شمس (تفاحة آدم)
أميرة(الام): شمس يا شمسي، انت فين يا حبيبتي؟
تأتى شمس طفلة بالسابعة من عمرها بشرتها بيضاء لون شعرها كستنائي متوسط النعومة به موجات جميلة مهندم ذات وجه ملائكي على وجهها ابتسامة مشرقة متوسطة الطول رفيعة تتحرك بمرح وبعض القفزات تتمايل يمينا ويسارا بسعادة طفولية جميلة تضع يد وراء ظهرها والأخرى بها دميتها المفضلة عروسة من القماش المحشو على شكل طفلة وردية اللون لا تفارقها ابدا تقترب من امها وتقبلها.
شمس: أنا اهو يا مامي.
تبتسم أميرة وتضيق عينيها وتسالها بمرح وهدوء.
أميرة: كنت بتعملي ايه وتاخرتي عليا كده.
شمس: كنت بعمل لك surprise (مفاجأة).
وتظهر يدها الأخرى وبها شوكولاتة من النوع المفضل لشمس ووالدتها.
تختفي ابتسامتها وتتحول إلى وجوم واستفهام
أميرة: جبتيها منين؟ اللي كانت هنا خلصت امبارح.
تخجل شمس وتنظر أرضا فهي تعلم انها اخطأت وتكمل الام.
أميرة: تاني يا شمس نزلتي من ورايا، مش اتفقنا ان ده غلط ولازم قبل ما تنزلي اكون عارفة، أنا ما لحقتش دخلت الاوضة ربع ساعة اصلي مش كتير أنا زعلانة منك.
شمس: لا يا مامي مانزلتش والله.
تنظر إليها الام منتظرة تكملة ردها وعلى وجهها بعض الغضب من ابنتها.
شمس: والله يا مامي، أنا اتصلت بالسوبر ماركت وطلبتها.
أميرة: بردوا غلط، اتصلتي وفتحتى الباب من غير ما اعرف، وبعدين ما سمعتش جرس الباب.
تعود شمس وتخفض رأسها بخجل مما فعلت
شمس: ما أنا يا مامي كنت عايزاها surprise (مفاجأة) ففتحت الباب ووقفت waiting them ( انتظرهم).
فزعت أميرة بشدة وارتسم على وجهها الحزن من تصرف ابنتها.
أميرة: كمان يا شمس، يعني الوقت اللي كنت بصلي فيه كله كنت فاتحة باب الشقة وواقفة برة.
شمس: sorry ( اسفة) مامي.
أميرة: احنا اتكلنا كتير يا شمس في الموضوع ده، وفهمتك ليه غلط، أنا وبابا خايفين عليكي.
شمس ببراءة: يا مامي السوبر ماركت بيجي كتير وهما طيبين ومش حيخطفوني او يعملوا حاجة وحشة دول بيحبوني قوي
أميرة: يا حبيبتي لازم نتعامل بحذر على الاقل عشان تكوني بتسمعي كلام مامي وبابي، يا شمس انت بتصدقي الناس بزيادة الصغيرين اللي زيك لازم يثقوا في مامي وبابي اكتر ناس وبعدهم على جدوا وتيتة واخوات مامي وبابي، واي حاجة مامي وبابي يقولوا عليها غلط تبقي غلط ما ينفعش نعملها.
شمس: سوري يا مامي مش حفتح الباب تاني لوحدي.
أميرة: يا شمسي يا اللي منورة دنيتي احنا خايفين عليكي، في ناس وحشة لما بتلاقي بنات قمر زيك كده مش بتسمع الكلام بتأذيهم وممكن تاخدهم وما ترجعهمش تاني،
تحضنها الام وتغمض عينها بقوة وتكمل.
أميرة: بعد الشر عليكي يا حبيبتي ربنا يحميكي و يرزقك دايما باللي يحميكي يا عمري.
شمس: حاضر يا مامي اوعدك مش حفتح الباب لوحدي تاني ابدا، تعالي ناكل الشوكولا بقي.
تضحك أميرة من ابنتها وردود افعالها.
شمس طفلة جملية بشوشة تمنح ثقتها لكل من يبتسم إليها الا قليلا لا تريد ان تغضب والديها ولكن طيبها المفرطة تجعلها أحيأنا تفعل ما يمنعوها عنه وهذا ما يزيد من خوفهم عليها خصوصا والدها فهو رجل أعمال بالرغم من ان شركته ليست ضخمة إلا ا أن له منافسون يستخدمون طرق غير نظيفة وغير قانونية لإرهاب منافسيهم، وهذا يزيد من خوفه على ابنته الوحيدة شمس، منزلهم بحي راقي بإحدى الفلل المقسمة لشقق سكنية فخمة، وبالرغم من حب أميرة للحدائق إلا انها فضلت عند اختيارها للطابق ان تكون بالطابق الثاني قبل الاخير ليكون أكثر أمأنا لابنتها ذات القلب الطيب بشدة، فهم انتقلوا حديثا لمنزلهم الجديد.
بالمساء آتى والد شمس سمعت شمس صوت المفاتيح وفتح الباب اسرعت إلى والدها.
شمس وهي تسرع إليه: بابيييييييي،
I miss you( وحشتني).
مروان (والدها): انت كمان وحشتيني يا حبيبة بابي، ثم حملها وخطا بها للداخل.
- حبيبة بابي عملت ايه النهاردة؟
شمس: ( لعبت ورسمت وعملت مفاجئة لمامي)
Play, draw and made surprise for mamy
بعد ان انهت كلامها صمتت واحمر وجهها ندما.
- مالك هي المفاجأة كانت وحشة.
ادرك مروان سريعا ان ابنته ندمت على اخباره وانها اخطأت وتأكد عندما خرجت زوجته أميرة ونظرت له بابتسامة ذات معني.
مروان: حبيبة بابي غلطت واعتذرت صح.
اماء شمس راسها بقوة وطفولة
شمس: سوري بابي.
ارتسمت على وجه مروان ابتسامة ممزوجة ببعض القلق ولكنه حاول ان يطمئن ابنته
مروان: خلاص يا حبيبة بابي بس ناخد بالنا بعد كده احنا بقينا كبار
. Deal
شمس: Deal.
يقبلها والدها وينزلها قائلا
مروان: ممكن بابي يغير هدومه عشان يأكل مع شمسه واميرته؟
شمس: اوكي.
دخل مروان الغرفة وأظهر قلقه لأميرة بعد ان اغلق الباب كي لا تسمع شمس.
- أنا كل يوم اقلق عليها اكتر، ايه اللي حصل النهاردة؟.
أميرة: كانت عايزة تفاجئني كلمت الماركت وانتظرتهم على الباب عشان تجيب شوكولاتة، ما تقلقش أنا اتكلمت معاها بالراحة وفهمتها وهي وعدتني.
ابتسم مروان بحزن: كنت فاكر انك اطيب واحدة طلعت بنتك اطيب منك وده بيخوفني عليكم جدا احنا للأسف في زمن صعب الناس بقت اسوأ من الحيوانات.
أميرة: ليه يا حبيبي بتقول كده؟
- بتسالي يا أميرة ما أنا حكيت لك عن صاحب شركة الصفا واللي حصل لبنته وهي كبيرة وكانت راجعة من الجامعة بسبب امور الشغل أنا اصلا بفكر اصفي كل حاجة هنا واسافر اي بلد تاني مش مرتاح كل ما الشركة بتتوسع بخاف فعلا من المنافسة القذرة والنفوس الطماعة، ده غير ان بنتك بتسهل عليهم المهمة لو حد فكر أنا فعلا قلقان ومن ساعة حادثة البنت دي وأنا مش ببطل تفكير.
أميرة: بطل تفكير وارمي حمولك على ربنا لو فكرنا بالطريقة محدش حيعمل حاجة ومش حنتحرك ولا خطوة، الدنيا زي ما فيها الشر فيها الخير والمكتوب حيصبنا مهما حاولنا نبعد عنه ومهما حاول حد ياذينا وربنا مش رايد مش حنتاذي ابدا، وافتكر (قل لا يصيبنا الا ما كتبه الله لنا) تفائل يا حبيبي و واحدة واحدة نفهم شمس وتعرف تتعامل مع الناس.
إقتربت منه وربتت على كتفه، رفعت رأسها قليلا لفرق الطول بينهم وقبلته، فقربها منه اكثر واحتضنها.
- ونعم بالله، ربنا يخليكي ليا يا حبي دايما كده بتريحي قلبي، ممكن بقي تحضري العشا عشان حموت من الجوع على ما اغير هدومي.
أميرة: عنيا.
( مروان قمحي البشرة ذو ملامح رجولية ووسامة متوسطة، طويل، عريض ذو مهابة ثلاثيني العمر.
أميرة متوسطة الطول ذات ملامح هادئة جمالها متوسط، بسيطة، ذات ابتسامة رقيقة لا تفارق وجهها ابدا، محجبة ذات شعر كستنائي متوسط النعومة)
وضعت أميرة الطعام وجلس ثلاثتهم على المائدة
أميرة: انت عارف مها حتولد اليومين دول الدكتورة قالت تستعد اي وقت البيبي حينور الدنيا.
- اكتر حاجة سيئة اني حاضطر اروح هناك انت عارفة مش بطيق اروح لجوزها ابداً.
أميرة: أنا مش عارفة انت كارهه ليه؟
- مش بكرهه هو اللي دايما يستفزني ومش طايقني وبحس انه كارهني ده غير شغله وسمعته في السوق.
أميرة: لما سالتك قبل كده قولت انه مش بيعمل حاجة حرام.
- قولت ان شغله الاصلي حلال بس طرقه عشان يمشي شغله ملتوية.
أميرة: اكيد مش حتمنعني عن اختي الوحيدة، صح؟!
علم بمقصدها فهو لن يمنعها عن اختها التي لا تقل طيبه عنها ولكنه يشعر بالقلق الدائم والتوتر من زوجها يسئل نفسه دائما كيف تزوجت أختها شخص مثله اليس الطيبون للطيبات ، افاقه من شروده صوت أميرة.
أميرة: لو سمحت رد عليا، اكيد مش حتبعدني عن اختي عشان هيثم جوزها!
نظر إلى عينها الممتلئة بالدموع والخوف فابتسم لها يطمئنها ووضع كفه فوق كفها بحنان.
- اكيد لأ ماتخافيش.
عادة لها ابتسامتها سريعا كالأطفال.
أميرة: كنت متأكدة يا حبيبي.
ابتسم لها وهو يكمل حديثه بعقله
مروان لنفسه: اه لو تعرفي أنا بخاف عليكم قد ايه انت وشمس انقياء بدرجة تخوفني عليكم خصوصا من جوز اختك بخاف من نظراته ليكم اللي مليانه كره هو فاكرني مش واخد بالي، يا رب انت الحافظ احفظهم لي يا رب.
شمس: مامي، أنا ليه ماعندش اخوات؟
ردت عليها ضاحكة: عشان اخد بالي منك لوحدك يا شمسي أنا عندي شمس واحدة كفاية.
مروان بمداعبة يهمس لشمس بصوت واضح لأميرة ويقرب راسه من شمس
- قولي لها يا شمس بتحايل عليها.
شمس بزعل اطفال رقيق: عادي يا مامي ممكن يكون عندك شمس وقمر وstars (نجوم) كمان.
يضحك والديها من كلامها.
شمس بغضب لضحكهم: أنا بتكلم جد خالتو مها عندها أحمد وسيف وفي رنا بعد أيام وأنا لوحدي، مش انتم اخوات ليه مش عايزة يكون ليا اخت او اخ اكون ليهم ام واروح لهم ويجولي لما اكبر.
تحول ضحك والديها لذهول من غضبها الحقيقي وتوقفت أميرة عند كلمة ام
أميرة: انت زعلانة بجد؟! وليه ام؟ المفروض تدوري على اللعب معاهم.
هزت شمس كتفها
شمس: مش عارفة أنا حاسة كدة وزعلانة بجد عايزة لما اكبر حد يكون معايا.
انقبض قلب مروان وتملكه الخوف لقولها وحاول الا يظهر ذلك وطمأن شمس.
مروان ويحاول رسم ابتسامة: خلاص يا شمسي أنا حتكلم مع مامي يمكن ترضي.
شمس وتبتسم لوالدها: promise ( وعد).
- وعد.
شعرت أميرة ايضا بالقلق ولا تعلم السبب وغيرت الكلام لإبعاد هذا الاحساس عنها
أميرة: خلاص يا شمسي حفكر، المهم يا مروان عايزة اروح لمها لأنها تعبانة.
شمس: هييييه حشوف أحمد.
مروان وأميرة: اشمعني أحمد يعني وسيف لأ.
رفعت شمس كتفها لعدم معرفتها.
شمس: سيف بيزعلني لكن أحمد بيتعامل معايا حلو وبيدافع عني دايما وطويل.
انفجر مروان وأميرة ضاحكان.
- قصدك كبير.
شمس: بس هو طويل كمان.
- هو اكبر منك بكتير عشان كده اطول.
شمس: ايوة أنا 7وهو 14.
أميرة: ما قولتش حتوديني ولا اخد تاكسي.
تنهد مروان: حوديكي طبعا عايزة تروحي امتي؟
أميرة: بكرة، ان شاء الله.
- خلاص حتاخر بكرة شوية اوديكوا وبعدين اروح الشركة، شمس حبيبة بابي ما نخروجش من باب الفيلا غير مع مامي بس وما نكلمش حد غريب مش عايز اكون قلقان عليكي ممكن.
شمس: اوكي يا بابي وما تقلقش أحمد بيخلي باله مني.
- ماشي يا شمسي بس ما يمنعش انك تسمعي كلام بابي.
شمس بابتسامة: حاضر يا بابي.
في اليوم التالي اخذ مروان زوجته أميرة وابنته لفيلا اختها مها قبل ذهابه لشركته وكان هيثم زوج مها بشركته. جلست أميرة مع مها وشمس بالحديقة مع سيف وأحمد
( أحمد ١٤ سنة طويل ابيض البشرة وسيم ملاحه اقرب للشباب عن الطفولة يحب شمس ويحدث نفسه دائما بانها ستكون زوجته بالمستقبل.
سيف ١٠ سنوات قمحي يميل للبياض وسيم يحب مشاكسة شمس ويهوي مضايقتها ويستمتع بإسماتة اخوه في الدفاع عنها بنزاع طفولي)
- وحشتيني يا شمس، عاملة ايه؟
- وحشتك ايه يا عم ما كانت هنا الاسبوع اللي فات، – نظر لشمس ليبدأ مشاكسة- ما وحشتنيش خالص وتقريبا زهقان منك ( ويخرج لها لسانه).
ينظر إلى أحمد ثم لشمس والزعل الواضح عليها.
- ما تزعليش يا شمس هو اصلا غلس.
شمس لسيف: انت اصلا ما وحشتنيش ومش جاية عشانك أنا جاية عشان خالتو وأحمد بس
- كده طيب زعلان منك عشان أنا كنت بهزر معاكي ومخاصمك.
شمس وترفع احد كتفيها: خلاص أنا كمان بهزر.
يجذب سيف عروستها منها ويجري
شمس: هات يا غلس.
- لو عايزاها تعالي خديها.
وكأي طفلة ركدت شمس وراه ولكن هو اسرع منها وقف أحمد وهو يشعر بالضيق من اخوه الذي اخد شمس منه مكتف يده امام صدره فهو كان يريد الجلوس معاها قبل عودت والده لأنه يغضب دائما لحديثهم معا، هو يجهل السبب ويحاول دائما الحديث معاها وقت تغيب والده او بعيدا عن عينيه لكن سيف افسد مراده بفعلته فقرر ان يأخد لعبتها منه كي يأخذ شمس ايضا،
اما سيف فيعلم ما يدور بذهن اخوه وقرر بقرارة نفسه ان يظهر اخوه بطل امامها فتعمد الجري من امامه وهو متأكد انه سيهزمه فليس بصعب طبعا لو اقترب منه فهو الأكبر وأكيد الأسرع والأقوى، وفعلا هذا ما حدث.
ركضت شمس نحو أحمد و احتضنته واخدت دميتها، غمز سيف لأخوة ومال عليه هامسا.
- أي خدمة أنا داخل جوه، يسهلوا يا عم.
شمس بابتسامة: شكرا يا أحمد دايما كده بتاخد بالك مني أنا بحبك قوي.
أحمد بسعادة: بجد يا شمس؟!
شمس: ايوة طبعا، وبحب سيف بالرغم انه بيزعلني.
أحمد بخيبة أمل: يعني أنا وسيف زي بعض عندك؟
شمس: لأ، انت بتحميني مش بخاف من حاجة وأنا معاك زي ما أكون مع بابا.
أحمد بابتسامة سعيدة: بجد بتكوني مطمنة.
اماءت شمس برأسها
- ماشي كفاية كده عليا دلوقتي.
شمس: يعني إيه؟ مش فاهمة.
- مش لازم دلوقتي حقولك بعدين.
اصطنعت شمس الزعل: لأ قول دلوقتي.
- مش قولنا تسمعي كلامي في كل حاجة، أنا زعلان منك وحدخل جوة ومش حتكلم معاكي.
يلتف بجسده ويبدأ الحركة فتسرع شمس تمسك ذراعه بكفيها تترك لعبتها التي ترافقها دوماً تسقط أرضا وتنساب دموعها
شمس: خلاص والله حسمع الكلام أنا اسفة خليك معايا، ما تزعلش مني مش عايزاك تزعل مني ابدا ابدا.
يأخذ عروستها ويضعها بحضنها بلطف ويبتسم يمسك كفها ويضعه على لعبتها.
- زعلانة عشان لوحدك ولا عشان أنا زعلان.
شمس بدموع: عشان انت زعلان أنا مش بحب انك تزعل مني بحس قلبي واجعني كده.
سعد أحمد بشدة: خلاص أنا مش زعلان اصلا مش بعرف ازعل منك، بس لازم تسمعي الكلام على فكرة ما تبقيش تفتحي الباب لوحدك تاني عشان لو عملتي ده تاني حعاقبك ماشي.
شمس بتوتر: انت عرفت مامي قالت لك، أنا اسفة والله…
قاطعها أحمد: شمس مش عايز اسباب ما تفتحيش الباب لوحدك تاني.
تبكي شمس بدون كلام
- احنا خايفين عليكي وانت دايما بتعملي كل حاجة نقول عليها لا عارف انه مش قصدك بس ده ما يمنعش انك ممكن تأذي نفسك.
شمس: حاضر، ما تزعلش sorry.
- لا sorry حاف كده.
تقترب شمس وتقبل خده.
في هذا الوقت يدخل هيثم والد أحمد ويراها فينادي أحمد بصوت جهوري أفزع شمس.
هيثم: أحمد.
يلتفت أحمد إلى والده و تختبئ شمس خلفه، يقترب هيثم منهم، وينظر لشمس بحدة.
هيثم: انتم لوحدكوا هنا ليه؟
- سيف كان معانا ودخل يلعب جوه وماما وخالتوا جوه.
هيثم: وهي مش مع امها ليه؟ مش قولت لك ما تقفش معاها لوحدكوا بس العيب عليها.
- حضرتك قولت لي ما اقعدش معاها في غرفتي لوحدنا وده فعلا كان غلط بس احنا في الجنينة والكل شايفنا وأنا اللي ندهتها اكلمها وهي بنت خالتي.
هيثم: لينا كلام بعدين، ادخلوا يلا.
- حاضر يا بابا حنحصل حضرتك.
ينظر له والده بغضب ويدخل ويكمل اثناء سيره بتهديد: ما تتاخروش يا أحمد ياما انت حر.
امسك أحمد بيد شمس ليجذبها من الخلف لتقف امامه فيجدها ترتعش
- انت خايفة ليه؟
شمس: بخاف من باباك عشان مش بيحبني.
- لا يا شمس انت غلطانة اكيد بيحبك عشاني على الاقل.
شمس: مش عارفة يمكن.
- تعالي ندخل عشان بابا ما يزعقش هاتي ايدك.
امسك يدها كما اعتاد ان يفعل دوما ولحقوا الجميع بداخل الفيلا ابتسم الجميع لهم بنيه صافيه عدا هيثم فكان يكره تعلق ابنه بشمس ابنة مروان.
مها: هيثم انت راجع الشركة امتي؟
هيثم وينظرلشمس: لا خلاص مش راجع.
مها: لما كلمتني قلت حتاخد ملف سيبته هنا وترجع.
هيثم: لا خلاص اجلت الاجتماع لبكرة، أحمد تعالي المكتب عايزك.
ذهب لغرفة المكتب ويليه أحمد الذي مال على شمس وهمس لها
- مش حتاخر عليكي استنيني اوعي تمشي.
ثم وجه الحديث لخالته.
- بعد اذنك يا خالتو حشوف بابا وراجع على طول.
دخل أحمد لولده
هيثم بغضب: مش ناوي تسمع كلامي ابدا يا أحمد قولت لك مش عاجباني طريقتك مع بنت خالتك.
- ليه يا بابا؟ أنا عملت ايه؟
هيثم: البنت قليلة الأدب مش عارف دي لما تكبر حتعمل ايه اياك اشوفك معاها لوحدكوا تاني.
- حاضر مش حعقد معاها لوحدنا، بس هي ما عملتش حاجة غلط يا بابا والله.
هيثم: عملت او ما عملتش مش فارق معايا.
- بابا ممكن ماتقولش عليها قليلة الادب لو سمحت.
دنا منه والده واحمر وجهه من شدة الغضب
هيثم: وانت حتعلمني اقول ايه وما قولش ايه؟
اخفض أحمد راسه بأسف: اسف يا بابا مش قصدي أنا مش عايزك تظلمها عشان أنا اللي خليتها معايا بالجنينة مش عايز حضرتك تفهمها غلط.
هيثم: حعديها المرة دي بمزاجي – اشار له باصبعه منذرا- ما شوفكش معاها لوحدكوا تاني مفهوم.
أحمد ووجهة بالارض: حاضر يا بابا.
خرج أحمد من مكتب والده يشعر بالضيق لما وصف والده شمس وشعر بان والده بالفعل لا يحبها وذلك اشعره بالحزن الشديد، ذهب وجلس بالكرسي بجانب شمس التي اقتربت منه وهمست له
شمس: مالك؟ عمو زعق لك بسببي صح؟! أنا اسفة، أنا حروح جنب ماما عشان ما يزعقش لك تاني.
همت ان تقوم لكن وضع كفه على كتفها.
- لا خليكي جنبي ما تقوميش، وبعدين أنا راجل مش عيل عشان تتصرفي انت.
شمس: انت زعلت مني، أنا اسفة أنا مش عايزة اكون سبب لزعل بينك وبين انكل.
- خلاص يا شمس، وخليكي قريبة مني اياكي تبعدي، فاهمة.
شمس: حاضر.
مر الوقت واتي مروان واخد اسرته وعادا لمنزلهم.
وبعد عدة أيام اتصلت مها باختها لتخبرها انها تشعر بألآم الوضع وطلبت منها الاسراع إليها بفيلتها فاتصلت أميرة بزوجها.
أميرة: حبيبي مها اتصلت وقالت انها بتولد ومنتظراني اعدي عليها واروح المستشفى معاها.
- طيب ما نروح المستشفى على طول.
أميرة: لا يا حبيبي حنسيب الأولاد عندها الدادة تاخد بالها منهم المستشفى تعب عليهم
- وشمس؟!
أميرة: حتكون معاهم.
- انت عارفة مش بحب تكون بعيد عنك.
أميرة: ما تقلقش أحمد هناك وانت عارف بتعمل حسابه اكتر مني بصه بس تخليها تسمع الكلام.
- مش مرتاح يا أميرة.
أميرة: ظرف طارق يا حبيبي، المهم حاخد تاكسي.
- لا حتصل بشركة توصيل وحتابع الرحلة على التليفون وحتصل بيكي اول باول، اجهزي الاول وكلميني وبعدين حطلب العربية.
أميرة: اوك يا حبيبي، سلام.
بعد القليل من الوقت كانت أميرة وابنتها شمس على استعداد للنزول وطلب لها مروان السيارة واستقلتها ذاهبة لفيلة اختها مها، تعالت صرخات مها لبداية آلآم المخاض كانت أميرة بغرفة اختها مها تعاونها لارتداء ملابسها وشمس بالأسفل مع أحمد وسيف واقفين بمنتصف المكان.
- أحمد ماما تعبانة قوي هي حتروح المستشفى امتي بقي مش قادر اتحمل وجعها
- هي حتروح دلوقتي خالتوا معاها تساعدها ويروحوا على طول.
شمس مختبأه خلف أحمد خائفة تدمع عينها تمسك بذراعه
شمس: بتصرخ ليه حد بيضربها.
أحمد بابتسامة ويضع يده على كفها الممسك به: لا يا شمسي هي بتولد رنا خلاص جاية النهارده.
شمس ببراءة الاطفال: هي لازم تتوجع كده.
- اللي اعرفه ايوه بس هي حتروح للدكتور عشان تولد والوجع يروح.
شمس: يعني أنا كمان لما اكبر حتوجع كده.
- لو عايزة أولاد اه.
شمس: وانت حتكون الدكتور بتاعي وتخفف وجعي وتساعدني ولا حد تاني؟!
التف أحمد لها ونظر لها بذهول في البداية وفكر قليلا ثم ابتسم
- انت عايزاني أكون الدكتور بتاعك؟
أماءت رأسها: بطمن وأنت معايا يا أحمد مش بخاف وقتها خالص.
- هو حيتعبّني في المذاكرة بس أوعدك أكون الدكتور بتاعك.
إبتسمت له شمس بطمئنان،
- كفاية اللي انتم فيه وخلينا في ماما أنا خايف عليها.
في هذه اللحظة ظهرت مها وتسندها أميرة من جهة وهيثم من الجهة الأخرى يساعداها لنزول السلم.
أميرة: يلا يا شمس حتيجي معايا.
مها بصوت متعب متقطع: لا.. خليها هنا مع الأولاد.. المستشفى صعب عليها.. هنا الدادة حتاخد بالها منهم.. ولا إيه يا هيثم؟.
وتحاول كتم المها.
هيثم على مضض وينظر لشمس بحدة يحاول إخفاءها: أكيد يا مها خليها مع ال أولًا د طبعا.
ثم ينظر لأحمد وكأنه يذكره بما حذره من قبل.
ذهبوا إلى المستشفى وهناك دخلت مها غرفتها بانتظار الطبيب وبدأ الممرضين بالتعامل معها
أميرة: خليك معاها ثواني أعمل مكالمة وراجعة.
هيثم: أنا بردوا عايز مكالمة مهمة خلصي الأول وبعدين أنا.
خرجت أميرة من الغرفة واقتربت من أحد النوافذ واتصلت بمروان
أميرة: أيوة يا حبيبي احنا في المستشفى أهو.
- خلي بالك من شمس أوعي تغيب عن عينك أنت عرفاها طيبة بزيادة ممكن أي حد يضحك عليها بكلمه أوعي تنشغلي عنها.
أميرة بتردد لتيقنها من غضبه: ماهي شمس مش معايا.
انتفض مروان وظهر على وجهه القلق والضيق: نعم! بردوا عملتِ اللي عايزاه أنت ِ عارفة إني مش برتاح لوجودها هناك.
أميرة: ما تقلقش أحمد معاها وحياخد باله منها وهي بتسمع كلامه أكتر مني والله.
- أنا مش فاهم جايبة الثقة دي منين؟!
أميرة: عشان أنا بشوف ده بعيني لكن إنت مش بتكون موجود دايما توصلنا وتمشي وترجع بعدها تاخدنا تقعد 5 دقايق وتمشي.
- على العموم أنا في نص اليوم حروح أطمن عليها واحتمال اخدها وامشي، مها عاملة ايه؟
أميرة: واثقة انك لما توصل حترتاح المهم ابقي كلمني وعرفني لو اخدتها ، احنا لسه واصلين الدكتور لسه ما وصلش، حقفل معاك واروح لها اتاخرت عليها.
- سلام.
عادت أميرة لغرفة مها، وخرج هيثم وعلى وجهه علامات حقد.
هيثم: الو، حاول تنفذ النهاردة.
الطرف الاخر:…..
هيثم: مش مهم عندي الطريقة براحتك المهم التنفيذ بدون شبهه وبدون اذية لحد تبعي فاهم.
يغلق الخط ويحدث نفسه: يا رب يفلحوا أنا اختنقت.
بالفيلا يجلس أحمد وسيف وشمس بالحديقة بعدما انتهوا من الافطار.
- هي ماما زمانها ولدت ولا لسه يا أحمد تفتكر نتصل.
- ماما قالت لي قبل كده ان الولادة بتاخد وقت فهي حتغيب لما تولد بابا حيتصل ما تقلقش.
شمس: خالتو كانت تعبانة قوي يا أحمد أنا خايفة.
أحمد مبتسم ويمسك يدها: ما تخفيش هي ان شاء الله حتكون كويسة.
- أنا حطلع اوضتي اللعب بالبلاي ستاشن شوية.
- خليك يا سيف عشان اللي قولت لك عليه.
- طيب تعالوا معايا.
- يا سلام أسوأ.
- خلاص حجيب الموبيل اكلم حد من أصحابي أنا زهقت.
- تعالي يا شمس نقعد على المرجيحة شوية، لسه بتفتحي الباب وانت لوحدك؟!
شمس بسرعة: لا والله حتى اسأل مامي.
- مصدقك وما تحلفيش ومش هسأل حد كلامك كفاية.
نظر لها مبتسما وأكمل
- حطلع أجيب كتاب اقرأه وهأجيب لك مجلة أطفال اوك، ما تقوميش من مكانك لأي سبب، تمام.
شمس: حاضر.
تركها وصعد جلب ما اراد وعاد سريعاً فوجدها في مكانها لم تتحرك منه.
- شاطرة برافوا عليكي تستاهلي مكافأة.
ويقبلها بخدها.
شمس: انكل سالم صاحب بابي بيكافئني زيك كده ببوسة.
أحمد بعصبية: ازاي تخلي حد يبوسك محدش يبوسك غيري أنا وانكل مروان وبسسس أي حد تاني لأ.
شمس: حاضر بس بابي مش بيقول حاجة وقال إني لسه صغيرة بس لما أكبر مش ينفع حد يبوسني.
- من دلوقتي محدش يبوسك مفهوم، والله يا شمس لو حد باسك تاني مش حتكلم معاكي أبدا وحزعلك وحعمل مشكلة كبيرة فاهمة.
اجابت برهبة: حاضر يا أحمد أنا اسفة.
ثم بكت فشعر هو بوجع من دموعها وحاول مصالحتها
- ما تعيطيش خلاص مش حزعل المرة دي أنا مش عايز حد يبوسك ولا يلمسك حتى بخاف عليكي ماشي.
مسح دموعها وابتسم لها فبادلته الإبتسام.
شمس: حاضر مش حبوس أي راجل أو ولد غيرك أنت وبابي وبس طيب سيف؟!
- مش سيف بردوا ولد يبقي هو كمان لأ.
شمس: طيب ليه أنت مش انت ولد بردوا ومش أخويا؟!
أحمد مبتسما: عشان انت شمسي و أنا حبقي الدكتور بتاعك مش انت طلبتي ده.
شمس: اه.
- يبقي أنا مختلف عن الباقي اتفقنا.
شمس: اتفقنا.
أعطاها أحمد مجلة لتقرأها وهو معه كتاب وعاد سيف وجلس بالقرب منهم ومعه الموبيل يلعب عليه ويكتب لأصدقائه.
شمس: بتقرأ ايه؟
- رواية رومانسية.
شمس: يعني ايه؟
- love story حاجة كبيرة عليكي.
شمس بغضب: أنا كبيرة على فكرة، ومخصماك.
- حتقدري تخصميني؟!
أماءت رأسها نافية، فيبتسم لها ويعاود القراءة.
يمر الوقت ويحين وقت اذان الظهر يقوم حارس امن الفيلا بغلق البوابة بجنزير ويضع عليه القفل ويتركه مفتوح ولكن من بالخارج لا يستطيع أن يري ذلك يدخل لغرفته ليتوضأ ويصلي.
- أنا حطلع اصلي واجي.
- أنا حدخل اجيب عصير ولما ترجع حطلع اصلي أنا كمان ما تتاخرش يا سيف.
- حاضر.
- لو عايزة تقومي ماشي بس البوابة ممنوع تروحي عندها مش تفتحيها ما تقربيش منها يا شمس مهما حصل أنا مش حتاخر ثواني وحبقي هنا لو روحتى عندها حعاقبك وحزعل منك.
شمس: انت ممكن تزعل مني بجد؟! اوعي تزعل مني ابدا.
- يبقي تسمعي الكلام اتفقنا؟!
شمس: اتفقنا.
دخل أحمد وتحركت شمس تتجول بالحديقة وبالقرب من البوابة وجدت سيدة ذات ملابس راقية تبكي بشدة وتنتحب تقترب من البوابة وتنادي عليها.
السيدة ببكاء ونحيب: يا بنتي يا بنتي.
شمس تقترب من البوابة وتنظر إلى السيدة من الفتحة الضيقة بين درفتي الباب
شمس: أيوة يا طنط.
السيدة: بنتي تاهت مني وبدور عليها هي شبهك كده ما شوفتيهاش؟
شمس: لأ.
السيدة: طيب افتحي أخد نفسي وأرتاح شوية.
شمس: أنت تعبانة بقالك كتير بتدوري عليها.
السيدة: آه كتير قوي.
شمس: حاضر حفتح لك، بس أنت طيبة صح؟! مش حتاذيني او تاخديني بعيد عن اهلي، صح؟!
السيدة: اكيد يا بنتي حأذيكي ليه؟
تحاول شمس ازالة القفل من على الباب والحارس لازال يصلي وقتها خرج أحمد ومعه العصير ورأى ما تفعله شمس؛ فنادي عليها بغضب.
أحمد بصوت حاد غاضب: شمس.
تنتفض شمس وتقف مكانها لا تستطيع الحركة أو الكلام بينما وتختفي السيدة تماما.
اقترب منها ووقف أمامها ونظر لها بغضب.
- كنت بتعملي ايه؟
شمس: كنت هدخل طنط بتدور علي بنتها وتعبت كانت عايزة ترتاح شوية.
يمسك إحدي اذنيها بقوة: أنا قولت لك إيه قبل ما ا
أدخل؟
شمس تتالم من اذنها: والله طنط كانت بتعيط عشان بنتها وندهت عليا أنا كنت بعيد.
أحمد ويشدد على أذنها بقوة أكبر: أي حد يندهك تكلميه؟! وبعدين هي راحت فين أول ما سمعتني؟
شمس: صعبت عليا والله كانت بتعيط جامد، مش عارفة راحت فين لما جيت انت؟
- عشان نيتها كانت مش كويسة واللي إبنه أو بنته بيتوه مش بيدور علي راحة أبدا بيكون عايز يلحقهم عشان ما يضيعوش منه للأبد.
شمس: أنا اسفة يا أحمد سيب ودني بتوجعني.
- علي جوة لسه فيه عقاب.
بكت وتحركت امامه بطاعة ووجها بالأرض، وبعد عدة خطوات أخذ أحمد احد الكراسي ووضعه بعيدا نوعا.
- اقعدي هنا بدون حركة وجهك بالأرض بدون أي كلمة لمدة ساعة وأنا مخاصمك وزعلان منك هاتي العروسة اللي في إيدك كمان مش دي مش بتفارقك أبدا مش حتاخديها لمدة ساعة.
تحدثت وهي تبكي وتنظر له: طيب ماتزعلش مني، أنا اسفة.
- قولت وجهك للأرض يا شمس.
فعلت ما طلب: طيب ماتزعلش حقك عليا.
أحمد يضبط منبه الموبيل: لحد ما يرن تفضلي مكانك أنا حطلع غرفتي مش حقعد معكي.
شمس: لا يا أحمد بخاف اكون لوحدي.
أحمد بصرامة: لو كنتي فتحتى للست دي كان زمانك لوحدك مع ناس عايزة تأذيكي دي كانت حتخطفك عشان كده اختفت أول ما حست إن في حد معاكي.
شمس: يا….
قاطعها أحمد بحدة: خلاص، اقعدي.
تركها وابتعد عنها وعندما أدار لها ظهره طغى الحزن على معالمه خوفا عليها وأخذ اكواب العصير ليعيدها للداخل يؤلمه صوت بكائها وشهقاتها المتلاحقة فقابله سيف عند الباب.
- مالكم وشمس بتبعيط ليه كده دي بتشهق جامد والغريب إنك سايبها ايه اللي حصل؟
- تعالي معايا وأنا حقولك.
دخلا معا وقص له أحمد ما حدث
- مش عارف لو كنت اتاخرت دقيقة كان ايه اللي حصل مش معقول طيبتها دي.
- ده هبل مش طيبة.
أحمد محذر: ما تغلطتش يا سيف.
- خلاص ادام حتطلع غرفتك جاي عند الباب ليه.
- عشان مش طالع، أنا قولت لها كده عشان تحس انها لوحدها وتخاف من الوحدة ويمكن تبطل تصدق الناس بسهولة كده، لكن أنا حقعد علي السلم هنا وحفضل اراقبها مش حقدر اسيبها لوحدها فعلا.
- مش صغيرة هي يا أحمد انت اصلا ازاي بتحبها دي عيلة.
- سيف مالكش فيه وبعدين انت اصلا لسه صغير.
- لا أنا عشر سنين مش صغير وفاهم علي فكرة.
- حطلع اقعد علي السلم مش معقول نفضل نتكلم واسيبها لوحدها.
- اطلع يا اخويا وأنا ماسكك اتفضل.
- لو جاي معايا من غير صوت خالص فاهم.
جلسا علي السلم بالخارج، شعر أحمد بالحزن من أجلها يؤلمه بكاءها الذي لم يتوقف للحظة واحدة وينظر للموبيل كل دقيقة تقريبا منتظرا انتهاء ساعة العقاب ويشعر انه عاقب نفسه وليس هي.
همس سيف له: ادام مش قد إنك تعاقبها بتعمل كده ليه؟
- عشان خايف عليها لو عدتها حتعيدها تاني بحسن نيه لكن باللي بعمله ده حتفضل فاكرة وحتفكر قبل ما تكلم حد غريب أو تقرب من الباب مش تفتحه، بس الوقت مش عايز يمشي أبدا.
ضحك سيف وهو ينظر له: الحب وسنينه وأنتم بدءين بدري قوي.
- أنا طالع اصلي ما تتحركش من هنا لحد ما اجي ممكن ما تسبهاش لوحدها.
بعد نصف ساعة أتى مروان الإطمئنان علي ابنته شمس ينوي أخذها معه، فأسرع أحمد إليه عندما رءاه.
- ازي حضرتك يا انكل.؟
- الحمد لله، هي شمس فين؟
- شمس قاعدة هناك متعاقبه.
مروان بغضب: نعم، ومين اللي معاقبها.
- أنا يا انكل عشان خايف عليها.
مروان محذرا له بإصبعه: أحمد أنا بحبك ماتخلنيش أندم وازعلك أنا ما عنديش اغلى من بنتي.
- يا انكل اسمعني شمس كانت حتضيع كنت بجيب لها عصير خرجت لقيتها بتفتح الباب لوحدة وأول ما ندهت عليها الست دي اختفت وأنا خوفت عليها يعني لو كنت تأخرت كان ممكن شمس حصل لها حاجة.
ذهل مروان وسريعا ما ابتسم لأحمد فرحا به.
كتف مروان يديه وسأله مبتسما: وعاقبتها ازاي بقي؟
- احممم شدتها من ودنها وقعدتها هناك وأخدت عروستها ومش بكلمها لمدة ساعة، والوقت مش عايز يمشي لحد دلوقتي عدت نص ساعة بس.
- أنت عارف أن العروسة دي مش بتفارقها أبدا دايما في حضنها.
أخفض رأسه بحزن: عارف وهي بتعيط من وقتها بس مش عايز اتراجع عشان أنا اترعبت فعلا لما لقيتها بتفتح البوابة حسيت اني حافقدها للأبد.
ابتسم مروان وضحك بقوة: انت عارف أنا كنت جاي اخدها لكن خالتك كان عندها حق قالت لي إطمن أحمد معاها، وأنا مطمن دلوقتي وحمشي واسيبها معاك واوعي تتراخي الساعة حتمر بسرعة فات الكتير.
- انكل هو حضرتك ممكن تجوزها لي لما تكبر.
قهقه مروان والتفت مغادرًا: سلام يا ابني.
ابتسم أحمد وشعر بالسعادة التي تحولت لحزن بعد ثواني قليلة عندما إلتفت لشمس التي لم تجف دموعها. ونظر لساعة الموبيل ووجد ان ما مر من وقت عقابه لها وله لم يكمل الساعة فعدل المنبه ليرن بعد خمسة دقائق فقط فلن يتحمل 20 دقيقة اخري.
سار باتجاهها ونظر إليها أما هي فظلت تنظر للأرض تبكي بشدة لم تتحدث كما عاقبها رن جرس منبه الموبيل.
أحمد ويدعي الشدة: الساعة خلصت ووضع أمامها عروستها، وقفت شمس امامه
شمس: أنا اسفة والله مش حعمل كده تاني ماتزعلش مني.
- خدي عروستك.
نظرت إليه شمس وحضنته: أنا اسفة قولي انك مش زعلان مني.
- انت بتعيطي عشان اتعاقبتي ولا عشان العروسة.
شمس: عشان انت زعلان مني ومش عايز تكلمني.
ابتسم أحمد بسعادة وجلس علي الكرسي واحتضنها: خلاص مش زعلان.
اعتدل وابعدها قليلا بلطف.
- ما تحضنيش حد غيري أنا وانكل مروان فاهمة.
شمس: حاضر، انت مش زعلان؟
- لأ، تعالي نشرب العصير في المطبخ عند الدادة جوة.
عاد مروان لشركته ثم ذهب لأميرة المستشفى بعد ان انهي عمله وظل معهم حتى وضعت اختها مولودتها.
أميرة: حمد الله علي السلامة يا حبيبتي بنوتك قمر زيك بالظبط حتسميها ايه؟
مها: مش شمس اختارت اسمها ما اقدرش اكسر لمرات ابني كلمة.
ضحكت أميرة بحب بينما اختنق هيثم.
هيثم: بس أنا مش عاجبني الإسم.
مها: رنا يعني الغزالة حلو قوي وعاجبني يا هيثم وانت مش في دماغك إسم تاني عشان خاطري يا حبيبي.
أجاب متأففا: ماشي مش فارق.
مها: هي البنت حاتيجي امتي عايزة اخدها في حضني؟
أميرة بيكشفوا عليها ويلبسوها وتيجي علي طول.
بعد مرور بعض من الوقت دق باب الغرفة ودخلت الممرضة وبيدها المولوده و أعتطتها لوالدتها ثم خرجت و عقبتها أميرة فمروان.
أميرة: هي البنت تأخرت ليه؟
الممرضة: الدكتور كان بيكشف عليها وطول شوية.
أميرة وتملكها القلق: هي البنت تعبانة؟
الممرضة: حضرتك ممكن تسالي الدكتور أفضل.
أميرة: ممكن توصليني عنده.
أماءت الممرضة لها بتأكيد.
- خير ان شاء الله، ماتقلقيش.
نظرت إليه برجاء وذهبوا للطبيب وسالت عن حالة المولودة وصدمت عندما علمت انها تعاني من مشكلة بالقلب ويجب عليهم متابعتها مع طبيب متخصص، عادت إلى اختها لا تعلم كيف تخبرها، دخلت إلى غرفتها ومعها مروان.
مها: كنت فين؟ شكلك متضايق.
أميرة: أنا كويسة مفيش حاجة.
مها: أنا عايزة امشي مش عايزة اقعد.
هيثم: مستعجلة ليه خلينا لبكرة.
مها: انت عارف مش بحب المستشفيات وقعدتها البيت أفضل. هيثم شوف الدكتور اللي كشف علي رنا واطمن منه علي البنت. وكمان دكتور امجد عشان اخرج النهاردة.
هيثم: حاضر حروح اهو.
خرج هيثم ولحقته أميرة ومعها مروان واخبرته بما أخبرهم الطبيب، نظر إليهم بضيق وتحدث متأففًا وكأنها السبب في تعب مولودته.
هيثم : بلاش تقولي لها حبقي أعرفها واحدة واحدة، حروح أسأل اذا ممكن ناخد البنت ونمشي؟ ولا لأ وأسأل علي وضع اختك، أنا قولت بلاش الاسم ده.
ثم تركهم وغادر المكان، تعجبت أميرة من ردة فعله وشعرت انه يلومها ويحملها المسئولية.
- ماتزعليش هو جوز أختك كده مش شبه أختك نهائي الغريبة إن حتى ولاده مش شبهه والحمد لله.
أميرة والذهول مرتسم علي معالمها: يعني لو كان ليها اسم تاني ماكنتش تعبت، ليه بيقول كده؟!
- تعالي نروح لمها عشان ما تقلقش وما نسيبهاش لوحدها.
ابتعد هيثم عنهم ثم اتصل بهاتفة بشخص ما.
هيثم: إيه الاخبار؟
الطرف الآخر: ………
هيثم: أغبيا، كده خسارة
الطرف الآخر: ……….
هيثم: لا ما ينفعش طبعا أجل الموضوع ده أنا مش فايق له.
أصرت مها على مغادرة المستشفى وبالفعل عادوا جميعا لفيلا مها.
صعد الجميع مع مها بغرفتها عدا مروان انتظر بالأسفل.
- حمد الله علي سلامتك يا ماما، عاملة ايه؟ ورنا عاملة؟ وجهها جميل قوي.
مها: الحمد لله يا حبيبي.
شمس: صغيرة قوي يا خالتو، أنا فرحانة قوي قوي.
سيف: حتصدعنا كل شوية عياط بقي لما تكبر حعلمها الأدب وحمشيها علي العجين ما تلخبطوش.
مها: طيب قول هخاف عليها واخد بالي منها.
سيف: أكيد طبعا وأحبها كمان وحمشيها علي العجين ما تلخبطوش بردوا.
ضحك الجميع منه.
أميرة: حمد الله علي سلامتك يا حبيبتي، بصي الدادة حطلع لك أكل لازم تخلصيه عشان تقدري ترضعي رنا وبعد كدة نامي أنا حاخد شمس وأروح واجي لك بكرة من بدري.
- خليكوا باتوا معانا يا خالتو.
ابتسمت مها من ابنها: خليكي يا أميرة معايا النهاردة لو سمحتى أنا محتجاكي معايا، قول حاجة يا هيثم.
هيثم يحاول عدم إظهار ضيقه أمام زوجته: أكيد طبعا لازم تبات معانا ، أنا حنزل أقول لمروان.
خرج هيثم من الغرفة ظفر بغضب مكتوم ثم رسم علي وجهه ابتسامة كاذبة ونزل لمروان.
هيثم: خليكم النهاردة معانا مها محتاجة أميرة معاها.
- خلاص حمشي واجي بكرة بعد الشغل اخدهم، سلام.
وغادر مروان وعاد الغضب لوجه هيثم محدث نفسه.
هيثم: مش عارف ليه دون عن الناس كلها انت نسيبي ومدعي الشرف والنزاهة لا بطيقك انت ولا بنتك.
بالأعلى التف الجميع حول مها ورنا وقف الصغار أمام رنا وقبلوها برقة وداعبوا أصابعها الصغيرة والرقيقة. كان أحمد يوزع نظراته بين اخته الصغيرة وبين شمس وفرحتها بها.
شمس: خالتو قولي لماما تجيب لي اخ أو اخت أنا مش عايزة افضل لوحدي.
مها: عندها حق يا أميرة مش عارفة انت مش عايزة ليه؟
أميرة: أنت كمان يا مها، حاضر والله هفكر مروان كمان عايز شكلي كده هاسمع كلامكم.
شمس بفرحة شديد وتقفز من السعادة وبتلك اللحظة يدخل هيثم.
هيثم بانفعال: إيه ده يا بنت بالراحة البنت نايمة وطنط تعبانة مفيش ادب.
اختبأت شمس خلف أحمد وردت مها.
مها: بالراحة عليها يا هيثم هي بس فرحانة -ثم نظرت إلى شمس- ماتزعليش يا شموسة انكل مش قصده.
ربت أحمد علي ظهر شمس: خلاص يا شمسي ما تزعليش روحي مع خالتوا أميرة.
ثم وجه حديثه لخالته
- خالتوا تعالي اوديكي لاوضتك ترتاحي علي ما الدادة تحضر الأكل عشان ناكل مع بعض.
مها: كبير من يومك يا حمادة.
- ماما ممكن لو سمحتى بلاش حمادة دي اندهيني بإسمي عادي.
ويقبل راسها.
- يلا يا خالتوا وأنت يا سيف سيب بابا وماما يرتاحوا شوية.
سيف: ماشي يا كبير، ماما قوليلي يا سيفوا عادي أنا بحب الدلع بالأسامي كمان.
- طاب يلا يا سيفوا يا تافه.
خرجوا من الغرفة وسط ضحكاتهم من مشاكسات سيف الغير منتهية وغضب هيثم الذي يحاول إخفاءه من وجود شمس رغم صغر سنها.
اوصلهم أحمد لغرفتهم.
- تفضلي يا خالتوا دخلوا الغرفة فاقترب أحمد من شمس ودنا منها
- شمسي لسه زعلانة من بابا، مش عايزك تزعلي عشان خاطري.
شمس بابتسامة جميلة: أنا كنت زعلانة بس دلوقتي خلاص مش زعلانة.
ابتسم واكمل: لما ننزل نتعشي اقعدي جنب خالتوا وأنا حقعد في الكرسي اللي قدامك عشان اشوفك كويس وما تخافيش من حاجة أنا وخالتوا معاكي، اوك.
اماءت راسها وابتسمت.
- عايزة حاجة يا خالتوا مني قبل ما انزل.
اقتربت أميرة منه واحتضنته وربتت علي ظهره وقبلته.
أميرة: شكرا يا حبيبي انت بتعمل دايما اكتر من اللي بكون عايزاه.
نزل أحمد وانضم لسيف وهو يشعر بسعادة شديدة. ومر الباقي من اليوم هادئ وكذلك اليومان التاليان حيث طلبت مها من اختها ان تمكث معها لبعض الوقت ووافق مروان علي يومان اخران فقط سعد أحمد بذلك بشدة.
بعد أن تعافت مها اخبرها زوجها بمرض رنا وإنها يجب ان تتابع مع طبيب لمعرفة حالتها.
ساد البيت حالة من الحزن بعد أن أبلغهم الطبيب بسوء حالتها وأنها يجب أن تخضع لعملية ولكن بعد الخضوع لكورس علاجي في البداية كي تتحمل مشقة العملية، وكذلك عند أميرة حزنت بشدة من أجل اختها وابنتها وكَن مروان وشمس ذات المشاعر من اجلهما ودعوا جميعًا الله ان يتم شفاء رنا وأن يطمئن قلب مها عليها.
عرضها والدها علي عدة أطباء وجميعهم أكدوا ما قاله الأول، مر ستة أشهر لم تتقدم حالة رنا فارسل والدها جميع تحاليلها وأوراقها إلى احد معارفه بالخارج لعرضها علي الأطباء هناك فوجد بعض الأمل وقرر السفر مع زوجته لتتلقى ابنته العلاج هناك وكان قد مر قرابة العام.
مها: طيب الولاد ودراستهم حنعمل ايه أحمد شهادة السنة دي.
هيثم: مش مشكلة يعيد السنة.
مها: لأ حرام نضيع سنة علي الولاد، إحنا ممكن نسيبهم مع أميرة ونسيب الدادة معاهم.
هيثم: مش عايز حاجة من سي مروان ومش حسيب أولادي معه.
مها: اعتقد ده مش وقت غيرة يا هيثم أولادنا أهم، أنا قلبي واجعني على بنتي ومش عايزة ءأذي إخواتها واضيع عليهم سنة أصلا الدراسة بقالها شهر حرام يا هيثم.
هيثم: غيرة؟!! اكيد عمري ما اغير منه، خلاص قولي لأختك لو واقفت ابقي اقول لمروان مش هاحرج نفسي وأنا حبقي انبه علي أحمد يتعامل ازاي مع شمس.
مها: هيثم لو سمحت خف علي شمس بلاش كل ما تشوفها تزعلها البنت أطيب من الطيبة نفسها وما تنساش إنها بنت أختي الوحيدة.
هيثم: خلينا في المهم وماتزعليش يا سيتي حقك عليا.
مها: حكلم أميرة الصبح.
بصباح اليوم التالي اتصلت مها بأختها وعرضت عليها الفكرة.
أميرة: أكيد يا مها ينوروا طبعا ده بيتهم وأنت عارفة في غرفتين زيادة عشان الضيوف حجهزهم لهم دي شمس حتفرح قوي.
مها مبتسمة وسط ألمها: مش لوحدها الولاد بادئين بدري قوي ربنا يسعدهم، اسألي مروان عشان ما يكنش متضايق لأن الوضع كده حيفضل كتير ممكن السفرية تطول.
أميرة: مروان استحالة يتضايق أنا متأكدة.
مها: نفسي اعرف اللي اللي معكر الدنيا بينه وبين هيثم كدا ربنا يهديهم وييسر الحال، أنا تعبانة قوي خايفة علي رنا قوي.
أميرة: خير إن شاء الله تفائلي خير، و احسني الظن بالله.
مها: ونعم بالله، سلام دلوقتي.
اتصلت أميرة بمروان وأخبرته بحديث مها.
- من غير ما تسألي أكيد طبعا ينوروا في أي وقت وربنا يتم شفا رنا علي خير، ولاد اختك زي ولادي يكرموا عشان خاطرك أنت واختك ومش لازم جوزها يتصل بيتي هو بيتهم التاني.
أميرة: ربنا يخليك ليا والله كنت متأكدة من ردك، حاتصل بها واقولها.
وبالفعل جهز هيثم للسفر وانتقل أحمد و سيف للعيش مع خالتهم شعر أحمد بسعادة لا توصف من العيش مع شمس بنفس البيت وأنه يراها في كل الأوقات ويجلس معها دون الخوف ان يسمعها والده اي توبيخ، يراعي ما طلبه منه والده ولكن بطريقة لا تزعجها وتسبب لها الضيق.
كان أحمد يوصل شمس كل يوم إلى اتوبيس المدرسة لا يتركها تنزل الدرج وحدها ولا يترك مكانه حتى يتحرك الاتوبيس ويردد كل يوم علي مسامعها وصاياه
- ما تكلميش اي حد بره المدرسة حتى لو مدرسين، يكون في حدود مع زمايلك الولاد تلعبي مع بنات بس، ما تنزليش من الاتوبيس غير جوه المدرسة، لما ترجعي من باب الأتوبيس لباب العمارة لباب الشقة ما تروحيش حتى السوبر ماركت ماشي.
شمس: حاضر يا أحمد حفظت والله بقالك شهر كل يوم تقولي نفس الكلام.
نظر لها أحمد ولم يتحدث
شمس: اسفة حاضر.
- اركبي.
بعد ان تحرك الاتوبيس.
سيف: عندها حق تزهق فك عنها شوية يا خنيق.
- بتحب تسمعها كتير، ما لكش فيه، مبسوط كده.
سيف بغلاسة: ايوة مش بعرف ابدأ اليوم من غير ما اسمعها، أنا مالي يا عم انتم حريين مع بعض، بس عشان اخويا بقولك خف عليها عشان ماتخنقهاش هي اصلا لسه عيلة ومش فاهمة انك بتحبها – اكمل بسخرية- الا هو انت بتحبها وهي عيلة وهبله كده ازاي امتي اصلا لما اتولدت يعني.
رد أحمد بضيق شديد: سيف اتلم واسكت احسن لك وميت مرة اقول لك ما تغلطش فيها دي طيبة مش هبل.
سيف: طيب حنروح المدرسة ولا حنفضل هنا، لو مفيش مدرسة اطلع انام احسن.
- هو ده اللي فالح فيه الغتاتة والنوم، يلا على المدرسة.
داوما هيثم ومها الاتصال كل اسبوع يطمئنا عليهما وتقص مها علي أميرة تفاصيل ما استجد عن حالة رنا التي لم تتقدم كثيرا.
كانت أميرة تتابع مع طبيب لتلبي رغبة زوجها وطفلتها كي تحمل مرة اخري فقد أثرت الموانع التي استخدمتها على قدرتها على الإنجاب واضطرت أن تخضع لكورس علاجي.
علي العشاء والجميع مجتمع علي السفرة.
أميرة: بكرة إن شاء الله يا مروان معاد زيارة الدكتور حاول تيجي بدري عشان تتغدي قبل ما ننزل.
- المعاد الساعة كام؟
أميرة: الساعة 7.
- أحمد انت حترجع من الدرس الساعة كام.
- 7ونص يا انكل.
- طيب شمس حتفضل الوقت ده لوحدها، خلاص تيجي معانا .
- لا يا انكل ما تقلقش هي معاها الدادة وسيف وأنا حظبط معاها كل حاجة قبل ما أنزل وحتسمع الكلام، صح يا شمس؟!
شمس: علي فكرة أنا حفظت كل حاجة خلاص مش افتح الباب لوحدي مش أكلم حد غريب من باب الأتوبيس لباب العمارة لباب البيت ما العبش مع أولاد ما ابوسش حد ولا احضن حد.
أحمد ويرفع احد حاجبيه: متضايقه عشان خايف عليكي، براحتك، خلاص يا انكل أنا اسف حضرتك خدها معاك عشان هي متضايقة مني، يا ريت يا شمس ما تتكلميش معايا تاني وأنا كمان مش حتكلم معاكي اتفقنا واعملي اللي انت عايزاه.
شمس: مش قصدي والله.
يحاول الجميع كتم ضحكاتهم
مروان ويحاول كتم ضحكاته: لأ مش حاخدها حسيبك تتصرف أنت المسؤل امامي ولو مش بتسمع الكلام عاقبها.
ينظر أحمد له بامتنان وسعادة ويتحدث سيف بمشاكسة.
سيف: ايوة يا عم، انكل مروان بنفسه مديك كارت بلانش يا عيني يا شمس حتتظبطي وحتمشي علي العجين ما تلخبطهوش.
- شكلها مش لوحدها اللي حتتظبط.
سيف: وأنا قولت حاجة يسهلوا يا عم تسلم ايدك يا خالتو الاكل تحفة.
أميرة: طاب يلا يا حلوين عشان تذاكروا.
باليوم التالي مساءا قبل عودة أحمد من الدرس دق جرس الباب وفتحت الدادة ودخل شاب بنفس عمر أحمد أتى من محل المكوه يأخد الملابس التي سيتم ارسالها للمحل.
الدادة: اه ثواني وحجيبها.
شمس: مين يا دادة؟
الدادة: المكوة، أدخلي جوة وأنا حجيب المكوة، استني يا ابني بره.
شمس: انت جديد.
الشاب بابتسامة: اه لسه شغال معاهم من يومين.
شمس: أنا شمس وانت؟
الشاب: أنا أدم.
شمس: اهلا يا أدم شكلك طيب.
يبتسم أدم بهدوء.
مالت الدادة علي شمس هامسة: زمان أحمد جاي وحيزعل لو شافك واقفة هنا.
سمعها الشاب بالرغم من همسها فأكمل حديثه عمدا
آدم: أنت في سنه كام؟
شمس: Grade 3 (الثالث الابتدائي) انت في مدرسة.
آدم: يعني ايه اللي قولتيه؟
شمس: مش عارفة بالعربي يبقي ايه؟
في هذه اللحظة وصل أحمد الذي استمع لأخر حديثهم وعلم ان شمس تناست ما طلب منها وأكد عليه، نظر لها بغضب وللدادة فارتعشت شمس ودب الخوف بها وشحب وجهها.
الدادة: كويس انك وصلت خليك معاها اجيب الهدوم واجي.
أحمد لشمس بغضب: ايه اللي موقفك كده؟ -لم ينتظر اجابة والتفت لآدم- أنت مين؟
أجاب ببرود: المكوجي.
- ولما انت المكوجي بتتكلم معاها ليه؟ وانت مالك في سنة كام بعد كده تاخد الحاجة من على الباب بره ما تدخلش هنا.
ثم عاد لشمس بنظرات حادة: ادخلي جوه.
لم تنطق شمس واسرعت للداخل وانسابت دموعها تلقائيا كعادتها، سمع سيف صوت أحمد الغاضب فدخل لشمس
سيف: ايه اللي حصل؟ أحمد بيزعق ليه؟
شمس: سيف بلييييز كلم أحمد والله الدادة كانت معايا ماكنتش لوحدي.
سيف: انت تاني يا شمس مش بتحرمي دا انت عند أحمد خط احمر مش حيقبل اي كلام.
شمس: أنا خايفة.
سأئل سيف باهتمام: منه؟!
شمس: حيزعل مني يا سيف مش عايزاه يزعل كمان بيزعق لي جامد.
سيف: ادام جبانة اسمعي الكلام، اصبري بقي ححاول اخفف شوية.
دخل أحمد الغرفة ووجدها مع سيف فافتعل سيف انه يوبخها.
سيف: انت بتستعبطي والله اقول لانكل لما يوصل واخليه يضربك.
فغضب أحمد منه وامسكه من ذراعه واداره له.
- وانت بتزعق لها ليه اصلا؟ وبعدين أنا حتصرف وأُنكل قالي اتصرف واعاقبها كمان فخليك في حالك شكلك بتحب تسمع الكلمة دي كتير، اياك يا سيف ترفع صوتك عليها.
سيف: يعني أنا غلطان عشان بعرفها غلطها؟
- بالظبط كده، وبعدين شمس ما تضربش ابدا من اي حد وأُنكل عمره ما يضربها، اتفضل على اوضتنا يلا.
خرج سيف بعد ان غمز لشمس بطرف عينه دون ان يلاحظ أحمد فقد امتص معظم غضبه.
صمت أحمد قليلا ينظر للأرض يمتص غضبه ثم رفع نظره لها ويضغط علي شفتيه
- اللي حصل ده لو اتكرر تاني مش حبات هنا وحسافر لبابا وماما حتى لو السنة حتضيع عليا بس مش حشوفك وقتها وأكيد مش حكلمك في التليفون، وبكرة مافيش مصروف ومش حتاخدي الشكولاتة قبل ما تنزلي.
أماءت موافقة والدموع علي وجهها: زعلان مني.
- تفتكري ايه؟
شمس: طيب ماتزعلش أنا اسفة.
- أنا اسفة أنا اسفة، وبعدين بدل ما تعتذري بطلي تكرري نفس الخطأ.
تركها وحرج من الغرفة، فحبست نفسها بغرفتها مدعية النوم عند عودت والديها، وبالصباح تابعت استعداداتها للذهاب للمدرسة وافطارها متجنبة النظر لأحمد وبترقب مما سيحدث. اما أحمد فكان يراقب ما تفعل وتركها لخيالاتها كنوع من العقاب، وكما اعتاد اوصلها لأتوبيس المدرسة بصمت وبعد نزول الدرج حدثها أمرًا
- هاتي المصروف إللي اخدتيه والشكولاتة، ومش عايز دموع.
لم تتحدث شمس واعطتهم له وهي مخفضه الرأس تجاهد كي لا تبكي. وصل الاتوبيس وصعدت إليه وجلست بمقعدها تنظر من الشباك تجاه أحمد الذي سلط نظره ناحيتها ليطمئن عليها ثم تحرك مع سيف إلى المدرسة دون ان يتحدث اي منهم.
تعامل أحمد معها ببرود عكس عادته معها لا يتحدث غير للضرورة وبالصباح يوصلها للأتوبيس دون اي حوار، شعرت بالضيق الشديد كان اسوأ عقاب بالنسبة لها واجتهدت كثيرا حتى عاد كعادته واستغرقها هذا عشرة أيام كاملة مرت عليها طويلة جدا.
وبعد مرور قرابة الشهر بأحد الأيام بعد نزول شمس من اتوبيس المدرسة وخطت أول خطوة داخل العمارة وانصراف أتوبيس المدرسة أسرع إليها طفلان في نفس عمرها بدأوا يلتفوا حولها مدعين شجارا بينهم حاولت شمس فض نزاعهم وبدأت في مصالحتهم ونجحوا في إبعادها عن المبني لتكون معهم بعيدا عن المدخل بالقرب من الطريق وبنفس الوقت كان أحمد علي بعد عدة امتار من البيت و بالرغم طول المسافة وعدم قدرته على تحديد معالم وجهها والتأكد من هويتها إلا ان قلبه حدثه انها هي وبمأزق؛ فأسرع في خطواته ومعه سيف، وما أن اقترب لاحظ أن الاطفال حولها يعمدون لإبعادها كما لاحظ وجود غرباء عن المكان يتابعون ما يحدث في ترقب؛ فراوده الشك والقلق اسرع للسوبر ماركت القريب الذي كان يصادق الشباب العاملين به من اجل حماية شمس.
أحمد لاحد شباب الماركت: لو لقيت في قلق هات شباب المنطقة بسرعة.
ثم وجه حديثه لسيف: وانت تاخد شمس وتطلع معاها اوعي تسيبها لحد ما اطلع.
سيف: أنا حنزلك لو في قلق.
- لأ، خليك فوق مش عايز أكون مشتت ما أنا أخاف عليك بردوا.
انطلق أحمد وسيف إلى شمس وفعلا تدخل في الوقت المناسب وجدت شمس يد أحدهم تمسكها من معصمها ارتجفت وحاولت الصراخ لم يسعفها صوتها بالبداية جاهدت حتى استطاعت فوجدت يد أحمد تجذبها بقوة وأعطاها لسيف الذي أخذها لأعلي. دخل أحمد في تشابك عنيف وسرعان ما تدخل معه حارس العمارة وشباب الماركت وأصدقائهم، ففر الغرباء سريعا قبل أن يُحكم عليهم الحصار ويسلموا إلى الشرطة.
وبالأعلى
أميرة: في اي يا سيف؟ مالك؟ أحمد فين؟
نظر لشمس بحدة علي غير عادته وأجاب.
سيف: اسالي شمس مصممة تضيع نفسها واخويا معاها ما تخليهاش تخرج من الباب لو سمحتى يا خالتوا.
ثم اسرع إلى البلكونة يطمئن علي أخوه ووجد التشابك بدأ ان يفض إنتظر حتى اطمأن على دخول أحمد للبناية.
سيف: ادخلي اوضتك عشان لو طلع وشافك حيتجنن.
بكت شمس خوفا مما حدث ومما ستتلقاه من أحمد وابيها والجميع.
أميرة: فهمني يا سيف مش كده.
سيف: يا خالتو أحمد كان بيتخانق مع ناس تحت بسبب شمس ولولا شباب السوبر ماركت والبواب مش عارف ايه كان ممكن يحصل له.
صدمت أميرة لم تتوقع ان تصل بهم شمس لهذه الدرجة وسألت نفسها هل اخطات في تربيت ابنتها ام ان ابنتها اتت في زمن تبدلت فيه المفاهيم.
صعد أحمد دخل البيت ومنه لغرفة شمس كانت اثار التشابك والجروح في وجهه و ذراعيه قوية وواضحة امسك اعلى ذراعيها بيديه يدفعها للأمام وللخلف بعنف يحدثها بحدة وصوت عالي اقرب للصراخ وهي صامتة فقط تنساب الدموع علي وجهها ووقفت أميرة امام الباب تتابع بأسي أما سيف فتركهم ودخل غرفته غير راضي عن تصرفاتها التي يراها حمقاء
أحمد وهو يدفعها للأمام والخلف: مش بتسمعي الكلام ليه دي تاني مرة تبقي حتتخطفي قصاد عيني والحقك خايف يجي مرة وتكوني بعيد وافقدك عارفة حيحصل لي ايه وقتها؟ عارفة كلنا حيحصل لنا ايه؟ عارفة انت حيحصل لك ايه؟ افهمي احنا خايفين عليكي – خذلته دموعه وانسابت علي وجهه- اكبري يا شمس ما توجعيش قلوبنا عليكي مش حنعرف نعيش من غيرك من غير شمسنا.
اشتد بكائها والقت بنفسها داخل أحضانه: والله مش عارفة ايه اللي حصل أنا مرة واحدة لقيت الاطفال بيلفوا حواليا وبيتخانقوا مع بعض بعدوني عن الباب من غير ما أحس كنت عايزة اصالحهم علي بعض، أنا كانت بعمل خير والله.
ضمها إليه ثم ابعدها عنه قليلاً: كان المفروض تبعدي عنهم وتجري علي البيت مش مطلوب منك تصالحي حد ما تعرفيهوش، كنت حتضيعي يا شمس حتضيعي مني ما فكرتيش من غيرك اعيش ازاي، من غير شمسي.
عاد لشدته معها: المرة دي عقابك اكبر مفيش خروج من باب الغرفة غير للأكل والحمام مافيش كلام مع أي حد، لما انكل يجي مش حتطلعي بردوا، مفيش مصروف أسبوع حسلمك لمشرفة الباص الصبح وحستلمك منها بعد المدرسة أنا او الدادة ما تحاوليش تتكلمي معايا لإني مش حكلمك ومش حقعد معاكي في مكان واحد ومش يوم واحد لأ لحد ما احس انك فعلا اتغيرتي.
شمس: بلاش تخاصمني يا أحمد بليييييز بلاش.
- العقاب بدأ دلوقتي، يلا يا خالتوا.
لم تتحدث أميرة فقط كانت تنظر إلى شمس وتبكي فهي لن تتحمل الحياة بدونها أحمد محق في كل كلمة بالرغم من صغر سنه وهي تحتاج عقاب أشد فلم يعد الكلام مجدي معها فبالنهاية طيبتها وعفويتها يتملكون زمام الامور وحدهم.
دخل أحمد غرفته مهموم وحزين يتملكه القلق كلما فكر فيما كان سيحدث لو لم يصل في الوقت المناسب واستطاع انقذها فهو لا يتحمل مجرد فكرة فقدانها يشعر بالغضب منها فالطيبة لها حدود ويجب عليها الإصغاء لوالديها هو علي يقين من تعلقها به بالرغم من إنها لا تعرف سببه حاليا ولكنها ستفهمه حين تكبر قطع شروده سيف.
سيف: إرحم نفسك بقي قوم استحمي وروح لخالتوا تطهر لك الجروح دي ونشوف حتحتاج خياطة ولا ايه، وياريت تفكك منها بقي أنا مش مستعد اخسر أخويا بسببها.
أحمد مخفض الرأس: قولت لك ميت مرة اتكلم عنها كويس، هي غلطت وبتتعاقب، وما تتكلمش معاها نهائي كلنا مش حنتكلم معاها لحد ما اقول لك.
سيف بتهكم: لا عقاب شديد فعلا شمس مش حتتغير ابداً، تصدق أنا اتمنيت النهاردة انك تكرهها فعلاً أنا أول مرة اترعب عليك كدة، أحمد اسمع كلامي سيبك منها وخلي اونكل مروان هو اللي يتصرف، وانت اتعامل معاها علي انها بنت خالتك وبس.
- أنا مش فايق لك أنا قايم أخد شاور.
بعد قليل دخلت أميرة ومعها علبة الإسعافات الاولية واقتربت من أحمد ولازالت تبكي.
أميرة: شكراً يا حبيبي انت رجعت لي روحي النهاردة مش عارفة من غيرك كان حيحصل إيه
دخلت في موجة بكاء هيستري فربت أحمد علي ظهرها.
-: خلاص يا خالتو الحمد لله جت سليمة، يارب بس هي تسمع الكلام، لما انكل يجي حتكلم معاه واشوف حنعمل ايه عشان ما تكررهاش تاني او باي طريقة تانية.
أميرة وتحاول كبت دموعها: تعالي يا حبيبي اطهر لك جروحك دي حقك عليا.
شعر سيف بالغضب من اخوه و حاله وبنفس الوقت اشفق عليه وايضا اشفق علي خالته شعر بالاختناق من طيبة شمس التي تصل إلى حد العبط.
بغرفة شمس جلست تبكي بقوة تعلم ان أحمد محق لم تستطع تخيل ما كان سيحدث لها
فهي لا تعلم اي حياة اخري غير التي تعيشها، وتتألم من شعورها بانها وحيدة ، سوف يبتعد عنها الجميع ولن يتحدثوا معها.
جلست تناجي الله: يارب أنا خايفة غلطت بس انت عارف اني مش قصدي أنا كنت بعمل خير المس في المدرسة قالت لو اتنين اصحابنا متخانقين نصلح بينهم وأنا كنت بعمل كدة ومش عارفة اننا مش المفروض نصالح حد مانعرفهوش، أنا غلطت يا رب بس مش قصدي مش عايزة أحمد يخاصمني وبابا وماما وكلهم يارب قولهم يسامحوني أنا كنت خايفة قوي لما اونكل الوِحش مسك ايدي وشدني ماكنتش عارفة حتى اصرخ بس لما أحمد مسك ايدي اطمنت أنا عرفت انه هو اول ما لمس ايدي مش عارفة ازاي بس عرفت انه هو، وقتها بس قدرت اتكلم وما كنتش خايفة يارب هو اتعور جامد وضربوه جامد اكيد بيتوجع يارب خفف وجعه عشان خاطري يارب ماتزعلش مني انت كمان المس قالت انك بتعرف اللي جوانا من غير ما نتكلم اكيد انت عارف اني مش قصدي ماتزعلش مني وخفف من وجعه يا رب.
غفت شمس بموضعها من شدة بكائها ولم تتناول الغداء وهم ايضًا جلسوا امام الطعام كل منهم شارد فيما يخصه ولم يستطيعوا تناول الطعام
عاد مروان باكرا عن موعده بعد ان علم من أميرة ما حدث بإيجاز، فاتصل بمحاميه حينها وطلب منه المشورة فبداخله احساس أن كل هذا مدبرة من قبل شخص ما يجهله، ولكن احبطه رد المحامي وضاعف مخاوفه.
المحامي: للأسف كل اللي نقدر نعمله محضر بالواقعة وبس للأسف ادام مفيش حد اتمسك منهم مش بيكون في اي دليل او طرف خيط نمشي وراه.
ذهب مروان للقسم ومعه بعض الشهود وايضا المحامي وحرر محضر بالواقعة ثم عاد للبيت وهو يشعر بهموم العالم ملقاه علي عاتقه يخشي حدوث الاسواء لابنته ذات القلب الطيب لدرجة يخافها بشدة.
دخل غرفته وجد أميرة لازالت تبكي بقهر وخوف من ان يأتي اليوم الذي تفقد فيه ابنتها ولا تجدها بجانبها، لم يجد أي كلمات تهون عليها فضمها إليه وربت علي ظهرها حتى هدأت وتحدث بعدها.
- ربنا كبير يا أميرة عالم بحالنا واحنا عمرنا ما اذينا حد، قومي يلا جهزي العشا، هي أكلت ولا لأ؟
أميرة: ما خرجتش من اوضتها من وقت أحمد ما كلمها وقت الغدا كانت نايمة من كتير العياط.
- طيب حضري الأكل هي لازم تاكل وأنا حغير واتكلم مع أحمد.
أميرة: خليها بعد الاكل احسن أنا حأجهز العشا.
جلس الجميع علي الطعام مدعين تناوله وكل منهم شارد الذهن نادت الدادة علي شمس لتجلس معهم فخرجت وهي مخفضت الرأس وظلت علي حالها لا تقوي علي رفع راسها. فنهض أحمد وترك الطعام.
أميرة بصوت مرهق من كثرة البكاء: أقعد يا أحمد كمل اكلك.
- شبعت يا خالتوا.
انسحب أحمد تلاه سيف
سيف: وأنا كمان شبعت.
انسابت دموع شمس ليقينها انهم لا يريدون الجلوس معها وضعت أميرة لها الطعام.
أميرة: كلي يا شمس ما اكلتيش من الصبح لازم……
قطع حديثها نظرات مروان الحادة لها.
تناولت شمس قطعة صغيرة من الطعام لشعورها الشديد بالجوع ثم همت أن تقف لتذهب لغرفتها فوجدت والدها يحدثها بجدية وحدة شديدة لم تعهدها منه من قبل
- محدش هيتحايل عليكِ عشان تاكلي، وعقابك اللي أحمد عاقبك به ده أقل حاجة لعدم سماعك كلامنا في حاجة كبيرة زي دي.
شمس: يا بابي….
قاطعها بحدة: مش عايز مبررات جربي تعيش لوحدك من غير إهتمام علي الأقل هنا في أمان وبيت كلنا فيه لكن بره مفيش لا أمان ولا أهل جربي تبقي لوحدك يمكن تخافي وتسمعي الكلام، لو خلصتي اكلك أدخلي أوضتك وما تطلعيش غير للحمام(صرخ بها) يلا.
أسرعت شمس إلى غرفتها تبكي بحرارة دون توقف وتعالت شهقاتها، راقبها أحمد يتألم من أجلها تمزقه دموعها، ولكنه حاول أن يصبر لمصلحتها فهو يخاف عليها بشدة ويعلم أن هذا العقاب قوي لها.
جلس مروان بالفراندا ولحقه أحمد
- حضرتك عايزني يا اُنكل.
مروان بصوت مرهق وحزين وتنهيدة قوية من قلب مهموم: اه يا أحمد تعالي احكي لي اللي حصل بالظبط.
قص أحمد له كل ما حدث.
- أنا اسف يا اونكل لاني عاقبتها قبل ما حضرتك توصل عارف ان المفروض حضرتك اللي تتصرف معاها في حاجة كبيرة زي دي لكن أنا محستش بنفسي والله من خوفي عليها وكمان العقاب كان لازم يكون سريع عشان خطأها كبير هي مش بتحس باللي بتعمله عشان بتصعب علينا وبنعدي غلطتها ونقول بحسن نية لكن كدة حتضيع مننا ومش حستحمل ده والله.
ابتسم مروان بمرارة: انت صح يا ابني أنا مش زعلان منك بالعكس أنا مديون لك ودين كبير دي تاني مرة تحميها وترجعها لحضني، عندك حق كل مرة ماتسمعش الكلام أتغاضى واقول صغيرة بكرة تكبر وغلطها يعدي بدون رد فعل والنتيجة انها بتكرر نفس الغلط تاني، انت عارف أنا عملت محضر باللي حصل بس المحامي قال مالوش اي قيمة محضر وخلاص.
- يارب هي بس تفهم اني خايف عليها وماتكرهنيش.
ابتسم مروان مرة اخري بحزن: مش هتكرهك ماتخفش هي ممكن تكون زعلانة على زعلك انت اكتر مننا كلنا هي مرتبطة بيك جدا، أنا مش عارف ازاي من سنها ده، بس هي دي الحقيقة يمكن كنت بتضايق قبل كدة بس حقيقي دلوقتي لأ.
أحمد وظهرت عليه الفرحة: فعلا يا اونكل حضرتك مش متضايق، وهي فعلا بتهتم بزعلي ويفرق معها.
ضحك مروان بصوت: تصدق قدرت تضحكني وأنا مهموم جدا، ايوة يا سيدي مجرد فكرة انك تزعل منها بترعبها، عارف يا أحمد أنا مش عارف انت ازاي ابن هيثم ومن غير ما تزعل ابوك عمره ما طاقني ولا نزلت له من زور والصراحة أنا كمان لكن انت مش شبهه يمكن الشكل شوية لكن الطبع والتعامل كلك والدتك نفس طيبتها بس بعقل وحكمة ربنا يكملك بعقلك يا ابني.
أحمد وظهر عليه الحزن: يمكن لان بابا طول الوقت في شغله مش معانا مش بشوف منه غير الشدة والاوامر، تعودت اتصرف بعقل وافكر بسرعة عشان اقدر اوصل لهدفي مع بابا بدون مشاكل وزعيق او عقاب شديد أنا في غني عنه.
- انت أحسن حاجة ابوك عملها يمكن الوحيدة.
- لا يا اونكل سيف كمان أنا وماما اللي مربينه وما شفش من بابا شدة عشان بنفهمة دايما يتعامل معاه ازاي.
ابتسم مروان: لو فضلت انت وشمس كدة لحد ما تكبروا أنا موافق واهو تبقي مربيها علي ايدك.
سعد أحمد بشدة ولمعت عيناه بفرحة ولكن سرعان ما اختفت وتحدث بحزن
- اكيد كرهتني عشان أنا السبب في عياطها، دي مبطلتش عياط طول اليوم ولسه باقي الاسبوع.
- اوعي ترجع في كلامك وهي مش هتكرهك ابدا هي زعلانة وموجوعة عشانك، خليك شجاع. عارف أنا كمان صعب عليا اكون كدة معاها في الشوية اللي بكون فيهم هنا يمكن دي كمان اول مرة بس مهم نفضل كدة عشان ماتعيدش غلطها. محدش فينا حيتحمل يجري لها حاجة، انت هنا مكاني يا أحمد خالتك ضعيفة قدامها وحيدتها بقي والستات وخصوصا خالتك ووالدتك طيبتهم بزيادة (تنهد بعمق وابتسامة بسيطة ارتسمت علي وجهه) امال شمس طالعة لمين؟!!
- حاضر يا اونكل.
- روح ذاكر بقي انت اعدادية شهادة السنة دي مش عايز وجودك هنا ياثر عليك بالسلب عايزك دايما من الاوائل عشان اجوزك بنتي.
ابتسم أحمد بسعادة: ما تقلقش يا انكل أنا كمان حوفي بوعدي لشمس وحكون الدكتور بتاعها هي طلبت مني ده يوم ولادة ماما.
ضحك مروان: طيب يلا يا دكتور روح ذاكر.
ابتسم أحمد وذهب لغرفته اختلس نظرة إلى شمس بغرفتها الغير مغلقة بالكامل ( من الفارق البسيط بين الباب الجدار ) كانت جالسة علي مكتبها تنظر للكتاب شاردة تبكي بصمت تحدث لنفسه بالم.
أحمد لنفسه: يارب اونكل يكون صح وماتكرهنيش والله خايف عليكي يا شمس.
ثم دخل غرفته.
سيف: باهتمام شديد: انت كويس يا أحمد ذراعك عامل ايه.
أحمد بابتسامة ليطمئنه: ماتقلقش أنا كويس، ذاكر انت بس كويس.
سيف: مش عارف أركز والله اليوم كان غريب جدا. نام يا أحمد شوية انت تعبت قوي النهاردة.
القي أحمد بجسده علي الفراش: مين يجيله نوم النهاردة أنا حفرد بس جسمي واجعني جدا.
في الفراندا ظل مروان جالس شارد بين افكاره يصارعها.
مروان لنفسه: ياتري مين اللي عايز ياذيكي يا شمس قلبي بيقولي ان في حد ورا اللي بيحصل ده، حد عايز يخطفك انت، هناك انتظر تكوني لوحدك وهنا انتظر لما رجعتي من مدرستك وكنت لوحدك. طيب مين اللي عايز ياذيكي كدة الموضوع مش شغل لان مفيش اي اتصال جالي عشان شغل او تهديد مين عايز لك الاذية مين عايز لنا الوجع وبس.
لم يجد مروان اجابة لتس أولًا ته امضي الكثير من الوقت في التفكير دون جدوي دخل غرفته فوجد أميرة لازالت مستيقظة يتملكها الذعر خوفا من مح أولًا ت خطف ابنتها الوحيدة. خاصم النوم جفونها هي ومروان وكذلك أحمد اما سيف فغط في نوم عميق، اما شمس فقد استسلمت للنوم بعدما ارهقتها كثرة البكاء وشعرت بالإعياء.
في صباح اليوم التالي ايقظتها الدادة لتذهب للمدرسة فتحت شمس عينها بصعوبة
شمس بتعب واعياء: دادة أنا تعبانة ممكن ما اروحش المدرسة النهاردة.
قبل ان تجيب الدادة اتاها رد أحمد
- عشر دقايق وتكوني جاهزة.
أدمعت عينها نهضت بصعوبة استعدت بدلت ثيابها أدخلت لها الدادة الإفطار بغرفتها لكنها لم تتناول اي شيء منه اخذت حقيبتها وانتظرت امام باب الشقة رافقها أحمد لأتوبيس المدرسة لم يتحدث معها أو يمسك يدها كما اعتاد ولكنه تابعها بالنظر إليها بطرف عينه كي لا تلاحظه، ينما هي تخفض بصرها تداري وجهها بشعرها كي لا يري بكاءها مر يومها بطيئا فقدت مرحها وابتسامتها لا تشعر سوي بالحزن لا تعلم سببه هل لعقابها فقط ام لأنه يتجاهلها، طفولتها عاجزة عن فهم السبب.
لم يكن حال أحمد افضل منها كان يشعر بألم نفسي بجانب الآم جسده فمن الصعب عليه رؤيتها هكذا.
بنهاية اليوم الدراسي عادت للبيت استقبلها أحمد عند نزولها من اتوبيس المدرسة ورافقها للبيت ومنه إلى غرفتها انزوت علي نفسها لا تبكي ولا تتكلم تحاول ان تشغل نفسها بالمذاكرة لكنها لا تري سوي صورة مشوشة.
مر عليها ثلاثة أيام بنفس الحال لا تتحدث بالبيت أو المدرسة اغلقت علي نفسها والتزمت الصمت شعرت بالتعب يتملك جسدها الذي اصبح هزيلا من قلة الطعام فكانت تأكل ما لا يشعرها بالجوع فقط، لاحظ هزل جسدها السريع الجميع وحاولوا اخفاء قلقهم عليها.
باليوم الرابع صباحا زاد تعبها بشدة ولم تحاول طلب الراحة وعدم الذهاب للمدرسة متوقعة نفس الرد السابق. ذهبت المدرسة تجاهد شعورها بالتعب الشديد والإرهاق مر اليوم بطيئا، وجدت أحمد ينتظرها بعد وصول اتوبيس المدرسة تحركت امامه وهو يتابع خطواتها بقلق التي اصبحت بطيئة بشدة وهي تخفض رأسها تداري خصلات شعرها وجهها الذي أصبح شديد الحمرة لإرتفاع حرارتها، حاولت التحامل علي نفسها دخلت البيت ولكنها لم تستطع التحمل حتى تدخل غرفتها فسقطت علي الأرض، صرخت أميرة بفزع، أسرع إليها أحمد حاوط وجهها بكفيه ينادي عليها صدم لشدة إرتفاع حرارتها فحملها لفراشها وخلفه أميرة والدادة.
- لو سمحتى يا دادة عايز كمادات مياة ساقعة بسرعة، خالتوا لو سمحتى كلمي الدكتور يجي حرارتها عالية قوي.
خرجت كل من أميرة والدادة وبدأ أحمد يتحدث مع شمس الغائبة عن الوعي.
- ماتخافيش يا شمس الدكتور زمانة جاي ماقولتيش ليه إنك تعبانة أنا السبب حقك عليا.
دخلت الدادة: حاسب يا ابني حعملها الكمادات. - هاتي أنا اللي حعمل لها الكمادات
جلس بجانبها يضع لها كمادات علي رأسها يستمع إلى بعض الكلمات التي تخدرف بها بعدم وعي تحت انظار أميرة ودموعها علي طفلتها تشعر بانها تعيش بكابوس مستمر منذ أيام تعجز عن التصرف.
حضر الطبيب وبعد الكشف عليها :الادوية مهمة الخافض والمضاد حقن عشان النتيجة تكون أسرع كملوا كمادات لحد الحرارة ماتنزل، يا ريت تهتموا بالتغذية لأنها ضعيفة جدا.
غادر الطبيب ظلت أميرة معها حتى استقرت حرارتها ثم جلست مع أحمد وسيف بالخارج.
سيف: الصراحة أنا كنت زعلان منها قوي بس خلاص مش زعلان هي اليومين اللي فاتوا كانت واحدة تانية، البيت وحش من غير ضحكتها كفاية يا أحمد عقاب كدة هي ما استحملتش وتعبت.
- أنا السبب تفتكر كرهتني.
أميرة: اكيد لأ يا حبيبي هي مش بتعرف تكره حد اصلاً وانت مش اي حد عندها.
ابتسم بحزن : اكيد دلوقتي لأ يا خالتوا والله كنت خايف عليها.
أميرة بألم: يارب احميها ماليش غيرها يارب تفضل منورة حياتي دايماً
عم الصمت فترة قصيرة ثم قطعه أحمد.
- خالتوا ممكن ادخل اقعد معها عشان لما تصحي تلاقيني جنبها ومش لوحدها حسيب الباب مفتوح علي الأخر والله.
أميرة: ادخل يا حبيبي أنا عارفة انك بتخاف عليها من الهوى
دخل إليها ووضع كرسي بجانب السرير وضع يده علي جبهتها ليتأكد من انخفاض حرارتها جلس بجانبها بصمت.
بالمساء وصل مروان وذهب ليطمئن عليها فوجد أحمد وقد غفا بجانبها علي كرسيه ابتسم وايقظه بلطف.
مروان بهمس: أحمد ادخل نام في اوضتك خالتك حتقعد مكانك وانت ارتاح جوه
- لو ممكن يا انكل خليني جنبها والله عمري ما حاذيها أنا بس حفضل جنبها.
- مش بطمن عليها غير معاك ما تفكرش كدة.
- طيب حفضل معاها أنا مرتاح كدة.
ربت علي كتفة مبتسما واماء له وتركته بجانبها.
ظل أحمد بجانبها يتأكد بين حين واخر من عدم ارتفاع حرارتها اعطاها ادويتها وايقظ الدادة لتعطيها حقنة المضاد الحيوي انتظرها خارج الغرفة حتى انتهت شكرها ثم جلس بجانب شمس، بعد قليل بدأت شمس تفتح عينها بثقل ورؤية مشوشة فرأت أحمد بجانبها.
شمس بإجهاد: أنا بحلم انك معايا يا أحمد اخيرا شوفتك في الحلم انت وحشتني قوي لو بتحلم بيَّا انت كمان نفسي ما تزعلش مني أنا اسفة بجد sorry
- مش بتحلمي يا شمس أنا فعلا جنبك ومش زعلان خلاص
لم تسمعه شمس نامت بعمق من شدة التعب والادوية، ابتسم أحمد بأمل فهي لم تكرهه وتحاول الاعتذار له حتى وان كان حلما، ظل بجانبها يتأكد من استمرار انخفاض حرارتها حتى غفا بجانبها. بالفجر استيقظ مروان وايقظ أحمد.
- أحمد قوم يا حبيبي صلي وادخل ارتاح النوم كده صعب عليك.
- حصلي وارجع جنبها تاني عشان لو قلقت يا انكل.
- لأ يا أحمد صلي وارتاح شوية عشان لما تصحي تكون معاها وتتاكد انها اكلت واخدت الدوا عشان هو حقن وهي بتخاف منها ومش حتسمع كلام حد غيرك في الحكاية دي قوم يلا وخالتك حتصلي وتيجي مكانك.
- حاضر.
في معاد المدرسة ذهب سيف مدرسته دون أحمد الذي اعطاه الوصيا العشر وطلب منه جعل الموبيل قريب منه وان يتصل به عند خروجه من المدرسة كي يطمئن عليه.
استيقظت شمس شعرت بألم بجسدها وتعب شديد ظنت انها ستظل بمفردها منبوذة من الجميع، ولكنها تفاجأت بوالدتها نائمة بجوارها وفتحت عينها عندما شعرت بحركتها.
أميرة: حبيبتي اخيرا فوقتي خضتينا عليكي.
شمس: أنا صاحية ولا بحلم هو حضرتك فعلا جنبي وبتكلميني.
أميرة: صاحية يا شمسي سلامتك يا قلب مامي.
ابتسمت شمس بإرهاق استمعت لطرقات علي باب غرفتها ووجدت أحمد يدخل إليها مبتسماً
- صباح الخير يا شمس عاملة ايه النهاردة؟
شمس بدهشة وفرح: انت بتكلمني يا أحمد بجد؟! خلاص مش مخاصمني؟! ولا أنا بحلم تاني!!!
أحمد بابتسامة: لا مش بتحلمي والمرة اللي فاتت ما كانتش حلم بردوا.
شمس بذهول: يعني ايه؟!! - يعني بالليل كنت جنبك فعلا.
شمس : ليه؟ هو ايه اللي حصل؟ - ليه ماقولتيش انك تعبانة؟ ليه استنيتي لما حرارتك عليت كدة؟
شمس: كنتم حتفتكروا اني بقول كدة وخلاص، ده لو سمعتوني اصلا.
أحمد باسف: حقك عليا يا شمسي.
شمس بسعادة رغم تعبها : شمسي انت ما بقتش زعلان مني وحتكلمني خلاص.
أحمد بابتسامة: ايوة وكلنا حنتكلم معاكي وزعلنا جدا عشانك امبارح يلا بقي عشان معاد الدوا.
تابعت أميرة حوارهما وعلي وحهها ابتسامة سعادة، دخلت الدادة ومعها الحقن فانتفضت شمس رغم تعبها.
شمس: لا يا أحمد please بلاش حقن بخاف قوي وبتوجع قوي هو ده من العقاب انت قولت خلاص مش زعلان مني. - لا والله يا شمس الدكتور قال حقن عشان نتيجتها اسرع انت كنت تعبانة قوي وحرارتك كانت مرتفعة جدا.
شمس برجاء: بلاش please والله حسمع الكلام بلاش حقن please بخاف قوي والله، والله حسمع الكلام.
أحمد واشفق عليها وعليه لظنها به: يا خالتوا قولي حاجة والله يا شمس مش عقاب.
أميرة: مش عقاب يا حبيبتي الدكتور اللي قال يلا بقي عشان تخفي بسرعة.
اقترب منها قبل جبهتها ومسد علي شعرها بصي خديها دلوقتي وأنا حتصل بالدكتور واساله علي بديل للحقن بس خديهم دلوقتي.
شمس بدموع: بتوجع يا أحمد قوي وأنا بخاف.
- عشان خاطري.
شمس: طيب اقعد جنبي واحضني وأنا باخدهم. - ما ينفعش لازم اخرج لما تخلصي حدخل علي طول اول ما تخلصي.
أميرة بابتسامة: أنا معاكي يا شمس ماتخافيش تعالي في حضني والدادة بتديكي الحقنة هما اتنين مش حتحسي بيهم.
دخلت شمس بحضن والدتها وانتظر أحمد بالخارج بجانب الباب استمع لصراخها ودخل عندما انتهت فارتمت بحضنه تبكي.
أميرة: أنا حعمل فطار ولازم تاكلي كويس ماشي خليك معاها يا أحمد.
خرجت أميرة والدادة واعتدلت شمس.
- لسة بتوجعك؟
شمس: كده يا أحمد تخاصمني وتديني حقن كمان.
أحمد بقلة حيلة: انت مش مصدقه ليه ان الدكتور هو اللي قال لازم حقن دانا بالليل مارضتش حد يقعد معاكي غيري الفجر بس نمت شوية عشان لما تاخدي الحقن اكون معاكي وما تخافيش.
شمس: انت لسة موجوع من الخناقة؟ الجروح اللي في ايدك خفت؟
- خايفة عليا؟
اماءت رأسها عدة مرات - زعلتي لما كنا معاكي ومش بنكلمك
أماءت راسها وادمعت عينها - الوجع اللي حسيت به لما كانوا حيخطفوكي اكبر بكثير من الوجع اللي حسيتي به، والوجع اللي ممكن تحسي به لو كانوا خطفوكي اكبر اضعاف من اي وجع ممكن تحسي به واحنا مخاصمينك. صعب بنوته زيك تلاقي نفسها من غير اهلها، من غير حد تحبه وتثق فيه، من غير امان ومن غير بيت فهمتي يا شمسي.
شمس: حقك عليا يا أحمد أنا بحبك قوي.
اتسعت عين أحمد بفرحة وابتسم فهو مدرك من عدم معرفتها معني ما قالت ولكنه سعد من سماعها.
أحمد بابتسامة: الاكل اللي يجي كله يخلص ماشي وأنا حكلم الدكتور يبدل الحقن okay.
شمس: okay
علي الجانب الأخر باحد اوكار الاعمال المشبوه يتحدث الزعيم بالموبيل
الزعيم(المعلم) : لا يا باشا العملية فشلت تاني.
الطرف الاخر: ……..
المعلم: يا باشا الغلطة مش مننا الخطة كانت تمام وفي اخر لحظة نفس الواد اللي ظهر المرة اللي فاتت طلع من تحت الارض وشدها ولقينا رجالة كتيرة جاية وراه كان لازم نمشي بسرعة قبل الموضوع ما يكبر وحد من رجالتي يتمسك وندخل في سين وجيم.
الطرف الاخر: ………..
المعلم: يا باشا دي مش اول مرة نتعامل مع بعض احنا بقالنا سنين وشغلنا علي ميه بيضا لكن تعليماتك ما ناذيش الواد ده ولا حد تاني ناخدها هي وبس.
الطرف الاخر: ………
المعلم: خلاص حاحط خطة جديدة وبعدين يا باشا أنا ماشي في خطة تانية بس حتاخد وقت طويل شويتين ومن غير اي اثر خالص.
الطرف التاني:………..
المعلم: علي راي المثل الصبر مفتاح الفرج، سلام يا باشا.
وفي المساء عاد مروان وكان أحمد لازال مع شمس بغرفتها لم يفارقها
- يلا عشان تطلعي لاونكل.
شمس بسعادة: بجد ينفع اطلع خلاص.
بادلها الابتسام أحمد: ايوة ينفع عقابك خلص خلاص مش حتحمل بعدك اكتر من كده ده غير تعبك، يلا.
وقفت شمس وامسكت يد أحمد تستمد منه القوة فربما يكون والدها لازال غاضب منها، لكن مروان اول ما راها اسرع إليها وحملها
- قومتي ليه أنا جاي لك يا حبيبتي انت لسه تعبانة.
وضعت شمس راسها علي كتف والدها.
شمس: I miss you,sorry بابي (وحشتني اسفة)
تنهد مروان بعمق: خلاص يا شمس المهم تتعلمي بجد، ادخلي السرير دلوقتي وتعالي اتعشي معانا لما الاكل يجهز حتقدري.
شمس: اه يا بابي حقدربي حتكلموني ولا حتفضلوا ساكتين أحمد قال عقابي خلص.
جاوبها مروان وهو يدخلها لفراشها
- ادام قالك عقابك خلص يبقي خلص وبعدين احنا معاكي من امبارح حواليكي كلنا بس أنت كنت تعبانة ومش حاسة بحاجة.
شمس: Thanks بابي ما تزعلش مني.sorry promise مش حعمل الحاجات دي تاني والله. - ياريت فعلا يا شمسي، أنا حغير هدومي عشان نتعشي مع بعض.
تركها مروان ودخل غرفته واجتمعوا جميعا علي الطعام، كانت شمس سعيدة جدا فالجميع يبتسم لها ويداعبها عدا سيف ظل صامتا.
شمس: سيف انت لسه زعلان مني soryy خلاص بقي بطل غلاسة.
نظر لها مدعي الغضب: كمان بتقولي غلس بعد اللي حصل لأحمد مش من حقي ازعل علي اخويا ده كان تعبان قوي.
شمس بلهفة: فعلا يا أحمد كنت تعبان قوي.
نظر أحمد لسيف بتحذير: لا يا شمس ماحصلش حاجة.
شمس: sorry يا أحمد أنا حفضل ف اوضتي ومش حطلع منها تاني عشان أنا السبب في وجعك.
ابتسم الجميع وسعد أحمد من حديثها وغمزه سيف له محاولاً كتم ضحكاته ثم تحدث.
سيف: يا سلام اشمعني أحمد يعني مش أنا اللي طلعتك هنا بردوا ولا هو كله أحمد أحمد.
نظر له أحمد بحدة وحاول الجميع كتم ضحكاتهم.
شمس: عشان هوMy hero (بطلي)
نظر سيف لأحمد: يسهلوا يا عم محدش قدك اي خدمة. -ثم تحدث لشمس بود- أنا مش زعلان منك خلاص بس خدي بالك من نفسك اتفقنا.
شمس بابتسامة: اتفقنا.
- يلا يا شمسي كلي عشان معاد الدوا قرب.
شمس: please يا أحمد بلاش حقن. - ما تخافيش خلاص كلمت الدكتور وغير الدوا وجيبته كمان يلا خلصي اكل.
شمس بابتسامة رقيقة: Thanks
ابتسم مروان ممتنا لأحمد لخوفه علي وحيدته وحبه البريء لها.
أميرة: اخيرا بنضحك الحمد لله ربنا يحفظكوا يا ولاد وافرح بيكم.
بعدما انتهوا من الطعام جلسوا حميعا يتحدثون دون توتر اخيرا من بعد ما مروا به مؤخراً
- يا ريت يا ولاد تركزوا في مذاكرتكم تاني خصوصا أحمد وشمس.
- ماتقلقش يا انكل.
- مش حتروحي المدرسة يومين كمان يا شمسي عشان ترتاحي وحرارتك ما تعلاش، وبعد كدة ننتظم تاني وحاولي في اليومين دول تذاكري اللي فاتك وماما حتساعدك ولو عايزة ممكن اشوف لك مدرسة تيجي تذاكر لك في البيت.
- ما تقلقش يا أونكل أنا حتابع معاها.
ضحك مروان ضحكة عالية من قلبه: ومذاكرتك انت نسيت انك عايز تبقي دكتور وبعدين كدة اغير خلي بالك.
أحمد وشعر بالإحراج: اسف، بس أنا حقدر اوفق بين مذاكرتي ومتابعة دروس شمس.
مروان بحب: ما تتأسفش، أنا عارف انك قدها طبعا.
شمس: حاضر يا بابي ولو احتاجت حاجة مامي وأحمد معايا.
ابتسم أحمد بسعادة وضحك مروان
- ماشي يا سيتي. أنا داخل انام ويا ريت ما تسهروش عشان المدرسة وأنتِ كمان يا شمس ترتاحي.
أميرة: خدني معاك، أحمد نام باوضتك يا حبيبي وأنا حقوم بالليل ادي شمس الادوية عشان مدرستك الصبح. - حاضر يا خالتوا.
سيف: أنا حنام بقي مش قادر، يسهلوا يا عم اكيد قاعد مع شمس شوية افتكر الخدمات دي اكيد حتردها في يوم.
شمس: غلس علي فكرة، اقولك ازعل احسن.
سيف: بقي كدة، ماشي. - شاطرة يا شمس، يلا يا سيف انت فعلا محتاج تنام يلا يلا.
جلس سيف مرة اخري: لا بقي حسهر شوية غلاسة بغلاسة بقي.
شمس: انت غلس مين قال كدة، انت طيب قوي ادخل نام ادخل ادخل.
وقف سيف وضيق عينه مدعي الغضب: واضح اني بنطرد ماشي، أنا اصلا عايز انام النوم احلي ( وغمز لأحمد ثم دخل غرفته)
لاحظ أحمد شرود شمس لثواني قلية تابعها بصمت حتى قطعت شرودها وتحدثت
شمس: ليه مش عندك عضلات زي الولاد اللي بشوفهم في النادي.
أحمد بعبوس: وانت بتروحي النادي تتفرجي علي الولاد هناك؟!
شمس: كدة يا أحمد، لا طبعا بس عايزاك تبقي قوي وعندك عضلات.
رفع احدي حاجبيه: ليه يا شمس؟
شمس: You are my hero (انت بطلي) فلازم يكون عندك عضلات عشان تغلب الاشرار وتدافع عني كمان. مش انت قولت حتفضل طول عمرك تحميني.
- أكيد يا شمسي.
شمس: يبقي لازم يكون عندك عضلات قوية عشان محدش يوجعك تقدر تحميني من غير ما تتعور تاني.
أحمد بابتسامة: خلاص اوعدك في الإجازة اروح تمارين ويبقي عندي عضلات عشان مش هلحق مع الدراسة أتمرن بس حشترك في اي رياضة تقوي العضلات عشان افضل البطل بتاعك.
شمس: احنا حنذاكر مع بعض ازاي وانت في اوضتك وأنا في اوضتي عشان لو حبيتك تشرح لي حاجة، عيب ادخل اوضتك صح؟ - امممم عندك حق، بصي ممكن نذاكر كلنا علي السفرة واهو نبقي مع بعض عشان اعرف اركز كويس.
شمس بسعادة: هيه هيه، يلا بقي نام عشان ما تتعبش my hero - يلا حدخلك اوضتك تنامي الاول واطمن عليكي.
باليوم التالي قبل عودة أحمد وسيف كانت شمس جالسة بالخارج تحاول المذاكرة رن جرس الباب وخرجت الدادة فتحت وكان أدم اتي لأخذ المكوة، ما ان فتحت الباب جال بعينه داخل المكان وتوقف عندما شاهد شمس فابتسم.
آدم: فيه مكوة؟ -ثم وجه كلامه لشمس- ازيك يا انسة شمس أنا أدم فاكراني؟
لم تتحدث تركته وذهبت لغرفتها
الدادة: اه فيه استني برة حروح اجيبها، ومالكش دعوة بالانسة.
اغلقت الباب ودخلت تأفف أدم بشدة وحدث نفسه
أدم بعقله: ما ردتش ليه؟ ولا حتى ضحكت، أنا مازعلتهاش يمكن الواد الغتت ده ضربها المرة اللي فاتت.
وصل أحمد ووجده امام الباب
- انت واقف كدة ليه؟
أجاب بضيق: مستني المكوة - طاب وسع كدة
طرق الباب وفتحت الدادة اعطت أدم الملابس واغلقت الباب فتأفف أدم ورحل
الدادة: حمد الله ع السلامة
دخل أحمد وسيف جال أحمد بعينيه باحثا عن شمس وابتسم عندما لم يجدها بالخارج - الله يسلمك يا دادة، هي شمس فين؟
الدادة بابتسامة فقد فهمت ما اراد معرفته: كانت هنا ولما كلمها دخلت جوة من غير ما ترد.
ابتسم أحمد بسعادة فأخيرا بدأت تتصرف بعقل.
سيف: اخيرا الحلوة بدأت تكبر
ذهب أحمد لغرفة شمس وطرق الباب دخل بعدما اذنت - شطورة يا شمسي.
ابتسمت شمس: حمد الله علي السلامة.
بادلها الابتسامة: حغير ونتغدي ونقعد نذاكر اوكي
شمس: اوكي
دخل أحمد لأميرة بعد ان أبدل ملابسه
- خالتو هي ماما ماتصلتش طولت قوي المرة دي بابا كمان مش بيتصل ولا بيرد عليا
أميرة: لا يا حبيبي أنا كمان كنت مشغولة عنها اليومين اللي فاتوا عشان شمس حكلمها في المعاد اللي بتكلمني فيه ولما ترد حطمنك. يلا دلوقتي عشان تتغدي عندك دروس النهاردة؟
- لأ بس عندي مذاكرة كتيرة قوي.
أميرة: ربنا معاك يا حبيب خالتو هانت فضلك شهرين وتخلص وانت الترم اللي فات متفوق والحمد لله. - عارفة يا خالتو دي احلي سنة دراسية عدت عليا صحيح ماما وحشتني قوي ورنا كمان وما لحقتش اقعد معاها بس مبسوط قوي اني هنا واُنكل مروان بيعاملني احسن من بابا بيحسسني اني كبير عكس بابا بيحسسني دايما اني صغير وطايش.
أميرة: معلش يا حبيبي الاب بيشد دايما علي ولاده عشان يبقوا احسن وهيثم طبعه كده، يلا بقي عشان ما تضيعش وقت.
بعد الطعام جلس أحمد وسيف وشمس علي السفرة يذاكرون وجلست أميرة بالقرب منهم تتناوب مع أحمد الشرح لشمس، ثم دخلت غرفتها تتصل بأختها مها لتطمئن عليها.
أميرة: ازيك يا مها كل دي غيبة بردوا.
مها: ما كانش فيا دماغ والله انتم عاملين ايه؟ والولاد اخبارهم ايه؟ وأحمد ده شهادة.
أميرة: كويسين الحمد لله، أحمد ربنا يحمية ويبارك فيه رجع لي روحي من تاني.
مها: ايه اللي حصل قلقتيني.
أميرة: لما ترجعي ابقي احكي لك. طمنيني علي رنا.
مها وغلبها البكاء: مش كويسة خالص، تعبانة قوي خايفة ارجع من غيرها قلبي واجعني قوي.
أميرة: لا حول ولا قوة الا بالله. ان شاء الله خير ليه بتقولي كدة بس.
مها: عملت عملية وفشلت ولسه حتعمل عملية تانية بشوفها كل فين وفين، مش عارفة ذنب مين ده أنا عمري ما اذيت حد اللهم لا اعتراض.
أميرة: ما تقوليش كدة استغفري ربنا وتفائلي خير.
مها: ادعي لها والنبي ادعي كتير يا أميرة خلي شمس تدعي لها معاكي هي صافية قوي وطيبة ربنا يحميها. قولي لي انت لسه بتابعي مع الدكتور عشان الحمل، عملتي ايه؟
أميرة: بدعي لها من قلبي والله دايما خصوصا وأنا بصلي، بروح للدكتور بس الموضوع مطول عشان موانع الحمل اللي كنت باخدها فترة طويلة، باخد الادوية في معادها وبعمل اللي عليا وخلاص.
وبعد حديث طويل بينهما انهوا المكالمة وخرجت أميرة لتجلس مع ال أولًا د.
- خالتو كلمتي ماما كنت عايز اكلمها.
أميرة: اه يا حبيبي كلمتها معلش نسيت اناديكوا تكلموها المرة الجاية ان شاء الله مش حانسي.
سيف: ماما ورنا عاملين ايه يا خالتو
أميرة وحاولت اخفاء قلقها: خير يا حبيبي خير ان شاء الله ادعولهم يرجعوا بالسلامة.
شعر أحمد بالقلق علي اخته ولكنه صمت ودعا الله بداخله ان يعودوا لهم سالمين.
مر الوقت انهي سيف وشمس امتحانتهم ولازالت شمس تجلس مع أحمد اثناء مذاكرته فظل يذاكر علي السفرة بالخارج كما طلبت منه شمس وكان يشعر بسعادة شديدة لاهتمامها بمرافقته ويشعر بنشاط وحماس للمذاكرة برفقتها.
استمر أدم في البحث عنها بنظراته كلما ذهب لهم لم يلاحظ أحد ولكنه كان يشتغل غضبا كلما رآها جالسة وتتحدث مع أحمد وكانه غريمه.
تمت شمس عامها التاسع سعد أحمد كثيرا فشعر انها اخيرا بدأت تخطوا خطواتها لتصبح شابة، ظهرت نتيجته وكان من الاوائل.
عند الطبيب الذي تتابع معه أميرة
الطبيب: الحمد لله اخيرا نقدر نقول مبروك مدام أميرة استجابت للادوية وتم الحمل ألف مبروك.
سعدت أميرة وكذلك مروان بخبر الحمل وأسرعوا لإخبار ابنتهم ورؤية سعادتها بالخبر.
بالبيت
أحمد وسيف: مبروك يا خالتو مبروك يا انكل
شمس: اخيرا حيكون عندي اخوات، أنا مسوطة قوي قوي.
- الله يبارك فيكم يا ولاد، فرحانة قوي كدة يا شمس.
شمس: قوي يا بابي ممكن اختار الاسم.
أميرة بابتسامة سعيدة: اكيد يا حبيتي - ماشي يا شمسي بس لازم يعجبني.
شمس: اكيد يا بابي ولازم يكون اسم حلو كمان طيب هو ولد ولا بنت.
أميرة بابتسامة: لسه بدري علي ما نعرف يا شمس ممكن تختاري اسم ولد واسم بنت.
شمس: فكرة حلوة، تعالي يا أحمد وهات الفون بتاعك نقعد في الڤراندا نفكر مع بعض.
سيف بمشاكسة: وأنا لأ ليه بقي؟
شمس: هوmy hero وكمان الدكتور بتاعي وانت غلس وكنت بتاخد مني عروستي كمان.
سيف: بقي كده بس لما كنتي تغلطي تجري عليا وتقولي الحقني أحمد حيزعل مني.
أحمد برفع احدي حاجبيه: بقي كده!!!
شمس: مش بقولك غلس ده كان سر بينا علي فكرة. - سر مع حد غيري؟
شمس: ده سر صغير
أحمد بزعل: لا صغير ولا كبير فاهمة كل اسرارك معايا أنا بس.
تابع مروان وأميرة حديثهم بابتسامة عريضة علي برائتهم وغيرة أحمد ودخلت أميرة بالحديث بعد جملة أحمد.
أميرة: احم احم ومامتها دورها ايه بقي لما كل اسرارها معاك.
شمس بغضب طفولي: مبسوط يا سيف صدقت انك غلس، أحمد ما يقصدش يا مامي ما تزعليش منه
أميرة بابتسامة: يا سلام بقي عندك محامية يا أحمد، يسهلوا يا سيدي.
سيف بمشاكسة: ايه دا يا خالتوا بقيتي بتتكلمي زيي دا أنا تاثيري قوي اهو امال البنت دي مش بتتاثر بيا ليه؟
- أولًا ما اسمهاش البنت دي، اسمها شمس، ثانيا: تتاثر بيك انت ليه و اصلا خالتوا بتجاملك.
وقف أحمد واكمل كلامه - حاسب كدة بقي أنا وشمس مش فاضين، عن اذنك يا أُنكل عن اذنك يا خالتوا.
سيف بصوت عالي: يسهلوا يا عم ادخل ادخل ادخل، بس لو طولتوا حقطع عليكم.
ضحك الجميع ودخل أحمد وشمس للڤراندا وجلسوا بالداخل.
شمس: أنا مبسوطة قوي يا أحمد اكيد حاكون لهم مامي كويسة.
- مامي!! ليه مامي حتكوني اطيب اخت في الدنيا.
شمس: لأ مامي حاسة بكدة، تعالي بقي ندور علي اسم جميل عايزاه يكون اسم قصير ومعناه فيه قوة. - بصي يا ستي في فهد ليث ادهم اسامة لؤي
قاطعته شمس: لأ مش عايزة اسم حيوانات ولا ادهم ولا لؤي بص كان في ولد في المدرسة اسمه آسر شوف معني الاسم كدة.
أحمد وشعر بالغيرة: وسي آسر ده ليه مركزة معاه؟
وقفت شمس: أنا زعلانة منك، ومش مركزة معاه بس الاسم قصير وحلو بس مش عارفه معناه، وأنا حروح اسأل بابي.
امسك يدها بلين وأجلسها ونظر لها بابتسامة
- ماتزعليش طيب مش عايز ازعلك، ايه رايك في اسم أحمد ؟
شمس بابتسامة رقيقة: جميل طبعا اسم الرسول واسمك بس ما ينفعش طبعا.
أحمد بتعجب: ليه بقي؟
شمس: عشان عندي أحمد واحد بس ما ينفعش يبقي ليه شريك تاني بنفس الاسم كمان ممكن ازعل من اخويا وازعق له لو غلط عشان أنا اكبر منه بكتير وما ينفعش ازعق لاي حد اسمه علي اسمك، بس انت بتزعق لي وبتزعلني كمان وسع كده بقي.
أحمد بابتسامة واعجاب بها: خلاص اقعدي حشوف المعني (اكمل بضيق) طلع اسم جامد فعلا معناه “القوي الشديد الذي يستطيع اسر خصمه والانتصار عليه بجدارة” خصمه يعني اعداءه يا شمسي.
شمس: الاسم جميل قوي ايه رايك؟
- شكلي حغير منه.
شمس: علي فكرة ده حيبقي اخويا وانت اسمك احلي عارف ليه؟ - ليه؟
شمس: عشان انت اسمك علي اسم الرسول عليه الصلاة والسلام والميس قالت انه كان جميل الشكل والاخلاق وقوي يدافع عن الحق بيحب ربنا وربنا بيحبه مش بيخاف من اي حد بيخاف من ربنا بس وهو اللي عرفنا الاسلام وما خافش من الكفار اللي عذبوه كتير، وانت فيك صفات كتيرة من صفات الرسول. ده غير انه اسمك انت، فانت اسمك احلي اسم ومعناه اكبر بكتير.
ابتسم برضي: ومعني أحمد كمان كثير الحمد يعني بيحمد ربنا كتير، ما كنتش اعرف انك شايفاني كده يا شمسي.
نظرت له بابتسامة رقيقة وصمتت فاكمل أحمد
- تعالي ندور علي اسم بنت.
شمس: خلاص اختارته - لوحدك كدة
شمس: لأ كنت لسه حقولك اهو، ايه رايك في اسم سما. - حلو بس ليه سما؟
شمس: أنا شمس وهي سمايا، وكمان السما عالية قوي محدش يطولها كمان ربنا ساكن فيها يعني مكان ربنا والملايكة.
ازداد انبهار أحمد بها وأعجب بطريقة تفكيرها: انت ازاي بتفكري كدة؟ أنا ما كنتش عارف ان الاسم ده حلو قوي كدة.
شمس بشرود: أحمد خلي بالك من مامي وبابي والبيبي اللي جاي. - ليه بتقولي كده؟ بتقلقيني عليكي.
شمس بضحكة: لا ما تقلقش، تعالي نقولهم بقي.
بالداخل
شمس: خلاص اختارنا الولد اسر والبنت سما قولهم يا أحمد المعني.
اخبرهم أحمد بالمعني وطريقة تفكير شمس واعجب الجميع بها وانبهر مروان - شمسي بتفكر بطريقة جميلة زيها، الاسمين احلي من بعض.
أميرة: يعني لو جبت بنت يبقي عندي الشمس والسما كلها الله.
باليوم التالي بعد عودة مروان وتناول الطعام جلس الجميع يتسامرون
- شمسي انت امبارح فاجئتيني بطريقة تفكيرك وعجبتني جدا حسيت انك كبرتي عشان كدة جبت لك هدية
شمس بفرحة: بجد يا بابي ايه هي؟
اخرج مروان علبة قطيفة طويلة وفتحها واخرج منها سلسلة
- دي سلسلة ذهب معمولة مخصوص عشانك بصي يا سيتي ده اسمك وحرف السين فيه مصمم بحيث تدويرة السين مكتوبة اسم مروان يعني شمس مروان.
شمس: حلوة قوي يا بابي عجبتني جدا. - حافظي عليها مهما حصل اوعي تضيع منك مهما حصل.
شمس: حاضر. - حلوة قوي الفكرة يا انكل ازاي ما جاتش في بالي.
مروان بغمزة: دي غيرة بقي.
أميرة: يعني أنا حامل وشمس اللي يجي لها هدية بالذمة ده عدل.
مروان: هديتك محفوظة بس عند الولادة عشان تبقي كبيرة، الصبر طيب.
أميرة: ماشي نصبر بس اوعي تنسي. - بس يا انكل كنت قولي الفكرة، دي حلوة قوي.
مروان: بضحك: والله غيرة.
سيف: اكيد يا انكل ومش عارف يداري اهو.
ضحك الجميع ووضع مروان السلسلة بعنق شمس
مر ثلاث شهور دون جديد واثناء اتصال مها بأميرة باحدي المرات
مها بحزن شديد كسرة: ازيك يا أميرة عاملة اية انت والأولاد؟ ومروان اخباره ايه؟
أميرة: الحمد لله مالك؟ صوتك ماله؟
مها: أنا حامل.
صمتت أميرة ثواني: طيب ده خبر حلو زعلانة ليه؟ هو تعب عليكي من وقت ولادتك وانت تعبانة مع رنا بس خير بردوا والحمد لله.
مها وهي تبكي بشدة: رنا خلاص بتموت يا أميرة، بعد كل ده بتموت الدكاترة طلعوها وقالوا مافيش امل كلها أيام وتروح خالص
أميرة بصوت مخنوق تحاول اخفاء فزعها وخوفها علي اختها: طيب اهدي كدة واجمدي وحدي الله يمكن ربنا يخلف ظنهم، ينفع تنزلي مصر ولا ايه؟
مها: لا مش حينفع لا حالتي ولا حالتها تسمح بركوب طيارة.
أميرة: اصبري يا مها وفوضي امرك لله ادعي يا حبيبتي وربنا كريم واهو عوضك بالحمل التاني مش انت كنت اخده احتياطك عشان الحمل.
مها بتنهيدة: تعب رنا خلاني مش مركزة نسيت اخد اي موانع او اكشف حتي.
أميرة: حكمة ربنا عشان تحملي، اكيد ده من رحمة ربنا ولطفه، وان شاء الله ربنا ياخد بإيد رنا ويرد لها صحتها.
مها: أنا ياست خلاص يا أميرة.
أميرة: ولا تقنطوا من روح الله، استغفري يا مها واجمدي كده عشان ولادك وعشان النونو كمان.
مها: ونعم بالله، استغفر الله العظيم ، في الغالب حرجع الشهر الجاي ادعي لي ما ارجعش ناقصة حد.
أميرة: يا رب يا حبيبتي يا رب.
مر اسبوعان توفت رنا ساءت حالة مها بشدة واحتل الحزن قلوب الجميع، حمل هيثم شمس ذنب موت ابنته لاختيارها الاسم، ازادت اشتعالًا بداخله نار الحقد تجاهها هي ووالدها.
٧
مر قرب الشهر انشغل كل من أحمد، سيف وشمس في الدراسة وبأحد الأيام وكان قد حل موعد زيارة أميرة للطبيب لمتابعة حملها، بصباح هذا اليوم عندما اجتمعوا لتناول فطورهم تحدث مها ويغلف الحزن نبرتها وكذلك الجميع.
- أنا هروح للدكتور النهاردة, حنزل بعد الغدا وحرجع علي الساعة سبعة
- أنا وسيف عندنا دروس النهاردة حننزل تاني بعد الغدا.
شمس: حيكون معايا الدادة يا مامي ما تقلقيش ومش حفتح الباب خالص وحفضل في اوضتي.
أميرة: متأكدة يا شمس ولا اروح يوم تاني أنا حنزل الساعة 5 يعني حتفضلي مع الدادة ساعتين لوحدك ماتوجعيش قلبي عليكي.
شمس: ما تقلقيش يا مامي.
أحمد ويحاول اخفاء حزنه منذ وفاة اخته: شمسي كبرت، صح يا شمس؟
شمس: أكيد يا أحمد.
مر اليوم وذهبت أميرة بالمساء للطبيب وظلت شمس بالبيت مع الدادة ولم ينتبه أحد بان هناك من يتابع البيت ويعلم بوجود شمس بمفرها، وبعد قليل جاء اتصال للدادة من ابنتها.
الدادة: ايوة يا بنتي ازيك في حاجة ولا ايه؟
المتصل: صاحبة التليفون ده عملت حادثة وفي غيبوبة حضرتك تعرفيها؟
الدادة: بنتي يا نهار اسود هي فين؟
المتصل: مستشفى.
الدادة: أنا جاية علي طول، (اغلقت الخط) استر يارب دي عندها عيال لطفك يارب.
شمس: مالك يا دادة؟ بتعيطي ليه؟
الدادة: بنتي عملت حادثة وتعبانة عايزة اروح لها ومش حينفع اسيبك لوحدك.
شمس: روحي يا دادة أحمد كلها شوية وجاي وأنا مش حفتح لأي حد غيره ما تقلقيش وابقي طمنيني علي بنتك.
الدادة: علي عيني اسيبك لوحدك بس دي بنتي.
شمس: ما تقلقيش روحي يلا.
خرجت الدادة وظلت علي اتصال برقم ابنتها ويجيبها المتصل حتى اقتربت من المستشفى وبعدها اغلق الموبيل.
بمنزل شمس بعد نزول الدادة وابتعادها عن المنزل بدقائق بسيطة رن جرس الباب اقتربت شمس بترقب دون ان تجيب ومع استمرار الطرق لفترة توترت وشعرت ان عليها ان تجيب.
شمس: مين؟
من بالخارج: أنا أدم افتحي يا انسة شمس.
شمس: أدم مين؟
آدم: المكوة
شمس: عايز ايه؟ مفيش حد في البيت وما اعرفش في مكوة ولا لأ؟
آدم: مش جاي عشان كدة
شمس: يعني عايز ايه؟
آدم: افتحي طيب.
شمس: لأ، أحمد حيزعل
تأفف لذكر اسم أحمد وحاول ان يظل هادئا
آدم: مش حعطلك بس عايز مساعدتك
شمس: مساعدتي في ايه؟
آدم: متخاصم مع اختي وعايزك تصالحينا.
شمس: مش ينفع اصالح حد ما اعرفهوش.
آدم: خلاص حعرفك عليها هي مش زيكوا بس انسانة عادية يعني.
شمس: تقصد ايه بزينا؟!!!
آدم: الناس الاغنية اللي مش بيحسوا بالفقرا اللي زينا
فتحت شمس وتحدثت بضيق وبعض الغضب: عيب اللي بتقوله ده يا أدم محدش هنا بيفكر بالطريقة الوحشة دي، وبعدين انت مزعل أختك ليه ينفع حد يزعل أخته اصلا!
ابتسم أدم بسعادة وانتصار: طاب تعالي معايا اعرفك عليها تصالحينا وارجعك تاني.
فكرت شمس قليلا: بس ده غلط وأنا وعدت مامي والدادة اني مش هأخرج ولا حتى افتح الباب وأنا كده عملت غلط عشان فتحت مش ينفع كمان انزل معاك.
أدم برجاء: عشان خاطري صالحينا بس ده عمل خير
بعد الحاح أدم وافقت شمس: أنا حثق فيك يا أدم لو سمحت ما تطلعش وحش وتضيعني من أهلي انت شكلك طيب صح؟
نظر لها أدم لا يجد إجابة يشعر لأول مرة بالخزي من نفسه والضيق مما يفعل اخفض رأسه واجابها
آدم: أيوة هرجعك خدي بس الحاجة اللي بتحبيها وبتكون معاكي طول الوقت
شمس: ليه؟
آدم: اهو كدة وخلاص مش حتضر.
اخذت شمس عروستها والموبيل
آدم: سيبي الموبيل مش حاتحتاجيه
خرجت شمس معه امسك بيدها فحاولت جذبها منه
شمس: سيب ايدي أحمد حيزعل.
أدم بسره: أحمد أحمد أحمد (ثم حدثها بضيق خفيف) مش حيعرف أنا مش حقوله واكيد انت كمان
بعد وقت طويل
شمس: خلاص ولا لسه أنا تعبت انتم ساكنين بعيد قوي كدة ليه؟ وايه المكان ده أنا خايفة، رجعني يا ادم.
آدم: خلاص مش هترجعي تاني هتفضلي معايا.
بكت ودب الخوف بقلبها: انت وعدتني وأنا صدقتك رجعني بقي.
آدم: صدقيني مش حينفع، أنا كان لازم أعمل كدة دول مش بيهزروا ومش حيسمحوا بالغلط او اني ما اعملش اللي بيطلبوه.
شمس: أنا خايفة قوي. وزعلانة منك.
آدم: أنا اسف يا شمس غصب عني، بصي عشان بحبك لو معاكي حاجة خايفة عليها هاتيها اشيلها معايا عشان حياخدوا كل حاجة معاكي.
شمس: ليه كدة يا أدم أنا ما عملتش ليك اي حاجة وحشة
آدم: مش وقته لو معاكي حاجة عزيزة عليكي هاتيها اشيلها
شمس: ممكن تكون بتضحك عليا تاني
آدم: اخلصي زمانهم جايين
خلعت السلسلة التي اهداها لها والدها
شمس: ياريت ما تكونش بتضحك عليا تاني
اخذها منها واخفاها بملابسه سريعا
آدم: المرة دي مش بكذب وسامحيني علي اللي حيعملوه جوه غصب عني والله.
شمس وارتسم الفزع علي وجهها: حيعملوا ايه أنا خايفة قوي
نظر أدم لشمس بخزي وارتجفت هي بشدة وعندها اتي بعض الرجال ضخام ووجوهم عابسة من الداخل وقال احدهم
الرجل: المعلم حيتبسط منك قوي دي البت شيكولاتة خالص.
امسكوها بقوة وسحبوها للداخل، وكان المكان هو وكر العصابة التي حاولت خطف شمس المرتين السابقتين، كان المكان كبير متعدد الغرف وله مدخل ذو مساحة كبيرة ورائحته عطنة به اشخاص كُثر اجسادهم ما بين ضخمة ونحيفة مختلفي الأعمار يبدوا عليهم الاجرام وكذلك مجموعة من الاطفال يبدوا عليهم بوضوح الضرب والتعذيب، معلق علي الحائط الرئيسي كرباجان احدهما صغير والأخر كبير وبعض العصي متعددة الانواع والاحجام.
اشتد رعب شمس عندما دخلت القوها على الأرض امام كبيرهم وهو رجل بأواخر الثلاثينات ملامحه قاسية ذو جسد متوسط ويبدوا عليه الشدة والقوة يجلس علي كرسي ضخم وفخم مقارنة بالمكان، تجلس بجانبه سيدة باوائل العشرينات لا تقل ملامحها عنه قسوة بالرغم من شدة جمالها لا تبتسم الا عند النظر للكبير.
دخل أدم خلفهم ووقف بعيدا عينه مسلطة علي شمس يلوم نفسه علي تنفيذ ما طلب منه.
نظر المعلم)( كبيرهم) إلى شمس بتفحص وهي تحتضن عروستها وتضمها إليها كأنها تحميها وتحتمي بها.
المعلم: هي دي اللي بقالنا سنتين عايزين نخطفها ثم أخذ هاتفه واتصل بشخص ما.
المعلم: ايوة يا باشا حصل البت اهي ادامي
الطرف الاخر: ……….
المعلم: اللي يصبر ينول دي جت برجليها لحد هنا شغل علي ميه بيضا واخيرا الواد اياه ما لحقهاش ذي كل مرة.
الطرف الاخر: ……….
المعلم: اوامرك يا باشا تؤمر واحنا ننفذ المهم بس تعب الرجالة
الطرف الاخر: ……….
المعلم: كتير كده يا باشا واكتر من الاتفاق يدوم العز
الطرف الاخر: ……….
المعلم: وصل والتنفيذ حالا
الطرف الاخر: ……….
المعلم: آه..آه.. تمام سلام يا باشا.
اشار المعلم بعينه لأحد الرجال فجذب شمس المرتجفة لتقف أمامه ثم خلع عنها الذهب الذي ترتديه واعطاه للمعلم الذي اشار له علي إحدى العصي المعلقة على الحائط وكانت خرزانة طويلة متوسطة السمك فاحضرها الرجل علي الفور بعد أن أعطي الذهب للمعلم.
نظر المعلم للجالسة بجواره
المعلم: أحلي مسا ( اعطاها الذهب) دول عشانك
السيدة: تشكر يا معلم ،حتعمل معاها ايه؟
المعلم: مبتسماً حتشوفي دلوقتي.
اقترب أدم بعض الخطوات وعينه كما هي مسلطة علي شمس. أشار المعلم لذلك الشخص الممسك بالعصا براسه فرفع يده الممسكة بالعصا ونزل بها علي شمس التي صرخت بقوة واستمر في ضربها بقوة
شمس: آه آه ليه يا انكل؟ آه أنا ما عملتش حاجة والله آه آااااه يا ماميىيييييي ..يا بابييييي..آاااااااااه الحقني يا أحمد آه آااااااااااه.
استمر صراخ شمس ودوي في المكان فهي تضرب لأول مرة بحياتها وبمنتهي القسوة لم يتاثر بدموعها وصراخها غير بعض الاطفال الذين لم تقسو قلوبهم بعد وكذلك آدم.
شمس بدموع غزيرة ورجاء: كفاية يا اونكل كفاية بلييييييز آااااه.
لم يستطع أدم تحمل المزيد من صرخاتها. فهي تؤلمه ويشعر بالندم فالقي بجسده عليها واخذها بين ضلوعه يحميها وتحمل باقي الضربات عنها، نظر الشخص للمعلم بعد ان حاوطها أدم بجسده فأشار له المعلم بالإكمال دون ابعاد أدم فاستمر الرجل لم يصرخ أدم او يتالم فقط يغمض عينه ويشدد من احتوائها واخفائها تحت جسده.
بعد فترة قصيرة
المعلم: كفاية.
وقف الضرب ولازال أدم يضم شمس التي تبكي بقوة وقهر. نادي المعلم علي أدم فاعتدل سريعا واقترب من المعلم ووقف امامه بقوة يخفي المه وكانه لم يضرب تواً
المعلم: أدم المسئول عن البت دي اللي يقوله يتنفذ ( نظر لادم) شوف لها اسم تاني واللي ينطق اسمها الاصلي حتيعاقب ما تخرجش من اوضتها مش بس المكان ولو حصل وخرجت بره المكان الكل حيتعاقب اما لو خرجت من الاوضة فانت يا أدم اللي حتعاقبها ادامي فاهم، اي اوامر جديدة بخصوصها المعلمة حتوصلها لك.
القي اوامره ونهض غادر المكان ليدخل مبني اخر مجاور لهم مفروش بفرش غالي نظيف ودخل غرفته هناك ولحقته تلك السيدة وهي المعلمة بطة زوجته اسمها فاطمة والجميع ينادوها بالمعلمة او المعلمة بطة لم يتجرأ احد علي النطق باسمها هي بالاجرام منذ الصغر والدها كان المعلم الكبير المسيطر علي العصابة ليس له ابناء غيرها اتت بعدما فقد الامل في الانجاب لأعوام طويلة زوجها بذراعه الايمن وتنازل له عن مكانته بعد ان اشتد به المرض وضعف جسده، هي قاسية القلب لا تشعر بالشفقة علي الاطفال المختطفين والمعذبين او تجاه تعذيب وقتل الاخرين.
دخلت المعلمة إليه
المعلمة بطة: ليه سبته؟ كان المفروض تبعدوه ويتعاقب عشان ماحدش يفكر يعيده تاني.
التفت إليها مبتسماً: والله كنت متاكد انك حتسالي ومش حتصبري لحد ما اقولك.
المعلمة: عايزة افهم.
المعلم: البت دي مختلفة الباشا متغاظ منها قبل اهلها عايزها تتعذب بالبطيء تستوي علي نار هادية قالي ما ادوسش عليها قوي وعايزها تكِنْ شوية لان اهلها حيقلبوا الدنيا عليها، كنت لسه بفكر اعملها ازاي لقيت أدم حلها لما رمي نفسه عليها، شكله واقع المهم اخدت تحيّتها وهو كمان اتضرب علي اللي عمله ما يغركيش انه ما نطقش هو اتربي بس أدم شديد مش خرع وكمان البت بقت مسئوله منه طول ما هو بره حتكون مرعوبة وأنا حوصي كام واد يضايقوها باللي حأمرهم به، وكل شوية نتلكك لها علي حاجة نعاقبها مرة ضرب مرة حرق لحد ما الباشا يشوف عايز ايه.
المعلمة: بس الباشا اول مرة يعمل كده
المعلم بابتسامة: شكلها عزيزة عليه قوي عايز يرعبها قبل ما يقرفها ويعذبها
بالخارج بعد ان غادر المعلم أخد أدم شمس وعروستها ودخل بها غرفة متوسطة بها شباك واحد صغير عالي جداً وعليه حديد يطل علي السماء وبالغرفة العديد من الصناديق المجمعة باحد الاركان.
آدم: جسمك بيوجعك قوي
شمس والدمعوع تغرق وجهها: قوي يا أدم بلييييز مشيني من هنا والله مش حقول لحد عليك بس مشيني من هنا أنا خايفة قوي.
آدم: مش حينفع والله حيقتلوني وحتفصلي هنا لوحدك.
شمس وهي تبكي بقهر: طاب قول لبابي وأحمد أنا فين وهما هايجوا ياخدوني.
أدم بغضب وحدة: أحمد، أحمد، أحمد إياكِ تنطقي اسمه تاني فاهمة.
ارتجفت برعب والتصقت بالحائط وبكت قهراً
آدم: اسكتي بقي انت حتفضلي تعيطي كدة كتير
لم تنطق وظلت تبكي فصرخ أدم بوجهها
آدم: اسكتي.
دفست وجهها بالحائط ووضعت يديها على فمها واغمضت عينها بقوة وحاولت كتم بكائها.
آدم: لو ما بتطلتيش عياط حسيبك وامشي واقول للمعلم مليش دعوة بيكي.
بتلك اللحظة دخل شاب اخر بنفس عمر أدم جسده نحيل ملامحه وسيمة قليلا اقصر من أدم قليلا، اقترب من شمس وامسك خصلة من شعرها يفركها بين اصابعه فازداد ارتجافها وتراجعت بعض الخطوات للخلف فاسرع إليه أدم ودفعه بعيدا عنها.
الشاب: ماشية معاك يا سيدي المعلم نفسه كلفك بالقمر دي، ما تسيبها لي شوية اتسلي وارجعها لك أنا حدوق بس السن ده عسل.
آدم: لو فكرت بس تدخل عندها تاني حقطع رجلك وحقول للمعلم والمعلمة وخلي بالك انت كدة بتعصي اوامرهم وبسهولة تتعاقب فلم نفسك يا جاد.
جاد باستفزاز: أصلها مهلبية قوي وناعمة يا غريبة.
لكمه أدم ودفعه للخارج واشار له بإصبعه مهدداً
آدم: ماتقربش هنا تاني فاهم.
نظر له جاد متحديا وذهب ركضت شمس إليه وامسكت بملابسه
شمس: مش حعيط تاني بس ماتسيبنيش أنا خايفة قوي.
أدم بحدة وتهديد: من هنا ورايح شعرك يتلم وما اشوفهوش سايب تاني اللي هنا مش زي اللي بره ده عالم تاني( اماءت براسها ) تعالي اقعدي هنا.
شمس: اقعد فين؟ مفيش حاجة اقعد عليها.
آدم: الارض يا شمس مافيش غيرها هنا، لسه موجوعة؟
نظرت شمس ولم تتحدث خشت ان تنساب دموعها فيتركها كما قال لها
احتد صوته وحدثها بعصبيه: لما اكلمك تردي عشان ما اتعصبش عليكي فاهمة.
شمس بخوف: خايفة اعيط وأنا بتكلم تسيبني وتمشي وأنا خايفة ومش معايا حد تاني لو سبتني حموت من الرعب.
ابتسم أدم ليطمئنها: خلاص مش حسيبك بس اسمعي الكلام
اماءت له بالموافقة وجلست علي الارض بألم
آدم: من النهاردة من دلوقتي حتبقي تفاحة اسمك يعني حيكون تفاحة ماشي.
شمس: اوكي.
أدم بحدة وامر: تاني حاجة نظام اوكي وانكل وشوية الكلام المعوجين اللي بتقوليه ده تنسيه خالص
شمس بخوف: اوكي.
أدم بحدة قليلة: اسمها ماشي او طيب.
شمس: ماشي او طيب.
ابتسم آدم: جعانة؟
شمس: خايفة.
آدم: عايزة تشربي؟
شمس: خايفة
آدم: ماتخافيش أنا معاكي مش حسيبك وحنام هنا معاكي عشان محدش يضايقك.
علي الجانب الأخر وصل أحمد وسيف البيت فوجدوا الباب غير مقفل دفعه أحمد بيده ففتح للنهاية فزع أحمد ونادي علي شمس.
- شمس شمس، انت فين؟
سيف: يمكن نزلت تشتري حاجة يا أحمد خير ان شاء الله. - كنت حاسس ان فيه حاجة والله وأنا راجع قلبي انقبض فاجأه.
سيف: بلاش تقول كده حنلاقيها هنا ولا هنا.
أحمد بعدم تصديق لغيابها: شمس يا شمس.
في هذه اللحظة عادت الدادة واجمة
- كنت فين وفين شمس؟
الدادة: شمس قالت مش حتفتح الباب هي مش هنا.
أحمد بعصبية: مش قولنا ماتسبيهاش لوحدها، سبتيها ليه؟
بهذه اللحظة وصل مروان وأميرة الذين شعروا بالقلق من صوت أحمد العالي
أميرة بخضة ووجه بدأ يشحب: في ايه يا أحمد؟ شمس فين؟
مروان باقصي مراحل القلق: رد يا أحمد شمس فين؟
أحمد بوهن: شمس مش هنا والدادة كانت برة سبتها ونزلت خانت الامانة.
الدادة بالم ودفاع عن نفسها: والله يا ابني واحد كلمني من تليفون بنتي قالي عملت حادثة وحالتها صعبة في المستشفى جريت اشوفها وشمس قالت مش حتفتح غير ليك ولما وصلت قالوا محدش راح لهم بالاسم ده وبنتي كلمتني بعدها قالت تليفونها ضاع
وحد لقاه في الشارع ورجعه لها.
مروان: أنا رايح علي القسم ابلغ حالا دي كده اتخطفت.
تحرك بسرعة واتصل بمحاميه وطلب منه اللحاق به بالقسم
أميرة: ببكاء: ليه كدة يا شمس؟ ليه كدة؟ مش حعرف اعيش لو جري لك حاجة يا بنتي أنا كنت عايزة افرحك ان حيبقي لك اخ واخت زي ما كان نفسك، يارب رجعها لي ردها لي يارب دي روحي، وحياة حبيبك النبي رجعها لي واحميها وصونها دي غلبانة قوي يارب، يارب ماتوجعش قلبي عليها، آااااااااه يا بنتي عايزة اخدك في حضني ياريتني ما نزلت ياريتني مانزلت وسيبتك.
اقترب سيف من خالته وربت علي ظهرها: حنلاقيها يا خالتوا ان شاء الله شمس طيبة وربنا حيساعدها.
الدادة: ياريتني اخدتها معايا والله اتخضيت على بنتي لما قالوا حادثة ومش حاسة بالدنيا.
- أنا حنزل ادور يمكن تكون نزلت. ظل أحمد يبحث عنها بين وجوه المارة وبكل الاماكن التي تعرفها ويسال عنها بكل مكان لساعات طويلة دون جدوي ثم عاد إلى البيت بعدما فقد الامل ووجد الجميع بحالة حزن شديد.
أحمد بارهاق وقلبه يتمزق من الالم: انكل قالوا لحضرت ايه في القسم
مروان بكسرة: حيدورا عليها بس الموضوع حيطول.
أميرة ولازالت تبكي بقهر: بنتي يا مروان عايزة بنتي، يا شمس ردي علي أمك آاااه.
مروان وهو مخفص الرأس: اهدي يا أميرة عشان أولًا دنا حرام عليكي نفسك ، أنا مش حسكت كلمت ناس اعرفها في الشرطة والمحامي كمان كلم ناس وحعمل مكافأة كبيرة للي يدل علي مكانها مش حسكت دي بنتي.
أحمد وقد وصل لاقصي مراحل الانهيار: يعني شمس راحت! راحت ليه؟ ليه؟
دخل غرفته يحطم كل ما قابله ويصرخ باسمها.
دخل سيف خلفه: اهدي يا أحمد مش كدة خالتو وانكل مش ناقصين، عارف انك تعبان وأنا والله بردوا، احنا لازم نفكر حنعمل ايه؟ اهدي بقي.
تركه أحمد ودخل غرفة شمس جلس على فراشها ومرر كف يده عليه يلتمس مكانها ثم اخذ صورتها وحدثها وهو يبكي
- قلتي مش حتفتحي لحد فتحتى ليه؟ السوبر ماركت قال شافك وانت مع الولد اللي بياخد المكوة مش حتتحملي وجع يا شمس يارب احميها انت المطلع احميها وردها لينا تاني يا رب انت كبير وانت القادر يارب بحق كن فيكون ردها لينا تاني يا رب.
ثم اخذ صورتها ضمها لصدره بقوة والم.
اما عند مها فشعرت بوخذه بقلبها ودمعت عينها دون سبب
مها بصوت مسموع: خير اللهم اجعله خير، سلم يارب سلم.
هيثم: في ايه مالك؟
مها: اخيرا اخدت بالك إني هنا.
هيثم: أنا مش ناقص كفاية موت بنتك بسبب بنت اختك.
مها: تاني حنرجع للكلام ده تاني يعني لو كنت انت اللي اخترت اسم تاني ماكنش اجلها جه ده قدر ومكتوب وماتنساش اني موجوعة زيك واكتر أنا حسيت بيها من قبل ماشوفها بشهور انت اتعلقت بها بس لما شوفتها، شمس بريئة من اتهامك ليها واياك تحاول تقول كدة لأميرة حقيقي حتخسرني لاخر العمر.
هيثم بغضب: قفلي على الكلام ده.
مها: أنا حكلم أميرة، قلبي مش مطمن حاسة ان حد من الولاد جري له حاجة، استر يا رب.
ابتسم باستخفاف: بركاتك يا شمس.
نظرت له بحدة ولم تعلق واتصلت باختها
مها: ازيك عاملة ايه يا أميرة وال أولًا د عاملين ايه
أميرة ببكاءوصوت مختنق: شمس يا مها شمس
فزعت مها من نبرة اختها: مالها ايه اللي حصل
أميرة: مش لاقينها اتخطفت يا مها دبحوني حموت مقهورة عليها خايفة ما ترجعش تاني لحضني.
مها: اهدي طيب ان شاء الله حتلاقوها بلغتوا البوليس
أميرة: مروان بلغ حتى أحمد دور عليها بالشوارع، أنا تعبانة وخايفة قوي يا مها شمس مش حتتحمل بهدلة ادعي لها ربنا يحميها ويردها لي تاني وترجع حضني ياريتني ماروحت للدكتور وفضلت معاها، آاااااااااااه يا شمس مين ينور دنيتي لو جري لك حاجة.
بكت مها: حتلاقوها يا أميرة ان شاء الله، ربنا كبير وعالم بالحال وشمس طيبة وانت ومروان عمركوا ما اذيتوا حد حنزل في اول طيارة عشان اكون معاكي وحقول لهيثم يكلم معارفه كمان.
قام مروان وحاوط أميرة بيديه ساعدها علي النهوض: قومي ارتاحي انت تعبانة يلا يا حبيبتي.
أميرة ومازالت جالسة تسند راسها علي كف يدها المسنود علي يد الكرسي
أميرة: منين اجيب الراحة، اخدتها معاها، أنا عايزة شمس يا مروان رجعها لي أنا عايزة بنتي.
مروان بصوت مبحوح يقاوم الدموع وبالم: والله يا أميرة حعمل كل حاجة في ايدي وان شاء الله ترجع ادعي لها يا أميرة ادخلي ارتاحي ما تنسيش انك حامل عشان خاطر ولادك وعشان شمس ما تزعلش لما ترجع لإنك تعبتي بسببها انت عارفة قد ايه بتخاف عليكي.
بكت بمرارة وقهر ويساعدها مروان لتقف وتتحرك وقفت امام غرفة شمس
أميرة: دخلني في سريرها يا مروان.
لم يتحدث فقط ادخلها وأضاء النور فوجد أحمد جالس بأحد الاركان يضم قدميه لصدره يحتضنهم بيديه يضع راسه علي ركبتيه رفعها عندما اضيئ نور الغرفة رأه مروان وقد حرقت الدموع عينه التي احمرت من شِدة البكاء، ساعد مروان أميرة لتستلقي علي الفراش وخرج للصالة فوجد سيف نائم علي الكنبة فجلس بقهر
مروان: لله الامر من قبل ومن بعد يارب لطفك، ماقدرتش احميكي يا بنتي قلبي واجعني قوي يارب ردها لنا سالمة ان شاء الله حترجعي يا شمس أنا شاء الله.
ظل الجميع علي حاله حتى الصباح لم تغمض جفونهم عدا أميرة التي غفت بالصباح من كثرة البكاء وتعب الحمل.
اما بالوكر كانت شمس نائمة علي الارض ضامة قدميها إلى صدرها وتضع كفيها علي وجهها تحاول كتم صوت بكائها كي لا يتركها أدم كما هددها، اما أدم فكان مستلقي امام الباب بعدما اغلقه بعيدا عنها يستمع لصوت بكاءها وشهقاتها المكتومة يشعر بالألم لأجلها يأنب نفسه علي مساعدتهم لخطفها
أدم بداخله: أنا اسف يا شمس والله حاسس بيكي اتقهرت قبلك يمكن أنا اخترت الشارع او اتجبرت عليه لما ابويا وامي اتطلقوا ورفضوني امي سابتني لجوزها يضربني ويذلني وابويا سابني لمراته تضربني وتكويني بالنار حتى التعليم حرموني منه، كل شوية يرموني لبعض لحد ما كرهت نفسي اختارت الشارع كنت فاكره احن منهم لقيته ما يختلفش كتير والشارع رماني علي هنا عشت بدراعي معاهم لما شوفتك حسيت بحاجة غريبة قوي لقيتني عايزك معايا كنت بحب اخد المكوة من عندكوا وارجعها وادور عليكي بعيني جوه المكان افرح لما اشوفك او اسمع صوتك بالرغم من انك طفلة صغيرة قوي يمكن عشان طيبتك اللي اتحرمت منها او عشان مش بتحسسيني اني قليل ابتسامتك بموت فيها بس والله جبتك هنا عشان ده شغلي لو فشلت اتعاقب وابقي عيل زي اللي برة دول بشحت او بسرق لكن أنا عشان كل اللي بتكلف بيه بعمله قريب قوي حبقي من رجالة المعلم القريبين بس صدقيني للحظة كنت حرجعك تاني. بس لما جبتي سيرة سي أحمد اللي مش بيفارق لسانك لقيتني بكمل عشان تفضلي معايا وابعدك عنه والله ححميكي من الناس اللي بره دول علي قد ما اقدر، يا رب نجيها منهم ومني.
بهذه اللية الحزينة هناك سعيد وحيد وهو هيثم
هيثم بنفسه: اخيرا يا ست شمس بعدتي عن ابني مش فاهم عيلة ايه دي االي بترسم من وهي سبع سنين ماشية في ضله حاضر ونعم خلته مش طايق بعدها امال لو كان عندها 20 سنة كانت حتعمل ايه؟ اهو ارتحنا منها وابني ولا بنتي اللي جاي أنا اللي حسميه مش ست شمس يلا عقبال ابوها كمان ما تجيله مصيبه تاخده وهو عامل فيها شريف وعفيف كده بحته الشقة الكحيانة ولا الشركة الواقعة اللي عنده فينه حمايا يشوف هو مستواه ايه وأنا مستوايا ايه عشان كان كل شوية يقولي تعالي اشتغل معايا وسيبك من اللي بتعمله عشان تقدر تحسن مستواك مش معقول بنتي تعيش في المستوي ده وتبقي اقل من اختها الصغيرة، اهو أنا بقيت من الطبقة الراقية اللي ما كنتش تحلم بيها وبقت اختها هي اللي اقل منها بكتير.
بدأت الشرطة في البحث عن شمس وعمل التحريات عن الواقعة واستطاع مروان بمعاونة محامية الوصول إلى احد الشخصيات الشرطية الهامة لإسراع التحريات ولكنها لم تسفر عن جديد لم يتوصلوا لأي دليل وبعد فترة طويلة اخبره محاميه باستحالة الوصل إلى اي دليل وبالتالي اصبح من الاستحالة الوصول لشمس فلم تفلح حتى المكافأة المالية المعروضة او البحث عنها في ظهور اي دليل او خيط يمكن تتبعه.
علي الجانب الأخر قام سيف وأحمد بنشر صور شمس علي مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ووضعوا ارقام للتواصل ومكافأة مالية ولم ييأسوا وبحثوا وراء كل الخيوط ووراء كل كلمة او صورة ارسلت إليهم حتى المكالمات العابثة.
بعد عدة أيام وصلت مها التي حاولت جاهدة مع هيثم زوجها لتعود للقاهرة لتواسي اختها
مها: حرام عليك انت مانعني عن اختي لو موقفتش جنبها دلوقتي اقف جنبها امتي دي قلبها محروق علي شمس افتكر حالتنا لما رنا توفيت بس الاقل احنا عارفين ان رنا بين ايدين ربنا اللي هو احن عليها مننا لكن شمس الله اعلم هي عاملة ايه وهي زي الملاك كدة.
هيثم: مين دي اللي زي الملاك دي بومة سميت بنتنا حابت اجلها في اقل من سنتين وكانت بترسم كمان على ابني.
مها: أنا مش مسامحاك مش عارفة انت كاره البنت ليه؟ انت شمتان في خطفها يا هيثم؟! اوعي تكون شمتان.
هيثم: ولا فارقة معايا وحياتك. أنا مش عايزك تنزلي عشان حملك مش عايزك تتعبي وافقد ابني او بنتي لتاني مرة بسببها.
مها: يعني وأنا هنا مش هزعل علي بنت اختي اللي هي بنتي أنا كمان، الحمد لله ان أحمد هناك واقف معاهم.
هيثم وتملكه الغضب: يعني ايه واقف معاهم؟
مها: يعني بيدور عليها وايده في ايد مروان.
هيثم: والله عال سايب مذاكرته ومستقبله عشان عيلة هبلة مش عاملة حساب حد ماشية علي مزاجها.
مها مستنكرة لما يقول مندهشه لموقفه: انت ازاي كدة؟! ازاي ماكنتش شايفة كل اللي جواك ده قبل كدة؟!
هيثم: خلاص حاحجز علي اول طيارة نازلة مصر مش حسيب مستقبل ابني يضيع عشان ست شمس هانم.
مها وقد سلمت امرها لله: لا حول ولا قوة الا بالله.
وبالفعل وخلال يومين وصلوا لمنزلهم بالقاهرة وبعد الحاح ورجاء من مها طوال اليومين وافق علي ان تمكث لدي اختها ليومان فقط و شرط عودة أحمد وسيف معه والا يظلا هناك لدي مروان.
بعد وصلهما لمنزل مروان صعدت مها لأختها ودخلت إليها غرفتها ووجدتها بحالة من الضياع غلب عليها الحزن حدثتها أميرة بصوت مختنق معاتب.
أميرة: اخيراً جيتي لاختك يا مها كدة بردوا تتأخري عليا كل ده؟!
مها: والله علي عيني حقك عليا -تلعثمت باحثة عن سبب-اصلي كنت تعبانة وعلي ما الدكتور سمح اني اركب طيارة حقك عليا اوعي تزعلي مني
أميرة: هو بعد اللي راح في زعل أنا ميتة ماشية علي رجلين، روحي مش معايا شمسي غابت يا مها، غابت عني ياتري يا بنتي عاملة ايه ؟ آااااااااه يا بنتي.
مها وقد اختنق صوتها محاولة حبس دموعها: اجمدي يا أميرة ان شاء الله حترجع مهما طال الوقت اصبري واجمدي عشان خاطر حملك هما ولادك بردوا ارحمي نفسك شوية.
دخل إليهم أحمد وسيف وقالا معا: ماما وحشتيني قوي
وارتموا في احضانها، بادلتهم الحضن بشوق
مها: وانتم كمان يا حبايبي انزلوا يلا بابا منتظركم تحت.
أحمد برجاء: ليه يا ماما خلينا مع خالتوا لحد ما تبقي كويسة
مها وتحاول اخفاء احراجها: وحشتوا بابا وعايز يشوفكوا يا حبيبي، اكيد حتيجي تاني.
صمت أحمد وامتثل لها فهو علي يقين انها تخفي شيء بخصوص والده فهمها من نظرتها وحرجها الواضح.
- حاضر يا ماما حنجهز حاجتنا طيب.
مها: خدوا الحاجات المهمة وأنا حجيب الباقي يلا عشان بابا بقالوا كتير مستني تحت.
شعرت أميرة بألم شديد من اختها فبدا لها ما يحدث علي انهم يخافون علي ابنائهم منها، كما لو كانت ستحسدهم، كتمت شعورها هذا الذي آلمها بشدة وزاد من جراح فراق شمسها.
مكثت مها مع اختها يومان حدثها هيثم زوجها فيهم كثيرا وآنبها مراراً لتركه وابنائه وعدم اهتمامها بهم وبحملها، واثار تصرف زوجها شفقتها على نفسها فظهر لزوجها وجه اخر لم تعرفه سابقاً وودت لو لم تعرفه قط.
مر يومان آخران وعادت مها لبيتها بعدما ارسل لها زوجها السيارة مع السائق ولم ياتي او حتى يتصل بمروان او أميرة ليواسيهم ولو مدعي، غضبت مها منه لإحراجها ولتجاهله آلامهم وما ان وصلت الڤلا حتى تلقت الصدمة التالية بزوجها، دخلت الفيلا تنادي علي ابنائها
مها: أحمد سيف يا ولاد.
اسرع إليها سيف خائفاً
مها: حبيبي وحشتني فين أحمد؟ عاملين ايه يا ولاد؟
اجابها سيف بهمس وهو يتلفت حوله : أحمد مش كويس يا ماما الحقيه، بابا بقي واحد تاني.
صدمت مها من حديث سيف وقبل ان تتحدث خرج إليها هيثم يهاجمها بالحديث
الفصل السابع
هيثم متحفز: حمد الله علي السلامة اخيرا افتكرتي بيتك وعيالك؟!!!!
مها: عمري ما نسيتهم وانت عارف، أحمد فين؟
اجابها بغضب: أحمد، أحمد يا هانم نسي اني ابوه وتطاول عليا وكان لازم يتعاقب.
تفاجأت بقوله وظهر عليها الخوف : عملت ايه يا هيثم؟ هو فين؟
هيثم: عملت الصح هو فوق في اوضته
اسرعت إلى ابنها ومعها سيف فوجدت الباب مغلق بالمفتاح وقبل ان تتمالك نفسها وجدت هيثم يقترب منهم ويلقي إليهم بالمفتاح علي الارض
هيثم: المفتاح اهو عقلي ابنك بدل ما يشوف اللي اسوء من كده.
اخذ سيف المفتاح واعطاه لوالدته ففتحت مسرعة ووجدت جالس علي ارض الغرفة عيونه دامية من كثرة البكاء وملابسه مقطعة من اثر ضربات الحزام التي حفرت علي جسده ، فزعت وشعرت بالقهر علي ابنها احتضنته بقوة وبكت ألما عليه
مها والدموع تتساقط من عينها: ايه اللي حصل يا ابني خلاه يعمل كده انت قولت له ايه؟
- هو بابا بيكره شمس كده ليه؟ هي عملت ايه؟ ده كرهني عشان بحبها!
مها بقهر: ما تقولش كده يا حبيبي مافيش اب بيكره ابنه، ابوك بس زعلان عشان رنا ما لحقش يفرح بها، حقك عليا يا ابني قوم خليني اشوف ضهرك واعالجه.
لم تتوقف مها عن البكاء بصمت طهرت جراح أحمد، و سيف حزين من اجل اخوه والمه اما أحمد فكان بعالم آخر يفكر في شمس وكره والده لها واحساس أخر يتسرب إليه ليبدأ في احداث شرخ في علاقته بوالده، وبعدما انتهت مها جلست امامه وسالته بلين
مها: ايه اللي حصل يا حبيبي خلي بابا يعمل كده؟
أحمد بحزن: من وقت ما رجعنا بيعاملني وحش وكل شوية يزعق لي. امبارح دخلت له المكتب اتكلم معاه عشان اصالحه لو كنت ضايقته ومش عارف سالني علي اللي عملته لما شمس اختفت حكيت زعق جامد وطردني من المكتب وقالي اطلع الاوضة ما اخرجش منها.
مها: وبعدين.
- عملت كده فعلا، النهاردة دخل لي بيزعق وبيتكلم وحش عن شمس وانها بنت مش كويسة وقليلة الادب ومش متربية وتستاهل اللي حصل لها، وحذرني اني اساعد انكل مروان او حتى احاول ادور عليها، لسه بقول انها مؤدبة وطيبة ماتستاهلش اللي حصل لها، ضربني علي وشي كذا مرة، لما خلص قولت له اني حدور عليها لحد ما ترجع.
ابتسم بسخرية واكمل: لقيته خلع حزامه ونزل فيّا ضرب زي ما حضرتك شوفتي كده.
تنهدت مها بالم والدموع لازالت تغرق وجهها: أنا مش عارفة حصل له ايه؟! متغير قوي من ساعة ما سافرنا، المهم يا ولاد عشان خاطري محدش يدخل معاه في نقاش
اي حاجة بابا يقولها يكون الرد حاضر وبس لحد ما يهدا مش عايزة وجع تاني مش عايزة اقلق عليكوا اكتر من كدة.
أحمد بألم: يعني ما ادورش عليها يا ماما ينفع يعني؟!!! أنا مش حقدر
مها: مروان مش ساكت يا أحمد وأنا خايفة عليك وانت لسه صغير مش حتقدر تعمل حاجة تفيدهم، يا ابني أنا تعبانة الحمل مع الزعل والقهر اللي عيشاه من وقت وفاة اختك وبعدها ضياع شمس اخد صحتى مش حقدر اتوجع علي حد فيكم عشان خاطري يا ابني اوعدني.
- اوعدك علي قد ما اقدر مش أزعل بابا وابعد عن اي نقاش معاه ممكن يعمل مشكلة لكن شمس لأ حدور عليها بس من غير بابا ما يعرف.
سيف: أنا كمان يا أحمد خايف عليك وبعدين شمس السبب في اللي حصل لك من بابا وسبب المشكلة بينكم
أحمد بتحذير: سيف ما تظلمهاش انت كمان اكيد هي دلوقتي منهارة وتعبانة يمكن لا اكلت ولا شربت، يمكن بيضربوها (صمت واغلق عينيه بالم) آااااه
وبكي عليها وبكي ايضا لقلت حيلته.
مها والدموع علي وجهها: نام يا أحمد انت اكيد تعبان، خليك معاه يا سيف من غير ما تتكلم في حاجة عشان خاطري يا حبيبي.
سيف بألم: حاضر يا ماما، ماتزعلش يا أحمد والله خايف عليك، عارف ربنا حيوقف لها حد طيب يساعدها لو مش عشانها يبقي عشانك وعشان خالتو أميرة.
اقترب سيف من أحمد الذي تمدد علي فراشة ضامم قدماه إلى صدره بألم وربت علي كتفه بحب. تركتهم مها دخلت غرفتها جلست علي فراشها وحدثت نفسها
حدثت نفسها بصمت:
-ياتري يا هيثم موت رنا هو فعلا اللي غيرك كدة ولا انت كده من الاول وأنا اللي كنت عامية كنت كتير بحس ان فيك حاجة غريبة وارجع اقول بيتهيأ لي ساعات احس انك بتكره شمس ومروان وارجع اقول لأ دي طفلة ومروان مجرد خلاف
تنهدت بألم
- يارب احفظ شمس واهدي هيثم واحفظ لي أولادي يا رب بارك لي في حملي ويطلع الطفل سليم يارب ماتمتحنيش في ولادي يارب الامتحان ده صعب قوي قوي.
تركت العنان لدموعها لعلها تخفف المها.
مرت الأيام بطيئة مؤلمة ومرهقة للجميع ازداد هيثم كرها لشمس وازدادت الفجوة بينه وبين أسرته، وضعت أميرة طفليها آسر وسما وبعد مرور شهرين وضعت مها مولودتها والتي أصرت علي تسميتها “رنا” بالرغم من اعتراض هيثم والذي وافقها بالنهاية لتوتر الحال بينهما ولكنه اختزله لها وتوعدها بداخله لأنه شعر وكأنها نصرت شمس عليه مرة أخرى.
تدهورت حالة أميرة الصحية والنفسية ودخلت في اكتئاب لازمها لم يتركها مروان او يتخلي عنها واحضر لها من يعاونها في امور البيت وتابع حالتها مع طبيب نفسي وبنفس الوقت كان يتابع مع الشرطة وبعض معارفه رحلة البحث عن شمس.
تبدل حال أحمد لم يعد مقبل علي الحياة مثل من في سِنه، فقد بسمته، يتحرك كالألة، يقوم بواجباته ودراسته، أمامه هدف واحد هو تحقيق وُعُوده لشمس والعثور عليها، فكان يذاكر باجتهاد ليصبح طبيبا نسائيا كما وعدها، يذهب للجيم ليكون جسده قوي ورياضي كما طلبت منه سابقا.
تملك سيف اليأس من عودت حياتهم لسابق عهدها فوالده تغير للأسواء وتزاد الأمور بين والديه توترا مع الأيام ، فترت العلاقات مع خالته لسوء حالتها الصحية و للخلافات التي أصبحت ظاهرة بوضوح بين والده ومروان زوج خالته، وبالرغم من ذلك كان يأخذهم أحمد خلسة اثناء سفر والده المستمر ودون علمه.
اما بالوكر اعتادت شمس البكاء ليلا تتذكر كلمات أحمد لها باخر مرة انقذها بها من الإختطاف
(“أحمد: الوجع اللي حسيت به لما كانوا حيخطفوكي اكبر بكثير من الوجع اللي حسيتي به، والوجع اللي ممكن تحسي به لو كانوا خطفوكي اكبر اضعاف من اي وجع ممكن تحسي به واحنا مخاصمينك. صعب بنوته زيك تلاقي نفسها من غير اهلها، من غير حد تحبه وتثق فيه، من غير امان ومن غير بيت فهمتي يا شمسي.”)
حدثت نفسها يهمس وكانها تجيبه : فهمت يا أحمد كان عندك حق أنا موجوعة قوي وخايفة.
اما أدم فكان بحال يرثي له يؤلمه حالها يذبحه بكائها ليلا وشهقاتها المكتوم التي تحاول اخفاءها دوما خوفا من تركه لها يحاول جاهدا حمايتها ممن حوله خصوصا جاد الذي كان ينتهز أي فرصة لمضايقتها ومحاولته مراراً التقرب منها
مرت ثلاث سنوات اخري ازدادت القلوب الدامية ألماً وإرهاقاً وكذلك ازدادت القلوب الظالمة قسوة وجفاءً.
ازدادت الخلافات بين مها وهيثم الذي وقع القناع الموضوع علي وجهه كلياً وظهر الكره جليا بعينيه وبتصرفاته ولم يعد يحاول اخفاءه عن زوجته وصارحها بإحدى. مشاداتهم عن كرهه الدفين لمروان ولوالدها ولشمس ايضاً، وانه اصبح يشعر تجاهها ايضاً ببعض الكره ، ومنذ تلك اللحظة انفصلت عنه دون ترك البيت حفاظا علي الشكل العام لهم امام الناس وبات لها غرفة منفصلة عنه ونادراً ما يجمعهم حوار بل وأحيانا ما تنحدر خلافاتهم ويقوم بضربها وكان أحمد دوما يقف أمام والده ويمنعه عنها ويتحمل هو قسوته.
بإحدى الأيام عاد هيثم من العمل علي غير موعده واستمع لحديث أحمد ومها اللذان لم يشعرا بوجوده
مها: عارف يا ابني أنا حاسه ان شمس مشيت واخدت الخير معَها كلنا حياتنا اتقلبت -ابتسمت بألم وحزن شديدان– عارف ان أميرة ممكن تبعد عني مروان بيفكر يصفي شغله هنا ويسافر اي بلد عربي يعيش فيها وقتها فعلا أحس باليُتم أميرة كانت بتعوضي عن امي بالرغم من انها اصغر مني، ومروان من وقت جوازه بأميرة وهو اخد دور الأخ الكبير ساعات بحسه اب كمان خصوصا بعد ما ابوك اتحول لشخص تاني حد غريب ما عرفوش.
وارتسمت علي وجهه احمد الصدمة والغضب:
-ازاي انكل مروان يسافر ومين يدور علي شمس ولا خلاص نسيها عشان بقي عنده طفلين غيرها؟!! هو ينفع يا ماما! يعني انت نسيتي اختي الله يرحمها عشان جبتي اختنا رنا!!
مها وهي تمسح دموعها التي انسابت مع بدايات حديثهم:
-مروان عمره ما نسي شمس ولا حينساها يا أحمد وما بطلش يدور عليها ابداً بس خايف علي أميرة، خالتك بتموت بالبطيء الاول دخلت في اكتئاب وبعدها صحتها تدهورت حتى ولادها التوأم مش عارفة تراعيهم وعمك مروان الحاجة الوحيدة اللي مخلياه ما ياخدش الخطوة دي انه لسه عنده امل يلاقي شمس حتى بعد السنين اللي عدت.
أحمد وشرد بشمس:
-زمانها تمت 13 سنة يا ماما ياتري شكلها بقي ازاي؟
-ربنا يحميكي يا شمس ويردك بالسلامة، يارب انت العالم بالحال.
ابتسم هيثم بخبث وحدث نفسه بصمت:
-أنا كده عرفت اخلص منه ومنهم ازاي وبكل سهولة واخلص من الأرف ده.
خرج مرة اخري لسيارته واجري اتصال.
-ايه الاخبار؟
الطرف الاخر:
-زي ما طلبت يا باشا مش بتخرج من اوضتها وعايشة في رعب وكل يوم تنضرب سايبين واحد فاكر نفسه بيحميها وساعات هو بنفسه اللي يضربها.
-بص بقي جهز واحدة في سنها تخلصوا منها تلبس لبسها القديم وتاخد اللعبة المتخلفة اللي مش بتفارقها وتشوهوا وشها عشان يفتكروها هي وترموها للبوليس عايزهم بفتكروها ماتت، اما هي زودوا رعبها خليها تستقبل ضيوفكوا وتشوفكوا بتعذبوهم عايزها تترعب وكله بحسابه، متهيأ لي مش بتأخر عليكم في اللي بتطلبه.
-يا باشا انت تؤمر، تشاور بس واعتبره حصل والحكومة لاقت البت.
انهي هيثم الاتصال وابتسم بانتصار:
-كدة سي مروان صاحب الامانة والشرف حيطير هو واسرته وارتاح منهم اما انت يا ست شمس فخليكي رعبك ووجعك مش عارف استحملتي 3 سنين ازاي كنت فاكر حتموتي من الخوف بس طلعتي فعلاً مش سهلة.
نفذت خطة هيثم كما اراد وعثرت الشرطة جثة الفتاة وعرضتها علي مروان الذي انهار واجهش في البكاء ما ان رأي دمية طفلته وملابسها التي صغرت عليها وبشدة
واختفت معالم وجهها اثر تشويهها بحريق، اخفي مروان خبر وفاة شمس عن الجميع وخصوصا زوجته أميرة خوفا عليها، وصفي اعماله وسافر إلى دولة الامارات وفتح شركة هناك ليستقر بها وتابع حالة أميرة مع اطباء مصريين ووفر لهم جو هادئ وآمن.
اما أحمد فشعر ان زوج خالته تخلي عن شمس وأقسم ان يحاول جاهدا العثور عليها كان دوما ما يضع صورها علي مواقع التواصل الاجتماعي ويذهب إلى دور الرعاية ويبحث عنها بالشوارع، كان قد بدء تعليمه الجامعي والتحق بكلية الطب كما ارادت شمس وهناك تعرف علي زميله علي وسرعان ما قويت علاقاتهما واصبحا مقربين جداً وكل منهم يعلم تفاصيل حياة الاخر، كان والد علي ذو منصب عالي بالشرطة (مشير) فطلب منه أحمد مقابلة والده وبالفعل حدد له علي موعد معه وذهب إليهم أحمد وتحدث معه
-أنا مش عارف اذا كان علي حكي لحضرتك التفاصيل ولا لأ.
والد علي المشير سالم:
-احب اسمع منك اتفضل.
قص أحمد عليه ما حدث من محاولات متكررة لخطفها وأكمل
- أنا مش عارف ادور عليها ازاي أنا من وقتها قالب مواقع التوصل وكل ما حد يقول شافها في مكان اجري عليه وابعت ناس تراقب المكان فترة طويلة من غير فايدة، بمشي في الشوارع ابص في وشوش المتسولين والبائعين بروح الملاجئ ومش بوصل لحاجة، وطبعا مش عارف اتابع مع الشرطة عشان السن صلة القرابة
-بس ده موضوع مش سهل وتكرار محاولات خطفها معناه انها كانت مستهدفة ومقصودة هي أو للانتقام من والدها او والدتها مثلاً هما شغالين فين او جالهم تهديد او ابتزاز قبل او بعد الخطف.
-خالتو ربة منزل مش بتشتغل وعمي مروان كان عنده شركة صغيرة اعتقد كان مجاله المواد الغذائية وما سمعتش وقتها ان جاله تهديد قبل او بعد اللي حصل.
-طيب كان ليه عداوات؟
- الصراحة عمي مروان عمره ما اتكلم قصادي في شغل خصوصا ان هو ووالدي علاقتهم رسمية جدا ومافيش تقارب بينهم ولا كلام.
- طيب يا ابني سيب كل بيانتها واي معلومات عن المحضر وأنا حبغلك باللي حاوصل له.
اجابه بامتنان شديد:
-شكرا جدا لحضرتك مش عارف اشكرك ازاي.
غادر أحمد وقد تجدد الأمل بداخله في العثور علي شمس بمساعدة والد صديقه علي وكان يسأل علي يوميا عما توصل إليه والده، وبعد فترة علم والد علي بما وصلت إليه القضية وعثورهم علي جثتها مشوه ودفنها
-يعني ايه يا بابا؟
-زي ما بقولك كده يا علي ابوها استلم جثتها ودفنها واللي عرفته انه بعدها ساب مصر وسافر يمكن ما حبش يتكلم وخاف علي أسرته خصوصا ان صاحبك قال ان والدتها دخلت في اكتئاب فأكيد زوجها ما اتكلمش عشان خايف عليها لو فقدت الامل في رجوع بنتها.
-بابا عشان خاطري ماتقولش لأحمد انها ماتت.
بنبره حاده أجابه:
- أكذب يعني؟ وليه مش عايزه يعرف؟
-حينهار يا بابا ده عايش علي امل رجوعها بيحيها ودايما بيقولي حاسس بيها ومش حيهدا غير لما ترجع، يا بابا ده دخل طب عشان طلبت منه وهي عندها 7 سنين يكون دكتورها راح الجيم ويقي رياضي عشان طلبت منه يبقي رياضي بعضلات عارف يا بابا بيقول اسمها كام مرة في اليوم، عايش معاها وهي ومش موجودة لو عرف مستقبله حيضيع هو نفسه حيضيع، خليه عايش علي امل انها ترجع او ينساها او يلاقي واحدة تنسيها له.
راوده شعور بالإشفاق على أحمد:
-مش عارف اقول لك ايه؟! بص أنا حسيبك تتصرف ولو سألك عني اعتذر له عن مقابلتي وأنا الفترة الجاية فعلا عندي ضغط شغل ومش فاضي.
اشفق علي على صديقه وحاول ان يمهد له خبر وفاتها ووجده رافض الفكرة تماما
-استحالة يا علي يكون حصل لها حاجة صدقني أنا حاسس بيها شمس موجوعة قوي وبتتعذب لو كانت ماتت كانت حتبقي مرتاحة، هو في احن علينا من ربنا يا علي وهي نقية وصافية وبتنور لكل اللي حو إليها.
يأس علي من فكرة ان يتقبل أحمد مجرد احتمال وفاة شمس واخفي عنه ما اخبره به والده. اما أحمد فظن عدم رغبة والد علي في مساعدته فكف عن السؤال.
مر عام اخر اصبحت شمس او تفاحة كما اسماها أدم بعامها الرابع عشر 14 ولازال جاد يتفنن في مضايقتها كلما وجد فرصة ويرغب وبشدة في تذوق تلك التفاحة المتشبثة بأدم ليحميها منهم لم يختلف الشكل العام لجاد كثيراً ظل جسده نحيل ذو قوة جسدية جيدة عكس قدرته المتراجعة في التخطيط والتدبير ،بخلاف أدم الذي زادت قوته الجسدية والذهنية فكان سريع البديهة لماح وذو قوة جسدية لا يستهان بها واشتدت ملامحه رجوله ومهابه، اما تفاحة فأصبحت ايه في الجمال سر جمالها ملامحها الهادئة والرقيقة العذبة التي تحمل من البرائة الكثير كانت بشرتها قمحيه تميل للبياض لعدم تعرضها للشمس متوسطة الطول ذات جسد متناسق رفيع كانت تبدوا من النظرة الاولي مختلفة عن المكان بشدة وجعلها هذا مطمع للجميع فازداد خوف ادم عليها أضعافا، فخصص لها زيا رجوليا يخفي به جمالها لا تملك غيره يعتقد انه يمثل لها بعض الحماية فجلب لها تلك الملابس دون غيرها وكانت عبارة عن بنطال واسع وقميص باكمام من الجينز ترتدي دوما تحته بلوزة بدون اكمام مقصوصة من الخلف لتكشف كامل ظهرها، اما شعرها فجعلها تجمعة لأعلي علي شكل دائرة وتضع عليه دوما كاب رجالي يخفي كامل شعرها ويعنفها بقوة ان رأي ولو خصلة واحدة منه.
وفي احد الأيام عاد أدم ودخل إليها وجدها تمشط شعرها الذي لم يراه منذ مدة طويلة فهو يحرم علي نفسه رؤية جمالها يخفيها حتى من نفسه يخشي ان يضعف امامها ويأخذها عنوة؛ فتكرهه. يمني نفسه بالوقت الذي تبادله شعوره وترغب به كحبيب بالرغم من تيقنه بانها لم ولن تبادله شعوره يوماً وما ان رآها ثار وغضب وتطاير الشرار من عينه اقترب منها مسرعاً ينظر خلفه يتأكد من ابتعاد الجميع عن الغرفة
اما هي فتملكها الخوف والفزع تراجعت بعض الخطوات للخلف
الفصل الثامن ‘مكيدة’
نظر لها ادم بغضب محتقن
-والله كنت بلمه.
لم يمهلها فرصة للتوضيح ثني ذراعها خلف ظهرها بشدة :
- قلت كام مرة ما اشوفش شعرك.
-والنبي يا أدم ماتضربنيش لسه جسمي واجعني من المرة اللي فاتت.
شدد اكثر علي ذراعها فتاوهت وانسابت دموعها
- ولما الضرب بيوجعك مش بتسمعي الكلام ليه؟
- والله كنت بستحمي بعد ما اتاكدت ان الكل بعيد عشان انت قربت توصل ومحدش حيضايقني هما دقيقتين ولبست بسرعة ولو كنت اتاخرت ثانيتين بس كان زماني خلصت ولميت شعري.
شد عليها اكثر:
-طولتي في الحمام قولت دقيقة بالكتير تكوني خلصتي اللي بره دول حيوانات مش بني آدمين فاهمة.
- آي حاضر، دراعي يا أدم حيتكسر والنبي سيبني.
لم يستطع تحمل الاقتراب منها اكثر من ذلك فشعرها المنسدل علي ظهرها زادها جمالا ازدات دقات قلبه بعنف وقرب وجهه من عنقها اكثر فاشتد خوفها.
- حتعمل ايه؟ بلاش يا أدم عشان خاطري
ازداد قربه منها وقبل وجنتها
تفاحة ودموعها علي وجهها:
-بلاش يا أدم والنبي انت اخر حد بطمن معاه بلاش عشان خاطري ، طاب مش أنا غالية عليك بلاش تأذيني انت وعدتني.
تحركت بقوة تحاول افلات ذراعها والابتعاد ولو قليلا ولكنه كان محمكم قبضته عليها فهي تفاحته تفاحة أدم كما يناديها في نفسه دائما. ظلت هي علي محاولاتها حتى أفاق اخيرا من نوبة هيامه بها وسيطر على نفسه دفعها بعيدا عنه فارتطمت بالحائط بقوة، واندفع خارج الغرفة ولم ينسى أن يغلقها خلفه بإحكام فوضع عليها قفل من الخارج، اما هي فأسرعت خلفه ولما اغلق الباب دقت عليه تناديه.
- أدم خليك والنبي ما تمشيش أنا بخاف وانت مش هنا لما بصدق ترجع خليك شوية والنبي.
صمتت عندما استمعت لخطواته ابتعدت عنها جمعت شعرها بوهن
كما اعتادت ووضعت عليه الكاب وجلست بأحد اركان الغرفة ضامة قدميها إلى صدرها تحتضنهم بيديها تبكي قهرا، تعاد عليها لحظات قرب أدم منها وتتذكر كل ما فعله لها وما يفعله من اجلها ومشاداته مع جاد دوما بسببها والتي تسمعها وهي ترتعد خوفا وتتذكر كيف وضع لها حصونا تحميها من نظراتهم فوجدته في يوم يحضر العديد من الصناديق الثقيلة ويوزعها باركان الغرفة بشكل عمودي بحيث تكون كجدار بكل ركن فوضع مجموعة بالزاوية التي بها باب الحمام بحيث يحول من يقف بالغرفة عن رؤية من بداخله واخري مقابلة لباب الغرفة كي لا يروها اذا اقتربوا من الباب وحالوا التلصص عليها واخري تخفي ورائها تلك المرتبة التي جلبها لها لتنام عليها.
تتذكر أيضاً ذلك اليوم الذي استطاع فيه جلب بعض الاثاث لها فبالرغم من انه قديم وغاية في البساطة الا انه كان لها حلما وكان عبارة عن منضدة وكرسيان وكذلك دولاب متهالك بدون ابواب وبعض الادوات البسيطة لصنع الشاي كوبان وبوتجاز صغير ذو شعلة واحدة وبراد وكذلك شاي وسكر وملعقة وطبق للطعام تضعهم في الركن المقابل لمكان نومها.
تعلم ان أدم وضع تلك الصناديق بالغرفة ليحميها من الجميع خصوصا جاد الذي دوما ما يصارحه بتحدي برغبته في تفاحة وفي تذوقها فجاد وأدم يتبادلان الكره ويتنافسان علي تفاحة وايضا علي القرب من المعلم ودوما ما يحقد جاد علي أدم لأنه الاقرب إلى المعلم وكذلك إلى تفاحة ويفوقه في الذكاء وكان هذا سبب كافي لجاد للتفكير في التخلص من أدم وينتظر الوقت المناسب ويعد الخطة لذلك.
غاب أدم لثلاثة أيام، يعود ليفتح الغرفة ليدخلوا لها الطعام ثم يعاود غلق الباب ويختفي عنها حتى بصوته، كانت أحيانا تسمع محاولات احدهم لفتح الباب فترتجف خوفا وأخرى تستمع لدقات بلا مجيب فترتعد بقوة وباليوم الرابع دخل إليها أدم فأسرعت إليه واحتضنته.
- أنا آسفة مش حزعلك تاني ما تسبنيش تاني أنا مرعوبة بخاف قوي وانت مش هنا، انت اخر حد بحس معاه بالأمان.
لم يجيبها أدم ولم يضمها كما يفعل دوما عندما يجدها بتلك الحالة، بل لم يهتز او حتى ينظر لها.
-طاب اعمل اللي انت عايزه مش حقول لك لأ بس خليك معايا أنا خايفة.
قبل ان تكمل جملتها صفعها بقوة نظرت إليه برعب وعادت خطوة للخلف فصفعها للمرة الثانية والثالثة.
وحدثها بحدة:
-سهل كده تسلمي نفسك قرب وجهه منها وبدا عليه الشدة والعنف وقال بتحذير: اياكي تقولي كدة تاني لأي حد اوعي تسلمي نفسك حتى لو كان التمن حياتك فاهمة.
اماءت له وتوقف لسانها عن الكلام
- لازم تعرفي تدافعي عن نفسك حتى مني (اخرج من جيبة مطوة-سلاح ابيض-ووضعها يكفها واغلق عليه اصابعها) دي عشان تدافعي عن نفسك من اي حد حتى لو أنا ماتخليش حد مهما كان يلمسك.
- حاضر
تحركت للامام خطوتان فوجدت أدم يحتضنها من الخلف ويقرب وجهه من رقبتها ارتجفت
-أدم بتعمل ايه كنت لسه….
قاطعها آدم:
-دافعي عن نفسك طلعي المطوة.
-مش حأذيك يا ادم
-براحتك مش حسيبك
وقرب وجهه اكثر وبدء تقبيلها حاولت شمس تخليص نفسها دون فائدة.
- طلعيها وافتحيها ياما حكمل.
جاهدت في محاولتها لتخليص نفسها وابعاده وهو يقربها اكثر فحاولت فتحها دون فائدة فبكت بقوة.
تفاحة وهي تبكي:
-طاب علمني الاول مش عارفة.
أدم وهو يقربها اكثر:
-حاولي
انهارت باكية:
-مش عارفة والله علمني طيب والله حتعلم .
تركها أدم وابتعد عنها
- لو حد غيري مش حيقرق معاه كلامك او دموعك حياكلك فاهمة يعني ايه لازم تعرفي تدافعي عن نفسك مش بس تفتحيها لأ تستخدميها كمان لو لزم الامر حتى لو معايا.
اقترب منها وبدأ يشرح لها كيف تستخدمها ظل اسبوع كاملت يدربها علي بعض الحركات الدفاعية والهجومية ايضاً حتى اتقنتها.
وبعد ذلك الاسبوع دخل إليها فوجدها تعد بعض الشاي التفتت إليه مبتسمة
-حصب لك شاي.
لم يجيبها ووجدته يقيدها من الخلف
-دافعي عن نفسك.
- مش حأذيك يا أدم ابعد
-براحتك.
قيدها جيدا بيد والاخري بدء يحركها علي طول ذراعها.
-كفاية يا أدم بطل.
- لأ، دافعي عن نفسك.
بحركة تكاد تكون سريعة افلتت احدي يديها واخرجت مطوتها ووضعتها علي كف يده.
-كفاية يا ادم.
تركها وعاد خطوة للخلف:
-ايدك ضعيفة أنا سيبتك تشديها بس غيري مش حيسيبك تعملي كده لازم تقوي نفسك قولت لك كل يوم تشيلي الصناديق كلها وترجعيها مكانها تاني أنا بقفل الباب كل يوم عشان كدة وانت مش بتنفذي، صح؟
اخفضت رأسها:
-عملت كدة مرتين وتعبت والله.
أدم بصرامة:
-حتضربي يا تفاحة.
تفاحة برجاء وظهرت بعينها الدموع:
-خلاص يا أدم والله حعمل كده كل يوم.
ادم:
-لأ قربي هنا ولو نزلتي دمعة واحدة حفضل اضرب لحد ما توقفي دموع فاهمة.
تفاحة وهربت الدماء من عروقها:
-حاضر.
بالرغم من خوف أدم عليها الا انه لم يتراجع بالرغم من رؤيته توسلاتها الصامته له ولكنه اراد ان يعدها لذلك اليوم الذي سيتركها وحيدة ويترك عالمه ، يريدها تتحمل الالم مهما كانت درجته تدافع عن نفسها وبجداره.
تقدمت تفاحة نحوه بخطوات بطيئة واعين تتوسل العفو فحدثها بصرامة
-لابسة ايه تحت القميص.
-البلوزة اللي من غير ضهر.
-اخلعي القميص.
- بلاش والنبي يا أدم ضهري بيتقطع.
-تفاحة
-حاضر.
خلعت قميصها ووقفت امامه توليه ظهرها واستمعت لصوت حزامه وهو يخلعه من ملابسه انتفضت واغمضت عينها بقوة وتلقت اولي جلداته لها تحملت الأولي والثانية وووو العاشرة وتحملت حتى ازداد الالم فاق تحملها بدأت تترجاه
-كفاية يا آدم.
لم يجيبها ولم يتوقف
-آااه كفاية والله حسمع الكلام.
كان رده حاسم بازدياد سرعة ضرباته.
-آااااه يا أدم كفاية ضهري كفاية.
لم تستطع تحمل اكثر فبكت بشدة، فتوقف وحدثها:
-مهما اشتد عليكي الوجع لا تترجي حد ولا تعيطي ده حيخليهم يزيدوا مش يبطلوا.
واكمل ضربها صمدت قليلا ثم قالت بصوت متعب واهن
-حموت يا أدم حموت كفاية انت مش زيهم.
توقف عن ضربها واقترب منها وضمها إليه
-أنا عارف اني وجعتك جامد الوجع ده مش حاجة جنب الوجع اللي ممكن يحصل لك في غيابي لازم تكوني قوية اقوي مما تتخيلي يا تفاحة انت معتمدة عليا وده نفع زمان ودلوقتي بس ممكن ما ينفعش بعدين ممكن ما اكونش موجود معاكي.
تفاحة بصوت متعب:
-ليه يا آدم؟ حاتسيبني!
وضع كفيه علي كتفيها وابعدها قليلا نظر بعينيها
-لو بعدت مش حيكون بمزاجي احنا في غابة لازم اللي يحميكي دراعك مش حد تاني لازم تكوني قوية وانت قوية من جواكي بس دايما معتمدة علي حد جربي تعتمدي علي نفسك ماتفكريش في الوجع وقتها لو حد بيضربك فكري في حاجة تانية تنسيكي الوجع لان اللي حيعمل كده حيكون عايز يكسرك لو حد فكر يقرب منك وياكلك طلعي مطوتك وموتيه قبل ما ياكلك.
رفع كف يدها واكمل:
-ايدك والمطوة يبقوا اصحاب حته واحدة هم دول حمايتك موتي بس ماحدش يلمسك حتى لو انا.
ابعد عينه عنها
-البسي قميصك وصبي الشاي.
أدركت تفاحة مقصده ونمت بداخلها قوة وارادة لفعل ما قال وشعرت بانه الصواب وإمتنّت لأدم لخوفه المستمر عليها حتى من نفسه تعلم بحبه لها والذي لم تستطع يوما ان تبادله اياه فهو لها ليس اكثر من عزيز اخاً وصاحب افضال. واصل أدم تدريبها يفاجئها ويطلب منها الدفاع عن نفسها حتى اعتادت لم تعد تبكي كالسابق قلت دموعها كثيرا ولكن لازال يتبقي منها القليل.
مرت بعض الشهور وتفاحة كل يوم تحمل الصناديق وتعيدها مرة اخري وأدم يفاجئها دائما ويطلب منها الدفاع عن نفسها.
-تمام قوي، بس فاضل حاجة واحدة.
-اي هي؟
-دموعك. لسة قريبة لما بتتخنقي، وقت الوجع بتتحملي لكن لما بتتخنقي بتعيطي.
أجابته بمشاكسة:
-وقت الوجع، قصدك لما بتضربني.
أجابها بعصبية شديدة:
-انت عارفة انك وقتها مش بتسمعي الكلام وكمان بتعصبيني.
-خلاص ماتزعلش كدة، أنا عارفة وقتها اصلا بكون بعاند نفسي واقول اني مش حعيط مهما حصل فبعمل حاجة تخليك تضربني وضايقك عشان تزيد بس لما بتوجع قوي بحط جزمة في بؤي واسكت.
نظر لها بإعجاب:
-بقيتي واحدة تانية.
ابتسمت بتهكم:
-بقيت ماشية مع المكان اكتر، تربيتك.
-بتكرهيني؟
-سألت نفسي كتير قبلك و فكرت كتير، لأ مش بكرهك بالعكس انت حاميتني كتير وجودي هنا كان كدة كده حيحصل بس معاك حاميتني وعلمتني ادافع عن نفسي.
نظرت إليه مبتسمة وهي تتحدث وبادلها هو بامتنان ورضا عن نظرتها له، بتلك اللحظة استمعا لطرقات علي باب الغرفة المفتوح.
-عايز ايه؟
-المعلم عايزك.
-طاب يلا جاي.
نظر لتفاحة:
-ما تتحركيش من مكانك فاهمة.
-عنيا.
عاد أدم وهو شارد وكانه يحمل جبلا من الهموم
- مالك؟ في ايه؟
-المعلم امر بحاجة - تخصني؟
-ايوة، حتشتغلي
-مش فاهمة، حخرج من هنا يعني؟ - لأ
-طاب ما تتكلم وتفهمني.
-في شغل حيدخل هنا وانت حتراقبيهم وتخدمي عليهم.
-مش فاهة وضح يا آدم.
-ناس من المخطوفين جزء منهم حيدخل هنا مش عارف المعلم رجع يقول كدة تاني ليه من سنتين قال الحكاية دي وفضلت وراه لحد ما قال بلاش مش عارف رجع في كلامه تاني ليه؟!
-مش فارق علي فكرة طالما مش حأذي حد
-فارق طبعا انت مش عارفة حتشوفي ايه حيكون كتير قوي عليكِ مش حقدر امنع عنك اللي حيحصل وممكن ما اقدرش أحميكِ.
تفاحة بابتسامة:
-ما تلومش نفسك علي حاجة اللي تقدر عليه اعمله، واللي مش قادر عليه سيبوه لربنا قادر علي كل شيء.
حدثها برجاء لأول مرة:
-مش حتكرهيني!
تفاحة بابتسامة عذبه اذابت قلبه:
-والله ابداً
بعدها بعدة أيام بدأت في استقبال اول ضيوف لها ولم تكن تتوقع مدي السوء المقبل عليها.
-عينك عليا تفهميني من إشارة وأول ما أشاور لك تداري ورا الصناديق، تفاحة مش عايز غلط مش حلحق أنقذك المعلم معظم الوقت بيكون موجود كلمته مفيش بعدها أي كلام.
-ما تقلقش دا أنا تربية إيدك حط في بطنك بطيخة صيفي.
-جبتي الكلام ده منين المهم تطلعي اد كلامك مش ريش على مفيش.
تفاحة بابتسامة:
-لو ما قدرتش على الأقل ابقي اتكلمت.
أدم بتحذير وجدية:
-ما أشوفش ابتسامة طول ما هما هنا فاهمة.
تفاحة بتذمر:
-أنت بتقلب بسرعة قوي فاهمة، فاهمة، فاهمة.
مرت السنون، وأصبحت تفاحة وحيدة بعدما مات آدم، قتل بإحدى صفقاتهم، وذلك بعد عامين من بداية إستضافت تفاحة لبعض أعمالهم، كانت تلك نقطة تحول لتفاحة، فاجأت الجميع حتى نفسها، لم تعد ضعيفة، باتت تحمي من تستضيفهم قدر ما تستطيع، تهتم بهم جيدا وأطلق على غرفتها غرفت ال VIP))، لم تفهم معناها فى البداية، حتى سمعت أحدهم يتحدث عنها بغرفة المهمين، لم تشعر بسنوات عمرها التي مضت، أصبحت بالعام الثالث والعشرون، تشعر وكأن عمرها تجاوز المائة عام؛ مما تراه وتسمعه تتمني الموت دوما. ازداد جمالها وبالرغم من كونها أصبحت ملائمة للمكان، التزمت بالزي الذي اختاره لها أدم سابقا، وضح قصرها الذي لم يقلل من قوتها أبداً، فارقتها البسمة، وأصبح الجمود شعارها، وبالرغم من وحدتها إلا أنها أثبتت للجميع قوتها و مهاراتها الدفاعية، بل والهجومية أيضاً.
علي الجانب الأخر تفوق أحمد دراسياً واصبح طبيبا نسائياً ناجحاً لم يتزوج او يرتبط من الأساس فهو لم يري اي فتاه ممن تعامل معهن او قابلهن كلهن سواء لم يكن امامه سوي صورة شمس لم يقتنع بموتها بالرغم من اخبار صديقه علي لما اخبره به والده من اوراق قضية اختطافها بعد ان انهي دراسته فكان رد أحمد وقتها
-مهما قولت ومهما ورتني ورق مش حصدق غير احساسي شمس عايشة وبتتعذب، محدش حاسس بيا، ان شاء الله حعرف اوصل لها عمري ما حفقد الامل.
تغير شكل أحمد كثيرا خصوصا بعد مواظبته علي الذهاب للجيم فاصبح ذو عضلات قوية ضخمة والتي زادته جاذبية مع طوله الفارع يلفت الانظار إليه يخشي كل من يراه ان يدخل في مشادة معه وزاد هيبته جدية ملامحه.
اما سيف فأصبح وسيما ذو جسد رياضي طويل وعضلات مخفية تحت ملابسه ذاته وسامة ابتسامته وخفت ظله التي لم تفارقه تخرج في كلية الهندسة وتفوق بها وعمل بإحدى الشركات الكبري بعيدا عن شركات والده.
رنا بالثانوية العامة ذات الخامسة عشر من عمرها مدللة اخويها يعاملوها كابنتهم عوضاً عن والدهم المشغول عنهم دوماً والغير مهتم بهم، دائما يرافقها احدهما ذهابا و ايابا من دروسها او حتى خروجاتها مع صديقاتها لم تشعر بالضيق لان والدتها مها دائما تتحدث معها واخبرتها بما حدث لابنة خالتها شمس التي لازالت مختفية.
مها تبدلت ملامحها ظهر العمر جليا عليها خصوصا بعد انهيار علاقتها كليا مع هيثم زوجها وباتت تتحمل وجودها معه بنفس المكان بشق الانفس كواجهة اجتماعية وشكليات فقط من اجل سمعة ابنائها، وذلك منذ ان اعتاد ضربها فوصلت به باحدي المرات ضربها حتى فقدت وعيها وكسر ذراع أحمد عندما حاول إبعاده عنها ولم يسلم من اذاه سيف الذي ادخل رنا غرفتها واغلق عليها بالمفتاح ليأمّنها من آذى والدهم ثم اسرع لإغاثة اخيه ووالدته.
مروان انفطر قلبه حزنا على ابنته التي دفنها ولم يستطع اخذ عزاها خوفاً ان يفقد زوجته، وما زاده الماً ووجعاً حالة أميرة زوجته ومرضها الذي لازمها منذ اختفاء شمسهم. لم تخطوا قدمه ارض مصر منذ ان غادرها اي منذ اكثر من عشرة اعوام.
أميرة اصبحت ذابلة تحاول جاهدة ان تهتم بابنائها آسر وسما والا تشعرهم بحزنها دون فائدة فقد فقدت شعورها بالحياة وتمكن منها المرض.
آسر وسما يشعران بالحزن الشديد لحال والدتهما واحساسهما الدائم بافتقادها بالرغم من وجودها معهما بنفس المكان قصّت عليهما مرارًا تفاصيل يوم اختفاء شمس وانها هي وابن خالتهم من اختارا اسميهما، وكانا دوما يحملان شمس ذنب حياتهما القاتمة وايضاً ذنب مرض والدتهم، فلم يستطع مروان ملئ فراغ علاقتهما بها.
واخيراً هيثم والذي بعد ان اقترب من القمة وازادت ثروته وشعر بازدياد نفوذه بعلاقاته المشبوهة تملكه الغرور وبدأ في محاولة السيطرة على الجميع ولم يعد يهتم او يحاول الالتزام باتفاقاتهم مما جعلهم يتركونه يغوص اكثر في اعماله وهم يعدون به فخا يعيده لرشده او يقضي عليه.
وبأحد الأيام بعد انتهاء رنا من درسها لدي أحدى زميلاتها انتظرت أحمد امام فيلا صديقتها واتصلت به
-ابيه حضرتك فين؟ أنا امام الفيلا اهو.
-أنا شايفك اهو ثواني ابقي عندك.
وبتلك اللحظة وجد أحمد فتاه تظهر امامها بمثل سن اخته ويلحقها شاب يجذبها إليه يتشاجر معها ويضربها، اقتربت الفتاة من رنا تحاول ابعاد الشاب، اسرع أحمد إلى اخته واخذها للسيارة ثم عاد للفتاة وابعد عنها الشاب بكت الفتاة وشكرته وهي ترتجف، فتفاجأ أحمد بحديث رنا التي وضعته امام الامر الواقع
رنا من شباك السيارة:
-خلينا نوصلها يا ابيه.
نظر لها بحدة لعدم رغبته فيكفي انه انقذها وابعد الشاب عنها فزادت رنا من احراجه بعدما تركت السيارة واقتربت منهم
-هي مش قادرة تمشي يا ابيه ومتبهدلة عشان خاطري نوصلها.
ضعف امامها فهي تذكره بشمس في برأتها وطيبة قلبها.
-لو هي مش حتضايق اوك.
-مش عايزة اتعبكوا اصل البيت بعيد وفي مكان مش قد كدة
أجابتها رنا بود:
-بسيط يعني عادي كلنا بني آدمين علي فكرة، تعالي يلا وبادلتها الابتسامة بمثلها رقيقة.
صعدت الفتاه معهم واخرجت هاتفها تحدث والدتها
-ايوة يا ماما أنا جاية خلاص عشر دقائق.
اخذت الفتاة تشرح الطريق لأحمد الذي انقبض قلبه من شكل الطريق الذي اصبح فاجأه خالي من الحياة تمني لو لم يوافق اخته ابدا علي ايصال الفتاه وبعد قليل وجد شيء ما اصطدم بالسيارة فتوقف ووجد بعض الاشياء تعيق مرور السيارة شعر بانه بمصيدة ولكن فات الاوان ففي لمح البصر وجد الكتير من الاشخاص يحيطون السيارة من جميع الجهات والفتاة تضع منديلا مخدرا علي وجه رنا التي نامت علي الفور حاول الرجوع بالسيارة ولكنهم كانوا الاسرع فتحوا باب السيارة بجانبه ورشوا بوجهه مادة مخدرة افقدته وعيه بالحال.
-أنا كدة تمام قول للمعلمة اني عملت اللي عليا ومنتظرة باقي الحساب مع ان الواد اللي بعته ايده تقيلة وضرب جامد.
أحد الافراد:
-ما أنت جاية معانا ابقي قوليها يا اختي.
اخذوهم إلى وكرهم وما كانت تلك العصابة سوي العصابة التي يتعامل معها هيثم ينفذون بتلك المرة مكيدة له نفسه تذكره بأنه لازال خاضع لسلطة من هم أكبر منه فتلك العصابة يتعامل معها رؤوس الفساد لتأديب من تسول له نفسه ويطمع بالهيمنة كهيثم وكذلك لتهديد الآخرين ولتيسير أعمالهم المشبوهة وكذلك صفقاتهم الكبيرة فبتلك المرة كان الآمر هو الرأس الكبيرة وهو بالتأكيد ذو سلطة أكبر من هيثم بكثير فالمعلم معتاد أن يتعامل مع الشخص وعليه في آن واحد فالمهم هو حصوله علي المال وفقط ، أما في تلك المرة فقرروا إكرام مَن مِن طرفه حتى يحافظوا علي استمرارهم معه، ولذلك ادخلوهم بغرفة الVIP أي غرفة تفاحة.
بالوكر
نفذوا ما اومروا به بإدخالهم بغرفة تفاحة، أدخلوا أحمد أولًا فاندهشت لقدرتهم عليه.
-إيه ده؟!! العضلات دي كلها وقدرتوا عليه.
اتاها رد جاد من خلف الصناديق متباهي بصوته الذي طالما كرهته:
-أمال ايه؟ دا أنا جامد انت بس اللي مش عايزة تشوفي.
ردت ببرود واستخفاف:
-والله تلاقيك صدرت الرجالة ورجعت انت لورا.
انفعل وغضب بشدة:
-لولا المعلمة كنت وريتك شغلك بس حظك حلو
لم تهتم أو ترد علي حديثه وشعرت بالضيق بعدما أدخلوا رنا التي كانت كالعصفورة بين أيديهم
-اي دي كمان؟
- هي المقصودة بس دا مش بيفارقها بيلازمها زي ضلها فجيه معاها.
وضعوهما علي الكرسيان وبدءوا في تقيدهم وتكميمهم فأبعدت تفاحة الرجل عن رنا
-سيبوها أنا حتصرف.
الشخص بعند:
-لأ مش حتعرفي تربطيها.
صاحت به غاضبة:
-علي فكرة هنا في الأوضة دي كلمتي هي اللي تمشي وده كلام المعلمة ولو ليك كلام تاني ابقي قوله للمعلمة.
-خلاص ماتزقيش اهيه عندك اشبعي بيها.
ابعدته تفاحة و اقتربت منها صححت جلستها وقيدت يدها خلف ظهرها بلين وكممت فمها ثم نظرت لذلك الفاقد للوعي بجانبها ويقوم آخر بتقيد يده
-ساعة بتربط إيده ما تخلص.
-بقول لك ايه اهدي واسكتي احسن
-أنا اللي بقول لك ايه ياريت تسكت بدل ما أقول للمعلمة انك بتكسر كلامها فأثبت احسن لك
الشخص بغل:
-مسيرك تبقي زي الباقين ونطلع عليك ِ القديم والجديد.
تفاحة بتجاهل:
-لو خلصت إطلع بره لحد المعلمة ما تيجي.
جاد بصوت عالي:
-أخرج يلا بقالك ساعة.
-خلاص خلصت تؤمر بحاجة تاني.
-لأ المعلمة قدامها ساعة يكونوا فاقوا.
خرج الجميع وشردت تفاحة بتلك الطفلة الجالسة أمامها تدعي بداخلها ان تنجوا من هؤلاء الأشخاص وألا تلقي نفس مصيرها.
خارج الغرفة تحدث جاد هامسا للآخر الذي قيد أحمد
-هاه كله تمام ولا إيه؟
-تمام، حيُفرك شوية وبعدين حيفك نفسه ماهو جتة بردوا.
-: تمام اهو منها تتادب واخلص جزء صغير من اللي محوشه لها.
بعد فترة بالغرفة اقتربت تفاحة من رنا تمسح لها عرقها تنظر إليها مبتسمة مرت دقائق قليلة ثم بدأت رنا تفتح عيونها تشعر بصداع قوي ، اتسعت عينها برعب وفزع من المكان وسري الخوف بسائر جسدها، إقتربت منها تفاحة هامسة.
-ما تخافيش مش حأذيكي اجيب لك تشربي؟
لم تجيب رنا وانسابت دموعها بخوف، فتنهدت تفاحة بشفقة عليها:
-ربنا يستر.
بعد قليل بدأ أحمد استعادة وعيه فتح عينيه التي اتسعت بفزع عندما رأى مكان تواجدهم نظر حوله يبحث عن رنا وما أن وقع بصره عليها والدموع تغرق وجهها ثار بشدة، حاول جاهدا تحرير نفسه من قيوده شعرت تفاحة بحركته وكانت بجانبهم توليهم ظهرها تقف أمام المنضدة تعد بعض الشاي وما أن شعرت بحركته نظرت له بطرف عينها ساخرة خرجت منها ضحكة صغيرة متهكمة وثم أعادة نظرها امامها.
تحدثت ساخرة:
-كانت فين عضلاتك دي كلها لما أخدوك وأخدوها معاك؟!
زادته كلماتها غضبا فهي محقه وهو يأنب نفسه يعلم أنه المذنب ما كان يجب عليه الاستماع لـرنا فهو يرافقها ليحميها ولكنه لم يفعل، ظل يحاول فك قيوده حتى استطاع اخيراً فاسرع ناحية تفاحة وقيد يدها خلف ظهرها والأخرى أحكمها علي كابها وشعرها المخبأ تحته.
-فكيها وخلينا نمشي من هنا.
-غبي.
أحمد بضيق من طول لسانها وغضب من وضعهم:
-بطلي طولت لسان وفكيها.
-وكانت فين عضلاتك دي لما اخدوها وانت معاها ده حتى عيب علي عضلاتك اللي طالعه من هدومك، بتتشطر عليا علشان واحدة فاكر حد حيسمح لك تخرج.
-اه طول ما انت معايا.
ردت بتهكم:
-مش بقول لك غبي.
-بقولك فكيها.
لم تجيب تفاحة او تتحرك وكما توقعت هي دخل جاد الذي كان يتابع بتشفي وتحدث بتهكم واستخفاف:
-ايه ده معقول تفاحة بين ايديه؟!! ياتري المعلمة حتعمل ايه؟
تفاحة بدون اهتمام:
-عادي زي كل مرة، والله كنت حاسة انك مرتب حاجة.
-حتفضلوا كدة كتير بقول لك فك البنت ومش حسيب دي غير لما نخرج من هنا.
جاد بتهكم:
-لا هو دخول الحمام زي خروجه ولا ايه؟ اهدي علي نفسك كده.
ثم نظر خلفه مناديًا:
- يا رجالة.
دخل العديد من الرجال ينظرون إلى تفاحة بتشفي والتفوا حول أحمد وتفاحة ثم باغتوه وافلتوا تفاحة منه وضربوه.
-كفاية كدة رجعوه مكانه واربطوه.
ثم نظر لتفاحة واكمل ضاحكاً:
-اربطوة كويس مش زي المرة اللي فاتت زي ما كانت ربطاه.
دخلت المعلمة بطة إليهم فهي استلمت ادارة الشغل منذ دخول زوجها السجن كنوع من التأديب فقد أراد أحد الكبار الذي يتعاملون معهم تأديبه لعدم إتمام إحدى الأعمال المكلف بها علي وجه مرضي ومن وقتها وهو خلف القضبان.
المعلمة بطة سيدة اواخر الثلاثينات من عمرها شديدة الجمال تغار من تفاحة وتشعر بسعادة قوية كلما ألمتها و أذتها.
المعلمة بصوت هادر وتحذير:
-في ايه؟ ايه اللي بيحصل هنا؟
جاد وانظاره مثبته علي تفاحة:
-ما خلتش الرجالة يربطوه وما ربطتهوش كويس ففك نفسه وكتفها وهدد بيها عشان يخرج هو وأخته.
المعلمة بتهكم حاد:
-يخرج عادي كده، يخرج مرة واحدة.
نظرت لأحمد بحدة:
-اللي بيدخل هنا مش بيخرج غير بأوامري.
ثم وجهت نظرها إلى تفاحة:
-وانت ايه مش عاملة فيها سبع رجالة في بعض حاتتحاسبي.
نظر جاد لتفاحة بانتصار، وعجز أحمد عن فهم ما يدور حوله وشعر بألم بسائر جسده وارتعبت رنا.
اكملت المعلمة:
-مش الأوامر البت لوحدها جبت أخوها ليه؟
-مش بيسبوها لوحدها دايما حد معاها يا هو يا اخوه.
-كنتم سيبوه في العربية متخدر وهاتوها لوحدها.
حك جاد رأسه:
-ما جاش في بالي الصراحة.
ضحكت تفاحة بسخرية متهكمة فنظرت إليها المعلمة بطة بحدة محذرة فصمتت تفاحة.
المعلمة بطة بأمر:
-الكل يطلع بره، وانت كمان يا جاد.
خرج الجميع فأكملت حديثها:
-حتفضلي كدة كتير؟
تفاحة بثقة:
-مش فاهمة!
المعلمة:
-انت وجاد قط وفار، هو حاطك في دماغه.
تفاحة:
-لا قط ولا نيلة.
المعلمة بصرامة:
-هو عشان حتتعاقبي بطولي لسانك قدامي لأ اتلمي.
لم تنطق تفاحة ونادت المعلمة علي جاد الذي حضر سريعا
-نسال سؤال كل مرة تختاري…
قاطعتها تفاحة:
-العقاب اروح اجيب العدة ولا جاد حيجيبها.
ضحكت المعلمة ضحكة رنانة واكملت:
-بحب اقول الخيارين عارفة انك بتضايقي من كده، هاه عايزة تتعاقبي ولا جاد يأكل التفاحة؟
تفاحة بتأكيد وعدم اكتراث بعقابها الذي تعلمه جيداً:
-العقاب.
المعلمة:
-جهز الحاجة بره وبعدين دخلها وعرفوني ما تدخلش هنا غير لما اجي فاهم.
خرجت المعلمة يليها جاد وهو ينظر لتفاحة مبتسما بسماجة وتشفي بها ، وأحمد مصدوم مما حدث له ولأخته ومما يراه ويسمعه. حدثت تفاحة رنا علي مسمع من أحمد
-ما تخافيش كدة وحاولي تغمضي عينك لما يدخلوا اوعي تفتحي ماشي، أنا حغيب عنك شوية، افتكري غمضي عينك (ثم نظرت لأحمد) غبي.
بادلها النظر بنظرة غضب وعدم فهم. بعد قليل دخلت المعلمة وتلاها جاد وبعض الرجال وضعوا للمعلمة كرسي ومنضدة صغيرة ووضعوا عليها قصعة بها فحم مشتعل تدب به النيران وبعض الاسياخ التي احمرت مش دة اشتعالها. نظر جاد لتفاحة بتشفي
المعلمة: قربي.
خلعت تفاحة قميصها الذي ترتدية فوق بلوزة مكشوفة الظهر كما اعتادت جثت امام المعلمة توليها ظهرها.
المعلمة: ضهرك لسه ماخفش من المرة اللي فاتت مش ناوية تغيري رأيك ؟
تفاحة بصرامة:لأ
نظرت تفاحة لرنا واشارة لها باعينها ان تغمض فهمتها رنا ونفذت بينما يراقب أحمد ما يحدث بعدم فهم.
بدأت المعامة تضع الاسياخ واحد يلو الأخر علي ظهرها بعدم شفقة مستمتعة بصوت استقبال ظهر تفاحة للأسياخ بعدم رحمة بينما تغلق تفاحة عينها بقوة وترجع راسها للخلف بألم صامت في محاولة لتحمل ما تعانيه من ألم قاتل. ملئ المكان رائحة حريق ظهرها فاق الألم قوة تحملها فانكبت علي وجهه فاقدة للوعي.
تحدثت المعلمة بتعجب
-انا مش عارفة بتستحمل الوجع ده إزاي من غير ما تفتح بؤها؟!
اجابها ويرتسم على وجهه الغل والحقد الشديدين
- ماهو كان معلمها ومدربها كويس ما هو كان استاذ بردوا.
- وده اللي قاهرك، شيل الحاجة دي وما تدخلش غير لما تفوق فاهم أوامر المعلم تتنفذ بالحرف.
جاد: مش حاكل التفاحة بقي يا معلمة.
المعلمة: لسه اللي جايبها هنا لسه بيدفع فيها فلوس لما يزهق دورك يجي (ضحكت بتهكم) أصلها عمرها ما هتختارك مش عارفة عاجبكم فيها ايه؟
خرجت المعلمة تلاها جاد ودخل اخرون يعيدون الأشياء التي جلبوها للخارج وتركوا تفاحة ملقاه كما هي. اما أحمد فكان يشاهد ما حدث لا يفهم ما يدور حوله تملكه خوفه علي اخته ومصيرها مشفق علي تلك البائسة الذي تسبب هو في اذيتها بطريقة بشعة يشعر حقا بغبائه وبداخله شعور لا يعلم معناه ووجد نفسه يشرد بذهنه يتذكر شمس
أحمد بداخله: ياتري يا شمس إيه اللي يحصل لك دلوقتي؟ ممكن تكوني بتتعذبي زيها بس أنت أضعف منها بكتير استحالة تتحملي الوجع ده أنا اصلا مش عارف هي تحملت ازاي!! لها حق تقول عليا غبي، يا رب إحمي شمس أنت القادر علي كل شئ وجمعني بها يارب هما بيقولوا ماتت والورق بيقول كدة بس إحساسي إنها لسه عايشة وده الامل اللي عايش عليه لحد دلوقتي وحشتيني يا شمس يا شمسي ودنيتي إرجعي نوري حياتي من تاني أغمض عينيه بألم يستجمع قواه ثم عاد بنظره لأخته يحاول طمأنتها بنظراته
كانت رنا معلقه عينها علي تفاحة الملقاه علي الارض تبكي عليها كما تبكي خوفها من المكان وما يحدث حولها، ثم نظرت لأحمد الذي حاول ان يبث داخلها بعض الامان بنظراته وتواجده معها.
تمكن النوم من اعين رنا فغفت والدموع تغرق وجهها ،بينما ظل أحمد يتابع تفاحة التي لازالت فاقدة للوعي، مر وقت طويل ثم بدأت تفاحة تستعيد وعيها، تتألم بخفوت، تكتم انفاسها، تتحرك ببطيء ووهن لشدة تألمها. حاولت النهوض عدة مرات حتى استطاعت اخيراً تستند علي كل ما يقابلها حتى لا تسقط مجدداً ترتد اقل حركاتها لتؤلم ظهرها بقوة اخذت قميصها ارتدته ببطء شديد وذهبت للحوض غسلت وجهها شربت القليل من ماء الصنبور.
كان أحمد يتابعها بتأثر وإشفاق يملأه شعوره بالذنب لما حدث لها ،أما هي فنسيت وجوده تماما من شدة ألمها. ما أن إنتهت وجدها أحمد تتحدث لم يفهم في البداية لمن تتحدث وسرعان ما علم من ذلك الصوت المجيب عليها.
تفاحة: عايز إيه؟ الباقي بكرة، اطلع برة.
اتي صوته من خلف الصناديق المواجهة للباب جاد: بتعرفي وجودي منين؟ قلبك بيدلك صح؟ بيحس بيّا شكلك واقعة في حبي ليكي حق.
تفاحة بسخرية واستفزاز: آه قلبي (وقفت امامه توالي ظهرها لأحمد) اصله بيقرف قوي وأول ما ريحة المجاري تملا المكان بعرف إنك موجود.
اشتعل غضبه الذي تضاعف بنظراتها المتحدية: لسانك ده حقطعه وحيجي يوم وأذلك وأدوس عليكي برجلي وحاكل التفاحة.
ردت بثقة ووالته ظهرها: علي جثتي أموت ولا إني أتذل لك أو تلمسني.
نظر لها بخبث مبتسما واقترب منها ووضع يده علي ظهرها ثم ضغط عليه تألمت بقوة واغلقت عينها بإحكام تحاول تحمل الألم وسرت بجسدها رعشة ألم جاهدت لإخفائها دون جدوي فدنا من أذنها وحدثها بصوت مسموع متشفي
جاد: مش بتصرخي من بره لكن اكيد بتصرخي من جواكي شوفي ما عملتش حاجة خالص يادوب دايس بالراحة (ضغط بقوة أكبر شهقة مكتومة صدرت منها وشددت من إغلاق عيونها كتمت أنفاسها) هاه ايه رأيك في الوجع كدة دا احنا لسه بنهزر الجد لسه بدري عليه.
ابتعد عنها وتعالت ضحكاته ثم غادر الغرفة وقفت تتسارع انفاسها لتتحكم في ألمها واستطاعت بعد فترة تمالك نفسها. حدث كل ذلك تحت انظار أحمد المتابعة والمتعجبة لقوة تحملها يقارن منذ رأها بينها وبين شمسه الغائبة يسأل نفسه هل تعاني مثلها تفكير يعذبه بل ويقتله دون رأفة.
تمالكت تفاحة نفسها ثم اقتربت من أحمد تفتش ملابسه غضب هو منها ومن تصرفها زام بقوة ونظر لها بغضب لم تهتم به تحركت نحو الباب تتأكد من عدم وجود اعين تراقبها ثم عادت إليه بخطوات ثقيلة افرغت ما معه واعادت إليه محفظته وأوراقه ووجدت معه هاتفين احدهما ذو شاشة كبيرة دون ازرار والأخر اصغر حجما ويبدوا انه اقل قيمة فأخذت الصغير واغلقته وأزالت الخط منه وخبئته داخل مرتبتها ثم احرقت الخط والقت برماده بالمرحاض؛ فظن أحمد انها سارقة أما هي ففهمت نظرته فبادلته باخري غاضبة دون حديث، فعلت المثل مع رنا التي لم يكن معها سوي هاتف واحد أخدت الهاتفين ووضعتهم بخزانة ملابسها. راته ينظر لها بسخرية واتهام تجاهلته ثم ذهبت وأغلقت الباب واستلقت خلفه وجهها مقابل له بحيث لا يفتح إلا اذا ابتعدت عنه لتضمن عدم دخول احد اثناء نومها. في البداية ظن أحمد انها تخافه ونامت بأبعد مكان عنه ولكن تبدد ظنه بالصباح عندما حاول احدهم الدخول ومنعته هي بحدة.
نهضت بخطوات ثقيلة غسلت وجهها وشربت القليل من الماء. ثم التفت لتلك الصغيرة المقيدة التي لازالت نائمة وعلي وجهها اثار البكاء تنهدت بإرهاق، دخل إليهم بتلك اللحظة رجل متوسط القامة مرتبك يتلفت حوله في قلق يراقب الباب بقلق وخوف
-: عاملة ايه؟ تعبانة قوي!
اكتفت تفاحة بالنظر إليه وعلي وجهها بسمة زائفة
-معلش حتعدي زي كل مرة، أنا جبت لك الفطار وجبت رغيف زيادة خبيه بقي عشان اكيد حتلاقيه داخل ورايا.
اخرج الخبز من ملابسه فاخذته هي وخبأته وسط ملابسها.
تفاحة بتعب شديد:
-هي الناس دي مش ليها اكل بردوا؟
-انت عارفه جاد قال ما ادخلش اكل تاني اكلك وبس حتى العيش ده بتاعي بس أنا حتصرف شوية واخرج اكل بره.
-: طاب روح يا منصور دلوقتي اكيد حتلاقيه جاي علينا.
التفت ليرحل فوجد جاد علي مدخل الغرفة
-ايه ساعة بتدخل الاكل ؟
قاطعتهم لتسمح لمنصور بالفرار: هي الناس دي مش ليها اكل بردوا ما أكلوش من ساعة ماجم
استيقظت رنا فزعة علي جدال تفاحة وجاد، اما أحمد فكان مستيقظ من قبل تفاحة يتابع ما يحدث يحاول ان يستشف طبيعتها، أمجرمة مثلهم، أم مغلوب علي امرها؟
-: ما أكلك موجود مش قلبك طيب وهتأكليهم اكلك.
-: انت عارف ان أكلهم مختلف وبعدين الناس دي حيتدفع فيها فلوس وكتير كمان وحقول للمعلمة لما تيجي علي فكرة.
عشان تبقي عارف.
-: ما أنا عارف بس علي ما تيجي وتقولي لسه كمان كام يوم تكوني اديتهم اكلك وانت فضلتي من غير اكل اهو اعذبك شوية من غير ما المسك.
-: اطلع بره.
جاد وعلي وجهه ابتسامة سمجة:
-مش قبل ما اشوف الاكل اللي دخل هو فين؟ دخلك ايه؟
تفاحة بسخرية:
-قدامك السفرة اهي عليها من خيرات ربنا سمك وفراخ ولحمة وفاكهة.
اقترب منها نظر لها بشهوة:
-خليني ادوق التفاحة وأنا اجيب لك كل دول حقيقة.
اجابته بحزم وحدة دون تفكير:
-علي جثتي.
رد بتهكم:
-قريب يا قطة هانت اللي بيدفع فيكي قرب يزهق وحيشيل ايده عنك قريب وحدوق التفاحة.
ردت بقطعية وحزم:
-اموت ولا حد يلمسني.
-: لا تموتي ايه بس لا ادوق التفاحة الاول واعذبك ووعد مني اموتك أنا او ادفنك حيه.
ضحك بسخرية واقترب من رنا نظر إليها يتفحصها سقط قلبها بين ضلوعها وفزع أحمد بشدة وحاول تخليص نفسه ليدافع عنها
تحدث جاد ونظره مثبت علي رنا المرتجفة:
-فتشتيهم ولا الوجع نساكي افتش أنا الحلوة دي.
اسرعت تفاحة ووقفت امامه ودفعته للخلف قائلة:
-إياك تقرب منها، واه فتشتهم
تحركت نحو خزانتها واخرجت الهاتفين واعطتهم له
-دول اللي معاهم امسك كل حد فيهم معاه تليفون واحد.
-: ايه ده الجدع طول بعرض بعربية غالية زي اللي كان راكبها وتليفون واحد! وفين محفظته؟
-: المعلم قال التفتيش عن الموبيلات مش نقلب فلوسهم وبعدين ماهو طول بعرض وعضلات واتخطف عادي ماهو مش بالشكل، مش اخدت الحاجة اطلع بره بقي.
رد بسماجة:
-خارج بس راجع تاني ورانا ايه؟
خرج جاد فارتاحت تفاحة قليلا بابتعاده وضعت اما رنا صندوقين ووضعت علي احدهما صنية الطعام ثم دخلت الحمام غسلت يديها جيدا ثم جلست علي الصندوق الأخر
ابتسمت قائلة:
-أنا غسلت ايدي اهو عشان تأكلي، انت خايفة؟
اماءت لها رنا مؤكدة:
-ماتخافيش مني انا، عارفة انك خايفة من كل حاجة حواليكِ، بس أنا مش حاذيكي خالص، صدقيني.
ابتسمت لها تفاحة فبادلتها رنا باخري اخفت معظمها الكمامة الموضوعة على فمها:
- شكلنا حنتفاهم، بصي أنا حشيل الكمامة، بس مش عايزاكي تتكلمي خالص، حركي راسك بس، حنتكلم بس مش دلوقتي ماشي.
أماءت لها رنا موافقة، أزالت لها الكمامة واطعمتها ثم اعادت كمامتها مرة اخري ثم التفتت لـأحمد متأففة
-مش عارفة حتاكل ازاي، مش بأكل رجالة واكيد مش حفك ايدك ، انت جعان؟
حرك رأسه نافياً
-احسن بردوا.
تركته بالفعل فابغض شئ لها هو اطعام احدهم، كانت تتفادي النظر إلى وجهه حتى باقرب المواقف.
مر اليوم دون جديد هادئ وكان افراد العصابة مشغولين عنهم، وتفاحة تتابع رنا الحزينة من اجل اخوها الذي لم يتذوق الطعام منذ تسببها في اختطافهم، ومع غياب الشمس تسلل إليهم منصور بنفس حال المرة السابقة ناداها هامسا.
اقتربت منه واجابته بنفس الهمس: في ايه؟ مش خايف جاد يشوفك؟
منصور:في طالعة كمان شوية والكل حيمشي مش حيكون في غير الحراسة اللي قاعدة برة قولت اعرفك.
-: كويس اطلع بسرعة بقي عشان حتلاقيه داخل دلوقتي.
تعجب منها:
-بتعرفي ازاي!!!
-: عشان هو غبي….
لم تكمل جملتها لدخول جاد عليهم فقامت واخذت صنية الطعام الفارغة وأعطتها لمنصور قائلة:
-خد اهي مش حاكلها يعني، اطلع يلا.
خرج منصور سريعا فنظر جاد إليها متسائلا: كان بيعمل ايه هنا؟
-: غبي، مش شايفه بياخد الصنية تقريبا فاكر حاكلها.
-: مش حتبطلي طولة لسان هما اهلك…
لم يتمكن من إكمال جملته لهجومها عليه شهرت مطوتها والتفت حوله أصبحت خلفه ووضعت سلاحها علي عنقه الذي بالكاد تصل إليه وجزّت علي اسنانها
-قولت لك ميت مرة مالكش دعوة بأهلي وإياك تجيب سيرتهم على لسانك فاهم.
-: طلعتي علي رقبتي ازاي وانت قصيرة كدة ابعدي البتاعة دي حتعور.
- اتأسف الأول وإلا وربنا اتك عليها صحيح مش حتموت بس حتعلم عليك و انت عارف لما حصل ده المرة اللي فاتت المعلم قال لو حصل تاني وقتها حترجع صبي عادي زيك زي الباقيين. هاه تحب اعلمك تاني وتبقي صبي ولا تتأسف واسيبك.
جاد بغيظ:
-اسف، انزلي بقي.
- ماسمعتش وضغطت عليها اكثر.
- آسف بقولك آسف مش حجيب سيرتهم.
تركته وابتعدت عنه بعض خطوات، اما هو فاحمر وجهه من شدة غضبه فاقترب منها وصفعها بقوة تركت اصابعه اثرا علي وجهها نظرت هي إليه بسخرية ولا مبالاه فصفعها مرة اخري اقوي.
الفصل التاسع ‘اختيار’
تركته وابتعدت عنه بعض خطوات، اما هو فاحمر وجهه من شدة غضبه فاقترب منها وصفعها بقوة تركت اصابعه أثرا علي وجهها، نظرت إليه بسخرية ولا مبالاة فصفعها مرة اخري اقوى، متحدث بوعيد:
-حسابك تقل قوي وحيجي يوم واذلك فيه واكلك واخلكي تتمني الموت ما تطوليهوش.
نظرت إليه بغير اهتمام وتحدثت بتحدي:
-كان نفسي اعلم عليك لتاني مرة عشان يبقي مرة وشك ومرة رقبتك بس المرة الجاية ان شاء الله.
تركها وخرج غاضبا فبصقت خلفه وجلست تلتقط أنفاسها بصعوبة، تمالكت نفسها ثم نظرت إلى رنا فوجدتها تبكي خوفا مما رأت اغمضت عينها تتمالك نفسها وفضلت الانتظار حتى يخلوا المكان ثم تتحدث معها، في تلك الفترة كان أحمد يتابع بترقب لا يفهم هل هي محاربة تدافع عن نفسها والاخريات ام مجرمة سارقة، يكره تعاطفه معها فجميع مشاعره واحاسيسه ملك شمسه الغائبة فقط.
جلست تفاحة في الجهة المقابلة للباب تنتظر إشارة منصور لها بخروجهم، وما ان مر امامها واشار لها بخلو المكان انتظرت قليلا لتتأكد من مغادرة الجميع ثم اقتربت من رنا وازالة كمامتها.
-ما تخافيش كدة أنا عارفة انك خفتي مني بس لو كنت سكت كان حيشتم اهلي فكان لازم اعمل كده.
تبادلا الابتسام:
-قولي لي بقي اسمك ايه؟
- رنا.
تفاحة وقد اتسعت عينها وتحدثت بقلق:
-يخرب بيت رقتك اية ده.
ابتسمت رنا بخجل فأسرعت تفاحة للباب تتأكد من خلو المكان للمرة الثانية وانه لم يسمعها او يشاهدها احد، ثم حدثتها بأمر:
-صوتك ما يطلعش قدام أي حد خالص وحتى وأنت معايا تتكلمي بصوت واطي قوي يادوب اسمعك.
اجابت والخوف بادي بنبرتها
- أنت بتقلبي بسرعة كدة ليه؟ حاضر.
ابتسمت تفاحة واخفضت بصرها وشبح من الماضي ترآى أمامها فهي القت على سمع أدم نفس الكلمات، صمتت تسال نفسها ترى هل اصبحت مثل آدم؟
اخدت نفس عميق وتحدثت باسمة:
-ماتزعليش بس انت هنا في اسوء مكان، واللي بره دول حيوانات جعانة.
مرت لحظات صمت وعادت وكسرتها تفاحة
-انت عارفة اسمك حلو قوي انت فعلا غزالة.
نظرا إليها بتعجب وذهول انتبهت عليهم ولكنها تجاهلت، ولاحظت القلق والتوتر على رنا فسألتها:
- مالك زعلانة ليه؟
نظرت رنا لأخيها ثم إليها وادمعت عينها فتجاوبت معها تفاحة
- أنا عارفة عايزة تقولي ايه بس هو غبي وحيعمل مشكلة وانت شفتي المرة اللي فاتت.
رنا وبدا عليها الضيق:
-ممكن ما تشتميش ابيه لو سمحتي.
تفاحة بابتسامة:
-حاضر
-هو ما اكلش حاجة كدة حيتعب.
تنهدت بضيق:
-أنا ما باكلش رجالة ومش بدخل حد من اللي بره دول عندي.
صمتت رنا واخفضت نظرها بحزن فابتسمت تفاحة:
-ما تزعليش عندي حل حخليكي انت تأكليه.
ابتسمت رنا بفرحة:
-اوك
-بس لو اتخانق او عمل مشكلة؟
اجابتها سريعا:
-اوعدك مش حيحصل، بس هما اخدوا الطبق ومافيش اكل ليه.
-لا ما تقلقيش انا عملت له ساندوتش وشيلته ما أنا مش حموته من الجوع بردوا.
ابتسمت كلتاهما فكت تفاحة قيدها وازالة كمامة أحمد، فاحتضنته رنا بقوة فحدثها يطمئن عليها:
-انت كويسة حقك عليا ما اقدرتش احميكي.
امتلأت عينها بالدموع:
-أنا اللي غلطانة يا ابيه وما سمعتش كلامك، المهم كل الاول.
نظر إلى تفاحة بغضب:
-مش عايز اكل.
كان لصوته وقع خاص داخلها أيقظ ذكريات لم تود تذكرها، ركزت تفكيرها في اعادت ذكرياتها إلى حيث كانت كي لا تضعفها، تحدثت مدعية القوة:
-حتموت لو عليا مش فارق بس عشان اختك لازم تكون معاها لو احتاجتك تسندها.
فهم مغزى كلامها واشتد خوفه اكل علي مضض ليستعيد قوته.
نظرت تفاحة لرنا التي وضعت راسها علي صدر اخيها تبكي تستمد منه الامان فتذكرت نفسها سابقا عندما كانت تستمد القوة والامان من ابيها وأحمد ثم من آدم، نظرت إليه تحاول منع دموعها:
-حفك ايدك شوية بس مش عايزة غباوة.
لم تنتظر ردا وفكت وثاقه وعادت وجلست قبالة الباب سندت رأسها علي الحائط
ضم أحمد رنا بقوة يحاول طمأنتها ربت علي ظهرها وهي تبكي فقط شعر بالإشفاق علي تفاحة رق قلبه لها وظل يأنب نفسه علي شعوره بها.
ذهبت تفاحة بعقلها للماضي لأول يوم استقبلت فيه ضيوفهم وشاهدت تعذيبهم وذلك قبل عامين من موت آدم.
الماضي:
حدثها أدم بجدية:
-هما حيدخلوا دلوقتي والمعلم حيكون موجود عينك تبقي عليا لما اشاور لك تمشي تختفي واحدة واحدة من غير ما حد يلاحظ.
صمت قليلا واكمل:
-انت قولتي مش حتكرهيني مهما حصل صح؟!!
تبسمت:
-عمري ما اكرهك ومش حأبتسم وهما موجودين عشان ما تزعقش. ابتسم واخذ نفس عميق ثم استدار وخرج وعاد بعد قليل ومعه بعض افراد العصابة يسحبون معهم إحدي الفتايات مقيدة ومكممة تبكي وترتجف، وقفوا جميعا على استعداد لاستقبال معلمهم ادخل احدهم له كرسيه ثم دخل هو جلس وارجع ظهره للخلف ووضع قدم فوق الأخرى بتعالي ونظر لتلك المكبلة،وتحدث المعلم:
-بقي عيلة زيك تتفق مع الظابط وتوقعي واحد من رجالتي صحيح هو مالوش لازمة بس من رجالتي وعلي فكرة أنا كنت عارف من الاول وسيبتك توقعي نفسك في شر اعمالك اصلك خاينة فكان لازم تاخدي جزاء الخيانة مش عقاب والسلام والواد اللي وقع كان محتاج ينشف شوية واهله في حمايتي وخيري لحد ما يخرج.
ثم اشار بيده لأدم الذي اقترب منه متسائلاً:
- ابدأ يا معلم. فأماء براسه سامح له، اخذ أدم سوطا واشار لأخر لفك قيدها فأسرعت واقتربت من قدم المعلم
-ابوس ايدك ورجلك يا معلم والله حرمت مش حعمل كده تاني.
لم يهتم او يستمع لها من الاساس وجذبها أدم بعيداً وبدأ بضربها تعالت صراخاتها وتلون جسدها بالدماء وامتلئ بالكدمات.
وضعت تفاحة يدها علي فمها تكتم صوت بكائها وانسابت دموعها غير مصدقة ما تري، انتهي أدم ونظر لتفاحة يحثها علي الاختفاء دون ان يلاحظه احد كادت ان تتحرك ولكن وجدت يد جاد تمسكها.
جاد بصوت منخفض:
-رايحة فين خليكي اتفرجي دوري جاي حيعجبك قوي.
نظرت له بخوف تدخل أدم وحال بينهم ابعد يد جاد عنها.
-ايدك اوامر المعلم تبعد عنها، روح دورك جه.
تحرك جاد ووقف بجانب المعلم وبدأت تفاحة بالتراجع بخفة حتى اختفت خلف الصناديق، وتحدث المعلم:
-كدة أول حته في العقاب خلصت، جاد يلا سلي نفسك.
جاد بشهوانية:
-احلي دور، دا أنا حبسطها قوي.
اقترب منها جاد نزع عنها ثيابها وسط صراخها وتوسلاتها ضربها وعنفها ولم يهتز احد لتوسلاتها. كانت تفاحة تبكي بصمت تضع يدها علي راسها تسد اذانها عن الاستماع لصراخ وتوسلات الفتاه، كانت مذعورة مما يحدث ترتجف تشعر وكان قلبها سيتوقف من شدة الخوف
انتهي جاد والفتاه كالجثة الهامدة.
وقف المعلم متحدث:
-تنتقل اوضة التعذيب وجاد يدخل لها عشان تحمل واما المراد يتم ترجع هنا عند أدم يراعيها لحد الولادة وبعدها سيبوها لحد ما تموت وابقوا ادفونها.
ثم تركهم وخرج. انتظر أدم حتى خرج الجميع وازالوا اثارهم اغلق الباب واسرع إلى تفاحته التي لازالت علي حالها ترتعب حتى منه فجثي امامها
-ما تخافيش كده هما مشيوا خلاص، انت خايفة مني والله مش حعمل لك حاجة، ده شغلي يا تفاحة.
-ليه عملتوا فيها كده حرام عليكوا.
-دي اوامر ما ينفعش اقول لأ انت عارفة احنا فين ،دي عصابة وده شغلهم، أنا جيت هنا غصب ولو ما كنتش قدرت اجاريهم كانوا حيقتلوني كنت صغير اختارت اكون منهم لو كنت عرفتك من زمان اكيد كنت حبقي حد تاني.
تفاحة ومازالت ضامة نفسها:
-ليه عذبتها يا آدم؟
- كان قدامي من وقت ما بقيت دراع المعلم ياما اضرب واعذب يا اما ابقي زي جاد اخترت ده لاني مش حقدر اكون زيّه وعمري ما حكون. انتِ كرهتيني صح؟
انت قولتي مش هتكرهيني. كرهتيني؟؟
حركت راسها نافيه:
-لا خايفة قوي يا أدم خايفة قوي.
ضمها أدم إليه يربت علي ظهرها:
-ما تخافيش وأنا جنبك ابداً مش حسمح لحد ياذيكي شدد من ضمه لها حتى هدأت.
اغلقت عينها بالم وهي تتذكر عودت تلك الفتاه لهم وهي شديدة الاعياء والفترة التي قضتها معهم حتى يوم الولادة وضعت طفلها ولم يتركوها تضم المولود او حتى تراه، واخذوه لبيعه وتركوها علي حالها تنزف الدماء حتى ماتت.
عادت تفاحة من ذكرياتها ووجدت بعض الدموع التي خانتها جففتها سريعا والتفتت إليهم
-كفاية كدة ممكن حد يوصل في اي وقت.
قيدتهما دون اي مقاومة من أحمد ودون ان يعلق، وما لم تلاحظه متابعته لها منذ ان غاصت بذكرياتها، اما هو فكان شعوره متضارب للغاية بداخله حالة من الفوضى فدائما يربط بين تفاحة وبين شمس يتمنى الا تعيش شمس ما تعيشه تفاحة أبدا وبداخله يشعر بألمها
أحمد بداخله:
-مش عارف حاسس بوجعك ليه؟ ماحسيتش بأي واحدة من بعدها غير أمي وأختي حتى خالتي ما بقتش أحس بها، معقول أكون نسيت شمس؟ نفسي أقول بكرهك ومش قادر، يمكن عشان أنت خايفة على رنا وبتبعدي الحيوان ده عنها وبتخليها تحس بالأمان اللي للأسف أنا مش قادر أحسسها به هنا.
عادت تفاحة لمكانها قبالة الباب وعادت بذكرياتها مرة أخري ليوم موت آدم
الماضي
في صباح ذاك اليوم عاد أدم بمنتصف اليوم قبل الوقت الذي اعتاد العودة به بكثير قابلته تفاحة باسمة
-حمد الله علي السلامة راجع بدري ليه؟ مش عادتك يعني.
لاحظت شروده وعدم إجابته عليها كما لو لم يسمعها:
-مالك يا أدم شغلتني في مشكلة عندك ولا ايه؟
-أنا اذيتك بس كنت صغير وقتها حسبتها غلط سامحيني.
تفاحة وتملكها القلق:
- في إيه مالك؟ قلقتني يا آدم.
- أنا علمتك إزاي تدافعي وتحمي نفسك خلي مطوتك باقي دراعك حته منك ما تفارقكيش ابداً، ما تخليش حد يطولك حتى لو التمن عمرك اوعي توطي لحد ولا تتذللي ولا تصدقي حد هنا. سامحيني يا شمس واوعي تكرهيني في يوم.
تفاحة بتعجب:
-شمس!!! أنا كنت نسيت إسمي، أنت مش بتناديني به ابداً.
أدم وقد والاها ظهره اخفض رأسه واغمض عينيه بألم:
-طول عمرك حتفضلي شمس، شمسه هو عمرك ما كنت تفاحة آدم، لما سميتك تفاحة كنت فاكر حيجي يوم وتكوني ليّا بس عمرك ما كنتي ليّا ولا حتكوني تفاحة أدم ، وأدم متهيألي انه ماشي خلاص.
فزعت تفاحة شحبت واصفر وجهها:
-انت حتسيبني، حتبعد عني، والله مش بإيدي احبك بس مش بكرهك وبحس بالأمان وانت معايا اوعي تبعد.
التف لها واقترب منها وضع كفيه علي كتفيها وابتسم بألم:
-لو بعدت اعرفي اني سيبت الدنيا كلها والموت هو اللي بعدني عنك اكيد مش بأيدي، عايزك وقتها تبقي قوية بنفسك مش باي حد تاني، الضعيف هنا بيتأكل ويداس عليه بالرجلين ، اوعي تكوني ضعيفة، فاكره يوم ما جيتي وقولت لك لو في حاجة غالية عليكي عايزة تخبيها هاتيها اشيلها.
تفاحة والدموع علي وجهها:
-ايوة فاكرة.
- شايفة المرتبة اللي بتنامي عليها دي حتلاقي فيها حته مقطوعة مدي ايدك جواها حتلاقي حتة قماشة ملفوفة السلسلة جواها، حافظي عليها اوعي تطلعيها إلا لو عرفتي تهربي من هنا وقتها تاخديها وتمشي ماتبصيش وراكي ولا حتى تفكري في اي حاجة حصلت لك هنا.
اغلق عينه بألم وفتحها مرة اخرى:
-هو لسه بيدور عليكي مازهقش ولا نسيكِ.
نظر إليها بحزن:
- انت بتحبيه؟
اخفضت راسها بحزن وصمتت والدموع تغرق وجهها فأكمل هو.
- أنا حبيتك قوي يا شمس سامحيني ما تكرهنيش.
ابتسم لها ومسح دموعها:
-ماتخليش حد يشوف دموعك ابداً
تفاحة برجاء:
-ارجع يا أدم أنا حستناك ومحتجاك معايا.
ابتسم لها وضمها بحنان ثم قبل جبينها:
-حتوحشيني قوي.
تركها وغادر فانقبض قلبها بقوة سالت دموعها دون توقف انتظرت عودته حل المساء ولم يعد ووجدت جاد يدخل لها وعلي وجهه ابتسامة انتصار، انقبض قلبها بشدة تتمنى ان يخطأ حدسها، ولكن كلمات جاد المتشفية أكدت لها ما تخشاه.
- قاعدة مستنياه زي كل يوم بس يا خسارة حتفضلي قاعدة كتير مستنية اصله مش راجع خلاص راح، راح ومش راجع تاني نازل، قصدي نازل علي قبره بس عشان ترضي عني جبت لك جتته عشان تشوفيه وتصدقيني وترضي عني وتاخديني بداله الا هو داق التفاحة؟ ولا غشيم كان معاكي في اوضة واحدة وماداقش، اصله الله يرحمه كان عبيط وبيستحرم فاكر نفسه في جامع.
اشار لرجاله فدخل اثنان يحملان جثمان أدم ووضعوه علي الارض اسرعت إليه وجلست جانبه تنساب دموعها لفراقه.
جاد بتهكم:
-أسيبك تودعيه.
ثم خرج من الغرفة، جلست جانبه وانسابت دموعها تغرق وجهها بسخاء:
-ليه سيبتني يا أدم طيب كنت خدني معاك، حعمل ايه من غيرك؟ سبتني ضايعة ولوحدي، أنا خايفة، مين حيضمني ويقولي اوعي تخافي وأنا معاكي؟ كنت حاسس انك ماشي! كنت بتودعني الصبح انت كمان حتوحشني قوي، بس اكيد عندك احسن مافيش ظلم ولا قهر فيه عدل وبس، أنا مش بكرهك ولا هكرهك أنا حدعي لك ربنا يسامحك واكيد حيسامحك ما انت حميتني وعشان انت اتظلمت وانت كمان طيب يا آدم، انت زعلان عشان بعيط اوعدك محدش حيشوف دموعي تاني، مع السلامه يا آدم.
دخل جاد إليها ساخراً:
-هاه خلصتي وداع، كدا، كدا وقتك خلص يا قطة.
اقترب منها وكاد ان يمسك ذراعها ولكنه فوجئ بها وبحركة سريعة تشهر سلاحها (مطوتها) بوجهه وجففت دموعها بيدها الأخرى وابتعدت عنه قليلا.
تفاحة بحدة :
-ايدك اياك تفكر تلمسني والا حقطعها لك.
ابتسم متلذذا:
-احب القطط اللي بتخربش شكلها هاتحلو تربية ايده فعلاً ، علي العموم الصبر طيب يا قطة.
عادت من ذكرياتها وتحمل من الالم الكثير وكأنها تستقبل خبر موته لأول مرة وكان أحمد يراقبها ويرقب تعابير وجهها المتألمة، حزين من اجلها ناقم علي نفسه.
ظلوا علي تلك الحالة لخمسة أيام حاولت تفاحة جاهدة عدم الخوض في ذكرياتها كي تظل صامدة تشتاق لوجود امان لها وبالكاد استطاعت تجنب ذكرياتها، باليوم السادس ادخل منصور لها طعام الافطار ككل يوم.
اعترضت تفاحة:
-وبعديــــن بقي هو سي زفت مش ناوي يبعت للناس دي اكل ولا ايه؟
-مش اول مرة يعملها هو متأكد انك بتقاسمي اكلك معاهم وبيحب يضايقك.
-هي المعلمة جاية امتي هي اللي حتحل الموضوع ده
-النهارده بالليل هانت.
بالمساء اتت المعلمة لم تدخل إليهم لوجود حفلة علي احدهم بالخارج بعد فترة تعالت اصوات الصراخ وهزت ارجاء المكان كان الصوت لا يدل اذا ما كان لطفل ام شاب هز الصراخ كيان تفاحة وشعرت وكانه يستغيث بها، واثار الرعب داخل رنا، ارتعب أحمد من أجلها وخشى عليها مما تمر به وتعيشه .
كان الصراخ يدمي القلوب يؤلم قلب تفاحة بشدة وضعت يدها علي اذنها تغلقها تحاول تجاهل صوت بداخلها يحثها علي المساعدة، لم تستطع الصمود اكثر فنادت علي منصور حتى اتاها يلتفت حوله كعادته.
-ايه اللي بيحصل بره مين بيصرخ كده؟
-عيل حظه منيل وقعه في طريقنا.
-مخطوف يعني؟
-جه بالغلط، تفاحة اوعي تخرجي ولا تخطي العتية دي انت ظهرك لسه ما خفش من المرة اللي فاتت ولا اللي قبلها وأدم مات محدش حيحوش عنك.
- ليه بتقلب في المواجع يا منصور الله يرحمه روح بقي، لأ استني الواد ده مؤذي.
-لأ، اغلب من الغلب، بس بردوا ملكيش دعوة انت مش ناقصة.
ابتعد منصور وحاولت هي تجاهل تلك الصرخات المستغيثة وكانه يستنجد بها ظلت تنظر لباب الغرفة كانه سد منيع تهاب المرور منه، وبالنهاية اتخذت قرارها تحركت نحو رنا وحدثتها
-حاولي تغمضي عينك ماتشوفيش اللي حيحصل بعد شوية، مش عايزة يطلع منك اي صوت ما تلفتيش نظرهم ليكِ.
سمع أحمد حديثها مع منصور ثم مع اخته ولم يفهم سبب تحذيرها من الخروج من الغرقة هل هي حبيسة تلك الغرفة وهذه الجدران الاربع.
خرجت تفاحة صوب مصدر الصوت، سقط على مسامعها كلمات المعلمة الأمرة أفزعتها:
-كفاية كدة اقتلوه.
فصرخت تفاحة تمنعهم:
-لأ
نهضت المعلمة غاضبة وتحدث بنرة تعكس ما تكن لها من سخط:
-ايه اللي طلعك من اوضتك مين سمح لك؟
توترت تفاحة وحاولت جمع كلماتها:
-كـُ كنت جاية عشان اللي حتقتلوه ده أنا محتجاه معايا عشان الواد الجته اللي جوة اهو ياكله ويشربه ويشوفه عايز ايه وبعدين ابقوا اتصرفوا معاه.
المعلمة:
-بردوا ده ما يخلكيش ماتسمعيش الكلام وحتتعاقبي.
تحركت نحوها بغضب، كبلت يدها خلف ظهرها، وبالأخرى قبضت علي شعرها اسفل الكاب بقوة تدفعها للتحرك امامها حتى عادت للغرفة، فدفعتها بقوة تاركه إياها، وتحدثت بحدة
- لما نقول ما تخرجيش من هنا، إلا بإذن مني لازم الكلام يتسمع ولو فيها موتك.
شعرت تفاحة ببعض الخوف فنبرة المعلمة لا تبشر بخير ولكنها تمالكت نفسها كعادتها اقتربت المعلمة منها وصفعتها عدة مرات ثم ثبتت عينها باعين تفاحة بحدة وهي تصيح على جاد
المعلمة:
-جاااااااد
جاد:
-أوامرك
المعلمة:
-هات الواد هنا وأجهز عشان تأدبها.
سعد بشدة وابتسم بشهوة
-مش اللي جه في بالك هات كربا ج الحيو** اللي زيها.
دفع احدهم الشاب للداخل واحضر اخر كرسي للمعلمة فجلست ووضعت قدم فوق الأخرى. ثوان وعاد جاد ومعه السوط يشعر بنشوة شديدة من فرط سعادته لما سيقوم به من تعذيب لتلك التفاحة الشامخة دوماً
المعلمة:
-مستني ايه ابدأ.
نظر إلى تفاحة متشفيا ثم رفع سوطه وهوي به علي جسدها مرارا احرقه وتعمد ان ينال ظهرها نصيب اكبر حاولت تفاحة اخفاء وجهها وجاهدت لأبعاده عن ظهرها -الذي لم يشفي بعد من تعذيبه- دون جدوي، كان ذلك تحت نظرات الجميع الذين اختلفوا في ردود افعالهم فالمعلمة كجاد سعيدة شامتة فهي تغار منها من جمالها وقوة تحملها، اما أحمد اشفق عليها بشدة وتألم من اجلها، ورنا اشفاق وذعر من وجودها بهذا المكان، ذلك الشاب في حيرة صدمة، وتساؤل، لما دفعت بنفسها للهلاك من اجله؟ لم يمهل لنفسه المزيد من الوقت للتفكير، فحسم أمره والقى بجسده فوقها، يحاوطها بجسده، يتلقى عنها تلك الجلدات، ففوجئ بها تجذبه بعيدا عن مرمي الضربات التي تنهال عليها دون رحمة أو شفقة وحاوطته هي تمنعها عنه، شعر بارتعاش جسدها واستمع لأنينها المكتوم، تألم من أجلها، يدرك إنه هو سبب معاناتها، وبعد فترة ليست بقليلة اوقفت المعلمة ما يحدث.
-كفاية كدة.
جاد ولم يكتفي:
-دي لسه فايقة وما اتوجعتش حتي.
-ومش حتنطق ولا تتوجع وأنا عايزاها فايقة تاخد الوجع من أوله لآخره عشان تاني مرة ما تفكرش تعدي العتبة دي من غير اذن.
جاهدت تفاحة لإخفاء المها دون فائدة فبالكاد تمالكت نفسها وتحدثت بصوت مختنق متقطع تلملم الحروف والكلمات
- النْ.. النّاس دي.. مش بـ يدخل.. يدخل لها اكل.. وقولت.. لجاد.. وما فيش فايدة.
كانت تلتقط انفاسها بين كل كلمة واخري تحاول التماسك، اما المعلمة فنظرت لجاد بتأنيب زائف فهي دوما تشجعه علي تلك التصرفات
- انت فعلا عملت كدة الناس دي يدخلهم اكل من النهاردة.
- حاضر اعتبريه حصل.
نظر إلى منصور صائحا به:
-مش سمعت المعلمة أمرت بإيه روح انجر هات الاكل.
اسرع منصور لتنفيذ الامر وخرج الجميع من الغرفة حاولت تفاحة الاستناد علي ما حولها تحاول الصمود واحتواء المها اقترب منها الشاب متناسي المه ومد لها يده
-هاتي ايدك اساعدك اللي حصل ده بسببي أنا آسف.
لم تجيبه تفاحة ولن تفعل:
- أنا حساعدك والله هما ليه عملوا كدة معاكي مش انت شغالة معاهم؟
لم تستطع الحركة أو الحديث، بل بالكاد وبشق الانفس، تتحمل انفاسها دخولا وخروجا من رئتها تشعر وكأن جسدها وبالأخص ظهرها تشب به النيران.
نظر الشاب لها وكانت تنحني للأمام قليلا فصرخ عليها بصدمة:
-ضهرك بيجيب دم!
الهبت تلك الكلمات مسامع احمد، انتفض بمجلسه، يزوم ويفرك، يتلوي علي الكرسي ليلفت انتباه الشاب، الذي التف له متسائلا
- عايز تقول حاجة اماء أحمد براسه موافق عدة مرات فأكمل
-عشان ضهرها.
كرر أحمد ما فعله موافقا، فأسرع إليه ونزع كمامته؛ فتحدث أحمد باهتمام وجدية
-لازم علاج، أكيد الحروق كلها انجرحت ولازم ضهرها يتهوي ضروري.
الشاب وهو ينظر حوله:
-أكيد يا أنكل مافيش أدوية هنا وهما قالوا عايزنها تتألم فمش حيجيبوا لها علاج.
-علي الاقل محلول ملح وضهرها يتهوي.
- بردوا نجيب منين؟
-ممكن مية دافية والملح العادي ممكن يسد.
بتلك اللحظة دخل منصور ومعه الطعام فحدثها مشفقا:
-قولت لك ما تخرجيش مبسوطة كدة!! اكيد مش قادرة تتكلمي من الوجع.
حدثه الشاب بأمل أن يساعده
-أونكل شكلك طيب احنا عايزين ملح عشانها.
أجابه متعجب
- عشانها ليه مش فاهم.
- هنعالج به ضهرها اكيد مفيش ادوية هنا
- حجيبه حاضر ومفيش ادوية هنا هما لو عليهم يزودوا وجعها مش يخففوه.
سقطت تفاحة جاثية علي قدميها التي لم يعد لديها القدرة لتتحملها فهي ظلت تحارب المها لتتجاهله وتجاهد لحبس دموعها ومنعها من النزول، يتابعها أحمد بنظره مثبت باتجاهها لا يشعر سوي بألمها وعذابها ، احضر منصور الملح وجهز الشاب المياه.
-أنا لازم امشي لو احتاجتوا حاجة قرب من الباب واقعد جنبه وأنا عيني عليكيوا من بعيد لو حسيت انكم عايزيني حعمل اي حاجة واجي ماشي.
خرج منصور فوجه أحمد حديثه للشاب:
-هات الميه والملح وتعالي.
حدد له مقدار ما يضع:
-قلبه كويس يدوب واتاكد ان المية مش سخنه وبعدين فك ايدها
واشار علي رنا:
- وهات تفاحة تقعد عندها نفذ الشاب ثم اقترب من تفاحة التي رفضت مساعدته ولم تستجب له وحدثها برجاء:
- احنا حنساعدك بس والله انت تعبانة وأنا السبب وبعدين أنا صغير وحضرتك الكبيرة المفروض أنا اللي اخاف منك.
استسلمت تفاحة له فهي غير قادرة علي المقاومة كل حركة ترد بظهرها تؤلمها، حتى انفاسها، استندت علي الشاب تتحرك ببطء شديد، اجلسها امام رنا التي ساعدتها لخلع قميصها، وما ان رأت ظهرها حتى اجهشت في البكاء.
أحمد بألم وقد رأي مدي سوء حالتها:
-بطلي عياط وخدي الميه.
وجه حديثه للشاب:
-هات المية الدافية الاول تنضف الجرح وبعدين المحلول اللي جهز وشوف حاجة قطن نضيفة.
بحث الشاب حوله حتى وجد قطعة قماش قطنية:
- ينفع ده.
-اه تمام.
وجه حديثه لرنا:
-خدي منه ونضفي الجرح بالراحة.
بدأت رنا بتنظيف الجروح ولكنها من شدة توترها تضغط علي الجروح بقوة دون إرادة منها لاحظ أحمد تشنجات تفاحة الصامتة.
-بالراحة عليها بتضغطي جامد.
- مش قادرة يا ابيه والله غصب عني.
- تعالي فك ايدي حنضف لها أنا الجرح.
-حضرتك ممكن تاذيها
أجابه باختناق غير مبرر منه:
-حأذيها ليه؟ حساعدها بس.
-اوعدني الاول
-يا سيدي اوعدك تعالي خلينا نخلص قبل ما حد يدخل
اسرع الشاب وفك قيده واخد يدي تفاحة ساعدها للجلوس امام أحمد الذي شعر وكان قلبه شق لنصفين بسبب ذلك الالم الذي داهمه من اجلها.
حاول طمأنتها:
-ماتخافيش أنا اصلا دكتور واجبي اني اعالجك.
نظف أحمد جراحها ثم رش عليه المحلول
-لازم تسيبي ضهرك يتهوي ما ينفعش تلبسي القميص دلوقتي.
تجاهلت تفاحة حديثه تحاملت علي نفسها وكادت ان ترتديه فجذبها من ذراعها فشهقت بألم فقتله ضميره من شدة تأنيبه له اغمض عيينه بغضب وفتحها وحدثها.
-لازم تستني شوية.
تفاحة بتجاهل:
- مش حستني وحلبس دلوقتي.
جذب من يدها القميص:
-قولت لأ، وبعدين مش حنبص عليكي اصلا ضهرك مشوه.
اغلقت عينها بألم من وطأة كلماته بينما شعر هو بشدة غباءه انب نفسه بشدة كيف صدرت منه تلك الحماقة
رنا معاتبة:
-ليه كدة يا ابيه؟!
-انت وعدت مش حتاذيها والاذية بالكلام ساعات كتير بتكون اقوي من الفعل.
نظر إلى تفاحة راجياً:
- بصي اسمعي كلامه واقعدي هناك ورا الصناديق دي لوحدك بعيد عننا محدش فينا حيشوفك وأنا حقعد عند الباب لو حد قرب حشاور لك تلبسي ماشي.
اماءت راسها موافقة فنظر الشاب لـأحمد معاتباً:
-وحضرتك يا انكل ارجع علي الكرسي عشان اربط ايدك قبل ما حد يجي.
عاد أحمد لكرسيه قيده الشاب دون اي مقاومة منه يأنب نفسه وقبل ان يكممه الشاب اعلمه أحمد بضرورة اعادة ما فعلوه عدة مرات.
جلس أحمد يحدث نفسه:
-اللي بيحصل ده مش طبيعي كل حاجة !! ليه بيعاملوها كده؟ وليه حاسس بوجعها كده؟ ليه حاسس بوجعك ليه؟ ليه ما قدرتش اتحمل آلمك ؟ ليه اتجننت لما شوفت الدم غرق هدومك. سامحيني يا شمس حسيت بوحده غيرك ، ياتري انت عاملة ايه؟ بيعذبوكي زيها ؟! ولا احساسي غلط وفعلا موتي وانكل مروان دفنك، آاااااه يا شمس وحشتيني قوي.
ساد الصمت ومر الوقت غفا الجميع من شدة الألم سواء ألم الجسد أو ألم الروح.
بعد ان غفت تفاحة فرأت نفسها تسير في مجري مياه ضحلة بها العديد من القاذورات وعلي احدي جانبيها تري أدم ثابت كتمثال لا روح له يملئ وجهه الندم والحزن نادت عليه مرارا دون اجابة كاد ان يملأها اليأس لولا انها سمعت صوت يناديها من الجانب الأخر التفتت تبحث عنه بعينها صوت تعرفه جيدًا انه صوت أحمد تراه كما تركته اخر مرة كان قريبا بعيدا في آن واحد، تارة تشعر به قريبا جدا واخري تشعر وكانه خيالا او سراباً
-شمس يا شمس انت فين يا شمسي ؟ وحشتيني قوي
نظرت شمس له بصمت تنساب دموعها
- يا شمس ردي بقي. انت هنا ومش سامعاني ليه؟ ليه مش بتردي عليا؟
-انت هنا فعلا؟!!
-ايوة اخيرا رديتي عارفة بقالي كام سنة بنده عليكي؟ تعالي معايا يلا مش حسيبك تاني.
تفاحة بصوت حزين:
-مش حينفع يا أحمد مش شايف بقيت ازاي، ليه غبت عليا بقالي سنين نفسي اشوفك في احلامي وحشتني قوي بابا وماما كمان بقي ليا اخ ولا اخت؟ نفسي اعرف.
- مشيتي ليه؟
- آسفة والله آسفة
-تاني يا شمس حيفيد بايه الاسف حيعمل ايه دلوقتي ؟
-مش بشوفك في احلامي عشان زعلان مني صح؟
-لا يا شمسي عشان مكسوف منك مش عارف اوصل لك بس بدور عليكي ومش حزهق، اطلعي بقي وتعالي عندي.
-مش عارفة ومش قادرة والله.
مد لها يده:
-امسكي ايدي عشان اساعدك، بسرعة يا شمس وحشتيني قوي.
مدت تفاحة ذراعها في محاولة للوصول إليه وإمساك يده ولكن المسافة بينهم كبيرة جدا حاول كلاهما الاقتراب من الأخر ولكن خطواتهم كانت ثقيلة وصعبة جداً
اما أحمد فبمنامه رأي نفسه يسير في طريق موحش مليئ بالحيوانات المفترسة والاشجار الميته تكاد شمسه علي الغروب ينادي بكل صوته علي شمس
-شمس يا شمس انت سامعاني؟ شمس.
فاجأة يري طفلة من بعيد يقترب منها فيجدها شمس بنفس هيأتها التي اختفت بها معها دميتها ويبدوا علي وجهها الحزن والالم، نادي عليها فابتسمت له ما ان راته وبالرغم من ذلك ظل الألم ظاهرا عليها.
-شمس كنت فين؟
-انت كبرت قوي يا أحمد شكلك اتغير كتير.
-بقيت زي ما انت عايزة دكتور وعندي عضلات قوية، إرجعي بقي انت وحشتيني قوي هو أنا مش واحشك بردوا.
شمس بألم:
-وحشتني قوي قوي، أنا اتوجعت من غيرك كتير قوي، ماتزعلش مني.
-مش زعلان عشان خلاص لقيتك وشوفتك تعالي معايا بقي.
-لسه شوية يا أحمد دور عليا.
- والله دورت انت ماتعرفيش اللي حصل من يوم غيابك كل حاجة حلوة راحت.
-دور يا أحمد ممكن اكون قريبة منك وانت مش عارف ارجع دلوقتي ودور حواليك.
انتفض أحمد مستيقظاً تتردد في عقله كلمات شمس الاخيرة، وبنفس اللحظة فتحت تفاحة عينها تنظر حولها وكأن اختلط معها الحلم بالواقع فوجدت نفسها قد غفت بنفس المكان الذي جلست فيه ظهرها مكشوف فأخذت قميصها وارتدته بحظر تتحرك ببطيء تتجاهل ألمها قدر استطاعتها اقتربت من الشاب توقظه.
-قوم ما ينفعش حد يدخل يلاقيك نايم معلش شوية وحخليك تنام تاني بس الغبي يغور من هنا
الشاب مبتسماً:
-صباح الخير. حضرتك عاملة ايه دلوقتي؟
ابتسمت علي كلماته الرقيقة رغم ألمها:
-بص حواليك كدة انت في وسط عصابة كلامك ده ما ينفعش هنا.
-اقول ايه؟ حضرتك كبيرة، اقول لك ايه؟ طيب.
- قول تفاحة عادي وتنسي خالص حضرتِك وحضرتَك واُنكل وكل الكلام ده
الشاب: اوكي ححاول والله.
ردت باختناق - يا ابني بقولك انت في نيلة عصابة نظام اوكي وثانكس ده ما ينفعش هنا اسمها طيب ماشي
نظر إليها بتعجب لم يتوقع ان تتذكر ما لقب به ذلك الرجل المقيد ولم يتوقع معرفتها باي كلمة إنجليزية.
تفاحة بتذمر خفيف والتفت باتجاه المنضدة لتعد بعض الشاي
- متنح ومستغرب ليه؟ حد قالك اني اتولدت هنا؟ قولي اسمك ايه؟
-آسر.
تصلب جسدها وصمتت وظلت موالياه ظهرها فاكمل الشاب كلامه
- آسر مصطفي.
تنفست الصعداء فكل ما جال بذهنا عندما سمعت اسمه انه قد يكون اخاها وكتب على اهلها الشقاء وما ان اكمل الشاب حتى حمدت الله بسرها ولامت نفسها بذات الوقت فبالتأكيد اهل الشاب يمرون بأوقات عصيبة مؤلمة
-وانت اسمك ايه؟
-ما قولنا تفاحة.
- اقصد الحقيقي بما إنك مش مولودة هنا فاكيد اسمك مش تفاحة.
التفت إليه بذهول فلم تتوقع رده بينما أحمد نظر إليها باعين متسعة يفكر كيف لم يجول هذا بخاطره.
تفاحة بجدية وملامح قاسية:
-بص بقي هنا أنا بس اللي أسأل وفي زي ما بيقولوا في خط أحمر ما ينفعش تعديه تمام.
آسر وقد بدا عليه الارتباك والخوف القليل: -أنت بتقلبي بسرعة على فكرة.
ابتسمت دون إرادة منها تأكدت انها اصبحت مثل أدم بالفعل.
-بردوا
نظر لها آسر بتعجب لم يفهم ردها، فأكملت بنفس البسمة وهي تنظر إلى رنا
-في حد قالي كدة من كام يوم، بس ده ما يمنعش انك ما تسألش أنا بس اللي اسال تمام.
اجابها وهو مخفض رأسه
- حاضر قصدي ماشي.
- تمام كدة.
سريعا ما تبدلت ملامحها إلى الغضب وصرخت بصوت عالي افزعت آسر ظن بالبداية ان صراخها عليه وسريعا ما استوعب انه لذلك الشخص الكريه.
-بطل شغل الحرامية وقول عايز ايه؟
اتي صوت جاد من خلف الصناديق المقابلة للباب:
-حيجي يوم واعرف بتعرفي ازاي إني موجود، كنت فاكر حلاقيكي مرمية ع الارض بتتوجعي بس واضح ان أدم كان مدربك كويس كان بيعذبك بردوا امال خايفة ع سيرته قوي ومش طايقة كلمة عليه ليه؟ طوعيني بس وأنا حريحك من العذاب ده و حبسطك كمان.
نظرت له بتهكم وسخرية:
-حتعيش وتموت غبي؟ تصدق انت مش غبي بس انت اغبي حد ممكن اعرفه في يوم من الأيام.
تحولت معالم وجهه للغضب الشديد تحدث وهو يضيق عينيه يتوعدها: لسانك ده حيجي يوم واقطعه وحوريكي العذاب ألوان وابقي خلي أدم وقتها ينفعك يمكن يطلع من التربة ينجدك من ايدي.
- حتفضل طول عمرك تغير منه لأنه بالرغم انه كان واحد منكم بس انضف منك بكتير طول عمرك مش طايقه.
اقترب منها وعيونه مثبته عليها وتحدث بغل واضح:
-عشان كده قتلته وجبته ميت بين ايديكي عشان تتحسري عليه واوجع قلبك اوعي تفتكري إني جبته عشان تودعيه زي ما قولت يومها، بس ما كنتش اعرف اني قتلته متاخر كان خلاص دربك وقواكي بقيتي قطة شرسة. بتخربشي، بس افتكري كويس ان اخرك الخربشة وبس مش حتوصلي حتى ان تعوري، بس وغلاوة الفلوس عندي وعلي قد حبي ليها حيجي يوم وادبحك أنا واكل التفاحة.
- كل يوم بتأكد اني صح وانك غبي فعلا، أنا ممكن اقتل نفسي ولا انك تلمسني لاني وقتها حقرف من نفسي قوي، أنا كل حته فيا بتكرهك و وجودك بس في نفس المكان كفاية انه يخنقني.
ابتسم جاد بسماجة:
-حسابنا بعدين يا قطة اللي بيدفع فيكي بيشاور عقله يوقف وكمان بقي من المغضوب عليهم لا وكمان بيعاقبوه، وقريب قوي حتكوني بين ايديا آه ابقي اقتلي نفسك بعد ما اكل التفاحة اصلي مش حسمح قبل ما ادوق بس متهيتلي حتطلعي ماسخة.
غادر جاد وهو يضحك بطريقة مقززة مستفزة فأخذت تفاحة ما طالت يدها وقذفتها خلفه ورددت.
- غبي وحيوان.
كان أحمد شارد يفكر بما حدث بينها وبين ذلك الوقح الذي تلقبه دائما تفاحة بغبي وايضا بما حلم به.
أحمد بداخله:
- ياتري انت قريبه فعلا يا شمس؟ انت هنا حواليا! اكيد مش هي لأ اكيد مش هي بس ممكن تكون في مكان تاني هنا او قريب من هنا. ولا ده كان حلم عادي عشان نفسي الاقيها مش عارف صح اصلا افكر كدة ولا افكر في رنا اختي ومصيرها. أنا حاسس اني متلخبط جدا، يا رب.
فاق أحمد من شروده علي صوت اسر تلاه صوت منصور
-تفاحة انت كويسة؟
بنفس اللحظة دخل منصور يتلفت خلفه كالعادة اعطاها الطعام.
-ايه اللي حصل دا خارج من عندك مش طايق نفسه اتخانق مع الكل ياريت ما تحاوليش تستفزيه انت مش ناقصه محدش حيقدر يقف لك واصلا انت معلمة علي معظم اللي بره والمعلم هو اللي حايشهم عنك بسبب الفلوس وسامع طراطيش كلام ان الراجل عنده مشاكل وحيرفع ايده عنك.
تفاحة بتهكم:
-ما تحسسنيش ان الراجل ده طيب ولا بيدفع عشان خاطر عيوني هو السبب اني هنا.
-أنا خارج وبلاش تتكلمي معاه مهما عمل هو اصلا ساعة بالكتير وطالع شغل حبقي اعرفك لما يمشي.
خرج منصور واقترب آسر من تفاحة ربت علي كتفها بلين
- شكل منصور طيب وبيساعدك بتثقي فيه
تفاحة بتلقائية شديدة:
-طول ما انت هنا اوعي تآمن لحد.
-بس انت غيرهم صح؟ أنا بثق فيكي.
تفاحة بابتسامة:
-خد طبق منهم اكله وسيب حبة منه عشانك وحسيب لك من طبقها كمان حبة لان اكيد جاد مش مدخل لك اكل حظك انه بدا يدخلهم والا كنا كلنا كده حناكل رغيف عيش ومعلقتين فول.
- بس ده مش فول ده بيض وجبنة وحلاوة.
-: مش بقول لك حظك حلو.
-: ليه ساعدتيني؟
نظرت له باندهاش لم تتوقع السؤال وتهربت من الإجابة:
-قولت لك أنا هنا اللي اسأل بس، روح اكله يلا.
والته ظهرها وكانها تهرب من براءته التي تعيدها اللي الماضي وتوقظ المها وحنينها وتضعفها بشدة.
جلست تطعم رنا وهي شاردة تحت انظار ومراقبة أحمد لها دون ان تشعر ولكن دون سابق انظار وجدها تصلبت ثواني ووضعت يدها علي جيبها في ترقب وارتجفت ظلت تنظر امامها بترقب، دام وضعها هذا مدة قصيرة ثم ارتخت اخيرا اخذت نفسا عميقاً نظر الثلاثة إليها بتعجب شديد قطع الصمت آسر الذي سألها
-مالك؟ حصل حاجة.
ردت عليه دون تفكير
-: كان هنا على الباب.
آسر بتعجب:
-انت فعلا بتعرفي ازاي؟
-لانه الشخص الوحيد اللي بكرهه فعلا، قلبي بينقبض جامد اول ما بيقرب من المكان اللي بكون فيه.
-معلش تحبي اكمل مكانك.
فأجابت رنا:
-أنا خلاص مش قادرة اكل.
نهضت تفاحة دون حديث وجلست امام الباب وشردت لبعض الوقت عم الصمت المكان خلالها، وما أنا تأكدت من رحيل جاد تحدثت
-ايه اللي جابك هنا اللي اعرفه انهم ماكانوش عايزينك.
آسر بابتسامة حزينة:
-عشان ما بسمعش الكلام.
ضمت حاجبيها بتعجب:
-مش فاهمة؟
-كان يوم عيد ميلادي ال 14 كنت شايف نفسي كبرت اصحابي عزموني علي سهرة كان الخميس ماما وبابا ما وافقوش وقالوا ما ينفعش اسهر بره البيت لوحدي.
نكس راسه واكمل باسف:
-ما سمعتش الكلام بينت اني استسلمت بس بالليل اتسحبت ونزلت بالراحة ورحت سهرت مع اصحابي وأنا راجع سمعت بنت بتستغيث وفي اتنين بيحاولوا ياخدوها من غير ما افكر جريت عليها وحاولت بكل قوتي ابعدهم عنها بصراحة كنت ضعيف قدامهم بس اتشغلوا بيا وطلعت هي تجري بكل قوتها فلتت هي وجيت أنا.
ثم ابتسم بتهكم، فسألته تفاحة:
-زعلان عشان ساعدتها؟!
- اني انقذتها لأ، لكن زعلان وندمان اني خرجت وما سمعتش كلام ماما وبابا.
تفاحة بابتسامة آلم:
- وحشوك؟
نكس رأسه بألم:
- قوي اخواتي كمان وحشوني قوي قوي نفسي ماما وبابا يسامحوني.
اقتربت منه تفاحة وقد لمعت عيونها من دموعها الحبيسة واخذته. بين ذراعيها وربتت علي ظهره بحب تحتوي المه.
-عارف الدنيا دي ظالمه قوي بتحاسب الضعيف والبرئ علي غلطته بقوة انما اللي زي جاد بيغلطوا ويئذوا ويعذبوا من غير حساب او علي الأقل متاخر قوي.
-يمهل ولا يهمل ماما دايما كانت بتقول كدة.
ابتعدت عنه قليلا ونظرت له بابتسامة
تفاحة:
-ممكن تعتبرني ماما التانية.
اكملت بحدة طفيفة:
- بس أنا بعاقب خلي بالك.
-مش بقولك بتقلبي بسرعة.
ابتسمت ثم عادت لجديتها مرة اخري
تفاحة: روح نام علي المرتبة اللي هناك دي شوية انت ما لحقتش تنام إمبارح واكيد تعبان من الضرب الحق نام قبل الغبي ما يرجع. - طيب تعالي انضف الجرح اللي في ضهرك واحط لك محلول الملح.
وقبل ان تجيب اكمل:
-من غير اعتراض مش بحب الامهات اللي تعترض علي كلام ابنها أنا الراجل هنا.
اكمل برجاء:
-ضهرك تعبان قوي عشان تعرفي تقفي لو سمحتى وافقي وخصوصا ان عمو الغبي مش موجود.
أماءت تفاحة براسها، بينما شعر أحمد بالضيق الشديد من احتضان تفاحة لآسر بالرغم انه موقن بانها مشاعر امومة وايضا لا حق له بالرفض او القبول واشتد ضيقه لان اسر هو من سيعتني بجراح ظهرها فتحدث بغضب لا يعلم سببه
أحمد بغضب:
-وليه تتعب نفسك ادام في دكتور موجود أنا ممكن انضف الجرح عشان اتاكد انه مش حيجمع صديد، سخن انت بس المية.
-عندك حق أنا حعمل اللي حضرتك قولت لي عليه.
- قولنا مفيش حضرتك.
آسر: حاضر.
نظر لأحمد:
- حعمل اللي قولت لي عليه. ثم اعاد نظر لتفاحة واكمل
-كدة كويس.
ضحت بخفة:
-آه كدة كويس.
ضحك اسر بينما اشتد غضب أحمد فمالت عليه رنا وهمست
-ابيه مالك متضايق ليه؟
انتبه أحمد لنفسه:
-هو في اكتر من اننا مخطوفين واني عاجز قدامك كدة، مش شايفة ان ده سبب يخليني اتضايق.
نظرت له مواسية اياه وهي تشعر ان هناك سبب اخر لضيقه.
-أنا اسفة يا ابيه أنا السبب في اللي احنا فيه ده.
-ما تتاسفيش ان شاء الله ربنا حينقذنا من هنا.
اقترب آسر من أحمد ومعه المياه والقطعة القطنية وبعض الملح
-أنا جهزت الحاجة حفكك بس اوعدني ما تاذيهاش حتى بالكلام زي امبارح.
أحمد متأفف:
- حاضر اوعدك.
اخذ آسر بيد تفاحة واجلسها امام أحمد وعندما حاولت التملص منه شد آسر علي يدها
- هو دكتور احسن حد ممكن يعمل كدة استحملي النهاردة كمان عشان الجرح يكون نضيف ومن بكرة ابقي اعملي انت لنفسك عشان خاطري لأ ورحمة أدم أنا فهمت انه كان مهم عندك.
نظرت إليه وارتبكت قليلا:
-ماشي يا آسر ما تحلفش برحمته تاني ماشي.
آسر بسعادة:
-حاضر يلا بقي.
جلست تفاحة امام أحمد وبداخلها شعور لا تعلم ما هو لكنها متأكدة انه يضعفها ولذلك فهي لا تحبه وتجاهد للابتعاد عن ذلك الشخص الذي لاتعلم اسمه ولا تحاول حتى دون ان تسال نفسها عن السبب.
اما أحمد فجلوسها امامه وهو يضمض جرحها يؤلمه فعلا مهما حاول ان يخفي هذه الحقيقة عن نفسه ويوبخها لشعورها بألم تلك التفاحة ويدعوا الله داخله ان يحفظ شمس والا تتعرض لما تتعرض له تلك البائسة، انتهي سريعا فهو لا يريدها ان تكون قريبه منه فقربها يشعل مشاعره ويولد شعور اخر لا يعلمه ولا يود معرفته.
باليوم التالي بعد ان احضر منصور الفطار
-ما دايما بيدخلوا لك فول بس.
-اه.
-ليه؟
-عشان اول ماجيت ما كنتش باكله.
-ليه دايما بيضايقوكي
-مش قولت قبل كدة أنا بس اللي بسال هنا.
-زعلتي كنت بفتح كلام وبس.
-ما زعلتش ويلا نفطرهم عشان اصلا الاكل متاخر وزمانهم جعانين وخلينا نخلص.
اقتربت تفاحة من رنا وفكت كمامتها.
-ما تخليني أفطرها أنا النهاردة مرة من نفسي افطر القمر.
نظرت تفاحة له بتهديد و غضب أحمد بينما ضحكت رنا بخفوت
- ايه الرقة دي.
غضبت تفاحة بشدة و نظرت له بحدة وتوجهت لباب الغرفة تأكدت من عدم وجود احد بالخارج ثم اتجهت نحوه ولازالت غاضبة وامسكت ذراعة وهزته بقوة
-ايه اللي قولته ده؟
-والله كنت بهزر بس عشان افكك.
نفضت ذراعه:
-بتهزر انت فاكر نفسك فين في رحلة مع اصحابك في المدرسة انت عارف بسبب هزار زي ده ممكن يحصل لها ايه؟ بص حواليك كدة شوف انت فين كويس.
احرج آسر واخفض رأسه:
-أنا آسف.
تفاحة:
-آسف، لا، معلش ما تمشيش هنا اسف.
رفع راسه بصدمة وخوف منها لأول مرة فاكملت هي
-حتتعاقب يا آسر، شايف الصناديق اللي هناك دي حتنقل عشرة منهم للناحية التانية وبعدين حترجعهم تاني زي ما كانوا.
- حاضر.
واتجه للصناديق
-تفطره الأول وتفطر تبدأ لما اقول لك.
تحرك يفعل ما قالت دون نقاش بينما هدأ غضب أحمد، وبعدما انتهوا ومر بعض الوقت تحدثت تفاحة بحدة.
-قوم ابداء العقاب.
-اسف مش حتكلم كدة تاني، سامحي المرة دي.
-بقوا 12 صندوق، اتحرك.
تحرك اسر وبدأ بحمل الصناديق وتفاجئ بان الصناديق ثقيلة جدا وكان يجاهد لحملها وبعد انتهي من 6 صناديق شعر بألم شديد بجسده.
-أنا تعبت دول تقال قوي.
لم تجيب تفاحة التي كانت تتابعة من البداية ولاحظت تعبه واكتفت بنظرة تحذير فعاد وحاول نقل باقي الصناديق فنقل اثنان اخران.
- مش قادر.
تفاحة: بقوا 13 وكل ما تتكلم حزود فاتحرك وانت ساكت.
عاد آسر لحمل الصناديق ولم يتحدث وادمعت عينه من الا٦لم الذي سري بجسده وبعد ان نقل 10 صناديق ارتعشت يديه بشدة ولم يعد قادرا علي حمل الصناديق لكنه لم يتحدث وحاول جاهدا حمله عدة مرات دون جدوي فتنهد بصمت وانسابت دموعه شعر بتفاحة بجانبه ووجدها تحمل الصناديق المتبقية وتنقلها هي فازدادت دموعه بصمت، انتهت تفاحة ثم وقفت امامه وحدثته بجدية
-ما ينفعش دموعك تنزل لاي سبب مهما كنت تعبان الدموع بعني ضعيف ضعيف يعني تداس تحت الرجلين.
صمتت قليلا ثم اكملت
- انت ماكنتش بتتدرب علي اي رياضة قبل كدة
حرك راسه نافيا:
-بابا كان يادوب بيجمع مصاريف المدرسة بالعافية وطول الوقت بذاكر عشان ما اخدش دروس وازود الحمل علي بابا.
تفاحة ببعض الحنان:
-يبقي لازم تقوي عضلاتك بالموجود عارفة ان الصناديق تقيلة شيلتها وأنا اصغر منك وكنت بتضرب لو منقلتاش كلها.
-يعني كمان حتضرببني.
تفاحة بابتسامه:
-لأ بس ده ما يمنعش اني حعاقب بس مش بالضرب وبعدين انت راجل مفيش راجل يضرب ولا ايه.
ابتسمت بألم فاكملت:
-انت مش ضعيف ولازم تعمل حساب الغدر في اي وقت ولازم تجهز نفسك فهمت.
ابتسم لها واماء راسه بالموافقة.
تابعت:
-كل يوم تنقل مجموعة حاول تدوس على نفسك في الاول حتتعب جامد وكل شوية الوجع حيقل اتفقنا.
-اتفقنا.
جلس كلاهما بينما شردت تفاحة في ذلك اليوم الذي اعترضت فيه علي أدم وذكرت اسم أحمد امامه
الماضي:
تحدث أدم غاضبًا منها:
-مش بتسمعي الكلام قولت لك لازم تقوي جسمك وتشيلي الصناديق كلها كل يوم وترجعيها، ولما اضربك تقولي جسمي واجعني من المرة اللي قبلها.
تفاحة بتعب وعصبية:
-تعبت مش قادرة شيلت بس مش كلهم تعبانة تعبانة انت بتعذبني ازاي وبتضربني وبتقول بتحبني اللي بيحب مش بيعذب اللي بيحبه، أحمد عمره ما وجعني كدة كان بيعاقبني باللي أقدر عليه.
تلت قولها بوضع يدها علي فمها واتسعت عينها برعب، ادركت وقع ما تفوهت به، وارتعشت عندما رات تعابير وجهه الذي ظهر عليه الغضب بوضوح.
تفاحة برجاء:
-والله اسفة طلع اسمه غصب عني.
اقترب منها وصفعها ودفعها علي الارض، زحفت للخلف وتحدثت برجاء:
-أدم خلاص والنبي والله محستش بنفسي خلاص يا ادم.
لم يكن يسمع لها كانت كلماتها باسم أحمد تترد علي مسامعه فخلع حزامه ينظر لها بغضب شديد.
أدم بغضب شديد:
-اثبتي مكانك احسن لك.
-حاضر بس آاااه…..
-اخرسي مش عايز صوت مش أنا بعذبك حوريكي يعني ايه عذاب.
ضربها بقسوة وعنف شديد تحملت تفاحة لبعض الوقت حتى فاق احتمالها.
-مش قادرة يا أدم كفاية كفاية.
-كل ما حسمع صوتك حزود عشان تعرفي العذاب وتفكري مية مرة قبل ما تجيبي سيرة حبيب القلب او تفكري فيه.
حاولت التماسك قدر استطاعتها حتى شعرت وكانها تفارق الحياة.
-حموت يا أدم مش قاا….
انقطع صوتها لإغمائها كانت كالمغيبة تسمع ما يدور وكانه آتٍ من مكان بعيد، توقف أدم حينها، اقترب منها وجلس جوارها، واخذ يلهث بقوة أغمض عينه بألم ثم ضمها إليه، حدثها بما لا يستطيع قوله وهي واعية
-ليه دايما بتفكريني بحبك ليه بشوفك سرحانة كتير وبتبتسمي بكون متاكد انك بتفتكريه بعمل نفسي مش واخد بالي بترتعشي لما اقرب منك وتحطي ايدك علي مطوتك بقولك شاطرة وقلبي بيتقطع، معايا في مكان واحد ومش قادر حتى ابص لك علي انك حبيبتي او المسك كحبيب ليه بتجيبي اسمه وسيرته مش بحس بنفسي، غيرتي منه بتحركني زي ما حركتني زمان وجبتك هنا، خايف تكرهيني في يوم خايف اموت واسيبك ليهم مع ان الموت ارحم من عذابي معاكي.
مسد علي شعرها بحنان ثم حملها ووضعها علي فراشها مسح وجهها بالماء وتركها لترتاح وجلس هو بعيداً.
عادت تفاحة من ماضيها تنفست بارهاق لم تلاحظ متابعت أحمد وآسر لها.
كان أحمد يتابعها منذ بداية عقابها لأسر والحوار الذي دار بينهما ازدادت تساؤلاته وحيرته خصوصا بعد شرودها والالم الذي حملته معالم وجهها اثناءه
اما رنا فكانت لا تشعر سوي بالخوف من تصرفات تفاحة الغير مفهومة لها ادركت ذلك تفاحة ولكنها صمتت فهي غير معتادة علي تبرير تصرفاتها كما انها تشعر ان تعاملها معها يضعفها وهي تكره هذا الشعور وتبغضه.
مر اسبوع دون احداث جديدة شد وجذب معتاد بين تفاحة وجاد، مراقبة أحمد لتفاحة وكبح شعوره تجاهها، محاولة تفاحة المستمرة في تجاهل ذلك المقيد الذي لا تعرف اسمه ولا تود، واحتوائها لآسر والتفاهم المتبادل بينهما والذي يثير غضب كل من أحمد وجاد.
ذات يوم استيقظت تفاحة تشعر بانقباضه شديدة بقلبها تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
-مالك في ايه؟
-مش عارفة ربنا يستر.
مر اليوم وتفاحة تترقب ما سيحدث تزداد انقباض قلبها بقوة حتى سرت بجسدها ارتجافة جذبت انتباه أحمد بقوة ود لو قام باحتضانها وازلت هذا الخوف عنها.
-ما تقلقيش كدة اليوم قرب يعدي اهو وما فيش حاجة حصلت.
-جاد ما دخلش النهاردة خالص وده معناه ان فيه حاجة كبيرة حتحصل.
ما ان انهت تفاحة كلمتها حتى شعرت بدخول جاد فالتفت ناحية الباب ولم تتكلم وازداد خوفها وقلقها دخل جاد ونظر إليها نظرات شامتة لم يتحدث كعادته وخرج سريعا، شحب لون وجه تفاحة ونظرت إلى رنا بخوف وقلق ورددت اسمها بدون صوت وقراءها أحمد علي شفاهها فاعتراه الخوف علي اخته التي انتفض جسدها دون ان تعلم السبب.
تفاحة: يا رب.
دخلت المعلمة غاضبة بشدة:
-بقي اهلكوا يستخسروا فيكوا شوية فكة ويبلغوا البوليس واتنين من رجالتي يتقبض عليهم حساب الفاتورة دي عندكوا، جاد فك الامورة تدفع الحساب.
صرخت تفاحة:
- لاااااأ هي ذنبها ايه.
بينما انتبه أحمد لكلماتهم انتفض جسده وزام بقوة وجاهد لفك وثاقه الذي احكمته تفاحة بالصباح بمعونة منصور دون جدوي
-ذنبها يا حلوة انهم اهلها وان اتنين من أحسن رجالتي في الحبس بسببهم.
-بس هي صغيرة وده يقضي عليها هي حتخرج من هنا لما الكبار يصفوا حسابهم مع اهلها.
ابتسمت المعلمة بخبث:
-اللي يصعب عليك يفقرك لو مش عايزاها تحاسب حاتحاسبي انت.
-أنا ممكن اجيب العدة من برة مش اول مرة.
-لا يا حلوة كدة كدة جاد حيشتغل الاختيار هنا انت ولا هي؟
الفصل العاشر ‘اغتيال’
وقعت الكلمات علي تفاحة كالكرابيج تتهاوي عليها التفتت بصدمة إلى رنا التي ترتعد خوفا مما تسمع وسيحدث تنظر إلى تفاحة برجاء حمايتها اما أحمد ينفطر قلبه حزنا وألما يشعر بالعجز، احساس قاتل كنار تلتهم قلبه وجسده، لا يتحمل اي خيار منهم حاول فك وثاقه دون جدوي، يقف بالجانب الأخر آسر لا يعي مدي السوء المتملك من هؤلاء البشر بل هم ليسوا ببشر علي الاطلاق يخشى على تفاحة ومصيرها.
لأول مرة لا تستطيع تفاحة حبس دموعها سالت علي وجهها دون ارادة منها تنظر لاعين رنا تطمئنها، وبنفس الوقت لا تقوى على قول خيارها لم تنتظر المعلمة كثيرا قد واتتها فرصتها لتستمع لصرخاتها وتشاهدها تتألم فقطعت الصمت.
-جاد خد الحلوة الصغيرة شكل تفاحة حسبتها صح وفضلت نفسها.
صرخت تفاحة :
-لأ، سيبها.
لم تترك المجال لها لتتراجع ابتسمت بنصر:
-جاد اخرج لحد ما تجهزوا الشيشة بتاعتي وجهزوا القعدة بتاعتي وبعدها كل التفاحة.
ابتسم جاد بانتصار وتشفي اخيرا اتت له الفرصة وسيتحقق مراده بعد صبر سنوات وسنوات
خرج الجميع ولازالت تفاحة بمكانها عجزت عن الحركة والكلام يرتفع صدرها صعودا وهبوها وتتعالي انفاسها تسيل دموعها بغزارة اول مرة يراها أحمد بتلك الحالة الضعيفة يشعر بالخوف عليها كاد يجن بسبب عجزه عن حمايتها هي ورنا، جاهدت تفاحة لتصل لرنا وهمست لها والدموع تشق طريقها على وجهها
-غمضي عينك اياكي تفتحيها اوعي تشوفي اللي هيحصل.
وجهت حديثها لآسر
- تعالي قربها من أخوها.
ففعل وعادت هي تحدث رنا بصوت مختنق
- امسكي ايد اخوكي كويس ما تخافيش.
الفت لأسر
- آسر خليك ورا الصناديق اوعي تظهر مش عايزاهم يفتكروا انك هنا.
ما ان انتهت كلامها حتى تسمرت محلها، فقد اقترب جاد من المكان دخلت المعلمة جلست علي كرسيها تناولت شيشتها وكأنها تشاهد احد الافلام بينما اقترب جاد منها نزع كابها اطلق العنان لشعرها الطويل الذي غطي كامل ظهرها واكثر
جاد بذهول:
- يخربيت حلاوة شعرك.
ثم اكمل بتحدي
-اديني حاكل التفاحة اهو.
رفع رأسه لاعلي وتحدث بصوت عالي كما لو كان ينادي احدهم:
- تعالي يا أدم اتفرج علي تفاحتك وأنا بأكلها
ودنا من اذنها:
- ومش علي جثتك وجه اليوم اللي اخترتيني فيه يا تفاحة بس اوعدك حوجعك علي قد ما اقدر.
وقت شعر فيه أحمد بالعجز وقلة الحيلة، يقلب نظره بين أخته وتلك المسكينة، كاد يموت خوفا وقهرا علي كلتاهما سالت دموعه دون إرادة منه لأول مرة منذ زمن طويل، منذ اختفاء شمسه، بينما قبع آسر علي نفسه يبكي بصمت لا يتحمل فكرة ما سيحدث لها يكره ضعفه وقلت حيلته، اما رنا فهي لا تشعر سوي بالخوف ترتعد تتخبط اوصالها من شدة الرعب والهلع.
اما تفاحة فقررت مواجهة مصيرها لن تستسلم، ستدافع عن نفسها بكل طاقتها، حتى تفقد قواها لن تتركه يأخذ ما يريد بسهولة، ستقاتل قدر استطاعتها، وإن فقدت حياتها، فلا يهم.
بدأت الحرب بينهما دفعته بكل ما تملك من قوة تفاجئ بالبداية.
-ايوة كدة خليها تحلو أحب الخربشة.
بالرغم من الخوف الذي دب فيها إلا إنها دافعت باستماتة، دفعها هو بكل قوته للخلف، فارتدت علي الصناديق؛ فتهاوي بعضها، دمي ظهرها الذي لم يطب بعد ولم تشعر، نهضت مرة أخرى تدافع عن نفسها، شهرت سلاحها بيد مرتعشة لأول مرة؛ فضحك بسخرية بينما تتابع المعلمة بشغف فهي متأكدة من أن النصر حليف لجاد، طالما سعي لهذه اللحظة.
ضحك بتهكم:
-أنتِ فاكرة إن البتاعة دي هاتحميكي مني أنا كنت بسيبك بمزاجي.
بالرغم من انها تعلم كذبه إلا انها في موقفها هذا ضعيفة فهي لا تتحكم بجسدها المرتجف ولا تستطيع السيطرة علي سلاحها فكان من السهل لجاد الاطاحة به بعيدا عنها اقترب منها فدفعته مجددا ارتد للخلف قليلا فاسرع إليها بغضب شديد وصفعها عدت صفعات ادمت وجهها ولونته بالاحمر والازرق ثم دفعها عدة دفعات تتراجع بعض الخطوات بكل مرة حتى التصقت بالحائط المها ظهرها ببشاعة وكذلك صدرها من قوة دفعاته ولكنها استمرت في المقاومة التي ضعفت ووهنت كثيرا.
ابتسم جاد بنصر بدأ في تمزيق ثيابها فعادت إليها جزء قوتها المفقودة عندما شعرت بجسدها يعري صفعته بقوة ودفعته بكل ما اوتيت من قوة ارتد للخلف بصدمة ثم عاد إليها كثور هائج صفعها بقوة عدة صفعات امسك مقدمة راسها وصدمها بقوة بالحاط ثم القاها علي الارض فانكبت علي وجهها تاوهت وبدأت في البكاء بصوت يدمي القلوب
-ابعد عني، ابعد عني بقا.
جاد بتشفي وانتصار:
-لا الدموع دي كمان شوية خلينا نتسلي.
اقترب منها ودفعها علي ظهرها بوحشية، صفعها مجددا حاول تمزيق باقي ثيابها فجاهدت بوهن لتستر جسدها فضربها بهمجية علي سائر جسدها حتى خارت قواها وتخلت عنها فانتهكها ثم انتهكها ضربها مرارا سالت دمائها تلون سائر جسدها بالزرقة والحمرة قتلت وهي علي قيد الحياة.
علا صوت المعلمة المتشفي وشق الصمت.
-كفاية خلاص يا جاد حتموت في ايدك.
جاد بانتصار واستمتاع:
-ادخلها تاني بكرة؟
-لأ مش عايزينها تحمل مفيش طلب لعيال دلوقتي. يتقفل عليها الباب اسبوع علي ما تخف انت بهدلتها ابتسمت بتهكم طلعت عليها صبر السنين اللي فاتت.
ابتسم جاد بانتصار:
-أنا قولت اروقها اول طلعة دي ليها طعم تاني وهي محرومة أدم كان معتبرها اخته اهبل حوشهالي.
-ما تدخلش عندها طول الاسبوع اللي جاي، والأكل يدخل بانتظام مش عايزة استهبال ليهم هما الاربعة وبلاش تدخل لها فول اليومين الجايين دخل لها اكل كويس بدل ما تموت لسه بيدفع فيها فلوس.
خرج الاثنان فاسرع آسر إليها ودموعه تسيل علي وجهه مما سمع وحدث لها يبحث حوله فوجد ملاءة اخذها ووضعها علي تفاحة يستر جسدها ينظر لها باسف وبعد لحظات دخل إليهم منصور يكاد يبكي ومعه لوح خشبي كبير.
-اقفلوا الباب بعرق الخشب ده الباب حيتقفل اسبوع من جوه.
نظر لآسر بأسف:
-خلي بالك منها هي مش حمل اللي حصل دي اغلب من الغلب صوت بس الله يرحمك يا أدم كنت حاميها من كل ده، أنا شوية وحجيب الاكل ليها وليكوا.
خرج منصور فاغلق آسر الباب سريعا واقترب منها يواسيها حزينا عليها ربت عليها
-قومي معايا بالراحة نعالج الجروح دي.
ساعدها لتقف سقطت كثيرا إلى ان وقفت لف الملائمة عليها جيدا. نظرت إليه والدموع تعوق رؤيتها ثم نظرت امامها يتردد في اذنها كلمات أدم وأحمد
“آدم: ما تخليش حد يطولك حتى لو فيها موتك”
“أحمد: ماحدش يحضنك ولا يبوسك غيري أنا وانكل مروان، فاهمة”
أغمضت عينها بألم وسقطت ارضا جاثية وتعالت شهقاتها:
-مقدرتش والله غصب عني والله غصب عني، آاااااااااااااااااااااااااااااه.
بكي الجميع عليها تمزقت قلوبهم عليها فبداخل أحمد كم هائل من المشاعر المختلطة يتملكه شعور ان ما اصابها اصاب شمسه كاد يجن حاول فك قيودة والحركة بقوة حتى سقط كرسية اقترب منه آسر وفك كمامته فاسرع أحمد متحدثا
-فكني اشوف حصلها ايه أنا دكتور نسا فكيني بسرعة.
حرره اسر فاسرع أحمد لتفاحة التي ارتجفت من قربه
-لا لا لا ابعد لا كفاية مش قادرة.
لم يشعر أحمد بنفسه فضمها إليه وربت علي كتفها برقة
-والله مش حعمل غير اني اساعدك مش حاذيكي والله.
بكت بقوة فساعدها لتنهض وادخل معها رنا اخته لتعاونها علي الاغتسال وارتداء ملابسها ثم كشف عليها، بعد أن طلب من أسر الابتعاد ووضع عليها ملاءة حاول قدر استطاعته ايقاف نزيفها وتنظيف جروحها بعدما انتهي ربت علي كتفها بينما كانت هي بعالم اخر دموعها تسيل دون توقف.
نظر إليها بعجز وألم ثم ابتعد بآسى، تحرك آسر نحوه متسائلاً
-هي عاملة ايه.
-لازم علاج النزيف مش حيقف كدة، الحيوان ده بهدلها مش عارف هي تحملت كل ده ازاي.
شعر أحمد بالخزي من نفسه نظر إليها ثم عاد إلى كرسيه جلس عليه ينظر للأرض بصمت وألم يعذبه ضميره بشدة بعد فترة صغيرة وجد الحل.
- منصور هو الحل.
-مش فاهم ازاي
-هو اللي ممكن يجيب العلاج أنا حديه الفلوس وهو يجيبهم اكيد حيجي يجيب الاكل ممكن نقوله وان شاء الله حيرضي.
-يا رب يوافق.
بعد قليل دق الباب الطارق :
-افتحوا خدوا الاكل واقفلوا تاني أنا منصور.
أحمد بهمس:
-خليه يدخل الصنية ما تاخدهاش منه تمام وخليك قدام الباب وكلمه كانك بتستعجله يخلص عشان ما حدش ياخد باله اني بكلمه
اماء آسر بالموافقة وفتح الباب دخل منصور يبحث بعينه عنها حتى راها بمكان نومها ضامة قدمها لصدرها بوضع الجنين تسيل دموعها لا تشعر بهم وكانها بعالم اخر منفصل عنهم، حرك راسه بأسف لحالها فسمع أحمد يحدثه هامسا.
- لو فعلا صعبانة عليك وعايز تساعدها عايزين علاج لها، ياما حتنزف لحد ما تموت.
منصور بنفس الهمس:
-أنا مش ضاكتور عشان اعرف دواها ايه واجيب فلوس منين
-أنا دكتور حكتب لك الدوا في ورقه وحديك فلوس كتيرة اكتر من حق الدوا بكتير المهم تجيبه بسرعة وتخبيه عشان ماحدش يشك.
فكر منصور قليلا:
-طيب لو حد شاف الدوا في الاوضة.
-حشيله ف جيبي وما حدش بيفتشني وحنطلع منه على قد ما حتاخد والباب حيكون مقفول وافق مش هي صعبانة عليك.
-هو في قلق الصراحة بس هي تستاهل الواحد يخاطر عشانها.
أسرع أحمد وأعطاه النقود سعد بها منصور بشدة كتب أحمد الادوية سريعا والأشياء التي يريدها.
-الفلوس دي اكتر من ضعف حق الادوية، حاول تخبي الحاجة كويس عشان ما تبانش وما تتاخرش عشان ما تنزفش أكتر من كدة.
خلال هذه الفترة بعد دخول منصور بقليل بدا آسر في الحديث مع منصور حسب خطة أحمد.
-خلاص دخلت الاكل، اخيرا اكل كويس حطه علي الترابيزة ويا ريت تجيب عيش عشان نسيت.
بعد ان انهي منصور الحديث مع أحمد تجاوب مع اسر
-العيش خلص شوية اجيبه
خرج منصور من الغرفة وتوجه إلى جاد
-سي جاد مش عايز حاجة من بره أنا رايح اجيب سجاير وعيش تؤمرنيش بحاجة.
نظر إليه بسخط وتعالي: اه هات سجاير وإياك تتأخر حنفخك.
خرج منصور سريعا ابتعد قليلا ثم اتصل باحد
-ايوة حبعت لك ع الواتس حاجات جهزها وقابلني بيها عند الفرن، ما تحطهاش في شنطة خليهم في جيوبك ادهالي (اعطيها لي) في الدرا (الخفاء) مش عايز حد ياخد باله، يلا حبعت دلوقتي واخلص بسرعة أنا في الطريق.
تأكد مرة اخري انه غير مراقب واخرج الورقة التي كتبها أحمد صورها وارسلها ثم مسحها من هاتفه، وترك الورقة معه لاحتمال ان يحتاجها.
اكمل طريقه وقابله تحدث معه حديثهم المعتاد ثم دنا منه فاخرج الرجل الادوية دون ان يلاحظ احد واسرع منصور باخفائها.
-أنا شيلتهم من العلب عشان الزحمة واعرف احطهم في جيبي.
-عملت طيب، مش عايز حد يعرف اني خدت حاجة منك قابلتك عشان ليك فلوس وبس وحتاخد حق الدوا وحق سكوتك كمان ماشي.
-كلك واجب ماشي.
اعطي منصور الرجل حق الدواء وثمن سكوته واكثر قليلا، وفاض له مبلغ جيد سعد به كثيرا، اشتري ما ادعى انه سبب لخروجه ثم عاد سريعا، أعطي جاد السجائر واسرع للداخل يضع ما معه بالخبز، ثم ذهب لغرفة تفاحة وطرق الباب
-أنا جبت العيش افتحوا خدوه عشان اخد الصنية يلا
فتح اسر فدخل منصور توجه إلى أحمد اعطاه ما جلب وهو يتفوه بكلمات مخالفة لما يفعل، كي يبعد أي شك لسبب تواجده معهم.
- ايه ده الاكل زي ما هو اخد الصنية ازاي دلوقتي حبقي اخدها الصبح ما أنا مش حفضل رايح جاي عليكوا .
ابتسم لأحمد ثم نظر لتفاحة بأسي وغادر، اغلق آسر الباب فاسرع أحمد توجه إلى تفاحة التي بدأت تنتبه لما حولها قليلا نظرت إلى أحمد بحزن وانكسار.
أحمد وهو مخفض الرأس:
-حوقف النزيف اللي عندك ما تخافيش.
ساعدها لتستلقي علي ظهرها برفق وضع عليها الملاءة
-رنا تعالي ساعديها تجهز وانت يا اسر ابعد واقعد هناك عند الباب ورا الصناديق
ابتعد أحمد حتى انتهت رنا ونادت عليه نظر لتفاحة وجدها تبكي بصمت تضع يدها علي وجهها صدرها يعلوا ويهبط من شدة بكائها اقترب منها ربت علي كتفها دنا من اذنها.
أحمد بهمس:
-أنا حكشف عليكي كدكتور وفي بنات كتير بتروح لدكاترة نسا، اهدي والله حراعي ربنا ما تخافيش.
ظلت علي حالها اقترب منها جلس تحت قدمها بدء عمله اوقف النزيف اخيرا عدل ملابسها واعطاها ادويتها.
جاهدت رنا معها لتاكل وبعد الكثير من المحاولات الفاشلة خلدت تفاحة إلى النوم وهي ترتجف.
ضم أحمد رنا بقوة وربت علي ظهرها محاولة منه لتهدأتها واعطائها القليل من الامان و الاطمئنان اجلسها بجانبه.
-آسر تعالي اربط ايدنا عشان لو حد دخل احتياطي مش عايزين نديهم فرصة يقربوا منها تاني.
لم يتحدث لم يكن لديه القدرة للحديث يفكر بها فقط حزين من اجلها فعل ما طلب أحمد بصمت عاد وجلس بمكانه ينظر إليها بحزن حتى نام علي حاله وكذلك نامت رنا واضعة راسها علي كتف اخيها ودموعها تغرق وجهها، اما أحمد فكان في صراع بداخله يواجه نفسه بعجزه الدائم، يحدثها بسخط:
-ضعيف وعاجز ماحمتش اي حد حتى نفسك شوف يا دكتور يا ناجح انت فين بص حواليك شوف اختك ولا المسكينة اللي هناك ، تقدر تقولي شمس فين؟ لو جم ياخدوا اختك من جنبك حتعمل ايه؟ وليه لو كان جاد شدها من جنبك النهاردة كنت حتعمل حاجة؟ اكيد لأ ، الغلبانة دي اللي عملت شوفت اللي حصل لها كان ممكن اختك تكون مكانها وماكانتش حتقدر تدافع عن نفسها ولا تحارب زيها لانك ما علمتهاش تدافع عن نفسها اصلا ، طاب تفاحة ممكن تكون هي شمس او اللي شمس عندهم يكونوا عملوا كدة فيها، انت ولا حاجة يا أحمد ولا حاجة، كان عندها حقك عيب علي العضلات دي وعيب عليك يا أحمد عيب.
اغلق عينه بألم وظل يراقبها حتى غفا فرأي شمس بحلمه.
الحلم
‘يفتح عينه لم يجد احد معه ويفتح الباب وتدخل شمس وبيدها دميتها تبتسم له بحب
شمس: ما تلومش نفسك يا أحمد كله قدر ومكتوب وانت حتمشي من هنا بعد شوية ومعاك رنا (حركت راسها وأشارت على تفاحة بعينها ثم اعادت نظرها له) ما تسيبهاش يا أحمد ابقي خدها معاك.
- سامحيني يا شمس ضيعتك وضيعت رنا وتفاحة كمان سامحوني كلكم.
ابتسمت له بحب: مش يمكن انت هنا عشان تلاقيني وتنقذها( واشارت لتفاحة بعينها) - بجد حلاقيكي يا ريت يا شمس يا شمسي ودنيتي
شمس: لسه بتحبني! - اكتر من الاول مليون مرة
ابتسمت له ثم اختفت انتفض أحمد نادى عليها بكامل صوته
أحمد : شمس، شمس، روحتى فين روحتى فين؟ ارجعي، ارجعي بقي’
انتفض مستيقظًا يتلفت حوله ووجد كل شيء كما كان وعاد إلى واقعه.
فسمع صوت تفاحة متألمة، نظر إليها بوهن وخجل من نفسه ثم عاد ينظر امامه يغلق عينه بألم. وبعد قليل بدأ أسر بالاستيقاظ على طرقات الباب.
-إفتحوا الباب خدوا الاكل.
فتح له آسر فدخل ووضع الطعام
-الاكل زي ماهو هي عاملة ايه؟
نظر إليه اسر بألم وصمت، فاسترسل منصور:
-اللي حصل لها كتير عليها دايما كانت خايفة من اللحظة دي، الله يرحمك يا ادم، كان لا يمكن يسمح بده ابدا.
تضاعف ألم أحمد ولومه لنفسه خرج منصور واغلق آسر الباب.
-فك رنا خليها تفطرها وتديها الدوا
فعل اسر، فاقتربت رنا منها، مسدت علي راسها
-تفاحة انت صاحية؟
لم تجيبها، فتابعت رنا بأسف:
-مش عايزة تتكلمي معايا عشان أنا السبب، صح؟ أنا اسفة والله حقك عليا يا ريتهم اخدوني أنا، انت مش ذنبك حاجة.
تفاحة بألم تحاول اخفاءه:
-ما تتمنيش حاجة مش حتقدري عليها اللي حصل مش ذنبك.
-طيب قومي خدي العلاج وافطري.
صمتت ولم تجيب
-عشان خاطري قومي، لازم تاخدي الدوا وتاكلي انت نزفتي كتير امبارح واكيد تعبانة من اللي حصل.
-مش عايزة.
تحدث أحمد بحسرة وخجل:
-لازم تاكلي وتأخذي العلاج ولو حد المفروض تكون عينه مكسورة هنا يبقي أنا مش انت.
أجابه آسر عنها:
-محدش كان حيقدر يمنع اللي حصل لانه محمي فالناس اللي معاه هو مش لوحده ومهما كانت قوتك ضعيف بينهم.
-هو عنده حق يا ابيه، لو كنت سمعت كلامك يومها ومانزلتش من العربية جريت ع البنت واصريت اننا نوصلها ماكناش وصلنا لهنا.
وجه آسرحديثه لتفاحة:
- لازم تاكلي وتاخدي الدوا.
-لأ.
فحدثها معاتبًا:
-اللي بتعمليه ده مش حيغير اللي حصل وحيخليكي ضعيفه قدامه مش حتقدري تدافعي عن نفسك وحياذيكي بدل المرة مية انت مش ضعيفة واللي حصل كان غصب عنك وانت كمان ضربتيه علي فكرة.
صمتت تفاحة ولم تجيب ولم تتحرك، فاسترسل راجيًا:
-طيب خدي العلاج بس.
ثم تحرك نحو أحمد:
-هو العلاج فين؟
اشار له علي الجيب الموضوع به الدواء واخذه واقترب منها ومعه بعض المياه
-عشان خاطري خدي العلاج، انت عايزة تفضلي تعبانة ويجرالك حاجة عايزة تتسبيني لوحدي طاب مين حيحميني من الغبي اللي بره ده غيرك ولا انت عايزاه يموتني انت ناسية انهم سابوني عشان اساعدك بس وقتها حيموتـ…
قاطعته ووضعت يدها علي فمه
-هات الدواوما تقولش كدا تاني فاهم.
ابتسم آسر ودمعت عينه:
-فكرتيني بماما، بشوفها فيكي، ممكن تأكلي اي حاجة حتى لو لقمه.
أماءت براسها بابتسامة جاهدت لاظهارها، فاسرع آسر واعطاها القليل من الطعام، اكلت القليل منه
-مش قادرة صدقني كلوا انتم ماتحطش لهم الكمامة تاني ولا حتى وقت النوم
-نامي طيب عشان ترتاحي
ابتسمت له بامتنان وحدثت نفسها:
-يا رب احميه، انت بقيت خطر عليا يا آسر بتضعفني بترجعني لوقت بحاول انساه وابعده عن تفكيري عشان أقدر اعيش.
مر بعض الوقت انتصف اليوم دق الباب نظر آسر للباب بخوف تطلع إليه أحمد قائلا
أحمد بصوت منخفض:
-ما تخافش افتح الباب وارجع لورا كتير لنص الأوضة كده ولو هو وحاول يضايقك أنا حرد عليه.
-افرض دخل وضايق رنا او استغل انك مربوط وضربك
أجابه باللم لشعوره الدائم بالعجز:
-مش حيدخل لجوه عشان هو علي رأي تفاحة غبي فمش حيفكر في ده وجبان فأكيد مش حيكسر كلمة كبيرة العصابة وهي حذرته يدخل فكبيرة خطوتين وبس.
جاد بصوت محتقن:
-ساعة عشان تفتحوا الباب افتح ياله
فتح آسر يحاول اخفاء خوفه وتراجع إلى منتصف الغرفة
-سنة عشان تفتح خايف طبعا الا هي فين مستخبيه صح مش عايزاني اشوفها وهي مذلولة ولا تكونش خايفة ….
قاطعه صوت تفاحة التي فاجئت الجميع فقد نهصت وجمعت شعرها ووضعت عليه الكاب ووقفت بشموخ وتحدثت
- بتحلم عمري ما اخاف منك ولا اتذل لك
تقدمت بثقة وجسد مشدود بقوة وملامح قوية ووقفت بجانب آسر - خير قول اللي عندك
ابتسم بسماجة:
-مفيش حاجة كنت فاضي قولت اشوفك بعد اللي عملته فيكي امبارح فاكرة ولا افكرك.
تظاهرت بالقوة:
-لا مش فاكرة ومش عايزة افتكر، لا اقولك أنا فاكرة كويس حاجة واحدة إنك غبي.
جاد بغضب:
-لسانك لسه طويل كنت فاكره اتقطع شكلي حاجي اقطعه لك دلوقتي.
تفاحة بابتسامة عريضة:
-ياريت والله نفسي تدخل فعلا وتعمل اللي بتقوله عشان لما المعلمة تيجي تعرف وتتأكد انك كسرت كلمتها وقدام مين قدامي.
اكملت بتهكم:
- وانت عارف هي قد ايه بتحبني فبمنتهي البساطة حتعمل اكتر من اللي نفسي فيه.
نظر إليها بغضب وحقد وإلى آسر الذي حاول اخفاء وجهه وضحكه فاخفضه إلى الأرض ونظر لموضع قدمه فعاد جاد بنظره إليها وهو يتراجع للخلف
- ماشي حسابك بيتقل ومش حيعدي كل ده كده حيجي يوم املكك واعمل فيكي ما بدا لي.
التف وخرج من الغرفة اسرعت تفاحة واغلقت الباب وساعدها اسر وما ان اغلقته اسندت بظهرها عليه وانحنت للأمام تغلق عينها بألم شديد أحاطت بطنها بذراعيها.
آسر بخوف وقلق:
-مالك أنا افتكرت إنك بقيتي كويسة تعالي ارتاحي.
اخذ بيدها يسندها
أحمد باهتمام وبعض الحدة:
-حاسة بايه؟ النزيف رجع تاني؟ ما ينفعش تسكتي كدة من حقك تتوجعي من حقك تعبري عن وجعك.
تفاحة بألم:
-طول ما أنا هنا مفيش ليا اي حق، أنا مش قادرة اتكلم.
آسر
-طيب تعالي ارتاحي شوية.
تفاحة:
- لو خبط تاني ما تفتحش تفتح لمنصور بس لما يكون معاه الاكل وبس يا اسر فاهم يعني لو خبط تاني تكلمه من ورا الباب لان جاد حيكون معاه وقتها.
آسر:
-وانت عرفتي منين وممكن جاد يكون معاه وقت الاكل.
تفاحة بابتسامة مرهقة:
-لانه غبي مش حيفكر كدة وقت الغدا حيدور علي اكله وبعدها حيحاول يرجع تاني يغتت عليك ويحاول يشدك بره عشان يستفذني ومتأكد اني مش حقدر اخرج اخدك منه.
آسر بابتسامة رقيقة:
- حاضر تعالي ريحي بقي
تحركت معه وعندما اقتربت من مكان جلوس أحمد الذي ينظر أرضاً بخزي تحدثت بصوت منخفض وراس منكسة.
-شكرا علي اللي عملته، وما تحملش نفسك حاجة عشان انت هنا مغلوب على امرك متكتف حتى لو ايدك مش مربوطة.
نظر إليها بنظرات حزينة مهزومة لم يعلق، وهي تحركت لوجهتها، أما هو فحدث نفسه
أحمد بداخله:
-انت ازاي صلبة كدة متحملة اللي بيحصل لك وبتهوني عليا كمان، يارب اديني فرصة إني انقذها من اللي هي فيه مش حسيبها يا شمس هي فعلا تستاهل اساعدها يارب الحلم يتحقق واقدر اخرج بها وبرنا وآسر كمان من هنا بس ليه شمس في الحلم ما جابتش سيرة آسر.
وبالفعل بالمساء حدث ما توقعت تفاحة ونفذ آسر ما طلبت منه غضب جاد واخرج غضبه علي باقي افراد عصابته وصل الصوت إليهم شعر آسر بالخوف قليلا ثم نظر إلى أحمد وضحكوا معا فهو حقا غبي كما تناديه تفاحة.
مر يومان تحسنت حالة تفاحة صحيا وبدأت تعود لطبيعتها ولكن زادت نبرت الحزن بصوتها رغم محاولاتها لإخفائها.
باليوم الثالث بعد ان ادخل منصور الغداء
فكت تفاحة قيد أحمد ورنا. ووضعت بعض الصنادق كطاولة ووضعت عليها صنية الطعام
تفاحة بابتسامة هادئة:
-النهاردة حتاكلوا مع بعض تعالي يا آسر اقعد معاهم.
فتساءل آسر:
-وانت مش حتاكلي؟
-مش عايزة.
اخذ يدها وجذبها خلفه
- لا تعالي اقعدي معانا حنفتح نفسك.
اجلسها معهم وكانت شاردة بعض الشيء.
- ليه اختارتي ده وانت مش حتقدري عليه؟
نظر الجميع له بصدمة وترقب لرد تفاحة.
- قولت لك قبل كدة أنا بس هنا اللي اسال.
-ماتهربيش من الرد.
وقفت تفاحة وبدأت تتحدث بصوت عالي تتعالي نبهرتها مع كل كلمة تنطقها
-عايزني اقولك ايه ماكنش فيه بديل اللي حصل ده كان حيحصل حيحصل هو بس متأجل بقالي تمن(8) سنين بقاوح لوحدي محدش فيكم عارف أنا شوفت ايه ولسه حشوف ايه؟! سألتني قبل كدة ازاي منهم وبيعملوا معايا كدة؟ أنا مش منهم ولا عمري حكون أنا زيي زيكم مخطوفة من اهلي مش من يوم ولا اتنين لأ من 13 سنة.
اكملت بضعف:
- أنا حفضل طول عمري هنا بين الاربع حيطان، عمري ما حخرج منهم لكن هي مهما طالت فترتها هنا حتخرج مش حتقدر ترفع وشها في الناس، لو جاد طالها محدش حيرحمها. عادت وصرخت به:
-الناس اللي بره مايختلفوش عن اللي هنا كتير الفرق ان بره اكبر بكتير، اللي هنا وحوش واللي بره وحوش محدش بيرحم الضعيف، أنا اللي جابني هنا بقالوا 13 سنة بيدفع فلوس عشان افضل محبوسة هنا في الاوضة دي واتعذب بالبطئ ولسه بيدفع. جلست وخفضت راسها وتحدثت بوهن: - زمان كنت بحلم كل يوم ان الباب بيفتح وبيدخل هو و بابا يقولي ليه ما سمعتيش الكلام اعتذر ويرد يقولي حيعمل ايه الاسف انت متعاقبه احضنه واستخبي في حضنه وياخدني من هنا، بس حتى الحلم سابني ومشي وانتم كمان حتمشوا وحفضل أنا لوحدي من تاني لازم ابان قوية واخبي الوجع عشان أنا هنا ماليش حق في اي حاجة غير الوجع والالم والوحدة، أنا ما اختارتش اي حاجة اختارت مرة زمان غلط كنت طفلة ولسه بتعاقب عليها لحد النهاردة حفضل اتعاقب باقي عمري.
بكت بالم وضعف:
- بتمني كل يوم اغمض عيني وما افتحهاش تاني بس حتى ده مش طايلاه.
ادمعت عيونهم وتحجر أحمد مكانه يحدثه قلبه بان ما يخاف منه منذ ان راها صحيح وانها شمسه التي غابت عنه، اما رنا فتشعر بالشفقة عليها والرعب ايضا من من وجودها وسط هذا القبح، واصبحت من داخلها هشة للغاية، اما آسر فندم بشدة علي حديثه معها وجثا امامها
-أنا اسف حقك عليا أنا شكلي اتعديت منه وبقيت غبي.
ابتسمت تفاحة بألم:
-أنا جاهز للعقاب علي غبائي ايه رايك اشيل الصناديق كلها، علي فكرة أنا مش حسيبك الا لو امر ربنا نفذ وحصلت أدم غير كدة علي قلبك.
نظرت إليه بالم:
-ما تقولش كدة تاني.
حاول اخراجها من حالتها:
-قصدك ع الصناديق ممكن اصلهم كتير وتقال قوي كنت بتشيليهم ازاي وانت اصغر مني شكلك مفترية.
تفاحة بابتسامة متعبة حزينة:
-ما كنش بمزاجي في الاول أدم كان بيضربني بالحزام لحد ضهري ما يتقطع لو ما عملتش كدة.
آسر بسخرية:
-كان بيحبك قوي شكله؟ بس انت بتحبيه ازاي وهو بيعمل فيكي كدة.
تفاحة بتحذير:
-اسر، اتلم واتكلم عنه كويس أنا بحبه كاخ لانه كان بيحميني فعلا طلب مني كده لنفس السبب اللي طلبت منك تشيل الصناديق عشانه كان عايزني ابقي قوية عشان اقدر ادافع عن نفسي من غير ما اعتمد علي حد، أنا ماكنتش بسمع كلامه وهو تفكيره ان الضرب اللي حيخليني اسمع كلامه وبسبب اللي كان بيعمله بقيت اقدر استحمل الوجع مهما كان فهمت.
-فهمت، ابتسمي بقي.
وقف واوقفها امامه ضمها بحب يربت علي ظهرها بحنان لكنه وجد أحمد يبعده عنها ويربت هو على كتفها واشار له بتحذير.
-ما تسوءش فيها وتحضنها كل شوية وبعدين ضهرها انجرح يومها بص الافضل خليك بعيد ماشي.
نظر إليه متعجبا لم يفهم ما حل به، اما تفاحة فقد الجم ما قاله لسانها وسرت ارتجافه بجسدها تذكرت أحمد وطريقته وخوفه عليها اغمضت عينها بألم لم تستطع النظر إليه بل تحركت نحو فراشها استلقت عليه وضمت قدمها لصدرها واخفضت راسها تخفي وجهها.
تفاحة بداخلها:
- يارب ابعده عن تفكيري و انساه بعد اللي حصلي ما ينفعش حتى افكر فيه يارب ساعده ينساني لو كان لسه فاكرني واسعده في حياته ووفقه يا رب
اقترب منها أحمد جثي امامها ومسد بيده علي شعرها
-انت تعبانة!
-لأ واقعد مكانك.
-لو عايزاني ابعد افردي نفسك عشان ما تتعبيش.
-ارجع مكانك.
-افردي نفسك الاول وما تخافيش مني بترتعشي ليه!
اراحت جسدها واغمضت عينها واكملت:
-مش برتعش ارجع مكان.
عاد أحمد مكانه بهدوء حاول طمأنت رنا التي اصبحت ترتجف دوما دون سبب وحاول آسر عدم الاحتكاك بأحمد قدر المستطاع وتعجب لملاحظته غيرته على تفاحة، اما هي فكانت بعالم اخر شاردة.
مر باقي الاسبوع دون جديد سوي ضعف تفاحة الجسدي والمعنوي وحالة الحزن التي سيطرت عليهم وعلي تفاحة تحديدا.
وباليوم الاخير بالاسبوع دخلت إليهم المعلمة بطة متهكمة
-النهاردة اخر يوم الباب حيتقفل عليكي من الصبح الباب يتقفل بالليل بس.
تفاحة باللم نفسي وتحاول عدم النظر باعين المعلمة كي لا تري شماتتها:
-أنا محتاجة فترة راحة مش قادرة.
المعلمة بضحة سخرية:
-ايه ده معقولة تفاحة بجلالة قدرها بتعلن انها تعبت بعد السنين دي كلها، شكله كان متقل العيار معاكي قوي، اه منك يا جاد ده كان حيموت ويدخلك تاني.
نظرت إليها لتستمتع بتأثير كلماتها عليها والاستمتاع بحالتها التي لم تتوقعها ابدا لم تتحدث تفاحة وظلت صامته فاكملت المعلمة.
-انت عارفة هنا مافيش حاجة ببلاش لازم مقابل.
-اللي هو ايه؟
المعلمة بخبث:
-الأمور ده ينزل مع جاد الشهر اللي حيفضل الباب مقفول عليكي فيه.
فاسرعت مجيبه ما ان انهت كلماتها:
-لأ خلاص مش عايزة مش عايزة.
ولكن سبق رد آسر رد المعلمة بطة:
-بس أنا موافق من بكرة لو حابة بس الباب يفضل مقفول عليها وجاد بعيد عنها.
ضحكت المعلمة بسخرية:
-انت بتسحريهم ولا ايه اعمل حسابك من الصبح حتنزل مع جاد والباب يفضل شهر كمان يتقفل عليكم عشان الضيوف شكلهم مطولين معانا .
-خلاص مش عايزة راحة، بلاش يروح مع جاد.
-خلاص الأوامر طلعت ومش حترجع تاني واشارت إلى آسر اقفل الباب ورايا ومن بدري تطلع لجاد وأنا حبلغه تكون تحت طوعه.
خرجت المعلمة واغلق آسر الباب وما ان التفت وجد تفاحة خلفه مسكته من كتفه وهزته بعنف
-أنا قولت تسمع كلامي ليه عملت كده؟
-اهدي طيب أنا عايزك ترتاحي انت فعلا لسه تعبانة ومحتاجة تبعدي عن جاد وهو ماكنش حسيبك في حالك أنا عايز راحتك.
-انت مش فاهم انت عملت ايه جاد مش حسيبك في حالك مش حيسيبك
-أنا عارف انه حيوان وحيقرفني بس عشانك اي حاجة تهون.
-ما تبقاش غبي انت مش فاهم حيعمل ايه؟
-يعمل اللي يعمله هستحمل عشانك.
تفاحة وانسابت دموعها:
-غبي، غبي حيقتلك.
صدم آسر بالبداية ولكن سريعا ارتسمت ابتسامه على وجهه:
-تصدقي يبقي عمل حاجة كويسة اسمعي كويس أنا مكاني مش هنا وعمري ما حعرف اتاقلم واجاريهم وزي ما انت شايفة من ناحية القوة فأنا ضعيف صحيح شيل الصناديق التقيلة دي فرق معايا بس في الأخر ضعيف فالنهاية دي جاية، جاية بس لو جت عشانك فأنا مش حتضايق وحاحس إني عملت حاجة مفيدة وحكون مبسوط كمان فهمتي اوعي تزعلي ولا تلومي نفسك.
ضمها إليه باحتواء وربت علي ظهرها، سالت دموعها بصمت وحاولت جمع شتات نفسها، بينما شرد آسر فيما قالته وما سيحدث، كانت رنا تتابع ما يحدث بخوف شديد تتمني أن تعود لحياتها وان تبتعد عما يحدث ويخيفها بشدة، تابع أحمد ما حدث وشعر ان آسر اقوي منه واستطاع حمايتها، اما هو فعاجز حتى عن طمئنت اخته الجالسة جانبه، افاقه من احساسه بعجزه غيرته التي وصلت لذروتها لاستمرار احتضان آسر لها
-مش كفاية أحضان لحد كدة.
تنحنح أسر وابتعد عنها:
-بعدنا اهو.
ثم حاول اغاظته واضحاك تفاحة:
- لقد افسدت اللحظة.
ابتعدت تفاحة وهي تنظر لآسر وتدعي له بداخلها ان يحفظه الله ويبعد عنه اذي جاد
منذ ان اغتال جاد براءة تفاحة اصبحت شاردة تتقيأ كلما تذكرت تلك اللحظات التي اقترب منها وانتهكها تخونها بعض الدمعات التي تسقط علي وجهها تترقب كل يوم خروج اسر مع جاد وعودته إليها متعب واثار ضرب جاد له وتعذيبه واضحه جليه، تحاول بمعاونة أحمد تخفيف الام جسده، كما ساءت حالة رنا تملكتها حالة هلع شديدة فباتت تنام كل يوم بأحضان أحمد ثم يضعها جوار تفاحة تربت علي ظهرها طوال الليل، ازداد تقيئ تفاحة واصبحت بعض الروائح تثير غثيانها وكذلك بعض الأطعمة، فقدت شهيتها وكان قد مر علي ذلك اليوم المشئوم اكثر من ثلاثة اسابيع، تابع أحمد حالتها وكان لديه شك بنسبة كبيرة بحملها، ولكنه فضل الصمت ولم يصارحها، وما لم يعلمه انها كانت علي يقين من ذلك فهي رافقت كثيرات ممن جلعن يحملن لبيع اطفالهم وتعلم تلك العلامات جيدا؛ فساءت حالتها كثيرا.
في صباح أحد الأيام استيقظت تفاحة تشعر بانقباض قلبها بعد رؤيتها لكابوس وكذلك آسر الذي حاول اضفاء البسمة لوجهها، وبمنتصف اليوم دق جاد بابها ففتحت تفاحة بترقب لم يتحدث جاد بل دفع آسر امامها للداخل ولحقه ثلاثة ضخام البنية نظر إليها جاد بخبث وقد تملكه احساسه بالنصر عليها فهوى قلبها أرضًا وتملكها الخوف.
-المرة اللي فاتت جبت لك أدم ميت تودعيه فحبيت أغير المرة دي قولت اقتله قدامك وتودعيه وهو بيفارق الدنيا.
همت تفاحة ان تتحرك فوجدت احدهم يقيد يديها خلف ظهرها بإحكام حاولت التملص منه وتحرير يديها دون جدوي.
-سيبه يا جاد ابعد عنه إياك تأذيه.
جاد بتهكم: اممم خوفت تصدقي حتعملي ايه؟
الفصل الحادي عشر
‘أسر’
تفاحة: سيبه يا جاد بقولك سيبه.
رفع جاد يديه ليدل على تركه ونظر لاحدهم الذي امسك يدا آسر خلف ظهره فاقترب منه جاد وامسكه من مقدمة شعره وأرجعه للخلف ووضع مطوته علي رقبة اسر.
- تحبي ادبحه ولا اغرسها في قلبه.
تفاحة بدموع وتحاول تحرير يدها فوقع الكاب من شعرها وبدأ شعرها في الانسدال علي ظهرها:
-سيبه يا جاد ما تقتلوش.
تحدث آسر يثنيها عن ضعفها:
-اوعي تضعفي كده، كده هيقتلني قولت لك مش زعلان خليكي قوية.
ثم وجه حديثه لجاد:
-أنا مش خايف منك ولا من الموت اللي عايزه اعمله واطلع وسيبها.
دنا جاد منه وثبت وجهه مقابل وجه، ولازال خلفه ممسك بمقدمة شعره تحدث بنبرة حادة مسيطرة:
- حلو حبتين الشجاعة دول انت كدة، كدة ميت عشان كدة بتجمد قلبك.
وجه حديثه لتفاحة:
- أنا بقي لا هادبحه ولا أضربه في قلبه حضربه في بطنه واسيبه معاكي لحد ما تفارقه الروح عشان تتعذبوا فترة اطول تصدقي فكرة جامدة أصل الضربة في المكان ده حيفضل كتير يتوجع اهو يتربي قبل ما يموت، ده عشان حبة الشجاعة اللي عنده دول.
- مستني ايه اتفضل ولا خايف، لا استني لازم اقولك أصل الاغبية لازم حد يقولهم يعملوا ايه.
حاولت تفاحة بكل ما اوتيت من قوة افلات يدها من ذلك الضخم:
-سيبه يا جاد حرام عليك سيبه.
- اترجيني شوية يمكن اوافق.
منعها اسر بإصرار:
-اوعي تعملي كدة ورحمة أدم اوعي تعملي كدة
جاد وقد شدد من الضغط علي شعره:
-انت تخرس خالص.
-مش هاخرس وانت جبان وغبي عشان كدة خايف تموتني يا غبي.
-حوريك الغبي والجبان دلوقتي حيعمل ايه انت فاكرني خايف منك انت عيل ولا تسوى.
التف واصبح امامه ثم غرس سلاحه اسفل بطنه ثم اخرجها غرسها مرة اخري وسط صرخات تفاحة وصدمة أحمد ورنا بينما سالت دموع اسر وهو مبتسم.
جاد بتهكم:
-ما بحبش لحظات الوداع.
اشار للرجال معه بالخروج وضحك بسخرية وخرج، ما ان ترك الرجال تفاحة اسرعت إلى اسر تسنده وقد بدء في السقوط وهي جلست ارضا تسند ظهره إليها.
تفاحة والدموع تغرق وجهها:
-ليه استفزيته يا أسر.
حدثها وهو يقاوم الالم يجاهد ليخرج كلماته، تمتزج تعابير الألم ببسمة يرسمها ليظهر رضاه عما حدث، لا تؤنب تفاحة نفسها
- انت عارفة انه كان في كل الاحوال حيقتلني بس كان عايز يكسرك ويذلك بس، مش حسمح بده خلي راسك مرفوعه ماشي.
-اسفة
آسر مقلدا طريقتها:
-آسفة، ما تمشيش هنا بصي كدة احنا فين.
ابتسمت ببكاء:
- حتوحشني قوي.
آسر بتاوه مكتوم:
-حكون دايما حواليكي انت عارفه مكاني مش هنا، مش حتقولي لي اسمك ايه؟
تفاحة ببكاء:
-حتكون مع ادم
-مش عارف بس اكيد هناك احسن مفيش ظلم ولا قهر ما تخافيش عليا حطي ايدك في جيبي، يا يا اااا تفاحة.
-شمس اسمي شمس.
-حلو قوي ولايق عليكي انت فعلا نورتي الضلمه اللي كنت فيها هنا يا شمس. حطي ايدك في جيبي بقي مفيش وقت.
وضعت يدها واخرجت ورقه مطوية، فتحدث بانفاس متقطعة:
-ده جواب لأمي واسرتي خليه معاكي لما تخرجي من هنا روحي لها اديها الجواب وقولي لها تسامحني، عارفة مرة جالتي فرصة اهرب منهم.
صمت يجمع شتات نفسه لبداية انقطاع نفسه:
-خفت يكونوا مراقبيني ويخطفوا حد من اخواتي بعد كدة بس اكتشفت إني كنت غلطان وضيعت الفرصة اوعي تضيعي اي فرصة تهربي بيها من هنا.
نظر لشعرها الذي انساب بالكامل ابتسم:
- شعرك حلو مش عايز شعرايه تبان طول ماانت هنا ماشي
-سامحني أنا سبب.
بدأ يغلق عينه:
-ده قدر …. ومكت …مكتوب، اشهد ان لا …. اله … الا الله…. وان محمداً …. رسول الله.
اغلق عينه مبتسما دون فتحها مرة اخري وانقطعت انفاسه، اخفت تفاحة الورقة بملابسها ثم بدأت في رجه:
-اسر افتح عينك، اسر ما تسبنيش، اسر أنا اسفة بس افتح عينك.
ثم بدات الصراخ وترديد اسمه مطولا دخل جاد ووقف يشاهدها وهي تتألم ودموعها تنساب بغزاره.
فتحدث مبتسما:
-واضح انه لما يموت في حضنك بتوجع اكتر يا رتني عملت كدة مع ادم.
اشار بيده فدخل رجاله وحملوا اسر واخذوه للخارج جثة هامدة تابعته تفاحة ودموعها تنساب بغزارة تشعر بألم قوي بقلبها، رأته اخيها الذي لم تراه يوما اغلقت الباب بجسدها و ظلت تصرخ باسمه
-آسر. يا آاااااااسر آسر
ثم اكملت بصوت مكتوم:
-سيبتني بدري قوي كنت محتجاك جنبي آســـــــر آاااااااااه آااااااااااه يا آسر سامحني، سامحني مش بإيدي قتلوك بسببي.
ظلت تصرخ باسمه حتى شعرت بان الارض تهتز بها تدور الدنيا حولها ثم وقعت مغشي عليها ولم تشعر بشي، اقترب منها أحمد اغلق الباب من الداخل ثم حملها ووضعها علي فراشها متناسي يديه التي تنزف من الجروح الناتجة من فك الحبل المربوط به يديه اغمض عينه بالم وانسابت بعض الدموع علي وجهه يعاد بعقله ما حدث منذ دخول جاد ورجاله
دخل جاد استمع أحمد لحوارهما وهو مذهول غير مصدق درجة كره ذلك البغيض لتفاحة منبهر بشجاعة اسر وتقويته لها ومحاولته لتشجيعها وجعلها اكثر صمودا كان أحمد بحالة صدمة من بشاعة ما يري ينظر لهم تارة ولأخته تارة ثم اتسعت عينه بصدمة وازدادت صدمته عندما قتل جاد آسر بدم بارد وتشفي سالت دموعه لفراق ذلك الطفل الشاب الذي حمل كامل معاني الرجولة والشجاعة.
افاق سريعا من صدمته وبدأ يحاول فك قيوده التي احكمها منصور له بالصباح دون سبب كانت الحبال مشددة علي يده لم يكن من السهل فكها وكانت تحدث جروح كبيرة بيده مع كل محاولة، ثم تصلب جسده وتوقفت انفاسه لوهلة عندما استمع لكلمات تفاحة
-شمس اسمي شمس
عندها شعر وكأن العالم يدور به، تأكد له ما كان يشعر به ويخشى تصديقه فهي شمسه التي بحث عنها لسنوات شعر وكأنه قتل فكمية التعذيب التي تعرضت لها امام عينه كفيله بقتل نفسه فكيف ما راته علي مدار ثلاثة عشر عاما، جاهد اكثر واكثر لفك قيوده وبالنهاية استطاع فكها، وقتها كان جاد قد خرج وتلاه اعوانه.
اغلق أحمد الباب من الداخل وضم تفاحة لصدره بقوة مسد علي شعرها بحنان بكي بقهر علي محبوبته المعذبة لم يتحدث فبداخله براكين غضب شعور بالقهر واحساس قاتل بالذنب وتأنيب الضمير.
حملها ووضعها علي فراشها ثم فك قيود اخته التي تملكتها الصدمة تنظر امامها بصدمة صامتة، ثابتة لا ترمش لا تبكي ولا تتحدث احضر كوب مياه سند تفاحة واجلسها حاول افاقتها وسقاها القليل من المياه اخذت تبكي بقهر
-قتله، قتله بسببي ما قدرتش ادافع عنه أنا السبب كلهم ماتو بسببي.
أحمد والدموع تنساب من عينه:
-مش انت السبب والله مش انت ده عمره اهدي اهدي عشان خاطري.
ضمها بقوة وربت علي ظهرها وجذب اخته رنا إليه هي الأخرى وشدد من ضمه لهما اخذ يربت علي ظهرهما يتذكر كل ما مر عليه منذ اختفاء شمس إلى ان تم خطفهم وما مرت به تفاحة شمسه الغائبة والالم الذي تعرضت له بسببه يوم اختطافهم يتذكر انتهاك جاد لها امامه، لا يعلم هل يمكن ان تغفر له يوما هل ستقبل ان تظل شمسه هل ستكرهه لضعفه امامها، عزم الا يتركها مهما كلفه الامر اما يحررها او يموت من اجلها لن يضيعها مجددا، قرر ان لا يخبرها حاليا من هو كي لا يزيد المها ويزيد من ضعفها
ظل أحمد علي حاله حتى غفت كلتاهما فعدلهما علي الفراش واغمض عينه بألم بكي كثيرا وهو يفكر كيف يخلصها مما فيه وايضا اخته الصغيرة وما حل بها وعدم قدرتها علي تحمل المزيد من الصدمات شعر بقلة الحيلة وعجز عقله عن التفكير حتى غفا وهو جالس علي الارض ساند ظهره وراسه علي الحائط ودموعه لازالت تنساب بغزارة فرأي بحلمه
الحلم
يفتح عينه يري امامه شمس وهي صغيرة تبتسم له ببراءة ثم تتحول لتصبح تفاحة امامه مبتسمه تمد يدها إليه بحب
-حتساعدني؟!
-أنا ضعيف قوي حقك عليا.
-اكيد لأ انت اقوي مما تتخيل، حتسيبني؟
-افديكي بعمري.
ابتسمت تفاحة بحنان
فتح أحمد عينة ووجد نفسه علي حاله ورنا مستيقظة تنظر امامها بشرود منفصلة عن الواقع حولها وتفاحة لازالت نائمة.
اقترب أحمد من رنا وضمها إليه بحنان:
- حنمشي من هنا اكيد حنمشي قريب خليكي قوية شوية عشان خاطري والله حرجعك تاني لحضن امي ولبيتنا.
لم ترد عليه بل لم تسمعه فكانت بعالم اخر ،اجلسها علي الفراش وسند ظهرها للحائط ثم اقترب من تفاحة ومسد علي راسها بحنان انتفضت من نومها تنادي علي آسر
-آسر، آسر.
نظرت حولها ونظرت إلى المكان الذي قتل فيه ورات دماءه جافة علي الارض فبكت بقهر يعاد بمخيلتها ماحدث باليوم السابق، ضمها أحمد إليه بقوة وربت علي ظهرها.
-هو في مكان أحسن اهدي ادعي له ربنا يغفر له ويتغمده برحمته ويهون عليه ضمت القبر.
- آاااااااااااه، آاااه أنا السبب.
ضمها بقوة أكبر:
- اهدي لو سمحتى اهدي
ساعدها لتنهض وغسل لها وجهها بالماء وجففه نظر لوجهها. الذابل بعمق بينما هي لا تقوي علي النظر إليه وتنظر ارضا، ضمها مرة اخري.
-من وقت ما جيت هنا شايفك قوية بتتحملي وشجاعة واثقة من نفسك خليكي كدة اوعي تنهاري لان ده اللي الحيوان ده عايزه، خليكي قوية ونفكر ازاي نمشي من هنا.
نظرت إليه تفاحة بتفاجوء ثم عادت واخفضت راسها سريعا.
-اقل حاجة تنفذي لآسر طلبه.
دق الباب
-افتحي يا تفاحة خدي الاكل.
جلس أحمد مكانه ووضع يديه خلف الكرسي يوهم من يدخل انه مقيد، فتحت تفاحة دخل منصور شعرت هي برغبه في التقيؤ ولم تستطع رؤية الطعام او ان يقترب منها منصور وتشتم رائحته ، حاولت التماسك والا تظهر ذلك ولكن كانت حالتها ظاهرة بوضوح.
-خلص بسرعة واطلع.
لاحظ ذلك منصور:
-مالك انت تعبانة!
-اطلع بسرعة يا منصور.
نظر إليها بتمعن ثم خرج دون ان يتحدث اسرعت هي للحمام انتهت وغسلت وجهها وظهر عليها التعب والارهاق جلياً، لم يتحرك أحمد من مكانه فهى لم تغلق الباب، وعندما تحركت بوهن لتغلقه، تفاجأت بظهور المعلمة وجاد وعلي وجوههم ابتسامة النصر
المعلمة بسعادة شامتة:
- مالك تعبانة شكل اللي سعمته صح.
تفاحة وعلى وجهها الصدمة:
-هو ايه اللي سمعتيه؟ - انت حامل؟
اشتدت صدمة تفاحة:
-مين اللي قال لا، لا مش صح.
ضحكت المعلمة ضحكة رنانة:
-مش بتعرفي تكدبي الحاجة الوحيدة اللي أدم فشل فيها معرفش يعلمك الكدب، على العموم سهلة.
دفعتها ارضًا؛ فاختل توازنها فسقطت أرضًا جالسة فأكملت المعلمة
- نخلي جاد يتأكد ما هو شغال داية بردوا.
تقدم جاد من تفاحة وعلى وجهه بسمة نصر وشماتة ومع كل خطوة يتقدمها تزحف هي للخلف
أجاب وهو مسلط نظره على تفاحة بنفس البسمة:
-تؤمري يا معلمة.
شعرت تفاحة بالخوف الشديد والاشمئزاز فأسرعت متحدثة:
-ايوة حامل بس خليه بعيد ماتخليهوش يقرب.
رفعت المعلمة يدها امره جاد بالتوقف فوقف هو بغير رغبة
-مرزقة من يومك لسه مطلوب مني عيل امبارح محتاجينه بعد تسع شهور بالكتير وعايزينه طازة.
تفاحة وسالت الدموع على وجهها:
-مش عايزة ابيعه.
المعلمة بسخرية:
-ده علي اساس اني بسالك مثلا من النهاردة راحة خف عليها يا جاد انت مسئول قدامي لو حصل للعيل حاجة ومش حتدخل هنا بردوا ما اضمنكش ولو العيل نزل نهارك ازرق حترجع صبي تاني الناس دي حتدفع كتير قوي حتقبض كتير يا منيل اكتر بكتير من كل مرة.
خرجت المعلمة وبقي جاد نظر لتفاحة بشماتة والتف ليخرج فاوقفه صوتها.
-جاد مش عايزة ابيع ابني اعمل حاجة ده ابنك بردوا.
جاد بتهكم بعدما التف إليها مرة اخري:
-ماهو عشان ابني حقبض كتير زي ما سمعتي شوفتي إني جامد مرة واحدة وبقيتي حامل.
تفاحة بقهر:
-انت ايه بقولك ابنك ابنك يا بني ادم
-وايه الجديد شكلك نسيتي، تلات ارباع العيال اللي اتباعت العشر سنين اللي فاتت محسوبك بلا فخر السبب في وجودهم وبقبض ما هم عيالي وأنا حر فيهم ومن حقي اقبض ما أنا بتعب بردوا.
وقفت تفاحة بوجهه وتحدثت بتحدي:
-وأنا بقولك ابني مش حيتباع ولو فيها موتي.
-موتي بعد ما تولدي وأحسن لك اتلمي وأحب افكرك بعقوبة اللي بتسقط نفسها بنعالجها عشان قلبنا ضعيف وبعدين نوقف الرجالة كلهم طابور يدخلوا لها واحد، واحد، وترجع حامل تاني وتفضل مربوطة زي *** لحد ما تولد، يوم الولادة بقي ناخد العيل وهي تاخد العلقة وتفضل زي ماهي لحد روحها ما تطلع، فبلاش تحاولي كدة ولا كدة.
-أنت زبالة قوي.
صفعها جاد بقوة فطبعت أصابعه أثرًا علي وجهها ثم نظر إليها مبتسما بسماجة:
-صوابعي علمت على وشك عملت لك وشم ، لو اتوحمتي علي حاجة قولي لي اقفلي الباب ورايا.
خرج جاد اسرعت واغلقت الباب خلفه ثم اسندت ظهرها عليه اغلقت عينها تبكي. قهراً تضرب بقدمها الأرض تصرخ بقهر وقلت حيلة
- ليه بيحصلي كدة؟
تحركت للأمام بضع خطوات تنادي علي ادم:
-انت فين يا ادم؟ جبتني هنا ليه ادام حتسبني؟ قولت حتحميني.
صرخت بقهر:
-سبتني ليـــــــه؟
اقترب منها أحمد ضمها إليه لا يشعر سوي بالخزي والندم، الألم والعجز امامها بكت بشدة وبعد قليل ابتعدت عنه وتحدثت بوجع:
-حياخدوا ابني مني مش حشوفه حتى ولا حضمه لحضني، ليه يبقي قطع غيار لولاد ناس ماعندهاش قلب؟ عندها استعداد تموت روح عشان ولادهم يعيشوا ولا يعيش طول عمره مش حاسس بدفى الأم وحضنها والامان ليه يعيش زيي محروم من حضن امه وابوه ايه ذنبه او ذنبي.
-أنا اسف.
اعادها إلى حضنه وشدد علي ضمها وهي لا تعلم لما ارتاحت ولكنها اغمضت عينها تتذكر ضمة أحمد لها قبل ان تترك حياتها وتذهب مع آدم، اخذها وجلسا علي المرتبة التي تنام عليها استمر في ضمها إليه حتى غفت عدل من وضعها علي الفراش ثم اقترب من اخته مسد علي شعرها وحملها ووضعها بجانب تفاحه التي هي شمسه وقبّل جبينها
أحمد بداخله:
-أنا لازم اعمل حاجة قبل ما يضيعوا اكتر من كده رنا دخلت في حالة نفسية ما استحملتش اللي شافته ووجودها هنا اكتر من كده ممكن تضيع نهائي ثم نظر إلى تفاحة بالم شديد وانت يا شمس كفاية عليك عذاب كدة انت شوفتي كتير قوي شوفتي عذاب ماكنتش حتى قادر اتخيله أنا لازم اتصل بعمي سالم هو اللي حيتصرف بس اكلمه ازاي.
تنهد بألم ثم تحرك، جلس علي الارض امام الفراش سند ظهره علي الحائط واخذ يفكر كيف يصل إليه ليخرج من هذا المكان البشع،
غفت شمس فرات بحلمها أدم ينظر إليها بغضب فاخفضت نظرها ثم عادت ونظرت إليه فرات ملامحه تحولت لندم وانكسار.
تفاحة والدموع تنساب من عينها:
-ما قدرتش عليه يا أدم والله كان أقوى مني بكتير وكنت خايفة من غيرك.
فسمعت من خلفها صوت آسر التفت إليه فراته مبتسما
- وحشتني قوي يا اسر، هو انت وأدم مع بعض.
نظر لها دون ان يجيبها:
-أدم مش زعلان منك هو زعلان عليك.
- بس شكله زعلان مني.
التفت تفاحة فوجدت أدم امامها مباشرةً. وسمعت صوت اسر من خلفها
-أدم حياخد حاجة جاد ما ينفعش تفضل معاكي.
تفاحة برجاء:
- ححافظ عليها ومش حديها له والله، بلاش يا ادم.
لم يرد عليها بل مد يده إليها ياخذ ما يريد نظرت له ورات لاول مرة الدموع تنساب علي وجهه.
-لازم يا تفاحة حتكون معايا ما تقلقيش.
كانت تنظر لأدم ولم تلتفت لاسر، تنظر له ولدموعه
-بلاش دموع يا أدم أنا مسامحاك، خدها بس خليها معاك انت واسر.
ابتسم أدم واجابها آسر
-لو عايزاه فعلا يكون كويس، ادعيله كتير يا شمس وسامحي من قلبك لسه في حته في قلبك مش مسامحة، وافتكري الفرج قريب قوي.
-خد اللي عايزه يا أدم أنا مسامحاك من قلبي.
بدات تفاحة تتململ في نومها وهي تغلق عينها بقوة تشعر بألم جسدها فتحت عينها ببطئ تتذكر ما حدث ووجدت شعرها مفرود لجانبها سندت بيدها لتعتدل فسمعت أحمد الجالس بجانب الفراش.
-نمتي من العياط فكيت شعرك عشان تعرفي تنامي من غير ما تصدعي، اسف لو اتضايقتي.
وقفت تجمع شعرها مرة اخري وردت بخجل:
-شكرا.
دائما ما تشعر بإحساس مختلف تجاهه لا تعلم سببه بعد قليل دق الباب وكان كالعادة منصور جلس أحمد علي الكرسي ووضع يده بالخلف ولفت تفاحة الحبل دون احكام، اخذت نفس طويل وتأكدت من احكام شعرها وثبات الكاب عليه ثم فتحت الباب ابتسم منصور دخل ووضع الطعام علي المنضدة وتحدث وهو موالي تفاحة ظهره يضع الصنية
-عاملة ايه النهاردة يا رب تكوني احسن.
ما ان أكمل كلمته شعر بتفاحة تنقض عليه وتضع المطوة علي رقبته.
-ليه يا منصور؟
-هو ايه اللي ليه نزلي المطوة دي.
-ما تستعبطش أنا عارفة من زمان انك العصفورة بتاعتهم
-ادام عارفة بتسالي ليه
-عشان تعرف حقتلك ليه
-استهدي بالله كدة أنا عندي عيال
-يعني كدة حتصعب عليا مثلا، بسببك ابني حيتباع.
-نزلي البتاعة دي، انت عارفة انك تعبانة ومش قادرة تقفي وانك مش حتقدري تقتليني اصلا وأنا مش عايز ازقك عشان ما تتخبطتيش
-قلبك طيب قوي
- استهدي بالله كدة اسمعيني.
ابتعدت تفاحة قليلا ونظرت له بتحدي
-قول اللي عندك
-أنا صحيح عصفورة زي ما بتقولي بس بردوا بساعدك باللي بقدر عليه ومش بقولهم علي كل حاجة زي مثلا ان الاخ من وقت ما قتلوا اسر وهو مش مربوط ولا ان اخته بتنام معاكي من وقت ما جاد اخدك حتى علاجك كان من وراهم ومش عشان الفلوس بس لا عشان وصية ادم، أنا صحيح منهم بس نضيف شوية صغيرين وأدم كان موصيني اساعدك كمان ليه افضال عليا، اما قولت لهم ليه فده لانك الاول كنت ماسكة نفسك أنا بقالي اكتر من اسبوع شاكك وساكت لكن لما شكلك بقي مكشوف كان لازم اقول دا انت اول ما شوفتي الاكل ما اتحملتيش ده غير اي ريحة مش طايقاها لو جاد كان دخلك قبل ما اقول كان عرف لوحده كان لازم افضل قدامهم عصفورة وانت بقيتي مكشوفة الحمل مش بيستخبي يا تفاحة.
-المفروض اصدقك.
-براحتك، على العموم أنا عايز اقول لك ان في عملية مهمة حيعملوها النهاردة والمكان حيكون تقريبا فاضي حيسيبوا واحد ولا اتنين حراسة الكل حيروح وحيقفلوا على العيال اللي بره دول عشان دي عملية كبيرة قوي فحياخدوا الرجالة كلهم.
-عايزة خط تليفون
-صعب وانت عارفة.
-اتصرف وحديك فلوس معايا 200جنية والخط رخيص.
- الـ ٢٠٠ جنيه مابقتش فلوس يا تفاحة انت بس عشان بقالك كتير بعيد عن الدنيا
-مش حزود عشان مش معايا غيرهم.
تدخل احمد بالحديث مقاطعًا:
-معايا ألف جنية وده اخر مبلغ معايا خده كله بس بعد ما تجيب الخط.
فكر منصور قليلا:
-ماشي
استرسل أحمد:
-تاخد دلوقتي 100 تجيب الخط والباقي عشانك ومش من ال1000
-عداك العيب وازح.
خرج منصور واغلقت تفاحة الباب ثم جلست بجانب رنا ومسدت علي شعرها
-هي مالها من وقت.
اغمضت عينها بألممسترسلة:
- موت آسر وهي مش بتتكلم.
امتلأت بنرته بالحزن والانكسار:
-ربنا يستر شكلها دخلت في صدمة من اللي شافته هنا.
ابتسمت بالم حاد:
-خد بالك منها نسيها كل اللي شافته هنا
-ناوية على ايه.
-كل خير.
جلست بعيدًا تفكر فيما ستقوم به تضع يدها حول خصرها تغمض عينها بألم تنساب دموعها، فتحدث احمد راجيًا:
-ناوية على ايه اتكلمي أنا مش حسيبك هنا ماتقليش وشاركيني اللي ناوية عليه.
لم تتحدث ظلت صامتة تفكر تحت انظار أحمد المتحسرة عليها وعلي اخته حاول معها مرارا ان يعلم ما تنوي فعله دون نتيجة.
وبمنتصف اليوم الذي مر بطيئا علي كلاهما عاد منصور يحمل صنية الغداء دخل ووضع الصنية ثم التفت إليهم بعدما راقبت تفاحة المكان وتأكدت من عدم وجود اي شخص قريب من الباب، اعطي لها الخط وهو يهمس:
-لخط اهو، وعايز اقولك لو تعرفي تهربي اهربي أنا كمان ناوي اهرب جاد حاطت مراتي وبناتي في دماغه قارفهم وأنا مش حتنسي يدوس علي شرفي حاخدهم وامشي ولو فيها موتي ع الاقل اموت بشرف وانت كمان اهربي من هنا هما ناويين لك علي نية سودا اصعب مما تتخيلي أنا مضطر اخد الفلوس لإني محتاجها سلام يا تفاحة وخلي بالك من نفسك لما المكان يبدأ يفضي حخبط علي الباب انت عارفة خبطتي كويس
خرج منصور من الغرفة واغلقت تفاحة الباب بإحكام. ازدادت ضربات قلبها ارتجفت قليلا اعطت أحمد الخط ثم اخرجت هاتفه من المرتبة اعطته له
- أنا مش حرامية.
-أنا آسف علي كل اللي حصل - مش وقت اسف خد التليفون وكلم اكتر حد بتأمن له وخلي بالك عشان سبب وجودك هنا حد قريب منك بيعاقبوه فيكم لو فشلت حيحصل كتير أصعب من اللي ممكن تفكر فيه.
فكر قليلا ثم اخد الهاتف ووضع الشريحة ثم تحدث إلى سالم والد علي صديقه
- ايوة ياعمي أنا أحمد
سالم: …… - ايوة يا عمي بس في واحدة مخطوفة معانا بتساعدني
سالم: ….. - حأحكي لحضرتك كل حاجة بس مش دلوقتي
اخبره أحمد بكلام منصور وفتح خاصية تتبع الموقع جعل التليفون علي الصامت كي لا يصدر اي صوت ووضعه بملابسه، فوجئ بتفاحة تربط يده بإحكام.
- بتعملي ايه؟
-لازم اعمل كدة مش حتقدر تتحمل اللي حيحصل.
-ناوية على ايه ما تاذيش نفسك خليني احميكي عارف إني خذلتك كتير.
-مش عارفة الكلمة دي معناها ايه قوي بس اللي فهمته إنك مشيل نفسك ذنب مش بتاعك، شيل هم اختك بس أنا كده كده ضايعة.
-ماتقوليش كدة حطلعك من هنا صدقيني.
ابتسمت تفاحة واخدت قطعة قماش ووضعتها علي فم أحمد كممته
-ماتقلقش عليا
بالمساء دق منصور علي الباب كما اخبرها وبعد قليل دق جاد الباب
- افتحي يلا ساعة ولا ايه ماتنسيش إنك بقيتي تبعي دلوقتي.
فتحت الباب ووجهت حديثها لجاد بكل ثقة:
-تبعك بتحلم استحالة اكون تبعك.
جاد بتهكم:
-ما هو مش بمزاجك دي اوامر عليكي تنفذي وخلاص وخلي بالك أنا مش أدم حدوقك العذاب الوان وحظبطتك وأخليك زي الخاتم في صباعي.
قابلت كلماته بضحكات رنانة استفزازية:
-انت مصدق نفسك انت فعلا غبي كل يوم بتأكد من كدة.
أمسك ذراعها بقوة قد بدأ عدم التحكم بانفعالاته:
-ما تتحاميش في حَملك أنا ممكن اضربك بردوا من غير العيل ما ينزل.
-ومين قال إني عايزة العيل يفضل، كفاية انه منك عشان اكون كارهاه.
-ما انت مش حتاخدية انت شايلاه بس ٩ شهور وبعد كدة ياخده اصحاب نصيبه.
ضحكت بصخب:
-عندي الطفل ده يموت ولا ان الحمل يتم وحد يأخذه غيري.
-لو شاطرة سقطي نفسك وأنا حوريكي إلى عمرك ما شوفتيه ده غير عقاب المعلمة.
-عارفة إنك عايز تبيعه عشان تأخذ الفلوس بس بتحلم ما فيش عيل وما فيش فلوس يا غبي.
جاد وتملكه الغضب:
-انت عايزة تتربي فعلا.
-ولا حتقدر تعمل لي حاجة انت بوء وبس.
صفعها عدة صفعات تلقتها تفاحة دون مقاومة منها ونظرت إليه مبتسمة:
-بردوا حنزله وأضيع عليك الفلوس كمان تبقي مجرد صبي غبي مش عايزة حاجة اكتر من كده.
تصاعد غضبه لاستهزائها به الذي تمادت فيه وبدأ في تسديد الضربات علي جسدها
- مين الغبي دلوقتي اللي داخل وبيعند في حاجة مش قدها.
-مانت مش شايف مين الغبي فينا يا غبي. دفعها للحائط اغلقت عينها بألم لقوة الارتطام واكملت
-ده اخرك يعني.
همت في التحرك من امامه شعر بانها تتراجع فدفعها للحائط مرة أخرى اكثر قوة وهو يتوعدها
- رايحة فين مش تشوفي الغباء على اصوله.
أجابت بتهكم وقد بدا عليها التعب:
-ولا تقدر تعمل حاجة
بدأ في لكمها باماكن متعددة بالأخص بطنها دون ان يتحكم في غضبه ونسي حملها:
-انت شايفة أقدر ولا لأ؟
تفاحة وتتألم بشدة وبصوت بالكاد يخرج منها:
-ضعيف جدا تحب اعلمك.
جاد بهيستريا وهو يلكمها بقوة اكبر بانحاء متقرقة من جسدها:
-مش حتنزلي زفت وحيتباع وحقبض وحتبقي تحت رحمتي وقتها وحتشوفي سواد في سواد والأيام بينا.
تفاحة ووصل بها الانهاك اقصاه:
-لسه حينزل ما انت غبي عملت اللي أنا عايزاه وبإيدك ومش حتعاقب انت اللي حتتعاقب وحترجع صبي بقرش.
نظر كلاهما إلى بنطالها الذي تحول للون الاحمر من كثرت الدماء السائلة منها كان أحمد يتابع ما يحدث ويحاول فك وثاقه بكل طاقته اما جاد فابتعد صدمة استمرت لثواني بدأ في صفعها مجددا وهو يتوعد لها
-مش حرحمك وحتشوفي.
بتلك اللحظة دخل اخر إلى جاد
-يخربيت الغباء انت عملت ايه دي المعلمة حتنفخك عارف مين كان حشيتري العيل ده.
سقطت تفاحة ارضا جاثية تمسك بطنها بألم فركلها جاد بقوة ببطنها تأوهت مبتسمة بألم
-شوفت الكل عارف إنك غبي مش لوحدي.
تحدث جاد موضحًا للأخر:
-كان لازم تتلم بدل ماهي مسلطة علينا لسانها اللي عايز قطعة.
-هو عايز قطعه فعلا تعالي طيب ولما نرجع نشوف نقول ايه علي اللي حصل لها عشان المعلمة ما تعملكش حاجة بس كله بتمنه أنا بقول لك اهو.
ركلها لأخر مرة :
-موافق يلا.
بعد ان خرج جاد تحاملت تفاحة علي نفسها تأكدت من خروجهم ثم تحركت نحو أحمد اخرجت مطوتها وقطعت الحبل الملفوف علي يده ببطء فانتفض أحمد وازال الكمامة سندها
-ليه عملتي كده قولت لك مش حسيبك هنا.
تحدثت تحاول جمع حروفها:
-مش حينفع ماليش مكان اروحه.
- واهلك مش عايزاهم
+مش حينفع ااذيهم تاني كفايه اني وجعتهم زمان مش حينفع ارجع وأنا كدة، آاااااه، خد اختك وامشي. حاولت التحرك ناحية فراشها؛ فأسكها برفق يمنعها عن الحركة:
-عايزة ايه أنا حعمله.
تحدثت تستجمع حروفها تبتلع ما بجوفها مع كل كلمة:
-مد ايدك… جوه المرتبة… في قماشة مطبقه… هاتها.
فعل أحمد واخرجها
-هي دي!
تفاحة وبدأت عينها بالانغلاق:
-أيوة جواها جواب آسر خده… وصله لأهله…. الحاجة الثانية بتاعتي.
ابتسمت بإجهاد دون ان تفتح عينها:
-مش سرقاها اخر حاجة فاضله… من… أهلي.
اغلقت عينها وغابت عن عالمها القاسي مستسلمة للموت
-شمس، فوقي يا شمس ما تستسلميش، فوقي زمانهم جايين وحتخرجي من هنا ومش حترجعي هنا تاني عمري ما حسيبك تاني خليكي يا شمس.
اتصل أحمد بوالد صديقه علي مرة اخري
-انت فين يا عمي شمس بتموت ارجوك بسرعة حتروح مني للأبد.
-خلاص يا أحمد القوات وصلت اهي وفوق يا ابني من وهمك بنت خالتك ماتت من سنين واتدفنت.
لحظات بسيطة مرت عليه دهرًا ثم دخل رجال الامن صرخ أحمد بهم يطلب الاسعاف ممسك بيد شمس بقوة يطلب منها الصمود، اتت الإسعاف وحملت شمس ورنا