الحاديه والثلاثون
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمشفى تابع لطب المنصوره.
رأى علاء عاليه تسير مع بعض من زميلاتها،رغم أنه تلاقت أعينهم ولكن عاليه،أزاحت بصرها بعيداً وسارت مع زميلاتها تتجنب النظر ناحية علاء الواقف مع احد زملاؤه،إستأذن علاء من زميله،وسار مُسرعاً،قبل أن تخرج عاليه من مبنى المشفى،نادى عليها قائلاً:
آنسه عاليه.
إرتجف قلب عاليه،وإدعت عدم السماع،لولا قول زميلتها لها أن هناك من ينادى عليها،
إزدرت عاليه ريقها قائله:مخدتش بالى.
وقفت عاليه بينما سارت زميلاتها وتركنها
وقف علاء أمامها قائلاً: إزيك يا عاليه،ممكن نقعد شويه فى جنينة المستشفى.
إرتبكت عاليه وكانت سترفض،لولا قول علاء:
هما خمس دقايق مش أكتر وأظن أننا فى مستشفى عام،يعنى لا فى كافيتريا ولا مكان مغلق،أحنا فى مستشفى ومن الطبيعى أننا ممكن نكون زملاء،ونقعد مع بعض.
وافقت عاليه،
جلسوا الأثنين على احد المقاعد الموجوده بحديقة المشفى
تحدث علاء بمفاجأه قائلاً:بتتهربى منى ليه يا عاليه،مش أول مره أشوفك وتعملى نفسك مش شيفانى.
شعرت عاليه بخذو وصمتت.
عاد علاء حديثهُ قائلاً:عاليه لو عالكلام الاهبل الى قالته غدير،يوم ما سهر إنضربت بالرصاص،فانا متأكد وانتى كمان عارفه إن مالوش اساس من الصحه،يبقى ليه نسلم نفسنا لاكاذيب ونخاف منها.
قالت عاليه بخذو:بابا كان ممكن فى لحظه يموت سهر لو الرصاصه كانت صابت قلبها،وكمان كنت السبب فى طلاق سهر وعمار.
رد علاء:ربنا ستر بس فى رأيي زى سهر ما قالتلى،أن الرصاصه كانت بالنسبه لها رصاصة الرحمه،ويمكن تكون بدايه جديده لهم،أو تصحيح مسار،إنتى متعرفيش كان ايه بين سهر وعمار،أظن شوفتيها كانت بتنزف،ورفضت مساعدته أنه ينقذها،وأنا القدر رجعني علشانها،أنا مش من النوع الى بياخد حد بذنب حد تانى،كل شخص مسئول بس عن نفسه،أنا لو باخد بالمنظر،كنت بعدت عنك او حتى مكنتش قربت ليكى،بعد ما شوفت جزء من أخلاق غدير،وطريقة تعاملها مع اللى حواليها بتعالى حتى مع وائل نفسه،بس أنا كمان شوفت أسماء وطريقتها البسيطه والمُحبه،قولت أكيد انتم الاتنين تربية طنط حكمت،طنط حكمت تبان قاسيه وشديده زى البت سهر ما قالتلى عليها،بس قسوه وشده بعقل مش بجهل،قسوه وشده تعلم الصح من الغلط.
تبسمت عاليه قائله:بصراحه انا أعتبر تربية أسماء،واللى،ربت أسماء كانت جدتى الله يرحمها،وهى كانت تقريباً بنفس طباع مرات عمى حكمت.
تبسم علاء قائلاً:بقالى كتير مشوفتش طنط حكمت بسأل عليها بالتليفون،بتقولى إنها كويسه وماشيه على علاج الدكتور.
تنهدت عاليه قائله:انا حاسه إن مرات عمى،تعبانه ومخبيه،هى زعلانه من بُعد عمار عن البيت هو.وحيدها رغم أنه يومياً لازم يزورها،بس النهارده الصبح حسيتها كده زعلانه وهى بتكلمه،وللأسف كل ده بسبب غدير وكذبهاـ معرفش سبب للى عملته كسبت أيه طلاق عمار،وسهر،هى اللى إختارت وائل وحطت العيله تحت الأمر الواقع.
تنهد علاء يقول:فى نوعيه كده،دايماً تغِل لو شافت إتنين مع بعض،وبعدين إحنا مش هنقضى الخمس دقايق فى كلام عن غدير واللى حصل،طمنينى عنك،عرفت إنك نجحتى وبتقدير عالى كمان،ومعنى كده،إنك هتكونى من المرشحين لتدريب”مجدى يعقوب” فى نص السنه،لازم تجهزى من دلوقتي.
تبسمت عاليه قائله:أنا جاهزه،ويارب يختارونى مع الطلبه الى هتروح،بس الخوف لو بابا وقتها موافقش،السنه الى فاتت عمار هو اللى اقنعه،أنما دلوقتي معتقدش عمار ممكن يدخل،هو وبابا بقوا مع بعض على الحياد،بابا حاول مع عمار،وعمار هو اللى واخد منه موقف.
تبسم علاء قائلاً:لسه بدرى ووقتها أكيد باباكى وعمار ممكن يكون رجع بينهم التوافق تانى.
تبسمت عاليه قائله:يارب،بابا بسبب بُعد عمار حاسه إنه زى الجندى المهزوم،مكنتش أعرف إن بابا بيحب عمار،بالشكل ده،بتمنى يتصالحوا تانى.
تبسم علاء قائلاً:كل شئ مع الوقت بيتنسى،وبيرجع الود من تانى.
ردت عاليه: بس الود مش بيرجع زى ما كان،بيبقى،زى شئ هش،ممكن ينكسر تانى بسهوله،بابا عصبيته قلت كتير،حسيت أن عمار قسى قوى عليه،هو عارف قيمته عند بابا.
ضحك علاء يقول:عمار وعم سليمان هيرجعوا تانى،بس لما ترجع سهر من تانى لعمار.
تبسمت عاليه قائله:بتمنى أغمض عين وافتحها الاقيهم رجعوا من تانى لبعض،انا عمرى ما توقعت عمار إبن عمى يوقع فى الحب،كنت بشوفه زى الترس فى مكنه كل حياته شُغل وبس،رغم أنه كان متجوز من خديجه،بس مكنش بيفضل كتير فى البيت كان مقضى حياته سفر من هنا لهنا،كنت بستغرب أزاى خديجه قابله بكده،،حتى خديجه حسيت أن بعد طلاقها هى وعمار بقت أفضل،حسيت إنها إتحررت من كذبه كانت مقيده حريتها،وكل ده بسبب ضغط جدى عليها زمان،خافت على ولادها من بطشهُ هو كان قاسى قوى،أنا فاكره أنى شوفته خيرها بين الجواز من عمار وفُراقها لولادها،هى يومها بكت ووافقت غصب عنها،بس أهو جدى كان غلط فى غصبه عليها هى وعمار،عمار أول ما قلبه دق،لغى كل شئ وجرى وراء الى قلبهُ إختارها.
نظر علاء ل عاليه مُعجباً برجاحة عقلها وقال بمغزى:
القلب وقت ما بيختار كل شئ بيتنحى،حتى العقل مش بيشوف غير الى قلبهُ شايفه،حتى لو كان مستحيل،يوصلُه،وهنا بيظهر مين قد التحدى.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بكافتريا قريبه من الجامعه
تلفتت مياده حولها،توزع عيناها بالمكان.
لفت إنتباه حازم تلفتها حولها،وقال:فى أيه بتتلفتى حوالين المكان كده ليه؟
ردت مياده:بصراحه أول مره أقعد فى كافيتريا مع حد،حتى أول مره أقعد فى كافيتريا أصلاً.
تبسم حازم قائلاً: ً عادى جداً بكره تتعودى،تقعدى مع زميلاتك وزمايلك.
تبسمت مياده قائله: أنا كان نفسى أدخل الجامعه علشان أحس بحريه،الجامعه فيها حريه عن المدرسه،حتى لو مفيش حضور فى المدرسه ،بس برضوا فى تقييد للبنت،الجامعه حريه اكتر مع إنى كنت بستغرب على سهر بنت عمى لما كنت أسألها عن زمايلها الولاد،كانت تقولى هى مش مُختلطه معاهم قوى لا هما ولا زميلاتها البنات هى صديقه واحده والباقى زملاء عادين،وأهو بسبب عدم إختلاطها مع اللى حواليها معرفتش تتعامل مع أهل البيت الى كانت متجوزه فيه،مش المثل بيقول الى يعيش مع الناس يتعلم أكتر.
إعتدل حازم فى مقعده قائلاً:قصدك أيه بمعرفتش تتعامل مع أهل البيت الى كانت متجوزه فيه!
ردت مياده ببساطه:كانت بتتعمد تعمل معاهم مشاكل كتير،ومع الوقت المشاكل دى أدت للطلاق.
تعجب حازم قائلاً:هى سهر إطلقت!
ردت مياده:أيوا إطلقت من كذا شهر،دى حتى عدتها خلصت من مده صغيره،هى الجوازه من الأول كانت غلط،هى طمعت فى عمار زايد،هو مكنش متقدملها من البدايه بس هى الى لفتت نظرهُ ليها،بأدعائها الرفض قدامه.
تعجب حازم قائلاً:يعنى سهر كانت رافضه عمار،طب ليه إتجوزته من البدايه!
ردت مياده:لأ مكنتش رفضاه دى كانت بتدلع قدامه علشان تلفت نظرهُ هو كان جاى علشانى،وهى طبعها كده تحب تلعب،وأهى مقدرتش تلعب على عمار،بس مع ذالك ووصلت للى كانت عاوزاه،شوية أموال،أخدتهم منه،بس فى رأيي هى اللى خسرت،مش كل حاجه الفلوس.
تعجب حازم من حديث مياده عن سهر،بهذا الشكل أمامهُ،سهر لم تكن بتلك الصفه،هى ليست طامعه لأكثر من مره رفضت منه دفع ثمن كوب من القهوه تناولته،حتى أنها لم تحدُث أبداً،والعجب الاكبر كان من تلك الفتاه التى تجلس أمامهُ،فأى نوع من البنات هى،لم يتعرف عليها سوا من أيام قليله،ومعرفه سطحيه،واليوم كان ثانى لقاء لهم وجلست معه ،حقاً بمكان مفتوح وعام لكن وحدهما،فسهر لم تفعلها أبداً،كانت دائمًا صفيه ثالثهم،وكانت مرات تعد على أصابع اليد الواحده،لا تتعدى ذالك،كانت معظم جلساتهم بفناء الجامعه،كما أنها تحدثت عن أمور عائليه، سهر لم تتحدث سابقاً أمامه عن أى أمور عائليه تخصها،كان يكتشف عنها بعض الامور،بالصدفه،حتى انه تعرف على أخيها بالصدفه، تلك الفتاه ربما إبنة عم سهر،لكن بوضوح يبدوا الفرق بينهم،لكن لا تهمه تلك الفتاه فالفرحه التى بقلبه كافيه،سهر تحررت من ذالك المقيت زوجها،عاد الطريق أمامهُ مفتوح مره أخرى،لن يدعها تضيع من يدهُ ثانياً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده للفيوم
نظرت سهر لوجه عمار،مرسوم عليه الخوف،إبتلعت ريقها قائله:
مش تعبان يبقى حربايه
هز عمار رأسه بنفى
الخوف يغزو جسد قائله: طريشه، المكان قريب من الصحرا،وكمان قريب من محمية وادى الريان.
هز عمار رأسه بنفى أيضاً.
قالت سهر بضيق!: قولى أيه الى على الفرع الى فوق راسى، وإصدمنى، هى موته ولا أكتر.
تبسم عمار وهو يقترب أكتر يرفع يده نحو تلك القُبعه التى على رأس سهر قائلاً: سهر متتحركيش الشئ الى كان عالفرع، بقى عالبورنيطه
، قال عمار هذا وأزاح القُبعه من على راس سهر.
تلهفت سهر قائله: حاسب يا عمار ليأذ……..
نظرت الى بسمته والى ذالك الشئ الذى إبتعد عن القُبعه، وتمالكت نفسها قائله:
فراشه، يا كذاب، وأنا اللى خوفت لما شيلت البورنيطه من على راسى لتتأذى، ياريتها كانت عقرب ولدغك، بتسرح بعقلى، وفى الآخر، تطلع فراشه هى الى على فرع الشجره، كذااب، هات بورنيطى وإبعد عنى.
تبسم عمار، بمكر وهو يقترب أكثر من سهر التى تعود للخلف، الى أن إلتصقت بالشجره خلفها قائلاً: خوفتى عليا لتأذى، وده معناه أيه؟
إرتبكت سهر من قرب عمار،وتعلثمت قائله:عادى أى حد مكانك كنت هخاف عليه،إنت متفرقش عن غيــــــــــــــ..
لم تُكمل سهر كلمتها
تفاجئت بعمار يلف يدهُ حول خصرها لتصبح إحدى يديها وجسدها مُحاصران بينه وبين الشجره،
وبمفاجأه،قبل وجنتها ثم قبل شفاها بشوق
للحظه تفاجئت سهر من فعلته لكن عادت وكانت ستصفعه،بيدها الأخرى،لكن عمار أمسك معصمها وظل يُقبلها، الى أن شعر بحاجتهما للهواء، ترك شفاها مُرغم، لكن مازال يُحاصر جسدها .
شعرت سهر بتوهه،وهى تستنشق الهواء،عيناها كانت مُسلطه على وجه عمار،الذى ينظر لها ببسمه وإنتشاء،
هبت نسمة هواء قويه مُحمله ببعض الغُبار، أرغمتها تُغلق عيناها، لثوانى ثم عادت تفتحهم، كان عمار هو الآخر يفتح عيناه تلاقت عيناهم،
أخفضت سهر عيناها، ثم رفعتها، وإنتبهت على وقفتهما أسفل الشجره، كذالك فاقت من سكرة قُبلة عمار، تذكرت أن هذه القُبله مُحرمه، وإقتراب عمار منها بهذا الشكل خطأ، لااا بل مُحرم أيضاً.
تملصت بين يديه، تقول له بعصبيه:
إبعد عنى، يا حقير،يا قليل الأدب الى عملته ده حرام، وربنا هيجازينا إحنا الأتنين بالغلط ده.
إبتسم عمار وإبتعد عنها قليلاً، يقول ببسمه: وهيجازينى، بأيه أكتر من بُعدك، عنى وطالما حرام أيه رأيك نخليه حلال، عمى منير هنا فى المزرعه، خلينا نرجع لبعض من تانى.
إبتعدت سهر عنه قائله: ده بُعدك إنى أرجعلك من تانى، إنسى، مستحيل أرجع لواحد قليل الأدب وحقير وعنده سوء ظن بيا، ودلوقتي خلينا نرجع لبيت المزرعه أنا تعبت من الوقفه هنا.
شعر عمار بغصه فى قلبهُ وظل واقفاً مكانه.
بينما سهر سارت أمامهُ،إبتعدت عنه بضع خطوات،ثم نظرت خلفها وجدت عمار مازال واقفاً فى مكانه فقالت له:
هتفضل واقف مكانك بقولك عاوزه ارجع للاستراحه ومعرفش الطريق بين الشجر.
رسم عمار بسمة مكر قائلاً: لأ إزاى أنا كمان محتاج أرجع للأستراحه،محتاج أرتاح أنا بين العمال من بدرى و الجو كمان بدأ يحرر
يلا بينا.
سارت سهر أمامهُ يوجهها الى الطريق،الخاطئ،ظلا الأثنان يسيران بين أشجار الرومان بالمزرعه،كان عمار يشاغب سهر،أحياناً،ترد بضيق وأحياناً تصمت
الى أن وقفت تثنى ظهرها تضع يديها فوق ركبتيها قائله بتعب:
خلاص مبقتش قادره أكمل مشى،إحنا لفينا المزرعه كلها وبنرجع لنفس المكان،مش سبق وقولت إنك عارف مزرعتك وكل طرُقها،فين ده بقالنا أكتر من ساعه وربع بنمشى فى المزرعه وموصلناش حتى لمكان نشوف منه الأستراحه من بعيد، حتى مفيش عامل قابلنا بالمزرعه واضح إن ده وقت راحتهم، والتليفون بتاعى نسيته فى المزرعه، كنت شغلت GPS وعرفت بداية الطريق للأستراحه.
أخفى عمار بسمته قائلاً: قولتك من شويه أشيلك مرضتيش، وبعدين GPS
ايه اللى يشتغل هنا، المكان بعيد عن الشبكه، حتى تليفونى مش بيلقط شبكه.
نظرت له قائله: قصدك أيه هنرجع نلف فى المزرعه من تانى، لأ أنا خلاص مبقتش قادره أقف على رجليا، أنا هفضل هنا لحد ما العمال يرجعوا تانى العصر يكملوا قطف الرومان.
قالت سهر هذا، وجلست أرضاً تحت ظلال، أحد الأشجار، وربعت ساقيها.
تبسم عمار قائلاً: طب ايه مش جعانه.
رفعت سهر القُبعه، عن وجهها قليلا قائله:
حضرتك شايف إيه، أنا لو فطرت بخروف، المشى الى مشيته فى المزرعه يهضمه.
تبسم عمار يقول:والرومان الى أكلتيه مشبعكيش.
نظرت له بسخط قائله:الرومان الى أكلته وهو انا كنت أكلت كام قفص، دى هى واحده بس،ودلوقتي إتصرف انا جعانه،إنت السبب إننا توهنا فى المزرعه بين الشجر،وتقولى مزرعتى وعارف كل سككها بدايتها ونهايتها،وكمان زمان بابا قلقان عليا،كله بسببك.
تبسم عمار قائلاً:وأنا مالى كنت انا اللى توهتك من الأول،خليكى هنا متتحركيش،هشوف كده فى المزرعه حوالينا
يمكن يكون العمال نسيوا أو فاض منهم أكل هنا.
نظرت له بسخريه قائله:ماشاء الله هتأكلنى الى فاض من العمال بس مش مهم المهم أكل لأنى جعانه جداً،غير إنى مفطرتش الصبح وخلاص قربنا عالعصر،كل الى نزل جوفى من الصبح،هى الرومانه الى إنت حسبتها عليا وليمه.
تحدث عمار: طب وايه اللى خلاكى مفطرتييش كان حد منعك من الفطور الصبح، أهو لو كنتى فطرتى كنتِ قدرتى تكملى مشي فى المزرعه يمكن كنا وصلنا للأستراحه.
رفعت سهر،رأسها لكن أخفت عيناها بيدها من آشعة الشمس وقالت له بغيظ : مكنتش أعرف إنك هتوهينى فى المزرعه،وهنلف وهندور،وبلاش اسئلة كتير،مش قولت هتشوف يمكن تلاقى أكل فايض من حد من العمال،إتفضل شوف،وأنا هنا،هستناك،غير إنى عطشانه،شوف لنا ميه معاك كمان.
تعامُد آشعة الشمس على عيني سهر البنيه جعلها تشبه حبات اللوز الشهيه،فكر عمار،لما لا يُقبل سهر مره أخرى الآن،يرتوى من شفاها هو بالفعل يشعر بالظمأ،لكن سهر ستكون ردة فعلها كالسابق.
أغمض عيناه قائلاً:تمام متتحركيش من هنا، وأدعى إنى ألاقى أكل،والعموم إن ملقيتش آكل الرمان كتير أهو منه أكل وميه.
ردت عليه بغيظ: متخافش مش هقدر أتحرك من مكانى بس إياكش إنت متوهش عن مكانى، وأفضل أنا هنا لوحدى لحد العمال ما يرجعوا بعد العصر.
بعد دقائق قليله عاد عمار، الى ذالك المكان الذى ترك به سهر، تبسم وهو يراها نِعست وهى جالسه أسفل الشجره، ظل يتأمل ملامح وجهها التى تميل للحُمره قليلاً من آشعة الشمس، ظل يتآملها قليلاً، يتمنى أن تتخلى عن عنادها وتقبل بالرجوع إليه.
وضع تلك السله الصغيره أرضاً،وجلس أمام سهر ووضع يدهُ على وجنتها برفق قائلاً:سهر.
فتحت سهر عيناها،للحظه تنهدت قائله:عمار ثم اغمضت عيناها مره أخرى.
تبسم عمار،وعاد يوقظها قائلاً:سهر إصحى أنا لقيت آكل وميه.
فتحت سهر عيناها: ونظرت ليد عمار التى على وجهها، وأبعدت وجهها وأعتدلت فى جلستها.
تبسم عمار يقول: لحقتى تنعسى، أنا يادوب مبقاليش ربع ساعه، سايبك.
فركت سهر عيناها قائله: معرفش أنا نِعست إزاى اصلاً المهم لقيت آكل ولا هاكل رومان، وكويس إنك متهوتش عن مكانى.
رد عمار وهو ينظر لوجه سهر بعشق: أنا مستحيل أتوه عن مكانك يا سهر.
نظرت سهر، لعمار، الذى تبسم لها، أخفضت عيناها و رأت تلك السله الصغيره،فقالت:
كويس إنك لقيت آكل، والسله دى فيها أيه.
وضع عمار، تلك سله الصغيره ، أمام سهر قائلاً: أهى اللى لقيتها ، بس ده عيش وجبنه، وكام طمطمايه وخيار، وفى إزازة ميه نصها، حتى سُخنه شويه.
تبسمت سهر قائله: ناقص الحلاوه، علشان نبقى زى زيارة الى فى السجن، بس السجن هنا مفتوح فى الهواء الطلق، أو بالاصح تحت الشمس، الطقس هنا غريب قوى، رغم إننا خلاص داخلين عالشتا، بس فيه حراره صحيح مش قويه زى الصيف، بس بالنسبه لجو المنصوره يعتبر حار.
رد عمار: الطقس هنا له طبيعته الخاصه، وبعدين مش بتقولى جعانه، ليه بقى بتتريقى عالأكل اللى أنا لقيته هنا فى المكان.
تبسمت سهر قائله: لأ الحمد لله إنك لقيت حاجه ناكلها أهو تسد جوع والسلام أحسن من أكل الرومان، بس مش غريبه أن العمال، يكونوا جايبين أكلهم فى سله نضيفه زى، دى، دى تشبه الانش بوكس، بس دى كبيره شويه، وكمان دى إزازة ميه معدنيه، نضيفه.
تنهد عمار قائلاً:هتاكلى ولا هتفضلى تسألى.
ردت سهر:لأ هاكل أنا جعانه.
فتح عمار تلك السله الصغيره ووضعها أمام ،سهر وامسك بعض الطعام يُقربه من فم سهر.
نظرت له قائله:أكل نفسك أنا مش طفله وكمان عندى إيدين بعرف أكل بهم كويس .
تبسم عمار،وعاد اللقمه لفمه،وبدأ يمضُغها،ويتناول الطعام مع سهر،
الى أن قالت سهر:
الحمد لله شبعت،هو العصر مش قرب على الأدان،هما العمال هيرجعوا يكملوا شغلهم أمتى.
تنهد عمار قائلاً:معرفش،غير إن ممكن يكونوا هيكملوا قطف الرومان اللى فى الناحيه التانيه.
قالت سهر بشهقه:أيه يعنى أيه،طب والرومان الى هنا.
رد عمار ببساطه: أكيد هيكملوا قطفه بكره.
شهقت سهر قائله:نعم وأحنا هنفضل هنا لحد بكره،وبتقول المكان مفيش فيه شبكة تليفون كمان،لأ أنا مقدرش أبات هنا وسط الشجر أخاف.
تبسم عمار يقول:وتخافى من أيه مش المزرعه قبل كده قولتى إنها عجباكى وتتمنى تعيشى هنا.
ردت سهر:أه عجبانى،بس مش اعيش وسط أحراش الشجر،مفكرنى طرزان ولا إيه.
تبسم عمار يقول بمعاكسه:وهو طرزان كان حلو ووشه أحمر من الشمس كده،وبقى شبه التفاحه،فاكره التفاح اللى كنتى بتقطفيه،وإحنا هنا المره الى فاتت،ياريتنا كنا توهنا بين شجر التفاح،على الأقل كنت قريبه منى مش زي دلوقتي،قريبه وبعيده فى نفس الوقت..
خجلت سهر من عمار وأخفضت وجهها بصمت وإصطبغ وجهها بأحمرار اكثر،ثم قالت:إزاى هنرجع واضح إن العمال مش هيرجعوا للناحيه دى تانى النهارده.
تبسم عمار قائلاً:إدينا قاعدين مستنين فرج ربنا،يمكن باباكى يقلق عليكى،فيدور علينا وواحد من عمال المزرعه الى عارفين مداخلها ومخارجها أكتر منى يعطر فينا.
نظرت سهر له بذهول قائله:وأفرض الدنيا ضلمت علينا،لأ أنا خلاص،إرتاحت شويه،وكمان أكلت خلينا نرجع نحاول يمكن نوصل لمكان إستراحة المزرعه.
قالت سهر هذا ووقفت.
نظرت لجلوس عمار قائله:ليه قاعد يلا قوم خلينا نمشى من طريق تانى يمكن الأستراحه تظهر قدامنا.
نهض عمار،رُغم عنه قائلاً:براحتك بس مترجعيش تقولى تعبت تانى،لو فضلنا تايهين.
ردت سهر: متخافش بس هات إزازة الميه وكمان باقى الأكل ده،يمكن نرجع ونحتاج له الله أعلم هنخلص من المتاهه دى إمتى.
تبسم عمار،وسار خلفها،بين الأشجار،كادت سهر أن تتعرقل لأكثر من مره لكن كان عمار،يمسك يدها،وسط تذمرها بعض الأحيان.
ولحسن الحظ هذه المره ظهر أمامهم من بعيد مبنى الأستراحه.
تنفست سهر الصعداء قائله:أخيراً الاستراحه ظهرت أحمدك يارب أنا فكرت هنفضل نلف طول الوقت ونرجع لنفس المكان.
تبسم عمار،بصمت هو كان يود أن يطول بهم الطريق لكن لاحظ الأرهاق الشديد على سهر،فدخل من طريق يعلم أن نهايته،تؤدى الى إستراحة المزرعه.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما عقب العصر مباشرة،باستراحة المزرعه.
وقف منير مع يوسف
بينما حسام ومازن إبنه،يودعون
خديجه ومنى وأحمد الذى قال:هننتظرك يا مازن إنت وآنكل حسام المره الجايه تيجوا عندنا البلد تقضوا أجازه الويك إند.
تبسم حسام قائلاً:أتمنى طبعاً،أكيد هنعرفك قبلها،فى أمان الله طريق السلامه.
تحدثت خديجه ل يوسف الواقف بعيد قليلاً يتهامس مع منير حول عدم رجوع سهر وعمار من المزرعه لهذا الوقت
قائله:مش يلا يا يوسف الطريق طويل،ومكفش كلام مع الأستاذ منير.
تبسم يوسف قائلاً: جاى يلا بينا،سلام يا حسام،ويا بشمهندس مازن هستنى زيارتك لبلدنا.
نظر حسام بأتجاه خديجه قائلاً:أتمنى تكون الزياره قريبه جداً،مع السلامه يا خديجه،مع السلامه يا ولاد.
أمائت خديجه راسها بصمت،لا تعرف ذالك الشعور الذى يعتريه حين يناديها باسمها دون لقب.
بعد قليل،بالسياره
تحدث يوسف قائلاً:خديجه إنتى نمتى ولا إيه؟
فتحت خديجه عيناها قائله:بتقول أيه يا يوسف؟
رد يوسف:بحسبك نايمه.
ردت خديجه:لا مش نايمه بس مغمضه عينى.
رد يوسف:محترم قوى حسام ده،وكمان مضياف،يعنى اليومين الى فضلناهم هنا كان أحمد شبه مقيم فى مزرعة والده،مع مازن،حتى كان بيبعت حارس ياخد منى والمسا يرجعها هو بنفسه للمزرعه.
دارت خديجه بسمتها قائله:أكيد بيعمل كده علشان الشراكه اللى بينكم،هو كمان لما كان فى المنصوره أيام زفاف عمار،كنا مهتمين بيه وبعيلته كلها.
رد يوسف:يمكن ده السبب،بس أيه رأيك فى شخصية حسام،بحسه شخصيه واضحه وصريحه،مش من النوع اللى بيلف ويدور،وكمان شوفته وهو قاعد معاكى إمبارح بالجنينه.
تعلثمت خديجه قائله:مقدرش أحكم على شخصيته من كام مره شوفته فيهم،وكمان أنا كنت قاعده وهو قعد إتحرجت أقوم بس مقعدتش كتير وإستأذنت منه،عادى.
أخفى يوسف بسمته قائلاً:فعلاً عادى.
شعرت خديجه بالحرج فنظرت خلفها بالسياره قائله:بتعملوا ايه يا ولاد.
رد أحمد:بنلعب لعبه سوا عالأيباد.
تبسم يوسف وهو ينظر لهم من مرأة السياره قائلاً:ريحوا عنيكم من الايباد شويه،طول الوقت قاعدين قدامه يا هو يالابتوب،أنا لما بفصل شويه قدام الابتوب بحس عينى بتزغلل لكن أنتم مشاء الله جيل الموبايل لازق فى ايده ليل نهار،الله يمسيكى بالخير،يا أم يوسف اول مره شافت الموبايل فى آيدى فكرته شيكولاته.
تبسمت خديجه قائله:خاف على نفسك لوكالة رويتر تنقلها الكلام تطردك من البيت.
ضحك يوسف قائلاً:منى حبيبة خالوا مكنتش مركزه معايا،صح،يا مُنمُن.
ردت منى بعدم إنتباه:كنت بتقول ايه يا خالو.
رد يوسف بضحك هو خديجه،:
بقول منى بنت أختى أحلى بنوته فى الدنيا كلها.
تبسمت منى قائله:وأنت اخلى خال.
………..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باستراحة المزرعه
دخلت سهر وخلفها عمار
وجدت والداها يقترب منها قائلاً:سهر كنتى فين أنا قلقت عليكى لما رجعت للأستراحه ومقلقتكيش هنا.
ردت سهر:أنا بخير،يا بابا،بس توهت فى المزرعه وعمار لاقنى وبعدها توهنا إحنا الإتنين بس الحمد لله،رجعنا أهو بخير.
تبسم منير لها بحنان.
قالت سهر:أنا هروح اقول للشغاله تجيبلى طبق كبير فيه ميه بملح أنقع رجليا فيه، بعد ما اخد شاور حاسه جسمى كله تراب وخلاص مبقتش قادره أقف،عن إذنك يا بابا.
غادرت سهر وتركت عمار مع والداها،تبسم لعمار قائلاً:
ها قدرت تقنعها بالرجوع،أنا رجعت مع رئيس العمال،الى سحب العمال،للناحيه التانيه من المزرعه،وفضى المكان عليكم.
تنهد عمار قائلاً: لسه شويه،سهر بتلين وترجع تانى تعند،هااا ربنا يسهل.
تبسم منير قائلاً: سهر فى العاده بتلين بسرعه بس مش عارف معاك ليه بتعند،بس أنا لما جيت لهنا فى المزرعه إتأكدت إنك بتحب سهر،ماهو مفيش واحد عاقل هيبيع نص مزرعه زى دى تساوى ملايين لطليقته،برضاه..الإ إذا كان عاشق ل سهر.
…………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالبلده، بمنزل يوسف ـ
فتح يوسف باب شقة والداته ودخل ،ينادى عليها،لم ترد عليه،نادى على أسماء،هى الأخرى لم ترد عليه.
تعجب قائلاً:هما راحوا فين،ليكون ما صدقوا إنى سافرت يومين،وطفشوا.
ردت من خلفه قائله:مين الى طفشوا،على قلبك قاعدين إحنا كنا فى مشوار مهم ولسه راجعين.
إنخض يوسف ونظر خلفه،مبتسماً يقول:
مش تحكى،يا أم يوسف كده تخضينى،يلا هاتى طاسة الخضه بقى.
ضحكت أسماء،وقالت أم يوسف:مش هتبطل هزار طول عمرك،خلاص بقى إعقل كبرت وقربت تبقى أب لازم يكون عندك عقل شويه.
رد يوسف بعدم إنتباه:والله يأم يوسف أنا فعلاً كبرت وبقى عندى شعرتين بيض،وقربت أبقى………
توقف يوسف عن الكلام يقول:قولتى أيه قبل شويه يا ماما.
ضحكت والداته قائله:زى ما سمعت،قربت تبقى أب،ولازم تعقل شويه.
تحدث يوسف قائلاً:إنتم كنتم فين؟
ردت أسماء قائله:كنا عند دكتورة النسا.
سئم وجه يوسف خائفاً فبعد أيام قد يتبدل ذالك الفرح الذى على وجه أسماء بعد خسارتها للجنين.
شعرت والداته به وقالت برأفه:
أسماء حامل أربع شهور وقريب هتدخل الخامس والجنين الحمد لله بخير.
تعجب يوسف قائلاً:بتقولى حامل خمس شهور،وإزاى أنا معرفش!
ردت والدة يوسف:علشان تعرف إنك حمار.
ضحكت أسماء
تهكم يوسف قائلاً:عجبك قوى إنها بتقول عليا حمار،ماشى أضحكى،وانا الى قولت اسماء وظوظت وربربت،وبقت موزه،أتاريكى حامل وانا آخر من يعلم.
تبسمت اسماء بحياء،بينما قالت والدة يوسف:
أنا وأسماء عارفين انها حامل من كذا شهر وانا الى قولت لها متقولكش،غير لما نتأكد أن الحمل المره دى ثبت بس تعرف يا واد يا يوسف أسماء حامل من إمتى،من يوم ما أغمى عليها،لما شافتك داخل البيت مكسر،يظهر لما ردتلك عضمك،ربنا رضاها وحبلت من الخضه،وربنا ثبت الحمل المره دى.
ضحك يوسف قائلاً:ياريتنى كنت خضيتها من زمان،وكمان ليكى عندى خصه تانيه،يا أم يوسف،
خديجه بنتك متقدم لها عريس،حسام شريكى أنا وعمار،كلمنى وطلب منى إيد خديجه،إفرحى،يا أم يوسف،الفرح أما بيجى بيجى مره واحده
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور حوالى عشر ايام
بجامعة سهر.
إنتهت سهر من محاضراتها،وخرجت من الجامعه لتفاجئ،ب حازم،يقف مع أحد افراد أمن الجامعه
ترك حازم ذالك الفرد حين رأى سهر،وتوجه اليها مبتسماً يقول:
ازيك يا سهر أخبارك إيه.
ردت سهر:الحمد لله بخير،بس صفيه لسه مجتش للجامعه،عامله عروسه بقى،وإنت كنت هنا فى الجامعه ليه؟.
تبسم حازم قائلاً:أنا كنت جاى أقدم عالدرسات العليا،وكمان قدمت أنى اشتغل مُعيد فى الجامعه،إنت عارفه إنى من العشره الاوائل،وعرفت إن الجامعه هتاخد السنه دى معيدين،للسنه الجايه.
تبسمت سهر قائله:ربنا يوفقك،عن إذنك أنا مصدعه من المحاضرات ومحتاجه أروح أرتاح.
رد حازم:أيه رأيك نتمشى سوا لحد ما تلاقى تاكسى.
كانت سهر سترفض عرضه،لكن قال لها:
أظن ده شارع عام وواسع.
صمتت سهر،ليسير الاثنان بالشارع متباعدين.
تنحنح حازم وقبل ان يتحدث كانت تقف تلك السياره،وكادت أن تصدمهُ،لكن إبتعد،ونظر للسياره بحقد كبير،إزداد حين نزل عمار من السياره ونظر له بغضب،ثم نظر لسهر بلوم،وقبل أن يتحدث،تحدث حازم بتعسف قائلاً:
مش تاخد بالك من الطريق وإنت سايق،ولا هى هوايه عندك تدهس الناس.
رد عمار وهو ينظر لسهر قائلاً:إنت تسكت مسمعش صوتك وياريت تغور من قدامى أفضلك.
رد حازم قائلاً:هذب ألفاظك شويه،وبدل ما تعتذر بتقل فى ادبك صحيح إنسان وقح.
إقترب عمار من حازم وأمسكه من تلابيب ثيابه قائلاً:سبق وضربتك قبل كده،يظهر متعرفش انا مين؟
قال عمار هذا ورفع يدهُ كى يلكم حازم،لكن،يد أخرى صدته قبل أن تصل لوجه حازم.
تعجب عمار.
نظرت له سهر قائله:بطل همجيتك دى يا عمار،وحازم مغلطش فيك،الى قاله صحيح،إنت الغلطان من البدايه،وكنت هتدهسه،وبدل ما تنزل وتعتذر نازل علشان تضربه،تعرف لو حازم قدم فيك بلاغ أنا هشهد معاه،إنت الى غلطت من البدايه،ودلوقتي إمشى من هنا بسلام،وبلاش فضايح فى الشارع .
صُدم عمار من قول سهر،ومن مسكتها ليدهُ،نفض يدها عنه قوياً، نظر لها بغضب ساحق، كان يود أن يسحبها من يدها معه لكن للحظه خشي أن يعود مع سهر لنقطة البدايه مره أخرى، فقرر التحلى بالهدوء وعاد لسيارته وغادر مُسرعاً،يكاد يحترق من الغيره،كيف لها أن تمنعه عن تلقين هذا الحقير،درس لن ينساه،لكن عليه بالصبر.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثانيه والثلاثون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوماً
..
بمنزل عطوه،فى حوالى العاشره صباحاً.
فتحت سهر باب الشقه وخرجت منها،وتوجهت الى بوابة المنزل،لكن قبل أن تصل الى البوابه تصادمت مع غدير التى ما إن رأتها جذبت الغطاء على وجه إبنها التى تحمله تُخفيه عن مرأى عين سهر، إستهزأت، سهر من فعلتها،فهى لا تضعها برأسها ،وتجنبت منها وعدت من جوارها،دون حتى النظر لها،
بينما أغتاظت غدير من ذالك،هى لم تُخبى وجه طفلها من سهر بسبب،كبر حجم رأسه الذى أصبح يلاحظ بسهوله. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على طاوله بكافيه شهير بمدينة المنصوره
جلست مياده بالمقابل لحازم، الذى يجلس يضع النظاره الشمسيه حول عيناه، لم يكن ينظر لمياده عيناه شارده بمياه النيل أمامه، كانت مياده تثرثر بأشياء كثيره ، لم يلاحظ شئ من حديثها، يفكر ب سهر التى أنهت كل شئ حتى صداقتها معه،
تذكر قبل أيام قليله
فلاشــــــــــــــباكـــ
طلب حازم من سهر الجلوس بمفردهم بأحد الكافيهات القريبه من الجامعه،فرفضت وقالت له: ،إن كنت قعدت معاك قبل كده بكافيه كانت صفيه بتبقى قاعده معانا ،وكمان كان بيقعد معانا بعض زميلنا سواء بنات أو شباب،يعنى مكناش بنبقى بمفردنا،كانت بتبقى قاعدة زمايل،إنما لما أقعد معاك فى كافيه لوحدنا،متبقاش قاعدة زماله،غير إن كمان وضعى دلوقتي ميسمحليش إنه أقعد معاك فى كافيه لوحدنا قدام زمايلنا،هيقولوا عليا أيه متنساش إنى مُطلقه،وكل زمايلى عرفوا بده،وأنا محبش حد ياخد عنى فكره مش فيا،تقدر تقولى الى عاوزه هنا فى الجامعه كذا مكان نقعد فيه،ومحدش وقتها هيفسر قعدتنا على هواه.
تنحنح حازم قائلاً:سهر الموضوع الى هكلمه فيه خاص،وأنا ميهمنيش كلام حد عنك،أنا عارف أخلاقك كويس وووو….
قاطعته سهر قائله:حازم عارف اخلاقى او مش عارف،ميهمنيش،والكلام الى هتقوله فى الكافيه سهل تقوله هنا خلينا نقعد على الأرض هنا فى الجامعه زى ما كنت بتقعد معايا أنا وصفيه قبل كده.
إمتثل حازم لطلبها وجلسا الاثنان على أرض جانبيه جوار بعض الزروع بالجامعه.
ظل حازم صامتاً لبعض الدقائق،تحدثت سهر:
قولى عالموضوع الى عاوزنى فيه،الوقت خلاص المحاضره التانيه قربت تبدا فاضل عليها تلت ساعه.
تحدث حازم بهدوء:سهر سبق وإعترفتلك بمشاعري،وإنها مش مشاعر صداقه زى ما سبق وقولتى لى،وكمان إن أنا كنت لسه طالب فى الجامعه،أنا الحمد لله إتخرجت،وقبل من سنه هشتغل مُعيد فى الجامعه،غير إنى أنا تقريباً الى ماسك كل شغل بابا من يوم تعب،وأقدر أتحمل مسئوليّة فتح بيت ، سهر أنتِ بالنسبه ليا فتاة أحلامى،والبنت الوحيده الى نفسى أكمل معاها بقية حياتى،لو موافقه أنا مستعد أتقدملك من الصبح.
ردت سهر:حازم أولاً،أنا مبقتش بنت انا ليا تجربه سابقه فى الجواز،ثانياً مشاعرك سبق وقولتلك،إنك بالنسبه ليا مش أكتر من صديق.
رد حازم:سهر أنا مشاعرى مش صداقه،وحكايه تجربتك السابقه فى الجواز متهمنيش ولا تفرق معايا،أنا عارف إنك إتجوزتى من عمار بسبب طلب جدتك منك،بسبب وائل،ومقدرتيش تكملى مع عمار بالسبب ده.
إستغربت سهر قائله:مين الى قالك إنى إتجوزت عمار،بسبب طلب جدتى،صفيه الى قالتلك صح؟
تعلثم حازم قائلاً:بلاش تظلمى صفيه،أنا سألت وعرفت.
نظرت له سهر قائله:وسألت مين بقى،واللى سألته ده جاب الأسرار دى منين،مياده بنت عمى،صح،أنا شوفتك واقف معاها مره،بس ميهمنيش،
بس هقولك حكاية إنفصالى عن عمار هى مسألة وقت وهنرجع من تانى لبعض.
غضب حازم قائلاً :هترجعى لعمار اللى متجوز واحده تانيه غيرك،ومش إنتِ الزوجه الوحيده له.
ردت سهر بضيق:أولاً عمار طلق مراته التانيه ميهمنيش أكون زوجه تانيه،بس يهمنى أكون الأخيره،وده اللى هيحصل.
تعصب حازم قائلاً:هترضى ترجعى لواحد طلقك قبل كده،سهر عمار ده واضح إنه شخص همجى،شوفتى طريقته فى التعامل،سهر،أنااااا
لم يُكمل حازم بقيه هجاؤه لعمار بعد ان قالت سهر بحده:مسمحلش تقول على عمار همجى،ودى حياتى،وعمار مش هو اللى طلقنى من نفسه كان بأصرار منى،لانى كنت محتاجه لوقت أراجع نفسى فيه،واعرف حقيقة مشاعرى إتجاه عمار.
رد حازم بتهكم:ولما راجعتي نفسك إكتشفتى إنك بتحبى عمار فجأه،سهر أنتى مش بتحبى عمار،كل هدفك أنى أبعد عنك بس أنا مش هيأس ومتأكد هيجى اليوم وتعرفى إن محدش حبك قدى و….
قاطعته سهر قائله: موهوم يا حازم،وبقولك فوق من وهمك،وعلشان تفوق أكتر انا بقطع حتى صداقتى معاك.
قالت سهر هذا ونهضت من مكانها وغادرت مُسرعه.
عاد حازم من تذكرهُ على قول مياده:
حازم روحت فين بكلمك مش بترد عليا.
إنتبه حازم لها قائلاً: آسف بس شردت شويه.
تبسمت مياده بدلال:اللى واخد عقلك،كنت بقولك الجو النهارده كان كويس بس بعد الضهر قلب،وشكلها كده ناويه تمطر،لو الجو كان فضل حلو زى الصبح كنا ركبنا مركب فى النيل.
رسم حازم بسمه رياء قائلاً:مره تانيه،بس قولتيلى إنتى خلصتى محاضراتك النهارده.
ردت مياده:لأ كان فيه محاضره تانيه،،بس مش مهم أحضرها إنت اهم منها،كده كده،اللى الدكتور هيقوله فى المحاضره موجود فى الكتاب،وكمان هاخد ريكوردر المحاضره من زميلى،إنت عارف البنات بيغيروا من بعض ومش بيساعدوا بعض علشان كده سهل أطلب من ولد طلب وينفذه ليا .
نظر حازم ل مياده قارن عقلهُ بينها وبين سهر المقارنه محسومه،سهر بها كل المزايا،
متدينه،تضع حدود لها فى التعامل مع من حولها،ليست كتلك الطائشه،التى تفكر أن التحرر هو بالتبرج الشكلى والعقلى،التبرج الشكلى بتلك خُصلات شعرها التى تظهر من الحجاب،والمكياج الواضح على وجهها،والتبرج العقلى بالتباهى بصداقة الشباب،و الجلوس مع أحدهم بمفردها،دون مراعاة إنها فقط زماله.
نظر حازم الى وجه مياده المنسجمه معه بالحديث براحه وسهوله،ليتملك منه شيطانه،إذا كانت سهر أختارت البُعد عنه،فهو سيقترب منها،أكثر،عن طريق إبنة عمها،ولن ينتظر لوقت طويل.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
فجأه تغير الطقس،لتهب أولى عواصف الشتاء المُمطره
بالبلده
بمجرد ان نزلت سهر من سيارة الاجره،سارت بعض الخطوات،لتبدأ الأمطار فى الهطول،وكأنها كانت تنتظر سيرها،بالطريق،
سارعت سهر بسيرها،تحت شُرفات المنازل
كعادتها كادت سهر قدم أن تنزلق،لولا إمساك أحدهم بيدها.
رفعت وجهها تنظر أمامها،لمن يُمسك بيدها،
وقفت صامته تنظر له،لا تشعر،بالأمطار التى تهطل على وجهها،تشعر فقط بدفئ يدهُ،نطقت برجفه،لا تعرف إن كان سببها برودة الطقس،أم من من يُمسك يدها: عمار!
بينما قبل لحظات كان يسير عمار بالطريق المقابل،لها،حين وقع بصرهُ علي سهر من قريب تبسم،تبطائت خطواته،يريد الاستمتاع برؤياها لأكثر وقت قبل أن تغيب عن عيناه،لكن،سهر التى تسير،تنظر للأرض دائمًا لم تنتبه له،لو رفعت وجهها لتلاقت عيناهم،قبل أن تتلاقى أيديهم،حين أمسك عمار يدها،قبل أن تنزلق.
رفعت سهر وجهها تلاقت عيناهم،تحدثت بشوق،وعشق،كأنها كانت تنتظر هذا اللقاء أسفل المطر،
كأن الطريق إختفى من الماره هو بالفعل لا يسير أحد الجميع إلتزم منزله بسبب هطول الأمطار الغزيره.
كان عمار ينظر لهطول الأمطار التى تلمع فوق شفاه سهر،كم ود أن يُقبلها،يروى ظمأ قلبه،من تلك الشفاه العذبه كعذوبة مياه المطر.
أيضًا سهر كم ودت الأرتماء بحُضن عمار تأخذ من صدره الدفئ التى تشعر به بيدها التى يمسك بها
توقف الزمان للحظات لكن صوت الرعد الذى شق سرجهُ السماء،للحظه إرتجفت سهر وأمسكت يد عمار بقوه،،تمسك عمار هو الأخر بيدها قوياً،لكن عادت السماء تسرج بضياء،ينذر بزيادة هطول الأمطار.
إنتبهت سهر،حاولت سلت يدها من يد عمار،
تبسم عمار قائلاً:إرفعى رأسك وإنتى ماشيه،يا سهر مش كل مره هتلاقينى بمسك إيدك،أخاف حد غيرى يمسكها،ويحس ببرودتها،تسرى لهب فى قلبهُ.
تبسمت سهر بخجل صامته،وسلتت يدها،أو بالأصح تركها عمار.
سارت من جواره بصمت،شعرا الاثنان بخواء،بروده قاسيه
تمنى الاثنان،العوده للخلف،ليتعانقا معاً،يقفان أسفل المطر تهدئ نار الشوق.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عطوه.
بشقة عم سهر.
بغرفة مياده
كانت تنام على فراشها،تتحدث مع حازم،تتدلل،تحاول ملئ وقته بالأنشغال والتفكير بها هى مؤمنه بمقوله “الدى على الأذان أمر من السحر”تحاصره لينشغل بها،دوماً،تقطع عليه التفكير بشئ غير بها،هكذا عقلها يخبرها،من أجل الفوز عليها التخلى عن الحياء والدلال المصطنع أحياناً.
بينما حازم لا يشعر ولا تشغل حتى باله،كل ما يريدهُ هو التقرب من سهر،حتى لو كانت الخطوه التى تقودها إليه هى تلك الحمقاء اللعبيه،ليس لديه مانع.
تحدث حازم بكذب قائلاً:مياده،بصراحه كده إنتى عاجبنى شخصيتك اللطيفه،وكمان كلمت ماما عنك.
فرحه غامره شعرت بها مياده قائله:بجد كلمت مامتك عنى طب قولتلها أيه،عنى!
رد حازم:قولت لها فى بنت داخله مزاجى وعجبانى ومحتاج إنك تقولى لبابا،علشان نروح نتقدم لها رسمى.
ماذا قال،هى صدمه،لا هى أمنيه تحققت،كادت تطير فى الهواء،لكن مثلت قائله:ومامتك،سألتك،عرفتنى منين و ردها كان أيه؟
رد حازم:ماما كل اللى يهمها سعادتى وبس،وهى قالتلى طالما إنك مقتنع بأختيارك،يبقى ربنا يسعدك،وبابا مش هيمانع حدد إنت الميعاد المناسب لك،وإحنا هنيجى معاك .
ردت مياده بدلع:طب وإنت مقتنع بأختيارك،وأمتى الميعاد المناسب لك .
رد حازم بخدعه:مقتنع جداً،ومتأكد إن ده أفضل إختيار فى حياتى.
بنفس الدلع قالت مياده:طيب هتجى أمتى مع مامتك وباباك تطلبونى من بابا وماما.
رد حازم:فى أقرب وقت،بس طبعاً هتبقى خطوبه لحد ما أستلم وظيفتى مُعيد فى الجامعه،الجواز مش هيتم قبل كده.
تبسمت مياده بدلال:تمام،حتى يبقى فى فترة خطوبه،نخرج مع بعض ونتعرف أكتر على بعض.
رد حازم:تمام،شوفى ميعاد مناسب ليكى ماما تجى تكلم مامتك علشان تمهد للخطوبه فيه.
ردت مياده:الميعاد الى يناسبها حتى لو بكره،قصدى يعنى قولى ميعاد وأنا هقول لماما،تنتظرها فيه.
تبسم حازم بمكر:زى ما قولتى بكره،هقفل معاكى وأقول لماما،تجى لبيتكم بكره.
ردت مياده:تمام،هبعتلك تفاصيل الطريق بيتنا فى رساله.
تبسم حازم على تلك المتسرعه،التى لا تعرف أنها ليست سوا سِلمه لنيل ما يريدها قلبهُ.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جافى العُشاق النوم،كلا منهم ساهر بمخدعه،يتقلب يمينا،ويساراً،يتمنيا أن يجمعهما مخدعاً واحداً يبث كلا منهم شوقهُ للأخر.
نفث عمار دخان سيجارتهُ ثم وضع العقب،بتلك المطفئه التى على ساقهُ،تذكر بمقابلته اليوم ل سهر،صدفه بالطريق،هو لقائهم الأول بعد مشادتها معه،يوم أن كاد يضرب،زميلها،تكرر نفس اللقاء سابقاً،ما الذى تغير،سابقاً كان يعتقد أنها تتعمد لفت إنتباههُ لها،كان مُخطئ،اليوم تمنى أن تكون بالفعل تريد لفت إنتباههُ،لشئ واحد،هو ل صدفه تجمعه بها، أيقن أن سوء الظن القديم هو السبب فى بُعدها عن مخدعه الليله،جذب هاتفه وفتحه على بعض صور إلتقطها خلثه لسهر وهم بالمزرعه ،فكر أن يهاتفها،يحكى لها عن عشقه لملاك أبدلت حياته القاحله،زرعت بها زهره،لكن تركتها ظمئه تريد لمسة ندى من شفتاها .
بينما سهر فتحت هاتفها،تقرأ تلك الرسائل التى كان يرسلها لها،هو لم يعُد يرسل لها رسائل منذ ذالك اليوم،يوم منعته من المشاجره مع حازم أمام الجامعه تقرأ كل رساله حرفاً حرفاً،ثم فتحت ملف خاص على هاتفها،يحتوى،صوراً لعمار،منها ما إلتقطته له قبل طلاقهم أثناء نومه،وقتها لم تكن تعرف سبباً لألتقاطها تلك الصور،الليله علمت السبب،هى كانت تنتظر ظهوره بحياتها،إحتفظت بقلبها من أجل أن يأتى هو،ويستحوذ عليه،حقاً كانت تتمنى بدايه أخرى لقصة حبها له،لكن شاء القدر بتلك البدايه،التى سببت لها النفور،فى البدايه،لكن مع الوقت تحول النفور لعشق،كانت تعتقد أنها تُسلم جسدها لعمار خوفاً،لا لم يكن خوفاً،كانت تريد عمار،تستمع بلماسته لها،تذكرت أول مره دخلت الى شقة عمار،كانت قبلها تشعر ببروده قاسيه،بمجرد أن خطت الى الشقه تبدلت تلك البروده لدفئ،شعرت به،عمار أخطأ فى حقها فى البدايه،لكن هى الأخرى،لم تُعطى له فرصه،أن يبدل تلك الأكاذيب عنها،وأيضاً وجود خديجه بالمنتصف بينهم،لما طلقها،هى الأخرى،سؤال يُلح على عقلها،كم ودت أن تسأله له تريد إجابه منه،هى رأت الأنسجام بينهم،ربما لم تلاحظ نظرات عمار لخديجه، بها شئ من الشغف،كانت نظرات متفهمه فقط،ليس بها اى نوع من الشغف فقط نظرات عاديه،لاحظت ذالك أثناء وجودهم معاً بالمزرعه المره الأخيره،كان شبه مرافق لها،هناك لغز بين عمار وخديجه،لم يتزوجنى من أجل الإنجاب فقط،لو كان لهذا السبب لتلهف الإنجاب،لم يكن لينتظر،حقاً طلب منها مره الذهاب للطبيبه،لكن لم يلح عليها.
أيقن الأثنان أنه كان لابد لهذا ألانفصال أن يحدث،ليقيم كل منهم حياتهُ مع الأخر،كان هناك أخطاء لكليهما.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى.
بمنزل يوسف
كانت أسماء وخديجه تجلسان معاً تمرحان سوياً
سألت أسماء خديجه قائله:طمينينى على ماما وبابا.
تبسمت خديجه قائله:الحاجه فريال كويسه وكمان الحاج سليمان بس مأثر معاه بُعد عمار عن البيت،وأنه مش بيجى غير فى الوقت الى يكون هو مش فى البيت فيه،وبيجى بس علشان يطمن على الحجه حكمت ويقعد شويه معاها،ويمشى يرجع شقة المنصوره،حتى مش بيطلع لشقة سهر،حتى كام مره طلبت منه يبات كان بيرفض بطريقه لطيفه،حاسه لو سهر رجعت للبيت هو هيرجع معاها،ربنا يسهل ويرجعوا لبعض،وعلى ما أعتقد ده هيبقى قريب جداً،تعرفى أنا عمرى ما توقعت عمار،يحب ويعشق بالطريقه اللى بيعشق بها سهر،كتير كنت بقوله يسمع لكلام الحجه حكمت ويتجوز،علشان يبقى عنده اولاد،كان بيتهرب،بأى أجابه،بس لما ظهرت قدامه سهر،أخد الخطوه،أنا متأكده،أن جوازهُ من سهر مكنش جواز بدل مبنى عالعقل،ولا أن واحده قصاد واحده،سهر قصاد غدير،هو كان عاوز سهر وبس
تبسمت اسماء
فى ذالك الأثناء دخلت عليهن أشجان تحمل صنيه على بعض المشروبات الساخنه،وأخذت الكلمه من فم خديجه وقالت:عمار كان عاوز سهر وبس،وإنتى حياتك فين،من ده كلهُ.
ردت خديجه:أنا حياتى مع ولادى هما كل الى عاوزاه من الدنيا أشوفهم مبسوطين وناجحين.
ردت أشجان:وحياتك أنتى فين من ده كله،إسمعينى يا بنتى،إنتى مفكرتيش بطلاقك من عمار،جوازك من عمار رغم انه كان صورى،لكن كان حافظ ليكى مكانه ومكان بين الناس،مكانه أنك مرات عمار زايد،ومكان زوج محدش يقدر يتقدم علشان ياخد المكان ده،ويفوز بيكى،
طلاقك من عمار فتح العيون الطمعانه عليكى،إنتى لسه صغيره،وكمان حلوه،ومعاكى أكتر حاجه ممكن الناس تطمع فيها،وهى الفلوس والسُلطه،حتى لو مكنوش بتوعك،وبتوع ولادك،بس تحت أيدك السيطره عليهم،أنا زمان لما أترملت بيكى إنتى يوسف أخوكى،كنت على قد حالى مفيش فيا الطمع،محدش بيطمع فى الفقير يا بنتى،حتى لما كان بيتقدم ليا حد كان كل طمعه إنى اربى له ولاده،زى داده يعنى،بس قدام الناس زوجه،أنا مكنش فى دماغى جواز تانى،بصراحه كده،أبوكى كان نكدى،وكرهنى فى الرجاله،كان شبه الواد يوسف كده.
ضحكن أسماء وخديجه،التى قالت،مش فاهمه قصدك يا ماما.
ردت أشجان:لأ فاهمه بس بتتلأمى عليا،بس هجيبهالك على بلاطه كده حسام ،مش اول واحد يتقدملك ،فى قبل حسام كذا حد طلب منى انه يتجوزك،بس كنت برفض من بره بره،بس لما يوسف قالى على طلب حسام،بصراحه مشفتوش غير مرتين بس،بس دخل قلبى،وهو يعتبر فى نفس ظروفك غير إنه مش جاى طمعان فيكى زى الى سبقوه،وكمان،إبنه وولادك بينهم توافق كبير بالاخص أحمد
تدمعت عين خديجه قائله:يعنى أنتى عاوزانى اوافق على الجواز من حسام،علشان أتجنب الطماعين اللى بيتقدمولى،طب وهبص فى وش الناس إزاى،حتى لو كانت جوازتى من عمار على ورق بس،بس الناس متعرفش كده،لو صبحت إتجوزت الناس هيقولوا الفاجره إتجوزت،للمره التالته،ويقولوا عليا من حضن راجل،ل راجل تانى،أنا مش عاوزه غير ولادى،وزى زمان ما قبلت بجوازى من عمار،وهو قبل شرطى معاه،أنا هفضل زى ما أنا مع ولادى فى بيت زايد.
تحدثت اسماء قائله:غلطانه فى تفكيرك يا خديجه،إنتى قدامك فرصه،يوسف حكالى كتير عن حسام وقد ايه هو شخصيه محترمه،ومتفهمه كمان،وكمان مش جاى طمع،لا تربى له إبنه،ولا فى أموال ولادك،حسام فرصه مضيعهاش من إيدك علشان خايفه من كلام الناس،الناس كده كدن،لسانها مش هيسكت عنك،تعرفى أن واحنا كنا فى عيادة الدكتوره فى المتابعه الاخيره،واحده من جيرانا قعدت جانبى،وقالتلى،هى خديجه قاعده ليه فى دار زايد بعد عمار ما طلقها،قعدتها دى ملهاش غير تفسير واحد أنه عوزاه يردها له،وأن يمكن سبب طلاق مراته التانيه هى،ولو أتجوز مره تالته مش هيعمر فى جوازه طول ما هى قاعده فى دار زايد،ما هو مين الى هطيق طليقة جوزها قدامها طول الوقت،
يعنى كده او كده الناس مش هتبطل كلام عنك،غير إنها فرصه،إنك لما هتتجوزى من حسام هتبعدى عن هنا،والناس مش هتشغل بالها بيكى،وأحمد ومازن أصحاب وفى سن واحد،حتى منى كمان مصاحبه مازن،وبتعز حسام،يوسف سألهم من وراكى،هما مش ممانعين،بالعكس أحمد فرح قوى،حتى منى الفتانه مقالتش لأ.
تبسمت خديجه قائله:بس غريبه منى مقالتليش!
ردت أشجان:أصلى نبهت عليها متقولش ليكى ولا للحد تانى لحد ما نشوف الموضوع هيرسى على ايه،إفرضى مفيش نصيب تبقى شهرت بالموضوع وخلاص،
حتى يوسف لمح لعمار،بطلب حسام،وقاله ياريت حسام يتقدم شخصيه حبابه،ومش طماع،وكمان فدائى زيهم فاكره العلقه الى عمار ويوسف أخدوها من الهجامين فى الفيوم هو كمان أخد نصيبه معاهم يومها،ووقف وياهم،جدع،إحنا مش بنضغط عليكى علشان توافقى،دى فى النهايه حياتك،بس يا بنتى هقولك تربية الولاد لوحدك صعبه قوى،أنا مكنتش بنام الليل،بسببك إنتى وأخوكى،كنت ليالى كتير،بصحى،أفكر أقول،يا ترى هعرف اربيهم صح،ولا هيضيعوا منى،وكان وقتها التربيه سهله عن دلوقتي،مكنش لا فى فضائيات ولا نت،بلمسه تلاقى العالم مفتوح قدامك،كنت قادره أحجمكم،لكن دلوقتي،العالم مفتوح،وولادك عندهم كل الامكانيات سهله قدامهم،وعمار مع الوقت هيرجع لسهر وهينشغل بولاده غصب عنه،مش هقولك هيستغنى عن ولادك،بس كمان بيته وولاده هيبقوا اصحاب الأهميه عنده،حسام عارف إنك إحتمال كبير متخلفيش،وقابل مش معترض،هو عندهُ إبن،ومش عاوزك لا طمع،ولا داده لأبنه.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
تفاجئ عمار بأتصال هاتفى من المنزل،من خديجه،رد عليها سريعاً.
إنتفض واقفاً وهو يسمع لها،ثم قال لها:أنا جاى حالاً وهتصل عالدكتور،بس خلى بالك منها.
بعد وقت قليل.
سار عمار مع الطبيب بعد أن قام بمعاينة حكمت.
تحدث عمار قائلاً:خير يا دكتور
رد الطبيب: هو مش خير بصراحه، قبل كده كانت حالة الحجه حكمت شبه بسيطه كنا قادرين نسيطر على الوجع،بالعلاج،لكن واضح،إنها أهملت علاجها الفتره الأخيره،ودلوقتى،بقى لازمها تدخل جراحى،ده رأيي مبدئياً،بس الآشعه والفحوصات هى الى هتقرر،إن كنا محتاجين تدخل سريع،ولا ممكن نستنى لبعض الوقت،علشان نظبط،لها الضغط والسكر قبل العمليه.
شعر عمار بآلم كبير،قائلاً: تمام،أكتبلى عالأشعات والفحوصات المطلوبه ومن بكره هنعملها.
رد الطبيب:تمام،هكتبلك عليها ومن الأفضل أننا نسرع فى الفحوصات دى،لأن واضح جداً تدهور حالة الحجه حكمت،وبصراحه،دن تدهور مفاجئ ليا،عن أخر فحص عملته لها،كنا قادرين نسيطر على حالة القلب،بالأدويه،بس ده بالتأكيد أهمال فى علاجها،أو ممكن يكون حصل شئ،زعجها،أو أجهدت نفسها فى شئ،مريض القلب مالوش الحاجات دى.
رد عمار:تمام بشكر حضورك بالسرعه دى يا دكتور.
أماء له الطبيب،رأسه ثم صعد لسيارته مغادراً.
وقف عمار امام باب المنزل يتنفس الهواء،يشعر أن هو سبب رئيسى فى تدهور حالة والداته الصحيه،بُعدهُ عن المنزل طوال الوقت،ربما أثر عليها
عاد الى داخل غرفة والداته،وجدها نائمه و معها بالغرفع كل من خديجه،وعاليه،.
نظر لهن قائلاً: متشكر ليكم،تقدروا تروحوا تشوفوا مصالحكم وانا هفضل جنب ماما.
رددن عليه بموافقه،ليغادرن الغرفه.
قرب عمار أحد المقاعد من فراش والداته،وجلس عليه جوارها،أمسك يدها مُقبلاً يقول بهمس:ماما.
فتحت حكمت عيناها ورسمت إبتسامة واهنه قائله بوهن أيضاً:عمار روحى.
قبل عمار يدها مره أخرى قائلاً:إنتى الى روحى،ليه أهملتى علاجك يا ماما،كل وجعك ده بسببى،مكنش لازم أسيبك هنا كان لازم أصر أخدك تعيشى معايا فى شقة المنصوره مكنتش شوفتك فى الرقده دى.
تحدثت حكمت قائله: لو كنت جيت وعشت معاك فى شقة المنصوره مكنتش هترجع لهنا تانى،عمار،دى دار زايد يعنى بيتك،وأنت الى هتعمره بولادك من سهر،سهر هى الى كانت بتهتم بيا،قطعت فيا قوى،كتير بفكر أتصل عليها بس بخاف متردش عليا،يحق لها،متفكرش فينا،مشفتش يوم عدل من يوم ما دخلت للبيت هنا حتى انا كنت فى البدايه قاسيه معاها.
تبسم عمار بغصه قائلاً:عارفه لو كنتى طلبتيها كانت هترد عليكى،وكانت هتفكرك بمواعيد أدويتك،سهر أطيب قلب،بس عيبنا أننا كنا فاهمنها غلط.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
مساءً
بمنزل عطوه
بعد العشاء
تفاجئت سهر بزراغيط،بالمنزل،تعجبت فى البدايه،خرجت من غرفتها،وجدت والداتها تخرج من المطبخ،تحدثت:
الزراغيط دى هنا فى البيت،أوعى تقوليلى عمى إتجوز على السلطانه هويام،يبقى،ربنا بيحبه.
تبسمت نوال قائله:لأ دول بيقروا فاتحة مياده.
تعجبت سهر قائله:بجد،ومين الفدائى ده.
ردت نوال:مش من البلد إتعرفت عليه فى الجامعه،وومامته جت من كام يوم،وطلبتها،وعمك عبد الحميد سأل عنه، وعن أهلهُ،وأهو ربنا جعل النصيب،مش هتطلعى تباركى،لها.
فكرت سهر قائله:أنا بقول بلاش،للست مياده تفكر أنه هخطفهُ منها.
تبسمت نوال قائله:تخطفى مين،بلاش كلامك ده،يلا إدخلى غيرى بيجامتك دى وتعالى نطلع نبارك لها،لتفكر بصحيح أنك غيرانه منها،وهى متتحطش أساسا فى الراس،بس تقولى إيه غباء بعيد عنك.
بعد دقائق صعدت سهر برفقة نوال ل شقة عمها،
تقابلت مع زوجة عمها التى تزغرط
قالت لها:مبروك يا مرات عمى،ربنا يتمم بخير،
ردت هيام قائله:عقبالك قريب إنشاء الله بس اللى زيك عذبه مينفعش تتخطب،بتتجوز مباشرةً،أدخلى باركى لبنت عمك،هى والعريس فى أوضة الضيوف.
تضايقت نوال من قول هيام لسهر التى تغبن وجهها،رغم ذالك إبتسمت،وتركتهن،
دخلت مباشرةً الى غرفة الضيوف،
وقفت مذهوله تقول:
حازم العريس!
وقف حازم،ينظر لسهر مبتسماً،
بينما بادلته سهر بأبتسامه بارده وهنئتهم وخرجت مباشرةً دون حديث كثير.
مازال حازم واقف،بعد خروج سهر من الغرفه،لاحظت مياده شرود حازم،وشعرت بالغيره،وقبل أن تتحدث معه،دخلت والدة حازم قائله بأستفسار:
مين البنت اللى خرجت من الاوضه دلوقتي دى؟
رد حازم قبل مياده قائلاً:دى سهر،تبقى بنت عم مياده.
تبسمت والدة حازم قائله:دى شكلها حلوه قوى وكمان متدينه.
رد حازم:فعلاً سهر متدينه.
شعرت مياده،بغيره قائله: وكمان متنساش سهر مُطلقه.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام
بمشفى خاص بالمنصوره
أمام غرفة العمليات
كان يقف عمار،ومعه كل من
والدهُ وعمه،ومعهم عاليه فقط
كان الوقت لا يمر عليه،يشعر بضياع،من بداخل غرفة العمليات هى والداته،تصارع الموت،العمليه بالقلب جسدها بالكامل مفتوح بين يدي الأطباء، مازال يلوم نفسه،ما كان عليه ترك والداته،كان من الواجب عليه أخذها معه
كان يسير بالممر،يود أن ينتهى الوقت،كل تفكيره بوالدته،يدعو لها بالنجاه،كان يشتاق لسماع صوت سهر لعلها، تخفف عنه وتعطيه الآمل.
وبالفعل،سمع صوت سهر،أغمض عيناه هو يتوهم،ولكن حين فتح عيناه وإستدار خلفه،وجدها بالفعل تقف أمامهُ،هى سهر.
تأكد أكثر حين،وقفت سهر مع عاليه،وسألتها،فردت قائله:
مرات عمى لسه فى العمليات.
ردت سهر وهى تنظر لعمار:طنط حكمت قويه،وهتشوفوا وهتبقى بخير.
تبسم عمار ل سهر،يأخذ من نظرات عيناها ما كان يريده الآن هو التفاؤل والأمل والبشرى السعيده.
……..،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..
الثالثه والثلاثون..الأخيره الجزء الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعياده طبيب متخصص، بالمخ والأعصاب.
حَمل وائل طفله،من على فراش الطبيب ثم نظر للطبيب،
تحدث الطبيب قائلاً:بصراحه كده
حالة الطفل ده يلزمها تدخل جراحى، واضح إنكم إتأخرتوا على ما فكرتوا تعرضوه، على طبيب، لأن الطفل ده مولود بميه زايده فى دماغُه،إزاى معرفتوش من متابعات الحمل،بالأشعه،أو حتى بالفحص الى إتعمل له بعد الولاده .
نظر وائل ل غدير، التى تعلثمت قائله:الدكتوره الى كنت متابعه معاها مقالتش ليا حاجه زى كده،حتى لما كان مولود مكنش راسه كبير بالشكل ده،ودكتور الأطفال الى فحصه بعد الولاده قالنا أن صحتك كويسه.
تعجب الطبيب قائلاً: تمام، الطفل ده محتاج قسطره هتتركب فى دماغه، علشان تصرف الميه الزايده عن المخ تخرج من جسمه عن طريق معدتهُ، وكمان فى حاجه تانيه لاحظتها، أعصاب ومفاصل الطفل ده شبه سايبه من بعضها، وده ممكن يأخرهُ فى تكوين عضلات جسمه، ويخلى جسمه مرخى بشكل كبير، وهيأخرهُ فى النمو، زى بقية الأطفال الطبيعيه اللى فى عمرهُ، وكل ده بسبب التأخير كان لازم يبدأ علاجه من يوم ما إتولد، بس مش عارف إزاى عدى الأمر سواء عالدكتوره الى ولدت المدام،أو حتى طبيب الأطفال الى فحصُه بعدالولاده.
ترغرغت الدموع بعين وائل،وهو يحمِل صغيرهُ،بينما صاحبة القلب القاسى،تشعر بعدم إهتمام،فبتفكيرها أنها ستنجُب،آخر أفضل منه بالوقت القريب.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى
كآن وجود سهر بالمشفى أعطى قوه وصبر لعمار،لكن طول الوقت،قد يجعل العقل فى حالة شرود بالسئ غصباً
كانت سهر تجلس جوار عاليه،تتحدثان أحياناً،وأحياناً الصمت هو السائد
كانت عيني عمار على سهر،لم تنزاح،يتمنى أن تجذبهُ لحضنها،تهدأ تلك الثوره بقلبه،بلمسة يدها،حقاً كما يقولون من لديه مريض فهو مريض مثله وربما أكثر منه،لاحظ إقتراب عمهُ وجلس لجوار،سهر ورسم بسمه طفيفه،وتحدث معها،أراد معرفة ماذا قال لها،لكن سهر قابلته ببسمه طفيفه هى الأخرى،وردت عليه بهدوء،كانت هى الأخرى عيناها مُسلطه على عمار،تشفق عليه،لأول مره ترى تلك النظرات بعيناه هى نظرات إحتياج،بالتأكيد إحتياج للأطمئنان على والداته،
مع طول الوقت أصبح الجميع متوتر الى أن خرج الطبيب.
تلهف عمار بالتوجه اليه،
تبسم الطبيب قائلاً:الحمد لله العمليه تمت بسلام ،بس لسه طبعاً،مقدرش أقول نجحت أو لأ،غير بعد الحجه ما تفوق،ونشوف مؤشرات إستجابة جسمها للدُعامه اللى زرعناها بالقلب،هى هتخرج دلوقتي لاوضة العنايه،هتفضل فيها لحد ما تفوق،ربنا يتمم شفاها على خير.
خرج من غرفة العمليات بعض الاطباء أيضاً علاء كان من ضمن اللذين خرجوا
توجهت سهر له وسارت معه،فى ذالك الاثناء كانت تخرج حكمت من غرفة العمليات لم ينتبه عمار،لسيرها مع علاء
سارت سهر مع علاء تبسم علاء يقول:كنت متأكد إنك هتيجى للمستشفى،ماما الى قالتلك ولا بابا.
ردت سهر:اللى قالتلى عاليه،إتصلت عليا،وأنا كنت لسه هدخل للمحاضره،فسيبتها وجيت على هنا،بس إنت ليه مقولتليش إن حالة طنط حكمت إدهورت،بالشكل ده،وكمان طمنى،العمليه نجحت.
رد علاء:أنا قولت لماما وبابا،أنا معرفتش غير إمبارح،وفوجئت من الدكتور محمد،وبعدها إتصلت على عمار،بس للامانه مقاليش أقولك او لأ،وكمان لما رجعت للبيت كنا متأخر وإنتى نايمه قولت ماما هتقولك الصبح،بس يظهر نسيت،والعمليه تعتبر خمسين فى الميه ناجحه،زى ما قال الدكتور،الباقى فى إيدين ربنا وكمان إمتثال قلب طنط حكمت للدُعامه،والعلاج،بس مكنتش أعرف إنك مع عاليه على تواصل.
ردت سهر:عاليه شخصيه محترمه،وهى اللى بدأت بالتواصل معايا،وكمان إعتذرتلى على سوء الفهم اللى حصل،وواضح كمان أنها يمكن تكون نفسها،نبقى أصحاب تمهيد لحاجه تانيه فى بالها الله اعلم.
تبسم علاء يقول:تمهيد لأيه؟
ردت سهر بخباثه:أنا قولت الله أعلم،وأنت هتروح أمتى علشان نروح سوا.
رد علاء:لأ أنا هبات هنا،الليله،دكتور محمد طلب منى أتابع حالة طنط حكمت،وأكون معاه على تواصل،دى عملية قلب مفتوح،مش الزايده،بس الوقت قربنا عالساعه تسعه،المفروض تروحى بقى.
ردت سهر:هروح أشوف عاليه أسلم عليها واروح بعدها.
تبسم علاء يقول:عاليه برضوا،وماله،أبقى سلميلى على عاليه.
تبسمت سهر قائله:حاضر يوصل من عنيا.
تبسم علاء،لها وهى تتركه.
بعد لحظات
بممر أمام غرفة العنايه المركزه.
رأت عمار يقف مع إحدى الممرضات،إقتربت منهم،وتسمعت على بعض الكلمات،شعرت بأن تلك الممرضه تحاول لفت نظر عمار،ذهبت مُسرعه،ووقفت لجوارهم قائله:أمال فين عاليه.
رد عمار:عاليه خدت بابا وعمى، ومشيوا،يوسف راح يطمن على اسماء فى التليفون،وراجع تانى،بس هو كمان هيمشى، وجوده مالوش لازمه،وماما كده كده،قدامها وقت على ما تفوق ،الدكتور قال بلاش زحمه قدام العنايه.
نظرت سهر للممرضه قائله بأستهزاء:قال بلاش زحمه،طب ووقفتكم دى،أيه،ومين النيرس.
ردت الممرضه:أنا فاتن،ممرضه هنا فى المستشفى غير إنى من بلد عمار،بيه.
سخرت سهر قائله:بجد إنتى من بلدنا،مكنتش أعرف إن فى ممرضات من بلدنا بيشتغلوا فى مستشفى خاصة وكبيره،زى دى.
ردت الممرضه:هو حضرتك من بلدنا، أنا اول مره اشوفك،بتشتغلى هنا فى المستشفى.
ردت سهر:لأ مش بشتغل هنا،بس أخويا أوقات بيجى مع الدكتور محمد،يعملوا عمليات هنا.
ردت الممرضه بسؤال:ومين أخوكى،ده؟
ردت سهر:علاء منير عطوه،يبقى أخويا.
تعجبت الممرضه قائله:أنا أعرف علاء،بس مكنتش أعرف إن له أخوات بنات.
ردت سهر:لا انا أخته،واهو إنتى عرفتينى،ممكن أخد منك عمار بيه لثوانى،ولسه عاوزه تكملى تعريف نفسك له.
ردت الممرضه بحرج:أنا كنت بقول له،أنا هنا من ضمن الممرضات لو إحتاج حاجه أنا تحت أمره،عن أذنكم.
ردت سهر:أذنك معاكى.
غادرت الممرضه،تتبعها نظرات سهر الحارقه.
تبسم عمارفى الخفاء،لكن فلتت بسمه على وجهه،لاحظتها سهر،وقالت بغيره:
عجباك قوى الممرضه دى،هى بتشتغل فى مستشفى تراعى العيانين ولا جايه كباريه،دى على وشها إتنين كليو بويه،ومشلفطه خلقتها،ولا شعرها اللى نصه باصص من الحجاب،وضرباه أوكسجين.
رغم حالة والداته الصحيه التى تشعرهُ بالألم لكن ضحك قائلاً: عادى،واحده بتعرض خدماتها،أرفضها،ومتنسيش إنها من بلدنا،وعرفت علاء،بس أنا فكرتك مشيتى،بعد ما ماما طلعت من العمليات مشفتكيش.
رد سهر:كنت مع علاء،أيه كان نفسك إنى أمشى.
نظر عمار،لعين سهر قائلاً:شكراً،يا سهر إنك جيتى،وجودك قدامى،كان زى المرهم على الجرح،مش هسألك عرفتى منين،بس كنت مرتاح ومطمن وأنتى جنبى،ونفسى تفضلى طول الوقت قدام عنيا.
شعرت سهر،بالخجل،أنقذها،مجئ يوسف،ومعه كيساً وتنحنح قائلاً:أنا عارف أنك طول اليوم مأكلتش يا عمار،وكان أمر منك،إن محدش من إخواتك ولا رجالتهم،يجى للمستشفى،قبل الحاجه حكمت ما تفوق،علشان الزحمه ملهاش لازمه،بس أنا خارج عن التحذير،ده،مفيش غير عاليه،وهى جت لهنا من وراك وكمان إنها بتدرس تمريض،فسكت ومرضتش تخليها ترجع للبيت،والحمد لله،الدكتور،صحيح قال لسه وقت على ما يقول العمليه نحجت،بس الحمد لله مجرد خروجها من أوضة العمليات أمل كبير.
تبسمت سهر قائله:فعلاً ده اللى قاله ليا علاء من شويه.
أخذ عمار كيس الطعام من يوسف
تبسم وهو ينظر ل سهر قائلاً: وأنتى كمان هنا من وقت طويل مجوعتيش؟
شعر يوسف بالحرج قائلاً:أنا بصراحه مكنتش عامل حساب،سهر،فى الأكل،لأنى شوفتها وهى ماشيه مع علاء قولت أكيد مشيت.
تبسمت سهر قائله:ولا يهمك أنا أصلاً مش جعانه،وكمان الوقت بدأ يتأخر،ولازم أروح،هشوف علاء يطلبلى تاكسى.
إنزعج عمار قائلاً:هتروحى فى وقت زى ده بتاكسى،أنا مأمنش عليكى مع حد غريب،يوسف هيوصلك فى طريقهُ،كده كده محدش هيبات هنا غيرى،والباقين مشيوا،وهيجوا الصبح.
نظر عمار،ل،يوسف الذى تبسم،بموافقه قائلاً:
تمام يلا يا سهر،تعالى أوصلك وكمان أنا مُجهد من الوقفه الصبح فى المحكمه،وحتى لما جيت لهنا القلق،مسيطر علينا،يلا الحمد لله،عقبال الدكتور،ما يأكد نجاح العمليه.
تبسمت سهر قائله:آمين،تمام خلينى أرجع للبلد معاك،هتصل على علاء أقوله،أنى هروح معاك.
أماء يوسف لها،
إبتعدت سهر قليلاً عنهم تحدث علاء على الهاتف.
نظر يوسف،لنظرات عمار التى لا تفارق سهر،قائلاً: والله مع الوقت بتأكد أنك ظلمت سهر،لو واحده غيرها كان أيه الى هيخليها تجى،وكمان باين على وشها إنها زعلانه على مامتك.
تنهد عمار قائلاً:فعلاً أنا ظلمت سهر،بسبب حتة ورقه قريتها،الله أعلم هى الى كتبتها أو لأ،وسلمت لغرورى،إزاى إنها ترفضنى.
ربت يوسف على كتفهُ قائلاً:كل اللى حصل كان قدر ومكتوب،ولسه الوقت مفاتش،هطلع أنا أستنى،سهر،بره،ومن بدرى هكون هنا،بكره فاضى معنديش أى قواضى.
تبسم عمار،بأمتنان.
عادت سهر لمكان وقوف عمار قائله:فين يوسف؟
رد عمار:طلع يسبقك للعربيه بره المستشفى.
ردت سهر:تمام،أنا كلمت علاء وقولت له إنى همشى مع يوسف،حتى كمان ماما إتصلت عليا،وقولت لها انى هروح مع يوسف،ربنا يشفى طنط إنشاء الله،تصبح على خير.
رد عمار:يارب،ومتشكر مره تانيه،وجودك فى المستشفى هنا فرق معايا كتير.
ردت سهر: ربنا يطمنك على طنط حكمت،وإبقى خلى الممرضه تهتم بها،وبلاش تتمايع معاك،، سلام.
غادرت سهر،وتركت عمار،رغم أنه يشعر بفجوه،لكن تبسم على غيرة سهر الظاهره
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين.
يوم شتوى،غير ممطر،لكن بطقس بارد
إستيقظت فريال من النوم،وذهبت الى مطبخ المنزل،طلبت من الخادمات تحضير الفطور،بغطرستها المعهوده،ثم عادت الى غرفتها،وجدت سليمان يقف يهندم ثيابه،فتغطرست قائله: لابس ورايح على فين عالصبح بدرى كده.
رد عليها:عندى شغل، بس هروح المستشفى الاول ،ولا ناسيه حكمت.
ردت بسخريه:لأ إزاى،بس مش المحروس إبنها منع اى حد يروح لها،خايف من الزحمه،حتى أخواته البنات منعهم،طالما هو عايز كده،يبقى ننفذ له أمرهُ
رد سليمان:ده كان يوم العمليه بس،وكان علشان العمليه هتاخد وقت ومش ومكنش عاوز،زحمه وتوتر فى المستشفى،بس خلاص حكمت الحمد.لله فاقت ، حتى أخواته البنات بيروحوا يقعدوا طول اليوم مع مامتهم،مش بيمشوا غير بالليل،عمار هو اللى بيفضل معاها، حتى امبارح مكنوش عاوزين يروحوا وسيبوا حكمت ،حتى عمار إتزهق عليهم،بس لما جت سهر هدى شويه.
تعجبت فريال قائله:هى سهر كانت فى المستشفى إمبارح،غريبه،وأيه اللى جابها.
رد سليمان:علشان هى أصيله، رغم إنها معاشرتش حكمت غير لشهور،بس كل يوم بتروح المستشفى علشان تطمن عليها،حتى يوم العمليه كانت موجوده وفضلت لحد ما طلعت من أوضة العمليات،الدور والباقى على اللى معاشره حكمت فوق السبعه وتلاتين سنه،حتى متصلتش مره تطمن عليها.
ردت فريال:قصدك أيه،وسهر بمجيها للمستشفى أصيله ،دى واحده فاجره،هى طليقة عمار،مجيها مالوش تفسير غير إنها بتحوم عليه وعاوزاه يرجعها لعصمته،طب حتى تعزز نفسها شويه.
هز سليمان رأسهُ قائلاً: لو فاكره سهر هى اللى أصرت عالطلاق،وعمار طلقها غصب،لو واحده غيرها كانت هددت أو قدمت شكوى،فيا،بس فضلت الصمت.
ردت فريال: ومؤخرها ونفقتها وقايمة عفشها اللى بمبلغ قد كده وعمار دفعهم لها من سُكات،كانوا إيه، مش تمن سكوتها،وكفايه إنها كانت بتستغفلنا،هى وأخوها اللى كنا مأمنين له،وهو داخل علشان يصتاد بنتك،الصغيره،بس ربنا كشفهم بدرى،قبل ما نوقع فيه هو كمان.
رد سليمان وهو يهز رأسه بعدم تصديق:تعرفى إنى،نفسى علاء فعلاً يطلب عاليه،ووقتها هوافق،لانه مش من فصيلة وائل،إنتهازى،أنا شوفت نظرته الخاطفه،ل عاليه،وبعدها حتى مكلمهاش حتى ،علاء وسهر،صحيح ولاد عم وائل،بس فرق كبير فى التربيه،تعرفى إنى أعتذرت ل سهر،عارفه،ردت عليا وقالت أيه،قالتلى،أنى أكبر من أنى أعتذر ،إنها،صغيره انى اعتذر لها،مفيش عم بيعتذر لبنت أخوه،حتى لو غلط فيها.
لوت فريال شفاها بسخريه قائله:فجأه كده العقل جالها،عالعموم ماليش فيه،وإنت بتقول حكمت هطول فى المستشفى،وإنت عارف،أنى كنت واقعه من كام شهر،وكان عندى كسر فى فقرتين فى ضهرى غير إيدى ،يظهر من السقعه رجعوا يوجعوني من تانى.
نظر لها سليمان بتهكم قائلاً:سلامتك،أنا عندى شغل،هنزل أفطر وأتوكل على الله.
تحدثت فريال بغيظ قائله:بالسلامه والقلب داعى لك، ثم فكرت، قليلاً وقالت: بس أيه،سهر،لو رجعت لعمار هيرجع للبيت من تانى،وأنا ببقى مرتاحه فى بُعدهُ عن وشى ،غير كمان ممكن….،ممكن تخلف،ووقتها عمار ذُريته تعمر البيت ده
فجأه شعرت بإنفصال بصرها وكأن الارض تدور بها وأختل توازنها لم تتحملها ساقيها،وقعت جاسيه أرضاً،أغلقت عيناها بقوه ثم فتحتها،نظرت ليديها التى ترتعش وكذالك ساقيها ترتعش،حاولت النهوض،لكن كأنها فقدت السيطره على جسدها كما أن هنالك وجع قوى برأسها،ليست أول مره تشعر به لكن مع كل مره يزداد هذا الوجع يكاد الآن أن يُفرتك رأسها،بصعوبه رفعت يديها ووضعتهم على رأسها،تمسدها بأصابعها عل هذا الوجع يختفى.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب المغرب.
بمعرض الادوات الكهربائيه الخاص ب وائل
كان يقف مع بعض الزبائن وكان منهم بعض النسوه وفتاه
كانوا يتحدثون بفصال،وهو يجادلهم ويُعطى لهم،نصائح بأفضل الماركات،وأقل الاسعار،لكن الفتاه لم يكن شىء يعجبها،وتدلل على تلك النسوه،وهم يرحبون بدلالها،والطلب منه أن يأتى لها،بما تريد،
ذهب معها الى أحد اركان المعرض،ليُريها بعض الأدوات،كانت تتحدث بقليل من الأعجاب،وتريد الأفضل،وهو يرحب ويعطيها مزايا هذه الأدوات.
لاحظت هذا الموقف غدير،التى فسرت الموقف على هواها،أن تلك الفتاه ترسم عليه،من أجل أن توقعه،أقتربت من مكان وقوفه مع تلك الفتاه،التى تطلب منه شرح لمزايا كل ماركه،لتختار الأفضل،فهو كما تقول،جهاز العمر كله،وعليها شراء الأنفع الذى يستمر معها لوقت دون الحاجه لتغيره بأقرب وقت،تريد الحصول على الأفضل سعراً ومزايا،وخدمات ما بعد الشراء
لم يعجب غدير،هذا الوضع وتدخلت بالحديث بعجرفه قائله:أيه فرجك على كل أجهزة المعرض،مفيش أى حاجه عجباكى،ولا مبسوطه وهو بيلف معاكى فى المعرض،تتكلموا سوا.
شعرت الفتاه،بالضيق من طريقة حديث غدير وقالت لها:ويضايقك فى أيه أنى اتفرج على أجهزة المعرض،أنا زبونه ومن حقى قبل ما أشترى،أعرف مزايا وعيوب اللى هشتريه،ده جهازى،ومقدرتى أنا وخطيبى على قدنا،ولازم يكون الجهاز،نوعيه كويسه ولها ضمانات،علشان أضمن،تفضل أكبر وقت كويسه،وبعدين أنا مش بتكلم مع الأستاذ،فى حاجه غير كده،وبطريقتك دى هطفشى الزباين،وأنا اولهم،أنا هروح أشترى من معرض تانى،يكون فيه ذوق،مش واحده عندها كِبر،متعرفش تتعامل مع زبونه ومفكره أنها بتلف فى المعرض،عياقه.
غادرت الزبونه وتوجهت الى مكان وقوف اهلها،وتحدثت لهن،ثم نظرن الى غدير،بشفقه،وغادروا المعرض.
نظر وائل لمغادرتهن،ثم نظر ل غدير بضيق قائلاً: غدير ده كتير،أيه اللى جابك للمعرض دلوقتي،وكمان فين الولد.
ردت غدير:إيه مكنتش عاوزنى أجى علشان مشوفش اللى حصل قدامى.
تعجب وائل قائلاً:ايه اللى حصل قدامك،زبونه وبفرجها على البضاعه،وحضرتك إتسرعتى فى ردة فعلك،وطيرتيها،دى كانت خلاص قربت تقتنع،وكانت هتشترى كل الأجهزه الكهربائيه اللى لازمها،بس سيادتك بغيرتك اللى ملهاش لازمه وكلامك الغبى،طفشيتها خلاص،غدير،المعرض معظم شغله مع الستات،ولازم اجاملهم.
ردت غدير بضيق:تجاملهم بابتسامه،مش بأنك تسمح لها تزيد عن حدها.
قاطعها وائل:والزبونه كانت زادت فى ايه عن حدها،غدير المعرض مفتوح بقاله اكتر من شهر ونص،وتقريباً نعتبر مبعناش حاجه كم شاشه على كم غساله،قطاعى،والسبب غيرة حضرتك،لو شوفتى ست فى المعرض.
ردت غدير بخذو:أنا مش بحب المياصه،وكمان سبق وقولتلك أنى هشتغل معاك على الاقل اتعامل مع مياصة الستات دى.
تعجب وائل قائلاً:مياصه،انا مش بشوف مياصه،وكمان تشتعلى فين،والولد،مين اللى هيرعاه،وهو فين ليه مش بتردى.
ردت غدير:نايم فوق فى الشقه اللى فوق المعرض،وبعدين إحنا مش هنجيب بقية عفشنا من بيت أهلك لهنا،ونستقر هنا،ولا ايه رأيك نسيب عفشنا هناك زى ما هو ونجهز الشقه دى بعفش جديد.
نظر لها وائل قائلاً:وهنجهز الشقه دى منين،باباكى منع التمويل بعد إفتتاح المعرض،وقال كفايه كده،رأيي لو عاوزه نعيش هنا فى الشقه اللى فوق المعرض،نجيب عفشنا من بيت أهلى،وياريت تخفى حدتك شويه،وتهتمى بالولد أنا حددت مع الدكتور بعد بكره هيعمل له القسطره اللى قال عليها،أنا مش عارف،إزاى فات عالدكاتره حالة،رتسه ومگتشفوهاش،قبل فوات الأوان،بس يهمنى دلوقتي إن حالته تتحسن،سبق وقولتلك إن ملاحظ كبر حجم راسه،بس مصدقتنيش،كنا لحقناه قبل ما دماغه تتضخم بالشكل ده.
جادلته غدير قائله:انا فكرتها حاجه طبيعيه وأنه زى بقية الأطفال بينمو جسمهم بسرعه،والعموم الدكتور،قال فى حالات كتير،زيه،وبيعملوا القسطره دى وبيبقوا طبعيين.
رد وائل:بس للأسف إبنك مش هيبقى طبيعى،هى من ذوى الأحتياجات الخاصه وهيعوز رعايه خاصه،وده اللى بطلبه منك،بلاش تدخلى فى شغلى وإهتمى،بالولد،هو محتاجك أكتر.
ردت غدير بضيق قائله:تمام ههتم بيه شايفنى مقصره معاه،ولا علشان جيتلك المعرض قطعت عليك مع الزباين هتقطمنى،
هز وائل رأسه بقلة حيله،قائلاً:
غدير،بلاش الغيره الزايده دى،نهاية طريقها،مش كويسه،وبعد كده ممنوع تجى للمعرض.
نظرت له غدير متفاجئه،ساخره،فهذا المعرض هى السبب فى وجوده ولن تحرم من المجئ له بأى وقت،تريد.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفى
كانت سهر،تجلس تتسامر مع أخوات عمار،بغرفة حكمت،التى بدأت تستعيد جزء من صحتها،كانوا يجلسون،بأحد اركان تلك الغرفة الكبيره،بعيد قليلاً عن فراش حكمت،النائمه،بفعل العقاقير،التى تناولتها وأخرى،بذالك المحلول الطبى المُعلق لها كان الحديث بينهم ودى،كآنها مازالت زوجة أخيهم،دخلت عليهن تلك الممرضه،قائله:
مساء الخير الحجه حكمت نامت ولا أيه؟
ردت إحداهن:أيوا ماما من شويه غمضت عنيها،نامت،خير؟
ردت الممرضه:خير أنا كنت جايه أطمن عليها،وكمان أعرف عمار بيه إنى نبطشيه الليله بالمستشفى،علشان لو الحجه حكمت إحتاجت لحاجه أنا تحت أمرها.
نهضت سهر من جوارهن ونظرت لها نظرات لو طالتها لألهبتها،لكن حاولت تمالك ردها وقالت:كتر خيرك،فى واحده مننا إحنا التلاته اللى هتبات مع طنط حكمت،ولو إحتاجت لحاجه،هنطلب من الاستقبال متشكرين لخدماتك مش عاوزين نتعبك معانا.
ردت الممرضه:لا تعب ولا حاجه،دى مهنتى،وكمان الحجه حكمت غاليه عندى،دى صاحبة ماما،وماما موصيانى عليها.
ردت سهر:آه مامتك موصياكى عالحجه حكمت،تمام،شوفى شغلك ومتقلقيش،أنتى،وزى ما أنتى شايفه الحجه حكمت نايمه،وحالتها كويسه،الحمد لله،إدعى إنتى،ربنا يتم شفاها،ووالدكتور يكتب لها على خروج من المستشفى دى،وتكمل بقية علاجها فى البيت.،ووقتها مش هنتعبك معانا.
ردت الممرضه:لا تعب ولا حاجه،عن إذنكم،رقمى الخاص مع عمار بيه، لو الحجه حكمت إحتاجت لحاجه،يقدر يتصل بيا فى أى وقت،أنا سهرانه هنا فى المستشفى.
قالت الممرضه هذا وغادرت العرفه تصحبها نيران غيرة سهر.
غمزا أُختي عمار لبعضهن،وتبسمن،من غيرة سهر من تلك الممرضه.
نظرت سهر لهن تقول:بتغمزوا لبعض على أيه،دى ممرضه بارده،أنا هروح أشوف علاء فين،علشان ياخدنى معاه وهو راجع للبيت.
حين خرجت سهر من الغرفه لم تمتلكن الأثنتين،ضحكتهما،وشاركتهن حكمت الضحكه،لكن بخفوت،قائله:البت دى بارده،انا مش تايه عنها،كم مره عطتنى حقنه من زمان،قبل ما عاليه تدخل تمريض،دى إيدها تقيله،بس معرفش ليه عمار زى ما يكون ملقاش غيرها،وسهر كمان مش طيقاها.
تبسمن لها وقالت إحداهن:قصدك بتغير منها،سهر بتحب عمار،مش عارفه ليه مش بيرجعوا لبعض،واضح جداً الاتنين بيحبوا بعض.
تبسمت حكمت بوهن قائله:هيرجعوا،بس كل شئ بأوان.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور حوالى عشر أيام
..
قد تعطى الحياه فرص ً للسعاده، علينا إستغلال تلك الفُرص، ونبدأ حياه جديده تسودها السعاده، هذا بالفعل ما يحدث.
عقب المغرب
بمنزل يوسف
جلست خديجه، بالمقابل، لحسام، يجلس بينهم ذالك المأذون يعقد قرانهم،الى أن إنتهى،قائلاً جملتهُ الشهيره
بارك الله لهم وجمع بينهم فى خير.
آمن كل من
يوسف،وعلاء،واللواء ثابت وأيضاً عمار.
وقامت أشجان تزرغط،كذالك منى الصغيره تُقلدها.
قالت خديجه بحياء:بس بلاش فضايح الناس تقول أيه.
ردت أسماء:الناس هتقول أيه،ناس فراحنين إن بنتهم ربنا كرمها واتجوزت.
قالت منى:مبروك يا ماما،أنا مبسوطه،إننا هنروح نعيش مع أنكل حسام فى الفيوم،وهيبقى ليا أخ تانى غير أحمد،وكمان جدو ثابت وطنط هديل،انا بحبها قوى،بتاخدنى معاها الأرض، أنا بحب الأرض، وكمان جيران لمزرعة عمار.
تبسم اللواء ثابت، وفتح يديه ل منى قائلاً: تعالى، يا حلوه إنتى فى حضن جدو، هتنورى المزرعه أنتى وأخوكى، وكمان هلاقى حد يلعب معايا، بدل مازن اللى طول الوقت مع احمد عالنت، هيفضوا شويه بقى، بس مش هلعب معاهم،هلعب معاكى،إنتى انا بحب البنات الحلوين،وإنتى ومامتك هتنوروا حياتنا،الناشفه،وبكده هديل مش هتبقى البنوته الوحيده فى المزرعه،بقوا تلاته،ومنهم بونبونايه جميله إسمها… منى
تبسمت منى، وذهبت إليه، بينما قال كل من مازن وأحمد بنفس الوقت: وإحنا يا جدو مش هتاخدنا فى حضنك زى منى.
تبسم لهم ثابت قائلاً: تعالوا، يا رجاله.
تبسم حسام قائلاً: مبروك عليك، يا بابا، أهو بقيت جد لتلات أحفاد، هيشغلوك، مع أنى كنت بفكر أجوزك، بس مفيش فدائيه هترضى تتجوزك، بسبب التلاته المشاغبين دول غير هديل هتعمل عليها دراسات عليا وطفشها.
ضحك الجميع، ساد الجو الدفئ رغم برودة الشتاء.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمشفى المنصوره.
دخلت تلك الممرضه الى غرفة حكمت التى كانت تجلس معها سهر بمفردهما،
تبسمت قائله: ميعاد الحقنه.
إستغفرت سهر قائله: مشاء الله عندك ذاكره كويسه، ياترى بقى مع كل المرضى، ولا الحجه حكمت إستثناء؟
ردت الممرضه: الحجه حكمت غاليه عندى، وكمان عمار، بيه موصينى على الحجه ه.
سخرت سهر قائله: أه وأنتى خير من يعمل بالوصيه.
بعد قليل خرجت الممرضه.
تنحنحت سهر قائله:طنط حكمت،هستأذن بس خمس دقايق،هشوف علاء،لسه فى كتب الكتاب،ولا رجع للمستشفى ،علشان اقوله إنى لسه هنا فى المستشفى،يجى ياخدنى من هنا الوقت بدأ يتأخر ،ويكون عمار،رجع معاه من كتب كتاب خديجه.
تبسمت حكمت،وأماءت براسها،هى لديها إحساس أن سهر خرجت خلف تلك الممرضه..
بالفعل هذا ما حدث،ذهبت سهر خلف تلك الممرضه،ونادت عليها
توقفت الممرضه لها.
رسمت سهر بسمة مكر قائله:ممكن نتكلم شويه،عاوزه أستفسر منك على كذا معلومه خاصه،بالحجه حكمت.
ردت الممرضه بحُسن نيه: أه أتفضلى معايا، أوضة الممرضات فاضيه، دلوقتي.
ذهبن الى غرفة الممرضات، دخلت الممرضه وخلفها سهر، التى اغلقت خلفها الباب بالمفتاح.
تعجبت الممرضه وقبل ان تتحدث، تحدثت سهر بوعيد:
بصى بقى، يا حلوه، أنا واخده بالى من حركاتك دى كويس قوى، كل اللى على لسانك عمار بيه قالى، عمار بيه طلب منى، الحجه حكمت غاليه، معرفش ايه، بصى بقى، ياحلوه، أحب أقولك تنسى اللى بتفكرى فيه وتشليه من دماغك، إنتى مش اكتر من نيرس، ممرضه يعنى، وعمار ده تشليه من دماغك، هقولك ليه أنا غرضى مصلحتك، أنتى طبعاً عارفه إنى طليقته، وكمان كان متجوز واحده تانيه قبلى، هى كمان إطلقت، مش عاوزه تعرفى سبب انه طلقنا أحنا الاتنين فى وقت واحد، هقولك السبب، عمار مبيعرفش يتعامل مع الستات، آه، فاكره فيلم هانى رمزى، بتاع محامى خلع، أهو ده سبب طلاقهُ، لينا، احنا الاتنين، واهو، ربنا عوض خديجه وهتتجوز، راجل يعوضها، واكيد بيعرف يتعامل مع ستات إزاى، فهمتي قصدى طبعاً.
ردت الممرضه بذهول: مش معقول، بقى كل الرجوله دى وفى الآخر، يطلع مبيعرفش مش يمكن حد عامل له سحر يربطهُ، او ممكن يتعالج.
نظرت سهر للمرضه بذهول قائله: أنا حاولت انصحك، بالراحه، بس يظهر مش عاوزه تفهمى، بصى بقى يا حلوه، عمار ده تنسيه ليه بقى، عمار، ده مفيش واحده هتتجوزه غيرى، وأى واحده هتبص له، هفقع عنيها، تمام.
قالت سهر هذا ووجدت، سرنجه، موضوعه على منضده بالغرفه أمسكتها، وملئتها بالهواء وأقتربت من الممرضه قائله: لو مستغنيه عن عيونك الحلوه دى، إبقى قربى من عمار.
قالت سهر هذا، وغرست السرنجه، بالحائط خلف الممرضه التى إرتعبت من سهر.
تبسمت سهر وتوجهت الى الباب، وفتحته وغادرت الغرفه، بينما الممرضه، وقفت مكانها ترتعش.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد دقائق.
دخل عمار الى غرفة حكمت،مبتسماً وأقترب من حكمت وقبل يدها
تبسمت له حكمت قائله:إتأخرت ليه،لو مش سهر فضلت معايا كان زمانى لوحدى.
تبسم عمار وهو ينظر لسهر،بأمتنان قائلاً:
والله ما بأيدى، بس كتر خير سهر،فضلت معاكى.
تبسمت سهر قائله:علاء فين دلوقتي؟
رد عمار:عاوزه علاء ليه؟
ردت سهر:علشان الوقت إتأخر،وأنا لازم ارجع البيت،انا بعت له رساله يجى،ياخدنى من هنا.
رد عمار:علاء مجاش من البلد،وأنا قولت له إنى أنا هرجعك للبيت،لو جاهزه،يلا بينا.
ردت سهر:طب مين اللى هيفضل مع طنط حكمت،لأ خليك هطلب تاكسى.
نظر لها عمار قائلاً: أنا مش هغيب يا دوب هوصلك،وارجع تانى،وفى هنا ممرضات ودكاتره،هطلب من الممرضه تهتم بها لحد ما أرجع.
إرتبكت سهر،قائله:طب ليه ممرضه،خلاص،هتصل على علاء يجى ياخدنى،وخليك إنت بات معاها زى كل ليله.
تبسم عمار قائلاً:يلا يا سهر،خلينى اوصلك وبلاش تضيع وقت،عالفاضى،السكه يا دوب ساعه رايح جاى.
تحدثت حكمت:إسمعى كلام عمار،يا سهر،وخليه يوصلك،وإطمنى،انا الحمد لله كويسه،و لما أفضل ساعه لوحدى مش مشكله.
إمتثلت سهر لها قائله:تمام تصبحي على خير ، يا طنط، وبكره أما أخلص محاضراتى هفوت عليكى.
تبسمت حكمت لها، وكذالك تبسمت لعمار.
بعد قليل، بسيارة عمار.
جلست سهر لجواره.
تنحنحت قائله: مش غريبه إن خديجه توافق تتجوز لمره تالته، وإنت كده مش هامك لأ وكمان تحضر كتب كتابها.
رد عمار ببساطه: غريبه ليه، خديجه زى أختى وأتمنى لها السعاده، بس انا عاوز اسألك نفس السؤال، مش المفروض إنك طليقتى، طب ليه جيتى، يوم عملية ماما، غير كل يوم بتزوريها، وتفضلى معاها لوقت طويل والنهارده فضلت معاها لحد ما رجعت من كتب الكتاب.
ردت سهر: تقدر تقول إنسانيه مش أكتر.
تبسم عمار، قائلاً: تسلم إنسانيتك
خلاص قربنا عالبيت.
وقف عمار السياره، ونظر ل سهر قائلاً:
سهر أنا وأنتى لازم نقعد مع بعض لوحدنا فى حاجات كتير لازم نتكلم فيها، ونوضع النقط فوق الحروف.
تعجبت سهر قائله: مش فاهمه قصدك أيه، بس تمام، نقعد بس مش دلوقتي، عارف أنى خلاص فاضل تلات أسابيع على إمتحانات نص السنه ولازم أركز بقى، وبعدها نقعد نحط النقط عالحروف.
تبسم عمار، فى تلك اللحظه أغلق القفل الاليكترونى لأبواب السياره، دون إنتباه سهر.
توجهت سهر، لتفتح الباب لتنزل، لكن الباب لايفتح،
عادت بنظرها لعمار قائله: الباب مش بيفتح ليه ليه قفلت الباب، بالسنتر لوك وووو…
تبسم عمار وجذب سهر إليه، وبتلقائيه
كان يُقبلها، بشغف، يقربها منه، يشعر بأنفاسها الدافئه، ظل يُقبلها الى أن شعر بحاجتها للهواء، ترك شفاها، وضم رأسها على صدره
يشعر،بأنفاسها تخترق ملابسه تصل الى جسده تعطيه دفئاً
بينما سهر فقدت الادراك،كليا،حين باغتها عمار وقبلها،تاهت فى قبولاته،حتى حين ترك شفاها،وجذبها لصدره،ضربات قلبه العاليه أصمت عقلها،تركت الزمام لقلبها،الذى تصل إليه دقات قلب عمار،تُنعشه.
رفع عمار وجه سهر بين يديه ينظر لعيناها الخجله قائلاً:
متشكر،يا سهر لوجودك جنبى الايام اللى فاتت،لو مش وجودك مكنتش عارف الأيام دى هتعدى عليا إزاى.
تبسمت سهر،وأخفضت عيناها،ثم رفعتها تنظر لعين عمار،فاقت على حالها حين شعرت به يعود مره ثانيه يُقبلها بهيام،كادت أن تتوه،لولا اضاءة النور،أمام بوابة منزل والداها،ضرب الضوء نوره على السياره.
بعدته سهر،عن شفتاها ونظرت له قائله:قليل الأدب قبل كده قولتلك حرام أما تبوسنى.
تبسم عمار يقول:وقولتلك قبل كده خلينى ابوسك فى الحلال،إنتى الى منفضه ليا عالعموم براحتك،أنا متفرقش معايا البوسه حلال ولا حرام طالما ببوسك،يا سهرى
إغتاظت منه قائله:إفتح السنتر لوك بتاع العربيه خلينى أنزل،خلاص إتخنفت منك.
تبسم عمار قائلاً:براحتك،بس إفتكرى ده آخر عرض ليا،بطلب منك نرجع لبعض،وإنتى اللى بتدلعى،خلاص متلوميش غير نفسك.
نظرت سهر له بتحدى قائله:إعمل الى عايزه،بس بعد كده ممنوع تقرب منى وتبوسنى.
تبسم عمار باستفزاز،دون رد.
فتح عمار القفل الاليكترونى للسياره،نزلت سهر من السياره،وهى تنظر له بغصب،بينما عمار يبتسم.
كادت سهر أن تدخل من البوابه الى المنزل،لكن تصادمت،مع آخر شخص تتوقع وجوده بمنزل عطوه الآن
قالت بخضه:حازم.
تبسم حازم لها،بنظر لوجهها،كم تمنى أن يقابلها الليله،،وها هى أمامه.
بينما سمع حازم،ذالك الصوت البغيض من خلفه.
حين قالت:
جايه منين دلوقتي،ياسهر.
ردت سهر:وإنتى مالك،كنتى مامتى،بتسألى ليه.
قالت هذا وتجنبت من حازم،ودخلت الى المنزل،دون حتى إلقاء السلام عليهم،توجهت مباشرةً،الى باب،شقة والدايها،وأخرجت المفاتيح وفتحت الباب،واغلقت الباب خلفها بقوه فى وجههم.
إغتاظت مياده قائله:هتفضل طول عمرها تغِل منى،وكمان قليلة الذوق،وده السبب فى طلاقها،بعد شهور من جوازها.
لم يستدير حازم لها،وغادر،لكن توقف،وهو يرى تلك السياره،هو يعرفها جيداً،هى سيارة عمار،إذن سهر كانت مع عمار،لهذا الوقت،بينما هو يتحمل غلاظة مياده ووالداتها اللتان أصرا عليه بالبقاء معهم،بعض الوقت،لابد لهذا من نهايه،لم يعُد يتحمل أكثر من طاقته،هل أخطأ،وأورط حاله،بالخطوبه من مياده.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظهيرة اليوم التالى.
بشقه مازالت تحت التشطيب بالمنصوره.
دخلت مياده ومعها حازم.
جالت عيناها بالشقه،وقالت مبتسمه،أهى الشقه دى،واسعه،وكمان فى منطقه كويسه بالمنصوره،هى العماره دى،ملك لباباك.
رد حازم:أيوا
تبسمت مياده بطمع وأقتربت من حازم ووضعت يديها حول عنقه بدلال
قائله: طب أيه رأيك،تطلب منه يديك شقه فيها،ونتجوز هنا فى المنصوره.
شعر حازم،بالأشمئزاز،وحاول العوده للخلف،لكن،مياده أحكمت يديها حول عنقه،
رفع حازم يديه كى يزيل يد مياده من على رقابته،لكن مياده فجأته،بقُبله.
رغم نفور حازم،لكن تملك منه الشيطان فى تلك اللحظه،وجاوب معها قُبلتها،ليس هذا فقط،بل إزداد الأمر بينهم،
لا يعلم أى منهم دنس الآخر.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرابعه والثلاثون.. الأخيره الجزء الثاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أربعين يوماً.
..
بالفيوم
وقفت خديجه بالحمام
تنظر الى ذالك الأختبار،بيدها ثم تقرأ ما هو مدون بإرشادات الأستعمال،وقفت مذهوله،فصلت عن كل ما حولها،نتيجة هذا الأختبار مستحيله،فاقت من ذهولها من صوت طرق على باب الحمام،يصحبه صوت حسام قائلاً:خديجه،بتعملى ايه كل ده،الوقت خلاص الولاد والمدرسه،وعندهم إمتحانات.
تبرجلت خديجه وتلفتت حولها،اخذت علبة الاختبار الورقيه،ووضعت بها الأختبار،ثم نظرت ألى مكان تضع به هذا الأختبار،ربما يكون نتيجتهُ كاذبه،لاداعى لأخبار أحد قبل التأكد،وضعت تلك العلبه بأحد أدراج الحمام،وأغلقتها،ثم غسلت وجهها وخرجت من الحمام.
حين رأها حسام إقترب منها قائلاً:مالك يا خديجه بقالك كام يوم كده،متغيره،وكمان وشك أصفر،أيه رأيك تعملى إتشك آب.
تبرجلت خديجه قائله:أنا كويسه مالوش لازمه،هو بس إجهاد بسبب مذاكرة الولاد الايام اللى فاتت يلا هانت كلها كم يوم،والامتحانات تخلص،وأرتاح.
ضم حسام خديجه لصدرهُ قائلاً:عارف إنه إجهاد،بس مفيش مانع نطمن على صحتك،حتى بفكر انا والولاد كلنا نعمل أتشيك آب ده.
تبسمت خديجه قائله:لأ الولاد الحمدلله عاملين حسابهم أجازة نص السنه هيقضوها فى المزرعه بين الزرع،تقول أيه عاملين فيها مهندسين،حتى منى اللى لغاية دلوقتي محتاره ومش عارفه هى عاوزه أيه،كمان عاوزه تبقى مرافقة ل هديل،وإتفقت معاها طول أجازة نص السنه تاخدها معاها للمزرعه.
تبسم حسام وهو يضم خديجه: المزرعه دى ليها مَعَزه خاصه عندى،كفايه إنها كانت السبب إننا نتعرف،وتدخلى قلبى،فى وقت كنت خلاص فقدت إيمانى،بالحب،وقولت هكمل حياتى مع إبنى وبس،ظهرتلى جميله من جميلات المنصوره،كانت بعيده،كنت بلوم نفسى،لمجرد ما أفكر فيكى،إزاى يوصل بيا الجنون،إنى أعُجب،بست متجوزه،مجرد نظرى لها حرام،بس قلبي كان بيسحبنى،وبتوجع،لحد يوم ما قعدنا فى جنينة علية زايد وقتها أنت غلطتى،وقولتى جواز عمار،بالنسبه لك مش فارق لانك عمرك ما كنتى مراته،فضلت محتار فى الكلمه،كتير،لحد ما عرفت إن عمار طلقك،بالصدفه،من أوراق كان لازم تمضى عليها بصفتك الحاضنه لولادك،بعد عمار،ما تخلى عن حضانه ولادك ليكى،بعد ما طلقك قبل ما يتجوز من سهر كنت مستغرب ليه مخلين الأمر سر بينكم،لحد يوم ما كنا هنا فى مزرعة عمار،لما سيبتينى جه يوسف وقعد معايا،بصراحه مقدرتش أمنع فضولى،وسألت يوسف،مباشر،وقتها قالى أنه ملاحظ أهتمامى ونظراتى ليكى،ولو عنده شك واحد فى الميه من سوء نيتى كان هيبقى له تصرف تانى،وقالى إن إنتى وعمار،إتغصبتوا على الجوازه،دى والجوازه دى كانت فقط برڤان قدام الناس والعيله،وخديجه وعمار عمر مشاعرهم ما إتحركت أكتر من أخوه،رغم طول مدة الجواز،وإن الوحيده اللى إمتلكت قلب عمار هى سهر،وخديجه مش بتفكر غير فى ولادها،وقتها طلبتك منه،قالى إنه يتمنى ان خديجه توافق على طلبى،وقولت له أي نكان ردها أنا مش هيأس وهحاول مره وإتنين وألف،خديجه تستاهل،وطبعاً وصلنى رفضك،بس لما جيت المنصوره علشان أزور الحاجه حكمت فى المستشفى،إتقابلت معاكى،فاكره،إنتى حاولتى تتهربى منى يومها.
تبسمت خديجه قائله:بصراحه آه،حسام انا مش صغيره،صحيح جوازى من عمار كان قدام الناس،بس الناس متعرفش الخفايا اللى كانت بينا،وخوفت من كلام الناس،هيقولوا عليا ايه،عندها ولد و بنت كلها كم سنه وتبقى عروسه ورايحه تتجوز للمره التالته بدل ما تحوط على ولادها،كان تفكيرى وخوفى كمان على ولادى،خوفت عليهم منك،قولت معرفش لو وافقت على الجواز منك هتكون معاملتك لهم إزاى،عمار مهما كان،كانوا ولاد عمهُ،يعنى زى أخواته،وكمان احمد متعلق بعمار،حتى كان بيغير عليه من سهر،لو إهتم بها قدامهُ،لكن إنت قعدت معاه،معرفش إزاى أقنعته هو ومنى،وهما اللى أجبرونى أوافق بصراحه،وبصراحه كان عندهم حق،لما قالولى إن عمو حسام،زى عمار،بيحبنا،وده اللى برهنت عليه الأيام اللى فاتت يا حسام،قدرت تحتوى أحمد ومنى زى عمار،وكمان عمى ثابت،بيعاملنى كأنى بنته،واقولك سر،اوقات كتير بيعاملنى أحسن من هديل،وكفايه إننا بنشغل وقت بعض،طول اليوم.
تبسم حسام يقول:إنتى هديه ربنا عوضنى بها،يا خديجه،أنا كنت زى التايه،اللى بيدور على شط،لحد ما ظهرت قدامه جزيره من بعيد خضره،ولما قربت منها لقيت الأمل الجديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام جامعة سهر
كانت تسير برفقة صفيه تتحدثان وتتناقشان حول إجابتهن لأسئلة الإمتحان،
لكن قدامهُ،توقفت سيارة بمكان قريب منهن،لم تنتبه سهر لها
تبسمت صفيه بمكر قائله: شوفتى حلاوة العربيه اللى هناك دى؟
نظرت سهر لمكان إشارة يد صفيه، خفق قلبها ورسمت بسمه،لذالك الجالس بالسياره ويفتح الشباك المجاور له،لكن سُرعان ما خجلت وعادت ببصرها ناحية صفيه،لكن قبل أن تتحدث مع صفيه،رن هاتفها برساله.
فتحت حقيبة يدها وأخرجت الهاتف،كما توقعت الرساله من عمار،كانت ستُعيد الهاتف لحقيبتها دون قراءة الرساله،لكن تحدثت صفيه قائله:طب إقرى الرساله،يمكن يكون فيها حاجه مهمه.
تبسمت سهر قائله:مع إن متأكده إن مفيهاش حاجه بس هقراها علشان ترتاحى.
قرأت سهر الرساله قائله:
سهر ممكن نتكلم شويه محتاجك فى موضوع مهم.
بعد ما قرأت سهر الرساله،نظرت لمكان وقوف سيارة عمار،ثم لصفيه التى قالت لها بمكر:طب أيه مش هتردى عليه،وتعرفى أيه الموضوع المهم ده،شكله مهم قوى،والأ مكنش عمار،جه بنفسه لهنا قدام الجامعه أنا بقول تروحى تشوفى الموضوع ده أيه،ونتقابل بعد بكره هنا فى الجامعه،وهتصل عليكى بالليل،نذاكر سوا عالابتوب،أهو نشجع بعض عالمذاكره.
تبسمت سهر قائله نشجع بعض،قصدك نشجع بعض عالفشل،وهو إحنا لما بندخل عالابتوب بنذاكر،دا هما كلمتين وبعدها نشوف أي موضوع تانى نتكلم فيه،إنتى من يوم ما جوزك خلص الأجازه وسافر وعقلك مشغول بيه،إنتى كان غلط عليكي الجواز قبل ما تخلصى دراسه،أهو شاغل عقلك طول الوقت،وبطلعى كبتك فيا.
تبسمت صفيه،وقبل أن تتحدث،رن الهاتف برساله أخرى.
فقالت بخبث:أنا بقول ملهاش لازمه وقفة العربيه دى كتير قدام الجامعه،البنات عينيها هتطلع عليها،وعلى حلاوتها،أخاف يخربشوا العربيه.
تبسمت سهر قائله:وانا بقول هرمونات الحمل نقحت عليكى،وملهاش لازمه وقفتك هنا،يلا،شوفى طريقك،وانا هروح اشوف العربيه دى واقفه هنا ليه.
تبسمت صفيه قائله:أجى معاكى،أنا كمان نفسى أعرف العربيه واقفه هنا ليه،ولا أقولك اقول للسواق،يوصلنى،وينوبه ثواب،فيا وأنا وليه وحامل،أدعى له دعوه ترشق فى اللى جاى علشانها،وأشوفها منفوخه زيي كده.
ضحكت سهر قائله:فين اللى منفوخه دى،إنتى معندوكوش مرايات،يا بنتى انتى مكملتيش شهرين حامل،ومحسسانى إنك قربتى تولدى،بقول تتمشى،لحد موقف العربيات حتى المشى حلو للحوامل تولدى بسرعه،يلا طريقك زراعى.
ضحكت صفيه قائله:يا عينى عالغيره عالعموم،ربنا يسهل لسواق العربيه،وترضى بنت الحلال،عنه.
تبسمت سهر قائله: إطمنى راضيه دعاكى مستجاب.
تخابث صفيه قائله:أيه ده إنتى تعرفى الموزه اللى بيحبها الحليوه ده،يابختها.
تبسمت سهر قائله:أنا بقول تروحى تشوفى طريقك بدل ما أسجل كلامك ده رساله صوتيه وأبعتها للمستر فى السعوديه،يسمع مراته وهى بتعاكس الحليوه.
تبسمت صفيه:وعلى أيه خلي المستر هناك،لسه علينا أقساط،غير مصاريف القنبله اللى فى بطنى،بس ميمنعش أنى أقولك متنسيش تخلى بينك وبينه مسافه،الشيطان شاطر وهو حلو قوى ويغوى.
تبسمت سهر قائله:يلا هبقى أكلمك بالليل،سلام.
وقفت سهر جوار السياره قائله:خير يا عمار،جاى لهنا ليه،وكمان باعتلى رساله.
تبسم عمار يقول:عاوزك فى موضوع مهم،مش هينفع عالواقف كده،إركبى العربيه نروح أى مكان نتكلم فيه.
ردت سهر قائله:مينفعش نروح أى مكان علشان مقولتش لماما إنى هتأخر، وكمان عندى إمتحان بعد بكره ولازم أذاكر.
تبسم عمارقائلاً:تمام،بلاش نروح أى مكان بس ممكن أوصلك للبيت فى السكه نتكلم فى الموضوع اللى عاوزك فيه.
وقفت سهر قليلاً،
تنهد عمار قائلاً: بلاش وقفتك دى،وأركبى،ومتخافيش مش هبوسك.
زمت سهر شفتاها بضيق قائله:بطل وقاحتك،عارف لو مش منظر وقفتك بالعربيه كده قدام زمايلى مكنتش هركب معاك العربيه.
تبسم عمار،لسهر وهى تتجه للناحيه الاخرى من السياره وصعدت الى جوارهُ،قاد السياره مبتسماً،سار قليلاً دون حديث.
تحدثت،سهر:أيه مش هتقول الموضوع المهم اللى كنت عاوزنى فيه.
نظر عمار لها وضيق عيناه قائلاً:مش فاكر نسيت،فكرينى.
تهكمت سهر قائله:أفكرك بأيه،وهو أنا كنت أعرف الموضوع ده منين،خلاص نزلنى،وأما تفتكر،أبقى أطلبنى وقولى عالموبايل.
رد عمار:لأ خلاص إفتكرت،الموضوع،هو يخص مزرعة الفيوم.
زفرت سهر نفسها وقالت:وأيه هو الموضوع ده؟
رد عمار:بصراحه أنا محتاج أخد قرض من البنك،وبفكر أخد القرض ده بضمان المزرعه دى وإنتى عارفه إننا شركاء فيها فلازم كمان موافقتك.
ردت سهر ساخره:بقى عمار زايد ممعهوش فلوس وعاوز ياخد قرض من البنك،وهتعمل أيه بالقرض ده.
رد عمار:عادى أنا فلوسى فى السوق،وعاوز القرض هشترى مزرعه قريبه من هنا فى بلطيم.
ردت سهر:طيب ملقتش غير مزرعة الفيوم اللى تاخد القرض بضمانها،عندك مزارع وأراضى تانيه،مخدتش القرض بضمانها ليه.
نظر عمار لسهر قائلاً بغمز:أصلهم فى البنك قالولى عاوزين ضمان أغلى حاجه عندك،ومعنديش أغلى من المزرعه دى.
نظرت سهر لعمار بغيظ قائله:عمار بطل اسلوب الغمز،وبعدين أنا مش موافقة،شوفلك ضمان تانى تقدمه للبنك.
تبسم عمار قائلاً:طب أيه رأيك تشاركينى فى مزرعة بلطيم دى،دى فيها جزء كبير مزوع جوافه،ومعروف أحلى جوافه هى جوافة بلطيم،أنا عرفت إنك بتحبى الجوافه،دول بيقولوا علي جوافة بلطيم عسل أبيض،زى شفايفك كده.
أنهى عمار قوله،ووضع إبهامهُ على شفاه،سهر التى إرتجفت.
تبسم عمار،بينما إرتبكت سهر وبتلقائيه عادت برأسها للخلف،بعيداً عن يد عمار،وقالت له بعصبيه:قولتلك بطل حركاتك دى ومتلمسنيش تانى،وبعدين خلاص وصلنا البلد،كفايه كده ونزلنى.
ضحك عمار قائلاً:هنزلك قدام بوابة البيت،يمكن تقتنعى،وتوافقى،تشاركينى.
صمتت سهر تكبت غيظها من وقاحة عمار،بينما هو يبتسم.
الى أن وصلا الى أمام منزل والد سهر،تبسم عمار وهو ينظر لها قائلاً:فكرى فى عرضى كويس ده مكسب لينا إحنا الأتنين بدل ما نكون شركاء فى مزرعه واحده،أهو يبقوا إتنين،وربنا يزود الخير.
ردت عليه سهر وهى تنزل من السياره بعصبيه:مش محتاجه تفكير عرضك مرفوض،وشوفلك شريك غيرى.
تبسم عمار بمكر قائلاً:أنا فعلاً قدامى شريكه تانيه،ولابسه أزرق زى السما الصافيه،وهى اللى بتعرض عليا أشاركها.
فهمت سهر مقصد عمار انه يلمح لتلك الممرضه،فقالت له:بس حاسب لتقوم عاصفه وتخلى السما دى سوده كُحل وتفصل ألوان.
ضحك عمار دون رد
تركته سهر ودخلت الى المنزل وأغلقت البوابه بوجهه بغيظ.
مما جعله يضحك بهستريا،على تلك الرقيقه العنيده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل عطوه.
أثناء وقوفها بشُرفة الشقه،رأت مجئ سهر من الجامعه،بسيارة عمار،ورأت ضحك عمار مما أغاظها،وقالت:
ماشيه على كيفها،مش عارفه نوال إزاى سيباها كده،دى لما كانت مراته مكنتش بشوف وشه قد دلوقتي،بتدلع وهو عاجبهُ.
زفرت أنفاسها قوياً بأستهجان،ثم دخلت واغلقت خلفها باب الشرفه،توجهت مباشرةً الى غرفة مياده.
كانت مياده تجلس مُنكبه على أحد كتبها الدراسيه،تذاكر بتمعن.
دخلت عليها ،دون أن تطرق باب الغرفه،نظرت لجلوس مياده قائله بسخريه:
غريبه بتذاكري،بقالك مده كده متغيره،لأ وكمان بقيتى بتذاكري،مش عارفه ليه من وقت ما فسختى خطوبتك من المخسوف حازم،وإنتى إتغيرتى كتير،،وكمان معظم وقتك بتقضيه فى مذاكره،وقراية كتب الجامعه.
ردت مياده باستهجان:ناسيه أنى بمتحن ومن الطبيعي إنى أذاكر علشان أنجح،ولا ميهمكيش إن أنجح،طبعاً،ما كل إهتمامك كان مُنصب على ديك البرابر بتاعك،سى وائل اللى خرج من تحت طوعك،وهجر شقته اللى كانت هنا،وراح يعيش فى الشقه اللى فوق المعرض اللى بناها له حماه،من يوم ما سابلك البيت،وإنتى يا عينى متنكده،ومش لاقيه حد تطلعى فيه غيظك،وحرقة قلبك،ومش مبطله مراقبه ل سهر.
نظرت لها هيام وقالت بتهجم:ومن أمتى سهر كانت على قلبك،طول الوقت كنتى بتحضى منها،بس من يوم ما فسختى خطوبتك من سى حازم وإتغيرتى فجأه.
رغم شعور مياده بغصه،لكن قالت:أنا بحمد ربنا إنى فوقت قبل فوات الأوان وبتمنى أنتى كمان يا ماما تفوقى،وفكرى،إن ربنا بيرد السلف،أنا كنت بشوفك عاوزه تبعدينا إحنا وبابا عن تيتا آمنه،وعمرك ما شكرتيها على مساعده قدمتها لك،جت غدير مرات إبنك نفس النمط وأسوأ،بحس إنك بتشحتى من وائل إنه يسأل عليكى،إفتكرى إن كل شئ سلف ودين.
نظرت هيام بسخط وغادرت الغرفه بضيق.
رفرت مياده نفسها،وهزت رأسها بقلة حيله،وتذكرت،رحمة الله بها،لو الأنذار الذى أرسلهُ لها بالوقت المناسب،لكانت إرتكبت إثم كبير،ووقعت فى الخطيئه التى لم تكن تعرف نتائجها،تذكرت بعين دامعه ذالك اليوم.
فلاشــــــــــــــــــــــــ باك*
للحظه تحكم الشيطان بعقل كل من مياده وحازم،إندمجا بالقبُولات المُحرمه،شعر حازم،پأنامل يد مياده تتوغل من بين أزرار قميصه،الى صدره،لكن غضب من السماء
إشتد،بعاصفه قويه،فتحت أبواب الشقه الغير مُحكمه،فأصدرت صرير قوى،أعقبه،رياح قويه الى داخل الشقه.
فافت مياده،وعادت للخلف خطوات بعيداً عن حازم،الذى إبتعد هو الآخر خطوات،وقفت مياده ترتعش،دون إراده منها نزلت دموعها،لا تعرف سبب تلك الدموع أهى دموع ندم،أم بسبب إندفاع الهواء الى عينيها،أخفضت رأسها تخجل ان تنظر الى حازم،
كذالك حازم،شعر بنيران مُلهبه بصدره،كيف تحكم به شيطانه،وفكر،بالأنتقام،هذا الانتقام،كاد أن يقوده لخطيئه ليس لها غفران،رفع وجهه ونظر الى مياده التى ترتعش،وتضع يديها حول كتفيها كانها تستمد منهم الدفى كما أنها تبكى،أهتز كيانه،وحاول التحدث أكثر من مره،الى ان خرج صوته وقال:
مياده إحنا مش هينفع نكمل مع بعض،لازم نفسخ خطوبتنا دى.
رفعت مياده رأسها ونظرت ل حازم،وقالت:
أنا عارفه أن اللى حصل ده غلطى بس صدقنى معرفش إزاى ده حصل،أرجوك أنا.
قاطعها حازم قائلاً:مش اللى حصل من شويه هو سبب إنى بطلب منك إننا نحل الارتباط ده،بصراحه من البدايه انا كنت متردد أنا لسه يا دوب متخرج،ومعرفش مستقبلى هيمشى إزاى كان لازم أتأنى شويه،قبل خطوة الخطوبه دى،بس معرفش ليه إتسرعت،بس كويس،إنى راجعت نفسى قبل ما تتطور علاقتنا وكنا ممكن نتجوز ونفشل.
نظرت له مياده بوجع قائله:ليه متدنيش فرصه،وأنا أوعدك هتغير،وليه حاسس إنك أتسرعت فى خطوبتنا،حازم،إنت فى واحده تانيه فى حياتك.
صمت حازم،وهو ينظر لدموع مياده التى لا يعرف سبب لتأثرهُ بها.
صمت حازم أعطى مياده الجواب،فقالت بحسره ودموع:فى واحده تانيه،بس هى مين،هقولك هى مين،سهر بنت عمى،صح،انا لاحظت نظراتك لها فى الكام مره اللى إتقابلت معانا فيهم،طب ليه قربت منى،كنت عاوزنى سلمه توصل لها،بس هى إنت مش فى بالها،سهر بتحب عمار،ومحبتش غيرهُ،وهو كمان بيحبها،والأ ليه لغاية دلوقتى،متجوزش،وكمان طلق مراته التانيه،وكمان بيحوم حواليها طول الوقت،
نظرت بدموع وقالت بصراخ:
قولى فيها ايه سهر بيجذبكم ليها،فى الاول عمار،كنا معتقدين إنه جاى علشان يتقدملى،بس طلبها هى،وإنت كمان كنت بتلعب بمشاعري علشان توصلها،بس للأسف إتأكدت إنك مش فى بالها،فقولت كفايه وأكسر اللعبه اللى فى إيدى مبقاش لها لازمه.
إهتز حازم من داخله على منظر مياده التى جلست جاسيه،تستند على الارض بيديها،إقترب منها وجلس الى جوارها، وضع يدهُ على إحدى يديها،وكاد ان يتحدث،لكن مياده قطاعته بحسم قائله:
متقربش منى متلمسنيش تانى،الذنب مش ذنب سهر،الذنب ذنبى أنا،أنا اللى كنت برخص نفسى،بس كفايه كده،خلاص،أنا هبدأ طريقى،وخلاص عرفت بدايته.
قالت مياده هذا وحاولت الوقوف أكثر من مره الى أن إستطاعت الوقوف،سارت بأقدام خاويه،نحو باب الشقه،الى أن خرجت منها وصفعت خلفها الباب،
نظر حازم،الى الباب،نادماً كيف سمح لنفسه،برؤية منظر مياده بهذا السوء مياده ليست كما يظن أنها سهله ووصوليه،مياده كانت تبحث عن بدايه طريق تسير به مع أحداً يأخذ بيديها،ينقذها من عتمه تشعر بها،لكن ماذا يفعل الندم الآن.
بعد قليل وصلت مياده الى منزلها،وتوجهت الى غرفتها مباشرةً،حمدت الله أنها لم تجد والداتها بالشقه،لاتريد الجدال معها الآن.
دخلت لغرفتها وأغلقت خلفها الباب،تركت لنفسها تعود مره اخرى للانهيار،وجلست جاسيه على،رُسغيها،لم تكتم فى قلبها،بكت بكت بحُرقه،كانت الدموع تنزف من قلبها ليس من عينيها،يصرخ عقلها،هذه المره،لا تلوم سهر
سهر لا ذنب لها،الذنب كله على تفكيرها الغبى،أن السعاده ستجدها خارج حيطان هذا المنزل،السعاده مع رجُل ينتشلها بعيداً عن بؤرة والداتها التى تهمشها،تعطى كل إهتمامها لأبنها فقط كأنها لم تنجب غيرهُ،كانت الصغيره،وكانت تتمنى الدلال من والداتها لا ليس الدلال،بل الحنان،لم تجده منها لمره واحده،كأنها لم تكن تريد إنجابها وانها أخطات حين أنجبتها،يصرخ عقلها
لا لن أكون وضيعه بعد الآن يكفى ماذا أخذت كدت أخُطئ خطيئه فادحه،بداية الطريق ليست رجُل،بل هدف،سأسعى إليه،وسأصبح ذات شآن كبير،دون رجُل،ينتشلنى من تلك العتمه،بداية النور،هو دراستى،وسأتفوق،ووقتها سأصبح ذات شآن كبير،بنفسى،لا بمساعدة أحد.
بالعودهــــــــــ الى الحاضر.
نظرت مياده لذالك الكتاب بيدها،وتبسمت بهدف ستصل إليه وحدها.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام.
صباحاً بمشفى الجامعه.
تقابل علاء مع عاليه،لم تكن صدفه،بل كان ميعاداً مسبقاً بينهم،سار الأثنان الى أن جلسا،بأحد الاماكن،بحديقة المشفى.
تبسم علاء قائلاً:أنا مش هلف وأدور وهدخل فى الموضوع مباشرةً يا عاليه،
أنا بصراحه من أول ما شوفتك لافتى نظرى،كنت مع الوقت بيدخل لقلبى مشاعر مكنتش عارف تفسيرها،بصراحه،إن كانت إعجاب أو بداية حب،مع الوقت كان بيظهرلى تفسير لمشاعرى دى،كانت أعجاب وأتحول لحب،أنا عارف المشاكل اللى حصلت بين العلتين قبل كده،وكمان إتهام باباكى لسهر،أنها بتسهل العلاقه بينا،وده كان كذبه من غدير،وكمان طلاق سهر عمل فجوه كبيره بينا،بس أحب أكدلك إن رجوع عمار وسهر هيكون خلال أيام،أنا كان ممكن متكلمش عن مشاعرى دى ليكى،قبل رجوعهم،بس أنا بصراحه كده،عرفت أنك هتسافرى لتدريب مستشفى«مجدى يعقوب» الفتره الجايه،وانا كمان هسافر،وكنت عاوز يكون بينا إرتباط رسمى،خطوبه،لو عندك ليا مشاعر و معندكيش مانع أنا ممكن أكلم عمار فى موضوع خطوبتنا.
شعرت عاليه كان قلبها يتقاذف بداخلها،تلجلجت قائله بخجل:بصراحه،أنا مش عارفه أقول أيه،بس إنت عارف إن مامتى سبب رئيسى فى طلاق عمار وسهر،ومعاملتها لسهر الحاده،مش خايف اكون زيها هى وغدير،وبنفس الخصال.
رد علاء:عاليه أنا ميهمنيش اللى حصل قبل كده،مامتك هتفضل مامتك،أنا اللى يهمنى هو إنتى،وأنا واثق إنك معندكيش نفس خصال غدير ولا مامتك،أنا عاوز رد مباشر منك.
تبسمت عاليه بحياء قائله:وأنا موافقة يا علاء،وبشكر عقلك وتفهمك شخص تانى كان ممكن ياخدنى بأخطاء غيرى مش موجوده فيا .
تبسم علاء يقول:كل واحد مسؤول عن نفسه وبس،مش عن اخطاء غيره.
……….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بشقة والد سهر.
دخل علاء الى غرفة سهر مبتسماً يقول:
سُكرتى بتعمل أيه؟
تبسمت سهر قائله:مسحوله،أمتى الامتحانات دى تخلص،وارتاح.
تبسم علاء وهو يجلس جوارها قائلاً:
هانت خلاص،عندى ليكى خبر حلو.
تبسمت سهر قائله:طب قول بسرعه.
تبسم علاء يقول:عارفه آخر الاسبوع الجاى،انا هسافر لأسوان علشان التدريب زى كل سنه.
تبسمت سهر قائله:أه متنساش التمر بتاعى.
تبسم علاء يقول:مش هنسي متخافيش يا طفسه،بس معرفتيش أيه الخبر الحلو.
تبسمت سهر قائله: أيه هو بقى،قول وبلاش لف ودوران.
تبسم علاء يقول:دايماً متسرعه،الخبر،يا سُكرتى،أنا صارحت عاليه بمشاعرى،ولقيت عندها تجاوب،ووافقت وخلاص ناويت أفتح الموضوع مع عمار وهو يفتح الطريق مع عمه،ونحول الموضوع الى إرتباط رسمى بينا
فرحت سهر قائله:بجد أحلى خبر،عاليه شخصيه محترمه ومش انانيه،بس تفتكر عمار،هيرضى يساعدك،ويفتح الموضوع مع عمهُ،خاصتاً الفتره الاخيره عمار بعد عنه كتير،وحتى ساب البيت وعايش فى شقة المنصوره.
تبسم علاء بخبث قائلاً:لأ ما عمار،بقى بيفضل كتير هنا،علشان يطمن على صحة طنط حكمت،وشوفته كذا مره كنت ببقى مع الدكتور محمد وهو بعاين صحة طنط حكمت حتى قابلت البت فاتن الممرضه هناك،وشوفتها كانت هناك.
نظرت له سهر قائله:بتعمل ايه فاتن دى هناك عندهم.
تبسم علاء:أكيد بتراعى طنط حكمت،وبعدين أحنا مالنا بها،أنا هقوم أغير هدومى،واروح المستشفى،سلام أشوفك بكره،وأدعى عمار يفتحها فى وشى لما أكلمه وميرفضش طلبى منه،من غير واسطه،تصبحى على خير.
خرج علاء وترك سهر للفكر يجول براسها.
ماذا لو نجحت تلك الممرضه المتسلقه وجذبت عمار لها،لا ستقتُلها لو فعلت ذالك،وماذا إذا رفض عمار مساعدة علاء،فى فتح موضوع خطبته من عاليه،
عليها التحرك ومساعدة اخيها،وفرصه لتسمع صوت عمار التى إشتاقت له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بعد قليل بأحد كافيهات المنصوره
كان يجلس عمار ومعه كل من علاء ويوسف.
كانت جلسة رجال يتسامرون فيما بينهم، بمواضيع شتى، سمع عمار، رنين هاتفهّ، أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه، رسم بسمه على وجه، ونظر للجالسون معه ببسمه، ثم نهض وترك المكان ، وقام بالرد
سمع صوت أنفاس فقط.
تبسم قائلاً: أكيد مش متصله علشان تسمعى صوتى، إزيك يا سهر.
تمالكت سهر إرتباكها قائله: أنا الحمد لله، وإنت إزيك.
تنهد عمار قائلاً: مش كويس طول ما أنتى بعيده عن حضنى، مش آن الآوان بقى.
كم ودت سهر أن تقول له يكفى لنعود،
لكن منعها الحياء ولم ترد
حين غابت سهر فى الرد
زفر عمار نفسهُ قائلاً: أنا عارف إنتى متصله ليه يا سهر، ومتخافيش،مش هطلب اللى فى بالك،مش هطلب البدل،زى ما حصل قبل كده،مع إنى بفكر بصراحه،فرصه وجاتلى.
تبسمت سهر قائله: بس علاء مش زى وائل وهيختار سعادته حتى لوعلى حساب غيرهُ، علاء مش أنانى.
رد عمار: إطمنى يا سهر، وأنا مش هعيد نفس الغلطه تانى،بس عندى،شرط تحضرى الخطوبه.
تبسمت سهر قائله: مقدرش أوعدك، وكمان عندى إمتحانات، لازم أذاكر.
تبسم عمار: ده أمر هتحضرى الخطوبه، يا سهر ، أنا سايبك براحتك، بس مش هصبر كتير، لأنى متأكد هترجعيلى بأردتك.
خجلت سهر قائله: أنا لازم أكمل مذاكره عندى إمتحان بكره.
تبسم عمار، هو يعرف أنها تتهرب منه،
قائلاً بخباثه: ربنا يوفقك يا سهرى، ركزى كويس فى المذاكره.
حديث عمار بتلك الطريقه الهادئه زلزل كيان
فأنهت الاتصال قائله: تصبح على خير يا عمار.
رد عمار: وإنتى من أهل الخير، يا سهرى.
أغلق عمار الهاتف، وزفر انفاسه، وعاد للداخل مره أخرى، حين رأوه تبسموا، رد عليهم ببسمه وهو يجلس معهم قائلاً:
عنيده، بس على مين، خلاص قربت تخلص إمتحانات، ووقتها مفيش مفر تانى.
تبسم علاء يقول:أنا بستغرب سهر،بتلين بسرعه مع الكل معداك،بس بصراحه زى ما قولتلك سابق،مش هيخليها تلين غير الغيره وأهو ظهرت الرؤيه.
تبسم عمار يقول:عنيده تقول أيه ومن حقها تدلع،بس هتدفع تمن الدلع ده،وقريب قوى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عدة أيام.
أمام جامعة سهر،خرجت من الجامعه،مع صفيه،التى مازحتها لوقت،ثم تركتها
أشارت سهر لأحد سيارات الأجره،التى توقفت لها،فصعدت سهر،ودلت السائق على الطريق،لكن بعد قليل إستدار لها السائق،وقام برش بنج عليها،سُرعان ما غابت عن الوعى،ليتوقف السائق،بمنتصف الطريق،لتلك السياره التى كانت تتبعه،
تبسم عمار وهو يرى سهر نائمه،فأخرج بعض النقود وأعطاها للسائق قائلاً:متشكر مهمتك خلصت.
تبسم السائق،بينما حمل عمار سهر من سيارة الاجره ووضعها بسيارته،ثم قادها نحو مقصدهُ
بعد وقت
بدأت سهر تفيق رويداً رويداً
تشعر بخمول وهى تفتح عيناها، حاولت إن تتمطئ لكن شعرت بقيد بأحدى يديها وكذالك إحدى ساقيها،
نظرت حولها هى بفراش وغرفة نوم، بها رائحة سجائر
لا تتذكر كيف أتت لهنا، آخر ما تتذكرهُ هو ركوبها لتلك السياره، سيارة الأجره التى ركبتها من أمام جامعتها،،كيف أتت لهنا إرتجفت أوصالها، وهى تتخيل ما كانت تسمعه عن خطف البنات، لابد أن من خطفها، يريد لها الأذى، كانت ستصرخ، لكن صمتت، ربما من خدرها و خطفها مازال يعتقد أنها مازالت نائمه، عليها الدعاء والأبتهال الى الله، أن يُنجيها
لكن كيف هنالك شئ غريب الغرفه بها شباك كبير،والغرفة وثيره،فأى خاطف هذا،الذى خطفها ولماذا؟
حاولت سهر النهوض من على الفراش، لكن ذالك القيد الحديدى الذى يُقيد يدها بالفراش، وجع يدها، حاولت خلعه من يدها، وبالفعل نحجت فى ذالك بعد محاولات مسبباً لها بعض الآلم ، نهضت من على الفراش غير منتبه لذالك القيد الآخر الذى بأحد ساقيها، سارت لبضع خطوات، لكن كادت تتعرقل قبل أن تصل الى ذالك الشباك.
شعرت سهر بفتح باب الغرفه
نظرت أمامها بذهول قائله:
عماااااااااار
إنت اللى خطفتنى، كان لازم أتوقع كده، خد بالك أنا لو إتأخرت فى الرجوع للبيت ممكن بابا يبلغ عن إختفائى. خلينى أمشى من هنا، وأوعدك أنى مش هبلغ فيك إنك خطفتنى.
ضحك عمار بشده قائلاً: تعرفى أنى مع الوقت بتأكد إن عقلك عقل طفله، هو فى حد عاقل بيخطف مراته، يا سهرى.
نظرت له سهر بذهول قائله: أكيد بتخرف، ودلوقتي فُك الجنزير ده من رجلي وجعاني منه.
تبسم عمار وهو يقترب من مكان وقوفها، قائلاً: زى ما فكيتى الكلبش من على إيدك فُكيه من رجِلكِ.
إغتاظت سهر قائله: عمار مش بتقول محدش بيخطف مراته، طب إنت ليه مقيدنى، ده يبقى إسمه خطف، علشان تعرف إنك كداب وإنى مش مراتك،أنا طليقتك،
وبعدين مش كنت هتتجوز من غيرى،روح لها
بس فُكنى الأول.
تبسم عمار قائلاً:هو بعد الى قولتيه لها فى واحده عاقله هترضى تتجوزنى وتبقى إنتى ضرتها.
أخفت سهر بسمتها قائله:وأنا كنت قولت أيه انا مالى ومالها،أنا يادوب شوفتها كام مره،فُكنى يا عمار لصرخ وألم عليك الجيران،وأقول عاوز يغتصبنى تانى.
تبسم عمار يقول:سبق وقولتلك مفيش راجل بيغتصب مراته،وعلشان تتأكدى إتفضلى إقرى القسيمه دى،وإنتى تتأكدى.
مد عمار يدهُ لها بالقسيمه.
خطفت سهر القسيمه وقرأت ما بها بالفعل هى قسيمة زواجها من عمار،والأغرب هو إمضائها على القسيمه.
نظرت لعمار بذهول قائله:القسيمه دى مزوره انا ممضتش عليها،ده تزوير،يلا خلى القواضى تزيد
خطف وإغتصاب وتزوير.
تبسم عمار،وإنحنى أمام سهر،وقام بفك ذالك القيد من ساقها،ثم وقف مره أخرى،ينظر لها مبتسماً،فاجئها يضمها لصدره وقام بتقبيلها.
تفاجئت سهر فى البدايه،لكن إندهش عمار،حين،شعر بيديها حول عُنقه
ترك شفاها مُرغماً،ثم إنحنى وحملها بين يديه.
لفت سهر يديها حول عُنقه قائله بدلال: عمار
تبسم عمار يقول:إنت مراتى قول،لسه فعل،بس لازم نبدئها صح،بدون غصب أو مانع حمل.
نظرت له سهر متعجبه.
تبسم عمار لها،دون تفسير
سار بها وتوجه يخرج من الغرفه،وذهب الى حمام موجود،بالشقه،قَبل سهر،ثم أنزلها قائلاً:إتوضى يا سهر،وأنا هروح أتوضى فى حمام أوضة النوم، ورجعلك تانى.
بعد دقائق
خرجت سهر من الحمام، وجدت عمار ينتظرها وبيدهُ مصليه كبيره، فرشها على الأرض، ووقف باتجاه القبلهَ، تبسمت سهر وذهبت للوقوف خلفه ليؤديان ركعتان سوياً، الى أن ختم عمار الصلاه، إستدار لسهر ووضع يدهُ على راسها مرددً دعاء الزواج.
تبسمت سهر بحياء كأنها تتزوج منه لأول مره.
تبسم عمار وقبل رأس سهر قائلاً: زى النهارده من سنه كان كتب كتابنا، حبيت المره دى نبدأ حياتنا، بالطريقه اللى كان المفروض تبدأ بيها من الأول.
تبسمت سهر، دون رد
حياء سهر جعل عمار يهيم بها، فنهض واقفا، وأنحنى يحملها بين يديه.
تبسمت سهر ولفت يديها حول عنقه.
تبسم عمار يقول: فى أسرار كتير
كان لازم تنكشف وجه وقتها اللى إتأخر كتير، وأول سر إنى محبتش ولا إيدى لمست ست غيرك يا سهرى.
تبسمت سهر رغم تعجبها، وقالت:
وأنا كمان يا عمار معرفتش الحب غير معاك،قلبى كان مستنيك، أنا بعشقك يا عمار.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ