من الفصل الأول الي الرابع
الفصل الاول
ثلاثه إخوه تزوج الأول بصديقته الجامعيه التى أحبها وكانت ونعم الزوجه أحبها الجميع مما أشعل غيرت زوجه أخيه الثانى (كوثر )من جمالها ورقتها ومحبه الجميع لها وحسن تعاملهم معها ولما لا فقد كانت ملاك حقا وأنجبت فتاه كالبدر فى سماه كانت أول حفيد بالعائله وكانت وجه السعد على الجميع فإزدهرت تجاره العائله وازدادت أفراحهم أسموها فرح لأنها كانت سبب فرحهم جميعا
لم تستمر حياتهم السعيده طويلا فقد توفى الزوج وأصر أباه أن يزوجها بأحد أخويه فرفضت بشده ولم تستطع أن تجعله يتراجع عن رأيه فهربت بطفلتها وبحثت عن عمل واستقرت بمكان ما مع صغيرتها وظلت تعانى لكونها أرمله شابه وجميله حتى رزقها الله بزوج عطوف عليها وعلى ابنتها التى كان لها ونعم الأب فقد عوضته عن حرمانه من الأطفال فهو لا يستطيع الإنجاب
أما الأخ الثانى عزت فتزوج تلك الغيوره (كوثر) طمعا فى أموالها ورغبةً فى الإنجاب بعد أن ظلت زوجته الأولى (ساميه ) بدون انجاب لمده عامين
ساميه تلك المرأه التى تحملت طباعه الحاده وتقلباته المزاجيه مما أثر على نفسيتها وأخّر حملها فتزوج بكوثر التى تزوجته رغبةً منها فى أن تزداد ثرائا وجاها ومنذ أن أصبحت فرداً فى العائله وهيا تفتعل دائما المشاكل وكانت تتباهى وهيا تخبر الجميع بحملها وأنها ستنجب الصبى التى لم تستطع غيرها إنجابه
لم تضع كوثر فى الحسبان ماحدث فقد أنجبت صبيه فغضبت ورفضتها قبل أن تعرف ماحل بها وإدعت أنهم من أبدلو ولدها بفتاه وظلت تصرخ فى الجميع حتى تفاجأت بالطبيب يصرخ بها بعنف : إنتى مش بنى آدمه بقى رافضه بنتك غيرك يتمنى ضفرها
صاحت به كارهه : مش عاوزاها أنا عاوزه ولد هعمل إيه بالبت
أجابها بغضب : متعمليش إنتى مش عاوزاها ربنا عاوزها ورحمها من واحده زيك متصلحش تكون أم من أصله واطمنى مش هتبقى بنتك لأن البت نازله ميته أصلا
لوحت بيدها بغرور : فى داهيه بكره هجيب الواد بلا قرف كانت متعبه من يومها قرفتنى طول حملها وضيعت وقتى وخلاص
لم يصدق ردة فعلها فمن المفترض أنها امها فنظر لها بذهول : إنتى مستحيل تكونى بنى آدمه بقى فى أم تقول كده على بنتها وأنا اللى كنتى صعبانه عليا
لوت فمها بإمتعاض من حديثه المُمل : ميصعبش عليك غالى يا أخويا
لم يستطع الطبيب تحملها كثيراً فخرج من الغرفه فلتسقط ساميه مغشى عليها بعدما سمعت ما حدث فعاد الطبيب إليها بعد أن حملها زوجها ووضعها على الأريكه ثم فحصها الطبيب و نظر لها بإبتسامه وهو يبشرها بحملها
كانت سعاده الدنيا تملأ قلبها بينما صاحت كوثر بحقد : لاااااااا
بعد تمام شهور الحمل رزقها الله بصبى كالبدر فى تمامه أسموه عز وبعد ثلاثه أعوام رزقا بشهد اما كوثر فكانت تنجب أمواتا حتى منعها زوجها من الإنجاب فإنفعلت وصاحت به غاضبه : عشان ساميه تعمل عزوه وأنا ابقى بور
تأفف عزت من حماقتها : إنتى مزهجتيش عيال ميته إلا ماحد فيهم نزل فيه نفس كلياتهم فطيس والدَكتور جال مفيش فايده رحمك مبيعش فيه عيال ولا هو وجع جلب ومصاريف وخليص
عارضته بإصرار : دا دكتور حمار ومبيفهمش
فنهرها بغضب : والله ما حد حمار غيرك أنى جولتها كلمه وخلصت خلفه ليكى تانى له
– وأنا
قاطعها صائحا بحده : اكتمى خالص واللى أجوله يتسمع
امتلأت عيناها بالحقد وهى تصر أسنانها بغضب : كده ماااشى
لم تستمع له ونفذت ما تخطط له وحملت مره أخرى وكما حدث فى المرات السابقه مات الطفل قبل أن يولد فنهرها بشده وقرر أن يمتنع عنها نهائيا لأنها تصر على ما ببالها
اما الأخ الأصغر عبد الرحمن فأصر والده على تزويجه من إبنه عمه حتى لا تذهب ثروتها للغريب وكان يرفض ليس كرها فيها أو عشقا بأخرى ولكنه لم يكن يراها زوجه يراها أختا ولكنها كانت تعشقه واستطاعت أن تجعله يهيم بها عشقا أنجبت منه فتاه أسماها رحمه وكانا يعيشان حياة هانئه حتى مرضت بشده وتوفاها الله فعزم ألا يتزوج بعدها أبدا رغم إلحاح والده لكى يزوجه بأخرى ثريه ولكنه ظل مخلصا لها وعاش لإبنته التى كان لها الأب والصديق وكانت عوضا له فهيا تشبه والدتها فى كل شئ
توالت الأعوام وتبدلت الأحوال فتوفى الجد وكبرت الأحفاد فأصبح عز شاب تتهافت عليه الفتيات يعمل مهندسا معماريا إستطاع بمعجزه أن يقنع أباه أن يقرضه مالا ينشأ شركه مقاولات صغيره بمشاركة صديقه كرم وإجتهدا بشده حتى أصبحت ذات صيت كبير فى المجال المعمارى وأعاد المال لوالده بينما كانت كوثر تحاول إستدراجه ليتزوج إبنه أختها فهو الحفيد الوحيد لهذه العائله وكل هذا الثراء سيصبح له كما أنه ناجح فى عمله ولديه أموال ومكانه اجتماعيه ليست بالقليله كما أنه طيب القلب كوالدته فمن تتزوجه ستكون ملكه العائله ولكنه يرفض فهو كاره لكوثر وعائلتها جميعا فجميعهم طامعين حاقدين كما أن قلبه يعشق أخرى تلك من دق قلبه لأول مره لها منذ صباه تلك الرحمه التى يتلهف لليوم التى تصبح زوجته ولكنه حتى الآن غير قادر على مصارحتها فهيا جاده ورقيقه ويخشى أن ترفضه فيخسرها للأبد
اما شهد فقد كانت كارثه متحركه دائمة الشغب لاتنفك كوثر تستفزها فتنفعل عليها ويعاقبها والدها لكنها كانت رغم شدة والدها إلا أنها مرحه جدا ولا تهتم لأى شئ فالمهم عندها شيئان بهذه الحياه هاتفها وطعامها ورغم ذلك كانت ذكيه وناجحه وأصبحت طبيبه كيف لا أعلم وها هيا الآن تعمل فى أكبر مشفى حكومى بالمدينه
على عكس رحمه تلك الملاك الهادئ التى يشرق وجهها كالشمس فى كبد السماء كانت رقيقه عذبه تحب كل أنواع الفنون وهيا الآن بآخر عام من كليه الفنون الجميله تريد أن تنتهى حتى تبدأ العمل فى شركه عز كما وعدها بحجه أنه يريد أن يستفيد من فنها فى أعماله المعماريه وماهيا إلا أسباب واهيه لتظل بجواره وهو لا يعلم أنها تحيا فقط من أجله وتتنفس عشقه ولكن لا يمكنها أن تبوح له فيجب أن يخبرها هو أولا كما أنها تظن أنه لايراها كحبيبه نظرا لمعاملته العاديه لها كما تعتقد وذلك ما يدفعها لإستفزازه دائما وخوض شجارات لأتفه الأسباب حتى أنها أحيانا ما تتمادى ويطال الآخرين لذعات من شجارهما فمعه تصبح شرسه عنيده لاتنتبه لما تلفظه من كوارث
اما فرح فبعد أن توفت والدتها فأصبح لايجوز لها أن تظل مع زوج والدتها هكذا أخبرها عمها عزت بعدما وصله خبر وفاتها أسرع إلى هناك حتى يعيدها للعائله مره أخرى وتعود أموالها معها فهيا الوريثه الوحيده لميراث والدها
لم يستطع زوج والدتها أن يمنعه من أخذها فقانونا هو لا يمت لها بصله الآن فعادت مع عمها مرغمه مع تحذير زوج والدتها لها من عمها عزت بالأخص وزوجته كوثر فكلاهما طامعان جشعان لطالما كانت والدتها تقص له عنهما الأهاويل فهما أسوأ من فى عائله الشهاوى بعد جدها الطامع
لم تتبدل حال عائلتها التى تركتها منذ زمن فها هى كوثر لازالت سليطه اللسان حقود تغار من ساميه ومن أى إمرأه أخرى تحاول تقليد ساميه حينما يكون فى البيت أغراب و تحترم العادات حتى يقال عنها من أصلح النساء ولكن كلها مظاهر خادعه فالجميع يعلم كم هى لعينه ولا تمت لتلك القريه التى أتت منها بشئ فهى صعيديه إسما فقط ولكن فعلا تتشبث بقوه بعادات وتقاليد ولغه أهل المدينه وتكره القريه تماما وتغضب حينما تضطر لزيارتها فهناك أراضيهم وأملاكهم وباقى العائله التى تتكبر عليهم لاتتذكر أنها صعيديه إلا حينما يتعلق الأمر بالمال كذلك زوجها والجميع على درايه بذلك ولكن يخشوهما
كذلك حال البقيه فعمها عبدالرحمن لازال طيب القلب حنون كوالدها وأبناء عميها لازالو لطفاء مرحين إخوه حقيقيين جميعهم يعتبرو ساميه امهم تلك المرأه التى لو نثرت حبوب طيبتها فى حديقه لأزهرت عطورا نقيه
إستقبل الجميع فرح بالترحاب سعدتء بعودتها بينما رمقتها كوثر بحقد ظاهر لجمالها القاتل
______________
بعيداً عن هذه العائله هناك عائلة أكثر قوه وثراء تحكم البلده وتنتشر أعمالها فى معظم البلدان وكل من بالبلده يبجلهم خاصه ياسين الأسيوطى الحفيد الأكبر لهذه العائله
كان ياسين يستعد للخروج فصادف فى طريقه جاسر إبن عمه أثناء عودته من المشفى : على فين كده
– رايح لعزت
تأفف جاسر فهو لا يتحمل عزت أبداً : يادى عزت الراجل ده مبرتحلوش أبدا
أجابه ياسين بهدوء : ولا أنا بس دا شغل ملوش دعوه بالمشاعر
– أنا مش فاهم ليه نشارك عزت أصلا
إبتسم ساخراً: اومال لو عرفت إن جدك بيرسم على نسب هتقول إيه
جحظت عيناه بصدمه : نسب
– آه عاوز يجوزنى بنت عزت
– نعم وانت هتعمل إيه
تنهد بحزن مكتوم : ولا حاجه أهى زيها زى غيرها مش فارقه
رمقه بغيظ قائلا : ياسلام انت بتستهبل يابنى ازاى تتجوز بالشكل ده وبعدين هو جدى فاكر إنه هيقدر يلوى دراع عزت و يتحكم فيه ببنته
عاد الجد من المسجد بعد صلاة العشاء ووجدهما يتحدثان فإقترب يلقى عليهما التحيه فإستمع لحديثهما فتحدث بحده قائلا : بتخربط فى الحديت ليه ياولد
نظرا كلاهما له بصدمه : جدى؟
أجابهما بحده قائلا : له عفريته ياولد عظيمه
تنهد جاسر بغيظ : وليه الغلط دا بقى
نظر له الجد بضيق : مهو لما عتخربط بيبجى عرق امك نفض منيك
نظر ياسين لجاسر الغاضب ثم قال : خلاص اتعدل خليك ترجع إبن أبوك أنا ماشى أنا بقى
جاسر بغيظ : بتهرب ياجبان
الجد : همله لحاله
جاسر بإستسلام : حاضر
إنتظر جاسر حتى إبتعد ياسين ونظر لجده متسائلا: ممكن اسأل حضرتك سؤال
أضاق الجد عيناه عليه بتركيز ثم تنهد قائلا : خابره
إبتسم له ثم قال : فاهمنى على طول كده
جلس الجد وطرق الأرض بعصاه : ازى الغجريه
فغر فاهه بذهول: ها
فأكمل الجد : إييه فاكرنى نايم على ودانى إياك ولد عمك ماشى فى سكه واعره ولو هملته عيضيع دنيته وأخرته
تنهد بنفاذ صبر ثم جلس بجوار جده : والله أنا غُلبت انصحه
– ممنوش فايده ياسين عنيد جوى
نظر له بجانب عينيه : طالعلك
فنهره الجد بغضب : إتحشم يا ولد
تمتم بهمس مسموع :مش الحقيقه
– بتخربط تجول إيه
– ولا حاجه بس الجواز يعنى هو الحل
– أهو يلاجى حُرمه فى الدار بدل المشى فى الحرام ويمكن تصلح حاله
– واشمعنى بنت عزت
– بت غلبانه وهاديه وزينه كومان أنا اتطلعتلها لما كنت عنديهم وادينا عارفين أصلها وفصلها
– طب مافى بنت اخوه عبدالرحمن على الأقل عبدالرحمن راجل كويس مش أُولعبان زى عزت
– عنديها واد عمها وهو أولى بيها ميصوحش نتجدم وفى راجل فى الدار هو أولى بلحمه
– عالبركه وياترى دى بتفك الخط ولابتبصم
– له دى عتبجى دكطوره حريم جد الدنيا
– دكتوره حريم ازاى يعنى
– زيك إكده
– آه نسا وولاده يعنى
نهض ومشى خطوتان ثم إستدار له بينما تطرق عصاه الأرض بحده : جول لأمك تبَّعد عنيه لو مبجيش من الحريم غير بتها هند معجوزهوش ليها واصل
إمتعض وجهه ثم تحدث ساخراً: قولتلها وبابا قالها والنمل اللى على شجر الجنينه قالها وفرق أبدا برضو بتعمل اللى فى دماغها
– ربك يهديها يا ولدى
رفع يداه عاليا داعيا : يارب ياجدى
(((((((((*******))))))))
صباح مشرق ليوم جديد وقد كانت فرح سعيده جدا فرحمه وشهد حقا لطيفتان منذ أن عادت وهما يتعاملن معها كما كٌنا منذ الصبا
تنهدت فرح بإشتياق : يااااه وحشتنى البلد أوى ووحشتنى أفراحها
إبتسمت رحمه بهدوء : بنت حلال إحنا معزومين على فرح بكره فى البلد
تهلل وجه فرح وقفزت فى مكانها تقول بحماس : بجد فرح مين؟
قضمت شهد الجزره ثم قالت : فرح معذور إبن غندور على زعيطه بنت زعيط
ضحكت فرح مُعقبه : ههههه إيه الأسامى دى
بينما تعجبت رحمه : بقى فى حد إسمه زعيط
إبتلعت شهد مامضغته من الجزره ثم قالت : آه فى زعيط ومعيط ونطاط الحيط كمان يعنى إنتى مستغربتيش باقى الأسامى وقفشتى فى زعيط
رفعت فرح حاجبيها بدهشه : لأ بجد فى الأسامى دى
أجابتها رحمه : إحنا بنتريق بس احتمال كل شئ وارد
وقفت فرح تتطلع للحديقه وجمالها الزاهى من نافذة الغرفه : الجنينه حلوه أوى الجناينى دا بيفهم
زوت شهد جانب فمها بسخريه : جناينى مين ياحاجه دا بروطه بيقوم من هنا ينام هنا
تعجبت فرح قائله : الله اومال مين مهتم بيها
فأجابتها رحمه : إحنا قسمناها بينا أنا وشهد وعز وكل واحد مهتم بنصيبه وبقت زى ما إنتى شايفه كده
إبتسمت فرح لهما : والله برافو عليكو
ثم نظرت إلى إحدى الشجرات وأشارت إليها : طب وشجره البرتقان اللى تحت دى تبع مين
أشارت شهد لنفسها بمرح : بتاعتى
فنظرت فرح لها بحرج : طب لو كلت منها ممكن
أجابتها شهد بسعاده : خوديها بجدرها متغلاش عليكى
ضحكت فرح وهى تنظر لها : هههههه إنتى جميله أوى ياشهد
تصنعت شهد الغرور : آه مانا عارفه اسيبكم بقى عشان متأخرش عالمستشفى سلام
فلوحتا لها بإبتسامه : سلام
__________
ركضت شهد مسرعه حتى أنها لم تتناول إفطارها كى لا تراها كوثر وتزعج صباحها وبالطريق إبتاعت بعض الأطعمه وذهبت للمشفى تقضم الطعام بسرعه حتى صدع صوت رنين هاتفها لتجد والدتها تؤنبها لرحيلها مبكرا دون إفطار ولم تنتبه لطريق سيرها حتى إصطدمت بأحد ما فصاحت عليه غاضبه : إيه دا يا أخينا مش تفتح
تنفس بعمق عله يهدأ قبل قتلها ثم تحدث ساخراً: دا على أساس إن أنا اللى ماشى أرغى فى التليفون وأحش فى السندوتش
إنفعلت أكثر حينما وجدته يسخر منها وتعالى صوتها اكثر : تتحش رقبتك يابعيد انت بتصصلى فى اللقمه
لم يستطع كبت غضبه أكثر فهى المخطئه وتلومه : إنتى اتجننتى ازاى تكلمينى بالاسلوب دا إنتى متعرفيش أنا مين
تخصرت وهى تلوى فمها بسخريه : وهتكون مين ياضنايا
تعجب بذهول من طريقتها المستفزه : ضناااكى ؟!!
– اومال عاوزنى أقولك إيه
– لاتقوليلى ولا أقولك غورى من وشى
لوحت بيديها أمامه وجهه بغضب : غوره لما تشيلك انت عاملى فيها بتاع عشان كام عضله مربيهم
جحظت عيناه بذهول من هذيها الأبله : إنتى عبيطه يابت إنتى إيه اللى بتقوليه دا
شهد فتاه محظوظه بل الأكثر حظا فدائما ما تقع على رأسها المصائب بسبب لسانها الأهوج
فقد أتى مدير المشفى الدكتور محمد ليرحب بالقادم الجديد : جاسر باشا عندنا يامرحبا
أجابه بفتور : مرحب
تعجب من حاله متسائلا : مالك؟!
زفر بضيق بينما عيناه تشتعل غضبا منها : مفيش بس الظاهر إن المستشفى بتلم العجب
لم تبالى بوجود محمد بل إنفعلت بحده : يلموك مع حمار أحول
نظر لها محمد بغضب مصحوب بتحذير : شهد عيب كده
عقب جاسر بسخريه : مييين ؟!! شهد ؟!! دى شهد اومال الخل يبقى إيه
تخصرت وهى ترمقه بغيظ : يبقى سحنتك المفعكشه
إقترب منها وهو يشير بإصبعه إليها محذراً : وربنا لولا إنك محسوبه عالبشر أنثى لكنت علمتك الأدب من أول وجديد
رفعت يدها تلوح أمام وجهه بلا مبالاه : ياشيخ روح عملى فيها سبع وانت فى الآخر كوبرى
لم يصدق جرأتها فنظر لها مصدوما : إيه؟!! بتقولى إيه يا بقره إنتى
لوت فمها ساخره : إيه هو مش لو شلنالك الألف بقيت جسر سلام بقى ياعم الكوبرى
حاول محمد تمالك ضحكته حتى لا يجعله ينفعل أكثر : اهدى وكبر دماغك هتعمل عقلك بعقلها
تنفس سريعا ليهدأ من غضبه : دى متخلفه مسمعتهاش بتقول إيه
تصنع الغباء ونظر له مبتسما: لأ مسمعتش إلا هيا كانت بتقول إيه
نظر له بغضب وحاول تهدئه نفسه ولكن لا محاله حتى تذكر كلمتها فضحك بشده
ضرب محمد راحتا يديه ببعضهما : لا حول ولا قوه إلا بالله ربنا يعوض عليك فى عقلك هيا بهتت عليك ولا انت اللى لاسع من الأول وأنا معرفش بتضحك على إيه
– أصلها بتقول على السندوتش العائلى لقمه وعماله تتخانق معايا ومش رحماه ودا كله وهيا معصعصه ازاااى مش فاهم
– لأ دا العادى بتاعها انت بكره تتعود على كده دا أنا بشوف العجب هنا
– ليه هيا مين دى
– دى دكتورة جديده بس معروفه هنا لأن الإمتياز بتاعها كان هنا
– كمااان اومال لو رئيسه قسم كانت عملت إيه
– كانت حطتك فى السندوتش بدل الجبنه يلا ياخويا يلا
إصطحبه معه ليرى المشفى ويتعرف على مكان عمله
(((((((((*******)))))))
جلستا فى الشرفه تتحدثان وهما يشاهدان جمال الطبيعه وفجأه ظهرت كوثر من حيث لا تعلم ومعها سله كبيره تجمع بها البرتقال فتعجبت فرح ونظرت لرحمه متسائله وهى تُشير للشجره : إيه دا مش دى شجرة شهد
أجابتها بلامبالاه : آه
نظرت لرحمه متعجبه تتسائل : اومال كوثر بتجمعها ليه؟
فأجابتها بضيق : رزاله بعيد عنك إحنا نتعب ونهتم ونزرع وهى تلم كله تتمنظر بيه قدام أهلها أصلها بخيله جلده مش هتكلف نفسها وتشترى حاجه لهم وهى بتزورهم بتاخد اللى نزرعه وتروح بيه
عادت نظرها لكوثر تنظر لها بذهول : إيه الست دى فظيعه
– قدرنا بقى
لوت فمها بتذمر :خساره كان نفسى فيه
نظرت لها بإهتمام تسائلها : إنتى بتحبى البرتقان؟
– يعنى عادى زيه زى أى فاكهه بس شكله عالشجر حاجه تانيه وعمرى ما جربت أقطفه وأكله كنت حابه
أجرب الإحساس ده أوى
– خلاص المره الجايه أول واحده تطيب إلحقيها قبل كوثر
– ههههه دا إنتى متفائله أوى دا نصه أحضر وبتقطفه زى ما تكون مرقباه
– آه ماهى مبترحمش مُقشاط طالعه نازله واكله
– ربنا يهديها
– ما اظنش بس كله جايز بس إنتى متأثرتيش بلغه الغرب
– عادى ماما واونكل كانو دايما بيتكلمو عربى عشان منساش لغتى
دلف إليهما عز مبتسما : صباح الخير
أجابته فرح بترحاب : صباح الفل عليك
نظر لرحمه الصامته متسائلا بضيق : وانتى إيه مفيش صباح؟
لوت فمها بإمتعاض قائله : صباح
سخر من ردها قائلا : لأ شاديه
– هه بايخ
– من بعض ما عندكم
رفعت فرح حاجبيها متعجبه من طريقتهما: جرى ايه ياجماعه ما تروقو
فلوح عز بيده بلامبالاه : سيبك انتى يلا عشان ناكل ماما جهزت الفطار تحت
(((((((*****))))))
ذهبت شهد إلى غرفة الأطباء فوجدت صديقتها رقيه زوجة الدكتور محمد تعنفها على التأخير بينما تجلس زميلتهما أحلام تتابعهما بملل
رقيه : الدكتور الجديد اللى هيدير القسم بتاعنا جاى النهارده
أحلام : ودا مز ولا كركوبه زى اللى قابله
إعترضت شهد بضيق : بطلى هبل هو إحنا هنتجوزه المهم يبقى فاهم شغله ومش زى اللى قابله حافظين وبس ومعندهمش أى إستعداد يتقبلو أى جديد
رقيه : لأ اطمنى من الناحيه دى هو ممتاز
أحلام : انتى تعرفيه
رقيه : آه جاسر الأسيوطى تسمعى عنه
إتسعت عينا أحلام ببريق اللهفه : طبعا دا أشهر من نار على علم فى مجالنا وإبن الإيه مز آخر حاجه
إقتضب جبين شهد تعجبا من حديث أحلام : إنتى تعرفيه
فإبتسمت أحلام بهيام : قابلته فى مؤتمر
إزداد تعجب شهد وسائلتها : إنتى بتروحى مؤتمرات من ورانا
فضحكت أحلام ساخره : إخص عليكى وانتى تعرفى عنى كده دا كان فرح بنت خالتى وعرفت إنه فى مؤتمر فى قاعه قريبه بس تانى يوم بالنهار عرفت الميعاد وحضرت
شهد : كنتى قولتلنا
احلام : يابنتى وأنا راحه عشان المؤتمر
شهد : اومال عشان إيه
أحلام : عشانه كنت شوفت صورته قبل كده فى المجلات الطبيه والجرايد وكمان حطيناه على إعلان المؤتمر أقولك اتهبلت عليه حاجه كده ولا بتوع السيما بس غتت جيت اكلمه وشه قلب وقالى لو معندكيش أسئله خاصه بالطب يبقى تغورى من هنا
رفعت شهد حاجبيها بإستنكار : دا قليل الذوق أوى بس إنتى اللى غلطانه هو دغرى وجد جدا واحمدى ربنا إن العرق الصعيدى مطلعش عليكى
أحلام : هو كمان صعيدى يا حلاوته
شهد : آه مهو عيلته تبقى أكبر عيله عندنا فى البلد ولهم أعمال فى كافه المجالات حتى بابا داخل شراكه مع ياسين الاسيوطى ومتعرفيش عامل فرح عشان عرف يشاركه
أحلام : يابختك يعنى بتشوفيه
شهد : أشوف مين إنتى عبيطه بقولك شغل بابا صحيح إحنا عيشنا كتير هنا لدرجه إننا منعرفش نتكلم صعيدى أوى بس العرق الصعيدى موجود لسه ومعندناش حريم تدخل فى شغل الرجاله أو قرارتهم وكويس إننا اتعلمنا واشتغلنا
– بس اللى يشوف تصرفاتك ميقولش صعيديه أصلا
– ليه يعنى ولا إنتى فاكره الصعايده إقفال دول جدعان ورجاله وحريمهم أجدع من أجدع جدع تعرفيه
– إيه كمية الجدعنه دى
أتى الدكتور محمد إليهن ووجدهن يتسامرن فزفر بضيق : منورين يا دكاتره
فأجابته شهد بإبتسامه بلهاء : بنورك يا دكتور
صر محمد أسنانه بغيظ منها : الدكتور جاسر الاسيوطى وصل وشويه وهيمر عليكم عاوزكم ترفعو راسى بدل ما ارفعكم على الحيط
تصنعت شهد الخوف : وعلى إيه الطيب أحسن
أشار بسبابته إليها محذرا: الكلام ليكى إنتى بالخصوص
نظرت له شهد بصدمه مصطنعه : أنا كده يا دكتور دا أنا حتى بقالى خمس دقايق بحالهم بتكلم بالعقل
حاولت رقيه كتم ضحكتها وهى تؤكد حديث شهد : تصدق آه دا أنا معرفتهاش
زفر محمد بضيق : بطلى لماضه جاسر ملوش خلق للعب العيال وجد وشديد ولو مش عاوزه تترفدى ليميها احسنلك واقتصرى معاه
إعترضت شهد : إهيه وهو أنا بعمل إيه يعنى
نظر لها محمد بغيظ : إنتى مبتعمليش إنتى العمايل بتجيلك لحد عندك
ثم نظر إلى رقيه: رقيه عقلى صاحبتك عشان لو جه اشتكالى هقوله ولع فيها
إتسعت عينا شهد بصدمه : اخص عليك
ثم نظرت إلى رقيه تستغيث بها : شايفه جوزك بيقولى إيه
لوحت رقيه بيدها بلامبلاه : مليش فيه منك له بقى وصراحه محمد مستحملك عشان خاطرى
تصنعت شهد الصدمه : خاطرك بس
زفر محمد بغيظ : اومال إيه يا أم نص لسان
إبتسمت شهد ببلاهه : إخوه ياميدو
محمد :ميدو الله أكبر كده ضمنت انها هتخرب أنا ماشى
تركهن وغادر فنظرت شهد لرقيه ضاحكه: ههههه جوزك دا عسل
رقيه : ههههه عارفه لولا إنك شبه أخته الصغيره الله يرحمها كان زمانى بترحّم على لسانك الطويل
نظرت أحلام لهما بجدبه وسألتهما : أنا بسمعكم دايما تتكلمو عنها إيه حكايتها دى
تأثرت رقيه لذكر هذا الأمر قائله بحزن يكسو وجهها : كان له أخت صغيره كانت شبه شهد فى حاجات كتير بس كان عندها شلل أطفال وماتت وهيا صغيره ملحقتش تفرح بأى حاجه فى حياتها رغم كده كانت ذكيه ودمها خفيف زى شهد وبسببها محمد قرر يدخل الطب ويتخصص عظام عشان يساعد اللى زيها
أحست أحلام بالضيق من هذه القصه وما لبث أن تحول ضيقها إلى مزاح : الله يرحمها طب مكنش له قريبه شبهى تخليه يعفى عنى
نسيت رقيه حزنها وهى تضحك : هههه هبقى أدورلك بس شهد شاطره فعلا ودا اللى بيشفعلها حتى لو غاليه وفاشله مكنش هيسكتلها لكن إنتى فى الباى باى دخلتى طب ازاى معرفش
شهد : اقعدو دشو بقى ونسونى المهم
سألتها أحلام بلهفه : إيه هو
شهد : أحبس بكوبايه الشاى المتينه عشام اركز
رفعت أحلام حاجبيها بدهشه : تركزى دا إيه دا بعد الأكل دا كله والشاى الواحد ينام مش يركز
وضعت شهد يدها على بطنها وإعتلى وجهها إبتسامة كبيره : أنا معرفش أركز غير لما أمون المعده
رقيه : يخرب عقلك إنتى بتودى الأكل دا كله فين
شهد : بصولى بقى فى الفتافيت اللى بتقوينى
نظرتا كلتاهما إليها بصدمه قائلتان سويا : فتافيت
اومأت شهد بتأكيد : آه
فضربت رقيه براحة يدها على صدرها : يالهوى اومال الأكل يبقى إيه الله يعينه اللى هياخدك دا هيشحت على إيدك
شهد : محدش قاله يجى من أصله يلا أنا هلحق أخلى عم حمدى يعملى كوبايه قبل ما الدكتور الجديد يجى
رقيه : طب متتأخريش
شهد : هوا
تركتهما شهد وذهبت لتطلب كوبا من الشاى
– اتفضلى كوبايه الشاى يادكتوره
شهد :الله يكرمك ياعم حمدى من غيرها ههنج
إرتشفت منها القليل ثم ابتسمت له قائله : الله انت مفيش منك بتظبطها بالميلى
– بالهنا والشفا
بعد أن أنهت نصف الكوب نظرت له بتساؤل : إلا قولى ياعم حمدى
– خير
– لو طلبت منك خدمه تساعدنى
– عنيا يا دكتوره شهد إنتى متعرفيش غلاوتك عندى ولا إيه دا إنتى زى بنتى مع حفظ المقامات
– مقامات إيه ياعم حمدى كلنا ولاد تسعه
– لأ ازاى بس
قاطعته بضيق : عم حمدى خلى البساط احمدى ومتزعلنيش منك ها هتساعدنى
– هساعدك طبعا خير
– الدكتور اللى جاى جديد
قضب جبينه متعجبا من سؤالها : ماله؟!!
لمعت عيناها بالشر : بيقولو عليه خنيييق وانا معنديش خلق للنكد انت عارف فعاوزين نفرفشوه
لوح بكلتا يداه رافضا بشده : لا والنبى ابعدى عنى آخر مره الدكتور محمد كان هيرفدنى فيها أنا عندى عيال عاوز اربيهم
– متبقاش جبان اومال
– الجبان هو اللى بيعيش دلوقتى
– كده طيب شوفه جه ولا لسه على ما اخلص كوبايه الشاى بدل ما يعمل عنتر عليا من أول يوم
– هو مين
– ماتركز معايا اومال الدكتور الجديد
– آه دا بيقولو دا جه من بدرى
– يا لهوى وسايبنى ارغى معاك
فزعت وخرجت مسرعه ثم تذكرت كوب الشاى الذى بيدها فعادت سريعا لتصطدم به ويقع كل ما بالكوب فوقه فإنتفض صارخا من سخونته التى ألهبت جسده فأسرع للداخل حتى يبرد حرقه بالماء بينما حضر حمدى على صوته العالى : جرى إيه مين اللى كان بيزعق ده
لوت فمها بإمتعاض : دا واحد غبى مش شايف قدامه كل شويه يخبطنى
إبتسم بسعاده : يمكن معجب يا دكتوره
رفعت أحد حاجبيها مستنكره : معجب مين دا أحول ومبيركزش يلا اديه استحمى بالشاى سخن خليه يتربى يييه دا أنا نسيت وقفنا نرغى وزمان الدكتور ابتدا شغل وهتنفخ
– ربنا ما يجيب نفخ يا دكتور
غادرت مسرعه بينما خرج جاسر مبتلا بالماء يتمتم بغضب : اوووف غبيه
فوجد حمدى أمامه : انت يا يا إسمك إيه
– حمدى كلهم هنا بيقولولى عم حمدى
– أيوه ياعم حمدى روح هاتلى مرهم الحروق دا من الصيدليه بسرعه
– هات يا ابنى
أحضر له المرهم وحينما عاد وجد محمد فى طريقه فأخبره أن أحدهم بغرفه الأطباء يطلب هذا الدواء فذهب معه ليتفاجئ بجاسر يخلع قميصه المبلل : إيه دا ؟! فى إيه؟!
أجابه جاسر بغضب : اتحرقت فين المرهم ياعم حمدى
– اتفضل يا ابنى
ثم نظر إلى محمد متسائلا: هو مين الأستاذ يادكتور
– دا الدكتور الجديد
شهق بخوف ثم تمتم بخفوت : يانهارك مخلل يا دكتوره شهد
سمعه محمد فقد كان يقف بجواره فمال إليه هامسا : هيا شهد اللى عملت فيه كده
أوما مؤكدا : آه
فزفر محمد بغيظ : يانهارك هباااب يا شهد
نظر له جاسر بغضب شديد : شوفت المتخلفه بتاعة الصبح اديها خبطت فيا تانى والمره دى سلختنى بالشاى السخن معندكش قميص ناشف
– لأ
– اومال همشى ازاى أنا كده خلاص خد ياعم حمدى اشتريلى واحد
– يشتريلك منين هيا لسه المحلات فتحت
– اومال هفضل كده شوفلى غيار
– مفيش غير انك تلبس البالطو وتزرره كله لحد ماقميصك ينشف
– استغفر الله العظيم يارب بس اما اشوفها ودينى لأربيها
رفعا كلا من محمد وحمدى يديهما داعيان بهمس : استر يااارب
البقاء لله هل سيأتى أحدكم فى عزاء شهد
رأيكم وتوقعاتكم ؟؟؟
إيمى عبده
الفصل الثاني
عاد عز مبكرا من عمله كما أمره والده ليتحدث معه فى أمر هام وبعد أن إنتهيا من النقاش الحاد الذى لا أمل منه فعزت سيفرض رأيه بالأخير
جلس فى الحديقه مهموما فلاحظته فرح وذهبت إليه وجلست بجواره متعجبه من ضيقه الواضح : مالك زعلان ليه
زفر عز بغضب : أنا مش زعلان وبس دا أنا هطق
رفعت حاجبيها بدهشه : ليه كده
– بابا عاوز يجوزنى بنت عمى
تهلل وجهها فرحا وهى تنظر إليه : مبروك أنا فرحانه عشانك أوى
رمقها بغيظ : لا والله
– طبعا انت بتحب رحمه وأنا شايفه انها هيا كمان بتحبك
تلهف قلبه المتعب وإلتمعت عيناه بالأمل متسائلا : بجد هيا قالتلك
– لأ هيا علاقتها بيا مش أوى زى شهد بس الموضوع واضح نظراتها ليك كفايه
تنهد بسخريه حزينه : تفتكرى؟
– آه طبعا بس انت اتكلم احسن تضيع منك وكويس إن باباك فكر فى كده فتره الخطوبه هتبقى فرصه حلوه ليكم تقربو أكتر
– للأسف بابا مكنش قصده على رحمه
تعجبت منه مستفسره : مش بتقول بنت عمك
إرتسمت تعابير ساخره على وجهه وهو ينظر إليها : وهو إنتى مش بنت عمى
لم تستوعب فرح ما يرمى إليه : إيه بتهزر صح باباك لو بيفكر كده يبقى صواميل عقله مفكفكين خالص
سخر من طريقة حديثها : مفك إيه؟! ههههه تقريبا هيا فيها مفك
قضبت جبينها بضيق : انت بتهزر وأنا اعصابى تعبانيين
قضب جبينه متسائلا : هما مين اللى تعبانين
– اعصابى
– ربنا يشفيها
– هيا مين
غمزها بمرح : أعصابك
ضحكت بسعاده متناسيه ضيقها مما أخبرها به : هههههههه انت شربات ياعز بس أنا بعتبرك أخ وانت كمان ازاى باباك يفكر فى كده أصلا وليه أنا مش رحمه
أجابها بضيق : عشان إنتى أغنى من رحمه
فعقبت بضيق : الظاهر ماما كان عندها حق باباك مجنون فلوس عنده كتير ومش شبعان كانت دايما تقولى خلى بالك من عمك عزت ومراته كوثر دول أسوأ اتنين فى العيله بعد جدى أسفه أنا عارفه انه باباك بس
قاطعها بهدوء حزين : لا متتأسفيش ماهيا دى الحقيقه
كانت رحمه تتابعهما من بعيد بألم ثم إبتعدت وذهبت للحديقه تتمايل بأرجوتها أمام شجيرات الورد يلاطفها نسيم هادئ مغمضه عيناها ترسم بين جفونها صورته تراه يسحرها ببسمته تحلم أن تكون له تحاول أن تُهَدْأ روع قلبها الحائر حتى أحست بظل ما أمامها يحجب عنها ضوء الشمس فتحت عيناها لتجده يقف أمامها بتلك البسمه الآثره : عز
– صح النوم
إرتبكت من وجوده فى هذ الوقت : أنا أأ أنا مكنتش نايمه
أشار لها بيده : طب قومى خلينى اتمرجح
رفعت حاجبيها بدهشه : نعم !!
– شويه من نفسى ولا أنا مليش نفس
– لأ اتفضل
تبادلا الأدوار وهيا تنظر له بألم وهو لا يدرى لما تلك النظره الحزينه ووجدها تسأله بضيق : شكلك مبسوط أوى
– أوى أوى
– خير
إبتسم وهو ينظر لها فحديث فرح أسعده وأعطاه الأمل فهو كان يخشى أن يكون عشق رحمه له قد إنتهى لكن يبدو أن هناك بارقة أمل تراها فرح فى عشقه هو ورحمه كما أن فرح لن تقبل بالزواج منه وستفشل خطة والده : من لحظات عرفت خبر لو صحيح هبقى أسعد إنسان ف الدنيا
احست بتمزق شرايينها وهيا تعتقده يتحدث عن زواجه من فرح : للدرجه دى
– واكتر بكتييير إنتى متعرفيش الموضوع دا بالنسبه ليا إيه
– لأ عارفه
أوقف المرجوحه وسألها بلهفه : بجد؟
إبتلعت غصة حلقها وأجابته بحزن : طبعا مهيا اللى تحول غضبك فى لحظه لضحك تبقى تستاهل مبروك عليكو عن إذنك
ترك المرجوحه وأسرع خلفها لكنها لم تتوقف فأمسك بيدها جاذبا إياها خلفه فى مكان ما فى الحديقه بعيدا عن الأنظار يحاصرها بكلتا يديه تستند بظهرها إلى إحدى الشجرات فحاولت التملص منه: سيب ايدى انت عاوز إيه
قضب جبينه وسألها بجديه : عاوز افهم إيه اللى قولتيه ده؟ كان قصدك إيه؟
– كنت بباركلك على جوازك انت وفرح
سألها متعجبا : وانت عرفتى منين؟!!
– طنط كوثر قبل ما انت ترجع من بره قالتلنا
– كمان يعنى الخلق كلها عرفت قبل ما أعرف أنا وفرح
– مش مهم المهم إنكم فرحانين
عارضها بضيق : بلاش عبط أنا وفرح اخوات
– متضحكش عليا أنا شوفتك وانت قاعد معاها وشايفه طريقتك فى التعامل معاها من ساعه ما جت
نظر لها بحزن : إنتى غلطانه أنا وهيا اتفقنا نبقى اخوات واصحاب وفعلا دا اللى حصل بس لانك بعيده عنى وعنها معرفتيش ده
أشارت إلى نفسها بصدمه :أنا بعيده
– أيوه إنتى صحابك شهد وزمايلك فى الكليه أنا قبل كده حاولت اكسر حاجز التعامل معاكى لكن إنتى كنت بتبعدينى بعكس فرح رحبت أوى
عقبت ساخره : طبعا مش خواجايه
فإستنكر حديثها بغضب : لأ مصريه وأكتر منك كمان متنسيش إنها عاشت أغلب عمرها فى مصر وهنا إنتى اللى مقفلاها أكتر من اللازم بلاش أنا هقول راجل مع إن إحنا متربيين سوا عندك فرح بنت زيك مقربتيش منها ليه على العموم أنا كل اللى عاوزك تفهميه إن أنا وفرح اخوات وبس وفرحتى كانت بخصوص حاجه تانيه يمكن تعرفيها بعدين ويمكن تنيليها زياده وتبوظى كل حاجه عن إذنك
ما أن قرر أن يبتعد أمسكت يده تجذه إليها بلهفه : عز
– افندم
– هو انت شايفنى ازاى
– مش فاهم
سألته بقلق : يعنى انت شايفنى وحشه أوى كده
فأجابها بعتاب : بالعكس إنتى أحسن الناس بس إنتى اللى قافله أوى عليكى دا إنتى حتى مبتشركيش أبوكى نفسه فى مشاكلك
– مش عاوزه ابقى حمل على حد
تنهد بحزن ثم حدثها بهدوء : مين قال انك حمل يارحمه إنتى مبتثقيش فينا ليه دا إحنا أهلك دا فرح اللى غابت السنين دى كلها فهمانا عنك
بمجرد أن وجدته يتحدث عن فرح تحولت من تلك البائسه إلى أخرى غيوره حيث دفعته بغيظ وهى تصيح : طبعا مهيا طول عمرها بتفهم من وإحنا صغيرين وانت مش شايف غيرها
زفر بيأس من غبائها ونهرها بحده : إنتى غلطانه وللمره الأخيره أنا وهيا اخوات من صغرنا ولما رجعت سألتنى إن كنت لسه بعتبرها اخت وصديقه ولا اتغيرت قولتلها أبدا فرحت وفتحتلى قلبها طلعت فهمانى أكتر منك ياللى متربيه معايا وعمرك ماحاولتى بالعكس بتبعدى وتوهمى نفسك بحواديت خايبه تدارى بيها ضعفك بطلى تدورى على حجج هبله تستخبى وراها واكبرى بقى
تركها وغادر غاضبا فهى لا تنفك تبحث عن أسباب وهميه لجفائها تجاهه بينما الحقيقه أنها وحدها السبب وعقلها يصنع أمامها ظنونا كاذبه
بينما ظلت مكانها شارده فى إثره
هى على يقين أن فرح لا تحبه فمنذ صغرها كانت عاشقه لآخر اما عز فغموضه يقتلها أحيانا ما تشعر أنه يكن لها عشقا كبيرا وأحيانا ما تشعر أنها لا شئ بالنسبه له فأيهما أصح دائما تفتعل معه الشجارات لكى تعرف الحقيقه بلا فائده
((((((*****)))))))
دلفت فرح إلى غرفه شهد فوجدتها جالسه على فراشها ورحمه تجلس أمامها فتعجبت منهما : انتو لسه مجهزتوش
أجابتها رحمه بضيق : أنا مش جايه
فرح: ليه
رحمه : مليش مزاج
فنظرت فرح للأخرى : وانتى يا شهد
بينما تثائبت شهد بتعب : أنا بنام على روحى أصلا جالنا النهارده دكتور جديد وبختى خبطت معاه فى الحلل وأنا معرفوش انت راخره سقانى المر طول النهار جسمى كله مكسر
لوت فرح فمها بتذمر طفولى : إيه دا وأنا هروح لوحدى
دلف إليهن عز وهو فى أبهى هيئه : وأنا روحت فين يا قمر
تهلل وجه فرح بسعاده وتعلقت بيده : حبيبى يا زيزو حاسس بأختك
مدحته شهد بسعاده : إش إش إش ياعم ياعم دا إنت عاوز تتعاكس فى الفرح ولا إيه
قضب عز جبينه : بس يابت
– إيه مش الحقيقه دا مش بعيد يفتكروك العريس وتبقى الليله ليلتك هههههههههه
ترك يد فرخ وقذف شهد بالوساده فإرتطمت بوجهها ثم نظر لفرح قائلا : يلا يا فرح دى عيال خنيقه
فتصنعت شهد الحزن : إخص عليك يخونك الفول والطعميه
– اتنيلى دا أنا قلبى اتحرق منهم حاسس بعد كده هزرع
– على أد فلوسى اعملك إيه
– أنا اللى غلطان بقبل عزومه شحاتين
– ياشيخ روح هو حد بيسأل فيك غيرى
أجابها بنبره ساخره يملؤها الحزن وعيناه ترتكز على رحمه : عندك حق أنا محدش بيسأل فيا غيرك
ثم إلتفت لفرح قائلا :مش يلا ولا إيه
تعلقت فرح بيده مجدداً وهى تلوح للفتاتان : ماشى سلام يا بنات
فأجابها سريعا : سلام
غادرا سويا فنظرت شهد لرحمه تضيق عيناها عليها بتركيز متسائله : هو إيه الحوار
زفرت بضيق وهى تحمل وساده صغيره تضربها بها : مفيش حوارات إنتى مش تعبانه اتخمدى
– انتو اتخانقتو ولا إيه
أجابتها بجمود : لأ
– عليا برضو
أجابتها سريعا ببكاء : آه ارتحتى ابوكى عاوز يجوزه فرح وزى ما انتى شايفه عايشين حياتهم ورايقين وأنا هطق
تنهدت بيأس : إنتى عبيطه عز بيعاملها زيى بالظبط وفرح لو عدى ميت سنه هى قلبها سلمته للمقلبنجى بتاعها إنتى بقى غاويه نكد وتعيشى الدور دى مشكلتك
لوت فمها بتذمر طفولى : يعنى طلعت أنا اللى غلطانه فى الآخر
فأجابتها بملل : آه
نهرتها بغيظ : طبعا مش اخوكى لازم تحاميله
عضت على شفتها السفليه بغيظ من غبائها : تصدقى ما حد هيضيعه من ايديك غير غبائك ده دا كان بيتقطع وهو باصصلك وبيقولى محدش بيسأل فيا غيرك يا بقره قومى انخفى على اوضتك أنا مش نقصاكى
خرجت رحمه غاضبه من نفسها فهى أجبن من أن تقترب منه يمنعها ضعفها وخجلها من المحاوله
بينما إستلقت شهد على ظهرها تحاول النوم ولكن الإرهاق الجسدى منعها من ذلك فجلست متربعه على فراشها غاضبه : منك لله ياجاسر يا إبن أم جاسر اوووف أدينى مش هعرف اتخمد
أمسكت بكتاب تقرأه عل سلطان النوم يواتيها ولكنها تذكرت حينما علمت من يكون حيث وقفت مبهوته أمامه بينما عيناه تقذف حمما حارقه توقعت عقابه إهانته ضربه فقد أهانته صباحا وأحرقته ظهرا وكانت تنوى أن تقتله عصرا ولكنه لم يفعل أى شئ من هذا عاقبها بالعمل فقد جعلها تعمل كالمكوك طوال اليوم لم تجلس لحظه واحده ترك رقيه وأحلام جالستان طوال اليوم بينما هى تقم بكل شئ لم تعترض لم تنفعل فهى تعلم أنه يعاقبها كانت مبتسمه كالبلهاء طوال اليوم رغم تعبها فهى تحمد الله أنه لم يضربها فجسده المهيب يؤكد لها أنها لن تتحمل صفعه واحده منه
حتى حينما إعترض محمد وحاول إثناؤه عن عقابها لاحظت أن الأمر سيسوء وقد يزداد غضبه فأخبرت محمد أنها ليست متضايقه من الأمر وألا يتدخل بينما ظلت رقيه تنظر إليها بحزن تعلم أنها مرهقه ولكن ليس بيدها حيله ولا تعلم لما يعاقبها جاسر اما أحلام فظلت كعادتها تتابع الأمر بسعاده فهى تغار من شهد من جمالها وذكائها وخفه دمها كما أنها كسوله لا تحب العمل فلا يهم ما السبب مادامت تجلس براحه كما أنها فرصه جيده لتتأمل جاسر وتبنى أحلاما خرافيه بعقلها التافه
(((((((((*******)))))))))
جلس مجهدا على الكرسى يغمض عيناه لعله يرتاح قليلا حتى وجد ياسين أمامه يسأله بقلق : مالك ياجاسر؟
فأجابه بتعب : مجهد جدا جدا
تعجب سائلا : من أول يوم إيه البلد كلها ولدت النهارده ولا إيه؟
– لأ النهارده مكنش فى حالات وضع خالص
تعجب قائلا : اومال إيه انت مش رايح خدمه لمحمد
– آه مهو المسؤل خلع بعد ما جاتله فرصه من دهب فى مستشفى استثمارى لا واللى يغيظ انه أصلا كان فاشل مرضتش اسيب محمد محتاس لوحده قولت اساعد وياريتنى ماقولت
– هههه ليه
مرر أصابعه بقوه على جبهته : صدااااع هيفرتك دماغى
– من إيه انت ما أكلتش
أجابه بضيق : أكلت حرق دم
– ليه دا انت بتحب شغلك
– آه بحبه بس لما تشرف على كوارث دا إنت تكره نفسك كمان
رفع حاجبيه مندهشا : ياااه دا الظاهر الموضوع كبير أوى وأدى قعده قول بقى إيه اللى جرى
جلس بجانبه ينتظر حديثه فنظر جاسر إلى ملابسه : ياعم سيبك منى وقوم شوف وراك إيه شاكلك كنت خارج
– آه معزومين على فرح
قضب جبينه : معزومين؟!!
– آه البيت كله انت نسيت ولا إيه
– آه صحيح دا أنا مبقاش فيا دماغ خلاص قوم روح روق
– وانت؟
– لاااا ياعم أنا كفايه اللى جرالى النهارده
– وانا مش متعتع من هنا غير لما تحكيلى كل حاجه
زفر بتعب : أمرى لله إسمع يا سيدى
كان يقص عليه يومه وما فعلته شهد به وكيف عاقبها وياسين يكاد يسقط من كرسيه على الأرض من كثرة الضحك على حال جاسر
رمقه بغيظ : اضحك يا أخويا اضحك مانا اللى اتسلخت مش انت
– ههههههه لا دى مصيبه دى إيه ده
– أنا اللى حارق دمى بجد ضحكتها
توقف عن الضحك ونظر له متعجبا : ضحكتها ؟!!
– آه كنت ممرمط أهلها شغل طول اليوم ودى مبسوطه وبتضحك كأنها راحه الملاهى ولا كأنى بعمل حاجه
– غريبه أوى واحده غيرها كانت تنفخ رغم إنها غلطانه بس أكيد هتزعق حتى
– ولا الهوا تلاجه حتى محمد جه يستسمحنى افوتهالها فكرت انها هتتحامى فيه وقبل ما أرد لقيتها وقفت قصاده تقوله إنه ميدخلش وهى مبسوطه كده
رفع حاجبيه بذهول : دى عبيطه دى ولا إيه
– مش عارف تكون مجنونه وهربت من الخانكه وجايه متخفيه هنا متعرفش البت دى حاسس إن أجلى هيبقى على ايديها هتجلطنى رسمى
غمزه بمزاح : بعد الشر عنك يمكن معجبه وبتلفت نظرك
رفع حاجبه معترضا : معجبه وسلختنى اومال لو مش معجبه كانت عملت إيه لآ مظنش لأنها طول الوقت كانت بتنفذ من غير حتى ماتبص فى خلقتى بعكس زميلتها الهبله اللى قاعده سرحانه فيا وعايشه الفيلم كنت عاوز ألسعها كف وأقولها تفوق بس شهد كانت واخده كل تركيزى
– ياعم ياعم
– بطل عبط مفيش اللى فى دماغك ده دا أنا وهى ممكن نولع فى بعض
– مين عارف أصل بيقولك القط مبيحبش إلا خناقه
– وانت لسه ملقتلكش خناق
تنهد بأسى قائلا : خناقى خدت قلبى وعقلى وروحى وسافرت ونسيتنى
وضع راحه يده على كتف ياسين يواسيه : متزعلش يمكن بكره يكون شايلك الأحسن
– يسمع منك ربنا
تركه وغادر فنهض إلى غرفته إستحم وألقى بنفسه على الفراش وأغمض عينيه ليراها أمامه يرى بسمتها الغير مبرره وعملها الجاد رغم جنونها عفويتها وبساطتها ثم تذكر ما حدث فى آخر النهار وكيف كانت قريبه منه جدا كانت عيناه تعانق ملامحها البريئه بينما هى لم تنتبه له أبدا فقد كانت تتابع الأصوات القادمه من الخارج فقد رحل الجميع ولم يكن هناك غيرهما وإذا بحركات غريبه وخطوات تقترب وإنقطعت الكهرباء وسمع أحدهم يهمس ويبدو أنهم لصوص فأخذها خلف الباب ليتواريا عن اللصوص
سألته شهد بإستغراب : هو فى إيه
أشار لها بسبابته : اسكتى
– الله مش بستفهم
– اسكتى ليسمعونا
– حاضر
مع إقتراب الخطوات وابتعادها لم تتحمل فصرخت بقوه : يالهووووى
وضع يده على فمها سريعا : يخربيتك بقولك اسكتى تصوتى
دفعت يده بغضب : العمر مش بعزقه اصوت والأمن يقفشهم أحسن ما اسكت ويدبحونا عالواقف
سمعها اللصوص فتسائل أحدهم : إيه دا مين اللى بيصوت
– وأنا ايش عرفنى هتلاقيها واحده بتولد
– إيه يبقى لازم نمشى من هنا أكيد فى حد صاحى وهنتقفش
تعجبت شهد مما حدث : دول أغبيه جايين يسرقو إيه من مستشفى ولا هو الشاش والقطن غليو
تلك الذكرى القريبه رسمت البسمه على وجهه مما أنسته إرهاقه وجعلته ينام هانئ البال
((((((*******))))))))
وصلا سويا لحفل الزفاف فوقف عز ثم إبتسم لها : يلا اسيبك أنا بقى
تعجبت فرح : تسيبنى ليه؟!
– تروحى تقعدى مع الحريم
– بس أنا معرفش حد هنا
– كويس فرصه تتعرفى يلا بقى عشان وقفتنا كده مش حلوه
– طيب سلام
– سلام
دلفت إلى الداخل فتحولت رؤوس الجميع إليها جمالها الراقى وأناقتها الغير معتاده كانت كالأميره بينهن حتى أنها كانت أجمل من العروس نفسها رغم بساطة زينتها
إنبهرت كثيرا بطقوسهم حتى أتت اللحظه التى ينتظرها الجميع فتعجبت لما تزغرد النساء ويطلق الرجال الأعيره الناريه بعد صوت صراخ العروس ولما تصرخ فسألت إحدى السيدات وأجابتها
كانت صدمه لها ما تقوله حقا لازالوا هكذا لا يحترمون خصوصيه الزوجان ولا يثقون بهما غضبت بشده وغادرت المكان
وبعد أن أصبحت خارج العرس ليس لديها هاتف فكوثر جعلت عزت يمنعها من الهاتف لأنها لا تخرج فما حاجتها له ولكن كيف ستصل لعز الآن ؟ وكيف ستعود للمنزل ؟ فهى لا تعرف الطريق فتسللت من بعيد علها تراه وتلوح له حتى يأتى ولكن الحشد كبير كيف ستراه
بينما كان ياسين يخرج ممسكا بهاتفه يجيب على أحدهم فهو لن يسمع جيدا تحت هذه الأصوات الصاخبه فإرتطم بها فغضبت بشده وصاحت به : انت أعمى يا حيوان انت
تلونت عيناه باللون الدموى فهو كبير البلد والكل يبجله ويهابه كيف لها أن تهينه هكذا : إنتى عتجوليلى أنى الحديت ديه
سخرت منه بغضب : اومال خيالك
نظر لها بتركيز : شاكلك غريبه مش من إهنه
– وانت مالك
فأجابها بشموخ : مالى ونص دى بلدى وأنى كبيرها لو كنتى من إهنيه مكنتيش خربطتى معاى واصل
لوت فمها بإمتعاض ووضعت كلتا يديها فى منتصف خصرها تحدثه ساخره : ليه إن شاء الله
رفعا كلا حاجبيه متعجبا من تصرفها الأبله ثم قال : إنتى مخبراش أنى مين
تنهدت وهى تقلب عيناها بملل قائله : مين
فأجابها بصوت مخيف : أنى اللى هجطع خبرك من الدنيا كلياتها لو مخفتيش من جِدامى السعادى
تقريبا إنتهى الفرح فخرج عز لينتظرها فوجدهما يتشاجران فركض نحوهما متسائلا بقلق واضح : جرى إيه
أشارت فرح بسبابتها تجاه ياسين : المتخلف ده خارج مش شايف وخبطنى لأ ومش عاجبه بدل ما يعتذر هو اللى بيزعقلى
إبتلع عز ريقه بصعوبه وهو يرى نيران الغضب المشتعله بعين ياسين فنظر له بوجه مضطرب : أنا أنا آسف أوى يا ياسين بيه اللى ما يعرفك يجهلك اعذرها أصلها جديده فى البلد ومتعرفش جنابك
ذُهلت من ردة فعله : إيه دا انت كمان
مال إليها عز هامسا بغضب : اتكتمى دلوقتى هتوادينا فى داهيه
صاحت غاضبه : داهيه تاخده انت خايف كده ليه أوعى متقولش دا من المطاريد
ضرب عز براحتا يديه وجهه : يالهوى عليا هموت فطيس بسببك اتكتمى
ثم أعاد نظره لياسين : حقك على راسى أنا
تنهد بضيق : حوصل خير
غضبت فرح أكثر : لأ بقى مانا لازم أفهم
وضع يده على فمها يمنعها من الإسترسال فى الحديث قبل أن تتسبب فى قتلهما وإعتذر منه وغادرا سريعا
بينما خرجت هند بصحبه والداتها وحينما رأته ركضت إليه بإبتسامه عريضه لتتفادى غضب والدتها : معجول ياياسين واجف مستنينى إهنه كنت خليك مع الرجاله وإحنا لما نخرج نتصل بيك
تأفف بغضب ونظر إليها : أنا لا مستنيكم ولا زفت
نظرت له عظيمه بغضب : وه متتحدت زين مع البت هى غولطت فى إيه عاد
تنهد بملل : مغولطتتش فى حاجه أنى اللى هطج لحالى روحو مع عمى وجدى
فسالته عظيمه بضيق : وإنت رايح فين دلوك
– فى داهيه
تركهما وغادر وهما مذهولتان من غضبه الغير مبرر حتى خرج عمه وجده وعادوا جميعا للمنزل
(((((((******)))))))
وصلا معا للمنزل غاضبان يتشاجران فقابلتهما كوثر : جرى إيه انتو لحقتو تتخانقو
أجابها عز بضيق : لا خناق ولا حاجه دا فرح مضايقه شويه
إعترضت فرح بغضب : مضايقه دا أنا هطق بقى تعتذر بدل ما تفتح نفوخه
إزداد ضيق عز : افتح نفوخ ميين إنتى هبله
إنفعلت أكثر فصاحت به : انت اللى جبان
هدر بها صائحا : فرح
عاتبتها كوثر بخبث : عيب يافرح
نظرت لها بسخريه : هه إنتى اللى بتتكلمى عن العيب
تخصرت وهى تتمايل بغيظ : آه يا عنيا ومتكلمش ليه وبعدين اتعدلى معايا كده أنا حماتك
إنفعلت فرح أكثر : حمى لما تبقى تشيلك لهو إنتى متخيله إنتى والغراب اللى متجوازه انى هوافق عالهبل ده تبقى بتحلمى
أجابتها كوثر بثقه : مش بمزاجك
فإبتسمت فرح بتحدى : لأ بمزاجى أنا مش قاصر
كوثر : يا حبيبتى إحنا صعايده يعنى قاصر مش قاصر كلمت راجل البيت اللى هتمشى
فرح : هههههههه وراجل البيت دا مين إنتى ولا عزت فهمينى كده انتو صعايده من انهى جهه واوعى بقى كده جتك البلا
تركتهما فرح وصعدت لغرفتها فنظرت كوثر لعز بغيظ : شايف خطيبتك
زفر بضيق : كوثر بطلى أحلام أنا وفرح مش هنتجوز لو الدنيا خربت
لمعت عيناها بالأمل : بجد ياعز أنا كنت عارفه إنك مش عاوزها
– ولاعاوز حد من ريحتك كفايه مستحملين قرفك العمر كله أنا هولع فى البيت واللى فيه ومش همشى كلمتك ولا كلمته
سخرت منه بحقد : هه بكره نقعد جنب الحيطه ونسمع الزيطه من دلوقتى وبتمشيك على هواها وتهزقك بكره تضربك بالجزمه وأهلى اللى مش عاجبينك هتتمناهم
– إنتى بتحلمى فرح مش زى أهلك
– لا والله اومال بقالها ساعه بتهزق فيك ليه
– عندها حق واحد وهزقها وأنا بدل ما ابهدله بعتذر له
– لازم غلطانه
– لأ بس اللى وقعت معاه لو معتذرتش ولميت الموضوع كان زمانكم بتقروا الفاتحه علينا
قضبت جبينها : ليه يعنى يبقى مين ده
– ياسين الأسيوطى
ضربت براحه يدها على صدرها بفزع : يالهوى مين
– شوفتي بقى وهى متعرفوش وعماله تشد قصاده ولولا ما لحقتهم كان قتلها
– استرها علينا يارب
ثم صمتت لبرهه ونظرت له بخوف : هو عرف هى تبقى مين
– بقولك كانو بيولعو فى بعض هو دا كان وقت تعارف
– طب متزعلش المهم انها عدت على خير وابقى فهمها بعد كده تسمع الكلام وتحترم غيرها
إبتسم بسخريه : شوف شوف مين بيتكلم قبالى قولى لنفسك فرح مش زيك
زوت جانب فمها بغيظ : كده طب بكره نشوف الست فرح وهى بتتأمر عليك
– إنتى فاكره كل الحريم زفت زيك لأ اصحى
وصل والده وسمع ما قال فغضب بشده وتعالى صوته يعنفه على عدم إحترامه للكبار
فأجابه عز بغضب ممتزج بسخريه : كبار أنهى كبار إذا كنت انت ماشى ورا الحيزبونه دى وكل اللى يهمك الفلوس وأولع أنا اما تحترموا كونا بنى آدمين مش سلع للبيع نبقى نحترمكم ونعملكو كبار
رفع يده ليضربه فأسرعت كوثر تمنعه لأنها على علم بعقلية عز هو عنيد بشده وكرامته فوق كل شئ فإذا ما ضربه حقا سيفلت زمام الأمور من يديهما
كوثر : لااا يا أبو عز
صاح عزت بغضب : بعدى يا كوثر دا زودها كتير
تحدث عز بألم يكسوه الغضب : أنا اللى زودتها هيا حصلت عاوز تضربنى انت فاكرنى شهد لآ اصحى يا عزت بيه
– انت متربيتش وأنى عربيك من لول وجديد
– وهو انت تعرف عن التربيه حاجه روح ربى مراتك اللى ممشياك على هواها
أمسكته كوثر بقوه تحاول منعه من الهجوم على عز ونظرت لعز تعنفه : بس ياعز بقى دا أبوك برضو
– ابويا ميحرقش قلبى عشان طمعه
كوثر : ما تسكت بقى ياعز أنا مش هفضل حيشاه كده كتير
– لأ سيبيه يضربنى مادا اللى ناقص
تركهما عز وغادر غاضبا حزينا فقابل شهد أعلى الدرج : إنتى لسه صاحيه
– آه مقدرتش أنام جسمى مجهد أوى ومن التعب مش عارفه أنام
– معلش حاولى تغمضى شويه وهتنامى
– حاولت ممنوش فايده تعالى نقعد ندردش سوا من زمان متكلمنلش
– دلوقتى؟!!
– آه أنا ومش باينلى نوم وانت وبعد حرقة الدم والزعيق مش هتنام يبقى ندردش
سارا سويا حتى دلف لداخل غرفته فخلع عمامته وعبائته وجلس يتنهد بحزن واضح فإبتسمت له شهد لتخفف عنه : فكها بقى هى أول مره تتهزق منه ويعمل الشويتين دول هو وهى
– لأ بس أنا تعبت كله يهون لكن اتجوز على كيفه وأفضل طول عمرى مع واحده لا أنا عاوزها ولا هيا عاوزانى ليه
– كبر دماغك فرح عنيده وقويه مش هيقدر عليها
– مهو لو الغبيه اللى هنا دى بتفهم وتلين كنا زمانا متجوزين لكن دى بتعند وخلاص عاوزه تعمل فيها شخصيه على حسابى
– ههههههه بكره تعقل وبعدين متعملهاش حجه حتى لو كنتو متجوزين ومخلفين كان أبوك هيقولك
لوت بيدها أمام شفتيها تمثل والدها حينما يلوى أطراف شاربه وحاولت تقليد صوته قائله : الشرع محللك أربعه وأنى بأمرك تتجوزها
ضحك بقوه متناسيا ضيقه: ههههههههه تصدقى محدش بيهونها عليا غيرك
– مهو أصلنا فى الهم سوا يا زيزو مقولتليش انت وفرح كنتو مولعين فى بعض ليه هى عين كوثر حصلتكم
– هههه شكلها كده
– لأ بجد زعلتها ليه
– الهانم سابت أمه لا إله إلا الله وملقتش إلا يايسين الأسيوطى وتبعزق كرامته ولولا ما لحقتها كان دفنها صاحيه
إتسعت عيناها بصدمه : مين ياسين وهو عرف دى تبقى مين
قضب جبينه : هى إيه الحكايه كوثر تحت تسألنى وانتى دلوقتى مش فاهم يعرف ولا لأ هتفرق
– طبعا
– قصدك يأذيها
– لأ يا فالح يتجوزها
– نعم
– حل مشكلتك انت وهى فى كلمتين
– مشكله إيه ؟!!
– الجوازه اللى أبوك هيموت ويتممها
– إيه هما الكلمتين دول يا فالحه
– ياسين الأسيوطى
– مش فاهم
– ياسين اتقدم زمان لفرح وكان فاكر أبوك له كلمه وعارف مكانها وهيجوزهاله لكن كانت مسافره مع امها وجوزها ولا نعرفلهمش سكه ومظهروش إلا لما امها ماتت ورجعت مع جوز امها مصر وياسين لا اتجوز ولا يعرف انها رجعت
– قصدك انه مستنيها
– أيوه
– بس هو يعرفها منين
– انت ناسى إن زمان كنا جيران فى الأرض وكان ابوه وأبو فرح الله يرحمهم أصحاب ودايما سوا وفرح كانت بتقضى أغلب وقتها معاه ودايما يعمل فيها مقالب وسمته المقلبنجى لحد ما نسينا اسمه
– ياااه دا صحيح دا أنا ناسى الحكايه دى بس دا كنا صغيرين
– لأ إحنا اللى كنا صغيرين فرح كانت فى الإعدادى وهو داخل جامعه ومحدش كان بيركز معاهم عشان شايفين فرح صغيره بس فرح كانت متعلقه بيه أوى وهو لما سافر يدرس فى الجامعه ورجع عرف بموت أبوها وطفشان امها بيها بقى هيتجنن وسمعت انه قعد يومين حابس نفسه فى اوضته بعدها سافر ومرجعش البلد إلا اما خلص ولما اتقدم لأبوك بإعتباره ولى أمرها وقاله إنه ميعرفلهاش سكه حبس نفسه إسبوع وبعدها هج من البلد بحالها وراح يدرس فى بلاد بره قعد أربع سنين وبدل ما يرجع متفتح رجع قفل مصوجر جد وقاسى ومبيضحكش للرغيف السخن والبلد كلها بتترعب منه بيحترموه آه لكن بيخافو موت من غضبه وسمعنا حواديت إنه ممكن يقتل اللى بس يفكر يضايقه
– ياااه يا شهد دا فيلم هندى عرفتى دا كله ازاى
– الحريم مورهاش إلا الرغى يا قلبى
– اومال أنا كنت فين فى دا كله
– بتذاكر ياقلب أختك ومدى كل تركيزك لدراستك
– طب أعمل إيه أنا اروح أقوله رجعت تعالى اخطبها مينفعش وبعدين دا اتغير أوى أكيد نسيها
– يابنى آدم أبوك مستعجل يجوزهالك لأنه عارف إنه منسيهاش
– طب ميجوزهاله
– لأ
– ليه؟!
– عشان ورثها هيبقى تحت ايدها وهتتحامى فى ياسين وأبوك مش هيطول اللضى
– يادى الفلوس اللى هتصعره قريب
– اومال لو عرفت الخطه كامله هتعمل إيه
– ليه هو فى حاجه تانيه
– أيوه أبوك عاوز يستفيد من كله
– ازاى
– أقولك يجوزك فرح ويبقى ورثها تحت ايده وانت كمان طوعه ويجوزنى أنا لياسين ساعتها يبقى له الأمر والنهى فى البلد وكمان هينوبه من الحب جانب
– نعم إيه الهطل ده طب ما ياسين هيعرف وهيطلع عينه
– هه مهو عشان كده بيستعجلك عاوز يجوزهالك وتسافر بيها مصر وطبعا الكل هيوافق فرح ملهاش عيشه هنا وانت شغلك هيتوسع وأنا هوافق على ياسين بالغصب مهو محدش جنبى يقفله وأمك غلبانه مش قده ويوم ما ياسين يعرف هيقوله رجعت وجوزتها للواد عشان يستر عليها متنساش انها عاشت بره سنين طويله وسهل يتصدق إنها كانت مقضياها ومع عقلية ياسين اللى بقت متخلفه هيصدق طبعا
نظر لها بذهول : إيه دا ؟! إحنا عايشين فين؟!
– فى بيت عزت الشهاوى يا ضى العين
– الراجل دا مسير الفلوس تجننه
– ربنا يهديه قبل ما تخرب أكتر
– يارب بس إنتى مالك
– مجهده جدا طبشت مع الدكتور الجديد فخلانى اخد المستشفى النهارده طول اليوم كعب داير جيت انام من الهمد مقدرتش
– هههه أحسن عشان تلمى لسانك دا شويه
– يوووه انت كمان طب قوم روح نام
– دى اوضتى أنا
– إيه دا بجد طيب تصبح على خير
– وانتى من أهله
بعد أن غفل الجميع أخذت كوثر عزت فى غرفتها لكى تخبره بلقاء ياسين بفرح وأنه لابد أن يعجل بخطته قبل أن يعلم ياسين بالأمر ولابد أن يهدأ قليلا فى تعامله مع عز وفرح حتى لا يزداد الأمر سوءا وجلسا سويا يخططتان لأحلامهما الطامعه فرغم رغبتها فى تزويج عز من إحدى بنات أخواتها لتصبح الثروه كامله بين يديها إلا أن عزت أقنعها أن هكذا أفضل وقد يزوجه فيما بعد بمن تريد حينما يحصلان على ثروه فرح
_______________
بعد أن غادر ياسين الفرح ذهب بعيدا لملجأه يقص لها يومه يخرج لها ما بقلبه يبوح لها بأحلامه وكعادتها تمتص غضبه باللين وتستمع له بنفس راضيه حتى يهدأ غضبه ويغفو بين يديها بينما عادت باقى العائله للمنزل والشيطان يسير جنبا إلى جنب بجوار عظيمه تفكر كيف تجبر ياسين على الزواج من إبنتها حتى تصبح هى كبيرة البلد ولها سلطة التحكم فى الناس
أخبروا عظيمه أنها كبيره بالفعل فهى تحيا من أيام الملك خوفو
رأيكم وتوقعاتكم؟؟؟
إيمى عبده
الفصل الثالث
مرت تلك الليله البائسه على الجميع ومنذ الصباح وعز يحاول مراضاتها وإقناعها أن ما فعله هو الصواب دون جدوى بينما تشاهدهما رحمه بقلب متمزق
بعد أن يأس عز فى محاولته ذهب لشهد لتساعده فوجدها غارقه فى النوم فأيقظها حينها أدركت تأخرها على المشفى فأصبحت تركض بحثا عن ملابسها هنا وهناك وهى تسمتع له وبعد أن إنتهى طلبت منه أن يرسل لها فرح ريثما ترتدى ملابسها وبالفعل وحينما أتت أخبرتها مباشرةً أن عز كان خائفا من ياسين لأنه قاتل يفتك بمن يُغضبه وكل من بالقريه يعلم ذلك فهدأ غضب فرح وسامحت عز
بعد ذلك ذهبت شهد لوالدتها تلقى عليها تحيه الصباح وتبعتها فرح فظل عز يضايق شهد كعادته
تذمرت شهد : ياماما خلى ابنك الرخم يبطل يرخم عليا
إبتسم وهو يحرك حاجبيه ليكيدها : ولو مرخمتش عليكى أرخم على مين أجيبلى أخت من بره
عقبت فرح بمزاح : يارخمييين ههههههه صباح الخير ياطنط
أجابتها ساميه بإبتسامه هادئه : يسعد صباحك يابتى
أتى عزت إثر سماعه لأصواتهم : واجفين ترطو فى إييه إهنه
تلعثمت شهد بخوف : بب بابا ب
فرح : صباح الخير ياعمى
وزكتها شهد لتصمت وتخفض رأسها ولكن دون جدوى
تعجب عزت منها : إنتى عتطلعيلى وانتى بتتحدتى وياى
فسألته فرح بإستغراب : اومال أبص فين؟!!
صاح عزت بغضب : فى الأرض إحترمى الكبار ولا امك مجدرتش تعلمك الإحترام
تنهدت بهدوء حتى لا تنفعل ثم قالت : الإحترام بإسلوب الحوار مش بالعته اللى بتقوله ده وبعدين لو عالإحترام من باب أولى تحترم ذكرى الأموات اللى سيرتهم أنضف مليون مره من سيرتك النجسه وانت عايش بالإذن يا هه ياعمى
تركتهم جميعا ينظرون لبعضهم فى صدمه بينما ذهبت للحديقه لتجد الخادمه هديه تحمل أطباق الطعام : على فين ياهديه
– عطلع الفطور للست كوثر
قضبت جبينها : وهيا منزلتش تفطر معانا ليه؟
– له الكل كوم وست كوثر كوم تانى
– ليه بقى؟!
– اطلع الفطور وارجعلك أحسن تطين عيشتى
– تمام هستناكى عند المرجيحه
ذهبت فرح للحديقه تنتظر هديه بينما تسللت شهد مستغله ذهول والدها إلى الخارج لتذهب للمشفى قبل أن يفيق من ذهوله ويصب جم غضبه عليها ثم ذهب الجميع إلى أعمالهم وذهب عزت لكوثر غاضبا بشده يطلب منها المشوره فهى من طلبت منه أن يهدأ فى معاملة فرح كى لا تتمرد ولكنه لن يتحمل لسانها كثيرا
((((((******))))))
وصلت للمشفى متأخره فوجدت أحلام ترمقها بتشفى
: جرى إيه هى ناموسيتك كوحلى ولا إيه
أجابتها رقيه بضيق : لأ بنبا جرى إيه يا أحلام عالصبح
لوت فمها بإمتعاض : منتش شيفاها جايه إمتى الحق عليا إنى خايفه عليها من عقاب الدكتور جاسر
سخرت رقيه من حديثها : قلبك عليها أوى
أحلام : اومااال مش زميلتى
تنهدت رقيه بنفاذ صبر ونظرت لشهد متسائله : إيه اللى أخرك كده مش عادتك
زفرت بضيق : منه لله اللى كان السبب
– ابوكى؟
– لأ دكتور جاسر
حدثتها أحلام بغيظ واضح : نعم وهو ماله بيكى
أجابتها بضيق : مش قطم وسطى شغل إمبارح روحت خلصانه وعضمى مكسر معرفتش أنام وفين وفين لما نمت كنا بقينا الفجر ولولا عز كان عاوزنى فى طلب وصحانى مكنتش جيت من أصله
وصل ليجدهن يثرثرن فوقف خلف شهد قائلا بهدوء : خلاص خلصتو رغى
إنتفضت شهد فزعا وهى تلتفت سريعا له : يالهوى
ثم زفرت بضيق : يخربيت كده
صر جاسر على أسنانه بغضب : بتعجنى بتقولى إيه
شهد : بكح يا دكتور هروح أجيب دوا الكحه وأجى تعالى يا رقيه ندور عليه سوا
سألتها رقيه متعجبه : هو إيه
شهد : دوا الكحه يلا
جذبتها خلفها وإبتعدت سريعا بينما وقف يبستم قائلا : آه يامجانين
حدثته أحلام بخبث : شايف يا دكتور جايه امتى
تنهد بضيق : أنا اللى شايفه إنك فاكره نفسك فى كباريه
إتسعت عيناها بصدمه : نعم
– دى مستشفى محترمه وف محافظه صعيدى صحيح إحنا فى المدينه بس بنحترم الذوق العام بقى بذمتك دا منظر تخرجى بيه من بيتكم
تنهدت بدلال مزعج : أوه انت خايف عليا
رمقها بإشمئزاز : لأ قرفان من شكلك لما تشتغلى معايا اغسلى وشك عالأقل أعرف لك شكل وبرضو منعا لتناقل العدوى
نظرت له بغضب قاتل ثم تحدث وهى تصر على أسنانها : عن إذنك
تمتم بخفوت : فى ستين غارقه
جاء محمد فسمعه يحدث نفسه : انت لسعت من يومين بتكلم نفسك على كده أنا استاهل جايزه
جاسر : يا أخى انت مستحمل العاهات دى ازاى
– شهد تانى
– لأ شهد دى غلبانه بوق عالفاضى ولما بتغلط بتستحمل عقابها من غير ما تنطق ومع انها غلباويه بس ذكيه وشاطره وموهوبه لكن الدور والباقى على البقره المتورنشه التانيه
– ههههههه أحلام معلش هى طريقتها مزعجه شويه
– شويه قول كتير دى حاجه تخنق دا غير جردلين البويه اللى ممعجنه خلقتها بيهم
– أصلها مش من هنا
– ياسلام ما رقيه مراتك مش مت هنا بس محترمه وذوق
– لأ رقيه هو فى زيها بس لو تبطل غيره هبله من قريبتها المستفزه دى
– ربنا يهديهالك
– يسمع من بوقك ربنا ياجاسر يا أخويا
(((((((********)))))))
جلست فرح فى الحديقه تستمع إلى حديث هديه الممتع فهى منذ أن قابلتها وهى تعشق طييبتها وعفويتها
فرح : ههههههههه إنتى عسل عسل عسل ياهديه كملى وبعد إيه ما اتخرطتى
هديه : وه اتخربطت ياست
– ها وبعدها
– لجيته بيجولى أنى جوزك ياهبله
– هههههههههههه يابنتى إنتى مشوفتيهوش قبلها خالص
– له اتطلعتله مره فى الرؤيه الشرعيه بس كنت خجلانه منيه ومتفسرتش فى خلجته زين
– واتفسرتى ليلتها ههههههه
– وه عتخجلينى ياست
– إنتى لذيذه قوى يادودو كملى
– دود كيف يعنى إنتى عتهزجينى
– دود إيه يع بقولك دودو بدلعك ياهديه
– ياحلاوه ياولاد والله واتجلعت ياولاد
– ليه هو الراجل مبيدلعكيش ولا بيقولكيش كلمه حلوه كده ولا كده
– له بيجول
– بيقول إيه؟
– عيجولى يابجره
رفعت حاجبيها بتعجب : نعم وهو كده بيدلعك اومال لو بيشتمك بيقولك إيه
– عيجولى ياحماره
– ههههههههه انتو كلامكو كله حيوانتى كده ليه
جاءت كوثر منفعله تصيح فى هديه : إنتى ياهبابه الطين بندهلك من الصبح إيه انطرشتى
هبت واقفه مطأطأة الرأس بندم : حجك على راسى ياست والله ما سمعت
– طبعا مهما الخواجات المقصعين واخدين وقتك ومش عاملين حساب لكبار البيت
حدثتها فرح بهدوء ساخر : ولما إنتى كبار البيت ليه تافهه وعامله راسك براس عيال البيت وبعدين عاوزه هديه فى إيه الخدم مالى البيت وانتى معاكى ايدين ورجلين لا اتشليتى ولا اتكسحتى اخدمى نفسك بنفسك متبقيش زى الجاموسه يحطولها الأكل والميه عشان يعلفوها
أشارت كوثر لنفسها بصدمه : أنا جاموسه
فرح : مع احترامى للجاموسه اللى أحسن منك على الأقل كلها فايده لبن وجبنه وسمنه دا حتى الروث بتاعها بيفيد الأرض والستات وهيا بتخبز وفى الآخر لحمها وجلدها أكل وفرش إنتى بقى أكل ومرعى وقله صنعه يعنى ملكيش أى تلاتين لازمه وجايه تهللى على إيه روحى شوفى حد تانى تطلعى مركبات نقصك عليه يلا
-صاحت بغضب : إنتى اتجننتى طب وربنا لانا قايله لعمك يريبيكى
جاء عزت من الداخل فقد إتفقت معه أن تفتعل مشكله بسيطه ويقف هو فى صف فرح ليجتذبها نحوه وتصبح طوع أمره ولكن لم يتخيلا أن يصبح الأمر حقيقى ولا تهتم لهما
عزت : جرى إيه
كوثر : انت جيت فى وقتك بنت أخوك الغاليه بتشتمنى
نظر لفرح بصدمه مصطنعه : إيه
كوثر : بتقول عليا جاموسه غير البلاوى التانيه اللى قالتها
فرح : عيب ياطنط تكدبى أنا مقولتش عليكى جاموسه ليه اشتم الجاموسه
لم يتحمل وألقى بخطتهما عرض الحائط وهم بصفعها ليفاجئ بها تصد الصفعه وتقضم يداه حتى أدمتها ثم بثقت دمائه من فمها بتقزز وهيا تنظر له يتحدى : بيقولو عندك ضغط وقلب وسكر ابقى زود عليهم الشلل فى القريب العاجل آه وإلحق الجرح دا بدل ما تفطس
كان يتابعها من بعيد فقد آثارته ضحكتها العذبه منذ دلف من باب الحديقه
كان يتابع وهو لا يستطيع كبح ضحكته على أفعالها وتحولها المفاجئ من بريئه ساذجه لمتمرده شرسه لا يعلم لما لم تفارقه صورتها منذ الأمس قد يكون ردها الحاد معه هو السبب فلم تتجرأ غيرها وتفعل ذلك منذ رحيل فرح أُعجِب كثيرا بها وقرر أنه إذا ما تزوج لن تكون غيرها تلك العنيده المتمرده كان يظنها تلك المدعوه شهد ولكن بعد سماعه لحديث كوثر كونها إبنة أخ عزت اعتقد أنها إبنة عبد الرحمن فليكن لن ينتظر فرح مجددا فهى كالسراب
لم يتحدث أو يجعلهم يشعرون به بل غادر بهدوء فليس هذا وقت الحديث وعزت شبه مصاب
بينما أسرعت فرح لعز لتخبره أن يحضر الإسعافات الأولية لينقذ والده فهيا تعلم أن مريض السكر أقل جرح يضره ولو أهمل قد يرحل من هذا العالم
هيا لا تكره عائلتها ولكنها تتمرد على أحوالهم الخاطئه
(((((((*******))))))))
ذهبت تبحث عن محمد لتنهى معه بعض الأوراق فصادفت عم حمدى : فين دكتور محمد ياعم حمدى
– كنت شايفه من شويه بيمر فى قسم العظام
– طيب
ذهبت إلى قسم العظام فلم تجده : إيه دا مهوش هنا يبقى لازم رجع مكتبه إيه دا مستحييل دى ريحه محشى
تحركت ببطأ كأنها تصطاد أرنبا وهيا تتذوق شفاها بشهيه حتى وصلت لمبتغاها
عيناها تنظر برغبه قويه للطعام وهيا تتحدث بحده زائفه لهما : إيه دا انتو اتجننتو محشى هنا انتو فاكرين نفسكو فى نزهه
أجابتها والدة المريضه بترجى : معلش ياست الدكتوره البت هفتانه وأكل المستشفى مبيمريش
– فى دى عندك حق وربنا دا أنا بطنى نشفت
– ياعينى يابنتى تعالى كوليلك لقمه معانا تقوتك شوي يالهوى
لم تنتظر أن تنهى تلك الأم عرضها فإختطفت القدر من يد الفتاه وإنهالت عليه تحت نظرات الأم وابنتها المذهولتان
كانت تتحدث وهيا تقضم قطع الطعام بشهيه ونظراتها لباقى الطعام توحى بأنها لم ترى الطعام منذ قرون
بينما كان جاسر يبحث عن صديقه حينما قابل هذا العجوز الطيب يسير محاذيا له :٠عم حمدى مشوفتش دكتور محمد
– آخر مره شوفته كان فى قسم العظام بعدها معرفش
– طب ممكن لو سمحت تعملى فنجان قهوه مظبوط ووديهولى المكتب على ما اشوفه
– انت تؤمر يا دكتور
– الأمر لله وحده بس إيه يادكتور دى انت مش أول ما شوفتنى قولتلى يا ابنى
– آه دا قبل ما أعرف انت مين
– إيه الكلام ده لا كده ازعل أنا حبيتك أوى وعاوزك تقولى دايما يا ابنى ماشى
– ماشى ما انت طلعت سكره اهوه اومال ليه دكتوره شهد بتقول عليك إتم
كان ينظر له مذهولا هل هو فى مشفى عام أم مستشفى المجانين فجميع من هنا ليس لديه من العقل ذره وألسنتهم تقذف فلتات صادمه
رأته أحلام فأسرعت إليه بلهفه : دكتور جاسر وحشتنا
أجابها بغضب: وحش لما يلهفك هو إحنا أصحاب وأنا معرفش ثم إنتى مش كنتى فى خلقتى الصبح
– إيه طريقتك دى ولا هو انت ليك ناس ناس
– الزمى حدودك يا دكتوره
لمع الخبث بعينيها فتحدثت بمكر لتشعل غضبه تجاه شهد فهى تخشى أن يعجب بها فهى جميله وذكيه ومحبوبه من كل من يعرفها : اشمعنى أنا ماشهد عماله تعجن معاك وعادى
– يادى زفته اللى طلعتلى فى البخت اتفضلى على شغلك بدل ما وربنا ماهخليكى تعرفى تولدى معزه عرجه حتى امشى
ركضت من أمامه فيبدو أنه ينتوى قتل أحدهم اليوم ولكنها سعيده فقد تسببت فى غضبه من شهد وسيعاقبها
______________
كانت تأكل بشراهه : أنا مش جعانه وميصحش أكل أكلها دى مكسوره برضو ومحتاجه غذا أنا بس بدوقه ليكون الملح زياده ولا حاجه
كانت تتحدث بفم ملئ بالطعام ويداها تتناول المزيد وقد أفنت نصف ما بالقدر من طعام بينما تنظر الأم وابنتها بعدم تصديق فشراهتها للطعام مخيفه
لاحظت نظراتهما ولكن لم تهتم واستمرت فى الأكل وحاولت إخفاء فجعها بحديث ساذج : الأكل حلو إنتى اكيد امها عشان كده يجنن
– آه أمها اومال هكون مين يعنى
– حماتها مثلا بس طعم الأكل يأكد إنك امها
تعجبت الفتاه المصابه : اشمعنى يعنى؟!
– مهو لو حماتك هتعملهولك معجن ولا اللبخه عشان تزهقك ولا تدلقلك فيه كيسين ملح ولا شطه اهو
– مش كل الناس وحشين يا دكتوره
– قولى الكلام ده لمرات أبويا
نظرتا لها بصدمه متعجبتان : مين؟!!
لوحت بيدها للفتاه المصابه : كولى كولى إنتى مبتكليش ليه دا الأكل يجنن بقولك إيه ياحاجه إنتى عندك عيال صغيره
– لأ يابنتى كلهم متجوزين ودى آخر العنقود
– حلو يعنى فاضيه اما تروحى بقى اقعدى اتسليلك فى حلتين محشى عشان بكره
– حلتين ليه ؟! هو فى إيه بكره
– فى إن بنتك مكسوره والعضم مش هيلحم لوحده وهيا ضعفانه كده آه وابقى هاتى فرختين بلدى وحمريهم والملوخيه أنا نفسى فيها ومتشيليش هم الفلوس إن كانت هيا بنتك اللى آخر العنقود أنا اللى بعدها
– بعدها فين؟!!
– واقفه اتفرج على العنقود وواجبى أشارك فى مصروفات البيت وأدى ميتين جنيه خدى بس ومن هنا وجاى كل يوم تعملى حسابك على غدا لتلات انفار
– تلاته؟!!
– آه أنا بإتنين وليكى عليا بنتك فى عنيا لحد ما تخرج
– بس إنتى يادكتوره مش فى القسم ده
– آه أنا فى النسا والولاده
– طب وأنا هعمل بيكى إيه
– مسيرك هتحتاجينى برضو ولا إيه وركزى فى الأكل بقى خلينا نخلص قبل ما المشرف بتاعى يلاحظ غيابى وتبقى ليلتى هباب
– ليه يعنى
– أصله عُقَد مبينبسطش أبدا وأنا مرتاحه بيشوفنى أضحك ولا أبتسم حتى يركبه ستين عفريت تقوليش ضُرته وأنا معرفش
توقفت عن كل شئ وهيا تنظر لهما فيبدو أنهما ينظران لما يستدعى قلقها بالخلف فتسائلت بخوف: فى إيه ؟ مين اللى واقف ورايا؟
أجابتها والدة المصابه : دكتور
– اوصفيهولى
تعجبت منها ولكنها أجابتها : طويل وعريض وبسم الله ما شاء الله عليه فلقه قمر وعنيه بتطق شرار
تلعثمت برعب : هو هو أنا قلبى كان حاسس إن اليوم ده مش فايت كنتى بصالى فى اللقمه
توسعت عيناها وهى تضرب صدرها براحه يدها: يا لهوى لقمه دا إنتى مهوبتيش جنب العيش زلطتى الفرخه وحله المحشى من البت
لوت فمها بحزن طفولى : إنتى أم إنتى بقى أقولك اعتبرينى زى بنتك وانتى مستخسره فى صباعين محشى
هتفت بذهول : صباعين كل ده وصباعين دا أكل أربع انفار يا ظالمه
– ولما هو لأربعه جيباه لبنتك ليه هتهببى إيه بالباقى
– وانتى مالك إيه دا دا إنتى اللى عملك دكتوره ظلمك
– مظلمنيش لوحدى دا ظلم كل المريضات
لاحظ أنها تفتعل شجار لتتهرب منه فتحدث بحزم قاطع : خلصتى عك ولا لسه
إنتفضت بذعر: يالهوى هو لسه واقف
اومأتا سويا برأسيهما بالموافقه
دفعت آخر قطعت طعام فى فمها وقامت لتحاكيه فتوقفت قطعه الطعام بفمها
فصاحت والدة المصابه : يا لهوى دى زورت والزغطه ملكتها اهبدها كف يا ابنى على ضهرها بدل ما تفطس
لم يمهلها وقتا لتعترض فإذا به يضربها ولكن برفق
– مش كده يا ابنى دق جامد
طرق براحه يده بقوه على ظهرها فتفاجى الحضور بطيرانها أرضا
صاحت شهد متألمه : آه آه ااااه يا أنا
– يالهوى دى بتطير
– يطيروكى مع غراب أحول إنتى البعيده عاميه منتش شايفه الباب دا كله وتقوليله دُقها تندقى فى عمود مسوس يارب
– يعنى نسيبك تفرفرى
– افرفر مين ياست فرخه إنتى
تنهد جاسر بنفاذ صبر : دكتوره شهد دى مستشفى مش مولد الردح وخناقات الحريم دى مش هنا ودا مش قسمك اتفضلى عالقسم بتاعك
نظرت له والدة المصابه بضيق : وأكل البت اللى لهفته
إنفعلت عليها غاضبه : يلهفك قطر أنا دفعالك أد تمنه مرتين
هدر بها جاسر : شهد على قسمك
فزعت من صوته الغاضب وركضت إلى قسم عملها
وبالطبع لم يمر الأمر مرور الكرام فقد عاقبها وهى نفذت عقابها بصمت دون أدنى إعتراض فهى تعلم أنها مخطئه ولكنها لا تكف عن الأخطاء
________________
بعد أن عاد جاسر من عمله جلس أمام والده فى شرفة غرفته يطلب منه الإذن بالحديث فى أمر هام
– كنت عاوز حضرتك فى موضوع
– خير يا ولدى
– كان فى حاجه حصلت إمبارح بالليل وحبيت أقولك لأنى بصراحه مش مطمن
– حاجه إيه دى
تحدث بحرج : إمبارح جيت من المستشفى متأخر ومن التعب مروحتش الفرح ونمت قلقت بالليل لقيتنى عطشان والدورق فاضى نزلت أشرب وأنا طالع أوضتى لقيت هند بتتسحب وراحه ناحيه أوضه ياسين ولما ندهت عليها وسألتها بتعمل إيه هنا اتلجلجت فى الكلام ومعرفتش ترد وفجأه لقيت أمى قدامى بتقولى إنها هيا اللى بعتاها تجيب ميه
– ميه إيه المطبخ من الناحيه التانيه
فأجابته والدته بتلعثم يؤكد كذبها : هه أا أصلها آه لساتها نعسانه
– لأ مهو واضح ومن امتى بتمشى فى البيت بالهدوم دى
– مالها
– هو إيه اللى مالها دى لابسه قميص نوم
أجابته بضيق : ما أهى لابسه الروب عليه أهه
– روب إيه دا شفاف وقصير لبسه زى عدمه
– خلاص جرى إيه انت جايم من نومتك تزهج علينا يلا يابت
كان يستمع له والده بإنتباه شديد : ها وبعدين
– ولا قبلين دخلو اوضتهم تانى بس أنا مش مقتنع بالحوار كله حضرتك رأيك إيه أنا مأفور ولا فعلا فى حاجه غلط
– أى حاجه تخص امك لازمن تبجى غلط بجولك إيه انت عتحب ياسين كد إيه ومستعد تعمل إييه عشان تنجيه من أى خطر
أجابه بجديه : ياسين دا أخويا وأفديه بروحى لكن ليه السؤال ده
– عاوزك تاخد اجازه لسبوع من النهارده وتسافر أيتها موكان بعيد عن اهنيه وتاخد امك وخيتك وياك
– ليه هما عاوزين إيه من ياسين
– عاوزين يجراله اللى جرالى زمان يا ولدى
– مش فاهم
– يرضيك ياسين يعيش مع خيتك عيشتى أنى وامك
– لأ طبعا وبعدين ياسين مبيحبش هند وبيعاملها عادى
– خليص ضحى بوجتك سبوع وخدهم بعيد عن اهنيه وانى هخلص الموضوع ديه جبل رجوعكم
– طيب بكره أنا
قاطعه بسرعه : له له هما مادام عجدو النيه معينظروش انت تاخدهم الليله
– يا بابا مش هينفع وهتتفقس لأن الحكايه لسه إمبارح بالليل طب أقولك أنا هنام مع ياسين النهارده وبكره ننفذ أكون ظبطت امورى فى المستشفى وهما ميشكوش ولو إنى مش فاهم حاجه
– عفهمك بعدين
– بس خايف متخيلش عليهم
همهم يفكر : هممم أجولك انت تجول لجدك إنك مسافر ساعه الوكل وأنى هتأخر هبابه عشان ميعكشوش فى حاجه هاتشى
إنفص فى جلسته خوفا على والده حينما وجده يعطس : مالك انت كويس
رتب على كتفه بحنان : متجلجش على بوك دول كلياتهم شويه برد على خفيف إجده
– خد بالك من نفسك
– ربك الحامى يا ولدى لمهم اما هند عتسمع إجده هتمسك فيك طوالى
تعجب سائلا :تمسك فيا ليه؟!!
– هيا بجالها كتير عاوزه تسافر وأنى ماموافجش تسافر لحالها ولا حتى مع امك هيا امك عاوزه الحرج صوح بس دول جوز حريم ميصوحش يسافروا لحالهم
– فهمت هيا تشبط فيا اخدها معايا وأنا اوفق وماما طبعا متقدرش تستغنى عنها هتيجى معانا
– له انت ترفض فى لول متنساش انكم معتتفجوش واصل لو وافجت طوالى هتبجى مكشوفه ومتجلجش جدك هخبره واخليه هو اللى يجبرك جدامهم ساعتها تبجى محبوكه
– يا دماغك يابابا آه صحيح ياسين مبتش من إمبارح هنا
– هههههه كومان طب كنت سيبها تدخل خلى دمهم يتحرج
– لأ بقى أنا لازم أفهم
– مش وجته بس متجولش لجدك إن ياسين منامش فى فرشته الليله عشان متجمش حرايج
– وأنا مالى ربنا يهديه
– لما الموضوع ديه يتم هيتهدى لحاله
– يارب ولو إنى برضو عامل زى الأطرش فى الزفه
هو يعلم الحقيقه كامله ولكنه لم يظهر ذلك لأباه حتى لا يضعه فى موضع حرج وأراد منه أن يفيض هو بما يؤلم قلبه حتى يرتاح ولكنه لا يزال رافضا لإخراج آلامه من بين أضلاعه
جاسر على علم بما يحدث ولكنه يحترم خصوصيات الآخرين فيظهر أمامهم عدم المعرفه بشئ
يعلم أن عظيمه التى من المفترض أنها أمه ولكنها لاتهتم به قد أرسلت هند فى منتصف الليل فى هذا الوقت لغرفه ياسين لتفتعل فضيحه ويضطر للزواج منها لم تهتم لسعادة ابنتها فما يهمها هو المال والسلطه لم تبالى أن ابنتها ستحيا تعيسه فى كنفه فهو لن ينسى هذه الفعله لم تتعلم من تجربتها الذاتيه فقد تزوجت بنفس الطريقه فهو كان كارها لها ورافضا إياها وقد كان ينتوى خطبه أخرى ولكنها إفتعلت فضيحه وأجبرته على الزواج منها حاول أن ينسى الأمر ويحيا معها فى سلام ولكنها كالأفعى تنفث سمها أينما ذهبت لم تبحث عن حبه يوما أرادت الجاه فقط ورغم إنجابها لجاسر وهند إلا أنها لازالت ذات قلب متجمد لا يملؤه سوى الطمع لذا خططت لتعيد الكره مع ابنتها لأنها لاحظت أنهم ينتوون خطبة إبنه عزت له لذا يحاول والد جاسر ابعادهما حتى يتمم الأمر ويعودا ليجدا كل خططتهما ذهبت سدى
قضى ليلته مع ياسين يتثامرا حتى غلبهما النوم فلم تستطع عظيمه تنفيذ خطتها
((((((((******))))))
تغرد العصافير لقدوم الصباح بينما وقفت فرح فى الحديقه تنظر لأعلى الشجره بتذمر طفولى : يييه وانتى لازم تطلعى فى العلالى كده
خرجت شهد فوجدتها تحدث نفسها : إنتى لسعتى يافرح بتكلمى نفسك
– أعمل إيه منظر البرتقانه دى مغرى أوى وطالعه فى الفرع العالى لا والفرع رفيع يعنى مش هعرف اطلع الشجره وأجيبها
– تطلعى دا إيه وافرضى وقعتى
– يوووه عاوزاها
– اشمعنى دى يعنى دا إنتى مش من عشاق البرتقان أوى يعنى
– عارفه بس عشان حلوه والشمس ضاربه فيها لونها يجنن أو عشان هيا الأخيره اللى فلتت من كوثر وبعيده
– طب ماتجيبى السلم
– والله فكره روحى هاتيه وتعالى
– ما تروحى إنتى أنا لازم امشى
طالبتها بترجى : متبقيش رخمه افرضى مشيت ووقعت وحد غيرى خدها دا أنا بقالى ساعه بهز فى الشجره ودى لازقه بغرا
– هههههه طيب هروح اجيبه
– بس لو كنت طويله كمان نص متر
– بطلى أحلام خرافيه
بعد أن غادرت شهد حاولت فرح جاهده أن تصل إليها ولم تستطع إنتظار السلم فوقت على أطراف أصابعها دون جدوى فبدأت تقفز للأعلى بإتجاه البرتقاله وهيا تمد يدها علها تسقطها مره بعد أخرى حتى جاءت مره وجدت نفسها ترتفع للأعلى حتى وصلت لها فهناك يد قويه ترفعها لم تنظر من هو ظنا منها أنه عز رفعها حتى قطفت البرتقاله ثم نظرت للأسفل لتجد ياسين ينظر لها بإبتسامته الساحره : ها جبتيها ولا فى حاجه تانيه عاوزاها
أجابته بإرتباك وهى بالكاد تلتقف أنفاسها : هه لأ أأ نزلنى
أنزلها ببطأ حتى تقابل وجهيهما وإختلطت أنفاسهما الدافئه وهما يقتربان حتى تحمحمت شهد بخجل وهى تحمل السلم: أعتقد إن السلم معدلوش لزوم
إبتعدا سريعا بحرج وكلا منهما ينظر يإتجاه آخر
وجدت شهد أن هذه هى فرصتها الذهبيه لتخبر ياسين بمن تكون الواقفه أمامه: أسيبك أنا بقى يا فرح أصلى إتأخرت على المستشفى
أجابتها بإرتباك : هه أأ آه ماشى سلام
تركتهما وغادرت بينما وقفت فرح خجله تبحث عن كلمات تهرب بها من هذا الموقف بينما تجمدت الدماء فى جسد ياسين منذ أن سمع إسمها وعلم من تكون
خرج عز لعمله فوجدهما يقفان سويا فخشى أن يتشاجرا مجددا ويحدث مالا يحمد عقباه ثم تذكر حديثه مع شهد ووجد أنها فرصته ليخبر ياسين فأسرع يلقى السلام فأجابته فرح بينما ظل ياسين جامدا ولكن حديث عز قد أفاقه من ثباته الجليدى : ياسين بيه انت كويس
– هه أأ آه
– إيه هيا فرح ضايقت حضرتك تانى
نظرت له فرح بضيق : أفندم هو أنا اللى كنت مضيقاه
تنهد ياسين ثم تأملها بهدوء وتحدث بصوت حنون : لأ يا ستى أنا اللى ضايقتك وكنت جاى النهارده عشان أعتذر
نظرت له بغرور مصطنع : تقبلته
ياسين : ههههه لسه غلباويه زى ما إنتى
تعجبت متسائله : ليه هو انت كنت تعرفنى سابق؟!!
قضب حاجبيه بضيق فهو ظل ينتظرها أعواما وهى لم تتذكر وجوده وإبتلع غصته بألم : لأ متعرفنيش عن إذنكم
عز : ميصحش برضو تبقى عالباب ومتتفضلش تشرب حاجه
نظر له بحزن وقرر أن ينتقم من قلبه الغبى الذى عشقها فقال: نشرب الشربات بقى وأنا جاى أخطب أختك قول لأبوك هنجيلكم بكره بالليل
توسعت عيناه بصدمه وهو لا يصدق ما يسمعه ولم يفق من صدمته إلا بعد رحيله حينما تحدثت فرح : أنا أسفه أوى ياعز مكنتش أعرف إنه خطيب شهد محدش قالى
نظر لها عز بغيظ : ألطم ولا اتشل أحسن
قضبت جبينها بتعجب : ليه بس أنا مستعده اعتذر له عشان شهد مادام متعلقه بيه
صاح بوجهها غاضبا : يعلقوكى بالمقلوب زى الدبيحه قولى إن شاء الله
– جرى إيه ياعز
– جرى كتير إنتى متعرفيش دا مين
– لأ
– دا ياسين الأسيوطى إيه رأيك بقى
– مين ياسين الأسيوطى
– نعم ياختى
– مالك إيه علم من أعلام الدول مثلا
– نهار إسود إنتى صحيح متعرفيهوش
– لأ
رفع يداه داعيا : الله يهدك ياشهد كده أنا لبست فيكى رسمى
– مش فاهمه
– شكلك هتبقى عروستى يا عروسه
رحمه : نعم انت مش قولت إنكم اخوات
تصنم حينما سمع صوت رحمه وهى تصيح فهو لم يشعر بها حينما خرجت للحديقه
إبتسم لها بغباء : رحمه صباح الخير
فصاحت بغضب : صباح الزفت على دماغكم
حاول الهرب قائلا : أنا ورايا شغل عن إذنكم
– نعم انت فاكر إنك هتخلع لا وربنا مانا سيباك
تعجبت فرح : فى إيه
صاحت رحمه الغاضبه : انت هتستعبطى مسمعتوش كان بيقول إيه
حاول عز تهدئتها : اهدى يارحمه لو كوثر سمعتنا هتولع أكتر ماهى والعه
رحمه : دا أنا اللى هولع فيك وفى البيت باللى فيه
فرح : لأ ولعو فى بعض براحتكم أنا راحه أكل برتقانتى
نظر عز لفرح بغيظ وهى تغادر : إيه البت دى هتشلنى دى ولا هى هنا
رحمه : ممكن أفهم إيه اللى سمعته ده
– خطه رسمتها شهد وخربت
– نعم إيه علاقه شهد بالموضوع
– رحمه أنا لبست فى الحيط
– مش فاهمه
– ولا أنا ازاى فرح متعرفوش
– انت هتجننى هو مين
– ياسين الأسيوطى
– متعرفوش ازاى
– كان قدامها ومعرفتهوش
– طبعا مش عدى سنين هتلاقيه هو نفسه معرفهاش
– دا صحيح بس أنا لما نطقت إسمها حسيته عرفها لكن هى إسمه بالنسبه ليها ولا تعرفه
أجابته بتلقائيه: طبيعى
قضب جبينه : أفندم
– كانت بتناديله المقلبنجى ومع الوقت ولأنها كانت صغيره نسيت إسمه الحقيقى
ضرب جبهته براحه يده : أخ فاتتنى دى
– بس برضو مش فاهمه
– بعدين يا رحمه بعدين أنا اتأخرت عالشغل
تركها وغادر بينما ظلت واقفه لا تفهم شئ
(((((((*******))))))))
أتى إليه رائف مدير مشفاه بالعاصمه ليطلعه على مستجدات الأمور بها ويطمئن عليه فهو صديقه المخلص ولكنه عاشق للنساء خفيف الظل حينما رأى رقيه غمزه قائلا : أجرنك لبدان هنا
– نعم
– السما هنا بتحدف مزز
نظر جاسر لما ينظر إليه فعنفه بغضب : يخربيتك انت أعمى مش شايف بطنها قدامها
– يابخته لما كده وهيا حامل اومال بتبقى ازاى وهيا فاضيه
– لايمها واتلم الدكتور محمد لو سمعك هيقتلك
– ياسلام ليه يعنى أنا ببدى برأيى ولا هو هيحتكر الجمال كله
– يامتخلف دى مراته
– إبن اللعيبه وقع واقف
– اتلم بقى حد يسمعك هتحطنى أنا فى موقف بايخ
لاحظته أحلام أثناء دوخلها للمشفى فأسرعت إليه بإبتسامه عريضه : صباح الخير يا دكتور
– صباح النور
تصنعت الخجل : صباح الورد
– هنقضيها صباح خير يا أحلام
– مفيش يادكتور بصبح هو لازم يكون فى حاجه
– لأ مش لازم واديكى صبحتى على شغلك يلا
– حاضر
نظر له رائف بغيظ : انت هتفضل مدب وقفل لامتى البت بتلاغيك وشكلها واقعه ومهياش وحشه يعنى عشان تصدها كده
– قصدك إيه يعنى لو حلوه هسايرها
تمتم بخفوت :الصراحه لأ لو فينوس مفيش فايده فيك
– بتبرطم تقول إيه
– بقول الله يعين اللى شغالين معاك
لاحظ شهد حين دخولها المشفى فنادى عليها بغيظ : اوووف إنتى يامصيبه
حاولت فى البدايه أن تمر دون أن يراها ولكن هيهات وحينما وجدته ينظر بإتجاهها وهو يصيح تيقنت أنها المقصوده فذهبت إليه تتمتم بخفوت : اصطبحنا
– إيه اللى مهبباه ده إنتى فاكره نفسك فى جنينه
إبتسمت بغباء حتى تلهيه عن إهانتها: صباح النور
إشمئز من حديثها بفم ممتلئ بالطعام : إبلعى الأول
إبتلعت ما فى حلقها من طعام ثم قالت: حاضر ها صباح النور هو مش حضرتك بتصبح برضو
– إنتى معتوهه أنا بقول إيه وانتى بتقولى إيه وإيه المنظر ده
– بفطر يادكتور مفطرش يعنى
– دا منظر واحده بتفطر دا إنتى ولا العيال الصغيره ثم مش فى مكتب كافتيريا ابقى اطفحى هناك ولا افطرى فى بيتكم بدل الأرف ده
– هو حضرتك زعلان ليه أنا لا وقعت فتاويل عالأرض ولا بهدلت نفسى
– أنا قولت من الأول إنك أعيل من العيال يابنى آدمه فى دكتوره محترمه تمشى تقرقض دره وبطاطا فى الطرقه وأظن جايه طول السكه كده
– لأ الراجل لقيته قدام المستشفى فرصه متتعوضش وأنا نفسى فيهم
عقب ساخراً : ليه بتتوحمى
– لأ لسه بدرى على الوحم لسه خطوبه وشبكه وكتب كتاب وفرح وزفه وحمل وبعدها وحم صح ولا نسيت حاجه
لم يتمالك رائف ضحكته : هههههههه إنتى عسل أوى يابخت اللى هيقع فيكى مش هيمل أبدا يعنى جمال وخفه دم
نظرت له بلهيب حارق من الغضب وصاحت به : دم لما يلهفك انت توجهلى كلام بصفتك إيه
لم تتحمل شهد غزل رائف الصريح لها حينما غمزها بإبتسامه : إيه دا معقول الجمال ده وتبقى قطه شرسه كده
– ااااااه
رأيكم وتوقعاتكم ؟؟؟
إيمى عبده
الفصل الرابع
لم تتحمل شهد غزل رائف الصريح لها حينما غمزها بإبتسامه قائلا : إيه دا معقول الجمال ده وتبقى قطه شرسه كده
– ااااااه
صرخت وهيا تهجم عليه تضربه بقوه بكلتا يديها وهيا ممسكه بالذره والبطاطا التى لوثت معالم وجهه بهما وجاسر رغم صدمته وفرحته أيضا لأنها رفضت بشده إعجاب صديقه بها إلا أنه يحاول بإستماته إبعادها عنه فجذبها إليه بقوه وهيا تلوح بكلتا يديها فى الهواء ترغب فى قتله
أمسك بها باحكام وهو ينظر لصديقه : روح انت اتروق الحمام على شمالك اهوه وانتى بطلى بقى
– اوعى اما اربيه اوعى
جذبها حتى دخل مكتبه وأغلق الباب غلفه ثم تركها وهو يلهث فقد انهكته من حركتها المستمره وهو يمنعها عنه
وقفت تسب وتلعن فى رائف فنظر لها جاسر يحدثها بهدوء ليمتص غضبها : اهدى بقى الراجل كان بيجاملك محصلش حاجه
– ويجاملنى بتاع إيه
– يمكن عشان كنت بهزقك
– انت تهزقنى معلش هو يدخل ليه
نظر لها متعجبا فهى متقبله منه أى شئ بصدر رحب حتى الإهانه لا ينكر أبدا أن لا أحد يتحمل معاملته هكذا وأنها تستطيع امتصاص غضبه بسهوله دون أن تدرى فهو يتحكم بصعوبه بنفسه أمامها حتى لا ينفجر ضاحكا وهو فى قمه غضبه
أراد أن ينسيها الأمر فغير مجرى الحوار : إنتى منين ياشهد
لوت فمها بسخريه : من كوكب الارض
– قصدى من أنهى محافظه يا لمضه
– من هنا هكون منين يعنى
– من أنهى عيله
– هو حضرتك هتعملى فيش وتشبيه ولا إيه
– اخلصى من أنهى زفته
– لأ لأ مسمحلكش تهين عيلتى حتى لو عاوزين الحرق فهما فى الآخر أهلى
– وياترى أهلك اللى عاوزين الحرق دول يبقو مين
– عيله الشهاوى
– بنت مين فيهم
– عزت الشهاوى
فزع بذهول : ميييين؟؟؟؟
صدمته جعلته لا يقوى على التركيز : أأ مم عزت إنتى بنت عزت ازاى وملقتيش إلا ده يبقى أبوكى
– نعم هو أنا اللى بختار
– هه أأ لأ قصدى لحظه عزت معندوش إلا بنت واحده
إشتعلت كل حواسه بنيران الغضب حينما أدرك أنها هى المقصوده بالزواج من ياسين
بينما اجبته بتأكيد : آه أنا
– نهارك أزرق إنتى
تعجبت من غضبه : جرى إيه يا دكتور كان ممكن أقول بينك وبينه مشاكل بس معتقدش دا إبن عم حضرتك مشاركه
تنهد بضيق ثم نظر لها بحده : روحى شغلك دلوقتى
– حاضر
إعتذر من محمد لأنه لن يستطيع الإستمرار بالعمل لهذا اليوم فَقْد فَقَدَ تركيزه وأخذ إذن منه بعطله لمدة إسبوع
_______________
عاد إلى المنزل حزين مهموم ولاحظ والده وجده ذلك ولكنه تحجج بإرهاقه من العمل وحول مائده الطعام بدأ تنفيذ خطتة والده : جدى أنا أخدت أجازه ومسافر
– ليه ياولد من ميته بتاخد إجازات
– تعبان ونفسيتى زفت من ضغط الشغل الفتره اللى فاتت محمد عرض عليا الفكره وبصراحه أنا ما صدقت قولت عالبركه وهو إسبوع أروح أى حته أفك عن نفسى شويه
نظرت له هند وطلبت منه بلهفه : خدنى معاك
أجابها بضيق : ربنا اللى بياخد
هند : متبجاش غتيت اومال (ثم نظرت لجدها)جوله ياجدى
الجد : خدها ياولد هيا بجالها كتير بتجول لبوك وهو معيوافجش عشان لحالها
جاسر : ياجدى بقولك عاوز أفك عن نفسى عاوز نفسيتى تهدا مش احرق دمى
هند : والله انت بايخ دا أنى حتى نسمه
سخر جاسر منها: متكرهينيش فى الهوا كله قال نسمه قال
الجد : بس انت وهيا خلصنا أنا جولت عتاخدها ودا آخر حديت عندى
جاسر : اوووف وأنا ادبس ليه دى عاوزه اللى يقعد يرغى ويلف معاها وأنا بتخنق بسرعه وعاوز هدوء
الجد : خلاص تبجى تاخد امك كومان
جاسر : نعم عشان تكمل
الجد : اتحشم ياولد دى امك برضيك
هند : آه أحسن برضيك حتى ألاجى اللى يسلينى وانت خليك فى هدوءك
تنهد جاسر بنفاذ صبر : امرى لله بس بشرط لا خروج ولا لف من غيرى مهما كان انتم محسبوين علينا حريم برضو
صاحت عظيمه بغيظ : جاسر
اجابها ببرود : أفندم
عظيمه : إوعاك تنسى إنى أنى أمك وتحترمنى وانت بتتحدت عنى
جاسر : حاضر يا أمى هحاول أبلع إنك أمى وأنا بتكلم عنك عن اذنكم آه على فكره أنا مسافر العصر فتتشطروا كده وتجهزوا الشنط على طول لأنى مش هقف ساعتين استنى سمو الملكه وبنتها
عظيمه : واعيله ياعمى كيف عيتحدت وياى والبركه فى بوه
مالت إليها هند هامسه : معلش ياأمه بجى عديها ليعاند وأنى ماصدجت
سمعها الجد فقال : متخفيش معيتنيش كلمتى
نظرت له بحرج : مش جصدى ياجدى أنى خابره إن كلمتك سيف بس ممكن ميرضاش يسافر واصل ساعتها الفرصه عتضيع
جاء والدها (راشد) ليسمع اخر حديثهم : فرصه إيه دى
أجابته هند بتردد خوفا من رفضه : أأ أصل جاسر مسافر وجدى جاله ياخدنى معاه أنى وأمى إيه رأيك
راشد : مادام جدك جال يبجى مفيش حديت بعديه
هجمت عليه تحضنه وتقبله : ياحبيبى يابوى أنى عروح أجهز الشنط
إبتسم راشد : روحى لساتها صغار وعجلها خفيف بتفرح طوالى من أى حاجه
عظيمه : كل الحريم إكده
راشد : أديكى جولتيها لحالك أهه الحريم
عظيمه : وه وأنى مش حُرمه ولا إييه
راشد : الحُرمه حيا وخشا وانتى البعيده معنكديش منيه تبجى إيه فكرى فيها يمكن عجلك المجشف يلجطها ويعرفك إنتى إييه بالإذن
نظرت لوالده تشكوه : واعيله كيف بيعاملنى
أجابها الجد بملل: إنتى اللى جبتبه لحالك اشربى بجى
فتركتهم وصعدت لإبنتها غاضبه من حديثهم فدائما ما تهان بينهم وتعتقد أن زواج إبنتها من ياسين هو الحل لتفرض سلطتها وإحترامها على الجميع
((((((((******)))))))
عادت شهد من عملها مجهده فوجدت رحمه تنتظرها وقصت لها ما حدث صباحا وبعدها دلف عز وأخبرها بباقى التفاصيل فقرروا أن يخبروها بطريقه أو بأخرى قبل فوات الأوان
قفزت شهد بسعاده لأنها وجدت الحل فأخبرت عز أن يذهب لكوثر ويقنعها أنه من مصلحتها عدم زواجه من فرح فرغم أموالها ولكنها عنيده ولن يأخذوا منها ولو فلس وستكون سيدة المنزل تتحكم بالجميع وأولهم كوثر نفسها لذا لا بد من إفساد هذه الزيجه وستسر كوثر بذلك حيث يتجدد أملها فى زواجه من إحدى قريباتها لأنها لاترى رحمه تهديدا فهى بلهاء لا تثق بنفسها تستطيع خداعها وابعادها بسهوله
بينما ذهبتا رحمه وشهد لفرح يتسامرن ويخبراها بالأمر وكأنه حديث عادى
جلست فرح بجوار شهد تعتذرلها : متزعليش منى يا شهد أنا لو أعرف إنه عريسك مكنتش شديت معاه بس متزعليش هو اللى رخم الصراحه
سألتها شهد بمكر : إنتى عارفه العريس دا يبقى مين؟
– آه عز قالى
– لا مش إسمه هو كشخص
– لأ وهعرف منين
– فاكره ياسين اللى كان كل ما يجى يرخم عليكى ويعمل فيكى مقلب شكل
هتفت بسعاده : المقلبنجى
ثم همست لنفسها بصوت مسموع : هو كان إسمه ياسين
– أيوه هو ده
إبتلعت ريقها بقلق : ماله؟
– مهو دا العريس
جحظت عيناها بصدمه : إيه
ابتسمت رحمه بمكر : اسكتى مش خطبك
تعجبت فرح بضيق : إنتى هبله إنتى مش بتقولى عريس شهد يبقى خطبنى ازاى
– بعد ما امك خدتك ومشيتو وسمعنا انها اتجوزت وسافرت بره كان ياسين خلص دراسته ومسك شغل عيلته جه لجدى وطلبك منه
حدثتها فرح بلهفه : وبعدين
– ولا قلبلين جدى قاله إنه معندوش أى مانع هو يطول يناسبه بس إحنا منغرفش عنك حاجه هيجوزه إيه خيال
– ها وياسين عمل إيه
– ولا حاجه هيعمل إيه
أضافت شهد قائله : بس بعدها سمعنا إنه حبس نفسه إسبوع فى اوضته ولما خرج فضل يجهز ورقه وعمل باسبور ومفيش شهرين وسافر بره يدرس
تعجبت فرح متسائله : هو مش كان خلص دراسه زى مابتقولى
– آه وكان بيرتب أموره يستقر هنا ومجهز فيلا حلوه أوى كل البلد كانت بتحكى عليها محدش شافها من جوه بس من بره تجنن وجنينتها تحفه وكان ناوى تتجوزوا فيها وتعيشو لوحدكم وعرفنا إن أرض الفيلا ورثه من أمه ومن زمان وهو بيخططها وينفذها لما بقت ولا القصر الملكى سمعنا إن كل فتره بيوصل حاجه شكل
ثم تدخلت رحمه قائله : آه إشى نجف وتحف وأثاث ملوش زى منه اللى معمول مخصوص ولا الجنينه بتبان من البوابه والسور مشكله من كل أنواع الفاكهه والزهور حاجه وهم
شهد : الناس مسمينها جنة الأسيوطى
تنهدت رحمه بحزن : بس كل ده راح
تلهفت فرح قائله : ازاى
– سافر وسابها للعنكبوت والخراب ومحدش بيهتم بيها بقت تخافى تقربى منها
شهد : بقت زيه
فرح : مش فاهمه
– مهو مبقاش الحليوه أبو دم خفيف المقلبنجى بتاع زمان بقى ياسين الأسيوطى كبير البلد اللى الكل بيترعب من طلته
– ليه يعنى
– بقى جد وكشرى وعقد ومتمسك أوى بالعادات القديمه للبلد
– انتو مش بتقولو إنه كان بره
– آه يعنى يتحرر بالعكس بقى راجع قفل مسوجر تخافى منه
رحمه : الكوميدى بقى إن بنات البلد تتمنى بس إشارته آه هو صحيح بقى قفل بس بقى أحلى من الأول بكتير وشيك وهيبه حتى لو لابس جلابيه دا غير مركزه الإجتماعى وهو اللى ماسك شغل العيله والكل بيشوره دى حتى مرات عمه هتموت وتجوزه بنتها بس هو مطنش ورغم انها سيحت للموضوع فى البلد وبقت كل ما تبقى قاعده مع حريم البلد تلمح عشان تفركش أى فكره فى دماغ أى واحده ناحيته
شهد : ههههه بس الحريم فاقسينها وبيقولولها مسمعناش يعنى إنه خطبها ولا حتى عملتو ليله
وهوب تتقال الجمله دى وهو داخل البيت كانت الحريم قاعدين معاها فى الجنينه مهيا عايشه الدور وعامله الكبيره بقى
رحمه : اسكتى دا خلى رقبتها قد السمسمه واختفت محدش شاف خلقتها شهرين
شهد : أحسن البلد ارتاحت من غرورها
فرح : ليه
رحمه : أصله زعقلها قدامهم وقالها انها بتطلع سمعه عن بنتها انها مخطوباله ودا محصلش ولا هيحصل هو شايفها أخته
شهد : آه الحريم بتقول لقيناه فجأه فوق دماغنا وعينينه بتطق شرار وهو واقف يبصلها وبيقول
– كفاياكى حديت ماسخ عتبورى بتك وأنى معتجوزهاش هند خيتى الزغيره وأنى اللى عزفها لعريسها
رحمه : هههههه بيقولو بقت شبه الأموات ماتت فى جلدها منه واتكسفت حته كسفه قدام الحريم
فرح : إيه قله الذوق دى دى برضو مرات عمه
رحمه : والنبى تسكتى هيا مالهاش إلا كده
شهد : دى قله الذوق متفصله على مقاسها عينة الهبابه اللى عندنا
فرح : كوثر؟
شهد : وهو فى غيرها
إبتسمت فرح بهدوء لتخفى مشاعرها الحزينه : بس الظاهر فى قصه حب قويه بنكم
شهد : نعم ياختى
– وإلا مكنش طلب يتجوزك
إنفعلت شهد بغيظ : إلهى يحلبوكى مع ضفدعه هبله
فتسائلت فرح ببلاهه : هيا الضفادع بتتحلب
صاحت شهد بغيظ : ياختتتتتى ودا اللى فارق معاكى يا بنى آدمه دا ميعرفش شكلى أصلا طب فاكره وانتى بتجيبى البرتقانه وكان موجود وجهلى أى كلام ولا بص فى خلقتى أصلا
– آه صحيح
– عشان ميعرفش أنا مين ولا يفرق معاه يعرف
– اومال هتتجوزه ليه
– عادى زى أى إتنين ولأن اللى بيعشقها مش طايلها فبقت كلها محصله بعضها ولأنه شريك بابا وجده شافنى كذا مره فقاله عليا قال أهى جوازه والسلام بدل ماهو عازب
– وازاى تقبلى بوضع زى ده
– هو بمزاجى
– طبعا مش إنتى اللى هتتجوزى
– لأ يا قلبى فى البيت ده عزت وكوثر هما اللى بيتحكمو مهما تهللى وتزعقى وتهددى برضو كلمتهم هى اللى ماشيه
(((((((******))))))
عاد ياسين من عمله بعد يوم شاق فوجد جاسر سافر برفقة أخته ووالدته فتنهد بضيق وصعد لغرفته
تسطح على فراشه مغمض العينين يفكر بها قرر الإنتقام من قلبه الضعيف ولكن لما لا زال لديه أمل بها لما يعتقد أنه مخطئ هل لأنه يتمنى ذلك يتمنى ألا يخدعه قلبه لم يجد جوابا أراد التحدث أراد أن ينفث عن غضبه فقرر الذهاب لملجأه تلك التى ظهرت من العدم وهو فى أمس الحاجه للعطف للإنصات له لتحمُله وإمتصاص غضبه ولكنه تراجع مجددا فهى لم تفيده قد تغضب لأن الأمر يخص إمرأه أخرى برغم أنها لم تغضب منه أبدا حتى لو إستحق ذلك فعدل عن قراره بالذهاب إليها وأمسك بهاتفه يتصل بأخاه الذى لم تنجبه أمه فجاسر لم يكن إبن عمه فقط كان الأخ والصديق فهما أقرب لبعضهما من أى أحد بهذه العائله : جاسر بيه ازيك
– زى الزفت والحمد لله
– انت هتهزر
– بذمتك دا صوت حد بيهزر أمى وأختى معايا فى أجازه لمدة إسبوع كامل عاوزنى ابقى ازاى أنا بستحملهم الساعتين اللى بقعدهم فى البيت بالعافيه تخيل بقى قاعدين فى خلقتى إسبوع كامل أولع فى نفسى واخلص
– وإيه اللى زنقك على كده
– انت السبب
– أنا ازاى
– بابا هيبقى يقولك
– طيب دا مش وقته عاوزك معايا بكره
– خير
– هنروح نخلص موضوع بنت عزت
تحدث ساخرا ليوارى حزنه : تخلص هى جاموسه هتشريها يا ابنى دى بنى آدمه
– اخلص جاى ولا لأ
– بقولك مدبس فى أكتر اتنين جايبلى الضغط فى حياتى تقولى أجى مع نفسك بقى
– ندل
– آه مانا عارف
صاح بغيظ : حيوااااان
صيحة ياسين المزعجه جعلته ينتفض من الألم : ودانى ياغبى مش عاوز انطرش دلوقتى
– ااااه اقتلك أنا
أحس بوجود أمر ما فغضب ياسين الغير مفهوم لابد وأن وراءه سر : إهدى يا ياسين إيه الحكايه
تنهد بحزن وألم مكتوم : رجعت رجعت ومش فكرانى
– هى مين دى
أغمض عيناه ثم قال : فرح
لم يصدق ما سمعه : إيه
بينما إستكمل ياسين حديثه : بعد العمر دا كله لما فقدت الأمل وقولت أكمل عادى رجعت لأ وكمان مش عارفانى وأنا اللى غبى وقلبى لسه قافل عليها ومش عاوز أفتحه تانى غير لها حتى لما لقيت واحده شبهها مفتحتوش حاولت أوهم نفسى بالكدب انها هى لكن عمر الشكل الواحد ما بيخلى الروح واحده فرح غير
تنهد بحزن على حال صديقه وحاول أن يهدئه : طب اهدى واستهدى بالله واحكيلى بالضبط اللى حصل
– لا بلاش امك واختك يضايقو إنك سايبهم عشانى
زفر بغيظ ثم قال : انت عبيط يا بنى إيش حال اما كنتش عايش معانا فى نفس البيت وعارف انهم قرايبى بالإسم ثم إيه الذوق اللى نزل عليك فجأه ده
– أنا غلطان لأهلك خلينى جلنف كالعاده
– أحسن برضو على الأقل أعرف اتعامل معاك وعلى العموم هما مخمودين واخدين السكه كلها نوم ووصلنا دخلو ينامو قال إيه تعبانين من السفر دول حافظين يا ابنى مش فاهمين تعبو فى إيه أنا مش فاهم شنط ووسطى اتقطم شيل طريق ونايمينه كله دا غلب احكى يا أخويا احكى وفضفض
زفر بضيق ثم بدأ يسرد له ما حدث منذ أن إلتقاها أول مره خارج العرس حتى لقائه الأخير بها فى منزلها
تنهد جاسر : ها وبعين
– وبس شوفت الغلب
– شوفت العته يابنى آدم انت نفسك مكنتش عارفها إلا اما قريبتها نطقت اسمها
– طيب كان المفروض تعرفنى اما قريبها نطق اسمى
نظر للسماء وهتف بغيظ : يارب الهمنى الصبر يا بنى فى كام ياسين فى البلد انت لولا قابلتها فى بيتهم كنت قلت تشابه أسماء صح
– تصدق آه
صاح غاضبا من غبائه : جك أوه بقى زعلت عشان معرفتكش تقوم جرى تقول لإبن عزت هجى اخطب أختك
– طب والعمل
– لازم تفكرها بيك ولو مش فاكره حاول من الأول خليها تعشقك متنساش انها كانت لسه صغيره أوى ساعتها متضيعش حبك بسبب تفاهات حاول وحاول ومتيأسش
– عندك حق طب وبنت عزت
– مالها
– هعمل فيها إيه
– انت كلمت أبوها
– لأ قولت لأخوها هنيجى نتكلم بخصوصها
– قولتله اسمها وانت بتبلغه
– إسم مين فرح
– لأ يا أخى العروسه
– وأنا أعرفه أصلا جدك اللى عارفها
– طب كويس تعالى ساعتها وأطلب فرح
– افندم طب ولما يقولى انت قولت لإبنى أختك
– استعبط وقوله مش بنت عمه تبقى أخته وأنا اللى أعرفه انها أكبر منه يعنى حتى لو تجوزله هيدور عاللى أصغر منه مش الأكبر صح دا غير إننا أصلا فى البلد البت الكبيره بتجوز قبل الصغيره ازاى نطلب بنتك وفرح لسه متجوزتش
– يادماغك
– وهو مش هيقدر يكح معاك
– طب وأبوك وجدك
– مالهم هما اللى يهمهم إنك تتجوز واحده بنت أصول وتنسى الغزيه
فزع بغضب : إيه انت قولتلهم
– وربنا أبدا جدك لقيته بيسألنى عنها وإستغربت إنه عارف أتاريه مش سهل وعارف كل حاجه وساكت
– والله انتو كلكم فاهمين غلط دى طيبه وبنت حلال وبتريحنى هى ملجأى ساعه الألم
– بنت حلال بنت قرد إحنا مش فيها دلوقتى ثم إيه ملجأك دى وأنا فين
– هناك فرق يا بنى آدم إنك تسمعك ست حنينه حاجه وإن يسمعك صاحبك الأهبل حاجه تانيه
أشار لنفسه بصدمه : أهبل!! أنا أهبل؟!
– آه عشان مش عارف الفرق
أجابه بسخريه : اعذرنى أصل مليش فى السكك دى
إقتضب بضيق قائلا : قصدك إيه
تنهد بضيق : البت دى مورهاش إلا الخراب إخلع منها والتفت لعيشتك ثم إنك هتتجوز مينفعش تفضل مرتبط بيها
– مش وقته الكلام ده أنا عاوزك تساعدنى كلم والدك وجدى نخطب فرح بدل التانيه
– يا ابنى ومتكلمهمش ليه
– محرج بصراحه
– يابيضه إنتى بتتكسفى وعاملى روميو وصايع مع الغوازى وشكلك هتفضحنا فى الآخر
صاح غاضبا : جاسر إتلم بدل ما وربنا أسافرلك مخصوص أخنقك
– تعالى اخنق أصلها ناقصه مش كفايا الجوز اللى معايا وعلى العموم بابا أول من هيرحب متنساش إن أبوك وأبوها كانو أعز صحاب وامها كانت ست فاضله وكلنا عارفين إنك بتحبها ولو على جدك عاوز سعادتك واستقرارك متقلقش خليك حازم وواثق من نفسك وهتعدى
– تفتكر؟
– إجمد ياض إيش حال اما كنتش ياسين الاسيوطى اللى راعب البلد كلها وبيقطع رقبة اللى يعطس فى وشه
– بطل هبل انت عارف إنها إشاعات هبله وأمك اللى نشرتها عشان تخلى الكل يخاف منى ويعملى ألف حساب وماترضاش البنات بيا فأتجوز بنتها وتبقى كبيره البلد تتأمر وتتحكم
– وأهى جت الفرصه اللى تاخد فيها على قفاها وتفوق إسمع لو وافقو إكتب الكتاب على طول
– نعم انت بتهزر
– لأ بس لو إتأخرت وأمى رجعت وخدت خبر مش هتنام إلا اما تخربها لكن لما تكتب الكتاب لو اتنططت مش هتعرف تبوظها لأ وحدد معاد الفرح وخليه فى أسرع وقت عشان متلحقش تتصرف وكمان انت استنيت كتير من حقك تعيش بقى
– على رأيك بس تفتكر هيوافقو
– عزت ولى أمرها ودا كلب ولا يسوى وقدامك مش هيقدر يكح حتى
– حبيبى يا أخويا
– عد الجمايل بقى
– هعد يا أخويا سلام
كان يمزاحه ولكن غصه الندم تقتله فقرر إخباره قبل أن يغلق الهاتف فلا يعلم هل ستواتيه فرصه أخرى ام لا : ياسين
– هه
تلعثم فى الحديث قلقا : كك كنت أأ أنا أصل
تعجب متسائلا : مالك يا ابنى
تنهد بحزن :حاسس بالذنب
إزداد تعجبه : ليه
– فاكر البنت اللى من أول يوم سلختنى بالقهوه
– آه ههههه وقعت ولا إيه
– شكلى كده
– طب وهيا
– لسه مش عارف
– طب ماتكلمها
– مش دلوقتى اما اتأكد من مشاعرى وأحس إنها هى كمان عاوزانى
– ربنا يسعدك شوفت مش قولتلك القط مبيحبش إلا خناقه
تنهد بضيق: آه بس أنا لسه مكملتش كلامى
– خير حاسك مخبى مصيبه اوعى تكون متجوزه
ولا مخطوبه
– لأ
– اومال
– كانت هتتخطب
– نعم يا أخويا
– البنت دى تبقى شهد يا ياسين
– حصلنا الشرف وبعدين
– شهد عزت الشهاوى
– مين
– فهمت اللى أنا فيه وصدقنى والله ما حصل بينا أى شئ وهى أصلا بتعاملنى رسمى جدا وأنا معرفتش هى مين إلا النهارده بس
– آه عشان كده قررت تسافر بتهرب يا جبان اومال بتنصحنى احارب عشان فرح ازاى
– أنا آسف
– غبى طب افرض فرح مكنتش رجعت واتجوزت شهد كنت هتعيش هنا ازاى مجروح مقهور ولا هتسيبنا وتسافر يا بنى آدم أنا لا أعرفها ولا أعرف إسمها ولا شكلها وانت بتعذب نفسك عشان هبل تعالى قولى أوووف خلاص انت ارجع ونروح نخطبهالك معانا وأنا بخطب فرح
– لا طبعا مش اما امهد وأعرف هى شيفانى ازاى
– مش فاهم
– يعنى هتحبنى ولا أنا ولا حاجه بالنسبه لها وهل انجذابى لها حب ولا مجرد إعجاب
– آه انت موالك يطول طب عجل أحسن أبوها لاسع وممكن يجوزها الصبح
– ربنا يستر
((((((((******))))))))
سطعت شمس الصباح والجميع يستعد لليوم المنشود والجميع هنا هما عزت وكوثر بينما ذهبت شهد للمشفى وعز لعمله كذلك عمه عبدالرحمن وذهبت رحمه لمرسمها اما ساميه فجلست فى الحديقه تقطف وريقات الملوخيه بينما إستيقظت فرح متأخره وتناولت طعام الفطور ثم رأتها فركضت تجلس بجوارها فهى ترى فى هذه المرأه الحنون اما بديلا لوالدتها الراحله كحال كل من بالمنزل فهى أما للجميع
نظرت لها بإبتسامه مشرقه : صباح الفل ياماما ساميه
إبتسمت لها بحنو : صباحك ضى يابتى
– الله بحب صباحك أوى ياماما ساميه بيدينى طاقه ايجاببه وفرحه حلوه
– ربنا يفرح جلبك يابتى
– انا مش فاهمه ازاى واحد زى عمى عزت ده ياخد سكره زيك
أنكست رأسها بحزن قائله : مكانش إكده يابتى
إبتسمت ساخره ثم قالت : اومال كان ازاى بالألوان
ضاع حزنها بضحكه لطيفه من سخرية فرح : ههههههه عليكى يا فرح لو وعيلك هيجطع خبرك
لوحت بيدها بلامبالاه :مش هتفرق كتير هو بيخطط لأذيتى فعلا
إعترضت سريعا : له معيتوصلش لإكده
– لأ يتوصل الطمع وحش
تنهدت بحزن: منه لله اللى عِمل فيه اكده
تعجبت متسائله : قصدك مين؟!
– جدك الله يحرجه موطرح ما إنجبر كان حجودى وطماع جوز عمك عبد الرحمن غصب عنيه لجل جرشناتها بس الحج ينجال كانت بلسم خلته عشجها ومرايدش غيرها من الدنيا وجلبه اتحرج بموتها كان جدك الملعون عيكره أمك عمى اكمنها فجيره ومحيلتهاش وكان عشمه متخلفش ويجوزه على هواه بس ربك نصفها وفكر لومجابتش الواد يجوزه بس ابوكى كان متعلم وجاله له دا أمر ربنا وبعدها يا نضرى جابل وجه رب كريم
– وعمى عزت بقى اللى حققله مناه
– بالغصب يابتى وجالهاله جوزنى لعفريته ولا تجوزنيش للمحروجه كوثر
– ليه يعنى مع إن شكلها مش بطال
– يابتى ياما وجوه كيه الضى وجلوبها عتمه بتطفى أى محبه ليها ووجوه خلجة ربنا بجلوب كيه البافته وتتعشج عشج
– فى دى معاكى حق
– من يومها وجلبها أسود وناكره ناسها ولابسه توب مش ليها وكان عينها عليه من جبل ما يتجوزنى وهو خابر ديه زين بس جلبه كان كارهها
لوت فمها بسخريه : سبحان مغير الأحوال
– له يا بتى لساته كارهها بس أبوه كان جلبه حجر صوان طب تعرفى إن جدتك ماتت مجهوره منيه
اتسعت عيناها بدهشه : بجد؟!
تنهدت بحزن : أيوه يابتى كان بخيل ومعيفرجش معاه شى وجلبه أسود لما يا جلبى طبت ساكته من حزنها وولادها كلياتهم طيبين زيها
رفعت يدها تعترض بإبتسامه: ماعدا عمو عزت
اعتلى وجهها بسمه حزينه : عزت كان اطيبهم بس جبره يتجوزها خابره معناتها إيه لما يتجوز أكتر واحده مطيجهاش
– هى حقوده غياره بس نصيبه بقى
– يا بتى دا عرف جبل دخلته عليها إنها عِملت عمل ليا عشان مخلفش وكانت أمها زيها وجدرت تاكل عجل جوزها وكتب كل حاجه ليها ولبتها ومرته وولاده سابهم يشحتو محنتش عليهم بجرش وطردتهم من دارهم بس ولاد الحلال ساعدوهم وهى ربك كبير ماتت محروجه فى دارها
انتفض جسدها فزعا: ياساتر يارب ازاى ده
– بعد ما طردتهم حبت تتشمت وتعمل كَبيره جمعت الحريم عشان تعمل فَطير وجوزها لساته مربعانش ولعو الحطب وجهزوا الفرن وجعدوا يتحدتو وكل واحده بكلمه على بجاحتها وجله حياها سمعتهم اتجننت وزعجت فيهم جامو سيبينها وماشيين بس العجين لساته متخبزش عِملت واعيه وجالت مهياش حدوته أخبزه أنى وهى كانت بَهيمه تتعلف وتتخمد كيه بتها إكده وجت تخبز اللى اتعوج واللى اتحرج واللى كالته النار واللى واللى ولا جدرتش تخبز فَطيره واحده زينه زهجت وجامت وجت بتها الغاليه تسألها عن الوكل جالتلها العجين عِندك إن جدرتى تخبزيه ودخلت رجدت البت كانت جعانه رحت جنب الفرن ولجتها مخبراش حاجه راحت راميه العجين فى الفرن اتلسعت ولجته معيستويش بصت لجت النار جليله زودت الحطب بس كان كتير وبجيته برات الفرن ودى عيله لجت النار شعللت برات الفرن خَافت وجريت بعيد وبيجولك دجايج ولجينها خارجه والعه برات دارها عتصرخ لحد ما وجعت فى الترعه ومجبتش كان السر الإلهى طلع جبل ما توجع
إبتلعت ريقها بخوف : أعوذ بالله إيه دا وبنتها محرمتش
– له ولا فرجت معاها خالها اللى رباها وكانت مِجلعه ومغروره وجرفته فى عيشته هو وأهل داره وبَجت تجول زين إن أمها ماتت لو عاشت كانت هتبجى محروجه وعِفشه وتعرها وسط الخلج
توسعت عيناها وفتح فاهها دهشتاً مما تسمع : معقول ؟!
– طالعه ملوعنه كيه أمها وجدك كان مفكرها صيده عياخد جرشناتها لجاها عضمه ناشفه عاوزه تاكل الكل
– إيه الست دى
– أهو ربك بيخلص عِملتلى عمل عشان مخلفش بجت هى اللى تجيبهم أموات ربك والحج أنى مخلفش أرحم من إكده دا عذاب
– بس إزاى خلفتى وهى عامله عمل ولو إنى مظنش فى الحاجات دى
– السحر موجود يا بتى بس دا كُفر وربك كبير عزت كان ناوى يهمل بوه والدنيا ونهج من إهنه بس لما درى بالحدوته دى اتجوزها عشان يلاجى العمل وتناته وراها لحد ما لجى العمل كانت المجنونه ربطاه على جتتها عشان محدش يلتجاه وتجول دا حجاب ليها عمك عزت نومها ليله وخده لشيخ يعلم ربنا وكلامه فكهوله بالقرآن وبدل ورجه بورج فاضى ورجعه موكانه ولما ربنا كرمنى ودريت إنى حبله اتجننت وراحت للعراف ملتجتهوش
قضبت جبينها : ليه؟!!
– عمك عزت بلغ عنيه وهى بجت عتجنن مهى متعرفش غيره أصل أمها كانت موالسه معاه على ضُرتها وجه يطلجها أبوه منعه عشان جرشناتها وجبره ميطلجهاش
– إيه ده دا راجل رخم أوى يعنى بعد اللى حصل دا كله ولسه عاوزها
– هه يا بتى أصله من يومه شحات وطماع واتجوز جدتك عشان جرشناتها وعيشته ودنيته المال ربنا يعفينا
– طب وبعد كده
– كان عاوز يجوزه أمك بعد موت ابوكى عشان الجرشينات برضيك مهو ميجدرش على عبدالرحمن مرته معاها شئ وشايات
– لآ دا مجنون رسمى
– تعرفى إنه هربها من وراه وهددها لو رجعت عيطلع البلا الأزرج على جتتها وياخد جرشناتها وياخدك يحرج جلبها عليكى
– ليه كده
– عشان متعاودش ويجوزهاله وكان خابر زين موكانها واتفج مع عمك عبدالرحمن ميجلوش لجدك
– طب وبعدين
– ابوكى كان جوى وبيجول له وعمك عبدللرحمن كان جوى بعشجه لمرته بس عزت كان غلبان من يومه وكان اللى ينحرج بنار جهنم دايما يوجع جلبه بالحديت الماسخ انت زِغير ضعفان معتخلفش يا ريتنى جبتك بت جلبك إرهيف اكده ليه وفى يوم فى عاركه كبيره إنطخ فى كتفه فضل يبكت فيه
– وهو ذنبه إيه
– كان هو اللى معاه يومها وجدك هو اللى غلطان بس تجولى إيه خلاه مجدرش يرفع راسه له وكوثر عبت راسه بالحديت الماسخ مهو لو كنت غنى مكانش جدر يذلك وكل ما اجوله له يجولى الزمن ده مش للطيبين يا ساميه كلت عجله ولجتها فرصه معتتوضش تخليه كيفها طماع وصدقها صوح لما راح جال لأبوه إن كوثر كتبتله نص اللى حيلتها
– ودا حصل
– له دى عتموت عالجرش بس جالتله يجول إكده عشان يتوكد إن المال هو لمهم
– ها واتاكد
– اومااال ابوه بجى يحترمه وبمشى كلمته عالكل والكل بجى يهابه اتأكد ساعتها إنه لازمن يبجى جوى بالمال بجى بخيل ويمنع الجرش عشان يكبر ولما ابوه مات وورثه بجى يشتغل ولا الطور فى الساجيه عشان يكبر ويكبر لما نسى حاله وبجى المال هو كل اللى فى باله أجولك ساعات بيرجع زى ما كان بس الملعونه دى جرى بتاكل عجله وتفكره بالجديم يرجع يتجبر من جديد
– هو آه اللى مر بيه صعب بس دى مش حجه أعتقد إن السبب الرئيسى هو ضعف شخصيته وعدم ثقته بنفسه والسبب طبعا كان والده ومعاملته القاسيه ليه
– الله لا يسامحه عكر عيشتنا وغار خد إيه بجى من المال الكَتير كل اللى طاله خد متر فى متر إدفن فيها
– معاكى حق اللى ميتعظش من بلاوى غيره يبقى غبى ويستاهل كل اللى يجراله
لاحظت ساميه إقتراب كوثر منهما فأخبرت فرح وقامتا من مجلسهما فذهبت ساميه إلى الداخل لتستكمل عملها وذهبت فرح لرحمه فى مرسمها بينما وقفت كوثر تشتعل لتجاهلهما لها
إيمى عبده