البارت_38
عند ريان ووعد.
لازلت آثار قبلته الجامحة على شفاهها المنتفختين اللامعتين بشهدها المختلط بلعابه، فأسند جبهته إلى جبينها يتنفس أنفاسها سامحًا لها بأخذ جرعة هواء تحتاج إليها رئتيها بعد هذا الهجوم الذي شنه وبقوة على دفاعاتها الهاوية بالأساس أمام سطوته وجاذبيته.
أما هو عندما رفع رأسه إليها، وبخبرته في عالم النساء أن جولة العشق تلك هي جولتها الأولى فأرادها أن تكون مميزة تحفر ذكراها داخلها ما حيت، تلك اللمعة وهذا الاستسلام عزز غروره وثقته بنفسه الراسخة بالفعل.
فأمال رأسه إليها مرة أخرى يلثم شفاهها بقبلات رقيقة كرفرفة الفراشات وهي مغمضة العينين تتملكها حالة من التيه والصدمة لِما تشعر به الآن.
أخذ جسدها ينتفض بين يديه من فرط المشاعر التي تختبرها للمرة الأولى قلبها ينبض بخفقات متتالية وداخلها يتساءل أي لذة تلك التي تعادل لذة العشق، عشقه الريان الذي حملها إلى عالم وردي تحيطهما فراشات الحب ووميض ضوء يسلطه عقلها على نقطة طفت إلى مخيلتها من اللاشئ ألا وهي هل ما شعرت به ولامس أعماق روحها أحس بحلاوته مع أخرى؟
بالطبع لم تكن تلك مرته الأولى ولا تقصد هنا قبلة وعناق، وإنما تعني أبعد من ذلك بكثير فما يتداول عنه في الأخبار وما ينشر عنه من أنباء عن تعدد علاقاته مع العديد من الفتيات منهن عارضات أزياء وفنانات بل وملكات جمال، فهو ريان موشيه أصغر وأثرى رجال الأعمال بأمريكا والعالم ولابد وأنها بالنسبة إليه نوع جديد لم يقابله ويريد أن يختبره.
هنا وعندما جاءت الإجابة السريعة من عقلها الذي أرسل إشارة لحواسها بالثأر لكرامتها المهدورة بعد تلك الإستجابة المهينة والمخزية، فما كان منها إلا أن دفعته عنها بقوة جفل لها هو، مصوبًا نظراته إليها بدهشة ولازال إحساسه بها يشوش تفكيره ويتساءل ماذا حدث (يا بجاحتك😂)، فجاءه الجواب على هيئة صفعة قوية استدار لها رأسه إلى الجهة الأخرى فقد باغتته بردة فعلها تلك.
أشتعلت عيناه بلهيب حارق (فمن تظن نفسها)، وارتد ببصره إليها يفحها حديثه من بين أسنانه وهو يجز عليها بغضب قائلًا : إيه اللي عِملتيه دِه؟!
داخلها يرتجف بشدة من هيئته المخيفة تلك، وهي الأخرى تنهر حالها قائلة (قابلي يا بت الصرمة، قليل إن ما بلعك😂)، وأجابته بقوة زائفة : أنت إزاي يا بني آدم أنت تعمل اللي عملته ده؟!
ريان بسخرية : عِملت إيه؟! وبعدين آني عِملت اللي إنتي كتي عاوزاه من عشية، و لما حصل دلوك ما حسيتش إنك رفضاه.
استعدت لشن هجوم بارد لا يحمد عقباه متخلية عن خجلها وهي تقول : مش للدرجة دي، يمكن من بعيد ليك سحر مانكرش، لكن بعد ما جربت اللي كنت فاكرة إني عاوزاه ما حستهوش زي ما تخيلت.
(ياض يا منحرف على ما اعتقد إنه هينفخك 😂)
جيد، استهدف هو مرماها وسيناورها ليصيب هدفاً يستميت لتحقيقه فوزًا بها فما عايشه معها منذ قليل يستحق إبراز بعض المهارة، فأجابها وعيناه تتابع بعيني محلل بارع في قراءة لغة الجسد قائلًا : عندك حج، مش كل اللي بنحسه بيبجى زي ما بنتخيله، أوجات الواحد بيبجى حابب يچرب حاچة چديدة مع إنه ممكن يكون داج أحلى منيها كتير.
أنوثتها تصرخ بقهر إثر تحطم شيئاً بداخلها تأن فتاته مطالباً إياها بصفعه مرةً أخرى على رده المهين وقد استحالة معالمها إلى العدوانية والشراسة، وهذا ما لم يخفى عليه إنها تقوم بإداء ردة الفعل الذي ينتظرها وبقى السر وراءها مازال مجهولاً.
إلى أن قالت : تصدق هتصدق إن شاء الله، إنت قليل الأدب وكل الستات اللي أنت تعرفهم زبالة.
إذًا بات السبب معلومًا إنها إلى جانب طعن أنوثتها، تشعر بألم الغيرة، فاشتعلت حماسته وداخله يقول فلنزيدها من الشعر بيتاً.
ريان وهو يعض شفاهه السفلى بوقاحة قائلًا بلهجته القاهرية : أف، ما تفكرنيش البت الآخرنية، و أخذ يمسد جبهته بتفكير : آه، چيسيكا ملكة جمال روسيا طلقة، يا نهار عط.
وعد بغضب فمن كثرتهم نسى إسم رفيقته التي إنتشرت أخبارهما على كل مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، نسى إسم مَن!!!! قاعدة الصواريخ الروسية (چيسيل).
وعد : مش أد كده يعني، دي مسلوعة ومعضمة، البلدي يوكل، وبعدين چيسيل دي اللي في جسمها عندنا بيقولوا عليها معرقبة.
ريان، وهو يبتسم بدهاء، فنيران غيرتها جانبه يشتم رائحة دخانها : لا حسبي، دي فورتيكة، بس شكلك متابعة!! أصلي بطلت أعد.
وعد بغيظ : ولا متابعة ولا حاجة، أنت اللي رايحتك فايحة وفضايحك مالية الأخبار والنت.
ريان وهو يدعي البراءة : طب أعمل إيه؟! كل واحدة أقبلها تقولي بحبك يا ريو، نفسي أقضي معاك ليلة يا ريو، مستنياك الليلة عندي يا ريو والإنسان مننا دعيف.
قال الأخيرة بغمزة من عينيه يذكرها بمناوشاتها له قبل علمها بإجادته العربية وأن حالها كحال كل من قابلهن.
اغتاظت وعد لما أعاده على مسامعها وتلميحاته تلك قائلة بثورة : أنا مال أمي بسفالة أمك…قائلة بتراجع : قصدي مامتك، روووحني.
ريان بزمجرة يداري بها فرحته لنجاحه في إثارة غيرتها : واه عاد، آني صبري خلص، شوفي غلطة كمان، وما خبرش آني هعمل فيكي إيه؟ مش بعيد أطخك عيار وأخلص من طولة لسانك دي.
وعد وهي تكبت ثورة غضبها المتصاعد : يا عمهم، حلني بقى، أنا مش عاوزة أعرف تاريخك النسائي المشرف، وخلينا نروح بقى قبل ما همس تيجي وزي ما قولت أنت ممكن تقابل حد هناك وساعتها كل اللي عملته مش هيبقى ليه لازمة.
💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘💘
بعد إلتهاء عم سارة وإبنه علاء في إستلام جثة الفقيد، بقى هو الداعم لعمته ومن ملكت قلبه وقيدته بقيود عشقها، فبات مقبل وعلى أتم الاستعداد لفعل أي شيء وكل شيء في سبيل الفوز بها وها قد بدأ في المضي قدماً سعياً وراء هذا الهدف وأولى خطواته عندما حصل على توقيعها بجانب إسمه على عقد الزواج العرفي الذي أخذه من مكتب المحامي وأعطته له سكرتيرة مكتبه.
لازم محمد سارة وعمته كظلهما حتى يقطع أي طريق على هذا السمج للتودد لها، حتى أنه خرج بهما من المشفى وبرفقته هناء وتحية واستوقف لهم جميعاً سيارة ميكروباص تتسع لسبعة أفراد، وأجلس والدته إلى جوار عمته معاوناً كلتهما على الصعود بالمقعد الخلفي قائلاً : إتفضلي يا عمتو و أنت كمان يا أمي أقعدوا براحتكم ورا وخلي البنات براحتهم قدام.
ومد يده يلتقط كف سارة التي تسير معهم كالمغيبة ووالدتها لا تقل عنها تيهّا يعاونها هي الأخرى على الصعود بالمقعد الأمامي وما إن همت هناء لأن تستقل السيارة إلى جوارها حتى جذبها محمد برفق من ذراعها لينحيها جانباً محتلًا هو المقعد إلى جوار سارة ومن ثم مد يده لهناء لتصعد جواره وأصبح جالساً بين جنيتيه إحداهما معشوقته والأخرى أخته وإبنته اللتان تربتا على يديه وفي كنفه.
التقطت عينا الذئب المتربص بفريسته ونعني هنا سموحة (سوري قصدي الحج سامح😂)، وبالطبع فريسته نشير بها إلى صاحبة الإرث (سارة) و التي لا تعلم حتى الآن الثروة التي آلت إليها والذي وثقها جدها بإسمها في الشهر العقاري بيعًا وشراء متخوفاً من أن يتوفى الله ولده قبل زوجته القهراوية وتطمع بمال إبنتها، وعلمه بجشع إبنه سامح و شيطانه الذي من الممكن أن يهيأ له فعل أي شيء ليستحوذ على مال أخيه وإبنته، وإحساسه بالذنب لكونه نبذ إبنه كل تلك الفترة التي أمدها الله في عمر الجد فلجأ إلى هذا الحل قبل أن يلاقي ربه، وكأنه يعلم بأن ولده سيلحق به قريباً وها هم يبدأون مراسم لحاقه بأبيه فمن أفترقا بالحياة سيجمعهما الموت.
أما عن ذلك المراقب الذي قام بغمز إبنه مشيراً بعينيه نحو السيارة وكأنه يعطيه أمراً بسرعة التصرف، فتبع علاء إشارة أبيه حانقًا ،فسارة لا تعنيه على الإطلاق كل ما يهمه المال، المال وحسب و كما يقولون (إبن الكلب عوام، 🤔أو الوز أعتقد 😂).
علاء متقدمًا من السيارة، وهو يناظر محمد بسخرية قائلًا : قاعد مع الحريم يعني؟! مش المفروض تبقى في عربية الرجالة؟! ولا شكلك واخد على قاعدة الحريم؟!
قابل محمد نظراته الساخرة بأخرى تشع براءة كاذبة : والله أنا قولت طالما إن موضوع الدفن ده ما يخصش غير أهل المتوفي اللي هما والدك و أنت طبعاً حسب كلامك يعني ،قولت أسيبكم ترتبوا أموركم ،واخد أنا بالي على الحريم ولا عاوزني أسيبهم يسافروا لوحدهم مع سواق غريب من غير راجل، علموك كده في الصعيد يا لوئة؟! أصل عندنا هنا غير، إني أحافظ على عرضي وحريمي أ، ب شهامة ونخوة مش معيرة يا لولو.
أخذ الغضب يعتلي ملامح وجه علاء من برودة محمد في ردوده وكأنه ليس البادئ، وكلامه قد ألجم لسانه إلا من كلمة واحدة قذفها بوجهه : لا دكر 😏.
وهم ليبتعد فأجابه محمد : طول عمري، وضيف عليها ورجولة، ومليش في تلقيح الحريم.
(أوبا 👏، حلوة يا بوب 🤝😂).
استدار له علاء، وهو يجز على أنيابه قائلًا : مش وقتك دلوقتي، نخلصوا الحوار ده، وبعدين ليك روقة.
محمد وهو يبتسم بزاوية فمه قائلاً : أعلى ما في خيلك أركبه وإتكى عليه.
غادر علاء يدك الأرض بقدميه من شدة غيظه، بينما من كان يدعي الثبات دق الخوف قلبه من فقدانها فلابد من توالي الخطط و كما يقولون ( كل شيء مباح في الحرب والحب).
انطلقت السيارة تتبع الأخرى في رحلتهم إلى سوهاج، وهو يتابعها بأعين تنضح بمزيج من المشاعر المختلطة الألم والخوف والعشق وهلع الفقد ثم الكثير والكثير من الرغبة 😏، و بعد وقت من الصمت رفع ذراعيه يحاوط كتفي الفتاتين وماذا فيها فالجميع أعتاد منه على ذلك، فمنذ صغرها وهو يعاملها كهناء والكل يعلم ذلك، ولكن الآن اليد المحاوطة صاحبها أختلف ما بداخله لها كليًا.
بينما تملصت هناء أسفل ذراعه قائلة : استنى بس يا بوب لما أرفع بوست نعي على النت عشان أصحابنا يبلغوا المستر في السنتر، ألا ده بيقولوا عليه غلس غلاسة، بدل ما ينزل ناس بدلنا الكورس عشان العدد، أصله بيتحاسب من السنتر على الراس، بدل ما يفكرنا مش جايين وتروح علينا الأماكن وفلوس الشهر.
حرر محمد هناء وأخفض يده ملتقطًا كف سارة وذراعه الآخر لازال مستندًا به على ظهر المقعد خلفها وتسللت أنامله تتحسس كتفها برقة ويده لازالت قابضة على كفها.
وما إن أحست بدفئه حتى حطت برأسها تستند على كتفه، وأنامله المداعبة قبضت على كتفها يضمها إليه وأحاسيس مباغتة في وقت خاطئ تتملكه، شعوره بها بين أحضانه يشعل حواسه ويدعوها للنشاط
وهي تنكمش داخل أحضانه تضم جسدها إليه، وما بها الآن ليس حاجة إلى الحبيب قدر حاجتها إلى الداعم الحامي،.
بينما ما بداخله يختلف عنها تماماً أوصاله تأن شوقاً إليها برغم إنعدام المسافات، وشطح خياله إلى ما أبعد من هذا التقارب ولا شيء يزعزع عقيدته بأن ليس هناك شيء خاطئ على العكس كليًا فمن منظوره لا عيب في أن يضم الرجل زوجته إلى أحضانه يدعمها ويواسيها.
تسللت أناملها من بين أصابعه تحط براحتها على صدره بالقرب من خافقه وكأنها بفعلتها تلك شقت قفصه الصدري تدس يدها من بين ضلوعه تريح كفها على قلبه تثلجه من وحشة رهبته مما هو آت.
ولكن ما أنتابه الآن توتر من نوع آخر، فهو يخشى افتضاح أمره أمام الجميع، ودقات قلبه تعلو ،يشعر بطنينها المدوي كرتم لحن صاخب يصم الآذان وبالطبع استمعت إليها تلك القريبة (لفرح إبن العمدة اللي جوه😂).
فرفعت بصرها إليه و بحركة رأسها تلك جعلته يفرج أهدابه المسبلة بإستمتاع مؤلم ولذيذ ولا يعلم كيف يجتمع الألم مع اللذة؟!
ولكن نظره الذي التقط عينيها القريبتين الناعستين من أثر البكاء و شفاهها وهي على مقربة سنتيمترات من خاصته، ترمقه بنظرات مستفسرة عن تلك الجلبة، فظفر هو أنفاسه الحارقة التي داعبت خدها برقة.
بينما خرج صوتها متحشرجًا بتأثر من تنهيده الحارقة التي لامست قلبها، فبرغم سلاطة لسانها وعنادها ولكنها لا تعلم عن ما يعانيه الآن شيئاً و ما يجاهده من أجل كبح ما يريده نظراً لما يصح.
قائلة : مالك يا محمد؟!
محمد بتيه : محمد بيضيع أقسم بالله.
اعتدلت في جلستها تقول : بقى ده محمد اللي من شوية كان بيديني خطبة عصماء عن الصبر و التحمل.
محمد وهو يعيد رأسها إلى كتفه فإن بقت على تلك المقربة وهو يتابع هذه العيون و تلك الشفاه المكتنزة سيحدث ما لا يحمد عقباه.
فقال معقبًا وهو يقصد شيئاً آخر بجملته تلك : خلاص مش قادر.
مدت كفها تتلمس راحته بمآزرة فأصبحت هي من تواسيه ظنًا منها أن ما به ،حزناً على فراق أبيها فهي تعلم بحبه وتقديره له (لا يا أختشي ده طلع هو كمان ماترباش 😂)
نفض محمد يدها عنها، فصغيرته مرهقة، قائلاً بحدة لا تعرف هي سبباً لها : سارة ممكن تبعدي شوية، أنا خلاص مش طايق نفسي.
تألمت لتحوله هذا وابتعدت تنأى بجسدها عنه تحيطه بذراعيها وكأنها تواسي حالها على فقد غاليها وقسوة المحب، فحالته تلك تخيفها.
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
عند ماجد وسوسن.
بعدما جثت عند قدميه تستمحيه عذرًا أن يكن رفيقًا بها فلقد لاقت في حياتها خذلاناً وقهراً من أقرب الناس إليها بحرب كانت هي ضحيتها، رفع جسدها عن الأرض يهدئ من روعها، يطمئنها بأن خوفها منه لا داعي له من الأساس فلا نية لديه بإستكمال ما فعله بها الآخرون.
قالت من بين شهقاتها : آني آسفة لو كت ضايجتك، و أخذت تهز رأسها بهيستيريا و هي تقبل يده مرة أخرى : أحب على يدك يا خوي ما تشليش مني، آني هكون خادمتك بجية عمري بس بالله عليك بلاها ضرب جتتي معدتش حاملة.
آهة خرجت من جوفه و كأنها نار حارقة، و قد تصلب جسده بفعلتها، قلبه يصرخ بأي ذنب عُذِبت تلك المسكينة؛ ليصل بها الحال إلى هذا الحد.
مد يده يقبض على ذراعها السليم يرفع جسدها عن الأرض يستقيم بجسده من مجلسه، و ما إن أصبحت رأسها بمستوى صدره فهو يفوقها طولًا مد سبابته يرفع ذقنها لأعلى لتقابل عسليتيها سوداويتيه قائلاً بتأثر و إشفاق : بزيداكي بكى، معوزش أشوف دموعك، و متخافيش مني آني مهأذكيش واصل و لا في نيتي ليكي أي حاچة عفشة.
التمعت عينيها ببريق الأمل تناظره بأعين تشع براءة و تبسمت من بين دموعها تقول بلهفة : صوح اللي عتجوله ده، ولا بتضحك علي
ماجد مبتسما لبرائتها : لاه مابضحكش عليكي
و مال برأسه يقبل جبينها فتغلغلت رائحتها الطفولية الممزوجة بعبير من الزهور إلى روحه تثير بداخله مشاعر لم يستطع تفسيرها، بينما رفعت كفها تمسك بقميصه، في حركة أكثر إثارة.
وهي تشعر پراحة وأمان حرمت منه منذ زمن، حنان تفتقده، تريده كلاجئ فقدت قدماه تراب الوطن، يهيم لا ملجأ إليه لا أرض ولا موطن ولا عشيرة، أحست بقربه في تلك اللحظة بأنها وأخيراً وجدت ضلتها.
رفعت يدها الأخرى تحاوط خصره، كطفلة تحتاج إلى أحضان أبيها مذعورة خائفة من كابوس راودها ولكن كابوسها هذا لم يكن بغفوة إنما واقعًا عايشته لسنين طويلة منذ وفاة أبيها وهي تعاني.
لم يمتثل جسده لما أملاه عليه عقله من قبل وألقاه على مسامع ريان، فارتفعت يداه تحاوطها يدًا تدعم رأسها تقربها إلى صدره، والأخرى تمسد على ظهرها صعوداً وهبوطًا وهي تدفن رأسها بصدره، وكأنها تختبئ عن العالم مكتفية به ،وهي تشدد من حصار يديها على خصره.
صرخ عقله يلومه أتستغل تلك الطفلة؟! أنسيت فارق العمر بينك وبينها؟! لعنة الله عليك ماجد، فلو تزوجت باكراً لأنجبت فتاة في مثل عمرها أو أصغر بعام أو إثنين ففارق العمر بينهما يقرب العشرين عاماً هو بالثامنة والثلاثين وهي لم تتجاوز العشرين بعد.
أما هي تحتاج هذا العناق ليمحي آلام الماضي، ولا تعي أنه بحاجة هذا العناق أكثر منها، عناق يمحي الغبار الذي تشكل داخله على هيئة شبح اعتاد الوحدة والنبذ.
بقيا هكذا عقله يرفض وجسده يأبى الإبتعاد، بعد مدة أحس بثقل جسدها بين يديه وقد انتظمت أنفاسها دليل على غفوتها، غفت بين يديه عندما أحست بهالة من الأمان تحيطها وتحميها إنه ماجد، دفء ماجد، وأيضاً حنان ماجد.
أمال جسدها إلى إحدى ذراعيه، وأنحنى بجذعه يضع يده الأخرى أسفل ركبتيها يرفع جسدها إليه مستقيمًا بها، يتحرك بها ببطئ وحذر لا إلا يلمس ذراعها المتألمة عن غير قصد، وعينيه تحفر ملامح وجهها البريء النقي في مخيلته، يضعها بحرص فوق التخت ومال بجسده إليها يطبع قبلة مطولة على جبينها، وعندما هم ليبتعد وجدها لازالت قابضة بأحد كفيها على قميصه من الخلف عندما كانت تلف ذراعها حول خصره.
خلص ماجد قبضة يدها من ملابسه ببطء، فقربها منه بهذا الشكل خطراً على كلاهما، و عندما نجح في الإبتعاد ،زفر أنفاسه بصعوبة قائلا من بينها بصوت خفيض : وبعدهالك يا ماچد؟! أنت كت إبتديت تتعود تبجى لحالك، لا مستني حب من حد ولا حد مسئول منيك، ووجه حديثه إليها وكأنها تسمعه : طلعتيلي من فين إنتي؟! ويا ترى الدنيا حيشالنا إيه؟!
💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞
رواياتأسماءحميدة
عند مصطفى وهمس.
أخذت السيارة تنتقل بهما على الطريق، وبالنسبة له تلك الرحلة هي النقطة الفاصلة إما تنقله إلى عالمها المليء بالحب يضيئه هو بلمحة من جنونه ومجونه وهوسه الذي توحشت صوره فأصبحت أمامه لياليهم الدافئة القادمة تتشكل بمخيلته وكأنها واقعاً ملموس، وإما تحيل أوراقه إلى فضيلة مفتي الديار المصرية، فهو إما عاشق وإما سيتلبسه شيطانه فيقتلع من يقف في طريقه إليها گأنه لم يكن له على الأرض وجود.
(🤔شرس أنت بردو يا درش، وخطر 😏).
وهي تحاول أن تصب كامل إهتمامها بالهاتف الذي بين يديها وكل محاولاتها تبوء بالفشل إذ تنصرف كامل أفكارها ويشرد خيالها للقاءاتهم الجامحة تبتسم تارة وتخفض رأسها بخجل تارة أخرى.
إلى أن وقع نظرها على خبر جعلها تشهق واضعة أناملها على شفتيها بصدمة وهو هوى قلبه فزعًا وتساءل بلهفة : مالك يا همس؟! فيه إيه في التليفون خلاكي مخضوضة كده؟!
همس وقد ترقرقت عينيها بالدموع قائلة بنبرة موشكة على البكاء : بابا سارة مات يا مصطفى، يا ترى هي عاملة ايه دلوقتي؟
مصطفى بعدم معرفة : الله يرحمه، بس مين سارة دي؟!
همس مجيبة وكأنه يعرفها : سارة بنت عمة محمد.
مصطفى بغيرة : ومين محمد ده بقى إن شاء الله؟!
همس بحزن وضيق : يوه، يا مصطفى ده وقته، إستنى لما أكلم هناء أطمن على سارة وطنط فتحية.
فلقد تبادلت الفتيات أرقام هواتفهن وكذلك روابط حساباتهن الشخصية على الإنترنت.
عبثت همس بشاشة هاتفها تطلب رقم هناء إلى أن جاءها الرد،
همس : ألو، هناء يا حبيبتي، البقية في حياتك،أنا لسه شايفة الخبر دلوقتي على الفيس.
هناء : حياتك الباقية ياهمس، كتر خيرك يا حبيبتي إنك اتصلتي مانعزكيش في غالي.
همس : أنا بجد زعلانة جدا على الخبر ده برغم اني ما شوفتش بابا سارة بس كلامها وكلام طنط عنه خلاني فعلاً حزينة جدااااا، قوليلي سارة عاملة إيه، ينفع أكلمها؟!
هناء : سارة وعمتو حالتهم وحشة أوي يا همس، وإحنا دلوقتي نزلين سوهاج، عشان الدفن والعزا هيكونوا هناك في بلد عمو الله يرحمه.
همس : الله يرحمه، إحنا كمان في الطريق رايحين سوهاج، صدفة غريبة بجد، طب إديني العنوان عشان آجي أنا ووعد نعزي سارة وطنط.
هناء بحرج : بس كده بنتعبكم معانا.
همس : ولا تعب ولا حاجة إحنا كده كده All ready في سوهاج، يعني قدمنا say ساعة ويمكن أقل.
هناء : أنت جاية أنتي ووعد مخصوص عشان العزا!!
همس : ده وعد جالها شغل هناك في سوهاج و بعتتلي عشان أروح أقعد معاها.
هناء بتفهم : أوك يا حبيبتي توصلوا بالسلامة، بس أنا ما أعرفش العنوان بالظبط، خدي محمد معاكي أهوه هيقولك العنوان بالظبط.
وناولت هناء الهاتف لمحمد وهو يناظرها بتساؤل فلم يكن منتبهًا فكل إهتمامه منصب على تلك التي تتجنبه بحزن مضاعف وكلما حاول الإقتراب منها يحدث شيئاً أو يصدر عنه شيئاً خارج عن إرادته يبعد المسافة بينهما .
وضعت هناء يدها على كاتم الصوت تجيب على نظراته المتسائلة : دي همس أخت وعد بتسأل عن العنوان عشان العزا.
محمد بضيق : ياستي اعتذري لها هنشحطت الناس معانا ليه.
هناء : دي مش جاية مخصوص هي جاية لوعد عشان بتقول وعد جالها شغل في سوهاج رد عليها بقى.
تناول محمد الهاتف من هناء مجيبا : السلام عليكم ورحمة الله.
همس : وعليكم السلام ورحمة الله، البقية في حياتك يا محمد.
أاستمع أحدكم لصوت انفجار دوى بالأرجاء نعم هو بالطبع إنه الكتكوت حقها.
مصطفى بثورة : يا وقعتك السودة يا محمد.
أسرعت همس سريعاً تضع يدها على كاتم الصوت قائلة بعناد مماثل : ممكن توطي صوتك شوية!!
مصطفى : وماله! 🤔طب ما أولعلكوا اللمبة الحمرا كمان؟! أنتي أتهبلتي يا بت؟!
همس ترد سريعاً على محمد الذي رد على كلمات رثائها بإيجاز : محمد، ممكن تبعتلي اللوكيشن لو سمحت؟!
وكزها مصطفى بمرفقه في ذراعها فخرجت عنها آهة متألمة، قائلاً بضيق يفح من بين أسنانه : ما تقوليش اسمه أحسنلك، ولا أقولك اقفلي الزفت اللي في إيدك ده.
استمع محمد إلى نبرتها المتألمة فقال مستفسرا ً: فيه حاجة يا آنسة همس؟!
همس بإرتباك : لا، أبدًا يا مح….. وبطرت تلك وإستكملت : أبدًا ولا حاجة ده بس العربية أخدت مطب جامد شوية.
مصطفى وهو يعض على شفاهه السفلية قائلًا بنبرة منخفضة نسبياً : وشكلها هتاخد فوق دماغها كمان، إخلصي.
همس منهية الحديث : طب هقفل أنا، أنت أكيد مشغول.
و أغلقت همس الهاتف مع محمد، تنوي نهره وما إن التفتت برأسها إليه ورأت معالم وجهه علمت أن المعاندة لن تأتي ثمارها معه فقالت لاعبة على وتره الحساس : على فكرة العلاقة اللي بتبقى بدايتها شك دي ما بتبقاش مريحة، مصطفى إحنا لازم نسيب بعض.
وما ظنت أنه سيخمد تلك النيران فيتراجع عن تعنيفها وجدته يمسك بذراعها بقوة قائلا : ده عند أمك، وشغل قلب الترابيزة ده مش عليا أنتي فاهمة، أنتي عارفة كويس إن اللي أنا فيه ده مش شك.
هزت همس رأسها رفضا بعنف وهي على وشك البكاء، فقد آلمتها قبضته بقوة على ذراعها، وهي تقول : لا مش عارفة ده إيه ومش عاوزة أعرف، ولو سمحت سيب إيدي.
استوحشت نظراته لها ولا يعلم إذا كان هذا بسبب غيرته عليها فهو لا يريد أن يسمع صوتها غيره، أن يراها غيره، أن تنطق إسم رجل غيره، غيرته حمقاء عمياء، والأدهى تهديدها له وهما الآن على مشارف سوهاج، وقد اقتربوا من آخر إستراحة لهما على درب تلك الرحلةو أصبح مقبلا على هلاكه فأي معركة سيخوضها من أجلها وهي ليست بصفه حتماً سيخسرها.
ضرب مصطفى بخفة على كتف السائق قائلا : أقف عند الريست الجاي ده يا سامي
وما هي غير ثواني حتى توقف الأسطى سامي أمام الريست مباشرةً.
ترجل مصطفى من السيارة واستدار يفتح لها الباب، يقبض على معصمها بقوة ساحبا لجسدها يخرجها من السيارة صافقا الباب خلفه يسحبها وراءه، وهي تحاول جاهدة أن تساير خطواته السريعة الغاضبة، بعدما علمت أن عنادها معه وهو على تلك الحالة لن يجديها نفعا، وهي في بلد غريب، حسناً كلها ساعة فقط وتصل إلى ملاذها الذي وعدها أنه سيتصرف وهي تعلم وعد جيداً تعد وتفي.
ما إن وصلا إلى الريست الذي يخلو في هذه المنطقة، ولا يوجد به سوى عامل واحد فقط، الذي وجده في طريقه فألقى عليه سلاماً عابرا.
وسأله مصطفى مباشرةً : لو سمحت الحمام فين بسرعة المدام حامل وتعبانة.
أماء له العامل بتفهم وهو يشير ناحية اليسار ولم ينتظر مصطفى استكمال شرحه وتابع سيره وهي مكبلة المعصم خلفه حتى وصل حسب إشارة العامل، ووجد علامة المرحاض الحريمي، ففتح بابه سريعاً يدفعها إلى الداخل و إذا به….
البارت_39
الصقر في عالم آخر ملئ باللذة، عالم يختلف كلياً عن عالمه الجامد الذي أحاطه بأسوار عالية تَحُول دون وقوعه في العشق، ودُكَّت تلك الأسوار أمام سحر عينيها، معها يختبر مشاعر لم يعرف لها وجود حتى عندما كان عاشق لغيرها.
لم يشتهي يوماً إمرأة كما يشتهيها الآن، كل ذرة به تناجي عنفوانها، تستحلفها أن تزيده عشقاً، ضلوعه القابعة بها تأن لوعة ورغبة، شفاهه تنهل أكسيرها من شهد شفتيها، يده المحاوطة لخصرها بدأت برفع جسدها إليه، واستدار وهي بين ذراعيه يسند جسدها إلى الحائط يمهل رئتيها التي تطالبه بفرصة لتلتقط أنفاسها من ذلك الهجوم الطاغي؛ فابتعد برأسه قليلاً ، ورفعت هي كفيها التي تحاوط عنقه تخلل أصابعها بين خصلات شعره الناعمة، تتأمل قطرات المياه المتساقطة منها وهي تسيل مرورًا برموشه المُكَلِّلة لعينيه الزيتونية ، مكوبة وجهه بكفيها وإبهاميها يداعبان جفنيه تزيل عنهما قطرات الماء حتى تستطيع تأمل نظراته الغائمة برغبته بها وهو يذوب بنظراتها الساحرة الواثقة بتأثير صاحبتها، والغريب أن ثقتها تلك تشعل حواسه، فهمس لها وشفتيه تلامس خاصتها : جلبي اتبدل حاله من أول ما عيني وجعت عليكي يا جلب صجر.
اقتربت أنچيل تلامس جانب شفتيه بخاصتها، وعندما إنخفضت عيناه تتابع فعلتها تلك التي أسرت بجسده شحنات متدافعة تزيد من تدفق الدم إلى شريانه، رفعت تلك الساحرة رأسها تثبت نظراتها إلى غابات عينيه قائلة بإغواء : ليه بتكابر يا صجر، جلبك متبدلش حاله، جلبك ده ملكي آني كانه عارف إني چاية، ليه خايف مني؟! آني بجى ماهكبرش بس ماهجولش غير لما أنت تجولها لول.
الصقر بأنفاس حارة، وصوت رجولي بنبرة متحشرجة : وبعدهالك؟!
أنچيل وهي تقترب بشفاهها من أذنه : وبعدهالك إنت؟! عاوزة أسمعها منيك.
وقبل أن تبتعد لترى تأثير همسها عليه طبعة قبلة رقيقة على خده، فأغمض عينيه بإستمتاع، و أنفاسه تتسارع وأسنانه تضغط على شفاهه السفلية، فأصبح الصقر بين شقي رحى، عقلاً يكابر وقلباً وقع لها.
وقبل أن يجيبها استمعا إلى طرق عالي على باب الغرفة يبدو أن صاحبه قد بلغ به الإنتظار مبلغه، وتعالت الدقات قاطعة سحر اللحظة.
(أحسن عشان بتستفردي بالمز ومش مراعية مشاعرنا 🙈).
الصقر منتبهاً وهو يحط بجسدها لتلامس قدميها الأرض، وقد بدى عليه الإرتباك : مين هيخبط دلوك؟!
أنچيل : تلجاها أنيتا.
صقر : أنيتا ولا غيرها،آني هطلع كيف دلوك؟!
أنچيل : sakr,You’are my husband
(صقر أنت زوجي)
صقر بصوت منخفض : طب أجولها إيه عاد؟!
ثم رفع صوته نسبياً : مش وجت حديت دلوك، اطلعي شوفي مين برة ومشيه لغاية ما اطلع آني من إهنه.
أنچيل بدهشة : I can’t understand
you ,What’s the matter
(لا أفهمك، ماذا حدث؟)
صقر بنزق : واه يا ولاد، هنجعدوا إهنه نتسمروا ونهملوا الرزع اللي برة ده لحد أمن اللي في الدوار كلاتهم يتلموا!!
ابتعدت أنچيل لتفعل ما يريد تحت إستغرابها، فاستوقفها قائلا بغضب : استني عندك، فين رايحة بخلجاتك دي؟!
أنچيل وقد استدارت عينيها بمحجريهما : رايحة أمشي اللي على الباب كيف ماجولتلي.
نهشت الغيرة قلب الصقر فكيف لأحد غيره يراها وهي على تلك الحالة، فزجرها قائلا : كيف يعني هتطلعي وخلجاتك أملزجة عليكي إكده؟!
أنچيل : حيرتني إمعاك أطلع ولا لاه؟!
الصقر بإقرار، حتى وإن اضطر هو للخروج لفتح الباب : لاه خليكي إنتي إهنه.
خرج الصقر وقد رأى مئزراً معلقًا على المشجب بجوار التخت فإلتقطه سريعاً يناولها إياه، وأغلق عليها باب المرحاض، وخرج ليرى مَن بالباب، وقد كانت أنيتا بالفعل.
وما إن رآته أنيتا بتلك الحالة، حتى قالت له بسخرية : إيه ده يا أبوي؟! خلجاتك مبلولة إكده ليه؟! كانك وجعت في ترعة 😏.
الصقر بإرتباك واضح : لاه، بس،،أصل.
أنيتا وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وترفع إحدي حاجبيها : لاه! وبس! وأصل! ده باينه موضوع واعر جوي؟! أمال أمي فين ماشيفهاش؟!
صقر وكأنه طفل صغير يواجه أمه بعد ارتكابه لفعل شنيع، وهو يتجنب النظر إلى عينيها المتفحصة : چوه في الحمام.
أنيتا : ويترى هي كمان مبلولة إكده؟!
صقر بإيجاز : ماخبرش.
و تجاوزها ليخرج من الغرفة، فإستوقفته قائلة : استنى لمن أشوف فيه حد برة ولا لاه.
نظر إليها بتعجب كيف لفتاة في مثل عمرها التي لم تتعدى الثمانية ربيع تكن بكل هذه الفطنة والدهاء وتساءل هل خمنت ما دار بينه وبين ساحرته بالداخل،.
أما هي فأخرجت رأسها من باب الغرفة تراقب ممر القاعات فلم تجد أحداً بالخارج، فأشارت له بأصابع كفها الصغير وهي مازالت تتطلع بإستكشاف يميناً ويسارًا وقد فتحت الباب على مصرعيه قائلة : اطلع دلوك جبل ما حد ياچي.
تبع الصقر إشارتها وهو يخرج متصنعًا الوقار وداخله يشعر بالإرتباك والحرج، فألقت عليه جملة أخيرة جعلته يجتاز المسافة الفاصلة بين الغرفتين في ثلاث خطوات.
أنيتا : مع السلامة يا أبوي، والمرة الچاية متبجاش تغرج حالك إكده عشان هيبتك ماتضيعيش..
(أوبا، يا نهار أبيض، طب وعهد الله أنا كأسماء اتصدمت 🤝😂)
فتح الصقر باب قاعته يلج إليها مندفعاً إلى الداخل يغلق الباب خلفه بعصبية، وهو يحدث حاله : عنديها حج البت إصغيرة خلتك تجف جدامها وأنت ماعرفتش تُنطج، چرالك إيه يا صجر؟ من ميتى وإنت عتخلي حد يركبك الغلط إكده؟! ومين؟! عيلة إصغيرة كيف أنيتا! الموضوع ده لازمن يبجاله آخر.
(وأنا بقول كده بردو👍، إنت خرجت عن السيطرة يا أبو الصقور وكده على البايظ خالص 😂).
🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗
رواياتأسماءحميدة
عند مصطفى وهمس.
وما هي إلا ثواني حتى توقف الأسطى سامي أمام الريست مباشرةً.
ترجل مصطفى من السيارة واستدار يفتح لها الباب، يقبض على معصمها بقوة ساحبًا لجسدها يخرجها من السيارة.
وما إن وصلا إلى الريست الذي يخلو في هذه المنطقة من الرواد، ولا يوجد به سوى عامل واحد فقط، الذي وجده في طريقه فألقى عليه سلاماً عابرًا.
وسأله مصطفى مباشرةً : لو سمحت الحمام فين بسرعة المدام حامل وتعبانة.
أماء له العامل بتفهم وهو يشير ناحية اليسار ولم ينتظر مصطفى استكمال شرحه وتابع سيره وهي مكبلة المعصم خلفه حتى وصل حسب إشارة العامل، ووجد علامة المرحاض الحريمي، ففتح بابه سريعاً يدفعها إلى الداخل.
شهقت همس بخوف من هذا الجانب الذي تراه فيه لأول مرة، فقد رأته يصب كامل غضبه على ذلك الصبي جنش وشاب المقهى الذي تجرأ وغازلها أثناء ذهابه لإحضار الطعام و أصدقائه الذين تصدى لهم جميعاً بمفرده، وذلك الشاب على كورنيش البحر، ولكنها لم تتخيل أن يطالها غضبه بكل حال من الأحوال، فهيئته مخيفة.
استدارت تناظره برعب وأعينه تنضح غضباً وهي تتراجع إلى الخلف بهلع.
وهو يتقدم نحوها بثبات إلى أن أصبح أمامها مباشرةً، وقد آلمه الرعب الذي يراه في عينيها، ولكن بداخله شعورين متناقضين إحداهما هلعاً وخوفًا من فقدانها ممزوجاً بنار غيرته المفرطة، والآخر إحساسًا يراوده كلما رآها إحساساً يجتاحه كلما نظر إليها.
رفع كف يده يتلمس خدها برقة وقد تناسى ما به من غضب أمام هذا السحر الذي يُنحي داخله أي شعور إنساني سوى إحساسه بها.
وهي تهز رأسها يميناً ويساراً تجنباً لمرمى يده، فمد كفه الآخر يثبت رأسها وهو ينظر داخل عمق عينيها، فأخفضت بصرها تتحاشى النظر إليه فأخذ يداعب خديها براحتيه، قائلًا : ارفعي عينك في عيني.
هزت همس رأسها بنفي، فإستكمل قائلًا : همس بُصيلي.
رفعت همس رأسها وقد التمعت عينيها بالدموع وقالت بصوت اختنقت نبراته وهي على وشك البكاء : سيبني يا مصطفى لو سمحت.
مصطفى بنبرة حانية يتخللها اليأس وهو يخفض ذراعيه بتهدل، و يرفع أحد كتفيه بعدم معرفة : مش عارف إزاي أسيبك، ولو عرفت مش هقدر على ده؛ لأني ببساطة مش عاوز.
نظرت همس داخل عينيه، وأقسمت أنها تحتقن كعينيها بالدموع، فقالت بغضب وثورة وهي تشيح بأحد كفيها أمام وجهه : ولما أنت مش قادر، ومش عارف، ومش عاوز، بتعمل معايا كده ليه؟! شوية تبقى أحن حد في الدنيا، وشوية تقلب زي موج البحر، حلو وإنت ساحبني وراك كده؟! وليه؟! أنا غلطت في ايه وأنا بتكلم في التليفون؟! ناس معرفة هما اللي واقفوا جنبنا أول مبقاش لينا حد وعرفت إن عندهم حالة وفاة فإتصلت أجاملهم ، وهناء هي اللي عطت التليفون لأخوها عشان يعرفني العنوان لأن هي متعرفش العنوان بالظبط؟! ده غير كل شوية تحكمات وأوامر، وده يتلبس وده مايتلبسش، أكلم مين وما أكلمش مين، أنا مش متعودة حد يتعامل معايا كده،ومش عارفة أنت عاوز توصل لإيه من اللي بتعمله ده؟! أنت رابكني والوضع كله من الأول غلط، والموضوع ده لازم ينتهي، طلقني يا مصطفى؟!
وأنسابت الدموع على خديها (ومش مراعين إنهم في حمام عمومي 😂) بينما أطرق رأسه يخفي دمعة خانته ودموع الرجل وخاصة رجل كمصطفى تعني الكثير، تعني وقوعه لأسرها وبإرادته ولا يريد الخلاص، تعني حرقة ولوعة وبراكين غيرة تندلع فقط لسماع أسم رجل آخر تنطقه شفتيها، يعلم أنه مندفع بعض الشيء ، ويغار قليلاً، حسناً بل كثيرًا، فلتعاقبه كما تشاء ولكن لا تتركه وهو لن يسمح لها بذلك، وأقسم داخله في تلك اللحظة أنه سيجعلها تطلب وده، وعندها سيتدلل براحة راحته، سترين همس قلبي، رفاهية إبتعادك عني ليست في قاموسي، أتريدين الرحيل، حسناً، راقبي وتعلمي همسي.
رفع مصطفى رأسه إليها يقترب مرة أخرى بعد أن وأدى تلك الدمعة بين ظلال رموشه، الدموع لم تخلق له، وبالنهاية لن يفيده البكاء على كل حال.
مد يده يلتقط كفيها بين راحتيه ينظر إليها بثبات قائلًا : أنا مستحيل أخليكي معايا غصب عنك، هوصلك لأختك زي ما طلبتي مني وبعدها هسيبك وأمشي وتقدري تنسي مصطفى، زي ما هنساكي، بس ليا عندك طلب وقبل الطلب أنا مدينلك بشرح.
ناظرته باستغراب فقد ظنت أنه سيتمسك بها فقالت تحثه على الحديث : شرح إيه؟!
مصطفى وهو يجذب كفيها إليه يحثها على التقدم، وهو يحادثها بلطف وكأنه يحادث طفلة صغيرة : أنا لما بعلق على لبسك مش تحكم مني؛ ده خوف عليكي، لما حسيت بنار جوايا وغيري سامع صوتك وبتكلميه باسمه كانت نار غيرة مش إني بفرض سيطرتي عليكي، لو شايفة أن حبي ليكي بيخنقك، أهون عليا إنك تبعدي عني ولا إني أجبرك على قربي، أنا اشتريت وإنتي اللي بايعة وطلبي الأخير حابب إننا نودع بعض يمكن تكون دي آخر فرصة للوداع.
ناظرته بتيه هي لم تقصد الإبتعاد ، هي فقط أرادت ردعه عن فعلته تلك، تقليل حدة غيرته وتوابعها، لم تقصد النهاية، عندما رأى نظراتها الزائغة اقترب يكمل مشهده بأن جذبها أكثر إليه يلف ذراعيها حول خصره يستند بجبهته إلى جبينها، يتنفس أنفاسها قائلًا بحنان بالغ غير مصطنع : بحبك يا همس حياتي وبغير عليكي وعمري ما حبيت قبلك ولا هحب بعدك، بس لازم أحترم رغبتك حتى لو فيها موتي.
رفعت سبابتها تغلق شفتيه إحتجاجاً على جملته الأخيرة قائلة : بعيد الشر عليك.
أسبل مصطفى أهدابه يخبأ أسفلهما نظرة خبث، فها هي تطأ بقدميها راغبةً محيطه مرة أخرى، لثم بشفتيه سبابتها وقد تاهت هي بسحره وتلك القبلة على طرف أصبعها أصابتها برعشة وصل صدها إلى أطرافها وأحس هو بتلك الرجفة فأحاط خصرها بأحد ذراعيه يقربها إليه أكثر، بينما يده الأخرى أمتدت تمسك بكفها الذي بدأ بالارتخاء بعد قبلته لسبابتها، يقربه مرة أخرى إلى شفتيه يقبل كل إصبع على حدى ولازال مستند إلى جبهتها، وهي، أين هي؟! هي ذائبة مستجيبة لخطته تؤدي دورها الذي رسمه لها ببراعة.
بسط كف يدها يقبل باطنه وهبط به إلى خصره، وأفرج جفنيه وجدها مغمضة العينين تستقبل جنونه بلهفة فاقترب بشفتيه الذي لعقهم بلسانه يرطب جفافهما بسبب هذا الانجذاب المغوي ، ولكنه يريد أن يصل بها إلى الذروة ويتركها هناك أعلى قمة الهيام و الوله.
تحسس بشفتيه الرطبة جانب شفتيها التي انفرجت تلقائياً تنتظر لقاء شفتيه بشوق، فاقترب منهما ولكن بدلاً من أن يقبلهما ناداها بهمس مغوي : همس.
همس من بين الوعي واللاوعي : أمممم
فاستكمل وهو يبتعد عنها وهي مخدرة تمامًا : همس، يله بينا، عشان لو قربت دلوقتي أكتر من كده، مش هقدر أبعد وأنتي مش حابة ده ولا المكان ولا الزمان يسمحلي بده فيلا بينا أحسن،
مش حابب تكرهيني أكتر من كده.
رمشت بأهدابها تستفيق من تلك النشوى بخيبة عن أي كرهٍ يتحدث، فماذا تقول أنها تريد هذا التقارب أكثر منه؟! وهي التي كانت تناشده الإبتعاد منذ قليل.
ابتعد تمامًا عنها وتركها متقدماً، يفتح باب المرحاض يسبقها بخطوات قليلة إلى الخارج وتعلو شفتيه إبتسامة خبيثة منتصرة.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
عاد منصور ومسعدة وقد تغير مزاجه كلياً مقارنةً بوجهه العابس الحانق الذي غادر به منذ ساعات قليلة، وداخله كان يتمنى أن تكون مسعدة بخفة ظلها بجمال تلك التي أطلق عليها ملكة قلبه أو حتى أقل جمالاً لا يهم، فروح مسعدة المرحة استحوذت كلياً على قلبه، ولكن جمال ملك شغل لبه، وأستكانت ملامحها بذكراته فالعين تعشق كل جميل.
وصلت السيارة التي يقودها همام تزامناً مع أخرى يقودها ريان وبجانبه وعد المستشاطة غيرة وغضب تتوعد هذا المغرور بالكثير.
دخلت السيارة الأولى بقيادة همام من بوابة الدوار إلى الحديقة، وتلتها سيارة ريان الذي هدئ سرعة السيارة عند مروره بحارس البوابة، وأخبره أن هناك سيارة بها رجل وامرأة من طرفه وعند قدومهما مع السائق فليسمح لهما بالولوج.
وقبل أن يغلق الحارس البوابة أصدرت سيارة أخرى زامور تنبيه للحارس الذي تقدم من قائد السيارة ، و بالمقعد الخلفي يجلس مصطفى الذي التزم الصمت وتقمص التجاهل منذ خروجهما من الإستراحة على الطريق.
وتلك التي تعنف حالها على طلبها المندفع بالإبتعاد تسترق النظر إليه بين لحظة وأخرى علها تقبض على نظرات عينيه وهي تتابعها كما الحال طوال الرحلة ، يختلق الأحاديث ليطول حوارهما، ويتصنع عدم القصد وهو يتلمس يدها مناولًا إياها بعض من تلك الوجبات السريعة التي أحضرها لهم، بعد ثاني إستراحة على الطريق بل كان يطعمها أحياناً بيديه فقط لتتحسس أنامله شفتيها.
ومنذ صعودهما إلى السيارة بعد الإستراحة الأخيرة وما هو عليه صمت مطبق، تجاهل متناهي.
الأسطى سامي للحارس : السلام عليكم يا ريس.
الحارس : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أؤمر.
سامي الذي زوده مكتب عمله بلوكيشين دوار الصقر، بناء على طلب ريان : ميأمرش عليك ظالم، مش ده بيت سيادة النائب صقر باشا الزيدي.
الحارس : ايوه هو ده بيت الكابير.
سامي : طب ريان باشا موجود؟
الحارس : ايوه، لساته داخل دلوك جدامك، وبلغني لمن تاچوا تدخلوا طوالي.
سامي : تشكر يا ذوق.
تجاوزت السيارة البوابة لتدخل إلى حديقة الدوار تصطف خلف الأخرتين.
بينما ترجل منصور وهمام ومسعدة من السيارة الأولى.
وكذلك فعل ريان ليدور حول السيارة يفتح الباب إلى تلك الجالسة بردائها الجديد الذي ابتاعه لها وتبدو حقاً فاتنة، ومن ثم أنحنى بجذعه يحملها بين ذراعيه كما خرج بها تحت إحتاجها.
و ماجد الذي ترك تلك الغافية تأخذ قدراً من الراحة حتى يصعد لإفاقتها كي تتناول طعامها وتأخذ دواءها، وعندما لمح السيارة التي يقودها ريان، اقترب ليعرف ما إذا كانت رحلة ريان موفقة وأتت ثمرها وتم المراد.
ومنصور يناظرهم جميعاً بحقد، لتكتلهم كأبناء عم عليه كغريب بينهم، وكما قال الشاعر اللي هو أنا ( أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على منص 🤝😂)، ليستأذن منصور همام بأن يتحدث إلى مسعدة بعيداً عن هذا الحشد فأصر همام على مرافقتهما بحجة أنه لم يتم عقد قرانهما بعد، وعندما ابتعدوا عن الحشد تركهما يتجولان أمام عينيه بحديقة الدوار القبلية (ما الصقر فاتحها منتزة العشاق 😂).
ترجلت همس ومصطفى (اللي عامل فيها عم التقيل😂) يتقدمان من ذلك الواقف ويواليهما ظهره حاملاً لامرأة ،لم يتبينا بعد من هي تلك المرأة، وهي وحاملها يحادثان ثالث وجهه إليهما، و بالطبع لم يتعرفان على ماجد، الذي توجه يناظر بعين متفحصة هذين الغريبين، وأثارت نظراته فضول ريان الذي التف بدوره حاملًا لها يستكشف ما خلفه.
وعند استدارته تعرفت همس على تلك المحمولة بين يدي رجل أمام الجميع على الملأ في وضع أزهل همس فما كان منها إلا أن جحظت عينيها وهي تقول باندهاش مشيرة إلى ريان : مين ده يا وعد؟!
رفعت وعد بصرها لتتأكد من الصوت الذي سمعته متناسية وضعها المخزي، تبتسم ببلاهة قائلة بترحيب : هموستي! وحشتيني.
والأخرى تقف مزهولة لا يرف لها جفن ولم تتفوه بكلمة.
وقع بصر وعد على من يجاورها تناظره بإعجاب، فهي قد أعجبت برجولته من قبل ولا نقصد هنا إعجاب الحب، ولكن هناك إعجاب نبع من موقفه من أختها، إعجاب تقدير وإحترام لشخصه، قائلة بما جعل حاملها على وشك إلقائها أرضا : إيه ده؟! إيه ده؟! أنت درش؟!
الذي أماء لها بإيجاب على صدق حدثها تزامناً مع القنبلة التي ألقتها على مسمع الجميع مما زاد الطين بلة : لا يا درش خلاصة، رجووووولة رجووووولة مفيش كلام، لاء ومز كمان مفكش غلطة.
ماجد وهو يمسح على وجهه يزفر بترقب لردة فعل ريان الغير متوقعة، قائلا : يا نهارك أكحل يا هديرة أنتي.
وما كان من ريان أن……………
البارت_40
عند محمد وسارة.
بعد إنهاء المكالمة مع همس ناول الهاتف لهناء، وتلك الشاردة في أوجاعها تحتضن جسدها بذراعيها تسند رأسها إلى زجاجة نافذة السيارة.
قلبه يتألم يريد ضمها إليه لا يدري ما يحدث معه، كلما اقتربت منه باتت كل لمسة منها تعذبه وترهقه، نعم أحب سابقاً أو كان يعتقد ذلك، ولكن معها اختلفت كل مفاهيمه عن الحب، يريدها وبجنون، لا يشغل باله بقربها سواها.
هاقد اقتربت السيارة التي تقلهم وتتبع سيارة الإسعاف التي استأجرها الحج سامح من مشارف محافظة سوهاج ومنها إلى القرية التي ولد فيها والد سارة وعاد إليها مرة أخرى محمولا على الأعناق.
ترجل الجميع من سياراتهم عندما اقتربت السيارات من المقابر التي تجمهر عندها عدد لا بأس به من عائلة زوج عمته وأهل القرية وعدد من النساء يتحلقن حول امرأة لا يظهر منها شيئاً ولكنها تبكي الفقيد وتولول بحرقة، مما أثار الفضول لهؤلاء القادمون من بعيد، وداخلهم يتساءل من عساها تكون؟! فزوج عمته قد توفت أمه منذ زمن وليس لديه أخوات فتيات فالنسوة الملتفات حولها يحجبن الرؤية.
(يمكن متجوز هناك يا جماعة متظلمهوش😂) ،
همت أمه وعمته وسارة لتترجلن من السيارة بعد نزول هناء الجالسة بجوار الباب مباشرة؛ لتعطي له المجال ليتمكن من الهبوط حتى يلحق بالرجال، قائلا بتساءل : إيه ريحين فين؟!
وأشار إلى أخته مستكملا : اطلعي أنت كمان يا هناء، مفيش واحدة فيكم تنزل من العربية؟!
وأشار إلى التجمع النسائي : اللي بيحصل ده حرام وميصحش ومش هسمح إن واحدة فيكوا تشارك فيه؟!
قال هذا وهو يدفع هناء إلى داخل السيارة برفق، تزامنا مع غلقه لباب السيارة، منهيا بذلك أي حديث، ولم تجادله إحداهن ما دام ما يقوله صحيح فما يحدث نهانا الله عنه، فغير مستحب خروج النساء إلى الجنائز وإن حدث يكون ذلك من باب العظة وليس من اللائق وغير المسموح به دينيا أن تقوم النساء وقت الجنائز بالصراخ والعويل ولطم الخدود وهذا من أفعال الجاهلية التي نهانا عنها الدين.
اقترب محمد من الحشد تزامنا مع ابتعاد علاء عنهم متوجها ناحية سيارة زوجة عمه وابنتها ومن معهما، فأصبح كلاهما متقابلين وجها لوجه ينظران إلى بعضهم بعدائية أحدهما طامعا والآخر عاشقا والخلاف على غنيمة واحدة “سارة”.
محمد وهو يجز على أسنانه حتى كادت أن تتهشم : على فين يا دكتور؟! هتسيب الرجالة لوحدهم يا دوك 😮؟! ولا عجبتك قاعدة الحريم؟!
(أدي جامد يا بوب 😂😂).
تجاهل علاء سخرية محمد، وأخلف طريقه مستكملا سيره بعناد، وقبل أن يتجاوزه قام محمد بجذب ذراعه مؤخرا خطواته وتقدمه بخطوة يقف أمامه كسد منيع، وقد اعتل ملامحه الغضب والحنق.
والآخر يتعجب من أفعاله، ينظر إليه بعدم استيعاب، قائلا : إيه اللي بتعمله ده؟! أنت مجنون يا جدع أنت ولا حكاية أهلك إيه؟!
براكين، براكين غضب اعتملت داخله، وأراد أن ينقض على غريمه يطرحه أرضا، ويصب كامل غضبه عليه يعيد ترتيب معالم وجهه، نعم لقد جن جنونه عند سارة، وتتوقف إعدادات عقله، ولكن يجب عليه الإلتزام ببعض من ضبط النفس.
محمد وقد خرج الحديث من فمه كقذفائف متوالية : احترم نفسك، مش عشان إحنا في بلدكم هتفتح صدرك وتقول ما بدالك، أنا لولا الموقف اللي إحنا فيه كنت عرفتك شغل الجنان اللي على أصوله، الحريم مش هتنزل من العربية، اتكل على الله شوف رايح فين وليك كبير نشوفوا هيكون رأيه ايه في غلطك مع ضيوفك يا.. يا دكتور.
قال الأخيرة بسخرية، جعلت الآخر يود لو تبخر الجميع من حولهما، وبقى كلاهما يواجهان بعضهما في هذا الخلاء ليتفنن كل واحد منهما في إبراز قوته الجسمانية يمارس تلك القوة على الآخر، ولكن ما صرح به خطير، فبالفعل إذا عقد مجلس رجال ليحكموا كبيرهم؛ لركبه العار ففي الصعيد لا يغتفر إهانة من حل عليهم ضيفا.
زفر علاء أنفاسه بضيق، يتراجع خطوة للخلف، قائلا بنبرة هادئة جاهد في إخراجها : ماشي، هنشوف يا أستاذ محمد.
عاود علاء أدراجه من حيث أتى، وبقاء الآخر مرابطا في مكانه كمدافعي خط الوسط لا هو مشاركا مراسم الدفن، (وقد لحست المزة مخه خالص🤝😂) ولا متقهقرا حيث السيارة.
انتهت مراسم الدفن، وقام المحتشدون بتقديم العزاء لأهل المتوفي على المقابر بعد أن أخبرهم الحج سامح بإقامة سرادق العزاء ليلاً لإستقبال من يريد المآزرة،
عاد محمد إلى السيارة، يفتح بابها، قائلا : يله يا جماعة انزلوا اقروا الفاتحة، الناس مشيت.
ترجلت جميعهن يسرن أمامه وهو يتقدم خلفهم، يراقب بعيون ذئب اقتراب علاء وأبيه وتلك السيدة التي لم يتوقف نحيبها سوى بمغادرة آخر فرد من المعزين رجالا ونساء، وكأن من كانت تولول منذ قليل روح كانت تتلبسها.
الحج سامح موجها حديثه لتلك السيدة :
-جربي يا أم علاء عزي مرت المرحوم إوبته.
اندفعت السيدة بإداء مبتزل ونشيج مصطنع تحتضن فتحية تكيل لها القبلات : شدي حيلك يا غالية يا مرت الغالي.
ثم وجهت بصرها إلى سارة، قائلة : دي سارة صوح.
ثم اندفعت إليها هي الأخرى تقبلها ، قائلة : اچمدي يا بتي، الغالي راح بس عمك لساته موجود حسه بالدنيا، وعلاء كمان بكرة تبجي مراته وهتعرفي كد ايه هو طيب وحنين وعيحبك.
لا كثير، هذا كثير، بلغ الغضب منتهاه، قائلا وهو يجذب سارة من بين أحضان تلك العقربة كما أسماها :
-تعالي هنا يا سارة.
جذبت سارة ذراعها بحدة من قبضته تلقي بنفسها بين ذراعي والدتها قائلة بنحيب :
_يله بينا يا ماما عشان نقرا الفاتحة لبابا.
تحية بحرج من أفعال ولدها : متأخذوناش يا جماعة، الصدمة شديدة شوية وبالخصوص محمد كان بيعتبر المرحوم زي والده، بعد إذنكم هنقرا الفاتحة للمرحوم.
ولم تدع لأحد صلاحية الرد، بأن قامت بإحتضان أخت زوجها المتمسكة بدورها بابنتها تقودهم بعيداً عنهم ولم يروقها أقنعتهم الزائفة كحال ابنها.
بعد ابتعادهم مسافة لا بأس بها، قامت “سميحة” والدة علاء وزوجة سامح بلوي فمها، قائلة : ودي مين دي كمان، اللي محاوطة على الحرباية وبتها كيف الحية؟! ومين الچدع ده اللي لهف البت من يدي كأني هاكلها؟!
أجابها سامح وهو ينظر تجاههم بإزدراء هو أهلاً له : دي مرات أخوها، والواد ده ابنها.
سميحة زوجة سامح (عشان يبقوا سامح وسميحة عاوزين طريحة 😂، يااي بايخة😋) :
_الواد ده ماهوش سهل ده باينه راسم عالبت، أوعى تكون جولتلهم يا أبو علاء على موضوع الورث ده.
سامح : ليه عاد غشيم آني إياك؟! المهم دلوك لازمن نخلصوا من جصة چواز علاء من البت دي جبل ما واد خالها ده ياكل عجلها ويشيل الجمل بما حمل.
سميحة : البت باينها ماطيجهوش ما شوفتش كيف سلتت يدها منيه لمن كانت في حضني.
سامح : بردك الليلة بعد العزا نفتحوهم في جصة إنه ما هينفعش يجعدوا لحالهم إهناك وهما معهمش راچل.
سميحة : صوح إحنا مش هنسكتوا لمن الهلومة دي كلتها تروح للغرب، آني هجعد مع المرة الكبيرة، ثم وجهت حديثها إلى ولدها : وإنت كمان لازمن تتلحلح إشوي وتبلف البت، دلوك هي مكسورة على موتة أبوها خليك جريب منيها، حببها فيك، آني اللي عجولك بردك؟! ده إنت دكتور و متعلم.
أماء علاء رأسه كعلامة منه أنه استمع إلى حديثها، وتلميحاتهم عن إمكانية وجود شيء لسارة داخل محمد وأنه ربما يكون راغب بها زادت من حماسته، ولكن للمال حماس مختلف ولكن هذا يعزز ذاك.
شخصت أعين الثلاث أفاعي حيث ذهب الباقون.
تقدمت السيدتان والفتاتان ومحمد بالطبع، وعندما وصلوا حيث تلك الحفرة التي ردموها على جسد واراه الثرى، أخذت أقدامهم في الارتجاف، إنها رهبة الموت، الجميع في حالة يرثى لها فتحية تبكي رفيق العمر وتحية تجذبها بحنان أخت إلى صدرها.
و هنا لم تمتلك سارة حالها وخرت راكعة على ركبتيها تنتحب في صمت وآهة حارقة شقت صدرها ، تتلمس حبيبات الرمال وكأنها قد تشخصت في ذات الشخص الذي كان حاميها وداعمها، من كان يعاملها كأميرة في كنفه.
وهناك من يتلذى بنارها، عقله يأمره بالصمود أمام إنهيارها، وقلب يلعن الجميع، وبالأخير انتصر قلبه وهو يجثو أمامها على ركبتيه، رافعا يديه يحط بها على كتفيها، وعينيه تلمع بعبرات، يقاوم سقوطها، مد أحد كفيه يضعها أسفل ذقنها، يرفع وجهها إليه، قائلا بحنو تلك المرة :
_وبعدين يا سارة اللي بتعمليه ده بيعذبه أقريله الفاتحة يا حبيبتي،وبعدين أنت لسه تعبانة مينفعش اللي بتعمليه ده.
قلبها الخائن خضع بكلمة منه، لإحساسها بخوفه عليها، تحتاجه، نعم تحتاجه ومن منا لا يشعر بالإحتياج للحب والإحتواء، ارتمت بين أحضانه تبكي بحرقة ترثي فقدانها، تنعي خسارتها، تشكو عذابها لمعذبها، أحاطها بيد داعمة (ما بلاش أبوب أنت جتتك مش خالصة يا راجل 🤝😂).
أخذ يربت على ظهرها بحنو، و دموعها أنهار فائضة، وآخرون يتتأجج غضبهم مما يحدث.
سميحة : ما تتحرك يا حيلة أمك وشوف المحروج ده عيدحلب كيف للبت وإعمل كيف ما بيعمل.
تحرك علاء على مضض يسير نحوهم والوضع أمامه لا يستصيغه.
(لا يستصيغه إيه بس، ده أنا شايفة الأريال من هنا يا لوئة 😂، بيتهيألي عاوز ظبطة 🤔)
🙊🙊🙊🙊🙊🙊🙊🙊🙊🙊🙊🙊🙊
رواياتأسماءحميدة
عند ريان ووعد.
بعد سماعها لصوت أحدهم يقول :
إيه ده يا وعد؟! مين ده؟!
ولم تكن سوى همس المتعجبة من وضع أختها ورجلا يحملها بين ذراعيه مستكينة وكأنه أمر عادي.
وعد وهي ترفع بصرها ناحية الصوت الذي سمعته متناسية وضعها المخزي، تبتسم ببلاهة قائلة بترحيب : هموستي! وحشتيني.
والأخرى تقف مزهولة لا يرف لها جفن ولم تتفوه بكلمة.
وقع بصر وعد على من يجاورها تناظره بإعجاب، فهي قد أعجبت برجولته من قبل ولا نقصد هنا إعجاب الحب، ولكن هناك إعجاب نبع من موقفه من أختها، إعجاب تقدير وإحترام لشخصه، قائلة بما جعل حاملها على وشك إلقائها أرضا : إيه ده؟! إيه ده؟! أنت درش؟!
أماء لها مصطفى بإيجاب دليل على صدق حدثها تزامناً مع القنبلة التي ألقتها على مسمع الجميع مما زاد الطين بلة :
-لا يا درش خلاصة، رجووووولة رجووووولة مفيش كلام، لاء ومز كمان مفكش غلطة.
ماجد وهو يمسح على وجهه يزفر بترقب لردة فعل ريان الغير متوقعة، قائلا : يا نهارك أكحل يا هديرة أنتي.
ضغط ريان بقوة آلامتها على خصرها المطوق له، وتقسم أنها استمعت إلى صوت تهشم ضلعين أو ربما ثلاث من قفصها، صرخت على إثرها صرخة مدوية، مما دعى همس إلى الاقتراب سريعاً وقد لفت نظرها ذلك الرباط الملفوف حول مفصل قدمها، متسائلة بلهفة : إيه يا وعد؟! مالك يا حبيبتي فيكي ايه؟!
بينما الآخر يهمس بأذنها : بيجي مفيهوش غلطة ومز؟! ده أنت ليلتك كيف العباية اللي كت غرجانة فيها من جيمة ساعتين.
ارتجف جسدها بين ذراعيه زعرا، وهي تقول بتراجع : مز إيه؟! لا مز ولا حاجة، أمال أنت تبقى إيه يا أبو سيف؟!
(يا جاحدة لا مز ولا حاجة؟! ده إذا ذكرت المزمزة ذكر أحمد عز 😂، بالنسبة للفانز اللي قلقانين عليا من رد فعل البوب حجي أحب أقولكم إن إحنا بالصلاة على النبي مبنخفش من حد، أنا أمنت نفسي وحظرته من الجروب والبيدچ🤝😂)
وعد لهمس بتمثيل : آه ياهمس، رجلي يا أختشي، وقعت عليها وجت تحتية، ومقولكيش يا اختتتتتي عديكي على اللي جرالي.
يقف مصطفى مشدوها يرمش بعينيه ويهز رأسه بذهول مما تقول، مقارنا بينها وبين همس ليس في الشكل ولكن في الأسلوب وطريقة الحديث، شاعرا بأن هناك مشكلة ما بسمعه.
بينما همس لا تفهم كلمة مما قالت فتساءلت : What do you say ?!I don’t understand any thing
ماذا تقولين؟! أنا لا أفهم منك شئ.
وعد : لا مش وقت حصة لغة دلوقتي تعالي بينا جوة، وأنا هفهمك ثانية كمان وهيبلعني و هيبقى ده أقل واجب.
همس : صحيح يا وعد ده مين ده؟!
وعد بتهتهة : آه صحيح ده مين ده؟! هو أنا مقولتلكيش.
همس وهي تهز رأسها بالسلب : No
وعد : ده أبو سيف.
همس وهي تزوي ما بين حاجبيها بتفكير، تحاول الوصول إلى ما تعنيه بأبو سيف، وإذا كان أبو سيف هل هذا كفيل بإعطاءه أحقية حملها، فتسألت : مين أبو سيف؟!
وعد وهي تميل إليه قائلة بهمس : دي مصرة تعرف؟!
أماء ريان برأسه في إيجاب قائلا : كانه إكده؟!
وعد : يا راجل؟! مش هينفع أقولها دلوقتي لازم امهد لها الأول أحسن شكلي هيبقى وحش أوي.
ريان بأعين متسعة، يتحاوران وگأن لا يوجد معهما أحدا مقلدا إياها : يا راجل بيجي لما تجوليلها إنك مرتي هيبجى شان لكن راچل غريب يشيلك إكده ومن غير چواز عادي.
وعد : تصدق صح.
همس وهي تعيد عليها السؤال مرةً أخرى : مقولتيش يا وعد؟! مين أبو سيف!؟! وإزاي تسمحيلوا يشيلك كده؟!
وعد بخيبة مصطنعة :كده يا همس؟! تفكري فيا أنا كده؟!
همس بضيق فكما وعد تفهمها جيد، هي الأخرى تفهم وعد، وتعلم أنها بتلك المماطلة تخفي شيء كبير : وعد، مين ده؟!
وعد وهي تفجر قنبلتها الموقوتة ده سي الافندي جوزي.
روايةوعدريان
البارتالحاديوالأربعون
رواياتأسماءحميدة
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.
الله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
بعد تصريحها أمام همس ومصطفى بعلاقتها بريان عندما أخبرتها بأنه (سي الافندي جوزها😂)، وتجهم وجه همس وهي تفتح فمها ببلاها وتهز رأسها بدهشة.
ومصطفى الذي عقب قائلًا :
-لا والله سي الافندي جوزك، دي باينها متيسرة. 😂.
توجه ريان وهو يحملها إلى بهو الدوار، يجلسها على إحدى الأرائك، وتبعهما همس ومصطفى وماجد.
جلست همس إلى جوارها على الأريكة، وريان بالمقعد المجاور لها من الجهة الأخرى مقابلًا لمصطفى ينظر له بضيق، ولسان حاله يقول :
-ماشي يا وعد، إما وريتك، بيجي ده مز، ومفيهوش غلطة.
(تجصد إيه يا ريو بحديتك الماسخ ده 🤔، ده درش ياجدع، وحد الله في قلبك، البت مغلطتش 😂).
ريان موجهًا حديثه لمصطفى بسماجة مستحدثة عليه بعد تصريح بلوة حياته بمدى إعجابها به :
-والله يا أخ مصطفى، إحنا ما عرفينش نتشكرك كيف، تعبناك إمعانا، أنت تاخد واچبك، وتتوكل على الله، عشان تلحج تعاود، لسه جدامك، سكة سفر وطريج واعر.
برغم سماجة ريان معه بالحديث، إلا أن مصطفى يعذره، فإذا تفوهت همس بما زلف به لسان وعد أمام ريان وتغزلها بغيره، الله وحده يعلم ماذا ستكون ردة فعله حيال هذا.
وقبل أن يجيب مصطفى، كان هناك من يهبط الدرج يقول بترحيب :
-يا مرحب، إحنا عندينا ضيوف ولا إيه؟!
استقام مصطفى من جلسته، يقابل محدثه، وقد استشف من ترحيبه الحار أنه صاحب المكان، كما أنه لا يعلم بقدومهم من سؤاله الذي تلى الترحيب، ومصطفى قادم وهو يريد من يرجح كفته، قائلًا :
-مرحبابك، متأخذناش يا كبير، جينا من غير معاد، إحنا……
وعد بإندفاع والجالس جانبها قد تصاعد الغضب داخله كتصاعد حمم البركان الثائرة :
-دي أختي همس، وده قريبنا، معلش إحنا تقلنا عليك يا كبير.
ريان بغيظ :
-لاه، ده حسابك اللي بيجي أتجل، يا واكلة ناسك إنتي.
وعد وهي تنكمش على حالها :
-في إيه؟! هو كل ما أتكلم تقفش؟!
ريان وهو يجز على أنيابه :
-ده آني هجفش إفي زمارة رجبتك وماهسبهاش غير لما اطلع روحك في يدي، اجفلي خاشمك يا مرة.
وعد بأعين جاحظة :
-واه.
ولا تصدق أذنها، ونعته لها بهذه الكلمة (مرة)
صقر :
-يا أهلًا بيكم، ثم رفع صوته مناديًا :
-يا خالة صابحة، خالة صابحة.
هرولت صابحة إليه، ملبية النداء :
-جاية آهه يا كابير.
صقر :
-چاهزي واكل زين؛ عشان عندينا ضيوف.
مصطفى وهو يربت بكف يده على صدره بإمتنان لكرم الصقر :
-مالوش لازمة يا كبير، واجبك واصل.
صقر :
-كيف ده، إمفكرنا بخلة عاد ولا إيه؟
مصطفى مستقطبًا صقر، فهو بحاجة داعم في هذا البيت، خاصةً بعد ما اكتسب عداوة ريان دون أن يسعى إليها :
-ما عاش ولا كان اللي يقول كده يا زعيم، واجبك مقبول يا عم الناس.
أعجب صقر بلباقة مصطفى، والآخر ينظر إليه زاويًا ما بين حاجبيه وقد وصل إليه سعي مصطفى لكسب ود الصقر.
اقترب صقر من مصطفى يربت على كتفه باستحسان، قائلًا :
-إمنور ياراچل اجعد بيتك وإمطرحك.
ريان مكملاً سماجته :
-بيته، ومطرحه إيه؟! ده مستعچل والعربية برة مستنظراه.
صقر متعجبًا :
-إيه فيك يا واد عمي؟! السواج أيبيت مع عوض، مجاتش من سواد الليل، النهار ليه عنين بردك، وكمان عشان يحضروا كتب الكتاب عشية.
يقولون ما يشائوا، هو لن ينقل قدماً من هنا دونها.
ماجد بتساؤل :
-مين عيكتب تاني، ما كلتنا كتبنا، هي فرة ولا إيه؟!
صقر وهو يبتسم بخبث :
-لاه، ما اللي عيكتب عزيز على واد عمك بردك، وعيفرحله لمن يعرف آني هديته إبمين.
ريان بدهشة :
-مين ده يا صجر؟! آني مافايجش للألغاز دي.
صقر :
-الدكتور منصور.
ريان :
-أومين العروسة عاد اللي هديته بيها دي؟!
صقر :
-بتنا مسعدة، خيته لهمام.
ريان، وماجد، ووعد بنظرات مختلفة، ريان بشماتة، وماجد بإستياء ووعد بتفاجئ، فجميعهم حكموا على الفتاة من هيئة أخيها، وقالوا جميعاً في صوت واحد :
-واه، كيف ده؟!
وقف ريان يصفق متمهلًا بإعجاب :
-عاش يا واد عمي.
بينما مصطفى وهمس يتابعان بعدم فهم.
ماجد :
-ليه إكده، يا صجر؟!
صقر مدعيًا البراءة :
-إيه فيك يا ماچد؟ يا بخت من وفج راسين في الحلال.
وعد و هي تناظره بسخرية :
-لا يا راجل؟! حونين وقلبك كبير.
ريان ولم يعر مدحها تلك المرة إهتمام، فهي لا تقصد به هنا إطراء، على أية حال ستعاقب:
-إكده، يبجى نطلعوا نريحوا فوج عشان عندينا سهرة.
وكأنما يوجه إليها رسالة مبطنة بإنه يخطط لإنتقام، وهي للآن لا تعرف ما خطأها. (أحيه 😂، هتتنفخي).
ولكنها أجابت بسرعة قائلة :
-لا يا حبيبي اطلع أنت ارتاح، كفاية عليك شيل وحط فيا تسلملي يا وحش، أنا هتسند على همس اطلع معاها الأوضة اللي هتبيت فيها، ده طبعاً بعد إذن صقر بيه، أصلها وحشاني أوي وأنت سيد مين يفهم في الأصول.
صقر، رادًا عليها بإحترام، وهو يخفض بصره :
-من غير إذن الدار داركم، اطلعوا رايحوا عجبال ما الحريم يچهزوا الوكيل.
مصطفى بلهفة، التقطها ريان :
لا، لا، تبات فين؟! قصدي أنا هبات فين؟!
ريان مربتاً على كتفه ويبتسم بخبث :
-واه ودي تاچي يا أبو نسب، هتبات عندي في الجاعة وخلي الحريم لحالها.
(لا يا أخ ريان، 🤔أنت ناوي على إيه بالظبط؟!
ده مش منص، ابعد عنه ديشة هربانة منه، ولا أقولكوا خدوا راحتكوا ده هيبقى لقاء العمالقة 🤝😂)
🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗
بعد انهيار سارة على المقابر، ودعم محمد لها، تحت نظرات من انتزعت من قلوبهم الرحمة، لا يعرفون من أنواع المحبة سوى حب المال، طمع وجشع، كل ما يهم عمها وضع يده على ما ليس حقه.
وكذلك امتد العرق فالإبن لا يختلف عن أبيه شيئاً، ورغم أنه طبيب متعلم يعرف أمور دينه إلا أن حب المال وشغفه به استوطن عقله.
والأم هي الأخرى لا تفرق عنهم شيئاً، ولم يأتي في بالها، أنه كما تدين تدان، لا بل تحيك وتدبر؛ لتسطو هي الأخرى على حقوق نساء مثلها، سحقاً لهذه القرابة، وبغضًا لهكذا أهل.
رفع محمد جسدها عن الأرض يحاوطها، يسندها إليه وهي تستكين بإبطه، كطفلة تختبأ بأبيها من وحوش تريد أن تفتك بها، هذا فقط حدثها، وهي لا تعلم عما يخططون شيئًا.
أمانها ولا تريد غيره أبًا وحاميًا وسندًا وحبيب، فقط لو يلين، لو يعاملها بحنان كما تريد.
اقترب محمد ومعه سارة والبقية منهم، وتلك السيارة المستأجرة لازالت بإنتظارهم، فمد سامح يده ايه قائلًا :
ما نچيلكش في حاچة وحشة يا أستاذ محمد، ووجه حديثه إلى سميحة : همي يا أم علاء، خدي سارة والست أم سارة واركبوا مع علاء العربية، عشان تروحوا للناس اللي چاية تعازينا.
ماذا؟! تركب مع من؟! مع علاء!! أي جنون هذا؟!
محمد :
-نعم، طب ما العربية أهيه؟!
وأشار نحو السيارة المستأجرة.
الحاج سامح :
-خبرك إيه؟! أمال أنتوا هتروحوا كيف؟!
محمد بسماجة :
-لا ما أحنا قاعدين، اتفضلوا أنتوا اركبوا العربية بتاعت لوئة، والسواق هيجبنا وراكوا، أصل مايصحش أمي وأختي يسيبوا عمتي وسارة في موقف زي ده، وأنا بردو مش هسيبهم وارجع وهما بالحالة دي، فإحنا نعتبر ضيفكوا لغاية ما أيام العزا تخلص، ونبقوا نروحوا كلنا مع بعض، ولا هنتقل عليكم؟!
ولم يترك له مجال للحديث وهو يقود سارة وعمته واضعًا ذراعيه على أكتافهما، قائلًا :
-يالاه بينا إحنا يا جماعة.
تبعته هناء وفتحية يستقلون جميعهم السيارة، وثلاثتهم يقفون والغضب يعتمل بداخلهم كالمراجل.
أخرج محمد رأسه من نافذة السيارة المجاورة لهناء قائلًا :
- إيه يا جماعة هتفضلوا واقفين كده؟! ما تيلاه بينا عشان الناس اللي بتقولوا جاية تعزي، يا لاه يا لوئة هات ماما وبابا واطلع قدمنا بعربيتك.
(هههههه حلوة يا بوب 😂)
صعدوا الثلاثة وأكثرهم غلًا تلك الحية سميحة، وعندما بدأت السيارة بالتحرك، أخذت تبث سمها بأذنيهما :
-الواد ده ما هيچيبهاش البر، الموضوع ده لازمن يخلص النهاردة.
الحج سامح :
-عندك حج، آني عشية هيكون ليه حديت تاني معاهم في الموضوع ده.
وصل الجميع إلى حيث وكر الأفاعي، غافلين عن ذلك النسر الجارح.
دخلت النساء إلى الدوار، وبقى الرجال في الخارج حيث قد انتهى العمال من نصب شادر صيوان العزاء، وبدء المعزون في الوفود، و المقرئ بدأ في تلاوة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم، بينما هو يجلس إلى جوارهما ،هم يتجاهلوه وهو يتحاشاهما، بقوا هكذا حتى غادر المعزون، وقد إستأذنت سارة زوجة عمها في الصعود لتأخذ قسطاً من الراحة، بينما بقت فتحية وتحية وهناء يستقبلون واجب العزاء من النسوة الحاضرات إلى أن بدأت الوفود في المغادرة.
ودخل سامح وعلاء إلى الدوار، وتبعهم محمد.
سامح لزوجته :
-جومي يا أم علاء حضري لجمة عشان يبجى عيش وملح.
محمد بتساؤل موجهاً حديثه لهناء بصوت وصلها هي فقط :
-هناء، أمال فين سارة مش باينة.
هناء بصوت مماثل :
استأذنت من طنط حربوءة، وطلعت ترتاح فوق.
محمد :
-طنطك ايه؟!
هناء : – طنط حربوءة.
محمد : – طب ما تعرفيش طنطك حربوءة وديتها أنهي أوضة.
هناء : آه عارفة، ما أنا طلعت معاهم، بس ليه؟! أنت طالع لها؟!
محمد : ايوه، عاوز اطمن عليها.
هناء : – يا سلاااام، وده من إمتى!!
زجرها محمد : – اخلصي، ولا هطلع افتح الأوض كلها وزي ما تيجي تيجي.
هناء بتوتر : – ما تعقل يا بوب، إحنا هنا في الصعيد مش في القاهرة، وحتى لو قولتلك هتطلعلها إزاي؟! وكل الناس اللي هنا دي هتقولهم إيه؟!
حك محمد ذقنه بتفكير، فالموضوع ليس سهلاً بالفعل.
محمد : – طب قولي بس الأول هي في أنهي أوضة، وأنا لما الرجل تخف شوية هحاول اطلعلها اطمن عليها بسرعة وانزل من غير ما حد ياخد باله.
هناء بدهشة من إصراره : – للدرجة دي؟!
أطرق محمد رأسه تهرباً من نظرات أخته.
فاستكملت هناء قائلة : – هي في آخر أوضة اللي في الوش، على إيدك الشمال أول ما تطلع اللي شبكها بيطل على الجنينة اللي ورا.
أماء لها محمد دون حديث.
ذهبت سميحة لإحضار الطعام كما طلب منها زوجها، بعد أن أشارت له بعينيها، فتبعها إلى الداخل، وبقى ذلك السمج علاء عقبة تحول دون صعوده لرؤياها.
علاء بترحيب كاذب وهو ينظر إلى محمد بغيظ:
- منورين يا جماعة، منورة يا مرات عمي.
أماءت له فتحية ولازالت تشعر بالتيه والغربة وعدم الراحة للمكان وأصحابه، تود المغادرة من هنا هي وصغيرتها على وجه السرعة ويا حبذا لو الآن، ولكن لابد وأن تبقى حتى تنتهي أيام الحداد، تنهدت تنهيدة حارقة وبدأت الدموع تداعب أهدابها من جديد، وهي تسأل الله أن يرحم زوجها ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
فطالما كان يقيها الإحتكاك بهم حتى لا تشعر بنفورهم منها، وطالما حدثها عنهم وعن طمعهم وجشعهم، وعن قسوتهم فلم يخل عليها اهتمامهم بها ولا بصغيرتها، ولكنها مجبرة على تحمل هذا الوضع لثلاثة أيام وبعدها سيغادرون جميعاً.
ربتت تحية على كتفها تقول :
-وحدي الله يا أختي، ما يعزش على اللي خلقه.
ثم استقامت من مجلسها قائلة :
-هروح أساعد الست أم علاء، مايصحش بردو نسيبها تخدم علينا.
أجابتها فتحية :
-ماشي يا حبيبتي روحي، ربنا مايحرمنيش منك، مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه؟!
تحية : – أخص عليكي يا فتحية، ده أحنا أخوات، وبعدين أنا عملت ايه يعني!!
ثم ذهبت إلى حيث اختفت الحية وزوجها، وقبل دخولها من باب المطبخ، سمعت ما جعلها تتراجع، وتقف منزوية وهي تخرج هاتفها من جيب عباءتها تسجل ما يدور صوت، وصورة إن استطاعت.
سميحة : – أنت مش جولت هتتحدت وياهم بعد العزا يا حاچ، خلينا نخلصوا منيها الموال ده.
سامح بضجر من زن زوجته : – خبرك إيه عاد! ما آني كنت هتحدت وياهم على الأكل بصنعة لطافة إكده.
سميحة : – أجعد أنت طوح فيه الموضوع ده، لمن الواد ابن أخوها ، يشيل الجمل بما حمل، وياخد كل الخير ده، اللي ابنك أولى بيه.
سامح : – يا ولية واطي حسك، وبعدين متجلجيش محدش هيطلع من إهنه جبل ما يكون ولدك كاتب عليها وضمنا كل حاچة في يدنا، وبعد إكده لو عاوز إيكمل إمعاها يكمل، ولو لساته مصمم على بت أخوكي يطلجها ولا يتچوز التانية.
لطمت تحية خدها وهي تنسحب من حيث أتت، تكاد أن تنكفأ على وجهها من هول ما سمعت.
في هذه الأثناء رن هاتف علاء، فأخذ الهاتف واتجه بعيداً في أحد الزوايا، ومحمد يقف ملتاعاً يريد التسلل من بينهم؛ ليصعد إليها، وعندما دق هاتف هذا البغيض ظن أنه سيدع له مجالًا وينسحب إلى أحد الغرف ولكنه ابتعد ولازال مراقباً.
محمد بصوت مرتفع نسبياً : – عمتو أنا خارج أتمشى شوية في الجنينة، وممكن أطلع برة مش عاوزة حاجة أجيبهالك، مش محتاجة حاجة.
فتحية بشرود : – لا يا حبيبي، تسلم.
بعد خروج محمد، اندفعت تحية تجاه أخت زوجها كالطلقة التي غادرت توها فوهة البندقية.
تجذب يدها قائلة : – تعالي يا فتحية عاوزاكي في كلمتين.
وللحظ انشغل علاء بتلك المكالمة التي استقبلها ولم يلحظ عودة تحية و حديثها مع زوجة عمه.
فتحية وهي تستقيم من جلستها :
-في ايه يا تحية؟!
تحية غامزة لها :
-تعالي بس، ووجهت حديثها لهناء : – تعالي معانا أنتي كمان يا هناء.
أخذتهما تحية تتوارى بهما خلف أول باب وجدته أمامها، وأخذت تدور بعينيها في أنحاء الغرفة، مبتعدة بهما عن الباب، وتوجهت تغلق زجاج الشرفة، وهي تسأل هناء بصوت منخفض :
-بت يا هناء السماعات بتاعت تليفونك معاكي.
مدت هناء يدها إلى جيب منطالها تخرج سماعة الهاتف، تمد يدها بها إليها : أهيه يا ماما، عاوزاها ليه؟!
أخذتها تحية من يدها توصلها بهاتفها قائلة :
-اسمعوا وأنتوا تعرفوا.
وقامت بوضع كل طرف منها بأذن واحدة لكليهما وقامت هي بتشغيل ما سجلته والإثنتان بدأت أعينهما في الجحوظ من فُجْر المتحدثان، ومع انتهاء التسجيل، رفعت الاثنتان رأسهما وعلى وجهيهما نفس التعبير صدمة وزهول.
بينما ارتخى جسد فتحية، تحط بجسدها على الكرسي خلفها، وهي تضرب فخذيها بكفيها وتهز رأسها برفض، قائلة :
-يادي المصيبة، دول مش بني آدمين، أروح فين وآجي منين دلوقتي يا ربي.
ثم رفعت رأسها تسأل تحية بتوسل ربما تجد عندها حل لتلك الورطة، أو وسيلة للنفاد من هنا دون خسارة ابنتها :
-شوري عليا يا تحية يا أختي، اعمل ايه في المصيبة دي؟!
فتحية بتفكير، فالأمر ليس سهلاً، خاصة وهم في بلدهم :
-والله يا فتحية، أنا من ساعة ما سمعت اللي سمعته، وأنا دماغي هتنفجر، ومش قادرة أصدق إن فيه ناس بالشكل ده، إحنا لازم نفكر كويس ونشوف هنعمل ايه، بس أهم حاجة دلوقتي مش لازم حد منهم يحس إننا كشفناهم.
هناء : – صح يا ماما، مش لازم حد يعرف إننا عرفنا نيتهم السودة دي، بس معنى كلامهم ده إن سارة عندها ورث كبير هو اللي صعرهم كده، وحرام إنه يضيع عليها، أو نديهم فرصة يعملوا أي حركة غدر، لازم نتصرف بسرعة.
فتحية : – عندك حق يا هناء، الناس دي الطمع عماهم، ولازم نتصرف بسرعة، إحنا منضمنش شيطانهم ممكن يوصلهم لغاية فين؟!
سارة بحماس : – بس لاقيتها همس ووعد.
تحية : – مالهم همس ووعد؟!
جلست هناء على الأريكة بجوار مقعد عمتها، تجذب يد والدتها تجلسها إلى جوارها، وهي تستعد لشرح فكرتها :
-همس لما كلمتني قالتلي إن وعد هنا في سوهاج شغالة مع رجل أعمال كبير أوي، وهو اللي بعت عربية لهمس في إسكندرية عشان تبقى جنب أختها، يعني شكله راجل واصل وخدوم، و بيتهيألي لو لجأنا لوعد عشان تكلمه يساعدنا ممكن يعرف يأثر على الناس دي.
تحية وهي تحك ذفنها بتفكير :
-شكلها ملهاش حل تاني، جربي يا هناء كلميها وشوفي هتقولك إيه؟!
أخرجت هناء هاتفها تعبث بشاشته، طالبة رقم وعد.
وعلى الجانب الآخر كانت وعد وهمس تهمان للصعود إلى حيث الغرفة التي أخبرهما عنها صقر والمجاورة لقاعة ريان.
حتى رن هاتف وعد برقم هناء، فتوجهت بالحديث إلى همس :
-دي هناء، آنا قصرت معاهم أوي من ساعة ما سيبناهم وكان المفروض نكلمهم أول ما وصلنا إسكندرية وأنا سقطت خالص.
همس باستعجال :
-طب ردي وما تنسيش تعزيها في بابا سارة، جو الغموض اللي أنا فيه ده نساني أقولك، هما كمان هنا في سوهاج جايين يتمموا الجنازة في بلد عمو هنا.
وعد باستهجان :
-يتمموا الجنازة، اسمها يدفنوا يا كيكة أنتي.
ضغطت وعد زر الإجابة :
-ألو، أيوه يا هناء، قلبي عندك يا حبيبتي.
على الطرف الآخر.
هناء : – ايوه يا وعد، أنا محتجاكي ضروري، إحنا في مصيبة.
وعد بغباء : – مصيبة إيه دي؟! المرحوم رجع في كلامه وعاوزني أقنعه؟!
(وربنا أنت في الضياع🤝😂 أنت مش هتقنعيه 🤗أنت هتجلطيني أنا شخصياً 😬).
وكزتها همس بمرفقها في بطنها، فشهقت بألم.
هناء بتساؤل :
-في إيه يا وعد جرالك حاجة؟!
وعد وهي تزجر همس بعينيها والجميع يتابعون تلك الخرقاء، منهم متسع العينين بصدمة وهو ريان، ومنهم من يمسح على وجهه بيده في يأس وهو ماجد، ومنهم من يكتم ضحكته بيده وطبعاً ده درش، ومنهم من يهز رأسه بتعجب وهما ريان وصقر.
وعد بتبرير :
-لا يا حبيبتي مفيش، ده صوبع رجلي الصغير اتخبط في التربيزة، قولي يا حبيبتي مصيبة ايه أكتر من إن جوز عمتك فلسع، قولي ما النهاردة الفقرة المفتوحة.
وهنا لم يمتلك مصطفى حاله من الضحك، وتاهت الأخت همس ذائبة في ملامحه التي زادتها بشاشته وسامة.
(أصله ناقص حلاوة ابن اللظينة😂، نحترم نفسنا بقى عشان الحيطان لها ودان، ومدة حظر البوب حجي انتهت، نتلم بقى ها لغاية ما نجددله الحظر 🤝😂)
هناء : – أنتي فين أبت؟! وإيه المسخرة اللي عندك دي؟!
وعد وهي تشير لمصطفى بالصمت، فوضع كفه على فمه يحاول السيطرة على نوبة الضحك التي انتابته جراء خفة ظلها، والآخر يتلظى على مقعده وكأنما افترشه الشوك، متوعدًا إياها.
وعد :
- مسخرة ايه؟! متظبطي يا نؤة، ده التليفزيون يا أختشي،خلينا في المهم، إيه الحكاية؟!
هناء : – مش هينفع في التليفون، أنت تجيبي الرجل الكُبَّرة اللي أنتي شغالة معاه وتيجي، على إنكم جايين تعزو أنت وهمس، ولما تيجي هرسيكي على الدور من أوله.
وعد : – مين الراجل الكُبَّرة اللي أنا شغالة معاه دهون؟!
أشارت لها همس إلى حيث يجلس ريان.
قامت وعد بإغلاق صوت المايك، وهي تشير إلى ريان، قائلة لهمس :
-بتقولك كبرة، ده كبرة؟!
زجرها ريان بعينيه، فاستكملت بتراجع :
ده سكرة.
وقذفت له قبلة في الهواء ود لو التقطتها شفتيه.
(مش وقت محن الله يكرمك خلينا نشوف بت الهبلة دي اللي مصيفة منها على الآخر😂)
عادت وعد تستكمل محادثتها مع هناء قائلة :
-أوعي يكون كمين أبت؟! .
هناء : – اللهم ما طولك يا روح، هتيجي ولا نحلها من غيرك؟! .
وعد : – ما يبقاش خلقك ضيق، جايين أهون أنا و الليدي همس.
ثم أغلقت وعد الهاتف، والذي أهلكه الضحك، توقف عنه بانتباه، قائلاً :
-تروحوا فين إن شاء الله؟!
ضيقت وعد عينيها تنظر إلى همس التي نكست رأسها بحرج، قائلة :
-إيه ده؟! إيه ده؟! ماله الحليوة المسمسم مش طايق نفسه ليه؟!
لا، لن يصمت.
(ايون مستنين أهون 🤔، شكلك بجي عفش يا ريو ياواد عمي 😏)
انتفض واقفًا يشيح بيديه أمام وجهها :
-چرى إيه يا حزينة أنتي؟! محدش مالي عينك ولا إيه؟!
(لا يا ريو مش حساك 🤔، مش أنت 😂)
ارتجفت وعد بفزع، قائلة :
-مالك بس يا حبيبي؟! مين زعلك؟!
لا ينكر أن كلمة حبيبي منها لها مذاق مختلف.
(أنبي إيه 🤔،ما تنشف يا باشا 😏)
ريان بثبات وقد هدأ قليلاً :(أحيه😂)
ما تحفظي لسانك، واعجلي اللي بيطلع من خشمك أمال.
الجميع كل ما بهم زهول، ماذا حل به؟! من انتفاضة جسده بعد جملتها الأخيرة ظن الحاضرون أنه لن يمرقها لها تلك المرة،ولكن بعد جملته الأخيرة تراجع من كان يهم بالتدخل؛ لإنقاذ الموقف، إنقاذ من؟! وعد!! لا فهو من يستحق الإنقاذ، يبدو أن ريان نصار وقع لها، وبات الجمع موقنًا ذلك.
همس تشاهد، وعينيها تقطر قلوباً، فريان يشبه كثيراً مصطفاها.
بعد شخوصها بريان، انتفض الآخر واقفًا يقول :
-وبعدين يعني؟!
اتجهت أعين الحضور نحوه، وقد بدأوا العد، ففي هذه الجلسة عاشقان.
صقر بإبتسامة عِلم، قائلاً :
-إيه فيك إنت التاني؟!
مصطفى بإرتباك واضح، وهو لا يدري ما يقول:
-قصدي يعني، هنسيبوا نؤة وهي بتستنجد بينا، ونقعدوا نتدلعوا ونبحلقوا في بعض كده، يله بينا نشوفوا إيه الحكاية.
تحرك الجميع إلى الخارج ومن بينهم صقر، الذي ما إن خرج إلى الحديقة حتى جاءته خاطرة شرع في تنفيذها مناديًا همام.
صقر : همام، يا همام.
هرع همام إليه سريعاً، قائلاً:
-أؤمرني چنابك.
صقر :
-ابجى خلي خيتك تبجى تطلع إتشجر على الچماعة فوج ألا بعافية.
همام :
-چماعة مين؟! تجصد چنابك الست سوسن؟!
الصقر محمحمًا :
-ايوه، ايوه، بس خليها لول تفوت على چماعتي ألا بعافية هي التانية.
همام :
تحت أمر چنابك.
ماجد بتساؤل :
-هي خيتك دكتورة؟!
همام بتفاخر :
كانها إكده، دي كبيرة الحكيمات في مشتشفى سوهاچ.
ماجد بلهفة :
طب يا خوي، ابجى جولها متنساش الست سوسن، الله لا يسيئك.
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
عند محمد بعد خروجه من الدوار أخذ يدور حوله إذ ربما يجد له مدخلاً آخرى غير هذا الذي خرج منه تواً حتى يستطيع الوصول إليها ولكن على ما يبدو لا يوجد مدخلًا آخر، فذهب حيث الحديقة الخلفية وجد شجرة كبيرة، فروعها تضلل بميل ناحية شرفة الغرفة التي أكدت هناء أنها تمكث بها، فعزم أمره على تسلقها خاصة بعدما ركض الحارس ناحية البوابة الأمامية عندما صدح بالجوار صوت بوق سيارة.
فعمد هو إلى صعود جذع الشجرة بخفة، متعلقًا بإحدى فروعها، يقفز داخل الشرفة برشاقة، ولحسن الحظ (طبعاً يعني 😂) وجد باب الشرفة مفتوحًا.
ولج إلى داخل الغرفة وجدها ناعسة هادئة، و قد انسدل شعرها الحريري إلى جانبها على الوسادة، تلك الوسادة الخالية وحلمه الآن أن يشغرها.
ساكنة نائمة في وضعية مثيرة، أطاحت بعقله، وقد انحسر عنها طرف عباءتها، لتظهر ساقيها البيضاء الغضة في مشهد تفننت ممثلات الإغراء في آدائه، ومهما برعن به لن يكون بهذه الجودة التي تؤديها صغيرته الفاتنة، مع الإختلاف كونها لا تتصنع فهي لا تعلم بصعوده الآن وبتلك الطريقة وإذا به…………
يتبع
👇👇👇👇
رواية رومانس كوميدي رواية وعد ريان بقلم أسماء حميدة الجزء 13 رواية عاطفية مكتملة