رواية متى تخضعين لقلبي كاملة حتى الفصل الأخير للكاتبة شيماء يوسف الفصل الواحد والعشرون

pexels-photo-984944-984944.jpg

متى تخضعين لقلبى
الفصل الواحد والعشرون ..

توقف فريد عن تقبيلها على مضض ورغم ذلك لم يبتعد عنها ولم تفعل هى بل ظلت تستند بجبهتها على جبهته وهى تحتضن وجهه بكفها كأن كل منهما يتلمس العون من صاحبه ، بعد فتره من الوقت تحركت برأسها مكرهه حتى تسمح له بالتنفس براحه ولكنه منعها قائلاً بصوته الاجش :
-خليكى .. نفسك مدفينى ..

يالله .. أيجب عليه ان يكون بتلك الروعه طوال الوقت ، انها تجاهد لكبح جماح لسانها حتى لا ينفجر ويكشف عن كل ما يحمله قلبها له من عشق وهيام ، تنهدت بحب وهى تعود وتدفن وجهها داخل ثنايا عنقه حيث راحتها وامانها .

بعد وقت ليس بقليل وهما على تلك الحاله ابتعدت هى عنه ببطء بعد سماعهم طرقه خفيفه فوق باب الغرفه يليه دخول احدى الممرضات وهى تحمل صينيه محمله بالدواء بين يديها ، استقامت حياة فى وقفتها قبل ان تسأل الممرضه بخجل موجهه لها ابتسامه عريضه:
-لو سمحتى ممكن اديله انا العلاج ؟!..

بادلتها الممرضه ابتسامتها بأخرى موافقه وهى تومأ لها برأسها قبل تحركها نحو الخارج ، ناولته حياة دوائه بشغف شديد بعدما اصرت ان تناوله عشائه بيدها ، وبعد انتهاءها حاول التحرك من مكانه ولكنه اجفل بقوه من شده الالم ، اغمض عينيه برُهه من الزمن محاولاً السيطره على ألمه وهو يسب ويلعن بخفوت ، علقت حياة على سبابه قائله بسخريه شديده :
-حتى وانت تعبان بتشتم ؟!..

نظر إليها متشدقاً وقد بدء صوته يستعيد قوته قائلاً بتهكم مرير :
-انا اسف يا زوجتى العزيزه انى خدشت حيائك بكلامى وبذائتى .. المره الجايه لما حد يحاول يموتنى وعد هبقى اقوم ابوسه تقديراً لجهوده فى انه يريحك منى ..

نظرت له حياة بأحباط وفتحت فمها لتجيبه ولكن قاطعها صوته قائلا لها بنبره حازمه :

  • اندهيلى حد من اللى بره ..
    انتفضت حياة من مقعدها بجواره تسائله بقلق :
    -اشمعنى ؟!!!…

اجابها بنبره خاليه :
-من غير اشمعنى .. ناديلى حد من البهايم اللى بره دول ..

تحولت نبرتها هى الاخرى وهى تحدثه بنبره شبهه محتده :
-انت بتهزر صح !!! اكيد مش هندهلك حد ومش هتكلم حد لحد ما تخف ..

زفر فريد بنفاذ صبر قبل ان يقول بحسم شديد :
-حياة !! لو مندهتليش حد من الاغبيه اللى بره دول هقوم اناديهم بنفسى ..

اجابته حياة بحنق شديد:
-تقوم تنده مين !! فريد لو حضرتك مش واخد بالك انت اضربت برصاصه جنب القلب على طول يعنى لازم تراعى صحتك اكتر من كده !!..

اجابها بتهكم ونبره ذات مخزى وهو يستعد للتحرك من الفراش :
-متخافيش عليا لو على قلبى فهو مستحمل كلام كتير اسوء من الرصاص ولسه عايش اهو ..

علمت جيداً ما يرمى إليه فأخفضت رأسها بخجل وقد بدءت الدموع تتجمع داخل مقلتيها وهى تتذكر ما تفوهت به خلال شجارهم الاخير قبل اصابته لذلك آثرت الانسحاب نحو الخارج مغمغه بأستسلام :
-تمام خليك هعملك اللى انت عايزه ..

غابت قليلاً وعادت وبجوارها رئيس الحراس مطأطأً رأسه بخزى من فشله فى حمايه رئيسه ، وجهه فريد حديثه لحياة بنبره آمره كأنها لم تكن قبل دقائق معدوده داخل احضانه :
-سبينا لوحدنا شويه ..

رفعت احدى حاجبيها تنظر له بتحدى صامت ، زفر فريد مره اخرى بملل قبل ان يهتف اسمها بنبره محذره :
-حيااااااة !! ..

اندفعت حياة خارج الغرفه وقد صفقت الباب خلفها بقوه وهى تشعر بالغضب الشديد من عناده وجفائه معها خاصةً ان لديها شكوك قويه عن سبب استدعائه للحارس فى ذلك الوقت بالذات .

وامام باب غرفته ظلت حياة تذرع الممر ذهاباً واياباً وهى تنظر كل عده دقائق بساعه يدها مفكره بقلق ما الذى يحيكه فريد برفقه حارسه ، تحركت تضع اذنها فوق الباب مرهقه السمع لعلها تستمع إلى ما يرضى فضولها او يطمئنها ولكن ذلك العنيد كان يتخذ احتياطه جيداً ويتحدث بنبره خفيضه حتى لا يصل ترتيبه إلى مسامعها او مسامع اى حد اخر فى الخارج ، وأثناء استراقها للسمع فُتح الباب فجأة وهى لازالت مستنده براسها عليه فترنحت قليلاً لإمام ، تنحنحت محاوله اخفاء حرجها من الحارس الذى تفاجئ بوجودها امامه وكاد ان يصطدم بها ثم بادلته ابتسامه مقتضبه قبل ان ترفع رأسها بكبرياء وتعود بداخل الغرفه مره اخرى دون حتى النظر إليه ، بمجرد دخولها الغرفه سألها فريد بتذمر :
-مفيش اى حاجه البسها بدل البتاع الغريب ده !! ..

اجابته بنبره شبهه جامده :
-اه طبعاً تيتا سعاد جابتلك لبس معايا ثوانى هطلعهولك ..

انهت جملتها وهى تتوجه نحو الخزانه الصغيره والموضوعه بجانب الغرفه تلتقط منه بنطال رياضى واسع وستره رياضيه بسحاب أمامى حتى تسهل له عمليه إرتدائه دون ألم ، وقفت امامه عاقده حاجبيها بتركيز تام وهى تفكر فى كيفيه ارتدائه للبنطال فهى ابداً لن تساعده فى تلك المهمه مهما حدث ، ابتسم هو من ترددها الواضح داخل عينها ثم قال بتهكم واضح :
-هاتى متخافيش انا هتصرف .. غمضى عينيكى بس ..

ضغطت على شفتيها بخجل قائله وقد تناست كل غضبها منه :
-تمام حاول تلبسه وانا هساعدك فى التيشرت ..

هز رأسه بعبوس وهو يحاول ارتداء البنطال بحذر شديد من اسفل ذلك الرداء الازرق الخاص بالمرضى ، فتحت حياة عينها على مضض حتى تتاكد من انتهائه قبل ان تزفر براحه وهى تتحرك من خلفه حتى تحل الرباط الخلفى الرداء ثم تعود مره اخرى لتساعده فى خلعه وارتداء سترته ، غمغم فريد فى اول الامر رافضاً مساعدتها قائلاً بتحدى :
-انا هلبسه لوحدى ..

نظرت حياة نحوه بتحذير قبل ان تجيبه بأقتضاب وهى تساعده فى ادخال ذراعه فى احد الأكمام :
-ممكن تبطل تعلق على كل حاجه وتسيبنى اشوف شغلى !!.. وبعدين على فكره انت مريض متعب اوى ..

اجفل وتأوه متألماً بصوت مكتوم بمجرد لمسها لذراعه القريب من الاصابه فسارعت تحتضن وجهه بكفيها وهى تغمغم برعب شديد :
-اسفه .. اسفه .. انا وجعتك غصب عنى انا اسفه ..

لمح فريد اللهفه والذعر داخل عنيها فأوماً لها برأسه مطمئناً قبل ان يقول بتهكم محاولاً تلطيف الجو بينهما :
يمكن عشان اللى بيساعدنى حد مش مريح ..

انهت مهمه ادخال ذراعه الاخر داخل الرداء ثم مالت بجذعها نحوه حتى تستطيع التقاط السحاب ثم اجابته وهى تغلقه بهدوء شديد وعينيها تحملق بأعماق عينيه:
-اخر طموحاتى انى أريحك .. خصوصاً لو فى حاجه اخرتها وجع قلبى .. خليك عارف ده كويس ..

انهت جملتها ثم تركت السحاب يفلت من بين أصابعها قبل ان تتوجهه نحو احد المقاعد بأخر الغرفه تجلس فوقه بصمت ،

استلقى فريد بهدوء شديد فوق الفراش وقد بدء يشعر بالإرهاق والنعاس من الدواء وحركته المستمرة منذ الصياح ثم وجهه حديثه لها قائلاً بنبره آمره :
-تعالى عشان ننام ..

عقدت ذراعيها معاً امام قفصها الصدرى قائله بتهجم :
-اتفضل انت انا مش هنام غير هنا ..
زفر فريد بأرهاق ونفاذ صبر قبل ان يبها بحده شديده :
-حياة مش عايز لعب عيال .. يا تيجى تنامى جنبى يا هبعت لحد بره يروحك !! مش هتفضلى تجادلى فى كل حاجه اقولك عليها ..

كان يعلم جيداً انه لن ينفذ تهديده فهو لا يأمن على إرسالها بعيداً عنه ومن دونه خاصةً بعد ما حدث له ولكنه متعب من مجادلتها فى كل شئ يطلبه ، زفرت بحنق وهى تتحرك من مقعدها وتتجه نحوه بغيظ شديد حتى توقف امام الفراش تسأله بقلق :
-طب هنام ازاى دلوقتى والسرير ضيق كده اكيد هتعبك !!!..

كانت كاذبه فالفراش رغم صغره الا انه كان يكفى لفردين براحه ، اغمض فريد عينه لبرُهه قبل ان يفتحها مره اخرى ناظراً لها بتحذير التقطته على الفور فتحركت تستلقى بجواره دون اى تعليق اخر

ورغم اتساع الفراش نسبياً الا ان فريد ترك لها مساحه صغيره جداً لتستلقى فوقها فتوارى نصف جسده تقريباً تحتها ، حركت جسدها بعيداً عنه لتعطى له مساحه اكبر للراحه ولكن بسبب انزلاق جسدها من فوق الفراش والذى منعته يده التى امتدت خلفها تدعمها جعلها تعود للالتصاق به مجدداً
وبمجرد لمسها لجسده وبسبب الدفء والامان الذى تسلل إليها من قربه شعرت بكل غضبها يتلاشى منه وبدء جسدها يسترخى على الفور والنوم يداعب جفونها وهى داخل احضانه ، غمغمت بصوت رقيق ناعس :
-فريد لو سمحت ممكن تمسك ايدى وانا نايمه ..

سألها بهدوء وقد بدء يسترخى هو الاخر بسبب قربها منه :
-حاضر بس ليه ؟!..

اجابته بأهتمام بالغ :
-عشان خايفه ايدى تتحرك وانا نايمه وتخبط فيك او توجعك ..

زفر فريد بحراره وهو يحرك يده اليمنى ليحيط خصرها ويدنيها منه اكثر فأكثر حتى يتسلل دفء جسدها كاملاً إليه .
بعد عده دقائق شعر بأنفاسها تنتظم بداخل ثنايا عنقه فعلم بذهابها فى النوم ، أغمض عينيه متنهداً براحه يستمتع بقربها ودفء جسدها فوقه وبأنفاسها الواقعه عليه ، تحركت هى فى نومها تدفن راسها فى تجويف عنقه وتشدد من احتضان يدها ليده السليمه ، اتسعت ابتسامته كأنه مراهق يلمس يد حبيبته لاول مره ، ولكن ليس بيده حيله كل ما يحدث له وهى بقربه ليس بيده ، فقربها منه هكذا يدعوه إلى دنيا اخرى ، دنيا مليئة بالسعاده لم يختبرها من قبل وهى فقط من تمتلك مفتاحها ، لو انها تأذن له بالدخول بدلاً من تركه معلقاً هكذا تدنيه تارة وتبتعد عنه تارة لكان تخلى عن دنياه وما فيها من اجلها .


تحركت جيهان بمجرد رؤيتها لغريب يدلف من خلال الباب الداخلى للمنزل تساله بلهفه واضحه :
-ها يا غريب ايه الاخبار ؟!!..
اجابها غريب وهو يبتسم بسعاده :
-الحمدلله يا جيهان .. ربنا ستر وفريد فاق النهارده ونقلوه لاوضه عاديه ..

تهدلت اكتاف جيهان وهى تغمغم بأحباط جلى :
-فعلاً .. طب كويس حمدلله على سلامته ..
لم يعقب غريب على حديثها وبدلاً من ذلك سألها بنبره شبهه معاتبه :
-جيهان .. هى نرمين فين ؟!! ..

اجابته جيهان بضيق واضح بعد ذلك الخير الغير سعيد بالنسبه إليها :
-نيرو مع نجوى اكيد بيغيروا جو ..
رمقها غريب بنظره حانقه قبل ان يقول بعتاب صريح :
-عندها وقت تغير جو بس معندهاش وقت تزور اخوها اللى كان بين الحياة والموت صح !! ده غيرك طبعاً ..

اندفعت جيهان تخاطبه بنبره محتده :
-بقولك ايه سيب بنتى فى حالها ملكش دعوه بيها ولا بيا كمان ..
حرك غريب رأسه بيأس وهو يغمغم اثناء صعوده الدرج :
-مفيش فايده .. عمرك ما هتتغيرى يا جيهان حتى حقدك ورثتيه للبنت !..


فى النادى الليلى جلست نرمين بوجهه متعب وملامح شاحبه وهى تحتضن جسدها بيدها ويبدو الاضطراب جلياً على ملامح وجهها وحركات جسدها باكمله ، سألتها نجوى بخبث شديد :
-مالك يا نيرررررو .. شكلك مش فى المود النهارده خالص …

اجابتها نيرمين وهى تضغط بأصابعها فوق صدغيها :
-مش عارفه يا نوجه .. حاسه انى مش مظبوطه خالص وجسمى كله سايب .. بقولك ايه ما تجبيلى من المشروب الحلو بتاعك ده .. مفيش حاجه بتضيع صداع دماغى غيره ..
رمتها نجوى بأبتسامه تشفى قبل ان تقول بسعاده واضحه :
-لا مشروب ايه بس .. انا عندى ليكى حاجه جامده اخر حاجه هتطيرك فوق السحاب ..

قالت نرمين بلهفه واضحه :
-طب وحياتك يا نجوى الحقينى بيها اصل انا على اخرى ..
اجابتها نحوى وهى تعبث بحقيقتها قبل ان تخرج لفافة صغيرة وتدسها فى كف يدها مغمغه بنبره خفيضه :
-خدى جربى البتاع ده وهتدعيلى ..

فتحته نيرمين تتفحصه بأصابع مرتجفه قبل ان تقول بأعتراض :
-ايه ده يا نجوى !! دى بودره ؟!!..
اجابته نجوى متصنعه الضيق :
-بقولك ايه مش عايزاه هاتيه اضربه انا واريح دماغى يدل الدوشه دى ..
أطبقت إصابع نيرمين فوق الكيس تتمسك به بقوه مغمغه بلهفه واضحه :
-خلاص يا نوجه ميبقاش خلقك ضيق كده هاخده وامرى إلى الله ..

اومأت نجوى رأسها لها موافقه وابتسامتها تزداد اتساعاً شيئاً فشئ من نجاح مخططها ..


تجاوزت الساعه الثانيه صباحاً ولم يغمض له جفن رغم ألمه وإرهاقه الذى كان يشعر به قبل اندساسها بجواره ، ومن قال انه يريد ان يغفو وتغفل عينيه عن رؤيتها بذلك الوضع متمسكه به وكأنه كل دنياها ، مد احد أصابعه يتلمس وجنتها وجفونها المنتفخه من شده الارهاق والقلق ، اغمض عينيه بقوه محاولاً ايجاد سلامه الداخلى ، هل حقاً يرى ما تومض به عينيها منذ استيقاظه ام ان كل ذلك من نسيج خيالاته ؟! ،

انزلق إصبعه فوق شفتيها متذكراً مذاق قبلتها له ، حتى ان قبلتها اصبحت مختلفه ، تمتمت هى اسمه بخفوف اثناء نومها :
-فريد ..
أجابها متنهداً وقد اجتمع عشق العالم داخل قلبه :
-عيون فريد ..

لم يصدر منها اى رد فعل سوى انها اقتربت بجسدها اكثر تحتضنه ، اخفض وجهه قليلاً ثم اقترب منها يقبل وجنتها وانفها وجفونها قبلات ناعمه خفيفه ، أوقفه طرق خفيف على الباب يتبعه دخول احدى الممرضات من اجل موعد الدواء ، توقفت متردده بخجل بسبب رؤيتها لحياة نائمه بجواره ولكن فريد أشار لها بالتقدم دون إحداث ضوضاء ، بالفعل تقدمت لإعطائه الدواء والاطمئنان عليه دون صوت يُذكر ثم تسللت بهدوء مره اخرى للخارج لتتركه يعود إلى تأمله وافكاره

استيقظت حياة فى الصباح والابتسامه تعلو وجهها فقد كان يراودها حلم جميل ان فريد يحتضنها ويهمس فى اذنها بالكثير من عبارات الحب ، فتحت عينيها ببطء لتجد نفسها مازالت قابعه داخل احضانه تحتضن كفه بتملك شديد ، حركت رأسها بحذر تطبع قبله رقيقه فوق عنقه وهى تبتسم بسعاده ، ففاجئها صوته يقول لها بنبره ناعسه مرحه :
-مش بقولك انتى بتستغلينى ..

اغمضت عينيها بقوه خجله من تهورها فلم تتوقع انه مستيقظاً وخاصةً مع ذلك الدواء الذى يأخذه ، سمعت صوت ابتسامته يأتيها بوضوح قبل ان يقول بهمس شديد مشاكساً:
-طب مفيش صباح الخير ولا الاستغلال ده وانا نايم بس ..
تمنت هامسه بخجل شديد وهى تخفى وجهها بصدره :
-فريييييد ..
اجابها بمرح محافظاً على همسه :
-مفيش فريد .. انا عايز صباح الخير الاول ..

رفعت رأسه تنظر إليه قائله بجديه :
-صباح الخير ..
رفع حاجبه ينظر لها بدهشه قبل ان يتشدق بتذمر :
-ايه دى !! مش هى صباح الخير اللى عايزها .. يلا خلصى ..

عقدت حاجبيها معاً قائله بمرح وكان حديثهم لا يزيد عن الهمس :
-انت تعبان على فكره ولازم متتحركش عشان الجرح ..

جاوبها بخبث وهو ينظر نحو شفتيها :
-مانتى لو قربتى منى مش هتعب ..
حركت رأسها رافضه قائله اسمه بسماجه لتستفزه :
-فريييد ..

عقد حاجبيه متسائلاً بتفكير :
-انتى قلتى اسمى كام مره وانا مش فايق ..
اندفعت تجاوبه دون تفكير :
-مش فاكره بس كتير بصراح…

شهقت بفزع وهى تدرك مقصده فسارعت تقول مصححه :
-ولا مره .. مقلتش اى حاجه خالص ..

حرك رأسه له بتوعد مغمغاً ومتصنعاً الضيق :
-ماشى تمام .. انا هفكرك ..

حرك رأسه مقترباً منها فسارعت هى بأبعاد جسدها عنه ، تأوه بصوت مسموع وتشنجت ملامحه وهو يعود ليرتمى بجسده ورأسه فوق الوساده مره اخرى مغمضاً عينيه متظاهراً بالالم ، تمتمت بلهفه وهى تقترب منه وتتلمس بكفها موضع اصابته قائله بذعر حقيقى :
-فريد فى حاجه حصلت .. انا اسفه والله مكنتش اقصد ..
لم يجيبها ولم يفتح عينيه فأردفت تقول بصوت مختنق وهى تطبع قبله معتذره فوق وجنته :
-انا اسفه وغبيه ومكنتش اقصد انى اتعب…..

قاطع جملتها بألتقاطه لشفتيها طابعاً قبله متطلبه فوقها ، ابتعدت عنه وهى تغمغم بحنق وقد بدءت الدموع تترقرق بداخل عينيها :
-انت بتستهبل صح ..
جاوبها هامساً وهو يطبع قبله على طرف فمها وقد شعر بالذنب من ذعرها :
-انا اسف ..
لم تعقب بل ظلت تنظر إليه بخوف وضيق وهو يعبث بأحدى خصلات شعرها الشارده ثم تحولت نظرتها لارتياح مع لمسته قبل ان تقترب هى منه وتقوم بطبع قبله حانيه فوق شفتيه انتهز فيها قربها ولم يسمح لها بالابتعاد بعدها .


ابتعد عنها بعد قليل وهو يلهث من فرط مشاعره ، فتحت فمها لتتحدث ولكن اوقفها طرقه الباب التى جعلتها تنتفض من فرق الفراش مبتعده عنه وهى تغمغم بخجل اثناء ركضها نحو المرحاض :
-تيتا سعاد ..
اتسعت ابتسامته من مظهرها المضطرب وهو يقول بلامبالاه :
-ايه المشكله تيتا !! هو انتى مش مراتى ولا انا متجوزك تخليص حق !!..

دلفت الجده سعاد للداخل بعدما سمح لها بالدخول وهى تحييه بمرح قائله بحب شديد :
-الحمدلله والله اكبر .. زى الفل .. الحمدلله انى اطمنت عليك ..

انهت جملتها ومالت بجذعها تطبع قبله حانيه فوق جبهته استقبلها فريد بأخرى خاطفه فوق وجنتها ، تسمرت الجده فى مكانها وقد فاجئها رد فعله فتلك هى مرته الاولى التى يظهر بها عاطفته نحوها ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها وربتت بيدها فوق كتفه بحنو بالغ ، خرجت حياة من الحمام بعدما استعادت وعيها وجزء من هدوئها فى نفس الوقت الذى اندفعت فيه نجوى لداخل الغرفه قائله بأهتمام مبالغ فيه وهى تتحرك فى اتجاه فريد :
-فريد .. الف حمدلله على سلامتك .. انت مش متخيل كنت هموت من القلق عليك ازاى .. خصوصا واونكل قالى الزياره ممنوعه ..

هرولت حياة هى الاخرى فى اتجاهه تضع ذراعها حاجزا بينهم وقد توقعت ما تنتوى نجوى على فعله خاصةً وهى تميل بجذعها نحوه قائله بجمود شديد :
-معلش الدكتور مانع اى حد يقرب منه .. حتى السلام ممنوع ..

حركت رأسها تنظر نحوه بتحذير قائله بأستفهام :
-مش كده يا فريد ..
عقد حاجبيه معاً بعبوس مصطنع وهو يومأ لها برأسه موافقاً قبل ان يقول نبره غايه ف الجديه :
-اه خالص ممنوع اى حد يقرب منى حتى حياة ..

ضغطت حياة فوق شفتيها محاوله اخفاء ابتسامتها خاصه وهو يغمز لها بعينيه فى الخفاء دون ان يراه احد .

اثناء زياره نجوى القصيره حبست حياة انفاسها متوقعه صدور اى فعل منها قد يثير اعصابها ولكن للحق لم يسمح لها فريد بمضايقتها بأى شكل من الاشكال حتى هى تعمدت الجلوس بجواره فوق الفراش وهى تحتضن يده بتحدى وتملك واضح رافضه التحرك من جواره لاى سبب كان حتى تخرج نجوى اولاً ، وبعد حوالى ساعه تنفست حياة الصعداء عندنا تبرعت جدته لتوديعها حتى باب المشفى

بعد خروجها رمقها فريد بأبتسامه واسعه بادلته إياها بأخرى غاضبه وهى تغمغم بضيق :
-البنى ادمه بتتعبلى اعصابى هروح اجيب حاجه أشربها واصلى وارجعلك .. ماشى ..

اومأ لها فريد برأسه موافقاً والاستمتاع يلمع داخل عينيه بوضوح فهى حتى لا تحاول مداراه غيرتها عنه ، هبطت حياة للأسفل حيث الكافتيريا وفى ذلك الوقت تحديداً دلف وائل الجنيدى ابن شقيق منصور الجنيدى لغرفه فريد ، تأهب فريد واعتدل فى جلسته وهو يستقبل ضيفه بتأهب شديد ، ابتسم وائل على الفور مبرراً زيارته ليقول :
-متقلقش يا فريد بيه .. صدقنى الزياره دى بس عشان اطمن عليك لا اكتر ولا اقل .. وعشان حابب ابلغك حاجه كمان .. انى مش موافق ولا قابل كل اللى بيحصل بين عمى وبينك .. واتمنى تكون العلاقه بينا مختلفه ..

ارتخت ملامح وجهه فريد وعضلات جسده قليلاً ولكنه لم يتخلى عن حذره ولن يفعل فى القريب .

انتهت زياره وائل الجنيدى القصيره بعوده الجده سعاد ووصول غريب رسلان لغرفه ابنه ، ودعه فريد بجمود شديد ولم يبادله غريب تحيته بل ظل وجهه متجهماً حتى انصرف من الغرفه بأكملها ثم اندفع يسأل فريد بفضول شديد عن سبب زيارته الغير متوقعه ولكن هيهات ان يُفصح فريد عن اى شئ يخصه وخاصةً لوالده .


اثناء وصول حياة لبدايه الممر المؤدى لغرفه فريد وبسبب انشغالها بالتركيز فى كوب القهوه الساخن الذى تحمله اصطدمت بجسد ما صلب جعلها تترنح وكوب القهوه بيدها ، اندفع وائل الجنيدى يسألها بلهفه :
-انا اسف ماخدتش بالى كنت مركز مع التليفون .. حصلك حاجه ؟!..

رفعت حياة رأسها تنظر إليه وهى تغمغم بأبتسامه باهته :
-محصلش حاجه انا كمان ماخدتش بالى ومكنتش مركزه ..عن اذنك ..

لم يستمع وائل إلى ما تبقى من حديثها فبمجرد رفع عينيها نحوه تشتت انتباهه وتسمرت نظرته فوق تلك الحوريه بعيونها التى تشبهه قطعه من الليل بنجومه المتلألئة ، ونظرتها الهائمه التى تأسر كل من يراها على الفور ، غافلاً عن ذلك المحبس الذى يزين يدها اليسرى ، ظل ينظر فى آثرها حتى اختفت عن ناظريه وهو يحك فروه رأسه بيده ويبتسم ببلاهه متمتاً بأعجاب :
-ياترى اسمك ايه .. المفروض يسموكى ريم ..

انهى جملته وهو يتحرك هو الاخر نحو المصعد قبل ان يختفى بداخله متمنياً رؤيتها مره اخرى .


انقضت الايام التاليه على عائله رسلان بهدوء ففريد بدء يتماثل الشفاء بشكل سريع حتى انه اصر على الخروج من المشفى والعوده لمنزله غير عابئاً بتوسلات كلاً حياة وجدته والطبيب المعالج بالمكوث اكثر حتى يتماثل الشفاء تماماً والتى لم تثنيه عن قراره وبالفعل عاد للمنزل بعدها ، اما عن امور الشركه فقد تولاها غريب كاملةً حتى يعود وريثه ويباشر مهامه مره اخرى وكان يبعث له كل مساء بكافه الاوراق والمستندات حتى يراجعها ويعيد تدقيقها والنظر فيها وتوقيعها ، وبالنسبه لجيهان فقد كانت غارقه فى تخبطها ورعبها وتخطيطها مع منصور الذى شعر بالخطر المحدق بسبب فشل مخططه فى إنهاء حياة غريمه غافله عن ابنتها التى كانت تتسلل كل مساء من اجل الحصول على جرعتها من ذلك “الديلر” الذى أوقعتها نجوى فى طريقه ، اما عن حياة فلم تبارح مكانها بجواره مطلقاً وكانت تهتم بكل تفصيله خاصه بِه بدايه من طعامه الذى تولت مهمه اعداده بنفسها ومواعيد دوائه التى كانت تحرص على اعطائها له بيدها وفى المساء كانت تندنس بجواره وتساعده فى مراجعه الاوراق الحسابيه ويقوم هو بشرح باقى البنود لها قبل ان تغفى هى بين ذراعيه ليلاً وتستيقظ على قبلاته صباحاً .
وأخيراً جدته السيده سعاد عادت إلى منزلها بعدما قالت لحياة مشجعه :
-انا دلوقتى بس اقدر امشى وعارفه ان ابن بنتى فى ايد امينه .. عارفه لو كانت رحاب عايشه مكنتش هتعمل اكتر من اللى انتى عملتيه معاه .. ايوه متستغربيش .. انا فى الاول كنت فاكره ان حب فريد اكبر من حبك ليه مع انى كنت شايفاه فى عنيكى رغم محاولتك انك تخبيه .. بس دلوقتى عرفت واتاكدت انك تستاهلى حبه ليكى واكتر .. قلب فربد امانه فى رقبتك يا حياة .. حاولى تشفيه من كل اللى عاناه ومر بيه .. وحاجه اخيره .. متنسيش انك فرصته الوحيده عشان تصالحيه على حياته وبالأخص ماضيه .. رجعيه فريد بتاع زمان واوعى تيأسى ولا تقولى مش هيتغير عشان انا بدءت اشوف التغيير ده طالل من عينيه محتاج بس اللى ياخد بأيده ويطمنه .


فى احدى الأمسيات وأثناء انشغال حياة بأعدادها وجبه العشاء هرولت عفاف داخل المطبخ بأتجاه حياة تقول لها برعب وهى تضع يدها فوق قلبها :
-حياة يابنتى الحقى .. عمك رضا سمع رجاله فريد بيه وهما بيقولوا انهم قبضوا على اللى ضرب نار على فريد .. وكانوا بيضحكوا بينهم وبين بعض وهما بيقولوا ان فريد بيه هيخلص عليه دلوقتى ..

جحظت عينى حياة للخارج مذعوره وهى تقذف الملعقه من يدها وتركض برعب نحو الخارج حيث المخزن القديم

انحنى فريد بجذعه فوق جسد القاتل المأجور المقيد ومسجى فوق الارضيه وهو يبتسم بشراسه شديده قبل ان يقول ضاغطاً على حروف كلماته :
-منصور ال هو اللى بعتك تعمل كده صح !!.. بس لما قالت تقتلنى منبهكش ان فريد لو عاش مش بيسيب حقه ولا تاره!!! ..

صمت قليلاً ليشد اجزاء مسدسه مستطرداً بنبره جامده :
-والله كان نفسى اوديكم انتوا الاتنين سوا فى يوم واحد بس معلش .. منصور عنده حساب قديم لازم يخلص معاه قبل ما اخلص الجديد ..

انهى جملته وانحنى يجلس على ركبه حتى اصبح فى نفس مستوى القاتل ثم قام بوضع فوهه مسدسه فوق موضع قلبه مباشرةً مغمغاً بشراسه :
-العين بالعين والسن بالسن .. والرصاصة هتضرب فى نفس المكان ونشوف ساعتها حد هنا هينقذك ولا هتفضل مرمى هنا زى الكلب لحد ما روحك تطلع ..

كان الرجل مستسلماً تماماً لم يعقب ولم يقاوم فيبدو انه تقبل نهايته وأيقن انه لا سبيل للفرار خاصةً بعد ما لاقاه اليومين الماضيين عندما القى رجال فريد رسلان القبض عليه ، اغمض الرجل عينيه عندما قام فريد بوضع ابهامه فوق الزناد استعداداً لقتله ..

التفت فريد على صوت حياة التى اندفعت من داخل الباب القديم تهتف اسمه بذعر شديد وهى تركض نحوه متوسله :
-فريد .. لا .. عشان خاطرى لا .. الا القتل يا فريد ..

انتبه فريد بحواسه كامله لها واستقام فى وقته ملتفتاً لينظر نحوها بغضب غافلاً عن حاله الذعر والارتجافه التى اصابتها ، توقفت امامه واضعه جسدها درع بينه وبين القاتل الملقى على الارض قبل ان تمد يدها المرتجفة لتدفعه للخلف قليلاً مستطرده بيأس شديد :
-وحياة اغلى حاجه عندك .. ورحمه ماما رحاب .. وحياتى لو فعلا بتحبنى بلاش دم .. متلوثش ايديك بالدم وتطفى قلبك بسواد القتل ..

لم يعقب فواصلت دفعه بكل ما أوتيت من قوه وقد بدء يلاحظ ارتجافها امامه ودموعها التى بدءت تنهمر بغزاره :
-انا عارفه انه يستاهل اكتر من كده بس لو انت موته احنا اللى هنخسر .. انت اللى هتخسر وانا هخسر معاك ..

اقتربت منه تضغط بجسدها فوق جسده وهى تحتضن وجهه بكفيها غير عابئه بوجود احد ما حولهم :
-متخلنيش اخسرك .. بلاش تخلى الدم يفرق بينا انا مش عايزه كده .. عشان خاطرى بلاش ..

بدءت نظراته تلين امام ارتجافة جسدها ونظرة الإعياء التى بدءت تظهر جليه فوق ملامحها ، واصلت هى ضغط جسدها فوق جسده وهى تشعر بعضلات جسده المتشنجه بدءت تلين تحت لمستها ولذلك رفعت ذراعها تحتضن كفه قبل ان تضعه فوق موضع قلبها حتى يشعر بدقاته التى تكاد تنفجر ذعراً عليه ثم اردفت قائله وهى تنظر داخل عينيه بحب :
-عشان خاطرى ..

ضغط فوق شفتيه بقوه محاولاً إنهاء صراع مشاعره الذى يكاد يمزقه نصفين قبل ان يدفعها بعيداً عنه ويتحرك نحو الخارج بخطوات مسرعه ، تنفست حياة الصعداء واغمضت عينيها وهى تزفر براحه قبل ان تلفت برأسها للخلف موجهه حديثها للقاتل الذى كان ينظر إليها مذهولاً بنبره عدائية :
-اوعى تفكر انى عملت كده عشانك .. انت تستاهل اكتر من القتل بكتير بس انا هستنى اشوف عقاب ربنا ليك ..


عادت حياة للمنزل خلفه وهى لازالت ترتجف من هول ذعرها فهى حتى الان لا تكاد تصدق انها استطاعت الانتصار على شيطانه ومنعه من التهور وزهق روح حتى لو لم تكن بريئه ، جالت بعينها بحثاً عنه وما ان لمحت ضوء غرفه المكتب الخافت يتسرب من عقب الباب حتى توجهت نحوه مباشرةً تدفع الباب بيديها دون استئذان وما ان رأها هو امامه حتى انتفض من مقعده الذى كان يرتمى فوقه حتى يقف امامها بتأهب ، اندفعت هى بكل قوتها تطوقه بذراعيها وتعانقه بقوه وقد بدءت فى النحيب ، صُدم فريد من حالتها تلك ولم يملك الا ان يشدد من لف ذراعيه حولها محاولاً احتوائها واخماد ثورتها العجيبة ، دفنت وجهها بداخل كتفه وظلت تشهق بصوت مسموع وهى تغمغم من بين شهقاتها :
-شكراً ..

زفر فريد بحيره فبرغم غضبه منها ومن منعها له الا انه هنا جزء بعيد وصغير داخل قلبه متفق معها ومرحباً بفعلتها ، رفع كفه يمسح على شعرها ويهدء من روعها حتى استكانت بين يديه بعد فتره ليست بقليله ، ابتعدت عنه بعدما جففت دموعها وهدءت نوبه بكائها والتى لا تعلم تحديداً سببها ثم رفعت كفها حيث موقع قلبه قائله برفق شديد وهى تحدق بداخل عسليتيه :
-مش هستسلم غير لما الدفا اللى شايفاه فيهم ده يتنقل لهنا عشان ترتاح وارتاح معاك ..

ربتت بحنو شديد فوق موضع قلبه قبل ان تخفض رأسها وتطبع قبله ناعمه بطيئه حيث قلبه ثم تركته وانصرفت .
ارتجف قلب فريد من فعلتها وتسمر فى مكانه غير قادراً على السيطره على سيل مشاعره الذى اجتاحه من فعلتها البسيطه ، اغمض عينيه بألم وهو يفكر بحزن فى جملتها فى اه لو تعلم كم يتمنى ان يرتاح قلبه فعلاً من كل ما يحمله ، ان يرمى ذلك الماضى البئيس وراء ظهره وعن كاهله الذى أضناه لسنوات وسنوات ولم يجنى منه سوى الظلام والوحده ، ان يستطيع التسامح فى حق والدته وحقه وان يستطيع العيش بسلام دون احقاد ومؤمرات .


اثناء الليل استيقظت حياة من نومها تتأمله وتتأكد من انتهاء تلك الليله على خير فهى حتى الان لا تكاد تصدق انه فعل ذلك من اجلها ، زفرت براحه وهى تمد أناملها تتلمس ببطء ورفق شديد ملامحه شاعره وكأنها فقدته ثم عاد لها من جديد ، فتح هو عينيه على لمستها الناعمه فلم تتحدث ولم تعطى اى رد فعل بل ظلت تحدق بداخل عسليته الناعستين بهيام شديد ، تحرك هو نحوها قليلاً حتى التصق بها ثم سألها بهدوء شديد :
-بتبصيلى كده ليه ؟!..

اجابته بصوت ناعم متحشرج من اثر النعاس :
-مش مصدقه انك اتنازلت عشانى ..
زفر مطولاً قبل ان يجيبها بصوت هامس :
-عارفه ان من جوايا مكنتش حابب اعمل كده .. بس انا لو معقبتهوش هيقولوا عليا جبان وهيتمادوا.. لازم تنتقمى عشان تعرفى تعبشى .. لازم تكونى قويه عشان متتاكليش ..

تنهدت بحب وهى تقترب منه هامسه امام شفتيه :
-مينفعش نهرب من كل ده ونعيش من غيرهم .. من غير مشاكل ..
طبع قبله فوق ارنبه انفها وهو يقول بألم :
-ياريت يا حياة .. ياريت ..
اقتربت هى تطبع قبله فوق فمه فأوقفها قائلاً بصوت أجش :
-مش هقدر ..

عقدت حاجبيها معاً فى سؤال صامت فأردف يقول بنبرته الهامسه :
-لو قربت منك مش هقدر ابعد .. مش هكتفى منك .. وانا بينى وبينك وعد ان عمرى ما هقربلك غصب ..

ظلت تنظر نحوه بأرتباك محاوله التوصل لقرار فقلبها يضرب داخل صدرها بعنف مطالباً بقربه اما عقلها فيطالبها بالتروى قليلاً قبل التسليم له ، اغمضت عينيها قليلاً قبل ان تفتحها وتهمس له :
-مش عايزاك تبعد ..

اعتدل فريد فى جلسته يسألها بترقب :
-يعنى ايه ..
اجابته بخجل وهى تضغط على شفتيها بتوتر :
-يعنى اللى انت فهمته متبعدش ..

ظل فريد ينظر نحوها مطولاً بعدم تصديق حتى ظنت انه لا يريدها او تراجع فى رغبته فيها فأردفت تقول بخجل شديد لاعنه نفسها سراً من تسرعها :
-لو انت مش عايز اعتبر ان……
قاطعها قائلاً بسعاده :
-مش عايز !!!! اخيراً !! ده انتى طلعتى عين امى ..

همست معترضه بخجل :
-فريد .. على فكره مينف….

لم يترك لها المساحه لتكمله جملتها فقد اعتصرها بين جسده يقبلها بجنون على كل إنش من جسدها يبث لها كل أشواقه التى أتعبته ليالى طويله منتظراً ذلك الاكتمال بينهم والذى ينتوي ان يعطيه وقته كاملاً مكملاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top