الرواية حصري على موقع مجلة الأسطورة، ممنوع النسخ نظراً لحقوق الملكية الفكرية
عند “عمران” و”نوران”
رفع “عمران” راحة يده الحرة يتلمس وجنتها من الجهة الأخرى بنعومةٍ ورِقَّة، يدير وجهها إليه، يتمتم بخفوتٍ:
-أبعد كل هذا الغياب، تبخلين عليَّ بنظرة؟!
اشتعلت عينها بغضبٍ، وهي تحاول السيطرة على استجابتها المخزية لما يبثه إياها هذا المحنك؛ لذا نفضت يده عنها بحدةٍ، وهي تقول بشيء من النفور:
-أنا لست خرقاء، أتحسبني بلهاء من دون عقل إلى هذا الحد وتريد أن توقعني فريسة بشباكك وسحرك الطاغي؟
همس عمران بتلهفٍ : – ليتكِ تفعلين!! جربي؟ أعدكِ لن تخسري.
هزت “نوران” رأسها برفضٍ، تقول بثباتٍ:
-لا أريد الدخول إلى حقل ألغام، وبعدها أعود لأندب حظي، لا أحب المجازفة.
ابتسم إليها “عمران”، يقول بحالمية، متغاضين عما نوهت إليه تواً، وهو يأسر نظراتها برماديتيه الساحرتين:
-أي ظاهرة أنتِ؟! كيف لكِ أن تكوني على هذا القدر من الجمال والفتنة؟!
-بل كيف اجتمعت هاتين العينين الزرقاوين مع تلك الخصلات السوداء الحالكة وكذلك تقسيمات وجهك الجميل الذي يخجل القمر من أن يسطع في سماء أنتِ تستظلين بها؟!
-كيف بالله عليكِ؟!
أجابته “نوران” بسخريةٍ مصطنعة، محاولةً ألا تنجذب إلى مجاله:
-بنفس الطريقة التي خُلِقْتَ عليها أنت، ووهبك الله بها هاتين العينين اللتين تتعقبان كل شاردةٍ وواردة.
رفع يده مرة أخرى ضاغطًا برفق على طابع الحسن خاصتها المزين لذقنها، يقول متجاهلاً عن تعقيبها الساخر:
-المهم أننا قد اجتمعنا من جديد وسنعيش كعائلة سعيدة “نوري”؟
قالها والإصرار يطل من عينيه وكأنه يتحداها أن تبتعد عنه، بينما أجابت على تحديه بعنادٍ مماثل وهي تقصي يده عنها مبتعدة بضعة إنشات، تقول بامتعاضٍ:
-لا تناديني هكذا!
راودته الأفكار حول “أيمن” ذاك الغريم المجهول، وهذا عندما طالبته مسبقاً بالكف عن إلحاق ياء الملكية العائدة إليه باسمها، وها هي تكرر مطلبها الآن؛ لذا لم يتمالك حاله.
إذ توقف عن السير يعترض طريقها حتى أصبح قبالتها مباشرة، وامتدت يده التي لامست ذقنها بنعومةٍ توًا، ليقبض على خصلة من شعرها، يجذبها بخشونة وداخله يموج بالغيرة، فمالت إليه عنوة، تكتم شهقت ألم.
“عمران” بفحيح، وأعينٍ تطلق شرار يخفي به مرارة اليأس:
-لِم نوري؟!
-دوماً ما كانتْ يائي مبغاكِ!! ألا تذكرين؟!
-أم مشاحناتكِ الآن كون عريس الشئوم لم يحضر؟!
-اخبريني؟! هل ترغبين بحضور “أيمن”؟! بإمكاني ترتيب ذلك في التو واللحظة.
دهشة تعدت حدود المعقول خارقة سقف سماء المُجون، وداخلها يستهجن ولا تعرف ماذا أصابه؟! ولا بمَ يلعي دون ترابط!! وما علاقة هذا بذاك؟! ولكنها لم تستفسر وإنما تطلعت إليه تبتسم بتهكمٍ، وهي تقول:
-لا “موري”.. أنا لا أبحث عن المتاعب.
“موري”!! “عمران”!! أي شيء تخصه به ويخرج بتناغم من بين شفاهها يكاد يُوقف قلبه عن القيام بوظائفه الحيوية.
لانت قبضته على خصلاتها ولكنه لم يفلتها، بينما سلط بصره على شفاهها المغرية، ونظرات الغضب والغيرة استحالت إلى اشتهاء وهو يبتلع بصعوبة وكأنه يبغى رشفة من شهد “نوره” ليروي جفاف حلقه ويُحيي قلباً تشقق من إجحافها.
“عمران” بتوسلٍ : – “موري”؟!
مررت تلك الماكرة طرف لسانها ترطب شفتيها فزاد بريقهما، ولم تجبه بل اكتفت بإيماءة إيجاب تأكد بها ما استمع إليه، فتمتم وقد زادت حالته سوءًا : – عيديها؟
معذبة قلبه تعلم بالفطرة كيفية إبراز مشاعر كان يظن أنه المتحكم بها، إذ لاعبته بطريقته، فكما أوصل شعور اشتياقه إليها دون صوت، أخذت تحرك شفاهها بما أراد وهي تتفنن في نطقها:
-“موري”.
حبس “عمران” شفته السفلى بين ناب وقاطع، وهو يسبل أهدابه بانتشاء، وگأنه يحفظ تلك اللقطة بألبوم صوره في الذاكرة، متنهداً بلوعةٍ، وهو يقول:
-لك الله يا “عمران”!! ستُجن عما قريب!!
“نوران” بغنجٍ محبب:
-لا تقل هذا وتشعرني بالذنب… لن أعيدها ثانيةً؛ كي لا تغضب.
زئير رفض أطلقه “عمران” من بين ضلوعه وهو يقول بصبوٍ : – لا!! لا تكفي عن قولها بالله عليكِ.
-تقولين أنكِ لا تبحثين عن المتاعب…….
قاطعته تقول بإقرار : – أجل!
أضاف بأنظار زائغة تتأمل وجهها بولهٍ:
-لستِ بحاجةٍ للبحث، فالمتاعب تلاحق مَن يدنو إليكِ دون استهداف….. أينما كنت…. حالما تقع الأبصار عليكِ تتشكل المتاعب.
رفعت “نوران” كلا يديها؛ لتحرر شعرها القابض عليه ولم تحيد بنظراتها عنه، بينما أغمض عينيه يستشعر ملمس يديها الناعمتين على ظهر راحته، فخارت قواه، مفلتا شعرها دون أدنى جهدٍ منها، بينما أردفت “نوران” تقول بنبرةٍ ساخرةٍ معقبةً على آخر ما قال إذ أن مقولته جاءت بصيغة المجهول ولم يُشر إلى حاله:
-كنتُ أحبذ لو أنني تمكنت من جعلك تلاحقني، ولكن من الواضح أن رؤيتك لي تثير أعصابك.
اتسعت حدقتيه عجبًا، وهو يفرج عن أهدابه فهو لم يتصنع ولم يتكلف، وللوهلة الأولى ظنها قد أدركت ما به بذكاء فتيات هذا العصر، ولكن على ما يبدو أن صغيرته لا زالت تحتفظ ببراءة مشاعرها، لذا قهقه يقول من بين ضحكاته:
-وأي إثارة!!
اغتاظت نوران لسخريته منها وقد اتضح هذا جلياً على ملامح وجهها العابسة، فأضاف:
-بالرغم من أنكِ جميلة في كل حالاتكِ، ولكن تقطيبة الجبين هذي لا تليق بك.
-هلا منحتيني بسمة من شفاهكِ الوردية؟
ناظرته “نوران” بحاجبٍ مرتفع بدهشةٍ مصطنعة، تعقب باستخفافٍ:
-لقد ظننتك تزدري ابتسامات النساء وتوددهن إليك!!
“عمران” بملاوعة:
-ليس كل النساء، فأنت بالنسبة لي غير، لا تنسي أنني أعرفكِ منذ أن تفتحت عيناكِ على مباهج الحياة، حتى وإن كانت تصرفاتكِ المستحدثة وكلماتكِ الجافة تسوءني.
جابهته “نوران” برأسٍ شامخٍ، تقول:
-ربما سأفكر بتغيير بعض من تصرفاتي حتى لا تشعر بالسوء.
لاحظت “نوران” إنتشاءه لما قالت ظناً منه أنها تستجيب إلى ما يرضيه، وتبحث عن سُبلٍ لكسب وده، فأضافت داحرةً لآماله:
-ربما!! لستُ متأكدة بعد.
“عمران” مداعبًا شحمة أذنه بفتور؛ إثر استماعه لجملتها الأخيرة:
-أتعلمين؟ عندي بعض الأفكار قد تساعدكِ على ذلك، هل ترغبين بسمعها؟
“نوران” بعدم اهتمام مفتعل : – لا بالٌ لي الآن، ربما لاحقاً.
زفر “عمران” بإحباطٍ، يقول بخيبة:
-كما شئتِ، لقد بذلتُ ما في وسعي، ولكن الظاهر إنكِ لا زالتِ طفلةٌ شرسة لم تُروَّضي بعد!!
ابتسمت “نوران” بتهكمٍ، مردفةً : – اضحكتني!!
“عمران” بتحدٍ واضح : – اضحكتك!!
-مسكينة “نوري”، عليكِ أن تحذري الفترة القادمة، وتماسكي فعليكِ مواجهة مستجدات هذه الزيارة بنفسكِ.
-“عمران السوالمي” لا ييأس.
“نوران” باستفزاز، راسمةً على ثغرها ابتسامة باهتة:
-يمكنني مواجهة أي شيء، ما دامت غير مضطرةٍ لتحملك.
“عمران” ببرودٍ أغاظها : – أنا أيضاً لستُ متأكداً، وعليكِ أن تتوقعي أي شيء.
رفعت “نوران” يدها بارتباكٍ، تزيح بعضاً من خصلاتها الحريرية التي انسدلت على جبهتها لتزين جانب وجهها، فسبقتها يد “عمران” يقبض على رسغها، قائلاً بأمر:
-دعيها؛ فهيئتكِ هكذا تسلب الأنفاس.
هذا الهمجي مرهقٌ حقاٌ!!
هذا ما دار بخلدها قبل أن تحاول تخليص رسغها الذي أحكم قبضته عليه ولكنها فشلت، لذا اتجهت إلى سلاح آخر، وهي تقول بنفورٍ مصطنع : – وما دخلك أنت!! لا تنسى حالك.
-ورغباتك المقززة ليست فرضاً عليَّ.
شد “عمران” على معصمها بقوةٍ آلمتها، وهو يجذبها إليه بخشونة، ومن يراهما من بعيد يظن أنها من بادرت بالتقرب إليه.
“عمران” بأعينٍ مستعرة، وهو يجز على أنيابه بغيظ، يقول من بين شفاهه المزمومة گخطٍ رفيع : – من الواضح إنكِ قد نسيتِ مَن هو “عمران” يا صغيرة.
-والآن اسمعيني ما قلتِهِ مرةً أخرى؟
قالها وهو يثقل راحة يدها الممسك بها إلى صدره بقبضةٍ كالملزمة، فأجابته بعناد:
-بداية غير مبشرة!! ماذا حل بك uncle “عمران”؟!
-وما الذي تحاول الوصول إليه؟!
-أنا حقًا لا أفهمك!!
إذا ظنت أنها بذلك ستجعله يفلتها، فهي مخطئة تماما، ولو اعتقدت أن تحديها له سيجني ثمارها، إذاً فلا علم لها بما قد تؤول إليه الأمور، إذ آنَ إليها بشكلٍ مخجلٍ، وهو يهدر فيها بحدة ورماديتيه تدق بهما أجراس الخطر، يناظرها بتحذير : – “نوراااااان”!!
تلفتت “نوران” حولها بحرجٍ؛ إذ باتت بموقفٍ لا تحسد عليه، تقول بالتماسٍ:
-“نادين” قادمة من على بعدٍ وتنظر باتجاهنا.
-افلتني “عمران” بالله عليك، ودعنا نكف عن الشجار الآن رفقاً بها.
أفلتها “عمران” بتمهلٍ، وهو يبتعد على مضض قائلاً بامتعاض، قبل أن يتنحى عن طريقها:
-لكِ ما أردتِ؛ على كلٍ الأمر ليس مهماً الآن، فلا زال أمامنا متسعٌ من الوقت.
-هيا اسرعي إلى المنزل، وبعدها سنرى ما إذا كانت “نادين” قد أورثتكِ بعضاً من سحرها، أم سأُعاني حتى أبرز أفضل ما لديكِ.
لوت “نوران” ثغرها تقول بفتورٍ:
-وما حاجتكَ للمعاناة؛ فقد ظننت أن غنج النساء يثير أعصابك.
-صحيح؟
-أتحداك أن تنكر، فأنا متأكدةً من ذلك.
كان يتابع سيره بتمهلٍ، وهما يتحدثان، فانتبهت أنها تتبعه دون إدراكٍ فهذا ال “عمران” يبدو گالمغناطيس الذي يجذبها بقوى خفية إلى مجاله.
التفت “عمران” برأسه إليها، يرمقها بنظرةٍ متطرفةٍ، يقول : – يبدو أنك تفهميني جيداً؟!
ردت إليه النظرة بأخرى واثقة، معقبة:
-بالطبع عزيزي… أنت لستُ غامضاً إلى هذا الحد.
أومأ إليها “عمران” باستحسانٍ، قائلاً:
-لن أُنكر إذاً، نعم أنا لا أميل إلى مداعبات النساء، ولكنني بت أرى أنها في بعض الأحيان قد تكون ممتعة ومثيرة.
قالها “عمران” وهو يتفحص وجهها بإمعان فهي المعنية بتعقيبه الأخير فإذا أراد أن تتودد إليه إحداهن ف”نوره” هي المراد، ولكن على الجانب الآخر فبالنسبة إلى “نوران” قد أخذ حديثه مساراً آخر.
لذا تسائلت “نوران” بشيء من التوجس متمنيةً أن ينفي ما راودها من أفكار:
-هل “ليلى” تجيد الغنج والمداعبة؟
قلَبَ “عمران” عينيه بضجرٍ؛ فعلى ما يبدو أن تلك الصغيرة لا تعتمد التلميحات، فأجاب بإيجازٍ:
-ومن أتى على ذكر “ليلى” الآن، ولكن ما دمتِ قد تطرقتِ إليها فعليَّ أن أخبركِ بأنها لا تجيد شيئاً سوى اللغو والثرثرة.
بالرغم من أنها سعدت لرده هذا، إلا أنها أردفت تقول باشمئزازٍ تضامنًا مع إحدى ضحايا سحره من بنات جنسها : – كم أنت قاسٍ وغليظ!!
طرق “عمران” كفاً بآخر، وهو يهز رأسه باستياءٍ، يقول:
-لا حول ولا قوة إلا بالله!! ماذا بكِ أنتِ؟!
-هذا رأيي الشخصي بها؛ فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
-كما أن هذه هي الحقيقة.
حدجته بتقززٍ، معقبةً بنفور : – سلع!! النساء بنظرك سلع!!
-أنت لست قاسٍ وحسب، بل متعجرفا أيضاً!!
“عمران” بتسلية : – حقاً؟! ولماذا؟!
“نوران” باستدراجٍ:
-لأن “ليلى” كما سمعت مغرمةٌ بك، ويجب عليك أن ترأف بقلبها الذي وقع لعنجهيٍّ مثلك لا يعبئ بتعاسة الآخرين.
توقفَ فامتثلت بدورها كالدمية، ومن ثم فرك “عمران” راحتيه معاً، يقول وهو يجاريها بالحديث، متجاوزًا أخطائها المستمرة، ولكنه سينزل بها عقابه دفعةً واحدة:
-هلا أخبرتني ما الذي يتوجب عليَّ فعله تحديداً؟
“نوران” وبالكاد يطاوعها لسانها، فبدلاً من أن تصيده صادها ووضعها بخانة اليك، أرادت النفي فطالبها بالحل من وجهة نظرها، فأردفت تقول بتوجسٍ:
-الزواج منها، فبأي حال “نادين” تقول أن الأرض والأملاك بحاجةٍ إلى وريث؟!
حدقها “عمران” بتقييم، يهز كتفه بعدم اهتمام يواصل مسيرته إذ لمح “نادين” تقترب وهو يريد المزيد من الوقت المستقطع للانفراد بها، فحتى مكابرتها يفتقدها، يرى اللوعة بعينيها وهذا شيء أراحه قليلاً، ولكن تضليلها لما يمليه عليها قلبها يباعد المسافات بينهما ومن أول لحظة.
يعلم أنها كانت تتابعه في بعدها عنه، لذا كان ينشر صوره على حسابه الشخصي بالإنترنت؛ يشفق عليها من قسوة الاشتياق، فمنذ أن أرسلت إليه طلب صداقة من حساب باسم مستعار، وهو يعلم أنها هي.
حدسه أنبأه بذلك.
ولكن للآن لا يعلم ما إذا كانت قد تعمدت هذا أم لا!!
إذ سمَّت حالها على الحساب الوهمي “الملاك الصغير”!! نفس تاريخ الميلاد!!
و”سالي” ابنة الحج “حسين” صديق مشترك بينهما، وهذا ما علِمه بعد أن قَبِل طلب صداقتها؛ إذ كانت تحجب عنه قائمة الأصدقاء وبالرغم من عدم تفاعل “سالي” على محتواها، حيث أن الحساب لم يكن فعَّالاً؛ فملاكه الصغير قد أنشأه بغرض المراقبة لا التواصل.
إلا أن المنشور الوحيد المتضمن لصورة إحدى المطربات الأجنبيات المفضلات ل”نوره” والتي جعلتها صورة للملف الشخصي قد نال استحسان “سالي” فأبدت إعجابها به، ولولا هذا ما تأكد مما كان يراوده من شكٍ ظل يخالجه لأيام وشهور.
وتعقيباً على كلمة “الوريث”، مال رأس “عمران” إلى جانبٍ واحد، يقول مدعياً التفكير:
-أليس باكرًا أن أفكر بمَن سيرثني؟!
-طبعاً الأعمار بيد الله، ولكن أتعتقدين أن هذا سبباً كافياً لأتزوج من “ليلى”؟!
“نوران” بانجرافٍ:
-بالطبع لا، إلا إذا كانت فكرة الإنجاب حاجةً ملحةً لديك، فقطعاً أن تريد أطفال، أليس كذلك؟
أومأ “عمران” بالإيجاب يقول:
-طبعاً أرغب في ذلك، ولكنني أريد أيضاً امرأة مناسبة أحبها وارتاح لعشرتها.
عقبت نوران بهزئٍ : – انظروا مَن يتحدث؟! وعلام؟!
-“عمران السوالمي” يتحدث عن الحب؟!
ابتسم “عمران” مطرقاً رأسه خجلاً مما سيقول، ولكنه يرغب في إذابة الحواجز بينهما، وبالرغم من كرههِ للباغيات إلا أنه يرغبها غير متحفظة، يريد أن تكون فتاته اللعوب، لذا أردف يقول بوقاحةٍ:
-نعم أتحدث عن الحب، حتى وإن كنتِ تريني رجلًا بلا قلب، إلا أنني لن أتزوج بحثاً عن النسل والجنس فقط..
تخضب وجه “نوران” بحمرةٍ قانية؛ إثر خجلها الشديد مما قاله هذا الصفيق على غير عادة، وأشعرها بانتفاضةٍ غاضبة لجرأته الزائدة، تقول بعصبية مفرطة:
-اللعنة!! كلما وقعت عينايَّ عليك تنتابني رغبة عارمة في تسديد لكمة إلى وجهك.
“عمران” بحاجبٍ مرفوع:
-لا أعتقد أنه بإمكانك فعل هذا أيتها القطة المتوحشة!
“نوران” عاقدةً ذراعيها أمام صدرها، تقدم ساقاً عن الأخرى، قائلةً بقوةٍ واهية:
-لو استمريت على وقاحتك تلك، لا تندهش عندما أقم بمحاولة عما قريب.
“عمران” بتحذيرٍ:
-تذكري ما حدث عندما حاولتِ سابقاً وأنتِ ستتراجعين عن الفكرة، صدقيني؟
أشاحت “نوران” بوجهها عنه، تقول بعدائية ما إن أتى على ذكر ما حدث بآخر لقاء بينهما:
-لم أنسى لأتذكر.
-للأسف هناك بعض الناس يرونك بطلاً وقدوة، وذلك لأنهم يجهلون الوجه الآخر لكبيرهم.
اقترب، يقول بنبرةٍ أشبه بالتهديد:………..
ترى ما الذي ترمي إليه “نوران”؟
#رواية_واحتسب_عناق بقلم #الأسطورة_أسماء_حميدة
👇