البارت_8
عند مصطفى وهمس .
كان مصطفى يحمل همس بين ذراعيه القويتين بثبات كأنها لا تزن ريشة ، ورغم محاولاتها للإفلات من قبضته إلا أنه كان متمسكٱ بها ، وبسبب الفارق في القوة البدنية لم تجد بدٱ من المقاومة ، فهي بطبيعتها هادئة مسالمة رقيقة ، وبسبب تدليل والدها لها فهي لا تعرف في الحياة معاني كثيرة كالمسئولية والمواجهة وكذلك طبيعتها الهادئة عكس وعد ، وعد قطة شرسة .
أما همس، فهي كتلة من البراءة والضعف ليس ضعفٱ في الشخصية لكنها تعاني ضعفٱ من نوع آخر ضعف في فهم العديد من المشاعر الانسانية .
فالمشاعر الانسانية ليس كلها مشاعر نقية فهناك مشاعر إنسانية دونية ، فهي لا تعرف معنى الخبث والحقد والكراهية ، لا تحيك المؤامرات لا تعرف الاستغلال ، يؤلمها قلبها لرؤية مشهدٱ مأساويٱ ، حتى لو كانت المأساة لحيوان أو عصفور ، رقيقة و هشة سريعة التأثر والانجذاب، من لا يعرفها يظنها سلبية وضعيفة الشخصية وعديمة المسئولية ولكن بداخلها طفلة مدللة رقيقة ناعمة ، أو كما تقول وعد عنها دائماً الليدي همس .
وعد دوماً ما كانت درعها الحامي وملاكها الحارس .
همس وقد بدأ صوتها يختنق وكأنها على وشك البكاء .
همس : بليز يا أستاذ درش نزلني .
أشفق مصطفى على تلك الفراشة الرقيقة ، فهو لم يقصد إخافتها وإنما اراد مشاكستها فقط .
انحنى مصطفى بجذعه وهو يحملها حتى لامست قدميها الارض ، وما إن استشعرت همس صلبة الأرض أسفلها، حتى اطلقت لساقيها العنان صاعدة درجات السلم ، وكأنما تطاردها الأشباح .
مصطفى لنفسه : إيه ده هو فيه كده؟! كنافة بالمانجا يا عالم .
وقف مصطفى قليلاً يستوعب ما حدث ، ويتساءل من هذه ؟! وماذا أتى بها إلى هنا ؟!
مصطفى لنفسه : انت لسه هتسأل أما أطلع أشوف أيه الحكاية؟! .
أما همس خرجت من باب البناية لتلحق بالسيدة نجوى وهي في حالة من الهلع ، تتلفت خلفها فرأتها نجوى بتلك الحالة .
لذا تساءلت نجوى بلهفة : إيه فيه إيه؟! مالك يا همس يا بنتي؟!
أخذت همس تلتفت خلفها تارة وتنظر إلى نجوى تارة أخرى ، خشية أن يلحقها .
همس : الحقيني يا مامي نجوى فيه ، فيه ..
بطرت عبارتها فهل ستقول لها عن هذا الدرش ؟ وماذا تقول أنها كادت أن تسقط لولا ذلك الشخص الذي حال دون وقوعها ، ولولا وجوده لكانت الآن في تعداد الموتى أو على سرير بإحدى المستشفيات بعظام مهشمة كأقل تقدير في موقف كهذا .
ولكن هذا الدرش تلقفها بين ذراعيه كالأب الذي يحمل طفلته بين يديه .
ولتكن صادقة إنها في ظروف أخرى ومع شخص آخر في موضعه ، وأنقذها من ضرر حتمي ، لكانت أمطرته بعبارات الشكر والامتنان وانتهى الأمر .
ولكن عندما قام هذا المدعو درش بالضغط على خصرها ، ومشاكستها بهذه الطريقة وهذا التجاوز؛ أرادت صفعه.
هي أرادت وطوال عمرها تريد ، ولكنها لم تفعل أبدٱ ما تريد .
انتفض جسدها عندما استحضرت الموقف .
إنه وقح!! وقح!!
أسرعت قائلة، وهي تشير إلى الداخل : – فار فار ، يا مامي نجوى .
ربتت نجوى على كتفها تقول : اهدي يا همس، كل ده عشان فار!!
خلاص اقفي أنت هنا جنب الشنطة، وأنا هاخش أشوف مصطفى فين ؟ واخليه يجي ياخدها .
أسرعت نجوى الى الداخل تبحث عن مصطفى ، فوجدته يصعد مسرعٱ على درج البدروم .
نجوى لمصطفى : إيه يا مصطفى؟! طلعت السرير؟!
مصطفى مستكملًا طريقه : لسه يا اماه ، خمسة وراجع .
جذبته نجوى من ذراعه : رايح فين؟ خلص اللي قلت لك عليه الأول ، وبعدين ابق روح اتسرمح .
مصطفى وهو ينظر بعينيه من بوابة البناية على مرمى بصره لعله يراها ، ولكنها قد تبخرت .
إذ أنها كانت تقف بجانب البناية بعيدٱ عن مرماه؛ لذلك لم يراها .
و عندما لم يجد مصطفى لها أثراً .
مصطفى بصوت وصل إلى مسامع أمه : كان يعني لازم تقف زي الصنم تندهش؟! أهي طارت.
نجوى مستغربه من حال ابنها : هي إيه دي يا ولا اللي طارت؟!
مصطفى بيأس : دماغي ياأماه ، دماغي طارت. كنت عاوزه إيه ؟
نجوى بحدة : يا خيبة أملي فيك ، أنت يا ولا ضارب حاجة ؟!
مصطفى : إيه يا أماه؟! هو أنا بتاع الكلام ده ؟؛ أنا أخري سيجارة وكوباية شاي .
نجوى : طب روح يا معدول حل السرير من تحت ، واطلع انصبه فوق ، على أما أشوف حد من العيال يطلع الشنطه اللي برو .
توجه مصطفى صاعدٱ لأعلى دون السؤال عن قصة السرير ، فما كان يشغل باله فصله عما حوله .
نجوى : أنت يا خايب الرجا رايح فين؟!
مصطفى : جرى إيه؟! يا اماه مالك سخنانة عليا كده ليه؟! طالع أجيب مفتاح الشقه اللي تحت نسيته فوق .
نجوى : استنى أنا معايا المفتاح الثاني .
أخرجت نجوى المفتاح الآخر من جزدانها ، وأعطته إياه، فأخذه بعقل شارد ، واستمر في الصعود .
نجوى : مالك يا ولاه؟! أنت حد خبطك على دماغك؟! المفتاح في إيدك طالع فوق تعمل إيه ؟
نظر إليها مصطفى بتيه، وهبط من أمامها دون كلمه واحدة ، وهي تناظره باستغراب .
أما هو توجه للأسفل شاردٱ، يتسائل ما إذا كان ما عايشه منذ قليل حقيقة أم إنه يتوهم؟!
واذا كان حقيقة، فمن هي؟! وماذا أتى بها إلى هنا ؟!
هي ليست من تلك المنطقة، ولا من إحدى ضواحيها ، فلو كانت، لابد وأن رآها مسبقٱ ، فهذا الوجه لم يراه من قبل، فلو وقعت عيناه عليها، حتمٱ كان سيقع لها منذ الوهلة الأولى بهيئتها الملائكية الساحرة .
عند هذه الخاطرة أخذ يدور حول نفسه في مكان التقائها بالأسفل .
أيمكن أن تكون جنية ممن يسكنون الأماكن المهجورة ، وكان يسمع عنهم من أحاديث وحكاوي جدته ، وماذا لو ؟!
فقط تظهر ثانية وسيغلل لها نفسه بأغلال من نار طائعٱ راضيٱ محبٱ قانعٱ بمصيره معها ، حتى لو نفته معها إلى سابع أرض ، ما يهمه أن يكون معها ولها .
أخذ يدور ويدور عله يلمح طيفها .
مصطفى : أنت يا ..سمعاني ؟ طب أنت هنا ؟ طب أنت مين ؟ أنسية ؟ طب جنية ؟
وعندما فقد الأمل في اجابة نداءه ، استند على الحائط خلفه وتداعت قدماه خائرٱ وهو يستند على الحائط .
وصدره يعلو ويهبط وكأنه يعدو في سباق للماراثون .
وضع راحتيه على وجهه بيأس، فالتقط أنفه رائحتها التي علقت على كفيه.
إذاً لم يكن لقاءه بها حلم ولا هاجس؟!
ليست جنية ، فهي وان كانت، فلا مانع لديه .
ولكنها أنسية.
إذاً مهمته أصعب ، إذا كانت جنية فهي من ستأتيه ثانيةً ، هي التي ستقصده .
أما إذا كانت أنسية ، فهو قاصدها .
وبغبائه قد أخافها، وإن لمحته في المستقبل ستفر هاربة .
استقام مصطفى بجسده واقفٱ وذهب صاعدٱ، خارجٱ من باب البناية .
وقام بالنداء على أحد العمال الذين يعملون مع والده في محل بيع لوازم البناء .
مصطفى : – ولاه يا جنش .
جنش وهو شاب في العشرين من عمره .
جنش : – إيه يا معلمي؟!
مصطفى باستعجال فإن كانت أنسية .
لربما وجدها بالجوار، أو قد تكون أتت إلى هنا بالخطأ أو إنها جاءت لشراء شيء يلزمها من هذه الضاحية .
مصطفى وهو يخرج المفتاح من جيبه سرواله ويعطيه لجنش، قائلًا :
- ده مفتاح شقة البدروم ، تروح هوى تحل السرير اللي فيها تحت ، وتطلعه عند خالتك أم مصطفى فوق ، ولو سألتك عليا ، قل لها جاتله مصلحة ضروري ، ونصاية وراجع .
جنش : حصل يا معلمي .
أسرع مصطفى يطوِّق المنطقة بحثاً عنها هنا وهناك، راصدٱ بعين صقر كل المحلات في الجوار، لربما كانت تشتري منها شيئاً ، وتطرقت دورية بحثه إلى المناطق المجاورة ، ولكن دون جدوى.
وعندما تعب جلس على إحدى المقاهي متربصٱ ، لعل يكن الحظ خادمه ، وتمر من هنا .
عامل المقهى : أؤمر يا رياسة؟!
مصطفى : هات واحد شاي ميزة .
أخرج مصطفى علبة لفائفه، والتقط إحدها يشعلها عله يهدأ قليلاً ، وعينيه كانت ترصد المارة عن بعد ، وهو يتساءل حتى لو وجدها ماذا سيفعل ؟
صوتٌ بداخله زاجراً : – أتسأل ؟!
فأجابها حاله على الفور : إن لم تكن جنية سأكون أنا ماردها ، سأخطفها وأتزوجها حتى لو عنوة ، سأفعلها وإن كان ذلك آخر شيء سأفعله بحياتي ، فقط أجدها .
استراح وأخذ يكمل رحلة البحث ، حتى اقترب المساء، حسناً سيعود ربما رأها في الجوار .
كانت همس والسيدة نجوى في الشقة العلوية، وقد أتى لهما جنش بالسرير، وسألته نجوى عن مصطفى ، فأجابها بما قاله مصطفى .
نجوى : خش يا جنش انصبه أنت .
ذهب الشاب على الفور ينفذ الأمر؛ فطالما كان مصطفى أخاً كبيرٱ له .
لم لا؟! ومصطفى مثالاً لابن البلد الشهم ذو المروءة، وكان كل صبي بالمنطقة يحتذي بحذوه ، وكل رجل وكهل يكن له كل تقدير واحترام .
الصغار يهابونه، والكبار يقدرونه، ليس بلطجيٱ و لا فتوة ، ولكنه كما يقولون( ما بيعجبوش الحال بالمايل) .
شاب مكافح متعلم قوي البنية، شديد ، صارم مع من يخطئ أو يتجاوز الحد في حضرته.
وفي نفس الوقت مشاكس ومرح .
وإضافة لذلك فهو مع الكل شيء ومع والدته شيء آخر ، يشاكسها، يجادلها ، ولكن دون تجاوز .
هي الوحيدة التي تستطيع أن تتخطى حدوده الحمراء، من حقها اي شيء، وكل شيء، وليس لمن سواها أي حق.
ونجوى ما دامت معه بمفردهما تعامله كطفل ليس تقليلاً من شأنه، ولكن هي من تحتاج إلى هذا، فقد فقدت حقها في معايشته طفولته ، تحتد عليه ، ولكن أمام الناس هو درش فخر العرب ، قصدي 😂😂المنطقة.
عندما دخل الصبي جنش إلى الغرفة التي سيقوم بتركيب السرير بها ، وجد فتاة تجلس على كرسي بأحد الزوايا الموجودة بالغرفة ، فتاة جميلة، لا بل رائعة، بعينين خضراوين ناعستين تسلب العقل ، رموش كثيفة ، جسد ممشوق ، ترفع شعرها الحريري في هيئة ذيل حصان ، وجهها خالي من أي مساحيق تجميل مما يعطيها جمال وبراءة ونقاء، بشرتها لامعة ،و خدودها وردية ، شفاهها وآه من شفاهها كحبات الفراوله اللذيذة الشهية ، باختصار سنو وايت عصرها .
هيئتها لا تنبؤه بعمرها ولكن حتماً هي في مثل سنه وإن كانت تكبره ؟ فماذا بها ؟ سيطلبها للزواج .
جنش وهو مأخوذٱ بجمالها، ولا يزال تحت سطوة سحر تلك الجنية.
جنش : اللهم صل على النبي ,أنا عمري ما شفت كده قبل كده!!
بتر ما بجوفه من عبارات الغزل؛ فالساحرة في حرم الديشة .
وقف جنش يعمل على تركيب السرير، يده تعمل كالآلة، ولبه وعينه مع تلك الحسناء.
دخلت السيدة نجوى إلى الغرفة، وجدته على حالته تلك .
نجوى : ولاه يا جنش؟! ما لك فيه إيه ؟
جنش : مالي يا خالتي ما إحنا 100 فل وعشرة .
نجوى : مالك سهتان على نفسك كده ليه؟!
جنش بهيام : ما فيش يا خالتي ، أصلك وحشاني أوي .
نجوى : طب خلص يا اخويا؛ قربنا على المغرب .
جنش : – وماله يا خالتي، ده أنا أخدمك بعينيا , وقلبي .
قال الأخيرة بتنهيدة حارة.
نجوى موجهة حديثها إلى همس : تعالي يا همس يا بنتي غيري هدومك .
همس : – حاضر , مامي نجوى .
جنش بصوت هامس : ده إيه الحلويات دي؟! لا أنا هاكلم الديشة ، واجي أنا وأمي نخطبها اللي زي دي ما تقعدش .
( ده الديشة هينفخك أنت و أمك 😂😂).
دخلت نجوى و همس إلى غرفة أخرى .
واخرجت السيدة نجوى لهمس إحدى الجلاليب البيتية خاصتها ، فعندما ذهبوا إلى الڤيلا قبل سفرهن إلى الاسكندرية بيوم ، وبعدما وضعت عليها الحكومة حراسة لم يُسمح لهن بأخذ شيء من هناك ، سوى القليل من أغراضهن الضرورية بإذن كتابي من قائد الحراسة.
وقامت وعد وهمس بالتوقيع عليه ، فأخذت هي وأختها أحذيتهما وملابسهما الخارجية فقط.
قامت همس بإرتداء الجلباب وخرجت هي ونجوى ، وجدوا جنش قد انتهى من تركيب السرير .
جنش : عارفه يا خالتي؟!
نجوى : قولي يا قلب خالتك .
جنش : أنت لو لابسة خيش ، بردو مكنة .
(الواد ده رباية الديشة فعلاً )
نجوى : طب اخفا يا ولاه، ولو شفت مصطفى ابعته لي .
خرج جنش قاصداً محل الريس ذكري والد مصطفى ليستفسر عنها، يريد أن يعرف من هي وهل هي مخطوبة أم لا و.و. و.و.
وأثناء خروجه من البناية كان بنفس وقت قدوم مصطفى، فكان الخارج متسائلٱ والداخل باحثٱ والوجهة واحدة .
كانت تلك الساحرة في هذه الأثناء تقف مع السيده نجوى في المطبخ .
فأثناء ما كان جنش يقوم بفك السرير من الأسفل وتركيبه في الأعلى .
قد قامت السيدة نجوى بطهي وجبة خفيفه ليتناولوها، وقد انتهت بالفعل .
مدت نجوى يدها لحوض الجلي لغسل الأواني التي كانت تستخدمها في طهي الطعام .
قالت همس : ارتاحي أنت بقى يا مامي نجوى ، وأنا هاكمل أنت عارفة إني كنت باحب اتفرج عليك وأنت بتعملي الأكل وكده كده أنت already خلصتي، أنا بس هاتابع اللي على النار، وانضف الplates دي.
نجوى : لا يا همس يا بنتي ما يصحش .
همس : ليه ما يصحش؟! الوضع اختلف now.
فهمت نجوى ما ترمي إليه همس وماذا كان مقصدها فهي تقصد أن نجوى لم تعد تعمل عندهم الآن، بل والأدهى إنها تستضيفهما في بيتها ، هي من ربت همس وتعرف ما تشعر به الآن .
إنها تشعر بكونها عالة عليها .
فأرادت نجوى أن تُشعرها بأنها في بيتها .
اجابتها نجوى ببسمة : خلاص يا هموسة اقفي أنت كملي الأكل ، وانا هاطلع اطلع فرشة السرير اللي جنش جابها من تحت فوق على السطح شوية ، لأن بقى لها فترة تحت في الشقة اللي في البدروم ، وبالمرة أغير لها كسوتها .
همس وقد عاد لها حماس الطفلة التي بداخلها ، فهي هكذا يحزنها أقل شيء ويفرحها أقل شيء .
همس بحماس : أوكي مامي نجوى ، روحي أنت، وأنا هأتصرف .
اتجهت نجوى إلى الخارج ثم عادت إليها مره اخرى .
همس : يا حبيبتي مش أنا علمتك في المطبخ لما البنت توقف تطبخ الأكل لازم تربط شعرها عشان ما يقعش منه حاجة في الأكل .
أمآت لها همس وكأنها طفلة مذنبة.
فدخلت السيدة نجوى إلى الغرفة وأحضرت لها غطاء رأس لتلم به شعرها وذهبت نجوى إلى السطح.
وأدارت همس جسدها إلى حوض الجلي .
تركت نجوى باب الشقه مفتوح فباب الشارع بالأسفل مغلق ، عن أي باب مغلق تتحدث!! ودرش معه كل المفاتيح .
صعد مصطفى إلى الشقة العلوية قاصدٱ والدته يراضيها عن تأخيره لطلبها ، وإرساله لجنش بدلٱ منه .
فقد كان مشغول بالبحث عن جنيته ، ويا ليته أتى الأمر بثماره ، لكنه عاد خالي الوفاض .
سمع مصطفى صوت قادم من المطبخ فعلم أن والدته بالداخل .
دخل على أطراف أصابعه إلى المطبخ يريد أن يشاكسها كعادته .
اقترب دون أن يصدر صوتٱ وما أن اقترب منها أحاط جسدها من الخلف بذراعيه ساندٱ برأسه على كتفها .
مصطفى : مالك يا أماه؟! أنت خاسة كده ليه؟!
همس وقد توقف قلبها من الرعب فمن ذا الذي يقوم بهذه الفعلة ، لم تستطع همس حتى رفع رأسها ، وعندما لم تجيبه ظنٱ منه أنها أمه فتأكد شكه پأنها لازالت غاضبة عليه فأراد أن يزيد من دلاله لها، لربما تسامحه وتبادله الحديث .
فضمها أكثر إلى صدره وهو يطبع قبلة على خدها.
مصطفى : ما خلاص يا اماه بقى؟! كان عندي مصلحة على السخان كده وخلصتها , وبعدين يعني أنا ما نفضتش ، ما أنا بعت لك الواد جنش ، وأنت عارفة إنه كفاءة.
همس داخلها يرتجف ، وخافقها تجمد ، وعقلها توقف ، ولكن لابد وأن توقفه عند حده فمن يظن نفسه .
لفت وجهها إليه و لازالت ذراعيه قابضة على خصرها فجحظت عينها عندما……..
البارت_9
عندما استفاقت سارة من الحالة التي استحوذت عليها، عندما اقترب منها محمد بهذا الشكل غير المعهود ، وانتبهت على صوت هناء ووقع اقدامها على السلم
وهي تصرخ.
هناء: بت يا سارة ، انت نسيتي باب الشقه مقفول ، زمان القطط اللي على السلم دخلت بهدلت الدنيا جوه .
كانت هي أول المنتبهين من الهالة التي أحاطتهما ، وما كان منها الا انها أسرعت الى غرفه هناء ، وقامت بإغلاق باب الغرفة .
أستندات بظهرها على الباب ، واضعة راحة يدها على صدرها تهدئ من هدر خافقها الذي أصيب بحالة من النشاط غير المعهود يخفق بقوة ، مما أدى الى ارتفاع وتيرة تنفسها ، وأحتلت الحمره وجنتيها .
رفعت يدها تلقائيٱ إلى خديها تستشعر حرارتهما .
ما حدث منذ قليل كان حلم من احلام اليقظة ، أن تنعم بنظرة دافئة من عينيه.
أن يتمنى ذلك القاسي قربها ، ويطلب ودها ، وهي تتدلل عليه.
أي دلال بعد إستلامها المخزي للمساته ، كان يستوجب عليها صفعه .
وليس الإستسلام والخنوع لأول اقتراب بينهما دون رابط رسمي .
هو حتى لم يقولها (احبك سارة).
سارة لنفسها بلوم : دلوقتي هيقول عليا ايه .
حمدت ربها أن هناء جاءت بالوقت المناسب ، فلو استكمل محمد ما شرع به وهي في هذه الحاله من الضعف ، لن تستطيع النظر اليه مرة اخرى .
ظلت على تلك الحالة تلوم نفسها وضعفها امامه .
أما الذي كان بعالم اخر لم ينتبه على صوت اخته ، ولا دخولها من باب الشقة ، فهو ما زال على وضعيته في حالة من الهيام والنشوة ، لم يتخيل أنه سيعيشها مع من يعتبرها اخته الصغرى ، لقد كبرت واصبحت دافئة انثى مكتملة الانوثة .
هناء وهي تنظر الى محمد بإستغراب وهو يقف في منتصف الصالة صامتٱ شاردٱ كأن على راسه الطير ، عينيه مثبتة على باب غرفة هناء ، كأنه يشاهد عرضٱ لأحد أفلام الخيال العلمي .
هناء وهي تهزه : محمد مالك واقف كده ليه ؟!!!
لم يجيبها وما زال على وضعيته .
هناء تهزه مرة أخرى : محمد في ايه مالك ؟!! متسمر مكانك كده ليه؟!!
انتبه محمد اخيرا الى حديث اخته ، فتوجه بنظره اليها ، ولا زال جسده متجمدٱ مكانه ، وكأنه صعق بكابل كهرباء عمومي .
اخذت هناء تتلمسه بإندهاش من حالته تلك وهي تحادثه مستفسرة عن ما اصابه .
كانت ردت فعله أنه اشاح بوجهه عنها ، رامقٱ باب الغرفة بنظرة مطولة.
استدار مغادرٱ الى غرفته دون كلمة گأنه بعالم آخر غالقٱ الباب خلفه .
تعجبت هناء من حالة أخيها ، وتسمر عينيه على باب الغرفة .
هناء وهي تحدث نفسها ، وسارة خلف الباب تسترق السمع لما يحدث في الخارج .
هناء وهي تضرب على صدرها بكفيها : ياااا لهوي ليكون اتخانق مع البت سارة ، وقالت له كلمتين من الدبش بتاعها ، فورت دمه ، قام قاتلها .
أما من بالباب قد استدارت عينيها مما تسمعه من حديث هناء ، وتحليلها للحالة التي كان عليها محمد .
قد كانت تلصق اذنيها بالباب تتلصص عليهما .
ما إن سمعت وقع أقدام هناء يقترب من الباب ، حتى أسرعت على أطراف أصابعها تندس تحت الغطاء على السرير ، واضعة إحدى الوسائد على راسها ، تتصنع النوم متهربة من سيل الاسئلة التي ستنهال عليها من هناء عن ما أصاب محمد اذا علمت انها مستيقظة .
دخلت هناء غرفتها التي تتشاركها مع سارة ، عندما تاتي الثانية للمبيت عندهم .
جلست هناء على حافة السرير وهي تنغز سارة في كتفها بعد ادعاء الثانية النوم .
هنااء بالحاح : ساره ، أنت يا بت.
ازاحة سارة الوسادة، وهي تتمطأ وتضع يدها على فمها بتثاؤب (شوفوا البت).
سارة : في ايه البيت بيولع ؟!!!
هناء : انت نايمة مع اهل الكهف ، أنت شفتي محمد لما جه . سارة و هي تدعي الجهل : ايه ده , هو جه .
هناء وقد يأست من الاستفادة بأي معلومة منها .
هناء : طب قومي يا شملولة، عشان توحة زمانها جابت الفول والطعمية، وجايه ولو ما لقتناش حضرنا باقي الفطار مش هيعرفوا يلموا أشلائنا .
ارتبكت سارة من كونها ستلتقي محمد بعدما حدث .
ماذا سيقول عنها اذا كان منذ قليل نعتها انها قليلة الرباية، فماذا بعد ما كان سيحدث ، لولا قدوم هناء.
سارة : لا يختي انا مليش نفس ، هأقوم أروح اكمل نوم في بيتنا.
واسرعت تلتقط فستانها ترتديه على استعجال.
هناء : كل ده عشان ما تحضريش معايا الفطار ، واطية واطية يعني .
خرجت ساره مسرعة من غرفة هناء .
بعد ما قامت هناء بالقائها بأحد الوسائد ولكنها اخطات الهدف .
اما عنه بعد ما دخل غرفته ،أوصد الباب خلفه، أخذ يلعن نفسه بسبب ما كان مقدم عليه .
منذ متى وهو بهذا الطيش والاندفاع ؟!!
دائما ما كان مثالا للشاب الملتزم هو وللأسف لا يداوم على الصلاه ، ولكنه لم يجرأ على محادثة الفتيات والتقرب منهن .
حتى وعد التي احبها منذ ان وقعت عينيه عليها أو هكذا كان يهيأ له لم يحاول لمجرد المحاولة أن يصارحها بمشاعره ،ولم يخطر بباله ان يكون بهذا القرب منها كما كان منذ قليل مع سارة صغيرته المدللة ، وعد كانت من وجهة نظره حبٱ طاهرٱ بريء ، حتى ولم تبادله ، فهو لا ينتظر منها شيئٱ ، وهي من الاساس لم توعده بشيء ، وحينما يشعر بإنجذاب رجل لإمرأة يكون هذا الانجذاب لمن تربت في كنفه ، وعاملها كأخته الصغيرة، لكن ما احسه بقربها منذ قليل ، لا يشعر به الاخ تجاه اخته .
إذٱ ما هي بالنسبة له إن لم تكن اختٱ؟!!
أكان ينقصه تخبطٱ يكفيه ما هو عليه من ضياع.
اقنع حاله أن ما حدث خطأ ، لا بد وأن لا يتكرر هي اخته ، وانتهى الأمر.
طرقت هناء باب غرفته فأذن لها بالدخول : هناء ايه يا محمد من ساعة ما كنت متخشب في الصالة ، وأنت قافل على نفسك الباب .
محمد بغضب من حشريتها :وأنت مالك ؟!! حشرة مناخيرك في اللي ليكي فيه واللي ما لكيش فيه .
هناء :انا غلطانة إني بطمن عليك ، ويلا قوم ، قبل الطعميه ما تبرد .
كان سينهض ، ولكن عندما تذكر أنه سيلتقيها خجل من حاله .
إذا كانت هي صغيرة فهو الأكبر والأرشد ، هو الذي كان يضع نفسه بمكانه الاخ الاكبر المرشد والحامي ، الآن ماذا ستقول عنه ؟!
استغل الحالة التي كانت عليها من الضعف والانهيار بسبب كلماته اللاذعة ، لا ، لن يخرج .
محمد : ما تغلطيش تاني ،وايه اطمئن عليك دي ؟! أنا مش عيل صغير ، وامشي يلا وخذي الباب في إيدك .
ما ان تذكر محمد ما حدث بينهم منذ قليل إنتابته قشعريرة لذيذة، وهو يتخيل كأنه يستشعرها و هي ذائبة بين يديه.
ماذا لو تأخرت هناء دقيقة واحدة ، فقط واحدة.
…………..
وعد ريان بقلمي اسماء حميدة.
عند ريان ووعد.
بعد ما اشار لها ان تتبعه الى داخل الڤيلا، وهي صارت خلفه مجبرة .(مجبرة بردو أبت )
حتى لو هي محتجزة هنا دون إرادتها ، فهي لا تنكر إنه وسيم ، نعم وسيم وله هالة خاصة به مزيجٱ من القوة والصرامة ، والكثير من الوسامة والجاذبية، وتلك العينين التي اقتحمت اسوارها العالية.
فهي لم تكن يوما بهذا الإندفاع كان العديد من شباب الجامعة يسعون اليها ، يرجون نظرة من عينيها، يريدون لفت انتباهها ، و محمد على رأس تلك القائمة.
لكنها أبت أن تبتزل مشاعرها في علاقات عابرة.
كما ان شباب الجامعة في نظرها مجرد صبية حتى من كان يسبقها ببضعة أعوام، عندما رأته علمت لما لم ترى غيره في السابق ، فرجل يعني ريان .
ما إن وصلوا الى داخل القصر ، اصدرت معدتها صوتٱ ينم عن الجوع وما كان منها إلا أن قالت بصوت وصل اليه : وبعدين بقى، أنا معدتي ابتدت تصوصو من قله الأكل ، طب اقول له جعانة ، ولا هتفضح ، ويفضل بقى سين وجيم.
عندما استمع الى ما قالت آلمه قلبه على تلك الحمقاء ،لمجرد احساسها بالجوع، فماذا لو أرادت الابتعاد عنه.
ريان مستدعيٱ إحدى العاملات التي يعملن بقصره ، وبالطبع يجيدن الانجليزية.
ريان للخادمة :Get me lunch and ask her lf she wants to eat,احضري لي طعام الغذاء واساليها اذا كانت تريد ان تاكل .
وعد متمتمة : ينصر دينك يا شيخ .
اما الخادمة فلم تهتم بسؤالها، ستحضر الطعام، وإذا ارادت مشاركته فلتفعل ، فهي على علم بسيدها من توجيهات مدير اعماله إنه يجيد عدة لغات والعربية واحدة منها ، حتى لا يزلف لسانها او لسان إحدى الخادمات بكلمة خاطئة تثير غضبه ظنٱ منهن انه لا يتحدث العربيه، فتصبح في خبر كان.
ريان لا يتهاون ولا يحب كثرة الحديث.
انصرفت الخادمة على عجالة تنفذ ما امرها به، ولم تهتم بسؤلها فإذا كانت ضيفته فلا بد انها تعرف الانجليزيه ، وإن لم تجيدها فلا بد انه دعاها بالعربية لتناول الغذاء معه لذلك هي هنا ، فالخادمة لم تعرف ما دار بينهما في الحديقه ولا تهتم لمعرفته .
احضرت الخادمة الطعام ووضعته على المائدة الفاخرة بقصر سيدها، وبعد ما انتهت أخبرته باحترام : Lunch is ready mister rian, الطعام جاهز سيد ريان.
أشار ريان للخادمة بالانصراف واستقام من مجلسه ، وهي لازالت تقف في مكانها .
ابتعد عنها عدة خطوات .
وعد : يا دي النيلة، هو مش هيعزم عليا عزومة مراكبية حتى.
استدار برأسه لها وهو ما زال مواليٱ لها ظهره ، واشار اليها ان تتبعه .
وعد : يااااه يا حاج، أنا افتكرتك نسيتني ، أصيل يا أبو رحاب ،فحين نفخ هو بغضب، وراك اهوه يا كبير .
هز رأسه ييأس من سليطة اللسان تلك ومن جنونها ، ومن رحاب هذه ، هو لم يتزوج لينجب.
حاج، كبير ؟!تلك الكلمتين اللتان استرعتان انتباهه .
هي تبدو صغيرة بالفعل ولكن هل يبدو لها كهلٱ، هرمٱ..؟!
إذا انتظري وعد سأريك ماذا سيفعله ذلك الهرم.
دخل ريان إلى غرفة الطعام وجلس على كرسيه بشموخ لا يليق الا به .
ماذا ؟! لم يدعوها هو الآخر فإن جلست في حين ان الخادمة لم تسألها عن رغبتها بتناول الطعام، وهو لم يأذن لها بذلك ، سوف ينكشف إمرها .
هو رغم ألمه لاحساسها بالجوع إلا أنه اراد معاقبتها على كلماتها التي فسرها هو بأنها تراه كبير بالسن .
تناول الشوكة ودسها في طبق الاستيك يلتقط منه قطعة كبيرة ، وضعها في الطبق الذي امامه ، واخذ يقطعها قطعٱ صغيرة.
وعندماوضع قطعة منها بفمه اصدر صوت همهمة ينم عن استمتاعه بمذاق الطعام ، الى جانب رائحته الشهية التي التقطتها أنفها ، فسال لعابها ، وبدأت تلعق شفتيها بلسانها في حركة تلقائية تنم عن شدة جوعها .
اما هو يراقبها باستمتاع وما إن قامت بتلك الحركة حتى القى الشوكة التي بيده في الطبق فاصدرت صوتٱ مزعجٱ.
صرخ بها :enough,كفى.
هذا يكفي , كفى, إنه يجاهد حاله منذ أن رآها إنها تجذبه بجنون ، وحركتها تلك اثارته.
وعد بعد صراخه عليها : ايه ؟!في ايه ؟!مالك ما كنا كويسين, يا حلاوة بالقشطة انت، يا أبو عيون جريئة .
إلى هنا وكفى قام من مقعده واقترب منها ببطء، وهي تتراجع إلى الخلف ، تناظره بخوف كهرة صغيرة بعيونها الساحرة تلك ، وهي لا تعلم بماذا اغضبته ؟!!!
أما هو أفلا يكفيها حركاتها التلقائية الجذابة و مقاومته لنفسه، على أن لا ينقض عليها يتذوق رطوبه شفتيها التي لعقتها عده مرات بجوع، فتزيدها عليه بكلماتها المتغزلة
أخذ يقترب وهي تبتعد إلى أن ارتطم ظهرها بالحائط خلفها ، وما كان منها ان…..
اخدتي لي بالك انت يا شوشو🤣🤣🤣🤣.
البارت العاشر.
وعد ريان بقلم الكاتبة أسماء أبو المعاطي حميدة.
عند مصطفى وهمس.
كانت التي يظنها امه توليه ظهرها تجلي ما في الحوض من اطباق، عندما لم تجيبه، ظن عدم ردها انها غاضبة عليه ، فأراد ان يزيد من تدليلها حتى تسامحه ، وتبادله الحديث .
ضمها اكثر الى صدره وهو يطبع قبلة على خدها .
مصطفى : ما خلاص يا اماه بقى ، كان عندي مصلحة على السخان كده بخلصها، وبعت لك الواد جنش .
همس وداخلها يرتجف وخافقها تجمد وعقلها توقف عن العمل ، ولكن لا بد ان توقفه عند حده فمن يظن نفسه .
لفت وجهها اليه ولازالت ذراعيه قابضة على خصرها .
جحظت عيناها عندما كان يهم بطبع قبلة أخرى على خدها ، فكادت شفتيه تلامس خاصتها عند استدارة وجهها اليه.
تيقظ عقلها سريعٱ وابتعدت برأسها عنه قبل ان يلثم شفتيها .
اما هو عندما ضمها الى صدره بقوة لم يكن يضمها هي ، هو عندما دخل خلسة الى المطبخ ورأى التي تعطيه ظهرها بملابس والدته ، بل و بأحد اغطية الرأس التي اعتادت والدته على ارتدائها في البيت فطوق خصرها بذراعيه ولكنه تعجب من طراوتها و نحافة جسدها فلم يعلق ظنآ منه أنها تجهد نفسها في العمل فلابد أن يتحدث معها مرة أخرى فهي تأبى ترك أمانة صديقتها.
كما ان الجلباب فضفاضٱ لا يرسم منحنيات تلك الاميرة عكس ما رأه عليها صباحٱ،
لم يخطر بباله ولو لثانية ان من جاب المنطقة باكملها وضواحيها ، في منزله تقف في مطبخهم تجلى الاطباق .
أي هزي هذا ؟!!
لابد وأن العامل بالمقهى وضع له شيئا في الشاي ، ربما حبوب هلوسة ، ولكنه استبعد هذا فهو لم يلتقيه من قبل ، فلماذا عساه ان يقدم على فعلة كهذه ؟!!
إذا هو من كثرة انشغاله وتفكيره بها اصبح يراها في كل الوجوه ، حتى وجه امه.
أما التي كان قابض على خصرها وبعد ان استدارت برأسها ورأها خشي أن تتبخر من بين يديه كما كان في الصباح ولم يجدها ، فأحكم قبضته عليها بعد ان أدارها إليه ، فأصبح وجهه مقابلٱ لوجهها يطالعها بحنين ، كمان وجد ضالته المنشودة ، او كعشق سلبت منه حبيبته فصال و جال حتى عادت اليه .
أيعقل أن يكون عشقها من أول نظرة .
لا هي جنيته التي عادت من أجل أن تأخذه إلى عالمها ، إذٱ هي ليست أنسيه كما أعتقد ، و هو ظل يبحث عنها طيلة النهار والآن تشاكسه حتى يهيم بها ، فمرة تظهر له في الظلام ، ومرة تتشكل في زي امه .
أفاق من شروده اللحظي بعينيها وهي تضع كفيها على صدره كسد حائل بينه وبينها ، وتبتعد برأسها عن وجهه.
همس وهي بين يديه تدفعه بقوة .
همس : أنت لو ما بعدتش عني أنا هصوت.
لازالت تدفعه عنها ولكن لصلابة جسده لم تزحزحه إنشٱ واحدٱ عن موضعه ، ومن كثرة مقاومتها له وتهديدها بالصراخ ، تدافعت الأفكار إلى رأسه ، لو كانت جنية من الجن العاشق ، لكانت أكثر من مرحبة من هيمناتها عليه ، وانجذابه لها ،و إن أغضبها فلن يستعصى عليها شيء ، تستطيع إيذاءه بسهولة ، ولم تبقى هكذا في أحضانه تنتفض دافعة له وتهدده بالصراخ .
إذا هي ليست جنية وهو لا يهلوس ، وهي بالفعل بشرٱ مثله ، وهنا في بيته لكن ، من هي ؟!!!.
همت تفتح فمها تصرخ فدفعها للخلف ، حتى إرتطمت بالحائط.
فأصبح المشهد كالتالي يد على فمها ، ظهرها للحائط ، ويده الأخرى يستند بها الى جانب وجهها على الجدار محتجزٱ أياها بينه وبين الحائط ، مصطفى وعندما استشعر ملمس شفتيها على باطن يده سرت بجسده رجفة كماس كهربائي مصدره هي .
اقترب منها حتى كادت شفتيه تلامس شحمة اذنها.
مصطفى : أنا هاشيل إيدي بس لو صرختي ، أنا مش مسئول عن اللي هيحصل .
أمأت هي رأسها برعب حتى يبعد يده عنها ، بالرغم من أن السيدة نجوى هي من عمدت على رعايتها وتربيتها هي ووعد ، إلا أنها لم تراه من قبل .
من حديثه علمت أن هذا هو مصطفى ، ابن السيدة نجوى ومن تدعوها مامي.
ولكن ألم تكن السيده نجوى دائما ما تشدو بأخلاق ابنها وتربيته وشهامته واحترام الناس اليه.
فعندما توفت والدتها كانت وعد بالثانية عشر من عمرها ، وهمس بالعاشرة من عمرها وكان مصطفى يكبرهما بعشرة أعوام اي كان في العشرين من عمره.
فقد كانت نجوى تعمل في بيت جدها لأمها ، وكانت تكبر أمها بعامين .
كانتا صديقتين فلم تكن علاقتهما كإبنة رب عملها والخادمة بل مثل شقيقتين, وعندما خطبت نجوى كانت ليلى والدة همس ووعد ،لازالت لم تتزوج بعد ، كانت ليلى تشتري لنجوى من مصروفها الخاص الكثير مما يلزمها للزواج وعندما كانت تذهب لشراء أشياء خاصة بها كملابس او غيرها ، تحضر من كل شيء اثنين واحدة لها والاخرى لنجوى ، وعندما توفت ليلى وتركت بنتيها امانة في رقبة نجو، وللحق كانت نجوى خير من يؤتمن.
وفي هذا الوقت كان أشدهم تأثرٱ بوفاة الام هي الرقيقة همس.
قد كانت همس تخشى المبيت وحدها ، فكانت تغفو كل ليلة باحضان نجوى وهي تحكي لها عن مصطفى ، واخلاق مصطفى ، وشهامه مصطفى ، ومواقف مصطفى الكثيرة مع اهل منطقته منذ ان كان بالعشرين من عمره , حتى باتت همس تتخيله وترسم له صورة رائعة ليست كحبيب ولكن كشخصية لأحد الأفلام الاسطورية ، أما هذا الذي تراه امامها لا يمت للصورة التي في خيالها بصلة.
سامحك الله يا مامي نجوى هذا هو الشهم الجدع حامي الحمى إنه وقح ، ولكن حتى تكون منصفة هو أوسم من الصورة بكثير ، اطول قامة اشد صلابة ، وحسب .
استكمل مصطفى بعد ان ابتعد برأسه قليلا عنها وما زال ناظرا الى وجهها يتشرب ملامحها.
مصطفى : أنت مين ؟!!وايه اللي جابك هنا؟!! في هذه الأثناء جاءه صوت امه وهي تقول : همس يا همس خلصتي يا حبيبتي .
إذا هي همس ابنة السيدة ليلى رحمة الله عليها .
ابتعد مصطفى عنها ببطء خارجٱ من المطبخ متوجهٱ الى مصدر الصوت وتركها تقف مكانها ولم تتحرك خطوه تستند الى الحائط بوجه يكسوه حمره الغضب من افعاله ، وكذب نجوى عليها .
عندما رأته نجوى أشحت بوجهها عنه ، لا تريد محادثته .
مصطفى وقد تبدل حاله عن الصباح والبهجه تملأ مقلتيه.
مصطفى : أنت لسه زعلانة مني يا نوجا .
واسرع يقبل رأسها ويديها .
مصطفى : خلاص بقى يا اماه حقك على راسي ، كان في مصلحه حلوه كانت هتطير مني بس ربك رب قلوب ، ادعي لي يا اماه يبقى ليا قسمه فيها .
لان قلب نجوى لفلذة كبدها وابتسمت في وجهه داعيه له.
نجوى : ربنا ينولك اللي في بالك يا ابن بطني .
أمن مصطفى على دعائها بلهفة.
جذبته نوال من ذراعه ساحبة له خلفها .
نجوى تعالى أماأعرفك على همس ، بنت ايه حكايه .
اجابها في داخله :ومش اي حكاية ، زغرطي يا اماه ابن جه على بوزه .
دخل الاثنان الى المطبخ.
نجوى لهمس : تعالي يا هموسة هاعرفك على مصطفى.
مصطفى وهو يناظرها بابتسامة لعوب .
مصطفى : كده برده يا اماه مش تقولي ان عندنا ضيوف، عشان اعمل معهم الصح .
وغمز لها بعينه وهو يلاعب حاجبيه في غفلة من والدته .
أما هي بادلته الابتسامة اللعوب بأخرى ساخرة ( هيعمل معهم الصح ) عن اي صح يتحدث وهو الخطأ بعينه.
مدت يدها مرغمة تصافحه بأطراف اصابعها ، فابتلع كف يدها في كفه العريض ، يسلم عليها بحرارة كأنه ألتقاها للتو وكانيعرفها منذ زمن.
مصطفى : نورتينا يا انسة همس.
همس وهي تجذب يدها من كفه بقوة .
همس : هاي .
نجوى لمصطفى وهي تلتفت خارجة من المطبخ .
نجوى : تعالى ورايا يا مصطفى ، عشان تلم حاجاتك من الاوضة تنزلها الشقة اللي تحت .
مصطفى وهو يجز على اسنانه فقد أراد ان يجاور القمر أما الآن ، تحطمت كل احلامه فهو سيسكن شقة البدروم .
مصطفى : جاي وراك يا اماه .
واقترب منها ، فأخذت تتلفت حولها تلتقط أحد السكاكين بيدها ، فأسرع يقبض على معصمها مقربٱ السكين نحو صدره من جهة اليسار في اشارة منه الى قلبه.
مصطفى وهو يناظرها بنظرة هائمة : اعتبريها غرزت هنا .
وعادت الابتسامة اللعوب على وجهه قائلا : وبعدين ما تخافيش كفاية عليك حضنين النهارده.
وتركها تسبه في سرها خرج من المطبخ وما ان خرج حتى رمت السكين من يدها .
وبصوت عالي نسبيا : وقح.
قفز برأسه لها من خلف جدار المطبخ وهو يشير على خده غامزا.
مصطفى : حضنين وبوسه وبعدين لمي لسانك شوية .
دخل مصطفى الى غرفته يلملم متعلقاته فوجد ملابسها معلقة على مشجبه.
اخذ قطعة منها يستنشق عطرها كأنه اكسير الحياة.
وهبط بنظريه لجوار السرير وجد حذائها على الارض جلس على عقبيه ينظر الى فردتي الحذاء يحدثهما : امتى هتركني جنب جزمتي بالحلال ، هاتها جمايل يا رب.
جمع اشيائه وهبط الى شقة البدروم بالرغم من حزنه لانه لن يبيت في نفس الشقة.
فهو سيد من يعرف الاصول ،،🤣🤣🤣 ولكن يكفيه انها ستسكن معه نفس المكان إنه جار القمر .(ما تنشف ياض)🤣🤣
بعد ما وضع اشياءه في الشقة بالأسفل خرج من البناية مسرعٱ ، ليغلق المحل مع والده الذي سيسكن معه شقه البدروم حتى يتركوا الفتيات على راحتهم .
اراد ان يغلق معه المحل ويعودا للمنزل سويا لتناول الطعام في الأعلى مع زوجة المستقبل.
نعم فسيجعلها تحبه سيفعل المستحيل ، هي له وحسم الأمر.
وأثناء توجهه ألى المحل اقترب منه احد جيرانه في المنطقة و يدعى عبد الرحمن .
عبد الرحمن : مسا مسايا درش. مصطفى هو يشع بهجة : أحلى مساء يا عبود.
عبد الرحمن : بأقول لك يا زميلي هي مين الحتة اللي كانت مع خالتي نوجه الصبح ؟
مصطفى قد تبدلت ملامحه الى الغضب وعينيه تحاكي الجحيم قابضٱ على عنقه من الخلف جاذبٱ إياه إليه.
مصطفى : ماتحسن ملافظك يا زفت ، وبعدين يخصك في ايه ؟!!!
عبد الرحمن : في ايه يا زعامة ؟!!!! ما لك انا قصدي شريف.
مصطفى بغضب : بلا شريف بلا خفيف , وما لكش دعوه بيها لأنها تخصني .
عبد الرحمن رافعا يديه باستسلام : أسفين يا ديشة ، وعلى العموم مبروك يا غالي .
انصرف مصطفى من امامه متوجهٱ إلى والده في المحل .
مصطفى: السلام عليكم يا حج.
الحاج زكري : وعليكم السلام يا ابني .
مصطفى : يلا بينا يا حاج عشان هنتغدوا مع امي والضيوف .
الحاج زكري وهو يحك ذقنه بيده : بأقول لك يا مصطفى هو الولد جنش راح عندنا البيت النهاردة.
مصطفى متذكرٱ أنه هو من أرسله هناك لتركيب السرير .
ماذا ؟!! 🙃 هل رآها هو الآخر.
مصطفى مستفسرٱ وهيئه والده تدل على ان هناك خطب ما ويعرف ان هذا الامر يخصها .
مصطفى : ايوه يا حاج ليه في حاجة .
الحاج زكري : اصله جاي بيسألني عن الضيفة, وقال عايزني اكلم امك عشان تجسس له النبض .
هو و قد هم خارجٱ من المحل وغضب العالم يستحوذ عليه من كلام ابيه، عن كون جنش يريد خطبتها .
الحج ذكري : رايح فين يا مصطفى مصطفى :هاوقف له النبض اللي عاوز يجسه و هاقطع له الحرارة.
( عنيف قوي درش )🤣🤣🤣.
خرج محادثٱ نفسه : إحنا هنبتديها عبد الرحمن طلبها ، و جنش عاوز يجس النبض ، ده بينه هيبقى مرار طافح .
( بصوت الكبير قوي)😂😂😂.
وعندما عاد مصطفى إلى المنزل ، دون أن يرجع إلى والده للعودة سويٱ.
و بمجرد وصوله الى المنزل كانت المفاجاة.
وعد ريان بقلم الكاتبة اسماء أبو المعاطي حميدة.
البارت الحادي عشر :
عند وعد وريان، بينما كان ريان جالسا يتناول طعامه، وهو يصدر همهمات تدل على استمتاعه بمذاق الطعام ذو الرائحه الشهية ، سال لعابها فهي تتدور جوعٱ ، وبدأت تلعق شفتيها بلسانها في حركة تلقائية تنم عن شدة جوعها .
أما هو يراقبها باستمتاع ، وما إن قامت بتلك الحركة ، حتى ألقى شوكته في الطبق مصدرٱ صوتٱ مزعجٱ.
صرخ بها :Enough ،كفى.
كفى ، هذا يكفي .
وعد بعد صراخه عليها : ايه؟! في ايه مالك؟!!ما كنا كويسين يا حلاوة بالقشطة انت ، يا أبو عيون جريئة.
ماذا تقول هذه الخرقاء ؟! إنها تعدت مرحلة الصبر وخطت بقدميها الى مرحلة الخطر ، إلى هنا و قام من مقعده مقتربٱ منها ببطء ، وهي تتراجع الى الخلف تناظره بخوف.
أما هو فراودته رغبة قوية في أن ينقض عليها يتذوق رطوبة شفتيها التي لعقتها عدة مرات بجوع ، و لم تكتفي بهذا فتزيدها عليه بكلماتها المتغزلة تلك .
اخذ يقترب وهي تبتعد .
وعد : ايه اللي حصل بس .
ريان وهو يتطلع اليها ببراءة : ?What, ماذا ؟.
اشهرت سباباتها في وجهه ، وهي تتراجع فارتطم ظهرها بالحائط قائلة : أنا مش قلت بلاش وات دي ، حلو لما بنوته زيي تنحرف على ايدك .🤣🤣
ريان اصبح لا يفصل بينهما سوى بضعه سنتيمترات قليلة ، وعندما سمع جملتها الاخيرة. ، فهم سبب مجيئها إلى هنا ، ليس بسبب القتل او السرقة ، انها من أحد مجانين المشاهير الذين يطاردونهم في كل مكان للفت الانتباه ، ترى من طاردت غيره .
عند هذه النقطة احتدمت بداخله مشاعر لم يشعر بها من قبل هي نيران الغيرة ، وهو يتخيلها في موقف مماثل مع احد غيره ، يريد معاقبة تلك الشفتين على ما تفوهت به منذ قليل ، لقد ظن وجودها هنا له سبب قوي ، لغز يجب عليه معرفته .
كم احتقر حاله على تبرير المواقف لها ولكن لم يتخيل ان كتلة البراءة والظرافة تلك ما هي الا فتاة رخيصة تسعى بكل عهر للايقاع بأحد الشخصيات الهامة سعيٱ وراء الشهرة .
إذٱ لك هذا ، كوب وجهها بيديه ، مقربٱ إياها له مقتربٱ بشفتيه من وجهها ، يرغب في تقبيلها ، وان لم تمانع فربما يمنحها ليلة في احضانه ، ولما تمانع وهي التي اتت بقدميها اليه ؟!.
حسنا ، غدا سيلقيها خارج القصر بل خارج حياته بأكملها و كأنها لم تكن .
فجأة عندما فهمت ما ينتوي فعله أثنت ركبتها اليمنى ، وهي توجه له ضربة اسفل الحزام ،
ريان : اللعنه، ارتد هو على أثر هذا للخلف منحنيٱ بجزعه للأمام ساقطٱ على ركبتيه ، يأن بألم وقد أحمر وجهه ، وأوشك على الإغماء .
أسرعت إليه تحاول معاونته على الوقوف ، تمنى ريان في هذا الوقت لو كان مسدسه في غمضه ، لكان اصابها بطلقة بين حاجبيها لما فعلته.
وعد : معلش بقى ،تعيش وتاخذ غيرها .
وعندما التقط يدها يستند عليها ليتمكن من الوقوف .
وعد مستكملة بغباء : حلو لما علمت عليك دلوقت .
كان سيسامحها على ما فعلت فلقد ظن بها السوء ، وأعتقد أنها فتاة رخيصة ، واخترق مساحتها الشخصية و الأدهى أنه كان مقدمٱ على تقبيلها ، فهذا رد فعل طبيعي منها ، ولكن بعد (علمت عليك) ، لا أيتها الصغيرة ليس ريان موسى من تعلم عليه إمرأة ، فلم يستطيع فعلها أعتى الرجال .
جذب يدها التي كانت تسانده بقوة فاختل توازنها ، وسقطت على الارض ، وبحركة سريعة كان يثبت يدها أعلى رأسها على الأرض ، وهو يعتليها .
وعد بشراسة : ده أنت ما حرمتش بقى .
أما هو فقد انقلب السحر على الساحر وسحبته هي الى بحر عينيها .
ريان مأخوذ بجمالها : How! beutiful you are ،كم انت جميلة.
وأخذ يتساءل عن لون عينيها أهي خضراء أم بلون البحر الهائج في موسم الشتاء ؟! فهما مزيج بين نقاء ودفئ اللون الأخضر وشراسة وقوة زرقة المحيط.
وعندما شعرت وعد بتأثيرها عليه ، فقد اصبح مخدرا تماما ، التمع الخبث في عينيها ، وقد أثنت ركبتيها تدفع جسده بعيدا عنها ، فاختل توازنه وسقط على ظهره ، ( يخربيتك مرمطي الراجل )😂😂😂.الى الخلف .
ناظرها هو قائلا بلغه العيون واثقة من حالك أنت صغيرتي ، وقد أحببت اللعب معك .
جاوبته بعينين تملأها الاثارة والتحدي فلنبدأ بالعد إثنان لي وصفر لك وهدف الثاني كان بنيران صديقة .
وفجأة انتفضت واقفةوقد داهمها الجوع مرة اخرى .
وعد بتذمر طفولي : الاكل ،يا جاحد .
وفي تلك الأثناء رن هاتفها ، فتصلب جسد كلا منهم فهي تتوقع من المتصل بالطبع لابد وأنه زين يتساءل الى ما توصلت اليه مع ريان ، وهو لكونه تناسى امر هاتفها فمن الممكن ان تتواصل مع احدهم وياتي لمساعدتها على الهرب ، وهنا قد عاد إلى أرض الواقع ماذا لو أرادت الرحيل .
التقط الهاتف من يدها سريعٱ وهي تخرجه من جيب الحقيبة التي تتخصرها على جزعها ، ضاغطٱ على زر الاجابة ثم المكبر .
زين : الو ها يا وعد ؟! ما اتصلتيش يعني ، عرفتي تقابلي ريان بيه ، وتعملي معه الحوار.
اشار لها ريان بالكلام
وعد : بحاول يا زين .
زين : طب ما تنسيش كم صورة حلوين عشان المقال.
وعد : ربنا يسهل .
ضغط هو على زر الاغلاق .
وأشخصت هي بشرود في نقطة ، مثبتة نظرها عليها ، تسأل نفسها ما الذي استفاده هو من فتح المكبر ؟! تطرقت رأسها للأسفل في خجل ياه على الكسفة ، يا حازم ، حازم.
وعد ولا زالت على وضعها منكسة الرأس لقد سئمت من هذه اللعبة، فإذا كان يفهم العربية، لما يتعامل معها هكذا ؟!كأنه لا يفهمها وهي كالبلهاء تتغزل بعينيه تارة و عضلاته تارة اخرى .
وعد وهي تلطم خدها : يا دي النيلة ، أتاريه عاوز يبوسني وفكرني من البنات التوتو ، لا يا باشا والله ده كان هزار ، يعني أنت يجي في بالك إني كده .
فأشار لها بحركة إلى جانب اذنه تدل على انها مجنونة .
اذٱ لابد من وضع نهاية لهذا الوضع ستقول الحقيقة ، انها جاءت الى هنا من اجل اجراء حوار صحفي ، وكم صورة ، وانتهى الأمر .
إن وافق أجرت الحوار وأخذت الصور ، وغادرت من هنا بسلام .
وعد :Do you understand Arabic , هل تفهم العربيه ؟
ريان بحاجب مرفوع : And you speak english.وهل انت تتحدثين الانجليزية.
وعد بتوجس : yes ,and does that meaning you understand what i was saying since i came here.
نعم وهل معنى حديثك انك تفهم ما كنت اقول منذ ان اتيت الى هنا.
ريان بابتسامته الساحرة الرذينة وهو يشير برأسه كعلامة ايجاب على سؤالها .
وعد باندفاع : وحياة أمك ، قصدي مامتك.😁😁
🩸🩸🩸🩸🩸🩸🩸🩸🩸
وعد ريان بقلمي اسماء حميدة.
عند مصطفى وهمس.
خرج مصطفى من محل ابيه باحثٱ عن جنش فإن تفاجئ بقصد عبد الرحمن الشريف 😠، فلن يمرؤها لمن دخل بيته ، وتحقق من اهله واعجب بهم ، و (قال ايه عاوز يجس النبض) ، هكذا ردد مصطفى بينه وبين نفسه ، وعند ما لم يجد جنش قادته قدماه بخطوات تأكل الأرض أسفله .
قائلا لنفسه : ابتديناها بدري قوي واحد قصده شريف والثاني عاوز يجس النبض ، دي ما كملتش ليلة في المنطقة ده أنا هاشوف أيام سودا ، و بينه هيبقى هيبقى مرار طافح .
وعندما وصل اسفل البناية سمع صوت صديقه علي وهو يناديه .
علي : درش يا درش .
مصطفى : اخبارك أعلوه ؟
علي : في نعمه والله يا صاحبي ، بس كنت عاوزك في كلمتين .
مصطفى : ماشي بكرة هاعدي عليك في الورشة.
علي : لاما هو الموضوع اللي عايزك فيه ،ما يتأجلش .
مصطفى : خير يا علي قلقتني .
………………………….
كانت همس مع السيده نجوى يقومون بترتيب غرفة مصطفى بعد ما تركها ، لتقيم بها همس وأختها .
اخذت همس تفرك يديها في توتر.
نجوى : مالك يا همس يا حبيبتي في ايه ؟!
همس لنجوى : كنت عاوزة حاجة من الصيدلية .
نجوى : ماشي يا قمر ، يجي بس مصطفى ، وهخليه يجيب لك اللي انت عايزاه .
همس وقد احتلت الحمة خديها مسرعة : لا يا مامي بليز , اللي عاوزاه مصطفى مش هينفع يجيبه.
كانت همس تريد أشياء تحتاجها الفتيات في هذه الفترة من الشهر، فقد دهمتها عادتها الشهرية.
فهمت السيده نجوى ما ترنوا اليه همس، وقالت لها :خلاص يا حبيبتي انا هانزل اجيب لك اللي انت عاوزاه.
همس : لا يا مامي إحنا من الفجر سفر ، وأنت من وقت ما جيتي ما ارتحتيش ، وأنا لازم أتعود على الوضع الجديد ، أنت أوصفي لي الطريق بس ، وأنا هروح لأقرب صيدليه وهسأل لغاية ما أوصل .
وصفت نجوى طريق الصيدلية لهمس فتوجهت همس إلى الحمام لتغيير ملابسها ، استعدادا للذهاب.
……………………………..
علي : لا يا ديشا ما تقلقش خير ان شاء الله ، تعال بس نقعد على القهوة نشربوا كوبايتين شاي وهرسيك على الدور .
مصطفى : يلا.
جلس الاثنين على القهوة وطلب لهما علي كوبين من الشاي ، وانصرف العامل لإحضار الطلبات.
علي : بص بقى يا درش بقى خير في سلامة، وسلامة في خير ،أنا هاجي لك سكة ودغري .
مصطفى : يا ريت ، يا علوة عشان مش فاضي .
علي : انا كنت عاوز اسالك عن الانسه اللي كانت واقفه مع خالتي نوجة الصبح قدام بيتكم ، هي تقرب لكم ؟!
مصطفى بعد ان استنبط من حديثه ما هو قادم وقف امامه يقبض على مقدمة قميصه من الأمام.
مصطفى : اسمع بقى إحنا صحاب من سنين ويعز علي أخسرك، بس عينك لو جت عليها ولو صدفه أنا هاقلعهلك ، ودي عشان ما تبصش للي ما يخصكش.
وقام مصطفى بنطح علي بجبهته فوق عظمة انفه ، فانفجرت منها الدماء.
علي : بتمد يدك علي يا مصطفى مصطفى واقطع لك رقبتك كمان لو بصيت لواحده تخصني .
علي : تخصك ازاي يعني ؟!
مصطفى وهو يهم بلكمه في وجهه : ما قولتلك، ما يخصكش .
وتركه وانطلق معاودٱ الى المنزل وعندما خطت قدميه مدخل البناية سمع وطئ أقدام حذاء أنثوي يهبط الدرج ، فإختبئ عند سلم البدروم وما ان هبطت الدرج وأصبح وجهها لبوابه البناية وظهرها لسلم البدروم.
اقترب منها واقف خلفها وقام بوضع يده على البوابة امامها ليمنعها من الخروج .
همس وما ان استشعرت انفاس أحدهم على عنقها من الخلف ، شهقت بفزع : ايه ده في ايه ؟! مصطفى : بقى مش عارفه في ايه ؟!
همس بعدم اكتراث : لا ما اعرفش .
مصطفى : في ان رجليكي الحلوين دول لو خطت برة باب الشارع هاقطعهم لك .
همس بتحدي : طب انا هاخرج ووريني هتعمل ايه ؟!
مصطفى بغضب وقد ارتفع صوته : بت انت امشي اطلعي فوق أحسن لك ، بدل ما أغيب عليكي .
همس وقد لجأت الى الحيلة التي لا تخيب بعد صراخه عليها وهي دموع حواء .
همس : لو سمحت يا أستاذ مصطفى ، أنا لازم اخرج ضروري .
خلع قلبه عند رؤية دموعها رفع يده الى خدها ، يجفف حبيبات اللؤلؤ التي تساقطت من جوهرتيها ، وبهذا دنت هي من هدفها فحتمٱ سيسمح لها بالخروج.
مصطفى بحنان : لازمتها ايه الدموع دي قولي لي رايحة فين همس بنبره مختنقة : رايحة اشتري حاجات .
مصطفى بهيام : يا بخت الحاجات .
همس : نعم .
مصطفى : قصدي على الحاجات اللي القمر ينزل لها من السماء للشارع .
همس : مصطفى انت بتعاكسني؟
مصطفى بهيام : يا لهوي على مصطفى وسنين مصطفى، اه بعكسك الصراحة اكذب يعني .
همس : انا اللي مش فاهماك بصراحة ، ممكن تعديني .
تحولت عيون مصطفى بعد ما كانت تخرج قلوب الى ألسنه من اللهب مصطفى : تخرجي فين ده على جثتي ده انت ما كملتيش كم ساعة في المنطقه ولغاية دلوقتي جاء لك تلت عرسان اصل انا ناقص ، ده كفاية مصطفى منك دي ، يا لهوي تعمل اغماء فوري .
همس : طب هو انا محبوسة يعني ولا ايه ؟
مصطفى : لا طبعا لا عاش ولا كان ، بس برده مش هتخرجي .
همس بدلال لا تفتعله فهي بالفعل بسكوته.
همس : عشان خاطري يا درش بليز انا لازم اشتري حاجة لازماني من الصيدلية.
مصطفى متقدما منها بصوت متحشرج باثارة : طب يعني بعد درش اللي قلتيها دي المفروض مين أتماسك إزاي ، ده كمان واحدة درش وبعديها هلم ورق اقسم بالله.
همس مستكملة حديثها بنفس النبره : بتقول حاجه يا مصطفى؟!
و بدون إضافة كلمة وماذا بعد مصطفى بتلك النبرة المميزة وهو يخر راكعٱ على ركبتيه امامها ، رافعا لها على كتفيه ، فأصبح يحتضن ساقيها من الركبة ونصف جسدها متدليٱ خلف ظهره ورأسها تتأرجح للأسفل مع صعوده درجات السلم.
أماهي من الصدمة جحظت عينيها واخذت تضربه بقضتها على ظهره .
همس : ايه اللي انت بتعمله ده ؟ نزلني باقول لك.
لم يستجيب مصطفى لما تقول ولم يتأثر بضرباتها إليه قائلا : ضرب الحبيب زي اكل الزبيب لم يتوقف الا عندما وصل بها امام باب الشقه وهو يحملها كشوال البطاطس
وعندما كان ينزلها حدث ما لم يتوقعه ….
وعد ريان بقلمي اسماء حميدة
يتبع
👇
رواية وعد ريان للأسطورة أسماء حميدة الجزء 4