عند كبير ناسه “عمران السوالمي” وصغيرته المشاكسة “نوران”، إذ عاود سؤالها وداخله يعتمل بغيرةٍ محرقة:
-“أيمن”!! وهل هناك غيره؟!
“نوران” وقد أعجبتها اللعبة فتمادت:
-ربما، بجميع الأحوال هذا شيء طبيعي.
-أليس كذلك؟
إلى هنا وكفى!!
ما عاد للحلم معنى، إذ ضغطت قدمه لا إرادياً على مكابح السيارة التي تأرجحت إلى الأمام بحدة، ومن ثم أصدرت صوتاً مزعجاً لترتد إلى الخلف فجأة مطيحةً بعربةٍ يدوية محملة بأقفاص الخضار لأحد الباعة الجائلين.
أغمض “عمران” عينيه ضاغطاً جفنيه بعصبية مفرطة، وهو يضرب على المقود بقبضته المتكورة عدة مرات بحنقٍ بالغ، ولسانه يزلف متمتماً بسبابٍ نابٍ لم تستطع كلاً من “نادين” و”نوران” تفسير سوى القليل منه، وما فُسِّر مصيبة في حد ذاته، إذ توحي بأن قائلها على وشك ارتكاب جريمة أو ما شابه.
الحالة التي عليها الآن جعلت كل واحدةٍ منهما تنكمش على حالها في مقعدها.
استغرق الأمر بضعة لحظاتٍ قبل أن يتمكن “عمران” من كبح ثورته يختزن نشيب اندلاعها بصدره، ومن ثم ضغط بإصبعه على زر انزال زجاج النافذة الخاصة بالباب المجاور له، يطل برأسه من خلالها، منادياً بصوتٍ خشن يحمل بعض من الجدية:
-“حسن”.
وعندما لم يأته رد، بالغ في رفع تردد نبرة الصوت، يعاود النداء بغلاظةٍ:
-“حسسسسن”!! ألا تسمع يا أصم أنت؟!
هرول إليه شاب في منتصف عقده الثاني ذو ملامح وجه تُصنَّف تحت بند الوسامة الرجولية ذات المعايير الغربية بعينيه الخضراوين وشعره الكستنائي ولحيته البنية الخفيفة، وبالرغم من ملابسه البالية إلا أنها لم تُخفي دقة تصوير الملامح وتنمقها.
“حسن” بخنوعٍ بعد أن دنى إلى النافذة المفتوحة:
-ها أنا ذا يا كبير، أوامرك؟
ومن ثم اتجهت عيون هذا الشاب إلى مَن برفقة “عمران”، ولكنها استقرت بالأخير على حسناء المقعد الخلفي يناظرها بإعجابٍ شديد، مما أغضب سيده المُثار من الأساس.
وإذا ب “عمران” يفتح الباب المجاور له فجأة وبحدةٍ متعمداً أن يَصطدم بعنفٍ بساق متبجح النظرات هذا، الذي تأوه بشدةٍ يتراجع خطوتين إلى الخلف، وهذا كان ما ابتغاه “عمران” أن يبعد أنظار “حسن” المتفرسة عن صغيرته.
ترجل “عمران” من السيارة وعلى ما يبدو أنه قد وجد مَن يصب عليه كامل غيظه، إذا أمسك بتلابيب جلباب هذا الشاب، يدفعه إلى الخلف مجبرًا إياه على المزيد من التقهقر بحماية لمَن يغار عليها من نسمة الهواء إذا مرت بجانبها.
ولكن قبضته تجمدت على ما تمسك به بل جسده بأكمله تسمر بأرضه، وبدأت كل عضلة به في التشنج عندما استمع إلى صوت انزلاق زجاج إحدى نوافذ السيارة، ومن ثم صدح صوتها العذب تقول برقة قصدتها:
-“عمران”!! اهدأ!! ما بك؟!
أغمض “عمران” عينيه يتلذذ بسماع اسمه يتردد من بين شفاهها الشهية وبتلك النعومة، إذ أثلجت فعلتها هذه ما به من نيران، ولكن هيهات فقد عاودته موجة غضبٍ أشد؛ ريثما تمتم السفيه “حسن” بالآتي، وهذا ما جعل الكبير يفتح عينيه على وسعهما:
-بسم الله ما شاء الله، تبارك الرحمن.
-هل يوجد مثل ما أراه؟! إنها فتنة تمشي على ساقين!!
كفَّ “عمران” يده عن ثياب هذا البائس، قابضاً بيمينه على فك الآخر بقوة، رافعاً رأسه لأعلى حتى أنه اصطدم بحائط المنزل الذي خلفه وذلك ما إن ضبطه “عمران” وهو يسترق النظر إليها من أعلى كتفه بعد أن شب على أطراف أصابع قدميه الحافيتين.
“عمران” بفحيحٍ:
-هل جرى شيئاً لعقلك يا عديم التمييز أنت؟!
-كيف تجرؤ أن تمعن النظر بخطيبتي ومَن معها؟!
“حسن” بهلعٍ، وهو يتمتم بكلمات غير مترابطة:
-العفو والسماح يا كبير.
-لم أكن أعلم أنها تخصك إلى هذا الحد.
“عمران” ولا زال على حاله، ولكنه أبى أن ينطق اسمها أمام هذا الوغد، الغريب عنها، فجاء أمره التالي دون تخصيص:
-ادخلي رأسك، واغلقي تلك اللعنة.
ومن ثم وجه حديثه إلى “حسن” يقول بوعيد:
-أي ما كان، وحتى لو لم تكن تخصني إلى هذا الحد الذي لم تتبيَّنه بِغُشمك.
هل مسموح لك أن تتفرس بحريم برفقتي أيها الأحمق؟! نهارك الطويل هذا لن يمر.
قالها وبعد أن كان قد استدعاه ليعوضه مالياً عن الضرر الذي لحق ببضاعته التي افترشت الأرض، إلا أنه تصرف على نقيض ما كان يضمر إذ أرجع رأسه إلى الخلف يحط بجبهته أعلى عظمة أنف هذا المخبول ما بين حاجبيه تحديداً، لترتطم رأس “حسن” بقوة مرةً أخرى بالجدار وراءه، وتفجرت الدماء من فتحتيّ أنفه، وكذلك سالت أخرى من جرح غائر في مؤخرة رأسه.
رفع “حسن” كلا راحتيه يتحسس موضع الإصابتين، وقد غامت الرؤية لديه، وما إن رأى منظر الدماء وهي تسيل على أصابع يديه حتى تلاشى الضوء وسحبته دوامة العتمة غارقاً في نوبة إغماء.
إذ سقط جسد “حسن” أرضاً أسفل حذاء هذا العتي الذي ظل يؤنب حاله على ما حدث، وللآن لا يصدق أنه أَقْدم على هذا الفعل الأخرق.
زفر “عمران” بحنقٍ، وضميره الحي أبى أن يترك هذا المكتوم أرضًا؛ فدارت عينيه في المكان حوله، فوجد أن هناك عددٌ لا بأس به من المارة قد تجمهر على بعدٍ، ولا أحد لديه الشجاعة ليسأل عما حدث بل ليقترب فقط، كلٌ واقفٌ بعيداً على مسافةٍ آمنة.
أشار “عمران” إلى رجلٍ بعينه، فأسرع إليه يعدو ملبياً الأمر، ولكن ما إن آن إلى مكان الواقعة حتى تكرار نفس المشهد المبتزل، فتلك التي تلقت الأمر السابق قد ادخلت رأسها بالفعل، ولكنها تجاهلت أمر إغلاق النافذة، وإلا كيف ستكون “نوران” إذا تخلت عن عنادها!!
لن تنكر “نوران” أن السبب وراء عدم استجابتها ليس فقط التعنت وإبراز عدم الطاعة بل رؤية هذا الهرقل وهو على تلك الحالة من الغضب المدمر أعطته هالة من القوة والفحولة التي أغوتها للمتابعة عن كثبٍ، إذ بدا كأحد المصارعين الذين يمارسون رياضة قتال الشوارع أو كواحدٍ من زعماء المافيا الأشداء.
وكما بدر من “حسن” كان هو الحال مع المتقدم بعد إشارة الكبير، الذي توجه ناحية النافذة خاصتها، يميل بجذعه نحوها، يقول بحدة أو هذا ما ظنته ولكن لو تعلم كم من الجهد قد تطلبه ليبدو رتم صوته بهذا الهدوء النسبي مقارنةً بما يشعر به الآن، لرق قلبها له مؤازرة لتلك الحرب الطاحنة التي تدور بعقله، ونارها التي تنهش دواخله بقسوةٍ كوحشٍ كاسرٍ لا رادع له.
“عمران” بعصبيةٍ:
-ألم تستمعين لما قلته؟!
-لِمَ لم تغلقي النافذة؟!
-هل عليَّ أن أقتل كل رجال البلدة بسببكِ أم ماذا؟!
رمشت بأهدابها في براءة جعلت الكلمات تقف على طرف لسانه، وعليها قد فتح الباب الخاص بها يضغط على زر النافذة ليغلقها صافقًا الباب بحدة، إذ لم يكف هذا الأرعن الآخر من التحديق بها ولم يأخذ عظة من قرينه الملقح أرضًا، ولكن كان على “عمران” أن يلتمس له العذر؛ فإذا عُرِف السبب بطل العجب، وإنما حتى لحظتنا هذه فالسببب غير معلوم.
لذا التفت “عمران” بكامل جسده ليحط بقبضة يده المتكورة على الجانب الأيمن لوجه الرجل بقوة كالمطرقة، يعيد هيكلت معالم وجهه حتى أن مَن كان على بعدٍ، استمع إلى صوت تهشم أسنان عديمي العقل هذا.
وبإشارة للمرة الثانية لأحدهم الذي اقترب بعد أن ألقى “عمران” حفنة من النقود أخرجها من جيب منطاله على جسديّ المُسجيْن أرضًا، وهو يفتح باب السيارة ليستقلها مصدراً أمراً للقادم كان مضمونه:
-خذ هذين البغلين إلى المشفى.
قالها ومن ثم انطلق قبل أن يُهشم جمجمة الثالث ولكن الله ستر، وذلك عندما وآتته فكرة إغلاق النافذة وإلا كان قد تكرر المشهد للمرة الثالثة على التوالي.
“نادين” بتساؤلٍ:
-لِم حدث كل هذا؟!
ألقى “عمران” نظرة على صاحبة العينين الزرقاوين القاتلتين، ولم يُجب، بينما ردت “نوران” تقول بتسليةٍ:
-على ما يبدو أن هذا ال “حسن” ذو الأعين الخضراء قد أساء الأدب مع خطيبته ل “عمران”.
إذاً فقد استمعت مشاكسته لما دار بينه وبين الآخر قبل المعمعة، ولكن هل تحققت من لون عينيه؟! هل لفت انتباهها إلى هذا الحد؟! .
“نادين” بتفاجئٍ وخيبة:
-ماذا؟!
-هل عقدت خطبتك على إحداهن ولم تخبرني؟!
انعقد لسان “عمران” ولم يسعفه الرد لذا قرر تجاهل الأمر، إذ أردف يقول:
-لا.. لم يحدث شيء كهذا، فعلى ما أعتقد أن “نوران” قد أخطأت الفهم.
-على أية حال دعونا مني ومن خطيبتي المزعومة تلك، واخبريني عن “أيمن”؟
-بإمكانكِ أن تفصحي لي عن أفكاركِ يا “نوري”.
هزت “نوران” كتفيها بدلالٍ، تقول:
-لا زلتُ أفكر، ولم أتخذ قراراً بشأنه بعد.
-على أية حال إذا احتجت للنصحية سأستشيرك.
-ولكن لدي تحفظ بخصوص موضوع “نوري” هذا.
“عمران” بغيظٍ مكبوت؛ معنى أنها لازالت تفكر في الأمر فهذا ينطلي على إمكانية قبول عرض هذا ال”أيمن” بالزواج، فسألها مستفسراً:
-ما هو؟!
“نوران” باستياءٍ مصطنع:
-لا أعتقد أن “أيمن” أو غيره قد يُعجب بفكرة ياء الملكية خاصتك التي تُلحقها باسمي!!
“عمران” مدعيًا البرود، وداخله يغلي كآزن الشمع المنصهر:
-لا والله؟! وهل هذا يعني أنكِ تميلين إلى الموافقة على الزواج به؟!
-أنا حقاً لا أعرف لِم العجلة!! هل ستتزوجين من أول شخصٍ يتقدم لخطبتكِ أم ماذا؟!
-على ما أعتقد أنه سيتهافت عليكِ الخُطَّاب، وحينها يمكنكِ انتقاء من بينهم مَن تشائين.
“نوران” بخجلٍ مصطنع:
-أتوق لذلك.
-كما أن “أيمن” لم يكن أول عريس، فلقد سبقه آخرون.
“عمران” بغيرةٍ مكبوتة:
-وهل سيادتكِ تذهبين إلى الجامعة لتدرسي أم لتصطادي العرسان؟!
لم تُجب، وليتها قد فعلت عوضاً من أن تشير إليه في المرآة بأصبعيها السبابة والوسطى كعلامة الاثنين، وذلك بالرغم من أنها أبعد ما يكون عن ذلك.
“عمران” بضيقٍ : – ضيقة الأفق!!
-كنتُ أعتقد أنكِ بلغتِ من النضج ما يجعلكِ تحافظين على بكر مشاعركِ من أجل الرجل الذي يستحقكِ، ويكن جديراً بأن تُقرني اسمك باسمه!!
“نوران” بسفورٍ:
-تفكيرٌ رجعي، ولكنني سآخذ نصيحتك بعين الاعتبار.
تدخلت “نادين” قائلة وهي تقلب عينيها بمللٍ:
-ألن تنتهي مناقراتكما أبداً؟!
-ألا تريان أنه لا زال الوقت مبكراً على بدأ معارككما الحامية؟! لِم العجلة؟!
تمتم “عمران” بصوتٍ غير مسموع، يقول بصبيانية طائشة:
-عن أي وقت تتحدث؟!
-لم يمر على وصولها إلى البلدة ساعة واحدة، وكدتُ أن أقتل اثنين من رجالي بسببها!!
بينما أجابت “نوران” بمداعبةٍ:
-إطلاقاً أمي.. قطعًا لن نختلف أنا و”عمران”، فهو يحن فقط للقيام بدور الرجل الخشن فارض السيطرة، أليس كذلك “موري”؟
“عمران” بهمسٍ لا يسمع : – اللعنة!! “موري” خاصتك قد يفقد تعقله في أي لحظة، وستكون العواقب وخيمة.
ومن ثم رفع صوته يجيب بعد أن غمز لها بعينه في المرآة، يرد على دلالها له بآخرٍ مقصود وليس بسخريةٍ كما فعلت هي:
-بالطبع يا ملاكي، فأنا دوماً السيء في رواية أحدهم
“نوران” بحنين:
-لك زمنٌ طويل لم تناديني بهذا اللقب!!
“عمران” بصدقٍ هائمًا:
-لقد خلقت الكلمة لتصفكِ “نوري”
ومن ثم استفاق على حاله، وهو يضيف:
-هذا إذا تغاضينا عن هاتين المقلتين المتقدتين بالعناد.
-والآن اذهبا إلى الداخل كفتاتين مطيعتين، وريثما أنتهي من عملي وأعود إليكما سأفيض عليكما بالاهتمام والعناية.
قالها وهو يُوقف السيارة متعمداً خارج بوابة المزرعة ليتثنى له التحدث إليها ولو لدقائق قبل أن يرحل؛ فشوقه البالغ إليها فاق كل طاقة لديه للصبر على لقاءٍ انفرادي قد يتأجل لعدة ساعاتٍ.
وذلك عندما لمح السيدة “سلوى” وهي تقف عند البوابة الخاصة بمزرعتها في توقيتٍ مواتٍ بالثانية، وذلك بمحض صدفة مرتبة بالملي وگأن القدر تحالف معه هذه المرة؛ فقطعًا لن تفوِّت “نادين” و”سلوى” فرصة لواصلة نميمة مختصرة حتى نهائي مجلس ستتناولان فيه سيرة الأقارب والجيران وذويهم.
وزيادة في تأكيد جمع الشمل أطلق “عمران” نفير تنبيه قبل أن يترجل ثلاثتهم من السيارة، فالتفتت “سلوى” باتجاه الصوت، بينما أطل هذا الماكر برأسه من أعلى سطح السيارة يقول بتفاجئٍ أجاده استحضاره:
-“نادين”.. انظري مَن هناك!!
-أليست هذه “سلوى”؟!
وقبل أن تتجه أنظار “نادين” حيث أشار كانت “سلوى” قد قطعت نصف المسافة بينهم، وفعلت “نادين” المثل متجاوزةً “نوران” التي جذب انتباهها هذا اللقاء الحميمي بين رفيقتيّ الطفولة.
ولم تنتبه إلا عندما أحست بِيدٍ بشرية تلتقط راحة يدها والفاعل يجذبها معه إلى المجهول، ومن غيره الهمجي الأكثرهم رجولة على الإطلاق “عمران السوالمي” الذي قادها معه إلى الداخل بفرحة طفل بعد أن وجد أمها التي ضلها وها قد جمعته الصدفة بها أخيراً.
حاولت “نوران” بتقاعسٍ أن تفلت يدها من بين أصابع كفه التي أطبقت عليها، ولكن ما كان منه إلا أنه زاد من تشبثه بها، وهو يناظرها بشوقٍ يومأ إليها برأسه في نفي، وهو يدنو منها بينما يسيران بِخُطى هادئة إلى الداخل حتى لامس كتفه خاصتها يميل إليها، هامسًا:
-لا تفلتيها بالله عليكِ.
أما عنها فقد تهدجت أنفاسها لقربه اللعين هذا، وهي تومئ إليها كاستجابة لأمره أو ربما لرجاءه وهذا ليس عادتها، ولكنها الآن مغيبة تحت تأثير قوةٍ خفية تجذبها إليه، ربما سحر نظراتها الآسرة، فاستكمل يضيف بنبرة صوتٍ متحشرجة تنم عما بداخله لها:
-كان لقاءٌ حاراً، لقد افتقدتكِ كثيرًا.
ابتسمت تجيبه بمكرٍ محبب:
- كدت أن أغير رأيي في آخر وقت.
“عمران” بأعينٍ لائمة يسألها بهمسٍ موجز : – لِم؟!
أجابته بصدقٍ : – كنتُ قلقةً من القدوم إلى هنا.
“عمران” بلوعةٍ:
-تعي إليَّ ولا تخشي مخلوقًا على وجه الأرض.
-لا تقلقي، ولا تُحاذري على تصرفاتكِ.
-تصرفي كما تشائين، ولا تتركي فرصة تفُوتكِ “ملاكي” وشني هجومكِ كما تحبين.
بادلته الهمس:
-أخاف أن تؤذيك عفويتي.
هز “عمران” رأسه برفضٍ، وعينيه الرماديتين تتناوب النظر إلى زرقاويتيها وشفاهها التوتية المغوية:
-لا سبيل لذلك وأنتِ بكل هذا الجمال والفتنة.
“نوران” بإحباطٍ:
-في هذه الحالة، الهروب أحسن حل.
قالتها وهي تتهرب بنظراتها عنه، فرفع راحة يديه الحرة يتلمس وجنتها من الجهة الأخرى بنعومةٍ ورِقَّة، يدير وجهها إليه، يتمتم بخفوتٍ:
-أبعد كل هذا الغياب، تبخلين عليَّ بنظرة؟!
اشتعلت عينها بغضبٍ، وهي تحاول السيطرة على استجابتها المخزية لما يبثه إياها هذا المحنك.
وإذا بها…………..
ترى كيف ستسير الأمور بين “عمران” وملاكه الصغير؟
👇
🥰🥰🥰🥰🥰🥰😍😍😍
ايه الجمال ده
روعه