الأولى
ــــــــــــــــ
بقريه صغيره قريبه مدينة المنصوره
بمنزل متوسط،متكون من ثلاث طوابق،بالطابق الثانى.
بغرفه شبابيه،أستيقظ ذالك الشاب على صوت رنين هاتفه
رد دون أن ينظر للهاتف، فهو يعلم من التى تتصل عليه بهذا الوقت،
رد مبتسماً يقول: صباح النور عالبنور، أحلى صباح،لما أسمع صوت أحلى.. غدير.
تبسمت الأخرى قائله: قولت أصبح عليك، بدرى، وأقولك أنى هنزل المنصوره النهارده، فى شوية طلبات، ماما قالتلى أروح أشتريهالها، أيه رأيك يا وائل نتقابل.
نهض يجلس على الفراش، سعيداً يقول: بتاخدى، رأيي، أكيد نتقابل أنا نفسى أشوفك ونقعد مع بعض، من يوم ما خلصتى الجامعه، وكل فين على ما بنلاقى فرصه نتقابل فيها، ياريتك ما خلصتى جامعه، كنا بنتقابل، كل يوم تقريباً، أنا خلاص مبقتش قادر على كده، لازم نشوف حل.
ردت غدير: خلاص أما نتقابل النهارده، نبقى نتكلم، ماما بتنادى عليا، لازم أروح أشوف عاوزه منى أيه، الساعه إتنين ، نتقابل، فى جزيرة الورد.
رد وائل: قبل أتنين هكون هناك، سلام، ياقلبى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس المنزل
لكن بالدور الأسفل، فتحت باب الغرفه
ودخلت تلك الرقيقه،تتسحب على أطراف أنامل قدمها،ثم فجأه فتحت هاتفها بأعلى صوت على أحد الأغانى الشعبيه المُزعجه.
لينهض ذالك النائم مفزوع،يتحدث،بتذمر:عقلك مش هيكبر أبداً،يا سهر،بالعكس كل ما تكبرى عقلك بيصغر،فى أخت بتصحى
أخوها الكبير،كده كل يوم مفزوع،ده كفايه عليا أشوف وشك أتفزع.
نظرت له بغيظ مصطنع وهى تمسك أحد وسادات الفراش تضربه بها بقوتها،قائله:
تتفزع من وشى ليه كنت بعبع،ولا أبو رجل مسلوخه،دا أنت مالى الاوضه،بالمساخيط،الى بتدرب عليها دا كل ما أدخل الاوضه بتاعتك أقرى الفاتحه،ونص القرآن الى حفظاه خايفه لمسخوط منهم يصحى،زى ما بنشوف فى أفلام الرعب.
ضحك علاء قائلاً: والله أنا ربنا بلانى بأخت هبله،مش كان ربنا رزقنى بأخت،زى البت مياده كده،بت مخَلصه،ومدردحه.
ضحكت سهر قائله:قصدك صايعه،وسو زى أمها،وبعدين بلاش تجيب سيرتها دى بتيجى عالسيره.
ضحك علاء:مالها امها دى هتبقى حماتك ناسيه الوعد القديم.
زغرت له سهر،بشر قائله:أهو قولت الوعد القديم،أنما الجديد بقى،أن السلطانه هويام مرات عمك،مش بتحبنى،ونفسها،فى عروسه لأبنها بمواصفات خاصه،أنا مفيش فيا صفه منها،وكمان أقولك على سر،أنا شوفت الواد وائل فى جزيرة الورد قاعد مع بنت،بس معرفتش هى مين كانوا قاعدين جنب بعض،وضهرهم ليا،ومرضتش أقرب من مكانهم،ليعمل عليا راجل،قدامها،ويفكر نفسه شخصيه.
ضحك علاء يقول بمكر:أيه بتغيرى عليه،ولا إيه ومتحملتيش تشوفيه مع واحده غيرك.
نظرت سهر،له بشر،وضربته بالوساده،قائله:أنا أغير عالبأف ده،والله أنا نفسى يغور يتجوز،عشان تيتا،ترتاح،وتبطل كلمتها،سهر،ل وائل،من يوم ما أتولدت.
ضحك علاء يقول بمكر:طب أيه كنتى بتعملى أيه فى جزيرة الورد،لما شوفتى،وائل،أيه فى عريس فى السكه،ولا أيه؟
تبسمت له قائله:لأ أرتاح قاعده على قلبك مش بفكر أتجوز،قبل ما تم خمسه وعشرين سنه عالأقل،إحنا كان لينا زميله عيد ميلادها،وعملنا له مفاجأه،وأحتفال صغير على قدنا،فى جزيرة الورد،انا مش بفكر فى الجواز نهائى.
ضحك علاء يقول: لا بتفكرى فى الجواز،ولا بتفكري فى التعليم،نفسى أعرف بتفكرى فى أيه.
ضحكت تقول:عاوز تعرف بفكر فى أيه،بفكر فى حاجتين دلوقتي،الاولى أنى أغمض عينى وأفتحها ألاقى نفسى خلصت،دراسه وأشوفلى أى مدرسه دوليه فى المنصوره أدرس فيها وأقبض بالدولار،وأذلك
وهُب أفتح سنتر دروس خصوصيه،وهُب أبقى مليونيره،وهُب أتبرى منك أنت وماما.
ضحك علاء قائلاً:صحيح الفلوس بتغير النفوس، بس هقولك أحلمى،حلم الجعان عيش،طب و التانيه
،أيه بقى؟
نظرت له بمكر قائله:التانيه أنى أضربك،كده،علشان بتتريق عليا،وأنا ساكته.
قالت سهر هذا،وأمسكت الوساده،تضربه بها،وهو يمرح معها،ليقول،بكذب:
أيه ده سامع ماما بتنادى عليكى،يمكن عاوزاكى،تساعديها فى تحضير الفطور.
بسرعة البرق كانت سهر نائمه على الفراش،وسحبت الغطاء عليها بالكامِل قائله:قولها بتاكل رز مع الملايكه،كانت سهرانه،طول الليل بتذاكر.
ضحك قائلاً:دى أوضتى،وده سريرى،لو جت ولقيتك نايمه هنا هقولها أيه،بتمشى،وهى نايمه،علشان تلاقى حِجه تدخلك بها مستشفى المجانين،وتتخلص منك،وهى فى نفسها كده.
رفعت الغطاء عن وجهها قائله:بتقول فيها دى بتعاملنى على أنى ضرتها.
ضحك علاء قائلاً:ضرتك،دى بتخاف عليكى من الهوا،فاكره لما كنتى فى الثانويه العامه عملت أيه علشانك.
ضحكت قائله:ودى حاجه تتنسى،دا أنا عمرى ما أنسى عمايلها،أيام الامتحانات،ولا منظرها،وهى كل يوم من أيام الأمتحانات تدخل اللجنه،تقول للمراقب أيه،والنبى،يا أستاذ البنت دى بنتى،وعقلها على قده،وعاوزها بس تعدى الثانويه،ينوبك ثواب فيا،خلينى أدخل لها.
وهما يعينى كانوا بيسمحوا لها وصدقوا أنى عقلى صغير،وهى تدخل تقرى ورقة الأجابه بتاعتى،وتساعدنى على قد ما تقدر،ولو شافتنى غلطانه كانت تقرصنى،وتقولى ده الى ذاكرته ليكى يا غبيه،هتموتينى ناقصه عمر،وأهو الحمد لله نحجت بعدها،ودخلت تربيه،قسم جغرافيا،وهبقى مدرسه،فى نفس المدرسه الى بتشتغل فيها،وأنتقم منها،كل ما تشوفنى فى أوضة المدرسين،وهى أداريه فى المدرسه،وهقبض أكتر منها .
ضحك علاء يقول:كل همك تقبضى أكتر منها،ووقتها مكنتيش بتبقى مكسوفه،وهى بتقول عليكى،مجنونه؟
ردت ببساطه:وكنت هضايق ليه،أولا اللجنه الى كانت بتراقب لجنه غريبه من محافظه،تانيه،وبعدين الى كان يهمنى إنى أنجح،والسلام،واعدى الثانويه العامه،وأدخل الجامعه،علشان أرتاح من زن ماما،أنتى فى ثانويه،يا متخلفه.
ضحك علاء يقول:تعرفى يا بت يا سهر،أحلى حاجه فيكى أنك مش أستغلاليه.
ضحكت قائله:أستغلاليه،معناها أيه الكلمه،دى،بقولك فُكك،الابتوب بتاعى،شكله كده،هيعمل الدنيئه،وبيهنج وممكن يضرب سيستم،ما تبدل الاب بتاعك،مع الآب بتاعى،أنت كده كده،بتشتغل عالجثث الى فى الأوضه دى.
نظر علاء لها بتفكير:مين قالك إنى مش بحتاج للآب بتاعى،ده بحمل عليه أبحاثى،غير مراسلة،زُملائى،نتبادل المعلومات،طب ما تقولى لبابا،يصلحه ليكى،فى شركة الكهربا الى بيشتغل فيها،ولا أقولك،خلى وائل ياخده يصلحه،وأهو تستغليه.
ردت سهر:هو بيهنج،لو وائل لمسه،هيجيله القاضيه،، وفرع الصيانه الى بيشتغل فيه، لصيانه الأدوات الكهربائيه، غسالات تلاجات وشركة الى بيشتغل فيها بابا،خاصه بالكهربا مش بالاليكترونيات
انا أساساً فى المنصوره كل يوم،ممكن أشوف مكان بيصلح الابتوبات ،بس خايفه عالمعلومات والملفات الى عليه،أكيد بعد الفرمته،هضيع،وذاكرة الفون مش هتساع ده كله،أنا سهل أنزلهم على سيديهات،بس،فى بعض البرامج،صعبة،النسخ على سيديهات
رد علاء:وأيه نوعية الملفات دى بقى،مفيش فى الملفات دى صور،لبنات حلوه،تبعتهالى.
ضحكت سهر وفكرت لثوانى قائله:والله فكره،أنا أبعت نسخه من الملفات،دى عالاب بتاعك،لحد بتاعى ما يتصلح،وأرجع أخدها تانى،ها أيه رأيك.
تبسم علاء:لو فى صور لموزز حلوه معنديش مانع.
ضحكت سهرقائله:لأ أطمن مش بكلم الموزز عالأب،بكلمهم عالفون.
ضحك علاء،وقبل ان يتحدث،رن هاتف،سهر،نظرت للشاشه،ثم ردت،
بعد السلام قالت:خير،يا حازم بتتصل عليا بدرى كده ليه؟
رد حازم:بتصل أقولك،أنى خلصت الخرايط الى كنتى قولتيلى عليها أمبارح.
ردت متعجبه تقول:خلصتهم بالسرعه دى،ليه،أوعى تكون شفيتهم من الكتاب.
رد حازم قائلاً:لأ رسمتهم،زى ما قولتى،سهرت عليهم طول الليل أمبارح لحد ما خلصتهم من شويه،قولت أتصل أشوفك هتجى الجامعه النهارده،لو هتيجى أجيبهم معايا تاخديهم.
ردت سهر:أيوا هاجى الجامعه،عندى محاضرة مراجعه خلاص أمتحانات نص السنه قربت،ودى المحاضرات النهائية،وبيبقى فيها مراجعات مهمه،أهو أستفاد منها،خلاص أقابلك النهارده فى الجامعه،وأخدهم منك،وتشكر،قوى أنك خلصتهم بالسرعه دى انا قولت فيها أسبوع.
تبسم حازم قائلاً:مفيش شكر بينا أنتى عارفه غلاوتك عندى،يلا أقابلك فى الجامعه،سلام.
أغلقت سهر الهاتف،ونظرت لأخيها،تبسمت حين غمز بعينه قائلاً:أيه سبب أتصال حازم بدرى كده،وأيه أخبار حازم معاكى.
ردت ببسمه: سبب أتصاله زى ما سمعت،انا كنت طلبت منه يرسملى كم خريطه،دكتور الماده طلبهم مننا،وأنت عارف أنى مش بعرف أرسم،فكرت أشفهم بورق كربون،بس ورقة الكربون بتعلم مكانها فى الورق،والدكتور،قالى قبل كده،ممنوع،لازم،يكون،رسم يدوى،فبقول قدامه،هو ندب نفسه،وأنا بصراحه ما صدقت،هو وفر عليا وقت،غير،وجع عنيا وانا برسم الخرايط.
ضحك علاء:أختى،يا ناس مش أستغلاليه،أبداً،زمايلها بيحبوها،وبيحبوا يساعدوها،بس مقولتليش أيه أخبار حازم،لسه مدخلش للحته الشمال.
تبسمت سهر:لا الحته الشمال ولا اليمين سبق وقولتلك،أنه مش أكتر من صديق،ومتنساش أنه أكبر منى بسنه واحده،بس،أنا بفضل يكون فى فرق،سن بين الأزواج،عالأقل تلات سنين.
رد بأستفهام:وأشمعنا تلات سنين؟
ردت سهر وهى تدعى الذكاء على أخيها :فى دراسه علميه بتقول أن عقل المرأه بيفكر أكبر من عقل الرجل الى فى نفس سنها بتلات سنين،يعنى انا دلوقتي،عقلى فى نفس سنك،وكمان هنتخرح أنا وأنت فى نفس السنه،علشان تتأكد من مقولتى.
ضحك علاء يقول:هنتخرج،فى نفس السنه لأنى بدرس طب مش تربيه،أنا كنت بطلع من الأوائل عالمدرسه،أنتى لو مش ماما كانت وراكى،كان زمانك لسه فى الأعداديه،أو مع البت مياده فى الثانويه.
ضحكت سهر قائله:بس متجبش سيرة البت مياده،دى بت فقر،وبتجى عالسيره،
أثناء حديثم سمعوا صوت من الخارج
فضحكوا الأثنان،وقال علاء:فعلاً بتيجى عالسيره،أنا معنديش محاضرات دلوقتي،هرجع أنام،شويه،يلا أنتى أطلعى استقبليها،دى بتحبك قوى،هى ومامتها،مش بيطقوا ليكى كلمه.
…….
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل فخم،وكبير،يتكون من عدة طوابق،مُقسم لعدة شُقق
يحيطه من كل الجوانب حديقه كبيره تلف المنزل بأكمله،للحديقه أسوار عاليه
بأحد الشُقق الموجوده بذالك المنزل
فتحت فريال،دولاب الملابس،وأخرجت مجموعة ملابس رجاليه،ثم جلست تنظر،خروج سليمان زوجها من الحمام،
بعد دقائق خرج من الحمام
قائلاً:جهزتيلى،هدوم،علشان أنزل، أفطر وبعدها، عندى ميعاد مع التاجر،الى أشترى محصول البرتقان،ميعاد القسط،لازم أروح أجيبه منه،عمار مش فاضى،وقالى أروح أنا،بداله.
ردت فريال:وعمار،وراه أيه شغله قوى كده،لما يبعتك مكانه.
رد عليها:معرفش هو قالى،وأنا قولت له تمام.
تحدثت فريال:ما لازم تقوله تمام،ما هو،الكبير،بقولك أيه،هو عمار مش هيتجوز.
تعجب قائلاً:ناسيه عمار متجوز!
ردت فريال:جوازة أيه دى،أنت ناسى،أن مراته،أستئصلت الرحم، هى حكمت هترضى أبنها يعيش من غير خلف،وسمعت كده،أنها بتزن عليه يتجوز،بس هو رافض،معرفش ليه،بس أنا عندى عروسته الى مش هيقول عليها لأ،وموعود بها من وهى صغيره.
رد عليها:ومين بقى العروسه دى الى موعود بها؟
ردت فريال:،،،غدير،أنت ناسى،دى حماتى يوم ولدتها قالت غدير،ل عمار،وأهو هى خلصت تعليمها،وخدت جامعه،وبقالها أكتر من سنه مخلصه الجامعه،وبقى متقدم ليها أكتر من عريس،وأنا برفضهم من بره بره،عمار أولى،بها وهى أولى بيه،وأن كان على مراته التانيه،محدش هيدوس لها على طرف،أنا عاوزاك تلمح قدام مهدى أخوك.
نظر لها قائلاً:والله عندك حق،غدير أولى بعمار،ومش معقول عمار،هيعيش من غير،ولاد حرام الخير الى عنده ده كله فى الاخر يروح لمين؟ أنا هلمح قدامه هو و مهدى وأحنا بنفطر.
تبسمت قائله:على الأقل تبقى غدير حظها أحسن من أسماء،هى الى أختارت جوزها،قال أيه حبته،وأهو شايف،يادوب حتة محامى،والله لو مش شغله مع عمار،كان مكتب المحامى بتاعه ينش،وكمان موضوع الخلف هى كمان،تحمل،وقبل الجنين ما ينزل فيه الروح تجهض،وعالحال ده
بقالها أربع سنين ،روحنا لكذا دكتور،قال أنها سليمه،ومفيش سبب لأجهاضها،قولت لها تقول لجوزها،يكشف،ويشوف،يمكن يكون السبب منه،قالتلي،راح هو كمان،والدكاتره أكدوا أن مفهوش أى عيب،،هى حاجه طبيعيه و مسألة وقت،ربنا لسه مأردش،وفلوس جوزها كلها بيصرفوها على الدكاتره والعلاج الى الدكاتره بيكتبوه كل مره لهم،ربنا يرزقهم الذريه.
أمن سليمان على قولها،وقال:آمين،ويلا خلينا ننزل،زمان،حكمت،وخديجه حضروا الفطور،كان لازم تكونى معاهم.
ردت فريال:ما أنا أستنيت تطلع من الحمام علشان أقولك،على موضوع عمار،وغدير،آن الآوان بقى،ده كان وعد قديم من حماتى الله يرحمها،ولازم يتنفذ علشان ترتاح فى قبرها.
…..
بنفس المنزل،بعد قليل
لكن بالدور الارضى
بغرفة السفره
جلس الجميع فى أماكنهم
على رأس الطاوله،كان مهدى،وعلى يمينه،أخيه سليمان وجواره زوجته،وجوراها بنتاهم،على الناحيه الاخرى كانت تجلس،حكمت وجوارها خديجه،وبنتها وأبنها،وعلى رأس الطاوله من الناحيه الأخرى كان يجلس عمار،يتناول فطوره بصمت
كان الجميع صامتاً،الى أن تحدث أحمد،وهو ينظر الى عمار قائلاً:عمار،أنت مسافر القاهره خدنى معاك،أنا خلاص قالوا لنا فى المدرسه معتوش تيجوا غير،عالامتحانات.
زغرت له خديجه قائله:أيه عمار،دى مش سبق وقولت نتحترم الأكبر مننا قوله،يا أبيه عمار.
على قولها تحدثت فريال قائله:فعلاً عمار أكبر منه بكتير،مش معنى أنه أبن عمه،يناديه بأسمه كده،لازم يكون فى أحترام للكبير،عمار،لو كان خلف،كان زمان معاه عيال يلاهفوا،أحمد فى السن.
ردت حكمت قائله:ربنا يسمعها منك،وأعيش وأشوف،ولاد عمار.
ردت فريال:أنشاله عن قريب،وكمان مريم بنتى،يارب.
ردت حكمت:يارب،وكمان نفرح،ب غدير،وعدلها.
ردت فريال:والله غدير كل يوم والتانى،يتقدم لها عريس،بس هى الى بترفضهم،وأنا مش راضيه أضغط عليها،وبقول لسه النصيب مجاش،ويمكن ربنا مخبى لها الأفضل.
نظرت حكمت بأتجاه عمار،قائله:أكيد ربنا شايل لها بختها،ويمكن قريب منها،ونفرح بها قريب.
فهمت فريال تلميح حكمت،وتمنت بداخلها أن يتم ما تخطط له،وينطق عمار،أنه يريد الزواج،من غدير،لكنه،أدعى عدم،الفهم،وظل يتناول،طعامه،بينما،غدير،شعرت أنها كالجاريه التى تُعرض فى مزاد،عل عمار يتنازل عن غروره ويطلبها للزواج،لكن الرد أمامها،عمار،لم يتفوه بكلمه،من الأفضل لها،هى فى الأساس لا تريدهُ.
نهض عمار عن الطعام بعد أن رن هاتفه،أخرجه من جيبه،ورأى من المتصل،وقال:أنا خلاص شبعت الحمد لله،لازم أمشى،ده يوسف،انا وهو،لازم نسافر للقاهره،يلا أشوفكم،المسا،وأنت يا أحمد مره تانيه هخدك معايا،أنت وأختك،فسحه،أنما انا النهارده،رايح لشغل مهم.
تبسم أحمد له قائلاً:وعد يا عمار.
تبسم عمار:وعد،سلام بقى علشان متأخرش على يوسف.
غادر عمار،الغرفه.
بدأ الجميع بالنهوض،أيضاً،ظل
مهدى،وسليمان فقط
تحدث سليمان قائلاً:أيه يا مهدى،هو عمار هيفضل كده،ولا أيه،منفسكش،فى حفيد ولا اتنين،يملوا علينا البيت البنات،واحده،وراء التانيه هتتجوز،وبعدهم يفضى علينا البيت،ونستنى أحمد على ما يكبر بقى،نكون أحنا خلاص موتنا،لازم تتكلم معاه،وتقنعه أنه يتجوز،وأن كان على مراته الاولانيه،محدش قاله طلقها،الشرع حلل له الجواز بواحده تانيه،لما تكون الاولانيه عندها عله،ومفيش عله أكبر،أننا كلنا متأكدين أنها مش هتخلف نهائى.
تنهد مهدى بسأم:والله انا نفسى أشيل ولاد عمار،وأنه يكون عنده،مش ولد واحد،لأ عشره،وكل ما أحاول معاه،او أفتح السيره،دى يا بيقفل عليا فى الكلام،يا بيقولى،لو مكتوب له يكون عنده ولاد،أكيد ربنا،هيبعت له أشاره.
تعجب سليمان،يقول:وأيه الأشاره دى بقى،عمار بقى عنده،سته وتلاتين سنه،يعنى كم سنه،وهيدخل الاربعين هيخلف أمتى،أنت وأنا كنا قده معانا أربع عيال،لأ انت لازم تضغط عليه شويه،وكمان حكمت تضغط عليه،غدير،بيتقدم لها عرسان كتير،وبنرفضها،بصراحه،أنا مستخصر أنها تروح لحد غريب،وعمار أولى بها،والمثل بيقول أخطب لبنتك،وأنا مش هلاقى أفضل من عمار،لو مكنش عند مانع.
رد مهدى:عندى مانع،أنت بتستعبط،انا أتمنى تراب غدير،ونفسى تبقى من نصيب عمار،قبل منك،وأهو انا هحاول،وهخلى حكمت كمان تحاول،معاه،وربنا يقدم الى فيه الخير،للجميع.
كان مهدى،وسليمان يتحدثان غافلان عن تلك التى سمعت حديثم،وتأثرت بشده من ترخيص والداها لها،وطلبه من أخيه أن يجعل أبنه يتزوج بها،ألهذا الحد وصل،الطمع بوالداها،ماذا يفرق عمار عن غيره،لا شئ،بنظرها،بل هى أفضل منه،هو صاحب تعليم متوسط أما هى جامعيه،وليست قبيحه،لابد لهذا من نهايه،هى ليست قطعة أثاث تباع،لهذا عمار،التى لا تهفو بباله،إمرأة أخرى غير،زوجته.
………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر وقت،بنفس اليوم بعد الظهر
بمنزل سهر
دخلت نوال الى الشقه،جلست على مقعد قريب من الباب،ووضعت مجموعه من الاكياس جوار قدمها، جلست تستريح،
بينما هى جالسه،خرجت سهر من المطبخ بيدها كوباً من الشاى،نظرت لوالدتها وتبسمت قائله:أيه يا ماما مالك مفرهده كده ليه،خلاص عجزتى،ندور لبابا على موزه شابه،بقى،شكلها كده راحت عليكى.
نظرت لها نوال بغيظ قائله:ما الى عندها بنت غبيه وحيوانه،وخايبه زيك لازم تعجز بدرى،كل البنات بتساعد امهاتها،لكن أنتى،بتعلينى،بدل ما تقوليلى كده،تعالى شيلى الأكياس دى دخليها المطبخ،وهزى طولك،وأطبخى الغدا،زمان باباكى واخوكى،على وصول،وكمان جدتك،لازم تتغدى،وبعدين تعالى هنا مش كنتى غورتى الصبح روحتى الجامعه،أيه كانت وحشتك،روحتى زورتيها ورجعتى؟
تبسمت سهر قائله:انا كان عندى محاضرة واحده،وأتلغت،فقولت مالوش لازمه،أفضل فى الجامعه،فرجعت،من شويه،واهو عملت لنفسى كوباية شاى،يدفينى الجو النهارده برد،بره قوى،حتى كنت بفكر أعمل شاى معايا ل تيتا،بس هى قاعده مع مرات عمى،فى البراندا،يتشمسوا،مرضتش لمرات عمى تتريق عليا،فى لسه فى الكاتل ميه سُخنه تكفى لكوباية شاى تحبى أعملك شاى.
نظرت نوال لها بغيظ قائله:لا ليه تتعبى نفسك،غورى من وشى بدل ما أقوم أسلخك بكوباية الشاى الى فى ايدك،وأنتفك زى الفرخه،معندكيش دم،أبداً،بس قبل ما تغورى من وشى،تعالى شيلى الأكياس دى دخليها المطبخ.
تقدمت سهر من والداتها مبتسمه وقالت،خدى أمسكى كوبايه الشاى دى على ما أدخلك الأكياس الى تعباكى دى،بس أوعى تشربيها.
ردت نوال:أشرب أيه،دى تلاقى طعمها أخت الجاز،وانا هتوه عن عمايلك،للشاى،أنتى لو أنا كنت فى البيت هتقوليلى اعمليلى شاى يا ماما،بس عقاب ليكى بقى أشربى الشاى عمايل إيدك الحلوه،هاتى الكوبايه،وشيلى الأكياس.
حملت سهر الأكياس وأدخلتها الى المطبخ وعادت الى مكان جلوس والداتها وتبسمت قائله:أنا هدخل أذاكر على ما تخلصى تحضير الغدا يكون بابا رجع من الشغل،وتيتا صدعت من مرات عمى،ودخلت للشقه مره تانيه،يلا بلاش أعطلك.
أخذت سهر كوب الشاى،وتوجهت الى غرفتها
تبتسم على قول فريال:أبقى قابلينى أن عمرتى فى بيت راجل هترجعيلى بالكحك سُخن.
تبسمت سهر،قائله:أهو أبقى رجعتلك بحاجه بدل ما أرجعلك فاضيه.
أغتاظت نوال منها وأنحنت تمسك حذائها وصوبته نحو سهر قائله:غورى من وشى،أنا لو كنت أتمنيت من ربنا يبعتلى بلوه،مكنش بعتك ليا.
ضحكت سهر قائله:عارفه انك بتحبينى،يا مامى،بس،أنا قدرك،يا روحى،وعلى فكره الشوز مجتش فيا.
تبسمت نوال بخفاء ولم ترد عليها.
………..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بجزيرة الورد بالمنصوره
فى حوالى الثانيه ظهراً
تلفتت غدير حولها،بترقب عل أحد يكون بالمكان و يعرفها،تنهدت براحه وهى تسير الى أن وقع
نظرها على أحد الطاولات بالمكان،ورأت وائل يجلس،أقتربت من مكان جلوسه،ووقفت خلفه قائله:خلينا نشوف مكان تاتى يكون بعيد عن الأنظار هنا المكان مفتوح وممكن اى حد يعرفنا يشوفنا.
نهض وائل،وسار خلفها الى أحد الطاولات البعيده عن النظر،وجلس مبتسماً يقول بشوق:وحشتيني،يا غدير،يا روح قلبى.
تبسمت غدير بحياء قائله: وأنت كمان،أنا لما ماما الصبح قالتلى،أخرج أشترى لها شوية طلبات من المنصوره أتصلت عليك،وقولت نتقابل،لأنى عاوزاك فى حاجه مهمه.
تبسم وائل يقول: أنتى وحشتينى،يا ريتك ما خلصتى دراسه كنا بنتقابل براحتنا مش زى دلوقتي،انا خلاص مبقتش متحمل الوضع ده،أن حبنا يفضل فى السر،أحنا بقينا بنتواصل رسايل عالتليفون،ولو صدف وكلمتينى،بيبقى لدقيقتين،وبعدها بتقفلى الفون فى وشى.
ردت غدير:ما هو ده السبب الى طلبت أقابلك علشانه،بس قولى،انت سبق وقولتيلى انك عامل جمعيه كبيره مع زمايلك الى بتشتغل معاهم فى مركز الصيانه،صح.
رد وائل:أيوا صح وكمان هقبضها الأسبوع الجاى،وانا أخر واحد هقبض الجمعيه،يعنى من الشهر الجاى،مش هيبقى عندى أقساط جمعيه،والمبلغ كبير،وأقدر بيه أجهز عفش شقتى الى فى تالت دور عندنا بالبيت،وكمان ممكن يفيض مبلغ صغير معايا.
تبسمت غدير قائله:طب كويس كده،أنا كنت هقولك،تتقدم ليا رسمى.
تعجب وائل قائلاً: بتقولى أيه!
ردت غدير:زى ما سمعت،ولا أنت من ناوى تتقدملى،ونيتك تقضيها معايا خروجات،لو دى نيتك،يبقى…..
قبل أن تُكمل الكلام،تحدث:
غدير،انتى عارفه أنك حلم حياتى،وحب عمرى،بس أنا خايف أهلك ميوافقوش عليا،ويفكرونى طمعان فى ثروة أهلك.
ردت غدير: لأ مش لازم تخاف انا عندى ثقه أنك مش طمعان فى ثروة أهلى،بس لازم تاخد خطوة انك تتقدملى،رسمى،مهما كان رد أهلى.
تحدث وائل يقول:وأفرضى،وده المتوقع انهم يرفضونى،هيحصل أيه بعد كده.
ردت غدير:لو رفضوك هيكون فى حل تانى وقتها المهم دلوقتي،تاخد خطوه،وتتقدم لخطوبتى ،مهما كان رد أهلى.
…ــــــــ
الثانيه
ـــــــــــــــ
ما بين صلاة المغرب والعشاء
بمنزل سهر
دخلت نوال الى غرفة، سهر، وجدتها، تنام على الفراش وتضع الكتاب على وجهها،
تنهدت نوال قائله: كنت متأكده أنك مش بتذاكرى، المهم دلوقتي قومى خدى ودى الحاجات دى عند جدتك يُسريه.
رفعت سهر الكتاب عن وجهها قائله: و أيه الحاجات دى بقى؟
ردت نوال: مالكيش فيه، قومى غيرى بيجامة ميكى، دى، ألبسى حاجه تانيه، يلا عشر دقايق تكونى عندى فى المطبخ.
نهضت سهر من على الفراش قائله: قبل عشر دقايق، وأغير بيجامة ميكى ليه أنا ألبس فوقها الايسدال، عادى الجو ساقعه.
نظرت لها نوال، بغيظ قائله: والله أنتى الى ساقعه، بس مش مهم يلا تعالى ورايا المطبخ، بسرعه علشان صلاة العشا خلاص فاضل أقل من ساعه وتأذن، تاخدى الكيس ده توديه عند جدتك، وآدان العشا تكونى هنا متتأخريش، أحنا فى الشتا، وعلى بعد صلاة العشا، الرجل فى البلد بتكن، والكل بيلزم بيته ، وبلاش تتمسكنى لجدتك، علشان تاخدى منها فلوس.
ضحكت سهر وهى تسير خلف والداتها قائله: أنا أساساً مسكينه، ويجوز عليا الصدقه، وأنتى السبب معيشانى فى حرمان.
استدارت نوال ونظرت لها بذهول قائله:معيشاكى فى حرمان،ليه،حرمتك من أيه؟
ردت سهر بمسكنه مُصطنعه:الآبتوب بتاعى،هنج،وبيشتغل بالضالين،وهخده المنصوره لمتخصص بعد بكره علشان يتصلح،وعارفه لو طلبت منك حق تصليحه،مش هترضى تدينى،فلوس.
نظرت نوال لها قائله:فعلاً،فين مصروفك،أحنا لسه فى أول الشهر،لحقتى تصرفيه.
ردت سهر:للأسف:تقدرى تقولى،يادوب يقضينى،مواصلات أسبوع،كان زميله ليا عيد ميلادها،وجبت لها هديه،هفت المصروف.
فكرت نوال لدقيقه،ثم قالت:طب أشوف حكايه فلوس تصليح الآب دى بعدين،دلوقتي،خدى الحاجه دى،وديها عند جدتك،يسريه،علشان الوقت،وأما ترجعى،أكون قررت.
أبتسمت سهر قائله:بحبك يا أحلى ماما عارفه قلبك الطيب،يلا بقى هروح لتيتا،وأرجعلك.
ضحكت نوال قائله:لسه مقررتش أعطيك الفلوس أو لأ،وبعدين نزلى القطتين الى على راسك دول،ولمى شعرك،و أعدلى الطرحه،
قالت نوال هذا،وشدت شعر سهر،بالراحه،لينسدل على كتفيها.
أبتسمت سهر قائله:مش عارفه ليه القطتين دول بيضايقوكى،عالعموم،أهو لميت شعرى،وعدلت الطرحه،مسافة الطريق من هنا لبيت تيتا،وهتلاقينى،راجعالك.
تبسمت نوال،بحنان،قائله:خدى الشال ده حُطيه على كتافك،الجو بره برد
تبسمت سهر لها وغادرت
، تبسمت أيضاً نوال وهى تراها تُغادر.
بينما فتحت سهر باب الشقه لتفاجئ بمن أمامها
وأستغفرت بسرها حين رأتها.
بينما الأخرى تحدثت برخامه:سهر،رايحه فين أنا لقيت نفسى مضايقه من المذاكره،وكنت نازله أتسلى معاكى شويه.
همست سهر لنفسها:على أساس إنى قرطاس لب،وهسليكى،بينما ردت سهر عليها:
أنا راحه عند تيتا يسريه،هودى لها الحاجه دى،ومش عارفه هرجع أمتى يا مياده.
نظرت مياده لها،قائله:طب كويس خدينى معاكى،أهو أفُك رجلى،شويه،من تكتيفة المذاكره.
ردت سهر:طب مش تطلعى الأول تقولى،لمرات عمى،وتاخدى منها الأذن،أنك هتيجى معايا عند تيتا.
ردت مياده:لأ مش لازم،أنا قولتلها أنى نازله أتسلى معاكى،وهى عارفه أنى معاكى ،فمش لازم.
ردت سهر:براحتك،يلا نمشى،لان ماما منبه عليا قبل آدان العشا أكون راجعه لهنا.
سارت مياده قائله:مش عارفه ليه طنط نوال،شديده فى تربيتها ليكى،أنتى وعلاء،وفيها أيه لما تتاخرى،عند جدتك.
ردت سهر:ماما مش شديده ولا حاجه،بس ده الصح،أحنا فى جو شتا،والناس فى البلد بتنام بعد العشا،والسكه بتبقى فاضيه،وممكن شاب صايع ولا واحد متسكع،و مش كويس فى الطريق.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الجانب الأخر
على الطريق،بالسياره
تحدث يوسف ل عمار قائلاً: مبروك وربنا عليك عرفت تلف صاحب الأرض،وباعها لك،وسجلها فى نفس اليوم كمان،أنت تاجر شاطر،الراجل مخدش فى أيدك غلوه،وخدتها منه بالسعر،الى قولت عليه،قبل ما نوصل لعنده.
تبسم عمار يقول:ده توفيق من عند ربنا،أولاً،ثم شطاره،أنا بقالى كام يوم بتواصل مع الراجل ده عالتليفون،بين شد وجذب،وكمان سألت،على سعر الأرض دى،شخص موثوق فيه،وأتحاورت معاه لحد ما وصلت سعر المناسب ليا، وله هو كمان.
تحدث يوسف قائلاً:طب أيه الأرض دى هتبدأ تستصلحها،علطول،ولا هتسيبها شويه.
رد عمار:لا ده ولا ده،الأرض دى،زبونها جاهز،ومكسبها مضمون،هيتعمل عليها مدينه سكنيه جديده.
تعجب يوسف قائلاً:أنت ناويت تدخل شغل العقارات.
رد عمار:لأ طبعاً،أنا مش بفهم فى شغل العقارات،أنا هبيعها،لشركه عقاريه،يعنى انا كنت زى،وسيط،أشتريت الارض،وهبيعها،وأخد مكسبى منها،وخلصت على كده.
تبسم يوسف قائلاً:ربنا يباركلك،بقولك أيه فى حاجه أنا مستغربها،خديجه أختى كانت قالتلى عليها.
رد عمار:وأيه هى الحاجه دى؟
رد يوسف:خديجه قالتلى،أن الحجه حكمت،بقالها فتره،عاوزاك تتجوز،أنت ليه مش بتوافقها،أنا عارف،أن أنت وخديجه،مش أزواج،صحيح فى شقه واحده،بس الى بينكم أخوه.
تبسم عمار قائلاً:أنت الوحيد الى تعرف ان خديجه مش مراتى غير عالورق،جوازى منها كان أمر من جدى الله يرحمه،لما عمى توفى،هو خاف،على ولاد عمى،وأن خديجه،لسه شابه صغيره،وممكن تاخد ولادها،وتروح تتجوز واحد تانى بعد عمى،ولما خديجه،رفضت،هو هددها هياخد،ولادها منها،وهى خافت منه،هو كان قلبه قاسى،وطلب منى أتجوزها وكان عندى تسعه وعشرين سنه وقتها،ووافقت علشان صداقتى،معاك،لأنى عارف طبع جدى كويس،مش بيحب الى يعند معاه.
تحدث يوسف:عارف طباع جدك،لأنك مش بس ورثت أسمه،كمان طباعه،مش بتحب حد يعند معاك،ولا يفرض عليك حاجه،وده الاستغربته،لما وافقت تتجوز خديجه،أنا متأكد،أن جواك كنت رافض،بس معتقدش،سبب قبولك الجواز من خديجه،وقتها صداقتنا.
رد عمار:فعلاً صداقتنا مش السبب الوحيد،كمان وافقت علشان خديجه،أنها مش عاوزه،راجل تانى فى حياتها بعد عمى الله يرحمه،يعنى الجوازه من الأول،كانت لرضا جدى مش أكتر،وفضلت أنا وخديجه،زى الأخوات،وهنفضل كده،طول العمر،أنت عارف حقيقة مشاعرى،من ناحيتها،هى زى بقية أخواتي البنات مش أكتر،وحكايه أن ماما عاوزه تجوزنى،واحده تانيه،دى عارف التانيه تبقى مين؟
مين؟،هكذا قال يوسف بأستخبار.
رد عمار:تبقى غدير،بنت عمى سليمان وأخت أسماءمراتك ،مرات عمى فريال،بترسم على كده من مده،وأنا عامل نفسى مش فاهم،وساكت.
رد يوسف:بس غدير،مُلائمه ليك،وكمان شخصيتها هاديه،أيه سبب اعتراضك عليها.
رد عمار:أنا معنديش أى أعتراض على أخلاق،غدير،بس كمان مش قادر أتقبل أشوفها كزوجه ليا،هى فى نظرى زيها،زى بقية أخواتى،فكرت فعلاً،أشوفها بطريقة تانيه ومقدرتش أتقبلها،ولو أتجوزتها متأكد هنفشل،حتى ماما قالتها ليا صريحه من كام يوم،أنى أنا وغدير،موعودين لبعض،ومش جه وقت تنفيذ الوعد.
تحدث يوسف:وأيه كان ردك،على مامتك.
رد عمار:كان ممكن أرفض مباشر،بس ماما هتفضل تزن،وتفكر إنى ممكن أغير،رأيي،بس،راوغت،وقولت لها تدينى،شوية وقت بس عندى كم شُغله فى دماغى أخلصهم،وبعدها هقول لها الرد،بس طبعاً مرات عمى مكثفه جهودها،قوى الأيام دى.
تحدث يوسف:طب هتعمل أيه هتوافق ولا أيه؟
رد عمار:لأ طبعاً أنا قولتلك،سبب رفضى،أنا متأكد لو اتقدم ل غدير،واحد تانى غيرى مناسب لها هى هتوافق،وترحب بيه كمان،غدير،بتتضايق كتير،من تلميحات مرات عمى،انا لاحظت كده.
تحدث يوسف:طب وهتفضل من غير جواز لحد ما يتقدم لغدير،شخص مناسب بالنسبه لها،الله أعلم هيتقدم أمتى.
رد عمار:أدعى من قلبك يتقدم لها الشخص ده قريب،وبعدها،ربنا يحل أمر جوازى،بغيرها.
تبسم يوسف بمكر:هو فى غيرها،ولا أيه؟
ضحك عمار:لأ مفيش غيرها،أنت صديقى الوحيد،وكمان مخزن أسرارى كنت هخبى عليك،لو فى،وتفتكر،لو فى واحده،تانيه فى حياتى كان هيهمنى،كان زمانى أتجوزتها.
بقولك أيه سيبك من حكاية الجواز،بقولك حماتى عامله أيه بقالى مده مشفتهاش،وخديجه كانت قالتلى أنها عيانه.
رد يوسف:فعلاً كانت تعبت شويه،والدكتور طلب شوية تحاليل،وفحوصات،والحمد لله،نتيجة الفحوصات كويسه،هو بس الصغط،والكوليسترول عاوزين تظبيط،والدكتور كتب لها على أدويه،وكمان حميه غذائيه،وأسماء،عامله عليها حصار،فى الأكل،وساعات بتعمل زى الأطفال،بس بترجع تانى.
تبسم عمار قائلاً:الوقت لسه بدرى،هوصلك لحد البيت،وأشوفها.
تبسم يوسف قائلاً: دى هتفرح قوى،كام مره سألتنى عليك،قولت لها أنك فى أرض الفيوم بتابع أستصلاحها.
رد عمار:أه والله أرض الفيوم دى،مشاكلها مش بتخلص،بس خلاص بدأت تنتج،وجايلى فيها،عرض بيع،وهشوف لو لقيته مربح ليا هبيعها،وأخلص من مشاكلها.
تبسم يوسف قائلاً:مكنش ده كلامك فى أول ما أشتريت حتة الأرض دى،كنت بتقول هتعمل عليها مزرعه،ومش هتبعها،وهتحتفظ بها،ولما بدأت خلاص تنتج،هتبيعها.
رد عمار:هى والله مش عاوز أبيعها،بس الجار،الى جنب الأرض دى،راجل مشاكله مع الحكومه كتير،وتقريباً كان زارع في أرضه خشخاش،والحكومه مركزه معاه،وكل ويوم والتانى،ألاقى علي أرضى تفتيش من الحكومه،وعرضت على جارى أشترى أرضه،رفض،وهو مصاحب،مطاريد من الجبل،وعامل مزرعته،زى وكر لهم،دا غير أن المطاريد دول أوقات بينزلوا أرضى،ويسرقوا من الخضار،والفاكهه الى فيها.
تحدث يوسف:طب ما تبلغ الحكومه بأفعاله،وأطلب منها حماية أرضك منه.
رد عمار:تفتكر معملتش كده،بس أنت عارف الحكومه مش بتحمى حد،أنا أقدر أخلص منهم،وأجيب أكتر من غفير،وأطلع لهم أسلحه مُرخصه،والى يقرب،يقتلوه،بس دول بقولك مطاريد وهاربين من أحكام عليهم،ومستبيعين،والدم عندهم زى الميه،وأخاف على أهلى منهم،فأنا هشوف الزبون الى جايلى فيها،لو قدم سعر مُربح ليا،حلال عليه.
رد يوسف:ربنا يقدملك الخير،خلاص،وصلنا، قدام البيت،يلا أنزل،دى أمى هتفرح قوى لما تشوفك،دى بتحبك زيي تمام.
تبسم عماروهو ينزل من السياره قائلاً: وهى معزتها كبيره عندى،كفاية جابتلى صديق زيك،بقدر أحكى له أسرارى وأنا مطمن،بس أوعى أسماء،فى لحظة صفا معاه،تقر لها على أسرارى.
سار يوسف الى جواره وضحك قائلاً:لأ متخافش أخوك حاويط،قال يوسف هذا،وزفر أنفاسه.
تحدث عمار:شكلك واقع مع أسماء،أيه الى حصل،موضوع الخلفه برضوا.
رد يوسف:أيوا هو،أسماء حاطه الموضوع فى رأسها،بطريقه رهيبه،يعنى الدكتوره من آخر مره أجهضت،قالت لها،تاخد وسيلة منع حمل لفتره،تريح الرحم،من تكرار الأجهاض،فى البدايه كانت رافضه،وقدرت أنا وخديجه،وماما،نقنعها أن الموضوع مش هياخد وقت طويل،فترة كم شهر مش أكتر،وبعدها،يمكن ربنا يكرمها،وتحمل وربنا يكملها على خير.
رد عمار بتمنى:يارب،يا يوسف،نفسى أشوفك أنت وأسماء عندكم ولاد كتير.
تبسم يوسف:وأنت كمان منفسكش يكون عندك ولاد،عالعموم،ربنا يرزقنا أحنا الأتنين الذريه،وتكون صالحه،يلا أنا فتحت الباب أدخل.
دخل عمار الى المنزل،وخلفه يوسف الذى نادى على والداته
فخرجت من أحدى الغرف،حين رأت عمار،تبسمت بفرحه قائله:
عمار،حبيبى،بقالى مده مشوفتكش،وسألت عنك خديجه،وكمان يوسف،يخونك العيش والملح،كل دى غيبه تغيبها عنى،بقالى أكتر من شهرين مشوفتكش،متنساش أنى حماتك وأقدر ألعب فى دماغ بنتى أقلبها عليك.
ضحك عمار،وأنحنى على يدها مُقبلاً يقول:والله كنت مشغول جداً،وخديجه ويوسف عارفين وقالولى،والنهارده،أنا جايلك مخصوص،وبعدين،خديجه مفيش أطيب منها،أنا متربى هنا معاها هى،ويوسف،من صغرنا،وهاقولك على سر،أنا جعان جداً،طول اليوم أنا ويوسف مأكلناش،حتى سندوتشات فى الطريق،سافرنا للقاهره صد رد.
تبسمت والدة يوسف قائله:دقايق هرن على أسماء جرس الشقه تنزل ونحضرلكم الأكل بسرعه،والنبى،دى لسه طالعه.
تبسم عمار لها قائلاً:على ما تحضروا الأكل هقعد أنا ويوسف فى مكتبه،نتناقش شوية.
تبسمت له
بينما دخل عمار ويوسف الى غرفه بشقة،والداته
جلس عمار على أحد المقاعد،وأخرج،علبة السجائر،وأشعل واحده.
نظر له يوسف قائلاً:هات سيجاره.
نظر له عمار بأستغراب،أنت مش قولت بطلت شرب سجاير،أيه رجعت تانى لها ولا أيه؟
رد يوسف:لأ مرجعتش لها،بس أنت أغرتنى،أنا بطلتها أساساً،بالأجبار،بسبب بنت عمك،كانت كل ما تشوف فى ايدى سيجاره تزعل منى،وتقولى الفلوس الى بتصرفها عالسجاير أحنا اولى بيها،وكمان صحتك.
رد عمار:والله كلامها صح،بس تقول أيه السجاير،دى لعنه،نفسى أبطلها مش عارف،بس مش خايف أسماء تشم ريحتك وتعرف أنك شربت سجاير من تانى؟
ضحك يوسف قائلاً:ما أنا هكدب عليها وأقولها مشربتش وانك أنت السبب فى ريحة السجاير،الى على هدومى ،وهى هتصدقنى،طبعاً.
ضحك عمار قائلاً:والله أسماء بنت عمى،غلبانه،معرفش ليه ماخدتش من صفات مرات عمى فريال،كانت سيطرت عليك زى مرات عمى ما هى الى مسيطره على عمى كده.
……….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل.
على صوت آذان العشاء
نهض عمار من على طاولة الطعام،قائلاً:الحمد لله،تسلم أيدك،يا حماتى،أنتى وأسماء،أنا ويوسف نسفنا الأكل من حلاوته.
أبتسمت أسماء له قائله:صحه،وهنا،أعملك شاى،ولا أجيبلك عصير.
رد عمار:لأ تسلم أيدك،العشا بتأذن،يادوب ألحق أنا ويوسف نروح الجامع نلحق صلاة الجماعه وبعدها أروح أنام.
تبسمت أسماء قائله:حرماً مقدماً،وأبقى سلملى،على بابا وماما ومرات عمى،وخديجه،وكل الى هناك.
ابتسم عمار،قائلاً: الله يسلمك،يلا سلاموا،عليكم.
تبسمت والدة يوسف قائله:وعليكم السلام،متغبش عنى تانى.
تبسم عمار:مش هغيب بس أنتى افتكرينى،فى دعائك،بالخير.
تبسمت له قائله:بدعيلك أنت ويوسف فى كل صلاه،ربنا يرزقكم من وسع ويوفقكم،يااارب.
أمن يوسف وعمار،على دعائها،وخرج الأثنان.
….
بينما فى منزل جدة سهر
حين سمعت سهر صوت الأذان،أنتفضت واقفه،تقول:العشا أذنت،ماما قايلالي،قبل صلاة العشا تكونى راجعه،يلا يا مياده ،همشى أنا و مياده بقى يا تيتا.
تبسمت جدتها،وقبل أن ترد تحدثت مياده قائله:أنا لسه مشربتش النسكافيه بتاعى،مش هتجى من خمس دقايق تأخير،أكيد مرات عمى مش هتزعقلك عليهم.
ردت جدة سهر:كلام مياده صح يا سهر مش هتيجى من خمس دقايق،وأنا هتصل على نوال،وكمان تعالى معايا عاوزاكى فى المطبخ.
ذهبت سهر،مع جدتها الى المطبخ،وتركت مياده وحدها.
تحدثت جدة سهر وهى تعطى لها بعض المال قائله: أنا قبضت النهارده،خدى،مصروفك بتاع كل شهر منى أهو.
تبسمت سهر وهى تاخذهم ثم حضنت جدتها قائله:والله أنا بنت حلال،وربنا هيسترنى،أنا مصروفى كله خلص تقريباً،والابتوب كمان ضرب،أهو ربنا،رزقنى بمصروف،عقبال ما يرزقنى بحق تصليح الآبتوب.
تبسمت لها جدتها قائله:ربنا يسترك،وميحوجك لحد،ويسعدك يارب،يلا أطلعى لبنت عمك زمانها شربت النسكافيه.
ردت سهر:يارب أطلع القاها شرقت من النسكافيه وماتت.
ضحكت جدتها قائله:صحيح انا مش بحب البت دى،ولا أمها،بس حرام عليك،خليها تموت فى مكان تانى غير بيتى.
ضحكت سهر،وهى تخرج خلف جدتها،وعادوا،الى مياده التى مازالت ترتشف النسكافيه بتأنى ،
تحدثت سهر قائله:يلا بينا يا مياده،العشا خلاص،فى اخر ركعه،وهيسلموا،خلينا نرجع قبل الرجاله ما تطلع من الجامع الى على أول الشارع.
نهضت ميادة بتأفف قائله:يلا،شكراً يا تيتا على النسكافيه،والبسكويت كان طعمه حلو،قوى سهر قالتلى أنك أنتى الى عملاه.
تبسمت جدة سهر لها قائله:أستنى يا حبيبتي هجيبلك شويه،خديهم معاكى.
نظرت لها سهر بضيق،ولم تتحدث الى أن عادت جدتها بعلبه صغيره،وأعطتها ل مياده.
تحدثت سهر قائله:يلا بينا بقى،خلاص كده،ولا لسه عاوزه حاجه تانيه؟
ردت مياده ببرود:لأ مش عاوزه حاجه،شكراً يا تيتا
قالت مياده هذا،وقبلت جدة سهر،خرجت،ثم قبلت سهر،يد جدتها،ثم قبلت خديها، وغادرت خلف مياده.
سارتا الأثنتان،كانت سهر تسير سريعاً،بينما مياده تسير على مهلها،نظرت لها سهر قائله:خفى رجلك شويك،أنتى ماشيه،زى السلحفه كده ليه؟
ردت مياده:أمشى أنتى بالراحه شويه،الوقت مطارش،يا دوب لسه أهم طالعين من صلاة العشا.
تحدثت سهر بضيق:قصدك حتى المُصلين روحوا،خفى رجلك شويه.
سارت مياده تحاول مُجراة سير سهر السريع لكن
كانت هناك سياره جوار الجامع،كادت أن تخبط مياده،لولا شد سهر لها،لتبتعد عن السياره،وتتبدل أماكنهم لتصبح سهر هى من جوار باب السياره.
لاحظ عمار ذالك
هو بهذا الوقت كان أنشغل بأشعال السيجاره،وأوقف السياره فجأه،حين كاد أن يخبط تلك الفتاه،
ظن أن من تسير جوارها هى من حاولت دفعها،وثم جذبتها للناحيه الاخرى،لتكون هى أمامه تلفت نظره،
بينما ما حدث عكس ذالك
حين تحدثت سهر،لمياده بضيق قائله:أنتى أتجننتى،ماشيه كده،ومش شايفه العربيه جايه،بدل ما تميلى بجنب،ماشيه مقابلها،أفرضى كان الى سايقها خبطك غصب عنه،أو أنا مكنتش شديتك بعيد عن العربيه.
ردت مياده بتمنى: ياريتك ما بعدتينى عن العربيه،ياريته كان خبطنى،أنتى متعرفيش ده مين؟
ردت سهر بذهول من قول مياده،لأ معرفش،ومش عاوزه أعرف هو مين،وخفى،رجلك شويه فى المشى،أنا أتأخرت،وماما هتزعقلى،وكل ده بسببك.
ردت مياده:بقى متعرفيش من الى سايق العربيه،ده عمار زايد،وبعدين إحنا متأخرناش،يادوب أهم طالعين قدامنا من العشا.
بعد قليل،وصلتا،سهر،ومياده الى المنزل
تحدثت مياده قائله:هطلع علبه البسكويت وأنزلك نكمل رغى شويه.
ردت سهر:لأ متنزليش،أنا حاسه إنى بردانه،وشكلى داخله على دور،برد هدخل أنام حتى من غير ما أتعشى،تصبحي على خير.
قالت سهر هذا،وفتحت الشقه،ودخلت وأغلقت الباب خلفها قبل صعود مياده الى شقتة والداها.
رغم ضيق مياده من أغلاق سهر باب الشقه بوجهها لكن صرفت عن رأسها،وتبسمت وهى تتذكر،قبل دقائق حين توقف عمار،بالسياره،تتمنى أن تكون لفتت نظرهُ.
بينما دخلت سهر الى الشقه،وجدت نوال تنظر،لها بشر قائله:مش قايله قبل العشا متأذن تكونى هنا.
ردت سهر:والله ما انا السبب كله من الغلسه الى أسمها مياده،جت معايا عند تيتا،وكل ما أقول لها نقوم تتحجج، وأسالى تيتا،أنا مكنتش عاوزها تجى معايا من البدايه،بس هى زى الازقه،وجت معايا غصب.
ردت نوال،:طيب أدخلى أقلعى الٕايسدال ده وتعالى ساعدينى نحضر العشا،زمان بابا،وعلاء جاين،وشوفى تيتا آمنه كده خلصت صلاه ولا لسه،الأول.
أمائت سهر برأسها دون كلام،وذهبت الى غرفة جدتها،تبسمت وهى ترى جدتها،أنهت الصلاه،ثم رفعت يديها تدعو الله بالصحه والستر،لأبنيها،وأبنائهم
فقالت سهربمزح:والنبى،يا تيتا أدعيلى،يحنن قلب نوال عليا،وكمان أنجح.
تبسمت لها آمنه قائله:بدعيلك،بالستر،والنجاح،وكمان يرزقك أبن الحلال،وبعدين هى نوال قاسيه،دى مفيش فى حنيتها.
تبسمت سهر قائله بهمس :هى حنينه مع الكل الى معايا،بتعاملنى معاملة مرات الأب.
ضحكت آمنه قائله: طب بتوطى صوتك ليه؟
ردت سهر قائله:خايفه تسمعنى،وتنادى عليا،تقولى تعالى معايا حطى العشا،وتشغلنى تحت أيديها،هى تغرف الأكل وأنا أرصه عالسفره،أنما،كده هتحجج بيكى،وأقول انى أستنيتك لحد ما تختمى الصلاه،علشان أقولك العشا جاهز.
ضحكت آمنه قائله:أنا مشوفتش بنت مش بتحب شغل البيت،أمال أما تتجوزى هتعملى أيه مع جوزك،مين الى هيحضرله أكله،وينضف المكان؟
ردت سهر بتسرع:أمه هى الى هتعمل كده،أو يجيبلى فلبنيه،وبعدين أنا مش بفكر فى الجواز،قبل ما اتخرج وأشتغل كمان.
فى أثناء حديثهن نادت نوال،قائله:
يلا يا ماما تعالى انا حطيت العشا عالسفره،تعالى لوحدك،والى معاكى دى متجيش معملتش حسابها فى الأكل.
ضحكت سهر قائله:شوفتى مش بقولك معاملة مرات الأب أهى مستخسره فيا العشا.
ضحكت آمنه وهى تحاول النهوض من على سجادة الصلاه،قائله:تعالى هى بتهزر.
مدت سهر يدها،وساعدت جدتها على النهوض،وسندتها،الى أن وصلا الى السفره،وأجلستها مكانها،ثم جلست هى الأخرى،جوار والداها،تهمس معه بالحديث،الى أن أتت نوال ببعض الاطباق،ونظرت لها قائله:أنا معملتش حسابك فى الأكل.
نظرت لوالدها بتمثيل قائله:شايف يا بابا معاملة ماما ليا،أهى قدامك.
ضحك والداها قائلاً:متزعليش هأكلى من طبقى.
فرحت سهر ونظرت الى والداتها قائله: أنا بحبك قوى يا بابا،يارب يخليك ليا،دايماً وتُجبر بخاطرى.
……….
بنفس الوقت وبنفس المنزل،لكن بالشقه التى بالدور الثانى.
قبل قليل
جلس وائل جوار والداته هيام قائلاً:هو بابا فين؟
ردت عليه قائله:
بابا بيصلى هو وعمك فى الجامع وزمانهم على وصول،بتسأل ليه؟
رد: طب فين مياده،مش باينه؟
ردت عليه:قالتلى من شويه نازله تقعد شويه مع سهر،بتسأل ليه؟
رد وائل:فى موضوع عاوز أكلمك فيه،ومش عارف،رد بابا عليه هيكون أيه؟
قالت هيام:وأيه هو الموضوع ده،أتكلم؟
رد وائل:أنا ناويت أخطب.
ردت هيام:وطبعاً هتخطب الست سهر.
رد وائل:لأ مش سهر،أنا عاوز أخطب واحده تانيه،سهر،بالنسبه ليا،زى أخواتى البنات،كلام جدتى الفارغ ده،أنا مش مسؤل عنه.
تبسمت هيام قائله:بجد طب مين الى عاوز تخطبها،دى؟
رد وائل:غدير،بنت سليمان زايد.
نظرت له هيام،بتعجب قائله:مين،ودى هترضى بيك،على أيه،أنت متعرفش هى بنت مين؟
رد وائل:لأ هترضى بيا،بصراحه كده أنا وهى بنحب بعض من كذا سنه،وأنا خلاص الحمد لله،شقتى خلصت تشطيب،وكمان هقبض جمعيه كبيره،هجيب بها عفش الشقه،وهيفيض معايا مبلغ،أعمل بيه الفرح،فى أى قاعه محترمه،كل الى عاوزه منك أنك تقنعى بابا،بجوازى من غدير،وكمان تروحى تطلبيها من أهلها .
تبسمت هيام بأنشراح قائله: طالما واثق من البنت كده يبقى ده يوم المُنى،وده النسب الى يشرف،بس سيبنى يومين تلاته كده،أقنع فى أبوك،وكمان،أقول لجدتك تجى معايا،دار زايد.
تبسم لها وائل بترحيب.
غافلين عن تلك التى دخلت ولم يشعروا بها وتسمعت على حديثهم،وبدات برسم أوهام برأسها،أن هذه قد تكون أشاره لها،التقرب من عائلة زايد.
……………………….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
بعد يومين
عصراً
كان الجو مُمطراً بشده
كان عمار يسير،ذاهباً الى منزل صديقه،يوسف،وكان يسير،تحت شرُفات المنازل
بنفس الوقت
كانت سهر تسير،بالطريق عائده من جامعتها،ذاهبه الى منزلها،كانت تسير أسفل شُرفات المنازل أيضاً،لتتجنب المطر،لكن أثناء سيرها،أسفل الشُرفات،رفعت بصرها،تفاجئت بمن أمامها،حاولت التجنب،له ليُعدى،لكن كادت قدمها أن تنزلق،لولا أن أمسك عمار،يدها،قبل أن تنزلق.
سُرعان ما أعتدلت بوقفتها،وسحبت يدها من يدهُ قائله:أنا أسفه،شكراً،كان هذا فقط ما تحدثت به،ولم تقف وسارت تُكمل طريقها مره أخرى،حتى أنها لم تنظر لوجهه،بينما هو وقف ينظر بأثرها الى أن أختفت،بين الشوارع،وقال،شكلك بت مش سهله مره كنتى هترمى صاحبتك قدام عربيتى،والمره دى،عملتى نفسك كنتى هتقعى قدامى،بس للصراحه،أنتى حلوه
،بس للأسف مش عارف،أنتى بنت مين؟
………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً،كانت آمنه
نائمه تحلُم
سهر تسير،تحت الأمطار الغزيره،أقدامها حافيه،فى ليله شتاء حالكة السواد
تسير الى الأمام،وكلما أقتربت من النور،تعتم الظلام أكثر،الى أن وقفت بمنتصف طريق
على كل جانب،كان يقف رجُلاً،
على يمينها كان يقف وائل،لكن ينظر لها بأستياء،حتى أنه أدار لها وجهه،وعلى يسارها،رجُل آخر،يقف بالظلام،حتى أنه يرتدى الأسود لم تستطيع رؤية ملامحه،بسبب الظلام،لكن فجأه أقترب من سهر،وشدها بعُنف من يدهاُ،لتسير خلفه،لكن سهر،قاومته،وكانت تمد يدها الأخرى،ل وائل لكى ينقذها من ذالك الرجُل،لكنه تركها،وذهب بعيداً،وهو يبتسم،بينما هى سارت مع الأخر تصرخ صرخات مكتومه.
صحوت آمنه فزعه،بسبب ذالك الحلم،حاولت النهوض من على فراشها،ولكبر سنها،كانت بطيئه،حركتها،لكن نهضت،وخرجت من غرفتها،وذهبت الى غرفة سهر،وفتحتها بهدوء،وأشعلت ضوء خافت،أقتربت من الفراش،ونظرت الى تلك صاحبة الوجه الملائكى تأملت بسمتها وهى نائمه،وتنهدت،قائله لنفسها: خايفه بسمتك دى تختفى، أناحاسه أن فى حاجه هتحصل هتدفعى أنتى تمنها، هيام وأبنها،مش بيهمهم غير مصلحتهم،خايفه عليكى يا بنت أبنى الصغير، والحنون.
الثالثه
ــــــــــــ
صباح اليوم
بمنزل سهر،بالدور الثانى،بشقة عمها.
دخل عبد الحميد الى غرفة النوم،وهو ينشف،وجهه،وشعره بمنشفه صغيره،
نهضت هيام التى كانت جالسه تنتظره،وتحدثت قائله:
عبدو،فى موضوع كده،كان وائل كلمنى فيه من يومين،وكنت عاوزه أقولك عليه،بس لازم تعرف أن الى يهمنى،سعادة أبننا قبل أى شئ تانى.
رد عبد الحميد:خير،أيه لازمتها المقدمه الطويله دى،أدخلى فى الموضوع مباشر.
ردت هيام:بصراحه كده،وائل عاوز يخطب.
أبتسم عبد الحميد قائلاً:طب وماله،ولازمتها أيه بقى المقدمه الى قولتيها،وائل عروسته موجوده،جمال،أدب،وأخلاق،مش هنلاقى،أحلى من،،،سهر.
ردت هيام بتأفف:سهر مين،الى بتقول عليها،وائل عاوز واحده تانيه،ومن الآخر كده بيحبها،أنما سهر،زى أخته،كلام حماتى،أن وائل ل سهر،ده كلام قديم،معدش النهارده شاب أهله الى بيختاروا له عروسته،وهو خلاص أختار له عروسه،حسب أيه ونسب أيه،أدعى أنها تكون من نصيبه.
تفاجئ عبد الحميد قائلاً:ومين دى كمان الى أختارها أبنك،وأحسن من سهر بنت أخويا فى أيه؟
ردت هيام:هى من جهة أحسن من سهر،فهى أحسن فى كل حاجه،دى مفيش مقارنه بينها،وبين سهر،عارف
سليمان زايد عنده،بنت أسمها غدير،هى دى الى أختارها،وائل.
تبسم عبد الحميد بسخريه يقول:بتقولى بنت مين،سليمان زايد،ودى بقى الى هتوافق على أبنك،هو ميعرفش هى بنت مين،ولا مسطول،وأنتى طاوعتيه؟
ردت هيام:لأ أبنى مش مسطول،هو واثق،أنهم هيوافقوا،هو مطمن ومالى أيده،من البنت،هو أكدلى كده،وبعدين ماله أبنك أنت مستقل منه،وناسى انه خريج،هندسه،يعنى بشمهندس.
ضحك عبدالحميد بسخريه يقول:فى زمانا ده بيقولى،لسمكرى العربيات الجاهل،يا بشمهندس،وبعدين أبنك خريج الهندسه،بيشتغل أيه ما فى شركة صيانه،ولو مش عمه منير،هو الى كلم واحد صاحبه،وأتوسط ل وائل كان زمانه عاطل عن الشغل،زى بقية زملاؤه،أنصحى أبنك،يبص على قده،سليمان زايد هيرضى بيه على أيه،عالشقه الى فى الدور التالت،الشقه دى بالنسبه لهم بس مدخل البيت الى هما عايشين فيه،بلاش تكسفى نفسك.
ردت هيام:أنت كده دايماً،تقطمنى،أحنا مش هنخسر حاجه،ويمكن تكون البنت نصيبه،ويعنى هو سليمان زايد،كانوا فى الغنى ده من أمتى،السبب فى غناهم ده،أبن أخوه،عمار،الى جازف،وباع كم قيراط أرض زراعيه هنا قريبه فى المنصوره ،وأشترى أرض،فى منطقه صحراويه،ميجيش بنص تمن الأرض الى باعها،وأستصلح الأرض بالنص التانى،وربنا فتحها عليهم،بعدها، بقوا بيتاجروا،فى الأراضى،غير الكم مزرعه الى بقت عندهم،وكمان ما بنت سليمان الكبيره،متجوزه،محامى على قده،وعايشه معاه فى بيت أمه،الى واخد أوضه من شقة أمه عاملها مكتب، أنتى بس أنوى الخير، وانا إحساسى، أنهم هيوافقوا، أنا عارفه أنك كان نفسك فى سهر، بس أبنك مش رايدها، يمكن كده أحسن لهم الأتنين، وربنا يرزق سهر بواحد غير إبنى، وبصراحه كده، أنا مش مياله ل سهر، دى دلوعه، ومبتعرفش تعمل حاجه من شغل البيت.
رد عبد الحميد: والله براحتك أنتى وأبنك، بس أفتكرى أنى حذرتك، خلينا ألبس علشان ألحق أروح شُغلى.
أبتسمت هيام قائله: لبسك عالسرير أهو، بعد شويه، أبقى أنزل لحماتى أقولها علشان تجى معايا، عند بيت زايد، لازم تكون معايا قدام النسوان هناك.
رد عبد الحميد: أمى أكيد هتزعل، لما تعرف، دى أمنية حياتها، تشوف وائل بتجوز سهر، بس كل شئ نصيب، ربنا يسهل للجميع نصيبه.
……… ــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
بشقة خديجه.
خرج عمار، من الغرفه الخاصه، به وجد خديجه، تجلس جوار أبنها، أحمد بالصاله،تذاكر له
تبسم لهم قائلاً: صباح الخير، أيه، البطل عنده أمتحان، النهارده ولا أيه؟
ردت خديجه عليه الصباح، ثم قالت: أه النهارده أول يوم فى أمتحانات نص السنه، وبراجعله،قبل ما يروح الأمتحان،بس أياكش يركز فى الأمتحان،عقله كله فى اللعب،وبس.
تبسم عمار،ووضع يدهُ على كتف،أحمد قائلاً:
أيه يا بطل،ركز شويه،واللعب مش هيطير،وليك عندى مفاجأه لو جبت درجات حلوه فى أمتحانات نص السنه.
فرح أحمد كثيراً:بجد يا عمار،قولى أيه هى المفاجأة.
تبسم عمار،وقبل أن يرد،تحدثت خديجه،بتعنيف قائله:قولتلك قبل كده بلاش تقوله،يا عمار،قوله يا أبيه عمار،هو أكبر منك،ولازم تحترمه.
تبسم عمار قائلاً:سبيه يا خديجه يقول الى هو عاوزه، أنا وأحمد أصدقاء،صح يا بطل،يلا خلص مذاكره مش هعطلك، هنزل أفطر مع العيله تحت، ومره تانيه ركز، علشان المفاجأه ها.
أماء أحمد له رأسه بتصميم، بينما قالت خديجه: عمار كنت عاوزه أتكلم معاك فى موضوع كده.
رد عمار: خير، قولى لى أيه هو الموضوع ده.؟
ردت خديجه: لأ الموضوع مش هينفع عالواقف كده، لازم نكون قاعدين مع بعض، ونتكلم على رواق وبتفاهم.
رد عمار: تمام لما أرجع بالليل نتكلم على رواقه ، يلا سلام، أشوفك المسا.
………
بشقة، سليمان.
ردت غدير على الهاتف ، قائله: يعنى،مامتك هتيجى النهارده علشان تطلب أيدى.
رد وائل ببسمه:أيوا،هى قالتلى كلمت بابا،ومعترضش،زى ما كانت متوقعه،وبعد شويه هتنزل تكلم جدتى،آمنه،وعلى بعد الضهر كده،هتيجى عندكم،أنا كلمتك علشان بقالك يومين،بتردى عليا،بضيق،ومفكره أنى،خايف أتقدملك،وعندك شك أنى بحبك.
ردت غدير:وائل،أنا لو عندى شك فيك،مكنتش قولتلك أتقدملى،وبعدين،دلوقتي أدعى،أن ماما بابا،وعمى، يوافقوا عليك،لأنى خايفه من رد فعل ماما قوى.
تحدث وائل بربكه قائلاً:قصدك أنهم ممكن يرفضونى.
ردت غدير:معرفش،أنا عارفه،ماما نفسها أنى أتجوز من عمار أبن عمى،وبصراحه،أنا مش عاوزاه،وكمان أنا مش فى دماغه.
ردوائل:يعنى لو كنتى فى دماغه،وأتقدملك كنتى هتوافقى عليه؟
رد غدير سريعاً:طبعاً لأ،عمار،شخصيه قويه أكتر من الازم،وصعب التفاهم معاه،أنا معرفش خديجه عايشه معاه ومستحمله،شخصيته دى أزاى،وكمان أنت عارف حقيقة مشاعرى ناحيتك
أبتسم وائل قائلاً:وكمان تأكدي من مشاعرى أتجاهك،يا غدير،أنا بحبك،ومهمنيش غيرك،ومش عاوزك تفقدى الثقه فى حبى ليكى.
……….ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل صلاة الظهر بقليل.
بمنزل سهر
لم يكن أحد موجود بالمنزل كله سوى
هيام،وآمنه،التى
كانت تجلس على فراشها،تسبح،تنتظر أذان صلاة الظهر، حين سمعت جرس الشقه، نضهت من على الفراش، ذهبت تفتح الباب.
تبسمت بتلقائيه،وهى ترى أمامها هيام،ثم قالت:تعالى،أدخلى يا هيام،أنا كنت لسه هنادى عليكى،عاوزكى فى موضوع مهم.
دخلت هيام الى الشقه،وأغلقت خلفها الباب قائله:أما أقفل الباب الجو النهارده برد قوى،وشكلها كده،ناويه تمطر،يلا الشتا خير،أنا كمان كنت عاوزه أقولك،على خبر،هيفرحك.
بعد ثوانى،جلستا الأثنان بغرفة المعيشه،تحدثت هيام:قولى لى بقى الموضوع المهم،الى كنتى هتنادينى علشانه؟
ردت آمنه:لأ قوليلى أنتى الخير الى هيفرحنى،وبعدها أقولك عالموضوع الى عندى.
أبتسمت هيام قائله:وائل ناوى خلاص يُخطب.
للحظات أنشرح قلب آمنه وأبتسمت،لكن لم يدوم ذالك،حين قالت هيام:
أنتى عارفه شباب اليومين دول،محدش بيختار،لهم عرايسهم،هما الى بيختاروا لنفسهم،والله هو الى أختار عروسته،وأنا مقدرش أقوله لأ دى حياته،هو،وعروسته،بنت ناس محترمين ولهم سمعتهم فى البلد،توقفت هيام للحظه،ثم أكملت برياء:أنا كان نفسى تكون سهر هى الى من قسمته،وحتى حاولت معاه،بس هو قالى،دى الى قلبه أختارها،وبعدين سهر،،،،
قاطعتها آمنه،بعد أن فهمت أنها تقصد أخرى غير سهر،وقالت:
هو الى خسران سهر،مفيش منها،وربنا هيرزقها،بالأحسن منه،بس هى مين الى هو أختارها،من هنا من البلد.
ردت هيام برياء:طبعاً،هو الخسران هى سهر كانت تتفات،بس نقول أيه النصيب،وأه العروسه هنا من البلد،تبقى بنت سليمان،زايد.
نظرت آمنه لها بأندهاش قائله:سليمان زايد،وده هيرضى بأبنك،على أيه؟
تضايقت هيام قائله:وميرضاش ليه ابنى معاه شهاده عاليه،ومهندس،عيلة زايد دى كلها مفيهاش مهندس،حتى عمار،نفسه يادوب معاه دبلوم تجاره،ولا علشان الفلوس،الفلوس مش كل حاجه،عالعموم،أنا كنت جايه أقولك علشان تجى معايا،بعد صلاة الضهر،نروح لهم ونشوف،ردهم،الى أنا واثقه أنهم ما هيصدقوا،هتشوفى يا حماتى.
ردت آمنه:وماله هصلى الضهر،و هاجى معاكى،وأتمنى،ميكسفوناش.
ردت هيام:لأ أطمنى هطلع أنا أغير هدومى دى وألبس على ما تصلى،وبعدها نروح.
قالت هيام هءا ونهضت تاركه،آمنه،لا تعرف سبب،خفقان قلبها،على سهر،لكن سمعت آذان الظهر الى أن أنتهى،فقامت تؤدى الصلاه، وترفع يديها، بالدعاء، بالخير، لأبنائها، وأحفادها.
………… ـــــــــــــــــــــ
بعد وقت
بمنزل زايد
دخلن كل من آمنه، وهيام من تلك البوابه الكبيره،وساروا عبرذالك الفناء الكبير، المؤدى الى باب المنزل الداخلى،
تبسمت هيام بأطمئنان حين رفعت وجهها،ورأت تلك الواقفه بأحد شُرفات المنزل الضخم والفخم،فيبدوا،أن حديث،ولدها صحيح،وأنه واثق من قبول،تلك الفتاه به
أثناء سيرهن
كان هنالك بضع درجات لسُلم قبل الباب، صعدت هيام،وتركت آمنه
، لكن تحدثت آمنه:
أمسكى أيدى يا هيام على ما أطلع السلم،
نزلت هيام بتأفف،فى نفسها،ولكن قبل أن تُمسك بيد آمنه،كانت يد أخرى تُمسك يدها،قائلاً:هاتى أيدك يا حجه.
نظرت آمنه لتلك اليد التى أمسكت يدها ثم نظرت الى وجه صاحبها،لا تعرف،سبب ذالك الأحساس التى شعرت به،أحاسيس متضاربه،بين ود ونفور،تمعنت بوجهه،ربما رأته كثيراً قبل ذالك،لكن لأول مره تتأمله،هو صاحب ملامح صارمه،للحظه تبسمت له قائله:شكراً كتر خيرك يا أبنى.
فى ذالك الحين نظرت هيام له دون حديث،وأمسكت يد آمنه الأخرى،الى أن صعدا،درجات السلم،ووقفن أمام الباب.
ترك يدها وفتح باب المنزل قائلاً: أتفضلى،يا حجه قال هذا وأدخلهن الى غرفة الضيوف ثم عاود حديثه قائلاً:،عاوزين مين؟
ردت هيام:أحنا جاين للحجه فريال عاوزنها فى طلب خاص،رغم أن هيام تعلم من هو لكن أستغرقت عليه قائله:بس أنت مين؟
رد عليها قائلاً:أنا عمار زايد،أتفضلوا،أرتاحوا هنادى لمرات عمى،عن أذنكم.
خرج عمار،وتركهن،يجلسن بالغرفة،تحدثت هيام بأنبهار، قائله: البيت من بره غير من جوه خالص، أنا كان نفسى أدخل البيت ده من زمان، وأهو، ربنا حققلى أمنيتى.
نظرت لها آمنه بسخريه تقول: مش كل الى بيلمع بيبقى دهب، يا هيام، أستنى أما نشوف، مقابلة فريال، ونشوف كمان ردهم على طلبك، يمكن الى أنتى مبهوره بيه ده يكون هو سبب ويرفضوا أبنك.
نظرت لها هيام بغضب قائله: ويرفضوه ليه، هتشوفى يا حماتى، مش بعيد تدينا الرد بالقبول، وكفايه كلام بقى لأحسن فريال، ومعاها حكمت داخلين أهم.
صمت الاثنتان، حين دخول حكمت وفريال
وقفت هيام، بينما آمنه، ظلت جالسه، وقالت بذوق: القومه لكم بس معليشى، سنى بقى.
رحبت بهن حكمت قائله: نورتونا، أهلاً وسهلاً، يا حاجه آمنه، أنا عارفاكى، من زمان كنتى صاحبة المرحومه أمى، ربنا يديكى الصحه.
ردت آمنه: تسلمى، يا بنتى.
جلست الأربع نساء بعد الترحيب بينهم،
نظرت هيام، لأمنه لتتحدث فقالت:
أكيد مستغربين سبب مجيتنا النهارده، عندكم، بدون إذن، بس أحنا جاين فى طلب عندكم، أحنا سمعنا عن أدب، وأخلاق، بنتكم إسمها، إسمها؟
ردت هيام سريعاً: غدير، معليشى حماتى نسيت الأسم، أحنا جاين نطلب أيدها لابنى البشمهندس وائل.
نظرت كل من حكمت وفريال لبعضهن، بتفاجؤ، صمتت حكمت
بينما تحدثت فريال قائله بعجرفه قليلاً:
طلبك غالى عندى، بس بصراحه مفيش نصيب.
أنصدمت هيام، وقبل أن تسأل عن السبب تحدثت حكمت: بصراحه، كنا نتمنى نسبكم، بس غدير فى حد تانى متكلم عليها، وخلاص هى وافقت عليه.
تضايقت هيام بشده، ونهضت واقفه قائله: مبروك مفيش نصيب نستأذن أحنا، يلا حماتى، متشكرين على كرم الضيافه.
قالت هيام هذا،ومدت يدها ل آمنه،وأمسكت يدها،آمنه،التى،رغم فرحها برفض،طلبهن،لكن شعرت بالأحراج قليلاً.
………………………….
بينما بمنزل سهر
دلفت نوال الى داخل الشقه،وبيدها بعض الأكياس،دخلت بها مباشرةً،الى المطبخ،أنصدمت مما رأته،به
أطباق بها يقايا طعام،وأيضاً،بعض أوانى الطبخ غير مغطاه،وكذالك كاتل الشاى،بالكهرباء،وباب الثلاجه مفتوح،أغتاظت بشده،وعلمت من فعل هذا،لااابد أنها الحيوانه سهر
كما نادت عليها،لكن لم ترد،عليها مما ضايقها أكثر
تركت نوال المطبخ،وذهبت الئ غرفة سهر،وجدتها نائمه،كالملاك،أغتاظت أكتر،وقالت بعلو صوتها:
أصحى،يا حيوانه،أصحى،لأحط المخده على وشك أكتم نفسك وأرتاح منك.
صحوت سهر فزعه،تقول:ماما فى أيه،بتصحيني،بالطريقه دى ليه؟
ردت نوال بغيظ:وعاوزانى أصحكى ازاى،على صوت البيانو،ولا على زقزقة العصافير،أطلبى،وأتمنى،والخدامه الى جايبهالك باباكى تنفذ طلباتك.
شعرت سهر بسخرية والداتها فنزلت من على الفراش ،وقالت:فى أيه يا ماما،بتكلمينى كده ليه،أنا عملت أيه؟
أمسكت نوال،سهر من شعرها،بقوه قائله:قوليلى معملتيش أيه،الفوضى الى فى المطبخ دى مين سببها،وكاتل الشاى الى فى فيشة الكهربا، والميه نشفت منه وكمان شايفه الطقس مش مضمون وممكن الدنيا تمطر،مطلعتيش ليه تلمى الغسيل من عالبلكونه.
ردت سهر وهى تُسلك شعرها من يد نوال:أي،شعرى يا ماما هيتسلت فى أيدك،وبعدين،أنتى مقولتليش ألملك الغسيل،والمطبخ أنا لما جيت من المنصوره كنت جعانه،وجيت ملقتش تيتا،هنا فغرفت لنفسى،وأكلت،والكاتل،يمكن نسيت أحط فيه ميه،ودخلت لهنا،وسُهى عليا ونعست.
ردت نوال،بتكرار:سُهى عليكى،ونعستى،أفرض الكاتل فرقع،وولع فى البيت،قوليلى أمتى هتتعلمى،الى فى سنك فتحوا بيوت،وفى منهم بقوا أمهات،وأنتى لغاية دلوقتي معتمده على غيرك،أنا خلاص جبت أخرى منك،أقولك أنتى مش بنتى أنا لقياكى فى الشارع.
نظرت لها سهر،وقالت:أهو ده الكذب بعنيه بقى،أنا شبهك،أصلاً،لون عنيا بنى نفس لون عنيكى،وكمان شعرى بنى زى شعرك،بس أنتى،شعرك فى خُصلات بيضا،أنما أنا شعرى كله بنى محروق.
ردت نوال بضيق قائله:دا انا الى هحرقك،لو مغورتيش من وشى،الساعه دى.
نظرت لها سهر قائله:أنتى بتطردينى،لأ أنا كرامتى متسمحليش أسكت،أنا هسيبلك الشقه،وأبقى بقى لما بابا يسأل عنى قولى له،راحت فين،وعارفه هيجى يوم وتقولى لى أسف عالبعد الجارح،ويسامحك قلبى المجروح ما هو بيحب يسامح.
رغم ضيق نوال منها لكن أخفت بسمتها قائله:أنتى هتغنيلى،غورى من وشى،مش بتقولى هتسيبى الشقه،يلا بالسلامه.
نظرت سهر لها،دون حديث،وتوجهت الى دولاب ملابسها،ووضعت بعض الثياب،بحقيبه صغيره،ثم أخرجت أيسدال وارتدته،فوق منامتها،ونظرت لها قائله:أنا ماشيه أهو وأبقى بقى أتصرفى مع بابا وتيتا،لما يجوا،ويسألوا عنى،وأعملى حسابك،أنا مش راجعه هنا غير لما تجى بنفسك تصالحيني،مش هعمل زى كل مره وأجى لوحدى من عند تيتا يسريه.
أخفت نوال بسمتها، وقالت لها، نزلى قططك، الى على راسك الاول، والبسى الطرحه، وبراحتك، خالص، أنا هرتاح منك.
أنزلت سهر، شعرها، قائله: أنا عارفه ليه بتتغاظى من القطتين الى فى شعرى علشان انا شعرى مفيش فيه خصلات بيضا، زيك، أنا ماشيه.
صمتت نوال
عادت سهر كلمتها: أنا ماشيه.
مازالت نوال صامته تُخفى بسمتها.
تضايقت سهر، وخرجت من الشقه.
بينما أتصلت نوال على والداتها، بعد الترحيب بينهم، قالت لها:
ماما، سهر غضبانه، وجايه لعندك.
تبسمت يسريه قائله: وغضبانه ليه المره دى.؟
سردت لها نوال ما حدث قبل دقائق.
ضحكت يسريه قائله: وعلشان كده سابت البيت ليه مصلحتهاش؟
ردت نوال: أنا زهقت يا ماما، دى مفيش حاجه فى دماغها غير القاعده قدام الابتوب، والنوم، وبتذاكر بمزاجها، ومفيش شغلانه فى البيت بتعملها، أنا هصورلك شكل المطبخ، وابعتلك الصور، وأحكمى بنفسك.
ضحكت يسريه قائله: طولى، بالك بكره تتعلم، أختك نشوى كانت كده، وأهى مع جوزها فى البحر الأحمر، بتشتغل هناك، غير، بقت ست بيت كمان، بس كويس أهى تجى تقعد معايا يومين تونسنى، مش هقولها أنك أتصلتى عليا.
تبسمت نوال قائله: مفيش وجه مقارنه بينها وبين نشوى، على الأقل نشوى كانت بتحاول تتعلم دى مش فى دماغها حاجه،وزمنها فى السكه، هتفضل طول السكه، ساكته ولا فى دماغها، وتجى لحد قدام البيت عندك، وترسم دمعتين علشان تطيبى خاطرها، بكلمتين.
ضحكت يسريه قائله: علشان تعرفى سهر قلبها طيب، بس الدنيا بتمطر، يارب توصل قبل المطره تزيد.
قالت نوال:أما توصل أبقى،رنى عليا يا ماما علشان أطمن عليها.
ردت يسريه:طيب بالسلامه
أغلقت نوال الهاتف،تتنهد بزهق من أفعال سهر الغير مسؤله.
بينما سهر،بالطريق
بدأت السماء تُمطر،فأجتنبت تحت الشُرفات،أحتمائاً من المطر،لكن
كان هناك من يسير،تحت الشُرفات هو الأخر يحتمى من المطر،وبنفس الطريقه السابقه،كادت تنزلق قدمها،فأمسك يدها
لكن هذه المره تلاقت عيناهم.
بسرعه أخفضت سهر وجهها،وسحبت يدها،من يده،وقالت نفس الكلمتين:أنا أسفه شكراً،ثم تركته وسارت بطريقها.
بينما تبسم عمار،رغم أنها كانت ترتدى،قفازات بيدها،لكن شعر،ببردوة الطقس
بجسده،حين سحبت يدها من يدهُ،لرابع مره يراها،وكل مره تحاول لفت نظره،من تكون،لن يترك هذه المره قبل أن يعرف من تكون،وبالفعل،بدل أن يسير،بطريقه،تتبعها.
بينما سهر،سارت بطريقها،الى أن وصلت أمام منزل جدتها،فنزلت بمنتصف الشارع،ووقفت تحت المطره لدقائق معدوده،ثم،ذهبت الى باب منزل جدتها،وطرقت عليه.
فتحت لها جدتها سريعاً،ونظرت لها تدعى أنها لا تعرف شئ،وقالت لها،سهر،حبيبتى،تعالى أدخلى بسرعه من البرد والمطر،أيه الى خرجك فى الطقس ده.؟
مثلت سهر الدموع قائله:يرضيكى،يا تيتا،ماما طردتني من الشقه والدنيا بتمطر،ومصعبتش عليها.
أخفت جدتها بسمتها قائله: لأ ملهاش حق،تعالى أدخلى،بسرعه،وأنا هتصل عليها،أقولها كلمتين،أزاى تعمل كده.
ردت سهر:لأ متتصليش عليها،يا تيتا،أنا مش عاوزها تعرف أنا فين،علشان تفصل تعذب ضميرها،ومستحيل،أرجع الشقه تانى قبل ما تجى هى بنفسها،وتصالحينى،مش زى كل مره.
تبسمت يسريه بحنان:أيوه يا حبيبتى،أقعدى معايا،ومتزعليش نفسك،بس يلا أدخلى،وأقلعى الهدوم المبلوله دى،لا تبردى.
دخلت سهر،وأغلقت خلفها الباب.
بينما عمار،تبسم،أخيراً عرف منزلها،أنه قريب من منزل صديقه يوسف.
………….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل سهر
بشقة عمها مساءً
تحدثت هيام ل وائل بغيظ وضيق وتهجم،قائله:الوليه فريال،كسفتتى،كأنى كنت،رايحه أشحت منها،لأ والى يغيظ أكتر،كل ده حصل قدام جدتك،وفرحت قوى،صحيح مظهرش على وشها،وعملت نفسها زعلانه قدامى،بس أنا متأكده انها أنبسطت ما هى نفسها أنك تتجوز سهر بنت عمك،والرفض ده جه على هواها،دى الى قولتلى مالى أيدك من موافقتهم.
شعر وائل بالضيق قائلاً:فعلاً أنا كنت مالى أيدى من غدير،نفسها،بس هدى نفسك،شويه،وأحكى ليا على الى حصل بالتفصيل.
سردت هيام له ما حدث،ورفض فريال،قولها أن هناك أخر،متقدم ل غدير،وهى وافقت عليه.
تعجب قائلاً:أم غدير،قالتلك كده،غريبه،بس معليشى،متزعليش،يا ماما،عن أذنك.
تعجبت هيام قائله:مزعلشى أنا هطق من الغيظ،ربنا يرزقك بالأحسن منها هى أمها مفكره أن الى خلق بنتها مخلقش غيرها،بكره هى الى تندم،والله دى سهر أحلى من بنتها ألف مره.
رد وائل:مالوش لازمه الكلام ده عن أذنك يا ماما.
قال وائل هذا،وغادر الغرفه،وتركها،وذهب الى غرفته،وفتح هاتفه،وقام بالأتصال على غدير،التى،ردت عليه سريعاً:
تحدث وائل بتهجم:أكيد عرفتى،الى حصل،ورفض مامتك،المباشر،حتى من غير ما تقول زى الناس أدونا يومين ونفكر،وبعدها ترفض،لأ رفضت مباشر،وصغرت ماما قدام جدتى.
ردت غدير بدموع قائله:هى ماما كده طريقتها كده،بس أنا مش هسكت وهتشوف،وأعتذر من مامتك،بالنيابه عنى،وسيبنى يومين كده،وهرجع أتصل عليك،على ما أشوف طريقه نتقابل فيها.
سلام
أغلقت غدير الهاتف ورمته على الفراش،بعصبيه كبيره وخرحت من غرفتها وذهبت الى غرفة والداتها،ودخلت دون أستئذان قائله:
ماما أنا أتقدملى عريس النهارده ليه رفضتيه قبل ما تسألوا عنه،مش يمكن أنسان محترم.
ردت فريال قائله:مين الى أنسان محترم،وعرفتى منين أن أتقدملك عريس أيه كنتى بتتصنتى،ولا خديجه الى قالتلك؟
ردت غدير.بتعلثم:لأ مش خديجه الى قالتلى،أساساً خديجه طول اليوم منزلتش من شقتها،بتذاكر لأبنها بيمتحن،أنا سمعت طراطيش كلام كده،وانا كنت قريبه من أوضة الضيوف،بس أنتى ليه رفضتى العريس،قبل ما نسأل عنه،وكمان تاخدى،رأيي.
ردت فريال بأستقلال قائله:نسأل على مين،وبعدين أنتى عريسك موجود،أنا مش ناويه أخيب فيكى أنتى كمان كفايه أختك الكبيره،وخبيتها،لما أتجوزت حتة محامى،والله لو مش صحوبيته ل عمار،عمرنا ما كنا وافقنا عليه.
ردت غدير:أسماء خايبه فى أيه كفايه أنها اتجوزت شخص محترم زى،يوسف،وبعدين ده، مش موضوعنا،أنا سمعتك بالصدفه بتقولى لهم أن متقدملى عريس ووافقت عليه تقدرى تقوليلى هو مين العريس ده؟
ردت فريال:عمار
تعجبت غدير قائله:هو عمار نطقها و أتقدملى؟
ردت فريال:لأ لسه،بس أكيد حكمت هتخليه يطلبك قريب،بالذات بعد عريس النهارده.
ردت غدير:ماما فوقى،عمار،انا مش فى دماغى،ولازم تتأكدى من كده،عمار أنا لو فى دماغه كان أيه هيمنعه أنه يتطلبنى من زمان،أنا متأكده،أن خديجه عمرها ما كانت هتمنعه،ماما كفايه ترخيص فيا أكتر من كده قدام عمار،وحتى لو عمار طلبنى أنا مش هوافق عليه،أنا مقبلش أتجوز على ضره.
ردت فريال قائله:وأنتى تطولى،عمار،بس هو ينطق،ووقتها مسمعش ليكى صوت فاهمه.
ردت غدير،:قوليلى ميزه واحده فى عمار،تخلينى أوافق عليه
أولا شهادتى الدراسيه اعلى من شهادته
وكمان متجوز،وكلنا عارفين أن مستحيل يطلق خديجه،أنا مقبلش على نفسى واحده تانيه تشاركنى فى جوزى.
ردت فريال بشده:أخفى من وشى،خلاص قفلى عالموضوع،انا مصدعه،وعاوزه أنام،وزمان أبوكى جاى لهنا،عاوزاه يسمع كلامك التافه ده،ويدفنك مكانك،الى يسمعك يقول كنتى عارفه العريس،وعاوزاه.
تعلثمت غدير،وقالت بأرتباك:وانا هعرفه منين،أنا رايحه أنام أنا كمان.
……..
غادرت غدير الغرفه،وعادت لغرفتها،متضايقه بشده تشعر بيأس،لكن لابد لهذا من حل.
…………..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة خديجه
كان عمار يجلس بغرفة المعيشه،يدخن سيجاره،كان شارد العقل،بتلك التى كلما قابلته،حاولت لف نظره،أخيراً،عرف بداية الطريق،كى يعلم من تكون،لكن عاد من شروده على صوت هاتفه،نظر للشاشه،ورد مبتسما يقول: سيادة اللواء من فتره متصلتش عليا،خير
سمع لحديث الأخر ثم رد قائلاً:لأ أكيد هاجى للفيوم،بعد يومين عندى شوية أشغال هنا هخلصهم،وهاجى،للفيوم،مينفعش تطلبنى،وأتأخر عليك،،سلام
أغلق عمار الهاتف،فى ذالك الوقت دخلت عليه خديجه،تحمل صنيه صغيره بيدها قائله:جيبتلك لبن دافى،أشربه يدفيك،ويساعدك عالنوم،بس أيه سمعتك بتقول هتسافر للفيوم،بعد يومين؟
رد عمار:أيوا.ده اللواء ثابت جارى فى مزرعة الفيوم،بيقول عاوزنى فى طلب خاص،هسافر،وكمان جايلى زبون فى المزرعه دى أشوف آخره أيه،بس سيبك من ده كله،الصبح قولتى عاوزه تتكلمى معايا فى موضوع خاص خير؟
ردت خديجه:خير،يا عمار،أنا هدخل فى الموضوع مباشر،بقى الحجه حكمت طلبت منى أكلمك،فى موضوع أنك تتجوز من غدير.
رد عمار بتأفف:كنت متوقع أن ده الموضوع المهم الى عاوزه تكلمينى فيه،ماما لما يأست منى قالتلك تدخلى،بس أنتى عارفه أن غدير،زيها،زيك زى بقية أخواتي البنات،مش قادر أشوفها غير،كده.
ردت خديجه:ليه،أنا بقول هى أولى بيك،ولا يمكن فى فى دماغك واحده تانيه،شغلاه؟
للحظه هفت سهر بباله،لكن رد على خديجه قائلاً:لو فى أنتى أول واحده هقول لها،دلوقتى أنا بصراحه هلكان طول اليوم،ولازم أقوم أنام حتى مش هشرب اللبن خلاص أتفطمت.
تبسمت له خديجه قائله:خد اللبن أشربه يا عمار متعملش زى أحمد،وكمان فكر فى كلامى،وحاول يمكن تقدر،تتقبل غدير،أو حتى تتجوز غيرها،علشان تريح قلب الحجه حكمت،ويكون عندك ولاد،زى ما هى بتتمنى لك.
تبسم عمار وأخذ من يدها كوب اللبن قائلاً:
هفكر،أتجوز،بس مش غدير،تصبحى على خير،يا خديجه.
………………
مر يومان
بجزيرة الورد بالمنصوره
جلست غدير،بمكان مختفى عن الانظار قليلاً،
تنتظر وائل
الذى أتى وجلس جوارها صامتاً،يبدوا على وجهه الوجوم.
تنحنحت غدير قائله:أزيك يا وائل،بقالك يومين مش بتكلمنى،ولا بترد على رسايلى،حتى لما بعت لك،رساله النهارده الصبح علشان أقابلك،رديت بأختصار.
رد وائل:وعاوزنى أعمل أيه يا غدير،بعد رفض مامتك ليا مباشرةً،حتى مقالتش أدونا وقت نفكر.
تدمعت عين غدير قائله:كنت مفكره أنك بتحبنى يا وائل،وهتحارب علشانى،بس شكلى طلعت غلطانه؟،بعتذر أن كنت ضايقتك،أنا همشى.
قالت غدير هذا وكانت ستقف
لكن مسك وائل يد غدير قائلاً:غدير،أنتى عارفه ومتأكده كويس،أنى بحبك،بس حطى نفسك مكانى الى أتهانوا،دول ماما وجدتي،وكمان برفض مامتك كده كل السكك أتقفلت ومبقاش فى حل.
ردت غدير،لأ مش كل السكك أتقفلت،ولسه فى حلين مش حل واحد،لو صحيح باقى عليا،وعاوزنى أبقى من نصيبك.
تبسم وائل بفرحه قائلاً:أكيد باقى ومنايا تكونى من نصيبى،بس أيه هما الحلين دول؟
ردت غدير:
الحل الأول،أننا نتجوز من وراء اهلى ،ونحطهم قدام الأمر الواقع
والحل التانى
هو أنك تخطفنى،أو بمعنى أصح أننا نتفق،سوا على ميعاد ،وتنتقابل فيه،ونعمل تمثليه أنك خطفتنى ،وتساوم أهلى على الجواز منى،ووقتها هيوافقوا مغصوبين.
…………