براكينٌ من الغيرة تموج حممها بصدره، وبات ليلته يبحث عن طريقة للخلاص من غريمه ولولا خوفه من بارئه لسعى لقتله ولو بِحدِ السيف.
تسطح “عمران” على فراشه، وظل شاخصاً بأنظاره شارداً بنقطةٍ ما في الفراغ والهواجس تعصف بعقله، تارةً تلمع عينيه بِولهٍ عندما يتذكر سكونها بين يديه، وأخرى تتجعد ملامحه بعبوسٍ كلما تردد بذهنه كلمات ثناءها على ذلك ال “أيمن”.
بينما ظلت صغيرته تتقلب بفراشها بسأمٍ، وهي لا تمتلك الرفاهية التي ينعم بها معذب قلبها؛ إذ ظلت “نادين” تتحدث طوال الليل إلى “حسن” عبر الهاتف بعد عودتها.
مما لم يدع المجال ل”نوران” لتحظى بقسطٍ من الاسترخاء والتفكير، ولكن كلما استحضرها إحساس تلك الغمرة تنتابها رجفةً لذيذة تمتد على طول عمودها الفقري.
بعد ليلةٍ طويلة ظل فيها أبطالنا كلٌ يغني على ليلاه تجمع آل بيت السوالمي على الإفطار، ولم يغب عنهم سوى “غالب” الذي خرج إلى العمل باكراً.
بينما لم يتمكن “عمران” من المغادرة قبل أن يراها، فقد عمد على إنجاز مهامه الثِّقال قبل وصول صغيرته ووالدتها.
“نوران” إلى الجدة “سميرة” : – كيف أصبحتِ يا جدتي؟!
ابتسمت “سميرة” ببشاشةٍ إلى “نوران”، تقول بودٍ : – نحمد الله بنيتي، هل نمتِ جيداً؟!
قبل أن تجيب “نوران” بادرت “نادين”، تقول:
-لا تذكريني يا عمة.. لقد ظلت طوال الليلة تفرك، حتى أصابتني بالتوتر.
أما من زادت ثقته بحاله ابتسم بخيلاءٍ، وهو يشترك معهن في الحديث، متسائلاً ببراءةٍ مصطنعة : – لِم يا تُرى؟!
بادرت “نوران” تجيبه قبل أن تزيد “نادين” الطين بِلَّة : – الناموس.. فظيع لم أتمكن من النوم بسبب لدغاته.
“نادين” بعجبٍ : – ناموس!!
دعست “نوران” بباطن حذائها على وجه قدم “نادين” من أسفل المائدة، وهي تغمز لها بعينها، فئنَّت “نادين” تقول بمسايرةٍ: – آه… أجل.. أجل الناموس، شيءٌ مؤسفٌ حقًا!!
انتهى الجميع من تناول الطعام، والمشاكسين يسترق كلًا منهما النظر إلى الآخر، بينما نهضت “نادين” تقول : – سوف أذهب إلى زيارة “سلوى”، هل ستأتين معي “نوران”؟
أجاب عنها “عمران” سريعاً : – لا “نادين”، لقد عاهدتها بجولةٍ في المزرعة.
زوت “نادين” ما بين حاجبيها، تناظره بدهشة، عن أي جولةٍ يتحدث؟!
ألم يخبرها بالأمس أن لديه أشغالٌ لن تمكنه من أن يَعِدُها بنزهةٍ إلى البحيرة عما قريب؟!
خرجت “نادين” قاصدةً مزرعة “سلوى”، بينما نهض “عمران” يقبض على يد “نوران” يجبرها على الوقوف، وهو يلقي قبلةً في الهواء إلى العمة “سميرة” التي غمزة إليه بتآمرٍ، ومَن غيرها يشعر بما يتأجج بداخل ابن أخيها من لهفةٍ؟!
مسلوبةُ الإرادة تسير خلفه، وقد توقف عقلها عن العمل، أما هو فقد بدأ بتنفيذ الخطة عندما فتح معها مجال للحديث بعدما خرجا سوياً إلى حديقة القصر.
ولم ينسى هذا الخبيث أن يجتاز المسافة الفاصلة بينهما، وهو يتقرب إليها بمحاذاةٍ حتى لامس ذراعه النصف عاري كتفها الذي انزلق عنه الشال، ولولا تأمينه لمداخل ومخارج القصر ومحيطه أيضاً ما سمح لها بالخروج بهذا الثوب المكشوف حتى وإن كللته بألف عباءة.
“عمران” بتساؤلٍ، وهو يحرص على أن يبدو النقاش بينهما رتيباً:
-صحيح!! لم تخبريني.. هل “أيمن” له مصادر دخلٍ أخرى غير راتبه من الجامعة؟!
حاولت “نوران” سل يدها من قبضته، ولكنه ما إن استشعر مبادرتها حتى استماتت قبضته على كفها، يقول : – ماذا هناك؟! هل هذه أول مرة أمسك بها يدك؟! أم اختلف الأمر الآن؟
تلعثمت “نوران” ولم تجد ردًا على تلميحاته فكيف ستخبره أن اتصال بسيط بينهما كهذا يجعلها غير قادرة على التقاط أنفاسها؟!، بالطبع لن تمنحه انتصار كهذا، لذا هزت كتفها تقول بلا مبالاةٍ : – سيان بالنسبة لي، إلا إذا كانت هذه المسألة هامة بالنسبةِ إليك؟!
هز “عمران” رأسه بنفيٍّ، يقول بسلاسة:
-ليست بالأهمية القصوى، يمكنكِ اعتبارها عادة ليس إلا.
تمهل ومن ثم استطرد إلى صلب الموضوع:
-دعينا من هذه الترهات، فلنتحدث بشأن المال، هل هو ثري بالقدر الكافي ليتحمل مسئولية الارتباط والزواج؟
ضيَّقت “نوران” عينيها بعد أن التفتت إليه تحاول أن تستشف المغزى وراء حديثه، ولكن عبث!! إذ لم يبدو عليه أي ردة فعل تشير إلام يرمي، فأجابته بتهربٍ : – من أين لي أن أعرف!!
-فأنا لم استفسر منه عن شيء كهذا.
-كما أن الثراء ليس شرط إلزامي ليُقْبِل المرء على الزواج!!
-فهل كل مَن يود الاستقرار وتكوين أسرة لابد وأن يكون فاحش الثراء؟!
حملق بها “عمران” بصدمةٍ مفتعلة، وهو يتوقف عن السير ليعترض طريقها، تاركاً يدها، يضع يمينه على جبهته بعجبٍ مصطنع، قائلاً بعدم تصديق أجاد تقمصه : – يا الله “نوران”!!
-أنا لا أفهمكِ حقاً!!
-هل تتخيلين أن شخص مثلكِ عاش حياة رغدة ومثالية، لا يتمنى شيئاً إلا وكان بحوزته، سيستطيع ترك كل هذا خلفه ويكتفي بموارد محدودة.
-إنه عذابٌ صغيرتي… عذاب.
قال جملته الأخيرة وهو يسدل ذراعيه بتهدلٍ، مسبلًا أهدابه باستياءٍ، بينما شردت تلك المسكينة فيما قال فحتى بالرغم من أن التفكير بحياةٍ مشتركة مع “أيمن” لم يرد البتة بخاطرها إلا أنها أخذت تتخيل مقتطفاتٍ قد تُمَثِّل مستقبلها مع “أيمن”.
فتركها للحظات شتتها بما أن الشرود خاص بالإمكانيات المادية ليس إلا، وهذا ما وجَّهها إليه بمكرٍ، لتنتبه بعد قليلٍ على صوته يقول باهتمامٍ ظاهري:
-عزيزتي “نوران” بما أنني مسئول عنكِ، فنصيحة مني تأكدي من الوضع المالي ل “أيمن” قبل أن تقرري ربط مستقبلكِ بشخصٍ معدم غير قادر على إعالتكِ.
هل إذا كان “أيمن” ثري، ستكون مرحباً بالأمر؟!
سؤالٌ طرأ بِفكرها ولكن فاهها لم يلفظه، بل جادلته ببرودٍ تقول:
-ماذا فيها؟! لقد كان “عماد” رجل متوسط الحال، لا يمتلك سوى راتبه فقط، ومع ذلك كانت “ناندو” سعيدةً معه.
هز “عمران” رأسه برفضٍ، يقول:
-“ناندو” كانت تمتلك ما يكفيها لتعوض النقص ولكن ماذا بشأنكِ؟!
“نوران” معقبة : – وأنا أيضاً لدي الكثير.
لم يشئ أن يكسر بخاطرها ويخبرها أن الحقير “عماد” سلبهما كل شيء، ولِمَ سيُعْلِمها وهو ليس بحاجة إلى هذا الآن؟!
إذ أجابها بإزدراءٍ، لاويًا ثغره : – الوضع مختلف، ظننتكِ على وعيٍّ كافٍ، ولم أعتقد أنكِ طائشة مثل “نادين” التي تندفع وراء أهوائها.
-هل هذا يعني أنه لا مانع لديكِ من أن تتزوجين برجلٍ يَقَبل على كرامته أن تعوله امرأة؟!
-اللعنة!!
تأففت “نوران” بضجرٍ، تقول:
-كلها فرضيات، كما أن “أيمن” من أسرةٍ عريقة.
-وما دام قد أَقْدَم على خطوةٍ جدية، فهو مستعدٌ لذلك.
ناظرها “عمران” بتقييمٍ، ومن ثم أردف يقول:
-لقد تحدثت مع “نادين” بشأنه فأخبرتني أن لديه عيادة صغيرة في ضواحي القاهرة.
-فلو كان وضعه المادي على المستوى المطلوب لِمَ قَبَل العمل بالجامعة واكتفى براتبه الزهيد؟!
-على الأقل كان سيؤسس مشفاً استثمارياً خاص به، هذا إذا كان غرضه من العمل كأستاذٍ جامعي هو المنصب فقط.
-ولكنه لم يفعل.
-وبحسبة بسيطة يمكننا تخيل الوضع.
-ولا تنسي أن إقبال أي رجل على خطوة الزواج في هذا الغلاء سيزعزع وضعه المالي وربما يستدين ليوَفِّي التزاماته من مسكنٍ وأثاث وتكاليف العرس.
-عذراً على تدخلي، لكن إن دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك.
-وهذا أمرٌ قد يخيف أي رجل.
حب!! حسناً لن تكف؟! إليك بالآتي.. مررت “نوران” طرف لسانها ترطب شفاهها، وهي تقول:
-“أيمن” شخصٌ منظمٌ وعملي ومن المؤكد أنه يحسب حسابًا لكل ما تقول.
-نحن نتحدث عن طبيب، والأطباء لا يُدرجون الخوف بقاموسهم.
أهذا يعني أنكِ تفكرين جدياً بالأمر؟! يومكِ الحالك هذا لن يمر..
جز “عمران” على أنيابه بغيظٍ، وهو يتنحى عن طريقها متحاشياً النظر إليها حتى لا تلتقط ما قد يبدو عليه من انفعالٍ، وأخذ يتابع سيره، وهو يقول بتهكمٍ مرددًا:
-عملي ومنظم!! ولا يعرف الخوف هل نتحدث عن شخصٍ فاقد للحس؟!
هز “عمران” رأسه بتعاطفٍ زائف، وهو يضيف:
-ماذا جرى لعقلكِ؟! لم تسعين إلى الزواج برجلٍ آلي يفتقر إلى الإحساس بأبسط المشاعر الإنسانية؟!
-كل إنسان طبيعي يشعر بالخوف وهذا لا يعني أنه يجب عليه الاستسلام إلى هذا.
-فأنا مثلاً أشعر أحياناً بالخوف عندما أحقق إنجازاً وأخشى عدم القدرة للمحافظة عليه فيكون ذلك دافعاً لتأمينه.
-أخشى من أن أفقد عزيز فأسعى إلى رعايته وتحصينه من المخاطر.
-أخشى عليكِ.. لذا… لذا أنبهكِ إلام ينتظركِ في مستقبلٍ غير معلومٍ كهذا.
رأى البريق بعينيها فصوَّب على هدفٍ آخر، مستكملا:
-عجيبٌ أمركِ “نوران” جميعهن من فتيات جيلكِ، يحلمن بالارتباط بشخصٍ رومانسي يعشن معه أروع اللحظات!!
-وأنتِ تتباهين بعقلانية وعملية فتى أحلامكِ!!
-أي حياةٍ رتيبة ستعيشنها يا مسكينة!!
-أشفق عليكِ حقًا!!
رفعت “نوران” حاجبيها بدهشةٍ، تعلق:
-انظروا مَن يتحدث عن الرومانسية!!
-على العموم اطمئن من هذه الناحية، ف “أيمن” رومانسي جداً، أنت مَن يتوجب عليه الخجل من نفسه.
“عمران” بابتسامةٍ هازئة : – لكنني لا أشعر بالخجل.
“نوران” بسخرية : – آن الأوان أن تشعر بهذا.
“عمران” قاصفًا جبهتها : – كوني أتعامل معكِ بعدم اهتمامٍ، هذا لا يعني إنني لست رومانسياً مع غيركِ.
-فلا أحد يحب التقرب من فتاة تعيش بدور الجدة.
“نوران” باستفزازٍ : – معك حق.. لذا دع مَن أراد فعلها.. أن يحظى بفرصته، أعتقد أن “أيمن” متيمٌ بما لا يعجبك.
“عمران” بإغاظةٍ : – أتعلمين؟!
-بدأتُ أميل إلى الفكرة.
-يمكننا أن نخرج جميعاً في نزهةٍ على ظهر الجياد.
-أنتِ مع السوبر هيرو “أيمن”، وأنا سآخذ “ليلى” أمامي على ظهر الفرس.
لاحت على شفاهها ابتسامةٌ مشوبة بالحزن، وهي ترمق هذا المتعجرف الذي مال برأسه إليها، يناظرها بتحدي، وقد ارتسمت على ثغره بسمةً ساخرة، فعقبت تقول:
-لا تعتقد أني سأعير انتباهاً لتهديدك السخيف هذا.
-فلتذهب أنت وهي إلى الجحيم.
“عمران” بتسليةٍ؛ فها قد بدأت صغيرته في إبداء شيء من الغيرة : – لِم العصبية إذاً؟!
“نوران” ببرود : – لم أفعل.
-كما أنني أعرف أنك وإن كنت كما قلت قد تخليت عن نزواتك منذ زمن، فلا يمكنك أن تستغل ابن عمتك، وأيضاً لن تجرؤ على أخذ خطوة جدية في زواجك منها.
-أنت شخصٌ متوحد، ويمكنك أن تظل هكذا أعزباً إلى آخر العمر، ولن تسمح إلى إحداهن بالتقرب إليك.
ضغطت “عمران” على شفته السفلى بوقاحة، يقول بتلميحٍ لما حدث بينهما:
-لِم لا؟! فأنتِ أيضاً قريبتي.. ولكن ما حدث ليلة أمس.. لا يحدث إلا بين……
بتر عبارته، وهو يقول بتوجسٍ مصطنع:
-هل من الممكن أن تتهيمينني بأني استغليتكِ بالأمس؟
رمقته “نوران” بغضبٍ، وهي تحاول التخلي عن خجلها من تلميحاته الصفيقة:
-لم يحدث شيئاً يستدعي كل هذه الجلبة.
-لقد كانت لحظة عابرة احتضنتك فيها بعفوية وأخوة.
-فلا تسترسل في أوهامك.
ضيق “عمران” عينيه بخبثٍ، يقول بثقة:
-أهذا كل شيء ملاكي؟!
-هل نسيتِ ما شعرتِ به وأنتِ في حضني؟!
نطق حروف آخر كلمة متلكأً بإغواءٍ، فابتعدت بناظريها عنه تقول، بينما تحتضن جسدها بذراعيها، وهي تتظاهر بضبط وضعية شالها:
-لا تتوقع أن يحدث هذا مرة أخرى.
“عمران” بلوعةٍ، وقد انقلب السحر على الساحر، متسائلًا : – لِم؟!
يتسلى بها!! باتت متأكدة من ذلك، لذا توقفت تستند إلى جذع شجرة مطرقةً رأسها، وهي على وشك الإصابة بانهيارٍ عصبي، تريد الصراخ ولكن بِمَ ستعلل.
تمتمت “نوران” بقهرٍ:
-يتملكني إحساسٌ بالبكاء، وها هنا خاوٍ يشعر بالغربة.
قالتها وهي تمسد على صدرها، تشعر بالاختناق، التقط كف يدها المرتكز إلى الشجرة، وهو يستدير بجسده يرتكن بظهره إلى الجذع، يجذبها إليه، فقاومته تستند براحة يدها الحرة ضاغطةً على صدره، فلم يجبرها على الاقتراب بل مال إليها يريح جبينه أعلى غرتها، ويده الأخرى تدعم رأسها إليه، بينما همس بضعفٍ مماثل:
-إنكِ لا تَبْلُغين هذه الحالة إلا عندما يسيطر عليكِ الضيق والغضب.
أغمضت عينيها تضغط جفنيها بحدة، وقد خانتها دموعها، وهي تقول بصوتٍ متحشرج:
-أجل ولا أعلم لِمَ قلبي يؤلمني!!
“عمران” وهو يطبع قبلةً عميقة أعلى جبهتها، يقول بأنفاس متقطعة:
-ربما لأنكِ تقاومين ما تهفو إليه روحك؟!
تنهدت “نوران” بحرقة : – لا أعلم، ولكنه أمر شاقٌ ومؤلم.
كوب “عمران” رأسها بين يديه، آسراً أنظارها برماديتيه : – قولي ملاكي… بم تفكرين؟!
“نوران” بتهربٍ : – لا يمكنك التحكم بأفكاري أيضاً.
دنى برأسه إليها، وقد لمعت مقلتيه بإصرارٍ وأنفاسهما المتلاحقة ونظراتهما المليئة بالصبو تقول ما لم تنطقه الشفاه، وهو يعاود سؤالها:
-بم تفكرين “نوري”؟
الضعف بعينيه زادها قوة، وهي تقول باستنكار:
-لم يكن من الصواب أن نتجاوز الحدود.. عناق أمس كان خطأٌ كبير.
أتشعر بالذنب كونها خانت ذلك ال”أيمن” باستسلامها لشعورها وهي بين ذراعيه؟!
اللعنة!!
كانت تلك الخاطرة كالسوط الذي حط دون هوادة يجلده دون ذرة شفقة.
هز رأسه ينفض عنه تلك الأفكار التي قد توُدي به إلى طريقٍ مظلم بشع، فإذا استسلم إلى خاطرته سيقتله وينهي هذه المهزلة.
“عمران” بإحباطٍ:
-لِم تقولي هذا “نوران”؟!
-ما حدث لم يكن بكل هذا السوء؟!
“نوران” بشراسةٍ : – أشعر بالذنب، وأنت؟
“عمران” بغضبٍ : – لم أجبركِ للخضوع، لقد رغبتي في ذلك.
-ضممتكِ إلى صدري وكنتِ تطالبين بأن أطيل العناق، ألا تذكرين؟!
“نوران” ببرودٍ : – أنا الملامة إذاً.
جاء دوره ليغلق عينيه بعصبيةٍ، وقد تفاقم إحساسه بالكراهية تجاه غريمه المزعوم، وهو يقول من بين شفاهه المزمومة : – أجل كل اللوم يقع عليكن، تباً لجنس بنات حواء.
“نوران” بتشفٍ : – لا “عمران”.. لا تقولها.. هل ما حدث أثر بك إلى هذا الحد؟!
أفرج عن أهدابه وهو يكف يديه عنها، ورماديتيه تلمعان ببريقٍ ساخر، يقول بفتورٍ:
-لا تغتري بحالكِ يا صغيرة.
-لم تُولد بعد مَن تتمكن مِن إغوائي.
“نوران” باستياءٍ : – إغوائك!! هل تتهمني بالتودد إليك؟
تجاوزها “عمران” مبتعدًا بضعة خطوات، وهو يقول بتهكمٍ: -…. .
ترى إلام سيقودهما العناد؟
رواية واحتسب عناق بقلم الأسطورة أسماء حميدة، الرواية حصري على موقع مجلة الأسطورة، ممنوع النسخ نظراً لحقوق الملكية الفكرية
👇
احلى صباح بيبتدى بكلامك