الفصل_الخامس والعشرون …
ونسيتأنىزوجة…..
حصري
Salwa Eleiba
عند الشعور بالخذلان خاصة عندما لايكون لك يد فى سبب هذا الخذلان ..فكل ما هنالك أنك تؤخذ بذنب ليس لك فيه يد ..
كان علاء يجلس مشدوهاً مصدوماً وحاله لا يختلف عن نور ووالده ..فلما يرفض عمه زواجه من نورين فهو بالفعل قد تغير وأصبح إنساناً جديداً …نظر إلى عمه وهو حزين وقال ….
ليه ياعمى ،ياترى إيه سبب إعتراضك عليا ….؟؟!
زفر عبد القادر وقال …..
ومين قال إنى معترض عليك …صدقنى لو الظروف مختلفة كنت وافقت على طول ….
لم يفهم علاء الكلام عن أى ظروف يتحدث …لو كان على ماضيه فهو قد تغير …
نظر إليه علاء وقال …
والله ياعمى وربنا الأعلم أنا بعدت عن كل حاجة وحشه ،حتى أصحابى لما لقيتهم عايزينى أرجع بت عنهم هم كمان ..حتى أنا …..
لم يتركه عبد القادر يكمل وقال….
من غير ماتقول ياعلاء أنا عارفك كويس ،حتى وانت ماشى فى الطريق الغلط كنت برده عندى ثقة فى ربنا إنك هترجع لأنك متربى بمال حلال …بس تقدر تقولى هتعيش بنتى فين ؟
نظر إليه علاء بدون فهم وقال ..
.يعنى إيه مش فاهم؟!!!!
زفر عبد القادر وقال تحت ترقب الجميع …
بص ياعلاء ،أنا هقول الكلام ده لأول مرة بس دى بنتى ومش هستحمل عليها أى حاجه ….بإختصار شديد …هتقدر تبعدها عن مامتك ؟
زفر علاء بشدة عندما علم سبب الرفض وكان سيهم بالكلام لولا يد عبد القادر التى أوقفته وقال …..
سيبنى أكمل كلامى …طول عمرى أنا وناديه عارفه إن مامتك مبتحبناش معرفش ليه ..بس كنت بقول كل اللى يهمنى هو أخويا اللى طلعت بيه من الدنيا ورغم إنه الكبير لكن دايما أنا اللى كنت واقف وراه فى ضهره …و
كنت بستحمل كلام والدتك ومعاملتها البشعه عشان خاطر أخويا وبعدها عشان خاطرك …
لأن إنت إبن أخويا الوحيد ،وكنت أرجع وأقول هو أنا يعنى بشوفها كل فين وفين فمش مشكلة .لكن دلوقت إنت لما هتتجوز بنتى فهى هتعيش معاك وساعتها مش هستحمل عليها ربع كلمه من مامتك وممكن ساعتها تحصل المشاكل اللى أنا كنت بتفاداها طول عمرى .عرفت ليه أنا رافض ….
تكلم إبراهيم بخزى من أفعال زوجته فهو يعرفها تمام المعرفة ولكنه الآن لن يضحى بسعادة إبنه الوحيد من أجلها فإن كانت هى سبباً لإفساده فنورين كانت سبباً لإصلاحه ولن يتوانى أبداً عن الجمع بينهما مهما كانت الأمور …..
وجه إبراهيم الكلام لأخيه وقال …
بص ياعبد القادر أنا عارف طبع نرجس مراتى كويس جداً ومش هلومك على رأيك بس كل اللى عايز أقولهولك إن من أول ماعلاء فكر فى موضوع الجواز وهو إشترى شقة تانيه بعيد عننا عشان هو فعلا عايز يتجوز نورين ومش مستعد إن مامته تجرحها بكلمه أو تهينها ….
صدقنى ياعبد القادر علاء راجل ويقدر يحمى نورين من أى حد حتى لو كانت مامته وكمان لو جتلك فى يوم تشتكيلك ساعتها إبقى إعمل كل اللى إنت عايزه ….
حيرة هى كل ماتملكت من عبد القادر فلم يعرف بماذا يرد عليهم …
كان نور يود أن يتدخل لصالح علاء ولكنه إلتزم الصمت إحتراماً لأبيه لكنه حتماً لن يصمت وسيتناقش معه فى الأمر ….
نظر عبد القادر لزوجته فوجدها هى الأخرى حائرة ..فقال حتى ينهى هذا الأمر ….
بص ياعلاء يعلم ربنا أنا بحبك زى ولادى وعشان كده إدينى وقت أصلى إستخارة وأشوف وأكيد ربنا هيرشدنى للخير بس ساعتها تتقبل ردى مهما كان وغير كده لازم أسأل نورين بس إنت عارف إنها دلوقت فى إمتحانات فمش هفاتحها غير لما تخلص.. .
بس اوعدك إنى هقولك رأيى بعد ما أصلى ولو موافقة يبقى فاضل رأى العروسة ،لكن بقه لو رفض فأنا مش هقولها أصلا ..إتفقنا ….؟؟
إبتسم علاء رغم مخاوفه وقال ….
وإن شاء الله ربنا مش هيخذلنى وهيجعلها من نصيبى وأنا مستنى رأيك ياعمى …
إستأذن كل من إبراهيم وعلاء من منزل عبد القادر …..بعد التأكد من مغادرتهم نظر نور إلى والده وقال …
ليه يابابا كده علاء إتغير وفعلا بيحب نورين ….
زفر عبد القادر وقال بغضب …
يعنى أجوزهاله ومرات عمك تشغلها خدامة عندها ولا توريها الويل ،يابنى مرات عمك دايما عندها حقد وغيرة من ناحيتنا ولو أختك إتجوزت إبنها هتشتغل عليها شغل الحموات القرشانات …..
ضحك نور وقال …
أنا أسف يابابا يعنى بس نورين اللهم بارك لسانها عامل زى القطر يعنى مرات عمى مش هتاخد معاها حق ولا باطل …..
تكلمت نادية بهدوء وقالت …
طب وليه أجوز بنتى لواحد أمه كده جتى لو بنتى هتاخد حقها بس كفاية حرقة دمها ….
وقف نور وقال بإصرار …
بص يابابا علاء أخد شقة فعلا بعيد عن مامته عشان هو بيحب نورين وخايف عليها حتى من أمه وغير كده هو نفسه قالى إنه مش هيخلى نورين تروح لمامته خاالص لكن هو هيفضل يروح ويزورهم …
تركهم نور وقد إشتدت الحيرة بداخلهم ….
ربتت نادية على كتف زوجها وقالت بحنان …
تعالى ياعبده إنت لسه تعبان إدخل إرتاح وبعدها قوم إتوضى وصلى وربنا ييسر الأمور واللى فيه خير ربنا يعمله…
★★★★★★★★★★★★★★
عندما يستعيد الإنسان حقه المسلوب فى السعادة فإنه يغتنم كل فرصة لكى ينهل منها دون إشباع…
كان إحسان ومازال يحاول بكل الطرق ان يعوض أسمهان عما سببه لها من آلام .فهو يريد أن يمحو كل أثر سئ أو ذكرى سيئة مرت بها ….
كانت أسمهان تشعر بالسعادة أخيراً وهى تطرق بابها فإحسان رقيق ،حنون ،يحبها بشدة ولا يتوانى عن الإفصاح عن هذا الحب أمام الجميع ادرجة أنه دائماً ماتشعر بالخجل من كلماته ….
كانت أسمهان تجلس هى وإحسان وباقى طاقم الأطباء طبعا دون بيانكا فهى رجعت لبلدها فور إنتهائهم من عملياتهم الجراحية رغم طلب إحسان من الجميع أنه سيجعلهم يزورون الأماكن الأثرية أولا قبل أن يذهبوا …ولكنها رفضت وبشدة خاصة عندما علمت أنه قد رجع لأسمهان …
كان جو المرح هو السائد فى تلك الجلسة حتى أن إستيوارت قال لأسمهان …..
- حقا أسمهان إنكى لم ترى إحسان وهو يمشى بجدية حتى البسمة لاتأتى الى وجهه أبداً وكأنه يخاف أن يبتسم فتتشقق شفتيه….
ضحكت أسمهان بشدة تحت نظرات الغيرة والغيظ من إحسان وقالت ….
ولما هذا دكتور إستيوارت …..؟
قال إستيوارت بخبث وهو يغمز بعينيه لإحسان ….
لأن سبب ضحكته لم تكن موجودة معه فى الخارج عزيزتى بل إنها هنا بمصر وعندما رجع إليها رأينا إبتسامته والتى لم نكن لنراها أبداً …
ضحك الجميع أما أسمهان فقد خجلت بشدة ….فقال إحسان بعشق ……
عندما أذهب الى أى مكان ولا توجد به أسمهان فأنا أشعر بالإكتئاب ولا أرجع لطبيعتى إلا عند الرجوع لأحضانها فبدونها لا أستطيع التنفس …..
صفق الجميع وهم يضحكون ويتمنون لهم السعادة الأبدية …
أما أسمهان فكانت تائهة فى نظرات إحسان المثبتة عليها وهو يقول هذا الكلام حتى أنها لم تشعر بالتصفيق الحاد أو الكلام الخارج منهم …فكل ماتفكر به أنها تحمد الله كثيراً أنه رجع إليها وأنا أعطته فرصة أخرى ليعيشوا سوياً ……..
مضى الأسبوع سريعاً وحان موعد رجوع الطاقم الى ألمانيا وبالطبع لابد من وجود إحسان معهم ….
كانت أسمهان تجوب غرفتها ذهاباً وجيئه وهى تشعر بالتوتر فهى لاتعرف هل سيسافر معهم ولكنه يخاف من إخبارها أم أنه لن يسافر وسيظل بجوارها ….
ذهبت إلى شرفتها تنظر الى مرور السيارات وعقلها يكاد ينفجر من التفكيير …
شعرت بيد تلتف حول خصرها وهناك من يقبلها على إحدى وجنتيها …ظلت واقفة بالطبع فهى تعرفه جيدا ولما لا وهى أصبحت تستنشق رائحة عبيرة من على بعد …..
قال لها إحسان بخفوت بعد أن وضع رأسه على كتفها ينظر لما تنظر إليه ومازالت يده تحاوط خصرها ….
سرحانه فى إيه ؟ إوعى يكون حد.غيرى أزعل وأجيب ناس تزعل معايا ….
زفرت بهدوء وقالت وهى مازالت على وضعها ….
هو فيه حد شاغل تفكيرى ودماغى غيرك إنت ….؟!!!
أدارها إحسان إليه وهو مازال ممسك بخصرها وقال وهو ينظر لعينيها عله يستشف ما بداخلها …..قال بهدوء ….
فيه إيه يا أسمهان هو أنا مش قلت إن كل اللى جوانا نقوله لبعض ومنخبيش على بعض حاجة أبدا حتى لو هنزعل بس لازم ميكنش بينا أسرار ….
إغرورقت عين أسمهان بالدموع وقالت بخفوت…
خايفه …
شعر إحسان بالحيرة وقال ..
من إيه ..!!!!!!
ثم أكمل بحزن مش معقول تكونى لسه خايفه منى …..؟!!!
أجابته أسمهان بلهفة …
لا طبعا أنا محستش بالأمان غير بوجودك جمبى …..
زفر إحسان وقال وهو يبتعد عنها …
طب بس خايفه من إيه ….؟!
سألته أسمهان بخوف وتردد….هو إنت هتسافر تانى …..؟!
أجاب عليها بتلقائية ….
طبعا يا أسمهان لازم أسافر وإنتى عارفه كده كويس ….
نظرت إليه بخيبة أمل وقالت …
لسه ..لسه ناوى تبعد تانى وياترى المره دى كام سنه ….ولا مش ناوى ترجع خااالص ….
شعر إحسان بالغضب ولكنه تمالك نفسه لأنه يشعر بخوفها ولا يلومها عليه وهو بالفعل المخطئ بهذا الأمر …
ذهب إليها مرة أخرى وأمسك بيديها وأجلسها على المقعد وجلس أمامها متكئ على ركبتيه وقال ….
أنا عمرى ماهسيبك تانى يا أسمهان ..وإذا كنت هسافر فأنا هسافر عشان أخلص ورقى اللى هناك وكمان متنسيش انى لازم أنهى كل حاجه مس أسيبهم كده فلازم أرجع ……
بكت أسمهان بشدة ولم تستطع الرد فهو معه حق ولكن هى الأخرى معها حق فى خوفها ..
مسح إحسان دموعها بيديه برقه وقبل خديها ثم قال …
ممكن تيجى معايا أوريكى حاجه …..!!؟
نظرت إليه ولم ترد ..فإبتسم بهدوء وقال …
ياستى تعالى مش هتخسرى حاجه يعنى ….
وقفت معه أسمهان وذهب إليها أمام دولاب الملابس تحت نظرات الإستغراب منها …
فتح الدولاب وأخرج حقيبه جلدية صغيرة ،قام بفتحها وأخرج منها جواز سفرها وهو يقول ….
أنا فعلا هسافر يا أسمهان بس وإنتى معايا ..أنا مش هسيبك هنا وأنا أكون هناك ..أخذها داخل أحضانة بشدة وقال …
أنا عمرى ما هكرر اللى حصل تانى مكان ما أروح إنتى معايا ولو عايزانا نستقر هناك أنا موافق وبرده لو عايزانا نرجع أنا موافق يعنى أنا سايب القرار بإيدك إنتى ….
بادلته أسمهان ضمته بشدة وهى تبكى ولكن تلك المرة من السعادة التى تشعر بها .فإحسان لن يخذلها مرة أخرى …..
أخرجها من إحتضانه وكوب وجهها بين يديه وهو يقبل دموعها وقال ….
أنا قلتلك مرة إنى غبى بس أكيد يعنى مش هفضل غبى على طول …..
ضحكت أسمهان على كلامه فقال بإبتسامة …
أيوة كده خلى الشمس تنور ….
ثم نظر إليها بمكر وقال …..
بس أنا زعلان وعايز حد يصالحنى …
إبتعدت عنه أسمهان بخجل وقالت وهى تخرج من بابا الغرفة …
أنا نازله لعمو عبد الرحمن أكيد عايز يتغدى ….
ضحك إحسان بشدة وقال …
وماله إهربى يعنى بابا هيفضل ياكل طول اليوم مسيره يشبع ومتلاقيش ساعتها حجة …
ضحكت بخجل ونزلت أمامه وهو خلفها يشاكسها حتى وصل الى شقة أبيه …..
♥♠♥♠♥♠♥♠♥♠
عندما يتخلى عنك أقرب الناس إليك ليس لسبب كبير ولكن طمعاً فقط فى النقود ..عندها تشعر بأنك مجرد سلعة تُباع وتُشترى …وعندها تسترجى العوض فى أشياء أخرى …
كان أحمد يجلس أمام خالته وزوجها وهو يحاول بشتى الطرق أن يقنعهم بأن يتم الزفاف بعد إمتحانات الترم الأول …فهو بالفعل يريدها فى بيته اليوم قبل غداً .ولكن من ضمن الأسباب الرئيسية هى أن تبتعد عن ضغط أبيها حتى تتركه وتتزوج من بن عمها …
قال أحمد بنفاذ صبر…ماتقولى ياعمى إيه سبب رفضك وياريت تقولى سبب مقنع لأنى فى النهاية مش هسيب شهد مهما حصل ..
قال هشام والد شهد …
أنا مش مستعد دلوقت خااالص ….
نظر أحمد لخالته وهو يستنجد بها وقال …
يعنى إيه ياخالتوا الكلام ده وكمان أنا مش عايز حاجه أنا شقتى جاهزه واللى ناقص فيها هبقى أجيبه بعد الفرح مش مهم …
رد عليه هشام بسماجه …..
وأنا مش هدخل بنتى وحاجه نقصاها فخلاص بقه لما ربنا يفرجها تبقى تتجوز …
كانت شهد تجلس بغرفتها وهى تبكى بشدة من تعسف أبيها حتى سمعت صوت الجرس …
ذهبت لكى تفتح فهم منشغلون بالصالون فى المناقشة وأصواتهم عالية …فتحت وجدت يحيى بن عمها أمامها…نظر لعيناها وقال مالك فيه إيه؟ ….
لم يتلق الإجابة ولكنه سمع الأصوات بالداخل فقال لها هو:
مين اللى جوا ؟ …
أجابته ببكاء …..
أحمد بن خالتى جاى يحدد الفرح وبابا مش راضى وطبعا إنت عارف السبب إيه ….
إبتسم يحيى بحزن على شهد وقال ….
متخافيش ياشهد وكمان أنا قلتلك أنا أخوكى ليه متصلتيش بيا .يعنى لولا إنى جاى بالصدفة مكنتش هعرف ..أكمل لطمأنتها …على العموم إتطمنى اللى هقوله لعمى دلوقت هخليه يوافق على طول ….إ
بتسمت بفرحة وقالت …بجد …!؟
قال بإبتسامة بجد ويلا تعالى معايا ندخل …..
دخلت شهد إليهم ومعها يحيى والذى جعل أحمد يشعر بالغيرة القاتله من ذلك الوسيم أما والدها فشعر بالفرحة الشديدة فهو يعتقد أنه أتٍ لطلب يد شهد ..
أما والدتها فليس بيدها شئ أمام بطش زوجها ولكنها بداخلها تتمنى زواج شهد من يحيى فهو شاب غنى وبه كل الصفات ..
.جلست شهد بجوار أحمد والذى أمسك يدها بتملك شديد جعل يحيى يبتسم بشدة …..
قال هشام بفرحة …
إزبك يايحيى عامل إيه ياحبيبى …
أجابه يحيى بهدوء …
الحمد لله ياعمى …طبعا أنا مبسوط إن كلكم موجودين لأن طبعا إنتوا عيلتى وتتمنولى الخير ويااارب ماترفضوا الطلب اللى أنا هطلبه ……
هوى قلب شهد بين أقدامها عن أى طلب يتحدث أما أحمد فشعر بالغليان وبالطبع هشام ونهله والدى شهد يشعرون بالفرحة الشديدة …
أكمل يحيى وقال ….
أنا بطلب منكم إنكم تحضروا معايا خطوبتى يوم الجمعة الجاية بإذن الله ..
أكمل تحت نظرات الصدمة الغضب من هشام وقال طبعا ياعمى حضرتك زى والدى وشهد زى أختى ونفسى تكونوا موجودين ….
إبتسمت شهد بشدة وقالت ..
طبعا طبعا د شئ يشرفنا …
ضغط أحمد على يدها وقال ..
إيه طرطور أنا قاعد مش مالى عينك ولا إيه..؟
لاحظ يحيى مايدور بينهم فقال موجها الكلام لأحمد …
وطبعا الكلام موجه ليك ياحضرة الظابط مهو جوز أختى يبقى أخويا ولا إيه ….؟!
هدأ أحمد قليلا وقال …
طبعا الشرف ليا أنا إنى يكونلى أخ زيك ….
وجه يحيى سؤاله لأحمد وقال بهدوء وكأنه لايعلم شئ ….
أمال ناوين الفرح إمتى إن شاء الله ..؟!
قال أحمد وهو ينظر لهشام بغضب والذى مازال لايستوعب مايدور …:
والله أنا عايز أتجوز بعد إمتحانات الترم على طول يعنى كمان شهر بس عمك مش موافق ….
وجه يحيى الكلام لعمه وقال بخبث ….
ليه ياعمى مش موافق …..؟!
أجلى هشام صوته وقال وهو يحاول المراوغة..
لا أبدا أنا بس عامل أن كلها كام شهر وشهد تخلص أخر سنه فليه الإستعجال ….
قال يحيى بهدوء ….
والله ياعمى أنا شايف إن خير البر عاجله مادام الإتنين موافقين يبقى خلاص …
لم يعرف هشام كيف يرد عليه …
فقال أحمد ..
طب ياريت بقه بالمرة نحدد ميعاد عشان أحجز القاعة وزى ماقلتلك ياعمى شقتى جاهزه وانا مش عايز حاجة من شهد ولو ناقصنا حاجه هنبقى نجيبها بعد الجواز ….
طأطأت شهد رأسها أرضاً ..فنظر إليها أحمد وقال بخفوت ….
متطاطيش راسك بسبب أى حد سامعه وكمان مش شوية كراكيب هم اللى هيبوظوا الجوازه …نظر يحيى إليهم وفهم مايدور إذا عمه تحجج بأنه لايستطيع التجهيز الآن .كيف ذلك وهو وضع بعض من أمواله معهم فى الشركة بحجة تشغيلها …
قال يحيى بخبث وهو يبتسم لعمه بتهكم …
أختى هتدخل بأحسن جهاز وكمان عمى هشام عطيلنا فلوس نشغلهاله وخلاص هياخد أرباحها الشهر ده والأرباح دى كفيله إنها تجوز عروستين مش عروسة واحدة …..
إبتلع هشام ريقه وقال بإرتباك …
ماااهو ععععشان كده كككنت عايز أاجل الجوازه شويه ييعنى على ما الفلوس تتيجى وأجهزها …..
نظر أحمد بداخل عينيه وكأنه يقول ..حقاً …
قال يحيى بهدوء …خلاص مفيش تأجيل والفرح إن شاء الله بعد الإمتحانات وحجز القاعة خليه عليا هدية منى لأختى ….
رفض أحمد بلباقة وقال …
شكرا ليك يا أستاذ يحيى بس إحنا لينا قاعات وأنا هحجز فيها إن شاء الله ….
قال يحيى وهو يزيد إعجاباً بأحمد وشخصة …
تمام وانا معنديش مانع بس ليكم أسبوع عسل على حسابى وياريت مترفضش أرجوك وكمان أنا يحيى وإنت أحمد بدون ألقاب ……
لم تعتقد شهد أن الله قد ساق إليهم يحيى حتى يكون سبباً لحل جميع مشكلاتهم بل وإرغام والديها على أن تدخل مثل كل عروس لا ينقصها شئ ..أما أحمد فشعر بالإرتياح تجاه يحيى حتى أنهم تبادلوا أرقام الهواتف ولكن هذا طبعاً لم يمنعه من الغيرة وأن يؤكد على شهد أكثر من مرة ألا تتحدث معه ولا تتواجد بمكان هو فيه ……
تم تحديد يوم الزفاف وتم حجز القاعه بعد الإمتحانات بأسبوع وسط فرحة شهد وأحمد المتناهية ….
●●●●●●●●●●●●
عند الإمتحان يكرم المرء او يهان ….
كانت إيمان وسهد ونورين ونور كل يؤدى إمتحاناته فى كليته …
أنهت إيمان الإمتحان ولكنه كان صعبا فخرجت وهى حزينه وتشعر بالحنق على رزق فهو دكتور هذه الماده ….
خرجت فوجدته أمامها يبتسم لها بلهفة ويقول …
هاه عملتى إيه إنتى عارفه إنى مردتش أدخل ودخلت واحد زميلى هو اللى يبص عليكم عشان محدش يقول دا بيغشش خطيبته ..
زفرت بشدة وقالت …..
تصدق بالله انا كرهت طب أسنان بسببك بقه ده إمتحان ده ….؟!
نظر إليها بتوجس وقال ….
وماله الإمتحان بقه ..شامل كل النقط والكل يعرف يحله …
ردت عليه بغضب ….بس يارزق إنت تخفى من قدامى لأنى عايزه أخنقك وربنا أنا على أخرى ..
لم يرد عليها لخروج شهد والتى لم تلاحظ رزق فقالت بسخط …..
جرا إيه يامزة بقى ياختى معرفتيش تأثرى على خطيبك وتخليه يعملنا إمتحان سهل ..
ثم مثلت البكاء وقالت …
منك لله يا إيمان أكيد إنتى منكدة عليه فقام نكد على الدفعة كلها بس إحنا ذنبنا إيه هو خاطب بومة إخنا مالنا ..روحوا منكوا لله إنتوا الإتنين ….
كان رزق يستمع لشهد وهو يضحك حتى وصلت للدعاء عليه فقل بغضب ….
شهههعهد حاسبى على لسانك بدل ماتسقطى …..
إبتلعت شهد ريقها وقالت بخوف ….
إبن حلال كنت لسه بدعى علي..قصدى بدعيلك …
دا إيه الإمتحان السكر ده تسلم إيدك يادكتور والله .يلا سلام عليكم
ثم قالت بخفوت كانت معرفه سوده اااه يانى شكلى مش هتجوز فى سنتى ….
إقترب رزق من إيمان وقال …..
إعملى حسابك بعد الإمتحانات ماتخلص هنكتب الكتاب وفى أجازة الصيف هنتجوز إن شاء الله ….
نظرت إليه بغيظ وقالت …..
شوف أنا فى إيه وهو فى إيه ياااارب صبرنى …..
نظر إليها بتلاعب وقال ….
وافقى وأنا هنجح الدفعه كلها لكن لو موافقتيش هسقطهم وإنتى أولهم ماشى …..
تركها رزق وذهب أما هى فقالت …
رزق إتجنن والله كنت واخداه عاقل ….
♠︎♤♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♤♤
وآآآه من خبر طال إنتظاره حتى مل الصبر من صبرى …ولكن رفقاً فعند تحقيق مانريد لانشعر بوقت الإنتظار ….
رجع علاء الى منزله وهو يهرول من شدة سعادته …دخل إلى المنزل وهو يقول بعلو صوته …:
يابابا إنت فين يابابا …؟!
خرج والده من غرفة نومه وهو يقول بخوفى….
إيه فيه إيه …..؟!
قفز علاء داخل أحضانه وقال ..
.عمى عبد القادر إتصل بيا وخلاص بلغنى موافقته على حوازى من نورين …..
إختفت فرحتهم عندما خرجت نرجس وقالت بغل …..
أيوة كده فرح قلبى …أهو ده اللى كان نفسى فيه عشان ميتنكوش علينا ..أهو إبنى هيتجوز بنتهم وهتبقى تحت طوعى ……
رد عليها إبراهيم وقال .. …
الخااااااااااااااتمة …
تأتي رسائل من الحياة لعلنا نفهمها ….فيجب عندها إقتناص الفرص حتى نعوض ما فاتنا من سعادة …ونرجع ما بددناه بأيدينا نحن وليس بأيدى غيرنا ….ولكننا يجب ألا نضيع الفرصة فى إثبات الحب لمن نحب …والإمتنان لمن فعل معنا معروفاً …..فالإعتراف دائما لا يقلل من شأن الإنسان بل دائماً ما يرفعه …..
كان إحسان يقف مشدوهاً ،تائهاً ،لا يستطيع الكلام حقاً .فمهما تكلم فلن يستطيع التعبير عما بداخله .كان ينظر لأسمهان بشدة وهو يحاول أن يتأكد مما يريد أن يقول فأعاد الكشف عليها وسط ذهولها مما يفعل …
قالت بإندهاش: مالك فيه إيه ؟ إنت مش كشفت عليا مرة ،أمال بتكشف تانى ليه ؟..
أجابها بخفوت وهو منشغل فيما يفعل : اسكتى بس عشان أركز .
ضحكت بإندهاش وقالت :
تركز فى إيه بس ….
أتى بجانبها وهو يبتسم تارة ويندهش تارة …نظرت إليه بريبة وقالت: فيه إيه يا إحسان خوفتنى ..
جلس بجوارها على التخت وأخذها بين أحضانه وهو ينظر داخل عينيها بسعادة وقال :
طول عمرى بتريق على اللى بيقول إن لما ربنا يرزقك بزوجة صالحة فده أحسن حاجة ممكن تحصلك كنت أضحك وأقول :
ليه يعنى ماكلهم واحد إيه اللى هيفرق من واحدة للتانية …لغاية ماجيتى إنتى وغيرتى كل المفاهيم اللى جوايا ،كنت عايز أعوضك عن كل حاجة أنا عملتها معاكى وزعلتك منى
نظر لعينيها بشدة وقال : بس لقيتك إنتى اللى بتعوضينى عن كل حاجة وحشة حصلت معايا من وأنا صغير .عوضتينى حنان أمى وعرفتينى يعنى إيه حب وراحة وعشرة جميلة ودلوقت كمان هتخلينى أحس بشعور جديد وهو المسئوليه وإزاى أكون بابا يا أحلى ماما ،ياعوض ربنا ليا …
نظرت إليه بعدم فهم خاصة عندما وجدت تلك الدموع الرقراقة داخل عينيه .تكلمت بعدم إستيعاب وقالت:
إنت قصدك إنى………
لم تكمل كلامها حيث أن إحسان أخذها بين أحضانه وبفرحة شديدة وكأنه هو الآخر إستوعب الموقف أخيراً وقال:
مبرووووووووك إنتى حااااااامل هبقى أب خلااااص ..قبلها برقة وقال من بين دموعه :
بحبك والله العظيم بحبك يا أحلى حاجة حصلتلى …
قفز مرة واحدة من على التخت وقام بفتح الباب بشدة ووقف فى صالة المنزل وقال بصوت جهورى :
ياجماعه ياللى هنا يابااااباااا ،ياطنننط ،يانوووووور أسمهان حاااامل …
خرج الجميع وهم يشعرون بالخوف من الصوت العالى ولكن عند سماعهم للسبب دخل الجميع عند أسمهان وباركوا لها وسط فرحتهم الشديدة .
قال إحسان بفرحه: بعد إذنك ياطنط أسمهان بعد كده مش هتلف معاكم عشان حملها معلش أديكى شفتى النهارده داخت وغير كده ضغطها كان وااااطى جداااا عشان بس ميحصلش حاجة كدة ولا كدة ..
أجابته نادية بفرحة: من غير ماتقول أنا كنت هعمل كدا خاصة إن أسمهان ضعيفة ولازم تاخد بالها من نفسها وكمان تروح لدكتور متخصص عشان يكشف عليها …
رد عبد الرحمن بسعادة وقال : طبعا طبعا بكرة الصبح إحسان يروح يكشف عليها .
أجابهم إحسان بإبتسامة : وحياتكم دى هتروح تكشف دلوقت أنا اتصلت بباهروهيسبقنى على العيادة بتاعته ..
قال نور بإندهاش : بس النهاردة الجمعة عيادة إيه اللى هيفتحها .
رد إحسان بكبر وهو يهندم ياقة قميصه :
يابنى هو ده إبن أى حد د إبن دكتور إحسان عبد الرحمن وأسمهان عبد القادر …..
ضحك الجميع عليه وسط فرحتهم العارمة…..
جاءت الفتيات من الخارج عند خروج أسمهان وكانوا بغاية السعادة عند معرفتهم لهذا النبأ السعيد والذى أكمل فرحتهم
كانت والدة أسمهان تود الذهاب معها ولكن إحسان أشفق عليها وطلب منها ان ترتاح وهو سيكون معها ولن يتركها وسيطمئنهم عليها …..
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥♥︎♥︎♥︎♡
تمر أيام الفرح سريعاً ورغم هذا يشعر من ينتظر الفرح بأن الأيام لاتمر …..
مرّ الأسبوعين بسرعة الصاروخ للأهل أما بالنسبة للعروسين فكانوا يشعرون أن الأيام تمر ببطء كالسلحفاة العجوز التى لاتقوى حتى على الزحف ……
عاد الجميع إلى منزل عبد القادر ومعهم بالطبع إحسان وأسمهان والذى منذ علم بحملها وهو يرافقها كظلها ويهتم بها حتى أنه يود ان يحضر إليها كل ماتريده داخل غرفتها حتى لا تتحرك …
كانت أسمهان تشعر بالسعادة الشديدة لإهتمام إحسان بها رغم غضبها منه لانه رفض رفضاً قاطعاً أن يجعلها تنزل مرة أخرى حتى تكمل ما يشترونه من مستلزمات العروس وفى الواقع قد أيده الجميع فى هذا القرار حتى عبد القادر خاصةً بعد تحذير دكتور باهر من كونها ضعيفة البنية ويجب عليها أن تهتم بنفسها أكثر من ذلك وأن تستريح على قدر الإمكان ……
كان الجميع يعمل بهمة ونشاط حتى أتى يوم العرس ….
زفاف إيمان ورزق وكتب كتاب علاء ونورين بعد إلحاح شديد من علاء فهو كان يريد أن يطمئن أنها أصبحت ملكه وأيضا كان متمسك بهذا القرار حتى لا يترك أى فرصة لوالدته بإفساد تلك الزيجة .
ذهبت إيمان ونورين إلى مركز التجميل بعد أن أتى رزق وعلاء لإصطحابهما ….أما أسمهان فمكثت بالمنزل تحت رعاية والديها وزوجها والذى يعتنى بها وبشدة …أتت رواء هى ونادر وأكرم إلى بيت عبد القادر تحت إلحاح منه حتى يحضروا الزفاف ….
دخلت رواء إلى أسمهان والتى كانت تجلس على التخت …
طلت رواء برأسها من الباب وقالت بفرح:
أنا جييييت .وحشتينى وحشتينى وحستينى …عانقتها أسمهان بشدة فهى تكن لها الكثير من الحب….
أكملت رواء بفرحه بعد أن إنتهى عناقهم : مبروووووك الحمل كده هيبقوا ولادنا زمايل ….
إبتسمت أسمهان بشدة وقالت :
بجد مبروووك إنتى كمان ربنا يفرحك يااااررب إنتى ونادر .
لكزتها أسمهان فى مرفقها وقالت بخبث:
إزاى نادر . ردت رواء بحالمية وعشق ظاهر للعيان:
نااادر هو فيه زى نادر ورقة نادر ربنا يباركلى فيه يااارب …
فرحت أسمهان لكلامها وقالت بإبتسامة صافية:
مش قلتلك نادر غير أى حد .صدقينى يا رواء المهم تختارى صح عشان صعب قوووى تلاقى راجل صح فى الزمن ده ،فلما تلاقيه تمسكى فيه مش تطهقيه …
ضحكت رواء بخجل وقالت: مانا كنت خايفه بس الحمد لله هو غير تفكيرى خااالص وبشوف حبه ليا فى عيونه وتصرفاته …
ثم أكملت بخبث : طب وإنتى مش كنتى ناوية متسامحيش إيه اللى حصل بقه؟
إبتسمت أسمهان وقالت: تصدقينى لو قلتلك إن كل ماكنت بشوفه ببقى عايزه أخنقه بس بعدها أرمى نفسى فى حضنه .بس رغم كده كنت فعلا مقررة إنى مش هسامح بسهولة .بس لما شفت قد إيه إنه ندمان وفى كل فرصة بيحاول يثبتلى إنه غلط فى حقى ومستعد لأى حاجه أطلبها قلبى بدأ يميل .بس برده قلت لأ لازم أعرفه يعدى إيه بعاد ولازم أتطلق منه لغاية ماجت أزمة بابا ولقيته فعلا سند ليا وأخ لإخواتى وإبن لبابا وماما وهو بيدور وبيبعت الأشعات والتحاليل عشان بابا يقوم بالسلامة .ولا لما ماما حاولت انها تتهمنى إنى السبب لقيته واقف قصادهم كلهم ومخلاش حد يقولى أى كلمه ورغم كده كان برده لسه فى قلبى حاجه مجروحه منه ..
سألتها رواء بهدوء : أمال إيه اللى غير رأيك؟
أجابتها أسمهان بتنهيدة : لما لقيته ممكن يروح منى ،لقيت قلبى اللى كان زعلان منه بقه زعلان عليه ،لقيت عقلى بيقولى هتسيبيه كده وهو فى محنته .محستش بنفسى غير وأنا بجرى وبروح القسم وبرمى نفسى فى حضنه عشان أتأكد إنه مش هيبعد تانى .كنت بطمن نفسى بحضنه
لقيتنى بقول لنفسى كفايه بعد بقه الدنيا مش مستاهلة كل ده خاصة إنه راجع ندمان وده طبعا يفرق كتيييير …
قالت رواء بحنان: أفهم من كده إنك حبتيه ؟
إبتسمت أسمهان بشدة وقالت : صدقينى يا رواء لو قولتلك إن إحسان اللى معايا دلوقت يخلينى أسامح وأنسى أى حاجة عملها إحسان زمان وغير كدة غصب عنك لازم تعشقيه مش بس تحبيه .
هللت رواء بشدة وإحتضنت أسمهان بفرحة لراحة قلبها أخيراً فهى تستحق كل سعادة فى هذه الحياة ….ولم يكونوا على علم بأن إحسان قد سمع كلام أسمهان الأخير وشعر بسعادة بالغة وقرر بداخل نفسه أنه سيعوضها أكثر وأكثر فهى من أضاءت عتمة لياليه الحالكة …..
♥♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥
يشعر الطائر بالحريه فى الفضاء الرحب ولكنه رغم ذلك يشتاق لعش من قش يرتمى بداخله ليشعر بالأمان والسكينه لوجود وليفه به …فمهما كانت دنياك جميله فبدون أناسها لن تستطيع الإستمرار …..
خرجت أسمهان من الغرفة بعد أن أنهت إرتداء ملابسها المكونه من فستان بلون الكشمير مع حجاب من اللون الفضى فكانت آية من الجمال .حتى أن إحسان كان يقف أمامها تائه فيها .أمسك يدها وقبلها وقال بحب:
أنا كده لازم أقعد جمبك طول الفرح ،الجمال ده كله لازم حد يحرسه ..إبتسمت بهدوءوقالت: وإنت كمان شكلك حلو قووى بالبدله ولا أكنك إنت العريس …
ضحك بشدة وقال وهو يشير إليها: ماهى العروسة لازم لها عريس ولا إيه ….؟!
ذهب الجميع إلى القاعة حتى يستقبلوا الضيوف ..أخذ عبد الرحمن عبد القادر وزوجته معه فى السيارة .أما إحسان فكان قد زين سيارته لزفاف رزق وإيمان ونور أخذ سيارة علاء وزينها لزفافهم بها ..
ذهب إحسان لرزق ونور لعلاء لكى يأتوا كل بعروسه …
كان كلا من العريسين يقفان على أحر من الجمر فكل واحد منهم مشتاق لعروسه …
جاء أحمد وسلم على كلا العريسين ….قال له رزق بتوتر :
مترن على شهد كده وشوفهم خلصوا ولا إيه …ضحك أحمد وقال : جرا إيه ياعريس ماتهدى كده وكمان هم خلصوا خلاص أنا مجتش غير لما شهد رنت عليا ….
بعد لحظات خرجت نورين وكان علاء بإنتظارها وهو ينظر إليها بوله .أمسك يدها وقبلها وقال :
مبروك يانورين أنا مش مصدق إنك خلاص شويه وهتبقى مراتى …
خجلت نورين من كلامه ولم تقدر على الرد رغم طلاقة لسانها …
وقف رزق وهو يقول بنزق :
ماخلاص ياسى علاء خد عروستك واركب العربية خلينى أستقبل إيمان وكمان متفرحش قوى دى هتروح مع عمك مش هتروح معاك إنت …ضحك الجميع على حالة علاء المكتأبة عندما تذكر وقال: إضحكوا إضحكوا وحياتكم أخدها وأمشى …..
إقترب نور وهو يقبل جبين توأمه وقال :
ألف مبروك يا حبيبتى أحلى عروسة فى الدنيا .ثم نظر لعلاء وقال بفكر أرجع فى كلامى وأخدك وأروح ….
جذب علاء يد نورين وقال بغضب :
نععععم هو كلكم متفقين عليا ولا إيييه ..يلا يابنتى نروح نركب عربيتنا خلينا نتزف أنا النعاردة ياقاتل يامقتول فى أم الجوازة دى .
خرجت إيمان أخيرا بعد طول إنتظار .كانت كأميرة هاربة من كتاب للأساطير بفستانها الأبيض الرقيق ذات الذيل الطويل فهو ضيق عند الخصر ومنتفخ بشدة من الأسفل ،ترتدى طرحة بطول الفستان فكانت جميلة بحق مع حجابها الرقيق …
نظر إليها رزق وهو غير مصدق لما يراه فإيمان أخيرا إرتدت رداء العروس وستكون اليوم ملكه ،إمرأته ،عروسه هو لا غير .ذهب إليها ببطء وكأنه يحاول ان يصدق مايراه وعندما وقف أمامها قال بعدم تصديق :
انتى بجد ولا أنا بحلم .يعنى خلاص بقيتى مراتى والنهارده هنروح على بيتنا ،خلاص هنروح الكلية سوا ونعيش حياتنا كلها مع بعض .هصحى على صوتك بجد بجد النهارده فرحنا …..
خجلت إيمان بشدة من كلامه وفجأة شعرت بحالها وهى محمولة ورزق يلف بها وهى تدس رأسها برقبته من خجلها الشديد …..
أنزلها وهو يقبل جبينها بشدة وهو يقول : مبروووك يا أحلى عروسة فى الدنيا .أنا لغاية دلوقتى مش مصدق نفسى …..
وجد رزق أحد يلكزه بشده فى ظهرة فتأوه وقال فيه إيه ؟ فإبتسم أحمد بسماجة وقال :
كنت يا أخويا بخليك تصدق ماتيلا يابابا عايزين نلحق الزفة زمان الواد علاء سبقك وقعد فى الكوشة …
جاءت كل من رغد وميرال أختى رزق وباركوا لهم ثم ذهبوا لكى يركبوا مع زوج رغد بسيارته …أتى نور وفعل مع إيمان مثل مافعل مع نورين ولكن الفرق أنه أوصى رزق بإيمان وأن يراعى الله فيها فما أحلى السند فى هذه الدنيا …
ذهبت جميع السيارات تحت الفرحة العارمة فكانت كموكب جميييل مزين بالسعادة والمحبة ….وكلا من سيارة العروسين يتسابقون فيما بينهم فى منافسة لذيذة مغلفة بالسعادة غير أن سيارة علاء ونورين كانت تسبق دائماً وذلك لأن إحسان يقود بحذر لأجل أسمهان الجالسة بجوارة …
وصل الموكب إلى القاعة فكان فى إستقبالهم عبد القادر وأخيه إبراهيم واللواء عبد الرحمن ونادية ونرجس فهى مهما كان تشعر بالسعادة لرؤيتها لإبنها الوحيد وهو يخطب لكى يتزوج حتى وإن كانت غير راضية عن تلك الزيجة ولكن ماذا تفعل وولدها قد حذرها ألا تهدم سعادته بأيديها فهو لن يتزوج غير نورين فرضخت للأمر على مضض ..
نزل علاء أولا ونورين فذهب عبد القادر وإحتضن نورين وبارك لها ثم فعل بالمثل مع علاء وكذلك فعل إبراهيم وهو يشعر بالسعادة الطاغية لأن الله قد تقبل دعواته بصلاح حال إبنه بل والأكثر أنه تزوج من بنات أخيه والذى كان لا يحلم بأن يقترب منهن ….
أتت نادية وهى تبكى عندما رأت نورين وهى بهذا الجمال بفستانها البيبى بلو والذى يظهر جمال عينيها بحجابها من نفس اللون وتاج رقيق على رأسها .أخذتها بين أحضانها وهى تبكى وتضحك وتقرأ المعوذتين لحفظ إبنتها لجمالها الآخاذ …
باركت كذلك لعلاء وأوصته بنورين ..
جاءت نرجس وفعلت المثل وهى تزغرد بشدة عندما إقتربت من إبنها ….
دخلو إلى القاعة حتى يتركوا مجالاً لملك وملكة الحفل وهم إيمان ورزق …
نزلت أسمهان وبجانبها إحسان ووقفوا بجوار والديهما …أما رزق فنزل من السيارة وفتح الباب لإيمان وساعدها هو وشهد فى أن تهبط بذلك الفستان الضخم حتى تمت العملية بنجاح …
ذهب إليها والدها وقبل جبينها بشدة وهو يقول : مبرووك ياقلب بابا من جوة ، هتنورى بيتك وتضلمى بيتنا والله ماعارف أعيش إزاى فى بعدكم دالواحد يدووب لسه واخد على بعاد أسمهان تقونى إنتى كمان تسيبينى ..ثم إستطرد والدموع بعينيه :
ربنا يفرحك ويجعل أيامك كلها سعادة إنتى وإخواتك ياااارب ….
جاءت أسمهان من خلفة وقالت بإبتسامه وهى تضع يديها على كتفه …خلاص يابابا إيمان تتحوز وأنا هقعد معاك شوية عشان متحسش إن البيت فضى عليك مرة واحدة …جاء إحسان بهدوء وإبتسم بسماجة وقال :
معلش ياعمى إنت عارف الحمل وتخاريفه قال تقعد أسبوع قال دالفرح هيخلص ونروح على طول دانا مش عارف أتلم عليكى بقالى أسبوعين يامفترية ….
شهقت أسمهان بشدة وعى تنظر لإحسان بدهشة من ذلك الجرئ الذى تغير تماماً …
أتى عبد الرحمن وقال بإبتسامة: معلش بقة ياعبد القادر إحسان عايز يعوض السنتين اللى فاتو حظك بقة فى بناتك …
إبتسم عبد القادر وقال بسعادة :
المهم يبقوا مبسوطين هى دى الحاجة اللى هتفرحنى بجد وكمان إنت مفكر إنى لما أحس إن جوز بنتى بيحبها وميقدرش يستغنى عنها أنا أزعل بالعكس دانا أتبسط جدا كمان .ربنا يفرحهم يااارب …
أكملت نادية كلامه وقالت: ربنا يباركلنا فيك وتشوف عيالهم وعيال عيالهم كمان ….
صاح رزق وقال : وربنا حرام عليكم ياجماعة أنا عايز أتزف عشان أخلص من الفرح وكله عشان تشوفوا عيالنا وعيال عيالنا بس دخلونا الله يكرمكم ….
ضحك الجميع ولكزه أحمد وقال: ياخويا إتهد بكره تندم وتقول ياريتنى ..أكمل نادر وقال:
تصدق عندك حق ياسلاااام لو الواحد يرجع عاذب كده يعمل اللى على مزاجه فى الوقت اللى على مزاجه …إبتسم رزق بنزق وقال: طب بصوا أنا بحب أجرب وصدقونى لما أندم هبقى أبعتلكم ونندب إحنا التلاته مع بعض جاتكوا الهم .ثم نظر لزوجاتهم وقال : إنتوا عملتوا فيهم إيه خليتوهم عايزينى أهرب ومتجوزش ..
إبتلع نادر وأحمد ريقهم من نظرات زوجاتهم وذهبوا إليهم وقال نادر : يلا يلا من ساعتها بنقولوا إن أحلى حاجه فى الجواز هو مراتك مش كده يا ياحظابط …
إبتسم أحمد وقال: الله طبعا أومااال كفاية هدوئهم ورزانتهم ولا أحلى حاجة بقه أنك تكون جاى من شغلك وتنزلك تااانى عشان نفسها فى رنجة ماهى حامل بقة …يلا يلا ربنا يخليكم لنا …
قالت شهد : أحمد ياحبيبى النهاردة هتنام فى أوضة الأطفال عشان متشمش ريحة الرنجة ياقلبى …..
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
لايوجد شئ إسمه صدفة فكل شئ مقدر بيد الله عز وجل …حتى القلوب فهى بين يدى الرحمن يؤلفها كيف يشاء ..فإن إختيار الله كله جميل ولهذا فيجب علينا ألا نشعر بالسخط إذا لم يكن من نصيبنا شئ اردناه بشدة فليس كل ماتريده خير وليس كل ماتبغضه شر …
فهنيئاً لك بقلب ظننته بعيدا فولفه الله إليك فأصبح من نصيبك ….فعليك الحفاظ عليه حتى لاتندم عند فقدانه.
كان الجميع ينظر للمأذون بفرحة ولكن بالطبع هناك من يشعر بسعادة مختلفة عن الاخرين فكان علاء وهو يضع يده بيد عمه ويردد خلف المأذون مايقول قلبه يدق بسرعة رهيبة كذلك نورين كانت تشعر بشعور مختلط بين السعادة والرهبة من حياة مختلفة كليا عما كانت تعيشه ببيت أبيها …
وكأن أسمهان شعرت بها فضغطت على يدها وكأنها تقول إهدئى وإطمئنى فعلاء اليوم ليس هو علاء البارحة ويكفى أن تنظر لعيناه وهى لاتكاد تحيد عنها لتعرف أنه قد وقع بعشقها حتى الثمالة .إبتسمت لها نورين وفوجئت بالمأذون يقول: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير فلم تكد تفيق حتى وجدت من يجذبها إليه ويحملها ويلف بها بفرحة شديدة ولم يكن غير علاء ومن غيره قد يكون ..كان شهود العقد إحسان ورزق وهذا كان طلب علاء لأنهم هم من ساعدوه حتى أتم حلمه فى الإرتباط بمن أراد قلبه وعقله أن تكون ملكه …..
عندما نرى الفرح بعيون من نحب فتنتقل إلينا العدوى ونشعر بالسعادة نحن أيضاً …فالإطمئنان على من هم منا يجعلنا نشعر بالراحة والطمأنينة …
كان عبد القادر ينظر لبناته الثلاث وهم يرقصون سوياً كلٌ مع زوجه ونظرات أزواجهم إليهم تشعره بالراحة والفخر فلن يستطيع عاشق أن يجرح معشوقه . وهؤلاء بناته قد أحسن تربيتهمن حتى أنه متأكد أنهن سوف يرعين الله فى أزواجهم وبيوتهم …
أتى إليه عبد الرحمن وقال : بص عليهم وخليك فخور بزرعتك اللى رويتها حب وحنان وطيبة فطرحت أجمل زهور فى دنيتك ومش بس كده دى كمان نورت بيهم بيوت تانية كانوا هم السبب فى سعادة إصحابها ..
أشار إلى إحسان وأسمهان وقال: بص كده عليهم وإزاى إبنى رجعلى بفضل بنتك ولولا تربيتك ليها مكنتش صبرت وعافرت وفى النهاية رجع ندمان لأنه ملقاش زيها مع إنه مكنش قعد معاها بس الواحد بيعرف طعم العسل من أول لقمة …
إستطرد وقال : بص كده بقة على إيمان البنت الجدعة اللى رغم معرفتها بحب دكتورها ليها الا إنها عمرها ما إستغلت ده لأنها متربية صح ،بالعكس كانت بتبعده عنها رغم إنها كل ماتبعده كان كل هو مايقرب لإنه صعب يلاقى واحدة فى أخلاقها وأهى فرحت بيته وهتعمره إن شاء الله ..أكمل وقال تحت نظرات الفخر من عبد القادر :
وبص بقه على اخر العنقود اللى كانت سبب لرجوع إبن أخوك لحضنه ومش بس كده لا د كمان بعد عن سكة غلط وكانت سبب ربنا حطه ليه عشان يتوب ويرجع لربنا ..عشان كده صدقنى لازم تبقى فخور بتربيتك لبناتك لأنهم بجد يتاقلوا بالألماظ مش بالدهب …
إحتضنه عبد القادر وهو يبكى ويقول :
بس هيوحشونى ،البيت هيبقى وحش قوووى من غيرهم ،صدقنى أنا كنت بدخل أوضة أسمهان وأقعد فيها لما توحشنى دلوقتى هعمل إيه من غيرهم ..
ربت عبد الرحمن على كتفه وقال : تفرح لهم لما تفتكر إن رسالتك كملت معاهم وهتبدأ بقه مع أحفادهم دى كلها كام شهر وتبقى جدو ياجدو ولا إيه …
إبتسم عبد القادر وقال: فعلا هبقى جدو وإنت كمان مش أنا لوحدى يعنى اللى كبرت .ضحك الإثنان بسعادة …
أتى نور وأمسك بيد والده ووالدته وقال إيه مش عايزين تطلعوا للعرسان ولا إيه يلا يابابا وانتى ياماما وبطلى عياط بقه.
إحتفل الجميع بالزفاف والخطوبة حتى إنتهى الحفل مع الساعات الأولى للصباح .
أوصل الجميع العروسين إيمان ورزق إلى شقتهما فى منزل أهل رزق المكون من 4 طوابق حتى نورين وعلاء ذهبوا معهم هم أيضاً …
بارك الجميع إليهم وتركوهم تحت توصيات كل من نادية وعبد القادر لرزق بأن يحافظ عليها ولا يحزنها أبداً.
أخذ رزق بيد إيمان وهو يود الطيران بها حتى شقتهم وسط زغاريد والدته وأخواته البنات …وقبل أن يصل لشقتهم القابعة بالدور الثالث شعرت إيمان أنها قد طارت فى الهواء حيث أن رزق قد حملها بين يديه حتى دخل إلى عش الزوجية الخاص بهم وسط دعوات والدته له باسعادة والهناء والذرية الصالحة ….
أنزل رزق إيمان بداخل غرفة نومهم .أمسك يدها بهدوء وقبلها ثم قبل جبينها بشدة وهو يغمض عينيه …إبتعد عنها ثم قال لها بسعادة وهو ينظر داخل عينيها وقال: مبروك يا إيمان من أول يوم شفتك داخله الكلية وكنت أنا بركن عربيتى لقيت حاجة كدة دخلت قلبى ومطلعتش من يومها وأنا متابعك وكل يوم أحبك أكتر من اليوم اللى قبله حتى لما كلمتك ورفضتى الموضوع كنت حاسس إنى بتخنق لولا شهد صاحبتك جت وكلمتنى لما عملت المشكله أياها بتاعت العريس فاكراها …
إبتسمت إيمان بهدوء وأومأت برأسها بخجل ..
.إستطرد رزق وقال: يومها عرفت إنك مش عايزه تتخطبى دلوقت عشان خاطر متقليش على باباكى يومها حبيتك أكتر وقررت إنى هعمل المستحيل ومش هسيبك أبدا تكونى لغيرى وصدقينى لو فضلت مستنيكى فوق عمرى عمر مكنتش همل من الإنتظار مادام فى النهاية هتكونى ليا .أنا بحبك قوووووى يا إيمان ،بحبك بجد ومستعد أعمل أى حاجة وتبقى مبسوطة …..
.إبتسمت إيمان بشدة من كلامه وقالت: عايزنى أبقى مبسوطه
رد رزق بثقة وتأكيد وهو ينظر لعيونها بوله: طبعاً
أجابته بعشق : يبقى متبعدش فى يوم عنى لأنى ممكن أستحمل أى حاجة إلا بعدك .صدقنى أنا كمان كنت بموت لما رفضتك بس أديك عرفت أنا كنت بعمل كده ليه . كوب وجهها بين يديه وقال :
مش مهم أى حاجة المهم دلوقت إنك معايا وبين إيديا ثم هوى على شفتيها بشدة وفض عذرية شفتيها بنهم ليروى ظمأ قلبه المشتاق لها …
إبتعد عنها بعد فترة وقال أنا هقوم عشان تغيرى هدومك وتتوضى ماشى ..أومأت برأسها وهى لا تقوى على النظر لوجهه من شدة خجلها …
خرج هو الآخر وذهب الى الحمام الخارجى وإستبدل ملابسه وهى الأخرى فعلت المثل وإرتدت إسدالها وخرجت وجدته يجلس على مقعد الأنتريه أمام التلفاز ..
.سألته بهدوء مادام خلصت مندتليش ليه …
إبتسم وهو يقترب منها بهدوء ليرحم خجلها :
أبدا سيبتك تغيرى براحتك وكمان أنا عارف إن الفستان رخم وأكيد حيرك ..
غيرت الحديث وقالت : يلا عشان نصلى …
.صلى بها ركعتى ليلة البناء ودعا بدعائها …إقترب منها وقال بهدوء:
أنا عمرى ماهعمل حاجه ممكن تزعلك فى يوم ولو فرضا زعلتى منى فى حاجة ياريت تيجى تقوليلى وتعاتبينى وبلاش ننام وإحنا زعلانين من بعض وأنا كمان هعمل كده ولو فى يوم زعلت منك هقولك تمام …
ردت بهدوء : تمام …إبتسم وقال طب فى حاجة عايز أوريهالك وأمسك يدها وأوقفها معه .فقالت بإستفهام: إيه هى ؟ فحملها بين يديه وقال بخبث:
هوريكى أوضة النوم ياعروسة ثم ضحك بشدة وهى تختبئ داخل أحضانه ….
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
ما أيامنا إلا حقل إختبار لصلابتنا وقوة مشاعرنا ومقدرتنا على المحافظة على من إختاره لنا الله لنكمل معه باقى الحياة ..نتحد معا فى ذكريات نسجتها ظروفنا سواء كانت مفرحة أم حزينة ولكنها دوما تظهر لنا من يحبنا بصدق ومن نرى الشماتة فى عينيه ولكن صدقاً إن حتى لو جرحت الأشواك أيدينا فيكفى أن بالنهاية هناك زهرة تستحق من أجلها التضحيه .فكل سعادة ومحبة لانصل إليها إلا بعد طول عناء ومشقة ……
مرت الأيام والكل يحمد الله على ماحصل عليه .كان الجميع مجتمع فى قاعة الأفراح فاليوم وبعد ثلاث سنوات وأخيرا زفاف نورين على علاء بعد أن جعلته يعانى الأمرين معها بحجة أن يثبت لها عشقه وفى الحقيقة فهو أثبت لها وبجدارة كونه يستحقها وبشدة خاصة بعد أن ذاع صيته فى عمله بل والأكثر أنه فتح له فرعا فى القاهرة حتى يتوسع أكثر بعمله وفى الحقيقة أنه كان يود أن يكون بجوارها وهى فى جامعتها ….
كانت أسمهان تلبس فستان سواريه واسع يخفى حملها رغم أنها قد أقسمت على عدم الإنجاب ثانية بعد التوأم الكارثى الذى أنجبته آسر وآريان فهم مصيبة متحركة تمشى على الأرض وبالطبع فلا أحد يقترب منهم بأمر من جدهم عبد الرحمن وأيضا عبد القادر فهما يعشقانهما بجنون وأيضا جدتهم نادية وخالهم نور …
جلست بجوار إحسان وهى تقول خلااااص تعبت بس مش مشكله كله يهون عشان خاطر نورين شايفها قمر إزاى….؟؟
أمسك إحسان يدها وقبلها وقال بعشق يزيد يوميا ولا ينقص : والله ماشايف قمر غيرك إنتى وخاصة وإنتى الحمل ده مخليكى حلوة بزياده .
ثم أكمل بتمثيل للبكاء : بس بالله عليكى ياشيخه هاتيلى المرة دى بنوته هاديه كفاية اخواتها مجننى …لم تكد ترد حتى أتى رزق بغضب وقال موجها كلامه لإحسان وأسمهان: بصوا بقه إبعد إبنك آسر عن بسنت بنتى الولا ياخويا نازل فيها بوس ومش راضى يعتقها ولما بقوله إبعد عنها يقولى لا أنا هكوثها ياعمو ( هجوزها ياعمو) المشكله إنه بنص لسان …..
ضحك إحسان بشدة وقال : ياعم ماتسيبه يلقط رزقه وكمان مش يمكن يكون ليهم نصيب فى بعض وكمان يعنى محسسنى انه راجل وبنتك كبيره يابنى دهو 3 سنين وبنتك يادوب سنه فيه إيه يارزق ماتعقل كده ..
.جاءت شهد مع إيمان وجلسوا بجوارهم وقالت شهد: أسمهان الواد آريان إبنك ماشى ياختى ورا البت بتى وأنا مش هلاقى أحسن منه يلا نقرا الفاتحة .نظر إليها أحمد وقال :
نهااار إسوح بتجوزى بتى وأنا قاعد واخر من يعلم وكمان أنا فى النهايه هجوزوا لآريان يابنتى دممكن يرميها من الشباك يوم الفرح أنا عارف هو طالع لمين …
نظرت أسمهان لإحسان وقالوا فى صوت واحد : مش ولادنا منعرفهمش ..
ضحك الحميع عليهم وهم يتمنون دوام الحال بينهم ….
جاء نادر ورواء وإكتملت دائرة الأصدقاء .وحمدا لله فنادر أنجب ولدا أسماه ياسين وزوجته حامل هى الأخرى …
طلب الديجى من أصدقاء العروسين أن يأتوا للمسرح ويرقصوا معهم سلو لكل كابل …
فأخذ كل واحد زوجته وذهب الى الرقص ….
كان طبعا علاء ونورين فى عالم وردى .نظر إليها وقال
: الحمد لله إنك بقيتى من نصيبى يانورين .إنتى أحلى حاجة حصلتلى ،غيرتينى من علاء المستهتر لعلاء اللى الكل بيحلف بيه وبأخلاقه ومش بس كدة أكتر حاجة خلتنى أحس إنى يوم ماعشقتك كنت صح هى إنك قربتى من ماما وخلتيها تغير تفكيرها وخلتيها تقرب من ربنا لدرجة إنها دلوقت هى اللى بتوصينى عليكى …
بحبك بحبك يا أحلى حاجه حصلتلى فى دنيتى يابنت عمى وبنت قلبى وبنت عمرى كله ……نظرت إليه وقالت :
صدقنى ياعلاء إن من أول ماكلمتنى وانا حاسه بحاجه بتشدنى ليك ولما إتغيرت كمان بس كنت خايفه تكون بتعمل كده بس عشان أوافق وبعدها ترجع للى كنت فيه .بس كانت حاجة جوايا بتقولى إنك بالفعل صادق وبتحبنى ولقيتنى بقول موافقة وعمرى ماندمت على موافقتى وبخصوص مامتك فدى ماهما كانت أم جوزى ومرات عمى وأنا محبش يكون الجو متوتر لأن ده فى الآخر هيبقى ضغط عليك إنت بين إنك تراضيها أو تراضينى فكده أحسن ولا إيه …
ضهمها إليه بشدة وقاال :
مش بقولك بموووووت فيكى طب هحبك أكتر من كده إيه بس …
عند إيمان ورزق كان يأخذها بين أحضانه وهو يراقصها وقال : تعرفى أنا كل يوم بحمد ربنا عليكى يا أحلى زوجة .بحبك قوووى يا إيمان وعمر ماحبى ليكى قل ،إنتى كل حاجة فى دنيتى ربنا يباركلى فيكى يااااارب ….
ردت عليه بهدوء وقالت: إنت اللى نعمة من ربنا يارزق ولازم أحمد ربنا عليها ليل ونهار .ربنا مايحرمنى منك أبدا أبدا أبدا …
عند رواء ونادر …نظر إليها نادر وقال بعتاب: لسه برده زعلانه ومش عايزة تكلمينى يا رورو..
إبتلعت ريقها ولم ترد عليه .فتنهد بشدة وقال: يارواء أنا قلتهالك مرة وهقولهالك كمان مييييت مرة أنا عمرى ماحبيت ولا هحب حد غيرك فكونك تشوفينى بتكلم مع أى بنت أو ست فى شغل فده مش معناه إنى ببص عليها إنتى كده على فكرة بتجرحينى أنا لأنك مش واثقة فيا…..
تنهدت ببكاء وقالت: غصب عنى خايفه بحبك لدرجة إنك لو بعدت عنى ممكن أموت وكمان البنت اللى كانت معاك نظرتها ليك مش مريحه .هى معجبه بيك وقالتها بكل بجاحة …
نظر إليها وقال بهدوء: وأنا عملت إيه مش رديت عليها وقولتلها إن مراتى بس اللى مسموحلها تتغزل فيا ومسموحلها تقرب منى ومش أنا الراجل اللى يبقى معاه جوهرة زى رواء وأبص على حاجة فالصوا حصل …
إبتسمت من بين دموعها خاصة عندما تذكرت وجه تلك الفتاة الممتقع من كلام نادر …
أكمل نادر وقال وهو يضحك : وعليكى ياستى لما أروح هكتبلك إقرار إنى مش هبص لأى ست وأى ست تقرب منى هضربها إيه رأيك….
ضحكت رواء بشدة وضمته بعشق وقالت : بحبك قووووى ربنا يخليك ليا يااارب.
عند شهد وأحمد …كان يحتضنها بين يديه وهى تضع رأسها على كتفه ….قالت له بهدوء: عارف يا أحمد كل ما افتكر انى كنت ممكن أتجوز حد غيرك ألاقى نفسى جسمى بيقشعر وقلبى بيوجعنى قوووى .أنا مخلوقة ليك إنت وبس مش كده يا أحمودتشى ….
ضحك بشدة وقال: والله ياشوشو ياحبيبتى إنتى لو إتجوزتى حد تانى كان رجعك تانى يوم لأمك ويقول أصلها طلعت هبلة….
رفعت رأسها من على كتفه وقالت بغيظ: أنا هبلة يا أحمد بقه كده دانا حتى عاقلة جداا .
ضحك أحمد وقال: على يدددددى ياشيخه دانتى جننتى أمى بس أعمل إيك بموت فى جنانك ياشوشو ..
ضحكت بصوت رقيع وقالت: أيوة كده إعترف..
نظر إليها بغيظ من ضحكتها وقال: متقلقيش ياحبيبتى كلنا هنعترف لما بوليس الآداب يجى يلمنا بسبب ضحكتك دى …..
أما عند إحسان وأسمهان .العشق والوجع ،الحب والتضحية،العتاب والقرب. قمر الليل مع شمس النهار ….
كان إحسان يراقصها وهو لايتكلم فقط ينظر داخل عينيها ..
إندهشت أسمهان من تصرفه فسألته مالك يا إحسان فيه إيه بتبصلى كده ليه…
رد بحب بالغ وقال: بشوف إيه اللى فى عيونك بيخليها تشدنى كده كل ما أبوصلها .زى ماتكون بحر غوييط ورغم إنى عارف إنى هغرق بس برده بدخل وأنا مبسوط بالغرق ومبحاولش إنى أنقذ نفسى…
نظرت إليه وقالت: وإنت عايز تنقذ نفسك ؟
جاوبها ببساطة : طبعا لا بالعكس أنا هفضل أغرق فيهم لغاية ما أموت وأنا جواهم …
وضعت أسمهان يدها على فمه وقالت:
متقلش كده بعد الشر …قبل باطن يدها الموضوعه على فمه وقال: تعرفى رغم شقاوة ولادك بس بعشقهم لأنهم رغم إنهم مختلفين بس الإتنين شبهك .ببقى متغاظ من تصرفاتهم وغيرتهم المجنونة عليكى أمال إنتى مفكرة إنى بسيبهم لسيادة اللوا ليه ماهو عشان كده .العيال ولاد اللازينه كل مايلقونى بقربلك يجروا عليكى ويقولولى دى مامتنا احنا روح شوف مامتك فين ….
ضحكت بشدة على تصرفات أبنائها فهى بالفعل تعشقهم رغم كوارثهم وتعشق غيرتهم المجنونة عليها حتى من أبيهم …
نظر إليها إحسان بغضب وغيظ وقال:
فرحانه ياختى ،مبسوطة من تصرفاتهم ،طب يا حبيبتى إعرفى بقه إنى إتفقت مع باباكى ومامتك إنى هسيبهم معاهم أسبوع وهاخدك ونسافر بس أى مكان هنا فى مصر عشان طبعا الحمل . شهقت وقالت :
بجد دول يجننوهم يا إحسان مينفعش خاالص ..نظر إليها بخبث وقال :
أحسن خليهم يطلعوا البلا الأزرق على جتت أخوكى مش كل شوية يقولى والله إنتوا ظالمينهم دول ملايكه ،طب خليهم معاه ونشوف هيقول عليهم إيه بعد يومين بس مش أسبوع ….
ضحكت وهى تتخيل وقالت:
وحياتك هيرن علينا ويقولنا تعالو خدوا عيالكوا…إبتسم بخبث وقال:
إسكتى مش إحنا هننسى التليفونات هنا …..نظرت إليه وهى لاتصدق مايفعله زوجها حقاً…
لم تخرج من دهشتها الا على صوت أطفالها وهم يمسكون يدها كل واحد منهم يمسك بيد ثم قالوا بغيره:
إنتى مندتيث حلينا ليه نرقث محاكى مث إحنا قلنا مترقثيث مح حد خريب .
( إنتى مندتيش علينا ليه نرقص معاكى مش إحنا قلنا مترقصيش مع حد غريب)
نظر إليهم إحسان بغيظ وقال وهو يشاور على نفسه ويقول:
أنا أنا بقيت خريب هاااار إسوح عليكوا طب الحمد لله إنى لحقت أجيب البت قبل مابعد كده هتعامل باللاسلكى بس هقول إيه مهو أكيد ربنا بيخلص ذنب أمكم منى عن طريقكم انتوا ياكلاب……
كانت أسمهان تضحك وهى تنظر بفخر شديد لأسرتها الصغيرة والتى تعشقها بجنون وتحمد الله عليها فى كل الأوقات ….
تمت بحمد الله ..♥♥︎
الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه ….تمت روايتنا والحمد لله وأرجو الله أنى كنت ضيفة خفيفة على قلوبكم ….
وكالعادة نختمها بذكر الله والصلاة على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام …
تمت… بحبكم فى الله ….سلوى عليبة …