متى تخضعين لقلبي كاملة للكاتبة شيماء يوسف الفصل الثاني والعشرون

pexels-photo-984944-984944.jpg

متى تخضعين لقلبى
الفصل الثانى والعشرون ..

ظل فريد يتأمل تلك الغافيه بين ذراعيه والابتسامه البلهاء لا تفارق وجهه خاصةً وهو يتذكر عندما توقف فى منتصف ما يفعله ليسألها بذهول :
-حياة !!! انتى ؟!!!…
كانت تعلم جيداً سبب ذهوله وتترقب تلك اللحظه لذلك هزت رأسها بأيجاب وهى تكاد تذوب خجلاً من نظرته ولمسته المراعيه خاصةً بعد ذلك الاكتشاف.

رفرت حياةً بعينيها قليلاً ثم فتحتهما بخجل شديد ، ظل فريد على تأمله لها بصمت جعل وجنتيها يستحيلان للأحمر من شده توترها وخجلها ، تنهد هو بحراره مقرراً قطع الصمت بينهما بسؤال رغم سعادته الشديده يتأكله فضوله لتلقى اجابته لذلك هتف مستفسراً :
-حياة .. انتى ازاى لسه بنت لدلوقتى والاهم ليه خبيتى عليا حاجه زى دى ؟ ..

ضغطت على شفتيها بأحراج شديد وقد سلطت نظرها فوق صدره العارى متجنبه تلك المواجهه فرغم ما حدث بينهم منذ قليل الا انها لا تستوعب بعد مناقشه ذلك الامر معه ، هتف فريد بأسمها مره اخرى ليحثها على الحديث فهو ينتظر اجابتها على احر من الجمر ، رفعت نظرها لمواجهته بمجرد سماعه ينطق ينطق اسمها بتلك النبره المطمئنة فتحدثت تقول بأرتباك :
-مش عارفه .. قصدى يعنى انه مكنش .. يعنى مش بيقدر ..

تركت جملتها غير مرتبه فدقات قلبها المضطربه تمنعها من صياغه الجمله بشكل كامل صحيح ، راقب فريد ارتباكها وترددها بتفهم شديد وقد قرر اعطائها وقتها كاملاً حتى تستطرد هى حديثها من تلقاء نفسها دون ضغط منه ، اخذت نفساً عميقاً تهدء بِه توترها ثم حاولت النظر داخل عينيه بثبات فهى أيضاً ينتابها الفضول لمعرفه رد فعله ثم اردفت قائله بهدوء نسبى :
-انا فعلا معرفش السبب انا كنت صغيره وقتها ومكنتش فاهمه حاجه .. بس الاكيد انه كان بياخد الحبوب دى عشان تساعده ومكنتش بتنفع ..

اخذت نفساً عميقاً مره اخرى وقد بدءت ملامح وجهها تمتعض من تلك الذكرى لذلك اثرت إنهاء الحديث قائله بنبره شبهه حاسمه :
-مش عايزه افكر ولا اشغل دماغى .. بس كل اللى اقدر اقولهولك ان ربنا كان رحيم بيا اوى ..

مد ذراعه واضعاً كفه فوق مؤخره عنقها ثم ضغط برفق شديد حتى يدنيها منه طابعاً قبله حنون مطمئنه فوق جبهتها ثم أردف قائلاً بأمتنان شديد :
-ده ربنا كان رحيم بيا انا ..
ازدرد لعابه ببطء قبل اعاده الجزء الاخير من سؤاله مره اخرى بترقب :
-طب ليه خبيتى عليا حاجه زى دى ؟!..

عضت على شفتيها بأحراج لم يخفى عليه ثم اجابته مفسره بنبره شبهه نادمه :
-بصراحه .. فى الاول كنت عايزه اضايقك عشان انت اجبرتنى احكى مقابل تنفيذ رغبتى .. وبعد كده اتحرجت انى احكيلك حاجه زى دى خصوصاً ان مجتش مناسبه ..

ضيقت عينيها عليه تتبين رد فعله لحديثها بترقب شديد ثم ارستطردت فى تبريرها قائله بنبره صادقه :
-والسبب الاخير .. كان فى جزء جوايا صغير عايز يطمن انك بتحبنى بكل مشاكلى واللى حصلى وانى دايماً هفضل حياة القديمه بالنسبالك مهما حصلتلى من ظروف ضدى ..

لمحت شبهه صدمه تلوح من داخل عينيها قبل تحولها لنظره تفهم واضحه ، تنهد براحه ثم سألها بصوته الاجش وهو يجذبها بذراعه لتتوسد صدره :
-اعمل فيكى ايه دلوقتى ؟!..
لاحت على شفتيها ابتسامه لم يراها ولكنها ظهرت جليه فى نبرتها وهى تجيبه قائله بحب :
-اممم ممكن مثلاً تخلينى هنا على طول ..

هز رأسه موافقاً بشده قبل اداركه انها لا تراه فعاد موافقته من خلال قُبلتين قام بطبعهم فوق منابت شعرها ، اغمضت عينيها تستمع بذلك الامان الذى يجتاح روحها بمجرد اندساسها بين ذراعيه فقد شاءت أقدارها الا تتلقى ذلك الامان والاحتواء الا على يده .

بعد فتره من الهدوء كانت هى من قرر قطع الصمت تلك المره عندما رفعت جسدها لتنظر إليه داعمه ثقلها بمرفقها لكى تسأله بتوسل :
-فريد .. ممكن اطلب منك طلب ؟!..
اجابها مشجعاً ويده تعبث بخصلات شعرها الثائرة :
-حياة فريد تآمر وهو ينفذ ..

ظهرت ابتسامتها ولمعت عيونها بعشق وهى تجيبه بنبره رقيقه للغايه :
-ممكن مهما حصل بينا .. ميعديش علينا يوم وانت مدينى ضهرك ابداً ..

انزلقت أصابعه حيث وجنتها يتلمسها برفق شديد بلمسات حانيه ثم اجابها هامساً امام شفتيها :
-مع انك مش محتاجه تطلبى .. بس أوعدك عمرى ما هخليكى تنامى فير فى حضنى ..

اتسعت ابتسامتها بسعاده شديده وهى تعود لتندس داخل احضانه ويحيطها هو بذراعيه وقد اخذت مطلبها ، حركت رأسها للاعلى قليلاً حتى يتسنى لها الاختباء بداخل عنقه وهى تفكر بسذاجه طفله صغيره ماذا سيحدث لو تحولت لعصفور صغير واتخذت من المسافه بين عنقه وكتفه ملاذاً دائماً لها ؟!، اغمضت عينيها بسلام وتلك الفكره تداعب قلبها العاشق .


فتحت حياة عينها فى الصباح فوجدت فريد يتأملها فى صمت بمظهرها الفوضوى وشعرها المشعث بخصلاته الثائرة إلى جانب شفتيها المتورمة من اثر قبلاته وعلامات الحب التى تملئ عنقها وتمتد حتى كتفيها ، ان مظهرها ذلك يقوده للجنون خاصةً وهو يتذكر ما مرا به البارحه وذلك الاكتشاف المذهل الذى اعاد الحياة لروحه ، تنحنح محاولاً تتقيه حلقه قبل ان يحدثها مشاكساً :
-شعرك منكوش على فكره..

جعدت انفها ورمقته بنظرات شبهه حانقه وهى تلكزه بخفه فوق كتفه وتغمغم متصنعه الضيق :

  • بطل تتريق عليا عشان ربنا هيرزقك ببنت شعرها شبههى وساعتها مش هيهون عليك تتريق عليها .. ده غير انه كده بسببك لو كنت سبته فى حاله بليل مكنش بقى كده ..

تنهد بأنتشاء وهو يمد إصبعه متلمساً وجنتها وقد بدءت عينيه تضوى بسعاده من مجرد التفكير بطفله منه تنمو داخل أحشائها وتحمل ملامحها .

اردفت حياة حديثها وهى تبادله ابتسامته بأبتسامه ونظره ناعمه وهى تساله بصوت أجش متحشرج من اثر النعاس :
-وبعدين ممكن اعرف بقى انت بتنام امتى ؟!..

اجابها وهو يبادلها ابتسامتها بأخرى واسعه :
-اقولك سر ..

اخرجت صوت من حنجرتها ينم على الموافقه قبل ان تقول بمرح :
-اامممم قولى على سر ..
استطرد يسألها بخبث :
-طب ولو قلتلك على سر هاخد ايه المقابل ؟!..

ابتسمت بخجل وهى تمد إصبعها وتتلمس ذقنه ببطء قائله بنبره خفيضه مرتبكه :
-اللى انت عايزه ..

اجابها بمكر وهو يقترب منها :
-انا عارف هاخد ايه بس خلينا فى السر الاول ..
ضغطت فوق شفتيها وهى تسأله بحماس :
-طب بقى قولى السر عندى فضول ..
دوت ضحكته وهو يمد ذراعه ليدنيها منه قبل ان يقول بنبره شبهه مرحه :
-انا نومى خفيف جداً .. واول ما بتتحركى من جنبى بصحى بس كنت بعمل نفسى نايم عشان اسيبك براحتك ..
شهقت بمرح وهى تجيبه متصنعه الضيق :
-يعنى انت كل ده كنت بتضحك عليا !!..

حرك عينيه يميناً ويساراً مدعياً التفكير قبل ان يقول بنزق :
-انا غلطان انى كنت بسيبك تتحركى براحتك ..
انهى جملته وهو يمد كلتا ذراعيه ليحيط خصرها ويرفعها قليلاً من فوق الفراش وهو يسألها بصوت خفيض :
-تعبانه ؟!..

هزت رأسها نافيه وهى تبتسم بخجل فأردف مغمغاً وهو يلتقط شفتيها بين شفتيه :
-طب كويس ..
نطقت هى اسمه معترضه بدلال :
-فرييييد هتتأخر ..
همس فريد امام شفتيها بنبره ناعمه مثيره :
-لما اخد مقابل السر الاول ..

حاولت مشاكسته والابتعاد عنه ولكنه كان اسرع منها فى اخدها بين يديه ويغيب بها داخل عالمهم الخاص والملئ بمشاعرهم المحبة .

بعد فتره لا بأس بها كان فريد يرتمى بجسده فوق جسدها يحاوطها ويحتضنها وبرغم ثقل وزنه فوقها الا انها كانت سعيده للغايه وهى تشعر بدقات قلبه قريبه من قلبها وانفاسه الغير منتظمه تلحف عنقها ، غمغمت قائله اسمه بنعومه شديده وهى تحرك كفها فوق ظهره بلمسات مداعبه :
-فريد ؟!..
اصدر صوت مكتوم من حنجرته يحثها على الاستمرار فأردفت تحادثه وهى تبتسم بهيام :
-الوقت أتأخر على فكره وانت اتأخرت اوى على الشغل ..

رفع رأسه على مضض ينظر نحوها متفحصاً ملامحها بعشق شديد وهو يجيبها بهمس ناعم :
-ايه رايك نلعب لعبه ..

هزت رأسها موافقه وهى تضغط على شفتيها وتسأله بحماس شديد :
-لعبه ايه ..
اجابها وهو يقوم بلثم شفتيها :
-هقترح عليكى اقتراح ولو موافقه قولى اه ولو مش موافقه قولى لا ..

ابتسمت بحبور وهى تهز رأسها موافقه وعيونها تلمع بسعاده فأردف يقول بنفس نبرته الهامسه :
-ايه رأيك نقضى اليوم انا وانتى النهارده سوا بعيد عن الشغل ودوشته..

كان يسألها وأصابعه تتحرك بلمسات خفيفه كالفراشة فوق عنقها مما إفقتدها القدره على النطق لذلك أصدرت صوت ضعيف من حنجرتها ينم على الموافقه ، ابتسم هو برضا مضيفاً وهو لايزال محافظاً على نبرته المثيره :
-وندى عفاف اجازه وتطبخيلى بأيدك وانا هحاول اساعدك ..

اسبلت عيونها وهى تحرك رأسها موافقه غير قادره على ايجاد صوتها بسبب أصابعه التى انزلقت للأسفل لتتحرك فوق جسدها بلمسات مثيره ويتحدث وكأنه لا يفعل شئ ، حرك راسه هو الاخر موافقاً قبل ان يضيف بمكر غامزاً لها بعينه :
-وعايز تعمليلى كيكه شيكولاته وأكلها زى ما احب ..

ظلت تحدق بِه بهيام غير قادره على ايجاد صوتها للاجابه فأخفض رأسه مقترباً بشفتيه من شفتيها محركاً رأسه ومتعمداً الاحتكاك بهم وهو يسألها هامساً:
-مسمعتش اجابتك على فكره ..

كانت همهمه ضعيفه متقطعه هى كل ما صدر عنها كعلامه موافقه على اقتراحه الماكر ، أردف هو قائلاً بخبث :
-مادام اتفقنا يبقى فاضل اخر حاجه ..

رفعت رأسها تسأله بعينيها مستفسره فأستطردت يقول وهى يقترب منها :
-توافقى على اللى هعمله فيكى دلوقتى ..

صرخت اسمه بمرح معترضه قبل ان تخمد مقاومتها ويختفي صوتها بين يديه حيث لا طاقه لها على معارضته وهو يبث لها ذلك الكم من المشاعر الرائعه .


خرجت حياة من المرحاض وهى تحيط جسدها بمنشفه سوداء كبيره تاركه شعرها المبلل يقطر ماءه فوق كتفها وعنقها مما أعطاها مظهراً مثيراً للغايه ، ازدرد فريد لعابه بصعوبه وهو واقفاً امامها يتأملها وقد بدءت حراره جسده فى الارتفاع من مظهرها العفوى ، مد ذراعه يجذبها نحوه ليحاصرها بين ذراعيه ثم اخفض رأسه نحوه شفتيها ليبدء فى تقبيلها ، ولكن حياة عادت برأسها للخلف متجنبه قبلته وقد قررت انه الوقت المناسب لبدء مصالحه فريد على نفسه واول خطوه لفعل ذلك هو اعاده العلاقه بين وبين خالقه لذلك قالت بتحفظ شديد مبرره ابتعادها عنه :
-فريد .. هروح اصلى الاول ..

هز رأسه متفهماً وقد بدءت يده تلقائياً ترتخى حول جسدها تاركاً لها المجال للتحرك بحريه ، ازدردت حياة لعابها بتوتر ثم اردفت بذلك السؤال الذى طالما راودها منذ حادثه الحفله :
-فريد ممكن اسالك سؤال ؟!..

التقط توترها بسهوله بالغه فضيق نظراته حولها يتفحصها بارتياب وهو يومأ لها برأسه كعلامه موافقه ، اردفت هى تسأله بترقب شديد وبنبره قلقه :
-ممكن اعرف يعنى اخر مره .. يعنى شربت كانت امتى ؟!..
انهت سؤالها وكتمت انفاسها فى انتظار اجابته بترقب شديد للغايه فهى تتذكر وعده لها تلك الليله ولكن جزء ما بداخلها يريد التأكد من إيفائه به ، صمت قليلاً ثم اجابها بتعابير وجهه ونبره جامده للغايه :
-يوم الحفله ..

تنهدت بأرتياح وارتخت ملامحها المترقبه وبدءت رئتيها تعود للعمل بشكل سليم مره اخرى وظهرت الابتسامه جليه فوق شفتيها ثم حركت كفيها تحتضن وجهه بينهما وقد تعمدت النظر بداخل عينيه وهى تنطق بجملتها :
-فريد عارف .. انا نفسى اوى انا وانت نصلى سوا ..

لم تنتظر اجابته ولن تنتظرها الان فقد نطقت بأمنيتها وتركت له المجال ليتسوعبها ثم طبعت قبله مطمئنه فوق جبهته وتوجهت لخزانه ملابسه بعدما قامت بتجفيف شعرها استعداداً لبدء صلاتها وقد تعمدت فعل ذلك امامه .

كان فريد يعلم انها تؤدى فرائضها كامله فحتى فى منتصف الليل ومنذ انتقالها لغرفته كانت تنسحب من داخل احضانه ثم تعود بعد قليل فيدرك انها فعلت ذلك من اجل الصلاه ولكن رؤيتها وهى تتلو ايات الذكر الحكيم امامه بخشوع تام شئ اخر جعل قلبه يرتجف وهو يعود للذاكره حيث عمر السابعه عندما قامت والدته بتعليم كيفيه اسباغ وضوئه واقامه صلاته وكانت تحرص على تأديتها معه ، بالطبع انتهى ذلك بموت والدته وسفره بمفرده للخارج حيث ثقافه جديده مختلفه كلياً لم يقوى على مقاومتها وبدء بعدها بالابتعاد شيئاً فشئ عن كل ما يخص دينه ولكن تلك اللحظه بالذات اعادت إليه جزء من الحنين ظن انه افتقده للأبد


فى الاسفل شهقت حياة بسعاده وهى فى طريقها للمطبخ وقد تسللت لانفها رائحه المخبوزات الفرنسيه الشهيه والذى يرفض فريد رفضاً تاماً تناولها مدعياً الحفاظ على صحته، صفقت بيدها وهى تركض فى اتجاه الطاوله وتهتف بنبره طفوليه سعيده :
-الله .. دادا عفاف متوصيه بيا اوى النهارده ..

رفعت رأسها تنظر نحو فريد الذى جلس بالفعل امام طاوله المطبخ يتناول إفطاره الصحى بجانب قهوته السوداء واردفت تقول لآثاره غيظه :
-والاهم ان كل ده ليا لوحدددى .. الحمدلله مش هاكل النهارده الاكل الغريب بتاعك ده ..

ضيق نظراته فوقها وهو يجيبها بحنق واضح :
-انا نفسى اعرف الاكل اللى بتاكليه كل ده بيروح فين ؟!..
رمقته بنظره حانقه قبل ان تجيبه بتذمر :
-اولا يعنى دى طبيعه جسم على فكره .. ثانياً بقى انا بدخل اوضه الجيم من وراك ..

رفع احدى حاجبيه مستنكراً قبل ان يجيبها مقلداً نبرتها وساخراً منها :
-عارف على فكره ..

فرغ فاها وشهقت بصدمه قبل سؤال بعدم تصديق :
-بجد !!!.. اكيد داد عفاف هى اللى قالتلك صح ..
هز رأسه نافياً وهو يوشك على إنهاء طعامه قائلاً بلامبالاه :
-معرفتش من حد .. انتى اللى بتسيبى اثار وراكى ..

مسح فمه بمحرمه الطعام قبل ان يردف قائلاً بنبرته الآمرة :
-ممكن بقى تبدئى تأكلى بدل ما عماله تلفى كده ؟!..
جلست على الفور بمجرد انتهاء جملته وشرعت فى تناول فطورها ولكن ببطء شديد مما أثار اعصابه فقد كان يعلم جيداً انها تماطله .

هتف فريد بها بعد مده من الوقت قائلاً بضيق :
-حياة ممكن تنجزى شويه بقالك ساعه بتاكلى !!..
مطت شفتيها بحزن قبل ان تجيبه متصنعه البراءه :
-الله جعانه طيب اعمل ايه ..

اسبلت بعينيها للأسفل حتى لا يكتشف تمثيلها قبل ان تضيف متصنعه الحزن :
-خلاص مش هكمل شوف انت عايز ايه ..

زفر مطولاً قبل تحركه بالمقعد نحوها ثم مد ذراعه يحتضن خصرها ويقول بأستسلام :
-حبيبتى كلى براحتك بس انتى بقالك اكتر من نص ساعه بتاكلى ..

عضت على شفتيها وقد بدءت ابتسامتها تلوح فوق شفتيها قائله بمرح :
-على فكره الكرواسون حلو اوى .. بجد دادا عفاف موهوبه .. بس انت طبعاً مش بتاكل الحاجات دى ..

كانت تحاول اثاره حنقه بكل السبل الطرق الممكنه وتستفزه حتى يتناوله ففى كل مره تصنعه عفاف من اجلها يسخر منها ومن عاداتها الغير الصحيه لذلك أقسمت تلك المره على جعله بتناوله حتى يتوقف عن سخريته ، قطمت قطعه اخرى منه وظلت تمضغها ببطء شديد وهى تراقب رد فعله ثم مدت كفها فى اتجاه فمه تسأله بنبره هامسه :
-دوق هتعجبك اوى على فكره ..

نظر لها مطولاً قبل ان يسألها بنبره مرحه قائلاً بتهديد لذيذ :
-انتى قد اللى بتعمليه ده ؟!..

سألته ببراءه مدعيه عدم الفهم :
-بعمل ايه مش فاهمه ؟!..
ابتسم لها ببطء وهو يهز رأسه بتوعد قائلاً وهو يجذبها نحوه :
-انا ممكن اكله على فكره بس مش هنا ..
ضيقت عينيها وعبس جبينها بعدم فهم حقيقى قبل ان تشهق بدهشه وهو يلتقط شفتيها بين شفتيه متمتاً بنبره ناعمه كالحرير :
-اكيد طعمه هنا احلى بكتيررر ..

فى بدء الامر ظلت جامده وهى تلوم نفسها على تهورها امامه قبل ان يتعمق هو فى قبلته متذوقاً ما بداخل فمها فلم تشعر الا وهى تبادله إياها بنفس الشغف والتطلب ، اخفض جزعه حتى يتسنى له وضع يده اسفل ركبتها وحملها وهو لازال يقبلها ثم ابتعد عنها قليلاً قائلاً من بين انفاسه اللاهثه وهو يتحرك بها نحو الدرج
-كفايه عليكى فطار لحد كده ..


لم يسمح لها فريد بالعوده للأسفل مره اخرى لاى سبباً كان وفى المساء كانت حياة تحاول جاهده فتح جفنيها من شده الارهاق والنعاس ، غمغم فريد وهو يحرك يده على طول ظهرها :
-حياة .. انا جعان ..
اجابته حياة بنبره ناعسه مرهقه وهى تحرك رأسها داخل تجويف عنقه :
-فريد اتلم .. انا تعبت وعايزه انام ..
دوت ضحكته عالياً وهو يجيبها بصوت مختنق من شده الابتسام :
-مكنتش اعرف ان دماغك منحرفه كده .. انا جعان بجد والله ..

رفعت رأسها تنظر نحوه متصنعه الغضب وهى تجيبه بنبره مؤنبه :
-ما عشان حضرتك مفطرتش كويس وقضيتها تريقه عليا .. ده غير انك اتهورت وعطيت لدادا عفاف اجازه من قبل ما تعملنا الغدا .. ثالثاً بقى ودى اهم نقطه انك لهتنى لدلوقتى ومخلتنيش انزل اعمل اى حاجه ..

انهت جملتها ثم عادت تندس مره اخرى بين ذراعيه وتتوسد رأسها صدره ، تجعدت ملامح فريد كطفل يتلقى التعنيف من والدته ثم اجابها بضيق :
-مش مهم هروح اطلب اكل من بره ..

انتفض جسدها من بين يديه وتحركت ترفع جسدها مستنده على مرفقها قائله بذعر شديد:
-لا طبعاً الا الاكل من بره ده ..
سألها فريد بعدم فهم :
-مالك خفتى كده ليه ؟!..

اجابته وقد بدء صوتها يختنق وعيونها تلمع بالدموع من اثر الفكره :
-انت ناسى ان فى حد حاول يأذيك .. يعنى ممكن ينتهز الفرصه دى ويعمل فيك حاجه زى ما عملوا قبل كده معايا ..

مسح فريد على وجنتها برقه بالغه ثم اجابها بنبره اكثر رقه محاولاً تهدئه نظره الرعب التى تطل من داخل جفونها :
-حبيبتى متخافيش .. عايزك طول مانتى معايا متخافيش من حاجه ..

تنهدت بعدم ارتياح وهى تعود وتدفن رأسها بتجويف عنقه حيث ملجأها المفضل وهى تغمغم برعب :
-فريد مش عايزه اجرب احساس الكام يوم اللى فاتوا ده تانى ابداً ..
-ششششش .. متخافيش انا معاكى اهو ..

تفوه بجملته تلك بعدما طبع قبله مطمئنه فوق شعرها وهو يحرك كفه فوق ذراعها العارى مهدهداً لها ..

بعد فتره من الصمت بينهما تحدث هو قائلاً بمرح محاولاً تلطيف الأجواء :
-حياة .. انا لسه جعان ؟!..

لم يأتيه اجابه منها فعاود قول اسمها ولكن تلك المره بنبره خفيضه للغايه فلم يصدر منها سوى همهمه خفيفه علم من خلالها مع انفاسها المنتظمه انها ذهبت فى نوم عميق ، اتسعت ابتسامته وهو يتحرك ليلتصق بها اكثر متنازلاً عن فكره الطعام ويستعد وهو داخل أحضانها لنوم عميق ظل يحلم بان يزوره منذ سنوات طويله ويبدو انه اخيراً قرر التعطف عليه.


فى الصباح استيقظت حياة شاعره بثقل ما يجثو فوق قفصها الصدرى ، فتحت جفنيها بتثاقل لترى فريد ولاول مره رأسه تتوسط صدرها وذراعيه تلتف حول خصرها بقوه كأنه طفل صغير متشبث بها ، قاومت اغراء شديد فى رفع ذراعها ودس كفها بداخل خصلات شعره الناعمه وبدلاً عن ذلك اثرت عدم التحرك حتى لا تزعجه فى غفوته

وبعد ساعه من الجمود التام بدءت تشعر به يتململ بهدوء داخل أحضانها فحرّكت كلتا يدها على الفور واحده تعبث بخصلات شعره والاخرى احاطت جسده ، لم يتحرك من موضعه ولم يصدر اى صوت يدل على استيقاظه ولكنها علمت انه استفاق من انفاسه التى اصبحت غير منتظمه وكفه التى تحركت تتشابك مع يدها ، قطعت حياة الصمت قائله بصوت رقيق للغايه :
-على فكره انا صحيت النهارده قبلك وانت محستش زى كل يوم شفت ازاى ..

تحرك بجسده قلبلاً حتى وصل إلى عنقها وقام بطبع قبله ناعمه فوقه ثم دفن رأسه بداخلها وهو يتمتم بنبره ناعسه :
-انا فعلاً اول مره انام كتير كده ..

امتلئ وجهها بأبتسامه رضا واسعه ثم رفعت كفها لتستأنف تمسيد خصلات شعره برفق شديد وهى تقول بترقب :
-فريد .. انت عمرك ما حكتلى حاجه من ساعه ما سبنا بعض .. رغم انك عرفت تقريباً كل حاجه عملتها من يوم ما بابا قرر نتنقل لحد مانت رجعت تانى ..

رفع جسده قليلاً متخذاً من مرفقه حاملاً له قبل ان يجاوبها بنبره جامده :
-عايزه تعرفى ايه بالظبط ؟!..

رفعت رأسها هى الاخرى تطبع قبله خاطفه فوق شفتيه ثم احاطت وجهه بكفيها وهى تجيبه بحماس :
-عايزه اعرف كل حاجه ..
لمحت سحابه حزن خاطفه مرت بعينه قبل ان يبتسم لها بمكر وهو يمد ذراعيه اسفل جسدها استعدادا لحملها قائلاً بمرح شديد :
-اممم بليل هقولك كل حاجه بس دلوقتى مش هبنفع ..
سألته بأستنكار :
-ليه بقى ؟!..
اجابها وهو يتحرك بها من فوق الفراش قائلاً بنبره هامسه مثيره :
-عشان عندنا شغل وقبل الشغل لازم ناخد دش ..
شهقت حياة بخجل وهى تضرب بقدميها فى الهواء محاوله الافلات منه ولكنه تأكد من احكام لف ذراعيه حولها قبل اختفائه بها داخل الحمام ..


فى الخارج وقفت حياة بجسد جامد امام المقر الرئيسى للشركه وتحديداً امام مدخلها الذى شهد اصابته ، اغمضت عينيها بقوه محاوله طرد تلك الذكرى الأليمة التى ومضت امام عينيها عن يوم اصابته ، شعر فريد بكفها يضغط فوق كفه كأنها تستمد منه قوتها ، تحركت نظراته هو الاخر حيث موقع نظراتها قبل ان يفهم سبب توجسها ، مال برأسه ليهمس داخل اذنها بنبره مطمئنه :
-انا معاكى على فكره ..

حركت رأسها ببطء رافعه نظرها نحوه وهى ترمقه بأبتسامه باهته استقبلها هو وبادلها إياها بأخرى مشجعه قبل ان يتحركا معاً يداً بيد نحو الداخل ، بمجرد خروجهم من المصعد ووصولهم نحو الممر المؤدى لغرفته ، لمحت حياة نجوى تهرول فى اتجاههم ثم توقفت بأنفاس لاهثه امامهم قائله بحماس شديد :
-فريد انت اتاخرت اوى النهارده وامبارح كمان مكنتش موجود .. وانا كنت عايزه ابلغك ان الشركه الجديده اللى اتكلمت معاها بخصوص الماركيتنج عايزه تاخد ميعاد معاك بكره ..

حاولت حياة اثاره غيظها لذلك وبمجرد رؤيتها مالت برأسها تستند على كتف فريد ورفعت كفها لكى تحاوط ذراعه بتملك واضح اما كفها الاخر فظل يتشابك معه بحب ، هز هو رأسه موافقاً بعدم اهتمام ثم اجابها على عجاله :
-تمام .. هاتيلى ملف العرض بتاعهم اراجعهم قبل ما ااكد عليكى الميعاد بكره ..

انهى جملته وجذب حياة خلفه متجهاً بها نحو غرفته دون انتظار اجابه نجوى .
حدقتهم نجوى بنظرات غل صريحه وهى تتابع سيرهم جنباً لجنب ونظرات عشقهم الواضحه للعيان وهو تقول بتوعد صريح :
-ماشى يا بنت **** مبقاش نجوى ان ما قلبت الدنيا عليكى بس الاقى فرصتى ..

فى الداخل وقف فريد قبالتها بعدما تأكد من احكام غلق الباب خلفهم ثم جذبها نحوه مشبكاً يده خلف ظهرها وهو يسألها بنبرته العابثه :
-مينفعش تشتغلى هنا النهارده ..
اجابته بأبتسامه واسعه وهى ترفع كفيها وتتلمس صدره القوى :
-انت عارف كويس انى لو قعدت هنا مش هتشتغل ..

اخفض رأسه حتى تلامست شفاهم سوياً ثم غمغم امامهم بصوته الإجش فشعرت به ينطق الكلمات من خلال فمها:
-اقعدى وجربى ..
نطقت اسمه بدلال ناعم :
-فريييييد ..
طبع قبله خاطفه فوق شفتيها وهو يجيبها بأستسلام :
-خلاص اتفضلى روحى بس خليكى عارفه انى بجمع لحد بليل ..

رمقته بنظره عاشقه وهى ترفع جسدها على اطرف اصابع قدمها لكى تطبع قبله ناعمه فوق وجنته ثم تركته وانصرفت مسرعه حتى لا تستسلم لرغبه قلبها فى البقاء بجواره .

فى منتصف اليوم جائها اتصال هاتفى من سكرتيرته تطلب منها التوجهه إلى غرفته على وجهه السرعه ، ركضت حياة مسرعه نحو غرفته وهى تشعر بالقلق من طلبه المفاجئ فالملفات التى بين يديها لا تستدعى طلبها بهذا الشكل العاجل ، طرقت الباب ولم تنتظر الاجابه بل دلفت للداخل على الفور وبمجرد دخولها تفاجئت بيده تجذبها حتى اصطدم جسدها بصدره القوى ثم احتجزها بينه وبين الحائط وهو يتمتم امام شفتيها قائلاً بنبره مثيره للغايه :
-وحشتينى ..
زفرت حياة بأرتياح قبل ان تقول وهى تبادله قبلاته المتطلبه بأخرى مشتاقة :
-فريد احنا فى المكتب ..

لم يعيرها اهتماماً ولم يجد الوقت ليجيبها بل ظل يعمق من قبلاته حتى تناست جميع ما حولهم ورفعت كفها تضعه فوق عنقه وتضغط عليه حتى يدنى منها اكثر ، بعد فتره من الوقت أبعده عنها ذلك الهاتف الذى ظل جرسه يدوى بلا توقف ، تحرك فريد ليلتقطه من فوق مكتبه ثم اجاب بهدوء شديد وهو بعود لنشر قبلاته فوق وجهها مره اخرى كأن الامرين لا يتعارضان مع بعضهما البعض على الاطلاق ، تسائلت حياة وهى تبادله قبلاته كيف يستطيع التركيز فى كلا الفعليين معاً ؟!!!!، انهى مكالمته دون الرد بكلمه واحده فقط استمع إلى الطرف الاخر والذى علمت حياة انه رجل من صوته الذى كان يصل إليها بوضوح بسبب اقتراب فريد والهاتف من وجهها

اغلق فريد الهاتف ودسه بجيب بنطاله دون حتى كلمه وداع ثم عاد ليلتهم شفتيها مره اخرى ، غمغمت حياة بأعتراض ضعيف محاوله ايجاد ارادتها فى الابتعاد عنه فقد بدء جسدها بأكمله يستجيب له وهى تعلم تمام المعرفه ان ما يقومان به هو قمه التهور ، استجاب فريد لاعتراضها وبدء يحرر شفتيه من بين شفتيها وهو يلهث من فرط مشاعره قبل ان يبلغها بصوت أجش :
-حياة انا لازم اسافر بكره الصبح ..
عقدت حاجبيها معاً وهى تسأله بقلق شديد :
-فى حاجه حصلت ؟!..

هز رأسه نافياً وهو يعاود تقبيل شفتيها بقبل متفرقه شارحاً لها من بين قبلاته :
-مفيش حاجه مهمه .. بس حاجه لازم اخلصها بنفسى .. هما يومين ومش هتأخر عليكى ..

هزت رأسها بأيجاب وقد بدءت تشعر بالاحباط يتملك منها من فكره بعده عنها ولكنها حاولت اخفاء ذلك بمهاره لم تخفى عليه ، اعطته ابتسامه واسعه وهى تستدير نحو الباب لتتركه يرتب امور سفره .

دلفت نجوى غرفته بعد خروج حياة بفتره لا بأس بها وفى يدها ملف تلك الشركه التى أُوكل إليها مهمه التنسيق معها ، تحدثت معه بعمليه شديده كانت تمتاز بها وهى تضع الملف امامه :
-فريد ده الملف اللى طلبته منى عشان تراجعه قبل الاجتماع مع الشركه .. ياريت تقولى رايك الاخير فيه قبل ما اكد عليهم الميعاد بكره ..

اجابها فريد بجمود دون رفع نظره نحوها فقد كان غارقاً فى الملفات التى امامه والتى تحتاج المراجعه والتدقيق قبل سفره :
-مش هينفع بكره يا نجوى خالص .. انا مسافر يومين ولما ارجع نبقى نحددلهم ميعاد تانى ..

لمعت عينى نجوى بمكر واتسعت ابتسامتها فيبدو ان الحظ وضع الفرصه التى تبحث عنها امام عينيها من جديد ، لذلك اندفعت تقول بلهفه شديده مدعيه الارتياح :
-كويس اوى .. انا كمان مكنش يناسبنى بكره لان بابى طلب اسافرله ضرورى وانا كنت هأجل عشان الاجتماع ده دلوقتى اقدر اسافر وانا مطمنه .. بس مقلتليش طيارتك الساعه كام
اجابها فريد بعدم اهتمام وهو لايزال ينظر بداخل الاوراق :
-الصبح بدرى ..

هزت رأسها بسعاده ثم استأذنته فى الخروج قبل ركضها نحو ايمان تطلب منها حجز تذكره ذهاب لإيطاليا غداً صباحاً مهما كلفها الامر

بعد فتره ليست بطويله وبسبب ازدواج جنسيتها استطاعت ايمان إتمام الامر بمنتهى السهوله حتى انها قامت بطبع تذكره السفر وسلمتها لها ، استلمتها نجوى منها بسعاده غامره وأخفتها جيداً بداخل حقيبه يدها ثم تحركت للتنفيذ خطوتها التاليه .

ظلت نجوى تراقب الممر منتظره خروج حياة من غرفتها لاى سبب كان حتى يتسنى لها ابلاغها بالأمر ، وبالفعل بعد حوالى الساعه خرجت حياة من غرفتها متجهه حيث مكتب ايمان حيث اصبحت عادتها فى الايام الاخبره قضاء وقت راحتها معها ، بمجرد رؤيه نجوى لحياة وقفت تعطيها ظهرها وقد تظاهرت بالحديث داخل هاتفها المحمول قائله بخبث شديد وبصوت مرتفع نسبياً حتى تتأكد من وصول حديثها لمسامع حياة :
-ايوه يا بنتى زى ما بقولك كده اتفقنا نسافر سوا بكره وهو ضحك عليها وقالها انه شغل ..

تسمرت حياة فى مكانها واذردرت لعابها بصعوبه وقد بدءت تشعر بدقات قلبها تتعالى توتراً ولكنها قررت تجاهل كل ذلك الامر والمضى قدماً ، أسرعت نجوى تضيف بعدما رمقت حياة بنظره جانبيه ورأتها على وشك التحرك :
-يابنتى بقولك اتفقنا وحجزنا سوا خلاص وهنتقابل بكره فى المطار بس هو طلب منى كل واحد يحجز لنفسه احسن عشان منجازفش يعنى وخصوصاً ان مراته معانا فى الشركه ..

شعرت حياة بأنقباضه قويه داخل قلبها وبدءت الدموع تغزو مقلتيها وهى تفكر بحزن ، ايعقل ان يفعل بها فريد ذلك خاصهً بعد ما حدث بينهم !!، نفضت رأسها من تلك الافكار وهى تستأنف طريقها نحو الخارج فهى تثق بزوجها ولن تسمح لتلك الحرباء بأفساد صفو حياتها ..

ظلت حياة شارده خلال ما تبقى من يومها فكلما نفضت تلك الافكار المسمومة من داخل رأسها تعود إليها مرةً اخرى
وبعد طول تفكير منها قررت مواجهه فريد والاستفسار منه ، نعم بمجرد وصولهم للمنزل ستسأله واذا تطلب الامر ستطلب الذهاب معه بدلاً من جلوسها هنا بداخل مكتبها يتأكلها التفكير والقلق

انتهى اليوم وكعاده فريد اليوميه توجهه حيث غرفه حياة لاصطحابها من داخلها والتحرك معاً يداً بيد نحو الخارج ، بالطبع كانت تلك الفرصه التى تعول عليها نجوى لتنفيذ اخر خطوه من مكيدتها فظلت واقفه قرب غرفه حياة منتظره وصول فريد اليومى فى نفس الميعاد تقريباً وبالفعل انزوت بعيداً بمجرد رؤيته يتحرك داخل الممر وبمجرد وصوله امام غرفه حياة سارعت نجوى توقفه بيدها وتقول له بصوت مسموع حتى تتأكد من استماع حياة لها :
-فرييييد ..انا حجزت التذكره على فكره زى ما اتفقنا وكده بكره هنتقابل فى المطار الصبح ..

عقد فريد حاجبيه معاً بعدم فهم قبل ان يفتح فمه ليستفسر منها ولكن نجوى قاطعته قائله بخبث :
-ان شاء الله تبقى رحله سعيده وننبسط بيها ..

انهت جملتها وهرولت نحو الخارج لتقطع عليه اى طريق للاستفسار او التصحيح تاركه فريد ينظر فى اثرها بعدم فهم قبل دخوله لغرفه حياة والتى بالطبع استمعت لما تفوهت به نجوى واصبح وجهها شاحباً يحاكى الأموات ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top