من الفصل االخامس إلى السابع
الفصل الخامس
هاتف جاسر ليطمئن عليه بعد أن علم السبب الحقيقى خلف سفره
حدثه ياسين بصوت يملؤه التفاؤل : ياصباح الخير
فأجابه بضيق : مرحب
تعجب سائلا :مالك؟!
زفر بضيق وهو يضرب مقود السياره ليعطى تنبيها للسائق الذى يسبقه كى يتحرك من أمامه: معلش مش مركز عشان الطريق
قضب جبينه : أنهى طريق ؟ انت فين؟
– رايح المستشفى
إعتدل بجلسته وسأله بقلق : أنهى مستشفى؟ أمك وأختك كويسين؟
– آه اطمن دول مبيجرالهمش حاجه
زفر بإرتياح: ساعات بحس يا أخى انهم عدوينك
– مش ساعات دا على طول انجز عاوز ايه
– ياذوقك اللى بيدلدق الله يعينها
إرتفع صوته بغيظ : ملكش دعوه بيها
أطلق ضحكه مرحه ممتزجه بسخريه طفيفه : وبنغير كمان ههههه مقولتليش رايح المستشفى ليه انت مش أجازه
– رايحلها
فسأله بجديه: خير جرالها حاجه؟
– لأ بس متنساش إنك رايح تتقدم النهارده
تنهد بملل : ما فضناها السيره دى وهخطب فرح إمبارح بعد ما قفلت معاك مجاليش نوم خوفت نيجى ساعتها الأمور تتلخبط وانت من الإتنين اللى معاك لا هتعرف تكلم أبوك ولا جدك فتشجعت وكلمتهم ورحبو جدا وكله تمام فاضل بقى نفاجئ عزت
– مش دى المشكله
– اومال؟!
– أنا معرفش مشاعرها تجاهى إيه وهى كانت متوقعه إنك جاى تخطبها عاوز أعرف لتكون معلقه قلبها بيك عاوز اطمن
– قلب مين يا حاج دا أنا معرفش شكلها
– بس انت معروف فى البلد ويمكن تكون شافتك قبل كده من بعيد وانت عندهم ولا حاجه أنا قلقان انت لقيت حبيبتك بس هى وضعها إيه دلوقتى
أحس بالضيق لقلق جاسر : معاك حق بس لو دا طلع حقيقى هتعمل إيه
– هألطم
لم يتمالك صخكته الساخره على حال هذا العاشق : هههههه لأ بجد
زفر بضيق : مش عارف مش عاوز أسبق الأحداث
سخر منه قائلا : هه وبتقول لسه إعجاب شكلك وقعت ولا حدش سمى عليك
تنهد بإشتياق : تصدق من أول لحظه شوفتها وهى مجننانى كنا بنتخانق وتعمل حاجات تشلنى بس بلاقينى بدل ما اديها على نفوخها بحاول اهدى عشان مأذيهاش بلاقينى عاوز عاوز أأ
سألها بحماس: إيه قول
فأجابه بهيام : عاوز اخطفها من الدنيا واخبيها فى حضنى
أطلق صفيرا ثم قال: ياعم يا عم وبقينا رومانسيين وبنقول أحلى كلام
نهره بغيظ : إتكتم مش ناقصك محسسنى إنك مقعدتش السنين اللى فاتت دى كلها هتتهبل وتلاقيها
– خلاص بقى انت هتسيح بس صحيح أمك وأختك سيبتهم كدا عادى
– آه
تعجب بضيق : آه إيه دول برضو حريم وميصحش
قاطعه سريعا : حيلك حيلك مهماش خارجين من البيت
– وايش ضمنك
– ههههههه
توجس خيفه من تهوره : انت عملت إيه
– حطتلهم منوم فى الأكل
– ههههههه يخرب عقلك ولما يصحو ويعرفو
– مش هيعرفو حاجه هقولهم إنهم نامو بعد الفطار
– وهتخيل عليهم
– ياكشى يولعو خلينى فى اللى أنا فيه
– طب روق روق عالعموم ربنا يوفقك وابقى طمنى
طيب
– على فكره متشكر جدا
– اشمعنى
– أبوك قالى إنك سافرت عشان تبعد امك واختك عن سكتى لحد ما الجوازه تتم
– ياكشى يطمر
– لسانك بينقط عسل كده على طول طب اعتبرنى حبيبة القلب وسمعنى كلمتين حلوين
– خلى فرح تسمعهملك وانخفى بقى عشان وصلت المستشفى سلام
– ههههه سلام
حينما إنتهى الإتصال كان قد وصل للمشفى فنزل من سيارته ودلف لداخل المشفى فقابل عم حمدى فى الإستقبال وسأله عن شهد فأخبره أنه قد رأها منذ قليل تتجه لمكتبها
_____________
علمت أن ياسين الأسيوطى سيتقدم لخطبة شهد اليوم فإشتعلت غيرتها كيف لشهد أن تصبح سيدة البلد فأرادت نشر الشائعات حولها وفى نفس الوقت تنتقم من جاسر الذى يتعمد دائما أن يوضح لها أن لا سبيل لها للوصول لقلبه فقد أعماها الغرور فكيف له أن يرفضها فهى تظن أنها ملكه جمال الكوكب بالرغم من كونها تشبه أنثى العنكبوت بما تفعله بوجهها بإستخدام مساحيق التجميل
جلست مقابل رقيه تحدثها بحقد : شهد دى ميه من تحت تبن جرى كلفتت الدكتور جاسر اللى كانو بيقولو عليه دوغرى وملوش فى الحريم
إقتضب جبين رقيه بغضب من تلك الحقود : إيه التخاريف دى شهد مفيش زبها ولا فى أخلاقها ودكتور جاسر إنسان محترم وإيه ملوش فى الحريم دى ولا عشان مش بصباص هو لازم يبقى صايع عشان يعجب
لوت فمها بإمتعاض : إنتى على طول محموقه لها واكله عقلك دايما
– لا يا أحلام مش واكله عقلى بس تتحب عشان طيبه وقلبها أبيض ونضيف مش زى ناس
كانت تقف تستمع إليهما بحسره ولا يقوى لسانها عن الكلام حتى استجمعت قواها وبدأت بالكلام : دكتوره أحلام
أدارت رأسها لتجد شهد واقفه أمامها فإبتلعت ريقها بخوف فهى لم تكن تريدها أن تعلم حتى تنتشر الشائعات فالآن قد تفسد خطتها وتشكوها للمدير الذى دائما ما يقف فى صف شهد والأسوأ أن رقيه فى صفها فقد ظنت أنها ستبدأ بها ثم تنشر الحديث بين الممرضات والمرضى
وقفت أمامها تحاول ألا تظهر قلقها علها لم تسمعها: شهد إنتى هنا من امتى
أجابتها بسخريه يملؤها الألم : من أول وصله الإهانات وأحب أريحك أنا والدكتور جاسر زملاء لا أكثر ولا أقل وبتعامل معاه عادى زى أى حد وهو كمان وإذا كان على إنى من وجهه نظرك مبتعاقبتش فياريت تسألى دكتور محمد عن العقاب اللى بينزله عليا كل مره
رغم أنها تعلم ذلك ولكن الحقد والغيره تمنعها من الإعتراف بذلك فلوت فمها ساخره : عقاب إيه إن شاء الله
– ورديات السهر والتقارير الطبيه وترتيب مخزن الأدويه وغيره بس أنا بنفذ وأنا ساكته مكنتش أعرف إن المفروض أدى سيادتك خبر عشان متسئيش الظن بيا
ثم إلتفتت لترحل قبل أن تنهار فوجدته يقف يرمقها بنظرات مبهمه لا تعلم هل هو غضب أم سخريه أم شيئا آخر لم تعرفه ولكنها لم تقف أمامه كثيرا بل رحلت مسرعه حتى لا يرى انهيارها
بعدما غادرت شهد الغرفه نظر لتلك الحقود بغضب : ممكن أفهم دى مستشفى ولا سوق التلات
إرتبكت جدا فهى لم تتوقع حضوره : دكتور جاسر أنا
قاطعها بمنتهى الحده : إنتى إيه مين أذنلك تتكلمى عن زماياك بالشكل ده
وجدت أن هذه هى فرصتها لتنشر شائعتها الكاذبه حينما يجتمع كل من بالمشفى إثر شجارهما فتخصرت وهى تتعمد رفع صوتها : آه إنت خايف عالسنيوره لأ اطمن دى بتعمل الشوستين دول على طول عشان تلفت النظر
فهم أنها تتعمد صنع الفضائح بأجابها بهدوء قاتل : الشويتين دول وجو لفت النظر يخصك إنتى يا أنسه معلشى أصلى مش مقتنع بيكى دكتوره أصلا لا ذكاء ولا موهبه ولا أدب ولا حاجه من أصله
صدمتها إهانته المباشره : انت بتهنى يا دكتور
سخر من صدمتها : وانتى بتحسى أصلا عشان يفرق معاكى إهانه ولا غيره
صرت على أسنانها بغضب وعيناها تقدح نااار بينما تلك المسكينه هربت تبحث عن ملجأ بعيد تفضى فيه بآلامها فإصطدمت بمحمد الذى تعجب من هيئتها الحزينه : شهد مالك
إبتلعت غصتها الحارقه وإصطنعت الهدوء : مفيش
لم يقتنع بجوابها الساذج وأصر على معرفة الحقيقه : شهد أنا على أخرى رقيه حملها المره دى مزعج ومنيمتنيش طول الليل فمفياش دماغ للمحايله مالك
نظرت له تسائله بيأس : أنا وحشه ؟
تعجب متسائلا : مين قال؟!
– أنا اخلاقى مش مظبوط
– إيه الكلام ده لأ طبعا
– لاحظت إنى بتعامل مع الدكتور جاسر بطريقه ملفته
– ملفته ازاى يعنى
– يعنى بحاول اوقعه فى شباك هوايا
ضحك ساخرا : وانتى عندك شباك من أصله وبعدين هو جاسر عيل عشان توقعيه دا راجل طول بعرض له مركز وقيمه بيتحاكى بيها الكل
– يعنى أنا مش بنت شمال
غضب من هذا الوصف قائلا : قطع لسان اللى يقول كده
– اومال ليه أحلام فاكره كده
أدرك الآن سبب حزنها فإنفعل أكثر : عشان حقوده وبتغير منك والدنيا بحالها واخده بالها ومن قبل ما جاسر ييجى كمان فى الأول حاولت تلعب بعقل رقيه وتوهمها إن فى حاجه بينى وبينك ولإن رقيه عاقله وبتثق فيا وعارفانى كويس جت وحكتلى وكنت هنقلها بعيد بس رقيه قالتلى لا لتصدق كدبتها وتعملك إنتى شوشره وبعدها حبت تعملك مشاكل كتير عشان تبقى هيا مكانك معرفتش لأنك شاطره وذكيه ومحبوبه حتى المريضات بقو يطلبوكى بالإسم وهيا فاشله ووصلت بالغش والواسطه ومحدش طايقها
صدمتها تلك الحقائق : معقول؟!! وليه كل ده أنا بعملها كويس والله
تنهد بضيق : عارف بس هيا غيرانه من جمالك ونجاحك وبتحسدك
سخرت بألم : دى غبيه بتحسدنى على إيه تيجى تشوف عيشتى ازيها
لم يتحمل أكثر فهو يعتبرها أخته الصغيره ليس هو فقط بل كل من تعامل معها فهى رغم تهورها إلا أنها خفيفه الظل تحب الجميع : تعالى معايا
– على فين
– المره دى أنا مش هسكت لازم احاسبها
– مش عاوزه مشاكل
– أنا مش هعملك مشاكل أنا هوضحلها مقامها بس تعالى
لم يمهلها وقتا للرد فأسرع لغرفه الأطباء وهيا خلفه حتى واقفا خلف جاسر وهو يوبخ تلك البلهاء : بيتهيألى إن تصرفاتى وعلاقتى بأى حد دا شئ يخصنى لوحدى يا دكتوره
لاحظت وجود محمد فتصنعت البراءه : شهد ساذجه وسهل ينضحك عليها ولا دا جزاتى إنى خايفه عليها
– خافى على نفسك من باب أولى
لاحظت وجود شهد فأرادت إخافتها حتى تحيدها عن طريقها كما تظن فلقد تأكدت الآن من فشل خطتها وفد تتعرض للعقاب وخوف شهد هو سبيلها للهرب : إنت بتهددنى طيب اما اشوف باباها هيبقى رأيه إيه فى الكلام ده
لم تتحمل أكثر وتقدمت خطوه لتجيب عليها بهدوء قاتل وسخريه حزينه: هيبقى إيه يعنى هيضربنى عادى خدت على كده هيجوزنى واخد غصب عنى مهو بيعمل كده فعلا هيدبحنى ياريييت يبقى عمل فيا معروف
كان ردها مؤلما لكل من سمعه ولكن جاسر كان أكثرهم فقد شعر بوخز خناجر قاتله بقلبه مع كل كلمه تقولها وهو يتخيلها فأغمض عيناه بضيق وتنهد بألم ناظرا لتلك البريئه التى لم ترفق بها الدنيا
وجدت أحلام أن مخطتها باء بالفشل ونالت عقابها من خصم كبير من راتبها الشهرى ولولا طيبة شهد ورفضها لنقلها أو رفدها لكانت تبكى بدل الدمع دما فهى من تعول والدتها المريضه ورغم ضيق الحال وإحتياجها الشديد للمال تفتعل المشاكل وتتلهف على الزينه الفارغه ظنا منها أن ذلك ما سيأتى لها بعريس ثرى يعوضها عن فقرها ولا تعلم أن أقل ما يقابل الشخص هو ضيق ذات اليد فرغم ما لديها من نعم صحه وشباب وشهاده جامعيه وعمل يعولها إلا أنها لا تحمد الله أبدا ولكن هذا الموقف جعلها تقلل من إفتعال المشاكل
______________
تأكد جاسر أن أحلام نالت جزاءاً يجعلها تكف عن إزعاج شهد ولكن قلبه يتألم من حديثها هو لم يشعر يوما بالراحه تجاه عزت ولكنه لم يكن يعلم أنه قاسى هكذا
عاد إلى المنزل حيث والدته وأخته بقلب مهموم يتحامل على نفسه حتى يتم الإنتهاء من زواج ياسين ثم سيعود فورا ليظل بقربها لا يعلم كيف أصبح متيما بعشقها بين ليله وضحاها
حينما وصل كانتا فى سبيلهما للإستيقاظ وآلام الرأس تفتك بهما فوجدها فرصه رائعه ليختلى بنفسه يينما ينشغلان بآلامهما
جلس شاردا بالشرفه يتذكرها حينما سمعها بعد عقابه لها بعد ما فعلته فى قسم العظام حينما تناولت طعام المريضه
كان لديها عدة حالات وما أن إنتهت عادت لغرفة الأطباء غاضبه
ضربت براحتا يديها على سطح مكتبها وهى تجلس غاضبه : أنا مستقيله
فنظرت لها رقيه متعجبه ثم سألتها : ليه بس جرى ايه ؟
– زهقت وقرفت من الشغلانه الزفت دى
لوت أحلام فمها بضيق ساخره منها : إيه هو الدكتور جاسر ضايقك تانى
إزداد غضب شهد لذكرها جاسر فهى تعلم جيدا أن أحلام تتصيد الفرص لتقترب منه وهذا يضايقها بشده: جاسر إيه وبتاع إيه إنتى كمان
تصنعت الدلال وهى تجيبها بضيق : لأ لأ لأ مسمحلكيش كله إلا الدكتور جاسر
– والنبى ماهى نقصه نحنحه ياختى أنا على أخرى
سألتها رقيه بهدوء فهى تعلم أن شهد لا تنفعل من فراغ: فى إيه بس
زفرت بضيق وهى توضح سبب غضبها: عملنا محو أميه وتوعيه وبرضو بقر اللى فى دماغهم فى دماغهم المتخلفه جيالى من البلد مخصوص وهيا فى آخر الخامس تقولى سقطينى
– دى تموت فيها
– تصدقى كان نفسى أسفخها كف يطلع من نفوخها وأقولها خساره فيكى نعمه ربنا دا غيرك يتمنى ضفره
– وقولتيلها إيه
– رفضت طبعا
سألتها أحلام : عشان فى الخامس
– لأ أنا رافضه المبدأ نفسه الست تنزل البيبى لو فى خطر على حياتها زى مريضه القلب مثلا لكن بصحتها وتقدر تكمل ومش عاوزاه عشان بنت تبقى عاوزه الحرق
أنكست رقيه رأسها حزنا : الناس هنا بتحب خلفه الولاد قوليلها معلش تتعوض
عارضتها ساخره : لآ يا قلبى مهيا مفيهاش عوض عشان دى نمره خمسه عندها أربع بنات غيرها والأب راسه وألف جزمه ياتيجب الواد يا يطلقها ويرميها ببناتها على أساس إنه بمزاجها ولا البنات مش بناته
– وهتتصرف ازاى المسكينه دى
– السونار بيقول ولد بس إنتى عارفه ساعات مبيبقاش أكيد والأجهزه اللى هنا طراز قديم فمقدرش أأكد إنه ولد عشان لو مطلعش ولد جوزها هيولع فيها وفيا
– طب وبعدين
– ولا قبلين قولتلها تستنى كمان شهرين وكده كده ملهاش بطن وجوزها الغبى لسه ميعرفش
لوت أحلام فمها ساخره: حامل فى الخامس وميعرفش
– آه خافت تقوله ومن حظها ملهاش بطن وهو ملخوم فى الأرض ومبيركزش معاها اللى يغيظك عاوز وريث له وهو ماحيلتوش اللضه واللى يشوفه يقول وراه الأبعديه
– طب ماهيا بعد شهرين هيبقى السابع ويمكن تولد
– أهو اللى جه فى بالى ساعتها
وجدتها أحلام فرصه لتتحدث إليه فهو يفعل المستحيل ليتجنبها : طب منسأل الدكتور جاسر
رمقتها بسخريه فهى تعلم نواياها : وهو هيعمل إيه يعنى السونار مش واضح عاوز جهاز ثلاثى الأبعاد وطبعا دا مستحيل دا مكلف والمستشفى على أد حالها
– نكلمه برضو مش هنخسر حاجه
لم تجد شهد ردا لاذعا يجعلها تتوقف عن ذكره أمامها بهذه اللهفه ولكن رقيه قالت لها بسخريه واضحه :قولى إنك بتتلككى عشان تكلميه
زفرت شهد بضيق وهى تحاول تناسيه والإنشغال بعملها: والنبى اقلبيلنا على سيرته دى كفايه اللى جرالى النهارده
أحلام : ما إنتى اللى طفصه
شهد: لا والله مش أنا صاحبه الفكره وساعدت الوليه دى فى الأول وكل ما بتيجى بتعمل حسابى واديها بزياده طب وربنا مانا شاريه منها تانى
رقيه : بتتكلمى عن إيه
– الوليه اللى بتجيبلنا الأكل البيتى هنا قابلتها فى قسم العظام النهارده ولقيتها جايبه محشى وفراخ ومشهيصه قولت ادوق يمكن ناقص ملح ولا حاجه
– وطلع ناقص
– لأ مظبوط مش دى المشكله أنا اديتها حقه وزياده واما لقتلك الدكتور جاسر قودامها طلعتنى حراميه أكل
– أنا قولتلك من الأول ابعدى عنها دى ست مخها مهوى وبحالات الزهايمر مخلص عاللى فاضل
– اهو بقى لا واللى يغيظ طلع الأكل أصلا كان ليا
– ليكى ازاى
ابتسمت أحلام بتمنى فهى ترغب بشده فى ازاحتها من طريقها حتى لا يتعلق يها جاسم : دكتور العظام لما عرف إنها بتشترى منها طلب أوردر لهم هما الإتنين وأكد عليها ودا اللى جنن الست عشان كان محاسبها أصلا وبزياده عشان تتوصى بس لما عرف اللى حصل مع شهد هزق الوليه وبعزقها ولولا ما شهد اتحايلت عليه مكنش عتقها
رقيه : اااه دى الحكايه طلع فيها حكايه
تنهدت بملل : بطلو إنتى وهيا مفيش الكلام ده
أحلام : ليه بس خلينا نفرح دا الراجل واقع
رمقتها شهد بغيظ فهى ستتسبب فى نشر شائعه عنها : تقعى على دماغك قولى إن شاء الله
كان يستمع لهذا الحديث وقلبه يشتعل غيرة على تلك المشاغبه ولا يدرى كيف تهشم جهاز الضغط فقد كان يطرق به على سطح المكتب بغضب حتى طرقه بحده آخر مره فأصبح حطاما
إنتفضت الفتيات لهذا الصوت وأسرعن ليجدن الجهاز ملقى على الأرض محطم وبعض من حطامه تطاير لينغمس فى ذراع جاسر
نظرت له رقيه بقلق : ياخبر إيه اللى عمل كده
أسرعت أحلام نحوه بلهفه : إيه دا انت بتنزف ثوانى واطهرلك الجرح
كان ينظر لها بغضب غير منتبه لما يحدث حوله ولا يشعر بيد أحلام الممسكه بذراعه تطهره حتى نزعت قطعه الزجاج من يده فتأوه بغضب وسحب ذراعه سريعا وهو يعنفها بشده : إنتى بتعملى إيه يامتخلفه
رقيه : جرى إيه سرعت البنت
جاسر : بتهبب إيه دى
أجابته أحلام بتعجب : بطهرلك الجرح
جاسر : مش عاوز
زوت رقيه جانب فمها بسخريه : جرى إيه ياجاسر دى بقالها ساعه ماسكه دراعك بتطهره إيه اللى جرى فجأه
ظلت شهد تتابع ما يحدث بصمت وهى تلاحظ نظراته الغاضبه ولكنها لم تهتم فهو دائم الغضب منها
تنهد وهو مغمض العينين يتذكر ملامحها الطفوليه وسعادتها حينما علمت بمجئ الجهاز الذى تحتاجه اليوم مما أنساها ما بدر من أحلام
كان يرغب فى رؤيتها سعيده فأرسل فى طلبه فورا وقد أتى اليوم ولكن بعدما حدث نسى الأمر تماما وكان تفكيره فى حزنها مما فعلته أحلام
لكنها بمجرد أن علمت بوصول هذا الجهاز قفزت فرحا وهيا تهلل
نظرت لها رقيه بعيون تملؤها السعاده فهى بمثابه أخت لها : أدى مشكلتك اتحلت ياستى تقدرى تجيبى الست وتعمليلها سونار وتشوفى بنت ولا ولد بس هتجيبيها منين
وقفت تفكر قليلا : اممم أخ لقيتها هديه هيا اللى هتعرفلى طريقها
– مين هديه
– مرات الغفير اللى عندنا عارفه ستات البلد كلهم هقولها إسم الست وهيا هتشوفهالى
– هتروحى البيت لها يعنى
– لأ هتصل بعز يخليها تكلمنى بس يارب يكون فى البيت
– طب أنا راحه ورايا كشف
– طيب دقايق واحصلك
أمسكت بهاتفها تتصل عليه وظلت تستمع لصوت جرس الهاتف حتى أجاب : ألو أيوه ياعز
أجابها بضجر : خييير
– إيه طريقتك دى
– اخلصى أنا راجع من الشغل ميت تعب
– حبيبى إنت فى البيت هايل اندهلى هديه عاوزه أقولها حاجه
– حبكت دلوقتى
– آه خليك حلو بقى
– لأ أنا وحش
– لأ انت حلو وحبيبى ونور عينى وأنا مستعده لأى ترضيه ترضيك لما أجى بس إديهالى بقى
كان مارا بالغرفه يرغب بالإطمئنان عليها فسمع آخر الحوار فتملكته الغيره وفتح الباب بوجه مكفهر وهو يهدر بها : مين ده؟
– اااه
– ألو ألو شهد شهد بتصرخى ليه ألو
تفاجأت بدخوله المفاجئ كالإعصار فصرخت ووقع منها الهاتف الذى بمجرد أن لامس الأرض حتى تهشم وأصبح حطاما : آه هه آه هه ياتليفونى اااااه
كانت منهاره بقوه من يراها يعتقد أنها تبكى فقيدا
إقترب منها بحذر وهيا تبكى بشهقات عاليه تتزايد أسرع فأسرع واحتضنها بقوه ليهدأ من روعها ولكنه ما إن أحس بأنفاسها الدافئه تهفو بقربه شدد أكثر فى إحتضانها يبكى قلبه لمرآها هكذا وما إن أحست به حتى إستكانت
وصل عز المشفى يلهث باحثا عنها حتى صادف رقيه: شهد فين
تعجبت من حالته: كانت فى المكتب ليه خير
– كنت بكلمها فى التليفون وفجاءه صرخت والخط قطع وجيت اكلمها تانى بيدينى مغلق
إبتلعت ريقها بقلق : إيه جو الرعب ده طب روح شوفها فى المكتب وأنا هشوفها فى القسم
حينما دلف عز إلى المكتب ووجدها بين ذراعيه هدر به صائحا : إبعد عنها ياحيوان
ما إن سمعت صوته حتى إنتفضت وأسرعت ترتمى بين ذراعيه
نظر لها بصدمه مما حدث وسأله بغضب : انت مين؟
عز : أنا اللى مين (ثم نظر لشهد يسألها) عملك إيه ده ؟😬
شهد : ما معملش هه حاجه
عز : نعم
تحدث ليوضح الأمر خوفا عليها فيبدو أنها تهتم لأمره وهو لا يرغب فى إيذائها حتى ولو على حساب نفسه : الموبايل بتاعها وقع اتكسر فضلت تعيط وزى اللى جالها هيستريا أنا بس كنت بهديها
– متشكرين اتفضل بقى
أنكس رأسه حرجا وغضبا ثم قال : عن اذنكم
أفاق جاسر من شروده على من تربت على كتفه فإستدار ليجدها هند فزفر بضيق : خير ياهند
سالته بقلق : خير إنت بجالى ساعه بنادم عليك
– معلش كنت سرحان شويه
لوت فمها ساخره : إيه تكونش عشجان
كان غاضبا من ظنه أن شهد تعشق آخر ووجد هند تسخر منه فإنفعل أكثر : عشقك عقرب واتلفحتى بسمه
فزعت من غضب : يا باى دى اللى هتجع فيك سنينها سواد
– دا على أساس اللى هيقع فيكى مش هتبقى سنينه طين وحزن ولا حاجه
وضعت يدها غى خصرها بغيظ : انت جايبنى تفسحنى ولا تنكد عليا
إبتسم بجانب فمه ساخرا : ومين قالك إنى جايبك افسحك
تعجبت متسائله : اومال إيه
أجابها بهدوء بارد : أنا جاى أغير جو أقعد فى هدوء لكن إنتى لزقه بغرا ما صدقتى تشبطى
إتسعت عيناها بعدم تصديق لقوله هذا : لهو انت جاى إهنه عشان تجعد فى هدوء
أجابها بملل : آه
– مش هتخرج
– لأ
– إيه ديه اومال أنى جيت معاك ليه
– إسألى نفسك أنا لا قولتلك تعالى ولا كنت عاوزك تيجى من أصله
أتت والدتهما إثر سماع أصواتهما العاليه تتسائل : جرى إيه ؟ عتتشاكلو ليه ؟
لوت هند فمها متذمره مما قاله ونظرت لوالدتها : مش عاوز يفسحنى
تأفف جاسر منها: أنا جاى أنسجم مش أصدع
تعجبت هندمن حديثه : ما تتحمم حد حايشك
زفر بضيق منها : إنتى كمان طارشه بصى عشان نخلص أنا هقعد هنا وانتو الشط هناك أهوه تقعدو هناك ولا فى الجنينه وأنا هقعهد أتابعكم من هنا
تعجبت عظيمه من حديث ابنها: وه جدر حد إتعرضلنا
نظر لها جاسر ساخرا : لأ إطمنى الناس اللى هنا بتفهم مبيرمرموش
إنفعلت والدته غاضبه : جصدك إيه ياولد
نظر لها جاسر بتحدى غير عابئ بغضبها : بصى فى المرايه وإنتى تعرفى
عظيمه : طول عمرك بجف كيه بوك
جاسر : ولما هو بأف رميتى جتتك عليه ليه هه
ثم تركها مشتعله بغيظها ودلف لداخل غرفته غاضبا من نفسه ومنهما فقد حكم عليه القدر بأم لا تعنى معنى الأمومه ولا تهتم سوى بالسلطه لتتحكم فيمن حولها وأخت بلهاء تسير خلفها مغيبه وأب لا يتصدى لهما لا يعلم إلى متى سينتظره حتى يوقفها عند حدها
(((((((******))))))))
بعد عودت شهد للمنزل دلفت إلى غرفتها وأخرجت تلك الصحيفه التى تحوى صورته وجلست على الفراش تتأمل ملامحه وهى تتذكر ما حدث بينهما اليوم
تذكرت حنوه عليها وقربه منها تذكرت أيضا حديث عز بعد أن ترك جاسر الغرفه حينما رفعت وجهها له : ليه كده ياعز
لمع الغضب بمقلتاه وهو يعنفها: ازاى تسمحيله يحضنك بالشكل ده لو حد شافكم كانت هتبقى مصيبه
أجابته من بين شهقاتها : والله هه اللى حصل هه زى ما قالك بالظبط
تنهد بضيق : مصدقك وواثق فيكى رغم إنى عارف هو مين
فغرت فاهها: هه
– مش دا جاسر الأسيوطى
– آه بس انت عرفته ازاى
– شوفت صورته فى المجله الطبيه اللى مخبياها فى مكتبك
دفعته عنها بصدمه : انت بتفتش ورايا
فأجابها بهدوء: لأ بس كنت بدور على دوا للصداع إمبارح ولقيتها ولفت إنتباهى العنوان والإسم
– بس هو ميعرفش حاجه
– بس هو كمان شاكله واقع
لمعت عيناها بشوق ولهفه : بجد والنبى
– آه ياختى الظاهر ميعرفش إنى اخوكى دا عينيه كانت هتفرقع لما جريتى عليا وشاكله وهو ملهوف عليكى وحاضنك كمان بيقول إنه دايب
– بيتهيألك دا دايما مبهدلنى
– أكيد عنده أسبابه سيبيه لحد ما يجى لوحده
إقتربت منه بحزن :وأبوك اللى عاوز يجوزنى ده أعمل فيه إيه
تنهد بأسى وإحتضنها : لو جاسر بيحبك صحيح مش هيسمح أبدا إنك تتجوزى ياسين على الأقل متبقيش قدامه وفى حضن غيره دا أنا ما صدقت خرج كنت حاسس إنه هيولع فيا
– هو يقدر دا اللى يقرب منك أكله بسنانى
عاد ليبحث عن شيئا ما ليجدها لا تزال بحضنه ويسمع هذا الحوار
– بقى عامله المندبه دى كلها عشان حتة تليفون
ترقرت عيناه بالدمع مجددا:عاااااا فكرتنى ليه عااااا
– خلاص بقى هجيبلك غيره
– بجد والنبى
– شوف البنت فى لحظه قلبت
– إيه دا غيرت رأيك طب عاااا
– بااااس صدعتينى مش كفايه جاى جرى وأنا ميت من التعب
– آه صحيح إيه اللى جابك
– وانتى بتكلمينى لقيتك صرختى والخط قطع وبعدها مغلق بقيت هتجنن جيتلك جرى حتى قابلت رقيه بره سألتها تعالى نطمنها هتلاقيها قلقانه عليكى
– يعنى انت جيتلى جرى أول ما قلقت عليا
– طبعا
– ياحبيبى يا رب ما اتحرم منك أبدا
– ولا منك يا أم لسان عاوز حشه يلا ياختى
فتحت الباب لتجده أمامها ينظر لها بعيون تملؤها الحسره فقد عشق إمرأه ملك لغيره فإبتعد دون أى تعليق بينما نظر لها عز بمكر : مش قولتلك دا الواد واقع
– طب ياخبير بس انت عرفت الحاجات دى ازاى
تنهد بحزن هامسا : من اللى أنا فيه
– إيه
– متركزيش يلا نشوف رقيه
رأيكم وتوقعاتكم ؟؟؟
إيمى عبده
الفصل السادس
ظلت شهد تنظر إلى صورته الجميله بالصحيفه تتأملها بحزن فقد دق قلبها لأول مره بقوه لمن لا حق لها فى عشقه تنهدت بأسى وهى تهمس بإسمه وعيناها مغمضتان ترسمان بخيالها صورته حتى أحست بحركه ما ففتحت عيناها سريعا وإذا بأحدهم يحاول فتح الباب ومن قد يكون سوى كوثر الحقوده فالجميع يستأذن قبل الدخول إليها حتى والدتها ووالدها لا يدخل غرفتها أبدا لا أحد مزعج ولا يحترم غيره سوى هذه اللعنه التى حلت على عائلتها فدمرتها ولأنها تعلمها جيدا فحينما تصبح وحدها تغلق باب غرفتها بالمفتاح وحينما تغادر أيضا لا يعلم مكانه سواها ووالدتها وأخاها فهى لا تثق بغيرهما فحتى رحمه بلهاء وقد تقع بلسانها ذات مره لذا لا تخبرها
أخفت الصحيفه ونهضت لتفتح لها فوجدت تلك الأفعى تنظر لها بحقد وخبث : قافله على روحك ليه ياغندوره مخبيه إيه ولا تكونى بتستغفلينا وحد بينطلك من البلكونه يقابلك
لم تجد ردا مناسبا لتلك الحقيره سوى البصق فى وجهها وإغلاق الباب بحده فإرتطم بها وجعلها تترنح وتسقط أرضا وهى تتأوه وتتوعدها بالعقاب فأتى عز إثر سماع صوت صياحها المزعج ليرى ماذا تفعل مع أخته مجددا حيث وقف يرمقها بإحتقار متسائلا : جرى إيه؟
إنتظرته يساعدها لكنه ظل واقفا واضعا كلتا يداه فى جيب بنطاله ببرود بينما وجهه المتجهم لا يبشر بخير فأستندت إلى الحائط حتى وقفت وهى تسب وتلعن شهد وتتألم إثر سقطتها ثم هتفت بغيظ : شايف أختك رمتنى عالأرض
فسائلها ببرود : ليه؟
إزداد إنفعالها من بروده فصاحت بغيظ :عشان متربتش
أجابها بهدوء مستفز : مش سبب كافى عملتيلها إيه خلاها تعمل كده دا لو فرضنا إنها عملت كده أصلا
كانت تعتقد أنها بإهاناتها تستفزه فيغضب وتخبر زوجها وتنال منه ولكنه لايهتم أبدا فلا تعلم أنه لا يراها بشريه بل يراها حشره تنقل مرض معدى لذا يجب التعامل معها بحذر وهو لا يظهر انفعالاته ومشاعره إلا مع من يستحقها وبالطبع ليست منهم
رمقته بحقد ساخره : يعنى هتبلى عليها ولا هوقع نفسى قصد
زفر بملل : كل شئ جايز
غضبت وصاحت به مندهشه : نعم يا إبن ساميه
تلك الشمطاء المتصابيه تزعجه حقا لذا قرر إنهاء الحديث معها : لمى الدور الجماعه جايين لخطوبتها كمان كام ساعه فليميها لإن لو الأمور اتفشكلت بسببك بابا مش هيفوتهالك المره دى دا بينام يحلم بالنسب ده ولو متمش عشان علقه كلتها بسبب حقدك وتأويمك ليه عليها هتلبسى إنتى فى الحيط
صمتت قليلا تفكر فبالفعل إذا أشعلت الحرائق الآن وضربها ورأها أهل العريس مشوهه ستتدمر الزيجه هى ترغب بذلك ولكن النتيجه غير مضمونه فلا تضمن رد فعل عزت فسينسى طمعه وعقله وقد يقتلها أثناء غضبه فحينما يغضب لا تستطيع التفاهم معه ولا إقناعه بحيلها الخبيثه فكتمت غضبها حتى ينتهى الأمر ثم ستنتقم فيما بعد وتركته وغادرت صامته حاقده بينما تنهد عز بضيق مما يحدث معه ومع شهد وظل شاردا قليلا حتى أفاقه صوت رحمه تحدثه
عز : هاه
– صح النوم بقالى ساعه بكلمك
– معلش مكمنتش مركز
تسألت بقلق : ليه؟ مالك ياعز ؟ بقالك كام يوم مش ولابد دايما مضايق وسرحان
تنهد بضيق ثم أجابها : من الهم يا رحمه
– هم إيه كفاك الله الشر
– يعنى منتش شايفه شهد الغلبانه اللى هتلبس فى الحيط بسبب طمع عزت بيه لأ وكمان عاوزنى اتجوز فرح وهو متأكد إن لا أنا ولا فرح فى أمل واحد فى المليون حتى نبقى زوجين إحنا اخوات هى وشهد عندى واحد وأنا عندها كده برضو بس هو كل اللى يهمه مصالحه وبس
– طب شهد وفهمنا عشان مصالحه مع عيلة الاسيوطى طب وانت وفرح إيه
– ورثها يارحمه عينه على ورثها مفكر إنى اما اتجوزها هخليها تدينى ورثها واديهوله وبعدها مش مهم أطلقها اتجوز غيرها اللى طبعا كوثر هتفضل وراه لحد ما تخلى غيرها دى واحده من قريبها الزباله على أساس إنى لعبه خشب بيحركها على مزاجه مش إبنه
تألم قلبها لحاله فرفعت يدها تربت على كتفه بحنان : سيبها على الله مين عارف مش يمكن تتحل لوحدها
أجابها بما يشبه الهمس الحزين : ياريت يارحمه ياريت
_____________
حزنت فرح حينما علمت أن المقلبنجى هو عريس شهد المنتظر ولكنها أخفت حزنها حتى لا تتسبب فى أى مشاكل بينما إرتعبت شهد فهى لا ترغب فى هذه الزيجه وحتى بعد أن علمت فرح بمن يكون فلا أمل لها فى النجاه لأن الوقت ليس حليفها فسياتى الليله ووالدها لن يسمح لها أو لغيرها بإفساد الأمر
____________
حل المساء وذهب رجال عائلة الأسيوطى منزل عائلة الشهاوى وإستقبلهما عزت وعبدالرحمن بالترحاب بينما إنشغل عز فى أمر ما بخصوص العمل فلم يحضر
لقد طعن الجد الأسيوطى فى العمر وأصبحت تختلط عليه الأمور أحيانا ولكنه يظل كبير العائله لذا فُوِضَ الأمر إليه فى الحديث أمام عزت وطلب خطبة فرح
طرق الجد بعصاه الغليظه على الأرض وتحدث بجديه : اسمع ياعزت بجى خير فى سلامه وسلامه فى خير إحنا فى زمنات بوك كنا جيران فى البلد صوح نجلنا المدينه وانتو كومان وبجينا بعاد بس لساتنا جيره فى الأرض والجار أولى بالشُفعه
همس ياسين لنفسه متعجبا : شُفعة إيه إحنا جايين نشترى أرض ماداهيه تكون فيوزات جدى لمست تانى
بينما إسترسل الجد فى الحديث : صوح دلوك الولاد نسيو عاداتهم وتجاليدهم فى عيشة المدينه له وكومان نسيو لغوتنا بس لساتنا إحنا واعيين لده زين صوح مبجناش نزور البلد إلا فى العزايم والعزا بس لساتنا أرضنا وجدورنا هناك ولساتنا كبارات البلد وبنحكمها والواد ياسين بيشجر على حالنا هناك على طول وبيجيبلنا من خير الأرض والكل بيهابه وهو خابر عواديدنا زين وحتى بيتحدد زيينا هناك لجل مايظنوش إننا بنتعالى عليهم صوح بيتحدت إهنه كيه المصاروه هو والواد جاسر بس لما عرج الغضب الأسيوطى بيطلع بيجلبو صعايده صوح
مال ياسين إلى جده هامسا : أبوس إيدك ركز ياجدى
أجابه هامسا : وه مانى مركز أهه
رفع حاجبيه ولوى فمه بطريق تؤكد للجد أنه يسترسل فى حديث فارغ لا علاقه له بالأمر فمال الجد على إبنه متسائلا : إحنا كنا جايين ليه يا ولد
أغمض راشد عيناه وزفر بهدوء ليهدأ : جايين نطلب يد فرح يابوى
– وه هتجوز خليص وتريح جلب بوك
سمعه ياسين فإقترب هامسا بضيق : خبر إسود ركز ياجدى أنا اللى هتجوز عمى خلاص اتجوز وخلف وعياله اللى عليها الدور
تعجب الجد متسائلا : وه مين ديه
أجابه راشد بملل : دا واد ولدك
– اومال بوه مجاش لييه
– بوه الله يرحمه يابوى
بدأ الجد ينوح : ياوجع جلبى ياولدى ميته
لوى ياسين فمه بضيق شبه ساخر : من حوالى خمستاشر سنه كده
– وه ومتخبرتنيش لييه احضر جنارته يا ولد الفرطوس
بدأ يفقد ياسين هدوء فحدثه بضيق : جدى مش وقتك أبوس إيدك (ثم نظر إلى راشد راجيا) عمى والنبى اتكلم انت قبل ما اتشل
أجابه راشد ضاحكا : ههههه طب اصبر يا ولدى
ثم إعتدل ثلاثتهم بعد أن أكل القلق قلب عزت وساورته الشكوك عن همسهم الغريب بينما ظل عبدالرحمن متابعا فى صمت فالأمر يخص عزت وحده لظنهم أنهم أتو من أجل شهد
تحمحم راشد بجديه : إحم إحم لمؤاخذه ياعزت
أجابه عزت بإبتسامه مصطنعه : لامؤخذتك معاك ياخوى
– من غير كتر حديت جايين نطلب يد فرح لياسين
وقع الأمر على رأس عزت كدلو ماء مثلج فى منتصف شهر طوبا بينما فغر عبدالرحمن فاهه غير مصدقا فعزت يتباهى بهذا النسب منذ علم بقدومهم ويخطط له منذ زمن
تلجلج عزت فى الحديث : جج جصدك شش شهد مش إكده
– له جصدنا فرح بت المرحوم أخوك الكبير وسبج وجالك ياسين وطلبها وكان بوك لساته عايش وجلتوله موافجين بس مخبرينش موطرحها واديها رجعت وجايين نطلبها ونطالبك بكلمتكم اللى جلتوها
تاهت الكلمات منه وهو يكاد أن يجن : بب بس أأ اصص أأ أصل أأ إنتو أنا
أمسك ياسين بكوب ماء ورفعه له قائلا : اشرب اشرب شكلك شرقت
أمسك الكوب بلهفه وشربه دفعه واحده وأغرق مقدمة ملابسه والتوتر واضح على كل إنش فى جسده بينما بدأ عبدالرحمن يهدأ ويستوعب الأمر ويدرك لما أراد عزت التعجيل بزواجها من عز وإخفاءها عن الأنظار فتحدث بجديه : واحنا جد كلمتنا
نظر له عزت بغيظ : وه عتجول إيه انت
فرمقه راشد بحده : جرى إيه ياعزت عنديك رأى تانى ولا إييه
أصبح كمن نسى الكلام وتلعثم : هه له بب بس مم أأ
أدركه عبدالرحمن : بيجول إن نسبكم يشرفنا
إبتلع عزت كلماته فنظراتهم الحاده تؤكد إصرارهم كما أنه مقيد بموافقته القديمه التى لم يظن وقتها أنها ستكن ذات أى أهميه وفكر أن يبحث عن حل لإفساد الأمر ولكن ياسين لم يمهله الوقت لذلك حيث صدمه بما قال : خير البر عاجله مادمنا متفقين نكتب الكتاب
أجابه عبدالرحمن بإبتسامه : على جولك يا ولدى خلينا نفرح
– خلاص هبعت حالا المأذون
تعجب عزت من سرعة الأمر : وه دلوك
أجابه ياسين بهدوء : وليه لأ
– مم مجهزناش حاجه ولا
قاطعه سريعا : لا لالا عاوزها فى هدوء جهز كل اللى انت عاوزه أول الشهر
إزداد تعجبا وهو يتسائل : أول الشهر؟!!
– آه الفرح والدخله ومش مهم تجهز ولا لأ لو ناقصها حاجه أنا هكملها
إبتسم عبدالرحمن مباركا : عالبركه
إغتاظ عزت وهو ينهره: إكتم انت
إحتد صوت ياسين : جرى إيه ياعزت مش عاجبك نسبنا ولا إيه
أجابه سريعا : له له
فرمقه راشد بضيق : اومال إيييه مموافجش ليه
إرتبك وهو يبحث عن رد حتى قال : مم مش ناخد رأى البت لول
– ومن ميته الحريم ليهم رأى بيناتنا
نظر له عبدالرحمن ساخرا : عجايب دلوك عاوز رأيها ولما كنت عتجوزها ولدك مسألتش ليييه
نهره راشد بغضب : وه تجوزها لولدك كيف وانت عطينا كلمه وطالبينها من زمن
شحب لونه وهو لا يدرى ماذا يقول : مم مهو مهو أأ جج جصدى مكنتش فاكرك لساته رايدها
– إكده طب شيع هات المأذون أحسن نلاجيك جوزتها ولدك وإحنا كيه البجر
حاول عبدالرحمن تهدئته : كيف ده انتو زين الناس وإحنا منغدرش
فزفر راشد بغيظ : وعملت خوك ديه مش غدر له ديه كومان تطير فيها رجاب
ياسين : خلاص يا جماعه إحنا هنكتب الكتاب دلوقتى وأول الشهر الفرح والدخله
وفى أقل من ساعه حضر المأذون وخرج عزت يطلب المشاريب وهو مكفهر الوجه فركضت كوثر كعادتها الفضوليه لتقصى الأمر وذُهلت مما حدث ولكنها كانت سعيده فلن تصبح شهد زوجه كبير البلد بل ستتم زيجتها كما كانت ترغب من قريبها الفاشل وستستغل غضب عزت وعدم إتزانه الآن كما أن عز أصبح متاحا لقريبتها فركضت إلى غرفة الفتيات ودلفت إلى الداخل تبارك لفرح فقط لترى حزن شهد كما تظن وتتشفى فيها
دلفت إليها تحمل كيسا من المقرمشات تأكله فوجدت فرح تجلس معها : خلاص هيكتبو الكتاب
إنفجرت كلماتها فى رأس شهد مدويه وكادت أن يغشى عليها ولكن ما أمهلها قليلا نظرات كوثر الثاقبه تجاه فرح وكأن حديثها موجه إليها
تعجبت فرح من نظراتها نحوها متسائله : كتاب مين ؟!!
إتسعت إبتسامتها الماكره ثم قالت : كتابك ياعروسه
نهضت فرح تصيح بصدمه : نعم إنتو إزاى تكتبو الكتاب من غير موافقتى
اجابتها ببرود : عمك وكيلك
غضبت فرح بشده من هذه اللعينه : يوكلوكى غفير فى جهنم يابعيده
غضبت من تعنيفها لها : قليله الحيا صحيح
تخصرت فرح وهى تقول بصوت غاضب : إسم النبى على حياكى ثم هو مش جاى يخطب شهد ازاى يكتب كتابه عليا أنا
– والله معرفش إسألى عمك لما المأذون يمشى
– دا بعدكو اوعى كده
دفعتها وهى تغادر الغرفه بينما صاحت بها كوثر : تعالى هنا انت اتجننتى
إستدارت تصيح بغضب : جن لما يلخبطكو
ثم إقتربت منها ونزعت من بين يدها كيس المقرمشات الذى تحمله وركضت إلى الأسفل ودفعت الباب بعنف لتجد المأذون بالفعل ممسكا بيد ياسين وعزت وباقى الرجال يجلسون حولهما وينظرون لها بصدمه فنهرها عزت لدخولها بهذا الشكل أمامهم : إنتى بتعملى إيه إهنه على فوج
لوت فمها ساخره : ليه مش دا كتب كتابى مش واجب تعزمو جرى إيه يا مأذون الغبره مش تاخد رأى العروسه الأول ولا انت بيعلموك دين غير اللى نعرفه
تلعثم المأذون مبررا : هه أأ عمك قال موافقه
– وهو عمى كان إتعتع من مكانه من ساعه ما اتجمعتو يا أهبل
حاول ياسين أن يتمالك نفسه ويكتم ضحكته وهمس لنفسه : لسه فرسه جامحه زى ما انتى وحشتنى شراستك يامجنونه
غضب عزت وصاح بها : جرى إيه يابت ماتحترمى لمه الرجاله اللى جعدين
– هما فين دول دول شويه شنبات متحركه لو فيكو راجل مكنتوش تيجو على حق بنت يتيمه
وهنا كان الجميع واقفا بغضب يلوم عميها فنظر لها عبدالرحمن بحزن فقد تعدى حدوده بالفعل وآلامته كلماتها فقد أحست باليتم والوحده فقال : عنديها حج الواجب ناخد رأيها
إنفعل عزت أكثر : من ميته الحريم ليهم كلام ولا رأى
فأجابه ياسين بهدوء : من زمان ياعزت دا دينا اللى بيقول مش أنا فبعد إذنكم عاوز أتكلم معاها لوحدنا يا أقنعها يا تقنعنى
– إيه الكلام الفارغ ديه
إقترب منه عبدالرحمن : أنى بجول نسيبهم لحالهم هبابه على ما نتعشى والمأذون موجود اما يتفجو نتمم على خير
وجد أنه على صواب ففرح يابسه الرأس وإذا أصرت على موقفها ستتسبب فى حرج كبير للعائله سيضر فيما بعد بمصالحه مع عائله الأسيوطى ويتسبب فى إشاعات تتسبب فى نبذ عائلته بين الناس كما ان زواج ياسين من احدى فتيات العائله حتى ولو لم تكن شهد سيفيده رغم أنها لن تكون فائده كبيره كما كان يمنى نفسه ولكن يظل هذا النسب فى مصلحته فنظر لعبدالرحمن : اللى تشوفه ياخوى
خرج ومعه الرجال وهو يرمقها بتحذير ولكنها لم تبالى وجلست تضع قدما على الأخرى وتمسك بيدها كيسا المقرمشات ولا تنظر إلى ياسين حتى بينما جلس هو يتأملها فقد إشتاق لمرأها ثم سألها بمرح : ها إيه اللى مش عاجبك العريس ولا أهله
أجابته بهدوء حذر توارى به خوفها : الاسلوب اللى مش عاجبنى أنا مش جاموسه تسحبونى وراكوا
– مين قال كده
نظرت له بغضب : أفعالك
إقترب ليجلس بجوارها وتحدث بحنو : أنا آسف
نظرت له وهى تلوى فمها ساخره : لأ متقولش إبن الذوات بيتأسف ولمين حتت بت يتيمه ملهاش لازمه عاوزين يبعوهاله ببلاش يقضو بيها مصالحهم لأ لأ ميصحش يابيه
هدر بها صارخا : إنتى مجنونه ازاى تقولى على نفسك كده
أجابته بسخريه حزينه : عشان دى الحقيقه وإهدى ليطقلك عرق أقولك خد شبسيهايه
رفع حاجبيه مندهشا : نعم
أخرجت قطعتين وهى تمد يدها يهما له : خلاص خد اتنين
– إنتى بتهزرى
– خد الكيس كله وحل عن نفوخى
أمسك بذقنها وأدار وجهها برقه إليه ناظرا فى عينيها الحانيه : بحبك
فغرت فاهها : هه
– بعشقك
– هه
– تتجوزينى
ألجمتها كلماته العاشقه فلم تجد ما تجيبه به:أأ بب هه
بينما تحدث بهمس حنون : جاوبينى
أفاقت من صدمتها : أأ إحم لأ أنا متجوزش مجرم
قضب جبينه بصدمه : إيه أنا مجرم
– آه مش الناس بتخاف منك وغضبك بيطير فيه رقاب
زفر بإرتياح: ولو قولتلك إنى بريئ من التهم الباطله دى تصدقينى
خدرتها نظراته : هه آه
فإبتسم بحنو : خلاص اتجوزينى بقى
أومأت بنعم فإقترب قليلا :طيب هنكتب الكتاب دلوقتى و الفرح أول الشهر
تفاجأت بهذه السرعه : إيه ملحقش
ثم تورد وجهها خجلا : وبعدين إبعد كده شويه
اقترب أكثر وهمس بحب : لو موافقتيش هقرب أكتر وأكتر متعرفيش أنا ملهوف أد إيه عاوز أحضن شفايفك لشفايفى
دفعته بيدها : هااا قليل الأدب
حاول كتم ضحكته على هيئتها الخجوله : طب وافقى وأنا هتأدب
– طيب
– يعنى خلاص موافقه ياعروسه
– ههههه موافقه ياعريس
_______________
كانت سعادة شهد لا توصف فقد تخلصت من تلك الزيجه واطمأنت لزواج فرح ممن تحب فلن تجبر على الزواج من أخاها لذا لن تتعذب رحمه فما حدث كان مفاجأه أسعدت الجميع ماعدا عزت
تجمعت الفتيات فى غرفة فرح وبدأن الغناء والرقص والتصفيق احتفالا بكتب الكتاب
ييجى عالمحطه ييجا وادبحله بطه ييجا
ييجى عالرشاح ييجا وادبحله فراخ ييجا
ييجى عالمحطه ييجا لابس كرفته ييجا
يجيى عالزراعيه ييجا والبس جلابيه ييجا
بس الولا ييجا
رحمه : هههههه بس الأغنيه كلماتها مش كده
شهد : أهو حبه من اللى فكراهم على حبه مألفاهم المهم على نفس النغمه وأدينا بنهيص هههههه
فرح : حبيبتى يا شهد عقبالك
إبتسمت بمراره فهى تعلم أن أباها الذى تقوده كوثر كما تريد مستغله أطماعه لن يختار من يسعدها أبدا فإبتلعت غصتها ونهضت حتى تخفى آلامها ولا تتسبب فى تعكير صفو فرحة إبنة عمها : أنا هقوم أجيب الكاميرا بتاعة عز ناخدلنا شويه صور للذكرى
تهلل وجه رحمه وهى تقفز فى مكانها فرحا فقد إنتهت مخاوفها من زواج عز لفرح : والله فكره
خرجت شهد من الغرفه بوجه متهلل لتصطدم بمن جعل وجهها يتجهم
صر عزت على أسنانه بغيظ : فرحانه جوى يابت الفرطوس
أنكست رأسها وهى تفرك يدها من التوتر وتمتمت بخفوت : مش كان فى كتب كتاب من شويه
لم يسمع تعليقها وإستمر فى نهرها : شوفتى يابوز الفجر أهو هملك وخد بت المحروج
أجابته بضيق : وهو كان جوزى وسابنى دا واحد كان ناوى يتقدم ثم إنه من الأول كان عاوز فرح مش أنا
لوت كوثر فمها ساخره لتزبد غضب عزت : مهو لو ماليه عينه مكنش بصلها
رفعت شهد رأسها ورمقتها بغيظ : إنتى متخلفه للدرجه دى إيه ماليه عينه دى هو أنا أعرفه أصلا
إغتاظت كوثر من ردها اللاذع فنظرت لعزت بضيق تنهره : سامع بنتك أكيد غير رأيه بعد ماسمع عن طولة لسانها ومحدش هيعبرها بعده مهو اللى يسيبها ياسين الأسيوطى لازم تكون معيوبه
كانت ساميه فى طريقها لغرفة الفتيات حينما رأتهم وسمعت حديث كوثر فردت عليها بغضب : فشرتى بتى زينة البنته
لوت كوثر فمها ساخره : آه مهو باين
إشتعل غضب عزت الكامن فى صدره من زيجه ياسين من فرح التى دمرت له كل خطته فصاح فيهن : إجفلى خشمك يا حرمه منك ليها (ثم نظر لكوثر )كوثر الواد جريبك ده لساته رايدها
تصنعت التفكير لتصل لمبتغاها : مش عارفه هيرضى ولا لأ
نظرت له شهد بصدمه : بابا إنت بتقول إيه دا مبيعرفش يفك الخط
أردات أن تطمئن لإتمام الامر فقالت بخبث : أهو راجل بدل ما تعنسى
إزداد غيظ شهد منها فصاحت بها : إنتى تتكتمى خالص ااااه
لطمها على وجهها بينما ضربت ساميه براحة يدها على صدرها ثم جذبت ابنتها اليها وهى تربت على ظهرها بحنان حزين ثم نظرت لعزت بضيق: يانضرى يابتى حرام عليك ياراجل دى بتك برضك
عماه الغضب وهو يصيح ردا عليها : بت جليله الحيا أنى جولتها كلمه ومعتنيهاش(ثم نظر لكوثر) ابعتيله يا كوثر ياجى
ثم تركهن وذهب بينما صرخت شهد بأسى بين ذراعى والدتها حزنا على عمرها الضائع : ااااااه آه ياماما
مسدت ساميه بيدها على شعرها بحنو كبير :استهدى بالله يابتى وربك هيدبرها
رمقتهما كوثر بحقد وتشفى: بلا مياصه إنتى كنتى تطولى
لم تتحمل شهد فابتعدت عن والدتها وهى تصيح : غورى من هنا يا بومه إلهى يارب يتحرق قلبك زى ما معذبانى
فركضت كوثر خوفا منها فحالتها لا تبشر بخير كما أن عزت غادر المكان وهى وحدها أمامهما
بينما سقطت شهد على ركبتيها تبكى بحسره فجلست أمها أمامها وهى تغمرها بحنان
_______________
حينما عاد عز من عمله علم بما حدث ورغم صدمته إلا أن فرحته كانت كبيره وتعجب من نوم شهد المبكر قبل أن يعود فمن عاداتها ألا تنام قبل عودته فسأل والدته وعلم بما حدث فقرر التحدث مع أخته فى الصباح عله يواسيها ويجد حلا لمشكلتها فوالده يابس الرأس ويصعب إقناعه
_____________
أتى الصباح مبشرا بسعادة كبيره لأحباب جدد ومحذرا بتعاسه لآخرين
دلف عز إلى غرفة شهد فوجدها مستيقظه وعيناها منتفخه من أثر البكاء بالأمس فألقى عليها السلام وتحدث مباشرةً فى الموضوع : إيه اللى ماما قالتهولى ده
نظرت له بإنكسار وهى تتحدث بمراره : شوفت آخرتها عاوز يرمينى للحشاش قريبها
زفر بضيق : دا إتجنن دا ولا إيه
رمقته بسخريه حزينه : هه حسبتها غلط دورت لكل واحد على حل عشان يتجمع مع حبيبته وكالعاده نسيت نفسى نسيت إنى بره الحسبه وأبوك مرحمنيش لا هو ولا الحيه اللى متجوزها
جذبها إلى صدره يربت على ظهرها بحنان وهو لا يعلم كيف سيساعدها
((((((******)))))))
تململ جاسر فى نومه بسبب صوت الهاتف الذى لا يمل من الرنين فهو لم ينم إلا فجرا من الإرهاق فتفكيره بها قضى على رغبته بالنوم طيلة الليل فأجاب على الهاتف متأففا ليجده ياسين يبشره بتمام زيجته من فرح فهنئه وهو يجاهد ألا يظهر له إحباطه وبعد أن أنهى الإتصال جفاه النوم مجدداً فخرج يسير بمحاذاة الشاطئ يستنشق الهواء ويفكر حتى إهتدى إلى محمد أقرب أصدقائه وحامل أسراره فهو مقرب هو وزوجته من شهد ومؤكد يعلم عنها كل شئ فنظر حوله ليتأكد أن أخته ووالدته لم تستيقظا بعد ثم هاتفه
استيقظ محمد ونظر فى الساعه فوجد أن الوقت مبكراً جدا على محادثات الهواتف خاصه مع جاسر فأجابه سريعا والقلق ينهش قلبه : إنت كويس فيك حاجه أجيلك
– اهدى يا ابنى فى إيه
– قولى إنت مهو متصل فى وقت زى ده يبقى فى مصيبه أكيد
– ياساتر يارب ربنا مايجيب مصايب
– اومال إيه اللى مخليك تتصل بيا الساعه سته الصبح إيه مشتاقلى ومش قادر على بعدى
– تصدق إنك رخم وأوفر
– دا أنا برضو ماعلينا المهم بتتنيل تتصل بيا ليه الساعة دى
– انت مالك لسانك بينقط زفت ليه عالصبح
– من رقيه وعمايلها السوده الناس تنام وتصحى ودى بتموت نوم والبنت الصغيره تصحى تعيط وتصحي أختها ودى قتيله طول الليل شغال داده بدل ما أنام بعد يوم طويل ورخم فى المستشفى والهانم ولا هنا المهم تجيب الواد اللى تغيظ بيه قريبتها وأديها هتجيب بنت برضو وكل ما أقولها وأحلفلها إنه مش فارق معايا تعند أكتر وتفتكر إنه مش فارق لإن هى نفسها مش فارقه أفهم دكتوره ازاى دى ومش قادره تفهم إنه مش بكتر الخلفه هتجيب ولد وإن البنت ولا الولد منى أنا مش منها
– روق روق وإن شاء الله تتهدى
– تتهدى دى مستحيل دى عاوزه تتهد أنا زهقت يا مؤمن كل سنه عيل خلينا إيه للجهله المتخلفه فاكره إنها بكده بتثبت إنها ست متكامله قريبتها قدرت تقنعها إنها طول ما فيها حيل تخلف تبقى صغيره لو بطلت خلفه تبقى عجزت شوفت تخلف بعد كده
لم يستطع كتمان ضحكته : ههههههه الصراحه رقيه بتبهرنى بكم الغباء المستفحل اللى عندها
إزداد إنفعاله ونهره : إتلم دى مراتى
تعجب قائلا : ما انت بقالك ساعه بتشتم فى سلسفين اللى جابوها
– اشتمها احرقها هى مراتى حبيبتى أم بناتى لكن تشتمها انت ولا غيرك هنط فى كرشك
– كرش مين يا أحول روح نام تانى إنت هتطلع صداعك عليا لأ فوق بدل ما اجى أفوقك
هدأ قليلا حينما أحس أن هناك ما يُغضب جاسر : طب براحه ليطقلك عرق وقولى متصل ليه
أجابه بجديه : عاوزك فى سؤال
تنهد بضيق ثم أجابه بملل : خير
– شهد
تعجب متسائلا : مالها ؟!
– مرتبطه بحد ؟!
أجابه ساخرا : ولا سبت
نهره بغضب : أنا بتكلم جد
إبتلع غضبه وحدثه بجديه : وأنا كذلك دا حتى لما أبوها رسم على إبن عمك مكانتش متحفزه للموضوع كله هى لا بتفكر فى جواز ولا رجاله ولو حصل هيبقى بس عشان تخرج من سجن أبوها وبصراحه انت إمبارح لما قولتلى إن الجوازه اتفركشت فرحت هيا وياسين مينفعوش لبعض إطلاقا أنا مرضتش أبلغها عشان فرحتها هتبان عليها وأبوها يشك إنها ليها علاقه بفركشت الموضوع ويضربها
صر جاسر على أسنانه بغضب كابحا لغضبٍ جارف : أنا عارف إن عزت دا رزل بس متخيلتش إنه حيوان ومع مين بنته لو أقولك إنى كنت عاوز أولع فيه لما سمعتها بتتكلم وعرفت إنه بيضربها مبقاش بهول
تنهد محمد بضيق : حظها قليل مع إنها أطيب خلق الله
– انت هتقولى لو مهياش طيبه وهبله كانت انتبهت لحقد زميلتها وغيرتها منها
ضحك ساخرا : أحلام دى بتغير من طوب الأرض سيبك من سيرتها الزفت دى وقولى سبب سؤالك عن شهد
أجابه بهدوء : عاوز الحقيقه
فسخر منه قائلا : لأ بنت خالتها
زفر بضيق من سخريته : طبيت
هلل بصخب : أوباااااا لأ متقولش شهد
– آه شوفت البخت مقعش إلا فى بنت أكتر بنى آدم بكرهه لأ وهى كمان مش فى بالها ولا مركزه معايا أصلا
أجابه بجديه : اللى بتشوفه مش قليل عاوزها تحب ازاى وهى بتتنفس ذل من أبوها ومراته
تنفس جاسر بغضب مما تعانيه تلك المسكينه بينما إستكمل محمد حديثه : لو انت جاد فى موضوعها فأنا معاك انت أفضل طوق نجاه ليها
إنفعل قائلا : طبعا جاد من امتى وأنا بهزر يعنى
أجابه بإقرار : الصراحه طول عمرك إتم
– الله يكرمك ثم أنا عاوزها تحبنى لنفسى مش بس لمجرد إنقاذها
– طب وهتحبك ازاى وانت نازل مرمطه فيها فى الطالع والنازل
– ماهيا تصرفاتها تغيظ حد غيرى كان إداها جزا ولا رفدها ثم إن دا مش موضوعنا أنا بحبها أتصرف ازاى
– سهل جدا اخطبها
تحدث بتهكم واضح : تصدق كانت تايهه عنى فين دى يابنى آدم عاوزها تحبنى مش تدبس فيا
أكمل محمد نصائحه بملل : عاملها كويس
– مش حل برضو عاوزها تحب فيا عيوبى قبل مميزاتى عشان تستحمل تعيش معايا
لم يتحمله أكثر وحتى لا ينفجر فيه غاضبا سخر منه: ايه دا هو إنت عندك مميزات وأنا معرفش يا ابنى دا إنت مفكش إلا عيوب طلبك دا تعجيزى عمرها ما هتوافق بمزاجها عليك مفيش واحده تستحملك أصلا يا ابنى دا أنا صاحبك ومش طايقك
إختنق من تهكمه فقال بحده : اقفل يامحمد اقفل بدل ما اجى اولع فيك
– هههههههه طب روق روق انت لسه قودامك كام يوم تقدر تفكر فيهم براحتك بس ياريت تستعجل لأن بعد فركشت موضوع ياسين متضمنش أبوها يعمل إيه
سخر من حديثه المتناقض : طب بذمتك براحتى ازاى واستعجل
– مش وقت تعليقاتك أنا بتكلم جد مش بعيد يجوزها أى حمار بسرعه عشان يدارى على منظره قودام الناس بعد ما سيح لنفسه وهو بيتباهى بنسبه من إبن عمك
جحظت عيناه بصدمه : تصدق آه
– شوفت بقى بس الصراحه كان نفسى أشوف منظره لما عرف إن العروسه فرح هههههههههه أكيد كان يهلك من الضحك
– طبعا مهو خد كف على قفاه محترم بقولك إيه اقفل وبطل رغى أحسن هند صحيت
– طيب سلام
– سلام
أقبلت عليه بوجه بشوش وابتسامه مرحه : يسعد صباحك ياخوى
أجابها بهدوء حزين : وصباحك ياهند
أقتضب جبينها متسائله : باه جالب خلجتك ليه اكده كل ديه عشان جيت معاك
تنهد بضيق ليهدأ قليلا : لأ يا هند أنا بس اللى مخنوق شويه
جحظت عيناه برعب متسائله : حد جراله حاجه ؟
تعجب متسائلا : حد مين ؟!
– وعيالك بتتحدت مع حد عالتلافون
– لا دا واحد صاحبى بدل ما يروقلى مزاجى عكره زياده
زفرت بإرتياح : ربنا يروجلك حالك ياخوى
رأيكم وتوقعاتكم ؟؟؟
إيمى عبده
الفصل السابع
صمت جاسر للحظات يفكر فى ما يحدث لشهد فقد إنتبه لكون هند تحتاج رعايته فشهد لا تجد من يرعاها ويحرص على مصلحتها كهند ولابد أن يكن له دورا فى حماية هند ورعايتها كما سيحمى شهد مهما كلفه الأمر
هند هى أخته قبل كل شئ وإذا كان الأب لا يهتم سوى بالمظاهر أمام الناس لذا يترك العنان لتسلط زوجته حتى يتحاشى لسانها السليط وأفعالها المشينه التى قد تتسبب فى إحراجه أمام الناس وإذا كانت الأم لا تفقه ما تعنيه الأمومه وتستغل ابنتها لصالح أطماعها ولا تهتم سوى لنفسها فهند هى أخته الساذجه التى تسييرها أمها كما تشاء وفى كل الأحوال سيسأل عنها لو لم يكن من الخلق فى الدنيا سيكون أمام الخالق العظيم فى الآخره لذا قد حسم أمره تجاهها فلن يتركها لأب وأم لا يدركان واجبيهما تجاه ابنتهما فهو ساقط من حسابتهما منذ زمن
لوحت بيديها أمامه لينتبه لها : يابووووى كل ديه
– جرى إيه
– دا أنى تنتنى ساعه اتحدت وإنت مش اهنه واصل
– بقولك إيه مش كنتى عاوزه تتفسحى
أومأت برأسها بقوه بينما عجز لسانها عن النطق من فرط فرحتها
– خلاص ياستى هفسحك فسحه مش هتنسيها عمرك
لم تجد نفسها سوى وهى تقفز عليه تحتضنه بقوه وتمطره بوابل من القبلات وهو يجاهد فى إبعادها عنه
قبض بيديه على معصميها محاولا إبعادها عن رقبته بعد أن كاد يختنق وهدر بها صارخا : بس بقى خنقتينى سيبى رقبتى بدل ما وربنا ما إحنا خارجين
ابتعدت عنه سريعا وهى تترجاه : له والنبى ربنا يرضى عنيك دا أنى ما صدجت
مسح على وجهه وإستغفر ليهدأ : طب روحى غيرى وتعالى
تهلل وجهها قائله : دجيجه ونجهز
ما إن همت بالركض حتى أمسك معصمها متسائلا : استنى هنا قصدك مين بنجهز
– باه أنى وأمى
ترك يدها ثم نظر لها بحده : لأ لو عاوزه تتفسحى معايا تيجى لوحدك
تعجبت متسائله : ليه ؟!
تنهد بضيق فهند كالدميه لا تستطيع الحراك بدون إشارات والدتها فحدثها بجديه : هتفضل طول السكه لا عاجبها حاجه ولا هتهنينا على حاجه وتحكى فى كلام ملوش طعم من الآخر هتنغص علينا فسحتنا وأنا مصدع لوحدى لو عاوزه تتفسحى تدخلى تغيرى وتيجى من غير ما تحس بيكى لو حست مفيش خروج
كان محق فوالدتها لا يملأ عينها شيئا ولكنها تخشاها فتطيعها مرغمه وتقلد أفعالها لتسعدها حتى لا تغضب عليها فلن ينقذها أحد من عقابها فالجميع غير مهتم بها ولكنها أجابته بلهفه فهذه الفرصه لن تعوض : له له معجولش هى لساتها نعسانه
تنهد بإرتياح : طب انجزى
أومأت برأسها ثم ركضت إلى الداخل ولحق بها ليذهب إلى غرفته ليتجهز للخروج و بعد ثوان عادت تعدل فى حجابها بصعوبه فمن فرط فرحتها لم تدرى ماذا تفعل فإرتدت أول عبائه قابلتها قبل أن تشعر والدتها بها وتستيقط وأخذت حجابها ووضعته لا تعلم كيف ولكن ما يهمها أنها تقف أمام غرفته تنتظره على أحر من الجمر وحينما خرج مرتديا ملابس أنيقه ونظر لها إبتسم فكم هى طفله رغم كل ما تفعله فكل أفعالها السيئه ماهى إلا إرشادات والدتها فأمسك بكتفيها وأوقفها أمامه فوجد أن عبائتها لا تناسب ما يفكر به ولكنها محتشمه وحجابها يحتاج للتعديل فسحبه من على رأسها وحينما حاولت أن تعترض أسكتها بإشاره من يده وبدأ يلف لها حجابها بهدوء وهى تنظر إليه مذهوله من تغييره الجذرى فهو دائما قاسى غاضب ينهرها دائما تخشاه بشده رغم أنها تعانده أحيانا ولكن غضبه يرعبها اما اليوم ولأول مره يعاملها كأخته الصغيره كإبنته رأت به حنانا لم تجده حتى بقلب تلك المدعوه والدتها فإبتسمت بسعاده جعلت عيناها تلمعان بحب كبير بينما إبتسم هو لأول مره بوجهها وهو يمسد على رأسها بحنان بعد أن إنتهى من حجابها وأمسك بيدها وخرجا سويا وأخبر الخادمه أنهما سيخرجان للتنزه وقد يتأخرا لذا لا توقظ والدتهما وتتركها حتى تستيقظ وحدها وإذا سألتها عنهما تخبرها أنهما خرجا ولا تقلق
خرجا يسيران بمحاذاة الشاطئ تبتسم هند وهى تلتقط أصداف البحر الملونه وتركض كالطفله تلامس قداماها أمواج البحر المرتطمه بشاطئه فالوقت مبكر والمكان شبه خالى فجعلها تخلع حذائها وحملهما عنها وتركها تمرح على راحتها حتى بدأ الناس بالإستيقاظ فإرتدت حذائها وتعلقت بيده وظلا يسيران سويا كلما مرا بشئ وأعجبها يشتريه لها بينما استيقظت عظيمه وعلمت بالأمر فإستشاطت غيظا وأرادت أن تهاتف ابنتها وتنهرها وتعيدها حالا فلن يجدى حديثها مع جاسر ولكنها تفاجأت بتركها للهاتف فمن فرط حماستها قد نسيته فهاتفت جاسر فوجدته يغلق بوجهها الإتصال فظلت تصرخ غاضبه حتى تعبت وجلست تقضم أظافرها غيظا فهند نسيتها تماما وكأنها غير موجوده لم تأتى لتتذلل لطلب إذنها وابنها لا يعيرها أى أهميه وهى ترغب أن تصبح ملكه متوجه تأمر الجميع بمن فيهم أبنائها ولكن لا أحد يجعلها تتلذذ بهذا الشعور سوا خادمتها المطيعه أم الخير وابنتها البلهاء هند
(((((((******)))))))
لم تذهب شهد لعملها فعقلها وقلبها فى حالة إنهيار وكانت هذه فرصه ذهبيه لكوثر لتذيقها تعليقاتها اللاذعه طيلة الوقت مما زاد من حنق عز ولسوء حظ رحمه أنها حاولت مضايقته كعادتها فصب غضبه عليها واتت فرح إثر صوته العالى لترى ماذا حل به فوجدته ينهر رحمه فتسألت عما يحدث فهو غاضب بشده ورحمه ملامحها مبهمه غضب ممتزج بضيق يرافقه قليل من التهكم
فرح : أنا مش فاهمه متعفرت ليه
لوت رحمه فمها ساخره : عشان بقوله يا زيزو
ازداد غضب عز من تهكمها الواضح : واما إنتى عارفه إن الاسم دا بيضايقنى بتنادينى بيه ليه
أجابته بملل : عادى
بينما نهرتهما فرح : بطلو هبل بقى مش هتكبروا
رحمه : قوليله
عز : تقول لمين امشى يابت مش ناقص هبلك
تحولت سخريتها لغضب من اسلوبه الفظ معها أمام فرح : سامعه خليكى شاهده عليه
زفرت فرح بضيق منهما : أنا صدعت منكم انتو مبتزهقوش
دارت الدائره ليصبح عز هو الساخر هنا : لا هى شغاله راديو مفتوح أربعه وعشرين ساعه
اغتاظت رحمه منه وهى تقول لفرح : سامعه قله ذوقه
سمعتهم شهد فقررت التدخل قبل أن تلاحظ كوثر وتحول الأمر إلى معضله
رسمت إبتسامه مشرقه على وجهها تخفى بها آلامها : مسا مسا يا عيال
ما إن رأتها فرح حتى استنجدت بها : الحقينى يا شهد
رفعت شهد حاجبيها متسائله : خير ؟
أشارت فرح تجاه عز ورحمه : الاتنين دول هيشلونى مبيبطلوش مناقره فى بعض
ابتسمت شهد : عادى يافرح حاجه وخدنا عليها اتعودى على كده
فرح : إيه البيت دا كله دماغه مسافره كده
شهد : آه ياختى بس مقولتليش الخناق المره دى على إيه
عز : وهتفرق
شهد : لأ يا زيزيزو يا حبيبى مش هتفرق دا انتو ممكن تتخانقو عالهوا اللى بتتنفسوه
عز : لأ ظريفه أوى إنتى
تصنعت الغرور وهى تشرأب بعنقها : طول عمرى
إيه دى ماما بتنده
تركتهما وغادرت وتبعتها رحمه بينما نظرت له فرح متعجبه : غريبه!!
عز : إيه؟
– طب ما شهد نادتك بنفس الإسم مضايقتش ليه
أجابها بهدوء : عشان شهد بس اللى مسموحلها بيه
– افهمها دى بقى
– افهمك بقى شهد وهى صغيره كانت بتلدغ فى العين والشين ومكنتش بتعرف تنطقهم
– آه صحيح دى كانت حتى بتناديك زز ههههه عمرى ما شوفت ولا سمعت عن حد بيلدغ فى العين غيرها بس دا إيه علاقته بالموضوع
– دا هو مربط الفرس اللدغه دى خلت كوثر تتريق عليها على طول خلتها تكره اسمى فملقتش حل غير إسم زيزو وبقت فرحانه بيه عشان بتعرف تنادينى بيه صح ومحدش يتريق عليها بس ازاى كوثر بقت هتطق وبقت تتريق عليها وتنادينى بيه بطريقه مستفزه لحد ماجبت أخرى وزعقتلها وقولتها متناديليش بيه تنادى لا هى ولا أى حد ولا حتى امى شهد وبس اللى تنادبنى بيه وعمى كان موجود جت تعارضتى زعقلها وقالها ملهاش دعوه بيا مهياش امى عشان تمشينى على هواها ومن هنا وجاى محدش ينادينى بالاسم ده غير شهد ولما بابا رجع من بره وقالتله وكان هيزعقلى عمى وقفله وقاله بقى هتمشى حديت الحريم علينا ولا إيه قام اشتغل العرق الصعيدى عنده وراح مزعقلها ومانعها تنادينى بالاسم ده
– ياه هى كوثر دى إيه حمى
– وباء بعيد عنك بس رد فعل ماما اللى كان صدمه
– أكيد زعلت
– بالعكس فرحت وقالتلى كويس انك قولت كده لو كنت قولت شهد وامى اللى ينادونى بيه كانت كوثر قومت الدنيا ومقعدتهاش وأبوك مكنش هيعدبها ولا عمك هيقدر يقنعه لكن كده حميت اختك من تريقتها اللى عقدت شهد
– مامتك دى عظيمه
تنهد بضيق متذكراً أفعال رحمه : فهمانى يا فرح عارفه لما يبقى اللى قودماك فاهمك وحاسك من غير كلام مش الدبه اللى كل كلمه تردهالى اتنين
– هههههه بكره تعقل
– مش باين
– مهو انت كمام مبتسكتش
– لأ اسيبها تعجن واقف اتفرج
– ههههههه مجانييين
(((((((*******))))))))
تناولا سندوتشات سريعه وإستكملا طريقهما ثم ذهبت هند لشراء ملابس لها فعبائتها لا تناسب المكان ولا الأماكن التى سيأخذها جاسر إليها تحتاج لملابس أكثر أناقه ومريحه أكثر وكانت سعادتها لا تضاهي الدنيا وهى تجرب الملابس وتعرضها عليه حتى إختارا سويا مجموعه رائعه من فساتين المحجبات وبناطيل واسعه مع كافة الكماليات المناسبه سواء حجاب أو إكسسوارات
إرتدت إحداها ووضعت عبائتها بحقائب الشراء ثم تناولا الطعام فى مطعم فاخر ومنها إلى آخر مكان تخيلت يوما أن تذهب إليه ومع من؟ مع جاسر إنه مدينه الألعاب لم يترك لعبه لم يجعلها تجربها حتى الألعاب التى أحست بالرهبه تجاهها جعلها تركبها و ركبها معها لكى تستمتع بلا خوف ثم أنهيا اليوم بطعام خفيف والحديث أثناء سيرهما سويا كان يوما لن تنساه بينما تعمد هو أن يتأخر بها حتى لا يتواجها مع والدته وتكدر هند وتدمر سعادة يومها ولكنها لم تتركها صباحا نهرتها وظلت طيلة اليوم تؤنبها وتسخر منها ومن الأزياء التى اشتراها لها حتى جعلتها تلملمها وتعطيها له مجددا وقلبها يعتصر حزنا فإستلمها منها دون تعليق فالرهبه التى استطاعت عظيمه زرعها بقلب هند على مدار سنوات عمرها واخضاعها الدائم لأمرها كانت أقوى من شجاعتها وحصولها على حقها فى الحياه لذا قرر قطع إجازته والعوده بهما وحينما هاتف والده ليخبره بعودتهم لم يتفاجئ فجاسر لن يتحمل عظيمه وهند اسبوعا كاملا
وضع حقائبه وأخرج الملابس التى اشتراها لهند ووضعها بحقائبها فى خزانة ملابسه علها ترتديهم يوما وهاتف محمد ليخبره أنه سيعود غدا إلى المشفى وسأله عن شهد فأخبره أنها اليوم لديها مناوبه ليليه معه فقرر أن يتناوب هو بدلا من محمد فهو فى أشد الحاجه لرؤياها فرحب محمد بالأمر فهو يحتاج للراحه
______________
كان يوم جاسر مزعج فقد تفننت عظيمه فى إزعاج هند وجعلت رحلتها البديعه نكبه تندم على القيام بها بينما لم يختلف يوم شهد عنه كثيرا لذا قررت الذهاب اليوم للعمل فالإنغماس فى العمل سيبعد عن تفكيرها مأساتها وستهرب من تعليقات كوثر اللاذعه التى لا تنفك تلقيها عليها لتستمتع بعذابها فلا مهرب لها سوى العمل الدؤب لإشغال عقلها عما يحدث ولكن حزن قلبها كان باديا بوضوح على ملامحها وبسمتها باهته تحاول جاهده أن تبدو طبيعيه ولكن آلامها أقوى هذه المره تنهدت بإرتياح بعد أن إطمأنت على تلك المرأه الحامل وجعلتها ترى جنينها من خلال الجهاز الجديد لتتيقن أنه صبى ولا تقوم بإجهاضه مصطحبه زوجها لكى لا ينفذ تهديده ويتزوج غيرها بعد أن إطمأن أنها تحمل وريثه المنتظر مما جعل الوضع يصبح بينهما معكوسا فقد بدأت المرأه سريعا تدلل عليه أكثر من اللازم وتطلب ما تشتهيه وما لا تشتهيه وهو مستمتع بدلالها بل ويشجعها كل هذا من أجل صبى قد يكون فى يوما ما سببا لنكبته إذا ما أفرط فى دلاله وهذا واضح مقدما لوت فمها ساخره مما ترى ولكن السخريه الحقيقيه هو ما تمر به هى وبعد أن إنتهت كشوفاتها ذهبت إلى مكتب محمد وطلبت منه تكثيف العمل فهى تشعر بفراغ ورغم عدم تصديقه لها البادى بوضوح على ملامحه إلا أنه وافقها لأنه أحس أنها تحتاج لذلك وجعل مناوبة الليله عليها بدلا من زوجته وطلب منها أن تبلغ رقيه بالأمر فهو منشغل الآن وإذا ذهب لإخبارها مؤكد سيتشاجران لأن مناوبته الليله وستضطر للمبيت عند والدتها لأنها تركت البنتين اليوم لديها لظنها أن كلاهما سيناوب وبالطبع ستلتقى بخالتها العزيزه وابنتها الحقود فكلتاهما تسكنان بنفس العقار الذى تسكنه والدتها
بينما كانت رقيه تنطر إلى الخضار التى استطاعت أن تأخذه من البائع بثمن زهيد نظرا لكونه يرغب فى التخلص منها فهى آخر كميه لديه ويرغب فى بيعها والعوده لمنزله
حدثت رقيه نفسها بسعاده قائله : الله شوية خضار معتبرين هيبقو مخلل عجب ربنا يهديكى يا شهد وترضى تعمليهوملى من آخر مره مش عارفه استطعم مخلل نفسها يجنن فى حاجه الأكل يابخته اللى هيتجوزها و ربنا يهدك يا كوثر زى مامبهدله الغلبانه دى
دلفت شهد لتجدها شارده تحدث نفسها فتعجبت من حالها : جرى إيه هو الحمل خلاكى هيستى ولا إيه
تهلل وجهها وهى تهتف : شهد حبيبتى جيتى فى وقتك
تعجبت من حديثها ثم انتبهت للخضار : إيه كل دا ؟! كل دا خضار؟!
– آه
إقتضب جبينها وهى تتسائل بتوجس : اوعى يكون اللى فى بالى
– هو
زفرت شهد بضيق وإنفعلت : تبقى اتهطلتى رسمى
فتذمرت رقيه : جرى إيه نفسى فيه
إزداد إنفعالها : نعم ياختى نفسك دا إيه
بررت رغبتها : مش حامل
رفعت أحد حاجبيها وهى تهزأ من تبريرها الساذج : رقيه إحنا مش هنصيع على بعض إنتى داخله على ولاده ياماما يعنى شهور الوحم خلصت من زمان
تذمرت قائله : يوووه استلمينى بقى
لامتها بهدوء خوفا عليها : يارقيه اعقلى مش كفايه استغليتى الحمل وشهور الوحم وسفيتى منه لما قولتى يابس مع إنى متأكده إنك متحومتيش عليه من أصله
إرتبكت مما تلمح إليه شهد فتلعثمت : أأ هه ال لأ إيه اللى بتقوليه ده أأ إن إنتى عرفتى ازاى
لوت فمها بسخريه : أصلك هبله محمد اللى عرف مش أنا
فغرت فاهها بصدمه : هاه
بينما إستكملت شهد حديثها مستهزئه بذكاء صديقتها : آه حضرتك كنتى بتتوحمى ساعتها على خوخ واتصلتى بأمك تساعدك ولما استغربت ليه مطلبتيش من محمد كريتلها عملتك الهباب ولحظك كان قريب وسمعك وعرف إن وحمك ملوش علاقه نهائى بالمخلل بس بتتلككى عشان تسفى منه
ضربت على صدرها براحه يدها : يالهوى محمد عارف
– آه يافالحه ويومها كان شايط ولما شوفته عرفت إنك عامله نصيبه فضلت وراه لما قالى
أمسكت ذقنها يإصبعيها وهى تهز رأسها بتفكير : اتاريه بعدها فضل إسبوع مطنشنى وأنا اللى فكرت إن العقربه لافت عليه ولا عشان عرف إن المولود بنت
إنفعلت شهد من غبائها صا ئحه بها : تانى تانى الحدوته دى فوقى يارقيه محمد بيحبك ومخلص ليكى وموضوع خلفة البنات دا مش فى دماغه وبنت خالتك الغياره دى هتخرب بيتك ولو عالمخلل إنتى عارفه إنك غلطانه الأملاح عندك عاليه جدا وانتى حامل ولما قررتى تتعالجى لا التزمتى بالعلاج ووقته ولا تابعتى كويس
– يوووه بقى ياشهد
– يابنتى اعقلى دا إنتى أم لعروستين زى العسل والتالته فى السكه الأملاح دى هتأثر بالسلب عليهم وكمان دماغك لازم تكبر شويه بلاش دايما تحسسى جوزك إنه اتجوز عيله هبله
أتى جاسر ليصطدم من منظر الخضار الذى يملأ المكتب : إيه دا انتو قلبتو المستشفى سوق خضار
إرتبكت رقيه : دكتور جاسر أأ
لكنه سلط نظره على شهد وهتف بإسمها بجديه : شهد
رفعت يديها عاليه وأجابته بسرعه : وربنا مانا دى رقيه
نظرت لها بحده : بعتينى يا جزمه
– آه أنا ضهرى لسه بيوجعنى من آخر مره رتبت فيها مخزن الأدويه واللى شغالين هناك ماصدقو قاعدين للرغى وبس وسيبينها تضرب تقلب
تعجب سائلا : إيه الكلام دا ازاى مفيش شكاوى عنهم
فأجابته بلهفه : لا والنبى إبعد عنهم بدل ما أتسوح
إزداد تعجبه ليسألها : وانتى مالك بيهم
أجابته بضيق : مهما هيعرفو إنى السبب مش أنا اللى رتبت المخزن آخر مره
حرك كتفيه بلا مبلاه : وإذا
أجابته سريعا بخوف : هروح فى شربه ميه
إقتضب جبينه بتعجب متسائلا : مش فاهم
فأجابت رقيه بغباء منقطع النظير : هههههه أصلهم جواسيس أبوها
– أفندم
غضت رقيه على شفاها ندما حينما لاحظت نظرات شهد الحزينه المنكسره فقد أدركت خطئها ولكن كالعاده متأخره
بينما نظر لهما جاسر بضيق :فى إيه متفهمونى إيه علاقه ابوكى بالناس دى ومالك خايفه منهم ليه
تنهدت بأسى فلا مفر وحتى إذا لم يعلم فلن يشكل الأمر فارقا كبيرا ففى كافة الحالات حلمها به لن يتم فحتى لو رحمها أباها من زيجتها من الفاشل قريب كوثر فلن يراها جاسر سوى فتاه بلهاء فهى لا تصدق حديث عز تظن أنه يرفع من معنوياتها فقط فأنكست رأسها خزيا : أأ أصلهم أأ بابا مخليهم يي يتجسسو عليا
تعجب متسائلا : ليه
إزداد حزنها وإرتباكها وهى تتلعثم فى الحديث فلسانها رافض للإقرار بهذا الخزى : عع عشان يي يشوفنى بب باجى أشتغل ولا لأ
– طبعا بتشتغلى اومال إيه
ربتت رقيه على كتفها بحنو ثم نظرت له وهتفت بغضب : الغبى فاكرها بتهلس هنا
إتسعت عيناه بدهشه : افندم
أإستكملت رقيه حديثها: طب بذمتك انت شوفت شهد وتصرفاتها صحيح مبقالكش كتير هنا بس اتعاملت معاها كفايه عشان تقدر تحكم عليها بقى بذمتك دى محل شك
إستنشق الهواء بهدوء ثم زفره بقوه ليهدأ: تصدقى ابوكى دا عمرى ما ارتحتله بس مكنتش أعرف إنه متخلف للدرجه دى
ترقرقت عيناها بالدمع وهى تحدثه بصدق : والله يا دكتور عمرى ما إتجاوزت مع شاب ولا خدت راحتى فى الكلام مع راجل غير هو عز
صر على أسنانه غاضبا وهو يحدثها بصوت حاول أن يبدو طبيعى : ومين دا بقى إن شاء الله
لاحظت غضبه فأجابت سريعا : عز يادكتور أخويا اللى شوفته حضرتك يوم ما اتكسر تليفونى أصلى وأنا بكلمه حضرتك دخلت وزعقت فجأه والتليفون وقع اتكسر ولما معرفش يوصلى قلق وجه يطمن عليا
تدخلت رقيه فى الحديث وهى تتذكر ما حدث : آه فاكره دا يا عينى كان جاى مرعوب قابلنى وهو داخل
إلتمعت عيناه بالأمل المصحوب بالدهشه وهو يسألها : استنى هنا دا دا اخوكى
أجابته شهد : آه
فأعاد السؤال ليتأكد بينما لم تخلو نظرة الدهشه من عيناه : اخوكى ؟! اخوكى ؟!
فأجابته مؤكده وهى تتعجب من تكراره للسؤال وعدم تصديقه لها : آه والله أخويا شقيقى فى إيه
إرتبك من سؤالها فلم يجد ما يجيب به وهو يحاول ان يوارى سعادته : لل لأ مم مفيش
أحس بقلبه يرقص فرحا وحاول جاهدا أن يخفى بسمته الفرحه بهذا الخبر ولكنه لم يستطع ففرحته الكبيره بأنها ليست على علاقه بأحد جعلت الأمل يتوغل فى شريانه من جديد
بينما إقتضب جبينها وهى تنظر له بضيق : جرى إيه يادكتور هو كلامى يضحك أوى كده
لم يسمع ما قالت فقد كانت سعادته تصم أذناه وما أن إنتبه نظر لها متعجبا : هه
إزداد إنفعالها فهو لازال مبتسما ببلاهه فهتفت به غاضبه : مش معنى إن بابا مبيثقش فيا إن حضرتك تستخدم الموضوع كماده للسخريه منى
حاول أن يفهم عما تتحدث : انتى بتقولى ايه مش فاهم معلش مكنتش مركز
تضاعف غضبها فهى تبكى قهرا لما تمر به بينما هو لا يبالى ولا يستمع لها فصاحت به : كمان يعنى مش معتبرنى بنى آدمه ممكن تسمعلها عن إذنك
رفع حاجبيه متعجبا وهو ينظر إلى رقيه متسائلا : إيه اللى حصل أنا قولت إيه لدا كله
لم ينتظر جواب رقيه بل لحق بها وتبعته رقيه فوجدوها قد اصطدمت بسيده ما وتبدو من ملامحهما الغاضبه أنهما يتشاجران
تأففت كوثر من مقابلة شهد الغاضبه : إيه شوفتى عفريت ولا ايه
أجابتها شهد بضيق : إنتى إيه اللى جابك هنا تكونيش عيانه وهتموتى ونخلص منك
هدرت بها صارخه : موته تشيلك إنتى وامك
رفعت شهد يداها عاليا تدعو : إن شاء الله انتى يابعيده وكل اللى زيك
تسائل جاسر عما يحدث : فى إيه يا شهد
بينما وجدت كوثر ضالتها فهى تبحث عما تذل به شهد وتجعلها تترك عملها وتصبح خادمتها : ياحلاوه هو دا بقى اللى بتيجى الشغل عشانه
إشتعلت عينا شهد بغضب وهى تصيح بوجهها : اخرسى قطع لسانك
لوت كوثر فمها ساخره : ليه مش دا حبيب القلب
صاحت بصوت أعلى فى وجهها فهذه الشمطاء تتعمد إحراجها وإهانتها وأمام من ؟ أمام عشقها الوحيد : حبك عفريت مش أنا اللى تلف مع الرجاله يا زباله
أشارت لنفسها بغضب ووعيد لشهد : أنا زباله طب وربنا لأخلى ابوكى يأدبك
لم تكن تدرى بنفسها من الغضب فقد تدمرت حياتها بسبب تلك الحقود ولا تزال ترغب فى إيذاقها المزيد من الأسى : كان أدبك إنتى الأول ياشيخه روحى إلهى ربنا يحرق دمك يارب زى ما إنتى كسفانى ومشردانى قودام الخلق
غضب جاسر مما يحدث : ماتفهمونا مين دى
أشارت لها رقيه بملل : دى كوثر
رفع حاجبه وهو يلوى فمه من غباء رقيه : أهلا وسهلا برضو مين
إنتبهت رقيه لعدم معرفته فأوضحت له : دى مرات أبوها
إقتضب جبينه : وإذا دى مستشفى مش نادى اجتماعى عاوزه بنت جوزها يبقى فى البيت ولا بره مش هنا لأ وبتزعق كمان والمرضى محتاجين هدوء
أنكست شهد رأسها خجلا : أسفه يادكتور
إزداد ضيقه وهو ينظر لكوثر : مش غلطتك غلطه البتاعه دى اللى مش محترمه حد
صاحت كوثر وهى تشير لنفسها بعدم تصديق : بتاعه أنا بتاعه يا حيوان
تغلغل الغضب إلى مقلتيه : بتقولى لمين حيوان يا بقره إنتى
إزداد صياحها وهى تتوعد له : أنا بقره طب اما خليت جوزى يطردك طردت الكلاب بره البلد ميبقاش أنا
هدأ قليلا ليسخر منها : هه ليه إن شاء الله متجوزه ملك القطيع
فغرت فاهها متعجبه : هاه
بينما إستكمل سخريته اللاذعه : مهو أكيد قطيع البقر اللى إنتى منه بيحكمه طور أحول
جحظت عيناها غير مستوعبه لما تتعرض له من مهانه وهى تهدده : انت اتهبلت متعرفش أنا أبقى مرات مين
أجابها بملل : مين يعنى
فقالت له بمنتهى الغرور : عزت الشهاوى
فرمقها بملل وهو يلوى فمه ساخرا : طظ
إتسعت عيناها بذهول : هاه
أشار تجاه الباب : الباب اللى هناك ده بابا الخروج هتمشى منه ولا اخليهم يجرجروكى من شعرك بره دا لو عندك شعر ومطلعتيش قرعه
كانت تنفجر وهى تقول : كده طيب أنا هوريكم
خرجت غاضبه تتوعد للإنتقام منهما بينما نظرت رقيه إليه بضيق : كده هتعمل مشكله
وضع كلا يداه فى جيبا بنطاله وأجابها بثقه : ولا تقدر تعملى حاجه
تنهدت بضيق : عارفه ومبتكلمش عنك اللى هيشيل الليله الغلبانه شهد
فأجابتها شهد بإبتسامه منكسره : مش مهم علقه تفوت ولا حد يموت يعنى هيا أول مره يعنى المهم إنها اتهزقت وشاطت
تملكه الغضب بشده وهو يستمع لحديثها فكم تعانى مع هذا الأب القاسى : طيب أنا ممكن اكلم والداك واشرحله الحقيقه و
قاطعته برعب : لالالالا كده هتثبتها عليا وبدل ما تبقى علقه وشويه جروح وكدمات هتبقى بكسور
نزل حديثها كالصاعقه على مسامعه : إيه
كانت معالمها مرتعبه كثيرا فبالرغم من اعتيادها على قسوة أباها إلا أن تعرضها للإهانه والضرب يريتعد له اوصالها كل مره تتظاهر بالشجاعه واللامبالاه ولكنها حقا تهلع فجسدها لا يتحمل ما يحدث معها بينما ظل جاسر متجهم الوجه غاضب من إحساسه بالعجز لأنه لا يستطيع حمايتها ولكنه قرر ألا يصمت وسيحميها ويذيق تلك الحقود الندم جراء فعلتها
هاتف جاسر ياسين وطلب منه تحديد موعد مع عزت غدا فى الظهيره لتذهب العائله للتعرف على العروس وبذلك ينتقم مما فعلته عظيمه مع هند ومما فعلته كوثر مع شهد ويحمى شهد من العقاب المنتظر
وطلب من محمد أن يجعل شهد تتأخر قدر المستطاع بالعمل حتى لا يتثنى لكوثر وعزت إيذائها قبل موعد الظهيره بالغد كما سأله عن علاقة شهد عامةً بكوثر حتى يعلم كيف يَحُبك خطته
___________
كانت عظيمه كمن سُكِبَ على رأسه دلو ماء مثلج فى منتصف شهر طوبه لا تصدق أُذناها ما أخبرتها به أم الخير عما سمعته من النساء عن كتب كتاب ياسين وفرح وهن يتشفين فيها وما أكد لها الأمر أن ياسين أخبرهم بموعد الظهيره اليوم فتيقنت أن لا فائده من خطتها فلو كانت إبنة عزت هى العروس لدبرت المكيده لها ولكن فرح عشقه الأبدى منذ الصغر فكيف ستتخلص منها
كانت تحترق غيظا ومازادها إشتعالا أن هند لم تهتم كثيرا لم تغضب لم تحزن وكيف تغضب وتحزن فالأمر لا يعنيها هى فقد تنفذ ما تأمره بها عظيمه ولكنها لاتكن لياسين أى مشاعر بل لا تكن لأى أحد مشاعر مطلقا فليس من حقها أن تشعر أو تتنفس إلا بأمر عظيمه التى صبت غضبها عليها وبعد أن هدأت قررت أن تنتقم من الجميع بتدمير هذه الزيجه بيد ياسين مستغله تمسكه بعادات قديمه باليه هى من زرعتها برأسه منذ صباه وستجعل فرح تندم على هذه الزيجه وتجعل ياسين يأتى ساجدا لها رافضا فرح ومرحبا بهند ولكن ليس الآن فلكل حادث حديث
بينما بدأ عزت فى ذبح الذبائح والتحضير لإستقبالهم بأروع ما يكون فحتى لو فشلت الزيجه التى خطط لها لإبنته من ياسين إلا أن ياسين أصبح زوج فرح وهى كإبنته أى أنه لازال مستفيدا من الأمر فهذا النسب سيُعلى من شأنه
وصلت العائله وكما هو متوقع من عظيمه الغرور وعزة النفس الكاذبه ولكن لم يهتم بها أى من الموجودين ويعلو شأنها كما توقعت سوى شبيهتها كوثر فقد تجمعتا على الحقد سويا بينما توقف قلب كوثر حينما علمت من هو الطبيب الذى كانت تحتقره وتهينه بالأمس وتنتظر عودة شهد من عملها بفارغ الصبر لتخبر عزت وتذيقها الأهوال كالعاده فى نفس توقيت عودة شهد من عملها التى تعجبت لحضورهم ولكن لم تهتم بل ذهبت لترتاح بغرفتها ولكن والدتها أخبرتها أن من المشين ألا ترحب بالزوار إكراما لفرح فهم أهل زوجها فنزلت لتجد كوثر تحاول جاهده ألا تنظر إلى جاسر فلم تعقب وجلست تتابع ما يحدث بينما كان عبدالرحمن يرحب بهم : منورينا
إبتسم راشد : منوره بيكم
– يدوم الذوج
– جرى إيه يا عبد الرحمن دا إحنا بجينا أهل ولا إيه
– اومااال ربنا يجعله نسب خير
– خير ان شاء الله اومال فين عروستنا
وصلت فرح قائله بمرح : أنا جيت
إلتمعت عينا ياسين وهو يهمس بحب : نورتى الدنيا
لوت عظيمه فمها بإمتعاض ففرح أصبحت بدرا منيرا فى سماء الجميلات وهتفت بإبتسامه مصطنعه : منوره يامرت ولدى
التفتت لها بإبتسامه هادئه : أهلا وسهلا
لوت فمها ساخره : إهيه إكده من بعيد تعالى دا إنتى مرت الغالى
إحتضنتها بقوه مبالغ فيها ورتبت على ظهرها بحده كادت تكسر عظامها فإنتفضت فرح مبتعده عنها وهى تتحسس كتفها بضيق وتنظر إليها متعجبه ثم تذكرت حديث شهد ورحمه عنها فأدركت الأمر
بينما مال ياسين هامسا لجاسر : استر يارب إلحقنى يا جاسر
إيمى عبده