متى تخضعين لقلبى
الفصل الثامن
مرت الايام التاليه على فريد كالجحيم فترتيبات عمله من جهه وكلمات حياة التى كانت تطن داخل أذنه دون توقف من جهه اخرى ، اما أسوئهم فهو اضطراره إلى التعامل مع نوبات غضب حياة المتواصله ، التى لم تدخر جهد لأثاره غضبه بكل الطرق الممكنه الامر الذى تطلب منه اقصى درجات ضبط النفس حتى لا يصب جام غضبه عليها ، فهى كانت تتعمد استفزازه ومعاندته فى ابسط المواقف والامور ، لذلك قرر ان افضل حل هو تجاهلها وعدم الاحتكاك بها حتى يتخلص من اعباء عمله وعقوده التى تتطلب التجديد قبل ان يتفرغ لها ، فهو عاقد النيه وبقوه على اكتشاف ما اشارت إليه من كلمات خلال حديثهم الاخير ، اما غضبه ويأسه المتزايد فكان يتخلص منه من خلال موظفيه المساكين او داخل صالته الرياضيه او الاسوء من خلال ذلك المشروب الذى اصبح يلازمه بكثره خلال لياليه .
استيقظ فى صباح اليوم السابق لحفله التجديد بأرهاق ، فرك وجهه بقوه فلديه يوم عمل مملؤ وشاق ، اتجه اولاً نحو المرحاض ليأخذ دشاً سريعاً يعيد إليه نشاطه ثم هبط فوراً إلى غرفه مكتبه مقرراً على غير العاده ترتيب اوراق اجتماعه والذهاب إلى مقر الشركه قبل موعد الاجتماع مباشرة
اما عن حياة فقد ندمت على ما تفوهت به تلك الليله فهى تعلم فريد وتعلم انه لن يمر ما تفوهت به مرور الكرام لذلك آثرت الهرب ، اما عن طريق المكوث داخل غرفتها والخروج بعد التأكد من خروجه للعمل او بمهاجمته و اثاره حنقه اذا حدث بالخطأ وصادفته ،
بعد منتصف الظهيرة انتهى فريد من تدقيق اوراق اليوم ثم تمطى بأرهاق قبل ان يقرر جمع اوراقه والتحرك ، فى تلك الأثناء نظرت حياة فى ساعه يدها فوجدتها تجاوزت الثانيه عشر ظهراً والهدوء يعم المكان وعلى ذلك تستطيع التحرك بحريه فى غيابه ، ارتدت لباس رياضى ثم توجهت مباشرةً نحو الدرج ، صادفت فريد عند مدخل الخروج الذى تسمرت نظرته ما ان رأها ، فقد كانت ترتدى لباس رياضى رائع مزيج من اللونين الابيض والاسود يحتضن خصرها ويتناسب تماماً مع انحناءات جسدها وترفع شعرها الناعم لاعلى على هيئه ذيل حصان ثم تتركه ينساب بنعومه فوق كتفيها ، شعر بحراره جسده تزداد من ذلك المظهر العفوى والمثير للغايه ، توقفت هى فى منتصف الدرج بأرتباك لا تعلم ما الذى يجب عليها فعله فلقد رأها وقضى الامر وليس هناك اى سبيل للهروب او الركض لاعلى مره اخرى لذلك قررت استئناف طريقها كأنها لا تراه ، رفعت رأسها بكبرياء وهى تمر من جواره دون حديث ، زفر مطولاً عده مرات للتخلص من كم المشاعر الذى اجتاحته دفعه واحده فهو مزيج غريب ما بين الغضب والإرهاق والاثارة ، اوقفها صوته يسألها بنبره منخفضة قائلاً بجديه بعدما تجاوزته :
-حياة انتى رايحه فين ؟!..
توقفت عن سيرها بعنفوان ثم عادت خطوتين للخلف حتى تقف امامه قائله بتحدى وهى ترفع احدى حاجبيها :
-رايحه أتمشى شويه فى مانع ؟!!..
ضغط على شفتيه بقوه وأغمض عينيه لبُرهه قبل ان يفتحها ويجيبها محاولاً الحفاظ على هدوئه النسبى :
-لا مفيش .. بس خدى حد من الحرس معاكى وانتى خارجه ..
انهى جملته وهم بالخروج وهو ينظر فى ساعه يده فلديه يوم مشحون عندما أوقفه صوتها معترضه :
-انا مطلبتش حد يجى معايا انا عايزه أتمشى لوحدى مش حاجه عويصه والله !!! ..
توقف عن سيره وأطرق راسه للأسفل قبل ان يهزها عده مرات بشراسه ويمرر كفه داخل خصلات شعره ثم استدار لها بجسد متصلب قائلاً بنبره لا تحمل اى معنى للمزاح :
-حياة .. صدقينى الجدال النهارده بالذات مش فى مصلحتك خالص .. يا تاخدى حرس معاكى وانتى بره يا تستخدمى اوضه الجبم جوه !! انتهى .
ثم انهى جملته وتركها تحدق بغضب فى اثره ، تحرك هو نحو الحديقه ثم استدعى رئيس الحرس ينبهه بنبرته الآمرة :
-حياة متطلعش من الفيلا لوحدها سامع !! لو عرفت انها خطت خطوه واحده بره الفيلا لوحدها هيكون اخر يوم ليك بكل اللى معاك ..
انهى تهديده ثم تركه واتجهه نحو سيارته ليصعد بها ويصفق الباب خلفه بقوه وغضب .
بالطبع انتهزت حياة فرصه خروجه من المنزل قبل ان تقرر الاستمرار فى عنادها ، كانت على وشك الاقتراب من الباب الخارجى للفيلا عند اوقفها احد الحراس بجسده الضخم يسألها مستفسراً بأحترام :
-حياة هانم حضرتك رايحه فين ؟!..
رمقته حياة بنظره متشككه قبل ان تجيبه على مهل قائله :
-رايحه أتمشى !! ..
اومأ الحارس لها بخنوع قبل ان يجيبها قائلاً :
-تمام يا فندم اتفضلى حضرتك قدامى ..
سألته حياة وهى ترفز بنفاذ صبر :
-يلا فين !! انا بقولك عايزه أتمشى .. لوحددددى !!! .
هز الحارس رأسه لها ثانيا قبل ان يعقب على حديثها قائلاً :
-معلش يا فندم معندناش أوامر انك تخرجى لوحدك ..
زفرت حياة مره اخرى مطولاً وهى تضع يديها فى منتصف خصرها وتنظر حولها متأمله قبل ان تمتم بتفكير :
-خلاص خلاص مش عايزه حاجه هقعد فى الجنينه شويه ..
اخفض الحارس رأسه للمره الثالثه لتحييتها بصمت قبل ان يعاود ادراجه إلى موقعه دون ان يستدير بظهره لها
سارت حياة قليلاً متظاهره بتأمل الحديقه بأزهارها عندما لمحت سلم خشبى طويل ملقى بأهمال فى احد أركان الحديقه الجانبيه ،لمعت فكره ما داخل رأسها وابتسمت بخبث وهى تحدث نفسها داخلياً بتحدى قائله :
-ابقى ورينى هتمنعنى ازاى ..
ثم صفقت يديها معاً بسعاده قبل ان تحاول تحريك ذلك السلم لترفعه نحو السور ، أتمت مهمتها ونفضت يديها بزهو قبل ان تبدء فى تسلقه عندما شعرت بيد ما تقبض على قدميها من الاسفل ..
فى مقر شركته كان فريد يجلس فى مقعده الوثير خلف مكتبه العريض يراجع بتركيز التعديلات الاخيره قبل توقيع الغد عندما صدع رنين هاتفه ليملئ الغرفه ، التقطه بهدوء ينظر فى شاشته قبل ان يعقد حاجبيه معاً ويجيب بجمود قائلاً :
-اتمنى تكون حاجه مهمه عشان تشغلنى بيها ..
صمت قليلاً يستمع بتركيز إلى الطرف الاخر ووجه يزداد عبوس ثم أردف قائلاً بنبره آمره :
-خليها عندك اوعى تخليها تطلع لحد ما اجيلك ..
رفع كفه ليفرك جبهته بأصبعه بأرهاق قبل ان يضيف بنبره تحذير خطيره :
-تمنعها من غير ما حد يلمسها فاهم !!! لو عرفت ان حد لمسها اقسم بالله هيكون اخر يوم فى عمره سامعنى !!! ..
ثم انهى مكالمته وانتفض من مقعده ملتقطاً مفاتيح سيارته وهو ينفخ بضيق وقد بدء غضبه يتصاعد من أعمالها الطفولية ثم خطى بخطوات واسعه نحو الخارج وهو يتمتم بعصبيه وحنق قائلاً :
-اه يا حياااة !!هشتغل ناظر مدرسه على اخر الزمن !!! ..
وصل فريد بعد دقائق فمقرعمله لا يبعد كثيراً عن منزله وهذا اهم ما يميزه ثم اندفع بسيارته مسرعاً عبر بوابه الفيلا الرئيسيه بعد ان قام بفتحها له متعجلاً الحارس الأمنى الخاص بها ، ولج إلى الداخل بغضب ساحقاً الممر الحجرى تحت اطارات سيارته ثم اوقفها فجأه فأصدرت فراملها صرير قوى جعل حياة التى كانت تقف على قرابه من المدخل تحاول الخروج تنتبه بكامل حواسها لقدومه
ترجل فريد من سيارته برشاقة وسرعه الفهد قبل ان يصفق باب السياره الامامى خلفه بهدوء تاركاً محركها لايزال هادراً ، توجهه نحوها على الفور والغضب يعلو قسمات وجهه وجسده المنتصب ، قبض بكفه على مرفقها يجرها نحو الداخل دون ان ينظر فى وجهها قائلاً بنبره عصبيه وصوت مكتوم وهو يضغط على شفتيه بقوه :
-تعالى ..
تلوت حياة بجسدها بين يديه تحاول الافلات منه وتحريره وهى تقول بحنق :
-سيب .. ااااه .. بقولك سيب ..
استمر فى طريقه جاذباً لها وهو لايزال يجرها خلفه دون الاهتمام بأعتراضها فاضافت وهى تزفر بضيق قائله بعصبيه :
-اه فريد بقولك سيب بتوجعنى ..
توقف عن السير بمجرد سماعه لجملتها ثم ابعد قبضته عن ذراعها دون ان تلين ملامحه او تحيد نظرته عن الطريق او حتى يحاول النظر إليها ، انتهزت هى فرصه تركه لها وركضت من خلفه نحو الخارج مره اخرى ، صدح صوت فريد بحنق وهو يهتف قائلاً بحنق :
-برافو حياااة …. حقيقى برافو !!! هجرى وراكى كمان فى سننا ده !!!.
وخلال خطوتين له استطاع القبض عليها ثم مال بجذعه للأمام نحوها ، وحاوط ركبتها بذراعه قبل ان يحملها فوق كتفه بغضب ويتحرك بها نحو الباب الداخلى للمنزل ثم قام بقرع جرس الباب الداخلى وهو يركله بقدمه بقوه ، ركضت مدبره منزله بخوف تسرع فى فتح الباب لمخدومها ، اتسعت عينيها بصدمه وهى تراه يحمل زوجته على ذلك النحو دون الاكتراث بوجود أشخاص حولهم ، تجاوزها فريد نحو الداخل مباشرهً ومنها إلى الدرج ليتسلقه ..
اما عن حياة فكانت تركل بقدميها فى الهواء فى محاوله بائسه منها للتخلص منه ثم صاحت معترضه بحنق وذهول قائله :
-نزلنى .. فرريييييييد بقولك نزلنننى ..
صدح صوته الجمهورى داخل ارجاء المنزل بنبره تهديد عاليه :
-حياااااااااااة !!!!! ..
اخذ نفساً عميقاً لم يهدئ من غضبه ثم أردف بنبره تهديد منخفضة :
-بلاش النهارده احسنلك .. بلاش النهارده عشان احنا الاتنين منندمش !! ..
توقفت عن الحركه واستكانت فوق كتفه بهدوء فنبره التهديد بصوته لا تحمل اى معنى للمزاح ابداً ، لوى فمه بابتسامه رضا رغماً عنه عندما توقفت عن محاولاتها فى مقاومته .
كانت عزه تراقب ما يحدث بينهم بوجه عابس والغيره تتأكلها داخلياً ، فكرت بحقد ما الذى ينقصها عنها حتى يكن لها كل ذلك الحب !!! فعلى العكس حياة ليست بنصف مقدار جمالها كما انها تطيعه منذ قدومها للمنزل وتسعى دائما لراحته، وضعت يدها داخل جيب ردائها لتخرج منه هاتفها المحمول بعدما اتخذت قرارها النهائى ، طلبت رقم ما ثم تحدثت بمجرد سماعها الطرف الاخر يجيب قائله بتصميم :
-ايوه يا بيه .. انا موافقه اعمل اللى قلت عليه خلاص ..
ثم اغلقت هاتفها وهى تتوعد لحياة .
وصل فريد إلى الطابق العلوى وتحديداً امام غرفتها ثم دلف لداخلها وهو لايزال يحمل حياة حتى وصل إلى الفراش ثم القاها فوقه بلا مبالاه قبل ان يعيد ترتيب ملابسه ويمرر يده داخل خصلات شعره قائلاً لها بتهديد وهو يشير إليها بأصبعه :
-متتحركيش من هنا لحد ما ارجعلك فاهمه !!! ..
انتفضت هى من الفراش بعصبيه ثم تحركت حتى وقفت امامه قائله بتحدى :
- لا مش فاهمه انا من حقى ……
حرك كلتا كفيه ليحاصر وجهها ويمنعها من الحركه ثم قطع جملتها بطبع قبله قويه فوق شفتيها ثم تركها وانصرف على الفور بعد ان اوصد الباب خلفه بالمفتاح من الخارج ،
تسمرت حياة فى مكانها من رد فعله الغير متوقع ولم يعيدها للواقع سوى صوت تكات المفتاح من الخارج ، ركضت فى اتجاهه فى محاوله بائسه لفتحه رغم انها تعلم جيداً عدم جدوى محاولتها قبل ان تطرق عليه بعنف هاتفه بأسم فريد بغضب :
-فريد افتح الباب ده !! انت بتهزررررر !! انت بجد هتحبسنى!! فريييييد !!!!! ..
لم تتلقى اى رد فعل منه لذلك توقفت قليلاً تلتقط انفاسها المتلاحقة قبل ان تركض نحو الباب المشترك بينهم ومنه إلى باب غرفته لفتحه والخروج منه ولكن هيهات ، فقد سبقها بتفكيره وأغلقه هو الاخر ، وقف فريد يبتسم بأنتصار ثم ركض إلى الاسفل مره اخرى مصادفاً عفاف فى طريقه للخارج ، توقف ليقول لها بنبرته الآمرة المعتاده :
-محدش يفتح لحياه لحد ما ارجع فاهمين !! ..
اؤمأت له برأسها موافقه على مضض قبل ان يختفى هو من امامها مستأنفاً طريقه نحو الخارج .
فى المساء عاد فريد إلى المنزل وهو يتنفس الصعداء بعد انتهاء جميع اعماله المتراكمة ، تحرك فوراً نحو غرفته لتبديل ملابسه وأخذ دشاً سريعاً قبل ان يتوجه نحو غرفه حياة ، طرق باب الغرفه المشترك بينهم وكان هو الوحيد الذى يستخدمه لذلك كانت تعلم حياة هويه الطارق ، تحركت نحو الباب لفتحه على مصرعيه تاركه له المجال للدخول قبل ان تستدير بجسدها عائده لتقف بحوار قائم الفراش بغضب
ظل فريد ينظر إليها متأملاً دون حديث مما اثار حفيظتها فتحدثت قائله وقد عاهدت نفسها فى الصباح على تجاهله تماماً :
- مفيش حاجه مهمه هنا عشان تفضل واقف باصلها كده !!!
التوت شفتيه بنصف ابتسامه ثم تحرك نحو خزانه الأدراج يتكأ بجسده عليها قائلاً بتسليه :
-يمكن بالنسبالك مفيش .. بس بالنسبالى انا حياتى كلها واقفه قدامى ..
لوت فمها بأستهزاء قبل ان تأخذ نفساً عميقاً وتعقد ذراعيها امام صدرها فى تأهب قائله بنبره عتاب حزبنه :
-فعلاً حياتك !! وعشان كده حبستنى زى القطط من غير ما تفكر مره واحده ان ممكن احتاج اخرج طول الساعات دى !! او الاسوء ان ممكن تحصلى حاجه جوه ومحدش يعرف عنى حاجه او حتى يوصلى !!! .. طبيعى ما هو ده فريد .. حاجه استعصت عليه فحارب لحد ما ضمها لمجموعته وبقت بتاعته !! حب امتلاك مش اكتر ..
توترت عضلات جسده وارتبكت ملامحه فأستقام فى وقفته واخرج يده من جيوب بنطاله وبدء يتقدم نحوها فى خطوات بطيئه واثقه تراجعت هى على اثرها حتى وجدت جسدها يرتطم بالحائط ، اقترب فريد منها ليحاصرها وانحنى برأسه نحوها فحال دون فرارها ثم أردف قائلاً بحنان :
-عارفه المشكله فين ؟!!.. المشكله هنا .
انهى جملته ثم مد احدى يديه ليحتضن كفها بنعومه ، نظرت إليه حياة بتوجس ونظرات حائرة وهو يحتضن يدها ويرفعها بهدوء حيث موضع قلبه مستطرداً حديثه بنبره حانيه وهو لا يزال محتفظاً بوضع كفه فوق كفها :
-ده اختارك من ساعه ما وصف حالته وانتى جنبه بأسمك .. حياة كامله بيعيشها بنظره او كلمه واحده تقوليها .. عايزه تشوفى ده تملك شوفيه .. بس انا متاكد انه حب وحب خالص .. وبالنسبالى كل حاجه متاحه فى الحب والحرب حتى لو انتى رفضتى ده ..
انهى جملته وهو يرفع كفها نحو فمه ويقبل باطن يدها عده قبلات رقيقه ناعمه ، ازدردت حياة لعابها بصعوبه بالغه وفتحت فمها عده مرات فى محاوله للرد عليه ولكن فى كل مره كانت تهرب منها كلماتها فلم تجد الجواب المناسب سوى انها اخفضت رأسها وضغطت على عينيها بقوه محاوله نفض كلماته من رأسها ثم سحب يدها من يده بهدوء ، انقذها بضع طرقات فوق الباب فتسائل فريد بصوت مكتوم وهو يضغط على شفتيه :
-ايوه .
اجابته مدبره منزله بهدوء قائله :
-فريد بيه العشا جاهز ..
أجابها وهو يرفع إصبعه ليضعه فوق ذقن حياة رافعاً رأسها إليه حتى يستطيع النظر داخل عينيها مباشرةً قائلاً بصوت أجش :
-تمام احنا نازلين ..
اوشكت حياة على الاعتراض ولكنها تراجعت فهى كانت تريد التخلص من وجوده بداخل حجرتها بأسرع وقت ممكن ، تحرك هو اولاً يفتح الباب قبل ان يتكأ بجسده عليه تاركاً لها حيز صغير للخروج منه ، توقفت هى امام الباب تسأله بهدوء :
-ممكن توعى عشان انزل ؟!..
رفع احدى حاجبيه مستنكراً قبل ان يجيبها بمرح قائلاً :
-ما تعدى وإنا منعك ؟!..
زفرت مطولاً ثم اجابته بنفاذ صبر قائله :
-هعدى ازاى وانت واقف كده مفيش مساحه اعدى منها ..
التوت فمه بنصف ابتسامه ثم اضاف يمازحها :
-والله المكان واسع وتقدرى تعدى الا لو انتى محرجه تقولى انك طخينه والمكان مش مكفيكى !! ..
نظرت له شرزاً قبل ان ترفع رأسها بتحدى وتمر من خلال الباب ، حاولت حياة بكل طاقتها الا تحتك به اثناء خروجها لتثبت له عدم صحه حديثه وقد وقعت فى فخه ، انتهز فريد الفرصه وضيق الفراغ اكثر بينهم فأحتك كامل جسدها بجسده ، شهقت بصدمه من تصرفه ورفعت رأسها تنظر إليه شرزاً فتفاجئت بأبتسامته العريضه العابسه التى استفزتها تملأ وجهه تمتمت بحنق واضح قائله:
-انت قليل الادب على فكره عشان انت متعمد …
دوت ضحكته حولها بقوه قبل ان يضيف بسعاده قائلاً :
-امممممم فى تقدم .. ع الاقل مسمعتش بكرهك من كام يوم ..
ضربت حياة الارض بقدميها من شده الغيظ ثم ركضت نحو الدرج للأسفل وهى تمتم بكلمات غير مفهومه لم تلتقط أذنه منها سوى كلمه مغرور مما جعل ابتسامته تزاد سطوعاً وهو يتحرك فى اثرها .
فى الصباح التالى استيقظت حياة وهى تبتسم بأنتصار من امتثال فريد لرغبتها ، فاليوم هو ميعاد تلك الحفله المزعومه ولم يأتِ على ذكراها مره اخرى او يقم بأى تحضيرات استثانئيه لذلك هى بأمان ، تمطت بكسل ثم قفزت من فوق الفراش بسعاده وأغتسلت جيداً بالماء الدافئ لبدء يومها بنشاط قبل ان تهبط إلى الأسفل ، كانت على وشك الخروج عندما سمعت طرقات خفيفه فوق باب غرفتها الخارجى ، أجابت حياة الطارق بنبره ناعمه قائله :
-اتفضل الباب مفتوح ..
تفاجئت حياة بعزه تدلف إلى داخل الغرفه بملامح جامده وهى تحمل بكلتا يديها صندوق كبير مغلف بطريقه رائعه يتوسطه صندوق اصغر منه من نفس التغليف ، توجهت نحو الفراش مباشره لتضع ما تحمله يدها فوقه بحرص ثم تحدثت إلى حياة بنبره رسميه جافه :
-فريد بيه بعت دول عشان حضرتك وبيفكرك انه هيتحرك الساعه ٧ فتكونى جاهزه قبلها ..
هزت حياة رأسها عده مرات فى تصميم ، فهى لا تكشف لموظفته عن نيتها فى عدم الذهاب ، خرجت عزه وظلت حياة داخل غرفتها تجلس بهدوء فوق احد المقاعد مر الوقت سريعاً وحياة لازالت جالسه داخل غرفتها تضع ساق فوق الاخرى بكبرياء وتعبث بخصلات شعرها وهى عاقده النيه تماماً على مخالفه آمره ، وفى تمام الخامسه سمعت طرق اخر فوق الباب فظنت انها عزه مره اخرى اجابتها بهدوء :
-ادخلى يا عزه ..
فتح الباب وتفاجئت بفريد يطل من خلفه ينظر إليها مطولاً ثم يقول بفم متقوس :
-امممم .. كنت متوقع ..
انتقضت حياة من مجلسها بارتباك ولكن سرعان ما تمالكت نفسها ورفعت راسها بتحدى منتظره رد فعله التالى ، تقدم فريد نحوها ببطء وهو يبتسم ابتسامه عابثه حتى توقف امامها ثم انحنى بجزعه فجاه امامها ووضع ذراعه فوق ركبتها والأخرى خلف خصرها ليحملها فى اقل من ثانيه ،لم تعى حياة ما قام به الا بعد ان وجدت نفسها داخل احضانه ، شهقت مصدومه وهى تحاول التخلص منه وتعترض عن فعلته بذهول قائله :
-فريد !!! انت بتعمل ايه نزلنى ..
أجابها بمرح وهو يتحرك بها نحو غرفته :
-ولا حاجه مش انا قلتلك فرصه البسك بأيدى وانا راجل مبعرفش أفوت فرصه تيجى قدامى وخصوصاً لو زى ده ..
ركلت حياة بقدميها فى الهواء محاوله التخلص منه فحدثها فريد :
-لو فضلتى تتحركى كده هسيبك تقعى على فكره ..
لم تهتم بتهديده بل ظلت تركل بقدمها فأرخى فريد قبضته من حولها فبدء جسدها ينزلق للأسفل ، شهقت حياة برعب وهى تلف كلتا ذراعيها حول عنقه لتتشبث به وتدفن رأسها داخل تجويف عنقه متمته برعب :
-فريد الحقينى هقع ..
دوت ضحكته عالياً ثم انزلها على قدميها وهى لاتزال متشبثه به ، تنهد بحراره وهو ينظر إليها مطولاً وقد تبدلت ملامحه كلياً ثم أجابها بصوت أجش وعيون داكنه :
-عمرى .. طول مانا جنبك عمرى ما اسيبك تقعى ..
شعرت بحراره جسدها تزداد من شده توترها فهى لا تصدق انها هى من تمسكت به فابتعدت عنه على الفور قائله بخنوع للهروب من ذلك الموقف المحرج :
-ممكن تسيبنى بقى عشان اروح البس ..
هز رأسه لها موافقاً وهو لا يزال يبتسم لها بعمق فمنذ أعوام طويله يشعر ان هناك امل ..
عادت حياة إلى غرفتها مره اخرى وقامت بفتح ذلك المغلف الموضوع فوق فراشها بعنايه ثم شهقت بأعجاب وهى تقوم بأخراج ذلك الفستان الرائع بقماشه المخملى الناعم من اللون الاحمر
رفعته ووضعته فوق جسدها وظلت تدور به عده مرات برشاقة وانبهار تام ثم سارعت فى ارتدائه .
انتهى فريد من ارتداء ملابسه ونزل إلى الاسفل ليقوم بأجراء عده مكالمات هاتفيه اخيره قبل انطلاقه ، انهى حديثه وظل ينظر نحو الدرج بتأفف منتظراً قدومها فالساعه اوشكت على السابعه ، بعد قليل شعر برائحتها الخلايه تغزو المكان من حوله ، رفع رأسه لاعلى وقد تسمرت نظرته واتسعت عينيه بأنبهار وتسارعت انفاسه بسبب الشعور الذى اجتاحه من رؤيتها ، كانت تهبط الدرج بكل ثقه وهى ترتدى ذلك الفستان الحريرى الذى يتلائم تماماً وبشده مع تقاسيم جسدها المغريه ثم ينساب من فوق خصرها بنعومه واتساع إلى الاسفل وحذاء قطيفى اسود اللون يماثله فى النعومه والجمال ، كان كل ذلك من اختيار فريد ولكنه لم يتوقع ان تهرب منه كلماته عند رؤيتها بتلك الصوره المدمره امامه ، أنها تبدو كالفاكهه المحرمه بالنسبه إليه فقط لا يستطيع سوى النظر إليها ولكن دون لمسها ، تحركت هى حتى وقفت امامه وتمتمت برقه قائله :
-انا جاهزه لو خلاص ممكن نتحرك ..
لم يكن ينقصه سوى هذا التحول الكامل فى صوتها وسلوكها أيضاً حتى تنهار دفاعاته ، رفع رأسه للاعلى حتى برزت تفاحه ادم خاصته بشكل قوى ثم تنهد بحراره بعد ان ازدرد ريقه بصعوبه بالغه قائلاً بصوت مكتوم من شده الإثارة :
-طب اعمل ايه دلوقتى ؟!.. ياريتنى ما كنت صممت عليه ..
سألته حياة مستفسره :
-فريد فى حاجه ؟!..
تنحنح عده مرات محاولاً السيطره على مشاعره قبل ان يجيبها قائلاً :
-لا مفيش .. يلا نتحرك عشان منتأخرش ..
حرك يده ليحتضن كفها ولكنها تراجعت للخلف قليلاً بأرتباك فتراجع هو عن حركته وأشار لها بيده لتتقدمه فى الخروج ثم سار بجوارها كلاً غارقاً فى تفكير مختلف عن الاخر .
متى تخضعين لقلبى
الفصل الثامن (الجزء الثانى)
بعد قليل كانت السياره تتوقف امام فيلا غريب رسلان ، ترجلت حياة من السياره اولاً بعدما قام احد حراس فريد الخاص بفتح الباب لها ، تنفست بضيق فهى لم تحب فكره وجودها فى ذلك المكان وخصوصاً بعد المقابله الوحيده والاخيره مع اخت فريد غير الشقيقه ، افاقت من شرود افكارها على يد فريد التى تسللت نحو ذراعه ليتأبطه بتملك واضح ، ثم احنى رأسه فى اتجاه اذنها قائلاً بنبره منخفضة :
-حياة كل ده عشان مظهر الشركه فياريت على قد ما نقدر نحافظ عليه ..
اومأت برأسها موافقه دون حديث فهى كانت فى مجال الاعمال أيضاً وتعلم اهميه تلك اللحظات لنجاح الشركات الكبرى مثل شركته ، اخذت نفساً عميقاً ثم زفرته ببطء للخارج قبل ان ترفع رأسها للاعلى فى كبرياء وهى تتحرك بجواره نحو الداخل ، تحركت كل العيون تنظر فى اتجاههم بمجرد وصولهم إلى الحديقه ، لوت حياة فمها بسخريه فبالطبع السيد فريد هو نجم تلك الامسيه وكل الأمسيات ان صح التعبير ، تحرك والده نحوهم فور رؤيته لهم لاستقبالهم وتحركت بجواره امرأه فى الخمسينات من العمر رائعه الجمال علمت حياة بمجرد رؤيتها انها زوجه والده جيهان ، او رأس الافعى كما تلقبها والدتها ، استقبله والدهم بحبور اما عن زوجه ابيه فقد اكتفت بأيماءه خفيفه براسها لفريد ونظره احتقار جليه لحياة ، اصطحبهم والده على الفور نحو شركائهم الفرنسيين للتعريف بحياة ، انتهى التعريف سريعاً بعد العديد من المجاملات التى قيلت بالعبارات الفرنسيه فى جمال حياة الشرقى الخالص والتغزل قليلاً فى عيونها ونظرتها ، فهمت حياة ما يقال بينهم ولكنها اثرت الصمت ، زفر فريد بنفاذ صبر وشتم عده مرات بخفوت عندما امسك رجل ما بكف حياة ثم قام بتقبيلها على حين غره منها ، سحبت هى يدها على الفور ولكن الاوان قد فات فقد بدء الغضب يظهر على فريد ، تدارك والده الامر سريعاً فأضاف موضحاً للجميع ان زوجة ابنه من طبقه محافظه لا تحبذ تلك الأفعال وبناءاً عليه لم يتجرء احد على لمس يدها مره اخرى
مرت الساعات الاولى على حياة وهى تتحرك برشاقة وتبتسم بمجامله وترحاب لكل من صادفته حتى شعرت بعضلات وجهها بدءت تتيبس من كثره الابتسام ، الامر الذى فاجئ فريد كثيراً فقد كان يتوقع بركان ثائر يمشى على قدمين وليست زوجه رجل اعمال محنكه تتعامل مع الجميع بفنطه وذكاء ولكن فى نفس الوقت كان يشعر بالسعاده والفخر نحوها ، خلال الامسيه كانت كلاً من زوجه والده وابنتها نيرمين و نجوى يتابعان بحقد تحركات حياة وفريد سوياً وهمهمات الرضا عن ذلك الكوبل الرائع والسعيد ، فتباينت المشاعر بينهم ما بين من يشعر بالرعب على مكانته التى بدءت تتضائل ومن يشعر بالحقد لعدم حصوله على فرصه مماثلة وكلاً منهم ينتوي التحرك قبل ضياع كل شئ .
فى منتصف الحفل بدء جميع المدعوين من تلك الطبقه الراقيه فى التهافت على طاولات المشروب التى كانت تحوى جميع انواع الخمور الغاليه والعتيقه ، شعرت حياة بأنقباضه قويه داخل صدرها من ذلك المشهد الغير محبب لنفسها ، تنفست عده مرات فى محاوله منها لتهدئه ذلك التوتر الذى بدء يزحف بداخلها من تلك الأجواء ، اطرقت راسها للأسفل فالحل الاسلم لتجاوز تلك الامسيه ومواجهه مخاوفها هو عدم التركيز معهم والتفكير بأى شئ سعيد يشتت انتباهها لذلك اثرت الانسحاب فى احد الأركان حتى تصبح بعيده عن الأنظار .
فى تلك الأثناء التفت فريد الذى كان يقف بالقرب من طاوله الشراب على يد ما تمسك به من الخلف ، لوى فمه بأحتقار ثم تشدق بجملته قائلاً :
-انتى ابوكى ازاى سايبك كده وايه القرف اللى انتى لبساه ده ؟!.. روحى شوفيلك كوبايه قهوه اشربيها بدل مانتى سكرانه طينه كده !…
ترنحت نجوى من شده ثمالتها ثم اجابته بكلمات متعلثمه :
-لابسه كده عشانك .. وشربت كده عشانك برضه !! .. مانا مش قادره استحمل اشوفك معاها وانا لاء .
زفر فريد بضيق جلى قبل ان يجيبها بنبره حاده وقد بدءت علامات الغضب تغزو ملامحه :
-قلتلك كام مره متجبيش سيرتها على لسانك ده !!
صرخت نجوى بحقد تساله :
-تفرق عنى فى ايه !!! تفضلها عليا ليه ؟!..
تقوس فم فريد بوضوح ثم اقترب منها وهو يرد عليها بتجهم مشيراً بأصبعه نحو حياة التى تقف مذعوره قائلاً :
-بصى كده عليها .. شايفه هى نضيفه ازاى ؟!..
صمت قليلاً ثم اضاف بنفس نبرته بعد ان حول نظره نحو نجوى يتفحصها بضيق :
-وبصى على نفسك كده .. على قد ماهى نضيفه على قد مانتى و***
انهى جملته ثم تركها وانصرف مبتعداً نحو طاوله حياة ..
صرخت بِه نجوى مهدده بحقد قبل ان يبتلع صوتها تلك الموسيقى الصاخبه فلم تصل إلى مسامع فريد :
-انا هوريها .. وحياة ابويا لريحك منها عشان تعرف تحب فيها كويس .
اما عن حياة فقد بدءت الزعر يدب داخل أوصالها بقوه ، اغمضت عينيها بيأس وضغطت عليهما بشده محاوله طرد تلك الصوره التى بدءت تتجمع داخل عقلها بوضوح ، بدءت تشعر بوخز الدموع داخل مقلتيها مع ازدياد حاد فى ضربات قلبها ، فتحت عينيها مسرعه حتى لا تسمح لتلك الصوره فى الظهور امامها ، ارمشت بعينيها عده مرات فى محاوله جاده منها لصرف تلك الدموع التى اوشكت بالإفصاح عن نفسها ثم حدثت نفسها داخلياً :
-متخافيش انت كبيره وقويه .. انتى غير حياة زمان ..
جالت بنظرها نحو الخارج فى محاوله اخيره لصرف تفكيرها عن اى شئ مخيف عندما استحوذ على انتباهها رجل ما فى منتصف السبعينات يغزو الشيب ملامحه ، كان يترنح بشده وهو فى طريقه نحو حياة ، فى تلك اللحظه كان فريد يتقدم نحوها وهو ممسكاً فى يده احدى كاسات المشروب ، سألها فريد بنبره قلقه وقد لاحظ شحوب وجهها ونظرتها نحو الفراغ :
-حياة انتى كويسه ؟!..
شحب وجهها اكثر وعينيها تتابع ذلك العجوز الذى كان يقترب من طاولتها ببطء ، انتفضت حياة من سؤال فريد ومن ذلك العجوز الذى تجاوزها للتو متوجهاً نحو طاولته خلفها ، وضعت يدها فوق قلبها برعب ثم تراجعت خطوه للخلف تنظر بخوف نحو فريد قبل ان تلتقط عينيها ذلك الكأس البغيض داخل كفه ، اجابته بنبره حاده :
-انا عايزه امشى .. انا مش عايزه اقعد هنا ..
انهت جملتها وانحنت للأمام تمسك طرفى ردائها بيدها لترفعه ويحول دون تعثرها قبل ان تركض نحو الخارج دون انتظار اجابته ، ركض فريد خلفها مستنكراً من تلك الحاله الغريبه التى اصابتها فهى كانت على ما يرام عند بدايه الحفل ، لحق بها على الفور ثم أشار لأحد حراسه بالتحرك ، بعد عده ثوان كانت حياة تستقل السياره وفريد يجلس بجوارها قبل ان تشق طريقها نحو الخارج
جلست حياة فى مقعدها بأنكماش وزعر وهى تحتضن جسدها بذراعيها ورائحه الكحول المنبعثة من فريد تغزو انفها بقوه فتصيبها بالغثيان ، اغمضت عينيها مره اخرى فى محاوله منها للبحث عن جزء بسيط من شجاعتها الزائفه ، ومضت صوره اخرى بوضوح عن تلك الغرفه الكريهه التى ظلت حبيستها لايام دون الخروج منها ، بدء جسدها فى الارتجاف وهى تتذكر مشهده وهو يحمل تلك الزجاجه اللعينه فى يده ويرتشف منها بشراهة تاركاً ذلك المشروب الردئ ينسكب فوق ردائه وفمه وهو يتقدم بأتجاهها ، انها تكرهه وتكره والدها وابداً لن تسامحه على ما فعله بها ، كان فريد يراقب كل ردود فعلها عن كثب بعدم استيعاب ، سألها بهدوء :
-حياة انتى كويسه ؟!..
لم تجيبه فيبدو جلياً لمن يراها انها فى عالم اخر ، عالم لا ينتمى للأحياء ، كرر سؤاله مره اخرى وهو يمد إصبعه ليلتمس بشرتها العاريه :
-انتفض جسدها من اثر لمسته وانكمشت اكتر على نفسها قبل ان تقول له بنبره حاده :
-متلمسنيش .. متلمسنيش .. مش عايزه حد يلمسنى ..
شعر انها على وشك الإغماء لذلك لم يستطيع الضغط عليها اكثر فتركها وشأنها رغم انه كان داخلياً يحترق لمعرفه ما الذى حدث معها ، سيطر الصمت على رحلتهم حتى دلفت السياره من البوابه الخارجيه للفيلا ، صرخت حياة فى السائق بحده طالبه منه ان يتوقف ، توقفت السياره على الفور وخرجت هى منها بعد ان قامت بخلع حذائها لتركض نحو الداخل ، لم يستطع فريد السيطره على اعصابه لأكثر من ذلك فهو لن يتركها قبل ان بعلم ما الذى حدث لها وما هذا الشئ اللعين الذى تمر به ، ركض خلفها وأمسك بذراعها بقوه صارخاً بها بعصبيه :
-حياااااااة .. اقفى كلمينى فهمينى بتعملى كده ليه !!!!!!! ..
حاولت التخلص من قبضته وهى تنظر إليه برعب وبعد مجهود منها أرخى قبضته عنها تاركاً لها المجال بالعوده إلى داخل المنزل ، ألمه مظهرها فقرر اللحاق بها إلى الداخل أيضاً ، هتف بأسمها مره اخرى وهو يمسك بخصرها من الخلف ليوقفها ويمنعها من التقدم اكثر ، صرخت بِه بقوه وقد بدءت الارتجاف يسيطر على جسدها بالكامل قائله :
-سيبنى .. انا بكرهك .. سيبنى متقربليش .. مش عايزه حد يقربلى انا بكرهك وبكرهه وبكرهكم كلكم .. انت زيه !! انت كمان بتغصبنى على كل حاجه .. انت زى بابا و زى غريب .. كلكم عينه واحده .. انت شبهه فى كل حاجه !! انا مش عايزه حد منكم فى حياتى .. انت فاهم انت زى ابوك وأبويا وعشان كده انا بكرهك ..
انهت صراخها ثم ركضت بكل قوتها نحو الدرج ومنه إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها جيداً من الداخل بالمفتاح
ظل فريد مكانه يحاول استعياب ما تفوهت هى به للتو !! لقد قارنته بقاتل والدته !!! كل محاولاته خلال تلك السنوات فى ان لايصبح مثل والده ذهبت هباءاً منثوراً عندما حكمت حياة عليه بجمله واحده انه يشبهه ، تحرك نحو الخارج وذلك العرق بجانب صدغه ينتفض بشده من قوه غضبه ، استقل سيارته واتجهه نحو مكانه المعتاد ، جلس فى مقعده خلف طاوله البار وطلب من النادل اقوى شراب لديهم ، ظل بتحسى بشراهه وكلماتها تطن داخل اذنه حتى شعر بقدميه لا تقدران على حمله ، انهى حسابه وترجل نحو الخارج بجسد مثقل ولكن بعقل يقظ يتذكر كلماتها واشمئزازها منه بوضوح
دلف إلى المنزل والغضب يتصاعد بداخله من اثر تشبيهها وكرهها له صعد إلى غرفته بشعر مشعث وعيون مكفهره وتوجهه مباشرةً نحو خزانته ، اخرج منها ذلك المفتاح الاحتياطى لبابهم المشترك الذى كان يخفيه للطوارئ ثم ادار المقبض وفتح الباب على مصرعيه واقتحم غرفتها وهو لايزال يترنح ، كانت حياة تجلس على حافه الفراش ولازالت ترتدى ذلك الفستان وتستند بمرفقيها على ركبتيها وتضع كفيها فوق اذنها محاوله طرد تلك الذكريات المؤلمه من رأسها ، انتفضت على حركه الباب ثم اقتحامه للغرفه التى تاكدت بنفسها من اوصاده بأحكام ، نظرت إليه برعب وهى تسأله وحاله السكر تبدو جليه على حركته :
-انت دخلت هنا ازاى ؟!..
جحظت عينيها للخارج ثم اضافت بتوجس قائله :
-انت عامل مفتاح تانى تدخل بيه صح ؟!.. حتى فى دى طلعت كداب !! انت ايه .. عايز منى ايه ؟!…
اقترب منها ثم جذب ذراعها بعنف قائلاً بتهديد وهو يضغط على اسنانه بشراسه :
-هقولك انا عايز منك ايه .. مش انا شبهه غريب ؟!.. هوريكى غريب كان بيعمل مع مراته ايه ..
انهى جملته ثم قام بدفعها بقوه نحو الفراش قبل ان يقفز فوقه هو الاخر بعد ان خلع معطفه وبدء فى فك آزار قميصه ، صرخت حياة بقوه وهى تراه يتقدم منها وعيونه تومض بالرغبة والعنف ، استعانت بمرفقها وقامت بالزحف إلى اخر الفراش قبل ان يمد يده ليسحبها من قدمها ويعيدها إليه مره اخرى صرخت حياة ثانيه وهى تركله بقدمها الحره فى محاوله لإصابته والتخلص منه ولكن دون جدوى فقد اقبض بكلتا يديه على قدميها ليكبلها ويمنعها تماماً من الحركه ثم ثبتهما بيد واحده واستعان بالأخرى فى خلع قميصه ثم قفز فوقها بادئاً فى تقبيلها بقوه
صرخت حياة بكل ما أوتيت من قوه وهى تقاومه وتدفع وجهه عنها بكفها ولكن الفارق البدنى بينهم جعل التفوق من نصيبه ، مد يده وقام بشق ردائها بحيوانيه قبل ان يبدء فى تقبيل جسدها برغبه وعنف ، بدءت حياة تتوسّله بصوت باكى بعدما شعرت بقوتها تنهار تحت ضغط جسده الثقيل قائله :
-فريد متعملش فينا كده .. فريد انا حياة .. انت وعدتنى مش هتأذينى وانا صدقتك .. فوق يا فريد عشان خاطرى .. سيبنى متعملش فيا كده
لم يعير لتوسلاتها اى انتباه او اهميه بل واصل ما كان يقوم به من تقبيل جسدها بعنف بدءت تشهق بقوه اكثر وهى تضربه بكف مرتعش فوق كتفه وتقول بتوسل من بين شهقاتها :
-فريد فوق .. فريد متموتش كل حاجه باللى بتعمله ده انا عمرى ما هسامحك ابداً ..
رفع رأسه ينظر إلى دموعها الباكيه قبل ان يخفضها مره اخرى ويبدء فى تقبيل وجنتها وعنقها ، شعرت بالادرينالين يتدفق داخل جسدها بقوه من اثر قبلته وتذكرت ذلك العجوز القذر بلمسته فشعرت بقوتها تعود إليها مره اخرى ،فبدءت تصرخ وتلكمه بكل ما أوتيت من قوه وتركل بقدمها اى الهواء وهى تقول :
-يا ماما الحقينى .. يا ماما تعالى خدينى من هنا .. خدينى من عند الراجل ده ..
بدء فريد يستوعب حالتها ، رفع رأسه لينظر إليها فوجدها تنظر إلى الفراغ بعيون جاحظه وهى لا تزال على صراخها قائله بتوسل :
-يا ماما انتى فين .. فريد انت فين الحقنى .. فريد تعالى خدنى من هنا .. فرييييد متسبنيش .. فريد انقذنى من الراجل ده ..
تسمرت حركته وازدرد ريقه بصعوبه وهو يراها تصرخ وتلكم بكل ما أوتيت من قوه ووجهها شاحب كالأموات ، بدء عقله بأستيعاب انها ليست بوعيها وانها بعالم اخر تماماً ، هتفت بأسمها متوسلاً :
-حياة انا هنا .. حبيبتى متخافيش انا معاكى .. محدش هيقدر يأذيكى انا اسف ..
ظلت تلكمه وهى تضغط على عينيها بشده رافضه ان تعود للواقع وهى تصرخ حتى بُح صوتها :
-فريد تعالى طلعتى من هنا انا مش عايزااااه ..
شعر بألالم ينتزع قلبه من كلماتها فأضاف هو بنبره باكيه وهو لايزال يتوسلها :
-حياة فوقى انتى هنا .. حبيبتى انتى معايا متخافيش .. مفيش حد معانا افتحى عينيك مش هعملك حاجه صدقينى .. افتحى عينيك وبصيلى انا هنا ..
بدءت شهقاتها فى الانخفاض وتوقفت عن لكمه ومقاومته فقد خارت قواها تماماً ثم فتحت عينيها الحمراء ببطء وهى تنظر إليه برعب جلى ، نظر إليها ملياً قبل ان يرتمى بجسده مره اخرى فوق جسدها ويدفن راسه فى تجويف عنقها ، رفعت كفيها المرتجفتين لتدفعه عندما شعرت بجسده يهتز فوق جسدها بقوه ثم بدءت تشعر بدموعه الساخنه تجرى فوق عنقها بشده ، تمتم من بين شهقاته وصوته المكتوم قائلاً بندم :
-انا اسف .. انا اسف ..
سقط كفيها المرفوعين لدفعه فوق ظهره بوهن ثم تحركا بتلقائيه نحو عنقه وكتفه تتلمسه برقه وبعد عده دقائق شعرت بأرتخاء جسده فوق جسدها وانتظام انفاسه التى تقع فوق عنقها ، اردات دفعه من فوق جسدها والهروب من الغرفه بأكملها لكنها خشيت اذا أصدرت اى حركه ان يستيقظ مره اخرى وهو لايزال مخموراً لذلك اثرت الهدوء تاركه لدموعها العنان ولجسده يسحق جسدها ، وعلى عكس ما توقعت فلقد تسللت حراره جسده إلى جسدها وسرعان ما ذهبت فى نوم عميق ودموعها لازالت فوق وجهها ، مثل حالته .