جوازة بدل بقلم سعاد محمد سلامة

الخاتمه،الجزء الأول
ـــــــــــــــــ
تبسم عمار ونظر لوجه سهر الذى إختمر، بأحمرار، توقف ينظر لها بعشق، أخذاً شفتيها بين شفتيه يُقبلها هائماً بها، يُقبلها بانتشاء،
ترك شفاه ليتنفسا،
دفع عمار باب الغرفة بقدمه،ودلف الى تلك الغرفه الأخرى،بالشقه،جالت عين سهر،بالغرفه بأنبهار،وهى ترى، زهور وشموع وعبق الورود يملئ الغرفه،فراش مُزين بأوراق زهور الفُل والياسمين و أوراق الريحان الخضراء ،وباقة زهور ملونه موضوعه على الفراش.

عادت سهر بنظرها تنظر لعمار وقالت بأنبهار:
إحنا فين.

تبسم عمار يقول:إحنا مع بعض فى الجنة.

ردت سهر قائله:خلينا هنا طول العمر ،وبلاش نطلع من الجنه.

أنهت سهر قولها، وقامت بحضن عمار، وقبلت جانب وجهه هامسه: قولى إنى مش فى حلم، وإن اللى إحنا فيه حقيقه، حتى لو حلم مش عاوزه أصحى منه خالص، وأفضل فى حضنك كده لأخر لحظه بعمرى.

ضمها عمار قوياً وقبل جانب عُنقها يهمس هو الأخر:
بعشقك،يا سهرى،ممنوع تبعدى عنى تانى.

تبسمت سهر قائله:بس أنا مكنتش بعيده عنك يا عمار،إنت كنت محاوطنى طول الوقت،بألاعيبك،وأخرها قسيمة الجواز اللى مضتنى عليها من غير ما أعرف مضيت على ايه .

ضحك عمار وهو يضع سهر على الفراش قائلاً: طب عرفتى مضيتى عليها إمتى.

تبسمت سهر وهى ترى عمار يصعد جوارها على الفراش وجذبها لتبقى بين يديه،رأسها على صدره،أخذت باقة الورد تشم عطرها قائله:عرفت يا عمار أمتى مضيتها مضيتها وإحنا فى الفيوم، بس إزاى المأذون أصلاً كتبها بدون ما ياخد،موافقتى؟

تبسم عمار يقول: ومين اللى قال أنه مأخدش موافقتك،راجعى نفسك كده.

ضيقت سهر عيناها بتذكر،قائله:أفتكرت،بس بابا كان بيكلمنى على حاجه تانيه وقتها.

تبسم عمار،لتبتسم سهر بتذكر،ذالك اليوم.
فلاشـــــــــــــــــــ*باكــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين كانوا بمزرعة الفيوم،قبل أن يتوهوا بالمزرعه.،صباحاً
دخلت سهر لغرفة الصالون الخاصه بأستراحة المزرعه،وجدت والداها يجلس ومعه عمار ويوسف وشخص آخر يبدوا عليه الوقار،تبسمت قائله:
صباح الخير.

رد الجميع عليها،ثم نهض والداها قائلاً:
تعالى معايا دقيقه،عاوزك يا سهر.

تعجبت سهر فهو من جعل الخادمه تقول لها أنه ينتظرها بغرفة الصالون،لكن خرجت معه وقفوا بمكان قريب من الغرفه،تبسم والداها قائلاً:
بصى،يا سهر،بقى الشخص اللى قاعد مع عمار ويوسف فى أوضة الصالون ده تاجر كبير،وهيشترى محصول الرومان من عمار،بس لما عرف إن فى شريك تانى لعمار فى المزرعه طلب ياخد موافقتك إنتى كمان،زيادة إطمئنان منه،مش أكتر،ها إيه رأيك،موافقه.

تعجبت سهر قائله:غريبه،إزاى عمار سمح له بكده،دى تعتبر قلة ثقه،خلاص مش لازم يشوف تاجر غيره،كلمة عمار نفسها ثقه له.

تبسم منير قائلاً:هو فعلاً واثق فى عمار،بس دول تجار ولهم تعاملاتهم مع بعض ها،موافقه.

ردت سهر:تمام طالما عمار موافق أنا كمان موافقه.

تنهد منير،بارتياح قائلاً:تمام،هتدخلى دلوقتي قدام التاجر ده وتقولى موافقه على طلب عمار اللى طلبه منى ،وكمان هتمضى على العقد اللى بين عمار والتاجر أنا قريته.

ردت سهر ببساطه:تمام يا بابا،طالما قريت العقد خلاص.

بعد لحظات دخل منير،أولاً مبتسماً وأومأ برأسه بأيجاب.

تبسم عمار

قالت سهر:أنا موافقه على طلب عمار اللى طلبه من بابا.

تبسم المأذون قائلاً:تمام الف مبروك،تقدرى تجى تمضى عالعقد،وتبصمى عليه.

تعجبت سهر حين قال لها انها ستبصم أيضاً لكن،فعلت ذالك دون إنتباه منها لقراءة هذا العقد،ظناً منها أنه عقد مُحاسبه.

بمجرد أن مضت سهر،نهض عمار واقفاً هو الآخر،وقام بالأمضاء على القسيمه،ثم نظر ل سهر وتبسم بنصر قائلاً: بعد شويه هروح أنا وعمى منير نشرف على العمال فى المزرعه،أيه،رأيك تجى معانا.

تبسمت سهر قائله:تمام هطلع أجيب البورنيطه تحمى،راسى من الشمس.

غادرت سهر الغرفه،نهض يوسف وحضن عمار قائلاً:مبروك،ربنا يرزقك الذريه الصالحه.

تبسم عمار قائلاً: يارب،بس لسه شويه،على ما دماغها تلين.

تبسم منير قائلاً:هتلين،سهر قلبها طيب،همس منير جوار أذن عمار:ومش عارف،رد فعلها معاك هيبقى ايه لما تعرف،بالكدبه دى،أنا بنتى وعارف ردها معايا،يومين وهتيجى هي تقولى بحبك يا بابا،لكن إنت الله أعلم،إتحمل بقى.

تنهد عمار بثقه قائلاً:متأكد بعد اللى هعمله،هتقولى بحبك يا عمار أكتر من بابا.

تبسم ثلاثتهم،وقال يوسف:بلاش الوقفه دى خلونا نخلص المأذون اللى قاعد من بدرى،تعالى يا عم منير،نمضى كشهود عالقسيمه دى،حد يكتب كتابه كده عالريق،عالعموم،ربنا يباركلك.

بالفعل توجه الثلاث لمكان جلوس المأذون وقاموا،بانهاء التوقيعات.

بعد قليل نزلت سهر،تقابلت مع المأذون وهو يخرج،الذى تبسم لها قائلاً:مبروك،بالرفاء والبنين.

تعجبت سهر من قول ذالك التاجر ماذا يقول،لكن نفضت عن رأسها،حين رأت والداها يأتى ومعه عمار،قائلاً:لو جاهزه يلا بينا،علشان العمال فى الأرض من بدرى.

ردت سهر:تمام،أنا جاهزه.
عودهـــــــــــــــــــ**

عادت سهر تنظر لعمار،الذى يبتسم،فقالت بدلال:
على فكره أنا لما وافقت كان على حاجه تانيه،يعنى لازم موافقتى علشان أرجعلك،وانا مش موافقه.

تبسم عمار يقول:طب طالما مش موافقه،ليه قاعده فى حضنى،بالشكل ده.

خجلت سهر وكانت ستبتعد عنه،لكن كان عمار الأسرع حين،أنقض على شفتيها،بالقُبولات هامساً،بس أنا هخليكى،توافقى،بطريقتي هقنعك.

قال هذا وعاود يُقبلها بشوق وشغف
كانت سهر مُرحبه،بقبولاته،بل وقالت:
موافقه أرجعلك يا عمار.

كلمتها كانت بدايه جديده، بالنسبه لهم توقفت كل عقارب الساعات،فوقت العشق لا يُحسب من الزمن .

بعد وقت
جذب عمار سهر نحوه،قائلاً: بكده،رجعتى مراتى قولاً وفعلاً.

دفست سهر وجهها بصدر عمار،دون رد.

تبسم عمار بمزح قائلاً:على فكره دى مش أول مره نكون مع بعض بالشكل ده،يبقى لازمته أيه الخجل،ده.

ضربت،سهر،يدها بخفه على صدر عمار قائله:
بطل بقى وقاحه.

ضحك عمار يقول:دى مش وقاحه،يا قلبى،دى عشق،
قال هذا وأعتلاها مره أخرى قائلاً: أنا بعشقك، يانجمه ظهرت علمتنى أسهر أفكر فيها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى. ظُهراً
..بالفيوم.
هنالك أُناس البجاحه مبدأها،وهذه أكبر مثال لذالك
بمزرعة اللواء ثابت.

بغرفة المكتب،تعجب حسام،حين دخل و رأى طليقتهُ أمامه ترسم إبتسامه خادعه،هو يعلمها جيداً،إن كان خُدع بالماضى،بها فالآن لن يُخدع،لكن تحدث بهدوء،أهلاً بحضرتك.

تبسمت ببشاشه خادعه:أهلاً بيك يا حسام،من زمان متقبلناش،أخبارك أيه.

رد حسام:أنا زى ما أنتى شايفه الحمد لله قدرت اقف على رجليا من تانى،وبقى عندى شركه لأستصلاح الأراضى،ومعايا إتنين،شركاء،بس أنا اللى مسؤول عن الجانب الأقتصادى.

تبسمت بغصه أو بالاصح ندم قائله:مبروك ربنا يوفقك.

تبسم حسام:متشكر،بس أنا متأكد إنك مش جايه النهارده وقاطعه السكه من القاهره للمزرعه هنا علشان تطمنى عليا،ياريت تدخلى مباشر فى الموضوع،اللى خلاكى تتنازلى وتيجي للمزرعه اللى قبل كده كان نفسك بابا يبيعها ويدخل بتمنها شريك معانا فى مكتب المضاربه،فى البورصة،واللى بحمد ربنا انه رفض وقتها،يمكن لو مش وجود المزرعه دى كان زمانى فى السجن،أو مقتول،بسبب،الديون اللى كانت عالمكتب،بسبب خداعك ليا وخيانتك للأمانه،وتَخليكى عن الوقوف جنبى وإختارتى الطلاق،حتى إبنك مفكرتيش فى مستقبله،هاتى من الآخر.

إرتبكت طليقته قائله:من الآخر،أنا جايه وعاوزه إبنى!

نظر حسام ساخراً يقول:إبنــــــ،،إبن أيه،إبنك!
إبنك اللى رمتيه،ومدورتيش عليه،طول عمرم انانيتك بتتحكم فيكى،أنتى إتقطعت علاقتك بابنك من بعد الولاده،مباشرةً من أول الداده اللى كانت بتهتم بيه علشان المدام مش فاضيه واخده منصب مهم فى شركه باباها الاستثماريه،هتجيب منين وقت،حتى لما حبيتى تثبتى لباباكي إنك تقدرى تكبرى وتبقى،بيزنس ومان ناجحه كان بخيانتى،لما أخدتى منى بعض الصفقات من تحت الطرابيزه،مفكرتيش إنى ابو أبنك،جايه ليه النهارده،وأزاى،سايبه فرع باريس اللى شغاله فيه،مش خايفه لحد تانى ياخد مكانك.

ردت بجباحه:مازن يبقى إبنى وانا مقبلش إنه يتربى مع مرات أب.

تحدث حسام:قولى كده من البدايه زى ما توقعت سبب مجيك لهنا متقبليش يتربى مع مرات أب لكن تقبلى إنه يتربى مع جوز أم فرنسى،لا مله ولا دين،واالله اعلم هو فعلاً زوجك ولا رَفق بدون جواز.

تعصبت طليقته وعَلت صوتها وبدأت بالتهجم بالالفاظ والوعيد،مما جعل خديجه،تدخل دون قصد منها،هى دخلت من أجل أن تهدأ الموقف،حتى لا يتأثر مازن،بالخلاف بينهم.

لكن صُعقت حين قالت عنها تلك البجحه:
هى دى الحثاله مراتك الجديده،صحيح طول عمرك ذوقك متدنى.

رد حسام:فعلاً كان ذوقى متدنى لما أختارتك فى يوم،ودلوقتي،بقولك،ارتاحى،شريكى التالت محامى كبير وبيفهم فى القانون،ومازن،دلوقتى لا فى حضانتى ولا حضانتك،فى حضانة بابا،الراجل العسكرى المحترم،مش الراجل المقامر،ويظهر قدام الناس،راجل أعمال،أظن عارفه باب المزرعه منين.

ردت تلك البجحه:هتشوف يا حسام،انا هعمل أيه،مش هخلي إبنى،تربيه الحثاله دى.

قالت هذا،وسارت حين إقتربت من خديجه،ضربتها بكتفها،ضربه قويه،تألمت خديجه،لكن بصوت خافت،ووضعت يدها على بطنها،لا تعرف لما شعرت بغصه،هى كانت تنوى إخبار حسام بذالك الخبر بعد أن تأكدت من طبيبه مختصه،لكن تلك المرأه أفسدت فرحتها.

أقترب حسام بتلهف من خديجه قائلاً:
خديجه أنتى كويسه،البجحه دى عملتلك أيه قولولى.

حاولت خديجه رسم بسمه قائله:أنا كويسه.

تحدث حسام،بلهفه:طب ليه حاطه ايدك على بطنك.

ردت خديجه:مفيش،عادى،سيبك منى انا سمعت اللى قالته كويس إن مازن مكنش هنا،وسمع اللى حصل،هتعمل ايه،لو فكرت تاخد مازن؟

تبسم حسام:هى مش جايه علشان مازن،يا خديجه،هى كانت جايه علشانى،مفكره إنى لسه زى زمان وهصدق وشها الخادع،بس أنا مبقتش حسام،اللى المظاهر بتخدعه،خلاص،مازن مش فى دماغها،انا كنت متوقع مجيها لهنا،وعلشان كده،طلبت من يوسف تخليص أوراق تثبت حضانة،بابا ل مازن،قبل هى متجى،بعد ما مازن قالى انها كلمته من كام يوم،وقالها إنى إتجوزت،هى كانت مغروره ومفكره،إنى مع الوقت هرجع تانى ليها،زى زمان.

قال حسام هذا وحاوط خديجه بذراعيه قائلاً:إنتى هديه،ربنا بعتها ليا،معدن أصيل،يبقى ليه أبص لمعدن فلصوا،وعلى رأى بابا،الصفيح،من بعيد بيلمع زى الدهب بس مع الوقت بيصدى،ويظهر على أصلهُ،لكن الدهب حتى لو كان ملوث بالتراب،بمجرد ما بتنفخ التراب من عليه،بيظهر معدنه الأصيل والغالي من تانى،وإنتى الدهب،يا خديجه.

تبسمت خديجه،ولفت يديها تختضن حسام،كانت ستخبرهُ،بتلك النبته التى بأحشائها منه،لكن رنين هاتفه جعلها تنتظر.

إبتعدت،خديجه قليلاً، عن حسام الذى أخرج هاتفه ونظر للشاشه مبتسماً يقول:
ده يوسف.

تبسمت خديجه.
رد حسام عليه،بعد السلام،قال يوسف:
بكره كتب كتاب علاء وعاليه،كنت بدعيكم علشان أعرفكم،تجوا تحضروا هنعمل حفله عائليه كده صغيره.

تبسم حسام يقول:بكره،وبتتصل فى الوقت الضايع،كده،عالعموم هشوف كده،رأى الولاد،وهرد عليك المسا،بس كنت عاوز،اخد رأيك فى موضوع كنا اتكلمنا فيه قبل كده.

سمع يوسف لسرد حسام لما حدث له مع طليقته قبل دقائق.

رد يوسف:لأ إطمن،مازن،دلوقتي فى حضانه اللواء ثابت،وهو أجدر واحد بحضانته،وصعب جداً تقدر تاخد من المحكمه حضانته،وبالذات إن معاك نسخه إنها كانت متزوجه من رجل اجنبي حتى لو أشهر إسلامه،فهى عايشه فى بلد بطباع غير طباع إسلاميه،سيبك كل ده تهديد عالفاضى،بس أبقى أتصل عليا،وقولى،هتيجوا ولا لأ،دلوقتي هسيبك انا مشغول لوحدى فى ترتيبات كتب الكتاب.

تبسم حسام قائلاً:وفين عمار؟

رد يوسف:عمار فى العسل،إتصالح هو وسهر إمبارح.

تبسم حسام قائلاً:مبروك مش كنت تقول كنا قومت معاه بالواجب،وأتصلت اهنيه.

ضحك يوسف قائلاً:متقلقش انا قومت بالواجب،وصبحت عليه من شويه،بس صعب عليا،فمرضتش أطول فى المكالمه،يلا ربنا يسعدهُ،ويرزقه الذريه الصالحه.

تبسم حسام،مُأمناً على أمنيه يوسف،وأغلق الهاتف.ثم نظر ل خديجه قائلاً:
سهر وعمار إتصالحوا إمبارح.

فرحت خديجه بشده،قائله:أحلى خبر سمعته،ربنا يهنيهم ببعض،ويرزقهم الذريه الصالحه،يارب.

تبسم حسام قائلاً:إنتى هديه من ربنا ليا يا خديجه،ياريتنا إتقابلنا من زمان،بس لكل شئ ميعاد.

تبسمت خديجه قائله:لسه قدامنا العمر نعيشهُ سوا،يبقى لينا نتمنى ماضى،خلينا نتمنى مستقبل يجمعنا مع ولادنا،ونكون سعداء،وأحنا بنشوفهم بيكبروا ويحققوا أمانيهم.

ضم حسام خديجه:فعلاً قدامنا مستقبل هنعيشه مع ولادنا.

شعرت خديجه بالخجل وقالت:حسام كان فى حاجه كده عاوزه أقولك عليها،مش عارفه،ردة فعلك هتكون أيه.

تعجب حسام قائلاً:وأيه هى الجاحه دى،واللى مكسوفه كده بسببها.

خجلت خديجه قائله بهمس يكاد يكون مسموع:أنا حامل.

أعتقد حسام أنه سمع خطأ وقال بأستفسار:
بتقولى أيه.

تحشرجت خديجه قائله:أنا حامل.

ذُهل حسام قائلاً: حاااا حااا حااا أيه
حامل ولا انا سمعت غلط.

أخفضت خديجه وجهها قائله:أيوا أنت سمعت صح أنا حامل أنا نفسى مكنتش مصدقه،بس قدر ربنا بقى.

تبسم حسام،متعجباً يقول:طب إزاى،حامل مش إنتى إستئصلتى الرحم بعد ولاده أحمد إبنك.

ردت خديجه بخجل:لأ،الحقيقه،أنا كنت وقعت من على سلم بيت زايد كنت وقتها حامل وكنت داخله عالشهر التاسع،ووقتها حصلى نزيف جامد،وعمار هو اللى أنقذنى أنا وأبنى وقتها،وخدنى عالمستشفى،بس النزيف كان زاد والدكاتره ولدونى فوراً،علشان النزيف وكمان علشان حياة أحمد،بس كنت نزفت تانى يوم بعد الولاده،ودخلت العمليات،وكان فى جزء من الرحم متهتك،مش الرحم كله،وتم إستئصال الجزء ده،بس،مش الرحم كله،وكنت باخد علاج وعملت عمليه ترقيع للرحم بعد ولادة أحمد يجى بسنه كده،وكنت مواظبه عالعلاج،بس بعد ما محمود إتوفى،أنا بطلت أخد علاج،وقولت أنا خلاص ميلزمنيش ولاد تانى،بس ده كله مكنش يعرفه،غير عمار،ويوسف والمرحوم محمود،وهو اللى كان وقتها قال إنى إستئصلت الرحم بدون قصد منه،بس ربنا زى ما يكون كانت فرصه ليا أنا وعمار بعدها،الكل كان متأكد إنى مش هخلف تانى،فابالتالى قدرنا نعيش قدام الجميع زوجين،وإحنا مفيش بينا غير،صداقه وأخوه.

لا يعرف حسام أى شعور يطغى عليه الآن،السعاده أم الذهول،بتلك الحقيقه،معنى،ذالك أن مشاعر خديجه لم تتحرك ناحية عمار،ولم تتخطى كما قالت الاخوه والصداقه،إذن لو لم تكون تكن له مشاعر حقيقيه لما تزوجت منه.

برد فعل تلقائي،جذب حسام خديجه لحضنهُ مقبلاً يقول:هتبقى أحلى ماما،بس أنا عاوز بنت،مش عاوز منى تبقى وحيده وملهاش أخت،علشان تبقى قسمة العدل،ولدين وبنتين.

تبسمت خديجه بحياء قائله:أنا مكسوفه قوى،أنا خلاص كلها كم سنه وهكمل الاربعين،ومنى قربت تكبر الناس هيقولوا عليا أيه.

تبسم حسام يقول:يقولوا اللى يقولوه شاغله نفسك بالناس ليه،دى حياتنا إحنا ومحدش له الحق يدخل فيها.

عاد حسام يُقبلها،لكن قطع الأنسجام،دخول،أبنائهم واحد يلو الآخر،يصرخوا بجوع فهم أتوا الأن من المزرعه،بعد جوله بها.

تبسم حسام يقول:بعد كده لازم نريح ماما،وبلاش نتعبها،اللى عاوز حاجه يقول للداده تعملها له.

إستغرب الاولاد قائلين:ليه،هى ماما هتسافر.

رد حسام بفرحه:لأ مش هتسافر،ماما هتجيب بيبى بعد حوالى سبع شهور كده وشويه،وهيكون لكم أخ أو أخت رابعه.

فرح الأولاد هم أيضاً،وتوجوا يحتضنوا خديجه بفرحه وتلهف،
نطقت منى:ماما انا عاوزه أخت،ماليش دعوه.

تبسم حسام وهو يضع يدهُ على كتف منى قائلاً:لسه قايل لها كده،أدعى معايا يا منى،أنا نفسى فى بنوته تانيه،حلوه زيك أنتى وماما كده.
تبسمت خديجه،وشعرت بسعادة الكون قد عوضها بها الله،فيوماً هُددت،بالبُعد عن أطفالها،وتحملت زيجه وهميه أمام الناس فقط من أجلهم،نست،بل دفنت قلبها،الى أن أتى حسام،ونبش عن قلبها،وازاح الرمال من عليه،وسقاه بالحب،لينبض من جديد ويطرح سعاده.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة المنصوره.
تبسم عمار وهو يعود للغرفه،مازالت سهر غارقه،بالنوم،توجه الى الفراش ونام جوارها،يداعبها،بالقبولات على وجهها بأكمله ثم يُقبل شفتيها،تضايقت،سهر قائله:كفايه يا عمار سيبنى أنام شويه،حرام عليك أنا من إمبارح منمتش ساعتين على بعض.

تبسم عمار بمكر يقول:وأيه اللى مطير النوم من عنيكى،بتفكري فيا صح،أعترفى.

تقلبت سهر الى الناحيه الأخرى،وأبتعدت عن عمار،
تبسم وأقترب منها،وضمها من الخلف،يُقبل عنقها،بوله قائلاً:إصحى،يا كسوله،عندى ليكى خبر حلو.

ردت سهر بنعاس:مش عاوزه اعرف سيبنى أنام،أنا عاوزه أنام حرام عليك،أنا سهرانه طول الليل.

تبسم عمار وأدار جسدها لوجهه،قائلاً: ولا حتى لو كان الخبر،عن خطوبة علاء وعاليه.

فتحت سهر عيناها قائله:قصدك أيه؟

تبسم عمار بمكر قائلاً:مفيش كملى نوم.

جلست سهر بالفراش بعد أن لمت غطاء الفراش عليها وقالت بتذمر:يعنى صحيتنى من النوم و دلوقتى مش عاوز تقولى.

تبسم عمار على تذمرها،قائلاً:لازم أخد مكافأة قبل ما أقول.

نهى عمار كلمته،يُقبل سهر،يسبح معها فى وادى عشقهما،
بعد وقت:نامت سهر على صدر عمار قائله:ضحكت عليا،قولى بقى أمتى خطوبة علاء وعاليه.

ضم عمار سهر قائلاً:مفيش خطوبه.

رفعت سهر رأسها عن صدر عمار،وقبل أن تتحدث تبسم عمار على ملامحها التى تغيرت وقال:
مفيش خطوبه،فى كتب كتاب،وبكره،لأنهم مسافرين أسوان بعد يومين.

تغيرت ملامح سهر من الضيق الى الفرح،وقالت:بس أزاى،علاء كان بيقول خطوبه.

تبسم عمار:ده طلب عمى،علشان يوافق،يظهر عاوز يورط أخوكى.

تبسمت سهر قائله:لأ ده طمع عمك طمعان فى أخويا،ما هو هيبقى دكتور قد الدنيا،ومحترم مش زى…..؟

تبسم عمار يقول:بلاش السيره دى،بصراحه أنا زيك مش برتاح للشخص ده،ولا هو ولا بنت عمى،يلا ربنا يسهلهم،خلينا فى عشقنا ها يا ملاكى مش جعانه.

تبسمت سهر قائله:بصراحه جعانه جداً جداً كمان.

تبسم عمار بمكر يقول:ما لازم تجوعى،يا ملاكى،أنتى مصدقتى إنى رجعتك ومش قادره تبعدى عنى.

نظرت سهر لعمار،بضيق قائله:أنا اللى مش قادره أبعد عنك،خلاص انا هبعد أهو،وشوفلنا حاجه فى الشقه دى تتاكل من أمبارح عليا كام سندوتش أكلتهم فى الجامعه،وخلاص قربت يجيلى هبوط منك،دا لو ماما كان زمانها…..
توقفت سهر عن الحديث لثوانى ثم قالت بتذكر:
ماما وبابا،ميعرفوش أنا فين،زمانهم قلقانين عليا فين تليفوني لازم أكلمهم.

تبسم عمار قائلاً بثقه:متخافيش هما عارفين إنك معايا،ومش قلقانين

نظرت له سهر قائله:
هما كانوا يعرفوا أنك هتخطفنى،طبعاً،بابا وماما كانوا عارفين إنك رجعتنى لعصمتك،ومش بعيد علاء وأنا كنت مُغفله،لأ وأنا اللى كنت بستغرب ماما،لما كنت بتأخر عند طنط حكمت فى المستشفى مكنتش بتبقى قلقانه عليا،ولا حتى كانت بتمنعنى أنى أقابلك،وكمان إنت حضرت عيد ميلادى وأنا فى البحر الأحمر،مكنش تهيؤات.

تبسم عمار وهو يضم وجه سهر بين يديه قائلاً:إنتى مغبتيش عن عنيا يا سهر،رغم إنك البُعد كان إختيارك،بس أنا كنت وقتها خلاص هقولك على حقيقة جوازى المزيف من خديجه،واللى عمرها ما كانت مراتى غير بالاسم،فقط قدام الناس،لكن بينى وبينها كنا زى الأخوات،أنتى أول ست فى حياتى.

تبسمت سهر قائله بثقه:والاخيره كمان.

تبسم عمار:الاولى والاخيره وشريكة عمرى،واللى مكنتش بالنسبه ليا،لا جاريه ولا ماعون،زى ما كانت بتقول على نفسها.

خجلت سهر،وأخفضت وجهها.

تبسم عمار ورفع وجهها،ونظر لعيناها قائلاً:
أنا يوم ما أتجوزتك يا سهر مكنش فى بالى تخلفى أو لأ منكرش أتمنيت يبقى عندى ولاد منك،بس مكنش ده السبب فى جوازى منك،زى ما كنتى مفكره،ويمكن ده السبب اللى خلاكى،تاخدى مانع حمل.

نظرت سهر لوجه عمار غير متفاجئه تقول:أكيد خديجه اللى قالتلك،هى كانت معايا أنا وماما عند الدكتوره.

تبسم عمار يهز رأسهُ بنفى قائلاً:ظلمتى خديجه.

نظرت له قائله:لو مش خديجه،يبقى مين ما هو مش معقول ماما اللى هتكون قالتلك.

هز عمار رأسه بنفى وقال:أنا عرفت منك إنتى،يا سهر.

تعجبت سهر قائله:إزاى،إتكلمت وأنا نايمه.

تبسم عمار قائلاً:لأ إتكلمتى وإنتى صاحيه وواعيه،بس انا عرفت بالصدفه،سمعتك بتكلمى مامتك وبتطلبى منها تجى معاكى للدكتوره علشان تشوفي سبب تأخير الحمل،ولما سألتك ان كنتى بتاخدى مانع أنتى قولتى لها.

تعجبت سهر قائله:بس اليوم ده انا كنت مع ماما فى البيت لوحدنا،يبقى عرفت إزاى!

رد عمار:من تليفونك،يظهر بالغلط رن عليا،ولما رديت،مأخدتيش بالك وفضل الخط مفتوح،وسمعت،كلامك معاها،يومها.

اخفضت سهر وجهها وقالت:وده طبعاً أكدلك إنى مش قد المسؤليه،وطبعاً كنت مضايق منى.

رفع عمار وجه سهر وتلاقت عيناهم،قائلاً:
منكرش أول ما سمعت كلامك مع مامتك،أضايقت،بس لما قعدت مع نفسى،عذرتك يا سهر،اللى حصل بينا فى البدايه،كان يديكى الحق فى ظنك دايماً اللى كنتى بتقوليه،إنك مش أكتر من ماعون،وكمان لخبطة حقيقة جوازى من خديجه،كان غلط،مكنش لازم نخبى أكتر من كده،على الاقل كان لأزم إنتى تعرفى الحقيقه دى.

توقف عمار.
اكملت سهر:بس أنت خوفت تقولى،قولت عيله ومهتصدق وهتقول للكل،وتعمل نفسها عليا شخصيه.

تبسم عمار يقول:لأ مكنش ده السبب،كان طلب خديجه،هى كانت خايفه ولادها يتأثروا بالموضوع،كان لازم تمهيد،وكمان كنت محتاج أتأكد أنك بتحبينى.

تبسمت سهر قائله:وأتأكدت أنى بحبك دلوقتي.

تبسم عمار يقول:مش متأكد قوى،بصراحه….

قبل أن يكمل عمار قوله،تفاجئ بسهر
وضعت يديها حول وجهه،وقامت بتقبيلهُ،قُبله خاطفه قائله:بحبك يا عمار.

قالت هذا وسحبت يديها من حول وجهه،وشعرت بخجل.

تبسم عمار على خجلها يقول:وأنا كمان بعشقك،يا سهرى.

تبسمت سهر وهى ترفع عيناها تنظر لعمار قائله:عمار،عندى إستفهام وكنت عاوزه منك اجابه عليه.

تبسم عمار يقول:وأيه هو؟

ردت سهر وهى تشعر بغصه:
يوم ما أجهضت،أنا فاكره آخر حاجة سمعتها،أنت نطقت أسم ،خديجه،ليه؟

شعر عمار بغصه هو الأخر قائلاً:
هتصدقيني لو قولتلك معرفش،بس أنا شوفت خديجه بنفس المنظر ده،بتحاول توقف قدامى وهى بتنزف،ومش قادره وفجأة أغمى عليها،يومها،خوفت عليكى،وإتشوشت،مش أكتر.

تبسمت سهرقائله:عمار إنت ليه لما أجهضت أنا حسيت أن مش فارق معاك أنى أجهضت الجنين ده،مع أنى شوفت الحزن الشديد فى عين طنط حكمت،حتى بعدها،بدأت تتعامل معايا برفق.

شعر عمار بغصه قائلاً:علشان كان الأجهاض ده رحمه من ربنا لينا أحنا الإتنين،كان نتيجة أغتصا….

لم يكمل عمار كلمته وضعت سهر،يدها،حول فمه،وقالت:سبق وقولتلى محدش بيغتصب مراته،فاكر.

تبسم عمار بغصه،وقبل أنامل سهر،قائلاً:
سهر أنا قريت الجواب اللى سيبتيه لمامتك وبتقولى لها فيه،إنك مش عاوزه تتجوزينى،وانى كنت لعبه،خطفتيها من مياده.

تعجبت سهر قائله:بتقول أيه أنا مكتبتش الكلام ده،فعلاً كنت سايبه رساله لماما،بس إزاى وصلتك،وماما مشفتهاش أصلاً.

سرد عمار لها عن عثوره على الرساله بين دعوات الفرخ،وفحواها المكتوب.

تعجبت سهر،قائله:حتى لو كان المكتوب صحيح وأنا اللى كتباه مكنش لازم ده يبقى رد فعلك،بس كل شئ قدر.

تبسم عمار قائلاً:فعلاً كل شئ قدر،وأنتى كنتى أحلى قدر،يا سهرى،كنت مستنيكى تظهرى،تعرفى لو مش ظهورك قدامى،يمكن كنت كملت حياتى،من غير ما أفكر فى ست تشاركنى حياتى،كنت قبل ظهورك،مشغول،بالشغل،وقتى كله كان شغل وبس مفيش أى متعه،المتعه الوحيده كان إنى أكبر أسم وأملاك عيلة زايد وخلاص،بس ظهورك سرسب لقلبى متعه تانيه،كانت غايبه عنى،معرفتش طعمها غير لما بقيتى مراتى،كنت ببقى مش عاوز أبعد عنك،مبقتش بفكر غير فيكى،فاكره لما سألتينى ليه مش بروح أبات عند خديجه،كان نفسى تقوليلى،أنك مش عاوزانى أروح لها،وكنت هعترفلك،إن مشغلش بالى ولا واحده إمتلكت مشاعرى كلها غيرك يا سهر،قلبى وعقلى متمنوش ست غيرك،كنت أوقات بتمنى تقوليلى إبعد عنى متلمسنيش،بس كنتى بتسلمى وتدبحينى،كان نفسى يكون تسليمك ليا حب،ورضا منك.

تبسمت سهر،قائله:وأنا كمان يا عمار،قد ما كنت كرهاك فى البدايه وبتهرب منك،كنت بحس بخوف من لمسك ليا ،،بس إنت كنت زى المغناطيس وجذبتنى ليك،قد ما كنت بخاف تلمسنى،بعد ليلة جوازنا، نفس الوقت كنت بشتاق للمساتك وأنت بعيد،لما كنت بتسافر تخلص أشغالك،وتسيبتى،مكنتش بعرف أنام،حتى لو نمت كنت بحلم بيك،وعازاك ترجع،تاخدنى فى حضنك.

تبسم عمار قائلاً:حتى لو كان الجواب إنتى اللى كنتى كتباه مكنش لازم أتسرع،ليلة جوازنا،لو مكنش الجواب إتحرق كنت هواجهك بيه.

تبسمت سهر قائله:كويس أنه إتحرق،يمكن وقتها مكنتش هتصدق تكديبى للجواب ده،الغلط كان منى من البدايه زى ماما ماقالتلى وقتها،طالما كنت رافضه مكنش لازم أوافق،علشان خاطر تيتا آمنه،
تيتا آمنه ضغطت عليا،بس أنا بدعى ليها بالرحمه عادوام من قلبى أنا عمرى ما كرهتها،رغم اللى حصل، يمكن هى كان عندها إحساس أنى مع الوقت هحبك يا عمار،أنا بحبك يا عمار.

تبسم عمار وضم سهر لحضنه،هامساً،وأنا بعشقك،يا سهر.

تبسمت سهر قائله:على فكره أنا جعانه،فين الأكل اللى قولت عليه،يظهر الكلام والمصارحه نسونا الجوع.

…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمساء اليوم التالى.

دخل عمار الى الغرفه،وجد سهر إنتهت من إرتداء ذالك الرداء الأبيض،البسيط الذى يشبه فستان العروس،تبسمت له وهى تنظر لانعكاسه فى المرآه.

أقترب منها،ووضع يديه حول خصرها،ورأسهُ على كتفها،وقبل عنقها قائلاً: أحلى ملاك،هو ينفع ما نروحش كتب الكتاب ده ونتصل نهنيهم ونفضل هنا فى الشقه.

تبسمت سهر وهى تنظر لأنعكاس وجهه فى المرآه قائله: ينفع منروحش،أنا موافقه،بصراحه،حاسه برجفه،معرفش ليه،كأنى هدخل بيت زايد لاول مره.

أستدار عمار وأصبح وجهه،بوجه سهر قائلاً: بيت زايد ده بيتك،يا سهرى،وهناك عشنا،أنا بقول تكملى وتلبسى طرحتك،بدل ما أستغل الفرصه.
أنهى قوله يُقبل وجنتيها.

تبسمت سهر له
…..
بعد قليل من الوقت
نزلت سهر من سيارة عمار،بمدخل منزل زايد،رجفت يديها،
وقفت تنتظر عمار الى ان مسك يدها بقوه،ودخل الى المنزل.

تبسم وهو يرى الزينه البسيطه،وكذالك ذالك التجمع بين العائلتين.

كذالك سهر،برغم رجفة يدها،تبسمت براحه،
.
كانت الفرحه مزدوجه،
بعقد قران علاء وعاليه، وها هى سهر تعود مره أخرى، لعُشها مع عمار، إنكشفت كل الأسرار
كان إستقبال لها كأنها عروس لأول مره
فرحة حكمت لا توصف، فبعودة سهر، عاد طائرها مره أخرى لعُشه مع وليفتهُ.
كذالك مهدى، إستقبلها بود كأنها إبنته،هى بالفعل أصبحت إبنته، وقبل جبينها، متمنياً لهما السعاده، وأيضاً مهدى إستقبلها بترحاب، وإستقبال فاتر، من فريال، التى تشعر بهزيمه كبيره، ليس هذا فقط، بل زاد ذالك الآلم التى تشعر به ينخر بجسدها مؤخراً.

جذبت نوال سهر وحضنتها،تبسمت بسعاده،كذالك منير،عمار وعد أن يُعد سهر له،سعيده،وها هى تُشع سعاده،بل تشبه العروس بردائها الابيض البسيط،

كذالك يوسف الذى اقترب من عمار ووقف لجواره هامساً،بقولك ايه،ما تجيب مفتاح شقة المنصوره دى،أما آخد أسماء ونروح نروق الشقه.

تبسم عمار قائلاً:معنديش مانع،بس لو أم يوسف سألتنى عليك أقولها فين.

تبسم يوسف يقول:متقولهاش هى مش محتاجه حد يقولها،دى زى ما يكون مركبه جهاز إنذار فى بطن أسماء كل ما اقرب منها،الاقيها طابه علينا مبقتش عارف حتى ابوس أسماء،إمتى تولد،وبعدها هسيب الولد لها واخطف أسماء.

تبسم عمار يقول:ربنا يقومها بالسلامه،بس زى ما قولت قبل كده،الولد هيبقى اسمه عمار.

تبسم يوسف قائلاً بود:عقبالك إنت وسهر،خلينا نقرب،خلاص كتب الكتاب،وعلاء طلب منى ابقى شاهد.

رغم السعاده كانت هنالك تلك الحقوده

تقربت غدير من أسماء التى تجلس جوارها سهر،إدعت الارهاق قائله:
مش عارفه أيه اللى حصلى فجأه،حسيت بدوخه كده،وهبوط.

ردت أسماء:غريبه اقعدى ارتاحى.

ردت غدير،مش غريبه ولا حاجه كل ده بسبب الحمل.

تعحبت أسماء قائله:إنتى حامل،بس إبنك لسه صغير قوى مكملش شهور،هو فين

ردت غدير: الولد سيبته مع المربيه اللى جبتها تراعيه ومعرفش إزاى حملت، بسرعه كده، نصيب،يلا عقبال كل المشتاقين،ويكملك بالسلامه.

نهضت سهر من جوارهن بصمت،وتوجهت للجلوس بين حكمت والداتها،اللتان تبسما لها،

أغتاظت غدير،من عدم مبالاة سهر لها،وضعت يدها على بطنها تُمنى نفسها،ستنجب هذه المره طفلاً سليماً،لكن لا تعلم أن النِقم قد تُذهب النِعم.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد نهاية الحفله.
صعدت سهر بيد عمار الى شقتهم
فتح عمار لها الباب، ووضع يدهُ على عينيها، وهمس قائلاً:
هنا من سنه، رجلك خطت داخل الشقه، وقتها كان كل هدفى إنى أكسرك قدامى، بس كان جوايا أحاسيس متضاربه مش فاهمها، بتدخل لحياتى لأول مره،كانت مشاعر، حب أو تُملك مش عارف لها تفسير، بس الليله، عارف تفسيرها كويس، أنا عاشق ل سهر.

قال عمار هذا، وأزاح يدهُ عن عين سهر، لتفتح عينيها تبتسم بأنبهار. وهى تنظر أمامها،ترى ترى أضويه بلون أحمر تُضئ بحروف إسمها،والأرض مفروشه،بالزهور،تُخطى بقدمها عليها،إستدارت فجأه لعمار،وقامت بحضنه.

ضمها عمار بقوه لصدره قائلاً:أهلاً برجوع الملكه لعرش مملكتها.
ضيفت سهر عيناها ببسمة مكر قائله:من جاريه بقيت ملكه مره واحده.

تبسم عمار يقول: شكلك مكنتيش شاطره فى التاريخ ياما جوارى زلزلوا عروش ملوك وحكموا هما إمبراطوريات

تبسمت سهر بدلال قائله وأنا وأيه؟

تبسم عمار يقول بتملُك: إنتى مليكتى الوحيده وأغلى ما أمتلكت.

قال عمار هذا ومال يمتلك شفاها بقبولات عاشقه.
ثم مسك يدها يسيران،الى أن توقف،رات سهر تلك العلبه المخمليه الصغيره،فقالت،أيه العلبه دى.

تبسم عمار يقول:افتحيها وشوفى.

فتحت سهر العلبه،ونظرت لعمار مبتسمه.

تبسم عمار يقول:الدبلتين دول جدتى،جابتهم ليا من الحجاز آخر مره راحت تحج فيها،وأديتهم ليا،وقالتلى،دول هديه من عند النبى،لك،أنا كتبت على الدبله الدهب أسمك،لسه الدبله الفضه،لما تلاقى شريكة حياتك،ابقى أكتب عليها أسمها.

تبسمت سهر،ومسكت الدبلتين وقرات ما هو مدون على الدبله الفضه،وجدت اسمها،

أخذ عمار الدبله الذهب من يدها وقال:
دبلة الشبكه،مكنتيش بتلبسيها،دى هتلبيسيها،بالأمر زى السلسله اللى فى رقابتك.

تبسمت سهر قائله:هلبسها،يا عمار كفايه إنها زى جدتك ماقالت إنها هديه من عند الرسول،
وإنت كمان هتلبس الدبله التانيه،بالفعل لبست سهر الدبله،وكذالك عمار
فجأه
عانقت سهر عمار قائله: الا صحيح يا عمار،هى خديجه ليه مجتش تحضر،كتب كتاب،علاء وعاليه دى كانت علاقتها كويسه،بعاليه.

تبسم عمار يقول:خديجه السفر الطويل عليها مش كويس دلوقتي،لسه فى بداية حمل.

نظرت سهر لعمار بذهول فتبسم لها.

لكن عادت من ذهولها تقول: بتقول مين اللى حامل، خديجه مين!

ضحك عمار على نظرة عين سهر المذهوله قائلاً: هيكون خديجه مين يعنى؟ بالتأكيد خديجه.
مازالت سهر تنظر له بذهول،وقالت:
هى خديجه مش إستئصلت الرحم بعد ما خلفت إبنها أحمد،طب إنت ليه إتجوزتنى أصلاً من البدايه!

تبسم عمار يقول:إتجوزتك علشان الوحيده الى قلبى دق لها من أول مره شوفتها وكانت هتوقع من عالسلم،لما مسكت إيدك ملكتى قلبى.
أنهى قوله يقبلها بعشق ولهفة تلك الأشهر التى كانت بعيده،وكانت تؤرق مخدعههُ، بل كانت تفاحه مُحرم عليه تذوقها،هو لم يشبع من تذوقها مازال يشعر،بالظمأ يتمنى أن يشرب أكثر .

تبسمت سهر قائله:
خديجه حامل،واسماء حامل،وغدير كمان حامل وأنا أيه.
عمار أنا عاوزه،بيبى انا كمان.

تبسم عمار يقول:وانا معنديش أى مانع،وجاهز،قال هذا وغمز عينهُ بمكر،
خجلت سهر.

تبسم عمار،يقول:لأ بلاش الخجل ده،دلوقتي،أنتى اللى طلبتى وعاوزه بيبى.
قال عمار هذا،وجذب سهر،يُقبلها هائمًا،بعودتهم لعشهم القديم.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بالاسفل
أثناء حديث فريال مع سليمان بتهجم كعادتها،وقعت أرضاً،لا تتحرك.
….
الاخيره الجزء الثانى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل،بالمعرض الخاص،ب وائل.

دخلتا كل من،غدير ومعها هيام التى جائت معها بعد إنتهاء عقد القران

تيسمت هيام وقالت بموده:أزيك يا وائل واحشنى قوى.

رد وائل بپسمه:إنتى كمان وحشانى يا ماما وبابا أخباركم أيه؟

ردت هيام بعتب:أحنا كويسين،المهم إنت بقالك يجى شهر وأكتر مجتش تطمن علينا،يا دوب بتسأل بالتليفون،ده إن أفتكرت .

رد وائل باعتذار:حضرتك شايفه أهو مشغول،حتى كتب كتاب علاء وعاليه محضرتوش،كان عندى،زباين غير كنت بستلم بضاعه.

تبسمت هيام قائله:ربنا يرزقك من وسع وكمان مبروك على حمل غدير مره تانيه،مع إنى بعتب عليك لو مش الصدفه مكنتش عرفت النهارده،دى حاجه تفرحنى.

ردت غدير برياء وكذب:أنا نفسى فوجئت بالحمل ده،أنا كنت عاوزه أخد وقت على ما أخلف مره تانى ،بس هعمل أيه،نصيب.

تبسمت هيام قائله:بتحصل كتير،ربنا يتمملك بخير،بس فين الولد عاوزه أشوفه بقالى فتره مشوفتوش؟

رد وائل:هقفل المعرض،ونطلع سوا،وباتى عندنا الليله.

تبسمت، هيام بأمتنان،قائله:مع أنى مش برتاح غير فى فرشتى،بس،عاوزه أشبع من حفيدى.

تضايقت غدير من قول وائل ،، لكن رسمت بسمةرياء.

بعد قليل.
بالشقه التى فوق المعرض.
بغرفة النوم.

وقفت غدير تقول ل وائل بضيق:مكنش لازم تقول لمامتك تبات هنا معانا، الليله.

رد وائل:إحنا فى ليالى الشتا،والجو برد،والوقت بدأ يتأخر،وهى طلبت تشوف حفيدها،عاوزانى أمنعها،غدير عدى الليله وبلاش نكد،كفايه.

تنهدت غدير بسأم،وقالت:وماله يا وائل مجتش من ليله هتباتها مامتك معانا فى الشقه.

بالخارج تسمعت هيام على حديث غدير مع وائل الغير مُرحبه بوجودها لكن جعلت أنها لم تسمع شئ،آتت لها المربيه الخاصه،بالطفل الولد
حملته هيام،وجلست به فى غرفة الصالون،الى أن عادا غدير ووائل إليها،
تحدثت هيام برياء وبدأت تُقبل يدي الصغير بلهفه،ثم قبلت رأسه،لكن لفت إنتباهها،ذالك الخرطوم الرفيع الذى بمؤخرة رأسه وينزل من عنقهُ،فقالت بخضه:أيه الخرطوم الرفيع اللى فى دماغ الولد ده.

تضايقت غدير ونهضت وأخذت منها الولد بتعسف.نادت على المربيه التى آتت سريعاً وأخذته وعادت به الى غرفته.

نظرت هيام لوائل قائله:جاوب يا وائل قولى أيه اللى فى دماغ الولد،ده غير كمان جسمه مرخى كأنه لسه مولود مش طفل داخل على أربع شهور.

قبل أن يرد وائل،ردت غدير:وأنتى مالك باللى فيه،عاوزه تشمتى وتتشفى فيه.

تعجبت هيام على صمت وائل،وقالت:
أنا هتشفى وأتشمت فى إبن إبنى،غلطانه،أنا كل سؤالى إن اطمن عليه.

ردت غدير:أطمنى،يا حماتى هو كويس.

نظرت هيام ل وائل قائله:رد يا وائل قولى أيه اللى فى دماغ إبنك وو…
لم تكمل هيام قولها،حين قالت غدير:اللى فى دماغه قسطره بتصرف الميه من دماغهُ،ودى حاجه عاديه بتحصل لأطفال كتير، هو مش حاله نادره، يعنى ومع الوقت،هتغرس فى جسمهُ ومش هتبقى ظاهره، عرفتى أيه اللى فى دماغه،ولسه عاوزه تعرفى ايه تانى.

وقفت هيام قائله:مش عاوزه أعرف حاجه،أنا قايمه ماشيه،بيتى مش بعيد،مع إن بيت ده بيت إبنى ومبنى على أرضى،يعنى بيتى،بس طالما مفيش قبول ليا،يبقى بناقص،وإحذرى غضب قلبى عليكى.

تنهدت غدير بسخريه،بينما وائل حاول مُراضات هيام لكن لم تقبل منه،وغادرت المنزل،بغضب ساحق.

نظر وائل ل غدير قائلاً: ماما مغلطتش فى حاجه،وإبنك مش موضوع للشمت ولا للتشفى،كان لازم تتعاملى معاها بذوق أفضل.

سخرت غدير قائله:بذوق ،بذوق أيه،دى عماله تتفحص فى الولد وتقول مرخى ومعرفش إيه،وأنا مالى،هو انا اللى خلقته بأيدى،وعالعموم،أهو عوض ربنا عليا،وإنشاء الله اللى فى بطنى هيبقى سليم وصحته،وعقلهُ كويسين.

زفر وائل نفسه بغضب قائلاً:اللى فى بطنك إبنك،وده مش إبنك،غدير،إحمدى ربنا،وأقبلى بوضع إبنك،علشان ربنا يبارك لينا فى الجنين اللى فى بطنك،أنا خايف عليكى من البطر.

تعلثمت غدير قائله:ومين قالك أنى بتبطر،شوفتنى أهملت فيه،ما أنا جبت له مربيه خاصه، بتاخد الشئ الفلانى علشان بس تهتم بيه.

هز وائل رأسه بقلة حيله وترك غدير وتوجه الى
غرفة النوم بصمت.

بينما غدير زفرت أنفاسها قائله:كانت ناقصه كمان حارقة دم على المسا مش كفايه،الست سهر اللى رجعت لأ ورجوع ملكه.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل عطوه،بشقه هيام.

دخل عبد الحميد،تبسم حين وجد مياده كانت تجلس بغرفة المعيشه،تشاهد أحد الأفلام،وقفت مياده حين رأته وتبسمت،
قال عبد الحميد:مساء الخير،يا مياده،لسه صاحيه.

ردت مياده:يظهر،لسه متعوده عالسهر،بسبب الايام اللى فاتت كنت بسهر أذاكر

جلس عبد الحميد جوار مياده ووضع يدهُ على رأسها بحنان قائلاً:
ربنا ينجحك ويكافئك على مجهودك اللى عملتيه،بس ليه مجيتيش معانا كتب الكتاب.

تبسمت مياده قائله:مفيش سبب،بس مبقتش بحب التجمعات،وكمان مش بحس براحه من غدير مرات وائل.

تبسم عبد الحميد:والله ولا أنا،بس تعرفى لو كنتى جيتى،كنتى شوفتى سهر وعمار،رجعوا لبعض.

فرحت مياده قائله:بجد،أحلى خبر،يا بابا كنت متوقعه كده من زمان،عمار بيحب سهر من البدايه لما طلبها هى مع إننا كنا متوقعين أنه جاى علشانى،وكمان الفتره اللى فاتت،شوفته كتير بيوصلها بعربيته للبيت،ربنا يسعدهم ويهنيهم.

تبسم عبد الحميد،قائلاً:ويهنيكى يا بنتى،ويرزقك بأبن الحلال،اللى يصونك،ويعوضك عن حازم،والله هو الخسران.

تبسمت مياده بغصه قائله:لا خسران ولا كسبان أنا خلاص حطيت هدف فى راسى وهوصله،ومش بفكر فى أى إرتباط دلوقتي خالص،دراستى أولاً،وبعدها أى حاجه تانيه مش مهمه.

قبل عبد الحميد جبهة مياده قائلاً:ربنا يوصلك لهدفك،ويوفقك يارب،أنا مبسوط بتغيرك ده للأحسن.

تبسمت مياده وهى تنظر لوالداها بأمتنان،فى ذالك الاثناء دخلت عليهم هيام تشيط غيظاً،نظرت لهم قائله:بتبصولى كده ليه.

رد عبد الحميد:واحنا ليه هنصبلك،إنتى اللى داخله علينا،حتى مقولتيش مساء الخير،أيه مش كنتي،روحتى مع غدير،تشوفى وائل وإبنه!

ردت هيام بضيق قائله:روحت ورجعت عادى،أنا مصدعه هدخل أنام.

صمت الأثنان ولم يردان عليها،وجلس عبد الحميد ومياده معاً جلسة ود بين أب وإبنتهُ،تحدثا بأشياء كثيره،ومواضيع مختلفه،شعرت مياده لأول مره بهدوء نفسى،وهى تنام على ساق والداها،الذى داعب خُصلات شعرها،قائلاً:
شعرك وعيونك،بيشبهوا شعر وعيون أمى آمنه،ربنا يرحمها،حتى فيكى شبه كبير منها.

تبسمت مياده بغصه قائله:أنا كنت بعيده عن تيتا آمنه،سهر كانت الأقرب لها عنى،بس والله كنت بحبها وزعلت جداً على فُراقها،
قالت مياده هذا ونهضت،تنظر لوالدها قائله:
بابا،هو لو الواحد غلط فى حياته وكدب كذبه على غيره،لو طلب من اللى كذب عليه ده يسامحه،ممكن ياخدها فرصه عليه،ويبيع ويشترى فيه.

رد عبدالحميد:بصى،يا بنتى الاعتراف بالغلط مش عيب،إنما التمادى فى الغلط هو العيب،والأعتذار مش ضعف،ولا وسيله للضغط على المعتذر وكلنا بغلط،ومش ضعف إننا نعتذر،زى ما قولتلك العيب هو التمادى فى الغلط.

تبسمت مياده براحه،وقالت:كان نفسى نقعد القعده دى مع بعض من زمان يا بابا،انا بحبك،يا بابا،وأوعدك إنك فى يوم هتفتخر بيا.

قبل عبدالحميد،وجنتها قائلاً:أنا إنبسطت كتير من القعده معاكى،ومش هتكون آخر قاعده لينا مع بعض،وبوعدك أعزمك،فى أقرب وقت على فسحه طول اليوم نقضيها سوا،بعيد عن البيت،بس الجو يتحسن شويه.

تبسمت مياده وهى تشعر بيد والداها تضمها،ضمته هى الأخرى،تشعر،بأمان غريب،فحقاً كما يقولون،لاشى يُشعرك بالأمان والسند أكثر حضن الأب.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده،لمنزل زايد
بشقة عماروسهر
كانا غافيان بأحضان بعضهما،إستيقظا على رنين جرس باب الشقه،المتواصل

أستيقظت سهر بخضه تقول: خير فى أيه.

نهض عمار سريعاً من على الفراش قائلاً: خير، يارب،إرتدى مئزر قُطنى وتوجه الى باب الشقه،فتح الباب،وجد إحدى الخادمات أمامه،أخفضت وجهها قائله:
عمار بيه الحجه فريال وقعت من طولها ومش بتتحرك، وبيحاولوا يفوقوها مفاقتش وطلبوا لها الأسعاف، وهى فى الطريق، والحاج مهدى قالى أطلع أقول لحضرتك.

عبس عمار قائلاً: تمام، هغير هدومي وأنزل فوراً.
إنصرفت الخادمه،وأغلق عمار باب الشقه،وعاد للغرفه مره أخرى،وجد سهرمازالت جالسه على الفراش بمجرد أن رأته أمامها قالت:خير فى أيه.

خلع عمار المئزر وهو يتوجه ناحية الدولاب يخرج بعض ملابس له قائلاً:
الشغاله بتقول إن مرات عمى فريال،وقعت وبيحاولوا يفوقوها مش بتفوق،وطلبوا الاسعاف.

ردت سهر بتلقائيه:يعنى ماتت!،كانت مستنيه أرجع علشان تموت.

تبسم عمار قائلاً:لأ أطمنى،أكيد مماتتش يمكن غيبوبه سكر ولا حاجه،وهتفوق،هلبس وأنزلهم.

نهضت سهر هى الأخرى من على الفراش وقالت:تمام أنا كمان هنزل معاك،أهو أطمن على حمات أخويا،اللى واضح وشه عليها عنب،الوليه جالها غيبوبه،ليلة كتب كتابه،دى كانت قاعده،الغرور نافخها،فجأه كده،ربنا قادر،يلطف بيها، هنزل معاك،أشوف جرالها أيه؟

تبسم عمار بعد أن إنتهى من إرتداء ملابسه،ووضع وجه سهر بين يديه وقبلها ثم ترك شفاها قائلاً:هنزل أنا وإنتى إلبسى هدومك وحصلينى،ولا هتنزلى،بقميص النوم الجميل ده.

إنتبهت سهر على زيها العارى أكثر مما يستُر وخجلت دون رد

تبسم عمار على تلك التى مازالت تخجل منه وترك الغرفه.

سهَمت سهرقليلاً، ثم تنهدت و ذهبت للدولاب،وأخرجت ملابس لها وأرتدتها.


بينما بالأسفل.
كانت عاليه،تبكى بدموع،وهى بحضن حكمت الجالسه.
حين دخل عمار الى الغرفه قائلاً:خير مرات عمى مالها،أيه اللى حصلها فجأه كده!

رد سليمان قائلاً:فجأه وقعت من طولها،حاولت أفوقها مفيش إستجابه،ناديت لعاليه تفوقها،مافقتش،إتصلنا عالمستشفى،يبعتوا لينا عربيةأسعاف،وأهو زمانها على وصول.

بالفعل قبل أن يتحدث عمار سمعوا صوت دخول سيارة الأسعاف الى المنزل.

بعد قليل بمشفى خاص بالمنصوره.

كانت تجلس عاليه تقف بحضن عمها مهدى،تبكى وهو يحاول تهدئتها،وكان يجلس سليمان على أحد المقاعد،تائه تلك المتجبره كيف سقطت بهذه الطريقه السهله،قبلها بدقيقه واحده كانت تتهجم وتسخر من خطوبة وعقد قران إبنتها الصغرى،تذكر قولها،بناتى التلاته كانوا أغبى من بعض مفيش فيهم واحده جابتلى نسب يشرف،دايماً يرمرموا،هقول إيه بختى وأنا عارفاه من زمان،لو كان ربنا رايد لى البخت السعيد كان إبني عاش،كان هيجبلى نسب يشرف أتباهى بيه بين الخلق،وتذكر أيضاً،ردهُ عليها بكل حزم:
منين جالك مش يمكن رحمة ربنا عليكى إنه إتوفى صغير،يمكن كان حب واحده دون المستوى وجباهالك تقرف فيكى،وماله إختيارات بناتك،عاليه وأسماء إختاروا رجاله بصحيح،إنما غدير إختارت اللى شبهها،شخص عديم الشخصيه.
هنا وضعت فريال،يديها على رأسها،ثم سقطت بعدها،لا تعطى أى مؤشر للحياه،سوا التنفس فقط،حتى هذا مع الوقت بدأ يثقُل
وها هو عمار أكثر شخص كانت تكرههُ وتحقد عليه يقف ينتظر،أن يخرج الطبيب،مُطمئناً.

بينما بالبيت
حين نزلت سهر كان الاسعاف أخذ فريال،دخلت الى غرفة حكمت،قاله:
خير،يا طنط أيه اللى حصل لطنط فريال.

ردت حكمت،والله ما أعرف،يا بنتى،فجأه كده عمك سليمان سمعناه بينادى على عاليه علشان تفوق مامتها ومفيش منها إستجابه،وعمك مهدى طلب المستشفى اللى كنت بتعالج فيها وطلب منها يبعتوا عربية إسعاف،وجت من شويه خدتها،وراحت معاهم عاليه،والله قطع قلبى بُكاها،ربنا يلطف،بفريال.

ردت سهر:ربنا يلطف بها،هطلع أتصل على علاء،المفروض يكون جنب عاليه،وكمان هو له علاقه بدكاترة المستشفى،أهو يمكن يعرف أيه اللى حصل لطنط فريال،هرجعلك تانى.

خرجت سهر،وقامت بالاتصال على أخيها الذى،رد:أيه على ما أفتكرتى أنى اخوكى متصله عليا تهنينى،عينك طول الوقت كانت على عمار وبس

تبسمت قائله: لأ أنا متصله أبشرك،كنت بتقول عليا قدم النحس على عيلة زايد،بص لنفسك،شكلك محظوظ،حماتك وقعت من طولها وعاليه حاولت تفوقها مفاقتش وخدوها للمستشفى اللى كانت فيها طنط حكمت.

إنخض علاء قائلاً:ده من إمتى دى كانت فى كتب الكتاب قاعده،قويه،والكِبر هيفسخها إتنين دى سلمت عليا بالعافيه،عالعموم،كويس إنك إتصلتى عليا قبل ما أنام،هروح المستشفى أشوف أيه إللى حصلها،مهما كان حماتى.
تبسمت سهر قائله:شكلك هتعدم حماتك،ولا أقولك السو اللى،زيها،بيعيش كتير،لما توصل أبقى قولى أيه اللى جرالها.

بعد وقت بالمشفى.

خرج الطبيب من الغرفه
توجهت عاليه،وكذالك علاء الذى أتى الى المشفى وقالت بأستفسار:
ماما يا دكتور.

رد الطبيب بهدوء:
الجحه اللى جوه شكلها إتعرضت لضغط شديد،أو من الواضح فى الفحوصات الأولية،أنها بقالها مده بتعانى من صداع قوى،والأهمال أدى،لجلطه دماغيه،إحنا إتعاملنا معاها،وعطينا لها أدويه تدوب الجلطه،بس لسه منعرفش مضاعفات الجلطه دى وتأثيرها عالمريضه،مش هنقدر نحدد نتايج الجلطه دى قبل ما تفوق من الغيبوبه.

شعر علاء بحزن قائلاً:متشكر يا دكتور.

بينما عاليه إنصدمت،وشعرت بدوخه شديده،لولا إمساك علاء لها لوقعت أرضاً.

…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظهر اليوم التالى.
حاول يوسف إخبار أسماء ما حدث لوالداتها،دون أن يُخيفها،حفاظاً على سلامتها،نجح بالفعل فى التهوين عليها،لكن حين ذهبت الى المشفى،وعلمت بحقيقة حالتها الصحيه،أغمي عليها.

لحسن الحظ أنهم كانوا بالمشفى
أدخلها يوسف لأحد الغرف،وطلب لها طبيبه مختصه،
بعد أن فاقت،ظلت تبكى،جلس يوسف لجوارها مواسياً يقول:
لازم تكونى أقوى من كده يا أسماء،حماتى قويه وبكره تشوفى هتقوم،بخير،كمان إفتكرى الروح اللى فى بطنك ليها عليكى حق،بلاش دموعك دى مش عاوز الولد يطلع نكدى،عاوزه فرفوش كده،زى إم يوسف.

تلفت يوسف حوله ونظر بأتجاه الباب.

تعجبت أسماء قائله: بتتلفت حوالين نفسك كده ليه؟

تبسم يوسف قائلاً:كنت بشوف باب الأوضه مقفول ولا لأ،لا ألاقى أم يوسف داخله علينا،وهى بتجى عالسيره كفايه الضبط اللى عملاه ليا فى البيت،ممنوع تقرب من أسماء،لحد ما تولد

تبسمت أسماء على قوله،رغم عنها ،قبل أن يرفع يوسف وجهها،ويبدأ بتقبيلها قُبولات شغوفه،الى أن إنتبه الى صوت نحنحه.

ترك شفاه أسماء،مزعوجً وهو يعلم من صاحب النحنحه،بينما خجلت أسماء.

نظر يوسف قائلاً بعبس:خير أيه جابك هنا،ومش فى باب مخبطش عليه ليه،ياعمار،يا زايد ؟

تبسم عمار قائلاً:لاحظ إننا فى مستشفى
وأنى خبطت عالباب،بس يظهر سمعك تقل شويه،وكنت جاى أطمن على بنت عمى.

رد يوسف بتهكم:لأ لسه سمعى الحمدلله بخير،بس طالما مرتديش يبقى مالوش لازمه تدخل،وبنت عمك بخير،يلا شوف طريقك،شوف مين اللى بترن عليك ورد عليها بره.

تبسم عمار يقول:ماشى هطلع أرد على سهر بره،بس إنت،إبقى أقفل الباب،بالمفتاح إحتياطى،لأحسن إم بوسف إتصلت عليا وقالتلى إنها يمكن تجى لهنا،بنفسها،قولت أنبهك قبلها.

رد يوسف:مشكور،يلا إطلع وخد الباب فى إيدك إم يوسف لو جت هتقولى المستشفى دى حلوه قوى،ودفى عن البيت إحجزلى،سويت لمدة أسبوع أغير فيه جو.

ضحك عمار قائلاً:هتقولك إحجزلى سويت تعمل بيه أيه،ربنا يعافيها دايماً.

رد يوسف:يارب،يديها الصحه،دى هتحجزه لأسماء وتقعد مرافق لها،وتقولى صحتها أهم،يلا روح رد عالتليفون،لا اللى بتطلبك تزهق من الرن،وتقفل فى وشك الخط.

تبسم عمار وترك الغرفه.

شعرت أسماء بالحرج قائله:عجبك كده،أهو عمار إتريق علينا.

تبسم يوسف قائلاً:اللى يتريق يتريق،خلاص مبقاش يهمنى،كفايه كده حرمان،فى البيت أمى عامله زى الناضورجى،كل ما أقرب منك ألقاها فوق راسي تقولى ممنوع تجهد أسماء فى حاجه فارغه زى دى،وطب قوليلى،هو أما أحب فى مراتى،تبقى حاجه فارغه،بصى يا أسماء انا بقولك أهو إنتى تولدى وبعدها هخطفك ونروح مكان محدش يعرف يوصلنا فيه.

تبسمت أسماء،تفكر،لو سمعت لوالداتها يوماً،وكانت لم تتزوج بيوسف الشاب الفقير وقتها،والذى لا يمتلك سوى منزل صغير سيتزوج مع والداته فى شقه واحده ، فى بداية طريقهُ،يبدأ من الصفر،لا من تحت الصفر،جازفت ووافقت ورضيت،أن تعيش مع والداته بشقه واحده،مع الوقت،علمت أنها إكتسبت الرضا،حين عاشت مع والداته،وجدت منها الحنان والأحتواء التى لم تجدهم يوماً مع والداتها،كانت ترى الحزن بعين والدة يوسف حين تعلم أنها كانت حامل وأجهضت لسبب غير معلوم،سوى أنها إرادة الله،حتى حين شعرت بالحمل المره الاخيره،خافت أن تخبر يوسف،ويحدث الاجهاض،ككل مره،أخفت الأثنين الأمر بينهم،الى أن مَن الله عليها وعدت المده التى كانت تجهض بعدها،بل وثبت الحمل بأحشائها،وجدت بيوسف زوج طيب المعشر،ضحوك،يتحمل ويصبر،بل ويواسيها،حين كانت تيأس،وها هى مكافأة الصبر،هى الجبر.
….
بينما غدير
التى آتت للمشفى،تمثل الدموع،لديها جحود كآن قلبها إنتُزع ووضع مكانه حجراً لا تشعر سوى بحقد وهى ترى نوال تجلس جوار عاليه التى تبكى بحضنها،والأخرى تواسيها،سخرت من هذا الموقف،بنظرها أن هذا ما هو الأ سخافه.
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل زايد
عاد عمار،ودخل الى غرفة والداته،التى كانت تجلس برفقة سهر.

تبسما له الأثنتان.
بينما هو قال:مساء الخير.

ردتا عليه الاثنتان،وقالت حكمت:أكيد جاى هلكان خد مراتك وأطلعوا شقتكم.

رد عمار:فعلاً هلكان،من إمبارح منمتش،يلا تصبحى على خير يا ماما.

تبسمت حكمت بود وهى ترى عمار،يمد يدهُ يمسك يد سهر،قائله:وإنتم من أهل الخير،يا حبيبى.

بمجرد أن دخل عمار وسهر الى شقتهم،جذب عمار سهر عليه،لتصبح بحضنه،وقام بتقبيلها،بشوق،ثم ترك شفاه،قائلاً:وحشتينى.

تبسمت سهر قائله:إنت أكتر،بس إنت شكلك هلكان،وأكيد مأكلتش.

تبسم عمار،يقول:فعلاً جعان.

تبسمت سهر قائله:على ما تاخدلك شاور هكون حضرت لك عشا خفيف.

نظر لها متعجباً يقول:إنتى اللى هتحضرى لى العشا.

تبسمت سهر قائله:دا انا هبهرك،بس يلا روح خد شاور،وأنا هحضرلك عشا فى أوضة الجلوس.

تبسم عمار يقول بغمز:طب ما تجيبي العشا فى أوضة النوم.

ردت سهر ببسمه: أوضة النوم للنوم بس،إنما أوضة الجلوس،للأكل وكله،ويلا بلاش كلام كتير،عاوزه أعرف ايه اللى حصل،لطنط فريال فجأه كده.

بعد دقائق.
وضعت سهر صنية طعام متوسطه على طاوله صغيره بغرفة المعيشه،
فوجئت بعمار،يضمها من الخلف لاففاً يديه حول خصرها،ووضع رأسهُ على كتفها،ينظر الى تلك الصنيه وقال بهمس:
مش مصدق أن إنتى اللى حضرتي العشا ده،إعترفى،أكيد واحده من الشغالات اللى حضرته وجابته.

إستدارت سهر وأصبحت وجهها بوجهه وقالت:غلطان أنا اللى حضرت العشا ده،بس بلاش تتغر،العشا،كله نواشف، شوية جبن بأنواع مختلفه،وسلطه وعيش،وميه،نفس الغدا اللى جبتهُ ليا فى المزرعه يوم ما كنا تايهين،أو بالأصح إنت اللى توهتنى بالقصد يومها.

تبسم عمار قائلاً:يعنى بترديها ليا،بس يومها لو كنت جيبتلك غدا تانى كنتى هتصدقى إننا تايهين،أنا كنت تايه وأنتى بعيده عنى يا سهري.

أنهى عمار قوله،وضم سهر،له وتنشق من رحيق أنفاسها قُبولات عاشقه،لم يترك شفاها،الأ حين شعر پانهما يريدان لبعض الهواء،ترك شفاها،ووضع وجنتهُ،جوار وجنتها يضمها بقوه،تنفست سهر،قائله:
أنا كمان بحبك،عمار إنت اللى عمرت بقلبى العشق،قبلك عمرى ما فكرت ولا توقعت إن حد ياخد مكان كبير فى قلبى،زيك كده،عمرت قلبى بعشقك يا عمار.

حين سمع عمار حديث سهر،ضمها أكثر،له وقبل وجنتها.

تبسمت سهر قائله:مش كنت بتقول جعان،يلا خلينا نتعشى سوا،عيش وجبنه.

تبسم عمار وفك حصار،يديه من حول جسدها،وجلس أرضاً ،لكن قبل أن تجلس سهر لجوارهُ،جذبها،ليختل توازنها،وتقع بين يديه،رغم خضتها لكن تبسمت له،قائله:
خلينى أقوم علشان تعرف تاكل براحتك.

تبسم عمار قائلاً:أظن عارفه إنى أقدر آكل براحتى وإنت بين إيديا وأكلك معايا كمان وده اللى هيحصل.

تبسمت سهر قائله:لأ أنا اللى هأكلك بأيديا المره دى يا عمار.

تبسم عمار،وترك لها الأمر،بدأت تضع له الطعام بفمه،لكن لم تكن تأكل هي، فقال عمار:
إنتى بتأكلينى ومش عارفه تاكلى.

تبسمت سهر قائله:بصراحه أنا أتعشيت قبلك مع طنط حكمت،ومش حاسه بجوع قوى ،أنا حبيت نتشارك الأكل و أكلك بأيدي.

تبسم عمار قائلاً: يعنى عاوزانى أكلك بأيدى أنا كمان.

تبسمت سهر قائله:كلك نظر،يا عماري.

تبسم عمار وبدأ يُطعمها،أكلت بعض اللقيمات فقط،وقالت:
خلاص أنا شبعت.

تبسم عمار قائلاً:وأنا كمان شبعت،بس عطشان، من ندى شفايفك.

تبسمت سهر بخجل قائله:هقوم أودى الصنيه المطبخ وأرجعلك،خليك هنا.

تبسم عمار وترك سهر،
بعد لحظات عادت سهر،تحمل بيديها غطاء ثقيل.

تبسم عمار،ونهض من الجلوس أرضاً،وتمدد على تلك الأريكه العريضه
تمددت سهر لجوارهُ وقامت بفرد الغطاء عليهم.
حاوط عمار جسدها بيديه،
تبسمت سهر ووضعت إحدى يديها على وجه عمار،قائله:إحكى لى بقى أيه اللى حصل لطنط فريال بالظبط،مفهمتش منك حاجه عالتليفون.

وضع عمار يدهُ على وجه سهر قائلاً:زى ما قولتلك جلطه دماغيه،بس ربنا ستر،بس الدكتور،قال مش هيعرفوا مضاعافتها قبل ما تفوق من الغيبوبه،هتفضل فى الغيبوبه قد أيه الله أعلم.

ردت سهر:ربنا يشفيها،والله علاء قالى على حالة عاليه وأسماء الاتنين مش مبطلين بُكى علشانها،وكمان عمو سليمان حاسه إنه مصدوم،ربنا يشفيها علشانهم.

تبسم عمار قائلاً:رغم أن عمرها ما حبتنى،وكتير أذتنى بدون سبب،بس والله أنا زعلان عليها،ونفسى تفوق فى أسرع وقت.

تنهدت سهر قائله:علاء مسافر،بكره أسوان،عاليه مش هتسافر معاه قالى قالت له مستحيل تسافر وتسيب مامتها فى الحاله دى،مع إنها كانت مبسوطه إنها هتسافر مع علاء المره دى وهما مخطوبين،أو شبه متجوزين،بس تصدق كويس،كانت ممكن تضعف وهى هناك،علاء أخويا سحرهُ ميتقاومش.

ضحك عمار من قول سهر.

تبسمت سهر هى الاخرى قائله:
وكمان كان ممكن ينشغل بها وينسى يجيبلى التمر اللى بحبه من هناك.

تبسم عمار وهو يضم سهر قائلاً:طب واللى يجبلك التمر ده دلوقتي تعملى أيه.

تبسمت سهر دون فهم.

نهض عمار من جوارها،وغاب لدقائق،وعاد معه طبقاً،وكيس بلاستيكى،وقام بوضعهم أمام سهر.

نظرت سهر لمحتوى الطبق،قائله:ده تمر زى اللى علاء بيجبهُ ليا من أسوان،وأيه اللى فى الكيس ده كمان،
فتحت الكيس،وقالت:كمان نفس التمر،وكميه كبيره،جبتها إزاى.

تبسم عمار قائلاً: أنا فاكر أن علاء كان جابهُ ليكى السنه اللى فاتت من أسوان،وقولتلي إنك بتحبيه،وسمعتك وأنت بتوصى علاء يبقى يجبلك معاه،وبصراحه أنا ليا صديق عنده مزارع نخل فى أسوان،وطلبت منه،وهو متأخرش،وبعت ليا الكميه دى،والنهارده وصلت لى.

تبسمت سهر قائله بتعجب،بس وإنت داخل مكنش فى فى إيدك حاجه.

رد عمار:أنا أديتها للشغاله وقولت لها تطلعها شقتنا،كنت عاملها ليكى مفاجأه.

تبسمت سهر قائله:مع إنى شوفت الكيس ده من شويه فى المطبخ،بس متوقعتش يكون فيه تمر أسوانى.

تبسم عمار يقول:طب ايه مش هتأكلينى معاكى من التمر ده.

وضعت سهر،تمره امام شفاه عمار،بعد أن نزعت منها النوى،تبسم عمار وأكلها من يدها،وتمدد لجوارها،يتحدثان بكل المواضيع دون أسرار أو حدود.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر ونصف
قبل العصر بقليل
بمنزل عطوه،
تقابلت سهر صدفه أثناء دخولها من بوابة المنزل مع مياده.

تبسمن لبعضهن،تحدثت مياده الاول قائله:
إزيك يا سهر،جايه من الجامعه.

ردت سهر:أيوا وأنتى جايه منين؟

ردت مياده:انا كنت بشترى شوية طلبات للبيت،النهارده مكنش عندى محاضرات.

تبسمت سهر
تنحنحت مياده قائله:سهر فى حاجه كنت عاوزه أطلبها منك.

ردت سهر:أيه هى،لو شرح حاجه مش فهماها فى المنهج،أحب أقولك،شوفى غيرى،أنا مش فاكره درست أيه فى التيرم الاولانى.

تبسمت مياده قائله:لأ مش موضوع خاص بالدراسه،بصراحه أنا بعتذر منك يا سهر،على معاملتى ليكى السابقه،وإتهامى ليكى،إنك إنتى اللى لفتى نظر عمار ليكى،وكمان فى حاجه تانيه.
تبسمت سهر قائله:وأيه هى الحاجه التانيه دى.

خجلت مياده قائله:بصراحه الرساله اللى كنتى سيبتيها لمرات عمى قبل ما تسافرى للبحر الأحمر قبل ما تتجوزى من عمار،أنا لقيتها،وخفيتها،مش بس كده،كمان كتبت رساله تانيه وحطيتها بين دعاوى الزفاف،اللى راحت لعمار،صدقيني أنا ندمانه،ولو مقبلتيش أعتذارى حقك.

تبسمت سهر قائله:تعرفى يا مياده إنك كل مره كنتى بتجى تضرينى بعدها بحس إنك بتنفعينى،صحيح فى البدايه مكنتش عاوزه أتجوز من عمار،بس مع الوقت أنا وقعت فى غرام عمار،والفضل يرجع ليكى

تبسمت مياده براحه
بينما قالت سهر:أنا عرفت من ماما إنك فسختى خطوبتك من حازم،والله زعلت،وبصراحه هو الخسران.

تبسمت مياده قائله:بس انا مش زعلانه،انا خلاص مبقتش بفكر فى الجواز،انا بقيت بفكر فى دراستى وبس،تعرفى إنى جبت تقديرات عاليه جداً فى التيرم الاولانى،وناويه أحافظ على كده وأبقى من المتفوقين،وبقى عندى هدف،أنى أكون مدرسه فى الجامعه.

فرحت سهر كثيراً وقالت:ربنا يحققلك أملك،أنا صحيح مش بنجح بتقديرات،بس الحمد لله بنجح،وناويه بعد ما أخلص دراسه أشتغل مدرسه فى أى مدرسه خاصه.

تبسمت مياده قائله:وعمار هيرضى يخليكي تشتغلى؟

ردت سهر:معرفش بصراحه مسألتوش قبل كده،بس وقتها أكيد هقوله المهم،إنى مبسوطه علشانك،وبتمنى ربنا يحققلك أملك.

تبسمت مياده وقالت:أكيد جايه هلكانه من المحاضرات،هطلع انا بقى،وسلميلى على مرات عمى،إحنا بقينا أصحاب انا وهى،دى طلعت طيبه قوى مش زى ما كنتى بتقولى عليها شديده.

تبسمت سهر قائله:هى شديده وطيبه فى نفس الوقت.
…..ـ
دخلت سهر الى شقة والدايها،نادت على نوال.

ردت نوال عليها انها بالمطبخ
ذهبت سهر إليها،قائله:مساء الخير يا ماما،بتعملى أيه فى المطبخ دلوقتي.

ردت نوال:هكون بعمل أيه،ناسيه إنى عازمه عمار عالعشا،وكمان عاليه،بجهز العشا.

تبسمت سهر قائله:أه يعنى ده عشا عائلى،طب مش عاوزه أى مساعده منى،أُأمرى.

تبسمت نوال قائله: تعالى أقفى معايا وانا بطبخ لعل وعسى تتعلمى تتطبخى،
تبسمت سهر قائله:كده بس أقف عنيا ليكى.

جلستا الاثنتين بالمطبخ،يتسامران ويُعدان العشاء،رغم شعور سهر ببعض التقلصات بمعدتها،التى لا تعرف لها سبب.
….
مساءً بعد العشاء مباشرةً
على طاولة العشاء
جلس الجميع يتحدثون بود فيما بينهم،
لاحظت نوال،ضعف أكل سهر، فقالت لها:
ليه مش بتاكلى،يا سهر،ده الآكل اللى بتحبيه.

رد عمار بدل عنها قائلاً:
سهر بقالها كام يوم كده،أكلها ضعيف.

تبسم منير قائلاً: وأيه السبب.

ردت سهر:بدون سبب انا ماليش نفس لأى أكل،باكل بس سد جوع مش أكتر.

تبسمت نوال وهى تنظر لعمار،الذى فهمها هو الأخر.

إنتهى العشاء
دخل عمار ومنير وكذالك علاء الى غرفة الصالون،بينما سهر وعاليه ساعدتا نوال بفض السفره،وجلي الأطباق،وعمل بعض المشروبات.
وهن يتحدثن معاً فى ذالك الاثناء.

بعد قليل دخل عليهن علاء قائلاً:الدكتور محمد إتصل عليا عنده عمليه وقالى لازم أحضر أنا رايح للمستشفى،لو جاهزه،يا عاليه خلينى أوصلك فى طريقى.

ردت سهر:خليها تبقى تروح معايا أنا وعمار.

بينما تحدثت عاليه:لأ خليكم أنتم براحتكم،وعلاء يوصلنى للبيت.

نغزت نوال سهر،حتى لا تتحدث فصمتت.

خرج علاء وعاليه معاً
أثناء سيرهما بالطريق يتحدثان سوياً.

تحدث علاء:نسيت أسألك على طنط فريال النهارده مفيش أى تحسن على حالتها.

ردت عاليه بآلم:للأسف من يوم ما فاقت من الغيبوبه،وعرفنا إن الجلطه،سببت لها شلل فى رجليها،وإيد واحده،غير،رعشة عنيها الشمال ولسانها تقل فى الكلام،التحسن ببطئ جداً،يا دوب بقت بتفسر بعض الكلمات و بتحرك إيدها بالعافيه،بس إنا مستمره معاها بالعلاج الطبيعى،وبتمنى ربنا يشفيها.

رد علاء:النوع ده من الجلطات بياخد فتره طويله على ما المريض يشفى من مضاعافتهُ
بتمنى ربنا يشفيها،وأكيد إنتى هلكانه ما بين خدمة طنط وكمان الجامعه.

ردت عاليه:والله لو مش سهر وكمان مساعدة طنط حكمت،يمكن كان زمانى سيبت الجامعه،إنت عارف،غدير حامل وبتقول مش قد خدمة ماما،وأسماء إحنا ما صدقنا،ربنا كرمها وكمان خلاص فى الشهور الأخيره،ربنا يجبرها وتقوم بالسلامه.

تبسم علاء قائلاً:أى حاجه تقف قدامك أنا جاهز،متنسيش أنى بشتغل ممرض فى المستشفى تحت أيد أكتر من دكتور،أهو بتعلم منهم وأزيد خبره.

تبسمت عاليه قائله: أكيد اللى هيوقف قدامى هسألك فيه مش بس علشان عندك علم بالتمريض،لأ متنساش أنى خطيبى.

تبسم علاء يقول:قصدك جوزك مع وقف التنفيذ،التنفيذ إنشاء الله بعد كام سنه كده،قدامك لسه وقت،إسألى براحتك،لأن اللى أعرفه الدكاتره بعد الجواز،بينسوا اللى درسوه.

تبسمت عاليه قائله:طب بيعالجوا الناس وقتها إزاى.

تبسم علاء قائلاً:بيعالجوهم بالحب.
….
بينما بشقة نوال
جلسن سهر ونوال معا تتحدثان سوياً،سألت نوال سهر قائله:
بقالك قد أيه ملكيش نفس للأكل.

ردت سهر:بقالى يقرب على عشر أيام،حتى بقرف من الاكل كله ساعات،يمكن على رأى تيتا الله يرحمها،لما كانت تقول:البطن خلاص شبعت.

تبسمت نوال لها،وكانت ستسألها سؤال آخر،لكن نادى عليها منير.

ذهبن الى غرفة الصالون.

تحدث منير قائلاً: الدنيا برد أيه،يا نوال،ما تعملى لينا دور شاي.

تبسمت نوال قائله:تمام تعالى معايا يا سهر نعمله لهم.

ذهبت نوال وسهر للمطبخ مره أخرى،كان عقل نوال شارد بشئ ولابد أن تتأكد وهناك طريقه.
نظرت نوال ل سهر قائله:أعملى،إنت الشاى،يا سهر،وانا هخرج خمس.دقايق وراجعه.

رغم إستغراب سهر لكن قامت بعمل الشاى وذهبت به الى الغرفه،ووضعتهم أمامهم،وجلست معهم،تحدث منير قائلاً:فين نوال.

ردت نوال التى دخلت:أنا أهو.

جلسوا مت بعضهم يتحدثون،الى أن سحبهم الوقت وأصبح منتصف الليل.

قام عمار قائلاً:الوقت سحبنا والساعه بقت إتناشر مش يلا يا سهر.

قالت نوال:
الجو بره برد خليكم باتوا الليله هنا،خلاص النهار كم ساعه ويطلع،أوضة سهر أنا برتب فرشها باستمرار،باتوا هنا الليله.

نظر عمار،ل سهر التى أماءت رأسها بموافقه.

فقال:مفيش مانع.

تبسمت سهر،كذالك منير،ونوال التى تريد بقاء سهر لتتأكد من شكوكها.

بعد قليل بغرفة سهر
تقلب عمار بالفراش كثيراً،تذمرت سهر قائله:فى أيه يا عمار مالك،لاحظ إن السرير ده مش كبير،وحركتك الكتير مش عارفه أنام منها.

رد عمار مبتسماً: فعلاً السرير صغير ومش عارف أخد راحتى فى النوم عليه.

نهضت سهر قائله:لازم يكون صغير أنا كنت بنام عليه لوحدى،وكمان الاوضه نفسها مش واسعه فالسرير على قد المكان ونام بقى إتحمل كلها كم ساعه.

تبسم عمار بمكر قائلاً:طب عندى فكره أحسن تخلينى أحس براحه عالسرير.

زفرت سهر نفسها قائله،وأيه هى الفكره دى بقى،هتنام على الأرض.

تبسم عمار بمكر وأعتلاها قائلاً:لا طبعاً،فرأيك عمار زايد ينام عالأرض،كفايه نط مره من شباك الاوضه دى.

تبسمت سهر قائله:طب بلاش قلة أدبك دى هنا،ماما وبابا نايمين فى الأوضه اللى جنبنا،وبلاش اللى فى دماغك ده مش وقته.

تبسم عمار يقول:ده أعز وقته والسرير ضيق يعنى مفيش مفر.

تبسمت سهر وهى تهز رأسها بقلة حيله
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الصباح
بعد الفطور
غادر عمار وكذالك منير تبقى بالشقه،سهر ونوال.

قالت سهر:هقوم انا كمان أروح.

ردت نوال:مش معندكيش محاضرات النهارده،أقعدى عاوزاكى فى موضوع،خليكى هنا دقيقه ورجعالك .
رغم تعجب سهر،لكن جلست تنتظر نوال،التى عادت وبيدها،علبه ورقيه صغيره،أعطتها ل سهر قائله:
خدى ده إختبار حمل،أدخلى الحمام،وطريقة أستعماله فى الارشادات.

نظرت سهر لها بتعجب قائله:قصدك إن وجع بطنى،ممكن يكون؟

ردت نوال:عندى شك يكاد يكون يقين،يلا خلينا نتأكد من الشك ده.

تبسمت سهر وأخذت العلبه ودخلت الى الحمام وخرجت بعد دقائق،وبيدها الأختبار،قائله:
لسه النتيجه مظهرتش،جلس الاثنين ينظرن الى الأختبار،بتركيز،الى أن ظهرت النتيجه،فرحت نوال قائله:زى ما توقعت مبروك،يا سهر.

تبسمت سهر وهى تنظر للأختبار بفرحه قائله:يعنى نتيجة أنا حامل،كررتها سهر أنا حامل.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل غدير
دخلت على مربية طفلها الغرفه،قائله بانزعاج!
فى ايه،الولد مش مبطل عياط ليه مش عارفه أنام منه.

ردت المربيه: معرفشي السبب بقاله كام يوم ،رافض يرضع وبحاول معاه حتى إنى حاولت أرضعه،بالحقنه،بيرد اللبن.

تعجبت غدير قائله:
مش كنتى بيه عند الدكتور إمبارح مقولتليش له،يقولك على حل معاه.

ردت المربيه:قولت له وهو اللى قالى،أرضعه،بالحقنه،بس برضوا،مش بيرضع،حتى بيرجع ماده لونها أخضر من بقه،شكلها عُصارة بطنه،ومعرفشى سببها.

ردت غدير:تمام خلينا نروح بيه للدكتور،نسأله.

بعد قليل بعيادة الطبيب
فجأه صمت بكاء الطفل،وكذالك حركته،

تعجبت المربيه من ذالك وأخبرت غدير الجالسه جوارها.

نهضت سريعاً ودخلت به الى غرفة الطبيب دون إنتظار

بمجرد ان وضعت الطفل امام الطبيب،كانت كلمته مختصره:البقاء لله.
…ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت بنفس اليوم
دخلت سهر الى عرفة فريال،مبتسمه تقول:مساء الخير،يا طنط،عاليه إتصلت عليا وقالتلى،إن ده ميعاد الدوا،بتاع حضرتك.

أماءت فريال برأسها

فتحت سهر علبة الدواء وأخذت حبه ووضعتها بفم فريال،ثم أرتشفت من ذالك الكوب الذى بيدها بعض الرشفات.
تبسمت سهر لها قائله:بالشفا يا طنط.

رمشت فريال بعينيها،تشعر بآلم كبير،او بالأصح بحسره،فتلك اليد التى أعطتها الدواء،كانت تتمنى لها شديد الأذى،يالها من حسره كبيره.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخاتمه، الجزء الثالث
ــــــــــــــــــــــــــــ
أين ذهب الجحود الذى كان بقلبها،تبكى،يالها من سخريه،على ماذا تبكى،منذ ولادته لم تهتم به كوليدها،هكذا عقل وائل يتحدث،يشعر هو الآخر،بذنب إتجاه هذا الملاك الصغير الذى ترك آلماً بصدرهِ،هو الآخر يحمل ذنب،كان عليه الضغط على غدير،حتى تهتم بوليدهما،الذى كان يحتاج لرعايه خاصه منذ ولادته لم يجد منهما سوا بعض الأهتمام القليل،ها هو رحل مبرأ من كل الذنوب،هو لم يرى يوماً أفضل من الآخر،منذ ولادته،تجاهلتهُ غدير،كأنها لم تحمل به لتسع أشهر،يتكون بأحشائها،سريعاً حَمِلت مره أخرى بعدهُ.

بينما غدير تبكى دموعها ليست كاذبه وليست صادقه،هل حقاً حزن قلبها عليه،هكذا تُظهر،للعلن،ربما قلبها حزين،لكن ليس بدرجة أم فقدت وليدها بعد بضع أشهر
رفعت نظرها،رأت دخول هيام،التى جلست جوار وائل،ووضعت يدها على فخده بمواساه،حقاً تواسيه إم أنها آتت تشمت.

بالحقيقه هيام آتت تواسى لا تتشمت،فمن يتشمت بموت ملاك صغير،الاشيطان.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
كانت سهر تجلس برفقة حكمت التى تلاحظ سهر من حين لأخر تنظر لهاتفها.

تبسمت حكمت قائله:إطلبيه،وشوفيه هيرجع إمتى.

تعجبت سهر قائله:أطلب مين؟

ردت حكمت بتنمر:إطلبى عمار،مش كل شويه تبصى عالتليفون
تبسمت سهر،
لكن قبل أن تتصل على عمار،وجدت هاتفها،يرن برقم والداتها

تعجبت سهر،وردت عليها.
تحدثت نوال: سهر عمار،رجع للبيت.

ردت سهر قائله:لأ لسه ومش عارفه إذا كان هيتأخر أو لأ.

تبسمت نوال،وكانت ستتحدث،لولا دخول منير عليها وجهه يبدوا حزين.
فقالت نوال:خليكى معايا دقيقه كده يا سهر.

سألت نوال منير:فى أيه،وشك باين عليه الحزن خير.

رد منير:الولد إبن وائل إتوفى،من شويه،وعبد الحميد طلب منى ندفنه مع إمى فى قبرها،أهو رحمه ليها معاها فى القبر.

ردت نوال:لا حول الله،الدوام لله،ربنا يعوضهم.

تحدثت سهر قائله:خير ياماما فى ايه،أنا سمعت طراطيش كلام من بابا مين الى توفى؟

ردت نوال:إبن وائل هو اللى إتوفى،ملاك مبرأ من الذنوب،ربنا يجعله رحمه لوالديه،يلا بقى إنت مع السلامه،وزى الدكتوره ماقالتلك تنفذى مطاوعيش نفسك على قلة الأكل،وتاخدى ڤيتاميناتك بمواعيدها،وإبقى إتصلى عليا قوليلى عمار عمل أيه أما عرف إنك حامل.

رغم شعور سهر بالحزن،قالت:البقاء لله حاضر ياماما هعمل اللى قولتى عليه،بالسلامه وسلميلى على بابا.

أغلقت نوال الهاتف.
تحدث منير بخضه:هى سهر تعبانه عندها ايه؟

تبسمت نوال قائله:مبروك يا أبو علاء هتبقى جد بعد سبع شهور ونص.

فرح منير قائلاً:ربنا يكملها وتقوم،بالسلامه،وربنا يعوض على وائل.
ــــــــــــــ
بينما بمنزل زايد
إرتجفت حكمت من قول سهر حين قالت البقاء لله،وحين أغلقت الهاتف قالت بأستفسار:خير،يا سهر،نوال قالتلك أيه قولتى ليها البقاء لله.

ردت سهر:ماما قالتلى إن إبن وائل توفى.

ردت حكمت قائله:الدوام لله،رايح لربه بدون ذنوب،ربنا رايدهُ يكون من الأبرار.

ردت سهر:هو فعلاً من الأبرار.
……….
بعد وقت آتى عمار ومعه والدهُ وعمهُ ودخلوا الى غرفة المعيشه،وجدوا سهر ومعها حكمت ،يتحدثن بأنسجام،كأنهن أم وإبنتها،ليست ككنه وحماه،فرح عمار من أعماقه،سابقاً كان يرى سهر تجلس مع نساء المنزل لكن كان يرى عدم إنسجامها معهم،ومعظم الوقت كانت تظل صامته،أو تتناقر مع زوجة عمه

تبسمت سهر،بسمه طفيفه،لعمار،بينما قالت فريال:
جايين منين مع بعض كده.

رد مهدى،بعد دفنه إبن غدير،روحنا قعدنا عندها،شويه،وبعد المغرب،إتصلت على عمار،وقولتله،وكان يوسف هناك،قعدنا شويه وجينا.

ردت حكمت:ربنا يعوض عليهم،والله زعلت لما سهر قالتلى،بكره هاخد سهر ونروح نعزى غدير،وكمان إتصلت عالبنات يروحوا يعزو بنت عمهم،واجب،أهم يواسوها،ربنا يقومها بالسلامه ويعوض عليها.

نهضت سهر قائله:هروح أقول للشغاله تحضر العشا وكمان ميعاد علاج طنط فريال عاليه جت من الجامعه على هناك عند غدير،هروح أنا أديه لها.
أماء عمار براسه لها مع بسمه لم يلاحظها غيرها.

خرجت سهر تحدث سليمان قائلاً:سهر بنت ناس طيبين،ربنا كرمك بها يا عمار،
تبسم عمار

بعد قليل.
صعد عمار وسهر الى شقتهم
دخلوا مباشرةً الى غرفة النوم

جلس عمار على الفراش يتثائب قائلاً:أخيراً رجعت لأوضتنا،كان يوم طويل،طول اليوم من مكان لمكان،وأخر اليوم روحت أعزى.

جلست سهر جوار عمار وتبسمت قائله:أيه عمار زايد عجز ولا أيه،لأ لسه بدرى على ما تعجز،أمال مين اللى هيربى اللى جاى فى السكه ده.

للحظه لم ينتبه عمار،وكان سيتحدث،لكن صمت ونظر لسهر متفاجئً،يقول:قصدك أيه باللى جاى فى السكه،قصدك!!

تبسمت سهر بأماءه

نظر لها عمار قائلاً:يعنى إتأكدتى.

تبسمت تقول:أيوا إتأكدت،والدكتوره قالتلى،قولى لجوزك عمار زايد
يحترم نفسه وممنوع اللمس أو الاقتراب لحوالى،سبع شهور ونص كده.

نهض عمار واقفاً ثم جذبها،يقوم بحضنها بين يديه وقبل جانب عنقها قائلاً:
هتبقى أرق ماما،بس أنا بقول نغير الدكتوره دى من أولها،ونشوف دكتوره تقول نعم للمس والأقتراب،والعشق.
أنهى عمار قوله،يلثم شفاها بقُبلات ممزوجه بعشقهم،
ترك عمار شفاه سهر ونظر لوجهها قائلاً: مين تانى عرف غيرى.

تبسمت قائله:ماما هى اللى شكت،وجابت الأختبار،وكمان خدتنى للدكتوره علشان نتأكد منها ،وأكيد زمانها قالت ل بابا،وعلاء.

تبسم عمار يقول بمزح:يعنى انا آخر من يعلم بقى.

نظرت سهر لعمار،بدلال،قائله:الزوج آخر من يعلم.

تبسم عمار يقول بثقه:بس المفروض الزواج هو اول من يعلم،وده فعلاً اللى حصل،لأنى كان عندى شك،وانا اللى قولت لمامتك عليه .

تبسمت سهر وضيقت عينياها قائله:أهاا،يعنى كنتوا بتتهامسوا على كده الصبح،وأنا اللى قولت هفاجئك،طلعت متواطئ مع ماما،شايفه العلاقه كده بينكم مع الوقت بتدخل،لمنعطف أصدقاء،بس بلاش تتفقوا عليا،أنا وليه حبله وغلبانه.

ضحك عمار قائلاً: حبلى وغلبانه،إنتى،ناسيه غلبتينى قد أيه على ما رضيتى ترجعيلى،ولا ناسيه لما نطيت من شباك أوضتك زى الحراميه.

تبسمت سهر قائله:اللى يتعب ينول،يا عمارى وأهو فى الاخر،سهر رجعتلك،وبعد ماكانت،كارهه تقرب منها،بقت عاشقه قُربك،وكمان هتخلفلك ولى العهد،اللى كان نفسك فيه.

ضحك عمار قائلاً:ولى العهد،ومنين جالك أنه ولد أنا عاوز بنوته،رقيقه زى مامتها،وأدلعها كده،وأما تكبر مش هجوزها،هخليها جنبى،حبيبة قلبى.

تبسمت سهر قائله:طب علشان كده بقى أنا نفسى فى ولد،مش عاوزاك تدلع ولا تحب واحده غيرى.

تبسم عمار يقول:طب ما انا محبتش واحده غيرك،كنت فى إنتظار نجمه تظهرلى،وأعشقها.

تبسمت سهر قائله:يعنى عاوز تفهمنى إنك إتجوزت تسع سنين من خديجه،مفكرتش مره تحول جوازكم الصورى ده،لجواز حقيقى وكامل.

رد عمار:تؤتؤ عمرى ما فكرت لا انا ولا خديجه،وحتى مكنتش بفكر أتجوز،أصلاً،حتى قبل ما أتجوز من خديجه،مكنتش الفكره وارده فى دماغى،لحد ما ظهرتى،فى البدايه مكنتش عارف إنتى مين،لحد فى مره شوفتك مشيت وراكى،لحد بيت جدتك يسريه،بس أول مره أعرف إنتى مين،يوم ما جيت أسأل على وائل،وبصراحه مقابلتك ليا يومها غاظتنى.

تبسمت سهر تقول:بصراحه انا اللى كنت متغاظه من طريقة،رنك لجرس البيت،دى تيتا آمنه الله يرحمها إتسرعت يومها.

تبسم عمار يقول:الله يرحمها:فاكر لما جيت مرتين لبيت باباكى فى فتره الخطوبه،كانت بتستقبلنى بترحيب،أكتر من اللى كنت ببقى،رايح علشان أشوفها،وتنكر نفسها منى.

تبسمت سهر تقول:مين اللى قالك إنى كنت بنكر نفسى منك.

نظر عمار لعين سهر قائلاً:أمال ليه مكنتيش بتستقبلينى،زى أى خطيب،بيزور خطيبته.

تبسمت سهر قائله:بصراحه،انا كنت بشوفك من وراء باب اوضتى،كنت بحس إنك مغرور ومنفوخ كده،وواخد مقلب فى نفسك.

ضحك عمار قائلاً:طب ما أنا كده فعلاً،ليه بقى عشقتينى.

تبسمت سهر قائله:هتصدقنى لو قولتلك،العشق ده غريب ومش مفهوم،إزاى عشقتك معرفش،أنا مكنش فى بالى إن أرتبط قبل ما أخلص دراستى وأشتغل كمان،يعنى مش قبل ما أكمل خمسه وعشرين سنه عالأقل،فجأه كل حياتى إتغيرت جذرياً،لقيتنى بتجوز بواحد معرفوش،ولا هو يعرفنى،جوازه إتفرضت علينا إحنا الاتنين،وسببها إبن عمى،اللى عمرى ما حسيت من ناحيته بأى أُلفه،كنا مفكرين إنك جاى علشان تخطب مياده،لكن إنت قلبت الترابيزه،وإختارتنى،علشان عصبتك،يوم ما جيت تسأل عالغبى وائل.

تبسم عمار يقول:مين اللى قال إنى إتفرض عليا أتجوزك،أنا فعلاً أختارتك مش علشان عصبتينى،من قبلها وأنا كنت بسهر أفكر ونفسى أعرف إنتى مين،وكنت هاجى أتقدملك،بس للأسف القدر كان له رأى تانى،بطريقه تانيه،يمكن كانت غلط،بس أتعلمنا أحنا الأتنين من الغلط ده،إن اللى يحب مش لازم يكابر،الكِبر عدو الحب الأول.

تبسمت سهر قائله:فعلاً،الكِبر عدو الحب،بس عاوز تفهمنى إن مفيش مره واحده حتى فكرت فى خديجه،ولا هى محاولتش تعمل حركات الاغراء،إنها مثلاً تشمر ديل العبايه،وتكشف سيقانها الناعمه.

ضحك عمار قائلاً:لأ لا سيقان ناعمه ولا خشنه،انا حتى مشوفتش شعرها،أنا كنت ضيف معاها فى الشقه،حتى ساعات كتير كنت ببات فى أوضتى الخاصه قبل ما أتجوز منها،بأى حِجه،كنت مستنى ظهور الملكه سهر،طب وأنتى مفيش مره فكرتى فى وائل أو غيره؟

أستغربت سهر قائله: لا وائل ولا غيره!،دا لو كان الرجاله خلصوا،ومفضلش غير وائل،ده عمرى ما كنت أفكر فيه،ده عديم الشخصيه وإبن أمه،تربية ست،والنوعيه دى،دايماً،يمشى وراء الست اللى تخطط له، أمه فى الاول وبعدين مراته، زى غدير كده،قدرت تستحوذ عليه بسهوله جداً،أنا أحب الراجل يكون شخصيه قويه،وقوته تحسسنى معاه بالأمان،وائل سهل يحب على غدير فى يوم من الأيام،لأنه سفيه،وتافه واخد الحياه بسطحيه،وكان يستاهل واحده بغباوة غدير،حتى مرات عمى كمان تستاهل،ياما ،كنت بشوف الحزن فى عيون تيتا بسببها،كنت بحس انها مش عاوزه عيالها يعرفونا ولا يختلطوا بينا،وفى نفس الوقت طماعه،عاوزه تاخد ومتديش،عكس ماما،وشوف سبحان الله،علاء ووائل نصيبهم إتنين أخوات فرق السما والأرض بينهم،زى ماما ومرات عمى،يعنى ماما كانت هى وبابا موظفين،عايشين بمرتابتهم ،وهى كانت واخده ميراثها من أهلها كبير،بس كانت دايماً،مش تحمد ربنا على اللى معاها،أنا لاحظت نظرات علاء،ل عاليه من بدرى وحظرته،كنت خايفه عليه وعاليه تبقى،زى غدير،بس عاليه،إنسانه طيبه وجواها حنيه،هى وأسماء،يعنى بعد إنفصالنا فوجئت بعاليه بتتصل عليا وتعتذر منى،على سوء الفهم،وكمان أسماء إتصلت عليا،حتى عمو سليمان يوم ما طنط حكمت كانت فى العمليات،إعتذر منى،بس غدير،زى مامتها،تصور لما كانت تشوفنى،وهى شايله إبنها كانت تغطيه منى كأنى هحسده،سبحان من له الدوام،يوم ما أعرف إنى حامل،إبنها يموت،بتمنى،ربنا يصبر قلبها ويعوضها بأفضل منه.

ضم عمار سهر قائلاً:خلينا فى نفسنا بلاش نفكر فى غيرنا،أنا بعشقك،يا سهري،وأسعد إنسان وأنا عارف إن جواكى نطفه منى،مع الوقت هتبقى طفل او طفله تقوى رباط العشق بينا.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت أيام ومعها أشهر،تبدلت المواسم،إقترب الصيف

بمنزل يوسف فجراً
على صرخه متألمه،إستيقظت والدة يوسف أشعلت نور أباچوره
ونظرت لتلك النائمه جوارها،وجدتها تتصبب عرقاً،نهضت سريعاً قائله:إهدى يا أسماء،ربنا يلطف بيكى،فى نفس اللحظه دخل عليهن يوسف،مفزوعاً يقول فى أيه.

ردت والداته:خير إدعى لاسماء شكلها خلاص هتولد،يلا بسرعه روح غير هدومك وهات العربيه قدام باب البيت،على ما لبس أسماء إيسدال،ومتنساش تاخد معاك الشنطه الصغيره اللى جنب الباب دى،دى فيها هدوم نضيفه لأسماء وكمان هدوم للولد،يلا بسرعه،لتولد هنا وانا معرفش أولدها.

رغم خوف يوسف،لكن إمتثل لقول والداته سريعاً.

بعد وقت بأحد المشافى.
كان يوسف ووالداته يفقان أمام باب غرفة الولاده،قال يوسف:
إقعدى،يا ماما علشان رجعلك متوجعكيش من الوقفه.

ردت عليه:أقعد أيه هى الدكتوره غابت جوه كده ليه أنا خايفه على أسماء دى كانت بتتوجع قوى،وبالذات فى أخر ايام الحمل وكمان الدكتوره كانت قايله لينا إنها إحتمال كبير تولد قيصرى.

نظر يوسف لساعة يدهّ قائلاً:دى لسه يا دوب داخله أوضة الولاده مبقلهاش غير تلت ساعه.

تعجبت أشجان قائله:تلت ساعه أيه دى بقالها جوه يجى خمس ساعات أنا هدخل أطمن على بنتى.

تبسم يوسف وضم والداته قائلاً:إدعى لها يا ماما.

دعت أشجان بدموع تغرغر فى عينيها قائله:ربنا يلطف بها.

بعد دقائق،خرجت الدكتوره مبتسمه تقول:الحمد لله إطمنوا يا جماعه كل شئ تمام أسماء ولدت وهى والولد بخير،بصراحه،دى ربنا وقف معاها آخر مره فى الكشف الدورى،كان البيبى نازل فى الحوض وكان مقلوب،وكنت خايفه جداً تولد قبل ميعادها وأهو الحمد لله ربنا قادر فى آخر الوقت الجنين عدل وضعه،وبدل ما كنت متوقعه تولد قيصرى،ولدت طبيعي،بس هى مُجهده،دلوقتي هتطلع على غرفة عاديه،ومبروك ما جالكم يتربى فى عزكم.

بعد دقائق،بغرفه عاديه.
تبسم يوسف وهو يرى والداته تحمل طفله،وهو يجلس لجوار أسماء همس جوار أذنها قائلاً:حمدالله على سلامتك.

تبسمت أسماء له دون رد هى مازالت مُجهده،بينما لاحظت أشجان همس يوسف فقالت له: إنت لازق ليها كده ليه البنت والده ومش عاتق،أيه خلاص،يلا قوم من جنبها،وإنزل حاسب المستشفى.

ضحك عمار الذى دخل بعد طرق الباب قائلاً:لأ خلاص حساب المستشفى إندفع،نقوط لعمار الصغير.

قال عمار هذا واتجه نحو أشجان،تبسم وهى تُعطى له الطفل قائله:سمى ربنا وعقبال ما تشيل إبنك قريب يارب.

تبسم عمار وآمن على دعائها وسمى الله وأخذ منها الطفل.

تبسمت أسماء واشجان،بينما تحدث يوسف قائلاً: ببساطة كده بتدى الواد لعمار،دا انا بقالى ساعه بتحايل عليكى بس ألمس آيديه تقوليلى صوابع الواد طريه وإنت إيدك ناشفه على فكره الواد ده إبنى،وليا فيه النص،ولو عاملتينى بالطريقة دى هتطر آسفاً أخلف غيره،قبل من سنه.

تبسمت أشجان قائله:تبقى راجل بصحيح لو عملتها.

رد يوسف:طب بس إنتى سيبلى أسماء بعد الأربعين وهتشوفى،قبل السنه هجيللك كمان حفيدين ولد وبنت،شبه أسماء أموره زيها كده
تبسمت أسماء بحياء

بينما قال عمار:ربنا يزيدك ويرزقك بره،سهر كانت جانبى وإنت بتتصل عليا وكانت هتيجى،بس للأسف عندها إمتحان النهارده،أدعو لها،الحمل مع المذاكره تاعبها.

تبسمت أشجان قائله:ربنا ينجحها ويكملها وتقوم بالسلامه،كمان خديجه بتقول الحمل تاعبها شويه،خلاص إطمنت على أسماء،عقبال خديجه وكل الحبالى،ربنا يكملهم ويقوموا بالسلامه،بعيالهم فى حجرهم.
……
بعد أسبوع
بمنزل يوسف
مظاهر السبوع تعم المكان
كان سبوع لفرحه تأخرت سنوات سبقها أملاً كان يموت بعد أيام من العلم به،لكن العوض آتى بهذا الصغير النائم بمهد صغير،تداعبه الملائكه يبتسم،كأنه يشعر بفرحة من حوله بقدومه،كان العوض الجميل

بحضور عائلى تلقى الصغير الهدايا والنقوط،وبعض الامانى السعيده

كانت سهر تجلس حين وضعت والدة يوسف الطفل على ساقها تبسمت سهر لذالك الملاك،لكن للحظه خشيت من حمله،فهى لم تحمل مولود قبل ذالك

تبسمت أشجان قائله:متخافيش،حطى إيدك تحت ضهره،وأتعودى،كلها كم شهر وتشيلى إبن عمار.
قالت أشجان هذا ثم غمزت بعينها قائله: وبعدين خايفه من ايه ده عمار الصغير مش شقى، زى عمار الكبير.

تبسمت سهر بخجل من مغزى حديث أشحان.

بينما تلك الجحود،غدير،كانت تنظر لمشاعر الود بين الحضور بسخريه،بتلقائيه وضعت يدها على بطنها تتحسسها ،همست لنفسها.
الحمد لله ربنا عوضنى الدكتوره فى آخر متابعه،قالتلى إن كل شئ تمام،والبيبى ولد ومفهوش أى إعاقه.

بينما بداخل مطبخ شقة يوسف
تحجج علاء أنه ذاهب ليشرب،لكن فى الحقيقه هو كان ذاهب خلف تلك العاليه الرقيقه.

تبسمت حين رفعت وجهها ورأت علاء يدخل المطبخ.

تبسم علاء يقول:حمدالله على سلامة أسماء،وكمان فى تحسن فى حالة مامتك.

تبسمت عاليه قائله:أنا كنت خايفه على اسماء قوى،بصراحه كانت بتتألم جامد فى الايام الأخيره،وماما بتتحسن صحيح بس ببطئ شديد.

رد علاء:أنا كلها شهر وهتخرج من كلية الطب،وأكيد التكليف بتاعى،هيجى فى مكان بعيد،بصراحه إتعودت خلاص،إنى أشوفك كل يوم.

تبسمت عاليه له قائله:ربنا يوفقك.

تبسم علاء:أنا بفكر بعد سنة التكليف دى نتجوز،وتكملى دراستك وأنتى فى بيتي،أنا الحمدلله الدكتور محمد اللى بشتغل تحت إيدهُ قالى مكانى محجوز بين أطباء المستشفى بعد سنة التكليف،وأنا عرضت على وائل إنى أخد شقته اللى فى البيت،وهدفعله تمن تكاليفها،من مرتبى وبابا بيقولى،إنه خلاص هيساوى معاشهُ وهيقبض مكافأة نهاية الخدمه،مبلغ كويس،أقدر أدفعه مقدمه للعفش،والشبكه،بوعدك لما يتعدل حالى،ليكى عندى أغلى شبكه تطلبيها.

تبسمت عاليه قائله:شبكة أيه يا علاء،أنت شبكتى وأغلى حاجه عندى،وأنا موافقه بعد سنة التكليف نتجوز،وأكمل دراستى فى بيتك،ومتأكده إنى هتفوق،لأنك هتساعدينى على التميز.

تبسم علاء لم يدرى بحاله وهو يضم عاليه بين يديه بحضنه،
إستكانت عاليه بين يديه لبعض الوقت لكن فاق الأثنان على صوت نحنحة يوسف.

إبتعد الأثنين عن بعضهما.
خجلت عاليه وتلجلجت فى الحديث،رآف يوسف بها قائلاً: كنت بتسحب من وراء أم يوسف وداخل المطبخ علشان أشربلى كوباية موغات،بس ماليش حظ،شكله خلص.

تبسمت عاليه قائله لأ مش خلص،طنط أشجان خفياه قالت خليه على قد اسماء تتغذى بيه وكمان يساعدها فى الرضاعه،شوفتها وهى واخداه لاوضتها.

تبسم يوسف يقول:أنا دلوقتي عرفت البت منى بنت أختى ليه خباصه،سبق وخديجه قالتلي إنها قريبه منك،وطول الوقت تقريباً معاكي.

نظرت له عاليه بغيظ قائله:غلطانه إنى قولتلك،هروح اشوف طنط أشحان وأقولها انك عرفت مكان الموغات.

غادرت عاليه المطبخ سريعاً ولم تقف حين قال يوسف:بس هقولك مش قصدى.

تبسم علاء يقول:يعنى حظى هوقعنى فى خباصه.

تبسم يوسف يقول:لأ يا عم بهزر حبيت أفك التنشنه،بس مش لاقى غير المطبخ إفرض كانت غدير اللى لمحتك،كانت عملتها قصه،كنت خدها وادخل أى اوضه مفقوله فى الشقه،يا عم حاسس بيك،كاتب كتابك ولسه قدامك وقت على ما تكمل جوازك،وحتى لو كملت جوازك عندك انا أهو بقالى حوالى أربع شهور،زى الفازه فى البيت مجرد ديكور،مفيش فينا متهنى غير عمار،سهر شكلها مدلعاه عالأخر.

تبسم عمار الذى دخل قائلاً:تعالى شوف الدلع اللى أنا فيه،كل يوم بتتوحم على حاجه شكل أن مجبتهاش تعيط بدون سبب وتقولى بستخسر فيها،أنا وإبنى،وإن جبتها تقولى إتاخرت وخلاص مبقتش عاوزاها،ده غير هورمونات الحمل نفسها،تسمع فيلم رومانسى قديم ابيض وأسود تقولى إنت ليه
مش رومانسى زيهم
طب دول ناس كان زمانهم كده،إحنا فى زمن السرعه لأ والوحم الغريب بقى،ببتوحم على مانجه،إحنا فين وموسم المانجه فين،جبتلها مانجه،قالتلى لأ عاوزاه فريش مش تلاجات،اديني عقلك بقى،أنا بعد سهر ما تولد مش هخليها تخلف تانى قبل عشر سنين.

تبسم علاء على تذمرهم قائلاً:
بصراحه إنتم مثال جيد للزوج المسحول.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت عدة أيام
فى اليوم الأخير لامتحانات سهر

فوجئت بعمار بنتظرها بالسياره،أمام الجامعه.
نظرت لهاصفيه قائله:يا عينى عالحب،النهارده آخر يوم بقى وقال يستغله

تبسمت سهر،وقالت: تعالى معانا خلى عمار،يوصلك بدل بهدلة المواصلات يلا هشفق عليكى حامل بقى.

تبسمت صفيه قائله:ربنا يسترك أخدتيها من على لسانى،يلا،حتى علشان أبقى مِحرم.

تبسمت سهر ساخره:
مِحرم،خلاص بلاش،دا حتى هورمونات الحمل جايه على عمار يا عينى وهو مستحمل.

تبسمت صفيه قائله:طب بلاش رغينا ده وخلينا،نروح نركب الجو حر أكيد العربيه فيها تكييف.

أثناء سير عمار بالسياره وهو يوصل صفيه
تحدثت قائله:
الحمدلله لله بكده خلصنا الدراسه،فاضل بقى السنه التربوى،على ما تبدأ الدراسه أكون إتفجرت بقالى مده،لكن إنتى لسه مشوارك طويل،إنتى لسه يادوب حامل أربع شهور،يعنى مخلصتيش نص المده.

تبسمت سهر قائله:وفيها ايه،برضوا هاخد السنه التربوى،السنه دى مهمه،لأى خريج علشان يقدر يقدم على شغل فى أى مدرسه خاصه تقبله.

نظرت صفيه لعمار قائله:أيه رأيك يا عمار،هتقبل سهر تاخد السنه التربوى دى،وهى فى نهاية شهور حملها.

رد عمار:طبعاً لأ،صحتها هى والبيبى أهم عندى،تتأجل السنه دى،أو بلاشها خالص،هى مش محتاجه لشغل.

تبسمت صفيه قائله:والله جوزى قالى نفس الكلام ده،وقالى إبنك ورعايته أهم،دلوقتى،وأنا بفكر فعلاً آجل السنه التربوى دى.

تحدثت سهر قائله:بس أنا لأ مش هأجل السنه دى،وناويه كمان أشتغل بعدها فى أى مدرسه.

ردت صفيه قائله:براحتك.

بينما صمت عمار،باقى الطريق الى أن نزلت،صفيه وخلفها سهر التى نزلت تودعها وقفن الاثنين يتحدثن لدقائق بمرح،
ثم صعدت سهر الى السياره مره أخرة،وجلست جوار عمار.

لكن عين حازم رأت سهر بالصدفه،هو منذ أشهر من بعد فسخ خطبته هو ومياده لم يراها،تبدوا بوضوح سعيده،كما لاحظ إنتفاخ بطنها قليلاً،كل أمل لديه إنتهى،لما يُعلق نفسه بأمل واهى،سهر وجدت فارس أحلامها،أصبحت بعيده،لما رأها اليوم بشكل آخر ليس مثل سابق،لما رأى بوجهها مياده،هل يشتاق إليها،إم هو عذاب الضمير الذى يعيش به منذ فسخ خطبته من مياده،وذالك اليوم الذى رأى فيه إنهيار مياده،مياده ليست بالسوء الذى كان يظنه،فكر عقله لما لا تعطى لقلبك فرصه الأخرى ربما تصل الى أن تقول أن سهر لم تكن حبً،بل كانت سراب الحب الأول.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد

دخل عمار بالسياره،
بعد أن إحتد الحديث بينه وبين سهر حول أنها تريد أن تعمل بعد التخرج،نفذ عمار من ذالك الموقف حين قال انه سابق لأوانه،وتقبلت سهر هذا مؤقتاً لبعض الوقت،ولكل مقامٍ مقال وقتها.

نزلت من السياره،ترسم بسمه،وإنتظرت عمار الذى ذهب إليها،وأمسك بيدها مبتسماً

قبل دقائق بداخل المنزل.

شعرت غدير،بالغيظ وهى ترى أسماء تجلس مع حكمت وعاليه بغرفة المعيشه،وكانت معهن فريال التى تجلس على مقعد متحرك تستمع وتنظر لهن فقط،تشارك ببعض الكلمات المتقطعه.

كانت غديرتغتاظ من حمل أسماء لطفلها الذى يصدر بعض أصوات الغنچ الطفولى،حين تداعبه هى او عاليه،وكذالك حكمت،
لما لم يرزقها الله بطفل مُعافى من اول مره،ما كانت شعرت بهذا الغيظ،

نهضت قائله:همشى انا بقى علشان وائل كان قالى متأخرش.

تبسمن لها

خرجت للخارج لترى منظر آخر يزيد من غيظها،عمار يدخل الى المنزل،ومعه سهر التى نزلت من السياره ووقفت تنتظر إقترابه منها كى يدخلا للمنزل،يدً،بيد

غلت الدماء فى أوردتها،
سارت بالقرب من الدرج المؤدى للنزول
رفعت يدها كى تضعها على السياج الحديدى للسلم،لكن لم تنتبه أن يدها مازالت بالفضا،
مالت على يدها،لكن للأسف،مالت الى الهاويه،حين إختل توازنها ولم تقدر على الثبات لتتعثر وتنزلق على درج السلم تتقلب عليه الى أن وصلت الى آخر درجات السلم.

رأت سهر هذا،تركت يد عمار،وتوجهت إليها بسرعه،وكذالك عمار

جلست سهر لجوارها قائله:غدير،

وضعت غدير،يدها أسفلها ثم رفعتها بوجه سهر،قائله بإلم:إبعدى عنى إنتى عاوزه تموتى إبنى إنتى بتكرهينى.

ردت سهر:مش وقت كلامك ده،يا غدير إنتى بتنزفى.

صرخت غدير بوجه سهر،
سمعن من بالداخل،صراخها.
جائت عاليه،وأسماء التى تركت طفلها مع حكمت
للحظه وقفن الأثنين مذهولتان،قبل ان ينزلن ويحاولن مساعدتها.

بينما عمار،تذكر نفس الموقف حدث مع خديجه،سابقاً وكانت غدير السبب به.فهل يتلطف بها الله كما تلطف سابقاً،بخديجه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخاتمه،،الجزء الأخير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى.
كان عمار مع عاليه يجلسان بالمقابل لتلك الغرفه الموجوده بها غدير.

آتى إلي مكانهم بالمشفى وائل متلهفاً،يقول:
أيه اللى حصل،أسماء إتصلت عليا وقالتلى إن غدير،إتزحلقت عالسلم وإن عمار وعاليه خدوها للمستشفى،فين غدير.

رد عمار:غدير فى أوضة العمليات ومفيش حد طلع من الأوضه،لحد دلوقتي.

تحدث وائل:طب ايه اللى حصل،اسماء قالتلى إنها وقعت،وقعت منين.

رد عمار:وقت من على السلم اللى فى مدخل البيت.

إنخض وائل وجلس على مقعد جوارهم ينتظر هو الآخر،خروج الطبيب.

بعد وقت.
خرج الطبيب من الغرفه.
نهض وائل وعاليه بأتجاهه،سأل وائل:
طمينى يا دكتور.

تحدث الطبيب:للأسف المدام كانت حامل أكتر من ست شهو، والجنين،كان يعتبر حجمه كبير،المدام لما دخلت العمليات كان الجنين ميت،ومش ميت بسبب النزيف،الجنين بقاله تلات أيام ميت فى رحم المدام،يمكن النزيف ده جه رحمه لها هى،كان هيكل الجنين خلاص بدأ يتعفن فى بطنها،وكمان حاولنا السيطره عالنزيف،بس للاسف فى تهتك كبير فى الرحم،ولو النزيف رجع من تانى،هنضطر للأسف نستئصل جزء من الرحم،او الرحم كله،دلوقتى هى هتدخل العنايه المركزه لحد بكره الصبح،أطلبوا الدعاء من ربنا،يعنى مالوش لازمه وجود أشخاص هنا كتير،مسموح بس،بشخص يرافق المدام.

تركهم الطبيب وغادر،لم يتحمل وائل قول الطبيب،وجلس على المقعد خلفه،مذهول من قول الطبيب.

بينما عاليه بكت
وتأثر عمار.

تحدث وائل:تقدروا تمشوا وانا هفضل مع غدير.

ردت عاليه:لأ انا اللى هفضل،

للحظه صمت وائل

لكن قال عمار:خلى وائل يبات مع مراته،متنسيش مرات عمى،بتحتاج لراعيتك ليها،وهنا فى المستشفى الممرضات والدكاتره،لو حصل حاجه،وائل هيبلغنى،بالتلفون.

إمتثلت عاليه لقول عمار،وقالت:لما أتصل عليك إبقى،رد عليا،ولو حصل حاجه،أبقى بلغنى.

تركوا وائل وحده،جلس يشعر بتوهان،عقلة يفكر أموت ذالك الجنين الذى كان بأحشاء غدير،هو عقاب من الله على أهمالهم بحق طفلهم الاول،فالأثنان كانا مُخطئان بحقه.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب العشاء
بمنزل عطوه
كانت سهر تجلس مع نوال يتسامران،معاً
الى ان دخل،منير،ومعه علاء

تبسم منير يقول:كان قلبى حاسس إن سهر هنا حتى إسألى علاء قولت طالما صلينا العشاء خلينا نروح للبيت سوا سهر هناك.

تبسمت سهر ونهضت تحتضن والداها،ثم جلس وهى بجواره،يضمها أسفل يدهُ،

تحدث علاء: بصراحه متوقعتش تجى النهارده كان آخر يوم لامتحاناتك،وقولت مهتصدق وتأنتخ.

تبسمت سهر:والله كان نفسى أأنتخ بس للأسف،اللى حصل،طير النوم من عينى.

غدير وقعت من على سلم البيت وكانت بتنزف وعمار وعاليه،روحوا معاها للمستشفى،وأتصلت على عمار من شويه قالى لسه الدكتور مطلعش من أوضة العمليات،ربنا يلطف بها،هى وإبنها،يا عينى،فقدت إبنها الكبير من كام شهر،والتانى الله أعلم،ايه اللى حصله،منظر الدم كان مُخيف.

ردت نوال:ربنا يتولاها برحمته،وبعدين إنتى مش جايه علشان تتكلمى على غدير،يلا قومى معايا نجهز العشا،ونتعشى مع بعض.

تبسمت سهر ونهضت مع نوال،حضرن سفرة العشا،وجلسوا جميعاً يتناولوه،بجو من المرح.
تحدثت سهر قائله:ليه يا بابا أخدت قرار تساوى معاشك،إنت لسه كذا سنه على ما تتم سن الستين.

رد منير:أنا مليت من شغل الحكومه،والورديات خلاص كبرت عليها،قررت اساوى معاشى وأخد مكافأة نهائية الخدمه،هدى لاخوكى جزء كبير وبجزء صغير هدخل شريك مع زميل ليا هنفتح دكان صغير كده على قدنا،نبيع مستلزمات كهربا،لمبات وكاشفات وسلوك ومواسير كهربا،حتى إبنه بيشتغل كهربائى،أهو يمشى الدكان جنب الزباين التانيه،وأهو اللى يطلع من الدكان مع المرتب،رضا من ربنا،باباكى كبر،يا سهر خلاص وكلها كم شهر هبقى جِد.

تبسمت سهر قائله:ربنا يديك الصحه،يابابا،وتشوف أحفادى كمان.

بعد وقت قضوه بجو أسرى صافى.

نظرت سهر لهاتفها تقرأ تلك الرساله،بعدها نهضت قائله:الرساله من عمار بيقول إنه رجع للبيت،هقوم أمشى أنا بقى.

تبسم منير قائلاً:سلميلى على عمار،كذالك قالت نوال.
تبسمت سهر لها قائله:لأ أنت مش محتاجه تسلمى على عمار مفكرينى مش واخده بالى من غمزاتكم لبعض عليا،ولا تليفونك له كل يوم عالصبح.

تبسمت نوال،ونهض علاء قائلاً:خلينى أوصلك.

تبسمت له قائله بمكر:توصلنى ولا عاوز تشوف الموزه وبتتحجج بيا،يلا تعالى،وعد الجمايل.

خرجت سهر ومعها علاء
تبسم منير لنوال قائلاً:
سهر إتغيرت كتير،عقلها نضج،بس لسه روحها خفيفه زى ما كانت،لما عمار طلب منى يرجعها واحنا فى الفيوم، بصراحه كنت خايف،تعند معاه،وبعدها وتقاطعيتى لما تعرف،إنى ضحكت عليها.

تبسمت نوال قائله:كان ممكن تعمل كده،فعلاَ فى بداية جوازها من عمار،يمكن جوازهم بدأ بطريقه غلط من الأتنين،بس بذرة الحب اللى كانت فى قلوبهم،نبتت مع الوقت،قد ما كنت زعلانه وقت ما إطلقت من عمار،بس بعدها أيقنت أن الطلاق كان تصحيح مسار،لهم الأتنين،كل واحد فيهم قيم حياته مع التانى،وعرف أخطاؤه اللى خلته مع الطرف التانى على خلاف طول الوقت،يمكن لو كان الطلاق ده محصلش كان الحب اللى بقلوبهم مع الوقت هيتخنق،إنفصالهم،عطى لحبهم مساحه يتنفس،ويجددوا في حياتهم،أوقات لما تكون جوا الدايره مبتبقاش عارف تفكر،لكن لما تطلع براها،وتشوفها من الخارج بتعرف أخطائك وتصححها.
………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوصل علاء،سهر الى المنزل
تبسم عمار وأستقبله،كذالك عاليه.

لاحظت سهر نظرات علاء وعاليه لبعضهم،تنحنحت قائله:أنا خلاص مبقتش قادره هاخد عمار وأطلع انام،تصبحوا على خير.

تبسم علاء يقول بمزح:بتطردينى بالذوق مكنش العشم خليك شاهد يا عمار.

تبسم عمار قائلاً:إنتم أخوات متدخلونيش بينكم،وفعلاً انا مُجهد وهطلع مع سهر،تصبحوا على خير.

خرج عمار وسهر وترك علاء وعاليه،
التى لا تعرف لما إنسابت دموعها.

نهض علاء من مكانه وجلس جوار عاليه،يضم يديها بين يديه قائلاً:
بتبكى ليه يا عاليه.

ردت عاليه ودموعها تزداد:أنا مخنوقه مش عارفه القاه منين ولا منين
من ماما اللى بقالها شهور مشلوله،ويادوب بنفسر كلامها بالعافيه،ولا غدير،اللى وقعت وسقطت،وإحتمال يستئصلوا لها الرحم،مش عارفه ذنب مين اللى بيخلص مننا.

جفف علاء بيده دموع،عاليه قائلاً: ده مش ذنب حد وبيخلص،ده إبتلاء وإختبار من ربنا وعلينا بالصبر،وربنا قد ما بيدى المصيبه بيصبر قلوبنا،وبيكافئ صبرنا،بصى كده،لاسماء ويوسف،قد ما صبروا ربنا عوضهم،بطفل يكمل سعادتهم.

نظرت عاليه لعلاء قائله:، أنا كنت بحسد علاقتك القريبه من سهر، وإحتوائك ليها،كان نفسي فى أخ زيك، بجد متشكره ليك يا علاء إنك جانبى،كلامك ده ريحنى وهدى نفسيتى،خليك جنبى دايماً وقت ضعفى،قوينى بيك .

تبسم علاء ولف يدهُ حول كتفها يضمها،وقبل رأسها قائلاً:أنا جنبك يا عاليه،بس مش بصفة أخ،،بصفة حبيب،وزوج مستقبلي،بس بلاش تتطمعى كتير،ممكن اقلب،قى اى وقت زوج نكدى مصرى أصيل،وألبس الفانله والشورت واقولك الغدا ياهانم طول اليوم قاعده بتعملى أيه،شغلانتك أيه غير الرغى والقاعده عالنت.

تبسمت عاليه قائله:وقتها هقولك،كنت قاعده بفكر اطبخ ايه لحبيبى،على ما يرجع من المستشفى،والتفكير والولاد أخدونى ونسيت.

فجاه تبسم الأثنان وقال علاء: واضح إن مستقبلنا مع بعض مُشرق.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة عمار وسهر.
إنخضت سهر وبتلقائيه منها وضعت يدها على بطنها،بعد أن اخبرها عمار عن ما حدث،ل غدير،وقالت:ربنا يستر،والنزيف ميرجعش ده كتير قوى عليها،رغم أنها عمرها ما حبتنى،بس أنا بتمنى ربنا يشفيها ويعوضها.

ضم عمار سهر قائلاً:يارب فعلاً غدير،أفعالها وأطباعها سيئه بس بتمنى متتحطش فى الاختبار ده،رغم إنه مش إختبار،قد ما هو تسديد سلف قديم.

تعجبت سهر قائله:قصدك أيه؟

سرد عمار،لسهر ما حدث،بالماضى وان خديجه كادت تستئصل الرحم بسبب غدير.

قالت سهر:فعلاً ممكن يكون رد السلف،أقصى من اللى حصل قبل كده،بتمنى،ربنا يكون رحيم بيها زى ما رحَم خديجه وعوضها.

آمَن عمار على دعاء سهر وقال:
خلينا هنا فى نفسنا،إنسى الدنيا كلها،متفكريش غير فيا أنا وبس،خلاص الأمتحانات خلصت،وإرتاحنا منها،أيه رأيك نسافر كام يوم فى أى مكان هادى نغير فيه جو.

وضعت سهر يديها على كتفي عمار قائله:موافقه،بس متنساش إنى حامل،بس مش مشكله قولى هتودينى فين.

تبسم عمار يقول:المكان اللى ملكتى تقول عليه.

تبسمت سهر قائله:عاوزه أروح مالديڤ مصر،وأشوف شاطئ الغرام اللى غنت فيه ليلى مراد.

تبسم عمار يقول:إنتى تؤمرى يا نجمتى،نروح مرسى مطروح،خلاص بقينا فى بداية الصيف،حتى تغنيلى هناك

تبسمت سهر قائله:هغنيلك،بحب إتنين سوا،يا هنايا فى حبك،عمار وإبنه اللى فى بطنى.

ضمها عمار يقول:بس أنا بحبك أكتر يا سهر لياليا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
صباحاً
بالفيوم
تعجبت خديجه،حين أخبرتها والداتها هاتفياً ما حدث،ل غدير،
تنهدت بحزن،هى كانت بنفس الموقف يوماً ما،وكانت غدير السبب به
حين كانت تتذمر من لعب وشقاوة منى،ذات العامين فقط جوارها،وكانت ستضربها، كما أن منى كانت ستقع من على السلم بسبب غدير، حين كانت تُعنفها وقتها، منى كانت تتراجع للخلف خوفاً منها، لكن رأتها خديجه يومها،وذهبت مسرعه وجذبت منى من أمامها،لكن غدير لم تستحى وقتها وهاجمت خديجه،حتى أنها،مسكتها من يدها قائله لها بعنف:لمى بنتك بعيد عنى،مش ناقصه قرف
قالت غدير هذا ودفعت خديجه،لتقع من على السلم وقتها كانت حامل بنهاية الشهر الثامن،لولا عمار حملها وذهب بها للمشفى،ربما كانت ماتت هى وطفلها وقتها لكن كان الله بها،رحيم،هى لا تتشمت بغدير اليوم ،بل دخلت وتوضأت،وقامت بالصلاه،تدعوا لغدير،أن يترآف بها الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
بالمشفى
خرج الطبيب من غرفه العمليات،قائلاً: للأسف المدام النزيف اللى حصلها مره تانى خلانا نستئصل جزء من الرحم كان متهتك،وهو اللى سبب عودة النزيف،بس فى أمل إنها ممكن مع المواظبه والخصوع للعلاج،ربنا يكرمها وتحمل مع الوقت، مع تطورالعلم مبقاش فيه شئ مستحيل،وكله بقدرة ربنا

تحسَر وائل بصمت،وإنتظر الأسوء حين تفيق غدير.

وبالفعل فى اليوم التالى
فاقت غدير،من التخدير.

وضعت يدها على بطنها شعرت بخلوها،فصرخت،قائله:فين إبنى،
نظرت ل وائل الذى يجلس بالغرفه ومعه،هيام.
وقالت له:أكيد فى الحاضنه،خدنى ليه،
حين حاولت النهوض تألمت بشده،فظلت نائمه.
وعادت قولها: هو بخير صح قولى،شبه مين.

خفض وائل وجهه لاسفل كما أن هنالك دمعه من عينه إندفعت.

رأتها غدير،فقالت:فين إبنى،يا وائل.

خفض وائل وجههُ وصمته، هو الرد.
صرخت غدير عليه بسؤال مره أخرى.

لكن ردت هيام قائله: قادر ربنا يحقق المعجزه وتخلفى تانى،ربنا إختاره يكون ملاك مع أخوه.

صرخت غدير عليها قائله:بتخرفى تقولى أيه،إبنى فين؟

هنا تحدث وائل:للأسف الولد كان ميت فى بطنك من تلات أيام،يا غدير،ولو مش النزيف كان ممكن تموتى إنتى كمان بتسمم حمل.

صرخت غدير إنشق صوتها ليس فقط صوتها بل قلبها أيضاً.

دخل الطبيب التى ذهبت هيام وأستدعته،وقال لها:أهدى،يا مدام صريخك ده،وحركتك هيضروكى ممكن النزيف يرجع من تانى والمره دى هنستئصل الجزء اللى فاضل من الرحم.
ماذا سمعت،هى بكابوس،موحش،ما معنى قول الطبيب،هل فقدت قدرتها على الأنجاب،لااه
صرخه قويه أعقبها إنتحاب،بُكاء من غدير.
مما جعل الطبيب يعطى لها أحد الأبر المهدئه،جعلها تستلم للهروب من ذالك الواقع المر كالعلقم،وما هو الأ جزاء رفس النعمه التى أعطاها الله لها يوماً ونقمِت عليها،فكما قال الله
“فأما بنعمة ربك فحدث”
وهى لم تُحدث،بل نقمت،وجزاء النقمه زوال النعمه.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر
بشقة عمار وسهر.
ظُهراً
رغم شعور سهر،بآلام المخاض لكنها تتحمل،ذالك،لكن آنت بأه قويه،
سُرعان ما آتت لها نوال التى كانت معها بالشقه،
إنخضت حين وجدت سهر،تجلس على الفراش تتألم وقالت:
عمار فى الشقه اللى تحت،هنادى عليه،شكلك هتولدى النهارده.

رغم الآلم،لكن كذبت سهر قائله:لأ مش هولد النهارده،لسه قدامى كمان أسبوع وبعدها هولد،تلاقى ده،طلق كاذب وبعد شويه الوجع هيخف.

تنهدت نوال قائله:وشك بيقول عكس كده،سهر،بلاش عند،ده مش بمزاجك،فيها أيه لما تولدى آخر أسبوع فى رمضان،إنتى المفروض مكنتيش تصومى أصلاً من أول رمضان،ربنا مديكى رُخصه،يبقى ليه تتحاملى عالوجع.

قالت سهر بآلم:صدقيني،يا ماما ده وجع بســـــــــــــــــ
لم تستطيع سهر تحمل الآلم،وصرخت،لكن ليس بقوه،
فى ذالك الوقت كان عمار،يدخل الى الشقه،
دخل الى غرفة النوم متلهفاً،وجد سهر تتألم،إرتجف قلبه قائلاً:فى أيه،سهر هتولد النهارده.

ردت سهر بآلم:لأ مش هولد قبل أسبوع.

رغم خوف نوال،لكن تبسمت قائله:كأنه بمزاجك إياك،إنتى هتولدى النهارده خلاص،مش حاسه بالميه اللى نازله على رجليكى، يلا عمار بسرعه،خلينا ناخدها للمستشفى.

نظرت سهر على ساقيها،بالفعل رأت بعض المياه تسيل منها،وإنتهى،تحمُلها وصرخت.

بعد قليل
بخارج غرفة الولاده، وقف عمار يُغمض عيناه، شريط ذكرياتهُ مع سهر، يمر أمام عيناه، كل لحظه سواء كانت بسمه أو حزن، قُرب، أو فراق، دلال سهر عليه فى الفتره الأخيره، حتى تذمرها أحياناً من أوجاع فترة الحمل، وكتمانها للألم فى كثير من الأحيان، حتى قبل دقائق حين قالت لهم أنها لا تشعر بألم المخاض، الى أن صرخت، بألم، حين غلب الألم عنادها.

فتح عينهُ حين فُتح باب غرفة الولاده، وخرجت نوال مبتسمه تقول:
تعالى، يا عمار خلاص ولدت متخافش، وهى والبيبى الحمد لله بخير.

دخل خلف نوال متلهفاً ليس على طفله، بل على ملاكهُ العنيده والقويه عكس ما تظهر عليه، فهى تحملت آلم المخاض الى نهايته.

تبسم حين وقع نظرهُ عليه، تبدوا ملامحها مُجهده للغايه، بالكاد تبتسم.

هى الأخرى حين حَملت صغيرها، نست كل الالم التى تحملته، بُكاء ذالك الصغير أطرب ما سمعته،
جلس عمار لجوارها، وقبل رأسها قائلاً:
حمدلله على سلامتك،يا ملاكى.

تبسمت بوهن قائله:خلاص بقى عندك ملاك تانى،صغير،شبهك يا عمار.

همس جوار أذنها قائلاً: علشان تعرفى إنى عشقتك من البدايه يا ملاكى،إنتِ وأهلاً بالملاك الصغير.

تكلمت نوال بفرحه قائله:هتسموه أيه؟

تبسم عمار قائلاً: مهدى عمار مهدى زايد.

تبسمت سهر قائله:حلو أسم مهدى ربنا بعته هديه لينا،نورت يا مهدى جونيور.

تبسم علاء الذى دخل قائلاً:يا فاسقه،مكنتيش حتى قادره تكملى صيام اليوم.

تبسمت نوال قائله:بس بلاش تفكرنا،بقالها أسبوع تعبانى جنبها بتتوجع وتكذب وعاوزه تكمل صيام رمضان،مع إن ربنا عاطيها رُخصه بس تقول أيه،متبقاش سهر،لو معندتش وتعبتنى معاها.
……ـــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
كان العيد عيدان
فها هو سبوع أول حفيد لعائلة،زايد،الذى أتى،بعد شوق كبير.

بالسبوع، بالأصح كان السبوع مع العقيقه
كان الفرح والمرح،
،سهركانت تجلس بين النساء وجوارها نوال
يبتسمان من أفعال حكمت
التى تجلس تحمل الصغير،تُخفى وجهه،عن العيون،كانه كنز ثمين لا تريد لأحد ان يراه.
**
بينما عمار يقف بين الرجال بذالك الصوان،كصوان عُرسٍ،يستقبل تهنئات العيد والتبريكات بمولوده الأول،
و كان بجواره والدهُ وعمه،وكذالك يوسف،الذى ربت على كتفه قائلاً: يتربى فى عزك،يا ابو مهدى،المره الجايه هتسمى الواد يوسف،نسيت أقولك على خبر هيفرحك،أسماء حامل مره تانيه،وأمى هاين عليها تضربنى،بس من جواها سعيده،وبتقولى إزاى ده حصل فى غيابى،إستفردت بأسماء فى غيابى وأنا عند خديجه أيام ما ولدت إبنها جسار.

تبسم عمار يقول:ربنا يكملها وتقوم بالسلامه،لو جت بنت بحجزها،لابنى.

تبسم يوسف قائلاً:بنتى هيبقى مهرها غالى،يا عمار،يا زايد

تبسم عمار يقول:وأبنى جاهز يدفع مهرها،بالدهب،يا حضرة الافوكاتو.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد حوالى ثلاث شهر
بجامعة مياده
إصتدمت أثناء دخولها الى قاعة المحاضرات،بذالك الشاب،رفعت رأسها،ونظرت له.

نظرت له بنظره لا تعرف معنى،لها،أهى،حنين،أم بُغض ،
جاوب عقلها،إنها نظرة بُغض من نفسها،رؤيته ذكرتها،بذالك اليوم التى كادت أن تقع بالخطيئه،لكن بعث لها الله تنبيه،لتعود لرُشدها قبل أن تفقد آخر فرصه لها للعوده.

إنتبهت مياده،لوقوفها،فابتعدت،عن حازم،ودخلت الى قاعة المحاضره،وجلست جوار إحدى زميلاتها.

إنتبه حازم هو الآخر،ووقف على منصة القاعه،وبدأ بتعريف نفسه للطلبه،وقام بشرح الماده لهم،الى أن إنتهى وقت المحاضره،
ظل حازم،بمكانه،منتظراً أن تأتى مياده وتقترب منه،وكان سيناديها،لكن تفاجئ حين رأها تخرج من باب المدرج الخلفى.

جلس حازم على أحد المدرجات،يستعيد رؤيته لها اليوم،كانت فتاه أخرى،كانت صاحبة وجه جميل،وبرئ،دون مساحيق التجميل الصارخه التى،كانت تضعها،،على وجهها،وأيضاً تحجبت عن حق،لم تكن تُظهر بعض خُصلات شعرها،كالسابق،كما أنه عِلم أنها حصلت على تقديرات عاليه،العام الماضى،فرح قلبهُ كثيراً حين رأى هذا التغير عليها.

بينما مياده،كانت تنتظر إنتهاء المحاضره بفروغ الصبر،كى تخرج،أو بالأصح تهرب ،وهذا ما حدث حين إنتهى حازم من المحاضره،خرجت مُسرعه من الباب الخلفى،للقاعه،ذهبت الى مُصلى الفتيات بالجامعه،وقفت كانت ترتعش، حقاً الطقس بارد،لكن ليس هو السبب،هى تعرف السبب،خفقان قلبها،لامت نفسها على تلك المستهتره التى كانت بالماضى والتى كانت لديها معتقدات خطأ،وضعت يدها على خافقها وقالت بتحدى:
هدفى قدامى وهوصله،وهبقى،زيك فى يوم،يا حازم،مش هضعف،وهواجه حياتى مش هستسلم من تانى،وأعيش أكاذيب،الطريق قدامى لسه طويل،وبدايته معروفه،هى إنى أنجح فى دراستى،وأحقق،ذاتى،أخلق مياده الناجحه،بعيد عن اى كذب وتخلى عن المبادئ الصح.
،،،،،،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
خرجت سهر من الحمام،تنظر لذالك الأختبار بيدها بذهول،كيف حدث هذا،هى حامل مره أخرى،بهذه السرعه.

فى نفس الوقت،كان يدخل عمار
يبتسم لها.
لكن حين رأى وجهها عليه علامات الذهول،وبيدها ذالك الاختبار قال لها:
فى ايه،وأيه اللى فى إيدك ده؟

ردت سهر:ده إختبار،حمل ونتيجته إيجابيه.

ذُهل عمار هو الآخر قائلاً:حامل!
حامل بالسرعه دى، ليه مكنتيش بتاخدى مانع حمل؟

ردت سهر قائله:أنا أخدت حبوب لمدة أسبوع بس،وبعدها كنت تعبت،ولما قولت لطنط حكمت قالتلى أن تعبى ده من الحبوب،بلاشها،وممكن محملش بسرعه عادى،جداً،هى مكنتش بتاخد موانع حمل بينك وبين أخواتك البنات ومع ذالك مكنتش بتخلف غير كل سنتين.

هز عمار ،رأسه بتفكير قائلاً:يعنى ماما هى اللى قالتلك بلاش مانع حمل،وإنتى سمعتى كلامها،ودلوقتى،إنتى حامل،أحب أقولك كسبتى رضا حماتك يا سهر،مبروك يا روحى.

قال عمار هذا،قبل وجنتي سهر قائلاً:ماما هتنبسط قوى،يا نجمتى.

تبسمت سهر قائله:كله رزق من عند ربنا خلينا ننزل زمان مهدى مغلب طنط حكمت وكمان أنا جعانه.

بعد قليل
على طاولة العشاء.
نهضت سهر تشعر بغثيان.

تعجب الجميع
تحدثت حكمت قائله:مش عارفه مالها سهر بقالها كم كده متغيره،وشكلها خاسس يمكن مُجهده من الرضاعه.

تبسم عمار قائلاً:لأ مش مُجهده من الرضاعه،ده بسبب إنها سمعت كلامك،ومنعت وسيلة منع الحمل،وبقت حامل.

تعجب الجميع،بينما عمار ضحك،

لم تقدر حكمت على إخفاء فرحتها،بذالك الخبر.

بينما قال عمار:سهر صدقت ماما إنها لو سابت وسيلة الحمل مش هتحمل بسرعه،والنتيجه،أهى سهر حامل.

تبسمت حكمت قائله:وماله وفيها أيه أما سهر تبقى حامل مره تانيه،عقبال التالته،والرابعه،وربنا يزيد كمان، هى تخلف ومتحملش هم وانا موجوده أشيل معاها.

نظر عمار لوالداته بأندهاش،فيبدوا أن والداته تريد حِفنه من الأحفاد،وسهر أيضاً لديها ترحيب بذالك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت سنوات من العمر
بعد مرور عشر سنوات.

بمنزل وائل.
جلست غدير مع وائل،قائله:
مامتك كانت هنا إمبارح ولمحت لحكاية الخلفه،ياريت تقولها تبطل التلميحات دى،أظن أنا إتبهدلت بما فيه الكفايه،عمليات ترقيع رحم وبعدها عمليات حقن مجهرى،وللأسف النطفه بتموت،بعد فتره معينه من الحمل،وبقالى أكتر من سنتين،أهو،مواظبه على العلاج ومحصلش حمل مره تانيه.

تنهد وائل بسأم قائلاً:حاضر هقولها،ممكن تسيبينى أقوم أنزل للمعرض،أنا مبقتش بفكر فى الموضوع ده خالص،وسايب الامر لربنا.

ردت غدير:إنت مش بتفكر لانك واثق من نفسك مفيش منك عيب لكن انا المعيوبه دلوقتى.

رد وائل بزهق:غدير،بلاش عكننه عالصبح ،أنا عندى شغل طول اليوم فى المعرض ولازم أكون فايق للزباين.

هدئت غدير وأقتربت من مكان جلوس وائل ورسمت بسمه قائله:
وائل انا عندى حل لمشكلة الخلفه دى والحب سهل وبسيط؟

رد ووائل:وأيه هو الحل ده؟

ردت غدير:سمعت عن تأجير الأرحام،أحنا نشوف واحده تانيه نعطيها مبلغ مالى وياخدوا نطفه منك وبويضه منى ويخصبوهم ببعض،ويزرعوهم،فى رحم الواحده،تانيه دى ،ها أيه رأيك.

نظر وائل لها مصدوماً فها هو شيطانها يُعطى حلاً سافراً وفاجراً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالجامعه
وقفت مياده تناقش لجنة الأشراف على رسالة الدكتوراه الخاصه بها

كانت تناقش اللجنه،بثقه وثبات،تتحاور معهم فى أدق فروع الرساله،كان معها بقاعة المناقشه،
كل من
نوال،وعبد الحميد وكذالك منير،يساندوها
إنتهت من المناقشه،مع اللجنه،كانت تنتظر
قرارهم،
الذى اعطوه لها بالأجماع
حين قال أكبر أعضاء اللجنه،
بأسم جامعات التربيه بالمنصوره،بنعطى،للطالبه:مياده عبد الحميد عطوه،شهادة إجتيار الدكتوراه بمادة الجغرافيا،بدرجة إمتياز.

قال هذا ونظر الى مياده قائلاً:مبروك يا دكتوره،وكمان بصفتى من،هيئة التدريس بالجامعه،بهنيكى كزميله لينا بالجامعه.

تبسمت غدير،وشكرته،وشكرت ايضاً،لجنة المناقشه،وأخذت منه صك حصولها على الدكتوراه،ونزلت الى مكان جلوس
نوال وعبد الحميد ومنير.

فتحت لها نوال يديها،بإبتسامه،مُهنئه
إرتمت مياده بين يديها،تحتضنها قائله:شكراً ليكى،يا مرات عمى،إنتى صاحبة الفضل فى اللى وصلت ليه النهارده،لسه فاكره كلامك ليا لما كنت مُحبطه بعد ما فسخت خطوبتى من وائل،حطى هدف صح قدامك يا مياده وهتوصلى له،وأهو انا وصلت لهدفى النهارده،بقيت زميله،لدكاتره كانوا فى يوم بيدرسولى.

تبسمت نوال لها قائله:مش انا صاحبة الفضل يا مياده،ربنا هو اللى هداكى لبدايه طريق تاني غير اللى كنتى ماشيه فيه،كان عقلك صغير،وقفلاه،لما فتحتى عقلك،لقيتى بداية طريق تانى،فيه شعاع نور،مشيتى وراه لحد ما وصلتى لهدفك.

تبسمت مياده،وتركت نوال،وحضنها منير قائلاً:فرحتى بيكى النهارده متقلش عن فرحتى لما حضرت رسالة دكتواره علاء وعاليه،يمكن فرحتى اكتر كمان،مبروك يا بنتى.

حضنته مياده،بود قائله:متشكره يا عمى،أنا متأكده من صدق مشاعرك.

بينما هناك من تلمع عيناه بدموع الفرح،
إتجهت إليه مياده،وحضنته قائله:شكراً لدعمك يا بابا ليا،وإحتوائك ليا،كنت السند الداعم القوى،مش ناسيه سهرك جانبى فى ليالى الشتا،وانا بذاكر،ولاكوباية الهوت شوكيلت اللى كنت بتعملها ليا علشان تدفينى من السقعه.

نزلت دمعه من عين عبد الحميد قائلاً:انا فخور بيكى،يا مياده،وبفتخر بين الناس وبقول بنتى مدرسه فى الجامعه،البنت الناحجه فخر لأبوها.

رغم غصة قلب مياده من عدم حضور والداتها التى مازالت تصب كل إهتمامها بولدها الوحيد، لكن لن تجعل شئ يُعكر صفو شعورها بالنجاح التى حصلت عليه اليوم،وتبسمت لوالداها،الذى أكمل حديثه لها قائلاً:
فى ضيف موجود هنا مستنى خارج القاعه،طلب منى طلب،وأنا بصراحه وافقت عليه،بس لو معترضه قولى وميهمكيش،
قال عبد الحميد هذا وعلى صوته،قائلاً:إتفضل إدخل.

نظرت مياده ناحيه باب القاعه،
تبسمت بتلقائيه حين رأت من يدخل.

تحدث عبد الحميد:حازم طلب إيدك منى وأنا وافقت،رأيك أيه،لو مش موافقه قولى.

خجلت مياده وصمتت.

رد عبدالحميد بمكر،لو مش موااا

لم يكمل عبد الحميد كلمته حين تحدثت نوال قائله:مش موافقه أيه،لا طبعاً موافقه،علشان تبقى الفرحه فرحتين النهارده.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد.
بعد العصر

كانت سهر تسير بحديقة المنزل تحمل صنيه كبيره عليها مجموعة أكواب من العصائر لكن فجأه
شعرت سهر بوخزه قويه فى ظهرها،أستدارت،ترفع،رأسها تنظر الى أحد فروع تلك الشجره،وقالت بتوعد،ماشى يا مهدى أما تنزل من عالشجره دى،أنا هلسعك،بالنشابه اللى معاك دى،وأعمل حسابك محروم من المصروف،علشان تبقى تنشن عليا،كفايه إمبارح كنت هطير عين عمتك غدير،وجبتلى وش معاها وتقولى مش عارفه بتخلفى ليه بدال مش عارفه ترابيهم صح،إنت خليت الكل يبطل يزورنا،بسبب النشابه،دى،حتى العصافير طفشوا من الجنينه بسببك.

ضحكت حكمت التى كانت تجلس بالحديقة قائله: فى أيه يا سهر،بتكلمى مهدى الصغير بالطريقة دى ليه،سيبى الولد يلعب.

ردت سهر:كله من دلعك له يا طنط،اللى جاى على هواه،ده قاعد طول الوقت من يوم ما أخد الاجازه على فرع الشجره،وبنشن على اى حد ماشى فى الجنينه،بس ليكى الحق تدلعيه إنتى وعمو مهدى وعمو سليمان مش بينشن عليكم،معرفش ليه.

تبسمت حكمت بخفاء.

وضعت سهر الصنيه التى كانت بيديها على الطاوله، ونادت على أطفالها اللذين يلعبون،بالحديقة حول حكمت السعيده بهم.

وقالت:يلا تعالوا إشربوا العصير الفريش ده،الجو حار، ثم نظرت لذالك الصغير الذى يجلس على ساق حكمت وقالت له:
وأنت جيبتلك البيبرونه فيها حليب علشان تحل عنى شويه،صدرى نشف بسببك.

ضحكت حكمت،وقبلت الصغير الذى زام، ثم مدت يدها واخذت زجاجة الحليب،
وقالت له بموده:بس يا روحى ماما بتهزر خد سلى نفسك.
أخذ الصغير زجاجه الحليب،وبدأ يشرب منها.

نظرت له سهر وقالت: عيل مفجوع.

لم يستجيب لها أطفالها وظلوا يلهون بالحديقه ،لكن سمعت طفلها الأكبر مهدى يقول:
ماما هاتيلى كوباية العصير بتاعتى أشربها وأنا هنا فوق الشجره.

أدارت وجهها وقالت له:إنزل من عالشجره وخد كوبايتك،زى ما بتعمل معايا،لما بقولك ناولنى الكوبايه أشرب مش بتقولى،هاتى لنفسك أهو زى ما بتقولى،إنزل خدها بنفسك،المعامله بالمثل.

رد طفلها:خلاص يا ماما بعد كده هبقى أجيبلك تشربى،وعد.

تبسمت سهر ساخره تقول:كل مره بتقولى كده،وبتكذب.

رد مهدى:لأ وعد ياماما،صدقينى،هبقى أجيبلك تشربى،وعد.

نظرت سهر لحكمت التى تبسمت،
وقالت:خلاص بقى،يا سهر،ناوليه كوباية العصير،بتاعته قالك وعد.

نهضت سهر واخذت كوب العصير قائله:أهو أنتى شاهده،علشان لو خلف وعده بعد كده.

تبسمت حكمت قائله:أيوه أنا شاهده عليه.

ذهبت سهر الى مكان تلك الشجره،ووقفت على مقعد أسفلها ومدت يدها بكوب العصير،قائله بتحذير:حاسب متطرفش عن فرع الشجره لتوقع،أنا هقرب إيدى منك.

فعل مهدى مثلما قالت له: وأخذ الكوب من يدها،وقربها من شفاه قائلاً:
شكراً يا ماما أنا كنت عطشان قوى.

تبسمت سهر له بحنان،قائله:عطشان من قاعدتك فوق الشجره،إنزل،إلعب مع إخواتك هنا عالأرض،لازمتها أيه الشعلقه دى.

إنتهى مهدى من إحتساء كوب العصير،ومد يده لسهر،بالكوب الفارغ قائلاً:لأ أنا بحب ألعب،وأنا قاعد عالشجره،وخلاص مش هلعب،بالنشابه هلعب عالأيباد بتاعى شويه.

اخذت سهر الكوب من يدهُ قائله:إعمل حسابك لو الايباد وقع منه وإنكسر مفيش جديد.

رد مهدى:عادى وقتها هقول لبابا وهو هيجيبلى،يا سهري.

ردت سهر:ماشى هنشوف بابا،هيسمع كلام مين..
ذهبت سهر مره أخرى الى تلك الطاوله التى تجلس عليها حكمت ووضعت الكوب الفارغ،ثم جلست معها،تبتسم على صغيرها الجالس،على ساق حكمت،وقالت:عِشت نسفت البيبرونه.

تبسمت حكمت قائله:أيه يا سهر هتحسدى الواد،صحه وهنا على قلبه.

تبسمت سهر قائله:والله ما مدلع العيال دول غيرك يا طنط.

تبسمت حكمت:وماله ما يدلعوا براحتهم،معنديش أغلى منهم،ربنا يبارك فيهم،
قالت حكمت هذا ثم أكملت بمكر قائله:مع إن كان نفسى فى بنوته وسطهم،بس رضا عالسبع فرسان.

نظرت سهر لحكمت بتفكير.

فتبسمت حكمت.

لكن آتى طفل آخر من أطفال،سهر،يحمل بين يديه،إسكتش رسم وعلبة ألوان خشبيه قائلاً:
ماما شوفى أنا رسمتك وإنت جايبه لينا العصير،وكمان رسمت ناناه،وهى قاعده شايله أخويا الصغير.

تبسمت وأخذت منه ذالك الأسكتش ونظرت الى تلك الرسمه وقالت بسخريه:
طب هى الرسمه حلوه وكل حاجه،بس ليه حاطط فوق راسى قرنين كده،يعنى راسم ناناه حلوه قوى،وأنا ليه بقرنين.

رد طفلها:أنا رسمتك زى ما بشوفك فوق،فى الشقه،بتبقى عامله شعرك كده.

نظرت له سهر قائله:بس دول قطتين،هنا قرنين جاموسه،بس براڤو عليك فنان،يلا أقعد أشرب العصير بتاعك وبعدها كمل رسم.

تبسم طفلها وجلس لجوارها يحتسى العصير،وأتى بقية أطفالها،يشاغبون فيها،وتبتسم حكمت على أفعالهم مع سهر.

فى ذالك الوقت،جاء عمار الى مكان جلوسهم بالحديقة،إنحنى يُقبل،وجنة صغيرهُ التى تحمله حكمت،قائلاً: مساء الخير يا ماما.

تبسمت حكمت وردت عليه،لكن الصغير،رفع يديه له كى يحملهُ.

بالفعل حمله عمار،وهو يبتسم،ليأتى بقية أطفاله يلتفون حوله،كذالك مهدى الذى نزل من على الشجره،وألتفوا حول عمار كل منهم يحدثه عن ماذا يفعل،تبسم عمار وهو يخفى نظرهُ لسهر،سهر طوعت حياتها مع أطفالها،تقوم بتربيتهم بطريقه صحيحه،تعلم كل منهم ماذا يريد وتنمى بداخله موهبته،لكن لا ينكر أنه،رغم ذالك مازال يشعر أنها أحياناً طفله مثلهم،حين تشاغب معهم.

نظرت سهرلإلتفاف أطفالها حول عمار بغيظ مصطنع وقالت:دلوقتي كلكم إتجمعتوا،بقالى ساعه،بقول تعالوا،إشربوا العصير،محدش إتحرك من مكانه،لكن لما بابا جه كلكم لفيتوا حواليه،وماله.

تبسمت حكمت قائله:هو كده خلف الصبيان دايما مهما تعملى لهم،يلفوا على ابوهم وقت ما يشوفوه،إنما البنت حبيبة أمها .

تبسم عمار قائلاً:هطلع اخد دوش وانزل،خدى الولد يا ماما.

أخذت حكمت منه الولد،وغادر عمار
لكن
بمجرد أن توجه عمار يصعد الى الشقه، تركت سهر أطفالها قائله: خلى بالك من الولاد يا طنط حكمت، نسيت حاجه فى الشقه هطلع أجيبها وأنزل علطول مش هغيب.

تبسمت حكمت بخبث قائله: متقلقيش عليهم يا حبيبتى، براحتك، حتى زمان عمك مهدى جاى، وبحب يلعب معاهم، خدى وقتك بلاش إستعجال، ربنا يكرمك المره دى.

ردت سهر بعدم فهم قائله: يكرمنى بأيه يا طنط.

بنفس الخبث ردت حكمت: يكرمك ومعدتيش تنسى حاجه، وتركزى.

ردت سهر على نيتها قائله: آه يا طنط مش عارفه ليه بقيت بنسى كتير، كله من الأغبياء السبعه دول، يلا هطلع ومش هتأخر.

تبسمت حكمت بعد مغادرة سهر قائله: دول مش أغبياء، دول الامراء السبعه لمملكة زايد ربنا يبارك ويزيد، حسب نيتك، يا سهر.
……
صعدت سهر الى الشقه وتوجهت مباشرةً الى غرفة النوم، وجدت عمار يُعطيها ظهره يفتح أزار قميصه، تبسمت بمكر، وأغلقت باب الغرفه بالمفتاح.

سمع عمار، صوت تكات المفتاح، فادار وجهه، ونظر لها قائلاً: بتقفلى باب الأوضه بالمفتاح ليه؟

ردت سهر وهى تخلع المفتاح من كالون الباب، ثم وضعته بصدرها بين ملابسها:
قفلت الباب بالمفتاح، علشان محدش يقاطعنا من الولاد، وكمان علشان أضمنك.

تبسم قائلاً: تضمنينى، تضمنينى فى أيه!؟

أقتربت سهر، وهى تفتح سحاب عبائتها، ثم خلعتها قائله:
بتتهرب منى ليه يا عمار، مفكر إنى مش واخده بالى؟

أخفى عمار بسمته قائلاً: وهتهرب منك ليه يا سهر، ليا ليكى دين وخايف تطلبيه؟

ردت سهر: لأ بس من يوم ما قولتلك إنى هبطل وسيلة منع الحمل، وأنت بتتهرب منى، وشكلك مش عاوزنى أخلف.

رد عمار: سهر حبيبتي، أنا خايف على صحتك، إنتِ عندك سبع ولاد، خلفتيهم فى عشر سنين، أصغرهم عنده سنه وشهور، گفايه كده، ليه عاوز التامن.

ردت سهر: السبعه أغبياء وفشلت فى تربيتهم، تصور، بقول للواد مهدى إبنك الكبير ناولنى كوباية ميه أشرب قالى قومى خديها بنفسك إنتِ صغيره، والمخفى التانى الى وراه شرقانه قدامه وروحى بتطلع مهنش عليه يناولنى كوباية ميه أو حتى يطبطب على ضهرى،، ويقولى سلامتك، يا ماما، وكلهم كوم والصغير ده لوحده كوم تانى، كل ما يشوف وشى، يقولى
إضع (ارضع) تقولش البقره الى باباه شاريهاله، أنا عاوزه بنت، البنت حبيبة أمها، وأربيها على أيدى.

تبسم عمار يقول: طب ما أنتِ هتربيها زى بقية اخواتها وهتعمل زيهم.

ردت سهر: لأ أنا هربيها بطريقه تانيه انا خلاص خدت خبره ومش هكرر أخطائى، وبعدين إنت معترض على أيه، هو إنت الى هتتعب وتحمل تسع شهور ولا أنا، أنت مهمتك بتقضيها فى دقايق وبتكون مبسوط كمان.

نظر لها عمار هامسا لنفسه:
بقضى مهمتى فى دقايق وببقى مبسوط، ما هما الدقايق دى بنبسط فيها صحيح، بس بعدها بدفع التمن، إكتئاب ومُعناه طول مدة الحمل وحتى بعد الولاده إكتئاب.

نظرت له سهر قائله: إنت لسه هتفكر، خلينا نخلص دلوقتى العيال هيزهقوا طنط حكمت وتطردهم، ونلاقيهم طالعين لهنا،عيالى ومش تايه عن شقاوتهم،دول يزهقوا بلد بحالها.

تفاجئ عمار بدفع سهر له، ليختل توازنه، ويسقط على الفراش خلفه، وقبل أن ينهض
تسطحت فوقه سهر تبتسم بظفر.

تبسم عمار وإستدار بهم على الفراش، ليبقى جسد سهر أسفله، نظر لعيناها قائلاً:
سهر إنتى عاوزه أيه.؟

ردت ببراءه:عاوزه بيبى،يا عمار.

تبسم عمار قائلاً:طب وإبنك الصغير اللى مكملش سنه ونص ده أيه،مش بيبى.

ردت سهر قائله:لأ أنا عاوزه بيبى بنت.

تبسم عمار قائلاً: سهر أنا عارف إنك ميهمكيش تخلفى ولد أو بنت المهم إنك تخلفى، بتعقبينى علشان مرضتش زمان أسيبك تشتغلى مُدرسه، فقررتى تجيبلى مدرسه فى البيت، وبصراحه أنا بحب المدرسه دى، قوى بسببك، وبقول سبع أطفال كفايه،وبعدين مش يمكن لو خلفنا بنت أحبها أكتر منك وأدلعها.

فكرت سهر بقول عمار وقالت:خلاص بلاش نخلف بنت،بس بلاش تتهرب منى، زى ما بتعمل فى الفتره الاخيره.

قالت سهر ثم نظرت لعمار بمكر قائله: ولا قول بقى إن عمار زايد عجز وكبر خلاص، عليه العوض، أنا راضيه، برضوا عِشرة السنين.

تبسم عمار لها وهو يعلم أنها تحاول إستفزازهُ، لكن لم يقع فى فخ إستفزازها،
ورد بطريقه أوهمتها أنه وقع بفخها.
إنحنى يُقبلها، بهيام وعشق، لكن توقف عن تقبيلها فجأه ونهض عنها، مبتسماً، يقول:
أيه رأيك عمار زايد عجز وكبر.

قال عمار هذا وهو يشير لها بمفتاح الغرفة التى سبق ووضعته بين ملابسها.

نظرت له سهر التى مازالت مُستلقيه على الفراش وقالت: ماشى يا عمار يا زايد، طب طالما كده بقى، عندك ولادك السبعه، هسيبهملك وهروح أقعد فى مزرعة الفيوم أخد أجازه وأرتاح منهم.

ضحك عمار يقول: هاجيبهم وأجيلك هناك يا روح عمار، ناسيه بعد بكره خطوبه منى وكلنا هنروح الفيوم.

قال عمار هذا وألقى لها قبله فى الهواء ثم تحدث: أنا رايح أخد دوش، والله لو طلعت لقيتك لسه نايمه زى ما أنتى كده عالسرير، إحتمال، أفكر نجيب التامن،يمكن تبقى بنت وحبيبة باباها ، أنا بقول إحتمال مش أكيد.

قال عمار هذا وأنحنى جوارها على الفراش وقبلها قُبله خاطفه ثم وضع مفتاح الغرفه جوارها ونهض سريعاً يتوجه الى الحمام.

أغتاظت سهر من فعلته وقالت: وماله يا عمار مش قايمه من عالسرير، وهتشوف مين فينا اللى قراره هيمشى،وهيبقى ولد مش بنت وشوف هدلع مين غيرى .

بعد دقائق، خرج عمار من الحمام، يرتدى مئزر الحمام، نظر نحو الفراش، وتبسم بأفتتان حين وقع بصرهُ على سهر التى كانت مستلقيه على الفراش، والتى أبدلت ملابسها، وأرتدت أحد قُمصان النوم العاريه باللون الأحمر حاول إبعاد نظرهُ من عليها حتى لا يفتتن بها، لكن سهر قالت:
أيه مش هتنفذ وعدك.

تبسم عمار وهو يُزيح خصلات شعرهُ للخلف عن جبينه وقال:انا مقولتش وعد قولت إحتمال،بس القميص الحلو ده كان إختيار موفق بصراحه.

بعد وقت،وضعت سهر،رأسها على صدر عمار قائله:
عمار عاوزه أسألك عن حاجه محيراني.

رد عمار:وأيه هى الحاجه دى؟

ردت سهر:خطوبة منى،أنا عرفت أن عريسها،من عيله بسيطه ومهندس لسه بيبتدى طريقهُ،وإن لما حسام قالك عليه،وافقت بسهوله

رد عمار:وفيها أيه طالما سألت عنه ولقيته شخص محترم وعندهُ مسؤولية،يبقى ليه أبص للماديات،مش فاكره علاء لما إتقدم ل عاليه،كان لسه طالب فى كلية الطب،وكمان كان فى بداية طريقهُ،وأهو بقى من أشهر جراحين المنصوره، أنا إتعاملت مع صادق وهو أسم على مُسمى،يبقى ليه أرفضه لمجرظ شوية ماديات وكمان منى مرحبه وموافقه عليه،وده إختيارها.

ضمت سهر نفسها بقوه لعمار،وقبلت،وجنته قائله:أنا بحبك قوى،يا عمار،وبتمنى أجيب منك دستة عيال،ويكونوا كلهم شبهك كده،فى كل حاجه،أنا بعشق كل إنش فيك يا عماري.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومان
بمزرعة الفيوم،
كان حفل بسيط عائلى
كان المرح والود يسودان الحفل، الى أن دخل،ذالك الضيف

أقترب حسام وعمار وكذالك يوسف ورحبوا به
تحدث حسام قائلاً: نورت يا “حمدين بيه الغمراوي “

تبسم حمدين يقول: رغم إن مزارعنا جيران، وكمان إنك مدعتنيش عالحفله، بس واجب الجيره، قولت أجى أبارك.

تبسم حسام بمجامله قائلاً: أعذرينى،يا حمدين بيه،الحفله عالضيق كده،برغبة العروسين،وإنشاء الله فى الزفاف هتكون أول المدعيين.

تبسم حمدين وقال:إنشاء الله،نسيت أعرفكم على ولادى
هند بنتى خريجة الجامعه الامريكيه،إدارة أعمال،وخلاص إستلمت إدارة مصنع الكيماويات الخاص بيا هنا فى الفيوم،وكمان
حاتم إبنى الكبير وده دراعى اليمين.

رحب عمار وحسام ويوسف بهم،لكن كانت عين “هند” ثاقبه وقعت على هدف،سحرها.

كذالك حاتم هو الأخر إنبهر بالعروس الحسناء.
….
بعد إنتهاء حفل الخطوبه.
بغرفة عمار وسهر.

تبسم عمار وهو يلف يديه حول خصر سهر قائلاً:كنتى ملكة الحفله،بصراحه كنت غيران لما مامت العريس فكرتك أختى الصغيره.

تبسمت سهر قائله بدلال:طب ما أنا لسه صغيره،أنا عندى تلاته وتلاتين سنه بس شوف بقى،صغيره ولاااا،زى ناس بدأت بعض الشعرات البيضه فى شعرهم تظهر.

قالت سهر هذا ثم،
وضعت سهر،يدها تعبث بفروة رأسه.

تبسم عمار يقول:خدى بالك متعرفيش الشعر الأبيض ده بيعمل شغل مع البنات قد أيه.

نظرت له سهر قائله:
طب تبقى واحده كده مستغنيه عن عمرها وتقرب منك.

تبسم عمار وإنحنى يُقبلها هائماً،بقلب يزداد مع السنوات حراره وعشق.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مُضى عام
بسبوع تلك الصغيره التى مع قدومها،عادت الطيور الى عُشها وإرتسمت السعاده مره اخرى
إنها “سهر” الصغيره،(إبنة علاء وعاليه.)

وقفت سهر تحملها،أتى الى مكان وقوف سهر عمار الذى نظر للصغيره قائلاً:فيها شبه كبير منك.

تبسمت سهر قائله:ماما بتقول نسخه منى،وأنا مولوده.

لكن آتى اليهم،ذالك الصغير “عمار”إبن يوسف قائلاً:الله دى حلوه قوى انا هتجوزها لما تكبر شويه.

ضمت سهر الصغيره لحضنها قائله:
لأ دى أنا اللى هربيها وهجوزها،لمهدى إبنى.

رد الصغير،لأ انا اللى هتجوزها،
سهر علاء ل عماريوسف

تبسم عمار قائلاً:أنا بقول توافقى وتسبي عمار يوسف براحته،لأن عين إبنك مهدى،رايحه لناحيه تانيه بصى كده

نظرت سهر الى مهدى طفلها وجدته،يتهامس بطفوله مع إبنة يوسف الصغيره.

تبسمت لعمار الذى قال
واضح كده،فى المستقبل بداية تانيه
ل…..جوازة بدل

الى اللقاء….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top