الفصل الاول

يمر بنا الوقت سريعا يقفز كالكنجرو ينسينا رحيق أيام الصبا أيام التي  نتمنى جميعنا إحيائها من جديد برغم ضيقنا منها آن ذاك
أيام الثانوبه آخر سنه دراسيه فى المرحله الثانويه كم من أحلام بنيناها وأصدقاء صاروا معنا دروب الحياه وآخرين تاهو منا وسط الزحام أحباب ابتعدو وآخرين اقتربو تبدلت حياتنا عما كانت والكثير منا لم يتوقع حاله الآن

كانت حبيبه تسير وسط صديقتيها وسعاده العالم تنطلق من مقلتيها : أنا بقى مستحيل أتنازل عن حلمى إطلاقا هدرس موسيقى مهما حصل
أريج بملل : والنبى تقعديلنا على جنب ياختى مش أما ننجح الأول
حسناء بحماس : بيبه شاطره وهتجيب مجموع الدور والباقى عليكى يافاشله دا الكتب سوست وهيا بتترجاكى تذاكرى
أريج بتفاخر : اذاكر إنتى عبيطه ولا إيه إنتى عاوزانى أضيع وقتى الثمين فى المذاكره
حسناء بسخريه : لا ميصحش ومين يتفرج على مهند
أريج بهيام : ااااه الواد مز
حسناء بضيق استطردته بمكر : الواد ده مبقبلوش طرى ومسهوك وأوفر إلا قوليلى هو حسين عنده خبر بموضوع مهند ده
أريج بغضب : ومال حسييين بقى
حسناء بمرح : ههههههههه عادى يارورو بستفسر
رمقتها أريج بغيظ : لأ ياروح أمك متستفسريش
حبيبه بحرج : بس عيب إحنا فى الشارع
حسناء بحماس : على رأيك ها قولتى إيه هتكلمى جدتك إمتى عشان نبلغ العائله ونروحو الرحله دى
هزت حبيبه راسها بالنفى : لأ رحله إيه مع نفسكم قال رحله دا تيته عينيها راحت قصاد مكنه الخياط عشان المعاش مبيكفيش عشان أتعلم أروح أنا أقولها اقطمى وسطك زياده عشان اتفسح إيه مفيش دم خالص
حسناء : لو على الفلوس أنا وأريج عازمينك
حبيبه : لأ طبعا إنتى بتهزرى حسناء لولا إنى عارفه إنه مش قصدك تهنينى كنت قطعت علاقتى بيكى نهائى أنا مش شحاته فاهمه
حسناء : إنتى اتهبلتى اهينك دا إيه إنتى ازاى فهمتيها كده حبيبه إنتى أختى الصغيره اخص عليكى تفكرى كده تانى والله أزعل منك
حبيبه : خلاص إنتى كمان متجراحنيش
حسناء : بس الرحله من غيرك ملهاش لازمه
حبيبه بإصرار : رحلات لأ مش طالعه
حاولت أريج أن تبدو مقنعه وتتحدث بعقلانيه للأسف : نعم يعنى إيه لأ إحنا لا ممكن نستعوض تلك الفرصه لقد جاءت على طبق من ذهب ولن نستعوضها البته
حسناء : هههههه لا بته ولا وزه إنتى تسيبى العربى فى حاله اللغه العربية مش ناقصه تخلف
زمت أريج شفتيها بشكل طفولى : شايفه يابيبه بتكبت مواهبى ازاى
حبيبه بموضوعيه : والله اللى أنا متأكده منه إن لو حد سمع جملتك دى وعرف إنك فى ثانويه عامه هيعلقك على أول الشارع ويكتب من دا بكره بقرشبن
حسناء : هههههه لأ مايعلقها مكان دبيحه الجزار أسهل ههههههه اللى هيجننى انتى بتنجحى ازاى
أريج : ببركه دعا الوالدين
حسناء بمكر : قصدك بركه تعب حسين يافاشله هو لولا مراجعته معاكى أيام الإمتحانات كنتى فلحتى ( حسين ابن عم أريج الوحيد ولديه من الجاذبيه ما يجعل الفتيات تتهافت عليه لكنه لايرى بهذا العالم سوى أريج يمتاز برجاحه العقل وحسن الأخلاق هذا العام هو فى الجامعه ورغم أن الحال لدى أسرته ميسور ولكنه قرر أن يعمل بجانب دراسته فى شركه العائله حتى يكتسب خبره ويثبت قدمه بداخلها وقد كان وجوده مكسبا للشركه وقرر أباه وعمه تركها تحت مسؤليته بمجرد تخرجه)
ضاقت أريج من ذكر حسناء له المستمر : يادى حسين كل ما نتكلم دخليه فى الحوار
حسناء : الله مش الحقيقه
أريج بتحذير : شيلى حسين من دماغك أحسن خليك فى سى زفت حازم (حازم مراهق أرعن مغتر بنفسه وقد استمال حسناء إليه بكلمات حب زائفه ليستفيد من تحصيلها الدراسى فقد كانت بالنسبه له كنز لا ينضب يغرف منه متى شاء كان يتلاعب بها فقط من أجل أن يغش قى الإمتحان بمساعدتها)
تصاعدت الأحلام الورديه من عيني حسناء عند ذكر إسمه : إخص عليكى متقوليش على زومى كده
أريج بسخريه : زوووومى آه يامرارتى أقولك قوليله ذومبى تليقله أكتر
بدأ الغضب يبدو على ملامح حسناء وصوتها : أريج لحد حازم واستوب
حبيبه : بس بقى كل ما تيجى سيره الزفت دا تتخانقو
حسناء : متقوليش زفت
حبيبه : سورى الباشمهندس
أريج : يوووه خلينا فى موضوع الرحله أحسن
حبيبه : الموضوع ده فشنك الأهالى مش هيوافقو إذا كانت إداره المدرسه نفسها مش مقتنعه
حسناء : لأ اقتنعت العيال عملو مظاهره على ما وافقو
فرصه مش هتتعوض دى آخر سنه لينا وياعالم هنتجمع تانى ولا لأ كل واحده هتروح كليتها وأريج المعهد الفنى اللى ممكن تطوله بالعافيه ههههههه
اتسعت عين أريج وهيا تنظر لها وتستعد للهجوم : لقد جبتيه لنفسك ااااه
ركضت حسناء وضحكاتها تملأ الطروقات وتبعتها أريج تصر على ضربها فاضطرت حبيبه أن تلاحقهما

حبيبه ، حسناء ، حبيبه : كما اتضح من الحديث السابق هن فتيات بالمرحله الثانويه صديقات مقربات رغم إختلاف شخصياتهن

حبيبه : فتاه بريئه جمالها الطفولى له سحر خاص لم يعكر صفوها رتم الحياه السريع فهيا يتيمه الأب والأم منذ طفولتها وجدتها لأبيها من قامت بتربيتها والاهتمام بها ولكن حبيبه دائما كانت تلك الفتاه الهادئه المنطويه حتى تعرفت فى أولى ثانوى على حسناء وأريج واصبحن اختيان لها فتبدد القليل من انطوائها
كل طموحاتها تتمثل فى دراسه الموسيقى بعد الثانويه فهيا عاشقه لكل الألحان بكل اللغات تتابع الأعمال الدراميه الأجنبيه ففط لتتعلم منها موسيقاهم ورقصاتهم

حسناء : فتاه عنيده جمالها يتمرد على الطبيعه يفرض نفسه على الجميع ذكيه ومجتهده انها الابنه الوحيده لوالديها ولكنها ليست مدلله جدا بل على العكس لانها فتاه ووحيدتهما فهما يخافان عليها وخاصه امها ولكنها ترغب بشده فى أن تكون مرشده سياحيه تسافر وتتنقل تبتعد وتقترب تريد أن تتحرر وجدت فى حازم زميلها ما تبحث عنه فهو يشجعها دائما على التمرد لكى يتحكم بها أكثر

أريج : فتاه طائشه بلهاء دائما تدعى الذكاء والفطنه بينما هيا لا تمت لهما بصله وهذا ما جعل فتاه ماكره تدعى شوشو تخدعها تحت ستار الصداقه كى تتحكم بها وتصل لمرادها فشوشو تتمنى حسين ولكنه يرفضها بشده فهو عاشق لأريج وهيا أيضا تعشقه ولكن حينما يتدخل ذكائها ونصائح شوشو تدمر كل شئ وما يجعلها تخطأ أكثر هو عشق حسين الذى يجعله يسامحها دائما وعقد والدتها التى تفضلها على أخاها الوحيد لدرجه لا تحتمل وتحميها من اى عقاب قد يقوم به والدها أو عمها أو أى إن كان ولكن بمرور الوقت أصبحت تندم على هذه الحمايه لأن أريج أصبحت لا تتحمل أى مسؤليه فبدأت تكف عن التساهل معها

مر مجموعه شباب بجوار الفتيات وبدأو بالقاء تلميحات سمجه ونظرات وقحه مما جعل نيران الغضب تشتعل بجوف الفتيات فصرخن بأعلى صوت فى هؤلاء الشباب فانتبه أهل الشارع واحتشدو حولهم فخاف الشباب وفرو هاربين
بالمصادفه كان حسين عائد من كليته حينما رأهم من بعيد فاسرع إليهن

حسين بلهفه : جرى إيه وإيه اللمه دى
أحد الماره : كان فى شباب بتعاكسهم
حسناء : شويه عيال صيع بس البركه فى رجاله الشارع شافوهم طارو
سيده من الحشد : عيال متربتش يابنتى
احد الماره : شكلهم مش من هنا عشان لو هما من الشارع مكنوش اتجرأو يعاكسو بناته
حسين : متشكرين والله ياجماعه لوقفتكم دى
سيده من الحشد : جرى إيه ياحسين يا ابنى دول بناتنا برضه
حسين بابتسامه : مهو دا العشم ياخاله بالاذن (ثم التفت للفتيات وقد تبدلت ملامحه للغضب )يلا إنتى وهيا ورايا
الفتيات : حاضر
حبيبه بضيق : اللى بيعاكس دا غبى ومبيفهمش نهائى
حسناء : عندك حق دا أنا ببقى شبه شحاتين السيده وأنا راحه السوق وبيعاكسو على إيه مش فاهمه طب يعاكسو اللى تعبت نفسها وقعدت تلات سنين قدام المرايه تتحفلط عشان يعبروها
أريج : ههههههه تصدقى آه وهتلاقى البغل اللى قانيها بيرجع يلاقيها شبه أبو قردان
حسناء : دنيا ماشيه بالمقلوب تتذوق للغرب وفى البيت تترهبن
أريج : مهيا ضامنه اللى فى بيت مفيش جديد لكن بره أهو حد يعبرها
حسناء : ههههه لأ على فكره بقى المسأله تعود
حبيبه : والله كل واحد حر وربنا بيحاسب كل واحد على نفسه إحنا مش قضاه هنحاسب الناس على أفعالها
أريج : إحنا بنحاسبش حد إحنا بنبدى بوجهه نظرنا
كانو قد وصلو للمنزل فالتفت حسين اليهن غاضبا : وياترى خلصتو وجهات نظر ولا لسه
توترت اريج من نظرته الغاضبه وبدأت تتلجلج فى الكلام : هه أأ آه بب حسين إحنا مغلطناش فى حاجه ولبسنا زى ما إنت شايف واسع أهوه صحيح مش محجبات بس محناش عاملين فى نفسنا شئ ملفت لحد
حسين : مهو لو ماشين عدل فى الشارع مش تضحكو شويه وتعلو صوتكم شويه وتلعبو شويه مش هتلفتو الإنتباه الشارع مليان بنات راحه جايه محدش بيكلمهم إشمعنى انتو كل يوم خناقه شكل
اريج بانفعال : بنات إيه بقى إن شاء الله هو انت واخد بالك من الرايحه والجايه كمان
تعالى صوت حسين الغاضب : أريج اتلمى بدل ما اعلقك على منشر الغسيل وإن كنتى فاكره هتغلوشى عشان محسبكيش تبقى بتحلمى
مرت شوشو بالجوار وحينما وجدت حسين اقتربت لتلقى السلام فرمقها الجميع بغضب ماعدا البلهاء أريج
شوشو : حبيبتى وحشانى بقالك يومين مشوفتكيش
أريج : الدروس بقى ياقلبى
ونظرها مصوب على حسين : يسلملى قلبك
زفر حسين بقوه : استغفر الله العظيم أنا طالع
حسناء بضيق : وإحنا مروحين يلا ياحبيبه
التفت حسين لحسناء وحبيبه : امشو على جنب من غير رغى خليكو تروحو على خير
حسناء : حاضر
شوشو بغيظ : هو ماله ومالهم يمشو ولا يقعو انتى مش ملاحظه إنه مهتم بيهم أوى
أريج : عادى بيعتبرهم اخواته
شوشو : والله انتى هبله افضلى كده لما ياخدوه منك
أريج : لا لا ياشيخه حبيبه وحسناء ميعملوش كده
شوشو : هيا حبيبه غلبانه وهاديه وملهاش فى حاجه آه بس حسناء دى أنا مبطمنلهاش بحس إنها واخده على حسين أكتر من اللازم ومتنسيش إن أمها وأمه أصحاب
أريج بقلق : إيه لا أأأ لأ حسناء مش ممكن وبعدين حسناء مرتبطة أصلا
شوشو : إيه اتخطبت مسمعتش يعنى
أريج : لأ بتحب واحد
شوشو : شوف ازاى بنات مدلعه بكره تزهق منه وتدور على حسين
أطلت أم أريج من الشرفه بعد أن صعد حسين وأبلغها أنها تقف مع شوشو
وداد (أم أريج) : أريج ابوكى بينده اطلعى
أريج : حاضر ياماما سلام بقى ياشوشو
شوشو : سلام ياحبيبتى
وقفت تنظر اليها بحقد وتتمتم بخفوت : بقى ميعبرنيش ويحب الهبله دى طب وربنا لأخليها تكرهك فى نفسك وتندمك إنك حبيتها
صعدت أريج لشقتها وقبل أن تدق جرس الباب فتحت أمها تنفث نيران الغضب : انا مش قيلالك الزفته شوشو دى متكلميهتش
أريج : ياماما دى صاحبتى وقابلتنا عالباب إيه اطردها ميصحش برضه اومال فين الحاج
أم أريج : فى الشغل يامسطوله أنا قولتلك كده عشان تطلعى البت الرزله دى بشوفها دمى بيتحرق ومحبكيش تعرفيها
أريج : ربنا يسهل ياماما

(((((((((((**))))))))))))

تسافر بنا الكلمات عبر موجات البحر الهائج لتحملنا معها تحت سماء ملبده بسحب الذكريات لتصل إلى تلك السيده العجوز التى تجلس على مقعدها الخشبى فى حديقه قصرها الكبير تشاهد تتأمل زهرات الربيع المتفتحه التى امتلأت بها حديقتها
شرد عقلها بذكريات شبابها ذكريات حبها الذى لم يهدأ أبدا حتى برحيل محبوبها
فقد كانت فريده إبنه أرقى عائلات إسطنبول كان جمالها الهادئ الذى يبعث الطمأنينه فى قلب كل من يراها أول ما لفت انتباه زيد الشرقاوى لها ذاك الشاب المصرى الذى تمتاز ملامحه بسحر خاص ممتزجا بجاذبيه الرجل الشرقى اثارتها منذ أن رأته كان اعجابا متبادلا من أول وهله سرعان ما أصبح هذا الإعجاب حبا ثم صار عشقا جعلهما لا يستطيعا العيش بعيدين
كان زيد ابن أغنى عائلات القطر المصرى آن ذاك ولكنه كان وحيدا منذ صغره فعائلته جذورها صعيدى قضى عليها الثأر ولطالما تمنى تكوين أسره تحتويه وتهتم لأمره بعيدا عن سفك الدماء وعادات الجاهليه وقد تحققت امانيه بها فقد كانت له كل ما يحتاجه كانت الحبيبه والزوجه والصديقه تعلم اللغه التركيه وأصبح يتحدثها بطلاقه وقام بتعليمها اللغه العربيه ولكنها لم تتقنها جيدا فلغتها الاصليه تظهر كثيرا حينما تتحدث العربيه ومع ذلك أصرت التحدث بها باستمرار كى تتقنها
سافر معها إسطنبول وافتتح فرعا لشركته المصريه هناك وبذكائه ومساعدتها أثبت وجوده فى السوق التركى وأصبح مقر أعماله تركيا ولكنه لم يهمل شركته المصريه إطلاقا بل كان يتابعها دائما تحت اداره رجال يثق بهم ولا يسافر الى مصر إلا إذا كان مضطرا فهو لا يقوى على بعدها كثيرا
لاحظت فريده حنينه الدائم لوطنه فاشارت عليه بالسفر كل اجازه لمصر وان تكون معه فرح كثيرا بفكرتها وكان نتيجه ذلك توسعت اعماله فى مصر بشكل ملحوظ وتحسنت لغتها المصريه كثيرا رزقهم الله بطفلين ابراهيم وشوكت ورغم انهم اخوه إلا أن هناك إختلاف جذرى بينهما
إبراهيم كان ذو شخصيه قويه متزنه كان ونعم الإبن والأخ بارا بوالديه حانيا على اخاه مهتما بعمله على عكس شوكت كان مدللا كثيرا لايعتمد عليه دائم الشغب
تزوج إبراهيم بفتاه مصريه من أسره متوسطه وانجبت منه طفله اسماها ريناد كانت الحياه هنيئه للجميع حتى ظهرت شهيره فتاه لعوب طامعه بأموال تلك العائله الثريه التفت كالافعى حول شوكت واستغلت ضعف شخصيته لتتحكم به واستمرت فى خداعه حتى تزوجها ضد رغبه عائلته ومنذ أن دخلت العائله وتوالت عليهم الصدمات مات الأب(زيد) إثر حادث أليم وكانت معه زوجه إبنه إبراهيم وانهارت فريده من هول المأساه
مر الوقت وبدأت شهيره تضايق ريناد بإستمرار وحينما قام إبراهيم بالسفر إلى مصر لزياره جد وجده ريناد لاحظت الجده حزن الفتاه وتقربت إليها كأم فأخبرتها بمضايقه شهيره لها وتهديدها لها بالضرب إذا أخبرت أحدا فقررت الجده الاحتفاظ بها ووافق إبراهيم على مضض فهو مشغول بالاهتمام بالاعمال وأمه فى حاله نفسيه سيئه منذ وفات والده فلا يوجد من يهتم بها
بعد مضى عده سنوات تعرف إبراهيم إلى فتاه لبنانيه أحبها وتزوجها ولكن شهيره كانت تضايقها فهى تريد أن تصبح سيده هذه العائله بلا منازع
أما شوكت فكان مجرد واجهه لا أكثر تسوقه زوجته لفعل ما تريد وقد انجبت منه فتاه اسمتها صافى
أرسل إبراهيم فى طلب ابنته ريناد وقد كانت زوجه أبيها أُما حقيقيه لها وبعد عده أشهر رزقت بصبى أسموه زيد على إسم جده مما أسعد الجده فريده كثيرا فأحبته بشده وأصبحت لا تفارقه إلا حينما تأخذه أمه لتطعمه
لم يكن زيد أتم العام حتى توفت أمه فى حادث أليم فقرر إبراهيم ألا يُدخل نساء أخرى إلى حياته وسيكتفى بتربيه أبنائه
وجد زيد فى خالته جيهان الأم التى تعوضه فقد كانت متزوجه من رجل أعمال خليجى وأنجبت ابنها الوحيد فهد فأرضعت زيد معه وتربى سويا
كان إبراهيم دائم الانشغال فترك زيد وريناد لجدتهما وجيهان يقومان بتربيته وما ساعده أكثر وجود فهد فهو تقريبا فى نفس عمر زيد كما أن والد فهد إشترك معه فى بعض المشاريع التى أثمرت بالنجاح وأقام فى تركيا هو وزوجته وابنه وكانو دائما يعتبرون ريناد ابنه لهم
وصلت ريناد لسن الشباب وعادت إلى مصر لكى تراعى جدها وجدتها فهما وحيدين بعد وفاه والدتها
أحبت ريناد ضابط فى الجيش إسمه عمر وأرسلت لأباها الذى جمع كل المعلومات عنه وعلم أنه أصلح رجل قد يحافظ على ابنته وليس طامعا فى شئ
سافرت العائله جميعا ماعدا شوكت وزوجته وابنتهما فشهيره تكره ريناد ودائما تحاول أن تملأ قلب زيد بالكره تجاهها ظنا منها أنها ستتخلص منها وتزوجه ابنتها وتستولى على كل شئ ولكن فريده وجيهان استطاعتا أن يزرعا المحبه بين الأخ وأخته
أُقيمت الأفراح وتعالت الزغاريد وتزوجت ريناد عمر وأصر إبراهيم أن يكون شهر العسل فى تركيا لكى يتعرف عمر أكثر على عائله ريناد فهو أصبح فردا منها
وبالفعل سافر الجميع إلى تركيا مره أخرى وبعد انتهاء شهر العسل عادت ريناد مع زوجها لمصر

توالت الأيام والأعوام وأصبحت امبراطويه الشرقاوى تكتسح مصر وتركيا وقد تخرج زيد من اداره الأعمال وأصبح الرجل الأول فى مجموعه شركات الشرقاوى بعد والده وكان حقا ونعم الخلف الصالح فرغم وسامته الطاغيه وجذبيته الساحره فقد كان هادئ الطباع متواضع التفت حوله الفتيات بكثره لكنه دائما كان يصدهن
قررت شهيره أن تلقى بصافى فى طريقه لكى يرتبط بها وتستولى على أمواله ولكنه كان دائم الرفض لها بصوره مباشره وغير مباشره فهو يراها فتاه طائشه لاتصلح لشئ مستغله كأمها ويرى عمه بلا شخصيه تقوده امرأته إلى ما تريده

أما فهد فقد حقق حلمه وأصبح طيارا وآثر قلب النساء بخفه دمه وسحر ابتسامته وقوه شخصيته بجانب وسامته الآخاذه فقد جمع بين وسامه وشياكه أهل الشام وشهامه وكرم أهل الخليج كان اجتماعيا جدا ومشهورا جدا بين زملائه ورغم خفه دمه مع النساء إلا انه لم يحاول إطلاقا أن يتجاوز مع إحداهن مستغلا تقربها له كما انه كان يرفض الزواج إلا لمن يختارها قلبه ولكن أمه كانت تصر على زواجه ودائما تقيم حفلات وتدعو كبار العائلات لكى يختار من بينهم زوجه وكان دائم التهرب منها إما ألا يحضر أو يخرب الحفل وينتهى الأمر بمشاجره معها

عاد زيد إلى المنزل بعد عناء يوم طويل فى العمل وفض خلافات عمه مع العمال والموظفين فهو يتعالى عليهم ويعاملهم كخدم
زيد : فين آنا فريده
الخادم : لسه طالعه اوضتها حالا
هم زيد بالصعود لجدته ولكن قاطعه رنين هاتفه
زيد : يا مساء الخيرات
فهد : الحقنى
زيد بسخريه : إيه بتغرق
فهد : أكتر أمى الغاليه عامله حفله
زيد : هههههههه تانى والله صعبانه عليا ماتريحها وتوافق
فهد : لا والله طب ماتريحها وتوافق انت
زيد : ميصحش انت أولى
فهد : البس زى الشاطر وتعالى أنا مش هدبس لوحدى
زيد : متقلقش جاى خالتى حبيبتى مبتنسانيش
فهد : هههههه والله إن جيت للحق بتصعب عليا بس مش مقتنعه برأيى
زفر زيد بضيق : طب اقفل لأن عمى العزيز جه
فهد : ربنا معاك دا الحفله أرحم يلا سلام
زيد : سلام
شوكت : ازيك يا زيد لقيتك مبتسألش عليا قولت اسأل أنا
زيد : وأنا أقدر برضه ياعمى دا انت فى بالى على طول ازى صافى وطنط
سمعت فريده صوت زيد فنزلت إليه لتجد شوكت معه
فريده بضيق : ازيك ياشوكت هيا الخانوم ادتك افراج ولا انت مزوغ منها
شوكت : ياماما انتى فاهمه شهيره غلط دى حتى بتحبك موت
تمتمت فريده بخفوت : موت لما يخدها ويريحنا منها
خرج ابراهيم من غرفه المكتب : شوكت خير فى حاجه
شوكت : جرى ايه ياجماعه هو انتو مش المفروض عيلتى ولما احب اشوفكم اجى فى أى وقت
إبراهيم : طبعا
شوكت : اومال ليه كلكم محسسنى إنى غير مرغوب فيه
إبراهيم : مفيش الكلام ده البيت دا بيتنا كلنا اومال فين صافى وشهيره
شوكت : صافى سافرت مع أصحابها تعمل شوبنج فى باريس وشهيره بتحضر لبارتى هتعمله بكره بمناسبه عيد ميلاد كوكى
فريده بغيظ : صبرنى يارب
شوكت : مالك ياماما
فريده : أنا برفكت
زيد بمرح : وااو عرفتيها منين دى آنا
إبراهيم : من فهد طبعا هو حد ملخبط اللغه فى البيت دا غيره
زيد : هههههه آه صحيح بالمناسبه ماما جيهان عامله حفله الليله وعزمانى
فريده : أنا هاجى معاك
زيد : الله اكبر تبقى كملت
فريده : إيه مش عاوزنى اجى
زيد : لا بس شامم ريحه مؤامره
فريده : ولد
زيد : افندم
فريده بحزم : أدب
زيد : أدب أدب كل اللى يجى منك عسل يا أجمل آنا فى الدنيا
فريده : انت بكاش كبييير
زيد : الله يعنى متغزلش فيكى
فريده : عيب ولد
زيد : حاضر
شوكت : ها هتيجو الحفله بكره
فريده : بتاعه كوكى
شوكت : أيوه مالها ولا حفلات جيهان خانوم ابدى من حفلاتى
فريده : إحنا مابنحضرش حفلات كلاب
شوكت : كوكى مش أى كلب دا فى مقام ابننا ولازم تحضروا عشان نفسيته متتعبش ويحس إنه منبوذ وسطنا ولازم تجيبولو هدايا مناسبه
فريده : تمام ولد هنيجى بكره إن شاء الله
مال زيد إليها قليلا وهمس لها : انتى هتروحى صحيح
فريده : إيفيت ولد وهجيب هدايا تناسب واحد كوكى

زيد : هههه لأ إن كان كده دا أنا أول واحد هيحضر

بدأ الحفل ووصل زيد وفريده ورحبت بهم جيهان وطلبت من زيد أن يُخرج فهد من غرفته فهو يرفض الحضور
طرق زيد باب غرفه فهد ودلف للداخل واقنعه بالحضور حتى لا تنزعج والدته وحينما خرجا اصطحبته ليتعرف على إحداهن فأمسك بيد زيد وجذبه معه
بعد التعارف مدحت كثيرا جيهان فى تلك الفتاه المدعوه لانا التى تنوى أن تكون العروس المستقبليه لفهد واخبرتهم انها مثقفه وذو أصل عريق وتفهم اللغه المصريه جيدا لأن فهد عاشق لمصر وتراثها وأهلها فمعظم أصدقائه مصريين ويتقن لغتهم أكثر منهم
لانا بخلاعه: بس انتو اساميكن غريبه كتييير
فهد بضيق : دا على أساس إن اسمك انتى عادى
لانا : شو به اسمى
فهد : لا محصل رنا ولا لميا ولا مفهومله قافيه
لانا : اسمى كتييير حلو وعالموضه بس اساميكن كتييير قويه فهد
فهد : اصلنا عيله بتحب الأساطير (وتمتم بخفوت )وربنا لأطيرك من هنا
لانا : أساطير متل شو
فهد : الزينى بركات وأبو زيد الهلالى
لانا : ومين هادول
فهد بسخريه : لآ دول كانو بوابين عندنا متغليش بالك انتى
مال اليه زيد هامسا : هيا مش ماما جيهان قالت انها مثقفه وتعرف مصرى وبتقرا و
قاطعه فهد بهمس غاضب : حيلك حيلك وانت صدقت هيا لو كده كانت جت الحفله بقميص نوم
زيد : دا فستان سواريه بس قصير وعريان شويه
فهد : مبعترفش أنا بالعته ده دا فى نظرى مايوه كارف على قميص نوم
زيد : هههه طب بس عشان هيا مركزه أوى معانا
فهد : ما تركز دا أنا عاوز تريكزها كله معايا
زيد : واااو إيه خطتهم المره دى نجحت ووقعت
فهد : اقع فى دى يا ابنى دى ماتنفعش زوجه من أصله
زيد : اومال تنفع إيه
فهد : دى تسحبها على اوضه النوم من سكات
زيد بحرج : يخربيت عقلك طب بس لتسمعنا
فهد : عادى دى لو عندها ريحه الدم ماكنتش خرجت من بيتهم بالشكل ده
زيد : هيا حره
فهد : لا دى منحله ومش لاقيه راجل يلمها
زيد : طب ماتتجوزها وتلمها انت
فهد : يا ابنى ماتنفعش اللى زى دى مبتتلمش دى تعشق البعزقه
اقتربت جيهان منهما وهمست : حبيبى شوفت ذوقى اديشه حلو
فهد : آه ياماما شوفت دا انا على ايدك بشوف العجب
جيهان : شو مو عجبتك فكرتها عجبتك لما لقيتك عن تبتسم وتهمس لزيد
فهد : ماما انتى جبتيها منين دى
جيهان : اتعرفنا بالنادى
فهد : نادى إيه دى ولا اللى شاقطاها من كباريه
فهد : شو هالحكى ما بيصير هيك عيب فهد
فهد : طب أنا راضى ذمتك دى ترضى تبقى مرات ابنك وام احفادك بلاش دى تنفع زوجه وام من اصله
جيهان : وشو بها رقيقه وشيك
فهد : وتافهه ودلوعه وساعه الجد هتخلع وتسيبنى اتحرق أنا
جيهان : حبيبى أنا بدى اطمن عليك
فهد : ليه هو انا بنت ماما روحى باين بابا بيدور عليكى
جيهان : انا تعبت منك وما راح حاول تانى
فهد : يكون أحسن
زيد : اهدى ميصحش كده دى مامتك برضو
فهد : اخلع من نفوخى لأقولها انك انت اللى معجب بالعروسه وأدبسك فيها
زيد : لأ وعلى إيه الطيب أحسن متنساش بقى سفرنا بعد بكره عشان عيد ميلاد إبن ريناد
ابتسم فهد بحماس : ودى حاجه تتنسى دا أنا جايبله هدايا من إسبوع فات وجايب لإخواته كمان عشان محدش يزعل
زيد : طب ما إنت تنفع بابا حلو أهوه انادى لماما بقى ونعلق الفرح والعروسه أهى موجوده
فهد بغيظ : اسمها هنعلق الزينه يازيد متكرهنيش فى العربى أبوس ايدك دا آنا فريده بقت تعرف عنك
زيد : آه البركه فيك وفمصطلحاتك الغريبه

فهد : أهو دا اللى عندى

فريده : ها عملتى إيه
جيهان : مافى فايده بنوب
فريده : يعنى باظت الحكايه
جيهان : أى وطبعا ماقدرنا على فهد يبقى ما راح نقدر على زيد أنا قِلت يمكن يوافق وساعتها زيد يوافق لكن هادول اتنين راح يجننونى
فريده : الاولاد دول متعبين بس أكيد كل واحد فى باله حاجه معينه اما يلاقيها راح يوافق اكيد
جيهان : معك حق وأنا قررت إنى ماراح حاول تانى أنا مليت هالقصه يصطفيو لحالهن بلكى بيلين عقلاتهن لما بنبعد

(((((((((()))))))))

استيقظ الصباح فى بلد الأمان لتستيقظ وداد تستعد ليوم جديد فهى تحضر اليوم لعزيمه عروس ابنها وعائلتها فارسلت أريج للتسوق فغابت عده ساعات
دب القلق طيات قلب وداد فلجأت لحسين ليبحث عنها وقبل أن يخرج طرقت أريج الباب
أريج : إيه دا حسين بتعمل إيه هنا بدرى كدا
حسين بغضب : بدرى من عمرك إحنا بقينا الضهر كنتى فين
دفعته أريج من أمامها لتدخل : بتسوق أوعى كده دراعى اتخلع
تعالى صوت وداد الغاضب : تتخلع رقبتك يابعيده السوق فى الشارع اللى ورانا بقالك تلات ساعات بتهببى إيه
أريج : يووووه قابلت شوشو صاحبتى وقفنا نتكلم شويه وشربنا عصير قصب وجبتلك الطلبات وجيت إيه كفرت
اشتعل الغيظ فى قلب وداد وهتفت صارخه فيها : آه كفرتى وحل حرقك كمان أنا مش قايلاك ستين مره البت دى تبعدى عنها
أريج بسماجه : عادى ياماما خليهم واحد وستين
لمع الغضب فى عيون وداد فاختبأت أريج خلف حسين
حاول حسين ان يهدأ وداد : معلش ياطنط المهم انها بخير
وداد : أوعى ياحسين أوعى خلينى ازعف بشعرها حيطان الشقه
اطلت أريج من خلف حسين بضحك : ويهون

الفصل الثاني

مر الوقت بطيئا مملا ولا تنفك صافى تلقى بتلميحاتها لزيد حتى تصل لقلبه لكن دون جدوى ففكرت أن تقيم حفله على شرفه بعد يومين وافق كى يتخلص من إلحاحها كل هذا بينما تشتعل حرب النظرات الناريه بين شهيره وفريده
وأخيرا موعد فتح الهدايا كانت شهيره متحمسه جدا لهذا وكانت الهدايا رائعه اطواق ألماسيه وميداليات وحلى مختلفه لكوكى تابعت فتح الهدايا وصولا لهديه فريده التى صدمت الجميع فقد كانت عظام حقيقه لا تزال معلقه بها فتات اللحم التى بمجرد ان فتحت انتشرت رائحتها وتضايق الجميع بينما هجم عليها الجراء بلهفه وكأنهم محرومين
لم يستطع زيد كبت ضحكته واشتعل الغيظ فى نفس شهيره ولكنها لم تستطع أن توبخ فريده وقررت أن تخطط لايذائها فيما بعد
بعد انتهاء الحفل عاد زيد مع جدته للقصر وفى الطريق أخبرها أنه سيسافر القاهره مع فهد من أجل ريناد لأن عيد ميلاد ابنها بعد يومين ونظرا لضعف صحه فريده فلن تقوى على السفر ولم يخبر صافى حتى لا ترافقه

(((((((())))))))

حسناء : ياماما ياست الكل اسمعينى بس
أم حسناء : لأ مفيش رحلات وراكى مذاكره
حسناء : وأنا من امتى قصرت فى مذاكرتى
أم حسناء : برضه مفيش رحلات أنا ببقى مرعوبه لما بتتأخرى فى درس أقوم اسفرك بعيد لوحدك
حسناء : لوحدى ازاى اصحابى كلهم معايا والمدرسين وراحين فى وسط ناس مش صحرا ياماما عشان خاطرى
أم حسناء : ريحى دماغك مش موافقه
والد حسناء : فى إيه بتزعقو ليه
أم حسناء : تعالى اتفرج على بنتك العاقله عاوزه تروح رحله والامتحانات قربت
حسناء : قربت فين لسه أربعة شهور
والد حسناء : رحله إيه دى
حسناء : يابابا المدرسه عامله رحله لمده تلات أيام لسنه تالته بس فرصه مش هقدر اعوضها أبدا دى آخر سنه مش عارفه لو هشوف اصحابى تانى ولا لأ
والد حسناء : ومذاكرتك
حسناء : أنا عمرى قصرت رقبتك فى درجاتى
والد حسناء : الصراحه لأ
حسناء : خلاص هروح ولما أرجع هعوض التلات أيام دول واهى فرصه أخرج من ضغط الدروس والمذاكره أجدد نشاطى ومخى يرتاح شويه أرجع رايقه وفايقه للمذاكره
والد حسناء : نظريه برضه
تعالت ابتسامه الأمل على وجه حسناء : يعنى موافق
والد حسناء : أيوه شوفى المصاريف كام وعاوزه مصروف اد إيه وجهزى حاجتك
احتضنته بشده : ياحبيبى يابابا ياقلبى يابابا
أم حسناء : انت موافقها عالجنان ده
والد حسناء : ياستى خليها تعيشلها يومين دى عمرها ما طلعت رحله
أم حسناء : يعنى أنا اللى طلعت وحشه وعدوتها دلوقتى
حسناء : لا ياست الكل دا انتى الخير كله مش عاوزاكى تزعلى ليتقلب بينا الأتوبيس فى السكه
أم حسناء : بعد الشر متخوفنيش عليكى
حسناء : تبقى رضيتى عنى حبيبتى انتى ياماما

أم حسناء : بكاشه بكش ربنا يسعدك يابنتى

انتظرت أريج فى شرفه غرفتها لحين عوده حسين وبمجرد أن رأته أسرعت تستقبله أمام باب الشقه
أريج : حسين حمدلله عالسلامه
حسين : استر يارب خير يا أريج هببتى إيه المره دى
أريج : اخص عليك بقى مقابله تقابلنى بيها
حسين : مهو إنتى مبتستنينيش إلا وانتى عاوزه حاجه وغالبا بتبقى كارثه ها خييير
أريج : انت وحش ومخصماك ومش عاوزه منك حاجه
حسين : يكون أحسن برضه
أريج : إيه دا انت ماصدقت
حسين : اعملك إيه راجع من التعب مش شايف ها عاوزه إيه
أريج : طب تعالى اعشيك واحطلك ميه وأقولك
حسين 😕: تحطيلى ميه إنتى فكرانى كلب مربياه
أريج : لا فشرت كلب دا إيه قطع لسان اللى يقول عليك كده ثم انى مبربيش كلاب أساسا أنا بخاف منهم ممكن اربى كتاكيت مع ماما
حسين : على كده أنا بقى كتكوت
أريج : لا كتكوت إيه انت كبرت ممكن ديك لان الفرخه مؤنثه وانت مذكر
حسين : اااه يانا يااللى هتشل قريب أريج امشى من هنا الساعه دى خلى ليلتك تعدى على خير
أريج : ايه الرخامه دى طب مش عاوزه حاجه أنا أروح اقولهم على طول إيه هياكلونى يعنى
حسين : تقوليلهم إيه
لاحظت وداد أن باب شقتها مفتوح على مصراعيه ذهبت لتغلقه فسمعت أريج وحسين يتحدثان
أريج : فى رحله طالعه وهموت واروحها
وداد : إيه إيه إيه رحله إيه وانتى فى ثانويه عامه ومستواكى التعليمى يفضح عاوزه رحله تترحلى على جهنم يابعيده
أريج : شوفت ياحسين أهو عشان كده كنت عاوزه أقولك الأول
وداد : قلك القِل وتعب السر
أريج : بطلى تدعى هتقلب بغم وانتى اللى هتعددى فى الآخر
وداد : اولع فيها دى ولا أعمل إيه
أريج : ياماما وليه دا كله هروح افك من ضغط الدروس والمذاكره
وداد : وحيات امك دروس إيه اللى بتروحيها وتيجى ما بينوبكيش منها إلا المشوره ودفع الفلوس ومذاكره إيه اللى بتذاكريها فى التليفزيون مش كده
أريج : ماله التليفزيون ادينا بنتعلم منه ثقافات تانيه
وداد : قوينى يارب عليها مفيش رحلات يا أريج
أريج : واهون عليكى تكسرى بخاطرى وبفرحتى وسط زمايلى
وداد : افرحى بالنتيجه الأول
أريج : والنبى ياماما دى آخر سنه ومش هشوف زمايلى تانى خلينى انبسطلى يومين
وصل والد أريج(على) من الخارج فوجدهم مجتمعين عالسلم
على : فى إيه مالكم واقفين كده ليه إزيك ياحسين
حسين : فى نعمه والحمد لله
على : ربنا يديم نعمته عليك يا ابنى
أريج : وأنا مليش دعوه حلوه أنا كمان
على : ربنا يهيدكى ويصلح عقلك الخربان يابنتى
أريج : كده يابابا
وداد : بطلى لماضه وروحى اطفى البوتاجاز
أريج : حاضر
على : فى إيه
وداد بغيظ : عاوزه تطلع رحله
حسين : أنا بقول تروح وفرصه تغير جو وتبعد عن شوشو دى ويمكن ترجع أعقل
وداد : موافقاك فى دا كله لكن انها ترجع أعقل مظنش
على : خلاص حسين يسأل عن الرحله دى راحه فين وبكام ومدتها ومين رايح معاها ونشوف

حسين : حاضر ياعمى

حبيبه : تصبحى على خير ياتيته
الجده : وانتى من أهله صحيح ياحبيبه إنتى فى المدرسه عندك عاملين حفله
حبيبه : حفله لأ ياتيته
الجده : حفله أنا قولت حفله قصدى رحله يابنتى
حبيبه : آه رحله مين اللى قالك
الجده : ملكيش دعوه انتى مقولتليش ليه اشتركلك
حبيبه : عشان مش هشترك ياتيته
الجده : ليه بقى منتش زى اصحابك لا اشتركى روحى يابنتى فرفشيلك يومين من نفسك ولو عالفلوس اطمنى ربنا كريم كان فى زبونه غنيه عملتلها فستان وعجبها وكانت حاسبتنى عليه أضعاف تمنه
حبيبه : لا يا تيته أنا مش هضيع تعبك عشان ادلع انا
الجده : اخص عليكى وانا اما مكنتش ادلعك هدلع مين
حبيبه : ياتيته الرحله تلات أيام مقدرش اسيبك لوحدك دا كله افرضى تعبتى
الجده : سببيها على الله جيرانى حواليا وطول الوقت بيطلو عليا لو تعبت هيساعدونى
حبيبه : وانا مش هبقى مطمنه
الجده : طب وان قولتلك عشان خطرى
حبيبه : خطرك غالى أوى أوى ياتيته بس انا
الجده : مبسش خلصنا وانا طول الوقت بقول حفيدتى الغاليه حته منى طلعت حمل شايله همه
حبيبه : انتى حمل ابدا وربنا بالعكس انا اللى تقيله عليكى
الجده : اخص عليكى تقوليلى كده هو انا غريبه مش دمك ولحمك
حبيبه : عارفه بس البنى آدم إحساس برضه
الجده : خلاص حسى بيا واعرفى انى عاوزه افرحك وافرح
حبيبه : والرحله اللى هتفرحك يعنى
الجده : اومااال هشوفك زيك زى اصحابك ومحسش انى قصرت فى حاجه واعتبريها هديه عيد ميلادك
حبيبه : عمرك ما قصرتى بالعكس وبعدين انا مبعملش اعياد ميلاد بس عشان خاطرك ياتيته خلاص اللى تشوفيه هشترك
الجده : أهو كده حفيدتى الحلوه تسمع كلامى

(لم تخبرها الجده الحقيقه فقد اتت حسناء بصحبتها أريج إليها دون علم حبيبه واخبراها وحينما لاحظ حزن الجده علما أنها لا تستطيع الإشتراك فطلبا منها أن يتقاسما ثمن الإشتراك كهديه لحبيبه بمناسبه عيد ميلادها لكن دون اخبارها حتى لا تظن انهما تتصدقان عليها وافقت الجده بعد إلحاح شديد منهما على أن يظل السر دفين لا يعلم به أحد)

سأل حسين عن الرحله وأبلغ عمه ووافق فطلبت أريج من حسين مبلغ مالى لإشتراك حبيبه دون إخبار أحد فشعر بسعاده لفعلها الخير وقرر أن يدفع هو الإشتراك كاملا حتى يشجعها دائما على الخير وأخبر حسناء بذلك واشتركت الفتيات بالرحله
تجهز الجميع للرحله بشغف
ودعت حبيبه جدتها وحسناء قبلت يد والدها واحتضنت والدتها أما أريج فتسللت قبل أن توقظ والديها لأن أمها ستأخذ وقتا فى تحذيرها من الأغراب واحتضانها وتوديعها بحراره كأنها ذاهبه للحرب فخرجت لتجد حسين منتظرا أمام الباب
حسين بابتسامه : صباح الخير
أريج بفرح : صباح الفل عليك انت خارج ليه دلوقتى دا حتى النهارده أجازه
حسين : أنا مش خارج بس مينفعش تسافرى من غير ما أشوفك
أريج : انت صاحى بدرى عشان تستنانى
حسين : طبعا
توردت وجنتيها وأنزلت نظرها خجلا
حسين : أريج
أريج : نعم
مد حسين يده لها بالهاتف : خدى ده
أريج بإستغراب : دا موبايلك
حسين : إيه دا وعرفتيه لوحدك
أريج : بطل تريقه أعمل بيه إيه
حسين : تخليه معاكى وكل يوم تتصلى بيا تطمنينى عليكى وتحكيلى بالتفصيل الممل أحداث يومك لحد ما ترجعى بالسلامه تبقى تردهولى
أريج : حاضر
حسين بتحذير : أوعى تستهبلى وتنسى أحسن وربنا تلاقينى فوق دماغك
أريج : بجد ياحسين هتجيلى بس عشان تطمن عليا
حسين : أيوه طبعا ولو تحبى اطنش الكليه اليومين دول واجى معاكى
أريج : ياريت ولا أقولك بلاش عشان دراستك وكمان العيال هيتريقو عليا ويقولو مش عارفه تيجى من غير داده
حسين : نعم 😞داداه طب قولى حارس تبقى مبلوعه
أريج : إيه دا انت زعلت والله مش قصدى

حسين : لآ ازعل ازاى أنا هطق بس ياشيخه فصلتينى أنا داخل أنام

وصلت الرحله للمكان المطلوب
يا إلهى ماهذا المكان رمال ذهبيه وأمواج بحر تحتضن شاطئها وسماء صافيه كقلوب تلك الفتيات تهللت وجوه الجميع حينما دخلو الفندق فقد كان من أرقى فنادق المنطقه يقدم كل عام لمدرسه ما استضافه لرحله بمبلغ رمزى وقد وقع الإختيار هذا العام على هذه المدرسه
تعالى صياح الطلبه من فرحتهم بالمكان ولكن هذا الصياح اختفى بنظره غاضبه من المشرفين وتحذير بالالتزام لانه مكان راقى
توزعت الغرف على الطلبه والمدرسين وكانت الفتيات الثلاثه بغرفه واحده
كان طريق الرحله طويلا فاستغرق معظم اليوم وبعدما وصلوا بساعات قليله حل المساء فنزلو لزملائهم
حينما علم حازم أن هناك كازينو بالفندق قرر الذهاب مصطحبا معه إحدى زميلاته وحينما علمت بذلك حسناء غضبت بشده وقررت الذهاب أيضا حاولت حبيبه واريج اقناعها بالعدول عن قراراها ولكن هيهات
دلفت الفتيات للمكان بحذر ووقفن فى ركن بعيد
رأته يرقص بطريقه منفره مع زميلتها الغيور (علياء) فهى تقربت منه فقط بسبب غيرتها من حسناء وحينما رأت حسناء من بعيد زادت تقرب منه بطريقه مستفزه حتى انتهت الرقصه
أريج : إيه الأرف ده
حسناء بغيظ : والله لأوريه
أريج : أنا قولت من الأول الواد دا هزوق مسمعتوش كلامى
حبيبه : سيبك منه دا ميستهلكيش

حسناء : هسيبنى بس بعد ما اربيه الأول

فرد زيد ذراعيه بفرحه : ياااه من زمان ما انبسطتش كده
فهد : ربنا يقويك ياعمر دا العيال مخهم موديهم فى داهيه
زيد : قصدك ربنا يقويكى ياريناد عمر مشغول دايما وهيا اللى شايله مسؤليتهم
فهد : بس وربنا دمهم شربات أنا مش هستنى بعد كده عيد ميلادهم أنا كل ما أنزل مصر هروحلهم
زيد : ياريت والله أهو تعوضها غيابنا انت عارف نزولى بيبقى صعب شويه خصوصا إن بابا حط أغلب المسؤليه عليا وعمى زى مانت عارف
فهد : عارف وجوده زى عدمه
زيد : لا بقى دا عدمه أحسن على الأقل مش هيعملى مشاكل باستمرار مع العمال والموظفين
فهد : سيبك من سيرته خلى اليوم يكمل على خير
زيد : المهم انى مبسوط أوى ونفسى أرقص أغنى اتنطط
فهد : ههههههههه الظاهر العيد ميلاد أثر عليك
زيد : الظاهر كده أقولك تعالى نروح الكازينو وهخلى الدى جاى يشغل اغنيتى المفضله

فهد : يلا

حبيبه : اعقلى ياحسناء هو انتى لو جبتيها من شعرها وعضتيه هترتاحى ما هينوبك الا فُرجه الناس عليكى وهتشمتيها أكتر وهو يصدق إنه له لازمه والبنات بتجرى وراه
أريج : انتى تستاهلى أحسن منه ألف مره مش قادره أفهم بتحبى فيه إيه
حسناء : معرفش والصراحه أنا ببقى أوقات كتييير مستغبيه نفسى بسببه لكن برضو لازم انتقم
أريج : طب استنى شويه نفكر فى طريقه تفرسيهم بيها من غير عض وشد شعر
حسناء : انتى خايفه عليهم
أريج : أنا خايفه عليكى انتى افرضى ضربتيهم ودا صعب لانهم اتنين وانتى واحده هنضطر ندّخل وتبقى خناقه والمشرف يعاقبنا كلنا وتبقى رحله غم
حبيبه : صراحه معاها حق ايه دا دى اغنيتى
أريج : انتى بتغنى من ورانا
حبيبه : لا يابنتى اغنيتى المفضله دا أنا مابصدق الاقيها فى التليفزيون مبقدرش اتحكم فى نفسى بتجنن وارقص واتنطط بحس بسعاده كبيره لما بسمعها
أريج : مش متخيلاكى بصراحه
حبيبه : لأ تخيلى لأنى هرقص عليها حالا
حسناء : انتى اتجننتى
حبيبه : أيوه عيشو الحياه مبتديناش فرص كتييير للفرح افرحو بقى وووووه
أسرعت حبيبه لمنسق الأغانى وطلبت منه أن يرفع الصوت وبالفعل وابتدأت تتراقص و تنسجم مع الأغنية
زيد بإستغراب : إيه اللى على الصوت كده
لاحظ فهد حبيبه التى تقفز فرحا وترقص بمهاره على نغمات تركيه فأشار لزيد قائلا : بص هناك مين دى
زيد بتعجب : معرفش بس اللى اعرفه انها بترقص على نغمات الاغنيه بإحتراف
زيد : كنت فاكر ذوقك فريد من نوعه طلع فى كائنات تشبهك
زيد : بطل رخامه بس ازاى بتعرف ترقص كده اكيد البنت دى تركيه
فهد : حلو أروح أرقص معاها بقى
زيد : لأ خليك هنا
فهد : هههههه الظاهر السناره غمزت
زيد : مش عارف هاروح اشوف
فهد : تشوف ازاى
زيد : هرقص
فهد : هههههه طب استنى احزمك هههههههه

تراقصت حبيبه على نغمات الاغنيه واندمجت كثيرا حتى انها حينما وجدت زيد يرقص معها لم تبالى ورقصت معه بإنسجام
بينما كاد فهد أن ينفجر غيظا حينما وجدها أمامه
لانا : مو معقول فهد
زفر فهد بضيق : انتى ؟!! انتى بتعملى إيه هنا
لانا : شو هالطريقه هي زعلتنى كتيييير فهد
فهد : معلش يا لميا لانيا لمونه كان اسمك ايه قولتيلى
لانا بضيق : لانا أنا اسمى ما بينتسى فهد
فهد بملل : تشرفنا
لانا : مارح تعزمنى على مشروب
فهد : مابشربش
لانا : رح أشرب معك أى شى
نظر فهد للساقى قائلا : هاتلها عرق سوس يابنى
لانا : شو هالعرق سوس هاد
فهد : دا عرق بيسوسه (وتمتم بخفوت) بقى كده ياماما لأ وتقولى مش هحاول تانى وأنا الاهبل صدقتها

انتهت الرقصه وابتعدت حبيبه بدون سابق انذار ووقف زيد شاردا لثوانى كيف كانت بين يديه فى لحظه وفى الأخرى تبخرت عاد إلى فهد وجده فى قمه الغضب
زيد : مالك
فهد بغيظ😒: منتش شايف
زيد : ايه دا مش دى بتاعه الحفله
فهد : اه أنا مرارتى اتفقعت من امى دى ناويه تموتنى مفروس
زيد : اهدى بس لان البنت مركزه معانا أوى
فهد : دى بارده

زيد : اهدى انت بس

أريج : واو يابيبه دا انتى طلعتى امكانيات وإحنا منعرفش
حبيبه : يلا خلينا ننبسط وهنا أجانب كلهم ومحدش يعرفنا
أريج : بس قوليلى مين المز اللى كان بيرقص معاكى دا ولا نجوم السيما
حبيبه: معرفوش ولا يهمنى أعرفه المهم انى مبسوطه
حسناء : لقيتها
حبيبه : هيا ايه دى
حسناء : هفرسه من غير ما ألمسه
حبيبه : ازاى
حسناء : هرقص عشره بلدى
أريج : هههههه وانتى بتعرفى ترقصى أصلا
حسناء : هتشوفى
حبيبه : استنى يامجنونه

طلبت اغنيه شعبيه قديمه وابتدت ترقص جمالها ورقصها لفت انتباه كل من بالقاعه كان حازم سعيدا لأنه يعلم أنها تفعل ذلك من غيرتها وهذا الأمر أرضى غروره

التفت فهد بمجرد أن سمع الاغنيه وحينما رأها اقترب منها كأنه مسلوب الإرداه ورقص معها لم تنتبه له لأن عيناها على حازم التى تبدلت ملامحه بعد أن رأى فهد يقف خلفها
كانت حسناء سعيده بنظراته الغاضبه ولكنها أحست بدفئ ما يحيط بها فالتفتت اليه لتصطدم بعيناه ووجدت نفسها تائهه حتى أنها نسيت حازم تماما واندمجت جدا مع فهد
كانت تشعر أنها تطير وأن الدنيا تقتصر فقط عليهما حتى جُن جنون حازم واختطفها من أمامه بالقوه
ذهب فهد خلفهما ليعنفه على فعلته ويعاقبه أنه اخذها منه بهذه الطريقه لكنه وجدها تعرفه وأدرك الأمر
نظر لها فهد معاتبا : خساره واحده زيك تهين نفسها عشان واحد زى ده ميسواش وسايبها عشان واحده متساويش كعب جزمتها
ثم تركهم وابتعد دون أن ينتظر رد
استشاطت غيظا تلك العلياء كذلك حازم اما حسناء فقد كانت فى منتهى السعاده ونظرت لحازم وعلياء بإشمئزاز ثم خرجت من المكان مع صديقتيها
أريج : والنبى المز دا عسل جابلك حقك منهم من غير ما حتى يمد ايده
حسناء : أنا فرحانه اوى اوى وهطير من السعاده عرفت افرسهم وكمان هو رفع راسى وكسرهم قدامى وعشان هو مش أى واحد دا واحد ماتحلمش علياء التافهه توصله ولا حتى أنا أحلم بواحد زى ده اتفرسو اكتر
ثم تنهدت بسعاده قائله : مش مصدقه ان واحد زيه يعجب بيا ويدافع عنى حاسه انه راجل بجد يقدر يحمينى مش حازم العيل اللى ميسواش والصراحه نزل من نظرى وقررت فعلا اسيبه

صعدت الفتيات لغرفتهن والسعاده تملأ قلبهن
اتصلت أريج بحسين تطمأنه أنها بخير ولم تطيل الحديث معه من الإجهاد ونامت الفتيات لكن حسناء استيقظت بسبب رنين هاتفها المستمر لتجده حازم اجابت ووجدته يلح عليها بالنزول إليه مهددا إيها إن لم تنزل إليه سيصعد هو لغرفتها ويصطنع فضيجه لها

نزلت له وهيا عازمه على انهاء معرفتها به لكنه استدرجها لمكان بعيد بالقرب من الشاطئ وحاول اقناعها لكن دون جدوى فهجم عليها ليغتصبها

زيد : مالك قلبت ليه
فهد : مخنوق
زيد : ماكنت مبسوط من شويه
فهد : اصلى مبخت كل ما اتبسط تطلعلى حاجه تخنقنى
زيد : طب الأول كانت البنت بتاعه الحفله ودلوقتى إيه اللى مضايقك دا انت كنت مبسوط وانت بترقص أوى
فهد : اه بس طلعت هبله ومش عارفه قيمه نفسها وبترقص معايا عشان تغيظ واحد تافه سايبها وماشى مع واحده اتفه منه
زيد : معلش بقى نصيبك كده يلا نطلع بقى انا تعبت وعاوز انام
فهد : اطلع انت انا مخنوق هروح اشم شويه هوا عالشط
زيد : طيب تصبح على خير
فهد : وانت من أهله

سار فهد على الشاطئ يتأمل موجات البحر ونجوم السماء الترى يلمع انعكاسها على صفحه الماء حتى انتبه لصوت صُراخ فأسرع ليرى مالذى يحدث صدمه مرأها بهذا الشكل يقيدها بذراعيه ويلتهم جسدها بعنف أمسك به من الخلف ودفعه بعيدا عنها ليسقط أرضاً وقبل أن يقف مره أخرى إنهال عليه باللكمات حتى سالت دمائه
امسكت حسناء بيد فهد لتمنعه عن حازم : سيبه دا ميستهلش تودى نفسك فى داهيه عشانه
بمجرد أن إلتفت لها هرب حازم سريعا
إحتضن وجهها بكفيه وتسأل بلهفه : انتى كويسه
حسناء : الحمد لله
فهد بخوف : أنا لحقتك ولا اتأخرت
أنزلت يديه عن وجهها بخجل : الحمد لله ربنا ستر
زفر فهد بقوه : ازاى تسمحيله يتمادى معاكى بالشكل ده
حسناء بضيق : أنا لا سمحت ولا نيلت هو فضل يرن عليا وقالى لو منزلتش هيطلع يعملى فضايح نزلت وانا مقرره انهى كل شئ فضل يلف ويدور ويحور عليا رفضته بشده وكانت النتيجه زى ما انت شايف
فهد : انا مقدرش احاسبك بس ياريت تتأنى فى اختيارك المره الجايه
حسناء : اكيد طبعا دا درس عمرى ما هنساه
فهد : طيب ممكن تقلبى اعزمك على عصير اهو يهدى أعصابك شويه وبعدين هاوصلك اوضتك عشان اطمن انك فى أمان
امتلأت عيناها بالغضب وصاحت فيه : نعم ياخويا انت عشان ساعدتنى عاوز الأُجره اما صحيح صنف زباله كلكم زى بعض وأنا اللى افتكرتك بتساعدنى جدعنه اتارى الجدعنه ماتت لأ فوق أنا ميهمنيش من حد آه
فهد : اهدى يا انسه انتى فاهمه غلط انا مقصدتش أى حاجه وحشه
حسناء : لا وحشه ولا حلوه ولا انا عاوزه اتكلم معاك من أصله
تركته يقف مصدوما مما حدث وازداد ضيقه لأنها اخطأت فى فهمه أما حسناء فقد عادت لغرفتها خائفه مما حدث ومرعوبه من الغد وما قد يحدث به تعب عقلها من كثرت التفكير بالأمر ماذا سيفعل حازم هل سيفضحها بالكذب ويخبر الجميع أنها باعت نفسها له بإسم الحب الوهمى لكى يرضى غروره واكتشفت انها تائهه حازم ندل وغير مؤتمن وقد يفعل أى شئ فهيا لا تثق به كيف وصلت لهذا الحال كيف تركت شاب مستهتر كحازم يتلاعب بها وقررت ألا تتعجل فى مشاعرها تجاه أحد مره أخرى وأن تأخذ فرصتها للنهايه حتى تتأكد من إحساسها وإحساس الطرف الآخر وتتأكد أن العشق بينهما متبادل دون أدنى مصلحه وقطعا لن يكون هذا العشق لحازم فقد أغلقت صفحته للأبد
هدأت قليلا وحاولت أن تنام وبمجرد أن أغمضت عينيها ارتسمت صورته أمامها فابتسمت
منذ أن رأته أول مره خطفت لمسته روحها وهذا ما اربكها وجعلها أكثر ضيقا لم يكن من المفترض أن تشعر به وهيا لازالت مع حازم لم تكن تعى أنها لم تحب حازم أبدا وأن فهد هو عشقها المنتظر لم تكن تدرك أن قلبها كان أذكى فى اختياره إختار الرجل الذى يحميها من غدر من آمنت له لكنها لازالت قلقه منه هل سيظل رجلا جيدا للنهايه أم سيتحول لندل آخر
كان قلبها وعقلها فى جدال بصوت هامس
♡ : بس شكله شهم وابن حلال
☆ : ابن حلال ابن قرد مليش دعوه كفايه اللى جرالى من حازم
♡ : صوابعك مش زى بعضها وبعدين إيش جاب لجاب دا دا يخربيته ملوش حل
☆ : المظاهر خداعه آه هو مز بس يعلم ربنا جواه إيه وصحيح حازم جنبه شبه البرص الجعان بس مش بالشكل
♡ : لأ بيبان برضه الجدع الحليوه ال آه قربت أروح المروستان
☆ : لأ اطمنى هتروحيه هتروحيه يعنى انتى فى إيه ولا فى إيه بدل ما تنقهرى عالمصيبه اللى كنتى هتقعى فيها قاعده تتغزلى فى جمال أمه
♡ : الله مش بدل ما انكد على روحى
☆ : لأ نكدى ياختى عشان إنتى لا تعرفيه ولا تعرفى إسمه ويمكن يكون مرتبط
♡ : إيه لأ طبعا وإلا مكنش رقص معايا
☆ : وإيه يعنى ما إنتى ساعتها كنتى مرتبطه ورقصتى معاه فمتحلميش كتير دا غير انها حاجه بالعقل كده واحد زى دا ألف مين تتمناه هيسيبهوم وييصلك إنتى
♡ : صحيح وسامه وشياكه وكاريزما إبن الايه مفيهوش غلطه دا على كده حازم كان شمبنزى
☆ : تصدقى آه ههههههه

ازعج حبيبه نور مصباح الغرفه فاستيقظت لتجد حسناء شارده وتحرك رأسها وعينيها ويدها بحركات غير مفهومه كأنها تتحدث إلى نفسها
حبيبه بخوف : حسناء إنتى كويسة
انتفضت حسناء فهيا لم تشعر بحبيبه حينما استيقظت : بسم الله الرحمن الرحيم ياشيخه خضتينى حرام عليكى
حبيبه : خضيتك اومال أنا أعمل إيه دا منظرك وانتى قاعده يرعب
حسناء : ليه بقى
حبيبه : ليه؟! إنتى كنتى بتكلمى مين
حسناء : أنا أأ محدش إيه دا انتى سمعتينى؟
حبيبه : لأ ومش عاوزه أعرف كنتى بتحكى فى إيه دا كفايه منظرك أنا أول ما شوفتك خوفت افتكرتك بتكلمى أشباح
استيقظت أريج تتثائب على صوتيهما
أريج : انتو لسه صاحيين
حبيبه : لأ نايمين نامى
أريج : هنام ازاى وانتو قاعدين ترغو اتخمدوا خلينى أعرف انام
حسناء : وانتى بيفرق معاكى صوتنا دا انتى لو حطوكى فى ترعه هتنامى
أريج : ياباى أُنبرى فيها بقى خلى النوم يطير منى
حسناء : لا اطمنى النوم معاكى فى جيبك على طول
حبيبه : بطلى انتى وهيا ونامو بدل مانصحى الصبح مصدعين
أريج : طيب تصبحو على خير
حسناء : وانتى من اهله
حبيبه : حسناء امانه عليكى تنامى
حسناء : حاضر ياماما
حبيبه : أيوه كده بنوتى الحلوه تسمع الكلام
أريج : وأنا وأنا
حبيبه : انتى صحيتى تانى نامى
أريج : كده طب انا مقموصه
حبيبه : لا يا نونو متتقمصيش الصبح اجيبلك مصاصه
حسناء : يادوب على أد سنها
حبيبه : ياريت تتخمدو بقى اللليله دى
أريج : جرى إيه قلبتى ليه
حبيبه بغضب وبدأصوتها يرتفع : من دوشتكم نامو
أريج بخوف : حاضر
اندثرت كلا منهما تحت اغطيه الفراش ونامتا
حبيبه : عيال تحرق الدم ماطفتيش النور يا هانم
مدت حسناء يدها واطفأت المصباح ثم عادت للنوم فاطمأنت حبيبه ونامت

((((((((*)))))))))

سطع نور الصباح معلنا بدأ يوما جديدا
حسين : أنا ماشى بقى ياماما
أم حسين : ماتمشيش من الدنيا ياحبيبى
قبل جبينها وهم بالذهاب ولكنها استوقفته متسائلة : هتتأخر ؟
حسين : لأ بس ادعيلى الدكتور يجى فى معاده وميأخرش المحاضره لآخر النهار
أم حسين : يارب يا ابنى يهديلك الدكاترة كلهم ويحببهم فيك وينجحوك عالعموم لو اتأخرت هتصل اطمن عليك
ابتلع ريقه بحرج : أأ با مم متتصليش أأ مفيش داعى
أم حسين : مالك ياحسين مش عاوزنى اتصل ليه
حسين : عادى ياماما مش عاوز اكلفك
أم حسين : لا والله
حسين : مالك ياماما بتلفى وتدورى ليه هاتى من الآخر
أم حسين : تليفونك فين ؟
زفر حسين بضيق : مع أريج
أم حسين : ليه ؟
حسين : عشان اطمن عليها عمى رافض يجيبلها تليفون ومنعنى اجيبلها واحد عشان ميتلفش أخلاقها أفهم بس إيه علاقه التليفون بالأخلاق
أم حسين : يا ابنى دى بنت افرض واحد ابن حرام اتلم عليها وخد نمرتها وفضل يدحلبلها ويضحك عليها ويقولها كلام فاضى فى التليفون لحد ما يضيعها
حسين : نعم طب ما فى أرضى
أم حسين : لأ مهو الارضى قدامهم لكن المحمول هيبقى من وراهم
حسين : ياماما لو البنت قررت تغلط هتغلط مهما أهلها عملو يعنى لو مش أرضى فى سنترال بره البيت أريج بتخرج للمدرسه والدروس يعنى بتبقى لوحدها بره يعنى المحمول مش هو اللى هيخربها
أم حسين : إحنا بنعمل اللى علينا
حسين : ماما أنا ماشى قبل ما اتشل
أم حسين : بعد الشر عنك ياحبيبى ها مقولتليش بتكلمك؟
حسين : اه ياماما
أم حسين : عامله إيه
حسين : مبسوطه وبخير
أم حسين : ربنا يسعدها ويرجعها بالسلامه
حسين : آمين يارب سلام أنا بقى
أم حسين : مع السلامه يا ابنى

يبدو أن حسين من الأشخاص الأوفر حظا بهذا العالم فلم يكتفى القدر بمنحه مجنونه واحده كأريج لا بل أرسل له الام أيضا وباقى العائله

رأيكم وتوقعاتكم؟؟؟
إيمى عبده

يتبع👇 الفصل التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top