في مقهى صغير عند محطة القطار الداخلي لقرية “السوالمي”.
رفعت تلك الحسناء كلا راحتيها تتحسس وجنتيها القائظتين تهدئ من حرارتهما، شاخصةً بناظريها إلى السماء وشعرها الأسود الحريري الكثيف يلمع تحت أشعة الشمس المحرقة يضفي إليها بريقه هالة سحرية، وهي تخفي زرقاويتيها خلف نظارة شمسية.
بينما على بعد بضعة أمتار قليلة تجلس “نادين” مسترخيةً بدلالٍ أنثوي على مقعدٍ من خشب البامبو شبه متهالك أسفل مظلةٍ رثة، تضع ساقاً فوق الأخرى، تبدو مفعمة بالحيوية كزهرة عباد الشمس التي تتبع قرصها ولكن على استحياءٍ؛ فهي تخشى التصبغات الجلدية.
أما عن “نوران” فلا معنى بقاموسها للهدوء والسكينة، إذ ظلت تتحرك ذهاباً وإياباً بخطى رتيبة ومنتظمة قدر ما استطاعت، ولكن داخلها يموج باللهفة گهرةٍ صغيرة تنتظر قدوم صاحبها.
شعرت “نادين” بالتوتر إثر الحركة المستمرة ل “نوران” ولو لم يكن الحر شديداً، لهرعت إليها تُطالبها بالتحلي بالصبر والجلوس قليلاً.
دقائق معدودة ودوى صوت محركٍ بالجوار وما انفك حتى انجلى بريق هيكل سيارة على مدد البصر تعرفها “نوران” عن ظهر قلب، فهي سيارته المفضلة.
كلما اقتربت السيارة منها إنشاً زاد خفقان نابضها، وها قد تندى جبينها بقطرات العرق التي بدأت في التساقط على جانبي وجهها وبعض من خصلاتها الحالكة التصقت بوجنتيها ورقبتها.
وما لبست “نوران” حتى التفت إلى “نادين” تقول بصوتٍ عالٍ نسبياً، وهي تشير نحو السيارة القادمة من نفس اتجاه جلوس والدتها:
-اشِّري إليه، ها هي سيارته آتيةٌ من بعيد.
استقامت “نادين” عن مقعدها، تلِّوح إلى قائد السيارة الفارهة التي بالرغم من قِدَم طِرازها إلا أنها تعكس الفخامة والثراء.
” نادين” بإطراءٍ:
-كما قلتُ لكِ “عمران” رجل ذو كلمةٍ واحدة، فها قد أتى في موعده المحدد بالدقيقة والثانية.
قالتها “نادين” وهي تخطو بضعة خطواتٍ في اتجاه السيارة المقبلة عليهما، يقودها شوقٌ شديد لرؤية “عمران”.
أما تلك الهرة الشرسة ذات المخالب الناعمة، فأطرافها لم تتبع ما يمليه عليها قلبها، بل ظلت متسمرةً بأرضها تخشى القيام بأي مبادرة، وإنما مكثت بمكانها تتابع المشهد الترحيبي عن كثب.
وبدأ المشهد عندما ترجل “عمران” من سيارته بقامته الفارعة ومنكبيه العريضين وعضلاته البارزة دون مبالغةٍ، ولكنه بدا قوياً مهيباً، يرتدي منطالًا من الچينز الداكن وقميصٍ قطنيٍّ ذو أكمامٍ قصيرة، ومن ضخامة جسد مرتديه لاح وكأنه طبقة جلد ثانية؛ إذ التصق به يبرز تقسيمات عضلات صدره وخصره بوضوح.
ولكن لم يكن هذا فقط ما أبرزه القميص وإنما لونه الرمادي الداكن سلط الضوء على ناعستي صاحبه اللتان ضوى بريقهما تحت سنا أشعة الشمس التي توسط قرصها السماء الصافية.
زفرت “نوران” ومن ثم بدأت تسحب نفساً عميقاً حبسته بضلوعها لثوانٍ تخرجه ببطئٍ، وهي تتمتم بصوتٍ غير مسموع:
-ها قد بدأنا، إنه الهمجي “عمران”.
-عظيم!!
لم تكاد تتفوه بالأخيرة وها قد بدأ سحره في خلق اضطراباتٍ مرهقةٍ في نفسها حتى وهو بعد منها كانت له الهيمنة الكاملة.
اقترب “عمران” من تلك التي تقف بمكانها دون حراك وعينيه الحادتين لم تحيدا عنها، يتشرب ملامحها ولم يشغل بالاً لما تثرثر به “نادين” التي كانت تحملق به شاعرة بالسعادة والسكينة، فكامل انتباهه منصب في اتجاهٍ آخر.
وما إن أصبح على بعد بضعة خطوات منها تجاوز “نادين” الهائمة التي كانت تتبعه بتمهلٍ نظَراً للارتفاع المبالغ به لكعب حذائها، حتى توقف أمامها مباشرةً ونظراته الثاقبة تتأمل ملامح وجه” نوران”.
وهنا قد هربت منهما الكلمات ولم يعرف أياً منهما ما عليه قوله أو فعله، ففي السابق عندما كانت تلقاه وهي صغيرة كانت تلقي بحالها في أحضانه، وهذه كانت عادتها معه فيما عدا زيارتها الأخيرة التي تحفظت فيها بعض الشيء.
ولكن الأمر لم يخلو من تقاربٍ، إذ دنا إليها كالمرة السابقة بعدما بسطت له راحتها بالسلام في تروٍ مهلك يطبع أعلى جبينها قبلةً عميقة ولكن هذا ريثما امتدت يداه تزيل عنها تلك اللعنة التي تخفي بها عنه براقتيها الساحرتين.
أنفاسه الملامسة لوجهها بعثت بداخلها فيض من المشاعر الجياشة، وها قد بدأت الحمرة تزحف إلى وجنتيها ورجفةٍ لذيذة سرت بكامل أوصالها.
وما زاد الأمر سوءاً أنه رفع راحة يمينه يتحسس خدها برقة، ومَن كانت تحاول السيطرة على ثباتها، خانها جسدها اللعين.
إذ زادت فعلته من استجابتها الجسدية لرجولته الطاغية وفقدت التحكم بتلك القشعريرة القوية التي أحس بها حتماً، ونظرة رماديتيه التي استحالة من التوق إلى التسلية أكبر دليل على أنه لامس سطوته عليها.
أسبلت أهدابها تواري بها لمعة العبرات بمقلتيها النابعة من إحساسها بالظلم، نعم فهذا ال “عمران” ظالم!!
كيف له أن يكون بمثل هذه الجاذبية السالبة للأنفاس والحضور الآسر؟!
لم يبتعد سوى مسافة بسيطة لا تذكر، وإنما ظل يأسرها بنظراته الساحرة، وأخيراً أسعفته الكلمات إذا همس بصوتٍ رجولي خشن:
-أنرتي القرية بأكملها “نوري”.
أو كان ينقصها؟!
إن ياء الملكية التي ألحقها بلقب دلالها لها وقع خطير.
أفرجت أخيراً عن جفنيها ترفع بصرها إليه وقد جف حلقها ولم تطاوعها الكلمات سوى بواحدة خرجت من بين شفاهها الوردية تقول : – مرحبا.
ابتسامة وقورة ارتسمت على شفتيه ومن ثم مرر طرف لسانه يرطب شفتيه، وهو يناظرها بشوقٍ، يتمتم متسائلًا:
-هل جئتيني بالحرب أم بغصن الزيتون؟
تهربت”نوران” بنظراتها منه، تقول بقوةٍ واهية:
-أنت من سيحدد ذلك، فهذا يتوقف كلياًّ عليك.
“عمران” بحاجبٍ مرفوع، وبسمة استمتاع:
-كوني على سجيتكِ فهذا أكثر ما يميزكِ.
-تصرفي كيفما تشائين، فيبدو أن صغيرتي لم تكبر بعد.
“نوران” بابتسامة جانبية، وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بحماية وكأنها بذلك تدرأ عنها الهالة الساحرة التي تحيط به، فأردفت تقول:
-وهل عليَّ أن أنضج؟!
-أنا لا زلت بالعشرين.
-انظروا مَن يتحدث عن النضج!!
-اكبر أنت أولاً!
رمشت أهدابه ولاحت معالم الخيبة على ملامح وجهه، فها لم يمر على لقائهما سوى عشر دقائق ولم تتوان صغيرته عن تذكيره بفارق العمر بينهما.
بينما “نادين” التي ظلت تتناوب توزيع النظرات بينهما، تدخلت في محاولة منها لإنقاذ الموقف، إذ أردفت تقول:
-ألن تبارك ل “نوران”؟! لقد اجتازت اختباراتها العملية بتفوق.
ها عائق ٱخر بينهما، فهو لم يتوقع فشلها ولم يتمناه حاشى لله، ولكن حدوثه أصابه بإحباطٍ مضاعف؛ فمن البديهي أن تفوقها وطموحها قد يقودها إلى ما أبعد منه، لذا كره حاله لتفكيره بهذه الطريقة، أوكان ينتظر وقوع ما هو دون ذلك؟!
لمحت” نوران” ملامح البؤس التي ارتسمت على وجهه بوضوح، وگأنما انتقل إليها ما يشعر به من أسى، ولا تدري لم عقبت بالآتي على ما قالته “نادين”، وهي ترمقها بلوم لم تعي الأخرى سبباً له:
-إنه الاختبار العملي، فلا زلت لم أحصل على النتائج النهائية بعد، أنسيتي الامتحان النظري؟!
حاول”عمران” إبداء بعض من السرور، وهو يقول:
-سيان، فمهما يكن الأمر فلابد وأن تجتازيه.
قالها “عمران” وهو يرمقها بنظراته الرجولية المتأملة لكل مليمترًا بها، وهو في حالة لم يعهدها من قبل وبالرغم من افتتانه بكل ما فيها إذ صارت صغيرته أنثى ناضجة بما للكلمة من معنى إلا أنه غض بصره عن مفاتنها بصعوبة بالغة، وهذا لا ينفي نظراته العابرة، ومن ثم أضاف بإبهامٍ:
-تبارك الخالق! أمن بين جميع خلقه لم يخص المولى كائنًا بكل هذا القدر من الجمال والروعة سوى امرأة؟!
زاد تورد “نوران” لما عقب به، ولكن هناك من قطعت سحر اللحظة، ومن غيرها “نادين” التي أخذت هذا الوصف على نفسها إذ ظنت أنه يعنيها به، فأردفت تقول بابتسامةٍ عذبة:
-يا لك من ذوَّاق “عمران”!! سعيدة بهذا الإطراء.
رد “عمران” ولكنه لم يلتفت إلى نادين بل ظل يحدق بتلك التي نكست رأسها بإحباطٍ، ولكن هيئتها الفاتنة لم تسمح له بأن يفعل المثل ويصرف نظره عنها ولو لبرهة؛ ليجيب الأخرى:
-لا خلاف عليكِ “نادين”.
-إنكِ رائعة كالعادة، ولكن هذا الإطراء كما تقولين كانت “نوري” هي المقصودة به.
رفعت “نوران” رأسها إليه سريعاً، وهي بالكاد تصدق أذنيها، ولأول مرة تلمس منه هذه الوقاحة إذ ضغط بأسنانه على جانب شفته السفلى وهو يومأ إليها بالإيجاب؛ فاتسعت حدقتيها دهشةً، رافعةً كلا حاجبيها مما زادها براءة وطفولة، وليزيدها عليها حرك شفاهه دون صوتٍ يقول : – وحشتيني.
لقد اعتادت أن تسمع الطفلة “نوران” هذه الكلمة من “عمران” قريب والدتها التي كانت عما قريب تناديه بالألقاب كنوعٍ من أنواع الاحترام، أما مَن يقف أمامها ويقولها بكل هذا الفيض من المشاعر ليس “عمران” المعهود، وگأنه شخصٌ آخر ذا إحساس مختلف.
تقلصت أمعاء “نوران” إذ شعرت بتوترٍ شديد أو ربما شيء آخر ولكن ما يهم أنها الآن في حالة مزرية.
رحمها “عمران” مما هي فيه، إذ مال يلتقط الحقائب الموضوع إلى جانب الكرسي الذي كانت تجلس عليه “نادين” أسفل المظلة، ثم أضاف يقول:
-دعونا نستقل السيارة وبعدها نكمل حديثنا في الطريق.
ومن ثم رفع رأسه إلى “نادين”، يقول ما أشعرها بارتباكٍ واضح:
-لقد اتصلت بذلك الرجل وحددت معه موعداً اليوم بعدما علمت بمجيئكما لذا سنتوجه إلى مزرعتي؛ لأن…….
بترت “نادين” عبارته وهي تغمز إليه بعينها خلسة، تقول:
-مفهوم، وأنا أيضاً أحبذ الذهاب إلى هناك.
-وأنتِ أيضاً “نوران” أليس كذلك؟!
“نوران” بتوجسٍ : – لا.. أعني نعم…
تأففت ومن ثم أضافت : – كما تشاءان.
توجه ثلاثتهم نحو السيارة، فتوقف “عمران” عند الحقيبة الخلفية للسيارة ليضع بها ما بيده، بينما تقدمت كلتهما باتجاه الباب الأمامي، باسطتان يديهما باتجاه مقبضه في آنٍ واحد، وهناك مَن يراقب بفضول تعبيرات وجه إحداهما، ومن غيرها صغيرته التي يهتم لأمرها.
سحبت “نوران” يدها على الفور، وهي تتراجع دون حديث بالرغم من سؤال كان على طرف لسانها أوشكت على التفوه به ولكن ابتلعت ما تهم بقوله والسؤال هو: – أليس هذا هو مكانها المعتاد؟!
-ترى ما الذي جد!!
أجل فحتى في آخر مرة أتت فيها إلى هنا كانت والدتها تجلس بالمقعد الخلفي مع زوجها المتوفي “عماد”، وفي كل مرة كانت تفدان فيها إلى القرية، لم تأتيا بمفرديهما، دوماً ما كان يرافقهما أحد أزواج أمها، إذًا هذا هو الأمر المستجد الذي ترتب عليه استبدال الأوضاع.
وكما الحال لم تطالب “نوران” بحقها فيه، وبمَ ستطلب؟! إذ أقنعت حالها بأن ما يدور برمته لا يهمها، وهذا تحديدًا ما توقعه “عمران”؛ لذا رمقها باستياءٍ من أعلى غطاء حقيبة السيارة، وبنظرة خبير لم يفته ملاحظة الخيبة التي لاحت بعينا “نوره”، وهذا ما بثه بعض الفرح.
احتل “عمران” مقعد القيادة، بعد أن سلمت “نوران” بالأمر الواقع وجلست بالمقعد الخلفي، ومن ثم انطلق بالسيارة ولكن ضيقه مما حدث جعله يندفع بها بحدة مما أصدر صوت صرير مزعج ناجم عن شدة احتكاك الإطارات بالأسفلت.
ساد الصمت لدقائقٍ كان “عمران” يدوِّن فيها كل لمحة لها وهو يتناوب النظر ما بين الطريق أمامه وما بين وجهها الصبوح البادي في المرآة الأمامية للسيارة، حتى بددت “نادين” لحظات التأمل، وهي تقول متسائلة:
-كيف ستسير الأمور اليوم؟
“عمران” بخشونة إذ ظلت صغيرته تتهرب بنظراتها منه طوال الوقت، حتى في هذا بخيلة:
-سأوصلكما إلى بيت المزرعة، ومن ثم سأترككما لبعض الوقت، إذا يتوجب عليا الذهاب إلى المركز لمقابلة زبون يريد الاتفاق على محصول القطن وسأعود بعد العصر.
“نادين” بفضول:
-هل أعرفه؟ أهو من القرية؟
“عمران” وهو منشغل بالقيادة إذ دلفت بهم السيارة تدق في أزقة القرية، فها هم على مشارفها، ولكن الوقت الأطول سيكون لتفادي المارة من الفلاحين وكذلك اختيار طرق واسعة كي تتمكن السيارة الخوض فيها دون خسائر.
فأجابها يقول:
-لا أعتقد فهو غريب عن القرية بل عن الضاحية بأكملها.
-على أي حال، إنه بخيل گ “نوران” ولن يحجز في نُزل لذا سيمكث لديَّ يوم أو ربما اثنين حتى يأخذ بضاعته معه.
رمقته “نوران” بدهشة ولم يصل إليها المغزى لم يرمي إليه وظهر هذا بشغف نظراتها، فأردف بعيونٍ تبتسم بلهفة يقول:
-ها هي قد بدأت تجود وبِكرمٍ.
قالها غامزاً إليها بعينه في المرأة؛ فابتسمت بخفارةٍ بعدما التقطت ما يرنو إليه، بينما تسائلت “نادين” بفضولٍ صرف انتباهها عما يدور:
-هل سيأتي لحاله أم مع عائلته؟
“عمران” بإيجازٍ : – لحاله، إنه أرمل.
“نادين” بحماسٍ : – إذاً فهو وحيد؟
“عمران” وهو يهيم بعذراءه الصغيرة:
-وحيد، والوحدة شبح قاتل.
“نادين” متمتمةً بصوتٍ مسموع:
-أرمل وحيد، وتاجر ثري.
-يبدو أن الأمر سيكون مسلياً.
توجهت نظرات كلاً من “عمران” و”نوران” باتجاه تلك المرأة غريبة الأطوار وإذا كانت “نوران” قد اعتادت على طيش ال “ناندو” خاصتها، إلا أن “عمران” أردف يقول باستياءٍ:
-“نااادين”!! إياكِ والتورط معه.
-وأنتِ “نوران”! ألن تقولي شيئاً حيال هذا؟
أين “نوران”؟ لقد شردت “نوران” في حزمه وردود أفعاله ونبرة صوته القوية التي أسكتت “نادين” ومنعتها من الاسترسال، فعقبت تقول بدفاعٍ فبالأخير هي لن تدين أمها أمام غريب وما إن ينفردا معاً سيكون لها معها حديث آخر:
-بم تريدني أن أعقب؟ “ناندو” لم تخطئ بشيء هي فقط عفوية.
التفتت إليها “نادين” ترسل إليها قبلةً في الهواء، فقابلتها “نوران” بابتسامةٍ صفراء من بين شفاهها المزمومة، و بالطبع كل هذا لم يخفى عن المتابع الذي تسائل بغيرة واضحة:
-وهل أنت بعفوية “نادين”؟
-لقد أخبرتني أن لديكِ صديق؟ أهذا صحيح؟!
قال الأخيرة وهو يتكأ على كل حرفٍ بسؤاله، وعينيه بها شيء غامض بالنسبة لبكر المشاعر مثل” نوران”، وبالفعل أجابت سؤاله بسؤالٍ عفوي زاد من لهيب غيرته:
-عن أي صديق تتحدث؟!
أخذ شيطانه يتلاعب به، ولو أنه خاف مهابتها منه لأراها وجهه الآخر، ولكنه استحضر كل قواعد ضبط النفس محافظاً على ثباته الانفعالي ولكنها استشفت الغضب من نظراته ونبرة صوته الحادة عندما عاود سؤالها:
-“أيمن”!! وهل هناك غيره؟!
“نوران” وقد أعجبتها اللعبة فتمادت:
-ربما، بجميع الأحوال هذا شيء طبيعي.
-أليس كذلك؟
إلى هنا وكفى!!
ما عاد للحلم معنى، إذ…………
👇