البارت_57
اندفع الصقر كسهم غادر مشد القوس يصعد حا.ملاً أنچيل على كتفه، قاصداً قاعتها ولحسن الحظ لم يعترض أحد طريقه، فعندما استمعت وعد إلى صوت نقارهما من أعلى الدرج أسرعت إلى الغرفة التي خُصِصت من قبل إلى مصطفى وهمس، لاعنة غبائها؛ فإذا فكرت مسبقاً في اللجوء إليها ما وقع هذا الصدام بينها وبين ريان.
بينما ضرب الصقر باب قاعة انچيل بقدمه ليرتد الباب إلى الحائط بقوة مصدراً صوتاً مزعجاً ومن عزم الركلة عاد الباب ليُغلق من تلقاء نفسه، وتلك المحمولة لم تتوقف عن التفوه بالحماقات وكان آخرها:
-اللع.نة!! لقد سئمت منك، دعني.. أريد العودة إلى بلدي والآن.
“جرى إيه أبت 🙄، بقى كوخة الكتكوت حجك دلوك 🤔، ليميها بدل ما أخليه يتغابى عليكي، صقورة صعيدي وحديتك الماسخ ده آخر آخره إمعاه جلمين يظبطوا لك التردد🤝😂”.
ألقى صقر حمل ج.سدها على التخت بح.دة، وهو يرمقها بشر.اسة بينما أسرعت أنچيل تعتدل متكورة على حالها تزحف إلى الخلف بر.يبة إذ بدى الصقر نازقاً، وعلى استعداد تام لارتكاب جر.يمة، وزاد هل.عها عندما عقف ركبته يستند بها أعلى الفر.اش ينقض قا.بضاً على خصلات شعرها يد.حر محاولتها للهر.ب، يقول بأعين تموج بالإحباط جاهد ليخفيه متلبساً الجمود:
-اعجلي يا بت الناس ما عوزش أفجد أعصابي، مش صجر اللي مرة عتحكمه.
ازدادت وتيرة تنفسها وهي تهد.ر فيه بح.دة:
-مين جال إني عاوزة أتحكم فيك ولا عوزاك من أساسه، ما تخليش عجلك يشرد وتفكر حالك راچل باللي بتعمله دِه.
“يا نهارك بمبي 🙆♀️، لا يا صجر يا واد عمي الحديت ده ما عينفعش يتسكت عليه واصل، خلص واديني رنة😂”
حرر خصلات شعرها، وبغضب أع.مى ر.فع يده ي.هو.ي براحة يمينه على وجنتها، فصدرت عنها صر.خة أ.لم مدوية بعد ارتداد رأسها إلى الجهة الأخرى، وار.تمى جس.دها على التخت تسبقها دموع الگ.سرة تعرف طريقها على خديها، ولكنها استجمعت شتاتها لتعتدل رامقةً إياه بضغ.ينة تصيح بشر.اسة:
-شبهه… هو كان زيك إكده… بس هو ما كانش شاطر زيك في التمثيل كيف ما أنت بتعمل يا گبير، طلجني آني بكر.هك.
جلس الصقر بتهدل على طرف الفراش يميل بجذعه إلى الأمام يغطي وجهه بكلا راحتيه، يزفر باختناق، لم يرغب بأن يصل بهما الحال إلى مفترق الطرق، طريقته خاطئة ويعلم ذلك ولكنه يجهل الطريق لقلب حواء، حياته جامدة رتيبة وقلبه موصد على جرح قديم وعندما جاءه الغيث ضل السبيل.
أنچيل بنشيج من بين دموعها: – خلصنا عاد من الموال اللي بلا طعمة دِه، إحنا ما عننفعش لبعض.
التفت إليها يرمقها بإحباط، وقلبه يؤلمه منها وعليها، ومن ثم رفع يده ليزيل عن خدها تلك العبرات ولكن ما إن فعل حتى انتفضت بخوف تبتعد عن مرمى يده.
“لمؤاخذة يا أبو الصقور شكلك هاتنخرط في وصلة محن من العيار التقيل، لدي استفسار صئنن كده 🙈بالنسبة للردالة اللي أنت سقعتهم تحت ورديت الباب، إيه نظامهم🤔😂”
أسدل يده يقول بالتماس: – بزيداكي بكا، أنت اللي خرچتيني عن وعيي بحديتك اللي مالوش عازة ده، بيجي آني مش رچل إف نظرك؟!
أنچيل بتململ: – بلاش إنچرح إف بعض أكتر من إكده، وكويس إنك ظهرت على حجيجتك من أولها.
قب.ض الصقر على معصمها يقربها إليه ع.نوة تحت تذمرها، حتى أصبحت جالسة إلى جواره يحا.وط كتفيها بذراع واحد يث.بتها بالقرب من نابضه الذي يضج بالصخب ليس فقط كونها قر.يبة إليه حد الهلا.ك ولكن إحسا.سه بفقدها يجعل دقاته تتسارع كمن يعدو في سباق للماراثون.
مال برأسه يُقَ.بِّل أعلى جبينها يقول بأسف:
-حجك عليا يا جلب صجر.
أنچيل بعناد :- ما عيخيلش عليا حديتك الناعم ده!!
صقر راجياً : – دِه مش حديت وبس، أنت بچد ما حساش باللي في جلبي ليكي.
أنچيل بنبرة أقل حدة : – لاه ما حساش، لو ليا ذرة محبة في جلبك يدك ما كنتش هتطاوعك تضرُبني، اللي عيحب ما عيأذيش اللي عيحبه.
صقر بألم : – عيندك حج، يوبجى أنت كمان ما عتحبينيش، لو عشجتي صجر، كتي عرفتي أنه عيغيري عليكي من الهوا الطاير، مش جادر أوصف لك الوچع اللي حسيته چواتي لمن شفتك وأنت نازلة جدمهم بلبسك دِه، ولا لمن وجفتي تعانديني جصادهم وتعلي صوتك علي.
أنچيل بحدة : – وكت عاوزني أعمل إيه بعد ما وعيت لك وأنت بتحدت ويا أبوي وعتجوله إني چوزاك مني ضمان لراحة بت عمك، يعني چوازة بدل مش أكتر.
صقر مسرعاً : – اتطلعي لي يا جلبي، بجي ده شكل واحد عيتچوز بدل؟!
أنچيل بتهكم : – وهو عيبان ع الوش عاد.
صقر بنظرات ولهة : – لاه عيتحس لكن البعيدة ما بتشوفش ولا عتحس.
أنچيل بدلال وكلمات موسى ترن بأذنيها : – هو إيه دِه اللي ما شيفهوش.
صقر بتودد : – آني عاشجك، من تو من عيني وجعت عليكي وآني ما عرفش إيه چرالي، اوعاكي تفكري إني ممكن أطلجك أنتِ مراتي، سوا راضيتي أو رفضتي دِه.
أنچيل بتسلية برعت في إخفاءها، تقول متسائلة: – عافية يعني؟
صقر بإصرار : عافية أو بطيب خاطر، آني ما عفرطش فيكي واصل، واحسيبها كيف ما بدك.
أنجيل بغ.نج : – طب لمن هوه إكده ليه جولت جدامهم أنك بچوازك مني عتضمن راحتها؟
أطرق صقر رأسه بخفارة يقول بتلبك : – أومال كتي عاوزاني أجف جدام الرچالة وأجول إن الصجر عشجان، ما عينفعش يا أنچيل، دي توبجى عيبة في حجي، أنتِ ما عتعرفيش عوايدنا.
أنچيل بحزن مصطنع : – أنت شايف إن حبك ليا حاچة عفشة للدرچة دي؟!
التفت إليها يقول بأعين تفيض بعشقه لها : – أنت أحسن حاچة حصلت لي يا جلب صجر.
رفعت يمينها تتحسس جانب وجهه بنعومة تقول : – اثبت لي؟
ابتلع بإثا.رة ولمستها ضربت مراكز الثبات، يتسائل باهتمام : – كيف؟!
عضت أنچيل على شفاهها في حركة مغوية زادت حالة الصقر سوءا ونظراته تتنقل ما بين معالم وجهها حتى استقرت تتابع ردود أفعالها مرتكزا على شف.تيها اللامعتين اللتين انفرجتا تنبثان بكلمة واحدة : – k،is،s me؟
تندى جبين الصقر وحُبِست أنفاسه ترقباً وإثا،رة، ما.ل رأسه إليها بحا.لمية، وأنفا.سها العطرة بعثرت أي ذرة تعقل.
تنهد الصقر بلو.عة غير قادر على المسايرة، بينما دنت إليه مليكة قلبه، تطبع قب.لات رقيقة إلى جانب ثغره، مستمتعة بما به من شتات، ضا.غطة وبق.وة على وتر حسا.س ألا وهو ثبات الصقر.
أق.شعر بدنه باستجا.بة وهو يصقل يدها المرتا.حة على صدره، يقول بصوت متحشرج:
-حلمك عليا يا بت الناس آني مش كدك، چننتيني.
أنچيل برقة:
- Come on Saqr, what’s in it?! Aren’t we married?!
-هيا صقر، ماذا فيها؟! ألسنا متزوجين؟!
صقر بتلبك : – متچوزين طبعاً، بس…….
أنچيل بحزن مصطنع : – شوفت كيف؟! ما باخدش منيك غير الجسوة لكن…….
بتر عبارتها وهو يلتقم شفا.هها بين خاصته، مطوقاً خ.صرها بذراعيه، يشدد من حصا.ره لها، يضم.ها إلى صدره، بدأ هجو.مه بعنفو.ان ومن ثم صارت قبل.ته نغماً يتهادى رتمه، خاصةً بعد أن خللت أصابعها بخصلا.ت شعره، تبادله بش.غفٍ.
ضاعت أنفا.سه بسحر أنو.ثتها وهو يرتشف شهدها بتمهل، لم ينتبها إلا عندما استمعا إلى صوت قرع الباب، فابتعد الصقر بارتباك لم يمنع من ارتسام بسمة مختالة على ثغره جراء شعوره بالاكتمال بقربها.
بينما تسائلت أنچيل، وهي تهم كي تتبين ذاك المقاطع البغيض:
-مين؟!
وإذا بها صابحة تطل برأسها من فتحة الباب ما إن أدارت أنچيل مقبضه تسألها بفضول:
-ماشفتيش الگبير يا جمر أنت؟! أصل الضيوف اللي إچوا عشية بيسألوا عنيه، والمأذون جاعد تحت في المُندرة.
التفتت أنچيل نحوه وهي تسد الباب بجسدها تمنع تلك الحشرية من الولوج، فهز رأسه إليها گإشارة منه لتنكر وجوده، فامتثلت على غير اقتناع، تقول لها : – لاه ما شفتهوش.
صابحة بسماجة: – واصل؟
لم تكبد أنچيل حالها عناء الرد بل أغلقت الباب بوجه الأخرى تزفر بضيق من تصرفات تلك القميئة، وتفاقم غضبها بسبب ردة فعل الصقر وحرصه على ألا يعلم أحد بوجوده معاها غافلة عن عادات أهل الصعيد، فلا خلوة قبل الزفاف، ولكنها فسرت إنكاره لصحبتها كونه لا زال ينصب لها الشرك كي يبقيها ضمانا لاستقرار زواج ابنة عمه فلو أحبها بالفعل لن يخجل من علاقة تجمعه بها، بل سيعلنها أمام الجميع أنها له وصارت ملكه.
البارت_58
شعر ماجد بالخزي لما فعله، فابتعد مطرقاً رأسه، يقول بتلبك:
-آ… آني آسف، ما خابرش آني عيملت إكده كيف!!
سوسن بشتات… بتعتذر!! للدرچة دي كا رهني؟!
أسرع ماجد يجيبها معقباً : – لاه… أجصد… يعني… ما كانش ده اللي المفروض يوحصل… ده ما كانش اتفجنا من اللول… آني….
سوسن مقاطعةً: – أي اتفاج؟! … آني ما اتفجتش وياك على حاچة.. أنت اللي جولت وجررت مع حالك… ولو فيه حد المفروض أنه يحج نفسه للتاني فهو آني… حجك عليا يا أستاذ ماچد.
قالتها وهي تنتفض من جلستها إلى جواره، تواليه ظهرها، والحزن ين هش أحشاءها، فاستقام ماجد بدوره يقت رب منها بتروٍ، باسطاً الطرف ناحيتها بتردد، يربت على كتفها، ولا يعلم هل يتوجب عليه مراضتها أم من الأفضل أن يكن قا سياً معها حتى لا تتعلق به، يكفيه معا.ناة بقربها؟!
هو من وضع قواعد اللعبة والآن يشتكي من ظ.لم ما أقره، يشعر بالجور من صرامة قراراته!!
ماجد بجمود : – إيه فيه؟! ما تكبريهاش عاد!! اعتبريها لحظة ضعف لا آني ولا أنت كنا نجصدها، والحمد لله چات سليمة وفوجت في الوجت المناسب، وأوعدك إن ده مش عيتكرر مرة تانية.
التفتت إليه ترمقه بقوة، وهي عازمة ألا تترك حقها به، لوهلة ظنته گ رضوان، ولكن شتان بينه وبين من لا تجوز عليه الرحمة، لن تستسلم إلى هواجسها بل ستعافر إنه يستحق أن تذلل من أجله الجواجز، وتحط م كل العوائق بينهما.
سوسن بثبات: – مين جالك إني ندمانة، ولا أني باعتبر اللي حوصل بيناتنا لحظة ضعف، آني مراتك، وأنت حجي.
فراشات ترفرف أعلى معدته تتراقص بقنوات ومخارج أنفاسه، اللع نة!! رفقاً بي صغيرتي.
“العب أميجو😉، أنت ابن حلال وتستاهل يا ولدي، الله يسهله🤝😂”.
تلبك ولا يعلم بما يجيبها فأطرق رأسه يواليها ظهره بعد أن علت شفاهه بسمة ولهة، يستعد للدخول إلى المرحاض فاعترضت طريقه، ولمعة الإصرار تلوح بمقلتيها وهي تقول بد لال:
-إيه يا واد نصار؟! عتاكل علي الفرح والفستان والمهر إكمنك مغ صوب ع الچوازة؟!
هذه المرة لم يتمكن من إخفاء ابتسامته بل قهقه ملئ فيه، وهو يفرك جبينه بارتباك، ومن ثم أسدل يمينه، يقول بدعابة :
-كنت بافكِر أعمِلها بس كانك بتدبسيني؟
رمشت بأهدابها تقول بمگ ر أنث وي… واه، كانك بخيل عاد؟! ولاه خسارة فيا؟!
ماجد مسرعاً.. كيف دِه؟ أنت مرتي ومفيش حاچة تغلى عليكي.
انبلجت أساريرها وهي تقتر ب منه متسائلة بأعين تفيض بالرجاء… آني إيه؟! جولها تاني ورحمة أبوك؟
“واجعة… واجعة مفيش كلام، كملي يا سوسو فتح الله عليكي يا بتشي، استمري😂”.
نهر حاله وتلك السوسن تجرفه إلى عمق بحر التيه حيث اللا رجوع، وكلمات أعادته إلى أرض الواقع ورحمة أبوك عبث!! علا قة محگ وم عليها بالف شل.
فأردف يقول بجمو د….. جصدي جدام الناس إنتي مرتي، ولازمن يتعِملك كيه البنتة إهنه، دِه عُرف وما يصوحش نخالفوه… چهزي حالك لاجل ما ندلوا المركز نشتروا لوازمك.
انكمشت ملامحها دليل عن استياءها مما عقب به، ولكنها لن تيأس.
في الإسكندرية.
مصطفى بوجه يشع بالفرحة، بعد أن توقفت السيارة أمام منزله، واستدار يفتح الباب لهمس، يلتقط كفها الصغير بين خاصته يساعدها على الترجل.
:-ولاه يا حوكة؟
اقترب عامل المقهى، يقول ملبياً النداء:
-أيوه يا معلمي.
قالها الصبي وهو يوجه نظراته نحو تلك الحورية، ولم ينتبه سوى على كف خماسي هوى على وجهه صدرت لوقعه طأطأة بصوت مسموع مصدرها فقرات عنقه، والآخر يهدر فيه بحدة:
-اعدلي رقبتك هنا عشان لو هبت مني عاسويك بالأسفلت.
حوكة وهو يمسد وجهه موضع الصف عة يقول بامتعاض: – هو أحنا عملنا إيه بس يا مَعْلَمَة لقلة القيمة دي.
مصطفى بغيظ : – قصر عشان حضروا، خد بعضك ورهوان على محل الواد سيد الكهربائي خليه يجي يركب سجادة كهارب ويعلق زينة بطول الشارع.
حوكة بفضول : – خير يا كبير هو فيه مناسبة ولا حاجة؟
مصطفى بتهكم : – آه.. ط هور أمك.
حوكة باستياء : – الله يرحمها، دايماً جيبالي الكلام.
مصطفى مأمنا على حديثه : – لا وأنت الصادق عشان ما عرفتش تربي، غور بدل ما ابعتك تعاتبها براحتك.
انصرف حوكة من أمامه خو فاً من التهد يد المبطن الذي تلقاه تواً.
ولج مصطفى ممسكاً بيدها إلى مدخل المنزل القديم يغلق الباب خلفه، وهو يزفر أنفاسه بضيق، ومن ثم أردف يقول:
-وبعدين في حلاوة أمك دي؟
همس بتلبك : – مصطفى؟!
مصطفى رافعاً رأسه إلى السماء بتضرعٍ:
-مصطفى بينها ر، الصبر من عندك يا رب، اطلعي يا همس.. اطلعي… شكل جنان مصطفى على إيدك.
ابتسمت على دعابته، ولكن لو تعلم ما به من غيرة لشعرت بمدى المعاناة التي يتكبدها ليبقى بكل هذا الثبات ولم ير تكب أي فعل أحمق قد يودي به إلى السج ن.
تركها مرغماً فلا زال هناك الكثير ليفعله استعدادا لليلة حتى يفرغ من احتفاله هنا، ويشد الرحال هو وضيوفه إلى الصعيد في الصباح الباكر، ولكن بمجرد ما إن خطى إلى خارج البوابة حتى أستمع إلى صوت والدته نجوى وهي تناديه:
-مصطفى؟!
طرق براحته على جبينه فقد تناسى فكرة إطلاع والديه بآخر المستجدات، فأجابها:
-أيوه يا أماه.
نجوى بقلق، بعدما استمعت إلى حديثه مع حوكة، وبداخلها تتمنى لو خاب ظنها:
-اطلع عوزاك.
مصطفى بتلهف:
-طب نصاية وراجع لك ع السخان.
قالها وهو يؤشر لها بيده كعلامة انتظار ولكنها أوقفته تقول بإصرار :
-لا تعالى لي الأول وبعدين ابقى روح مشوارك.
مصطفى بنزق ما إن رأى همس تنضم إلى والدته بالشرفة وذلك بعد أن تركت لها نجوى الباب مفتوحاً قبل ذهابها لاستدعاء ابنها:
-طب خشوا جوه وأنا طالع.
قالها وهو ينظر إلى همس مضيقاً عينيه بتحذير، ركضت على إثره إلى الداخل، بينما ابتسم مصطفى بانتشاء لم يخفى على نجوى ليتأكد حدسها.
نجوى بعد أن أمسكت بمعصم ابنها تقوده معها إلى غرفتها، مغلقة الباب خلفها بإحكام:
-إيه الحكاية يا ابن بطني؟
مصطفى بتأتأة: – حكاية إيه نوجة؟
نجوى بحدة : – ولاه ما تصعيش عليا!!
أمسك مصطفى بكلا يديها يقبلهما بحب، يقول وهو يجذبها لتجلس إلى جواره على أريكة بإحدى زوايا الغرفة، يقول باستهلال :
-صلي ع النبي يا أم مصطفى؟
نجوى بخشوع: – عليه افضل الصلاة والسلام.
مصطفى باستفاضة: – أنا بحب همس.
نجوى بجمود : – وبعدين؟
مصطفى زاوياً ما بين حاجبيه يقول بامتعاض:
-ودي فيها بعدين؟! من إمتى وإحنا بنلعبوا ببنات الناس يا أماه؟! هاتجوزها طبعاً!!
نجوى بثبات : – وأنا مش موافقة.
صدمة لجمت لسانه، وآخر شيء كان يتوقعه أن يأتيه الرفض من والدته، كيف وهي تعتبر همس وأختها ابنتيها؟! لذا أردف يقول باستعطاف:
-ليه بس يا أماه؟! ده أنت اللي مربياها على إيدك!!
نجوى بامتعاض:
-ما هوه عشان أنا اللي مربياها بقولك لاء يا ابني؟!
هب مصطفى من جلسته متخصرا، ينظر بغضب إلى سقف الغرفة محاولاً التماسك وهو يقول بأسنان مصطكة:
-لا يا أماه، يا همس يا إما مش هتجوز.
نجوى بنبرة قاطعة : – يبقى خليك من غير جواز يا مصطفى.
مصطفى مضيقاً، عينيه بشك:
-إيه العبارة يا أم مصطفى؟! ما ترسيني ع الحوار من أوله، عشان دماغي ما تهربش؟!
-فيه حاجة أنا ما أعرفهاش؟!
نجوى بتلجلج:
-لا عبارة ولا ديولوه، كل ما هنالك إنها ما تنفعكش وخلاص.
مصطفى باستماتة :
-لا مش مترجم، يا تفسري يا أما هاعتبر نفسي ما اشترش.
نجوى بمهادنة:
-يا ابني، يا ضنايا، ليه غاوي تكسر فرحتي بيك؟!
مصطفى بثورة عمياء:
-لا بقى ده الموضوع فيه إن، هتقريني، ولا أروح أسمع منها؟!
ترى ما مقصد نجوى؟! وهل سيؤثر ما ستقوله على زواج مصطفى وهمس؟!
وما بشأن سوسن هل ستتمكن من استمالة ماجد؟!
البارت_59
في بيت الحج زكري بعد أن أضرمت نجوى النيران بقلب وعقل مصطفى… وإصرارها الشديد على إيقاف زواج ابنها من همس جعله يصر لمعرفة الأسباب، إذ صرخ بقلب مكلوم:
-أمااااااه، بتعملي فيا كده ليه هو أنا مش ابنك؟! ردي عليا بالله عليكي… قولي أنت مخبية عني إيه؟
نجوى بتردد وهي تفرك كفيها معاً:
-يا ضنايا افهم… عارف لو كنت عاوز تتجوز وعد والله ما كنت عارضتك بس همس لاء.
كل ما تتفوه به يزيد من حالته سوءاً إذا أوشك على الجنون، فتساءل:
-القلب وما يريد يا أماه… وبعدين عيبها إيه همس؟! إيه مش بت؟
انتفضت نجوى تهب من جلستها تقترب منه مدافعة بشراسة وهي تمسك بمقدمة قميصه… تهزه بقوة:
-قطع لسان اللي يقول على بناتي كلمة وحشة، البنات دي أنا اللي مربياهم وعمرهم ما يغلطوا أبداً.
زفر مصطفى براحة وهو يرفع كلا راحتيه يمسك بيديّ والدته، يجيبها بما جعل عينيها تستدير بذهول:
-عارف يا أماه… يمكن ما عرفتش وعد غير من فترة قريبة بس ابنك ابن سوق وفاهم إن وعد عودها ناشف وما يتخافش عليها، وعارف كمان إن همس متربية وما تعملش الغلط لكن ضعفها ورقتها يخلوا اللي قدامها يفتكرها سهلة أو إن ممكن يضحك عليها بس عاوز أقولك إن لو حتى هي مش بنت فأنا بردك عاوزها ومش هاتجوز غيرها لأني متأكد من أخلاقها فلو كنت اللي شكيت فيه بسبب رفضك لجوازي منها حصل… بردو ما كنتش هاسيبها ولا هأتخلى عنها.
(دكر يا ض يا درش بس مين يسمع🤏😍).
على قدر سعادة نجوى بشهامة ابنها على قدر غضبها من إصراره على همس ولن يقبل بغيرها، ولكنها أردفت تقول بمساندة:
-همس صحيح رقيقة، لكن عاقلة وما تحطش نفسها في مواقف تخليها عرضة للاستغلال، لكن زي ما أنا وأنت متأكدين من أخلاقها، أنا وأنت بردو عارفين إنها مش من توبك، ولو هي فرحانة دلوقتي وغشاوة الحب عامياها مسيرها تفوق وتتنمرد على عيشتك يا ابني، همس مش وعد عشان تتحمل عيشتنا، دي حاولت تنتحر قبل كده لما أبوها حرمها من سفرية لشرم مع أصحابها ولما عارضته وعاقبها بإنها ممنوعة من الخروج من الڤيلا لمدة أسبوع وسحب منها العربية والڤيزا دخلت عليها الأوضة اللي هي سراية بالنسبة لبيتنا ده وفيها كل اللي ممكن تسلي بيه نفسها ويعوضها عن الخروج لقيتها عاوزة تبلع شريط منوم بحاله، تفتكر أنت ممكن توفر لها ربع اللي كانت عايشة فيه عشان تبقى طوعك؟
قالها كاذباً بأنه غير عابئ بماضيها ولكنه يرضى بها كيفما كانت، إلا أن أسباب والدته لرفضها جعلت الظنون تتدافع برأسه، فسار بتهدل تاركاً يد والدته، يجلس على طرف التخت يمسح على وجهه بكلا راحتيه، يجادلها بثبات مهزوز:
-أنا مغصبتهاش عليا يا أماه، لو هي مش عاوزاني وفقت نكتبوا عليها ليه م الأول؟! وبعدين الفلوس مش كل حاجة وهي أكيد فاهمة إن بعد اللي حصل لأبوها إن مفيش حاجة دايمة، وكمان ما أنت كنتي موافقة م الأول وحسيتك مرحب بالموضوع إيه اللي جد يا…..
قاطعته نجوى تتساءل بدهشة:
-أنت كتبت عليها يا مصطفى؟! طب إمتى وإزاي؟!
مصطفى بتلبك:
-هناك في الصعيد لما كنا بندوروا على وعد اللي هي كمان اتجوزت رجل أعمال من هناك بس شغله وشركاته برة.
نجوى بحكمة:
-أنا مش هاعاتبك ع اللي عاملته من غير إذننا ومشورتنا أنا وأبوك، بس هاقولك إن زي ما ربنا بعت لوعد اللي يعوضها عن اللي حصلها، كنت سيبت همس تشوف حالها…. يا ابني أنا غرضي مصلحتك…. مش عاوزة قلبك ينكسر وأنت واقف عاجز مش عارف تلبي طلبتها أو إن كرامتك تتهان وهي بتقارن بينك وبين جوز أختها رجل الأعمال والعيشة اللي هتبقى فيها وعد وأنت مش قادر توفرها لها… طب أقولك مش أنتوا كتبتوا… اعتبرها فترة خطوبة وسيب الأيام تثبت لك إن كلامي صح.
رفع مصطفى رأسه إليها يقول بخيبة:
-ما عدش ينفع يا أم مصطفى، أنا كنت جاي عشان نعملوا ليلة هنا وناخدكوا وننزلوا نتمموا الفرح هناك عشان دخلة أختها بكرة وابن عم جوز أختها كمان فرحه معانا وأنا أديت للناس كلمة.
قالها وهو يهم بالخروج من الغرفة وقال بصوت مخنوق:
-جهزي حالك يا أماه عشان نازلين الصعيد الفجر.
خرج مصطفى ليجد همس جالسة على أحد المقاعد تفرك يديها بتوتر، وما إن رأته حتى هرعت إليه تسأله بتوجس:
-عملت إيه مع مامي نوجا يا مصطفى؟
أجابها وهو يتهرب بنظراته منها:
-ولا حاجة، هاكون عملت ايه يعني؟
=مالك يا درش؟! شكلك متغير… مش أنت اللي كنت طاير م الفرحة طول السكة وإحنا جايين!!
-خايف.
سألته بعدم فهم:
-خايف!! خايف من إيه؟!
هز رأسه بتيه، يقول بصدق:
-مش عارف.
=دي فزورة دي؟!
اقترب يمسك بيدها يسحبها خلفه وهو يقول بعجالة:
-يله بينا نشتروا لوازمك وبعدين نبقوا نتكلموا في الموضوع ده.
(طب ولوازمي أغالي🤔عتعمل فيها ايه🤝😂)
_________
في بيت صقر الزيدي.
خرج الشباب الثلاثة (صقر وريان وماجد) برفقة الفتيات (أنچيل ووعد وسوسن) ليستقل كل ثنائي من بينهم سيارة استعداداً للذهاب إلى المركز لشراء ما قد تحتاجه الفتيات من ثياب وخلافه.
مرت ساعة إلى أن توقفت السيارات بشارع كبير تابع لمركز محافظة سوهاج يضم العديد من المحلات التي يتوفر بها ما يلزمهم.
هبطت الفتيات تترجلن من السيارات واقتربت أنچيل من سوسن تنفذ أمر موسى الذي طلب منها أن تعتني بسوسن بعدما رأى انطوائها ولاحظ ثقتها المعدومة بحالها.
أنچيل بود:
-إنتي اسميكي سوسن… مش إكده؟
رمقتها سوسن بتردد تقول:
-إيوه آني اسمي سوسن، وإنتي؟
أجابتها أنچيل ببشاشة:
-آني أنچيل مرته للتور الهايچ واد عمك صجر.
(لا باااااس سيبوهالي😏، طور مين يا جالوص الطين إنتي… إحنا عنخيب ولا إيه 🤔كله إلا أبو الصقور… لاء🙄😂)
أخفت سوسن ابتسامتها على ما نعتت به أنچيل الصقر، تتساءل بينها وبين حالها، ماذا سيكون رد فعله إذا كان قد استمع إلى حديث أنچيل؟!
جذبتها أنچيل من يدها تقودها معها إلى إحدى المحال التجارية التي تعرض العديد من الملابس النسائية، بينما تجمدت وعد بأرضها تنظر لأثر الفتاتين باضطراب… تشعر بالتيه ولا تعرف ماذا تفعل أو إلى أين تذهب.
ريان بحث:
-ما تتحركي مالك متخشبة إكده ليه؟!
زفرت وعد بضيق عائدة إلى مشاكساتها معه، تتمتم باستياء:
-خشبة تنزل على نفوخك تجيب أجلك يا بعيد.
حدقها ريان بوعيد، يسألها بتحذير:
-بتجولي حاچة يا هتيرة أنتي؟
أشارت وعد إلى نفسها، تقول ببراءة:
-أنا؟! أبتاً والله، ده أنا كنت بادعي ع اللي يكرهك.
هز رأسه بيأس مطرقاً إياها، يجاهد ألا يبتسم وهو يزم شفتيه باستياء مصطنع، يقول ساخراً:
-أمال؟ هو أنتي عتجولي لي، صادجة من غير يمين..
لم تجد وعد بداً سوى أن تتبع الفتاتين، فأسرعت قدر استطاعتها تتحامل على قدمها المصابة، وبقى ريان ينظر لأثرها ضاحكاً على مشيتها المتعرجة في محاولة منها للهرب.
ربت ريان على كتف ماجد وصقر الواقفان إلى جوار السيارات، يقول بمؤامرة:
-إيه يا رچالة إحنا عنوجفوا إهنه ونسيبوا المعاتيه دول چوة؟! إحنا لو اعتمدنا عليهم ما عنخشوش دنيا؛ دول مش بعيد يشتروا إسدالات صلاة.
حك صقر ذقنه بتفكير، يقول بإحباط:
-عينديك حج يا واد عمي… طب إيه العمل دلوك؟!
(عينديه إيه أغالي🤔والله يا واد عمي أنت طلعت أاااااابيض وع المحارة،لا وأنچيل عتعملك روشة وبكرة تجول الأسطورة جالت😂)
ريان بإقرار :
-ودي محتاچة تفكير؟! عنطبوا عليهم كيف الجضا المستعچل.
(أحلى جضا بربك يا ريو 😍😂)
داخل محل الألبسة يقف زوج من الرجال يتصببهم العرق وتلك الأنچيل تتجول بأريحية تنتقي ما يناسبها هي وسوسن من بين المعروضات، بينما تتبعها سوسن دون إبداء أي رأي؛ فخجلها يمنعها من الاختيار خاصةً في وجود الشباب وبالأخص ماجد.
بينما وعد تقف عند القسم الخاص بالعباءات المنزلية كما خمن ريان الذي انقض يقبض على يمينها قبل أن تمتد لتلتقط هذا الثوب المنزلي المحتشم الذي تمرره إليها البائعة، فانتفضت برهبة كونها لم تنتبه على دخوله ولم تتوقع ذلك من الأساس، متسائلة بفزع:
-إيه؟! فيه إيه؟!
ريان بغيظ:
-آني اللي فيه إيه؟! إيه اللي أنتي بتعمليه دِه؟!
وعد بامتعاض:
-هاكون بأعمل إيه يعني؟! باشتري زيهم!!
ريان هازئاً وهو يأشر لها بعينيه على مكان وقوف أنچيل وسوسن، قائلاً بحسرة:
-يا ريتك كيفهم… هي البعيدة ما حدهاش دم؟!
وعد باستهزاء:
-لا أختك اللي ما حدهاش حيا.
رمقها ريان بدهشة وكأنها تنين برأسين، يقول بامتعاض:
-أنتي بتجولي إيه يا مخبولة أنتي؟! هي عتلبسهم لراچل غريب، دي چوزها يا فجرية.
هزت وعد كتفها بلا مبالاة تقول:
-Whatever، دول جوازهم عادي… إنما إحنا كان فيه بينا اتفاق م الأول.
ناظرها ريان بامتعاض رافعاً حاجبه… تاركاً يدها… يقول بامتثال مصطنع:
-عينديكي حج، دلوك تجدري تروحي تجيسي اللي في يدك دِه، خليني نخلصوا منيه المشوار الماسخ دي ونعاودوا.
تنفست وعد الصعداء حالما أبعد يده عنها فالتقط الثوب من يد البائعة تهرول بلا هدى باحثة عن غرفة القياس التي أشارت لها إحدى العاملات عليها لتختفي بداخلها وتولى ريان زمام الأمور.
في هذه الأثناء اقتربت أنچيل من الصقر وبيدها بعض قطع الثياب المثيرة تنفضها أمام ناظري ذلك الذي ما إن رأى ما تعرضه أمامه حتى ارتجف جسده الملتاع لقربها، ولكن على عكس ما يفيض بداخله من مشاعر مختلطة هدر بها قائلاً:
-إيه اللي عتهببيه دِه؟!
عضت أنچيل على شفتها بحرج أجادته، تقول بتململ:
-تصدج آني الحج عليا إني جولت أخد رأيك!! بس ملحوجة.
قالتها وهي تستدير لتبتعد عنه، فأمسك بمعصمها يهمس لها، وهو يبتلع بإثارة:
-أصل… يعني…. ما كانش يصوح تبيني الحاچات دي وماچد واجف.
حدجته بضجر تقول:
-ماچد ده أخوي كيف ريان بالظبط ولو كنت ميالة له ما كنتش هبجى دلوك مرتك، بس نجول إيه آني اللي الغلطانة إني نسيت اللي سبجت بيه وإهانتك ليا جدامهم وچيت لحدك عشان أشركك معايا في فرحتي، على كل حال رأيك م المبتدى ما يهمنيش الحاچات دي آني شرياها على ذوجي ولمزاچي وأنت مالكيش صالح.
أجابها بلهفة:
-ماليش صالح كيف؟! ده آني ليا كل صالح في الموضوع ده بالخصوص… بس تعرفي إن ذوجك حلو جوي يا جلبي.
(أيوه بقى يا أبو الصقور يا جااااااامد 😍الله يرضى عنيك يا ولدي😂)
تشدقت تقول بحزن برعت به:
-بعد إيه عاد، آني عروح أجيسهم وخليك أنت واجف مع ماچد إياكش تتعلم منيه.
قالتها وهي تؤشر بعينها تجاه ماجد الذي ما إن رأى سوسن تقف منزوية على حالها حتى انضم إليها على الفور يحاول أن يبدد ما بداخلها من هلع جراء اختلاطها مع إناس غرباء عنها إذ ظهر هذا جلياً على وجهها الذي تغضن بالحمرة بعدما تركتها أنچيل وانضمت إليها واحدة من البائعات التي ظلت تسألها عن الموديلات التي ترغب بشرائها وأخذت نظرات سوسن تتنقل بين ما بيدها وبين الفتاة بتوجس وبدت في حالة مثيرة للشفقة.
تبعها الصقر مغيباً حالما رأى انشغال الجميع وقبل أن تغلق أنچيل باب غرفة القياس وضع قدمه يحول دون ذلك، فشهقت بتفاجئ، تقول بضيق:
-إيه اللي چابك إهنه؟! ما خايفش على صورتك جِدام الناس يا گبير؟!
كمم فمها بيمينه يدفعها إلى الداخل مغلقاً باب الغرفة الصغيرة عليهما بقدمه ولا مجال للهروب من براثنه داخل هذا الخندق، همس بالقرب من مسامعها يقول بأمرٍ أشبه بالرجاء:
-آني هاشيل يدي بس حسك تفتحي خشمك.
رمقته بحاجب مرفوع ونظراتها تفيض بالتحدي وكأنها تسأله: -وإلا؟
وعلى الفور ترجم تعبيراتها ولكنه سيجرب حيلها معه إذ دنى إليها وتعمد أن تلامس لحيته النابتة وجهها فابتسم عندما ارتجفت استجابة، فهمس الصقر:
-آني آسف أني زودتها إمعاكي، بس أنتي اللي خرچتيني عن شعوري.
أشاحت بوجهها عنه وتبددت هالة القوة التي كانت ترسمها لتترقرق دموع القهر بمقلتيها، تقول بصوت مختنق:
-اللي عِملته ما يتناسيش يا گبير، لو صوح عتحبني ما كونتش عهون عليك، لكن أنچيل عبيطة صدجت إنك سندها وعزوتها بس لجيت إنك ما عتفرجش گتير عن غيرك.
مال برأسه إليها يلتقط عبراتها بشفتيه يهمهم بصدق:
-آه لو تعرفي أنتي عيندي إيه… لو بس تحسي بالنار اللي چوايا لمن جولتي إنك مفارجة وعاوزة تسافري.
دفعته براحتي يدها في صدره بقوة واهية، تقول:
-كداب… آني سمعتك وأنت عتجول إنك اتچوزتني بس أمان لبت عمك.
أومأ برأسه في إيجاب، مردفاً:
-صوح آني كداب، كدبت عليهم لمن جولت إن چوازي منك بدل، لكن آني….
لم يكمل حديثه، فهدرت به متسائلة:
-أنت إيه؟! جول؟! آني بالنسبة لك إيه؟!
(إيوه صوح جول هي بالنسبة لك إيه 🤔حد بتردحله😂)
فأجابها دون تفكير : – آني عاشجك.
قالها بهيام وصدق ومن ثم اقتنص شفاهها في قبلة خاطفة قبل أن يفتح الباب تاركاً إياها في تخبط ما بين ما يستشفه قلبها وبين ما يعتمل بعقلها من شكوك، فرفعت يمينها تتحسس ثغرها الذي علته ابتسامة حالمة تتمتم بمؤامرة:
-ماشي يا واد الزيدي صبرك عليا.
خرج صقر منتشياً كالعائد منتصراً من أكثر معاركه مصيرية وتوقف يستند إلى أحد القوائم، يغمض عينيه وكأن قربها امده بجرعة حياة كمن تلقى صدمة انعاش كهربائية.
(وه ما تنشف أواد عمي البت بتحلف براس أبوها چوا لتجيبك أرض🤏🙄😂)
بينما اصطدمت وعد لدى خروجها من الغرفة المجاورة بأنچيل التي لم تنتبه لوجودها، فدفعتها وعد في كتفها بحدة، تقول بهجوم:
-أنت جنس ملتك إيه أنت وأخوكي؟ راضعين تناحة!!
حدجتها أنچيل بدهشة، تسألها بعدائية:
-إيه فيكي إنتي؟! عاملة زي البَهيمة الفالت لجامها إكده ليه؟!
عضت وعد على شفتها بغيظٍ، تجيبها بضغينة:
-أنا بردو اللي بهيمة يا موكوسة، الواد واقع وعمال يتأسف لك وناقص يوطي على رجلك يبوسها وأنت نازلة زي المنشار بلسانك اللي عاوز قطعه، صحيح يدي الحلق للي بلا ودان، أنت كنتي عاوزة واحد زي الحمار الحصاوي اللي برة.
(لا بجى أنتوا زودتوها أنتوا التنين، مين ده اللي حمار حصاوي يا بت عزام، خشي عليها يا أنچيل😏😂)
أنچيل بتشدق:
-والله ما في حمارة إهنه غيرك… هو الرچل لازمن يجول للست إنه عيحبها عشان تفهم، ريان عمره ما صبر على واحدة كيف ما أهوه صابر عليكي يا أم لسان طويل إنتي، لو واحدة غيرك كان شجها بالطول.
حكت وعد ذقنها بتفكير ثم قالت بمهادنة:
-تفتكري الواد أخوكي ده يعرف يحب من أساسه، ده كل تفكيره شمال.
وقبل أن تجيبها أنچيل وجدوا من قاطع حديثهما يقول:
-إيه فيه؟! إحنا عنجعدوا طول النهار إهنه ولا إيه؟!
أجابته أنچيل:
-خلاص يا أخوي خلصنا أهه… بس إيه كل الحاچات اللي في يدك دي يا ريان؟!
قالتها وهي تلتقط أحد الحقائب من يده تخرج إحدى قطع الثياب الموجودة بداخلها، فرفعت وعد كلا راحتيها تمسح بهما على وجهها تقول بنبرة كمن أوشكت على البكاء:
-شمال شمال، كان لازم أعرف م الأول إنه فخ والباشا عاوز يلبسني على مزاجه، يلبسني إيه بعد اللي شاريه ده؟! أقصد يقلعني على مزاجه الهتير تربية الخواچات.
(اقفش🤝😂😂😂)
طالما وصلت هنا يبقى الرواية عجبتك، تابعني بقى على صفحتي ع الفيس بوك عشان تعرف مواعيد نشر الفصول الجديدة الصفحة باسم (روايات أسماء حميدة) وجروبي باسم (منتدى روايات الأسطورة أسماء حميدة)
يمكنكم قراءة الفصل الستون👇
https://alasturaa.com/رواية-وعد-ريان-بقلم-أسماء-حميدة-مكتملة/
رواية عقول غيبها العشق بقلم الكاتبة أسماء حميدة الجزء 4 الفصل الخامس عشر رواية ڤانتازيا مافيا رومانس كوميدي
يمكنكم قراءة رواية أخرى 👇
رواية واحتسب عناق بقلم #الأسطورة_أسماء_حميدة الفصل الأول
👇
رواية عينيكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر
👇
جوازة بدل بقلم سعاد محمد سلامة