رواية قطرات الغيث بقلم فاطمة الألفي الفصل 1

الرواية حصري على موقع مجلة الأسطورة، ممنوع النسخ نظراً لحقوق الملكية الفكرية
قطرات الغيث
بقلم /فاطمة الألفي
عندما تغتال البراءه وتصبح قسوه القلوب واقعاً مريرًا نعيشه .
تتحجر القلوب وتشتد قسوتها لسلب نقاءها وعفتها .
من الجاني يا تُرا في مصير تلك الصغيره التي تتجرع مرارة القهر والظلم ؟
من يحجب عنها مفاهيم ومعتقدات مجتمعها القاسي؟


” الفصل الاول “

في صعيد مصر وبالتحديد بمدينه المنيا( عروس الصعيد .)
داخل احدي عائلات الصعيد البسيطه تتزين عروس صغير لم يتعدا عمرها السادسه عشر عامًا تدعي” شچن ” تقف الصغيره امام المرآه تتطلع لصورتها المعكوسه امامها بفرحه طفوليه ، تنظر لثوب زفافها الابيض بانبهار ، اقتربت منها والدتها تخفي معالم وجهها الطفولي وتواري بالوشاح الابيض ، ثم مالت علي اذن صغيرتها قائلا بحده : انتي دلوك كبرتي يا شچن وبجيتي في عصمه راچل تحافظي عليه وتسمعي كلامه زين واوعاكِ تزعلي منيكِ
هزت راسها بخفه مؤكده لحديث والدتها فلم تعي تلك الصغيره المعاناه التي سوف تقدم عليها الان ، سارت بجانب والدتها في هوداء لتلتقي بوالدها علي اعتاب غرفتها ، انحني منصور بجذعه ليقبل جبين صغيرته وتلألأت الدموع داخل مقلتيه حزنا علي فراق صغيرته ، تنهد بقله حيله وسحب كفها بيده ليسيرو سويا الي بهو المنزل .
في ذلك الوقت كان” غيث ” يرتدي الجلباب البيضاء والعباءه ويضع عمامته ويقف كالاسد ينتظر غرالته ليفترسها ، ينظر امامه بنظرات حاده كالصقر يقف بكل هيبه وثبات لم يتحرك له رمش وهو يطالع منصور يقبل عليه بخطوات مضطربه وبيده ابنته الصغيره ، وقف منصور في مقابلته وهتف بصوت يكسوه الحزن : مبارك يا غيث يا بني ، خلي بالك منيها انت واخد حته من جلبي
لوي ثغره بضجر وجذب العروس من مرفقها لتسير جانبا مودعه منزل عائلتها لتصبح جزءا من عائله “غيث عبدالرحمن زهران “
(الذي يبلغ من العمر ثلاثون عامًا ، طويل القامه ضخم البنيه ، شعره بني وعينان كغابات الزيتون ، ابيض البشره ولديه لحيه كثيفه وشارب )
اعتلي غيث جواده الاسود العربي ثم جذبها بخفه لتعلي الجواد امامه ويضمها غيث بذراعيه الصلبه ثم ضرب جواده بلين لينطلق الجواد الي حيث سرايا “أل زهران “
وقف الجواد امام السرايا لتعلو اصوات الزغارديد واطلق بعض الرجال الاعيره الناريه ترحيبا بقدوم العروس .
ترجل غيث اولا ثم التقط شچن من خصرها لتشهق بفزع ثم انزلها ارضا لتخطو بقدميها المرتعشتين ذلك المنزل الضخم المكون من ثلاث طوابق ،
تمكث عائله زهران بالطابق الاول والثاني اتخذه غيث منزلا له والثالث يخص شقيقه الاصغر ” حمزه “
وقفت زاهيه بالحديقه تستقبل نجلها بالزغاريد ، اقترب منها غيث يقبل كفها .
اما شچن فتسمرت مكانها وكزها غيث في كتفها ثم مال علي اذنها قائلا بصوته الغليظ : حبي علي يد أمك زاهيه
رفعت زاهيه الوشاح عن شچن لترا وجهها ثم التقطها بين احضانها وظلت كفيها تلامس ظهرها كانها تختر عودها وصلابتها ثم ابتعدت عنها
مالت شچن علي كفها تقبلها كما أمرها زوجها
تهللت اثاورها ثم نثرت بعض حبات الملح بالهواء وهتفت وهي تنظر لنجلها قائله :مبارك يا ولدي ، خود عروستك واطلع شجتك عاوزه اشوف البشاره
ثم عادت تطلق الزغاريد ، بعدما سحب غيث عروسته وصعد بها الدرج حيث الطابق الثاني ، فتح باب شقته ثم دلف لتدلف شچن خلفه وهي تسير علي استحياء ، دلف علي الفور لغرفه النوم وهي منساقه خلفه .
نزع عن راسه العمامه ثم العباءه البنيه الذي كان يرتديها اعلي جلبابه الابيض الصعيدي ، وظل يتطلع اليها
فقد كانت مثل العصفور المذعور وهي تطالعه ببنيانه الضخم فقد كان ضخم البينيه طويل القامه بجسد عريض ، يمتلك بشره بيضاء وعينان بنيه بنظرات حاده ولديه غمزه بذقنه ، وحاجبين معقودين وجبين واسع ، وشعر اسود قصير .
ظل غيث يتفرس ملامحها الطفوليه البريئه ، وجهها مستدير كاستداره القمر ولكن سمراء البشره بعينان عسليه صغيره وفم معقود وانف صغير ، فكل ملامحها صغيره ، كانها ملامح طفله في العاشره من عمرها ، نزع عنها حجابها لتزداد نبضات قلبها من فعلته ، وسحب خصلاتها لتنفرد علي ظهرها بعد ان فك ضفائرها فقد كان شعرها اسود كسواد الليل بسلاسل حريريه .
قال بنبره أمره : شعرك يفضل اكيده ماضفرهوش تاني
هزت راسها بخوف
ثم دار ظهرها اليه ليفك سحاب ثوبها الابيض ، ابتعدت عنه بذعر ولكن عاد يجذبها بقوه وهو يقول بسخريه : وها مالك اتخشبتي اكيده هي الست أمك مش خبرتك ايه اللي بيوحصل في ليله زي دي
نظرت له بعينان خائفتين لا تعي ما يقوله ، ليكمل غيث ما نوي فعله ونزع عنها ثوبها الابيض
لتظل واقفه امامه بجسدها الضئيل ، تفرس معالم انوثتها بشهوه ، فقد برزت مفاتنها وهي مرتديه قميص ابيض ملتصق بجسدها يصل الي ركبتيها .
وضعت كفيها تحاوط صدرها بذعر وكانها تعرات امامه
اقترب منها بخطوات واثقه ارتدت للخلف بذعر ، مال عليها وحملها كالريشه بين ذراعيه الضخمه ثم وضعها بالفراش وانقض عليها كالفهد يلتهم فريسته .
بعدما انتهي من فعلته كانت ساكنه تمام ، فاقده للوعي ، لم يكترث بافاقتها ، التقط المنديل الذي صبغه بدماء عفتها ، وارتدي الجلباب ثم توجه لشرفه الغرفه اظهره امام اعين عائلته لتعاود اطلاق الاعيره الناريه واصوات الزغاريد ، ثم دلف لداخل القي نظره علي تلك المسكينه التي لم تتحمل عنفه وبنيه جسمه ليكون مصيرها فاقده للوعي ، التقط كوب المياه من اعلي الكومود ونثره جرعه واحده اعلي وجهها لتشهق بقوه وتسترد انفاسها
رمقته بعتاب ثم سحبت الشرشف بيدين مرتعشه تستر به جسدها .
لم يبالي نظراتها وقال بصوت رخيم : مبارك يا عروسه
حاولت كبت دموعها من الافلات فهي تشعر بالأم مترفقه بانحاء جسدها ولكن جحظت عيناها باتساع عندما عاد يهتف بصرامه :

  • جومي حضري الوكل
    ارتجفت شفتيها قبل ان تهمس بصوت ضعيف مكسور : دلوك ؟ ثم اردفت قائله بألم : رچلي مش شيلاني
  • فزي جومي بلا جلع ماسخ
    هتف بصوت مضظرب : طب شوفلي حاچه البسها
    التقط علبه التبغ وزفر بضيق وهو يغادر الغرفه : مهملك الاوضه كلهاتها
    ثم صفع الباب خلفه بقوه لتجهش هي في البكاء وبعد عده دقائق تحاملت علي نفسها ونهضت من الفراش لتصرخ صرخه مكلومه عندما وجدت بركه دماء اسفلها ، دارت انظارها بالغرفه برعب ، لا تعلم ماذا تفعل
    عادت صرخاتها ولكن بصوت مسموع تلك المره ، ليركض غيث الي حيث الغرفه واقترب منها بضيق بسبب تلك الصرخات ، كان يهم بان يصفعها علي وجنتها لتكف عن تلك الافعال :في ايه بتصرخي ليه يا حزينه
    بانامل مرتجفه اشارت الي الفراش زفر انفاسه بهدوء ثم تطلع لها ببرود : وده يخليكي تصرخي يا مخبله
    ازدادت ارتجافت جسدها ونظرت اسفل قدميها بذعر فقد تلون جسدها بالدماء
    تطلع اليها غيث برهبه فقد كانت تنزف ، انتابه القلق حقا ، تركها وركض مفادره الشقه وهتف مناديا لوالدته لكي تصعد الي اعلي وترا ماذا حدث لزوجته ..
    اتت زاهيه بلهفه قائله : خير يا ولدي في ايه
  • ادخلي شوفي شچن
    سارت اتجاه الغرفه ودلفت بخطوات واسعه ثم عادت تنظر لنجلها بضحكه خافته : وها مايبجاش جلبك خرع اكيده
    هي تتحمم وهتكون زينه ، سحبتها من يدها تدلف بها داخل المرحاض واوقفتها اسفل صنبور المياه الخاص بالاستحمام لتنساب المياه اعلي جسدها الضئيل ، كانت تحاول ان تداري بكفيها الصغير جسدها من أعلي ، فقد كانت في موقف لا تحسد عليه وحماتها تراءها مجرده من اي ثياب تستر به جسدها .
    بعد لحظات اغلقت زاهيه محبس المياه وسحبت لها منشفه كبيره حاوطتها بالمنشفه ثم غادرو المرحاض ، تتلفت شچن حولها بعينان خائفتين، اجلستها زاهيه بالفراش ثم قالت وهي تربت علي ظهر الصغيره برفق : ما تخفيش يا بتي انتي بخير وده عادي بيحصل
    ثم جلبت لها ثياب واعطته اياه وغادرت الغرفه لتطمئن نجلها البكري
    تطلع لوالدتها بلهفه قائلا : كيفها يا امايا
    ضخكت بخجل وقالت : جولتلك مايبجاش جلبك رِهيف اكيده ، بتدلل عليك يا ضنايا ، اهملك انا دلوك ، تصبح علي خير يا ضناي
    اغلق الباب خلف والدته : وانتي من أهل الخير يا امايا

ودع والدته ثم عاد ادراجه لتلك الغرفه دلفها بخطواته الثابته ليجدها متقوقعه علي نفسها وجسدها يرتجف وتنظر له بعينان خائفتين ، تخشي تكرار فعلته ثانيًا
دنا من الفراش ثم تسطح جانبها وقبل ان يغمض عيناه لثم جبينها بقبله عاصفه وهتف بصوته الاشج : نامي
كانها تنتظر اشاره منه لتغمض عيناها فور هتافه ، حاوط جسدها الضئيل بذراعه ودثرها جيدا بالغطاء ، شعرت بالسكينه وذهبت في سبات ولكن لم تنم قريره العينين فظلت تنتفض في نومتها وكانها تصارع كابوسا ارهق منامها ، فتحت عيناها بذعر وانكمشت علي نفسها لتشعر بالام متفرقه بانحاء جسدها ووجدت ثيابها تلتخط بالدماء نهضت بلهفه تسرع الي المرحاض .

شعر بعدم وجودها فتح عيناه بحثا عنها ليستمع لصوت هديل المياه المصاحب لانين بكاءها المرير ، زفر بضيق وقرر مغادره الغرفه ولكن وقعت عيناه علي بركه الدماء ، انتابه القلق ، فنهض مسرعا يتفقدها ، فتح باب المرحاض دون ان يطرقه لتتسع عيناها بصدمه وهتفت متلعثمه وهي تكفكف دموعها خيفتا منه : أني أاا
اشفق علي حالتها ليشير اليها بالسكوت : أش
اقترب منها يغلق محبس المياه ثم وجد عباءته معلقه اعلي الشماعه ، جذبها بخفه ثم حاوطها بالعباء لتغطي جسدها باكمله ، وانحني بجذعه يحملها بخفه بين يديه وغادر بها المرحاض ،ثم وضعها بالفراش بعد ان القي بالمفرش المتسخ ارضا باهمال ، دثرها جيدا بالغطاء ثم هتف بالقرب من وجهها الملائكي قائلا : فيكي شي بيوچعك
تاهت في عيناه التي ترمقها الان بدفئ ، فبعد ان كانت تخاف وجوده تسرب اليها الشعور بالامان وهدءت رجفة جسدها وكان كلماته بلسم اطابت به جروحها
لاحت ابتسامه رقيقه جعله يتفرس ملامحها عن قرب ، اتته رغبه بالتهامها وبدا يلامس وجهها الناعم ويداعب وجنتيها برفق ، وفرد خصلاتها السودا الساحره التي مازالت مبتله واقترب من شفتيها الصغيره يلتهمهم في قبله ثائره .


هتف عبدالرحمن قائلا لزوجته : غيث كان رايدك دلوك ليه يا أم غيث
ضحكت برقه ثم مالت علي اذنه تهمس بصوت خافت ، ليهز راسه بخفه ثم هتف بجديه :خبري ولدك ياخد البنته بالهداوه ، هي لساتها عيله ازغيره
لوت ثغرها بحنك قائلا :ولم هي ازغيره منصور زوجها لولدي ليه ، كان سابها جنب خواتها ، اني والدي يشرف اي عيله
استطرد عبدالرحمن قائلا : يا حجه اني خايف علي البنته و
لم يكمل كلماته ليجد غيث امام راسهم قائلا بتوتر : الحجيني يا امايا ، البت جاطعه النفس
لطمت زاهيه صدرها ثم صاحت به : شوف حمزه خيك فين ، يشيع يجيب الست الحكيمه من دارها جوام
ثم سارت بخطَوات واسعه تصعد الدرج حيث شقه غيث اما غيث فبحث عن شقيقه لم يجده ، لذلك قرر الاتصال به من هاتف والده واخبره بضروره حضور الحكيمه لكي تتفقد حاله شچن ..

👇

الفصل الثاني

فكرتين عن“رواية قطرات الغيث بقلم فاطمة الألفي الفصل 1”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top