متى تخضعين لقلبي مكتملة بقلم شيماء يوسف الفصل السادس عشر

pexels-photo-984944-984944.jpg

متى تخضعين لقلبى
الفصل السادس عشر ..

استيقظ فريد من غفوته بجوارها على صوت أزيز هاتفه الموضوع فوق الكومود بجواره ، التقطه ينطر بشاشته قبل ان يجيب وهو يتأفف بملل فالمتصل لم يكن سوى والده وهو يعلم جيداً فحوى ذلك الاتصال لذلك اجابه بضيق ساخراً :
-مش محتاج اسأل عن سبب اتصالك ده ..
اجابه غريب من الطرف الاخر متشدقاً بحنق :
-مش عايزنى اطمن عليك كمان!!! ..
اجابه فريد وهو يعود لاحتضان حياة التى بدءت تستفيق على اثر مكالمته قائلاً :
-لا اتفضل اطمن براحتك ومتفكرش انى مش عارف مين اللى بينقلك كل حاجه .. انا بس سايبه بمزاجى ..

صدح به غريب بقوه حتى وصل صوته من الهاتف إلى مسامع حياة قائلاً بعصبيه :
-يابنى انت عايز تجننى !! ايه البرود اللى عندك ده !! اضرب نار على بيتك وانت بتكلمنى فى مين اللى وصلى الخبر !!عمتاً انا بعتلك شويه حرس زياده يفضلوا معاك الفتره دى لحد ما نشوف اخرتها مع الزفت منصور ده اكيد هو السبب ..

تشنجت ملامح وجهه فريد وابعد الهاتف عن اذنه قليلاً حتى انتهى والده من صياحه ثم اجابه ببرود مستفز :
-متشغلش بالك بمين ضرب نار على مين وبعدين انا مش عايز حاجة من حد .. امورى وانا هظبطها بمعرفتى .. المهم انت متدخلش ..
اجابه غريب بأستسلام :
-انا عارف ان مفيش فايده فيك وكلامى كله ع الفاضى معاك .. عمتا نكمل كلامنا بكره فى الشركه ..

اراد فريد إنهاء المكالمه بأسرع ما يمكن لذلك لم يجادل والده اكثر وانهى المكالمه دون تعليق ، ظلت حياة تراقبه حتى انتهاء مكالمته ثم بدءت تحدثه بهدوء قائله :
-فريد .. بباك عنده حق .. انت لازم تزود عدد الحراسه معاك لحد ما تعرف مين اللى عمل كده ..

تأملها مطولاً بعشق ثم تنهد بحراره وهو يدنى بجسده من جسدها ثم احنى رأسه يطبع قبله فوق جبهتها قائلاً بحنان :
-تعالى ..
احتضنها جيداً وحاصر جسدها بذراعه ثم أردف حديثه بنفس نبرته الحانيه قائلاً :
-متخافيش ومتقلقيش انا عارف مين عمل كده والموضوع ده هيخلص قريب ..

تنهدت حياة بأستسلام ورأسها يتوسد صدره ثم أردفت قائله بتردد :
-فريد .. ينفع اسالك سؤال ..
اجابها وهو يعبث بخصلات شعرها مجيباً بحب:
-اسألى يا قلب فريد ..
رفعت حياة جسدها مستنده على مرفقها لتنظر إليه متسائله بترقب :
-انت عارف مين اللى عمل كده صح؟!..
اومأ برأسه موافقاً دون حديث ، ازدرت حياة ريقها بقوه ثم استطردت سؤالها بأستنكار :
-طب ليه كل ده ؟!.. ليه يعمل كده ؟!..
اغمض عينيه لبرٌهه يتذكر حديث والده عن اكتشاف حب منصور لوالدته وكرهه الواضح لفريد دون مبرر ثم فتحهما مره اخرى قائلاً لها وهو لازال يعبث بمقدمه شعرها :
-واحد من منافسين السوق .. مش قابل اننا نتفوق عليه ..

زفرت حياة بحزن ثم استطردت قائله بضيق :
-هو فى حد يعمل كده عشان الرزق ده كله بتاع ربنا !!! طب وبعدين هتعمل ايه دلوقتى ..
اعتدل فريد بجسده حتى اصبح امامها ثم اضاف وهو يحتضن كفها بكلتا يديه قائلاً بحنو :
-متشغليش بالك انتى زى ما قلتلك الموضوع هيتحل قريب .. بس دلوقتى انا لازم اتحرك ورايا كام مشوار ..

تبدلت نظرتها للقلق وتمسكت بيده بقوه متمته برعب :
-لا متمشيش ..

اجابها فريد وهو يحتضنها بين ذراعيه قائلا تبرير :
-حبيبى انا مش هغيب بس فى حارس اتصاب ولازم اروح اطمن عليه مش هينفع اسيبه كده وكمان لازم افهم ازاى كل ده حصل ..

شدت من احتضان ذراعيها حول جسده متمته بتوسل :
-لا متسبنيش لو مصمم تنزل خدنى معاك ..
اجابها فريد بحزم حانى :
-حياة مش هينفع انا هروح المستشفى وبعدين متخافيش هسيب ناس معاكم هنا جوه الفيلا كمان للاحتياط ..
هزت رأسها بقوه وهى لازالت تحتضنه قائله بأصرار :
-لا مش عايزه حد .. يا اجى معاك يا تفضل هنا ..
انهت جملتها ورفعت رأسها تنظر إليه بعيون لامعه من اثر تجمع بعض الدموع بداخلها ، تنهد بأستسلام بمجرد رؤيته لدموعها ثم قال على مضض :
-ماشى خلاص قومى حضرى نفسك واعملى حسابك ننتعشى بره ..

قفزت من الفراش بحماس كالطفله وهى تركض نحو غرفتها متمته بنبره تملؤها الحماس :
-حاضر ربع ساعه وهكون جاهزه ..


كانت جيهان جالسه بجوار غريب تستمع إلى مكالمته وعيونها ممتلئه بالتشفي ، سالت غريب بعد انتهاء مكالمته متلهفة :

  • غريب هو حصل ايه ؟!!..
    زفر غريب بضيق وهو يعود بجسده للوراء ليستند على ظهر مقعده قائلاً بحزن :
    -فى حد ضرب نار على البيت عند فريد
    ..
    سألته جيهان بخبث مستفسره :
    -نار مره واحده !!! وفى بيته كمان !!! طب حد حصله حاجه ؟؟!..
    اجابها غريب بعدما تنهد براحه :
    -لا الحمدلله جت سليمه .. وأضح ان اللى عمل كده كان قاصد يهوش بس .. كل الضرب كان على الشبابيك والمداخل ..

أردفت جيهان تسأله بتفكر :
-طب ويا ترى عرفتوا مين اللى عمل كده ؟!!.
اجابها غريب مسرعاً :
-مش محتاجين نعرف هو منصور زفت مفيش غيره ..

هزت جيهان رأسه ببطء ونظراتها شاردة فى مكان اخر، نظر لها غريب مطولاً بأستنكار يتأمل سكوتها ثم سألها متوجساً :
-جيهان اوعى تكونى !!!!..

صاحت به جيهان بعصبيه قائله بحنق :
-جيهان جيهان !!! جيهان زهقت منك انت وابنك كل ما تحصله مصيبه تجيبوها فيا !! روح شوف ابنك اللى مش مخلى حد فى السوق مش عامل معاه عداوه ..

لم يجد غريب ما يجيبها به فقط اكتفى بالانسحاب من تلك الجلسه الغير مجديه اما عن جيهان فقد غمغمت بسعاده قائله بعيون تلمع من شده الحماس :
-والله زمان يا منصور .. شكلنا هنعيد القديم تانى .. كويس انك ظهرتلى قبل ما أتورط لوحدى


انتها كلاً من فريد وحياة من زياره الحارس الخاص بالفيلا وتفاجئت حياة ان المصاب ليس الا ذلك الحارس الذى ساعدها فى اول يوم لها بالمنزل لذلك حزنت من اجله كثيراًوتمنت له الشفاء العاجل من كل قلبها الامر الذى اسعد الحارس كثيراً

وبعد انتهاء زيارتهم اصطحبها فريد الى احد أفخم مطاعم الاسكندريه والمطل مباشرةً على البحر ، ومنذ وصولهم وأثناء فتره العشاء كان فريد مراعياً إلى اقصى درجه ممكنه حتى يستطيع اذابه ذلك الارتباك الذى تحمله نظراتها طوال الامسيه وبعد انتهاء وجبه العشاء تتهد فريد مستعداً قبل يحدثها بلهجته حازمه لا تحمل مجالاً للتراجع :
-حياة .. من اول الليله دى هتنامى معايا فى اوضتى .. انا عطيت امر لدادا عفاف تنقل حاجتك كلها معايا ..

استحوذ على انتباهها بالكامل بمجرد نطقه لتلك الكلمات ، فازدردت لعابها بقوه وقد بهتت ملامحها وظهر التوتر جلياً عليها قبل ان تسأله بنبره منخفضة مترقبه :
-يعنى ايه ؟؟!..

اخذ نفساً عميقاً ليستطرد قائلاً بنبره عمليه جاده :
-يعنى انا اوضتى أآمن من اوضتك غير انى مش هطمن بعد كده وانا فى مكان وانتى فى مكان حتى لو كان الفاصل باب .. عشان كده هتنتقلى معايا لحد ما احل المشكله دى ..

ظلت تنظر إليه ولم تعقب ولكن من قال انه يحتاج صوت ليفهمها فقد التقطت عينيه حيرتها بسهوله فأضاف بنفاذ صبر قائلا نبره خاليه :
-متبصليش كده انا مش عضك .. ومفيش اى حاجه هتحصل بينا غير بموافقتك .. وبعدين قررى يا انا انام عندك يا العكس ..

لوت فمها بضيق فهى من جهه تعلم ان كلامه منطقى وهى نفسها تخشى الابتعاد عنه خاصهً بعد ما حدث اليوم ومن جهه اخرى يراودها احساس قوى ان ذلك القرار لن يَصْب فى صالحها ابداً ، اما قلبها فكان له رأيى ثالث لن تجرؤ حتى على الاستماع إليه
اما عن فريد فكان يجلس مترقباً ينتظر قرارها والذى بناءاً عليه سيقرر اذا كان سيستمر فيما انتوى فعله معها لبدء حياة طبيعيه بينهم ام انه سينتظر قليلاً بعد ، زفرت بتوتر ثم اجابته مسرعه كأنها تخشى التراجع فى قرارها :
-اوك ..

امتلئ وجهه فريد بأبتسامه واسعه فبرغم وضعه لخطه بديله فى حاله رفضها او عنادها الا انه أسعده كثيراً ان توافق بملئ ارادتها فهذا معناه انها أصبحت مستعده ولو بنسبه بسيطه لمشاركته حياته ، تنحنح محاولاً السيطره على مشاعره ونبره صوته قبل ان يستطرد حديثه قائلاً بجديه شديده :
-تمام دى اول نقطه .. تانى نقطه ان من اول بكره هتنزلى معايا الشركه ..

نظرت إليه مطولاً وهى تعض على شفتيها لمنع لسانها من الاندفاع فهى تعلم جيداً انه لن يحتاج التفوه بأكثر من ذلك لتهتف بحماس بموافقتها فهى تكاد تموت مللاً من الجلوس بالمنزل طوال النهار بمفردها ، ولم تعى مدى اشتياقها للعمل الا بعدما رمى إليها كل تلك الملفات التى راجعتها كالنهمه ، ولكن لا ضير من اثاره حنقه قليلاً ، لذا سألته مستفسره بأستفزاز :
-هعمل ايه فى الشركه ؟!..
رفع احدى حاجبيه ينظر إليها متأملاً قبل ان يتشدق بجملته ساخراً :
-فى تمثال نقص من الشركه ومحتاجين حد بداله !!..

نظرت إليه فى بادئ الامر مستنكره قبل ان ترتخى نظراتها وتسأله بتهكم قائله :
-وعلى كده بتدفعوا حلو للتماثيل بتاعتكم ؟!..
التوى جانب قمه بنصف ابتسامه قبل ان يجيبها قائلاً بسخريه :
-مكنتش اعرف انك ماديه كده !!! ..

اتسعت ابتسامتها وبدءت عيونها تلمع ببريق تسليه أعجبه بشدة قبل ان تضيف مشاكسه :
-وانا مكنتش اعرف انك شايفنى تمثال !! ..

فتح فمه ليجيبها ولكن فى تلك الأثناء مرت من خلف حياة امرأه كانت تبتسم لفريد بأغراء وهى تلوح له بيدها بدلال واضح ، فى بادئ الامر عقد حاجبيه محاولاً التذكر اذا كانت من معارفه ام لا قبل ان يشيح بنظره بعيداً عنها بعدم اهتمام ، التقطت حياة نظرته المتفحصة فالتفت برأسها للخلف تنظر حيث تركيز نظراته فتفاجئت بتلك المرأه تشيح بنظرها بأرتباك بعيداً عنه ، استدارت برأسها بحده تنظر إليه بغضب وتمتم بحنق واضح :
-عيب كده على فكره !!! ..

سألها فريد بعدم اهتمام واضح :
-هو ايه اللى عيب بالظبط !!..

ازداد حنقها من انكاره فأجابته بنبره حاده :
-انت عارف كويس انا بتكلم على ايه متلفش وتدور !! ..

ضيق نظراته عليها قبل ان يسألها مستفسراً وهو يضغط على حروف كلماته :
-اولاً مش فريد رسلان اللى يلف ويدور فلو انتى عندك حاجه عايزه تقوليها وضحى !! ثانياً دى واحده * شافت نفسها حلوه شويه فقالت اجرب يمكن اطلع منه بحاجه وثالثا ودى اهم نقطه .. حياة انتى غيرانه ؟!..

ارتبكت نظرتها قليلاً امام نظرته المتفحصة ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها لتقول بتعلثم واضح :
-لا انا مش غيرانه .. بس مش عايزه الناس تتكلم عليا وتقول ياعينى قاعد مع مراته وبيبص لغيرها ..

مال بجسده حتى اصبح وجهه على بعد خطوه واحده منها ثم قال بنبره ناعمه صادقه :
-انتى معايا ولا مش معايا ولا مليون واحده غيرك تملى عينى .. وبعدين هتفرق فى ايه لو انتى مش قدامى وانتى دايماً هنا ..

انهى جملته والتقط بيده كفها الموضوع فوق الطاوله ورفعه حتى موضع قلبه ثم قام بفرد أصابعها فوقه وهو لازال محتضناً كفها بكفه ، التمعت عيونها بسعادة واتسعت ابتسامتها رغماً عنها وهى تنظر مباشرةً فى عسليتيه ، أردف هو حديثه قائلاً بهمس ناعم وهو يقترب بشفتيه من شفتيها
-وبعدين ممكن نثبت للناس دلوقتى انه جوزك بيحبك انتى ..

شهقت بخجل وعادت برأسها للخلف مبتعده عنه وهم تغمغم بكلمات غير مفهومه مما جعله يقهقه عالياً ، تسمرت نظرتها فوقه وهى تتأمل ضحكته بتلك الغمزه الوحيده التى حفرت بداخل خده من اثر ابتسامته الحقيقه قائله بأعجاب واضح :
-ضحكتك حلوه اوى !!! المفروض اللى زيك مييطلبش يضحك ابداً ..

كانت تريد الان العض على لسانها ذلك الذى تفوه الليله بكثير من الحماقات اما هو فقد لمعت عيونه بسعادة واضحه ثم تمتم لها وهو يتأمل عينيها قائلاً بعشق :
-واللى زيك المفروض يخبوا عيونهم عن الناس لان عيونك دى فتنه وانا اتفتنت بيها من اول فتحتيهم فى وشى ..

شعرت بحراره جسدها تزداد من أثر كلماته ونبرته الهامسه ويده التى لازالت تحتضن يدها بتملك ونعومة لذلك اثرت الهرب من ذلك الموقف فسألته بأرتباك واضح :
-فريد ممكن نروح..

كان يعلم حيداً انها تراوغ ولكن يكفيه ما حصل عليه منها الليله لذلك اومأ لها برأسه موافقاً قبل ان يطلب من حارسه إنهاء الحساب والتوجه بها نحو الخارج وهو لايزال يحتضن يديها بين يديه


فى الصباح استيقظت حياة بحماسه لتجد نفسه نائمه بين ذراعيه وراسها يتوسد صدره ، عقدت حاجبيها بتركيز فهى تتذكر جيداً ان البارحه حاولت الحفاظ على مسافه بينهم حتى لا يظن انها ترتمى داخل احضانه كلما اتاحت لها الفرصه ، اما عن فريد فقد استيقظ بالطبع كعادته بمجرد تململها بين ذراعيه ، فتح عينيه ينظر لها بأبتسامه عابثه دون حديث ، سألته هى بتقطيبه واضحه مستفسره :
-بتضحك على ايه ؟!..

هز رأسه نافياً فى حركه تنم عن عدم نيته فى الاجابه عن سؤالها لذلك انسحبت من الفراش وتحركت قبله لتستعد وترتدى ملابس العمل ، اما هو فقد ظل ينظر فى اثرها بأبتسامه واسعه وهو يتذكر فى منتصف الليل وبعدما اصرت على وضع وساده فاصله بينهم حتى يلتزم كلاً منهم بموضعه تفاجئ بها تقوم برميها بعيداً قبل ان تقترب منه طالبه النوم بين ذراعيه ، تنهد بحراره قبل ان يقرر وهو الاخر التحرك والاستعداد لبدء يومه المشحون .

بعد قليل كانت حياة تقف امام الجزء الخاص بملابسها امام خزانه فريد العريضه تحاول اختيار رداء اليوم ، لوت فمها بسخريه وهى تفكر بيأس ان خزانه ملابسه تعادل حجم غرفتها بمنزل والدها بعدما احتلت هى نصفها تقريباً فقد قامت السيده عفاف بنقل جميع ملابسها الذى انتقاها لها فريد منذ زواجهم والتى لم تمس اى منهم حتى الان ، حانت منها التفاته جانبيه لذلك الكم من البدل النسائية بألوانها المتنوعة واقمشتها الناعمه ، انها تحتاج الان إلى اراده فولاذية حتى لا تمتد يدها وتنتقى احدهم من اجل ايبوم ، كانت غارقه فى تأملاتها ولم تشعر بحركته الا وهو يقف خلفها ليحتضن خصرها بكلتا يديه ويحنى رأسه ليستند بذقنه فوق كتفها ويهمس بجوار اذنها قائلاً ويده تمتد إلى بدله ذات ستره طويله من اللون الاسود مع بنطال من الجينز الفاتح قائلاً بصوت أجش :
-البسى دى هتبقى تحفه عليكى ..
حركت رأسها قليلاً حتى تستطيع رؤيته فأردف يجيب على سؤالها الذى لم تنطق بِه قائلا بحراره :
-الاسود بيليق اوى مع لون عينيكى وشعرك ومفيش لون ممكن يعبر عن طبيعتك المتمردة غيره ..

انهى جملته وفك حصار ذراعيه من فوق خصرها قائلاً بلطف وهو يضع قبله ناعمه فوق وجنتها :
هسيبك واروح البس فى الحمام وانتى البسى براحتك ..

ظلت تنظر فى اثره حتى اختفى من امامها قبل ان تتحرك لتنفيذ مطلبه دون وعى او حتى اعتراض واحد

بعد فتره لا بأس بها كانت حياة تقف امام مبنى الشركه والمكون من عده طوابق نوافذه جميعها من الزجاج العاكس وفريد يقف بجوارها يضغط بيده على يدها ليحثها على التقدم والدخول ، حركت رأسها تنظر إليه محاوله استمداد شجاعتها منه ولكنه كان ينظر إلى الامام بجبين عابس وملامح شديده الجديه كأنه يستعد لدخول معركه ما ، ابتعلت ريقها بصعوبه وهى تتأمل تبدل ملامحه ، فكرت بيأس ان تعود بأدراجها حيث المنزل فقد تخلت عن الفكره بأكملها كما ان فريد بهيئته تلك يبدو من نوعيه المديرين التى لا تفضل ابداً التعامل معهم او العمل تحت إمرتهم بأى شكل كان ، كما انها تفضل فريد الذى بالمنزل عن ذلك الذى يتحرك بجوارها ويرمى الجميع بنظرات ناريه دون سبب مقنع

استأنفت طريقها بجواره بصمت شاعره بالتوتر من كم النظرات المسلطه عليها ما بين معجب وحاسد ومستنكر ومترقب حتى وصلا إلى الطابق الثالث حيث غرفه مكتبه ، توقف عن السير امام مكتب سكرتيرته الخاصه يأمرها بجمود دون ان يتكلف حتى عناء النظر نحوها قائلاً بحده :
-اطلبى مدير الحسابات وقوليله يحصلنى ع المكتب بعد عشر دقايق .. عشر دقايق بالظبط ومش قبل كده ..

شعرت حياة بالشفقة كثيراً على تلك الموظفه والتى يبدو الارتباك جلياً على مظهرها وملامحها وهى تستمع إلى تعليماته الصارمة وفكرت بيأس اذا لم تكن هى حياة خاصة فريد كما يلقبها كيف كان سيتعامل معها وهو مديرها الخاص ، انها لا تريد حتى التفكير فى ذلك الامر ، تنحنحت محاوله تلطيف الجو من حولها قليلاً لذلك وجهت حديثها للسكرتيره قائله بود شديد:
-صباح الخير ..
بادلتها السكرتيره ابتسامتها بأخرى مرتبكه وهى تغمغم بحذرقائله :
-صباح النور يا فندم ..

سحبت حياة يدها من داخل يد فريد ووجهتها نحو السكرتيره مبادره بتحييتها وهى تسألها بوجهه بشوش :
-انا اسمى حياة .. انتى اسمك ايه ؟!..
مدت السكرتيره كفها مسرعه تحتضن يد حياة وتحركها بترحاب شديد وهى تتمتم باحترام :
-ايوه طبعا يا فندم انا شفت حضرتك فى حفله التوقيع .. انا اسمى ايمان ..
هزت حياة رأسها باستحسان وهى تجيبها بمرح :
-اسمك جميل يا ايمان ..

قاطع حديثهم صوت فريد الذى هتف بأسم حياة بنفاذ صبر وهو يتململ بجوارها مما جعلها تلتفت برأسها تنظر داخل عينيه لتستبين حالتهم ، اتسعت ابتسامتها وهى تنظر إليه فبرغم نبرته الحاده الا انه مازال محافظاً على صفاء عينيه اذا فهى لازالت فى مرحله الامان ، اثرت التحرك قبل اثاره غضبه بحق ولكنها اثناء تحركها معه داخل مكتبه استدرات بجسدها تلوح لايمان بمرح وهى تتمتم مسرعه :
-هجيلك تانى ..

فى الداخل سألها فريد بنبره خاليه :
-خلصتى تعارف ولا تحبى اجيبهالك تكملى هنا ..
مدت حياة شفتيها للأمام فى حركه طفوليه منها لتعبر له عن حزنها دون حديث ، استطردت هو حديثه الجامد محذرا بضيق :
-كام مره قلتلك متعمليش الحركه دى ..
اندفعت تجيبه بتذمر واضح :
-أنت بتتعصب عليا ليه دلوقتى !!! انا اصلا متوتره وخايفه من غير حاجه ..

تنهد باستسلام ثم تحدث وهو يتحرك بها نحو مكتبه ليستند بجسده على حافته وتقف هى مقابله له محضتناً كلتا كفيها بين يديه ومتسائلاً بهدوء :
-ها يا ستى متوتره ليه بقى ..

اجابته بضيق وهى تضغط بيدها على يده :
-انت مش شايف كلهم بيبصولى ازاى .. تلاقيهم فاكرينى جايه اتفسح بما انى مرات المدير ..
اجابها فريد مازحاً :
-لازم يبصولك مانتى مراد فريد رسلان .. المدير ..
تشدقّت حياة بجملتها بحنق قائله :
-مغرور اوى على فكره..
رفع فريد احدى حاجبيه ينظر إليها محاولاً تصنع الغضب وقائلاً بجديه :
-انتى عارفه ان محدش غيرك بيقدر يقولى كده ؟!..
اجابته ساخره :
-تلاقيهم بيقولوا من وراك عادى ..
سألها بتهكم :
-وانتى بقى الشجاعه اللى فيهم ؟؟!..
اجابته بفخر وهى ترفع راسها للاعلى:
-اها .. عشان انا الوحيدة اللى عارفه فريد زمان .. يعنى انا صاحبه عمره وأقدر اقول اى حاجه براحتى ..

نظر لها مطولاً دون حديث .. كانت تعلم جيداً ما يريد قوله لها دون الحاجه لنطقه للكلمات ، قاطع حديث عيونهم طرقه خفيفه فوق الباب ، سمح فريد للطارق بالدخول وقد كان مدير الحسابات اومأ له فريد رأسه فى تحيه شديده الجفاف قبل ان يقول بعمليه شديده :
-ابراهيم .. دى الاستاذه حياة “مراتى ” .. هتبدء معاك من النهارده فى مراجعه الحسابات وهيكون فى ايديها كل الصلاحيات يعنى تتعاون معاها على قد ما تقدر ومش عايز مشاكل .. فاهمنى ؟!..

اومأ المدير رأسه لفريد بخضوع تام موافقاً على حديثه قبل ان يرفع راسه لتحيه حياة بأدب :
-اهلا وسهلاً يا حياة هانم شرفتينا ..

اندفعت حياة تجيبه بمرح وهى تمد يده لتحييته وهى تبتسم لها ابتسامتها الواسعه
-لا هانم ايه .. حياة بس طبعاً ..
امتلئ وجهه الرجل بابتسامه عريضه وهو يردد من ورائها :
-حياة ..
انتفض فريد فى وقفته وهدر بالمدير بعصبيه واضحه لم يحاول إخفائها :
-تقولها حياة هانم وبعدين اتفضل انت دلوقتى ولو احتاجتك هناديلك ..

فتح الرجل فمه ليعترض ولكن نظره فريد جعلته يتراجع على الفور ويهرول نحو الخارج فى عُجاله ، استدار فريد يهتف بها بعصبيه :
-انا جايبك هنا تهزرى ولا تشتغلى !!! ..
فتحت فمها لتجيبه وقد ارعبتها نظرته ولكنه رفع يده يوقفها مستطرداً بغضب شديد :
-رجعت فى كلامى .. مفيش شغل ومفيش شركه والنهارده هتقضيه طول اليوم جنبى فى المكتب من غير صوت ولا حركه ولا نفس لحد ما اخلص بليل ..فاهمه !! ..
صمت قليلاً محاولاً تهدئه غضبه ثم أردف رافعا إصبعه فى وجهها محذراً :

  • اقسم بالله لو اتعاملتى معاه او مع اى راجل كده تانى هتشوفى منى وش تانى مش هيعجبك ابداً يا حياة .. ومتضحكيش لاى حد مهما كان السبب !! فاهمه !! ..

هدر بقوه فى كلمته الاخيره مما جعلها تنتفض رعباً وبدءت الدموع تتجمع داخل مقلتيها ثم انسحبت بهدوء تجلس فوق احد المقاعد حتى تتجنب المزيد من غضبه فحركه جسده ونظرته تخبرها انها تخطت خطوطها الحمراء .


فى منتصف الظهيرة واثنا عوده نيرمين من النادى الرياضى صادفت والدتها خارجه من المنزل على عجاله، استوقفتها نيرمين تسألها بأستنكار :
-مامى !! انتى رايحه فين ..

تفاجئت جيهان بعوده ابنتها باكراً فهى قد تعمدت اختيارذلك التوقيت بالتحديد لثقتها بعدم وجود احد بالمنزل فى ذلك الوقت ، اجابتها جيهان على مهل حتى تبدو منطقيه فى حديثها قائله بأستفهام :
-نيرو ؟!.. انتى ايه رجعك بدرى كده من النادى ؟!.. انتى ملحقتيش تقعدى !!..

اجابتها نيرمين بضيق واضح :
-ولا حاجه يا مامى بس نجوى مجتش النهارده وملقتش حد اقعد معاه ولما كلمتها قالتلى تعبانه وهنتقابل بليل .. فزهقت من القعده لوحدى ورجعت ..

حركت جيهان راسها متفهمه ثم اردفت تقول فى عجاله وهى تتحرك نحو سيارتها لتستقلها :
-تمام .. ادخلى انتى يا حبيبتى وانا شويه وهرجع مش هتاخر ..

مدت نيرمين ذراعها تستوقف والدتها وهى تسالها بفضول قائله :
-انتى برضه مقلتليش رايحه فين ؟!..

اجابتها جيهان بارتباك :
-زهقت وقلت اروح النادى اقابل طنطك صفيه ..
اجابتها نيرمين بتذمرها المعتاد :
-يا مامى مش كنتى قلتيلى طيب كنت استنيتك هناك .. طب استنى اجى معاكى ..

قاطعتها جيهان بحزم واضح :
-لا انتى تدخلى ترتاحى مش هتقضى اليوم كله بره .. ويلا عشان انتى معطلانى ..

لم تنتظر لسماع المزيد من الحديث فقد تحركت على الفور تستقل سيارتها لتقودها بنفسها على غير عادتها تاركه ابنتها تشعر بالاستنكار من تصرفات والدتها الغير منطقيه.

فى احدى الكافيهات المعزوله كانت جيهان تجلس امام منصور الجنيدى بكل ثقه وهى تضع ساقاً فوق الاخرى وتجيبه عن سؤاله المتشكك قائله بأقناع :
-انت عارف انا طلبت اشوفك ليه يا منصور فبلاش نلف وندور على بعض .. انا عرفت انت عملت ايه فى بيت فريد عشان التوكيل اللى اخده منك .. يعنى من الاخر كده مصلحتنا رجعت مشتركه تانى ..

ضرب منصور الطاوله امامه بقبضته غاضباً وهو يجيبها بحنق :
-محدش استفاد غيرك المره اللى فاتت يا جيهان وانا طلعت من المولد بلا حمص ..

اجابته جيهان باندفاع ونبره حاده وهى تقترب تتحرك بجسدها متخذه وضع الاستعداد للهجوم :
-وانا كنت اعرف منين ان غريب هيعمل كده .. انا فلت هيطلقها بعد ما يشك فيها وخلاص .. بس عمتا المره دى اطمن انت فعلا هنستفاد ..

نظر لها منصور بتشكك قبل ان يسألها بحرص :
-قصدك ؟!..
اجابته جيهان بعيون تقطر حقد وصوت يشبهه فحيح الأفاعى :
-يعنى المره دى تعمل اللى انا مقدرتش اعمله زمان .. تخلصنى منه ومش هو لوحده هو ومراته كمان ..
سالها منصور بأستهزاء واضح :
-ولما انا اعملك كل ده انا هستفاد ايه ؟!..
اجابته جيهان بنبره جاده مقنعه:
-انا مش هاممنى التوكيل ولا ان الشركه تتوسع .. انت عارف ان شراكتنا مع الفرنسيين مكفيه الشركه وزياده .. كل اللى عايزاه انى اخلص منه وكرسى رئيس مجلس الاداره يكون لبنتى .. والباقى حلال عليك كل حاجه هترجع زى الاول .. واوعدك انى هكون متحكمه فى كل حاجه لما نيرمين تمسك بداله واخلصلك كل الصفقات اللى انت مش قادر عليها ..

حك منصور ذقنه بيده وعيونه شارده فى تفكير عميق استمر لعده دقائق قبل ان يجيبها بهدوء :
-موافق .. انا كده كده عايز اخلص منه من زمان ومستنى الفرصه ..

اجابته جيهان بسعادة واضحه وهى تمد كفها تحتضن كفه :
-اتفقنا بس زى ما قلتلك هو ومراته وتقتل مراته قبل منه .. مش عايزه يطلعلى ديل يا منصور وتطلع حامل ولا حاجه ساعتها انا وانت هنخسر كل حاجه ..

اومأ منصور برأسه موافقاً وهو يجيبها بثقه :
-منصور مبيفشلش ومع انها متخصنيش بس عندك حق .. لازم المره دى نخلص خالص ..


فى المساء كانت نيرمين تجلس مع نجوى فى احد بارات الاسكندريه الشهيره ، مالت نيرمين حول نجوى تصرخ فى أذنها قائله بشماته :
-عارفه مين كان فى الشركه النهارده ؟!..

سألتها نجوى بقلق وصوتها يماثلها فى الصراخ حتى تستطيع سماعها من بين تلك الموسيقى الصاخبه :
-بنت الخدامه .. فريد اخدها معاه تشتغل فى الشركه ..

صرخت نجوى بصوت اعلى ولكن هذه المره من اثر الحنق قائله بغيظ :
-مين قالك الاخبار الزفت دى ؟!…
اجابتها نبرمين وهى تحتسى مشروبها المُسْكر:
-بابى .. ولما ماما عرفت كان حالها زيك كده بالظبط واكتر منك ..
صرخت نجوى بعصبيه قائله :
-البت دى هتكوش على كل حاجه ولا انا هطلع بفريد ولا انتوا هتطلعوا بالشركه ..

نظرت نيرمين نحو نجوى بتفحص شديد قبل ان تسالها بشك :
-نجوى .. انتى فعلاً مش همك الفلوس وبتعملى كل ده عشان خاطر فريد ؟!..
اجابتها نجوى بنبره لا تحمل اى دليل على الكذب :
-اه طبعاً .. انا ميهمنيش غير فريد وحب فريد .. هو انتى لسه هتعرفينى دلوقتى يا نيرو ؟!.. ده احنا حتى صحاب من ايام الطفوله ..
هزت نيرمين رأسها لها بسعادة قائله بحبور وقد اطمأنت على نوايا صديقتها:
-طبعا يا روحى ده انتى صاحبه عمرى ..

ربتت نجوى على كتفها متصنعه الحب قبل ان تنظر نحو كأس نيرمين الذى أوشك على الانتهاء لتقول لها بخبث :
-نيرو با قلبى .. الدرينك بتاعك خلص .. خليكى متتعبيش نفسك انا هروح اجيبلك واحد جديد معايا ..

اومأت نيرمين رأسها موافقه وهى تتمايل على نغمات الموسيقى الصاخبه ، تحركت نجوى نحو بار المشروبات ثم مالت برأسها نحو شاب ما يقف بجوارها وسألته بنبره خفيضه :
-ها اللى طلبته جاهز ؟!..
هز الشاب رأسه لها بثقه قائلاً بفخر :
-عيب عليكى با حب العمر .. جاهز وزى ما طلبتى ..

انهى جملته واخرج من جيب ردائه الخلفى مجموعه من الحبوب التقطتها نجوى بتوجس وهى تنظر حولها اولاً لتتأكد من عدم رؤيه احد ما لها ثم اخذت تنظر بها بتفحص شديد وهى تسأله بتركيز :
-الزفت ده هيجيب معاها من الاخر صح ؟!..
اجابها الشاب بثقه :
-زى ما اتفقنا اسبوع واحد كل يوم حبايتين فى اى درينك وبعدها هتجيلك زاحفة تقولك الحقينى بالجرعه .. ساعتها اتعامل معاها انا بقى فى البودره واطلعلى بسبوبه حلوة ..

ربتت نجوى على كتفته بتشجيع قائله بغل :
-يدخل بس فى دمها واشتغل معاها زى ما تحب ..
اردفت تكمل حديثها بخفوت قائله بتوعد وهى تفرغ حبتين من المخدر داخل شراب نيرمين :
-وكده يبقى خلصنا من نيرمين وكل الهيصه دى تروح لفريد ىومن فريد لايدى بعد ما اخلص من بنت الخدامه ست الحسن بتاعته..

* نهايه البارت ♥️
حبيت افكركم ان كوفر روايه اتغير من امبارح عشان لو حد نسى بس 😂😂
دمتم ذواقيين 😍😘😘

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top