الرواية حصري ممنوع النسخ نظراً لحقوق الملكية الفكرية
” الفصل الرابع “
بعد مرور أسبوع لم يغادر غيث شقته ، فقد كان يشعر بتأنيب الضمير اتجاه تلك الصغيره ، لذلك قرر ان يظل جانبها الي ان تسترد صحتها ، كان يعاملها بحنو ولم يتحدث معها الا القليل .
شعرت شچن بانها تملك الدنيا وما فيها ، فتناست ما حدث معها قبل ايام في ليله عرسها ، غمرتها السعاده بقربه ، وفقد كان يعاملها كطفلته ، يطعمها بيده ويبدل لها ملابسها واحيانا يحملها بين ذراعيه ويساعدها علي الاستحمام .
تحسنت حالتها الصحيه والنفسيه ايضا ، وعندما وجدها استردت صحتها قرر الذهاب الي عمله بمزرعه عائلته والاهتمام بالمحاصيل الزراعيه خاصتهم .
طبع قبله حانيه قبل ان يغادر المنزل وهمس بصوت رخيم مودعا اياها :
- أني نازل المزرعه عندي تشويل المحصول ، ماتتعبيش نفسك في حاچه “ام سعد ” هتيچي تروچ الشجه وتعملك الوكل
أومت له بخفه ليغادر هو المنزل متوجها الي الطابق الارضي ، اقترب من والدته يقبل كفها : أصباح الخير يا أم غيث - أصباح الهنا يا ولدي ، كيفك
- بخير والحمد لله
ثم اردف قائلا : أني رايح المزرعه ، أبچي شچي علي شچن
لوت ثغرها بضجر حاولت اخفائه ثم قالت بهدوء : ماتجلجش يا ولدي ، هي في عنيه
طبع قبله حانيه اعلي جبينها ثم غادر المنزل ليمطي جواده ، ليركض الاصيل الي حيث مزرعه زهران ..
باحدي القرى المجاوره للمنيا ، داخل قسم الشرطه ، يجلس حمزه خلف مكتبه ، شارد بذات العيون البندقيه ، وفجاه استمع لطرقات اعلي باب مكتبه ، رفع عيناه وادن للطارق بالدخول : ادخل
دلف العسكري يودي التحيه العسكريه ثم قال : في عركه كبيره چوي بين عيلتين يا باشا وغفير العمده جي يبلغ عشان العركه تنفض
نهض حمزه عن مقعده وهو يحمل سلاحه ويعطي اوامره وهو يغادر مركز الشرطه ، أجمع قوه هنتحرك علي المكان
استقل سياره الشرطه وبعض العساكر خلفه بسياره اخري متوجهين الي فك الشجار القائم بين العائلتين ..
ترجلا من سيارته ثم اشهر سلاحه ودلف وسط ذلك الشجار الذي يحدث امامه فجميعهم يرفعون الشوم ويتبادلون الضربات ، اطلق الاعيره الناريه وهو يصرخ بهم لكي يتوقفو عن فعل ذلك ، وهم لم يتحركون ساكنا فاكنهم صم لم يسمعو لما يقوله ، عاد يطلق الاعيره الناريه بالهواء وصرخ بصوته الغليظ بلهجتهم لكي يستمعو اليه : كفياكم عاد الكل يرمي الشوم من يده والا قسما بالله لارچدكم كلهاتكم في المستشفي وابيتكم في التخشيبه منك ليه
ساد الصمت بينهم وتطلعو له ببرود ، سار بينهم يحول بين العائلتين قائلا بجديه :
ايه اللي حوصل عشان تتعاركو اكيده
تهافتت الاصوات جميعهم يريدون التحدث في أن واحد ، اخرسهم حمزه بصوته الجلي : بس اني بس اللي اتكلم
اشار الي شاب ليتقدم منه : انت تعالي احكيلي ايه اللي حوصل
هتف الشاب بتوتر : والله يا باشا اللي حوصل كالاتي ، كان في شباب چاعدين علي الترعه من عيله الشوادفي وخيتي” روح ” كانت بتدله تملي الچلعه ، راحو الشباب اتمچلتو عليها وفضلو يضحكو وخيتي من خوفها وچعت في الترعه ومدو يدهم عليها يا باشا ، طب ده يصح من أهل بلدها ، هي دي شهامه الرچاله
نظر حمزه حوله بترقب ثم هتف بتسأل : وينهم الشباب دول؟
اشار الشاب لثلاث فتيان : أهم يا باشا
ظل يرمقهم بنظراته القويه ثم قال : عاوز اسمع منيكم ، الحديت ده حوصل صوح ؟
قال احدهم : يا باشا أحنا كل اللي عملاناه لم البت وچعت في الترعه چرينا عليها ورمينا حالنا وراها عشان نطلعوها ، خوفنا عليها لتغرچ عشان المايه كانت عاليه ، يبچ كيف اتمچلتنه عليها ولا ضحكنا وعز جلال الله ما حوصل ، حتي اسال سعاتك ” صلاح و علي “
هتف الشبان مؤكدان لحديث شقيقهم الاكبر : كل كلمه چالها “ناصر ” حوصلت يا باشا ، دي تبچي غلطنا اننا انقذنها من الموت ، يچومو عركه ويفترو علينا اننا مدينا يدنا عليها ، كيف واحنا عندنا ولايه ونخاف الله ونتچيه
دار حمزه عيناه كالصقر بينهم ثم هتف قائلا لكي يفض ذلك النزاع : وينها ” روح ” تچول اللي حوصل
هتف شقيقها بغضب : كيف يعني البنته توچف وسط الرچاله دي كلهاتها وتتكلم
وضع حمزه كفه علي كتف ذلك الشاب ثم قال بصرامه : زي ما چومت العركه فضها دلوك واعتذر للشباب دول انك فهمت الموضوع غلط والا اختك تچي وتكدبك وسط الخلق كله
ابتلع ريقه بتوتر ثم وقف يهتف بالناس وهو يشعر بالخجل منما فعله في حق شقيقته فبسبب تهوره وغضبه اصبحت سيره شقيقته علي كل لسان
عادو الجميع الي منازلهم وضل الشاب والثلاث فتيان الاشقاء
هتف حمزه قائلا موبخا لذلك الشاب : عاچبك اللي عملته دلوك ، كان هيچرا ايه لم تچعد معاهم وتتحدت راچل لراچل ، مش تچوم الدنيا حريچه والسلام ، وينها خيتك عاوز اتحدت امعاها
ابتلع ريقه بتوتر ثم قال : شرفنا في الدار يا باشا
سار حمزه بخطوات واسعه بجانب ذلك الشاب المندفع ثم عاد ينظر للفتيان قائلا : كل واحد يشوف وراه أيه
بعد عده دقائق من السير ، وقف الشاب امام منزله قائلا : هملني هبابه يا باشا اديلهم خبر بسعاتك
أوم راسه بخفه وظل واقفا امام الباب الي ان ات” شاهين ” وهو يفتح له الباب ويرحب بقدومه : اتفضل يا باشا
وقف حمزه بصاله المنزل ، هتف شاهين وهو يسحب شقيقته من ذراعها : تعي يا روح الباشا عاوزك في كلمتين
نظر حمزه لتلك الفتاه التي موشحه بالرداء الاسود ولم يظهر منها شيئا .
اقترب بخطواته ليقف امامها وقال بصوت هادئ : انتي روح
هزت راسها بخفه ليعاود بسؤال أخر : الشباب اللي كانو عند الترعه اتمچلتو عليكي ولا حد فيهم لمسك بسوء
عادت تهز راسها بالنفي ثم خرج صوتها الخافت : كنت بملي مايه ووچعت وهم كتر خيرهم طلعوني من الترعه وكانت هدومي غرچانه مايه وواحد منيهم چلع چلبيته وادهالي البسها أكمن يعني هدومي اتبلت
تفهم حمزه ما تقوله ثم نظر لشقيقها يرمقه بنظرات غاضبه
وقال قبل ان يغادر منزلهم : أحمد ربنا يا شاهين ان الشباب دول صانو شرفك ، ومش عاوز اسمع عنك انك بتتعارك مع حد تاني
ثم تركه حمزه وسار بخطوات واسعه ليصل الي سيارته ثم استقلها وانطلق في طريق العوده الي عمله داخل قسم الشرطه ، ولكن اثناء انشغاله بقيادته لاحت شبح ابتسامه جانب ثعره وهو يتذكر موقف مشابه حدث مع معشوقته التي يعشقها بالخفاء فقد اوصد عليها اساور قلبه ..
“فلاش باك “
السماء ملبده بالغيوم وعاصفه قويه هبت مع تلك الرياح لتهطل الامطار بغزراه في غسق الليل .
اثناء عوده حمزه من عمله مرا بالمشفي التي تعمل بها من دق لها القلب دون موعد سابق او انذار ، وظل قابعه خلف محرك السياره يتطلع لباب المشفي بين تاره واخرى ، يترقب ظهورها ولكن هطلت الامطار في ذلك الجو المرعد ليجدها فجاه تغادر المشفي بخطوات راكضه وتضع معطفها الشتوي اعلي راسها وتحتضنه حولها بشده من شده البروده التي سرت بجسدها بسبب هطول الامطار ، اسرع في تشغيل محرك سيارته ليقف امامها في لمح البصر ، يسد حركتها لترفع مقلتيها تنظر له بصدمه ظنت بانه شاب اخر يريد مضايقتها ولكن لانت صفيحه وجهها وشعرت بالاطمئنان عندما وجده وعلمت بهويته
هتف حمزه بصوته رخيم : اركبي يا دكتَوره اوصلك
انصاغت لمطلبه علي الفور واستقلت بالمقعد المجاور له ونظرت له بامتنان : انت طلعتلي منين
رفع حاجبيه بدهشه : نعم
ابتسمت برقه ثم قالت : قصدي يعني ان حضرتك جتلي من السما ، الجو رهيب وبيشتي وكمان ماكنتش هلاقي مواصله واحده توحد ربنا ، بجد متشكره اوي اوي يا حضره الظابط
- العفو يا دكتوره ده واجبي
انطلق في طريقه ليصلها الي حيث مسكنها دون ان تخبره اياه ، عاد تنطر له بدهشه قائله : - حضرتك عرفت البيت ازاي ؟
رسم الجديه علي محياه قائلا : ده شغلي بقا ، اتفضلي وصلنا
ترجلت من سيارته ودلفت لداخل المبني الضخم الخاص بسكن المغتربات ، فهي تمكث به منذ ان خطت بقدمها داخل تلك البلده .
اما عنه فتنهد الصعداء وخبط علي محرك السياره بضيق : اتسرعت يا حمزه دلوقتي تقول عليه ايه بس
ثم تأفف بضجر قائلا لنفسه : هتقول عليه مجنون لو عرفت ان مراقب كل تحركاتها من اول يوم جت فيه البلد ، لا وايه كمان بتحبها ومش قادر تنطق يا سياده الرائد يلي بيتهز لك الرجال
باك
فاق من شروده عندما صفا سيارته امام القسم ثم ترجلا منه ليدلف داخل القسم ليعود مباشره عمله …
طرقت الباب بقوه ، لتنهض شچن بفزع تسرع لفتح الباب
وجدت حماتها تلوي ثغرها بضجر ثم هتفت بها قائلا : مش كفياكي جلع بچا وتنزلي نشوف ورانا ايه ، ولا انتي هتفضلي راچده كده كتير وأحنا اللي تخدموكي
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بخجل : حاضر يا أماي هغير خلچاتي واحصلك طوالي
- ماتعوچيش
قالتها وهي تهبط الدرج
دلفت شچن لداخل الشقه ثانيا ثم اسرعت بتبديل ثيابها ، انتقت لنفسها عباءه مطرزه فضفاضه باللون الازرق السماوي ووضعت حجاب راسها الخاص بالعباه وغادرت منزلها لتتوجه الي الطابق الارضي لتفعل ما تأمرها به والده زوجها من اعباء المنزل .
شعرت بالارهاق ولكن اكملت ما تمليه عليها حماتها .
ات” غيث ” بذلك الوقت ، تطلع حوله يبحث عن والدته وعندما لم يجدها ببهو المنزل ، دلف يبحث عنها داخل المطبخ ، ليتفاجئ بوجود زوجته تقف امام الموقد تطهي الطعام ، وترفع ظهر كفها تجفف حبات العرق المتناثره من جبينها
هتف بدهشه متسألا عن وجودها : أنتي بتعملي أيه عندك ؟
شهقت بخضه ثم تتطلعت اليه بتوتر قائله : بحضر الوكل
اتت زاهيه تربت علي كتف ابنها قائله : انت چيت يا ولدي ، دي مرتك زهچت من چعدتها لحالها فچت تچعد معاي وكانت بتشچر علي الوكل
اقترب يطبع قبله اعلي راس والدته ثم قال وهو يغادر المطبخ : - اني طالع اتحمم واغير خلچاتي
وكزت شچن قائله بحده : شهلي وروحي ورا راچلك شوفي محتاچ حاچه مش تفضلي اكيده
هزت راسها بالايجاب وسارت بخطوات مضطربه تصعد الدرج الي حيث باب شقتها ، ثم دارت المفتاح ودلفت بعينان مترقبه تبحث عن وجوده ، ابتلعت ريقها بتوتر ثم دلفت غرفتها لتجده ينزع جلبابه ويلقاه اعلي الفراش
شعر بعيناها التي تتلصصه ثم قال : واچفه متنحه ليه اكيده
هزت راسها بتوتر
اقترب منها يتطلع لصفيحه وجهها التي صبغت بحمره الخجل ، رفع كفه اسفل ذقنها يرفعها لاعلي ليجعلها تنظر لعينيه ثم همس بصوته الدافئ : ايه نزلك وانتي لسه بعافيه
عادت تهز راسها بالنفي
ابتسم رغما عنه ثم قال : ماحبش لم اتكلم مش تردي علي
رفعت مقلتيها البنيه لتلتقي بعيناه العسليه المائله للون الاخضر ، لتفقدها صوابها ، فتاره تشعر بانه يحتضنها بعينيه وتاره اخري تشعر بحده نظراته وصرامته
اما عنه فظل يحدق بشفتيها المنتكزه الصغيره ، اراد تقبيلها ، مال عليها يريد تقبيلها لتنتفض بذعر وتعود للخلف فقد انتابها نوبه فزع من قربه .
اشطاظ
غضبا وتركها ودلف داخل المرحاض واغلقه خلفه بقوه لتنكمش علي نفسها واتتها رجفه تسري بجسدها الضئيل الخائف من هذاالمصير …
👇