متى تخضعين لقلبي ممكتملة للكاتبة شيماء يوسف الفصل الحادي عشر

pexels-photo-984944-984944.jpg

متى تخضعين لقلبى
الفصل الحادى عشر ..

قضت حياة اليوم التالى لها ما بين الصحوه والغفوه مع الاستمرار الدائم لهلاوساتها وأحلامها الغريبه والتى كان العامل المشترك بينهم جميعاً هو شخص واحد .. فريد .
اما عنه هو فكان ملازماً لها خلال الليل والنهار لا يتحرك من جوارها الا لمتابعه اخر التطورات لمعرفه مرتكب تلك الجريمه بحقه وحقها ، ثم يعود إليها مره اخرى راكضاً ينصت بإستمتاع إلى هلاوسها بقلب أب حنون قبل ان يكون قلب عاشق وما أشد سعادته عندما كان يستمع إلى اسمه يخرج من بين شفتيها عالماً انه محور تلك الهلاوس ، فهى مازالت تلجأ إليه مثلما كانت تفعل فى صغرها ،وها هو الان يجلس بجوارها يستمع إليها ويلبى طلباتها مثلما كان يفعل أيضاً وهو صغير ، تذكر بسعاده ان اول خطوه لها تحركت نحوه هو ، واول ركضه لها كانت لتصل إليه ، واول شكوى منها كانت إليه ، كان تفسير والدته ووالدتها على ذلك التعلق الشديد هو افتقار كلاً منهما لوجود اخ او اخت من نفس فئتهم العمريه ، وكم سمع من شفتيهما كلمه “حياه اختك ” ولكنه ابداً لم يستسيغ تلك الكلمه ويبدو ان قلبه أيضاً لم يفعل فهى ببساطه لم تكن اخته .

فى اليوم الذى يليه بدءت حرارتها تعود طبيعيه وعليها كانت استفاقتها قريبه لذلك قام فريد بنقلها إلى غرفتها وأكد على كل من بالمنزل واولهم السيده عفاف التى كانت ترعاها فى اوقات انشغاله بعدم التطرق لتلك الحادثه والاهم عدم التحدث عن اى تفاصيل تخص ميعاد عودته او وجودها داخل غرفته .

فى منتصف النهار فتحت حياة عينيها بتثاقل ووهن ، قطبت جبينها وعقدت حاجبيها معاً محاوله تذكر ما حدث ، استغرق الامر قليلاً لمعرفه ما يدور حولها وسبب تيبس عضلاتها قبل ان تنتفض من نومتها بفزع وتنظر حولها بقلق ، حركت رأسها عده مرات محاوله طرد تلك المخاوف من رأسها ، طمأنت نفسها بقوه كانت مجرد احلام والدليل انها هنا غافيه داخل غرفتها ، اذا ليس هناك داع للقلق ، هكذا حدثت نفسها داخلياً ، مجرد احلام عابره ليست الا ، طل هناك سؤال واخد يفرض نفسه داخل عقلها بقوه ، هل عاد إلى المنزل ام لا ؟!!..

قررت بعد قليل التحرك من ذلك الفراش واكتشاف ذلك بنفسها فهى أيضاً لا تعلم كم مضى على مرضها ومن اسعفها فاخر ما تتذكره هو محاولتها للخروج من غرفتها لطلب المساعده ووصول شخص ما ، تحركت من الفراش وقررت التوجهه إلى المرحاض والاغتسال جيداً بالماء الساخن لانبساط عضلاتها واستعاده نشاطها قليلاً وبالفعل بعد حوالى ساعه كانت تقف امام المرآه تنظر برضى بعدما قامت بتجفيف شعرها وتركه منسدلاً بحريه فوق كتفيها ثم قامت بوضع لمسات بسيطه من الكحل واحمر الشفاه لاعاده بعض اللون إلى وجهها ، هزت كتفيها بعدم اهتمام وهى تتسائل لماذا ارادت فعل ذلك ولكن يبدو ان مزاجها كان مرحاً دون اى اسباب او هذا ما حاولت إقناع نفسها بِه قبل التحرك للأسفل .

بمجرد خروجها من الغرفه استرعى انتباهها وجود عدد من الأشخاص يتناقشون بتركيز فيما بينهم ، اكملت طريقها للأسفل عندها صادفت السيده عفاف التى أسرعت إليها مهروله تستقبلها بترحاب وهى تقول بحبور :
-حمدلله ع السلامه .. البيت نور .. لا البيت ايه .. دى الدنيا كلها نورت ..
احتضنتها حياة بحب وهى تتمتم بخجل :
-الله يسلمك يا داد ..
ابتعدت عنها قليلاً حتى ينسى لها رؤيتها جيداً ثم سألتها بفضول :
-داد قوليلى هو حصل ايه ؟!..
ارتبكت نظرات عفاف قليلاً وهى تتذكر تنبيهات رب عملها التى وصلت لحد التهديد فأجابتها محاوله اخراج نبرتها مقنعه قدر الامكان :
-حاله تسمم .. واضح ان الاكل بتاع بره ده كان فى مشكله ..
صمتت قليلاً ثم اضافت بنبره نادمه :
-ياريتنى مسمعتش كلامك وكنت عملتلك الاكل بايدى ..
اقتربت حياة منها مره اخرى تربت على كتفها قائله بود واضح :
-خلاص يا دادا الحمدلله انه محصلش حاجه اكتر من كده تلاقيها بس غلطه المطعم متحطيش فى بالك ..
انهت جملتها ثم اضافت تسال بفضول قاطعه المجال على عفاف لأجابتها قائله :
-دادا .. ايه الناس دى ؟!..
اجابتها عفاف وقد عّلى ثغرها ابتسامه واسعه قائله بحماس :
-ده مهندس ديكور فريد بيه طلبه عشان يهد البار اللى هنا ويشوف هيعمل ايه بداله ..

اتسعت حدقتى حياة بدهشه وسعاده حقيقه حتى شعرت بترقرق الدموع بداخلها ثم سألتها بكلمات متعلثمه من شده صدمتها قائله :
-البار … اللى كان بيش…؟!.. ده حقيقى .. هو فعلا هيشيله ؟!..
هزت عفاف رأسها موافقه وقد ازدات ابتسامتها اتساعاً برؤيه السعاده واضحه على وجهه حياة التى أشرق وجهها بابتسامه وسعاده حقيقه لم تشعر بها منذ زمن بعيد .

فى تلك الأثناء كان فريد عائداً من المستودع الصغير الملحق بالفيلا والذى احتجز بداخله ذالك المدعو على والذى تولى مهمه توصيل الطعام والرجل الاخر المدبر للحادثه او كما يلقبونه “سيد الدولى “، بعدما استطاع بمساعده المطعم وبعض أساليبه الخاصه التوصل إليهم وها هما الان ملقيان فى المستودع يرفضان التحدث او الايشاء بمن طلب تنفيذ تلك الجريمه ، تحرك بغضب نحو الباب الداخلى للمنزل يفتحه بحده، فى تلك اللحظه رفعت حياة وهى لازالت محتفظه بتلك الابتسامه السعيده فوق ثغرها تنظر إلى القادم فتفاجئت به
تسمر فريد مكانه وقد تبدلت ملامحه على الفور هو الاخر وهو يراها تنظر إليه بابتسامه عريضه وعيون لامعه ، تشابكت نظراتهما للحظات قبل ان تطرق حياة راسها للأسفل بخجل ، انسحبت عفاف من المكان بهدوء بعدما رأت تعلق نظرات كل منهما بالاخر ، اما هو فكان قلبه يقفز من شده الفرح وهو يراها تقف امامه مره اخرى وقد استعادت عافيتها من جديد ، كل ما اراد فعله فى تلك اللحظه هو التوجهه نحوها وأخذها بين احضانه حتى يتسنى له الشعور بدقات قلبها فوق صدره ، ولكن بدلاً عن ذلك تحرك نحوها بهدوء حتى توقف امامها ثم سألها بنبره عميقه :
-حمدلله ع السلامه .. انتى كويسه دلوقتى ؟!..
هزت رأسها موافقه ثم اجابته برقه بالغه :
-الله يسلمك .. اه الحمدلله ..
انهت جملتها ثم حركت رأسها بأتجاه العمال قبل ان تعيدها نحوه وهى تمتم بخجل :
-شكرا ..
رفع احد ذراعيه يحركها فوق مؤخره راسه وهو يبتسم لها بهدوء وقد علم ما ترمى إليه ولكنه آثر سماعها من بين شفتيها ، اقترب منها خطوه واحده ثم سألها بصوت أجش :
-على ايه ؟!..
اتسعت ابتسامتها وزاد احمرار وجنتها ثم اجابته بخجل :
-انت عارف على ايه ..
انهت جملتها وركضت مسرعه نحو الاعلى حيث غرفتها ، انا فريد فقد ظل حيث هو بلا حراك وعينيه تتبع خطواتها والابتسامه البلهاء لم تفارق شفتيه


عند حلول موعد الغذاء سمعت حياة بضع طرقات خفيفه فوق باب غرفتها لذلك طلبت من الطارق الدخول فطلت السيده عفاف من خلف الباب تسألها بهدوء قائله :
-فريد بيه طلب منى اسالك لو ينفع تشاركيه الغدا النهارده .. ده طبعا لو حاسه نفسك كويسه ..
اندفعت حياة تجيبها دون تردد قائله :
-اه يا دادا .. خليكى انتى وانا هنزله على طول ..
انهت جملتها ثم تحركت مباشرة نحو غرفه الطعام فهى لديها العديد من الاسئله التى تشغل عقلها ولن يجيبها أحداً غيره .

وصلت إلى غرفه الطعام فوجدته جالسا فى مكانه المعتاد على راس طاولته ينتظر ردها ، تحرك من مقعده بمجرد رؤيتها يسحب لها الكرسى الملاصق لمقعده وقد لاحظت حياة اقتراب المقاعد من بعضها اكثر من السابق ، جلست فى مقعدها والذى كان ملاصق تماماً لمقعده حتى ان قدميها تلامست عده مرات مع قدميه ، لاحظت حياة بعد جلوسها وجود عزه فى احد أركان الغرفه لذلك ومن باب الذوق حييتها حياة بهدوء ، ردت عزه تحيتها بارتباك واضح وشرعت فورا فى تقديم الطعام ثم استئذنت فى الخروج من الغرفه فسمح لها فريد على الفور

بدءت حياة فى تناول حسائها بصمت وهى تفكر فى كيفيه سؤاله عند موعد عودته دون ان تبدو كمن يتحرى عن الامر ، قاطع تفكيرها صوت فريد يسألها بأهتمام :
-حياة .. الدكتور كان كتبلك شويه ادويه .. اخدتيهم فى ميعادهم ؟!..

ابتسمت بسعاده وقد اتيحت لها الفرصه للسؤال عما يدور فى خلدها براحه ، لذلك اجابته برقه :
-اه دادا عفاف من شويه قالتلى وفكرتنى بمواعيدهم كمان ..
صمتت لتبلع ريقها ثم استطردت حديثها تسأله بفضول :
-فريد .. هو انت وصلت امتى ؟!..

ترك طعامه وعاد بجسده للوراء يستند بكسل على ظهر مقعده ثم سالها وبريق التسليه يلمع داخل عينيه قائلاً وهو يتظاهر بالعبوس :
-بتسألى ليه ؟! عايزه تطمنى عليا ؟!..
اندفعت تقول فى ارتباك :
-لا طبعا .. انا كنت عايزه اعرف عشان حاجه تانى ..
صمتت قليلاً عندما رأت ملامح وجهه بدءت فى التجهم ثم اضافت مصححه بارتباك :
-مش قصدى .. انا عايزه اعرف اكيد..
توقفت عن الحديث وزفرت بتوتر ثم استطردت حديثها مصححه :
-انا قصدى انى بسأل من باب الفضول مش اكتر ..
عاد بريق التسليه إلى عينيه وهو يرى ارتباكها واضحاً عليها فسألها بمرح :
-طب قوليلى ايه الحاجه التانيه دى يمكن افيدك ؟!..
تذكرت ذلك الحلم الذى راودها عندما حملها بين ذراعيه وسمحت هى له بتقبيله فاحمرت وجنتاها خجلاً واطرقت رأسها لأسفل هاربه من نظراته المتفحصة ، التوى فمه بنصف ابتسامه وهو يرى ارتباكها وتخبطها امامه فهو يتحرق شوقاً لمعرفه اذا كانت تتذكر ما حدث بينهم ام لا وابداً لن يكشف اوراقه أمامها

قاطع تفكيره اقتحام حارسه الشخصى للغرفه فجاة بجسد وملامح متوتره ثم توجهه نحو فريد مباشرة يهمس له بكلمات لم تلتقط حياة منها اى شئ رغم محاولتها المستميتة فى معرفه ما يدار بينهم ، انتفض فريد من مقعده وهو يقول وقد تحولت ملامح وجهه للجديه :
-تعالى ورايا ..
انهى جملته وتحرك من الغرفه مسرعاً دون وداع تاركها تشعر بالحيره والفضول حول ما يحدث معه دون علمها.


داخل المستودع تكوم الرجلين فى احد الزوايا فاقدين الوعى من شده الضرب والإرهاق ، تحرك فريد فى اتجاههم ثم قام بسحب الكرسى الخشبى الموضوع داخل المستودع وجلس فوقه بطريقه عكسيه واستند بذراعيه على راس الكرسى ثم اشار برأسه للحارس الذى كان يقف بجواره ويحمل دلواً كبيرا مملوء بالماء ، اومأ الحارس رأسه لفريد بأيماءه خفيفه قبل ان يقوم بسكب الماء البارد فوق وجهه المدعو سيد ، انتفض الاخير على الفور وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً محاولاً التقاط انفاسه بصعوبه ، سأله فريد بنبره منخفضة :
-ها .. عقلت وناوى تقول مين اللى وزك تعمل كده ولا تحب اخليهم يكملوا عليك ؟!..
انتفض الرجل فى جلسته متوسلاً لفريد :
-لا يا باشا الله يخليك .. انا هقولك كل اللى عندى والله .. اللى طلبت منى اعمل كده واحده اسمها سيرين ومعرفش وصلتلى ازاى .. ولا حتى شفتها قبل كده .. كل اللى اعرفه انها كلمتنى تليفون ومردتش تقولى عرفتنى منين ولا حتى رضيت تقابلنى .. هى عطتنى رقم واحده قالتلى دى شغاله فى الفيلا وهتساعدك ..

صمت الرجل ليزدرد لعابه بخوف ثم اضاف بعدما لمعت عيونه بخبث قائلاً لفريد بترقب لعل ما يقوله يشفع له :
-يا بيه صدقنى هو ده اللى عندى ومعرفش غيره .. بس اللى قالتلى ان الهانم لوحدها ودى فرصتنا واحده شغاله هنا
جحظت عينى فريد للخارج ثم اجابه بعصبيه هادره :
-قصدك مين ؟!.. انطقققققققق ؟!..
اجابه الرجل متمتاً فى خبث :
-انا هقول لحضرتك يا باشا ..


بعد قليل اقتحم فريد المطبخ بعنف جعل كلاً من السيده عفاف وعزه يجفلان ، توجهت نظراته الغاضبه مباشره نحو عزه التى بدءت تتراجع للخلف برعب وهى تراه يتقدم نحوها كالفهد فعلمت ما ينتظرها ، اقبض على شعرها قبل ان يجرها بقوه نحو الخارج غير عابئاً بصراخها الذى كان يدوى داخل المنزل ولا بنظرات عفاف المصدومه من فعلته ، ركضت حياة من داخل غرفتها على مصدر ذلك الصراخ فتفاجئت بفريد يمسك بشعر عزه بحده ويجرها إلى خارج المنزل بعنف ، ركضت خلفه تحاول ايقافه ولكن اوقفتها ذراع عفاف التى امتدت لمنعها بكل قوتها وقد استعادت وعيها من صدمتها قائله بتوسل :
-حياة هانم .. الله يخليكى بلاش ..
صاحت بها حياة بقوه قائله :
-اوعى يا دادا !! انتى مش شايفه هو ماسكها ازاى ؟!! من فضلك خلينى اشوف فى ايه ؟!..

هزت عفاف راسها بقوه رافضه إفلات يدها وهى تبرر بثقه:
-اكيد عملت حاجه .. فريد بيه اول مره يعمل كده .. اكيد عملت مصيبه ..
اجابتها حياة بحنق قائله :
-هتكون عملت ايه يعنى ؟!.. وبعدين حتى لو كان مينفعش فريد يعمل كده خالص !!! ..
بعد عده دقائق اقتحم فريد المنزل مره اخرى بحده جعل كلاً من حياة وعفاف ينتفضان من الرعب ثم تحرك نحوها مباشرةً وامسك بيدها قائلاً بنبره خاليه :
-تعالى …

ان كانت التجربه قد علمتها شيئاً فهى قد علمتها ان لا تجادله عند وصوله إلى تلك الحاله ، فالجدال معه ابداً لن يكون فى صالحها لذلك تحركت معه على الفور يجرها خلفه وكفه يحتضن كفها بتملك ، تحركا من خلال الحديقه نحو مبنى ابيض مكون من غرفه واحده عريضه ، سألته حياة بخفوت هامسه :
-فريد احنا رايحين فين ؟!..

لم يجيبها وبدلاً عن ذلك لاحظت ذلك العرق بجانب صدغه ينبض بشده ، كررت سؤالها بعدما توقفت عن السير وهتفت اسمه بيأس :
-فرييييد ..
توقف هو الاخر عن السير والتفت بجسده ينظر إليها قائلاً وهو يحاول السيطره على نبرته الحاده :
-دلوقتى هتعرفى .. تعالى ..

انهى جملته ثم قام بضغطه خفيفه مشجعه على كف يدها الموضوع داخل كفه ، تحركت معه بصمت حتى دلفا إلى داخل المستودع وهو لازال محتضناً يدها بقوه ، نظرت حولها باستغراب تحاول استيعاب هذا المكان الغريب ، اثناء تأملها له وقع نظرها اولاً على عزه الجالسه عَنوه فوق كرسى خشبى ومقيدة ببعض الحبال لتمنعها من الحركه ، ازداد قلقها وعبوس وجهها فهى حتى الان لم تستوعب شئ مما يدور حولها ، حركت رأسها مره اخرى تستأنف اكتشافها لذلك المكان الغريب واذا بها ترى رجلان مكومان فوق الارضيه والدماء تغطى وجههم وملابسهم ، شهقت بفزع وحركت جسدها اكثر لتلتصق بفريد فى حركه تلقائيه منها ، ضغط على يدها مطمئناً لها قبل ان يحول انتباهه نحوه عزه ويهدر بها بعصبيه وتوعد قائلاً :
-حسابى معاكى على خيانتك ليا هيكون بعدين ..

ترك يد حياة ثم توجهه يقف قباله حياة ويطل عليها بجسده الطويل مستطرداً :
-لكن دلوقتى .. اللى حياة هانم هتحكم عليكى هو اللى هيتنفذ ..
نقلت حياة نظرها بين فريد وبين عزه محاوله استيعاب ما يحدث بينهم ثم هتفت بإسمه بنفاذ صبر قائله :
-فريد !!! فهمنى فى ايه ؟!…
التفت بجسده نحوها قبل ان يتحرك ويقف قبالتها ، نظر لها مطولاً وقد ظهرعلى وجهه لمحه من الالم قائلاً بحزن :
-حاله التسمم اللى حصلتلك كانت مقصوده ..

اتسعت عيني حياة بصدمه ثم بدءت تنقل نظرها بينه وبين عزه مره اخرى وهى تتمتم بعدم استيعاب :
-مقصود ازاى ؟!.. مش ممكن تكون .. عزه !!!!…
هز رأسه بجمود دون حديث ، استطردت حياة حديثها متمته بأقرار اكثر منه سؤال :
-انت اللى لحقتنى صح ؟!.. انت اللى كنت واقف قدامى ؟! .
لم يأتيا الرد ولم تكن بحاجه إليه ، ظلت تنظر داخل عينيه وقد بدءت الدموع تلمع داخل عينيها ، ثم اطرقت براسها للأسفل ، أحاط فريد وجهها بكفه قبل ان يحرك يده ويقبض على خصلات شعرها الناعم قائلا بقوه :
-بصيلى .. حياة بصيلى ..

رفعت عينيها تنظر إليه واذا بها ترى تلك النظره التى تعرفها جيداً نظره التصميم التى يتميز بها ثم اضاف بحده :
-انا هنا .. فاهمه ؟!.. انا من دلوقتى هنا يعنى محدش هيقدر يأذيكى تانى .. اعرفى ده كويس ..

حركت راسها مسرعه عده مرات كأنها تحاول حفظ ما تفوه بِه للتو ، مد احدى أصابعه يمسح تلك الدمعه التى فلتت عنوه من بين جفنيها ، عندها صرخت عزه بحقد قائله :
-ايوه انا اللى ساعدته يعمل كده عشان بحبك ..

دوت الكلمه داخل أركان المستودع وشعرت حياة بأنها تدوى أيضاً بداخل قلبها ، استطردت عزه حديثها بشجاعه قائله :
-ايوه بحبك وحبيتك من اول مره شفتك فيها .. من ساعه ما ساعدتنى وجبتنى اشتغل عندك ..
ظل فريد يستمع إلى حديثها بملامح جامده وجسد متصلب ، اما بالنسبه لحياه فشعرت بانها تريد وضع كفيها فوق اذنها حتى لا تستمع إلى ذلك الحديث العقيم ، أردفت عزه بغل وهى تنظر نحو حياة قائله:
-هى مش بتحبك ولا عمرها هتحبك قدى .. مفيش حد فى الدنيا دى ممكن يحبك قدى ..
صرخ فريد بها قائلا بعصبيه :
-اخررررررسى …

اجابته عزه بتحدى وقد شعرت ان نهايتها اوشكت :
-لا مش هخرس هى دى الحقيقه اللى لازم تعرفها .. انا قاعده كل يوم وشايفه هى بتعاملك ازاى وفاهمه كويس انها مش بتحبك ..
اقترب فريد منها وقد بدء وجهه يتحول من شده الغضب والاحمرار ثم اجابها وهو يضغط على كل الحروف الخارجه من فمه قائلاً بتهديد:
-عارفه .. لولا انى حالف على قبر امى ممدش ايدى على واحده ست كنت عرفتك مقامك دلوقتى ..
صرخت عزه بجنون تجيبه :
-ده مش هيمنع حقيقه انى بحبك ..

فى تلك اللحظه قاطعت حياة حديثها بيأس تترجاه قائله :
-كفايه .. مش عايزه اسمع حاجه تانى .. انا عايزه امشى من هنا .. فريد لو سمحت خلينى امشى من هنا ..

اتجهه فريد نحوها على الفور ثم اصطحبها نحو الخارج ومنه إلى المنزل دون ان ينبث احد منهم ببنت شفه ، وصلت حياه إلى الدرج ثم حدثته بنبره جامده :
-انا عايزه اطلع الاوضه بتاعتى شويه ..
زفر فريد مطولاً بضيق ثم اجابها بتردد قائلاً :
-تمام .. انا فى المكتب لو احتجتى حاجه قوليلى ..
هزت رأسها موافقه ثم تحركت نحو الاعلى دون اضافه .


فى منتصف الليل كانت حياة لازآلت داخل غرفتها تتلوى داخلياً من تلك الكلمات المسمومة التى سمعتها من عزه منذ عده ساعات ، فكرت بحزن ايعقل ان تدفع الغيره الانسان حتى القتل ، مسحت دموعها وقد اتخذت قرارها ثم تحركت إلى الاسفل حيث غرفه مكتبهِ، وقفت امام الباب وأخذت نفساً عميقاً ثم طرقته وانتظرت اذنه للدخول ، اجابها بصوت عميق :
-اتفضل ..
أدارت حياة مقبض الباب ودخلت على مضض ، انتقضت فريد فى جلسته فور دخولها وهويسألها بأهتمام :
-حياة فى حاجه ؟!..
اجابته مباشرهً دون مقدمات :
-انا عرفت هعمل ايه فى عزه ..
تحرك حتى مكتبه ثم استند بجسده عليه وعقد ذراعيه امام صدره ثم اجابها بجديه قائلاً :
-سامعك ..
رفعت رأسها بتحدى قائله بأصرار :
-مش عايزاك تعمل فيها حاجه .. بس سلمها للبوليس ..

اعتدل فريد فى وقفته ثم أرخى ساعديه وعقد حاجبيه معاً سائلاً بجمود :
-يعنى ايه ؟!.. انا مش هسيبها تفلت باللى عملته !!!..
زفرت حياة مطولاً بيإس ثم اجابته بأرهاق قائله :
-لا هو ده بالظبط اللى انا عايزاك تعمله ..
قاطعها فريد بحده قائلاً :
-لا مش موافق ..
اجابته حياة مسرعه :
-انت قلت اللى انا هحكم بيه وده حكمى !!!..
صاح فريد بها بحده :
-حياااااااة !!!!! ..
اجابته بتحدى :
-فرييييييييد !!! ..
اضافت مستطرده حديثها :
-فريد لو سمحت لو قضينا عمرنا ننتقم من مل حد آذانا مش هنلاقى وقت ولا هنعرف نعيش حياتنا .. ده طلبى وده اللى انا عايزاه فلو سمحت نفذه ..
تأملها ملياً ثم اجابها وقد لمعت فكره ما داخل رأسه :
-موافق بشرط ..
اجابته بثقه موافقه ..

ابتسم بأنتصار ثم باغتها بشرطه مسرعاً :
-تقوليلى حصلك ابه وانتى عندك ١٤ سنه ؟..
ارتبكت نظرتها وارتجف جسدها ولم تُعقب ، استطردت هو حديثه كاذباً وقد لاحظ اقترابه من هدفه :
-انا سألت دادا آمنه وحكتلى اللى حصل بس عايز اسمع التفاصيل منك ..

نظرت إليه بدهشه اولاً ثم لوت فمها بابتسامه سخريه وهى تتحرك لتجلس على الاريكه الموضوعه بداخل الغرفه ، جلست بكبرياء ثم رفعت راسها تنظر إليه بتحدى قائله :

  • وآمنه هانم قالتلك انك تانى استعمال .. second hand يعنى ؟!..
    انتصب جسده واحتقنت ملامحه وهو يسألها بقلق:
    -قصدك ايه ؟!!..
    حبس انفاسه وهو فى انتظار اجابتها ، ابتسمت له بتشفى ثم أجابت بهدوء كاذب :
    -يعنى انا كنت متجوزه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top