عندما يندم العاشق الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر عندما يندم العاشق

ضغط لؤي بشفتيه الساخنتين على شفتي رولا، وتنفسا معًا، كأن جسديهما يتلامسان في لحظة مشحونة بالألم والضياع.

في تلك اللحظة، شعرت رولا أن عقلها أصبح فارغًا، لا يوجد مكان فيه سوى الفوضى.

لم تكن تتخيل أبدًا أن لؤي سيذهب بها إلى هذا الحد، إلى حيث لا يمكنها الهروب.

حتى أنه أمسك بذقنها بقوة، محاولًا قسرًا أن يفتح فمها، كما لو كان يعتقد أنه يملك الحق في كل شيء.

لكن في تلك اللحظة، استعاد عقلها وعيه، فدفعت يداه عنها بعنف. “اتركني، لؤي! كفاك! هل فقدت عقلك؟ نحن في ورطة!”

المطعم! أي لحظة يمكن أن يقتحمها شخص ما!

ابتعد لؤي عنها قليلاً، بسبب مقاومتها، وعندما استوعب كلماتها، تجهم وجهه. “وماذا في ذلك؟ ألم تكوني أنتِ من بدأتِ هذا؟”

من قال لكِ أنكِ ستعوضيني؟ أنا فقط آخذ ما تدينين لي به، هل أصبحتِ خائفة الآن؟

اهتزت عينا رولا بشدة، واغمرتها موجة من الاشمئزاز والندم، بينما تذكرت ما جرى في الليلة الماضية.

ربما كان ذلك بسبب المخدرات التي تعاطاها لؤي، فقد كان في حالة ضبابية، غير مدرك لما يفعله. ومع ذلك، كانت تصرفاته غريزية وقاسية، كما لو كان يقتحم عالمها دون رحمة.

لم تتذكر من تلك اللحظة سوى الألم العميق الذي انتابها، والشعور بالعجز.

الآن، ومع عودة رائحة لؤي المخلوطة بالكحول إلى أنفها، وعندما سمعت كلماته، بدأت رعشة تسري في جسدها.

وعندما لم تجد أي رد فعل منها، تغيّر تعبير وجهه، وانحنى ليقبلها مجددًا.

كانت قبلة أشد قسوة من سابقتها، وكأن كل ما فيها كان يشدها إلى الأسفل، إلى الهاوية.

لم تستطع رولا التحرك تحت قبضته، وكان الذعر يملأ قلبها أكثر فأكثر.

مرت ست سنوات، ولكن جسد رولا ظل عاجزًا عن مقاومة هذا الرجل.

لو لم يلاحظ رد فعلي تجاهه، لبقيت أنا نفس الشخص الذي كنت عليه قبل ست سنوات، عالقًا في نفس الحيرة والضعف.

أفاقت رولا فجأة، كأنها تدرك اللحظة التي يقترب منها فيها أكثر من أي وقت مضى.

عندما شعرت بمحاولته اختراقها، عضت شفتيه بسرعة وبقوة، وكأنها تحاول الهروب من نفسها.

فجأة، غمرت رائحة الدم المعدنية أجواء الغرفة، فشعر كلاهما بتلك الرائحة الغريبة التي مزجت بين الألم والانتقام.

توقف الرجل للحظة، ثم تجمد مكانه. وفي ثوانٍ، بدأ يتحرك بقوة أكبر، وكأن قوته تتضاعف مع كل لحظة.

كانت رولا تكاد لا تستطيع التنفس من قبلاته المستمرة، جسدها يضعف أمامه، وكل ما كان يعيق تنفسها هو صراعها المحموم ضد هذا التمسك به.

لكن كان ما يعصف بها أكثر هو أن يده كانت لا تزال ضاغطة على يدها، كأنها لا تجد مفرًا منه.

وبعد لحظة، توقف لؤي، ظل يقترب منها أكثر، وسألها بصوت خشن: “ألم تقولي أنكِ لا تشعرين بشيء تجاهي؟ لماذا أصبحتِ هكذا ضعيفة؟”

صوته كان يعكس مشاعر متناقضة، وكأنه يجد لذته في تلك اللحظة.

كانت رولا تلهث، وعندما كانت على وشك الرد عليه، شعرت فجأة بيد كبيرة تتجول على صدرها.

شعورها بهذا التصرف أشعل غضبها وأجبرها على جمع ما تبقى لها من قوة، لتدفعه عنها وتصفعه بكل ما في داخلها من كراهية.

“لؤي، ألم تكن أنت من قلت إنك ستتزوج عبير؟ تركتك تذهب منذ زمن، فما الذي تفعله الآن؟ هل تنتقم مني؟”

كان ردها مليئًا بالمرارة، كما لو أنها كانت تقاوم ماضيًا كانت قد تمنت نسيانه.

“أنا؟ إذا كان هذا انتقامًا، فقد فعلت ذلك! كنت أحمقًا لأنني صدقت تلك الخدعة المجنونة، لكن كما أردت، توقفت عن التعلق بك.”

“أنت. لن أكون جزءًا من حياتك مرة أخرى! إذن، انتهى كل شيء.”

وبعد تلك الكلمات، ألقت عليه نظرة مليئة بالغضب، ثم اندفعت خارج الغرفة، دون أن تلتفت ولو للحظة واحدة.

وفي هذه الأثناء، بعد أن انتهى كامل من تنظيف الفوضى التي تركوها خلفهم، توجه إلى الغرفة الخاصة حيث كان لؤي. لكن فجأة، رأى زوجة لؤي السابقة تخرج مسرعة من الغرفة، تجمد في مكانه لبضع ثوانٍ، ثم عاد إلى وعيه وركض ليتحقق من الأمر.

دخل الغرفة، فاستقبله مشهد مظلم. كان لؤي يقف في الزاوية، رأسه مائل قليلاً، وكان خده محمرًا قليلاً والدماء على شفتيه. على الرغم من ذلك، كان يبدو غاضبًا.

“السيد فواز، هل أنت بخير؟”

خفق قلب كامل بشدة، واقترب منه بحذر، ليسأله بقلق.

كان تعبير وجه لؤي قاتمًا، ثم رفع يده ليلمس خده، ومرر إبهامه على زاوية شفته، ليشعر بدماء المرأة التي عضته.

“لقد عضتني بشدة، كما هو الحال دائمًا.”

بينما كان يراقب الدم على طرف إبهامه، قال بصوت منخفض وخشن: “أنا بخير.”

ثم استدار مغادرًا الغرفة.

“استمري في الركض، يا رولا. لقد عدت بالفعل إلى هورينجتون. أود أن أرى إلى أين يمكنك الركض!”

عندما خرج من الغرفة، رأى السكير ومرؤوسه لا يزالان يصرخان في بؤس على الأرض.

بعد نظرة باردة على الأشخاص المتواجدين، استدار لؤي ليأمر كامل: “اكسر الأيدي التي استخدموها للمسها.”

أجاب كامل بسرعة دون تردد، “نعم سيدي.”

ولم يقل لؤي شيئًا آخر قبل أن يغادر الغرفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top