائلا بصرامه : ابعتو عربيه اسعاف تاخد الجثه علي المشرحه ومحتاچ تچرير الطب الشرعي باسرع وچت
ثم نظر الي علي واشار للعسكري فضل : خد علي يا فضل علي المركز هنفضل متحفظين عليه وهيتم التحچيچ في اللي حوصل
ثم ابتعد حمزه يتفحص ذلك المنزل المتهالك ، وجد غرفه جانبيه مفتوح بابها ، تقدم بخطواته من تلك الغرفه ودلف داخلها ليجد بمنتصفها قبو ، هبط درجات السلم الخشبي الموضوع ليهبط لاخره ، وجده فارغ من الداخل لا يوجد به شيء .
ظل يتلفت حوله ولكن وجد اسفل قدميه عقب سيجار من اللون البني ، سيجار فاخر لايتناولو الا بعض رجال الاعمال ، انحني بجذعه يلتقطه ثم نظر لها وهز راسه بايماء خفيفه فقد علم لمن تكون ..
دلفت روح منزلها وهي تتلفت حولها بذعر ،ثم توجهت الي غرفتها تحتمي بها بعد ان تأكدت بأن لم يشعر بها أحد ، فقد كانت والدتها مازالت نائمه وزوجه شقيقها ايضا .
ظلت تنتفض رعبا وتبكي بنحيب بعدما رأت شقيقها طريح الارض والدماء تسيل منه ، خرجت صرختها بأنين صامت وظلت تبكي بمراره وتضرب صدرها بقوه وهي تهمس بصوت خافت : أني السبب ، أني السبب ، يا خساره شبابك يا خوي ، يا حرچت چلبي عليك يا خوي ، هچول ايه لاماي لم تصحي وتعرف بالخبر ، أاااه يا نصيبتك يا روح ، ضيعتي خيك يا روح ، راح فطيس يا روح وكله بسببي ، أاااه يا ويلي
بعد لحظات استمعت لصراخ قوي هز ارجاء المنزل ، صرخات متتاليه لم تصدر الي من زوجه شقيقها ، انتفض جسدها وتسمرت مكانها وهي تطل بعيناها من خلف باب غرفتها لترا والدتها ايضا تلطم وجنتيها ويتعالي صراخها بنحيب قائلا :
چتلوك يا ولدي ، چتلوك يا نضري ، مين هياخد بطارك يا ولدي من اللي عمل فيك أكيده ، خلفت بنات يا ضناي ومافيش ولد ياخد بطارك ويبرد ناري يا حبيبي ، أااه يا حرچت چلبي عليك يا ضناي .
شهقت زوجته جلبابها ولطمت وجهها ثم هوت بجسدها ارضا امام باب منزلها وتحمل بكفيها حفنه من التراب وتضعها اعلي راسها ويزداد نحيبها وصرخاتها التي تدوي داخل أذن روح ، وضعت روح كفيها تسد اذنيها ، لا تريد سماع تلك الصرخات التي تمزقها من الداخل ، انتفض جسدها وارتجفت اوصالها ولم تعد قدميها قادره علي حملها ، سقطت ارضا واغمضت عيناها وفقدت وعيها ولم تعد تشعر بمن حولها ، فكل ما حدث معها بالليله السابقه صعب تصديقه ولم يتحمل جسدها تلك الصدمه التي تعرضت لها ..
بالقاهره ، داخل شقه غيث ..
تململت في فراشها ، شعرت بذراعه التي تحاوطها ، فتحت عيناها لتلتقي بوجهه الناعس ، تحسست بشرته برفق وهي تبتسم بحب ، ثم تسللت من بين ذراعه ونهضت من الفراش ، غادرت الغرفه تجوب داخل الشقه ، تتفتل هنا وهناك ، ثم اقتربت من احدي الغرف وعندما همت بفتحها وجدت بابها موصد ، يبدو بانها غرفه مغلقه ، تسألات داخلها بفضول :
لماذا هذه الغرفه مغلقه دون عن باقي الغرف ؟
انحت بجذعه تحاول ان تنظر من عقب الباب فاتها الفضول لمعرفة تلك الغرفه من الداخل ولكن وجدت ذراعيه القويه تحملها من خصرها برفق ويرفعها عن الارض ويدور بها لتستقر محموله علي كتفه ودلف بها لغرفتهم وهو يهمس بصوته دافئ بجانب اذنها : رايدك أخبرك سر
وضعها برفق اعلي الفراش ثم اقترب منها يطبع قبله رقيقه اعلي ثغرها ثم تحولت لقبلات متفرقه عصفت بكيانه المبعثره لمشاعره الدفينه ، اراد سرق لحظات من الحب والعشق مع صغيرته ، جنيته الصغيره التي بدلت حياته منذ أن دخلتها واصبحت جزءًا مهما في حياته ، لا يعلم هي التي بحاجته ام هو الذي بحاجتها ، كل منهما يحتوي الاخر بصدق مشاعرهم ..
داخل مركز الشرطه ، جلس حمزه بمكتبه ثم تطلع الي علي وبدء في استجوابه قائلا :
- ايه اللي حوصل يا علي وليه روحت دار شاهين في وچت متأخر اكيده
ابتلع علي ريقه بتوتر ثم قال : ماچتلتوش يا باشا والله ما حوصل
احقتن وجه حمزه ثم قال بصوته الرخيم : سؤالي واضح ومحدد يا علي ، عاوزك تحكيلي بالظبط حوصل ايه عشان أچدر أساعدك
هتف علي قائلا بتوتر : كنت چاعد علي الچهوة متابع شاهين ولم تليفونه المحمول رن ، شاهين خرچ من الچهوة واني مشيت وراه ، ماعرفتش كان بيتحدت مع مين ، وبعد دچايچ لاچيته رايح يمته داره روحت وراه كان شكله بيتلفت وراه كأنه عامل عمله وخايف حد يشوفه ، ناطرين چدام داره بس وچفت في مكان ماحدش يشوفني ، المهم شاهين لم خرچ راح عند داره الچديمه وبعد هبابه وچفت عربيه سوده كبيره نزل منيها چاسم بيه ودخل ورا شاهين الدار وسمعت بينهم عاركه ، دخلت اشوف في ايه بيوحصل لاچيت حد خبطني بالشومه مادرتش بالدنيا ، غميت يا باشا ولم فتحت عني لاچيت شاهين سايح في دمه ومافيش حد غيرنا في الدار ، بس دي كول اللي حوصل
رمقه حمزه بنظره مبهمه ثم قال بتسال : - بس اكيده ولا في حاچه مخبيها يا علي ؟
هز راسه نافيه وقال بتوتر : لاع يا باشا دي كول اللي حوصل
زفر حمزه بضيق ثم قال : هتفضل امعانا اهنيه لحد ما يوخلص التحچيچ ويثبت ادانتك ام براءتك يا علي ، ثم نظر الي العسكري قائلا : - خوده علي الحچز يا عسكري
- تمام يا أفندم
سحب العسكري علي من يده وغادر مكتب حمزه ، سار به الي حيث الزنزانه ثم وضعه داخلها واوصد الباب بالاقفال وعاد الي مكتب حمزه ، طرق الباب ثم دلف بثبات ووقف امامه قائلا :
سمعت اچوال المتهم يا باشا وفي حاچه رايد اخبرك بيها
نظر له حمزه باهتمام ثم قال : قول يا فضل - سمعت حديت داير في البلد بيچول ان علي وخيت شاهين يعني استغفر الله العظيم يارب ، اني عندي ولايه يا باشا ، بس الحديت متنتور والناس بتحكي وتتحاكي عنيهم
- تقصد ان في علاقه بينهم
- ايوه يا باشا وكانو بيتچابلو في الدار الچديمه ولم خيها عرف طب عليهم واتعاركو وكان رايد يغسل عاره بيده ، راح علي چاتله چبل ما شاهين يچتله هو وخيته
- لازم تتاكد من الكلام ده يا فضل ، جايز يكون اشاعات والناس اهنيه مابتبطلش كلام ، عاوز اعرف مين اللي كان بيراقب شاهين وچاسم امبارح وهل چاسم دخل البلد فعلا ولا لاء
ابتلع ريقه بتوتر ثم قال بلجلجه : اصل حوصل حاچه اكيده وخلت العسكري ما يكملش مرچبته
هتف بانفعال : يعني ايه ، ازاي ده يحصل وتقصرو في شغلكم يا عسكري - غصب عني يا باشا ، اني سبت العسكري ميحمد يكمل مراچبه ولم چالي الخبر اتحديت معاه چالي أن هو گمان روح بعد ما شاهين وصل داره وماشافش چاسم بيه
- غور من وشي ومش عاوز اشوف حد فيكم غير بمعلومات جديده تفيدنا في القضيه ..
بعدما غادر العسكري مكتبه شرد باقوال علي الي ان صدح رنين هاتفه ، اجاب بهدوء : صباح الخير يا دكتوره ، وصلتي بالسلامه
هتفت وجدان بضيق : يعني لسه فاكر يا حضرة الظابط تطمني ان وصلت وكمان انا اللي متصله مش حضرتك
- في دي معاكي حق ، حقك عليه والله انشغلت جدا وعندي قضيه مهمه بحقق فيها ، جريمه قتل والموضوع باينله واعر چوي يا دكتوره
- اممم من اولها كده شغلك اول اهتماماتك وهياخدك مني
- لا طبعا يا حبيبتي ، بس ده واجب ونداء الوطن ، أتخلي عنه يرضيكي
- لا ما يرضنيش طبعا ، كده بقا مش هنشوفك دلوك يا حضرة الظابط
ضحك بخفه علي لهجتها الصعيديه ثم قال بمرح : والله لو علي يا دكتوره عاوز اشوفك كل دقيقه ، وكل ثانيه وانام واصحي علي وجهك الجميل ، بس للضروره احكام ، اتكلمتي مع اهلك عن موضوعنا
هتفت بحماس : طبعا وبابا قالي هيسال عليك الاول
هتف بحزن عندما تذكر رفض والدته القاطع : – حقه طبعا ، ثم اردف قائلا : بس بعتذر منك بلاش تحددي معاد دلوقتي ، القضيه دي مهمه ولازم اخلصها الاول عشان ارتاح واخد اجازه واقدر انزل مصر واقابل اهلك ونتم كل حاجه علي خير
ابتسمت برقه ثم قالت : عُلم وسينفذ يا حضرة الظابط
ابتسم هو الاخر وانهي المكالمه ثم حدث نفسه قائلا - يعني القضيه دي جت في وقتها ، علي مااحاول اقنع الحاجه زاهيه بموافقتها علي جوازي ، اركز دلوقتي علي حل لغز القضيه
خطي بقلمه اعلي الورقه التي امام مكتبه ودون بها اسم علي وجاسم وشاهين ثم وضع دائره حول اسم كل منهما ..
👇
يمكنكم قراءة رواية أخرى جديدة وحصرية فقط على أكبر موقع للروايات المجانية بدون حذف (موقع مجلة الأسطورة) 👇
رواية واحتسب عناق بقلم الأسطورة أسماء حميدة 👇