رواية واحتسب عناق بقلم الأسطورة أسماء حميدة الفصل 50

هذه الرواية حصري على موقع مجلة الأسطورة، ممنوع النسخ نظراً لحقوق الملكية الفكرية

عنيدة نوران وبرغم إنكارها لتأثير عمران عليها وإنما كل ما بها ينجذب إليه، ولكنها لن تعترف بأنها تفضل دفء أحضانه الذي يهز أعماقها ولا يشغلها التفكير بغيره، فأيمن لم يكن لها أكثر من صديق تقدره.

بجواره فقط ينتفض قلبها بمشاعر غريبة كلياً عليها… فقط عمران السوالمي هو الرجل الذي تشعر بقربه أنها أنثى وداخلها ينبض بالحياة، وعلى عكس ما تشعر به عقبت بسخرية:

-ما بك يا كبير ناسك؟! أتريد أن أترك لك الحبل على الغارب كي تتلاعب بي مثلما تفعل مع الأخريات؟! إنك واهم حقاً!!

أجابها بتهكمٍ واضح يجاريها:

-مسكينة أنت نوران، حقاً أنا متعاطف معكِ، يبدو أنني قد أصبحت كابوس مزعج بالنسبة إليكِ، فأنا عمران السوالمي قريبك الوقح الذي يسعى إلى استغلالك، يالا براءتك التي أصبحت عرضة للأنذال مثلي!!

جزت على أنيابها بغيظ، فما يصرح به الآن يريد أن يعلمها به أنه لا يخشى أحد حتى لو سعت لأن تُظهر للجميع الوجه الآخر لكبيرهم فهو بدون إيضاح مباشر يقول لها هاتي آخر ما عندك فلن يصدقكِ أحد، لذا أردفت تقول ببرود:

-بالطبع أنت تسعى إلى استغلالي موري ولكن بالرغم من الفارق الكبير في السن بيننا ولكنك لن تنجح في ذلك حتى وإن كنتُ لا أستطيع مجاراتك لقلة خبرتي فلن أسمح لك بالتقرب لي مجدداً حبي.

أين موري؟! إنه بعالمٍ آخر… يعلم أن المُتلاعب به هنا هو كبير ناسه وليست هي على الإطلاق، عمران السوالمي دمية بين يديها تتقاذفه كما تشاء ففي لحظة ترفعه إلى أعالي قمم الشوق والنشوى وبطرفة عين تقذف به إلى القاع غير عابئة بما يشعر به، بجملة واحدة أرعدت قَلباً جف من هجرها فـ موري خاصتها يضعف لأقل كلمة تنبس بها شفاهها فماذا عن (حبي) التي ألقتها على مسامعه باستهتار ومن جهة أخرى فهي لا تتوانى عن تذكيره بفارق السن بينهما، يا لها من وقحة!!

لملم شتات نفسه وكبرياءه الذي بعثرته وهو يقول بغضب حاول التحكم به قدر المستطاع:

-نوران… لا تجبريني على إيذاكِ ولا تتواقحي، هيا لنخرج إلى ضيوفكِ ولا تنسي أن تستري ذراعيكِ العاريتين بوشاحٍ حتى لا اتضطر إلى جركِ أمام الحضور والمرة القادمة لن أتهاون معكِ مثلما حدث الآن، ولكِ أن تنعتيني بما تشائين، وحتى وإن كانت علاقتنا سطحية وحتى إن كنتِ تعتبريني مجرد قريب لوالدتكِ فعليكِ أن تلتزمي بعاداتنا.

عاودت نوران إلى تحديه مجدداً، فقالت:
-ومن تظن نفسك حتى تتحكم بي وتكون الآمر الناهي بحياتي؟! أنت لا شيء عمران.

حاول إخفاء ابتسامته وقد نجح في ذلك ببراعة، فها قد استطاع استفزازها، صغيرته تخشى قربه ومع ذلك تتذمر إذا رمى الكرة بملعبها وابتعد، فقط أعْلمها أن إحتجاجه بشأن مظهرها نابع من التزامه بتقاليدهم لا غيرة عليها، وها قد بدأت بسن مخالبها وشنت الهجوم، ليستكمل بثقة:

-القيادة من أموري المفضلة فأنا من القليلين في هذه الحياة ممن يتمتعون بالحظ الجيد، أنا دوماً المسيطر وتلك هي طبيعتي، ولكنكِ من يريد أن أمارس سطوتي عليكِ بعنادك، مشكلتك أنك ترغبين في الحصول على كل شيء صغيرتي، ولكن اعلمي أن امرأة عمران لن تكن مثالاً للآمرات المستبدات، لن أعطكِ المساحة لذلك”.

امرأة عمران!! كلمة لو استمعت إليها من غيره لأقامت على قائلها الحد، ولكن منه لها مذاق آخر، إنها تطوق إلى أن تكون امرأته قولاً وفعلاً.

مشوشة هي ولا تعلم سبباً لإخفائه زواجه منها عليها وعلى الجميع.
حسناً عمران سترى ما إذا كنت أمتلك المساحة لأمارس عليك حيلي أم أنت من سيخسر الرهان.

أسرت عينيه بنظراتها البريئة وهي تدنو عابثة بأزرار قميصه تمرر أطراف أناملها بفتحة ثوبه متلمسةً بشرته بنعومة ورقة، تشب على أطراف أصابع أقدمها، ومالت برأسها تستند إلى كتفه وهي تريح كفها الصغير على صدره جهة اليسار، تضم جسدها الصغير إليه، متمتمةً بهمسٍ مغوي:

-أتعلم عمران؟!

همهم دون حديث يحثها على الاستكمال بعد ما انقطعت أنفاسه لقربها، يجاهد ألا ينقض عليها ويجعلها ملكه بالقوة، فأردفت بنبرة خافتة يتخللها الصدق فهي تعشقه بالفعل:

-تلك الأوقات التي نسرقها من الزمن تجعلني أنسى كل شيء سيء مررت به في حياتي.

تنهد بشوقٍ وقد غمرته السعادة لما تفوهت به الآن، فزفر يحدث حاله (عمران السوالمي هالك لا محالة).

رد بصوت متحشرج تأثراً بقربها الذي دك كل سور يحاول أن يحتمي به من أسر عشقها حتى يلتزم بعهده مع نادين:
-أعلم ذلك ملاكي فقربك ينسيني الأرض وما عليها.

تأوهت بلوعة تقول بعشق خالص:
-إنها من أجمل لحظاتنا… حلم عمران وقد قلب مقاييسنا رأساً على عقب.

ضمها بقوة ويده تضغط جسدها الغض إليه فلم تتمالك نفسها وطوقت خصره بكلا ذراعيها بحركة عفوية، وتهدى إليه صوتها الرقيق تقول بتشتت وقد عجزت عن تفسير تصرفاتها المفاجئة في حضرته:
-أشعر أنني أعاني من الانفصام فذلك التناقض في أفعالي معك يقودوني إلى الجنون، عديمة العقل أنا وأعلم ذلك، ولكنني لا أتمكن من مقاومة جاذبيتك، أنت جميل للغاية موري.

زادته ثقة بما أقرته الآن ولكنه بالغ في دلاله عليها يقول بمشاكسة:
-الرجل لا يحتاج إلى أن يكون جميل حتى يلفت انتباه المرأة، لذا لا تجهدي حالك في غزل قميء يشعرني بأنك تتصنعين، أنا لست وسيماً إلى هذا الحد.

تغنجت وهي تغمر وجهها بثنايا عنقه تتمسح به كهرة بأحضان صاحبها متمتمة بإغواء:
-بلى… أنت وسيم للغاية موري، ولكن جمالك مختلف، وبالأخير لن يغير رأيك فيما تراه عيناي شيئاً.

خفض رأسه يريح خده أعلى جبينها وقد مادت الأرض أسفل قدميه بسبب ذلك الكائن الضعيف القابع بين ذراعيه يقول برجاء:
-ما دومتِ تثنين علي ويبدو أنني من نوعكِ المفضل، إذاً لم تخشين قربي نوري؟!

ابعدت رأسها ترفع بصرها إليه تعض على شفتها بحركة طفولية جعلته غير قادر على أن يحيد بنظراته عن تلك الشفاه المغرية التي تلمع بشهدها يترقب جوابها:
-صدقني عمران، أنا لا أريد أن أبتعد عنك لحظة ونسيت أي شيء سابق قد يكدر صفو علاقتنا، ولن أخفي عليك… كل ما أريده الآن هو سعادتك.

إلى هنا ولن يتحمل… غمغم يقول بشوق عارم:
-إذاً سأنال ما يجعلني سعيداً حتى لا تبتأسين… الآن وفي هذه اللحظة بالذات.

قالها وهو يتلمس ذقنها المنمق بيساره يديرها إليه… يعدل من وضعيتهما لتتقابل النظرات… رافعاً وجهها إليه… ممرراً ظهر يمينه على وجنتها بنعومة ورقة، وعينيه متقدتين ببريق حماسي وهو يتناوب النظر ما بين زرقتيها وشفاهها اللامعتين وأنفاسه الدافئة تداعب معالم وجهها الفاتن، يميل برأسه إليها في تروٍ مهلك، يخشى إن اقترب فتبعده وفي الوقت ذاته لا يستطيع مقاومة رغبته فيها.

بينما يتخللها نفس التخبط وعقلها يحسها على التوقف ولكن قلبها خاضع لسلطانه ولم تحاول مقاومته وكأنها تعاني وطأة الحمى نفسها التي يشعر بها ذلك العمران الذي شل حواسها وبقت تتراقب لمساته ولولا خجلها لبادرت هي بالتقرب إليه.

متردد فلم تمنحه الفرصة للابتعاد إذ قبضت على يمينه تخفضها فرمقها بخيبة إذ ظنها تحاول إبعاده ولكن ما فعلته خالف توقعاته فقد حطت معشوقته بكفيهما على خصرها تلصق جسدها به، مستجيبة لقربه.

تعلم في قرارة نفسها أن عمران لا يقبل بأنصاف الحلول، إما أن تكون له أو لن تكون لغيره وهي لا ترغب سواه… تسلطه يعجبها ويشعرها كم هي مرغوبة… إنه يسعى إلى امتلاكها وهي مرحبة بذلك، لذلك أطلقت العنان لمشاعرها وتركت المنطق جانباً وظلت تردد اسمه بهمس دون انقطاع وقد تحول الكون بعينيها إلى عالم خيالي يزينه سحر جاذبيته.

وعلى النقيض فـ عمران يخشى الخطوات غير المحولة ولكن صغيرته جبارة لا ترأف، تمتم علها تفيق وأنفاسه تختلط بعبقها غير قادر على الابتعاد:
-نوران!!

أجابته مغيبة:
-نوران بحاجة إليك ولكنك قاسٍ لا تلين.

زفر يحاول الابتعاد ولكنها رفعت كلا راحتيها تتشبث بقميصه حالما أردف يقول بعقلانية:

-إذا كنت قاسياً… فأنا قاسٍ بحق نفسي نوري، أنت لا تعلمين خطورة ما نحن به الآن، لن أكتفي منكِ ولن يروي شوقي إليكِ عناق ولا قبلة.

هزت رأسها برفض، تقول بحث:
-لا أريد أن أفكر بخطر وأنا إلى جوارك، لا تبتعد أرجوك.

رمقها يقول بصوت معذب:
-افهمي نوران، أنا أخاف عليكِ مني… يمكنني أن أحقق لكِ كل شيء تتمنيه إلا هذا الحلم.

=لا تخف… كما أنني لست خائفة منك.

-يجب أن تفعلي… أنت لا تعلمين عني شيئاً.

=علمني عمران.

-لو كنت مكانكِ لغادرت على الفور لا تكوني حمقاء نوران.

اقتربت تطبع قبلة إلى جوار شفتيه تقول بإصرار:
-لن أغادر… أرحل أنت إن استطعت.

تراجع خطوتين إلى الخلف يحاول أن يقاوم ما يشعر به الآن؛ لقد أعطى كلمة لنادين وعمران لا يخلف وعده.

أبعد نظراته عنها مجبراً يقول بتصنع:
-غبية.

=أريدك.

تأفف مستكملاً الدور الذي تقمصه ببراعة:
-تحشمي… لا يجب أن يصدر منك أشياء كهذه.

حدقت به بزهول، ها قد بدأ في إذلالها مرة أخرى وهي حمقاء لا تتعلم، ظنته يتلاعب بها كي يرضي غروره ويكسر كبريائها، فصرخت بوجهه:
-اللعنة!! ها أنت تعود إلى كِبرك سيد عمران، كل مرة تريد أن تجعلني أشعر بأنني الساذجة هنا وأنت الرجل القوي الذي تتهافت النساء لقربه.

جحظت عينيه مما تمطره به من اتهامات، ولكنه أجابها بإبهام:

-هناك أوقات يجب على الإنسان أن يضرم النيران ويدير ظهره لها، وها أنا مقيد بأحكام صارمة… أنت ملاكي الصغير نوران… براءتك الشيء الوحيد الذي يمنعني عنك فلا تصعبي الأمور عليا.

اقتربت تلك الخطوات التي ابتعدها تقول بنعومة بعد أن أدار عقلها عما كان يعبث به من أفكار ضده، تقول وعينيها تلتمع بالمكر:
-أتعلم لقد أحببت اللعب معك كثيرا، دعنا نرى من سينتصر بالأخير.

قالتها وهي تركض إليه تتعلق برقبته ومن ثم طبعت قبلة خاطفة على وجنته وابتعدت سريعاً مثلما ألقت بحالها عليه حتى ظن أنه يحلم.

غادرت الغرفة وبقى هو متصنماً بأرضه يتلمس رطوبة خده عقب قبلتها يبتسم وهو يهز رأسه بعدم تصديق لما أقدمت على فعله، وتحديها له زاد من تعلقه بها، وإذا به………

طالما وصلت هنا يبقى الرواية عجبتك، تابعني بقى على صفحتي ع الفيس بوك عشان تعرف مواعيد نشر الفصول الجديدة الصفحة باسم (روايات أسماء حميدة) وجروبي باسم (منتدى روايات الأسطورة أسماء حميدة)

يمكنكم أيضاً قراءة رواية أخرى 👇

https://alasturaa.com/رواية-وعد-ريان-للأسطورة-أسماء-حميدة-ال/

👇

رواية عقول غيبها العشق بقلم الكاتبة أسماء حميدة الجزء 1 رواية ڤانتازيا مافيا رومانس كوميدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top